انشغلت في هذه الفترة بالبحث عن شقة لذا نحّت مسألة الخطوبة إلي زوايا تفكيرها . . ولكن في اليوم الأول على عودتها إلي العمل انقضّ الأمر عليها كالصاعقة . منتدى ليلاس
" أيتها الغامضة ، كيف تمكنت من هذا زاندرا؟" . . مشكلة أن الجميع يعرف بخطوبتها إلي ڤيك، برزت عندما سمعت جينا هارتلي تقول لمضيفة أخرى " كنت أدور حول ڤيك سبنسر منذ وقعت عيناي عليه". ولم تسمع ما كان يقال بعد ذلك ، لكنها وقفت لتصغي إلي جينا وهي تردف : إذن كل التصرفات الباردة التي كانا يظهرانها لم تكن إلا لذر الرماد في العيون ، لئلا يلاحظ أحد ما بينهما حقاً. في الأسابيع الستة التالية زارت زاندرا عدداً من البلدان الأجنبية . . ثم أمضت أيام راحتها في لندن بالبحث عن شقة ، ولكن إحباطها ازداد حين لم تجد شيئاً . وكان المزاح المزعج الذي يدور حولها وحول ڤيك قد بدأ يخبو . . فقد أصبحت خطوبتهما الآن أمراً مقبولاً . . ونادراً ما كانت تُذكر. دخلت إلي شقتها ورمت حقيبتها على الأرض وهي تفكر في أن حياتها ستبقي كئيبة حتى تحل مسألة خطوبتها . دايڤ هنتر،مساعد الكابتن في الرحلة التي أنهتها للتو طلب منها الخروج معه وهما في " كايب تاون". وأوشكت أن تقبل ، لكنها وجدته يسحب دعوته بسرعة وهو يتمتم : - آسف . . نسيت أنك مخطوبة . تقدمت إلي غرفة الجلوس وكانت تهم بخلع سترتها عندما رن جرس الهاتف الذي تعالي منه صوت ڤيك سبنسر: - زاندرا ؟ |
- نعم .
وتساءلت ماذا يريد ، فلديها ما يكفيها دون سماع كلامه السليط . - أنا ڤيك سبنسر . . لكنها تعرف هذا . . ولم يُشعرها صوته أنه في مزاج رائق . - أريد رؤيتك . . سآتي إلي شقتك . هذا أمر مثالي من ڤيك سبنسر . . لم يقل " أرجوك هل أستطيع ؟" أو " هل هذا يلائمك؟" بل كل ما قاله " أريد رؤيتك . . وسآتي إلي شقتك". تجاهلت المغطس الذي أملت الجلوس فيه لتنعم ببعض الاسترخاء . . اغتسلت بسرعة وغيرت ملابسها وارتدت بلوزة قطنية وبنطلون جينز ، وكان لها ما يكفي من وقت لتضع لمسة من أحمر الشفاه قبل أن يصل ڤيك سبنسر . لم يتطرق إلي سبب رغبته في رؤيتها لأنه أدرك أنها على غير عادتها . . سألها : " ما الخطب ؟". جعلها سؤاله المقتضب تدرك أن وجهها كان معبراً بحيث قرأ الإحباط فيه . . أجابت :" وما هو السليم؟". وعرفت من ضيق نظرته أن الموقف سينتهي إلي حرب علنية بينهما إن لم تفعل شيئاً لإنقاد الوضع . . أردفت تعترف : - كل شيء يسير بشكل معاكس . . وكرهت نفسها لأنها تراجعت أمام غضبه المتصاعد ، فقد أجاب : " لدينا جميعنا مشاكلنا. . " أردف بهدوء : |
- أتريدين أن تخبريني بما يقلقك ؟
ڤيك سبنسر هو آخر شخص في العالم قد تفكر في إفضاء همومها له . . لكن بما أنه يعرف عنها أموراً كثيرة وجدت نفسها تقول : - حسناً . . أولاً سيباع هذا المنزل . . لذا عليّ أن أجد مكاناً آخر أعيش فيه . . وما أصعب أن تجد المرء مكاناً يستأجره . . لذا أقضي أيام راحتي ، بالتجوال في كل مكان بحثاً عن شقة أخرى. . نظر إليها مفكراً :" دون جدوى . . أليس كذلك؟". منتدى ليلاس - أنت قلتها . . دون جدوى . - قلت إن هناك أكثر من شيء واحد يزعجك . . فما هو الشيء الآخر الذي يكدرك ؟ هزت كتفيها :" تقع المصائب كلها على رأس المرء دفعة واحدة". كانت محبطة فعلاً ، ولكنها حاولت ألا تدعه يري مدى إحباطها . . ثم شعرت بأنه السبب في نصف مشاكلها . - وما إن أنتهي من التجوال في مكاتب الوكلاء حتى أجد نفسي دون حياة اجتماعية . كرر بعدم تصديق : - بدون حياة اجتماعية ؟ ولكنك مرغوبة من الجنس الآخر . - كنت هكذا قبل أن أصبح مخطوبة . . أما الآن فلا أتلقي دعوة من أي فرد من معارفنا ، لظنهم أنني خطيبتك . و . . وأنا لا أشعر أنني قادرة على الخروج مع أحد من الأصدقاء الآخرين . . لأن هذا لن يكون إنصافاًَ لك . لمحته ينظر إليها بحدة . . وقال : |
- عليّ الاعتراف أنك خطيبة وفية فعلاً زاندرا . . ففي هذه الأيام لا تحمل الفتاة الخطوبة على محمل الجد ، ولا ترى أنها ملزمة بالوفاء لخطيبها .
سألته : - ولن يعجبك هذا . . أليس كذلك ؟ أملت ألا يبدي أي اهتمام بما تفعله في وقت فراغها ، وأن يعطيها الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء . . الليلة ستقيم ماغي لينلايد إحدى حفلاتها المعتادة ، وقد ترتفع معنوياتها لو ذهبت إليها . لكنه أجاب: - لا. . لن يعجبني . . هل هناك شيء آخر يزعجك ؟ بدأت زاندرا تقول : - بما أنك راغب في معرفة المزيد من الأمور فلا بأس سأجيب . . أنا مضطرة في اليومين القادمين للاتصال بالعمة . ولا أظن أنني قادرة على تحمل سؤالها إياي عن موعد الزفاف. . و. .ولقد فاض الكيل ! تكره زاندرا أن يري أحد دموعها . . لذا قاومت لئلا تنفذ دموعها تهديدها . . لم يتحرك ڤيك ، وخشيت أن تنظر إليه . . وفيما هي غارقة في الشفقة على نفسها ، تذكرت أنه جاء إلي شقتها منذ عشرة دقائق ، لا ليجلس ويصغي إلي أحزانها . . لكن ما سبب مجيئه؟ مهما كان سبب ، فلن يكون أسوأ مما هي عليه الآن . رفعت رأسها واستجمعت ابتسامة صغيرة مرتبكة : - آسفة لأنني أزعجتك . . لم أقصد هذا . . |
عندما لم يبتسم ذوت بسمتها . . وندمت لأنها اعتذرت منه . . لا شك أنها كانت بلهاء وإلا لما أفضت إليه بكل همومها . . فهو آخر من يهتم بمشاعرها . . ولكن . . لماذا يهتم ؟
أنهت كلامها ولجأت إلي إظهار البرود. .؟ - لقد أسهبت بالحديث عن مشاكلي فلا أظنك أتيت لتصغي إليّ ؟ ؟ لماذا جئت سيد سبنسر ؟ تمكنت بمناداته سيد سبنسر من جعل صوتها بارداً وعملياً . . إنما ما هي إلا لحظات حتى مد يده إلي جيبه ، وأخرج صحيفة مطوية . . أنبأها حدسها بأن كارثة على وشك أن تقع على رأسها . . وبدا وجهه متجهماً ، وهو يفتح الصحيفة . . - ماذا . . ؟ منتدى ليلاس اتجهت عيناها إلي أعلى الصحيفة فرأت اسمها :" ميدلاين ومارتش بورو غازيت". قالت :" هذه صحيفة عمتي المفضلة . . لماذا . . ". قال : انظري إلي صفحة الإعلانات . . تحت عنوان " خطوبة". آه . . لا . . ! حتى قبل أن تجد الصفحة ، عرفت أن هناك إعلان خطوبة واحدة . . " يسرنا إعلان خطوبة اليكساندرا مارج رودس ، إلي ڤيكتور ماكفلي سبنسر ، ابن. . ". وتأوهت زاندرا . . وهي التي ظنت أن لا شيبء أسوأ مما هي فيه قد يحدث . . هذا يتوّج كل شيء ! لكن من أين حصلت العمة أليس على هذه المعلومات ؟ ". . . ابن السيد دايڤد ماكفلي سبنسر وحرمه |
الساعة الآن 11:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية