الراحلة". خشيت رفع نظرها إليه . . وتركت الصحيفة تسقط من يدها . يا إلهي ! لماذا عمتي أليس ؟ . . ألن ينتهي هذا الكابوس أبداً ؟
قالت بصوت مرتجف :" آسفة ڤيك . . آسفة". ثم اشتد تكوّر شفتيها وعرفت ماذا عليها أن تفعل . . يعتقد أنها جبانة أمام عمتها . . لكن هذا كثير . .ولا شك انه يكاد ينفجر غيضاً . . فهو لم يطلب من أحد أن يورطه هكذا . .العمة أليس ستتكدر . . لكن على المهزلة كلها أن تتوقف عند هذا الحد . . فلا مجال لمعرفة ما قد تفعله العمة ببراءة. . منتدى ليلاس قالت بثبات :"سأسعى لنشر تكذيب فوراً . . وسأسافر إلي ميدلاين اليوم لأشرح الأمر لعمتي". سمعته يتحرك وشعرت بطله عليها : - لدي حل زاندرا . . وهو ليس التكذيب . ارتفع رأسها ولكن بدل أن تراه متجهماً ومستعداً لتمزيقها ، وجدت في وجهه ما لا يدفعها للخوف . . مع أنه لا يبتسم أبداً . . ثم تقدم ليجلس قربها على الأريكة الصغيرة ، فتحركت لتفسح له مكاناً . . سألته :" لا تريد تكذيباً ؟ لكن . . ". - أصغي إليّ فقط . قلت لك أن لدي حلاً . . لكن قبل أن أقول لك ما هو ، عليك أن تعرفي ماذا فعلت عمتك بإقدامها على هذا الإعلان في الصحيفة . . هل سمعت بالكولونيل تايڤستوك؟ سبق أن سمعت زاندرا بهذا الاسم،ولكن ما شأن الاسم بموضوعهما . . - أعرف أنه يعيش في " مارتشبيرو"وأظنه القاضي المحلي . |
- صحيح . . ولكن ويا للصدفة الكولونيل تايڤستوك هو صديق حميم لوالدي . . ولهذا ، حين رأي الكولونيل خبر خطوبتي ، أرسل نسخة عن الصحيفة لأبي .
صرخت بها أحاسيسها . . آه ! لا. . لا. . أل نهاية لهذا كله ؟ وتجاهل ڤيك ابيضاض وجهها : - غني عن القول ، أن والدي كتب لي رسالة غير مهذبة أبداً يسأل عن السبب الذي جعلني أمتنع عن إخباره . . ويجب أن أذكر أن والدي كان في المستشفي في سويسرا في الأشهر القليلة الماضية ، والحقيقة أنه أكثر من حساس ، لأنه مقطوع عن العالم . منتدى ليلاس أحست زاندرا أنها تكاد تجن . . فهذا كله بسبب كذبة متهورة لا معني لها . . وهي السبب . وهي مستعدة للقيام بأي شيء . . أي شيء لتظهر لڤيك مدي ندمها . . سألت وفي عينيها نظرة تقول غنها لن تتوقف عند شيء لإصلاح ما فعلته : - ماذا تريد مني أن أفعل ؟ أنا مستعدة للقيام بأي شيء. . أي شيء تطلبه . لا مجال للشك في صدقها ، مع ذلك سألها : - أواثقة ؟ - كل الثقة . . قل ما تريد . رأت وميضاً يبرق في عينيه ، ثم عادت أساريره إلي التجهم . - تعالي للعيش معي . . زاندرا . |
لا ، هذا آخر ما قد تتوقعه . . أصبح وجهها الشاحب قرمزياً ، ولكنه ما لبث أن عاد شاحباً رمادياً وهي تهمس :
- كما . . كما لو . . أننا متزوجان . . تعني ؟ - يا إلهي زاندرا . . لقد وجدت أن أفضل طريقة للخروج من هذه الورطة هي الزواج. كانت تتلقي الصدمة إثر الصدمة . . لكن ڤيك لم يكن غاضباً منها ، ولم ينتظر لتستوعب كلماته بل أردف : - ألا تدركين مدى خطورة أن تقولي لرجل لا تعرفينه تقريباً أنك مستعدة للقيام بأي شيء يطلبه ؟ أشكري ربك زاندرا رودس ، لأنني اعطف على براءتك التي تمنعني من أخذك للعيش معي بدون حماية خاتم زواج . منتدى ليلاس عندما استوعبت جيداً ما قال ، هبّت قائلة : - الزواج ؟ أتقول إنك تريد أن نتزوج ؟ - تبدين أكثر صدمة مما كنت حين فكرت أنني أقترح عليك السكن معي بلا زواج . ومد يده ببرود يمسك يدها ويشدها لتعود إلي الجلوس فوق الأريكة إلي جانبه . - أنا لم . . أنا . . ليس لدي النية في العيش معك ، بزواج أم بدونه . . - لكنك قلت إنك مستعدة للقيام بأي شيء. . - أجل . . لكن .. الزواج ! هذا أمر مناف للعقل ! نظرت إليه ، فوجدت أنه لا يشاركها الرأي . . فنظرت بعيداً وهي ترتجف حتى أعماقها . . لن تتزوج أبداً إلا من أجل الحب . .وهي لا |
تعتقد أن ڤيك سبنسر يعجبها كثيراً . .وها هو جالس بهدوء ، ينتظر بهدوء موافقتها . . لا، لا ينتظر موافقتها بل ينتظر أن تذعن لطلبه .
قالت بجرأة :" لا أستطيع الزواج منك . . هذا ما لا أستطيع التفكير فيه . . إذا كان هذا هو حلك الوحيد للورطة التي زججتك فيها ، فأنا أرفضه . . كل ما عليّ فعله هو الاعتراف لعمتي بالحقيقة كاملة وعندئذٍ ستنشر عمتي تكذيباً في الصفيحة ذاتها . . وسيكون هذه النهاية". رد بصوت بارد :" ألم تنسي دوري في كل هذا ؟". منتدى ليلاس - أنا آسفة ڤيك . . حقاً آسفة . . إن أعطيتني عنوان والدك سأكتب له رسالة أشرح فيها كل شيء . - لا ! جاءت صيحته حادة ورنت في زوايا الغرفة . . وكان يعني ما يقول . . تبع هذا صمت متوتر ، وتكدر فم زاندرا ولاحت عليه ملامح التمرد حتى تكلم ڤيك ثانية ، وفي هذه المرة اختفي التوتر من صوته ، وبدا على استعداد لمناقشة المسألة بهدوء: - أعرف أنك لا تحبينني زاندرا . . أجل. . لقد رأيت الكراهية في عينيك بين الحين والآخر . . لكن أكنا متحابين أم متباغضين. . فلا بد لنا من الزواج . . لأن هذا الزواج سيحل الكثير من مشاكلك . وكأنه بهذا اعترف أنه أيضاً لا يحبها . . وزاد اقتناع زاندرا بأن زواجهما خطوة تنبئ بكارثة. . نعم أن هذا سيقلل من ضغط العمة أليس عليها . . والعيش معه سيكون حلاً لمشكلة السكن التي تعاني منها . . لقد أوقعت نفسها في الشركه عندما أخبرته بأنها ستصبح بلا مأوى . . لكن المرء لا يتزوج من أجل إيجاد مسكن . . رفضت مجدداً: |
- لا ڤيك. . لا أستطيع حتى التفكير في هذا .
ووجدت اسمه يدور بسهولة على لسانها . . سأل :" لماذا لا ؟". - حسناً . . أولاً لأن الفائدة ستعود إلي طرف واحد فقط . . أعني . . أعرف أن الزواج منك يعني التخلص من ضغط عمتي وإلحاحها على تزويجي . . ويعني أيضاً إيجاد حل لمشكلة السكن . . لكن ما الذي ستجنيه أنت من كل هذا ؟ غسلت وجهها موجة حمراء فقالت : آه ! ثم أحست بالعرق البارد يتفصد منها ، و ڤيك ينظر إليها بثبات ، ولا يبدو أنه يجد صعوبة في فهم ما يدور في رأسها . . منتدى ليلاس - لم أبغ الزواج منك من أجل الحصول على الفائدة التي تدور عادة بين الرجل وزوجته. صمت قليلاً . . ثم أضاف لئلا يترك مجالاً للشك : - لا حاجة بك لتقولي لي إنك جذابة ، فعلي الرجل أن يكون أعمي إن لم يلحظ هذا . . لكن معاشرتك كزوجة ليس من بين مخططاتي . عاد التورد إلي وجهها بسبب صراحته القاسية . . والغريب أنه نظر إليها نظرة تدل على أنها ستكون هي المحظوظة لا هو ، إن وجدت نفسها يوماً تتلقي حظوة منه . قالت، وذقنها يرتفع لتجبر نفسها على مواجهته: - إذن . . أنا لا أثير فيك جسدياً أي شعور . . حسناً . . أقبل هذا . . مع ذلك لا أستطيع الزواج منك . |
الساعة الآن 05:04 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية