منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   184 - الوهم الأسير ـ جسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t143981.html)

شاذن 07-07-10 07:48 PM

184 - الوهم الأسير ـ جسيكا ستيل ( كاملة )
 
الوهم الأسير

الملخص

. أنا مخطوبة لڤيكتور سبنسر !
كانت هذه كذبة بسيطة من زاندرا لتنقذ نفسها من موقف محرج . . وما همها طالما لن يعرف أحد بهذه الكذبة ، وخصوصاً . . ڤيكتور !
. . . لكنه عرف ، وعرف هذا بأصعب طريقة ، وقبل أن يستيقظ من ذهوله وجد نفسه متورطاً . . .
منتدى ليلاس
وهكذا واجهت زاندرا رجلاً غاضباً تعرف أنه لا يطيقها كما لا تطيقه هي ، فكيف سيتخلص ڤيكتور من هذه الورطة ؟ وهل يرغب فعلاً بأن يتخلص ؟


أرجو أن تنال أعجابكم . . .
وأرجو عدم نقل مجهودي لإ بذكر أسمي والمصدر. . .
مع تحياتي شاذن.

:flowers2:

المغتربه 07-07-10 08:00 PM

روايه من الملخص واضح انها مشوقه ننتظرك تنزيلها

Rehana 07-07-10 09:50 PM

شكله الرواية حلوووة ..شاذن

بنتظارك

azumi 07-07-10 10:38 PM

الرواية شكلها حلو نستنى تنزليها بسرعة

ŜăƦƌ 08-07-10 02:47 AM

في الانتظار حبيبتي..شكلها حلوووه

تحياتـــــي

شاذن 11-07-10 10:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المغتربه (المشاركة 2372479)
روايه من الملخص واضح انها مشوقه ننتظرك تنزيلها

مشكووووووووووووووووووور على مرورك العطر. . .
واتمني أن تعجبك الرواية .

:flowers2:

شاذن 11-07-10 10:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2372598)
شكله الرواية حلوووة ..شاذن

بنتظارك

مشكوووووووووووور على هذا التشجيع . . .
وراح أنزل أول فصل من الرواية . . .
أرجو أن تعطيني رأيك فيه .

:flowers2:

شاذن 11-07-10 10:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azumi (المشاركة 2372654)
الرواية شكلها حلو نستنى تنزليها بسرعة

مشكووووووووووور على مرورك الحلوة. . .
واتمني أن تعطيني رأيك عند أنزيل اليوم أول فصل . . .

:flowers2:

شاذن 11-07-10 10:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سااااار[SIZE="6"
[/SIZE]ه;2372938]في الانتظار حبيبتي..شكلها حلوووه

تحياتـــــي

مشكوووووووووورا على مرورك الحلوة . . .
وما تحرمينا من رأيك في أول فصل راح أنزله اليوم .

:flowers2:

شاذن 11-07-10 10:40 AM

1 – خطيبها رغماً عنه

كانت الرحلة رائعة . . وحطّت الطائرة العملاقة على أرض لندن وسط طقس جيد ، مع أنه بارد . . . ولعلها شعرت ببرودته بعد شمس أوستراليا الساطعة . . لكنه مقبول ، فهذا أفضل بكثير من طقس تشرين الثاني البارد الذي تركوا فيه لندن قبل أسبوع .
أما بالنسبة لزاندرا رودس فلم يكن هذا الطقس أفضل من طقس تشرين الثاني ، وعلى الرغم من جميع محاولاتها لازمها إحساس بالاكتئاب لم تستطع رفعه رغم كل محاولاتها منذ أقلعت الطائرة بهم من أوستراليا .
منتدى ليلاس
نفذت ، آلياً ، المهام الموكلة إليها بدقة . . فكانت لطيفة وعوناً لكل الركاب . . إلاّ أن طبيعتها الحساسة كانت تشكل قناعاً للألم في داخلها . . حاولت جاهدة أن تبعد أندرو يوغت عن أفكارها ، ولكنها رغم محاولاتها لم تستطع محو وجهه من خيالها . . كيف أخطأت بحكمها عليه ؟
عندما تراءى أمامها مرة أخرى وجهه الوسيم ، اتخذت عيناها مظهر من يشعر بألم وعذاب لأنها حسبته مخلصاً وصادقاً . . فما بينهما لم يكن مجرد انجذاب عابر بل كانت مؤمنة أن علاقتهما عميقة ذات معني . نعم لا تنكر أن أندرو لم يطلب ها للزواج ولكنه أمر كانا متفقين أو شبه متفق عليه . . او هذا ما ظنّت .
عضت زاندرا شفتها السفلي بغضب ، وغرقت في ذكرياتها . . . لذا اصطدمت بقبطان الطائرة الذي لم تنتبه إليه ، وعندئذ انقطعت ذكرياتها خاصة وهو يقول بصوت جاف : " هلا ابتعدت عن طريفي رجاءً . . أود المرور ".

شاذن 11-07-10 10:42 AM

أدركت زاندرا أنها ظلت واقفة بالباب على الرغم من توديعها لآخر راكب . . كان هنالك مكان يكفيه ليحشر جسده فيه ليمر ولكن نظرة وجهه وعينيه اللتين حدقتا إليها أكدتا لها أنه لو استطاع لما اقترب منها ولو على بعد عشر ياردات . . وهذا غريب لأنها بحسب آراء جميع الرجال امرأة جذابة .
تنحت جانباً وقد ارتفع الاحمرار إلي وجنتيها . . لم يعجبها هذا الرجل قطّ . . تحرك ڤيكتور سبنسر ، وكانه يريد العبور من الفتحة لينزل السلم ، لكنه توقف ونظر إليها :
- نصيحة لك رودس . .
منتدى ليلاس
هكذا كان يناديها كلما أراد أن يمرر لها نصيحة ، وهي على أي حال لا تذكر يوماً أنّه ناداها باسمها الأول .
- تعلمي كيف تديرين حياتك العاطفية .
تحولت اللون الوردي في وجنتيها إلي لون قرمزي فقد أصاب منها وتراص حسّاساً . .
- كيف عرفت . .
قفزت الكلمات من فمها قبل أن تدرك انه لا يعرف شيئاً عن حياتها العاطفية وغنما استنتج ذلك استنتاجاً .
أجاب : " كيف عرفت ؟ يجب ان أكون أعمي لئلا . . دعك من هذا رودس . . إن كنت عاجزة عن إدارة حياتك العاطفية جيداً ، فليكن عندك على الأقل حسن خلق لئلا تضجرينا جميعاً بمآسيك".

شاذن 11-07-10 10:43 AM

طارت كل تدريبات زاندرا أدراج الرياح عندما فتحت فمها لترد بغضب شرس . . ولكن قبل أن تخرج منها كلمة واحدة ، نزل ڤيكتور سبنسر الدرج وتوجه نحو المدرج .
آه ! . . كم تكرهه ! من يحسب نفسه ؟ إن مهارته وكونه طياراً في " كرونويل ايرلاينز" لا يعطيه الحق أن يكون فظاً سيء المزاج . . ليت حياتك العاطفية تسوء في يوما ما ، أيها الكابتن ڤيكتور سبنسر! وأحست بالعجز لأن هذا لن يكون أبداً . فهو ليس قادراً فقط على السيطرة على أية طائرة يطير بها ، بل هو قادر على إدارة أية أزمة عاطفية قد تمر بحياته . . تعرف أنه أقسي وأقمي من أن يترك للعواطف تأثيراً في حياته .
منتدى ليلاس
مآسيك . . حقاً ! قد تفهم سبب تعليقه السليط لو أنها رمت بذراعيها ، أو أغمي عليها ، أو انهارت باكية كلما كلمها أحد . . ولكنها لم تقم بأي فعل من هذا . . بل مارست عملها بكفاءة وهدوء كما تدربت . فكرت ببؤس : ليتك تتعرض يوماً لمأساة . . ثم ما لبثت أن ارتدت لتري صديقتها وزميلتها المضيفة ماغي لينسلايد التي جاءت لتنضم إليها في المطبخ الطائرة . سألتها ماغي : " هل أوشكت على الانتهاء ؟ يا ألهي ما أشدّ تعبي !" سألتها زاندرا :
- هل بدوت مختلفة أثناء هذه الرحلة ؟
- مختلفة . . ؟ لا. . لا أظن هذا . . كنت هادئة لكنك أصلاً لست شخصية صاخبة . . أليس كذلك ؟ لماذا السؤال ؟
- أوه . . لا شيء . . السبب كلام قاله ڤيك سبنسر ، هذا كل شيء .
ضحكت ماغي بطريقة معدية :

شاذن 11-07-10 10:44 AM

- آه ! . . إذا كان عندك ما هو مختلف فثقي أن سبنسر صاحب العين الثاقبة قادر على ملاحظته . . أنت بخير . . أليس كذلك ؟ أعني هل من خطب ؟
أجابت : " لا. . " .
منتدى ليلاس
ثم أدركت أن من الأفضل أن تستمع ماغي القصة منها على أن تسمعها من أي شخص آخر . فالمرء لا يستطيع إخفاء أموره الخاصة ضمن مجموعة كرونويل.
- أنا . . و . . أند. . أندرو. . انفصلنا .
- زاندرا . . أنا آسفة !
تعرف أن صديقتها واقعة رأساً على عقب في حب أندرو يوغت . . مع انه ، وحسب رأيها ، لا يناسبها ، ولا يصل إلي المستوى اللائق بها ، إلا أنها لم تستطع ألا أن تشعر بالأسي على الألم تحسه زاندرا . . بدت ماغي مرتبكة بسبب فكرة عنّت على بالها . .
- ليس لانفصالك عن أندرو علاقة بما قلته لي . . أليس كذلك ؟
- بالتأكيد ، لا علاقة له .
ثم ، لم يعد هناك وقت للمزيد من الحديث ، فقد حضر رجال الاجمارك والأمن العام لأخذ الجوازات وليتفحصوا المخازن والأوراق ، وخرجت زاندرا أخيراً إلي موقف سيارات الموظفين دون أن تزيد كلمة أخري لماغي .
لقد قالت لماغي أن لا علاقة لانفصاله عن أندرو بأي شيء قالته لها . . لكن لو لم تحذرها ماغي بقولها : " احذري مما قد يواجهك يا بطتي" وذلك عندما كانت تهم بإمضاء إجازة الأسبوع مع أندرو ، لما

شاذن 11-07-10 10:46 AM

جاء الانفصال بهذه السرعة . . واعترفت زاندرا أن عليها أن تكون شاكرة لماغي . . فملاحظة ماغي العفوية أنقذتها من بلاهتها .
كانت تنتظر عطلتها بشوق جعلها ترغب في اطلاع أحد عليها ، وماغي هي الشخص الطبيعي . ولكن قولها العفوي : احذري مما قد يواجهك يا ببطتي ! زرع بذور الشك الأول في براءة نهاية الأسبوع تلك .
منتدى ليلاس
كانت قد قالت لماغي :
- آه ! لا. . ليس الأمر كما تظنين .
لكن ماغي لم توافقها الرأي منذ تلاشت البسمة عن وجهها :
- زاندرا . . أنت ساذجة بشكل واضح .
منتدى ليلاس
وتنهدت بيأس . . فتمتمت زاندرا مجدداً :
- غنما لن يكون هكذا . . فأندرو . .
قاطعتها ماغي بحدة :
-اسأليه . . اسأليه فقط زاندرا .
لكنها لم ترغب في طرح سؤال عليه . . قد تطنها ماغي ساذجة ، أما هي فلا تطن نفسها ذلك . . أوه . . غنها تعرف أن بعض الفتيات قد يذهبن مع رجل ويدعيان أنهما زوجان . . لكنها تخرج مع أندرو منذ وقت طويل ، وهو يعرف انها لا تستطيع أن تكون هكذا . . وقد فهم أنها تصّده كلما تجاوز غزله حدود العناق . . في البداية حار أندرو بأمرها ولكن عندما عرف أن لا سبيل لتجاوز هذا ، تقبله ، أو هذا ما كانت تظنه ، ودعاها بفتاته الحلوة الرجعية .
ولأنها ظنت أن عطلة الأسبوع التي ستمضيها معه في ويلز ستكون بريئة كما كانت أصلاً تظن قبل أن تزرع ماغي بذور الشك في رأسها ،

شاذن 11-07-10 10:47 AM

استجمعت شجاعتها لتسأل أندرو وكانت تظن انه سيضحك منها ، ولكن عالمها انهار من حولها . . أحست بالصدمة حين لم يجد سؤالها مسلياً أو مضحكاً . . لقد بدا مذهولاً ، متفاجئاً ولكنه لم يبدُ قطعاً متسلياً .
منتدى ليلاس
قال وكأنه يشك في أنه سمع قولها :
- لست جادة زاندرا ؟ آه ! حباً بال لله . . اتعتقدين حقاً أن العطلة ستكون رحلة مدرسية ؟
لاحظ شحوب وجهها فسارع يقول :
- سيكون كل شيء على ما يرام حبيبتي . . سنكون حذرين . . وسنمضي وقتاً هائلاً . . صدقاً .
منتدى ليلاس
تقدّم ليعانقها ولكنها تجنبت ذراعيه . . فعليها أن تفكر بصفاء . . أسوأ ما في الأمر أنها تريد أن تذهب . ولكنه يتعامل مع الأمر بخفة . . ألا يعرف أنها لا تستطيع تقديم مثل هذا الارتباط ؟ ألم يفهم أن هذا شيء أساسي عندها ؟ لقد ظنت أنهما مقربان كثيراً ، مع ذلك ، ها هي تشك في صدقه . فطالما صرح لها عن حبه ، ولكنها ، فجأة وجدت أنها تشك في كلمات الحب تلك . . ثم أرادت أن تختبئ من كل هذا ، وعرفت ان أندرو يوغت لم يحب قط أحداً غير نفسه ، وأن الهدف من عطلة الأسبوع معه ليس المزيد من التعارف . .صحيح أنهما قضيا أوقاتاً سعيدة إنما تبين لها في تلك اللحظة أنه لن يفتقدها حقاً لو خرجت من حياته إلي الأبد . . أما هي . .
- أنا آسفة أندرو . . لا أستطيع المجيء معك .
أجاب بتملق :

شاذن 11-07-10 10:48 AM

- لا تكوني جبانة حبيبتي . . إذ يحدث هذا بشكل طبيبعي كلما ذهب حبيبان في عطلة ما .
أحست بوجهها يتجمد وصدمها معني كلامه . ظنّت أنها وأندرو مختلفان . . وقرأ أندرو في تعابير وجهها أنها لن تتزحزح عن رأيها ، فاختفت الابتسامة عن وجهه وقال ساخراً :
- لن تبقي عذراء طوال عمرك .
منتدى ليلاس
قضت كلماته على كل ذرة شك في نفسها . . كان يجب أن تغضب ، أن تضربه ، ولو ليس بيديها فعلى الأقل بلسانها ، ولكنها لم تفعل شيئاً . . لأن كل ما شعرت به هو بالغثيان ، وهربت قبل أن يرى ما فعلته كلماته بها . في طفولتها كانت تؤثر فيها الخلافات العائلية كثيراً وكانت تمرضها جسدياً ، فرهافة إحساسها كانت تؤثر كثيراً في معدتها . . وقد ظنت أنها كبرت على مثل هذا وأنه توقف عن الحدوث بعد طلاق والديها منتدى ليلاسوذهابها لتعيش مع عمتها . . لكن بعدما وصلت إلي شقتها وبعدما تأكدت من أن كل ما بينها وبين أندرو ولى ، عرفت أن علة طفولتها وعوارضها ما زالت تتملكها . وصلت إلي الحمام في الوقت المناسب . وخرجت من الحمام لتستلقي على السريرها ، وتجبر تفكيرها على محو ذلك الموقف مع أندرو . إن ما تحتاج إليه بالضبط هو العمل . ولكن وللصدفة ألغيت عطلتها الأسبوعية بسبب إصابة عدد من المضيفات بتسمم عذائي. كان لا بد أن يكون الكابتن ڤيكتور سبنسر هو المسؤول عن الرحلة إلي أوستراليا . . رددت زاندرا غاضبة وهي تتجه من المطار إلي شقتها : ڤيك سبنسر . . لا بد من وجود علّة ما في حياة كل إنسان . . وكان هو العلة في حياتها . . فمنذ أن بدأت العمل

شاذن 11-07-10 10:49 AM

وهما لا يتفقان . ولكن ذلك ليس سبباً ليتصرف معها بهذه الفظاظة . ولقد قالت ماغي إنها كانت هادئة ولكنها لم تكن هادئة أكثر من المعتاد ، وهو لا تريد أن يكون ڤيك سبنسر على حق . . بل تريد أن تخرجه من أفكارها . . وألا تفكر فيه مرّة أخرى.
أحست بالسرور لوصولها إلي شقتها ، فأوقفت سيارتها ودخلت . . لدى كولييت ، التي تسكن في الطابق الأول ، مفتاح إضافي ، ولسوف تنزل فيما بعد لتراها . . خلعت سترة بذلة عملها الزرقاء القاتمة ثم خلعت الحذاء ، وتمطت متعبة متجهمة إلي الحمام . . سرعان ما ملأت المغطس بالماء لتنقع جسدها المتعب مدة عشر دقائق . . لكن قبل أن تصل إلي هذا ، رن جرس الهاتف في غرفة الجلوس . . تبادر إلي ذهنها أن يكون المتصل أندرو مع أنه احتمال بعيد المدى . . ولم يكن . . بل هي العمة إليس . .
منتدى ليلاس
- لم أسمع أخبارك عزيزتي .
تحب زاندرا عمتها كثيراً ، وكانت على وشك أن تقول لها إنها وصلت للتو لولا أن سارعت العمة إلي متابعة كلامها :
- وكيف حال صديقك ؟
يا إلهي ! لقد نسيت أنها قالت لعمتها كل شيء عن " الصديق الدائم" . . كانت متأكدة من حبه الذي اعتبرته مقدمة لطلب يدها وها هي الآن غير مستعدة لتقول لها إن ذلك الحب انتهي ، ولكنها أجابت على سؤالها متجنبة قول أي شيء يكدّر العمة . . مهما كان ردها فقد أرضي عمتها التي تابعت بصوت دافئ مليء بالحب :
- ألم يطلب يدك ؟

شاذن 11-07-10 10:50 AM

ونزل سؤال العمة نزول الصاعقة على زاندرا التي تذكرت أنها تركت حنفية ماء الحمام مفتوحة ، وإن لم تسارع إلي إقفالها فستغرق شقة كولييت . . فجأة شعرت بالصدمة والخوف لأنها ردت على سؤال عمتها " نعم" ولكنها لمّ فتحت فمها بسرعة لتنفي ذلك أسرعت عمتها ترد بصوت ملؤه الغبطة :
- أوه . . حبيبتي . . أنا مسرورة لأجلك !
منتدى ليلاسليس في الكون امرأة أسعد مني ؟ متي الزفاف ؟
اصيبت زاندرا بالذعر بسبب الفرحة العارمة التي استولت على عمتها . . ولم تستطع إخراج الكلمات التي ستنفي فيها خبر تركها أندرو من فمها . كانت العمة تعتقد أن زاندرا ستبقي عانساً لأن ذلك النتيجة المباشرة للصراع الذي عاشته مع والديها قبل الطلاق منذ ثماني سنوات . . ولهذا تبدو مسرورة فهذا يدل على أن الخلافات العائلية التي كانت تدور بين أمها وأبيها لم تؤثر فيها بالقدر الذي تظن .
وعت زاندرا أن عمتها تسألها عن اسم الرجل . . فأجابت مترددة :
- أنا . . حسناً . . يجب أن انهي المكالمة عمتي . . سيفيض الماء في حوضي .
- حسناً يا عزيزتي . . أعرف أنك تريدين الذهاب لتجملي نفسك من أجل فتاك الشاب . . أيعمل معك ؟
- أ. . أجل . .
وهذه زلة لسان أخري . .
وتمنت لو تصارح عمتها بما حدث بكل صدق . . عمتي العزيزة . . لماذا أنا جبانة هكذا حين يصل الأمر بي إلي جرح مشاعرك ؟ لماذا لا

شاذن 11-07-10 10:51 AM

أستطيع مصارحتك بأن كل شيء انتهي ؟ لكنها لن تستطيع . . كيف ذلك وعمتها على هذه الدرجة من السعادة ؟
قالت أليس سمولبورن التي ذكرتها بلطف : " لم تذكري لي اسمه عزيزتي !" .
اسمه ؟ فتشت زاندرا عن اسم تذكره لعمتها فقالت عن غير وعي :
"ڤيك سبنسر" . عندئذ طلبت منها العمة بحبور أن تذهب لتستحم .
في هذا الوقت تعالي رنين الهاتف فهرعت إليه وهي تفكر مذهولة : أقالت ڤيك سبنسر حقاً ؟ لا. . لم تقل هذا . . لا يعقل ذلك . . ما الذي تملكها ؟ يا الله ! . . لكنها لم تتمالك نفسها عن الابتسام . . كم سيحب هذا . . ڤيك سبنسر الضخم ، القوي ، سيسره أن يعرف أن الفتاة التي يظنها سيئة الطابع ، درامية ، غير قادرة على تدبير أمر حياتها العاطفية ، ادّعت للتو أنه خطيبها .
أمام زاندرا ثلاثة أيام من الراحة قبل أن تسافر مجدداً . . ثلاثة أيام عليها خلالها أن تتصل بعمتها لتعترف لها أنها لا تعرف ڤيك جيداً . اتجهت يدها أكثر من مرة لتطلب رقم هاتف عمتها . . وحدث أن اتصلت بها فعلاً مرة ، لكنها أعادت السماعة مكانها وهي تحس أنها على وشك الإغماء . . ثم حاولت أن تكتب لها ، لكنها لم تستطع أن تجد الكلمات المناسبة لذلك . في آخر يوم راحة لها ، قررت أن تذهب بنفسها إلي " ميدلاين" لتقول ما تريد لعمتهاغ وجهاً لوجه . . لكن سوف تضع هذه المسألة في سلم أولياتها بعد عودتها من مهمة الطيران التالية . . ولن يكون الأمر سهلاً فعمتها ستتألم كثيراً . . أدركت للمرة الأولي مدى القلق الذي تعيشه عمتها بسببها أي بعد

شاذن 11-07-10 10:52 AM

سنتين من العيش معها . . كانت قد عادت إلي المنزل بعد حفلة راقصة مع نورثي كراين وهو شاب لا يكبرها إلا قليلاً . . استمتعت بأمسيتها ، وبعدما ودعته دخلت إلي غرفة الجلوس فرأت عمتها فيها وهذا غريب لأن العمة تأوي إلي فراشها في العاشرة والنصف .
- ألم تنامي عمتي ؟
- خلتك ستدعين صديقك الشاب لاحتساء القهوة .
منتدى ليلاس
ضحكت زاندرا : صديقي الشاب . . عمتي ! لم أخرج معه إلا مرة وأشك أن أخرج معه مرة أخرى .
لأن نورثي كراين سيسافر إ&لي الجامعة في اليوم التالي . توقعت من عمتها أن تبتسم . . لكنها بدل هذا أظهرت انزعاجاً من هذا الرد ّ .
- آه ! زاندرا ! أرجو أن لا تكوني قلت له إنك لن تقابليه مجدداً ؟
قبل أن ترد ، قالت لها عمة بأن عليها أن تعرف أنه ليست جميع الزيجات كزيجة والديها . . وأن على زاندرا ألا تسمح لخلافات والديها بالتأثير في نظرتها إلي الحياة .
في السنوات الثلاث التالية ، كانت تتحدث كثيراً عن فضائل الشاب الذي يرافقها . ثم أخذت تحاول المقارنة لتختار منهم الزوج الصالح ولكن زاندرا لم تجادلها قطّ ، مع أنها حاولت أن تصور لها أنها غير مهتمة بالزواج من أجل الزواج . . لكنها فشلت ونجحت فقط في إقناعها بأن لديها عقدة من الزواج . . أما هي فكطانت تعرف أنها لن تتزوج إلا إذا أحبت فعلاً الرجل الذي ستتزوجه وفاجأها الألم وهي تدفع الأفكار التي تدور حول اندرو بعيداً عن رأسها . عندما بلغت الحادية والعشرين انضمت إلي خطوط كرونويل الجوية فمرت بفترة تجربة دامت ستة

شاذن 11-07-10 10:53 AM

أسابيع أحرزت فيها نجاحاً . وها هي تمارس عملها كمضيفة في الطائرة منذ ذلك الوقت . في البداية عملت في رحلات قصيرة ولكن لمّا حظيت بالخبرة انتقلت إلي الرحلات البعيدة المدى . . وكان عملاً صعباً ومتعباً ، لكنها أحبت كل دقيقة منه . . كانت تنسجم بشكل جيد مع من تتصل به من الناس . . ويبدو أن ركاب ، وطاقم الطائرة ، أحبوها إلا ڤيك سبنسر الذي كان الوحيد ، لكنها قررت عدم التفكير فيه أيضاً .
منتدى ليلاس
في الفترة الأولي التي تركت فيها منزل عمتها شعرت بالألم ، كانت قد تشاركت مع ثلاث مضيفات أخريات شقة خاصة بها . أجل . . إنها تحب هذه الشقة . . ووقفت أمام المرآة تعتمر قبعتها الرسمية بشكل صحصح ، ثم التقطت حقيبتها . وقبل أن تخرج ألقت نظرة أخيرة على ما حولها . . لتتأكد من أن كل شيء في المنزل بوضع جيد . أقفلت الباب خلفها ونزلت إلي الشقة السفلي حيث يعيش الزوجان كولييت وريك كريمزون . . ستراقب كولييت بعناية شقتها ، وتعرف أنها مسرورة لاحتفاظها بمفتاح إضافي في حال حدوث شيء طارئ . . وستكون جاهزة لتنقذ الشقة في أي وقت كما تدير لها المدفأة حين تعرف بموعد عودتها . . كان المنزل قديماً لذا هو معرض في أي وقت إلي حادثة ما . . بالأمس فقط ذهبت إلي وكيل الأملاك الذي يدير المنزل نيابة عن المالكة السيدة ساوث ، لتبلّغ عن إطار نافذة زجاجية مكسورة . . سألت كولييت : " كم ستغيبين ؟ ".
- ستدوم الرحلة ثلاثة أسابيع !
حاولت زاندرا أن تدس بعض السعادة في جملتها . . لكنها وجدت صعوبة في هذا . . اللعنة على أندرو ! انطلقت كولييت التي لم تعرف

شاذن 11-07-10 10:55 AM

بانفصال زاندرا عن أندرو ، تتحدث بسعادة وحبور . . أخيراً وجدت زاندرا فرصة لمقاطعتها بأدب :
- يجب أن أذهب الآن كولييت .
- حسناً . . بعد ثلاث أسابيع سأشغل لك المدفأة لتجدي المنزل دافئاً . ما أروع أن يكون لديها جيران مثل ديك وكولييت . . هذا ما فكرت فيه وهي تنزل الدرج . . إنهما يحبانها ، وهي ترد لطفهما أحياناً بأن تكون جليسة لولدهما الصغير البرت البالغ ثلاث سنوات . في الطابق الأرضي التقت الآنسة بايكر العجوز التي كانت خارجة من شقتها ، فتوقفت لتكلمها وهي تسرع عبر الباب الأمامي :
- - احذري آنسة رودس !
ابتسمت زاندرا . . فالآنسة بايكر لا تثق بالطائرات . . مرت الأسابيع الثلاث بسرعة . . كم حمدت الله لأن ڤسبنسر لم يكن قائد هذه الرحلة . في هذا الوقت بذلت جهداً لئلا يدرك أحد بالمحنة العاطفية التي تمرّ بها . . في إحدى المرات سألها القبطان :
- أما زال ذلك الشاب أندرو يأخذ كل وقت فراغك ؟
ردّت بهدوء :" ومن هو أندرو ؟ "
وكان هذا كافياً له إذ سرعان ما حرص على أن يكون إلي جانبها في أول نزهة خرجت بها مع آخرين في أول محطة للتفرج على المناظر . عندما حطت بهم الطائرة في " كالكوتا" اقتنعت زاندرا أن الأمر انتهي بينها وبين أندرو ولن يتصل بها مرة أخرى . . ولكن إن اتصل فسترفض الخروج معه . .

شاذن 11-07-10 10:56 AM

عندما وصلوا إلي لندن كان الطقس دافئاً . . كانت الأسابيع الثلاثة مرهقة ، وكانت زاندرا سعيدة برحلتها . بعد قليل تركت الطائرة لتقول وداعاً للمضيفين والمضيفات المجتمعين قرب لوحة الإعلانات . اتجهت إلي موقف السيارات وكانت تهم بركوب السيارة عندما نظرت إلي صف السيارات المتوقفة ، وتجمدت مرعوبة .
لم تكد تصدق عينيها . . قلبت عينيها بسرعة . ثم جفّ اللون من وجهها واضطرت لإسناد جسمها إلي أقرب سيارة لتمنع نفسها عن الوقوع . . إنها هناك ، واقفة تبتسم وتتحدث . . لم تجد عمتها أليس فقط ، بل رأت معها الرجل الضخم الذي كانت تبتسم له وتتحدث إليه ، ولم يكن سوى الكابتن ڤيكتور سبنسر .
منتدى ليلاس
يا الله . . لا ! كيف أتت إلي هنا ؟ ماذا . . ؟ من . . ؟ تهددت قواها العقلية بالانهيار وتصارعت الأفكار في رأسها ، وشعرت بأنها ستذلّ ذلاّ ما بعده ذل إن أخبرته عمتها بأنه سيتزوج من المضيفة التي لا يطيقها . كان ڤيك سبنسر على وشك وضع العمة في سيارته ، حين رأت العمة ابنة أخيها . . في تلك الأثناء كانت قد استجمعت شتات نفسها فهرعت حتى أصبحت على بعد عشرين يارداً منهما ، كان همّها أن تبعد عمتها عن ڤيك سبنسر قبل أن تخبره شيئاً يجعله ينفث لهيب الغضب على رأسها ، ويجعلها أضحوكة جميع العاملين في شركة كرونويل .
كرهت أن تجرح عمتها هكذا . . ولكن ليس لديها أي حلّ آخر . . عليها أن تجرّ عمتها بعيداً إن اقتضي الأمر . . قطعت ما تبقّي من مسافة في لحظة ، وفتحت فمها لتتكلم . . ولكنها أقفلته ثانية فقد شعرت بهبوط

شاذن 11-07-10 10:58 AM

قبضة ثابتة على ذراعيها ، وأحست بأنها تسدّ بقوة إلي جسد ڤيك سبنسر القاسي . ازداد ضغط يديه على ذراعيه عندما أحسّ بمقاومتها الغريزية للخلاص منه . . وعرفت أنه لن يتركها حتى يكون مستعداً لذلك . لجمت آهتها وراحت تفكر كم أخبرته العمة أليس . . إنه أطول منها بثمانية إنشات على الأقل . . رحلت عيناها إلي فوق مع أنها خائفة مما ستقرأه في عينيه . . فكان أن اصطدمت عيناها بذقنه القاسي كالحديد ، ثم ارتفعتا إلي فمه غير مبتسم . . لم تجد أثراً للمرح هنا . . تابعت عيناها جولتهما حتى توقفتا عند عينيه الرماديتين الفولاذيتين . . أرادت أن تسبح بنظرها بعيداً ، ولكنها لم تستطع . . أرادت أن تبتعد ، ولكنه أمسكها وسمّرها إليه . . ثم أحست بأنفاسه تلفح وجهها . . فتمنت لم يغمي عليها فوراً . . إنما لم يسبق لها أن فقدت الوعي طوال حياتها . . سمعت زاندرا عمتها تقول :
- لا يرى المرء كل يوم فتاة ترطض لتحيي خطيبها ، سيد سبنسر !
تساءلت والكلمات تصدمها ، إن كانوا سيصدقونها إذا ادّعت الإغماء .
عضت شفتها خزياً وخجلاً وراحت تحاول مقاومة إغراء محاولة الإغماء . . فهذا أمر يجب مواجهته ، حتى بعد أن تقرر العودة إلي وعيها . . لأن هذا الموقف لن يزول ، ولا مجال للخلاص منه . عليها الآن وأمام ڤيك سبنسر بالذات أن تعترف لعمتها أنه ليس خطيبها وانه لم يكن يوماً خطيبها وأن الفيلة قد تطير قبل أن يفكر في خطبتها . . تعرف أن العمة أليس ستتألم وان سبنسر سيقطع لحمها . . لكنها لن تستطيع فعل شيء .

شاذن 11-07-10 10:59 AM

خف الضغط على ذراعيها ، ووجدت نفسها قادرة على الالتفاف لتواجه عمتها المبتسمة سعادة . . رفعت رأسها بكبرياء وبدأت :
- عمتي . .
لكنها لم تستطع أن تردف شيئاً . . لأنها سمعت ڤيكتور يرد على تعليق العمة المتعلق بركض الخطيبة لملاقاة خطيبها .
- لم نرَ بعضنا منذ زمن طويل . . أليس كذلك عزيزتي ؟ علينا التحدث بأمور كثيرة . . أليس كذلك ؟
منتدى ليلاس
لم يعجب زاندرا طريقته بالقمل " أليس كذلك !" جذبت ذراعها مرة أخرى للابتعاد عنه . . لكنه كان جهداً ضائعاً ، إذ قال لها :
- لديّ أمور أود استيضاحها . . سأزورك في الوقت المعتاد ، وسنتناول العشاء معاً في مكان ما .
زاد ألم ضغطه على ذراعها وأجبرها على القبول ، فتمتمت : " أجل . . حسناً". لا تفهم لماذا لم يفضح أمرها . . مع أنها تعرف أنه يمقت هذا الموقف أكثر منها . . اختار ڤيك تلك اللحظة ليرخي قبضته عن ذراع زاندرا ، فابتعدت عنه وهرعت إلي عمتها تضمها . قالت وهي لا تتحمل رؤية دموع عمتها :
- لا تتكدري عزيزتي . .
- أنا سعيدة من اجلك زاندي . . كدت أوقن من أنك لن تتزوجي .
أجبرت الابتسامة على الظهور إلي وجهها ، أما العنة فكانت تمسح دموعها ثم أبعدت ذراعها عن كتفيها . . يا لها من ورطة . . العمة أليس تكاد تطير فرحاً لأنها قابلت خطيب ابنة أخيها . . و ڤيك سبنسر ينظر إليها . . كيف ؟ ماذا تقول هاتان العينان الرماديتان لها ؟ أتتصور

شاذن 11-07-10 11:01 AM

أنهما تقولان لها : لا تقولي شيئاً لعمتك حتى تتاح لي فرصة الحديث معك ! يبدو أنها أصابت في قراءة أفكاره لأنه وضع ذراعه حولها ، وجذبها إليه مجدداً . . وكانت لحظة رهيبة فقد رأته يحني رأسه . . تجمدت وتخدّرت أحسيسها . . سيقبلها . . ولكنها أدركت أنه ينوي أن تبدو قبلة من الجهة التي تقف فيها العمة . . ورأت في عينيه وميض الرضي الكامل وهو يدرك خوفها ، ثم قرّب فمه من أذنها وسمعته يهمس :
- الزمي الصمت حتى أراك فيما بعد ، ونادني ڤيك.
منتدى ليلاس
ثم رافقها إلي سيارة الميني وهناك قالت عمتها إنها تتطلع شوقاً لرؤيته مجدداً . . فقال بدون أن يلزم نفسه :
- سنرى ما نستطيع أن نرتبه سيدة سمولبورن .
تأكد من أنها استوت إلي مقعدها قبل أن يقفل لها الباب ، ثم اتجه نحو مقعد السائق . نظرت زاندرا إليه بعجز . . وكانت مسرورة لأن عمتها لن ترى تعابير وجهه . . أهون ما يمكن أن يقال عن نظرته إليها هو التجهم ، ولكنها نفذت ما قاله لها وتمكنت من القول بصوت أجش :
- باي . . ڤيي . . ڤيك .
ارتدّ إلي الخلف بدون أن يقول كلمة أما زاندرا فشغلت المحرك وقادت السيارة . .

***********


انتهي الفصل الأول

شاذن 11-07-10 11:05 AM

أرجو قراءة ممتعة لجميع الاعضاء والزوار. . .
وراح أحاول أن أنزل الفصل الثاني في أقرب وقت أن شاء الله .
مع حبي شاذن.

Hanna300 11-07-10 08:16 PM

:flowers2::075::welcomepirate2::Welcome Pills4:الرواية فعلاً حلوة :55: شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . منتظرينك :lol:

شاذن 15-07-10 11:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hanna300 (المشاركة 2377065)
:flowers2::075::welcomepirate2::Welcome Pills4:الرواية فعلاً حلوة :55: شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . منتظرينك :lol:

مشكوووووووووووووووووور كثثثثثثثثثثثثثثثثثثير كثير
على هذه التشجيع الحلووووووووووووووة واجد . . .
أنا سعيدة لأن هذا رأيك . . .
وراح أنزل اليوم أن شاء الله الفصل الثاني والثالث . . .
من أجل عيونك . . .
مع حبي شاذن.

:flowers2:

شاذن 15-07-10 11:52 AM

2 – لن يقبل اعتذارها

كانت أليس سمولبورن مأخوذة بالرجل الذي تركتماه في موقف السيارات ، فقد قالت لزاندرا إنها تقيم بعيداً عن لندن ، وأنه سألها منذ متي وهي تقيم هناك :" لكن . . كما قلت لخطيبك الرائع . . ." يا إلهي ! " . . جئت إلي لندن مع رحلة للاتحاد النسائي ، وعليّ اللحاق برحلة العودة في الخامسة مساء". لدي زاندرا أسئلة كثيرة تطرحها على العمة ولكن عليها أن تكون لبقة . . فلسبب ما لم يرغب ڤيك سبنسر بالاعتراف لعمتها بالحقيقة . .والواقع أنها مسرورة بهذا . . فهي جبانة ، وهي غير قادرة على خطف السعادة عن وجه عمتها . .
منتدى ليلاس
سألت :" كيف وصلت إلي المطار عمتي؟ ".
- استقليت سيارة أجرة . . اعرف أن في هذا تبذيراً بسيطاً ، لكن . . لكنك كتبت في بطاقتك البريدية أنك ستصلين اليوم . . لذا فكرت في موافاتك لأفاجئك.
ياعمتي الحبيبة . . فاجأتني حقاً . .
قالت بصوت مرتفع :
- آه . . إذن التقيت ڤيكتب. . ڤيك صدفة وأنت تنتظرينني .
طالما سمعت بالصدفة الغريبة لكنها في غني عنها .
- لا . . لقد وصلت مبكرة قليلاً ، لذا ذهبت لأسأل الفتاة في مكتب الاستعلامات عن السيد ڤيك سبنسر ، فأخبرتني أن من المتوقع وصوله بعد الثانية عشرة .
سألت زاندرا بضعف :" أخبروك متي سيصل السيت. . ڤيك؟ "

شاذن 15-07-10 11:53 AM

- أخبرتني فقط بعدما قلت لهم إنني قريبته . حسناً . . أظن أنني تقريباً قريبته ، أليس كذلك ؟
ما عساها أن تجيب عن هذا ؟ لقد حضرت عمتها إلي المطار عدّة مرات في السنوات الثلاث الأخيرة ، وتستطيع الوصول إلي موقف السيارات لرؤيتها . . لكن أملها الوحيد ألا تكون العمة قد ذكرت اسمها كما ذكرت اسم ڤيك. . فلو حصل هذا ، فلن تستطيع أن تتحمل العواقب. سألت مرتبكة :" إذن ، انتظرت ڤيك ثم عرفته بنفسك ؟"
ردت العمة بسعادة : أجل . . لقد رافقتني الفتاة التي سألتها وأرشدتني إلي المكان الذي يجب أن أنتظره فيه . . أظنه رجلاً لطيفاً .
منتدى ليلاس
- ألم . . يظن ان الأمر غريب قليلاً ؟
- غريب عزيزتي ؟ ولماذا ؟ ىه . . تقصدين ظهوري في المطار بدون أن يعرف أنني قادمة ؟
فكرت أليس قليلاً قبل أن تتابع . .
- آه ! نعم بدا مستغرباً قليلاً . . فلا أظنه توقع رؤيتي هناك بدونك . . ومع ذلك كان لطيفاً حين شرحت له من أنا . . عندئذ سألني إن كنت أودّ تناول الغداء معه . . من الطبيعي أن يرغب في معرفة المزيد عنك ، لكنني قلته له " سيكون لديك الكثير من الوقت لتسمع أسرارها الصغيرة". على أي حال خشيت أن تفوتني رؤيتك . . لذا ذهب السيد سبنسر فوجد أن طائرتك حطت ، وأنك لن تتأخري كثيراً ، ثم اقترح أن ننتظر في السيارة .

شاذن 15-07-10 11:54 AM

صعب على زاندرا أن تركز على القيادة في الوقت الذي تفكر فيه بمخرج لائق لتخرج من هذه الورطة . . لهذا امتنعت عن الكلام وركزت على القيادة .
ما إن وصلت إلي الشقة حتى أصرت على عمتها أن تجلس فستقوم هي بتحضير وجبة طعام لهما . . وما عن اختلت بنفسها حتى انطلق تفكيرها بسرعة . . لا فائدة من لوم العمة ، الحبيبة المسكينة . . إنها سعيدة بحياتها في الوقت الراهن ، كما أنها لا تستطيع لومها لتقديم نفسها إلي ڤيك سبنسر ، بعدما دفعتها إلي التصديق أنه خطيبها . . لا. . إن اللوم كل اللوم يقع على كاهل زاندرا وحدها . وأستندت رأسها إلي برودة جدار المطبخ . . كان رأسها يضج ، ولا ينقصها الآن سمى الصداع .
غادرت السيدة سمولبورن قبل الرابعة بقليل . . وأرادت زاندرا أن تقلها إلي القطار ولكن العمة أكدت أنها تفضل فكرة الركوب في سيارة أجرة . عندئذ اتصلت زاندرا بمكتب الخدمات لتستأجر سيارة ثم وعدتها أن تزورها في أسرع وقت ممكن .
بعد مغادرة العمة ، غرقت في التفكير عميق . . كان يمكن أن يكون الأمر مرعباً لو اكتشفت العمة أن علاقتها بأندرو انتهت ، فلو حدث ذلك لبدأت بمحاضرة أخرى عن الزواج أبويها الذي أوصلها إلي هذه الحالة النفسية . . لكنها لا تتصور أن ڤيك سبنسر يقبل بهذا كعذر . . وهذا يعني أنه ليس أمامها سمى الاعتذار منه . . وعليها أن تتحمل نتائج عملها . . الآن تكاد تشعر بشيء من غضبه وهي تعرف أن ما ينتظرها لن يكون لطيفاً . لقد تذكرت رحلة قامت بها مع ڤيك سبنسر ،

شاذن 15-07-10 11:55 AM

مماثلة اارحلة التي أنهتها لتوها . . تذكرت كيف تخلي عن وجبة طعامه بعدما تناول الطيار المساعد وجبة مثلها . . وكان إدي سومر مساعد طيار متزوج ، ولكنه ضعيف أمام الوجه الحسن . . الواضح أن ڤيك حسبها تشجع إدي . . لأنه نظر إليها غاضباً . . وعندما حملت إليه وجبة الطعام كاد غضبه يدفعها إلي البكاء . .
يومذاك سألها بهدوء : منذ متي تعملين مضيفة ؟
- منذ سنتين تقريباً .
منتدى ليلاس
- إذن . . آن لك أن تعرفي أن الطيار ومساعده لا يتناولان ، وأكرر لا يتناولان وجبتين متماثلتين .
تعرف هذا بالتأكيد لأنه أحد القواعد الرئيسية في كل شركة طيران . . وقد وضع هذا القانون لتجنب أي تسمم غذائي فيما لم كان الطعام ملوثاً، فبهذا يبقي أحد الطيارين سليماً لتولي قيادة اللطائرة . . لو وقع هذا الأمر مع أي طيار آخر لضحك منها أما ڤيك فجعل منها قضية . فكان أن عادت إلي المطبخ ووجهها يشتعل دماً ، وركبتاها تصطكان . حدث هذا منذ سنة تقريباً . . ومنذ ذلك الوقت يحدث كلما شاركت برحلة هو قائدها أن ترتكب هفوة تشعرها بأنها غير كفؤة . . إنه أمر مزعج ، مع أنها كفؤة في عملها ، وهذا ما تؤكده التقارير التي يرفعها عنها سائر الطيارين .
تناولت زاندرا قرصين من الأسبرين للتخفيف من ألم رأسها . . ثم بدّلت بذلتها الرسمية ، وارتدت روباً منزلياً ، وذهبت لتتمدد في السرير . . بعد دقائق كانت تغط في نوم عميق . عندما استيقظت وجدت أن صداعها زال ، وهذه نعمة على أي حال ، مع أن تفكيرها لم يكن صافياً

شاذن 15-07-10 11:57 AM

. . لقد ذكر ڤيك سبنسر شيئاً عن العشاء . . قال أنه سيراها لاحقاً . . ولم تشك في أنها ستشنق ، أو تغرق ، أو تقطع على يده إرباً أرباً . . إنما لم تظن البته أنه سيزورها في شقتها . استحمت ، وارتدت ملابس نظيفة . في الأحوال العادية ، التي تتوقع فيها قضاء الأمسية في البيت ، كانت ترتدي جنزاً وكنزة . . لكنها اليوم ألقت نظرة على خزانة ثيابها لتختار فستاناً .
ما إن سمعت قرع الباب حتي هبّت على قدميها ، وكم أملت أن توكن الطارق كولييت . . لكنها خابت إذ طالعها جسد ڤيك الضخم . . لزمت للحظات الصمت لأنها لم تتمكن من التفوه بكلمة أما هو فكان ينظر إليها نظرة شاملة عميقة . . تعرف أن فستانها البني الطويل يبرز شكلها الجميل ، وطولها الفارع . . ياقته المرتفعة مطرزة بلون عاجي وحول عنقها لون فاتح . . لكن القوة التي أعطاها إياها مظهرها قبل قليل تلاشت وهي تنظر إلي العينين الرماديتين القاسيتين .
تمتمت وهي تتراجع إلي الخلف لتسمح له بالدخول إلي غرفة الجلوس.
- تفضل . . أدخل . . سيد سبنسر . . اجلس من فضلك . . أتريد . . أتحب أن تشرب شيئاً ؟
لم يقبل ڤيك عرضها ، وانتظرها حتى جلست ثم جلس على مقعد آخر يواجهها .
- هل سافرت عمتك بالسلامة ؟
- أجل . . شكراً لك .

شاذن 15-07-10 11:58 AM

قابل كلامها بالصمت . . أما هي فراح العرق يتصبب من راحتي يديها ووجدت أنها تتكلم بالتفاصيل وبهذر عن اختيار العمة وسيلةو أخرى غير سيارتها .
- أجل . . أتوقع وصولها إلي منزلها بعد وقت قصير .
أشاحت وجهها بسرعة عنه لأنها غير قادرة على تحمل نظرته وأحست بتصاعد التوتر . أصبح من الواضح أنه لا ينوي تسهيل الأمور لها . . قالت بصوت رفيع غريب على أذنيها :
- سيد سبنسر . . أنا . . أنا . . اعرف أنك لا تستطيع أن تسامحني لكنني حقاً آسفة بشأن ما . . ماحدث اليوم .
منتدى ليلاس
لكن ، لا . . يبدو أنه يحب أن يراها متلعثمة بإبداء أعذارها . في تلك اللحظة ، شعرت بأنها تكرهه . . يجلس في شقتها ، ووجهه جامد غير مكترث ، يترقب أن تكافح لتجد الكلمات ، ينتظر أن تتكلم لتبوح له بكل شيء . . يجلس هناك ، يواجهها وكأنه قاض ينتظر النطق بالحكم . . فجأة غضبت . . من يخال نفسه ؟ إنها تعرف أن له الحق بأن يغضب ولكن لا يحق له أبداً أن يجعلها تشعر هكذا . . وقفت فجأة ، ورأت أنه وقف معها ، ووجدته قريباً جداً منها وهذا ما وترها . . ارتدت عنه وقالت بصوت حاد متوتر :
- سيد سبنسر . . لا أستطيع تقديم غير الاعتذار . . صدقت عمتي أننا مخطوبان .
للمرة الأولي تكلم بسخرية وبرود:
- أتساءل عمن أعطي السيدة سمولبورن هذه الفكرة غير المعقولة .
ازداد امتقاع وجهها ولم تستطع النظر إليه :

شاذن 15-07-10 11:59 AM

- ادعيت أمامها أنك خطيبي .
قال ڤيك الذي زالت السخرية من صوته :
- سامحيني إن استغرب الأمر آنسة رودس . . فلا أذكر أنني تقدمت لخطبتك . . لا أذكر أنني فكرت أساساً في طلب يدك .
كانا دائماً على طرفي نقيض . . عرفت أن السبب هو الكراهية الدفينة في داخل كل منهما . . لكن حتى وهو غاضب يبدو بارداً كالثلج . . لقد اعتذرت . . ولم يقبل اعتذارها . . ولكنها تفضل رؤيته ذاهباً إلي الجحيم على أن تجثو أمامه .
رفعت رأسها قليلاً ، وقالت بجفاء :
- كنت مدينة لك باعتذار . . وقد قدمته لك سيد سبنسر . . والآن . . واتجهت إلي الباب وكأنها تطلب منه الخروج . . لكن البرودة الرهيبة في صوته صدمتها ، وجعلتها تلتفت إليه وهو يقول :
- ليس بهذه السرعة رودس . . ليس الأمر بمثل هذه البساطة .
منتدى ليلاس
- أليس بهذه البساطة ؟
- لا شك الآن أن خبر خطوبتنا يعم أوساط خطوط كرونويل الجوية . . وأنا أرفض أن أبدو أبله بسببك أو بسبب أي شخص آخر .
لم يسبق أن سمعت زاندرا بمثل هذه اللهجة في صمت أي رجل . . إنها لهجة لا تقبل الجدل تنذر بشرّ بارد . . ابتلعت غصة في حلقها .
اعترضت قائلة :" إنما لا يعرف أحد بهذا غيرنا نحن الثلاثة ".
لكنها غير واثقة أن عمتها لم تكلم أحداً في الشركة .

شاذن 15-07-10 12:01 PM

قال باختصار :" سأوضّح لك . . جينا هارتلي رئيسة ناشري الشائعات في الشركة ، كانت واقفة على بعد خطوات مني عندما قدمت لي السيدة سمولبورن نفسها ".
يا إلهي . . ما الذي بدأته ؟ . . لا شك أن الخبر الآن يعمّ كل أوساط شركة الطيران . . ولا غرابة أن يتصرف معها بهذه الفظاظة . . رفعت عينين مضطربتين إلي عينيه ، فوجدت ويا للغرابة أن ثلج اختفي من وجهه وهو يدرس نظرتها المهزومة .
في لحظة اتخذ قراراً ما . .
- أنا جائع . . أحضري معطفك . . سنحل هذه المشكلة حول مائدة العشاء .
أرادت زاندرا أن ترفض أمره لأنه لم يسألها الخروج ، بل أمرها أن تتناول العشاء معه . . لكن ، وبما أن شيئاً ما يجب التفكير فيه بشأن هذه الورطة ، وجدت نفسها تجلس ألي جانبه في سيارته التي راحت تجوب طرقات لند المزدحمة . اصطحبها إلي مطعم معزول هادئ يقع خارج لندن . . كانت زاندرا كثيراً ما تخرج إلي العشاء خلال السنوات الثلاثة الماضية ، إلا أنها لم تكن تعرف بوجود هذا المطعم . . لم كين كبيراً بالنسبة إلي غيره من المطاعم الحديثة ، وربما كان هذا جزءاً من سحره . . كان البناء موجوداً في أرض خاصة به ، والحديقة مضاءة بأنوار خافتة في أمسية كانون الأول البارد ة. . حيّرها ڤيك سبنسر. . كان يتصرف بشكل جيد ، مع أنها تعرف أنه غاضب منها ومن الورطة التي زجته فيها . . توقعت منه أن يتجاهلها ، إلي أن يتوصلا إلي مناقشة " خطوبتهما" لكنه لم يتجاهلها . . الواقع أنه لم

شاذن 15-07-10 12:02 PM

يكن مستعداً للكلام ، ولكنها لم تستطع أن تعيب تصرفه . . ساعتئذ فقط أدركت أن لديه حسن مجاملة متأصلة ، وأنه لو كانا على متن طائرة ، أو في خلوة شقتها لوبخها بقسوة . بدأت تركن إلي هذه الفكرة وتتمتع بوجبة طعامها فقد أدركت أنها جائعة . . وكانت قاعة الطعام شبه فارغة عندما تطرق إلي الموضوع :
- ربما تستطيعين إخباري كيف وصل بي الأمر أن أكون خطيبك !
جعلها سؤاله الهادئ تفقد شهيتها للطعام . فتظاهرت بأنها تمضغ قطعة لحم قبل أن تجيبه ، وكانت تعلم أنها ستكون ممتقعة اللون بعدما تنهي كلامها .
منتدى ليلاس
قالت :"سيد سبنسر".
- اسمي ڤيك . .
تذكرت أنها كانت بين ذراعيه عندما طلب منها أن تستخدم اسمه الأول ، ووجدت نفسها كالعادة ، تزداد احمراراً للذكرى . وهذا ما لاحظه ، وكان بإمكانها أن تقسم بأن الخجل البادي عليها صدمه ولكن وجهه بقي صارماً .
- ڤيك . .
بدأت مرة أخرى . . لكن من أين البداية ؟ هل تخبره بأمر أندرو . . يا الله ! تمالكت أعصابها بسرعة وقررت أن تخبره شيئاً عن مشاعر عمتها نحو الزواج ، ونحوها بالتحديد :
- عشت مع عمتي بعد طلاق والديّ . . وأنا أحبها كثيراً ، وهي تحبني ولا تريد سوى سعادتيي ، لكن وبسبب فشل زواج والديّ . . ولأن العمة تعتقد أنني بتّ أكره الزواج ، أخذ قلقها عليّ يتضاعف .

شاذن 15-07-10 12:04 PM

بدا ڤيك مستغرقاً في ما تقول ، لكن وجهه بقي جامداً لذا لم تستطع قراءة ما يفكر فيه . . ثم جاء صوته بارداً ، وكما ظنت قبل ذلك ، لن يهوّن الأمر عليها .
- هل أفهم من هذا أنك ادّعيت أمام عمتك أنك خطيبتي ، لمجرد بعث السعادة إلي قلبها . . لمجرد . .
استطردت بسرعة :
- لم يكن الأمر هكذا .
ورفعت بصرها إليه فرأت أنه ينتظر بنفاد صبر أن تتم كلامها . . أشاحت بوجهها بعيداً لأنها غير قادرة على تحمل نظرته المباشرة . .
أضافت :" أنا . . أنا . . كنت أخرج مع . . مع شخص آخر . . وظننت . . .".
صمتت قليلاً وطأطأت رأسها :
- ظننته . . يحبني . . و . . أجل ، هذا صحيح . . ظننت أنها ستشعر بالسعادة عندما تعرف . . و. . أوه. . أعرف أن عليّ أن أشعر بالخجل من نفسي . . لكن في ذلك الوقت ، لم أجد ضيراً من أن تعرف . . وعن غير وعي مني . . إذا كنت تفهم ما أعني ، فكرت أنني كلما أسعدتها . . كلما . . كلما . .
- أوقفها هذا عن الخوض في موضوع زواجك .
- أجل ، اعتقد هذا . . لكن وقبل أن أحصل على الشجاعة الكاملة لأخبرها بأمر أندرو ، راحت تسألني عبر الهاتف عما إذا كان طلب يدي ، ثم سألتني عن اسمه . . وعن عمله وعما إذا كان يعمل معي على الطائرة . . وحدث أن قلت لها غنه طلب يدي . . ثم ، وربما

شاذن 15-07-10 12:06 PM

لأنك كنت تحتل أفكاري بسبب تأنيبك إياي قبل وقت قصير ، وبسبب شعوري بالغضب . . أعطيتها الاسم الول الذي خطر ببالي.
خيّم صمت حذر قارص شعرت زاندرا فيه بقلق لم يسبق لها أن شعرت بمثله . . لقد أخبرته بكل شيء . . كل شيء يحق له أن يعرفه وها هي تجلس بانتظار الإتهام اللاذع . لكن سماع صوته الهادئ صدمها ، وهو يسأل :
- وماذا ستقولين لعمتك عندما تتصالحين مع أندرو هذا ؟ هل ستقولين إنك تخلصت بسرعة من حب ڤيك سبنسر . . وغنك . .
- لن أتصالح مع أندرو . . لقد انتهي كل شيء.
سألها بلهجة من لا يصدق :
- انتهي ؟ سرعان ما ترمين نفسك بين ذراعيه حين يزورك .
منتدى ليلاس
التفتت إليه وردّت ، وفي عينيها برودة وعلى أساريرها تحجر:
- لن يحصل هذا ؟ انتهت علاقتي بأندرو يوغت . . ولو جاء يتوسل إليّ لأخرج معه فلن أقبل !
- يبدو أنه قام بعمل فادح حتي بلغت هذا الحزم . . ما الذي فعله معك ليسقط من فوق عرشه الذي وضعته فوقه ؟
عاد إلي سخريته الحلوة ، وبما أن لا شيء قد يجبرها على كشف سذاجتها أمام ما خطط له أندرو ، فقد ردت على نظرة ڤيك ببرود ، ونظرت إليه نظرة لا أثر للعاطفة فيها وقالت :
- لا شأن لك بهذا سيد سبنسر .
اشتدّ فكّه فأحست بشيء ما يرتجف في معدتها ، ثم أدركت بشيء من الخوف أن أحداً لا يجرؤ على القول لمن هو مثل ڤيك سبنسر بأن يلتزم

شاذن 15-07-10 12:09 PM

بشأنه . . ردت الطرف عنه وراحت تجيله في غرفة الطعام ، فلاحظت أنهما وحيدان فيها .
قال ڤيك بصوت حازم أجش:
- فلأوضح لك بعض الأمور زاندرا . . أنهيت عملي اليوم ، وكلي أمل أن أستمتع ببضعة أيام من الراحة في مكان يكون الحديث فيه مسموعاً من الجميع . . وها أنا أري نفسي أمام فتاة ترمي نفسها عليّ مدعية أنها خطيبتي . . فتاة لديها القدرة على إثارة أعصابي كما لم يقدر أحد من قبل . . ولكنني راعيت مشاعر السيدة سمولبورن التي وجدتها من ألطف الناس ، فلم أفضح أمرك . . ثم فكرت أن أنتظر أولاً سماع تفسيرك . . انتظرت سماع ما ظننته مسألة حياة أو موت ، دفعتك إلي القول بأنني الرجل الذي ستتزوجينه .
تلاشي لون زاندرا أكثر فأكثر ، وهذا ما دل بوضوح على أن كراهيتهما متبادلة . لكن الأسوأ آتٍ ، فهو لم ينته منها بعد .
منتدى ليلاس
- تناولت العشاء معك ، وانتظرت حتى وجدتك اطمأننت واسترحت فسألتك عما دفعك إلي هذا الإدعاء المجنون ، وعرفت أن سبب ادعائك هو الجبن التام . . أنت جبانة لأنك لم تجدي الجرأة للاعتراف لعمتك أنك فسخت علاقتك .
صدمها كلامه ، لكنه تابع القول دون رحمة ، بصوت لم يفقد شيئاً برودته القاسية :
- بعد الاستماع إليك . . خطر ببالي أن أتجاهل اندفاعاً يدفعني إلي إجبارك على البوح لعمتك أن الخطوبة انتهت . وليس ذلك فحسب

شاذن 15-07-10 12:10 PM

بل فكرت أن أترك الخطوبة قائمة . . ولهذا السبب ، فقط ، أردت أن أكون واثقاً من أن حبيبك السابق لن يتسلل ثانية إلي المسرح . . وأردت أن أعرف ما الذي حدث بينكما لأحكم بنفسي إن كان سيعود أليك .
كانت كلماته في منتهي الوضوح . . فلم تجرؤ زاندرا على النظر إليه مع أن كلماته آلمتها .
أضاف:" ولكنك كنت من الوقاحة بحيث قلت لي أن لا شأن لي بهذا"؟ كم تمنت لو تستطيع الهرب منه . . لقد عانت من سلاطة لسانه من قبل ، إنما لم تكن هكذا قط . . كانت وجبتها قد انتهت ، ولم يعد هناك ما يقال . .؟ وفكرت أنه حقه أن يجلدها بالسوط . . وهو محق بنعتها بالجبانة . .ولكن كيف لها أن تستجمع الشجاعة لتقول لعمتها ما تعرف أنها يجب أن تقوله .
وقف ڤيك سبنسر ، مشيراً إلي أنه أيضاً لا يجد أن هناك ما يقال أكثر . . وكان أن رافقته بصمت إلي سيارته .
بعد انطلاق السيارة شعرت بأن كل دقيقة تمر هي دهر . . وشعرت بأنها مدينة له باعتذار . . إنه غارق وسط الورطة التي وضعته فيها . . لكن بسبب تجهمه وجدت الاعتذار صعباً .
- انا . . أنا آسفة لأنني قلت لك أن تعتني بشؤونك .
قابل اعتذارها الصمت . . نعم هي جبانة عندما يتعلق الأمر بجرح مشاعر عمتها ، ولكنها في الواقع لا تفتقر إلي الشجاعة أبداً .

شاذن 15-07-10 12:12 PM

أردفت : " لم أدرك ماذا يجول في خاطرك . . ولم أفهم لماذا أردت أن تعرف مدي علاقتي بأندرو . . لكنني ما زلت متألمة . . ولهذا لم أستطع أن أخبرك شيئاً".
تحولت عينا ڤيك سبنسر عن الطريق أمامه لينظر إليها بسرعة ، وهذا هو الشاهد الوحيد على أنه سمع كل ما كانت تقوله له ، ثم أعاد انتباهه إلي قيادته .
- أما زلت تحبينه ؟
فكرت في هذا هنيهة . . أما زالت تحبه ؟ في هذا الوقت كانت من الارتباك بحيث لم تستطع تفسير مشاعرها ولكن إن لم ترد فسيأخذ ڤيك صمتها على محمل التأكيد ويتأكد بأنها تحبه .
منتدى ليلاس
- قلت إنك ظننت أنه يحبك . . فهل أفهم من هذا أنه لم يعد يحبك ؟
ردت ، كأنها تكلم نفسها :
- لا أظنه أحبني يوماً . . آه ! قال إنه أحبني ، ولكنه ما قال لي ذلك إلا لن. .
وتلاشي صوتها . . لن يهتم ڤيك سبنسر بهذه التفاصيل . . كما أنه الآن يوقف سيارته أمام باحة المبني الذي فيه شقتها . . لكن قبل أن تتحرك ، ارتدّ ڤيك إليها وسأل :
- ما هو السبب ؟
- أوه . . أنت تعرف الرجال .
أحست أنها كادت تقترب من إخباره بما كانت عازمة على البوح به أمامه . .
قال موافقاً : أعرف الرجال . . لكنك بدوت وكأنك . . اكتشفت هذا لتوك.

شاذن 15-07-10 12:13 PM

آلمتها لهجته التي أوضحت لها أنه يظنها تعرف كل شيء عن الرجال .
- ما رأيك بهذه المفاجأة الثانية في يومك هذا ؟ زاندرا رودس، مغفلة إلي درجة أن تصدق الرجل عندما يقول لها إنه يحبها ، وهي بلهاء بحيث تظن أن إعلان الحب يتبعه بشكل طبيعي رنين أجراس الزفاف.
قاطعها صوت ڤيك :
- توقفي عن محاولة السخرية ، فهي لا تناسبك . . إذن ادّعي هذا الشاب انه يحبك . . وبعد زوال أول شعلة من الرومانسية ، طردك من فراشه ومن حياته ؟
ردت بغضب لأنه فسّر ما قالته على منحي آخر :
- لم أدخل قط فراشه!
سأل بعدم تصديق :" قط ؟"
أكدت له ببطء:" نعم ، قط".
- لكنك تحبينه . . وأعتقد أن الفراش هو النتيجة الوحيدة للحب هذه الأيام .
- ليس بالنسبة للجميع .
شعرت بالندم لأنها اعتذرت منه .
- وهل أنت مختلفة ؟ أخبريني . . هل لرفضك الذهاب معه إلي الفراش علاقة بانفصالكما ؟
لم تجد زاندرا سبباً يجعلها تخفي ما تبقي من الحقيقة . . وفي بضع كلمات قصيرة ، أخبرته بأمر مخطط نهاية الأسبوع الذي كانت تتوق إليه . . وأخيراً أنهت كلامها :

شاذن 15-07-10 12:15 PM

- كانت فكرته عن المرح ، كما اكتشفت متأخرة ، مختلفة كل الاختلاف عن فكرتي .
- يا إلهي ! لا أصدق بأن فتاة بمثل جمالك بريئة إلي هذا الحد . . وأوافقك القول بأنك بلهاء . . أليس كذلك ؟
أحست بأنها فعلاً بلهاء ، ولم تجد جدوي من مناقشة الأمر أكثر من هذا ، فتحركت لتغادر السيارة . . لكنه أمرها :
- ابقي حيث أنت . . لأننا لم نتفق على ما سنفعله بشأن خطوبتنا .
منتدى ليلاس
جمدت في مقعدها . . لقد نسيت لبعض الوقت ، أن الدافع الوحيد لخروجها معه هو محاولة تقرير ما يجب فعله . كانت على وشك أن تفتح فمها وتقول إنها ستنكر الشائعة ، وإنها ستعترف بكل شيء لعمتها ، لكنها وجدته يتكلم مستطرداً :
- سنترك الخطوبة قائمة لفترة .
ارتدت إليه مذهولة ولكنها وجدت الخشونة ما تزال مسطورة على وجهه ، أو أن هذا خدعة من النور الداخلي الذي أضاء لتوه . . لكن صوته كان يقرر أمراً واقعاً حين تابع :
- لا بد من وجود ملاحظة شاذة من هنا وهناك في الشركة . . لذا دعينا نتابع اللعبة ، وسرعان ما تزول .
- - لكن . .
لم تكن زاندرا واثقة من رغبتها في ترك الخطوبة قائمة ، ولم تكن راغبة في الاعتراف لعمتها أنها غير مخطوبة . .لكن من بين الفكرتين ، فكرة أن تكون مخطوبة لڤيك سبنسر ، حتى في سبيل حفظ

شاذن 15-07-10 12:17 PM

ماء وجهها ، جعلتها تحس بالقلق أكثر من تفكيرها بعواقب الاعتراف لعمتها .
عاد ليكون ذلك الجلف الذي دعاها إلى العشاء :
- دون لكن . . لقد قلت لك ، لن يستطيع شخص ما أن يجعلني أبدو مغفلاً. . زاندرا رودس أنت الآن خطيبتي. . أنكري هذا ، وستندمين.


* * * * * * * * * * *


انتهي الفصل الثاني

شاذن 15-07-10 12:19 PM

3 – الحل الوحيد . . المستحيل !

في الصباح التالي استيقظت زاندرا فشرعت بترتيب شقتها النظيفة أصلاً . . فكرت بحمل بذلتها الرسمية اليوم إلي التنظيف . . فالأناقة جزء أساسي من عملها . . هل تجرأت فعلاً ونادت ڤيك سبنسر " ڤيك " ليلة أمس ؟ بدت لها الأمسية كلها غير واقعية هذا الصباح بشكل ما . . لم تستطع أن تجد العلاقة بين الفتاة المتحفظة التي هي عليها ، وبين الفتاة التي أخبرت ليلة أمس لكابتن الطيران المهيب ، تفاصيل حميمة جداً من علاقتها بأندرو .
منتدى ليلاس
نفضت عنها التفكير في أندرو فالتفكير فيه لن يوصلها إلي أي مكان . كانت واثقة هذا الصباح أنها ما زالت تحب أندرو . . وعزت الشكوك التي ساورتها بالأمس إلي ڤيك سبنسر وما سببه من تشويش في كيانها . . ركزت أفكارها على خطوبتها ، التي كما قدّر ڤيك ، ستكون موضوع أخذ ورد لمدة تسعة أيام متتالية في أوساط المطار . . ثم سيحدث شيء آخر يأخذ أولوية الاهتمام ، وينسى الجميع أمر الخطوبة .
تصاعد صوت قرع على الباب . . ليس ڤيك سبنسر بالتأكيد ؟ وبدأ قلبها يخفق بجنون لأسباب مجهولة . ولمّا فتحت الباب وجدت السيد ساوث ، صاحب الملك ، واقفاً هناك .
- صباح الخير سيد ساوث.
دعته إلي الدخول ورجته أن يجلس .

شاذن 15-07-10 12:21 PM

سألته :" هل جئت بخصوص خشب النافذة الزجاجية المكسورة الذي أبلغت وكيلك عنه ؟ "
رد السيد ساوث بأسف :" لا. . آنسة رودس".
بدت عليه بوادر القلق ، فاضطرت أن تسأل :
- هل من خطب ما ؟
منتدى ليلاس
تنحنح . . ثم قال بوجه متجهم :
- حسناً . . الحقيقة يا آنسة رودس هو أنني لا أستطيع أن أؤمن المال اللازم لإصلاح المزيد في هذا المنزل . . وأنا آسف لاضطراري إلي قول هذا . . لكن يجب أن أبيع المكان .
أشاح بوجهه عن نظرة عدم التصديق التي رمقته بها .
أضاف : " أنا آسف عزيزتي . . لكن يجب عليك التفتيش عن مكان آخر لسكنك".
حاولت زاندرا استيعاب هذا . أهي مضطرة فعلاً للتفتيش عن شقة أخر في هذه المدينة المزدحمة ؟ . . تابع الشرح أن كلفة صيانة عقار قديم ، والضرائب ، في تصاعد دائم . . لذا لم يبق أمامه سمى البيع . ولقد قال وكيل الأملاك إن المكان سيباع بثمن أكبر إذا كان فارغاً .
- أردت إخبار كل المستأجرين بنفسي . . مع أنكم ستتلقون إخطاراً رسمياً عبر البريد . . وهذا أمر مفروض قانوناً بسبب قانون الإجار . .
خفق قلب زاندرا إشفاقا على الرجل المسكين،فقد بدا قلقاً حتى الموت :
- أنا آسف لهذا آنسة رودس . . لكن بإمكانك رؤية وجهة نظري.

شاذن 15-07-10 12:23 PM

بعد خروجه نسيت عملها المنزلي كله ثم بدأت صدمة هذا الخبر تخبو . . تعلم أنه ليس من السهل إيجاد مكان آخر للسكن . . فقد تمكنت من الحصول على هذه الشقة ، لأن زميلة مضيفة أخبرتها أنها توشك أن تتركها . . والآن عليها البدء من جديد بأسرع وقت فوجودها خارج البلاد لأسابيع أحياناً ، يجعل المهمة أصعب . . وماذا عن كولييت وديك ؟ كيف سيتمكنان من إجاد مكان آخر ، ولهما ابن في الثالثة من عمره؟ وماذا عن الآنسة باكر الساكنة في الطابق الأرضي . . منتدى ليلاسجعلها التفكير في الآخرين تدرك أن متاعبها لا تقارن أبداً بمتاعبهم .. ودون المزيد من التفكير ، تركت الشقة وقصدت باب كولييت .
- جاء لمقابلتك إذن ؟ أنا أعد القهوة . أترغبين في القليل منها ؟
- أرجوك .
قالت لها كولييت بعدما استقرتا ، إن ديك تلقي عرضاً لعمل في مانشستر في المؤسسة التي يعمل فيها .
- كنا نفكر في الأمر منذ أيام . . لكن ما يحدث الآن قرّر نيابة عنا . خاصة وأن الشركة ستساعدنا في إيجاد السكن . . وبالطبع لا يعرف ديك أن أمر الإخلاء وصلنا . . لذا سأرى ما سيكون رأيه .
تحدثتا قليلاً من الوقت ، وقالت كولييت عن بيوت الإجار تختطف قبل أن تصل إلي سجلات وكلاء الأبنية ، وغن الشقق المعلن عنها في الصحف تستأجر قبل جفاف حبر الطباعة . . سألت زاندرا : ماذا عن الآنسة بايكر ؟ إنها هنا منذ سنوات طويلة ، أليس كذلك

شاذن 15-07-10 12:26 PM

- كانت هنا قبل أن نأتي نحن ، ونحن هنا منذ سبع سنوات . لكنني أتوقع أن تسافر لتعيش مع شقيقتها على الساحل فقد حدثتني عن هذا قبل أيام .
يبدو أنني الوحيدة التي سأضطر إلي السير في طرق السعي وراء الشقة . . وبمساعدة كولييت أخذت تبحث في الصحيفة . أمضت الأيام الباقية قبل سفرها القادم بالبحث عن شقة بلا جدوى . .كانت تخرج باكراً لملاحقة الإعلانات في الصحف ، وكانت تجول من وكيل أملاك إلي آخر ، حتى يئست . . فكان أن وضعت إعلاناً خاصاً بها في الصحف ، لكن بلا جدوى أيضاً .
منتدى ليلاس
قبل أن تذهب إلي عملها بيوم اتصلت زاندرا بعمتها معتذرة منها لأنها لم تتصل بها قبل الآن وراحت تشرح لها ما حدث . . كانت قد استلمت إنذاراً الإخلاء الخطي ، ودفعت إيجارها مقدماً وهذا يعني أن أمامها ثلاثة أشهر لتجد البديل . سألت أليس سمولبورن ، متجاهلة العذاب الذي تمر به زاندرا :
- كيف حال ڤيك ؟
- ڤيك ؟ آه ! إنه بخير .
- رجل لطيف . . أنا سعيدة من أجلك زاندي .
إذن لم تستطع زاندرا أن تُفهم عمتها أن بالها مشغول بإيجاد مكان سكن أكثر من انشغالها بالتفكير في ڤيك سبنسر . . فتوقفت عن المحاولة ، وأصغت إلي عمتها التي راحت تثني على ڤيك ، ثم سألتها متي موعد الزفاف .

شاذن 15-07-10 12:28 PM

انشغلت في هذه الفترة بالبحث عن شقة لذا نحّت مسألة الخطوبة إلي زوايا تفكيرها . . ولكن في اليوم الأول على عودتها إلي العمل انقضّ الأمر عليها كالصاعقة . منتدى ليلاس
" أيتها الغامضة ، كيف تمكنت من هذا زاندرا؟" . . مشكلة أن الجميع يعرف بخطوبتها إلي ڤيك، برزت عندما سمعت جينا هارتلي تقول لمضيفة أخرى " كنت أدور حول ڤيك سبنسر منذ وقعت عيناي عليه". ولم تسمع ما كان يقال بعد ذلك ، لكنها وقفت لتصغي إلي جينا وهي تردف : إذن كل التصرفات الباردة التي كانا يظهرانها لم تكن إلا لذر الرماد في العيون ، لئلا يلاحظ أحد ما بينهما حقاً.
في الأسابيع الستة التالية زارت زاندرا عدداً من البلدان الأجنبية . . ثم أمضت أيام راحتها في لندن بالبحث عن شقة ، ولكن إحباطها ازداد حين لم تجد شيئاً . وكان المزاح المزعج الذي يدور حولها وحول ڤيك قد بدأ يخبو . . فقد أصبحت خطوبتهما الآن أمراً مقبولاً . . ونادراً ما كانت تُذكر. دخلت إلي شقتها ورمت حقيبتها على الأرض وهي تفكر في أن حياتها ستبقي كئيبة حتى تحل مسألة خطوبتها . دايڤ هنتر،مساعد الكابتن في الرحلة التي أنهتها للتو طلب منها الخروج معه وهما في " كايب تاون". وأوشكت أن تقبل ، لكنها وجدته يسحب دعوته بسرعة وهو يتمتم :
- آسف . . نسيت أنك مخطوبة .
تقدمت إلي غرفة الجلوس وكانت تهم بخلع سترتها عندما رن جرس الهاتف الذي تعالي منه صوت ڤيك سبنسر:
- زاندرا ؟

شاذن 15-07-10 12:29 PM

- نعم .
وتساءلت ماذا يريد ، فلديها ما يكفيها دون سماع كلامه السليط .
- أنا ڤيك سبنسر . .
لكنها تعرف هذا . . ولم يُشعرها صوته أنه في مزاج رائق .
- أريد رؤيتك . . سآتي إلي شقتك .
هذا أمر مثالي من ڤيك سبنسر . . لم يقل " أرجوك هل أستطيع ؟" أو " هل هذا يلائمك؟" بل كل ما قاله " أريد رؤيتك . . وسآتي إلي شقتك". تجاهلت المغطس الذي أملت الجلوس فيه لتنعم ببعض الاسترخاء . . اغتسلت بسرعة وغيرت ملابسها وارتدت بلوزة قطنية وبنطلون جينز ، وكان لها ما يكفي من وقت لتضع لمسة من أحمر الشفاه قبل أن يصل ڤيك سبنسر .
لم يتطرق إلي سبب رغبته في رؤيتها لأنه أدرك أنها على غير عادتها . . سألها : " ما الخطب ؟".
جعلها سؤاله المقتضب تدرك أن وجهها كان معبراً بحيث قرأ الإحباط فيه . .
أجابت :" وما هو السليم؟".
وعرفت من ضيق نظرته أن الموقف سينتهي إلي حرب علنية بينهما إن لم تفعل شيئاً لإنقاد الوضع . . أردفت تعترف :
- كل شيء يسير بشكل معاكس . .
وكرهت نفسها لأنها تراجعت أمام غضبه المتصاعد ، فقد أجاب : " لدينا جميعنا مشاكلنا. . "
أردف بهدوء :

شاذن 15-07-10 12:30 PM

- أتريدين أن تخبريني بما يقلقك ؟
ڤيك سبنسر هو آخر شخص في العالم قد تفكر في إفضاء همومها له . . لكن بما أنه يعرف عنها أموراً كثيرة وجدت نفسها تقول :
- حسناً . . أولاً سيباع هذا المنزل . . لذا عليّ أن أجد مكاناً آخر أعيش فيه . . وما أصعب أن تجد المرء مكاناً يستأجره . . لذا أقضي أيام راحتي ، بالتجوال في كل مكان بحثاً عن شقة أخرى. .
نظر إليها مفكراً :" دون جدوى . . أليس كذلك؟".
منتدى ليلاس
- أنت قلتها . . دون جدوى .
- قلت إن هناك أكثر من شيء واحد يزعجك . . فما هو الشيء الآخر الذي يكدرك ؟
هزت كتفيها :" تقع المصائب كلها على رأس المرء دفعة واحدة".
كانت محبطة فعلاً ، ولكنها حاولت ألا تدعه يري مدى إحباطها . . ثم شعرت بأنه السبب في نصف مشاكلها .
- وما إن أنتهي من التجوال في مكاتب الوكلاء حتى أجد نفسي دون حياة اجتماعية .
كرر بعدم تصديق :
- بدون حياة اجتماعية ؟ ولكنك مرغوبة من الجنس الآخر .
- كنت هكذا قبل أن أصبح مخطوبة . . أما الآن فلا أتلقي دعوة من أي فرد من معارفنا ، لظنهم أنني خطيبتك . و . . وأنا لا أشعر أنني قادرة على الخروج مع أحد من الأصدقاء الآخرين . . لأن هذا لن يكون إنصافاًَ لك .
لمحته ينظر إليها بحدة . . وقال :

شاذن 15-07-10 01:58 PM

- عليّ الاعتراف أنك خطيبة وفية فعلاً زاندرا . . ففي هذه الأيام لا تحمل الفتاة الخطوبة على محمل الجد ، ولا ترى أنها ملزمة بالوفاء لخطيبها .
سألته :
- ولن يعجبك هذا . . أليس كذلك ؟
أملت ألا يبدي أي اهتمام بما تفعله في وقت فراغها ، وأن يعطيها الضوء الأخضر لتفعل ما تشاء . . الليلة ستقيم ماغي لينلايد إحدى حفلاتها المعتادة ، وقد ترتفع معنوياتها لو ذهبت إليها .
لكنه أجاب:
- لا. . لن يعجبني . . هل هناك شيء آخر يزعجك ؟
بدأت زاندرا تقول :
- بما أنك راغب في معرفة المزيد من الأمور فلا بأس سأجيب . . أنا مضطرة في اليومين القادمين للاتصال بالعمة . ولا أظن أنني قادرة على تحمل سؤالها إياي عن موعد الزفاف. . و. .ولقد فاض الكيل !
تكره زاندرا أن يري أحد دموعها . . لذا قاومت لئلا تنفذ دموعها تهديدها . . لم يتحرك ڤيك ، وخشيت أن تنظر إليه . . وفيما هي غارقة في الشفقة على نفسها ، تذكرت أنه جاء إلي شقتها منذ عشرة دقائق ، لا ليجلس ويصغي إلي أحزانها . . لكن ما سبب مجيئه؟ مهما كان سبب ، فلن يكون أسوأ مما هي عليه الآن . رفعت رأسها واستجمعت ابتسامة صغيرة مرتبكة :
- آسفة لأنني أزعجتك . . لم أقصد هذا . .

شاذن 15-07-10 02:00 PM

عندما لم يبتسم ذوت بسمتها . . وندمت لأنها اعتذرت منه . . لا شك أنها كانت بلهاء وإلا لما أفضت إليه بكل همومها . . فهو آخر من يهتم بمشاعرها . . ولكن . . لماذا يهتم ؟
أنهت كلامها ولجأت إلي إظهار البرود. .؟
- لقد أسهبت بالحديث عن مشاكلي فلا أظنك أتيت لتصغي إليّ ؟ ؟ لماذا جئت سيد سبنسر ؟
تمكنت بمناداته سيد سبنسر من جعل صوتها بارداً وعملياً . . إنما ما هي إلا لحظات حتى مد يده إلي جيبه ، وأخرج صحيفة مطوية . . أنبأها حدسها بأن كارثة على وشك أن تقع على رأسها . . وبدا وجهه متجهماً ، وهو يفتح الصحيفة . .
- ماذا . . ؟
منتدى ليلاس
اتجهت عيناها إلي أعلى الصحيفة فرأت اسمها :" ميدلاين ومارتش بورو غازيت".
قالت :" هذه صحيفة عمتي المفضلة . . لماذا . . ".
قال : انظري إلي صفحة الإعلانات . . تحت عنوان " خطوبة".
آه . . لا . . ! حتى قبل أن تجد الصفحة ، عرفت أن هناك إعلان خطوبة واحدة . . " يسرنا إعلان خطوبة اليكساندرا مارج رودس ، إلي ڤيكتور ماكفلي سبنسر ، ابن. . ".
وتأوهت زاندرا . . وهي التي ظنت أن لا شيبء أسوأ مما هي فيه قد يحدث . . هذا يتوّج كل شيء ! لكن من أين حصلت العمة أليس على هذه المعلومات ؟ ". . . ابن السيد دايڤد ماكفلي سبنسر وحرمه

شاذن 15-07-10 02:01 PM

الراحلة". خشيت رفع نظرها إليه . . وتركت الصحيفة تسقط من يدها . يا إلهي ! لماذا عمتي أليس ؟ . . ألن ينتهي هذا الكابوس أبداً ؟
قالت بصوت مرتجف :" آسفة ڤيك . . آسفة".
ثم اشتد تكوّر شفتيها وعرفت ماذا عليها أن تفعل . . يعتقد أنها جبانة أمام عمتها . . لكن هذا كثير . .ولا شك انه يكاد ينفجر غيضاً . . فهو لم يطلب من أحد أن يورطه هكذا . .العمة أليس ستتكدر . . لكن على المهزلة كلها أن تتوقف عند هذا الحد . . فلا مجال لمعرفة ما قد تفعله العمة ببراءة. .
منتدى ليلاس
قالت بثبات :"سأسعى لنشر تكذيب فوراً . . وسأسافر إلي ميدلاين اليوم لأشرح الأمر لعمتي".
سمعته يتحرك وشعرت بطله عليها :
- لدي حل زاندرا . . وهو ليس التكذيب .
ارتفع رأسها ولكن بدل أن تراه متجهماً ومستعداً لتمزيقها ، وجدت في وجهه ما لا يدفعها للخوف . . مع أنه لا يبتسم أبداً . . ثم تقدم ليجلس قربها على الأريكة الصغيرة ، فتحركت لتفسح له مكاناً . .
سألته :" لا تريد تكذيباً ؟ لكن . . ".
- أصغي إليّ فقط . قلت لك أن لدي حلاً . . لكن قبل أن أقول لك ما هو ، عليك أن تعرفي ماذا فعلت عمتك بإقدامها على هذا الإعلان في الصحيفة . . هل سمعت بالكولونيل تايڤستوك؟
سبق أن سمعت زاندرا بهذا الاسم،ولكن ما شأن الاسم بموضوعهما . .
- أعرف أنه يعيش في " مارتشبيرو"وأظنه القاضي المحلي .

شاذن 15-07-10 02:03 PM

- صحيح . . ولكن ويا للصدفة الكولونيل تايڤستوك هو صديق حميم لوالدي . . ولهذا ، حين رأي الكولونيل خبر خطوبتي ، أرسل نسخة عن الصحيفة لأبي .
صرخت بها أحاسيسها . . آه ! لا. . لا. . أل نهاية لهذا كله ؟ وتجاهل ڤيك ابيضاض وجهها :
- غني عن القول ، أن والدي كتب لي رسالة غير مهذبة أبداً يسأل عن السبب الذي جعلني أمتنع عن إخباره . . ويجب أن أذكر أن والدي كان في المستشفي في سويسرا في الأشهر القليلة الماضية ، والحقيقة أنه أكثر من حساس ، لأنه مقطوع عن العالم .
منتدى ليلاس
أحست زاندرا أنها تكاد تجن . . فهذا كله بسبب كذبة متهورة لا معني لها . . وهي السبب . وهي مستعدة للقيام بأي شيء . . أي شيء لتظهر لڤيك مدي ندمها . .
سألت وفي عينيها نظرة تقول غنها لن تتوقف عند شيء لإصلاح ما فعلته :
- ماذا تريد مني أن أفعل ؟ أنا مستعدة للقيام بأي شيء. . أي شيء تطلبه .
لا مجال للشك في صدقها ، مع ذلك سألها :
- أواثقة ؟
- كل الثقة . . قل ما تريد .
رأت وميضاً يبرق في عينيه ، ثم عادت أساريره إلي التجهم .
- تعالي للعيش معي . . زاندرا .

شاذن 15-07-10 02:04 PM

لا ، هذا آخر ما قد تتوقعه . . أصبح وجهها الشاحب قرمزياً ، ولكنه ما لبث أن عاد شاحباً رمادياً وهي تهمس :
- كما . . كما لو . . أننا متزوجان . . تعني ؟
- يا إلهي زاندرا . . لقد وجدت أن أفضل طريقة للخروج من هذه الورطة هي الزواج.
كانت تتلقي الصدمة إثر الصدمة . . لكن ڤيك لم يكن غاضباً منها ، ولم ينتظر لتستوعب كلماته بل أردف :
- ألا تدركين مدى خطورة أن تقولي لرجل لا تعرفينه تقريباً أنك مستعدة للقيام بأي شيء يطلبه ؟ أشكري ربك زاندرا رودس ، لأنني اعطف على براءتك التي تمنعني من أخذك للعيش معي بدون حماية خاتم زواج .
منتدى ليلاس
عندما استوعبت جيداً ما قال ، هبّت قائلة :
- الزواج ؟ أتقول إنك تريد أن نتزوج ؟
- تبدين أكثر صدمة مما كنت حين فكرت أنني أقترح عليك السكن معي بلا زواج .
ومد يده ببرود يمسك يدها ويشدها لتعود إلي الجلوس فوق الأريكة إلي جانبه .
- أنا لم . . أنا . . ليس لدي النية في العيش معك ، بزواج أم بدونه . .
- لكنك قلت إنك مستعدة للقيام بأي شيء. .
- أجل . . لكن .. الزواج ! هذا أمر مناف للعقل !
نظرت إليه ، فوجدت أنه لا يشاركها الرأي . . فنظرت بعيداً وهي ترتجف حتى أعماقها . . لن تتزوج أبداً إلا من أجل الحب . .وهي لا

شاذن 15-07-10 02:07 PM

تعتقد أن ڤيك سبنسر يعجبها كثيراً . .وها هو جالس بهدوء ، ينتظر بهدوء موافقتها . . لا، لا ينتظر موافقتها بل ينتظر أن تذعن لطلبه .
قالت بجرأة :" لا أستطيع الزواج منك . . هذا ما لا أستطيع التفكير فيه . . إذا كان هذا هو حلك الوحيد للورطة التي زججتك فيها ، فأنا أرفضه . . كل ما عليّ فعله هو الاعتراف لعمتي بالحقيقة كاملة وعندئذٍ ستنشر عمتي تكذيباً في الصفيحة ذاتها . . وسيكون هذه النهاية".
رد بصوت بارد :" ألم تنسي دوري في كل هذا ؟".
منتدى ليلاس
- أنا آسفة ڤيك . . حقاً آسفة . . إن أعطيتني عنوان والدك سأكتب له رسالة أشرح فيها كل شيء .
- لا !
جاءت صيحته حادة ورنت في زوايا الغرفة . . وكان يعني ما يقول . . تبع هذا صمت متوتر ، وتكدر فم زاندرا ولاحت عليه ملامح التمرد حتى تكلم ڤيك ثانية ، وفي هذه المرة اختفي التوتر من صوته ، وبدا على استعداد لمناقشة المسألة بهدوء:
- أعرف أنك لا تحبينني زاندرا . . أجل. . لقد رأيت الكراهية في عينيك بين الحين والآخر . . لكن أكنا متحابين أم متباغضين. . فلا بد لنا من الزواج . . لأن هذا الزواج سيحل الكثير من مشاكلك .
وكأنه بهذا اعترف أنه أيضاً لا يحبها . . وزاد اقتناع زاندرا بأن زواجهما خطوة تنبئ بكارثة. . نعم أن هذا سيقلل من ضغط العمة أليس عليها . . والعيش معه سيكون حلاً لمشكلة السكن التي تعاني منها . . لقد أوقعت نفسها في الشركه عندما أخبرته بأنها ستصبح بلا مأوى . . لكن المرء لا يتزوج من أجل إيجاد مسكن . . رفضت مجدداً:

شاذن 15-07-10 02:08 PM

- لا ڤيك. . لا أستطيع حتى التفكير في هذا .
ووجدت اسمه يدور بسهولة على لسانها . .
سأل :" لماذا لا ؟".
- حسناً . . أولاً لأن الفائدة ستعود إلي طرف واحد فقط . . أعني . . أعرف أن الزواج منك يعني التخلص من ضغط عمتي وإلحاحها على تزويجي . . ويعني أيضاً إيجاد حل لمشكلة السكن . . لكن ما الذي ستجنيه أنت من كل هذا ؟
غسلت وجهها موجة حمراء فقالت : آه !
ثم أحست بالعرق البارد يتفصد منها ، و ڤيك ينظر إليها بثبات ، ولا يبدو أنه يجد صعوبة في فهم ما يدور في رأسها . .
منتدى ليلاس
- لم أبغ الزواج منك من أجل الحصول على الفائدة التي تدور عادة بين الرجل وزوجته.
صمت قليلاً . . ثم أضاف لئلا يترك مجالاً للشك :
- لا حاجة بك لتقولي لي إنك جذابة ، فعلي الرجل أن يكون أعمي إن لم يلحظ هذا . . لكن معاشرتك كزوجة ليس من بين مخططاتي .
عاد التورد إلي وجهها بسبب صراحته القاسية . . والغريب أنه نظر إليها نظرة تدل على أنها ستكون هي المحظوظة لا هو ، إن وجدت نفسها يوماً تتلقي حظوة منه .
قالت، وذقنها يرتفع لتجبر نفسها على مواجهته:
- إذن . . أنا لا أثير فيك جسدياً أي شعور . . حسناً . . أقبل هذا . . مع ذلك لا أستطيع الزواج منك .

شاذن 15-07-10 02:09 PM

سأل ساخراً : لأن الاستفادة ستكون من جانب واحد ، ولأنك لا ترين ما الذي سأجنيه من كل هذا ؟ حسناً زاندرا . . أفهم أنك لن توافقي على الزواج بي إلا إذا كنت متساوياً معك . . لذلك سأعترف أن الزواج بك يناسبني جداً. .
- أنت . . أوه . .
عقدت دهشتها لسانها ، ونظرت إليه نظرة العاجز عن الكلام ، ولعل ما زاد دهشتها أن ترى في نظرته ، أنه يفضل أن يقول لها أي شيء ، عدا السبب الحقيقي للزواج بالنسبة له . . أضاف ببطء:
منتدى ليلاس
- كما سبق أن قلت لك . . والدي في المستشفي في سويسرا ، منذ سنة . وكان قد تزوج امرأة كانت صديقتي يوماً . . حسناً واختصاراً للقصة . . يظن التيس العجوز أننا ما زلنا متحابين . . وهذا أمر سخيف بالتأكيد . . لكن كلما حاولت أنا وسوزي إقناعه بأن لا شيء بيننا ، كلما ازداد اقتناعاً بعكس ذلك . . المفروض أن يكون الآن في بيته . . لكن قلقه على مشكلة لا وجود لها تؤخر شفاءه . . والآن هل فهمت سبب حاجتي لزوجة ؟ لن يكون زواجنا منفعة لطرف واحد زاندرا .
ذهلت زاندرا . . وشعرت بالتعاطف مع أبيه . . لا شك أنه مخبول ببعده عن زوجته ، عن المرأة التي يحبها بسبب الشك والغيرة.
- آه ڤيك ! أنا آسفة على والدك .
استغلّ ضعفها المؤقت وهو ما كان ينتظره وقال :

شاذن 15-07-10 02:10 PM

- انظري إلي المسألة منطقياً . . لن يكون زواجنا دائماً . . فما إن يتعافي أبي وتقلع عمتك عن الضغط عليك ، حتى نسارع إلي إبطال الزواج .
- إبطاله ؟
- يبطل الزواج إن لم تتم فيه المعاشرة الزوجية.
منتدى ليلاس
تورّد وجه زاندرا مجدداً . . وعاد ڤيك إلي حثها على رؤية الوضع من باب المنطق وصوّر الأمر كله وكأنه أمر معقول . . ثم شعرت بأنها لم تفكر بجلاء حين فكرت برد طلبه . . فقد بدا كل شيء منطقياً ، واعترفت لنفسها بهذا . . ثم سمعته يقول :
- أنت بحاجة إلي مكان تقيمين فيه . . ولدي غرفة نوم إضافية في شقتي لا تستخدم لا مانع عندي أن تستمري بالعمل .
ردت دون تفكير :" سأستمر بالعمل بلا ريب".
- هاك إذن . . هذا يعني أننا لن نري بعضنا إلا في أوقات متفرقة أي حين تتزامن أوقات راحتنا .
بدا لها ما يقترحه الحل المثالي . . ومع ذلك كانت حائرة . . نعم هي غير قلقة لأن لا حب وراء طلبه هذا . . ولله الحمد على ذلك . . فما زالت تشعر بالألم مما حدث لها مع أندرو يوغت ، لذا لن ترغب في تجربة حب أخرى قبل وقت طويل . . ولكن في الأمر ثغرة ما . . غير أنها لا تستطيع تحديدها .
عاد يسأل :" ما رأيك بالأمر زاندرا ؟ سيساعد هذا أبي على استعادة عافيته ".
كادت تذعن . . لكن هناك ما منعها فقالت بصوت متردد :

شاذن 15-07-10 02:11 PM

- لا أدري. . لا أدري، فقط . . الواقع أنني بحاجة إلي وقت للتفكير . . هل أنهيت مهمتك للتو كذلك ؟
- لا .. بل حئت مباشرة من سويسرا.
- قصدت والدك حالما تلقيت رسالته ؟
- كان هذا أقل ما أفعله له .
منتدى ليلاس
لم يقل لها ما جرى بينه وبين أبيه ، لكنها عرفت من خلال أساريره أن اللقاء لم يكن سهلاً . . في تلك اللحظة ودت لو تقول له إنها ستتزوجه ولو من أجل أن تصل الرسالة إلي أبيه ، الرسالة التي ستريح باله وتضعه على طريق الشفاء . . لكنها تخشي أنها تندفع إلي ما قد تندم عليه لاحقاً . . كررت :" أحتاج إلي وقت للتفكير ڤيك ".
وقف ، وبدا أن لا شيء يضيفه ، لكنها كانت مخطئة :
- سأمهلك حتى الثامنة من هذا المساء.
نظرت إليه راغبة في مجادلته بأن هذه الفترة غير كافية ولكنه تقدم إلي الباب ثم التفت إليها ناظراً نظرة متفرسة طويلة ثابتة . . ثم قال آمراً :
- اتخذي قرارك السلبي أو الإجابي في هذا الوقت زاندرا .
لقد عاد إلي أوامره . . لقد عاد الكابتن ڤيكتور سبنسر !


* * * * * * * * * * *

انتهي الفصل الثالث

شاذن 15-07-10 02:13 PM

أرجو أن تنال أعجابكم . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

dalia cool 15-07-10 02:53 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تى تى بك 15-07-10 08:26 PM

رااااااااااااااااااااااااااااااووووووووووووووووووووووووععععع عععععععععهههههههههههههههه بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, :p]

شاذن 18-07-10 12:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2381884)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكررررررررررررررررررراً لمرورك الحلو . . .
وأتمني أن تابعي باقي الرواية وما تحرميني من ردودك الحلوة .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 18-07-10 12:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تى تى بك (المشاركة 2382222)
رااااااااااااااااااااااااااااااووووووووووووووووووووووووععععع عععععععععهههههههههههههههه بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, :p]

مشكوووووووووورا كثير على تعليقك الحلو. . .
وبتمني باقي الرواية تعجبك . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

اماريج 18-07-10 12:33 AM

تسلم ايديك واناملك الحلوة ياغاليتي
ننتظر التكملة على احر من الجمر موفقة في اختيارك يالغلا
تحياااااتي لك

http://www.arabsys.net/pic/thanx/43.gif


شاذن 18-07-10 06:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2385291)
تسلم ايديك واناملك الحلوة ياغاليتي
ننتظر التكملة على احر من الجمر موفقة في اختيارك يالغلا
تحياااااتي لك

http://www.arabsys.net/pic/thanx/43.gif


أنا سعيدة لأنك أتابعي الرواية . . .
ومشكووووووووووووووورا كثثثثثثثثثثثثثثير على كلامك الحلو . . .
وأتمني أن تعجبك باقي فصول الرواية . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 18-07-10 06:42 AM

4 – كل شيء إلا الحقيقة

كيف لها أن تتزوج رجلاً لا تحبه ؟ هل الزواج حقاً السبيل لشفاء والده ؟ هاجمت الأفكار زاندرا وهي تقوم بالأعمال الروتينية التي تقوم بها عادة عندما تعود من أسفارها . . الظاهر أن سوزي تلك كانت مربة كثيراً من ڤيك قبل أن تتخلي عنه ؟ قد لا يكون هذا صحيحاً . . لأنه لم يقل إنها تخلت عنه ، بل لا تتصور أبداً فتاة تقول له أن يغرب عن وجهها . . إنه صاحب تجربة وحنكة وهو واثق من نفسه .
أما زالت سوزي تحبه ؟
هل كانت أصلاً تحبه ؟
منتدى ليلاس
استسلمت زاندرا . . فقد أنها تدور في حلقات مفرغة . . حضرت لنفسها ، آلياً ، سندويشاً وشراباً ساخناً . يجب أن تتصل بعمتها لتخبرها بعودتها سالمة . . لم تكن قادرة على مواجهة الكلام معها . في وقت ما بعد السابعة ، ارتدت زاندرا جينزاً وكنزة . . كانت قد أمضت النهار في ترتيب المنزل وتنظيفه وغسل الثياب . . وفي هذا الوقت تساءلت إن كان ڤيك سيتصل بها هاتفياً أم سيزورها ، ولهذا لم تشأ ارتداء ما هو مميز . . كان يوماً طويلاً مرهقاً . . ولكنها فترة قصيرة لاتخاذ قرار من هذا النوع . . وكانت أفكارها تشتد وتسترخي طوال الوقت .
بعد الثامنة بدقيقة ، وصل ڤيك. . لاحظت زاندرا أنه مثلها يرتدي ثياباً عادية . بنطلون فروسية عاجي اللون وكنزة كانت تظهر تحت معطفه المصنوع من جلد الغنم . .وجاء معه بنفخة من برد كانون الثاني . .

شاذن 18-07-10 06:44 AM

شرع يتأمل وجهها ، وكأنه قرأ في تلك النظرة أن لا رد جاهز بعد لديها ، كان يمسك بمفاتيح سيارته .
- أترغبين بالخروج في نزهة ؟
هزت رأسها :" سأحضر معطفي".
أراحت حركة السيارة أعصابها . . ڤيك سائق ماهر بمقدار ما هو طيار ماهر . . وكانت كلما تقدمت بهما السيارة كلما استرخي توترها . . في هذا الوقت لم يتباحثا بسبب زيارته ومع الوقت شعرت بأنها ممتنة له لأنه ترك لها كل هذا الوقت لنفسها. . أحست بالدفء نحوه . . وشعرت بأنها مطمئنة معه أكثر من أي وقت آخر .
منتدى ليلاس
ثم توقف أمام مبني سكني مؤلف من ثلاث طبقات يبدو حديث البناء ، فسألت :" أين نحن ؟".
رد :
- إنه منزلي . . أنا بحاجة إلي فنجان قهوة ، اصعدي معي لتحضريه لي .
خفق قلبها ، وهما يتجاهلان المصعد ، ويتسلقان الدرج قاصدين شقته . . ولكن لم يكن لتسارع دقات قلبها علاقة بتسلق الدرج . . لأن التوتر كان يشدّ أعصابها . .شاذن
كانت غرفة الجلوس نعمة للنظر . . أول شيء رأته هو الجدران الخضراء الشاحبة ، والأثاث المصنوع من الخشب الماهوغاني . . وبعدما تأملت جيداً الغرفة عرفت أن تمازج القديم والجديد هو الذي يجعلها جذابة . . ومررت يدها فوق منضدة الكتابة الناعمة تتنعم بملمسها الرائع . . كلفة الأثاث وحده ثروة . . تري ماذا كان رأيه

شاذن 18-07-10 06:45 AM

بمنزلها ؟ فإذا ما قورنت شقتها ، رغم نظافتها ، بشقته فهي تعدّ رديئة رثة . . لن تستطيع العيش هنا . .شاذن فشقته . . ما هي الكلمة المناسبة ؟ كاملة . . فإن أقامت فيها فلن ترغب في تركها . . ارتدت إليه وهي لا تدري أنه كان يراقبها ويقرأ تعابير وجهها . . وعرفت أن عليها ان تخبره بما تفكّر فيه . . شاذن
- ڤيك . . أنا . .
- أتوق إلي تلك القهوة ، زاندرا .
وكأنه عرف أنها كانت على وشك القول له إنها لا تستطيع الزواج به . . ابتسم لها ، لكنها لاحظت أن ابتسامته لم تصل إلي عينيه .
اقتادها من باب نقلها إلي المطبخ ، وتركها هناك . لم تشعر قطّ بمثل هذا العذاب . . ستصنع القهوة ، ثم تطلب منه أن يتصل بسيارة أجرة لتقلّها ، إذ لن يرغب في هدر ساعة أخري من وقته في إصالها بعدما ترفض الزواج به .
ربما خفّ توترها . .ولكن يديها كانتا ترتجفان وهي تحمل الصينية إلي غرفة الجلوس ، ما إن رآها حتى هبّ واقفاً من مقعده ليأخذها منها . . بعد ذلك جلس كل واحد منهما في مقعد . . قدمت إليه فنجان القهوة ثم نظرت إليه لتعرف ما يدور في خلده . . ولكنها لم تستطع أن تعرف شيئاً. . عليها أن تخبره حالاً قبل أن يعود التوتر بينهما مجدّداً . .
كان صوتها مرتجفاً وهي تقول :
- هل . . أستطيع . . رؤية غرفة نومي . . أرجوك ؟
لم يظهر على وجهه أي ردة فعل إذ وافقت على الزواج به بطريقة ملتوية . . ثم بدأت ابتسامة عريضة تحتل فمه . .

شاذن 18-07-10 06:48 AM

في تلك اللحظة بالذات ، وقعت زاندرا رودس في حب ڤيك سبنسر . .وارتجفت القهوة بين يديها ، فانسكبت . . نظرت إلي ما فعلت وهي تسمع طنيناً قوياً في أذنيها . لكن الإنسان لا يغمي عليه من الحب . . مع أنه كاد يغمي عليها فعلاً . . فلما توقف الطنين ، نظرت إليه . . فإذا هو لا يزال مبتسماً وما زالت هي تحبه . . الآن عرفت بالضبط لماذا وافقت على الزواج به . . لا علاقة لهذا بعمتها أو بوالده ، فعن غير وعي منها قال لها قلبها إنه أحبه . .لكن عقلها لم يسجل هذا الواقع حتى ابتسم .
سمعته يقول :" سأحضر قطعة قماش للتنظيف".
وسرّها أن تبقي لدقائق وحدها ، كيف يمكن أن تحبه ؟
منتدى ليلاس
عندما عاد كان ڤيك واقعياً . . لربما تخيلت تلك الابتسامة . . إذ لم يكن على وجهه ما يُظهر سروره لموافقتها على الزواج به .
قال لها وهي تحاول إبقاء ما تشعر به نحوه خفياً :
- سأريك الشقة . . ثم نصنع القهوة من جديد .
أراها الغرفة التي ستكون غرفتها . . الجدران مطلية بلون رمادي مشرق لم يعجبها لغرفة نوم . . لكن سائر الغرف كان كاملاً كغرفة الجلوس والمطبخ . كان هناك عدا الخزانة منتديات ليلاس المثبتة إلي جدار وطاولة الزينة شاذن، سرير لشخص واحد وطاولة إلي جانبه .
قال لها ڤيك :
- إذا كان هناك ما تحبين أن يضاف إليها أو يؤخذ منها ، فأخبريني .
قالت له أن كل شيء على ما يرام ، وإن لا جدوي من تغيير لون الجدران لأنها لن تمكث هنا طويلاً .

شاذن 18-07-10 06:50 AM

انتقلا من غرفتها إلي الغرفة المجاورة .
- هذه غرفتي .
ارتدّ إلي الوراء ليتركها تمر به . . كان طابع الغرفة رجولياً محضاً . . فهناك كتب على الرفوف ، وعلى الطاولة وقرب السرير . . وثمة مصباح للقراءة فوق السرير المزدوج . . التقطت أنفاسها وهي تنظر إليه بطريقة أخرى سببها هذه المشاعر الوليدة حديثاً . طوله يتجاوز الست أقدام . . ولكنه ليس بديناً مع أنه عريض المنكبين . . انتقلت عيناها إلي خصره النحيل ، ثم عادت فأشاحت بوجهها بعيداً .
منتدى ليلاس
أحست بتزايد توترها فارتدت لتترك منتديات ليلاس غرفة النوم ثم ما لبثت أن انتظرت ليلحق بها ، فأراها الحمام الرائع بحوضه المميز الذي لم تكن تتمتع به في شقتها الصغيرة . . إنما لا مجال للمقارنة بين شقتهما إلا في الفسحة الحميمة الموجودة شاذن في كلا المطبخين لتناول الشاي . قام ڤيك ليعد القهوة مجدداً ، ومرة أخرى جلسا في غرفة الجلوس . سألها :" أتريدين الزفاف في " ميدلاين"؟ ".
- ستطلب عمتي هذا .
- حسناً . . بما أن علاقتنا هذه بدأت بسبب عمتك . . أعتقد أن هذا أقل ما نفعله لها .
تودر وجه زاندرا ، وبدأت تقول :
- أنا آسفة . . .
لكنه قاطعها : هذا الزواج امصلحتنا معاً زاندرا ، لذا توقفي عن الاعتذار .
نظر إلي ساعته ووقف :

شاذن 18-07-10 06:51 AM

- تكاد تبلغ منتصف الليل ، لذا أقترح أن أعيدك إلي منزلك . تستطيعين النوم هنا لو شئت . . لكنك لن تفعلي هذا ، أليس كذلك ؟
هزت رأسها ، وشعرت بغصة في حلقها تمنعها من الرد . كانت تعرف أن عرضه صريحاً كما هو . . فهذا سيوفر عليه ساعتين من عناء القيادة إذ عليه أن يقلّها إلي منزله ثم يعود إلي منزلها . . نظرت إليه فرأت أن وجهه أصبح جامداً .
قال :" كنت على استعداد للنوم تحت سقف واحد مع أندرو يوغت . . أليس كذلك ؟".
- كان ذلك أمراً مختلفاً .
رأت فكه يشتد. .
منتدى ليلاس
- لأنك كنت تحبينه ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة ، فلا تعرف لماذا تحول فجأة إلي العدوانية ، لكنها كانت مستعدة أن تقول له أي شيء سوى الحقيقة . .
أجابت :" شيء من هذا القبيل ".
لن يعرف أبداً ان الحب الذي أحست به لأندرو ، لا يقارن أبداً بهذا الإحساس الجديد الذي استيقظ في أعماقها .
في طريق العودة إلي شقتها ، قال لها ڤيك إنهما وبسبب اضطرارها لترك شقتها قريباً ، سيتزوجان في أسرع وقت ممكن .
- أزورك غداً في الصباح الباكر . . وسنسافر إلي "ميدلاين "لنقول لعمتك ، ونري الكاهن ونحن هناك .
بدا لها أن كل شيء يسير بسرعة . . وأحست أنها لم تعد تسيطر على شيء . . وحين أصبحا أمام باب شقتها شعرت بأن ردة فعلها قد بدأت

شاذن 18-07-10 06:53 AM

تتبلور ، ولكن الشعور بالخوف مما هي مقدمة عليه بدأ يخف . . وما إن فتحت الباب وأضاءت النور وارتدت إليه لتتمني له ليلة سعيدة حتى وجدته ينظر إليها . .وعلى وجهه رقة بالغة .
قال ممازحاً :" هل عاد التردد إليك؟".
ابتلعت ريقها بصعوبة :" قليلاً".
- سيكون كل شيء على ما يرام زاندرا. . ثقي بي فقط!
وضغط على ذراعها قليلاً ، ثم تركها وذهب .
أمضت زاندرا ليلة مضطربة استيقظت فيها على رنين المنبه . . كان تفكيرها مشوشاً بسبب ساعات من النوم المضطرب .
هل قالت لڤيك حقاً إنها ستتزوجه؟
منتدى ليلاس
لماذا ؟ إنها لا تكاد تعرفه . . كيف لها أن تفكر في الإقدام على أمر كهذا . . ؟توقف قلبها دفعة واحدة لأنها تدرك أنها قد تضطر للقول لڤيك إنها لن تستطيع تنفيذ ما اتفقا عليه . منتديات ليلاس
لكن ما إن رأته بباب دارها حتى عرفت أن حبها له ما زال يعمّ قلبها ، وأنّ من المستحيل عليها أن تقول له الكلمات التي حضرتها جيداً . . سألها بعد التحية :
- هل اتصلت بالسيدة سمولبورن لتخبريها بقدومنا ؟
- فكرت . . أن نفاجئها ! شاذن
راحت جوارحها وأحاسيسها تصرخ بها : أخبريه . . أخبريه . . اخبريه انك لن تتزوجيه . . أخبريه قبل أن يصحبك إلي سيارته . . لكن الكلمات
أبت الخروج من فمها . . وكانا صامتين والسيارة تتجه بهما إلي " ميدلاين" . بعدما خلّفا لندن وراءهما شرع ڤيك يحدّثها . . وبما أن

شاذن 18-07-10 06:54 AM

بعض ملاحظاته كانت تتطلب ردّاً ، سرعان ما وجدت زاندرا نفسها تتحدث معه بانطلاق وبدأ الإحساس بالذعر الذي شعرت به عندما فتحت له الباب يتلاشي . . وكانت كلما ابتعدا ، كلما تساءلت لماذا تستمتع فعلاً برفقته . . وأدركت أيضاً أنها لولا اكتشافها المدمر بأنها تحبه لقالت له هذا الصباح إنها غيّرت رأيها . . وبدا لها كل شيء خرافياً . . وبما أنها تحبه ، لم تستطع إلا أن تتوق إلي قضاء بعض الوقت معه كزوجة .
راحت زاندرا تكرر بينها وبين نفسها : سيكون كل شيء على ما يرام . . رنت بطرف عينها إلي الرجل الذي وعدته أن تتزوجه فأحس بنظرتها إليه وأدار رأسه إليها ، وكأنما عرف ما تفكر فيه ، فلما ابتسم لها مطمئناً تقلصت معدتها . . فسارعت تنظر إلي خارج النافذة خائفة أن ترد له ابتسامته لئلا يقرأ المزيد من أفكارها ، ويكتشف بالضبط كم تؤثر فيها ابتسامته .
لم يكن هناك مجال لوصف السرور الذي عمّ وجه أليس سمولبورن حينما سمعت باقتراب موعد الزفاف . . وانقلبت دهشتها لزيارتهما إلي ذهول مطبق بعدما سمعت ڤيك يقول إنهما هنا لغرضين ، الأول لرؤيتها ، والآخر لإجراء الترتيبات لزفافهما .
احتضنت ابنة أخيها وصاحت :
- آه . . زاندي . . زاندي ! ما أشد سعادتي ! عرفت أنك ستجدين الحب يوماً !
لم تتصور زاندرا يوماً أن خداع عمتها قد يثقل ضميرها إلي هذا الحد . . فقد طغت موجات من الإحساس بالذنب عليها عندما رأت العمة تمسح

شاذن 18-07-10 06:56 AM

دموع السعادة من عينيها . . وكافحت لتصوغ الكلمات . . لكنها لم تستطع ، كانت شاكرة ڤيك لأنه دعمها بذراعه التي وضعها حول كتفيها وكأنما يقول لها أن لا تضعف . . فكل هذا لخيرهما . .
سرعان ما استعادت السيدة سمولبورن رباطة جأشها . وقبل أن يستطيعا إيقافها ، كانت تتكلم عن كل ترتيبات الزفاف .
منتدى ليلاس
- . . وسأتصل بمؤسسة تقديم الطعام والشراب ، و . .
ومع أنها علمت أن ما ستقوله سيمحون السعادة عن وجه العمة ، اضطرت لإيقافها :
- عمتي ! عمتي . . أنا آسفة ، لكننا قررنا . . ألا نقيم زواجاً كبيراً . .
ماتت الكلمات على شفتيها، فتطلعت إلي ڤيك لمساعدتها ، ولم يخذلها :
- نريد أن نتزوج فوراً سيدة سمولبورن . . والواقع إنني لا أطيق الانتظار حتى تنتهي الترتيبات التي يتطلبها الاحتفال الكبير . . فإن كنت لا تمانعين أرغب أن يكون زفافنا هادئاً .
استسلمت أليس سمولبورن ولم تقاوم ، وبعدما ابتسمت لڤيك ، ارتدت علي ابنة اخيها تسأل بلطف :
- هل ستدعين والديك عزيزتي ؟
أنه سؤال لا بد منه . . مع أنها تعرف أكثر من غيرها مدى المأساة التي عانت منها زاندرا في طفولتها . .
لم تفكر زاندرا كثيراً في الرد . . بل قالت بجرأة " لا !"
تعرف عمتها كل شيء عن أبويها لذا لن تغضب لردها . . لكنها أحست بنظرة ڤيك مصوّبة إليها ولم تستطع رد نظرته . . إذ كيف لها أن تخبره

شاذن 18-07-10 06:57 AM

عن الكراهية التي يكنها والداها لبعضهما بعضاً ؟ وكيف تقول له إنها لا تطيق أن تؤثر مشاعر الكره هذه على زفافها ؟
تبع رفضها صمت متوتر . . ورغماً عنها ن وجدت عينيها تتجهان إلي ڤيك ، فلاحظت التفكير المرتسم على وجهه .
قالت :" لا أعتقد أنهما سيأتيان على أي حال".
قالت العمة بلطف :
- ولا أعتقد هذا أنا أيضاً .
بعد الغذاء ، ذهب ڤيك وزاندرا لرؤية الكاهن ، السيد مورو . . وكان مسروراً برؤية زاندرا . هناك تم الاتفاق على أن يزوجهما بعد أربعة أسابيع .
قال ڤيك لزاندرا وهما يغادران منزل الكاهن :
- بما أنني قريب من الكولونيل تايڤستوك أود زيارته ، فمارتشبيرو لا تبعد سوى عشرة أميال عن هنا .
قالت زاندرا التي حسبته يريد الذهاب وحده :
- أستطيع العودة إلي منزل عمتي سيراً على الأقدام .
- وأي نوع من الخطيبات لدي ؟ سترافقينني .
أعجبت زاندرا بالكولونيل الذي أطري جمالها وغمز بعينيه لڤيك ثم قال صادقاً وهو يهنئ ڤيك بعروسه ، مضيفاً :
- لو كنت أصغر سناً بثلاثين عاماً شاذن ، لجعلتك تلهث وراءها ڤيك .
لم يبقيا معه طويلاً ، وفي طريق العودة إلي ميدلاين ، ذكر ڤيك أنه دعا الكولونيل ألي حفل الزفاف . وقبل أن تترجل من السيارة مكثا بضع دقائق وهما يتودعان .

شاذن 18-07-10 07:00 AM

أجابت :" أنا مسرورة لأنك دعوته . . إنه رجل لطيف أحببته".
ثم عنّت على بالها فكرة . . إنها تريد من الكولونيل أن يرافقها إلي المذبح ليقدمها إلي عريسها . . لكنها لم ترغب في تقديم هذا الاقتراح في هذا الوقت المتأخر ، فقد لا يكون الكولونيل مستعداً حالياً .
- أنا . .
منتدى ليلاس
صمتت . . فسألها :" أنت؟".
- كدت أقول إنني أحب أن أطلب منه تقديمي لك على المذبح . لكن. .
- ولماذا لم تطلبي منه ؟
- أنا لا أعرفه جيداً . . وقد لا تعجبه الفكرة .
- بل سيكون مغتبطاً . . سأطلب منه لو شئت.
- حقاً ؟ !
عندما رأي مدى لهفتها أوقف السيارة جانباً ، وارتدّ ينظر إليها :
- ألا تعتقدين أنها ستكون إهانة لوالدك؟
- ليست المسألة مسألة إهانة له . . لكنني أشك أن أمي أو أبي سيهتمان كثيراً .
اهتز صوتها وهي تكبح دموع الإحباط . . في عيد الميلاد أرسلت والدتها بطاقة معايدة أما والدها فلم يُزعج نفسه . . والبطاقة من أمها لم تكن لترسلها ، لولا أنها قرأت العنوان منتديات ليلاس صدفة . . أما ذكري ميلادها ، فهي منسية كلياً .
أضافت :" أعرف أن هذا قد يبدو أمراً فظيعاً لك . . لكن منذ وعيت على الحياة ووالداي في شجار لا ينتهي . . ولكنهما بقيا معي من أجلي

شاذن 18-07-10 07:01 AM

فقط . . ولم يمر يوم واحد دون أن يذكراني بهذا . . ولم أكن قط شاكرة كما كنت يوم انفصلا وذهبت للعيش مع عمتي".
وضع ڤيك يده تحت ذقنها ، وأجبرها على النظر إليه . . تفرس في عينيها ، وبدا أنه رأي في عمقهما شيئاً من تلك الطفلة الحساسة التي كانت عليها يوماً . . فما زال هذا موجوداً في الحب الذي تكنّه لعمتها . . ألن تتزوجه أساساً لإنقاذ عمتها من مزيد من القلق عليها ؟
منتدى ليلاس
أردفت بسرعة :" أعرف أنك تظنني قاسية القلب . لكن لو حضر والداي العرس لتشاجرا . . و. . و. . أنا أريد أن يكون يوم زفافي جميلاً. . ".
صمتت فجأة ، وقد راعها ما قالت . . لأنها لا تريد أن يراها ڤيك قاسية القلب . . فهل فضحت نفسها في آخر جملة قالتها ؟ كانت هذه اللحظات لحظات عذاب وسرعان ما ش عرت باللون الأحمر يزحف من تحت بشرتها . . قال ڤيك بهدوء :" إذا كان عدم حضور والديك يجعل يوم زفافك جميلاً . . فليكن ما تريدين".
وضع ذراعه بخفة حول كتفيها ، وجذبها إليه . اتسعت عيناها ذهولاً ولمّا رأت رأسه ينحني نحوها تملكها شيء من الذعر فقد حسبته يهم بتقبيلها . . لكن قبلته لم تصل إلي حيث ظنت ، بل كانت أخف لمسة ممكنة طبعتها شفتاه على وجنتيها . . ثم أبعد ذراعه عنها وشغّل السيارة وانطلق بها .
لم يكن لديها وقت للتفكير في ما حدث بعد ذلك ، فقد عادا إلي المنزل العمة لتناول الشاي بسرعة ، ثم ما لبثا أن توجها إلي لندن . . ولم تجرؤ زاندرا على الاستسلام لأفكارها لئلا تقول شيئاً آخر دون تفكير .

شاذن 18-07-10 07:03 AM

رفض ڤيك عرضها للدخول :
- لن أستطيع . . فعليّ القيام برحلة جديدة قبل فجر الغد . . كما عليّ القيام باتصالات هاتفية قبل أن أخلد إلي نوم .
تساءلت زاندرا عما إذا كان سيتصل بوالده في سويسرا . . ثم رفعت يدها تسند خدها ، وبدأ وهج السعادة يحترق في أعماقها . . كانت واثقة أن قبلته تعني أنه فهم سبب عدم رغبتها في دعوة والديها إلي حفل الزفاف . . ثم فكرت في أنها لن تندم على قرارها الزواج به . . إنها تريد نصيباً صغيراً من الجنة ، فهي تحب ڤيك سبنسر والحصول على نصف رغيف أفضل من عدم الحصول على شيء .
تسابقت الساعات قبيل آخر رحلة لها قبل الزواج . كان عليها أن تشتري شيئاً لترتديه وقت الزفاف ، وبعد بحث طويل وجدت ما تبحث عنه بالضبط . . فستان أبيض محبوك بالقطن ، ومخطط بالساتان الأبيض ، بدت فيه ناعمة ، محتشمة ، وأنيقة في آن . . كان الجزء العلوي منه ضيقاً وكانت أكمامه طويلة وله قبعة صغيرة . . كانت راضية عما اشترته ، وعادت إلي شقتها تفكر في أنها لن تنتهي من توضيب حقيبتها في الوقت المناسب . . كان ڤيك قد أعطاها مفتاحاً لشقته لتضع ملابسها وأغراضها التي لا تريد التخلي عنها .
قبلت عرض كولييت للمساعدة شاكرة . . وبدأت الفتاتان بتفريغ الشقة . . قالت زاندرا وهي ترفع غلاية الماء الكهربائية وتشير إلي مكنسة السجادة :
- لن أحتاج إلي هذه أو تلك .
- سأجد من يأخذهما .

شاذن 18-07-10 07:04 AM

بدت الشقة خاوية ساعة خرجت زاندرا إلي عملها . . فمعظم أغراضها الآن باتت في شقة ڤيك . . لن تقضي سوى ليلة واحدة فقط هنا . . وهي الليلة التي ستعود فيها من رحلتها . . ليلة واحدة في سريرها الخاص . ثم ستسافر إلي العمة أليس لتساعدها في آخر التحضيرات .
كانت رحلة مرهقة جداً . . إنها آخر رحلة تقوم بها تحت اسم الآنسة رودس . . كانت تشعر برغبة كبيرة للعودة إلي شقتها علها تجد هناك ما يخفف عنها هذه الكآبة التي حلت فجأة والتي أضيفت إلي قلقها . . لكن رغبتها في الذهاب إلي الشقة سرعان ما تلقت صدمة على يد زملائها .
قال مهندس طيار :
- لن ندعك تذهبين دون احتفال .
منتدى ليلاس
التقط دعوته الكثيرون من الذين لا يحتاجون إلي سبب كبير لإقامة حفلة . . ولأنها تعلم أنها ستفسد عليهم فرحتهم إن لم تفعل ما طلبوه ، ذهبت معهم إلي نادي الموظفين ، وتحملت مزاح وقرصات زميلاتها لركبتها غير أنها بعد ساعة تذرعت ببعض الحجج التي مكنتها من النجاة . لقد خاب أملها لأنها ظنت أن بعض المرح قد يرفع من معنوياتها المحبطة . . لم يعد أمامها غير ثلاثة أيام على العرس . . وهي أيام ستحتاج فيها إلي الرّاحة .
بدلت بزتها الرسمية وارتدت روباً . . وراحت تفكّر في أن ڤيك سيكون في عطلة كذلك . . وتساءلت عما إذا كان سيسافر لطلب الراحة في مكان ما . . ثم احترقت وجنتاها احمراراً . . هل من المفروض أن تذهب معه ؟ عندئذ لم يعد لديها أي رغبة في النوم . . ولكن لا سبب

شاذن 18-07-10 07:05 AM

يدفع ڤيك لاصطحابها معه في عطلة . . فما هذا بشهر عسل رسمي . . وهل هو كذلك ؟ آه ! لماذا لم تسأله ؟ بل كيف ستسأله ؟
صدمتها فكرة أخرى . . ماذا إن لم يكن ينوي الذهاب إلي أي مكان ؟ ماذا لو كان ينوي البقاء معاً في شقته لمدة أسبوع ؟ آه كيف ستتحمل البقاء معه في شقته لأسبوع كامل ؟ إنها حتماً متوترة الأعصاب . . من المفترض أن تشعر العروس هكذا . . فتوقفي عن القلق ! سيكون كل شيء على ما يرام .
منتدى ليلاس
تحركت عقارب الساعة ببطء منذرة بانتصاف الليل . . وفي هذا الوقت كانت تشعر بأن النوم يجفوها فما زال الحال على غير ما يرام . . أعصابها مشدودة من فرط القلق الذي يسببه تفكيرها فيما إذا كانت مقدمة على ما هو صواب . . وصدمتها فكرة مريعة : ماذا لو انتهي بها وبڤيك الأمر أن يكره بعضهما بعضاً ؟ في هذه اللحظة شعرت برغبة في البكاء . . فأعصابها مشدودة إلي أقصي حد . . من بحق الله يزورها في هذا الوقت من الليل ؟ كان شعرها قد أنسدل من تسريحته الفرنسية الطراز ، وأخذت تدس أطرفاً من هذه الخصلات المنسدلة خلف أذنها ، وحاولت إجبار شاذن ابتسامة على شفتيها وهي تفتح الباب .
كان يهم بذكر سبب مجيئه ولكنه عدل عن ذلك عندما رأي الجهد
الجبار الذي تبذله لتسيطر على مشاعرها . .
قال :" ماذا . . ؟".
لكنها لم تنتظر سماع المزيد . . فهي لا تحتمل أن يراها باكية . . لذا هرعت راكضة إلي غرفة نومها وأقفلت الباب بينهما . وهناك راحت

شاذن 18-07-10 07:07 AM

تسعي بيأس للسيطرة على نفسها وفي خضم هذه المشاعر لم تسمع باب غرفتها ينفتح بهدوء . . ولم تشعر بوجود ڤيك خلفها حتى حطّت كلتا يديه على كتفيها وأدارتها لتواجهه . . قال لها بلهجة لطيفة لم تعتقد أنها ستسمعها منه يوماً :
- ما الأمر . . زاندرا ؟
نظرت إليه كالبكماء . . فلو أتت على ذكر كلمة لعاودت البكاء على كتفه . . ثم جذبها إلي صدره ، والتفت ذراعاه حولها . . كان الإحساس بالنعيم الفردوسي ، لا يشابه الإحساس بيديه اللتين راحتا تمسحان شعرها حتى هدأت .
منتدى ليلاس
حاولت الانسحاب قليلاً عنه ، وبدأت تقول :
- آه. . ڤيك . . كنت . . كنت . .
لكنها لم تستطع أن تضيف كلمة أخرى . . فعادة للاستسلام إلي أمان ذراعيه . . كيف تشرح شكوكها ومخاوفها لهذا الرجل الواثق المعتد بنفسه ؟ هذا الرجل الذي قرر الزواج منها ، وتلقي قبولها دون تفكير كبير منها .
أخيراً ابتعدت ذراعاه عنها وكأنه اعتقد أنه ضمها إليه بما فيه الكفاية ، وبعد ذلك اقتادها إلي غرفة الجلوس . .
قال بهدوء:
- أري أن أعصابك مشدودة . .هلاً جلست وقلت لي ما الذي يزعجك ؟
الآن تشعر ويا للغرابة أن الأفكار الرهيبة التي كانت تتجاذبها ما عادت رهيبة أو كبيرة . . ثم سرعان ما وجدت نفسها تقول له أشياء عما كانت تشعر به . .

شاذن 18-07-10 07:08 AM

- كنت أفكر في زواجنا . . أنا . . لم أعد أستطيع التفكير بوضوح .
جلس إلي الأريكة قربها ، وذراعه ما تزال حول كتفيها :
- أعتقد أنك متعبة . فعدا التوتر الطبيعي الذي يسبق أي زواج ، أنت تشعرين بالذعر وهذا أمر غير مستهجن فنحن لم نلتق منذ أسابيع لذا لا أستغرب أن تكوني قد نسيت شكلي .
إنه مخطئ كثيراً في هذا ، لأنها لم تنسَ شيئاً عنه ، لكنها لن تقول له هذا . .
أردف :" من الطبيعي أن تأخذ شكوكك وهواجسك حجماً أكبر من حقيقتها . . والتعب لم يساعدك".
كانت زاندرا على استعداد للموافقة على أي شيء يقوله . . وقالت له إنها تش عر بأنها أفضل حالاً بكثير .
قال :" عظيم . . ما رأيك لو أعددت فنجان قهوة لخطيبك قبل أن يسرع بالرحيل ؟ سيتكلم الناس عنك لأنك تستقبلين الرجال في مثل هذا الوقت من الليل !".
سارعت زاندرا إلي المطبخ . . إن هذا الذي منتديات ليلاس تراه شخص جديد عليها ، وهو محبوب أكثر من ذاك الذي تعرفت إليه . . لكنها لم تجد الشجاعة لتسأله عن مخططاته . غير أن هذا ، في الوقت الراهن ، لا يقلقها .
بما أن كل المقاعد الأخر ذهبت ، فقد عادت لتجلس على الأريكة إلي جانبه في غرفة الجلوس وإحساس بالخجل يطغي عليها .
- آه . . هل هناك سبب خاص لزيارتي ؟

شاذن 18-07-10 07:10 AM

- لا. . كنت ماراً من هنا ، فنظرت إلي المنزل ولما رأيت النور مضاء تساءلت إذا كان هناك مشاكل . . فقررت الصعود لأراك .
كانت مسرورة لأنه صعد . . لكنها لم تعرف ماذا تقول ، لذا لاذت بالصمت . وما إن رأت نظرته تجول شاذن في الغرفة حتى وجدت لسانها ، فعلقت بالقول :
- تبدو خاوية الآن . . أليس كذلك ؟
- لا داعي للقلق . . هي ليلة واحدة . . هل ستذهبين إلي " ميدلاين" غداً ؟
منتدى ليلاس
- هذا صحيح . . كل شيء موضب وجاهز . . لدي فقط بضعة أشياء قبل أن أسلم المفاتيح لكولييت .
- هل لديك جواز سفرك ؟ منتديات ليلاس
- جواز سفر ؟
- أجل . . فكرت أن نمضي ليلة في الشقة ثم نسافر إلي سويسرا . . أريد أن يقابلك أبي .
تلاشي كل تجهم زاندرا . . ولم يهمها أنه يريد اصطحابها معه من أجل إراحة أبيه فقط . . إنه يأخذها وهذا هو المهم . . لم تستطع منع الابتسامة التي اتجهت إليه والتي أضاءت عينيها . . فبدت جميلة جداً . . أشاح ڤيك نظره عنها ، فظنت أنها رأت عضلة ترتجف في جانب عنقه .مع ذلك ، لم تستطع كبح الكلمات التي خرجت مرتجفة من شفتيها :
- لم أعتقد أنك ستأخذني في عطلة معك .
نظر إليها مجدداً وقال :

شاذن 18-07-10 07:12 AM

- قمت بأشياء شاذة كثيرة في حياتي . . لكن لم بخطر ببالي قطّ أن أذهب إلي شهر العسل دون عروس .
انتظر متوقعاً أن يري وجهها يتورد . . ثم ابتسم لها الابتسامة التي طالما قلبت قلبها رأساً على عقب . .
سأل بعدما وقف :
- هل أنت على ما يرام الآن ؟
ردت :" أنا بخير".
قال :" حتى يوم الثلاثاء إذن . . زاندرا ".
ثم أصبحت بمفردها .

* * * * * * * * * *

انتهي الفصل الرابع

شاذن 18-07-10 07:15 AM

5 – كآبة وفرح

هل يوم زفاف زاندرا مشرقاً لا غيوم فيه . . ودخلت أليس سمولبورن غرفة نومها تحمل الفطور على صينية .
اعترضت ابنة أخيها :" أوه . . عمتي ! ما كان يجب أن تفعلي هذا ". لكن ابتسامة العمة الصادقة أسكتتها وجعلتها تضع ذراعيها حول العمة شاكرة .
تصرفت العمة بطريقة هادئة حتى أنها لم تبك ذلك الصباح . . لكن ، حين شاهدت ابنة أخيها في ثوب العرس الأبيض ، لم تستطع أن تحبس دموعها عن الانهمار . . قالت وهي باكية :
- زاندي . . تبدين جميلة !
منتدى ليلاس
احتضنت زاندرا عمتها ، ثم رنّ جرس الباب الأمامي فمضت لحظة التوتر . . وكان الواصل هو الكولونيل تايڤستوك اما الدكتور اليكس پايپر وهو صديق ڤيك فكان أشبين العريس . . في تلك اللحظة تساءلت زاندرا عن كانت زوجة أبيها ستكون في الكنيسة غير أنها لم تستطع طرح هذا السؤال.
تجمع الجيران وهم من أهالي القرية ترعرعت فيها زاندرا ، أمام مدخل الكنيسة القرية الصغيرة . . راحت صيحاتهم تلاحقها : حظ سعيد . . و. . أليست جميلة ؟ . . ثم لم تعد تعي شيئاً عدا ڤيك . . عرفت أنه أحس بوصولها لأنها رأت الرجل الواقف إلي جانبه ينظر إليها ، ثم يستدير

شاذن 18-07-10 07:16 AM

ليقول له شيئاً . لكنه لم يستدير ثانية ، مع أنها كانت بحاجة يائسة إلي رؤية الطمأنينة في عينيه الرماديتين .
جاء صوت ڤيك ثابتاً واضحاً وهو يتلفظ بقسم الزواج ، أما صوت زاندرا فكان مرتعشاً أولاً ، ثم لمّا شعرت بيده الدافئة تمسك بيدها ثبت صوتها أيضاً وفي تلك اللحظة عرفت أن كل شيء سيكون على ما يرام . وتلاشي الارتجاف من صوتها .
نظر إليها وهو الخاتم في إصبعها . . راحت عيناه تستوعبان طهارتها في هذا الثوب الأبيض النقي وتتأملان شعرها النظيف البّراق تحت قبعتها . . وجعلته ابتسامتها يشد قبضته على أصابعها التي يمسك بها ، ثم يسترخي . . وتتابعت مراسم الزفاف .
منتدى ليلاس
رتبت أليس سمولبورن أمر حضور مصوّر ليصورهما يخرجان من الكنيسة . . ووجدت زاندرا بضع لحظات لتلتقط فيها أنفاسها فهي الآن متزوجة بالرجل الواقف إلي جانبها والذي يضحك لنكتة قالها له صديقه أليكس پايپر .
ثم بدأ التعارف العام ، وفي هذا الوقت منتديات ليلاس حرص ڤيك ألا تشعر العمة أنها مستبعدة . . تقدمت الفتاة الأنيقة الجميلة الواقفة إلي جانب الكولونيل ، إلي زاندرا ، وقدمها ڤيك باسم سمزى التي تصغر ڤيك ببضع سنوات . ربما هي في الثاثة ، أو الرابعة والثلاثين . . قالت سوزى وليس في صوتها أثر للضغينة التي كانت تبحث زاندرا عنها :
- يسرني لقاؤك زاندرا . . وأنا متأكدة أنكما ستجدان السعادة .
وقبلت خدّي زاندرا .

شاذن 18-07-10 07:18 AM

راح الجميع يتقدمون نحوها ليهنئوها بنفس الطريقة . ثم أصبحت فجأة بمفردها مع ڤيك في سيارته التي انطلقت بهما إلي فندق على الطراز القديم ويقع على بعد سبعة أميال ، وهناك حجز ڤيك غرفة خاصة لمأدبة الغذاء التكريمية .
بدت هادئة وهما منطلقان . . ولكن رأسها كان منشغلاً بفكرة أن الجميع عانقها مهنئاً . . الجميع . . إلا ڤيك . . صحيح أن الأمر لم يهمها كثيراً . . لكن كان عليه معانقتها على الأقل من أجل المظاهر . . ولا شك أن العمة لاحظت ذلك .
أجفلها سؤاله :" ما بك ؟".
ردت بهدوء :" لا شيء".
انعطف بالسيارة وسلك الطريقاً فرعياً . . فقالت :
- هذه ليست الطريق إلي . .
قاطعها ضاحكاً :" أعرف هذا".
ثم أوقف السيارة أمام حافة مرج أخضر ، وعرفت أن ردها المقتضب أزعجه ، وعرفت أنه سيستدير لينظر إليها . .
- زاندي .
قالها بهدوء . . ولم يزد . عرفت أنه ينتظرها لتستدير وتنظر إليه . . وعرفت أيضاً أن أياً منهما لن يستفيد من تجاهل السؤال غير المطروح . . ارتدت ببطء تجبر نفسها على النظر في عينيه اللتين كانتا تبرقان بشكل خطير ، لكنه لم يتركها تتراجع عن النظر إليه .

شاذن 18-07-10 07:19 AM

قال لها بحدة :" لا أقبل أن يكون ردك" لا شيء". . وأرفض أن يقع بيننا شجار في الساعة الأولي على زواجنا . . إذن ، هيا أخبريني . . ما الذي يزعجك ؟".
فتحت فاها لكنها لم تتمكن سوى من قول : أنا. . ثم أطبقته ثانية . . لن تستطيع القول لهذا الزواج الحقيقة الكاملة غير المبهرجة ، من أنها منزعجة لأنه لم يقبلها . . لكنها نسيت أنه يمتاز بقدرته على معرفة ما يجول في رأسها بالضبط .
- إن كنت مغتاظة لأنني لم أقبلك في الكنيسة كما هي العادة فسأخبرك الآن لماذا لم أفعل . . لم يكن ذلك بسبب أنني لم أفكر فيها ، بل . .
صمت . . وبدا متوتراً للحظة ، ثم وكأنما يبحث عن كلمات يستطيع صوغها بلطف . . ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئاً بل تغيّر صوته الذي فقد شيئاً من خشونته ، وقال :
منتدى ليلاس
- يا إلهي زاندرا ! ليس لديك فكرة كم تبدين . . جميلة جداً . . صغيرة جداً . . وعذراء جداً !
تورد وجهها ، والسبب معرفتها أنه يراها جميلة أكثر من أي شيء آخر . . وشهد ڤيك احمرارها ، ثم قال لها بصوت خالٍ من الخشونة :
- ما أحاول قوله . . إنك فتاة متزمتة . . وأنت الآن متزوجة بي . . وكلانا يعرف أن زواجنا كان بسبب سلسلة شاذن من الظروف . . لكن بعد بضع ساعات سنعود إلي شقتنا ،منتديات ليلاس ونصبح بمفردنا . . ومن الطبيعي أن تشعري بالارتباك عندما نصبح معاً على انفراد الليلة ، ورغم رغبتي الكبيرة في تقبيلك بعد مراسم

شاذن 18-07-10 07:20 AM

الزواج فضّلت الامتناع عن ذلك لئلا أجعلك تخشين من حدوث ما هو أكثر من قبلة بعد انفرادنا . هل فهمتني زاندرا ؟
- لم أفكر في هذا .
آه ! ليت تفكيرها يسبق عواطفها ! إنه على حق طبعاً . . فعدا عن انتقالها حديثاً إلي شقة جديدة مختلفة ، ونومها في فراش غريب ، كانت تعرف أنها ستشعر بالقلق ما إن تنفرد به وسط ظلام الليل .
منتدى ليلاس
ثم أردف :" أعرف أن عمتك ليست هنا لترانا . . لكن بما أنك أصبحت تعرفين الأسباب الآن . . فلا بد أن نختم الاتفاق ". التفت ذراعه حول كتفيها ، ثم شعرت به يجذبها إليه . . وكانت قبلته لطيفة أفضل مما حملت به يوماً . . وعرفت أنه كان يكبح نفسه ، ثم اشتدت يده الأخرى على خصرها ، وتراجع .
فتحت زاندرا عينيها ، ظنت أنها رأت ناراً مشتعلة في نظرته . . واعتقدت أنه على شفير أن يقول لها شيئاً ما . . كانت ستوافق على أي اقتراح يقترحه . . لكنه قال بهدوء :
- حان الوقت لننضم إلي الآخرين ، ألا تظنين هذا سيدة سبنسر ؟
لا شك أن الضيوف وصلوا إلي الفندق . وهناك وجدوا الجميع مبتسمين . . وفسر اليكس پايپر ابتسام الجميع بالقول :
- الآن ها هي فتاة يبدو عليها أنها تلقت قبلتها !
نظرت زاندرا إلي عمتها فوجدتها تضحك مع الآخرين . . وأسعدها هذا .
بعد وجبة الطعام التي دامت طويلاً ، أخذ ڤيك زاندرا إلي منزل عمتها لتغير ملابسها . . ارتدت بزّة من الصوف بلون الخرذل . الثياب

شاذن 18-07-10 07:22 AM

الداخلية الحريرية التي ستأخذها معها أشعرتها بأنها فعلاً عروس ، وعدا هذا الجهاز اشترت عمتها فساتين شفافة للنوم ولكل واحد منها روباً يماثله . . حين رأت ثوب النوم الأبيض المطرز بالدانتيل تورد وجه زاندرا !يا للعمة أليس الرومانسية ! لا تتصور نفسها وهي ترتدي هذا الفستان . . ولكنه هو والأثواب الأخرى سيكون تغييراً مهماً عن البيجاما العادية .
ما إن وصلا إلي شقة ڤيك حتى حمل أغراضها وحقائبها إلي غرفة النوم المخصصة لها . . ولحقت به تشهق ذهولاً . . فقد اختفي لون الجدران الرمادي الكئيب وحل مكانه لون أبيض وأزرق ، وستائر ساتان زرقاء جديدة .
همست : ڤيك . . هل كان . . أفعلت كل هذا من أجلي ؟
منتدى ليلاس
رد بلهجة الأمر الواقع :
- لم أعتقد أن اللون الرمادي أعجبك . . سأصنع بعض القهوة .
وخرج من الغرفة .
أثر فيها تفكيره في راحتها . . وتمنت لو تستطيع تقديم ما هو أكثر له . . وكان لديها الفرصة لأن تحضر وجبة سريعة فيها بعد . في الحادية عشرة بدأت بالتثاؤب ، ما ألذ النوم الآن ! لقد سرقت منها أحداث اليوم راحتها . . لا تدري كيف تقول له إنها تريد الذهاب إلي الفراش . لكنه سألها : " متعبة ؟".
- قليلاً . .
- لن أنام الآن . . فإن أردت استخدام الحمام أولاً . .

شاذن 18-07-10 07:24 AM

كان يحاول التخفيف من توترها . . هذا ما أدركته وهي تستحم . . بعد الاستحمام ارتدت ثوب نومها الجديد الذي انتقته وهو الثوب الوردي الشفاف . . بدت فيه بعد الحمام مغرية ووجها يخلو من الماكياج . . ودخلت إلي غرفة الجلوس لتتمني ليلة سعيدة ل ڤيك قبل الخلود إلي غرفة نومها . منتدى ليلاس
وقف على قدميه وهي تدخل . . ونظر إلي مظهرها النظيف وإلي ثوب نومها الدافئ . . ثم قال :
- وكأنك في السادسة عشرة .
تقدم نحوها وأحاط وجهها بيديه ، ثم أردف :
- - شكراً لك لهذا اليوم . . تصبحين على خير .
بقيت مستلقية في سريرها ، تفكر في أحداث اليوم . . أخيراً تنهدت تنهيدة رضي وانقلبت إلي جانبها وغطت في نوم خال من الأحلام .
أيقضتها يد من نومها العميق . . مرت لحظات لم تدر فيها أين هي . . وشعرت بالخوف يتملكها ، فعقلها الذي خدّره النعاس لم يميز الوجه المنحني فوقها .
غادرت النظرة الرقيقة وجه ڤيك لأنه رأي شاذن ما علا وجهها من خوف ، وكانت البرودة في عينيه وهو يقول :
- انزعي نظرة الذعر هذه عن وجهك . . لم آت إلي هنا لأطالب بحقي الزوجي . . الساعة الآن السابعة والنصف . .منتديات ليلاس ولدينا موعد بعد ساعة مع الطائرة التي ستحملنا . .
وأغلق الباب خلفه بحدة .

شاذن 18-07-10 07:26 AM

استعادت زاندرا وعيها بسرعة . . وجلست في الفراش ، تتأوه وتنظر إلي فنجان الشاي الذي كان بانتظارها على الطاولة الصغيرة . أوه .. . يا إلهي . . ماذا فعلت ؟ لن تستطيع أبداً أن تفهمه أنها تلقت صدمة حينما شاهدت رجلاً في البيجاما ، رجلاً لم يكن وجهه واضح المعالم لها بسبب دماغها المخدر بالنعاس .
عاد ڤيك ذلك الطيار الصعب المراس الذي طالما كان عليه . . ولكنها رفضت أن توضع عند حدها ، فكان أن بذلت ما في وسعها لاستعادة الرفقة التي كانت تنمو بينهما . لكن بعد عشر دقائق من الحديث عن أشياء محددة ، وبعدما تلقت ردود المقتضبة ، وجدة غضبها يتصاعد . . إن لم يكن يريد الحديث فليكن له ذلك .
منتدى ليلاس
كانا سيمكثان ليلة في الفندق " زوريخ" على أن يتما ما تبقي من الرحلة بالقطار ، في اليوم التالي . . وبعد وصولهما إلي الفندق ، اكتشفت زاندرا أنه حجز غرفتين متجاورتين . . ولكنه دخل إلي غرفتها معها ، ليلقي نظرة على الغرفة التي يريد أن تكون مريحة ، ثم اختفي سالكاً الباب المشترك بين الغرفتين وأقفله بهدوء خلفه .
سمعت صوت باب ينفتح ، ثم وقع أقدام ثابتة تتحرك مبتعدة . . لقد خرج ! كيف يستطيع هذا ؟ حسناً . إن ظن أنها باقية في غرفة نومها بانتظار عودته ، فهو مخطئ كثيراً ! ستمهله منتديات ليلاس بضع دقائق ليبتعد ، ثم تخرج هي أيضاً . زوريخ مدينة نظيفة . أعجبت زاندرا . فيها الكثير من المحلات التي تستطيع التجول فيها. أبعدت ڤيك بحزم عن أفكارها ،

شاذن 18-07-10 07:28 AM

وبدأت الاستمتاع بوقتها . . وهل هناك امرأة تستطيع مقاومة التفرج على قسم الملابس النسائية في المخازن الكبرى ؟ . . كم كانت تتمني لو تشتري منتديات ليلاس لنفسها شيئاً . . لكن ڤيك فاجأها في آخر لحظة بخبر سفرهما إلي سويسرا ، لذا ليس معها أية عملة سويسرية . . هكذا ، ومع أنه لفت انتباهها أكثر من فستان ، فقد أدارت له ظهرها على مضض .
لم يكن لديها فكرة كم مضي من وقت وهي في الخارج . لكن ما الذي يهم ؟ . . فلن يفتقدها ڤيك . بل لا تظنه عاد إلي غرفته . ما أن خطت إلي غرفتها ، حتى خرج ڤيك من غرفته . . ولم يحاول إخفاء الثلج في عينيه . . ولأنها توقعت المتاعب ، رفعت ذقنها شاذن إلي الأعلى ثم سمعت صوته فإذا به يماثل عينيه برودة :
- إلي أين ذهبت بحق الجحيم ؟
كانت على وشك أن ترد بحدة : خرجت ! لكن نظرة أخرى إلي وجهه
جعلتها ترد :
- أتسوق .
- أعتقد أنه لم يخطر ببالك إخباري بأمر خروجك ؟
ردت بحدة مماثلة :
- أنت لم تخبرني أنك خارج .
- لم أخرج إلا لأخذ لائحة بمواقيت القطارات ، ولكنني أمضيت ثلاث ساعات أدور أتساءل أين اختفيت .
سرعان ما شعرت بالندم . . كيف ظنته غير مهتم هكذا بحيث يخرج ويتركها دون أن يقول لها كلمة ؟

شاذن 18-07-10 07:29 AM

- انا آسفة ڤيك . .
هل هذه فرصة لتجميل الموقف بينهما ؟
لكن أملها باء بالفشل . . إذ لم يكن صوته هادئاً حين سأل:
- وأين هو ما لم تستطيعي الانتظار لشرائع ؟
منتدى ليلاس
- لم أشتر شيئاً . لم يكن لدي وقت للحصول على نقد سويسري . .
رأت يده تمتد إلي محفظته ، ولم تكن مستعدة لسماعه يقول :
- لقد بدلت ما يكفي من استرليني بنقد سويسري لنا معاً . كنت انوي أن أعطيك مبلغاً قبل سفرنا هذا الصباح . . لكنني نسيت .
تعرف سبب نسيانه ، لكن حين تقدم ليعطيها حفنة الأوراق النقدية ، عرفت أن لا شيء سيقنعها بأخذها.
- ليس لدي ما يكفي من استرليني يوازي ما معك .
مرت نظرة ذهول على وجهه :
- يا إلهي ! أنا لا أريد منك أن ترديها لي ! أنت زوجتي زاندرا !
رمي المال على سريرها وقال باحتقار :" يا للنساء !".
وعاد إلي غرفته يصفق الباب خلفه .
عندما حان وقت الاستعداد للعشاء كانت زاندرا قد هدأت . . لم ترّ ڤيك منذ خرج من غرفتها . ستضطر إلي استخدام شيء من هذا المال ، فمعجون أسنانها لا يكفي لأكثر من استخدام لمرة واحدة وتفضل الموت على أن تطلب استخدام معجون أسنانه .
كانت قد استحمت وارتدت الروب فوق ملابسها الداخلية وجلست أمام طاولة الزينة تضع ظلال العيون ، حين انفتح الباب المشترك بين الغرفتين . . وعرفت أن ڤيك يقف هناك . . لكنها لم تكن راغبة في

شاذن 18-07-10 07:30 AM

النظر إليه ، وأحست بيديها ترتجف وهو يراقبها ما يقارب الدقيقة رافضاً التقدم أكثر إلي الغرفة .
- كم سيلزمك من وقت لتنهي هذا ؟
ردت دون النظر غليه :
- سأكون جاهزة بعد عشر دقائق .
- هه . .هذا يعني عشرين دقيقة . . أتمانعين أن أنتظرك في المقهي في الأسفل .
منتدى ليلاس
لم تجد أية تسلية لشعورها بأنها ليلاس بدأت تضجره . . وكان ردها : " أبداً. . ". واضطرت إلي النظر إليه لأنها سمعته يتنفس بحدة . . ثم أشاحت نظرها بسرعة إذ لم تعجبها البتة النظرة التي طالعها : كانت نظرته تقول إنه يود لو اتخذ معها إجراء صارماً . . وليس لديها فكرة عما هو . أيهزها ؟ يقبلها ؟ وأقفل الباب . . فأصبحت وحدها مجدداً . بعد عشرين دقيقة بالضبط ، دخلت زاندرا إلي المقهي حيث رأت ڤيك . . كان يتحدث إلي إحدى أكثر الشقراوات جاذبية ، وأحست بالغثيان يتصاعد وهذا ما صدمها . . أدركت أنها الغيرة البحتة ولكنها حاولت طمس هذا الإحساس . . كان ڤيك ومرافقته بكل بساطة ، أجمل شخصين في الغرفة .
ما إن شاهدها حتى وقف منتظراً انضمامها إليهما .
قال :" أخيراً حبيبتي . . أريد منك ان تتعرفي إلي صديقة قديمة ". لا شك في أن له صديقة بهذا الجمال .
تبين لها أن جولي بيفرتون تربت معه ، وبعد ما تفرست فيها جيداً عرفت أنها تبلغ الثلاثين . .

شاذن 18-07-10 07:31 AM

قالت جولي :
- ما أروع أن نلتقي هكذا !
بدا لها ڤيك مسرور وقد دعاها لتنضم إليهما للعشاء .
حاولت زاندرا دس بعض الدفء في صوتها وهي تحدث جولي ، وظنت أنها تمكنت من هذا مع أن جولي لم تكن مهتمة كثيراً إذ كانت تدير أطراف الحديث وتسيطر على ڤيك . . وكلمة " أتتذكر". تخرج منها كل خمس دقائق ، وهذا أشعر زاندرا بأنها ضيف غير مرغوب فيه على هذه المائدة .
أطلقت جولي مرة أخرى كلمة " أتتذكر" بحيث ظنت زاندرا أن أحداً منهما لم يلحظ تثاؤبها . . لكنها سمعت ڤيك يقول :
- هل أنت متعبة حبيبتي ؟
منتدى ليلاس
أدركت أنه يكلمها .
فاعترفت :" متعبة قليلاً . . كان الوقت متأخراً حين نمت ليلة أمس".
طغي لون القرمزي على كل جزء من بشرتها ، وأحست أنها تكاد تحترق لأنها أدركت المعاني من وراء كلماتها . . فليلة أمس كانت الليلة الأولي في شهر عسلها .
كانت محرجة بشدة بحيث لم تجرؤ على النظر إلي ڤيك ثم رأت جولي تبتسم . . ثم نظرت إليه ، فرأت نصف ابتسامته شاذن قد انقلبت إلي ضحكة .
قال وهو ينظر إلي قهوته التي لم تنته بعد :
- إذن اصعدي إلي الغرفة زاندرا . . لن أتأخر كثيراً .
وجدت نفسها واقفة و ڤيك إلي جانبها . . وتمتمت :" ليلة سعيدة . . "

شاذن 18-07-10 07:33 AM

وسارعت إلي الخروج .
عندما وصلت إلي غرفتها ، لم تشعر أنها أفضل حالاً . . لكنها هدأت قليلاً وراحت تستعد للنوم ، وأحست بنعومة غلالة نومها الفضفاضة الشفافة حول جسدها ، صحيح أنه ثوب نوم قد لا يصلح لشهر عسل ، ولكنه ليس زواجاًُ عادياً . . ولم تستطع سوى أن تتساءل لماذا لم يتزوج جولي التي تبدو أكثر رغبة لملء هذا الدور . نبهتها
منتدى ليلاسحركة في الغرفة المجاورة إلي أن ڤيك وصل . . فجأة تلاشي كل شعور بالكآبة من نفسها وحل محله شعور بالفرح . . فڤيك لم يبق مع جولي وقتاً أطول مما يجب . . انفتح الباب وهي تقف تراقبه . . ووقف ڤيك هناك ، دون أن يبدو على وجهه أثر للفظاظة أو الخشونة كما حدث في آخر مرة فتح فيها الباب . سـألها بلطف :" ألم تنامي بعد ؟ خلتك متعبة بسبب تأخرك في النوم ليلة أمس".
طغي اللون الأحمر على وجهها . . فقال :
- أجل . . بإمكانك الاحمرار خجلاً .
وكادت تقسم أنها رأت بريقاً ممازحاً في عينيه وهو يقول هذا !
قالت :" ڤيك . . بشأن ما جري هذا الصباح. . أر. . أر جوك أصغ إليّ ڤيك . . حين أيقظتني هذا الصباح . . كنت نصف نائمة . . ولأنه لم يسبق أن أيقظني رجل ، لم يستطع عقلي الغارق بالنعاس أن يعرف وجهك . . كنت في سرير غريب وفي غرفة غريبة ، و. . وكان هناك ذلك الرجل الذي ينحني فوقي . . ألا. . ألا تري ڤيك . . لم أكن أعرف أنه أنت ".

شاذن 18-07-10 07:34 AM

ما إن أنهت جملتها حتى أحست بأنها بلهاء . . فقد كانت مقتنعة أنه لم يكن مهتماً بما شعرت به ذلك الوقت .
ترك مكانه قرب الباب . . وتقدم ليضع يديه بخفة على كتفيها . . وعندئذٍ أدركت أنها لم تجعل نفسها بلهاء البتة . . فقد قال :
- أشكرك لأنك أوضحت لي هذا كله زاندرا . . أعترف أن رؤيتي الرعب في عينيك هذا الصباح ، أثارني . . ظننت أننا كنا متفقين كلياً ليلة أمس . . وحسبتك بتّ تثقين بي . . انكماشك مني هذا الصباح وكأنني حيوان مفترس يحاول اغتصابك أصابني بالغثيان. .
رفعت بصرها إليه ، وأدركت أنه شخص حساس للغاية . .
أردف يبتسم لها :" بما أننا صادقان سأعترف لك أن من السابق لأوانه أن أحصل عليك بالقوة".
احترق وجهها خجلاً :
- ما كنت لتجرؤ !
- ما كنت لأجرؤ ؟ ومن كان سيمنعني ؟
عرفت أن قوتها لا تقارن أبداً بقوته . . وشحب لونها عندما فكرت في ما قد يحدث . . إنها تحب هذا الرجل الذي تزوجته . . وتريد من كل قلبها أن تكون زوجته . . لكن إن أخذها في ثورة غضب ، فسيكون ذلك نهاية لزواجهما قبل أن يبدأ .
قال بهدوء :
- لا تقلقي . . لأن ذلك لن يحدث . . أليس كذلك ؟
ترك كتفيها وارتد على عقبيه . . وكانت زاندرا مسرورة من نفسها لأنها وجدت الشجاعة لتوضع له ردة فعلها وهذا ما خفف من حدة

شاذن 18-07-10 07:36 AM

التوتر بينما . . غادرا زوريخ دون أن يريا جولي مرة أخرى ، ثم وصلا إلي " داڤوس" ومن هناك توجها بالتاكسي غلي الفندق الذي حجز فيه ڤيك جناحاً كاملاً فيه غرفتا نوم وغرفة جلوس . . بعدما اختارت غرفتها بدأ كلاهما بإفراغ حقائبه . . إفراغ حقائبها لم شاذن يستغرق طويلاً ، لذا استغلت الوقت لتغيير ثياب التي ترتديها واستبدلتها ببزة خضراء وما لبثت أن انضمّت إلي ڤيك في غرفة الجلوس . رأت عيناه تطوفان بها ، وأملت أن يكون قد رآها جميلة المظهر كما قال لها انعكاسها في المرآة . . منتدى ليلاس
قال :" فكرت أن نزور أبي بعد ظهر اليوم . . لقد كلمته في الهاتف بالأمس ، وهو يتوق شوقاً لمقابلتك".
انطلقت زاندرا مع ڤيك بعد الظهر وهي لا تتوقع شيئاً . . ولكن السير مدة ربع ساعة حتى المستشفي أنعشها كثيراً . . وما إن وصلا حتى اكتشفت أن المكان لا يشبه المستشفي أبداً . كان منزلاً كبيراً ، يقع سفح جبل كثير الأشجار . .
لم يطغ على هذا المكان الجو الطبي المعتاد بل جو شبيه بالجو في البيت . . دلتهما إلي غرفة ليلاس الاستقبال خادمة تتكلم نوعاً من اللغة السويسرية الألمانية ، فهمها ڤيك بسهولة أكثر مكن زاندرا وقالت لهما إن السيد سبنسر سينضم إليهما بعد وقت قصير .
سألت زاندرا :
- ألا يلازم والدك الفراش ؟

شاذن 18-07-10 07:38 AM

- كان يلازمه في البداية . . مع أنه لم يعد مضطراً لملازمته . . هو بحاجة إلي فترات من الراحة . . الهواء هنا نقي . . ينعش الجسم والتنفس .
وصمت يصغي . . فسمعت زاندرا الصوت كذلك . . وصوت حركة في الردهة ، فاتجهت عيناها إلي ڤيك وهي تدرك أنهما سرعان ما سيصبحان وجهاً لوجه مع دايڤيد سبنسر .
منتدى ليلاس
امتدت ذراع ڤيك لها ، وتقدمت إليه بشكل لا إرادي وسرعان ما أحست بذراعه تشدها إليه ، وكم شعرت بالراحة لهذا التواصل ! حين فتح دايڤيد سبنسر الباب ، رأي ابنه وكنته الجديدة واقفين معاً ، وابنه يحتضن عروسه . ساد صمت بدا وكأنه سيمتد إلي ما لا نهاية ، كان الأب خلاله ينقل بصره من أحدهما إلي الآخر . . لكن زاندرا كانت تعي أن هذا لم يستمر أكثر من ثانيتين . ثم تقدم ڤيك مقتاداً إياها إلي والده وابتعدت ذراعه عنها عندما راح الرجلان يحييان بعضهما بعضاً.
قال ڤيك : مرحباً أبي . . أريد منك أن تلتقي بزاندرا .
أرادت زاندرا أن تتكلم لكنها لم تجد صوتها . . أرادت أن تمد ذراعيها إلي العجوز لتقول له : صدقني . . لا داعي أن تقلق !. . ڤيك لا يحب سوزى كما تظن . . لكنها لم تستطع قول أوشاذن فعل شيء عدا النظر إلي الرجل الطويل الذي يشبه ابنه إلي حدً كبير . . بالمقابل ، كانت تعي أن دايڤد سبنسر يتأملها . . وأدركت أنه لا يريد منها أن تقول شيئاً . . ثم ، تركزت عيونهما ورأت زاندرا أجمل ابتسامة شاهدتها على وجه رجل فقد أضاءت هذه الابتسامة وجه دايڤد سبنسر بشكل غريب :
- إذن . . أنت من ثبّت له المرساة أخيراً .

شاذن 18-07-10 07:39 AM

وانطلق صوتها من عقال الخوف :
- لقد تطلب هذا مني بعض الجهد . . لكن . . أجل لقد تمكنت من هذا .
ولأنها عرفت أنه تقبل ما كان يريد ڤيك أن يؤمن به ، تهللت أساريرها بابتسامة عريضة ، وأحست نفسها تنجرّ إلي عناق هو مزيج من الراحة الصادقة والسعادة .
منتدى ليلاس
لم يبقيا أكثر من ساعة . . ولأن ڤيك يعرف متى يكون والده متعباً سارع يقول إنهما سيتركانه ليستريح ووعده بزيارة في اليوم التالي . أحست أن ڤيك غارق في أفكار خاصة . . فبقيت صامتة طوال طريق العودة ووصلا إلي الفندق و ڤيك ما يزال رازحاً تحت صمته .
- إذن ، لقد نجحت في تثبيت مرساتي . . هه ؟
نظرت إليه بسرعة ، تتساءل عما إذا كانت موافقتها على كلام والده أغضبه . ثم لاحظت أنه يبتسم لها . . ابتسامة نقلت العدوى إليها ولم تستطع مقاومتها ، فردت له الابتسامة . . وقالت بحبور:
- كلما كبرتم في السن ، كلما كان سقوطكم أقسى .
هذا لم يكن يعني شيئاً فكلاهما يعرف أن ليس هناك أدني فرصة لوقوع ڤيك في حبها . . لكنها أحست بالسعادة ليلاس ، مع أنها اضطرت إلي النظر بعيداً عنه ، لئلا تري ابتسامته تتحول عبوساً .
وبما أن الصمت بينهما انكسرت حدته ، وجدت دفقاً من الأسئلة تريد أن تطرحها :
- ما رأيك بما بدا عليه والدك ؟
- بدا لي كما كان في آخر مرة رأيته فيها تقريباً . . رؤيتك شدت من عزيمته ، ورفعت معنوياته .

شاذن 18-07-10 07:41 AM

- أتعتقد هذا ؟
- أنا واثق من هذا فأنت لم تستطيعي رؤية وجهه وهو يحتضنك . لا. أستطيع القول إنك كنت أفضل علاج تلقاه منذ زمن بعيد .
ارتفعت روحها المعنوية كثيراً . . كانت تعرف أن شخصيتها لم تكن الترياق الذي يحتاجه دايڤد سبنسر ، بل وجودها كزوجة لڤيك . . وهذا ما جعلها تشعر أن زواجها ، وكما قال ڤيك ، لم يكن لفائدة كمن جانب واحد . فكرت زاندرا وهي مستلقية في فراشها تلك الليلة بأن يومها كان جيداً . . ففي هذا اليوم لم تر النظرة الفظة على وجه ڤيك . وبعد عشاء تناولاه في وقت مبكر أمضيا أكثر من ساعة يسيران في أنحاء " داڤوس" التي لم تكن بلدة كبيرة ، بل منطقة رائعة الجمال . ثم عادا إلي الفندق ، ولكنها رفضت أن تتناول أي شراب ساخن وفضلت الصعود إلي الغرفة تاركة إياه يحتسي فنجاناً من القهوة . سمعت يتحرك في غرفته . . ولا شك أنه شاهد النور في غرفتها ، فقد فتح الباب بهدوء ، فوجدها مندسة بين شاذن الأغطية مستيقظة . . تسارعت دقات قلبها ، فقال :
- ظننت أنك غفوت ونسيت إطفاء النور. . هل من مشاكل ؟
هزت رأسها نفياً لأنها تعرف أن صوتها سيخرج أجش متعباً . .
أردف :" ليلة سعيدة".
ظلت مستيقظة لبعض الوقت منتظرة أن يعود قلبها إلي هدوئه الطبيعي . . تنعم بالدفء الذي أشاعه فيها قوله " ليلة سعيدة". . لكن ذلك الدفء تلاشي لأن فكرة مرعبة خطرت ببالها . . ستكره أن تكون

شاذن 18-07-10 07:42 AM

مشاعره نحوها مشاعر أبوية . . أية مشاعر ؟ ڤيك لا يشعر نحوها بأية مشاعر . . لا مشاعر أبوية ولا غيرها .
لم تغف حتى الثالثة لذا كانت منزعجة عندما دخل ڤيك إلي غرفتها فأقلق منامها .
- هيا استيقظي . . أريد أن آخذك إلي " تشازالب" هذا الصباح .
منتدى ليلاس
أيجب أن يكون نشيطاً إلي هذه الدرجة ؟ خمس دقائق فقط . . هذا كل ما تريده . . فقالت وهي تدفن رأسها تحت الوسادة هرباً من النور الشمس الساطع المتدفق من النوافذ :
- اذهب عني .
فجأة أحست بالبرد . . البرد والسخط معاً . . فهو لم يفعل أكثر من أن أبعد الأغطية عن جسدها الكسول . وسرعان ما استيقظت زاندرا ممتقعة الخدين فقد أدركت أنه ينظر إليها متأملاً فستان نومها الجميل الذي انحسر عن ساقين طويلتين مديدتين ، غير أنه أسرع يعيد الأغطية عليها قبل أن تمد يدها لتشدها . . لكن هذا لم يجعلها تحس أفضل حالاً .
كان الأول في استعادة رباطة جأشه ن بعد أن أدارت وجهها عنه فاقدة النطق :
- آه . . زاندرا . . أنا آسف . . لا تتكدري حبيبتي .
لكن صوته القلق اللطيف لم يفعل شيئاً لمواساتها . ثم ، ودون توقع ، عاد صوته مجدداً :
- يا إلهي . . كيف لي أن أعرف ؟ ظننتك من النوع الذي يحب البيجاما.

شاذن 18-07-10 07:43 AM

- شكراً كثيراً لك .
كان ردها لاذعاً . . ومع ذلك قال :
- على أي حال ، أنا زوجك . . إذا كنت لا أستطيع أن أنظر إلي . . مفاتنك . . فمن يستطيع ؟
سمعته يتنهد مستسلماً قبل أن يردف :
- حسناً ، هل تنهضين . . أم أفعل هذا لك بنفسي ؟
- لا . . لن أفعل .
منتدى ليلاس
لكن قولها تغير بسرعة :
- بل . . سأفعل .
وفتحت عينيها المغمضتين بعناد ، وقالت بصوت مرتفع :
- أتسمح أن تخرج ؟
ولم يساعدها أن تسمع ضحكته وهو يطيع أوامرها ن إذ لم تستطع منع نفسها من التفكير في جمال هذا الصوت . بعد الحمام ارتدت ملابسها وهي تشعر بالخجل من طباعها السيئة . . لكنها كانت مستاءة لأنه قال لها " إنه كان يظنها من النوع الذي يحب البيجاما". . وعليها أن تكون ممتنة لأنها لم تعد كذلك ، بفضل عمتها أليس .
جلست معه إلي مائدة الفطور وبدأت باحتساء فنجان القهوة . . في هذا الوقت عرفت أنها لن تستطيع الاستمرار في تصرفها غير الودود أكثر من هذا . . بعد نظرة أخرى طويلة متفرسة من ڤيك ، عرفت أن عليها أن تفعل شيئاً . . قالت بهدوء ، وهي لا تزال متملكة لشجاعتها :
- أنا آسفة لأنني كنت فظة هكذا هذا الصباح. . لم أنم جيداً ليلة أمس .
- وهل لهذا سبب محدد ؟

شاذن 18-07-10 07:45 AM

- السرير الغريب كما أعتقد .
ولم يكن سبباً مقنعاً . . خاصة وأنهما في مجال عملهما لا يقضيان وقتاً طويلاً في فراش واحد ، أو في منزليهما . . لكن ڤيك لم يضغط عليها . . على أي حال ، حققت ما تريد وكسرت شاذن الجليد الذي كان بينهما .
أحست وهما يتسلقان الطريق الملتوي نحو شازالب أنها منسجمة كل الانسجام معه . خاصة بعدما تعثرت في صعودها ، وأمسك يدها ليضعها في ذراعه قائلاً :
منتدى ليلاس
- هاك. . تعلقي بي .
وتركت زاندرا يدها إلي أن وصلا إلي جزء من الجبل يحتوي على مطعم .
وقفا معاً يتفرجان على الوادي تحتهما . . واستطاعت بوضوح أن تري برج كنيسة يقبع بين الأبنية . . وظنت أنها لن تنسي أبداً صورة الجبل المكلل بالثلج قبالتها ، وأشجار السرو العملاقة تنعكس أمام خلفية فضية مع تسلل أشعة الشمس من بين أغصانها . . وكرهت أن تتحرك ، وبدا لها ڤيك قانعاً مثلها تماماً . . وعرفت أنه يشاركها نفس السحر الذي لهذه الدقائق ، وأرادت أن تتمسك بها أطول مدة ممكنة . . أحست أنه أخذ يدها وسرت فيها خيوط سحرليلاس متشابكة ، لكنها خائفة أن تنظر إليه في حال لم يكن يشعر بنفس السحر . . ثم اشتدت قبضته على يدها ، فاضطرت للنظر إليه . . وأحست بأن ابتسامة سعادة صرفة أخذت تشق طريقها إلي وجهها لرؤيتها تعابير وجهه اللطيفة . لكن لحظات السحر انتزعت منها ، مع سماع صوت ، سمعته من قبل ، يناديها :

شاذن 18-07-10 07:47 AM

- ڤيك. . كنت أعرف أنني سأجدك هنا !
زاندرا ، التي لم تكره أحداً في حياتها ، أحست في تلك اللحظة ،وڤيك يترك يدها ، أنها قادرة على دفع جولي بيفرتون من فوق الجبل .




* * * * * * * * * *


انتهي الفصل الخامس
أتمني لكم قراءة ممتعة اللاعضاء والزوار. . .
وأن تكون الأحداث قد أعجبتكم ونالت رضاكم . . .
وهذا ما سأعرفه بتعليقكم وتجيعكم . . .
مع حبي شاذن .


بحرالهوى 19-07-10 04:19 PM

شكرا على الرواية الروووومانسية

شاذن 19-07-10 10:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحرالهوى (المشاركة 2386895)
شكرا على الرواية الروووومانسية

مشكووووووووورا يا بحر الهوى وأتمني أن تعجبك باقي الرواية . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 19-07-10 10:53 PM

6 – الألم اللذيذ
قضيا ما تبقي من عطلتهما ، أو بالأحرى شهر عسلهما الصوري، مع جولي . صحيح أن زاندرا لم تسمعه مرة يدعوها للانضمام إليهما ، ولكنها كانت تتواجد دائماً. في النهاية حاولت زاندرا تقبلها ، وكلما ازدادت معرفتها بها ، كانت تشعر بأنها ستحبها لو كانت الظروف مختلفة ، وتولد لديها انطباع بأن جولي كانت تعطي جرحاً ما . . ولأنها رقيقة القلب ، أصبحت تقول لڤيك :
- هل أطلب من جولي أن تنضم إلينا ؟
وكان انضمام جولي إليهما في قمة " تشاتزلاب" في الوقت الذي كانت واثقة فيه أنها على استعداد للبوح لڤيك بحبها ، أفضل لها . فقد راحت تأخذ جانب الحذر لئلا تأتي مثل تلك اللحظة مجدداً .
زارا والده لآخر مرة قبل يوم من ركوبهما القطار إلي زورنيخ . . ثم طارت بهما الطائرة غلي لندن بعد الظهر .
منتدى ليلاس
تركت الفندق ومشاعرها متناقضة . . فقد عاد ڤيك ذاك الرجل المتجهم الوجه وبذلت جهداً لتعرف الخطأ الذي وقع بينهما ، ولكنها لم تفلح . . ليلة أمس صاح بها غاضباً وكأنه لا يحبها أبداً . . فقد استيقظت ليلاً ، وعندما أرادت معرفة الوقت راحت تفتش عن ساعتها التي تذكرت أنها تركتها في الحمام . فكان أن وضعت روباً خفيفاً على كتفيها وفتحت باب غرفتها فإذا بها تصطدم بڤيك الذي ظنته في الفراش منذ ساعات . قالت تفسر له :

شاذن 19-07-10 10:59 PM

- ساعتي . . نسيتها في الحمام .
وتقدمته . . وإما بسبب توترها وإما بسبب نعاسِها اصطدمت به ، وأحست للحظة واحدة بذراعيه حولها تسندانها . . في تلك اللحظة لعنت نفسها فبدل أن تسارع للابتعاد عنه ، ذابت بين ذراعيه ، ثم ما لبثت أن سمعت صوته الأجش القاسي يقول :
منتدى ليلاس
- ألا تستطيعين النظر إلي أين تتحركين ؟
أقسمت وهي تستعيد وعيها أنها لن تذوب مجدداً بين ذراعيه . . وردت بحدة مماثلة :
- آسفة . . سيدي .
وكأنهما في رحلة عمل وهي المضيفة وهو الطيار الصارم .
وبعد عودتهما إلي شقته لم يتغير شيء . . وليس ذلك فحسب بل ازدادت علاقتهما سوءاً . راحت تفكر أنه عائد غداً إلي العمل ، وهي في اليوم الذي يلي . . وربما ن بعد رجوعهما سيكون مزاجاهما غيره الآن .
وفيما كانت منشغلة بإفراغ حقائبها . . توقفت تفكر . . كم كان ڤيك " فظاً" لا يطاق . . لكن هل هذه غلطته وحده ؟ فهو لم يطلب منها التلوي بين ذراعيه . . كما أنها تعترف أنها عاملته بشكل كريه خلال هذا الأسبوع لئلا يكتشف مشاعرها نحوه . لكنها تعرف أنهما لا يمكن أن يقضيا كل الوقت في تناحر دائم ومزاج سيء . . يجب ان تبذل بعض الجهد لتعود تلك الفتاة التي كانت ، قبل أن تقع في حبه . بعدما اتخذت هذا القرار ، خرجت تبحث عنه ، ومعدتها ترفرف ، فلا تعرف ما ستقول له . . رأت ظهره من باب غرفة نومه المفتوح . . ولا بد أنه

شاذن 19-07-10 11:01 PM

سمعها ، فقد ارتدّ إليها ولما رأت وجهه غير المبتسم وعينيه الباردتين ، تلاشت نواياها الطيبة. .ولكن يجب أن تبرر وجودها هنا أمام غرفته .
- هل . . من مانع . . لو صنعت فنجان . . شاي ؟
رد بفظاظة :" يا إلهي يا فتاة ! أنت تعيشين هنا".
ارتدت مسرعة ن ولكنها لم تكن سريعة بكما يكفي لإخفاء الألم الذي سببته لهجته .
- زاندرا .
ترددت ، وأحست بيده على ذراعها تديرها إليه ، وكانت عيناها متسعتين مترقرقتين بالدموع . .
قال بهدوء :" آسف لأنني جرحت مشاعرك . . لقد نسيت انك ما زلت لا تعتبرينه منزلك . . ولكن هذا بيتك زاندرا . . وأريد منك أن تكوني سعيدة هنا ".
منتدى ليلاس
حين يكلمها هكذا تصبح على أتم الاستعداد لتغفر له إي شيء . . وقد دفعها اعتذاره لتسأل :
- ألا يمكن أن نكون صديقين ڤيك ؟
- كنا أخرقين . . أليس كذلك ؟
وما إن انبعثت تلك الابتسامة التي تحبها على شفتيه حتى ردت الابتسام ملهوفة إلي بداية جديدة . . ودون أن تدرك ماذا تفعل ، رفعت نفسها وعانقته ، ولكنها ما لبثت أن ذعرت مما فعلت فلّما أسرعت تبتعد عنه أسرعت يده تمسك بها .
- إن الشجار معك يرد حقه . . فمصالحتك لذيذة .

شاذن 19-07-10 11:03 PM

ظلّ مزاحه يلازمها حتى بعدما أصبحت في المطبخ . . بعد دقائق انضم إليها يسأل :
- ألم تصنعي ذلك الشاي بعد ؟
بعد ساعة من عودتها إلي العمل شعرت زاندرا بأنها أصبحت في أتم استعداد . . وما هي إلا ساعتين ، حتى كانت وكأنها لم تغب عن عملها قط . . بعد ذهاب ڤيك بالأمس ، سارعت إلي تنظيف الشقة وترتيبها استعداداً لعودته ، وبما أنهما تشاجرا من قبل بسبب المال ، فقد ذهبت
منتدى ليلاسإلي السوبر ماركت وملأت خزانة المؤون والبراد بكافة الأغراض . . في أثناء ساعات الطيران ، كانت أفكارها تعود مراراً وتكراراً إليه . . فهذه الرحلة ستستغرق ثلاثة أسابيع . . وتمنت لو تنتهي مهمته ما إن تنتهي مهمتها .
خلال محطات الرحلة المختلفة ، كانت تقضي بعض الوقت بمفردها أو مع جماعة من زملائها . . في رحلة العودة ، توقفوا في سنغافورة ، ودعاها ستانلي كروس مساعد الطيار للعشاء ن ولأنها طنت أن هناك بضعة مضيفين ومضيفات ، سيحضرون العشاء .ظ . قبلت لكن حين انضمت إليه بعدما بدلت ثوبها الرسمي ، رأت أنه بمفرده . .
سألت :" أين الجميع ؟".
- لقد ذهبوا إلي مكان ما .
نظرت إليه وفهمت أن دعوة لم تشمل أحداً غيرها .
لامت نفسها لأنها لم تسأله حين دعاها , , لكن لم يكن أمامها غير أن تقول له إنها جائعة .

شاذن 19-07-10 11:05 PM

كان ستانلي رفيقاً جيداً . . استمتعت زاندرا بوجبتها ، لكنها كانت تتشوق للعودة إلي فندقها لتنام ، فعلى المرء أن يكون في صحة مناسبة لأداء وظيفته . .
فجأة قال لها ستانلي دون مقدمات :
- ما الذي حدث لأندرو يوغت ؟
نظرت إليه . . فلم تعجبها لهجة الاتهام في صوته . لكن ، قبل أن تقول أي شيء ، أردف أمام ذهولها :
- أعتقد أنه لم يكن مناسباً لك ؟
- ما قصدك بحق الله ؟
- هيا زاندرا . . تعرفين قصدي . . كنتما في آخر انسجام . . ولكن ما إن اكتشفت أن ڤيك سبنسر محشو بالمال حتى سارعت للتخلي عن أندرو .
منتدى ليلاس
أن تقول له " ماذا تعني؟" مجدداً ، لتصرف أبله . . لم تكن تعرف أن ستانلي مشاكس هكذا . لا شك أنه ساخط من شيء ما . . أيقول إن ڤيك محشو بالمال؟ هذا خبر جديد عليها . .
أردف ستانلي بشراسة :
- كنت فتاتي . . لكنك خلتني أبلهاً فتلاعبت بي . .ألم تفعلي ذلك ؟ لم تستطيعي انتظار تمسكك بأندرو . . ثم قبل أن يعرف المسكين ما جري له ، قلت لأندرو وداعاً . . أليس كذلك ؟
- ستانلي . . بحق الله !
لولا قوانين الشركة بعدم السماح بشرب شيء قبل السفر لقالت إنه فاقد وعيه . .

شاذن 19-07-10 11:07 PM

أردف بإصرار :" هذا صحيح . . أليس كذلك ؟"
ردت بحدة وقد بدأ غضبها يتصاعد :
- لا أدري عما تتكلم .
- سأشرح لك إذن زاندرا . . عزيزتي . . في البداية جربتني . وحين ظننت الدنيا أصبحت وروداً ، رميتني من أجل أندرو يوغت الذي صدف أن حسابه المصرفي أكبر من حسابي . وحين ظن اندرو أنه في السماء السابعة ، ماذا حدث ؟ جاء ڤيك سبنسر القادر على شراء أندرو متى يريد ، وهاي . . وداعاً لأيام أندرو .
سمعت زاندرا ما فيه الكفاية . . فوقفت تاركة إياه في مكانه متمنية الابتعاد عنه ما أمكن . . فلا شك أنه مجنون ! ما الذي كان يقوله ؟ ڤيك يملك ملاً ؟
كادت تصل إلي فندقها قبل أن يبرد غضبها ، بحيث يمكنها إعادة النظر في ما قاله صديقها الدائم . . فالجميع في شركة كرونويل يعرف أن مهنة الطيران تعني حياة اجتماعية مشوشة ..
منتدى ليلاس
كان هناك أوقات لم تر فيها ستانلي كروس لأسابيع طويلة . . فكيف يمكنه التفكير في أنهما صديقان دائمان ؟ وهي واثقة أنها لم تعطه يوماً فرصة يمكنه التفكير في أنهما صديقان دائمان ؟ وهي واثقة أنها لم تعطه يوماً فرصة ليفهم أنها " فتاته" . . أما بالنسبة لرمي أندرو من أجل ڤيك . . آه ليت ستانلي يعرف النصف الآخر ! سئمت فجأة من كل هذا ، وارتدّ تفكيرها إلي منزلها الجديد الذي سيكون مسرورة كثيراً بالعودة إليه . . هذه الفكرة أعادت الانتعاش إلى قلبها فقريباً تري ڤيك لبضع ساعات . .

شاذن 19-07-10 11:09 PM

كانت غارقة بأفكارها بحيث لم تلاحظ قدوم جينا هارتلي التي أخذت مفتاحها من مكتب الاستقبال . ارتدت زاندرا لسماع صوت جينا :
- عدت باكراً . . ظننت أنني رأيتك تخرجين مع ستاتلي كروس .
- مرحباً جينا . . أجل خرجت معه .
- هل عاد ألاعيبه القديمة ؟
كررت بدهشة :" ألاعيبه القديمة ؟".
منتدى ليلاس
- لن تقولي لي إنه لم يتحرش بك ؟
حقاً ! جينا في بعض الأوقات لا تطاق ! إن أي ردّ سينتشر بسرعة بين سائر أفراد الطاقم الطائرة ، لذا قالت بهدوء لا تشعر به أبداً .
- لن أحلم أن أخبرك شيئاً جينا . . عمت مساء .
إنها متعبة بعد هذه الأسابيع الثلاثة التي قضتها على متن الطائرة وهي تشعر بالحاجة للنوم خاصة في شقة ڤيك التي باتت تروق لها كثيراً . وفكرت ملياً في الاتصال لترى ما إذا عاد . . إنها مستعدة لبذل أي سيء في سبيل سماع صوته الواثق ، الهادئ . . ظل ّ ستانلي كروس بعيداً عن طريقها طوال رحلة العودة . وهذا ما أسعدها . . ساعدت آخر الركاب على النزول من الطائرة قبل أن تنضم إلي المضيفات الأخريات اللواتي كن يتفحصن ما في الطائرة من مؤن ، ويعتنين بالأعمال المكتبية . . حين أصبحت أخيراً حرة اتجهت إلى موقف السيارات . . هل سيكون ڤيك في المنزل ؟ . . كم تتمني هذا . . بإمكانها الذهاب إلى مكتب الطيارين لتتأكد ما إذا كان يعمل . . لكنها شكت في قدرتها على إخفاء مشاعرها لو فيل لها إنه ما زال غائباً . صدمتها خيبة الأمل عندما لم تر سيارته خارج مبني الشقة . . وشعرت بأنها بلهاء

شاذن 19-07-10 11:10 PM

لإحساسها بخيبة الأمل هذه . . أخذت مفتاحها من حقيبتها ، ودخلت إلي شقة . . وكانت تهم بوضع الحقيبة أرضاً، والاستدارة لإقفال الباب حين سمعت صوتاً ، فتسمرت في أرضها . لم تعرف كيف استطاعت أن تكبح الابتسامة التي ارتفعت من قلبها ، وهي تري ڤيك يقف في باب المطبخ ، وخصلة شعر تتدلي على جبينه . . كيف يمكن لامرأة أن تحيي زوجها " الأفلاطوني"؟ حتى ولو كانت نحبه ؟ لن تستطيع أن تصافحه . . فهذا كثير . . لكن ڤيك أخذ القرار منها منتدى ليلاس
- لا شك أنك شممت رائحة الشاي . . هل كانت رحلتك جيدة ؟
- لم تكن سيئة .
لم تكد تقوي صبراً حتى العودة إلي المنزل ، وإذا به يقابلها بأنها شمّت رائحة الشاي . . هذا شيء محبط . . لكن ما الذي توقعته ؟ لحقت به إلي المطبخ تخبره عن رحلتها ، ثم أدركت أنه قد لا يكون مهتماً بما تقول . . وأرادت أن تسأله متى عاد إلى المنزل ، طرحت عليه سؤالين في الوقت واحد :
- متى ستعود إلى العمل ؟ . . ومتى. . عدت ؟
ولأنها لم تكن تنوي طرح مثل هذا السؤال ، توردت وجنتيها ، ولكنها لم تنتظر رده ، بل حملت حقيبتها وذهبت إلى غرفة نومها .
حمقاء ! حمقاء ! لماذا لم تنتظر حتى تسمع رده ؟ فلا شك أنه سيظنها فظة سيئة الأخلاق لطرحها سؤالاً دون انتظار الرد عليه . جعلتها الحركة عند الباب تجفل وتستدير ، وهناك رأت ڤيك الذي كانت عيناه على حقيبتها التي كانت تفرغها .
- حملت إليك فنجان الشاي .

شاذن 19-07-10 11:11 PM

وتقدم ليضعه على طاولة قرب سريرها ، ثم عاد لينظر إليها :
- في الواقع ، عدت منذ يومين .
توردت وجنتيها مجدداً ، ونظرت إليه تتوقع منه السخرية . . لكن نظرته رغم برودتها لا تحمل أي عداء .
منتدى ليلاس
سأل :" أتشعرين بشيء من التوتر ؟ لا تقاومي هذا الإحساس زاندرا. . إنه أمر طبيعي . . كاد يمر شهر منذ رأينا بعضنا بعض ولأن . . اتفاقنا غير عادي ، فلا عجب أن يكون هذا هو شعورك ".
وجاءت ابتسامته ، ومعها لمحة " شيطنة". . وخطر ببالها أنه لم يكتشف فقط ما تشعر به بل عرف كذلك أنها لن تتابع إفراغ حقيبتها وهو يقف هناك يشهد خروج قطع ملابسها الداخلية الصغيرة ، لتعرضها عليه علناً . .
قال :" هاتي الشاي إلى غرفة الجلوس . . لنتحدث معاً".
أحست أنها غبية قليلاً . . فڤيك بذل ما بوسعه ليريح أعصابها . . هذا إذا صرفت النظر عن نظرته الشيطانية إليها . . ولحقت به إلى غرفة الجلوس ، وفنجانها في يدها .
قال وهما يجلسان :
- شكراً لك على ترتيب الشقة كي أعود إليها مستريحاً . . من عادتي أن أشن غارة عند عودتي ، لكنني أقدر لك اللمسة الأنثوية على المكان .
كانت قد نسيت التنظيف والتلميع الذي قامت به قبل سفرها لكن باقات النباتات الخضراء وأوراق الزان على الطاولة إلى يمين النافذة كانت هناك لتذكرها . . فقالت بهدوء :

شاذن 19-07-10 11:16 PM

- هذا من دواعي سروري .
- حقاً ؟
كان ينظر إليها محدقاً . . علام ينظر ؟ هل تظهر الكثير من أسرارها الدفينة ؟ أكانت أم لم تكن ، فقد وجدت من المستحيل أن تكذب عليه .
فاعترفت :
- حقاً . . أتعترض لأنني نظفتها قليلاً ؟
قسا تعبير وجهه :
- لا أريد أن أقول لك مرة أخرى زاندرا . . هذا منزلك .
أدارت وجهها عنه ، وأنهت احتساء فنجانها . .شاذن حاول ڤيك جعلها مستريحة ولكنها أفسدت عليه جهده . . فها هو يعود إلى البرود مرة أخرى وكان من الواضح أن لا شيء أكثر يقال .
وقفت عن مقعدها ، تقول :
- سأذهب لأتم إفراغ حقيبتي .
بقيت في غرفتها وقتاً طويلاً . . وكان يمكن أن تقضي وقتاً أطول لولا أن خطر ببالها فجأة أنه قد لا يدعوها مجدداً للاستراحة في غرفة الجلوس . . ودون أن تفكر أكثر اتجهت إلى الباب وفتحته لتراه على وشك أن يفتحه هو ، وبدا واضحاً أنه مصمم على دفعها بالانتماء إلى هذا المنزل .
- جئت أسألك ماذا ستحضرين لنا للعشاء ؟
- ألست خارجاً ؟
قسا وجهه . . فتنهدت . . وبذلت جهدها لئلا يري مقدار البهجة التي بعثتها كلماته في نفسها . .

شاذن 19-07-10 11:17 PM

قال : " هل أنت خارجة؟" .
- لا. . لا .
آه ! ما الفائدة ؟ كما قال ، إنها متوترة إلى درجة لا تستطيع معها أن تكون طبيعية معه .
- ڤيك. . ڤيك . ., أنا آسفة .
اعتذرت ، وكلها أمل ألا يسألها عن سبب اعتذارها .
منتدى ليلاس
أردفت : كما سبق أن قلت أنت . . إنني متوترة .
استرخت ملامح وجهه فشعرت بالراحة ، بعد ذلك رافقها إلى غرفة الجلوس.
- ما تحتاجين إليه هو فنجان قهوة . . اجلسي ، سأحضره لك .
ساعدتها القهوة في السيطرة على أعصابها ، وكانت أكثر راحة حين لحقت به إلى المطبخ فيما بعد . . لقد قال لها إنه سيطهو العشاء بنفسه ، ولكنها أصرّت ، وبعد نظرة ثابتة إليها ن استسلم . .
قال وهو يفتح خزائن المؤنة :
- على فكرة . . أشكرك لأنك اشتريت هذه شاذن الأغراض كلها . . بكم ادين لك ؟
غضبت زاندرا :" ڤيك ! أرجوك لا تدفعني لأقبل منك مالاً . . فأنا أستمتع بهذا . . ".
نظر إليها ، وعرفت أنه غير راض . . ثم قال أخيراً :
- حسناً . . سأقبل هذه المرة . .لكن إن كنت ستملئين الخزائن دوماً بالمؤن ، فأنا أصرّ على أن اخصص لك مصروف تدبير المنزل .
- لا يمكنني أخذه!

شاذن 19-07-10 11:19 PM

كان رفضها سريعاً وغريزياً . . ولمّا رأت ما بدا على وجهه أضافت ببطء:
- أرجوك ڤيك . . حاول أن تفهم . . هذا أقل ما أفعل .
يا إلهي . . إنه يقطب حاجبيه . . وما هي إلا ثوان حتى يبدأ بتوبيخها . . إنه متكبر لعين . . ولكنها نسيت للحظات أنها أيضاً متكبرة .
أردفت :" انظر إلى الأمر من وجهة نظري . . أنا لا أدفع إيجار شقة الآن ، وأنا أكسب مالاً وفيراً . . حسناً ، أنا . . يجب أن أقدم قسطاً من واجبي . . ".
منتدى ليلاس
قال والثلج في كل كلمة :
- لا تكوني سخيفة إلى هذا الحد . . لا أريد مالك . . فأنت زوجتي .
وارتدّ تاركاً إياها بمفردها .
تمنت لو تصفق باب المطبخ وراءه ، فقد تملكها غضب لم تكن تدرك أنها قادرة على الوصول إليه . . يا للقذر المتسلط ! لكنها تعرف أنه لن يتنازل هو أولاً . . حسناً ولن تتنازل هي هذه المرة ! أخرجت بعض شرائح اللحم من البراد ، وبدأت تحضر وجبة العشاء . عاد بعد قليل إلى المطبخ ، وتقدم يأخذ مطرقة ترقيق اللحم منها ويضعها على رف الطهي . . ثم وضع يديه على كتفيها وأدرها نحوه . . وقال بصوت جاد :
- أنا مصرّ على موقفي زاندرا . . لكنني عائد إلى العمل صباح الغد ، فهل يمكننا عقد هدنة هذا المساء ؟
نظرت إليه والتمرد يكاد يقفز من عينيها . . فجأة خفق قلبها لأنه أخذ يقربها منه . . ثم عانقها فأغمضت عينيها ، وذاب الثلج في داخلها

شاذن 19-07-10 11:21 PM

وعادت إلى الحياة . . ولكنها لم تلبث أن فتحتهما بسرعة لأنه أبعدها عنه وهو يقول :
- أرأيت . . لست الوحيدة التي تعرف كيف تصالح بشكل لطيف . . على أي حال ، كنت تبدين شريرة ليلاس وأنت تمسكين مطرقة اللحم بيدك .
فجأة أغرقا بالضحك .
منتدى ليلاس
ذلك المساء ، اتصلت زاندرا بعمتها . ز وما إن سمعت العمة أن لدى ڤيك عملاً في اليوم التالي ، حتى دعت زاندرا إلي ميدلاين . . وقالت تحثها :
- ستشعرين بالوحدة بعد سفر ڤيك .
عرفت أن عمتها على حق . . لكن. . لو بقيت في الشقة لشعرت بأنه قريب منها بطريقة ما . . لذا فتشت في ذهنها عن عذر تقوله لعمتها ، دون أن يدرك ڤيك السبب الحقيقي .
- عليّ القيام ببضعة أشياء حقاً عمتي . . أتمانعين لو أجّلت الزيارة إلي المرة القادمة ؟
- حسناً عزيزتي . . قد تستطيعان المجيء معاً . . كم أحب أن تقيما معي هنا .
وضع ڤيك صحيفته من يده ما أن أنهت زاندرا المكالمة :
- عمتك بخير ؟
قالت له أن العمة دعتهما لزيارتها ، وذهلت لرده :
- أحب هذا . . سنحاول ترتيب أمر ما .

شاذن 19-07-10 11:23 PM

أخفت دهشتها ، وأحست بالسعادة ترفرف في داخلها . . وهي التي طالما ظنته بارداً متحفظاً ومتعجرفاً ! صحيح أن العجرفة كانت تظهر عليه أحياناً ، لكنها الآن بدأت بالتعرف إلى ڤيك مختلف . رجل أكثر دفئاً مما ظننته . . وهي الآن لا تحبه فقط . . بل معجبة به . منتدى ليلاس
بعد هذا ، مرت الأمسية دون أي توتر. . وحين وقف ڤيك ليذهب إلى غرفته في أمر ما ، وقفت لتصنع القهوة . . وفكرت في أن الأمسية أصبحت رغم بدايتها السيئة تفوق كل توقعاتها ، إذ لم ينطق أي منهما بكلمة تدل على غضبه .
كان قد عاد إلى غرفة الجلوس حين دخلت تحمل صينية القهوة ، فسارع إلى أخذها منها ووضعها على طاولة قريبة . ثم استقام ليقف أمامها ، يسد عليها الطريق إلا إذا حشرت نفسها به ، أو استدارت من خلف الأريكة . . وهذا لن يبدو تصرفاً سخيفاً فحسب ، بل أمراً منافياً للعقل . . هكذا وقفت حيث هي ونظرت إليه . قال بنبرة عادية :" نسيت أن أعطيك خاتم الخطوبة" .
دس يده في جيب سرواله واخرج علبة صغيرة وأعطاها إيّاها . . وكان ذهولها واضحاً وهي تنظر إليه وتتمتم :
- ما . . ماذا ؟
- ألا تظنين أن من الأفضل أن تنظري إليه لتعرفي إن كان يعجبك ؟
انتزعت عينيها منه ، ونظرت إلى العلبة وذهنها مخدر . . أخيراً قال :
- اعتقدت أنك تفضلين ما هو بسيط . . لكنني استطيع أن أغيره لك إذا كنت تفضلين ما هو أكثر بهرجة .

شاذن 19-07-10 11:24 PM

شعرت بانبهار حين فتحت العلبة ورأت أنه اشترى لها خاتماً من السوليتير الألماسي :
- إنه رائع !
فكرت في أنه تحمل مشقة في اختياره . . مع أن المنطق يقول إن السبب وراء ذلك والده وعمتها اللذين يتوقعان أن يرياها تضع مثل هذا الخاتم. .ولكنها رغم ذلك ارتعش صوتها ، ولم تستطع أن تقول سوى :
- آه . . ڤيك !
- لا تبكي فوقه وإلا ذاب !
نظرت إليه من خلال دموعها ، وراحت ترفرف بدموعها لتمنع تساقطهما .
قالت :" لم تكن مضطراً ".
- هل أعجبك ؟
- إنه جميل . . لكنه مرتفع الثمن . . لا أستطيع قبوله ڤيك . . إن تركك تنفق مالك عليّ هكذا . .
ثم أردفت بسرعة وقد رأته يوشك أن ينفجر :
- سأعيده إليك حين ينتهي زواجنا على أي حال .
لم يدم جو الهدوء طويلاً فقد انتظرت رده العنيف . . ولكنه سيطر على غضبه وقال :
- الخاتم لك زاندرا . . بغض النظر عما إذا افترقنا. . هل هذا واضح ؟
رأت غضبه واضحاً . . نظرت إلي قسوة وجهه الصخري ، وفضلت ألا تتكلم .

شاذن 19-07-10 11:25 PM

شربا بصمت القهوة التي وجدت صعوبة كبرى في ارتشافها . . ولأنها لم تكن على استعداد لتريه أنه هزمها حملت نفسها ما أن أنهت فنجانها وقالت له مجبرة وبشكل بارد :" تصبح على خير". وكان رده أكثر برودة . ذهبت إلى غرفتها وهي تفكر أنها قد تتخلي عن أي شيء لتتمكن من البكاء . . لكنها أحست إنها غير قادرة على البكاء. منتدى ليلاس
وفيما كانت تهم بخلع ثيابها وعت أنها لا تزال ممسكة بالعلبة التي تحتوي على الخاتم بشدة . . ودون وعي فتحتها . . إنه حقاً جميل . . وكأنها منومة ، دست السوليتير إلى جانب خاتم الزواج .
وقفت تتأمله فترة . . ثم رفعت رأسها فجأة . . ونسيت إعجابها بالخاتم . . كان ڤيك خارج بابها ، وسمعت صوته يهمس منادياً :" زاندرا ".لكنها بقيت دون حراك لعدة ثوان ثم سمعت يبتعد . . لم يكن لديها فكرة عما يريد . . لكنها عرفت أنها لن تتمكن من تحمل طبعه ، وقد تضيف عليه شيئاً من غضبها . . فالغضب البارد الذي كان يستعر في داخلها حين أرادت رد الخاتم له ، كان شيئاً يفوق كل ما تعرفه ، ولا تريد أن تواجه مثله مجدداً . . الليلة على أي حال .
فتحت زاندرا درجاً بهدوء لئلا يسمعها ، وأخرجت غلالة نوم جديدة . . من حق العمة أليس أن تفتخر بالجهاز الذي اشترته لها . نفضت الثوب الذي كان من النايلون الليموني والدانتيل ، ودسته من فوق رأسها . . لقد أختفي جسدها ، ولكنه يكفي لتعذيب مخيلة أي زوج جديد . . آه يا عمتي ! ليتك تعرفين ! دخلت إلى السرير متمنية لو يغلبها النوم ليحملها إلى دنيا الغفلة . .كان الخاتم الخطوبة في إصبعها سلوى

شاذن 19-07-10 11:27 PM

صغيرة لها ولأفكارها المعذبة . . ڤيك مسافر في الصباح الباكر . . وقد يمر شهر قبل أن تراه مجدداً .
أيقظها ألم متواصل في فكها من نومها العميق . . حاولت ضغط خدها على الوسادة ، لكن الألم استمر . . بعد بضع دقائق من الصراع مع ألم ضرسها والرغبة في العودة إلى النوم . . فاز الألم ، فجلست . أضاءت المصباح القريب من
منتدى ليلاسالسرير ، ومدت يدها إلى ساعتها . أنها الواحدة أإلا ربعاً . . نظرت حولها يائسة فهي لا تريد أن ترفع صوتاً ولكن ألم الضرس أصبح عذاباً ولم تحتمل أكثر . نهضت عن السرير ، وسارت على أطراف أصابع قدميها إلى الباب ، محاولة أن تكون هادئة قدر المستطاع . تقدمت إلى الحمام على أمل أن تجد بعض المسكنات في الصندوق الإسعافات الأولية . . حاجتها إلى المسكن أمر ملح والألم في لثتها يكاد يقتلها .آه ! لم تعرف من قبل مثل هذا الألم ! وضعت كوباً تحت الماء ، وعلبة الأقراص المسكنة على المغسلة ، ثم حاولت إقفال الماء فانزلق الكوب الزجاجي من بين أصابعها . . كتمت أنفاسها والكوب الزجاجي يرتطم بالبورسلان الأبيض . . مدت يدها بسرعة لتمنع الكوب من الارتطام أكثر . . أصغت . . لا شيء سوى الصمت. . الحمد الله لأنها لم تزعج ڤيك وتوقظه . . بعد ذلك عادت الشقة إلى هدوئها مرة أخرى . . ثم سرعان ما انتفضت حين سمعت صوتاً من ورائها . . ارتدّت ورأت ڤيك يمرر أصابعه في شعره وهو يقترب .
قالت متأسفة ، وكأنها تعتذر :
- أشعر بألم في أضراسي .

شاذن 19-07-10 11:28 PM

استوعب ڤيك الموقف حالاً ، ورأي علبة الأقراص المسكنة والكوب في يدها ، كما رأي في عينيها الألم :
- اذهبي إلى الفراش . . سأحضر لك الدواء .
ما إن عادت إلى غرفتها ، حتى أدركت أنها لم تكن ترتدي الروب . لو رآها في ظرف آخر غير هذا لتوردت خجلاً وحرجاً . .ولكن ألم الضرس أنساها كل شيء . سرعان ما كان ڤيك واقفاً إلى جانب السرير ، أعطاها كأس ماء أذاب فيها أقراصاً مضادة للألم ، فشربته بسرعة . رأته ينظر إلى الخاتم الخطوبة في يدها ، ولم تعد تدري ما إذا كانت مسرورة أم متضايقة لأنها وضعته في إصبعها . . كل ما عرفته أن فكها يؤلمها وأنها تمر بوقت عصيب لأنها تحاول منعه من معرفة البؤس الذي تشعر به . . تمتمت وهو يأخذ الكأس منها :" شكراً لك". . أرادت منه أن يذهب ، ومع أنها بحاجة إلى وجوده لتشعر بالراحة ، فهي غير قادرة على تحمل رؤيته لها في هذه الحالة من الضعف .
منتدى ليلاس
قال بلطف وهو يجذب الأغطية فوقها حتى الكتفين :
- يا طفلتي المسكينة . . حاولي أن تستريحي .
مسحت يده شعرها إلى الوراء عن جبينها ، فهل كان متردداً أم تري ذلك من وحي مخيلتها المتوترة ؟ كان صوته لطيفاً وهو يقول :
- هل أترك المصباح الصغير مضاء ؟
- أجل . . أرجوك .
حين تركها ، حاولت زاندرا الاسترخاء والنوم ولكن ذلك لم يكن مجدياً . . في الواحدة والنصف كانت جالسة مرة أخرى في السرير ، تفكر في اسم دواء سمعت أنه مفيد جداً لمعالجة ألم الضرس . . ثم قررت أن

شاذن 19-07-10 11:30 PM

تقرأ فحملت كتاباً وحاولت قراءته . . لكن هذا كان مستحيلاً . نهضت من السرير ، ووضعت روبها وتسللت بصمت إلى المطبخ ، حيث أغلقت الباب خلفها دون أن تحدث صوتاً . . هناك مزجت قليلاً من الملح في بعض الماء ، وتمضمضت . .شاذن وقد ساعدها ذلك . . إنما لثانيتين فقط . . بعد عشر دقائق ، استنتجت أن الماء المالح ليس الحل .
كانت متوترة وهي على الأريكة ، تفرك لثتها المتألمة بماء مخدر حين وجدها ڤيك . . ولاحظ حالتها السيئة ، فتوصل إلى قرار .
- زاندرا . . أتثقين بي ؟
لم يكن لديها فكرة عما يعني . . كل ما تعرفه ليلاس أنها لم تشعر قط بمثل هذا البؤس في حياتها .
منتدى ليلاس
قالت آلياً :" بالتأكيد ڤيك ".
قال بنبرة لا تحمل جدلاً :" حسن جداً . . ستأتين معي إلى سريري".
فجأة لم تعد تشعر بالألم في فكها ، وراحت تحدّق إليه بعدم تصديق . أضاف :" كنت أصغي إليك وأنت تجوبين الشقة لمدة ربع ساعة . . ولم أعد أتحمل المزيد . . أنت لا تتركين للمسكن فرصة ليأخذ مفعوله . . تعالي . . سنرى إن كان سيريحك سرير " العم ڤيك "".
شدها لتقف ، وكان يعاملها كما يعامل الأب ابنته .
لكنه ليس والدها . . إنه زوجها . . عذبت الفكرة زاندرا ، ولم تعد تدري أيهما يؤلمها أكثر : ألم ضرسها ن أو فكرة نومها مع ڤيك وكأنهما زوجان بكل ما للكلمة من معني ؟ ما إن أصبحا في غرفته ، حتى وضعها في السرير وقال :

شاذن 19-07-10 11:32 PM

- هل أخذت المزيد من المسكن ؟
- لا. . فقط ما أعطيتني إياه .
- إذن ن لن يضرك قرص آخر .
تركها قليلاً وعاد يأمرها أن تشرب ما في الكأس التي يحملها . . حين اضطجع قربها أجفلت فسمعته يقول لها إنها تبدو أكبر بعشر سنوات ، بعينيها الواسعتين وشعرها المشعث . . ثم عاد الألم في فكهات وكان مطرقة تطرق على سندان . فجأة تركها التوتر ، ومعه تلاشى استقلالها . . ولأنها شعرت بثقة كاملة بالرجل المستلقي إلى جانبها ارتدت إليه . . فالتفت ذراعه المريحة حول كتفيها المتدثرتين بالقماش الشفاف ، وضمها إليه . . شعرت به يضغط خدها المتألم على كتفه الدافئة . . ويشد باليد الأخرى الأغطية حولها . ثم انخفضت تلك اليد بين الأغطية فاستراحت على خصرها وسمعته يقول :
- بخير الآن حبيبتي ؟
وكأنما هي فعلاً في العاشرة من عمرها . . دفنت وجهها في دفئه . وبشكل لا يصدق ، خف الألم بالتدريج .
حين استيقظت من نوم خدّره المسكن ، رأت أن عقارب الساعة المضيئة تشير إلى السادسة صباحاً . . ثم قبل أن تفكر كيف وصلت إلى سرير ڤيك . . استيقظت مجفلة مصدومة وكأنها كانت في مصعد سقط بها من مبني مرتفع . وكان سبب صدمتها أن إحدى يديه وجدت في مرحلة ما من مراحل الليل طريقها فوق جسدها وأن الدفء اللذيذ الذي تحسّ به كان سببه تلك اليد . للحظات، لم تستطع التنفس فتساءلت

شاذن 19-07-10 11:33 PM

عما ستفعل . فلو تحركت لأيقظته وعندئذ سيرتاع كما ارتاعت ، وسيبدو له تصرفه اللطيف ليلة أمس غير صافي النية .
ثم ، لم يعد وقت أو حاجة للقيام بشيء ، فقد تحرك فاندس فيها أكثر وراحت يده تتحرك . في تلك اللحظة ، بدا انه عاد على وعيه الكامل فقد خرجت منه كلمة مخنوقة لم تستطع فهمها ، وخرج من الفراش كالبرق وكأنما ملمسها من فوق غلالة النوم الشفافة قد خدشه . استمرت طرقات قلب زاندرا بعد خروجه من الغرفة ، فانقلبت إلى المكان الدافئ الذي أخلاه بسرعة . . كان ألم ضرسها يلوح وكأنه موسيقى بعيدة . . لكنه ألم محمول . . أخذت تنعم بالإحساس في أن تكون في فراش ڤيك . . فهي تعرف أن رأسها لن يستلقي مرة أخرى على هذه الوسادة . سمعته يعود إلى الغرفة وسمعته يفتح الدرج بحذر لئلا يزعجها . . فتقلبت على الفراش وسألت بصوت ملؤه الناعس :
- كم الساعة الآن ؟
ران صمت قبل أن يقول إنها السادسة ، ثم سألها :
- كيف تشعرين الآن ؟
- أنا أفضل بكثير . . شكراً .
جلست ومدت يدها إلى نور المصباح الصغير تضيئه . .فما زال الوقت باكراً ، ولا شك أنه يجد صعوبة في التفتيش عن أغراضه في الظلام . . وتقدم ليجلس على حافة السرير ، فقالت :
- شكراً لك . . على عنايتك بي ليلة أمس .
- ستذهبين اليوم إلى طبيب الأسنان .

شاذن 19-07-10 11:35 PM

أكان يسألها أم يأمرها ؟ ليس ذلك مهماً .. وأحست بالحب الذي تكنه له يتصاعد في أعماقها . .
أجابته :" آه ! أجل . . لن احتمل ليلة أخرى كليلة أمس . اعني الألم . . آه . . " .
تورد وجهها ، وارتبكت لأنها ظنت أنه أساء فهمها . فكافأها بضحكة ن متسائلاً :
- هل أفهم من هذا أنك أحببت النوم في سريري ؟
ولم تستطع عيناها ملاقاة عينيه .
أردفت :" سؤال جائر . . أليس كذلك ؟ أتظنين أن كوباً من الشاي قد يحرك الألم مجدداً ؟ ".
بعدما خرج . .لم تكن زاندرا في عجلة لترك الفراش . . لقد افترقا كصديقين ، وأملت أن يودعها بقبلة قبل خروجه ، ولكنه لم يفعل . .
منتدى ليلاسفجأة أدركت أن عليها أن تخرج باكراً لتأخذ موعداً من طبيب الأسنان . قال الطبيب إن أسنانها ممتازة ، ثم راح يشرح لها أن أحاسيسها كانت متوترة مما أثر على فكها الأعلى ، وأكد لها أن علاجاً للتوتر سيشفيها . لم تصدقه زاندرا . .فقد كان الألم حقيقياً وموجعاً . .لكن بعد شرائها الدواء من الصيدلية ، وبعدما تناولت الأقراص الوردية وجدت ويا للدهشة ! أن طبيب الأسنان على حق بتشخيصه . . وما أن حان موعد عودتها على العمل حتى شعرت أنها متحررة من كل ألم .


* * * * * * * * * *


انتهي الفصل السادس

dalia cool 20-07-10 06:30 AM

رواية روعة بانتظارك شاذن

نداء الحق 20-07-10 09:09 AM

نحن بالانتظار اختنا العزيزة لاكمال الرواية
شكرا لجهودك

شاذن 20-07-10 06:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2387813)
رواية روعة بانتظارك شاذن

أنت أروع يا حبيبتي . . .
ومشكووووووورا على مرورك الحلو. . .
وأتمني أن تعجبك النهاية. . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 20-07-10 06:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء الحق (المشاركة 2387919)
نحن بالانتظار اختنا العزيزة لاكمال الرواية
شكرا لجهودك

أن شاء الله راح أكملها في أقرب وقت . . .
وأتمني أن تنال أعجابك نهاية الرواية . . .
وما تبخلي علينا في رأيك . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 20-07-10 06:29 PM

7 – بينهما جدار

دخلت زاندرا الشقة شاعرة بالخدر والقنوط . لقد مرت تسعة أسابيع منذ رأت فيها ڤيك ولن تراه هذه المرة أيضاً . . فقد عرفت من مكتب الطيارين أن رحلته لن تنتهي قبل يوم الجمعة ،وهي ستعود إلى العمل قبل ذلك اليوم إلى مكان ما عبر الأطلسي .
تسعة أسابيع من الآمال والمخاوف وخيبات الأمل . . فهل هذه صورة عما ستكون عليه مشاعرها بعد انتهاء زواجهما ؟ سارعت إلى تنحية الفكرة المشؤومة عن رأسها . . ما كان الأمر بهذه الصعوبة لو ترك لها وسيلة اتصال . . أو أي
منتدى ليلاسنوع من المذكرات . . أي ما يدل على أنه لم ينس وجودها . في الوقت الذي غاب عنها فيه ، قامت برحلتين طويلتين متعبتين . . ولأنها تأكدت أنه لن يعود في هذه الفترة ، أمضت بضعة أيام مع عمتها في ميدلاين . كانت ماغي ليندلايد قد دعتها إلى حفلة راقصة الليلة ، لكنها رفضت الدعوة لأنها تظن أن أندرو سيكون موجوداً ن فصديق ماغي هو من عرّفها به . . فكرت كيف تصورت يوماً أنها تحبه . . ولكنها لم ترفض الذهاب بسبب أندرو فقط بل لأنها ستشعر بالذنب إن قبلت فهي الآن متزوجة . لكن لمَ الإحساس بالذنب؟ حاورت نفسها . .فما زواجها بزواج طبيعي . . ولن يهتم ڤيك أبداً لو ذهبت إلى حفلة دون أن يرافقها أحد . . على أي حال ، ماذا هناك في زواجهما ؟ مجرد عناقات سريعة . . ليلة في فراشه عاملها فيها وكأنها طفلة في العاشرة . . وصحبة ممتعة في بعض الأحيان .

شاذن 20-07-10 06:31 PM

نظرت حولها في الشقة . . إنها نظيفة لا شائبة فيها فقد نظفتها بالأمس . . وهناك قالب حلوي بالفاكهة صنعته ووضعته في وعاء محكم الإغلاق من أجل ڤيك حين يعود ، وليس لديها ما تفعله إن بقيت في المنزل . ولأنها تشعر بالقلق لن تستمتع بالموسيقى أو بمشاهدة التلفزيون . ز ولكن لماذا تتذرع بكل هذا؟ لماذا لا تذهب إلى حفلة ماغي ؟ فالعديد من الفتيات يذهبن إلى حفلات دونما رفيق . تناولت السماعة واتصلت بماغي قبل أن يعود ضميرها إلى توبيخها . . وكان الوقت قد فات للتراجع فقد سمعت صوت ماغي يرد بغبطة :
- أنا في غاية السعادة زاندرا . . سيفيدك الخروج كثيراً .
منتدى ليلاس
- آه ؟
ما الذي دعا ماغي لقول هذا ؟
- أرجو ألا أكون قد أزعجتك . . إذ لاحظت أنك أهدأ من المعتاد في هذه الرحلة الأخيرة . . كنت منزوية تقريباً .
هذا ما أعطي زاندرا وقوداً للتفكير . . كرامتها لا تسمح لها بترك الآخرين يعرفون أنها يائسة . . وقبل أن تتوجه إلى المقهى حيث سيلتقون جميعاً ، للذهاب إلى منزل ماغي ، ارتدت الثوب الجديد الذي اشترته بالأمس في محاولة لإنعاش نفسها .
أقلها التاكسي إلى المكان، وكانت فعلاً تتطلع بشوق للحفلة . . ولكنها ضحكت على الاندفاع المجنون الذي حثها على كتابة ملاحظة لڤيك فهي تعلم أنها ستلتقطها بنفسها بعد عودتها . . فما زال ڤيك على بعد آلاف الأميال منها . وفيما كانت تفتح باب المقهي كادت تصاب بالصمم بسبب الضجة . . وهناك رأت مدعوين ماغي ومن بينهم ستانلي

شاذن 20-07-10 06:32 PM

كروس الذي كان يخبر بعض قصصه البذيئة لثلاثة رجال تحلقوا حوله . ز وما إن شاهدتها ماغي حتى نادتها.
لم يكن بودي ، صديق ماغي يفارق جنبها ، وسأل :
- ماذا تشربين زاندرا ؟
لم تغب طويلاً إذ عاد حاملاً كوباً من الليموناضة والزنجبيل وهو ما طلبته ، لكن أن يصل ، أوقفه أندرو يوغت . . الذي قال بسرعة :
- أسمعت هذه النكتة ؟
منتدى ليلاس
رنا بطرف عينه إلى ماغي وأردف :
- ربما ليس أمام السيدات .
ثم أدار رأسه فلمح زاندرا وعندئذ صاح دهشاً :
- زاندرا !
تبع هذا نظرة ممعنة طافت فيها عيناه عليها . . فوق الفستان المصنوع من الكريب الأزرق الفاتح ، بقسمه العلوي الضيق ، وأكمامه الواسعة التي تضفي جمالاً على ذراعيها . شاذن حاول التقدم إليها ولكن ماغي سارعت تقول :
- لنسرع إلى شقتي . . لدي طعام كثير وأنا أقترح أن نأكل أولاً ثم نرقص .
بسبب الزحام أضاعت زاندرا أندرو ، ومع أنه لم يؤثر فيها كامرأة إلا أنها لم تستطع سوى تسعد للإعجاب ليلاس الذي بدا في عينيه . ركبت زاندرا السيارة مع ماغي وبودي ومع رجل آخر يدعى جاك . بعد وصولهم إلى شقة ماغي ظلت مع جاك لبعض الوقت . . لكن حين خطر ببالها أنه قد يظنها شريكة سهرته ، اعتذرت :

شاذن 20-07-10 06:33 PM

- يجب أن أجول بين الحاضرين قليلاً جاك . . أتعرف الجميع هنا ؟
الواضح أنه لم يكن يعرف الجميع ، فأخذته وقدمته إلى عدة أشخاص ثم اتجهت إلى المطبخ الذي كان فارغاً ، وهناك وقفت تستمتع بعزلتها . . إنها تشعر بالفراغ والضياع والانعزال دون ڤيك ولكنها سارعت تضع القناع على وجهها فقد أحست أن أحدهم دخل إلى المطبخ خلفها .
- مرحباً أندرو !
منتدى ليلاس
غريب كيف تستطيع أن تحييه بهذا الهدوء ، بينما كان وجوده في وقت من الأوقات يجعلها تحس أشياء غريبة في داخلها .
- كنت أبحث عنك في كل مكان .
- حقاً ؟
بدأت تحلل قسمات وجهه . . إنه وسيم بالتأكيد . . لكن أليس فمه رخواً ومتدلياً . .الغريب أنها لم تلاحظ هذا من ذي قبل .
- تبدين جميلة كحالك دائماً زاندي .
- شكراً لك .
لم يكن أندرو يوغت معتاداً على من يعامله بتحفظ لذا أزعجته لهجتها
- لست غاضبة مني . . أليس كذلك ؟
- يا الله ! بالتأكيد لا !
- كان بإمكاننا الوصول إلى الانسجام التام زاندي .
جاء ردها ببرود ورقة :
- لم نستطع أن نؤلف ذلك الانسجام . . أندرو . . سأنضم إلى الباقين . . من الجيد أن . .

شاذن 20-07-10 06:34 PM

- ليس بهذه السرعة . . فأنا أظن أن لدينا عملاً لم ينتهِ . . ألا تظنين ذلك ؟
الواضح أنه سيكون متعباً . . نظرت إلى الباب بلهفة . . تتساءل عما إذا كان بإمكانها الخروج منه قبل أن يعرف ما ستفعل . . لحق بنظرتها ، وأمسكها من ذراعها بخشونة :
- لا. . لن تهربي . . فأنت مدينة لي زاندي. . وأنا رجل يحب استعادة دينه .
حاولت زاندرا التراجع ، لكنها اصطدمت بالبراد . . تمنت لو يأتي أحد . . أمالت نظرها عنه وألقت نظرة على الباب المطبخ . .ولكن في تلك اللحظة بالذات قفز أندرو إليها . . وأمسك بها يريد معانقتها فشعرت بالغثيان وحاولت الرفس والمقاومة ولكن لم يكن هناك جدوى فقد قال :
- طالما أردتك . . والآن سأحصل عليك .
صاحت مذعورة بصوت شق الهواء :
- لا أندرو !
ثم تحررت بشكل عجيب منه . . كانت مرتجفة تشعر بدوار عاجزة عن السيطرة على نفسها . .نظرت حولها بارتباك وحيرة فوجدت ڤيك واقفاً فوق جسد أندرو الممدد على الأرض وهو ينظر إليها بعينين رماديتين قاسيتين ، فغار قلبها .. وتمنت الموت فنظرته الخالية من الرحمة تظوف في مظهرها الأشعث ، من الرأس حتى أخمص القدمين . . أرادت أن تقول : ڤيك . . ڤيك. .الحمد لله على مجيئك . . غير أنها رددت :

شاذن 20-07-10 06:36 PM

- أريد أن أتقيأ .
حملها ڤيك تقريباً فوق جسد أندرو الممدد على أرض المطبخ ، ودفعها إلى الحمام . .وتركها لتتقيأ .
راحت تتقيأ وتتقيأ .. ثم كافحت لتجلس فوق طرف المغطس .. وعندما شعرت بتحسن ، رفعت نفسها على قدميها ، ووجدت معجون الأسنان في خزانة مرآة الحمام فاستخدمت القليل منه لتتخلص من الطعم الكريه في فمها . . ثم أحست أنها أفضل حالاً . .لكنها ما زالت تشعر بأنفاس أندرو الكريهة على بشرتها .
منتدى ليلاس
وصلت صرخة ڤيك إليها :
- هل أنت على ما يرام ؟
وعندما لم ترد دفع باب الحمام . . ولكنها لم تستطع مواجهة القسوة في عينيه . .ومع ذلك أجبرت نفسها على أن ترفع رأسها بشجاعة .
قال لها :" جاهزة ؟".
تساءلت ماذا سيفعل لو قالت له :" لا ، لن أذهب إلى البيت". ثم شعرت بأنها أضعف من أن تفعل :
- أجل . . أنا جاهزة .
قال بازدراء :
- لقد فسرت سبب الفوضى في المطبخ لمضيفتك وقلت لها إنك مغادرة . . لذا لا داعي لتوديعها .
لم تبدأ زاندرا بالتفكير السوي ، إلا بعد أن وضعها ڤيك في سيارته وانطلقا نحو المنزل . .لم يستطع عقلها استيعاب ماذا يفعل في انكلترا ، وتأوهت لأنها تذكرت الرسالة التي تركتها في الشقة .

شاذن 20-07-10 06:37 PM

نظر ڤيك إليها بسرعة لأنه سمع آهتها المكتومة التي ملؤها الألم ثم ضغط بقدمه على دواسة السرعة فطارت بهما السيارة في ضواحي لندن . . لا داعي أن يقلق عليها لأنها لم تعد تشعر بالغثيان . . حسناً . .لم تعد تشعر بالغثيان بسبب ذلك المشهد الذي تعرّضت له في المطبخ ماغي على أي حال . لكن سب أهته تلك تذكرها الرسالة السخيفة التي كتبت فيها " عزيزي ڤيك . . أنا ذاهبة إلى حفلة ستقيمها ماغي ليندلايد في منزلها . . تعال إذا استطعت . . زوجتك زاندرا ".
تأوهت مرة أخرى . . وحمدت الله لأن الظلام يعم الكون فهي لا تريد أن يري تورد وجنتيها من الخجل والحرج . . وهما يدخلان إلى غرفة الجلوس قالت :
منتدى ليلاس
- أعتقد أنني ذاهبة إلى الفراش رأساً .
رفعت نظرها فاصطدمت بشظيتين من الغرانيت تكادان تمزقانها . . ورد بصوت لا تعبير فيه .
- أظنها فكرة صائبة . . أكلمك في الصباح .
وتركها واقفة في وسط غرفة الجلوس .
استيقظت زاندرا باكراً وكم صدمتها الذكرى التي جعلت من المستحيل عليها أن تعود إلى النوم ! تسللت من السرير ، ارتدت روبها الخفيف ، واتجهت إلى المطبخ . ما زال ڤيك في الفراش ، لكن لم يكن هناك مجال لتجنب اللقاء . . فهي مضطرة لمواجهته في الوقت ما . ماذا يفعل هنا ؟ لا شك أنه مرهق بسبب رحلاته الطويلة . . لكنه لم يكن من المتوقع عودته قبل يوم الجمعة ! غلت الماء في الإبريق ، ودونما تفكير سكبت الماء في إبريق الشاي ، وانتظرت حتى يخمر . ز كان تفكيرها مشوشاً

شاذن 20-07-10 06:38 PM

. . صبت الشاي لنفسها وتساءلت عما إذا كان ڤيك مستيقظاً . . وما إذا كان عليها أن تحمل إليه فنجاناً .
وبشكل لا إداري ، قادتها قدماها إلى بابه حاملة الفنجان فوق صحنه في يدها . ز قرعت الباب بخفة ، فلم تتلق رداً . . عندئذ دخلت بصمت ، وتقدمت تنظر إليه وهو نائم ، وراحت تقهر رغبة جامحة تدفعها لتندس في السرير إلى جانبه وتضمه إليها . . كانت تتصارع مع أفكارها المرتبكة ، ولكنها وضعت الفنجان والصحن بيد مرتجفة على الطاولة قرب السرير . لم تكد تصدر صوتاً . .لكن ڤيك فتح عينيه ، ورأته يحدق إليها وكأنها شخص خرج للتو من حلمه . .
قال :" زاندرا".
منتدى ليلاس
ثم وكأن سماعه لصوته أنبأه أنه لم يعد يحلم . . استيقظ فعلياً . . ولمّا سمعت اسمها يخرج من بين شفتيه برقة شعرت بالشجاعة فقالت :
- فكرت أنك قد ترغب في فنجان شاي.
كم بدا ذلك الصوت مزيفاً ، في الوقت الذي كان كل ما تريده هو أن تتوسل إليه ليغفر لها لأنها السبب شاذن في رؤيته لذلك المشهد المريع مع أندرو . .
جلس ڤيك ينظر إليها ساخراً :
- شكراً .
لم يعجبها بريق عينيه ، فارتدت على عقبيها خارجة . كانت تشرب كوب الشاي الثاني حين انضم إليها في المطبخ . أعاد ملء فنجانه قبل أن يستند بإهمال إلى المغسلة ويسأل :
- كيف حال رأسك ؟

شاذن 20-07-10 06:41 PM

- لم يكن يؤلمني .
ارتفع رأسه متسائلاً :" لا ؟".
أوه . . ليتها تفقد أعصابها معه ، فذلك سيكون نوعاً من الدفاع عن النفس . . لكنها تخشاه إذ لم تره قط بمثل هذا المزاج والأنكي أن بيده كل الأوراق الرابحة . ولم تعجبها لهجته ، فقالت :
- أنت تعرف ما الذي جعلني أتقيأ.
- بكل تأكيد ، حب حبيبك القديم ، لن يجعلك تتقيأين ؟
عرفت من رنة صوته أنه مشتعل غضباً . . إنه الآن واقف بعيداً عن المغسلة ن جسده مشدود وحاجباه معقودان كسحابة راعدة .
ردت بسرعة :" إنه ليس حبيبي ".
- أنت تحبينه .
رفضت الرد آملة أن يحرق غضبه نفسه .
- كنت تعرفين قبل أن تذهبي إلى تلك الحفلة أنه سيكون هناك .
- أنا .. ظننته سيكون .
- إذن أردت رؤيته . .
- لا. . هذا غير صحيح !
- لماذا ذهبت إذن ؟
كيف تشرح له ؟ كيف تقول لهذا الرجل الغاضب إنه الرجل الوحيد الذي تحبه . . وإنها كانت ستجن لو بقيت في البيت تلاحقها الأفكار التي تدور برمتها عنه وعما إذا كان معجباً بها أو يحبها .
كذبها ڤيك وتابع دون شفقة :

شاذن 20-07-10 06:42 PM

- أنت أردت أن تريه . . أردت أن تشعري بذراعيه حولك . . لكن ، حين حدث هذا ، وهددت الأمور بالإفلات من يدك . . ذعرت . .هل أنا على حق ؟
إنه مخطئ . . ولأن غضبه كان مخيفاً لم تستطع سوى النظر إليه عاجزة دون كلمات . عرفت أن عليها قول ما يبعد عنه المرارة . . لكنها أحست بسبب مزاجه الحالي أنمه غير مستعد لتصديق إلا ما تصوّر أنّه رآه . . أزعجه صمتها أكثر ، لذا تحرّك نحوها ووضع يديه بثقل على كتفيها فقفزت مذعورة خافقة القلب . . حاولت الابتعاد وهي تري أتوناً مشتعلاً في عينيه لكن جهودها لم تكن تواري قوته . . وللمرة الأولي في حياتها تعرف الذعر المتولد من الخوف المباشر .
منتدى ليلاس
قالت متوسلة :" دعني ڤيك".
حاول الحفاظ على آخر ذرة من سيطرته على نفسه وهو يشعر بها ترتجف في قبضته ، وقال :
- وهل يخيفك الحب زاندرا ؟ إذن حان الوقت ليكون لديك ما تخافين منه .
ثم انخفض رأسه ، وارتفعت يده تمسك رأسها ليثبته بينما كانت تحركه من جانب إلى آخر في محاولة تجنبه .
أخذت تدفعه عنها بكل قواها . . لكنها كانت أضعف منه بكثير . . ولم يكن في هجومه شيء من الرقة . . وعرفت لحظتئذ انه لن يتوقف إلا عند استسلامها الكامل . . ثم تحركت ليلاس الذراع الحديدية التي تشدها إليه ، وسرعان ما ترك رأسها ، وأصبحت كلتا ذراعيه تحيطان بجسدها وزاد الإحساس بدفئه اشتعال نار الحب في قلبها . مرّ

شاذن 20-07-10 06:45 PM

احتجاجها . . " لا ڤيك . . أرجوك!" .دون أن يعيره التفاتاً . . وكان يتجاهل توسلاتها بسبب شدة غضبه ورغماً عنها أثارت لمساته فيها شوقاً وتجاوباً أربكها لأنها لم تكن تريده هكذا ، ومع أنها أرادت إنكار مشاعرها فلم تستطع الاستمرار في المقاومة . . وأخيراً عجزت عن ردع نفسها فعقدت ذراعيها حوله . . فقط حين أمسك معصميها وأبعد ذراعيها عنه ، عرفت أنه بعد أن أحني إرادتها أمام إرادته ، لم يعد بحاجة إلى تجربة . منتدى ليلاس
اشتد تورد وجهها ، ولم تعد تعي إلا أنها تريد أن تزحف مبتعدة في مكان ما وتموت . . ثم قال ڤيك :
- حباً بالله يا فتاة . . استري نفسك . .
كانت كلماته غاضبة وجارحة ، وأدركت لحظتئذ أنه وجد القدرة للسيطرة على نفسه لإيقاف ما يجري بينهما ولكن تلك السيطرة معلقة بخيط رفيع جداً .
- لمصلحتك أنت زاندرا . . أبعدي نفسك عن نظري . . بسرعة !
بسبب كلماته والمعني الكامن وراءها ، نفضت عنها الجمود الذي تملكها وخرجت وهي ترتجف من رأسها إلى أخمص قدميها . . ليساعدها الله . . فلم تكن راغبة في تركه . .
جلست على فراشها تنتظر أن يتوقف ارتعاشها . . ولم يكن لديها فكرة كم بقيت جالسة تلف ذراعيها حولها . . ولكن شيئاً فشيئاً بدأ الهدوء يلج نفسها ، وما أن عاد وعيها كلياً حتى راحت تفكر كيف استطاع ڤيك أن ينبذها . . وحينما أصبح إدراكها سليماً أدركت أنها لا تحتاج إلى التفكير العميق . . فوالد ڤيك يوشك أن يشفى وعندما يحين الوقت لا

شاذن 20-07-10 06:47 PM

شك أن ڤيك سيرغب في الحرية وسيعمل على إبطال الزواج ولو أكمل ما بدأ به لاستحال عليه إبطال الزواج . . فما تعرفه أن على المرء أن يكون متزوجاً لمدة سنتين قبل إجراء معاملات الطلاق . دلّت حركة في الغرفة المجاورة على أنها قادرة الآن على التوجه إلى الحمام لتستحم ، دون الخوف من ملاقاته . لم تكن مستعدة لمواجهته . . إنها بحاجة للسيطرة على نفسها حين تراه مجدداً . وكان الحظ معها ، فعادت إلى غرفتها لترتدي فستاناً من الصوف الناعم العاجي اللون ، الذي كا يليق بجسمها . ساهم الفستان في رفع معنوياتها ، وهي تعرف أنها تبدو هادئة ومتحفظة قليلاً مع أنها في أعماقها متضعضعة . توجهت إلى غرفة الجلوس فوجدت ڤيك هناك . كان شعره رطباً وذقنه حليقاً ، يرتدي سروالاً أسود وكنزة بيضاء ياقتها مرتفعة . . منتدى ليلاس
- تعالي واجلسي زاندرا . . سنتحدث في الأمر كله .
منتدى ليلاس
هل هذا هو الرجل الذي سحرها عندما عانقها وأنساها هذه الدنيا كلها ؟ والآن يريد " التحدث بالأمر كله "؟ كان يجب أن تعرف أن ڤيك رجل لا يقبل بقاء الأمور غير واضحة .
قطعت الغرفة وجلست على الأريكة ، وعاد ڤيك إلى مقعده . . قال وهو يتطرق إلى صلب الموضوع مباشرة :
- لن أعتذر عما حدث ، فلو واجهت الظروف ذاتها لكررت ما فعلت على الأرجح . ولكني أعتذر عن شيء واحد وهو أنني أخفتك . .
تركت عقلها يقلب ردّه في محاولة منها لتقويم ما يقوله في الواقع هل يحاول القول إنّ شدة خوفها منه عطلت عقلها عن التفكير بحيث أصبحت لا تعرف ما تفعل ؟ أحست بالراحة في نفسها للفكرة . .

شاذن 20-07-10 06:48 PM

وفكرت أن من الأفضل ألا تقول له إنه الوحيد القادر على حثها على التجاوب . سألته :" أكنت غاضباً لأنك ظننتني أستمتع بما كان يفعله أندرو ؟".
لم تتلق رداً . . وخطر ببالها أنه لا يهتم أبداً بمن كان يحاول معانقتها . . فهو يريد ممن تحمل اسمه الإخلاص .
أردفت :" كنت غاضباً لأنك فكرت أن أحداً آخر كان سيدخل ويراني بين ذراعيه ".
باتت الآن متأكدة أن هذا هو السبب . . فڤيك محترم جداً في أوساط شركة كرونويل . . ولولا مسارعته إلى طرح أندرو أرضاً ،ـ ولولا مسارعته إلى جرّها من الحفلة لانتشر الخبر في الشركة بأنه رضي بفسوق زوجته . . وعمله هذا سيكون إنذاراً للجميع فالآن باتوا يعلمون أن من يغازل زاندرا سبنسر عرضة ليصبح فكه مكسوراً .
منتدى ليلاس
قال دون أن يجيبها عن سؤالها :
- غاضب وصف معتدل . . في الواقع كدت أجن حين رأيت ذلك الأبله الفظ يحاول افتراسك ليلة أمس . . أحسست أن عليّ أن أؤدبكما . . كنت سأسوي الأمر معك ليلة أمس . . لكن . .
- لم تكن غلطتي ڤيك . . في طفولتي ، كنت عادة أتقيأ بعد كل شجار يقع بين أبوي . . ويبد . . أنني لم أتخلص من هذه العادة .
نظرت إليه فرأت أنه يفكر في كلماتها، ورأته يهز رأسه كأنه صدقها . .
أردفت تتابع الاعتراف :
- لم أكن ذاهبة إلى الحفلة . . لكن .. حسناً . . كنت ضجرة قليلاً . . وهي المرة الأولي التي أحضر فيها حفلة منذ حفلة زفافنا .

شاذن 20-07-10 06:49 PM

شعرت بالراحة لأنها رأت من تعابير وجهه أنه تفهم مشكلتها . . قال : ليست حياة شيقة لك . . أليس كذلك ؟ تعملين بجد وبعد العمل لا تمرحين . أعرف أن هذا صعب عليك . . لكن ليتك تستطيعين الصبر لمدة أطول ! فأنا واثق أن وضعنا الحالي سيحل نفسه ، وآمل صادقاً ، أن يكون حسب ما ترضينه أنت .
عرفت من كلامه أن صحة أبيه تحسنت ، وأن النهاية باتت قريبة . . فسألت :
- كيف حال والدك ؟
نظر إليها يحاول فهم ما تعني . . ثم بدا أنه فهم .
منتدى ليلاس
- جيد جداً . . عاد إلى منزله منذ أسبوع .
كانت زاندرا تريد لدايڤد سبنسر الشفاء العاجل ولكن السرور الذي شعرت به طمسه معرفتها أن ڤيك سيدفع عجلات إبطال الزواج قدماً في أية لحظة . . حاولت أن تجعل وجهها متحفظاً ، لكنها عرفت أنها فشلت حين مال إلى الأمام وقال :
- ثقي بي . . زاندرا .
حاولت إظهار السرور ، فهي لا تريد منه أن يعرف شيئاً عن أفكارها السوداء:
- أثق بك ڤيك بالتأكيد ! تعرف هذا .
أشرق الجو كله بينهما حين لمحت فجأة تعبيراً ماكراً في عينيه ، وهو يدرك سبب احمرارها . . وتعمدت تغيير الموضوع :
- كيف حصل أنك هنا على أي حال ؟ ما كنت اعتقد أنك قادم قبل يوم الجمعة .

شاذن 20-07-10 06:51 PM

يا إلهي ! كلما فتحت فمها تكشف عن مزيد من الاهتمام به . . سيعرف دون أدني شك الآن أنها سألت مكتب الطيارين عن خط سير مهمته .
- كنت في ڤانكوڤر حين سمعت أن جايمس كارتنر أصيب بعارض صحي يستوجب منه الراحة لمدة أربع وعشرين ساعة . . فعرضت الإقلاع بطائرته ليستطيع هو أخذ قسط من الراحة ، وهكذا وصلت مبكراً . . وشكراً لرسالتك على فكرة .
منتدى ليلاس
عندما تورد وجهها سألها بكلمة واحدة " لماذا ؟".
- أعتقد . . أنها كانت سخيفة قليلاً . . لكنني كنت . . فكرت . ز حسناً . . ظننتها ترحيباً لطيفاً بك إذا عدت .
هاك . . لقد أكدت للتو أنها بلهاء . . تترك له رسالة وهي لا تتوقع عودته . . وانتظرت أن يسخر منها ، لكنها ذهلت حين تكلم بأمر مغاير كلياً .
- شكراً لك . . أرجو ألا تمانعي ، فقد رتبت لك ‘جازة لبضعة أيام بعد عيد الفصح .
- ماذا تعني . . ؟ هل عليّ الذهاب إلى العمل يوم الخميس ؟
لم تصدق ما رأته فقد ارتسمت ابتسامة على وجهه ، سرعان ما تحوّلت إلى ضحكة كان فيها كثير من السحر لاضطراره إلى الاعتراف بما يخطط له .
- ستعودين يوم الأحد . .قلت لرئيس مكتب الطيران إننا بحاجة إلى راحة . . ولأنه علم أننا متزوجان حديثاً ، وجد الفكرة صائبة . . هل تمانعين ؟

شاذن 20-07-10 06:52 PM

ضحكت زاندرا . . وسمعت المسيقى في أذنيها حين شاركها الضحك . .ثم أردف :
- فكرت أن نزور والدي ، ومن هناك نزور عمتك .
كانت زاندرا مسرورة في سرها . . فقضاء بضعة أيام معه ، هبة من السماء . . كبتت فرحتها وردت عليه بهدوء :
- سيكون هذا رائعاً .
منتدى ليلاس
بعد ثلاثة ساعات من هذا كانا ينطلقان عبر الطرقات الريفية في " ويروكشاير". . كان الريف جميلاً في مثل هذا الوقت من السنة . . الأشجار كلها مثمرة ، والأخضرار يغني مسروراً لأنه تحرّر من قيود الشتاء. . كانت القرية التي يعيش فيها والد ڤيك ، ترتفع قليلاً عن الحدود " ويروكشاير". . وهي قرية هادئة . لم يكن ڤيك قد ذكر لها أي شيء عن منزل العائلة . . لذا لم تكن مستعدة أبداً لرؤية المنزل الجورجي الطراز ، الرائع الجمال الذي كان ينتظرهما . . اتسعت عيناها بعدم تصديق حين وجه ڤيك السيارة عبر بوابة حديدية مرتفعة مزدوجة . . وتابع سيره في طريق داخلية . .ثم قال :
- ها قد وصلنا .
- ڤيك !
وخانتها الكلمات . . سألها والفخر بمنزله لا يكاد يخفيه :
- أعجبك ؟
- جميل جداً . لم أظنك تنتمي إلى هذا النوع من العائلات .
قال : أعرف أنك لم تتزوجيني من أجل مالي . .

شاذن 20-07-10 06:53 PM

خرجت سوزي ومعها دايڤد سبنسر لملاقاتهما في الوقت الذي ترجلا فيه من السيارة . .بعد قليل دخل الجميع إلى ردهة واسعة ومنها إلى غرفة عرفت زاندرا أنها غرفة الجلوس . . إنها غرفة دافئة حميمة مع أن سقفها مرتفع وثمة مقاعد ثلاث متجمعة حول مدفأة أشعل فيها الحطب . تبادل الأب وابنه النظرات . . كانت عينا ڤيك تبحثان بدقة عن أي دليل يشير إلى مرض أبيه . . ثم قال بهدوء :
- ما أروع أن أراك في منزلك مجدداً . . لكنني أظن أن سوزي سبق أن قالت لك هذه الكلمات قبلي .
منتدى ليلاس
أكدت سوزي ما قاله ، وابتسمت لزوجها الذي رد الابتسامة قبل أن يقول لڤيك :
- بما أنك عدت إلى المنزل ڤيك . . فلا بدّ أن نسوي كل الأمور .
ما الذي يجب تسويته ؟ . . لم يتح الوقت لزاندرا أن تفكر ، إذ قالت لها سوزي :
- تعالي زاندرا . . سنتركهما لأريك غرفتك .
لم يكن هناك مجال للخطأ في مقدار سعادة سوزي . . الواضح أنها مسرورة بعودة زوجها . . وأحست زاندرا ببعض السعادة تنتقل إليها . .
قالت سوزي :
- أمر رائع . . أليس كذلك . . ليس لديك فكرة كم اشتقت إليه وهو بعيد . أردت البقاء معه لكنه لم يسمح لي بذلك .
أطلقت سوزي ضحكة نصف محرجة ، وأضافت :
- آسفة على ما قلت . . لكن لدى هذين الرجلين شيئاً مميزاً !

شاذن 20-07-10 06:55 PM

ولم يكن لدى زاندرا وقت للردّ . كانت غرفة النوم التي أرتها إليها سوزي في الطابق الأول :
- كانت هذه غرفة ڤيك قبل أن يترك المنزل . . وظننا أنكما ستحبان الإقامة فيها أثناء وجودكما هنا .
فقدت زاندرا لبرهة القدرة على استيعاب ما كانت سوزي تقوله . .
منتدى ليلاس
- سأتركك الآن وعندما تجهزين انزلي . . لن يتأخر موعد الغذاء كثيراً .
تمكنت زاندرا من إخفاء مشاعرها أمام سوزي ، لكن ما إن تركتها حتى انهارت ركبتاها وغارت على أحد السريرين . . ثم وقفت متململة مرة أخرى . السريران مجهزان . . وإن لم تكن مخطئة ، فهذه هي الغرفة التي ستتشاركها مع ڤيك .
يستحيل افتعال مشكلة أو إثارة ضجة . . فمن المهم أن يؤمن دايڤد سبنسر أن زواجهما طبيعي . . لا. . إياها وإثارة أية ضجة . . وما الفرق على أي حال ؟ لقد نامت في الشقة معه بمفردهما أكثر من مرة . . بل نامت في فراشه ولم تتأذ . . ! لكن ، صوتاً صغيراً طالعها من أعماقها : أن ذلك كان قبل أن يثير فيها كل تلك المشاعر هذا الصباح .
كانت تنظر دون أن تري إلى الخارج ، حين أنبأتها حركة أن ڤيك دخل إلى الغرفة . . وسمعت صوتاً يدل على أنه وضع حقائبهما أرضاً ، لكنها لم تلتفت . . فالآن تأكدت أنهما سينامان في الغرفة ذاتها . . سمعته يتحرك مقترباً منها . . ثم تصلبت لأن يديه حطتا على كتفيها ، ولم تستطع أن تسترخي .
قال معتذراً بصوت بدا عليه الاهتمام :

شاذن 20-07-10 06:57 PM

[FONT="Arial Black"]- كان يجب أن أفكر في هذا . . لكنني نسيت .
من يستطيع مقاومة هذا الاهتمام في صوته ؟ كيف يمكن أن تكون منزعجة وهو يكره نفسه لأنه نسي هذا ؟ وخفّ توترها ، ومع ذلك لم تستطع أن تستدير إليه .
ردت بهدوء:
- لم أفكر في هذا أيضاً . . فلنتصوّر أننا في شقتنا وأن بيننا جداراً .
ضحكت متوترة ، وأحست باليدين على كتفيها تشتدان ثم سمعت صوته الأجش يقول :
- أتعرفين شيئاً زاندرا ماكنلي سبنسر . . ؟ أنا معجب بك .
ضحكت بلطف ، فقد أسعدها أنه معجب بها ، وما إن ابتعدت يديه عن كتفيها حتى ارتدت لتبتعد عنه ونظرت إلى حقيبتها :
- على فكرة ڤيك سبنسر . . كان يجب أن تقول لي إنك أحد أصحاب الأملاك .
- لا أكاد أكون كذلك . . سأصحبك بنزهة حول الأملاك فيما بعد . أما الآن فقد جئت لأرافقك إلى تحت حتى نتناول المرطبات قبل الغذاء. . أنت هنا في غرفتك منذ وقت طويل ، وحماك ملهوف لرؤيتك .
لم تكن واثقة من صحة هذا الادعاء . لكن لا يهم . . هي و ڤيك متصادقان . . والأهم أنه أصبح معجباً بها . خرجت أمامه من الغرفة مسرعة. . ولكنها كانت تعرف أن عليها أن تكون ممتنة لما بين يديها[/FONT]
.

* * * * * * * * * *

انتهي الفصل السابع

شاذن 20-07-10 07:00 PM

8 – أعد لي حريتي !
لا شك أنها وڤيك سارا أميالاً بعد ظهر ذلك اليوم ، قبل أن يعودا أدراجهما نحو المنزل . . وكانت زاندرا متأثرة بكل شيء . انتهي بهما المطاف في مكتب ، قدم لها فيه ڤيك ، رجلاً في الخمسينات يدعي أڤري مايلز يساعد في إدراة الأملاك منذ عدة سنوات . . كان واضحاً وأڤري يخبرها عن الأعمال المكتبية أن الأملاك تُدار على أساس تجاري . كانا يسيران في طريق الداخلية حين شاهدت سيارة سبور خضراء متوقفة أمام المنزل . . ما إن دخلا إلى الردهة حتى استقبلتهما ضحكة . . وكانت جولي بيفرتون هي التي في الداخل . حيت زاندرا ، ثم بحماسة معروفة عنها رمت نفسها على ڤيك تعانقه بصوت مرتفع وهي تقول :
- بعدما عرفت أنكما وصلتما لم أستطع مقاومة المجيء إلى هنا .
منتدى ليلاس
قال ڤيك :" أنت لا تتغيرين أبداً جولي . . مع انك تعرفين أنني رجل متزوج محترم". وهذا ما أسعد زاندرا التي شاركت بالضحك .
قالت جولي إنها لن تبقي كثيراً. .مع ذلك مضت ساعتان قبل أن ترحل :
- وعدت أمي أن أزورها الليلة. .وهي لم تصدق بالتأكيد .
دعتها سوزي للعشاء .
- لا. . صدقاً . . يجب أن أمضي الأمسية في المنزل .. فالجميع هناك يستقبلني ساخراً: متأكد أنني رأيت وجهك قبل الآن !
جلست زاندرا لتضع اللمسات الأخيرة على ماكياجها قبل أن ترتدي فستانها الأحمر الناري . . تفرست بوجهها . . أهو نحيل كثيراً ؟ أم سمين جداً ؟ الواقع أنه وجه جميل الشكل . . لكنها في تلك اللحظة ،

شاذن 20-07-10 07:02 PM

كانت تحاول أن تقرر أي نوع من الوجوه يروق لڤيك . . صرفت النظر عن التفكير في أنه مهتم بجولي اهتماماً يتعدي المحبة التي نمت بفعل السنين أو أن إعجابه بسوزي لم يكن من النوع الذي شد اهتمامه طويلاً . . إذن . . أي نوع من الفتيات يميل إليه ؟
فجأة سمعت صوت أكرة الباب فانتفضت ونظرت مذعورة تفتش عن الروب . . لفكن ڤيك كان قد دخل إلى الغرفة حيث راحت نظرته تجول عليها . أغلق الباب وراءه وقال :
- آسف زاندرا . . لا أستطيع الخروج . . والي في الممر .. يا الله . . أنت متوردة خجلاً !
قالت :" كان يجب أن أكون جاهزة ".
تركت مقعدها وتناولت فستانها من المشجب .
- لكن المكان هنا في غاية الهدوء لذا نسيت الوقت .
دست الفستان من فوق رأسها شاذن وسمعته يقول :
- هل أعجبك المكان هنا ؟
شدّت أطراف ثوبها ثم استقامت ، في هذا الوقت كانت عيناه مثبتتين عليها ، وشعرت بأن لردها أهمية عنده ، ثم ابتسم فعرفت أنها تتوهم ذلك . أجابت :" أجل يعجبني".
أرادت أن تضيف قائلة إنها أحبت " لاينوود" منذ وصلت إليه لكنها عرفت أنه أحس بصدقها ، وكان ذلك ظاهراً من ابتسامته .
ارتدت عنه وكافحت لتقفل السحاب . . وأحست بيديه تثبتانه لها فاقشعرت بشرتها .
قال بعدما أتمّ مهمته وارتدت إليه :

شاذن 20-07-10 07:03 PM

- يريد والدي أن أجيء إلى هنا وأتولى إدارة الأملاك عنه .
أحست بجفاف في حلقها :
- أتعني أن تأتي وتعيش هنا ؟
عادت على طاولة الزينة تلتقط أحمر الشفاه .
أضاف :" عندما كان مريضاً ، رفض أن تنضم سوزي إليه في سويسرا . . لذا وقع بينهما خلاف. . والآن قررا السفر لقضاء شهر عسل جديد . . يقول أبي إن إدارة الأملاك أصبحت عبئاً عليه . . وبما أنّه عليّ أن أتولي هذه المهمة في يوم من الأيام ، فيتساءل لماذا لا أستلم المهمة منذ الآن ليستطيع السفر هو وسوزي ".
منتدى ليلاس
لم تستطع زاندرا أن تقول له إن ما اخبرها به الآن صدمها صدمة كبيرة . ولكنها استدعت كبرياءها ، فتلاقت بعينيه عبر المرآة . هل كان يقول لها أن زواجهما ستنفصل عراه ما إن تنتهي ترتيبات استلامه إدارة الأملاك ؟ أجبرتها كبرياءها أن تكون باردة :
- ألن تشعر بالأسى إن تركت الطيران ؟
- لا. . لن أمانع .. لقد استمتعت بحياتي ، لكنني كنت اعرف انها ليست دائمة . . تنتهي مدة عقدي مع الشركة في نهاية الصيف . . ولن أجدده .
كانت تهم بإضافة شيء آخر ، ولكن خادمة قرعت الباب لتقول إن العشاء جاهز .
أيجب أن تسأله عن إبطال الزواج . . أم تنتظر إلى أن يذكر هذا بنفسه ؟ قررت ترك الأمر له .. واستنتجت أنها قد تكون ضعيفة ، ولكنها اليوم لن تفكر أكثر .. فستستمتع بما تبقي لها من وقت معه ، ولتترك

شاذن 20-07-10 07:05 PM

الغد للغد . . وكانت تلك السهرة التي أمضتها إحدى أفضل الأمسيات في حياتها . لازمها الشعور بالرضا حتى أصبحت وڤيك في غرفة النوم . .ثم طغى عليها حياء يهدّد بتجميد أحاسيسها . . لم تستطع أن تخلع ملابسها أمام ڤيك .. ولن تستطيع . . لكن ، إن عادت من الحمام وهي تحمل ثيابها تحت ذراعها فسيكون تصرفاً غريباً وسيتساءل حماها وزوجته عن الأمر ثم سيستنتجان أمراً لا يمكنها التفكير فيه . خلع ڤيك سترته ثم انتبه إلى جمودها فنظر إليها يسأل :
- ما الأمر ؟ هل تخشين أن أتصرف كما تصرفت هذا الصباح ؟
منتدى ليلاس
تغيرت تعابير وجهه لأنه أساء تفسير خجلها بالخوف :
- ليس من عادتي الاغتصاب . . ولن أبدأ به مع زوجتي .
ردت بسرعة :" ليس الأمر هكذا ".
- إذن لماذا أنت خائفة ؟ إذا لم تكوني معقدة فسنستخدم سريراً واحداً الليلة . . ما بك بحق الله ؟
أشعرتها لهجته بأنها أغبي من أي وقت مضى . . كما تأخرت بالرد ، كلما تعاظم ترددها . . فجأة ، بدا أنه عرف أخيراً أنها تنوء تحت ثقل الإحراج . فتقدم إليها ، ورفعت أصابعه ذقنها بلمسة لطيفة :
- هيا ، طفلتي المدللة . . قولي ما الخطب ؟
أعادت كلمة طفلتي المدللة كل شيء إلى مساره الصحيح ولم يعد يهمها أنه يعاملها فعلاً كطفلة . أخيراً انفكت عقدة لسانها فقالت هامسة :
- أنا . . لا أستطيع نزع ملابسي وأنت هنا .

شاذن 20-07-10 07:06 PM

ساعدتها شعلة الغضب على تحمل ضحكته التي رنّت فيب أذنيها . . فلم يسبق أن نزعت ملابسها أمام أحد ولن تنزعها الآن حتى لو كانت زوجته .
- آه ! زاندرا ! أنت طفلة .
شدّت ذقنها من يده ، ولكنها أحست بذراعيه تلتفان حولها :
- ما رأيك لو أذهب إلى الحمام وفي هذا الوقت انزعي ملابسك وارتدي ثياب النوم ؟ حين أعود اذهبي ونظفي أسنانك وعندما ليلاس تعودين فسأكون أنا قد أويت إلى الفراش..ما رأيك بخطتي الفريدة ؟
منتدى ليلاس
وهي التي ظنت منذ ستة أشهر أن ڤيك سبنسر رجل منحوت من الجليد ! هاهو الآن لطيف معها ومحب .شعرت أن غضبها تبخر . . فانفرجت شفتاها عن ابتسامة لم تستطع منعها . . وارتّد بعيداً يتمتم شيئاً عن إيجاد فرشاة أسنانه .
ما إن عادت من الحمام مرتدية روبها حتى أدركت أنّ كل شيء سار حسب الخطة ، إلا خطوة أن يكون ڤيك موجوداً في سريره . . كان واقفاً يرتدي روباً فوق بيجامته يبعث بأشيائها الموجودة فوق طاولة الزينة . . أمسك بفرشاة قصيرة وسألها :
- لم هذه ؟
- لوضع البودرة على الوجه .
وقاومت اندفاعاً لاختطافها من يده .
- لا أظنك تحتاجين إليها .
تجاهلته وقالت :" أنا لا أستخدمها كثيراً ".

شاذن 20-07-10 07:08 PM

استغلت فرصة إدارته لظهره ، وكانت في سريرها حين أنهي تفتيشه . أحست بالفراش الآخر ينخفض تحت ثقله . . وسألها :
- هل ستقرئين أم تفضلين إطفاء النور ؟
- أنا . . أظنني على استعداد للنوم .
أطفأ الضوء وسمعت المزيد من الحركة وهو يستقر في فراشه .. كانت تدير ظهرها له وفي هذا الوقت راحت تدعو الله أن يغلبها النوم بسرعة . . فسيكون ليلة ليلاء إن لم تستطع أن تنسي أنه بقربها .
قالت :" تصبح على خير ".
أخجلتها الفظاظة التي علت نبرتها . ؟. ورد عليها بلهجة فظة مماثلة :
- تصبحين على خير زاندرا .
منتدى ليلاس
في الصباح استيقظت على زقزقة عصافير شهر أيار كأنه تقول ما لأروع أن يكون المرء حياً . . مددت ذراعيها فوق رأسها وراحت تتمطى . . لقد نامت نوماً عميقاً مع أنها بقيت ساعات قبل أن يأخذها النوم .
حدقت إلى السقف وهي مستلقية على ظهرها . . لن تنظر الآن إلى السرير الآخر . . فلا شك أن ڤيك مستيقظ منذ وقت طويل، وقبل أن تنظر إلى ساعتها ، عرفت أن الوقت ما زال باكراً .. إنه يوم جميل ومن المؤسف تضييعه في السرير . . لكنها الآن تنعم بالاستلقاء وتستمتع بالهدوء الذي يحيط " بلينوود" دون الحاجة إلى الركض من جانب ‘إلى آخر استعداداً للذهاب إلى المطار ..
- هل أنت مصممة على عدم النظر إلى هذه الجهة ؟

شاذن 20-07-10 07:09 PM

ارتدّ رأس زاندرا بحدة وشتت صوته هدوء تفكيرها ، فرأته مستنداً إلى مرفقه ينظر إليها ن أردف :
- كنت أنتظر أن أقول لك صباح الخير .. لأنك استيقظت منذ عشر دقائق .
إنها مبالغة بالتأكيد . . لكنه لم يبدُ متأثراً بتقاربهما المفروض . . وتمنت لو كانت مثله . .
ابتسمت :" صباح الخير".
منتدى ليلاس
أثبتت ضحكته المرتفعة أن تحيتها الصباحية كانت عادية جداً . . وأدارت وجهها عنه وهو يكشف الأغطية عنه ، ويخرج من السرير .
- بإمكانك النظر الآن .
عذبها صوته ، واضطرت إلى محاكاة مرحه . ولكن عندما رأته يحاول ربط حزام الروب. . خفق قلبها بشدة . . ثم رأته يقترب ويطلب منها الابتعاد قليلاً ، حتى يستطيع الجلوس على حافة سريرها .
- أنا مضطر لتركك وحدك معظم النهار . . إذ عليّ مراجعة بضعة أمور تتعلق بالأملاك . . أنا آسف ، لكن الأمر ضروري .
- لن أمانع .
لكنها ستمانع كثيراً لأنها تريده لنفسها ، ومع أنها تعتبر هذا أنانية فقد عذرت نفسها على ذلك إذ سرعان ما يخرج ڤيك من حياتها . بما أن سوزي كانت مثلها حائرة ، فقد اقترحت أن تخرجا إلى التسوق . . ووافقت زاندرا على أن الفكرة رائعة .. فقالت سوزي :
- أتظنين أنهما سيقتلاننا إن قاطعنهما إلى أين نحن ذاهبتان ؟
لحقت بها زاندرا إلى المكتبة ، وهناك قالت سوزي :

شاذن 20-07-10 07:11 PM

- نحن خارجتان في رحلة لصرف المال .
سأل ڤيك ويده ترتفع إلى محفظته :
- أمعكِ ما يكفي من مال زاندرا ؟
جمدت زاندرا . . فهي لا تريد ماله . .
سمعت دايڤد يقول لسوزي :
- أعتقد أنك قد تستفيدين من المزيد من المال ، أليس كذلك عزيزتي ؟
لكن زاندرا كانت عازمة على رفض المال الذي كان ڤيك يدفعه إليها قالت بحدة لم تشأ أن تظهر في صوتها :
- لا !
منتدى ليلاس
ووجدت نفسها بين ذراعيه . . وأدارها لئلا يري والده المشغول بالحديث مع زوجته ، وجهها .
همس بصوت أجش في أذنها :
- حباً بالله ! أتريدين فضح كل شيء ؟. . إن كنت تعتبرين مالي إهانة فأعيديه فيما بعد ، أما الآن فعليك أخذه .
وقفت كالخشبة بين ذراعيه. .لكنها عرفت أنه لن يتركهغا حتى توافق .
- حسناً .
حمدت الله لأن سوزي لم تشعر بالتوتر الذي تحس به وهما متجهتان إلى القرية في السيارة .. لعنت زاندي ميلها للاستقلال الذي جعل من المستحيل عليها قبول المال من ڤيك . . وعرفت ، دون حاجة إلى إطالة التفكير،أنها أفسدت الأمور بينهما . . في وقت كانا فيه على أتم اتفاق .
توقفت عن التفكير في ما حدث معها قبل قليل ، وصبّت اهتمامها على جولة سوزي . . وما إن دفعت اليأس إلى الخلف، حتى تمكنت من

شاذن 20-07-10 07:13 PM

الاستمتاع بالرحلة . . صحيح أنهما لم تشتريا الكثير، لكن عندما أزف موعد عودتهما كانت تشعر أنها أقدر على مواجهته مجدداً.
كانت مسألة إعادة المال أمراً سهلاً لأن سوزي أعادت ما تبقى معها إلى دايفد وهي تقول برقة:
- احتفظ لي بهذه حبيبي، لم أجد شيئاً أردته اليوم.
منتدى ليلاس
ضحكت وهي تضيف :
- لكني سأجده بالتأكيد في المرة القادمة!
أعادت زاندرا المال لفيك قائلة:
- إنه أمر محبط . . لكن. .
وتلقي المال دونما تعليق . بعد العشاء تلك الليلة ، اعترفت سوزان أنها متعبة قليلاً .. ووافقت زاندرا التي استغلت شاذن الفرصة للخلود إلى النوم . .فهي لن تستطيع مواجهة ورطة الاستعداد للنوم التي مرت بها بالأمس . وإن كانت محظوظة فستكون نائمة عندما يصعد ڤيك للنوم .
مرت ساعتين قبل أن ينفتح باب غرفة النوم بهدوء ، وعندئذٍ أجبرت نفسها للحفاظ على تنفسها مستوياً .. سمعت ڤيك يتحرك بهدوء شديد . حين نظرت بسرعة إلى سريره في الصباح التالي ، وجدته فارغاً ، وكانت مسرورة لهذا لأنها لن تكون طبيعية معه ، ولأن عليها التخلص من هذا المزاج .
اليوم سيسافران إلى ميدلاين ، ومع أنها تحب عمتها كثيراً فلم تشعر برغبة في الذهاب إلى هناك . ولكن الذهاب أفضل لها من العودة إلى الشقة حيث ستكون معه على انفراد .. عندما وصل بها المر إلى هذا

شاذن 20-07-10 07:15 PM

التفكير تذكرت أنها بالأمس كانت تتمني لو يكون لها وحدها ، وها هي الفكرة ترعبها مع أنه لم يمض على تلك الفكرة أربع وعشرون دقيقة . تمت الرحلة إلى ميدلاين بصمت ، تقريباً . . بدا لها مصمماً على لعب دور الكابتن في الخطوط كرنويل للطيران . .فليفعل ما يريد ! حيّا عمتها بحرارة كالعادة وتحيته الحارة هذه تشير إلى أنه غاضب منها فقط . قالت العمّة :" أرشدي ڤيك ليعرف أين يضع الحقائب زاندرا وضعت سريراً آخر في غرفتك لئلا تشعرا بالضيق إن نمتما في سريرك الذي تنامين فيه عادة".
مرت الزيارة دون حادث يذكر .. كان ڤيك يبذل جهده ن مثلها ، لئلا تشعر العمة أن بينهما ما هو مريب . . عندما كان يختليان معاً ن كان يبدو وكأن جداراً حجرياً بينهما . ولكن الجهد الذي
منتدى ليلاستبذله لتبعد الحقيقة عن العمة بدأ يؤثر في زاندرا . . عما قريب ، ستضطر للاعتراف للمسكينة أنها و ڤيك سينفصلان . . فآخر يوم على زيارتهما ن تساءلت عما إذا كان من الإنصاف مفاجأتها بالخبر في آخر لحظة ! أوليس الأفضل التلميح لها ؟ وفيما كانت واقفة قرب ڤيك وهو يضع الحقائب في السيارة قالت أليس :
- تبدين مستغرقة في التفكير عزيزتي ؟
منتدى ليلاس
رأت زاندرا الفرصة المؤاتية لمحاولة إيصال الخبر إليها بلطف :
- عمتي . . لم أكن أريد إخبارك . .لكن . .لكن .. لدي . .
ولكن ابتسامة عمتها التي لم تكن زاندرا تتوقعها أوقفتها عن متابعة الكلام . . ثم وقبل أن تستطيع قول شيء ، أحست بذراع ڤيك تحيط بها ثم راحت هذه الذراع تضغط بشدة حتى شعرت بالألم في خصرها .

شاذن 20-07-10 07:16 PM

قال برقة :" ليس بعد زاندرا . . ".
وبدا أن العمة قد فهمت أن ڤيك يريد أن يبقي الأمر سراً إلى وقت أطول .
لم يكن هناك أدني شك ان ڤيك كان غاضباً . . عرفت الدلائل مع أن العمة لم تدركها . أبقي ذراعه حولها حتى أدخلها إلى السيارة وأقفل الباب وراءها فبدا للعالم كله أنه زوج مخلص . . ارتدت زاندرا التي راحت تلوّح للعمة ، ثم استقرت في مقعدها وصورة وجه عمّتها المبتسم لا يفارقها .
فجأة قال لها بكلمات غير مختارة بعناية :
- بحق الله ماذا كنت ستقولين لعمتك ؟
- أنا . . كنت . . الأمر أنني . .
أحست بخوف حقيقي حين تركت يده المقود وارتفعت إلى عنقها ، وقاومت لتخفي خوفها :
- تعقل ڤيك . . تعرف أن عمتي تهتم لأمرنا كثيراً . . وستكون متكدرة . . حين. . حين نفترق .
اشتدت أصابعه على عنقها بسبب كلماتها الأخيرة . فشهقت :
- أرجوك . . تكاد تخنقني !
منتدى ليلاس
سحب يده ، وقال بحدّة:
- سنفترق حين أقرّر أنا هذا . . وليس قبله .. يا إلهي ! أنت تدفعينني للجنون من فرط الغضب وأشعر أنني قادر على خنقك !
أدركت أن الوقت غير مناسب لتقول له إنه كاد يخنقها ، وحين تكلم مرة أخرى كان كلامه بارداً :

شاذن 20-07-10 07:18 PM

- أتعرفين أن عمتك الآن ذهبت مسرعة لتعد ستارتي الحياكة والصوف الأبيض ؟
- ما .. ماذا تعني ؟
- يا إلهي . . هل أنا مضطر لأفسر الأمر لك ؟ تظن عمتك أنك زوجة سعيدة لزوج ينعم بالسعادة . والآن ماذا ؟ تعتقد عمتك بأننا أسعد زوجين منذ آدم وحواء . أتعرفين بما فكرت عندما قلت لها إنك تريدين " إخبارها بشيء"؟
نظرت إليه مخدرة الفكر . .ثم طغي عليها الاحمرار :
- أتعني . .
منتدى ليلاس
ردّ :" بالضبط . . وكأنك قلت لها إنك حامل ".
يا إلهي . . أحست زاندرا أنها تغرق في دوامة لا سبيل للخروج منها . . لكن حين سمعت كلمات ڤيك التالية ، تصاعد فيها الغضب. . قال:
- إذن ، وبما أننا الآن نعتقد انك حامل ، وبما إنني لم احصل بعد على هذا الشرف . ز فربما تكونين طيبة لتقولي لي من فعل هذا .
لم تعرف ماذا تفعل وبسبب كلامه الجارح ، ارتفعت يدها في الهواء وصفعته بكل قوتها ، فأصابت صفعتها جانب وجهه بشكل مباشر . . ورن صوت الصفعة في السيارة المغلقة ثم سرعان ما اتسعت عيناها لأنها رأت علامات حمراء حية على خده ، وحدقت مذهولة غير قادرة على تصديق أنها المسؤولة عما تري. . أنه سيوقف السيارة الآن ليخنقها . . وما إن تدفقت الدموع بصمت على خديها ، بانتظار أن تلقى مصيرها ، حتى أدركت أن هذا آخر ما في زواجهما ولم تعد تهتم لأي

شاذن 20-07-10 07:20 PM

شيء آخر . ولكن لمسة يده أطبقت على يديها اللتين كانتا في حضنها ن فنظرت غليه .
قال بهدوء :" لا تبكي . . كان تعليقاً قذراً مني . . وأعرف أن لا أساس له أبداً " .
انتزعت يديها منه لأنها كانت تريد تناول منديلها .
منتدى ليلاس
أردف : أنا آسف بكل صدق .
قالت بجفاء :" فلننس الأمر".
وأدارت وجهها عنه وهي تعلم أنها سامحته لكنها لم تستطع أن تظهر له بعض اللين .
حاول تغيير الموضوع :
- من الأفضل أن تتصلي بعمتك حين وصولنا ، واخترعي لها أي خبر آخر .
بدا لها أن طريق العودة إلى لندن لن ينتهي أبداً . . أحست أنها مرهقة وإنها لا تشعر بميل للانخراط بأي حديث فلزمت الصمت حتى وصلا . .وكانت تشعر أنه مستريح لوصولهما إلى مبني الشقة بمقدار ما هي مستريحة .
بعد وصولها أرادت أن تزيل الحواجز بينهما ولكن كل آمالها ذهبت أدراج الرياح حين نظر ڤيك على البريد الذي وصلهما في غيابهما . أخذت الرسالة منه شاكرة . . ثم عمّت الدهشة وجهها فالخط الذي تراه هو خط أندرو ، وعندما استطاعت أخيراً رفع نظرها التقت عيناها بالعينين الرماديتين القاسيتين التين كانتا تهددان باختراقها . ز
- هل من عادتك استلام رسائل من . . منه ؟

شاذن 20-07-10 07:25 PM

[SIZE="6"][/SIZE]- لا. . بالا يبدو أنه وجد صعوبة في إيجاد مكان سكنك الجديد . . فهل جاء إلى هنا ؟
- يا لتأكيد لا.
- الله . . لا !
قال بحدة لاذعة :" تأكدي من عدم إقدامه على الحضور!".
- ماذا تظنني ؟ لن ادعوه إلى هنا بالتأكيد . . أنت تعرف إنني . .
أوه . . ما الفائدة ؟ فلن يصدقها حتى ولو قالت له إن مجرد التفكير بأندرو يجعلها تتقيأ . .
فجأة أحست بالتعب من مقاتلته . .تعبت ن وقلقت من تحذيراته المتكررة . . فارتدت على عقبيها مبتعدة عنه ، والرسالة ما تزال في يدها . غنه لا يثق بها . . هذا ما هو واضح . ز وبعيداً عن أي اعتبار آخر ، ما هو الزواج الخالي من الثقة ؟ كل آمالها بأن يتطور زواجهما تمرغت في الأرض . . عن هذا لم يوقفها عن حبه . . لكنها لا تريد زواجاً يسلك أسلوب زواج والديها ذاته. .
منتدى ليلاس
وترفض أن يعيد التاريخ نفسه . ز فقد سمعت من الشجارات ما يكفيها العمر كله . انتفضت حين دخل ڤيك إلى غرفتها . .لكنها بقيت شاذن حيث تجلس على طرف السرير . .لم يكن لديها فكرة عما يريد . .لكنها لم تفكر قطّ انه جاء ليصالحها . . فجأة أصبحت الغرفة أصغر بكثير وهو فيها . . كان يملأها ن وكان عليها ان تبتعد عنه . .تبتعد ليلاس عن الرجل الذي يعذب روحها . .
نظرت إليه . . وقرار لم تفكر فيه من قبل يطوف فوق رأسها . . قالت له بهدوء كامل:
- أريد أن ينتهي هذا الزواج . . أريد أن ينتهي .. الآن !



* * * * * * * * * *


انتهي الفصل الثامن

شاذن 20-07-10 07:27 PM

أتمني قرائه ممتعة للأعضاء والزوار . . .
ولم يتبقي إلا فصلين فقط التاسع والعاشر . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

بنيتي بنيه 20-07-10 11:47 PM

شكراا لك على الروايه اتمنى انك تكمليه بسرعه والله يجزاك الف خير

شاذن 22-07-10 12:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنيتي بنيه (المشاركة 2388616)
شكراا لك على الروايه اتمنى انك تكمليه بسرعه والله يجزاك الف خير

مشكوووووووورا على متابعتك للرواية . . .
وأتمني أن تعجبك نهاية الروايه . . .
ومن أجل عيونك راح أنزل الفصل التاسع . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 22-07-10 12:16 AM

9 – في أحضان الخطر

ران صمت رهيب قطعه ڤيك بقوله :
- تريدين إنهاء زواجنا . .هكذا .
فيما بعد أدركت أنه ما كان عليها الوثوق بلهجته .كان يجب أن تكون أذكى من الظن انه تقبل طلبها دون سؤال .
ثم سأل :" لا علاقة لقرارك برسالة عشيقك السابق . . أليس كذلك ؟".
شهقت . . فهي لم تقرأ الرسالة بعد . . ولكنه فسّر شهقتها على أنه مصيب في ما اتهمها .
- إذن أنت غير منيعة أمامه كما أوهمتني ؟ ولم تكوني بحاجة إلى عوني في الحفلة. . بل الواقع أنك كنت تتظاهرين انك صعبة المنال .
- لا. . أنت تفهم كل شيء بطريقة غير صائبة .
منتدى ليلاس
- بل فهمت ! سأوضّح لك شيئاً سيدة سبنسر . . أنت متزوجة بي ، وهكذا ستبقين . .
قاطعته غاضبة غضباً لم تعرف مثله :
- لن أفعل . . سأترك هذه الشقة . . سأتركك . . ثم ..
لم تقل المزيد .. فجأة أصبحت مستلقية على سريرها ، وثقل جسده يسمرها . .ثم أطبق عليها بقسوة لا رحمة فيه . فأخذت تقاتل كقطّة برّية متوحشة ن لكنها وجدت أن قوتها أمام قوته معدومة .
صرخت :" لا. . ڤيك . . لا !". أسوأ جزء من كل هذا ، أنه إذا لم يتوقف بسرعة . . لن يعود الأمر اعتداء . . لأنه أثار فيها مشاعر لا

شاذن 22-07-10 12:17 AM

تريدها . . وهي لم تعد تقاومه فقط بل كانت تقاوم التجاوب الذي سيقدّمه له جسدها . .ثم عرفت أنه سيصعب عليه العيش مع نفسه إن أجبرها على الاستسلام له بالقوة . . ولهذا السبب وحده وجدت ما يكفي من قوة إرادة لتتوقف عن المقاومة . .بعد لحظات من الجمود البارد ، تمكنت أن تهمس :
- ستكرهني وتكره نفسك ، بعد هذا ڤيك !
نظر إليها . . وعرفت انه كان من الأفضل لو وفرت جهدها فلا شك انه سيتجاهلها . . ثم طغت على وجهه نظرة حيرة . .ثم مدّ يده يلامس وجهها الحزين وكأنه منوّم . . ثم سحبها وكأنه يستيقظ من حلم شنيع ، وانقلب بعيداً عنها ووقف .راقبت زاندرا نظرة عدم التصديق تطغي على وجهه لأنه وعى أنه كاد يغتصب زوجته . . شاذن ثم رأت نظرته تصبح كرهاً للذات وازدراء للنفس ، وكادت تبكي من أجله .
خرجت منه الكلمات بقوة وكأنه لا يصدق ما حدث :
- آه ! يا إلهي العظيم !
ثم ن وكأن مظهرها الأشعث كان شيئاً لم يستطع احتماله . .فارتّد على عقبيه تاركاً إياها .
لم ترَ ڤيك بعدها ذلك اليوم . . ولم ترد رؤيته . . ومع انها على استعداد لمسامحته إلا أنها تعرف انه لن يستطيع مسامحة نفسه . في الصباح التالي ، كانت في المطبخ شاحبة ولكنها كانت متماسكة الأعصاب . ز تحتسي بسرعة فنجان شاي قبل الإسراع إلى مطار ، ثم سمعت صوتاً وعرفت أنه انضم إليها .
قال بصوت حازم :

شاذن 22-07-10 12:18 AM

- يجب أن نتكلم زاندرا . . لدي ما أريد قوله لك .
عندما تلاقت نظراتهما رأت التعب مرسوماً في عينيه .
ولأنها صممت ألا يري كم أضعفها وجوده قالت بصوت هادئ :
- حسن جداً .
- زاندرا . .
توقفت عن ارتداء سترتها الرسمية . .
أضاف :" أتسمحين ؟ أريد منك أن تؤخري رحلتك حتى نتكلم ".
التقطت حقيبتها وقالت ببرود :" حسناً ڤيك ".
كانت تهنئ نفسها على برودتها . . ولكنها لا تعرف متى ستراه مجدداً ليتحدثا . . ولكن ماذا هناك للكلام ؟
منتدى ليلاس
تعرف أن زواجهما سينتهي ما أن ينتهي شاذن عقده مع الشركة . . فلماذا غضب حين طلبت الاستعجال ؟ إنه رجل صادق كثيراً ولا يحاول الخداع . .فلماذا غضب هكذا حين حاولت بت الأمر بدون تأخير ؟ وأغلقت زاندرا تفكيرها في وجه هذه النقطة ، وفكرت في الساعات الطويلة التي ستقضيها ليلاً .. وقررت مرة أخرى أن ڤيك يريد تأخير إبطال الزواج بدافع الشهامة لأنه يظنها ليلاس تحب أندرو ، وهو متأكد أن أندرو لا يفكر في الزواج . . إنه يحاول بهذا أن يحميها . . ثم أحست أنها كالكلب الذي كان يلاحق ذنبه فالأفكار ذاتها تدور وتدور في رأسها .
دهشت زاندرا عندما رأت جينا هارتلي تعمل في مكتب الطيارين ، فقالت جينا :
- سأعمل على الأرض في الفترة القادمة .

شاذن 22-07-10 12:19 AM

أردفت تقول إنها تعاني من ألم في الأذنين ومن نزيف انف . . بدت جينا كئيبة وهي تضيف :
- يقول الأخصائيون إن على البقاء هنا حتى أصبح على ما يرام .
عطفت زاندرا عليها . . فصحيح أنها لا تدعي أنها تحب فتاة الشائعات ، ولكنها تشك أن يعطيها الأخصائيون إذناً بالطيران . . كما توقعت زاندرا ، لم يكن لديها وقت طويل للتفكير في ڤيك فالعمل أخذ منها كل تفكير . . مع أنها توقفت قليلاً لتفكر كم هو القدر غريب . ز في يوم ما ، حين لم تكن تطيقه كانت تسافر معه غالباً . . ولكن منذ زواجهما ، لم تطر معه مرة واحدة .
منتدى ليلاس
سرّها أن تجد ماغي لينلايد بين المضيفات في هذه الرحلة . . فماغي لم تكن صديقتها طيبة فقط ، بل أعطاها هذا فرصة للاعتذار لأنها تركت الحفلة بشكل مفاجئ . قالت ماغي متفهمة :
- ذلك الأحمق . . أندرو ! لم يكن الأمر مضحكاً في ذلك الوقت ولكنني كلما فكرت في منظر أندرو يوغت وهو ممدد على الأرض وهو يهذي : أين أنا ؟ أغرق بالضحك .
انفجرت ماغي بالضحك ولم تستطع زاندرا إلا أن تتصور ما رأته ماغي ، وأن تضحك معها . ثم سيطرت ماغي على نفسها :
- أسعفه بودي ، وأعطاه محاضرة أخلاقية . . وهذا ما جعله يدرك أنّه جعل من نفسه حماراً .. على أي حال ، قبل مغادرته قال إنه سيكتب لك ليعتذر ، وأعطيته عنوانك .. فهل بعث لك رسالة إليك ؟
- أجل .
عرفت زاندرا أن ماغي قرأت من ردها أكثر من فحواه .

شاذن 22-07-10 12:21 AM

أضافت :" أعطاني ڤيك الرسالة"
صاحت ماغي تأثراً :
- يا الله ! لم أفكر في هذا . . كان غاضباً حتى الجنون حين جاء يقول لي إنكما عائدان إلى المنزل . . فهل انزعج كثيراً لأن أندرو كتب لك رسالة ؟
- قليلاً .
ما إن أنهت حديثهما حتى فكرت أن ردها هو عجيبة العصر .
مرت الرحلة كالمعتاد وما هي إلا أسابيع حتى عادت زاندرا على موقف سيارات الموظفين . .
منتدى ليلاس
وقبل أن تركب سيارتها الصغيرة نظرت حولها تفتش عن سيارة ڤيك ، فلمحتها ، وتساءلت ترى في أي بقعة من الأرض هو ڤيك في هذه اللحظات .. لم تكن واثقة إذا كانت تريد منه أن يعود قبل أن تنهي أيام راحتها أم لا .
عادت زاندرا إلى المنزل وكانت تقود السيارة والمطر الموسمي ينهمر . .ما أسرع ما جاء حزيران ! دخلت إلى الشقة الهادئة دون ڤيك . صحيح أنه ليس مزعجاً ولكنه يعطي الشقة ذلك الإحساس بالحياة . .وكان عليها أن تعترف أنها تحب الشقة ولكنها لا تحبها كما تحبها عندما يكون موجوداً فيها .
بعد دخولها إلى غرفة الجلوس ، رأت مغلفاً يستند إلى مزهرية من البورسلان فوق رف المدفأة . . التقطتها بسرعة . . ولكنها خافت أن تفتحها . . خافت أن يكون قد عاود النظر في حديثهما وأن يكون في مذكرته هذه إشارة إلى إبطال زواجهما .

شاذن 22-07-10 12:27 AM

سحبت الورقة الوحيدة من المغلف بأصابع مرتجفة وقرأت ما كتبه ، ثم قرأته مجدداً ن وأجهشت بالدموع . كتب :" عزيزتي زاندرا . . أهلاً بك في بيتك . . ڤيك ". كانت دموع السعادة تتدفق على وجهها . وأخذت تهمس : ڤيك . . آه ڤيك ! لن يعرف أبداً كم تعني لها مذكرته الصغيرة . غنها تغفر له كل شيء ، وعندما كانت تنظف الشقة ، النظيفة أصلاً ،كانت كلماته تدور مراراً وتكراراً : عزيزتي زاندرا . . أهلاً بك في بيتك . . ڤيك !
منتدى ليلاس
في اليوم التالي اشترت بعض الأغراض ولكن لم يكن هناك الكثير تشتريه لتضيفه إلى خزانة المؤن . . فمنذ رفضت القبول بمصروف إدارة المنزل ، اعتاد ڤيك أن يملأ الخزائن دائماً بنفسه . .لكن يبقي عليها القيام برحلات إلى محل تنظيف الملابس وأشياء أخرى تحتاج إليها . عادت على الشقة فاستقبلتها رائحة الأثاث الملمّع . . فكرت أن الشقة ستكون برّاقة حين يدخل ڤيك إليها . .ليلة أمس اتصلت بالعمة أليس . . وفي أثناء الحديث كادت تخبرها أن انفصالها الوشيك هي و ڤيك لا شك سيحصل قبل وقت طويل . . لكن شيئاً ما منعها عن ذلك . جعلها تفكيرها بعمتها تفتح الصندوق المحتوي على غلالة النوم البيضاء الشفافة والروب المماثل اللذين أهدتهما عمتها . . نفضتها زاندرا من اللفائف وكم تعلقت نظرتها بالثوب الجميل الذي لن ترتديه أبداً . . غصت فجأة لأنها فكرت في ما لن يكون ، فتركت الغلالة البيضاء فوق سريرها ، وأسرعت إلى الحمام حيث استحمت وغسلت شعرها ، ولفت نفسها بالروب الواسع . ثم اعدّت لنفسها فنجاناً من الشاي وسندويشاً وتناولت وجبتها السريعة في غرفة الجلوس ، ثم

شاذن 22-07-10 12:28 AM

تناولت الصحيفة وبدأت بحل الكلمات المتقاطعة . فيما بعد ، عادت إلى غرفتها ورتبت شعرها وسرّحته . . وعندما كانت توشك على مغادرة الغرفة لمحت هدية عمتها ملقاة فوق السرير . . ولم تدرِ لماذا أتاها هذا الاندفاع المفاجئ ، إذ خلعت روبها المنزلي بطريقة لا إرادية ودست الغلالة من فوق رأسها ن ثم ارتدت الروب المماثل . ما كانت لتكون انثي لو تمكنت من مقاومة اللهفة لتنظر إلى صورتها المنعكسة في المرآة . . لكن عينيها لم تريا البراءة والطفولة . .بل رأت وجهها متورداً خالياً من الماكياج ، وشعرها متدفقاً في موجات حول كتفيها وما هو أشبه بحلم أبيض ينسدل من كتفيها حتى الأرض .
قالت لصورتها المنعكسة :
- تبدين يا عزيزتي رائعة ن رائعة !
منتدى ليلاس
ثم ابتسمت ابتسامة خجول وعادت إلى الكلمات المتقاطعة . بعد قليل ، خلعت خفّها ن ووضعت قدميها تحتها فوق الأريكة . . إن الشقة دافئة هادئة . . أين هو ڤيك يا تري ؟
فجأة استيقظت ولكن غريزتها أنبأتها أنها لم تعد بمفردها ، سارعت للنظر إلى الباب فإذا بها تجفل فڤيك واقف وظهره على الباب المغلق ، وعيناه تمران بها ببطء شديد .
كان شعرها أشعت قليلاً . . وخداها متوردان إثر النوم ، ولم يكن لديها فكرة عن الصورة الرائعة التي تظهر فيها في هذا الثوب ألعرائسي . . كل ما تعرفه أنها لم تقصد أن يراها ڤيك بهذا المظهر . . إنها تقدر له دفء نظرته ولكنها تعرف أن عليها أن تخلعه بسرعة . .
أوقفها ڤيك بصوت أجش :" لا. . لا تقفي ".

شاذن 22-07-10 12:30 AM

عادت زاندرا إلى الأريكة . . اساساً أحست برغبة جامحة في الارتماء بين أحضانه ولكنها لم تجرؤ على القيام بما قد يقربها منه . ز قال وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة : تبدين جميلة ! وتحرك عن الباب نحوها . نظرت زاندرا إليه شاعرة أنها تتأرجح في فراغ بعيداً عن المنطق .
اقترب وعيناه تأسران عينيها ، ولكنها لم تستطع القيام بما يقطع ذلك الخيط غير المرئي الذي كان يربط نظرها بعينيه الرماديتين الدافئتين . .فغرت فاها ومررت لسانها على شفتين جافتين متوترتين . . واتسعت عيناها ، وخفق قلبها بقوة . وأخيراً وقف أمام الأريكة ، ويداه تهبطان نحوها وكأنما ليحتضنها ، وكأن رقية سحرية تربطهما معاً .
ثم تعالي صوت زمور سيارة في الخارج . .
منتدى ليلاس
وعاد الوعي إلى عينيه . . وتلاشت الرقية السحرية. . سمعت ضحكته الخفيفة ، ثم قوله الأجش :
- لا. . من الأفضل ألا ألمسك . . فما زلت غير قادر على تصديق أنك موجودة وأخاف أن تختفي .
قالت بصوت لم تتعرف أذناها غليه :
- أنا . . لم .. أتوقع عودتك .
- ولا أظنك كنت تتوقعين أحداً غيري .
نظرت إليه بسرعة تريد الدفاع ليلاس لكنه كان يبتسم ن وأدركت انه يحاول إزعاجها بمزاحه . . ثم تحرك خارجاً من الغرفة متمتماً بشيء عن تغيير ملابسه لقضاء أمسية مريحة . شكرت زاندرا الله لأنها أصبحت بمفردها ن فهبت واقفة وفي نيتها ارتداء ما هو شاذن أقل إغراء . كانت تقريباً أمام باب غرفتها حين خرج ڤيك من غرفته . ز وامتدت يده لتوقفها .. وسرعان ما أعادت لمسة يده على ذراعها

شاذن 22-07-10 12:31 AM

المغطى بالدانتيل الخفقات إلى قلبها . . لكنها استطاعت أن ترى أنها لم تعد تؤثر فيه لأن وجهه كان متماسكاً .
- إذا كنت تفكرين في تبديل ملابسك ، فلا تفعلي .
يا لقدرته على قراءة أفكارها !
اعترضت قائلة :" لا أستطيع البقاء معك طوال السهرة وأنا هكذا ".
- ولماذا لا ؟ تبدين . . جذابة ! ابقي كما أنت زاندرا . . أتعرفين ؟ كنت أتطلع شوقاً لقضاء الأمسية مسترخياً مدخناً الغليون . . والمدفأة الهادرة أمامي .
أنه متعب، ولا يفكّر في غير الاسترخاء .
تحدته قائلة :" أنت لا تدخن الغليون . . وليس لدينا مدفأة حطب".
ضحكا معاً ، ثم قال :
- أليس في نفسك رومانسية يا زاندرا الصغيرة ؟ . .
لكن عندما عادا إلى غرفة الجلوس وجلسا معاً فوق الأريكة ، تجاهلت صوتاً داخلياً يقول لها أنها ستندم . . مع شاذن ذلك وافقت على الجلوس بلا حراك .
قفزت من مكانها قائلة :
- سأصنع القهوة .
فلن تستطيع الانسحاب إلى النوم قبل ساعتين إذ تخشى أن يظنها فظة معه . . ولكن كيف ستمضي هاتين الساعتين ليلاس بحق الله ؟ فكلما نظرت إليه رغبت في رمي نفسها بين ذراعيه .
أوقعت الملعقة فالصوت القادم من ورائها يشير إلى أنه يريد الانضمام إليها في المطبخ . . لكنها وجدت أن لا شيء يدعو للحذر ، لأنه كان

شاذن 22-07-10 12:33 AM

واقعياً في تصرفه ن فقد جلب الفنجانين وراح يخبرها عما مرّ معه في رحلته . . ثم وصل بالحديث عن سيارته التي تعطلت معه في الطريق ، فتركها في الكاراج قريب وأكمل طريقه في سيارة أجرة . .بعد قليل كانت تشعر بالاسترخاء الكامل معه ووجدت نفسها قادرة أن تسأله عن مهمته التالية .
منتدى ليلاس
- إذا كان كل شيء على ما يرام ن يوم الثلاثاء . . لكنني مثلك ، في الاحتياط . ولنأمل أن لا يصاب أحد بأي مرض .
كان مصمماً كما يبدو على إبقاء الجو خالياً من التوتر .. ولو كان هدفه من هذا أن تعتاد عليه وهو يجلس مرتدياً بيجاما ن فقد تحقّق هدفه بعد ساعة . . فقد بدأت زاندرا تستمتع بالحميمية التي تحيط بهما . . وبدَوَا أشبه بزوجين قديمين فقد دفن ڤيك رأسه بالجريدة التي راح يقرأها وهي حذت حذوه . .تذكرت انه قال إنه راغب في محادثتها . .لكنها لا تريد أن يتطرقا إلى أي حديث جاد . . فالليلة يطلب ڤيك الراحة ولينتظر الحديث حتى الغد .
بعد قليل تحركت مشاعرها وعن غير وعي منها راحت تصغي إليه وهو يقلب صفحات جريدته . . ولكنها لم تسمع صوتاً منذ وقت طويل ,. ز ولكنها لا تنكر أنها كانت ترفع صحيفتها كدرع مع أنها لم تقرأ أكثر من عشر كلمات منها .
أحست بتوتر حاد يصدمها ن وانتظرت حتى تسمع حركة أخرى من مقعده ن لكن الصمت ران ثقيلاً . . ربما أطرق برأسه ونام. . فعمله صعب ، ويحتاج إلى يقظة دائمة . . هذا لا يجدي ن يجب أن تنظر إليه . . ببطء أخفضت الصحيفة ، ثم أرادت أن ترفعها بسرعة . . ولكن ڤيك

شاذن 22-07-10 12:34 AM

لم يكن نائماً ، بل كان ينظر إليها وعيناه دافئتان وكأنه يريد منها أن تنظر إليه . ز تبادلا النظرات بصمت . . وظننته ويسمع خفقات قلبها المجنونة ن ثم رأته يترك مقعده وتعابير وجهه توحي بأن عليها ألا تخاف ن ثم تقدم إلى الأريكة وأخذ الصحيفة منها .
منتدى ليلاس
سألها بلطف :
- لم تقرئي شيئاً منها . . أليس كذلك ؟
يستحيل عليها أن تكذب :" لا".
رفع قدميها عن الأرض حتى أصبحت نصف مستلقية فوق الأريكة .. ثم جلس إلى جانبها ، يمسك يديها المرتجفتين بين يديه .. ثم رفع اليد التي تحمل خاتم الزواج ببطء شديد وقرّبها بوقار من شفتيه . ثم نظر إليها ، وكأنما يحاول قراءة ما في عينيها . . ولن قدرتها تلاشت منها لم تستطع إخفاء رغبتها فيه . . واشتدت قبضته على يدها ن ومع أنه لم يكن يلامسها أكثر من هذا ، إلا أنه كان يغويها وفي عينيه نظرة تفهم .
قال بصوت رقيق : زاندرا . . أريدك .
ردّت بصوت أجش :" أعرف".
وتعرف في الوقت ذاته أنه كان يعطيها فرصة للتهرب . .لكنها لم تتحرك ، بل شدت على يديه في استجابة حالمة . دون تردد ن أخفض رأسه إلى وجهها ، فأغمضت عينيها ثم ما لبثت أن أحست بفمه كخفة الريش على جبينها . . ثم تراجع مجدداً، وسعت عيناه الرماديتان القاتمتان الآن ، إلى قراءة تعابير وجهها وإلى عينيها الواسعتين المضيئتين. . أحست أنه ترك لها يداً ، ووضع اليد بلطف على عرق

شاذن 22-07-10 12:35 AM

ينبض بجنون في عنقها . . ودون حاجة للتفكير ارتفعت ذراعاها لتحيطان به.
كأنما لمسة يدها المتمسكة بكتفيه ، أخبرته عن مدى رغبتها فيه. . وراح يعانقها فقد وجد أخيراً ما يريد.
عندما تصاعد الشوق بينهما شعرت زاندرا بالغثيان . . لا خبرة لها أبداً . . فرغم شوقها إليه ما زالت تشعر بالخوف من المجهول . . وما إن تضاعف عناقه حتى شعرت بأن غريزتها لن تدفعها للتراجع أبداً . . وخشيت أن يسيء فهم معناها . .لكن نظرة واحدة إلى العينين الرماديتين أعلمتها أنه يتفهم ما تشعر به .
همس بحنان :
- لا تجزعي حبيبتي .
ثم أردف :
- أتريدين البقاء هنا أم نذهب إلى غرفتي ؟
لم تكن ترغب في شيء كما ترغب في العودة إلى فراشه مجدّداً .
ردت بخجل :" غرفتك ڤيك".
سحب نفساً مرتجفاً :" يا فتاتي الحبيبة ".
ورفعها بين ذراعيه ، ويضمها إلى قلبه .
لكن ، قبل أن يخطو خطوة واحدة ، تعالى رنين الهاتف المزعج . . فتوقف قليلاً ، الصوت مزعج غير مرغوب فيه في هذه اللحظات الجميلة . . وتأوه : لا. . وكان يريد أن يتجاهله .
همست :" يجب أن نرد على الهاتف ڤيك ".
قال بلطف :

شاذن 22-07-10 12:37 AM

- سأعود حالاً . . لا تتحركي .
ابتسمت زاندرا ابتسامة حب أن خرج . . إنها لا تنوي أبداً الذهاب إلى أي مكان . . لكنها لم تجد خياراً أمامها حين عاد يقول :
- جينا هارتلي تنتظر لتكلمك .
وبدا أنه يبذل جهداً ليحافظ على هدوء صوته . .
تقدم منها وقال : أخشي أنك مضطرة للسفر .
امتدت ذراعه تضمها إليه . هزتها خيبة الأمل :
- آه . . ڤيك!
لن تذهب ، لا تريد أن تذهب .. إنها هنا ، تنتمي إلى ذراعي ڤيك . وقف معها وذراعه حولها . . كلاهما يعرف أن عليها أن تذهب . .فلا أحد يسجل أسمه احتياطياً لمجرد المزاح . .قبلها ڤيك بلطف قبلة واعدة . . وعندما تراجعت ببطء من بين ذراعيه ، شعرت بالشوق إلى البقاء معه .
منتدى ليلاس
وجدت نفسها في غرفة الجلوس وسماعة الهاتف على أذنها ، وجزء صغير من عقلها يسجل ما تقوله جينا هارتلي :
- . . وأنت يجب أن تحضري إلى المطار فوراً .
سألت دون أن تعرف لماذا ما زال عقلها وقلبها مع رجل في الغرفة الأخرى :
- وڤيك كذلك ؟ . . هل سأكون على طائرة ڤيك ؟
صدمها رد جينا وبدد الإحساس بالدفء .
- لا تكوني حمقاء . . ألا تعرفين أن الكابتن سبنسر أعطي تعليمات صارمة بأن لا تكوني معه على متن طائرة مرة أخرى ، مهما كان الظرف . . أتعرفين . .

شاذن 22-07-10 12:39 AM

لكن ما يجب أن تعرفه ، لم تسمعه ، فقد عادت السماعة إلى مكانها وراحت زاندرا تحدّق إليها كالبلهاء . .كل ما هو واضح لها الآن ، أن إصداره مثل هذه التعليمات يعني أنه لا يهتم بوجودها معه كثيراً .
سمعت حركة مكن ورائها ، ثم لمّا التفت ذراعه حولها انتفضت ودفعت ذراعه عنها بغضب . . وقالت :
- كيف تستطيع ؟ آه ! كيف تستطيع ؟
منتدى ليلاس
- زاندرا . . ما الخطب ؟
- كيف تستطيع ؟
- حباً بالله. .
قاطعته :" لا تتظاهر بشيء معي بعد الآن ڤيك . . " .
- توقفي عن هذا الجنون زاندرا . . وقولي لي ماذا فعلت الآن ؟
كيف يمكنه أن يتغير بسرعة من الدفء إلى البرودة ؟ لم تستطع تحمل الوقوف والنظر إليه فشهقت ثم أجهشت بالبكاء وهرعت إلى غرفتها حيث أسرعت ترمي الأغراض التي ستحتاجها في رحلتها في حقيبتها . . وبعد ذلك ارتدت ملابسها الرسمية وكانت جاهزة للرحيل دون أن تفكر مرة واحدة بما تفعل . كان ڤيك في غرفة الجلوس حيث تركته ، لكنه كان يرتدي ثيابه وهذا دليل على أنه لم يبق هناك حين أسرعت إلى غرفتها . . نظرت إليه وعيناها مغروقتان بدموع لم تذرفها . . أرادت أن تتجاهله بالكامل . . لكنه تقدم إليها ، يحرك يده ليلمسها ، ثم عاد وتركها تسقط إلى جانبه لأنه رآها تشيح بوجهها عنه .
قال بصوت تعمد أن يكون هادئاً :

شاذن 22-07-10 12:40 AM

- بعدما تغلبت على هذا الغضب الأولي . . فهل لك أن تقولي ماذا فعلت لتكون هذه ردة فعلك ؟
رغت وأزبدت صامتة . . فهي ترفض أن ترد . .
- زاندرا !
الطريقة التي لفظ بها اسمها ، حذرها أنها تخوض في أرض خطرة . . لكن لماذا ، لا تدري . . فهو المخطئ لا هي .
كما قال ، فإن غضبها الأولي تلاشي . .لكنها لن تتحمل ذل الانهيار أمامه . . قالت بحزم :" سأتأخر إذا لم أذهب حالاً ".
- لقد اتصلت بسيارة أجرة . . فلا حاجة بك لقيادة السيارة . . وسنمضي بضع دقائق قبل وصولها . لذا ، أريد استغلال هذه الدقائق لأعرف ماذا هناك . . هل أنت مستاءة مما كان سيحدث بيننا ؟ حبيبتي ..
منتدى ليلاس
- ليس الأمر هكذا .
- إذن حباً بالله قولي لي ما خطب ؟
كان ساخطاً جداً لأنها ترفض أن تخبره بما يغضبها وبما حوّلها من امرأة راغبة فيه إلى امرأة جليدية تقف أمامه .
- حالما دخلت إلى البيت عرفت أن علينا أن نتحدث ، لكنني ظننتك تعرفين كيف . .
صمت فجأة ثم أطلق شتيمة بذيئة لم يعتذر عنها ، فقد رن جرس الباب . .لكن قبل أن تستطيع المرور ، هبطت يداه على كتفيها . . وظنت أنه ينوي منعها بالقوة . . لكن حين نظرت إليه بصمت أبعد يديه عنها ، وكأنما بفعله هذا فقط ، يستطيع كبح نفسه عن أذيتها .

شاذن 22-07-10 12:42 AM

التقط حقيبتها بوجه متحجر ، وقال بصوت خشن :
- الظروف تجبرني على تركك . . لكن علينا في المرة القادمة التحدث مهما كلّف ذلك !
تجاهل يد السائق الممتدة لأخذ الحقيبة منه . . وأجبرها على اللحاق به إلى السيارة المنتظرة . . راقبته وهو يدفع للسائق ، ثم سمعته يقول : انتظر لحظة ! ووجدت نفسها تنظر إلى وجه بارد لم تَر مثله قطّ. .
منتدى ليلاس
أمسك ذراعها بقبضة كادت تقطع دورتها الدموية . . ولم يكن هناك شك أنه الآن أكثر غضباً من أي وقت مضى .
قال بحنق :
- أستطيع قتلك لما فعلته هذه الليلة . .ابقي في البيت حين عودتك . . وإلا . . أقسم بالله أن تندمي !



* * * * * * * * * *


انتهي الفصل التاسع

dalia cool 22-07-10 01:30 AM

مرسي بانتظارك رواية رووووووووعة

نداء الحق 22-07-10 07:50 AM

متابع نرجو سرعة انزال الرواية

شاذن 22-07-10 12:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2389705)
مرسي بانتظارك رواية رووووووووعة

مشكووووووورا على مرورك الجميل . . .
وأتمني نهاية الرواية تعجبك. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 22-07-10 12:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء الحق (المشاركة 2389904)
متابع نرجو سرعة انزال الرواية

مشكووووورا على مرورك الجميل . . .
وراح أنزل الرواية اليوم أن شاء الله. . .
عشان خاطر عيونك. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 22-07-10 12:34 PM

10 – كاذبة !

كانت زاندرا غافلة عن الطريق التي اختار السائق أن يسلكها ، ولم تع شيئاً مما حولها بسبب هذا الغضب المستعر في أعماقها . . كيف له أنّ يغضب ؟ من يظن نفسه ؟ إنه هو ڤيكتور سبنسر ، الذي جعلها مادة للضحك في الشركة ، وليس العكس . . فما دامت جينا تعرف فهذا يعني أن الجميع يعرف أن الكابتن سبنسر لا يستطيع أن يتحمل وجود زوجته على نفس الطائرة معه . كيف تمكن من فعل شيء كهذا ؟ وهي التي كادت تستسلم له ! وبماذا يفكر الآن ؟ إنها سهلة المنال ؟ أيظن أن كل ما عليه فعله هو رفع إصبعه الصغير لتأتي إليه راكضة ؟ وكيف يتجرأ ويقول إنه يكاد يقتلها ؟ كيف ستواجه الآخرين ؟ كيف ستواجه زملاءها من المضيفات والمضيفين . .
منتدى ليلاس
ما الذي يفكرون فيه بحق الله ؟ لا شك أنهم يدركون أن زواجها غير عادي .
لم تستطع زاندرا إخراج هذه الأفكار.
أعطتها جينا برنامج سفرها حالما وصلت إلى المطار . . وقالت :
- آسفة لأنني أخرجتك من فراشك .
جعل اقترابها من الحقيقة زاندرا تستدير بسرعة قبل أن ترى جينا الاحمرار يغزو وجهها .
سافرت الطائرة إلى طوكيو حيث بضعة أيام هناك . . وكانت في طريقها إلى هونغ كونغ قبل أن تخمد نار غضب زاندرا وفي هذا الوقت بدأت الشكوك تتسلل إلى نفسها . . ليس هناك ما يدل على أن زملاءها يعتقدون أن علاقتها بڤيك غير طبيعية .

شاذن 22-07-10 12:36 PM

في الوقت الذي حطت فيه الطائرة في هونغ كونغ راحت شكوكها تتعاظم فهي لا تجد سبباً وجيهاً لعدم رغبة ڤيك في السفر معه على متن طائرة واحدة . . إنها بارعة في عملها .
وعندما كانت في سيدني ، اقتنعت مجدداً أنها لم تتصرف بشكل خاطئ معه . في اليوم الرابع ، عادت إلى الشك في أنها على حق في تخميناتها . . وما إن أقلعت الطائرة إلى نيوزيلندا حتى تشوّشت أفكارها . . ولكنها نحت هذه الأفكار بعيداً ، وركّزت على عملها . . وراحت تعتني بطلبات الركاب ، وأجرت حديثاً ودوداً مع أي مسافر كان يبدو شارداً ، مستوحشاً ، أو خائفاً . ولم يبدُ عليها أنها مرهقة حتى حطت بهم الطائرة في أوكلاند. سرها أن تجد غرفة لها وحدها بدل المشاركة مع مضيفة أخرى ، كما يحدث غالباً . . وهناك خلعت حذاءها لتريح قدميها المتعبتين ، وفكرت في النوم ساعات قبل العشاء . . لكن ، كالعادة انصبت أفكارها على ڤيك. . ماذا يفعل الآن ؟ على أي خط سيطير طائرته ؟ كم عدد الرحلات التي سيقوم بها قبل نهاية عقده ؟ اثنتان ؟ ثلاث ؟ وهي لن تطير على أي منها . آخر كلمات سمعتها منه كانت:" ابقي هنا حين تعودين إلى المنزل،وإلا أقسم بالله أن تندمي"..
لكن لا شك أنه هدأ الآن . . ترى أيمكنها أن توضب حقائبها وترحل قبل أن يصل ؟ هذا ما يجب أن تفعل . . لكن ن معرفة المرء لما يجب أن يفعله شيء ، وتنفيذه شيء آخر .. ألن يكون غاضباً عندما شاذن يرى غرفتها فارغة ؟ قد يكون مسروراً .. ولكن هذه الفكرة آلمتها . . ليلاس
عندما استيقظت كانت منتعشة فسارعت للاستحمام ولارتداء فستان طويل رفع من معنوياتها . . ولأنها لم ترغب في الانفراد قررت التوجه إلى

شاذن 22-07-10 12:37 PM

صالون الفندق ، فهناك لا بد أن تلتقي بأحد زملائها . لكن الصالون كان خالياً من أي وجه مألوف . . ثم توجهت إلى المقهى وهناك معظم زملائها في الرحلة مجتمعين هناك . . أفسحت لها صونيا ماكنزي ، وهي مضيفة تحبها زاندرا ، مكاناً لتجلس فيه ثم ذهب إدي سومرز ليحضر لها كوباً من العصير . . غريب أن إدي لم يقل لها كلمة ، ولم يكن من المعروف أنه يترك فرصة دون التحرش ، ولو بتعليق ما . . ارتدت إلى صونيا لتعلق على هذا ، لكن النظرة على وجه الفتاة أوقفتها . . نظرت إلى سائر أفراد الطاقم فرأت أحد المهندسين يهمس بشيء لأحد المضيفين . . فتصلبت ، وعرفت دون أن يقول لها أحد شيئاً أن هناك خطباً ما .
وجهت سؤالاً إلى كل من يرغب في الرد :
- ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟
نظرت إلى إدي سومرز الذي عاد وهو يحمل كوباً من الليموناضة والذي سارع يقول :
- اشربي هذا زاندرا .
وعندما بقيت بلا حراك قال :
- لا نعرف التفاصيل الكاملة بعد . . لكن ثمة خبر يقول إن طائرة سقطت على بعد أميال من هنا .
سقطت . . أي تحطمت . . انتظرت زاندرا شاذن أن بضيف شيئاً . . لكن إدي رفض أن يمضي أكثر في سرد الخبر .
سألت : لأية خطوط جوية ؟
ووجدت صوتها هادئاً جداً . .ولكنها لم تحتج ليضيف المزيد . . لقد عرفت . . عرفت وهذا يكفي !

شاذن 22-07-10 12:38 PM

لكن الصمت السريع قبل تأكيد إدي بدا لها أطول من دهر :
- شركة كرونويل .
- ڤيك؟
- ڤيك كان قبطانها زاندرا .
إنها تسمع أن شعر الناس يقف من الخوف أو الصدمة وهذا ما أحست به فقد أحست بجلدة رأسها تتحرك :" ڤيك كان القبطان . . ڤيك كان القبطان ! ".
تابع إدي يقول بلطف لم تكن تعرف أنه يملكه :
- لا نعرف التفاصيل بعد . . فمن يدري ، قد تكون الطائرة حطت بسلام .
منتدى ليلاس
عند سماعها هذه الكلمات تحرك عقلها المخدر للعمل مجدداً . . وكان هناك أشياء كثيرة تريد معرفتها . . هل هم متأكدون أن ڤيك كان القبطان ؟ من أين وصلتهم الأخبار ؟ لكن جموداً هادئاً استولي عليها ، وتجاهلت الليموناضة التي يريد إدي أن تشربها :
- كم سيمر من وقت قبل أن نعرف شيئاً ؟
- جايمس كارتنر يجري تحقيقاً الآن .
يجب أن تفعل شيئاً عدا الجلوس هناك تراقب الباب بانتظار دخول جايمس كارتنر. . لكنها لم تستطع أن تتحرك . . أحست أنها مسمرة في المقعد ، كان عليها أن تذهب مع جايمس . . ولكن كيف ستتمكن شاذن من هذا ؟ لقد سمعت بالحادثة للتو . . آه ! يا إلهي ! ڤيك . . وأحست بتماسكها ينزلق ، ودفعت نفسها للصمود . . اصمدي . . سيكون ڤيك بخير . . فليساعدهم الله . . ليلاس كل هؤلاء الركاب . .لا يمكن أن يكون ڤيك

شاذن 22-07-10 12:40 PM

ميتاً . .لن تصدق هذا . .لن تصدق ! . .بقيت حيث هي ، فمن هنا تستطيع رؤية جايمس حين يدخل من الباب .
مرت الساعة التالية بطيئة بطيئة ، وبين الحين والآخر كان يذهب أحد أفراد الطاقم لتقصي المزيد من الأخبار ولكنهم لم يتلقوا أية أخبار جديدة . . وكانت زاندرا ممتنة لإدي سومرز الذي كان يحجبها بجسده عن عيون الفضوليين .
منتدى ليلاس
ثم انفتح الباب ودخل جايمس كارتنر فاتجهت جميع النظار إلى ما وراءه . . ورأت زاندرا ظهر رجل يرتدي بزة طيران شركة كرونويل الرسمية وكان الرجل يستفسر عن أمر ما عند مكتب الاستقبال . . عرفت هذا الجسد الطويل . . عرفت تلك الوقفة لكنها خافت أن تصدق عينيها .
ببطء ، وقفت . . ولم تسمع ما قاله إدي سومرز لها ، ولم تع أن جايمس كارتنر فتح لها الباب وهي تسير عبره . . أحس الرجل باقترابها . . فارتد إليها .
لم يبدُ لها مختلفاً . . إنه طويل ، مستقيم القامة . . إنه الرجل الذي تزوجته . . لم يقل كلمة بل نظر إليها . .ثم ذاب الجليد الذي غلفها لساعة وأكثر . .وقالت بصوت كسير :" ڤيك".
وقطعت المسافة الفاصلة وارتمت في أحضانه . . كانت تتمتم باسمه مراراً ومراراً وفي هذه اللحظة زال كل عداء كان بينهما وراح هو يشدّها بقوة إلى قلبه . .
كانت تشهق وتقول :" أوه . . ڤيك !".
- كل شيء على ما يرام حبي . . أنا بخير . .


الساعة الآن 04:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية