منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   [قصة مكتملة] ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر (https://www.liilas.com/vb3/t142674.html)

حزاميه 16-04-11 11:44 PM

يا سلااااااااااااام ام الابدااع .,.

نشوف ابطالنا .,.

انفة و كبرياء مطلق زايدة حبتين .,.
الاعتراف بالحب ما يعد انتقاص من الرجولة ابدن .,.,
بالعكس تتفجر الرجولة بابهى حلة لما تستعرض امام الزوجة .,.
=======

ليلى ياقلبي عليها .,. هي كذا الانثى تتحمل المر دايم .,.,.
حبت بصمت وكان جزاتها الشك والتدمير .,.
حتى يوم تحاملت على نفسها واعلنتها صريحة .,
كان جزاتها التهميش اكثر .,.

===========
ريهام .,.مافي اي مشاعر ندم بالكون تشفع لها .,.
رغبت بتملك سلطان بحبها الاعمى .,.
اللي جردها من كل معاني الانسانية .,.
وكان الحب شفع لها تتصرف بهـ الانانية القاسية .,.

===========
سلطان .,. مجنون ليلى .,.
يخال نفسه بطل ملحمة عشق .,
بختامها يتزوج الابطال .,.!!!

امثال سلطان ندر لكنهم موجودين .,.
ربما لان سلطان لم يتزوج حتى الان ..,
فاقدم على فعلته المجنونة .,.
لانه لو شعر بقدسية الزواج والمشاعر المترتبة على العشرة ,.
بيكتشف انها اعظم من اي قصة حب عظيمة .,.
انا حاسة هـ البارت سلطان بيخربها >> وقولو حزامية ما قالت :)

============
ناصر باختصار .,.هو ف
ارس الاحلام .,.
طبيب طموح .صديق وفي ,.صريح .شهم,.واهم شي زوج رومانسي .,.
فقده للحنان خلاه منبع حنان غير ناضب .,..

========
فاتن ومن هم على شاكلتها .,. شرذمة كل مجتمع .,.
اناس لا يستحقون العيش بيننا .,. هم وقلوبهم المتخمة بالحقد



ابداااااااع فاق الوصف .,.
مازلت مبحرة مع ابطالنا .,. ولارغبة لي بالوصول الى الميناء قريبا

اسعدك الله .,.

اثرني احبه 17-04-11 12:28 AM

يسلمو حياتي ادري ابطيت في الرد بس رووووعه ياقلبي

ليلى الله يعينها اتوقع بيطيح الجنين وبيسبب هالشي شرخ كبير بينها وبين مطلق الله يجيب العواقب سليمه

فاتن الله ياخذ روحها يارب

وسلطان ليش ترجع الحين بعد ما صفى جوهم


تسلم ايدينش ياقلبي وبانتظار ابداعاتش بشووق

ريماس27 17-04-11 12:38 AM

صراااحة ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع

ودي اسال صح في منه شي من ارض الواااااااااااقع لاني لمست هذاااااااا الشي من ارض الواقع وصراحة عن تجربه وان في من شاكلت سلطاان واجد بس مانقدر نلومهم لان الحب اعما وبالاخص اذا كان من الاقاااااارب والزوج من الغرب صرااحه اناااا مع كل بااااااارت انهيهااااا في بكاااااء حسيت ان انتي دخلتي عالمي بالصدفة وحاس باحسااس ليلى


اماااااااااااااا فااااتن واللله امثالهاااا كثررر الرمل واااجد والله ينتقم منهم

وارياااام للاسف طوفه هبيطه ماتعرف يعني تميززز ومستحيل انها ماااتعرف فاااتن وحركاتها
امااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا الاخ الجاارح مطلق ويذكرني بوليفي يااااااااعااااشق اانااااااااغيك كطفل واناجيك حتى تتعلم الاحرف الاولى من سنواااات عمرك>>>>>>>>>>>>> بس في هذي الي عندي غلبك

شبيهة القمر 17-04-11 06:50 AM

السلااام عليكم ..

جزء مؤلم ومنهك للاعصااب والمشااعر ..
اهنيك كبريااء على هذه الرائعه التي تأخذناا الى عاالم اخر ننسى فيه انفسناا ..من روعته ..>>ماشاءالله تبارك الرحمن

ليلى ومطلق ..حباال كلما أتصلت انقطعت ..
وكأنهم في لجه البحر تلاعب بهم الاموااج فتاره تجمعهم وتاره تفرقهم ..

كبريااء ..كل الشكر والامتناان على استمرارك معناا وان شاءالله نحتفل معاا بأكتمالهاا ..
دوما وابداا نحن بانتظاارك ..

الحياة كذا ..! 17-04-11 09:42 PM

مســآءك عطر ..

كل مآ قلت هـآنت جد علمـ (ن) جديد ..
هذي بـ إختصــآر حيآة مطلق و ليلى .. بين شد و جذب ..
كبريــآء مقتولة بين أنقـآض ألــم .. و حب عميق يــأبى الرضوخ ..

ليلى ..
أتوقع لم يحدث شيء لجنينهــآ .. ربمــآ هي تأثير الضغوط فقط ..
هي تحآملت على نفسهــآ كثير .. مـآ تصفي الأجوآء إلا يــأتي شخص
من الخـآرج يعكرهــآ ..
صــآحبة الرســآلة من غيرهــآ .. فــآتن ..

سعود و نجمه ..
حب وليد و حب قديــم ..
المهم أن نجمه أستطآعت أن تحتل مكــآنه لهـآ في قلبه ..
و هالمكــآنه رآح تكبر مع الأيــــــــــآم ..

//

كبريــــآء .. ننتظركـ بشووووق ..:)

كبرياء الج ــرح 20-04-11 02:54 PM





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

اخباركم ياحلوين .... ان شاء الله كل اموركم تمام
ارحب بالمتابعين الجدد ... كان ودي اقف عند كل رد واعلق عليه لكن وقتي قصير ..
فرصه اخرى بإذن الله .. لكن بأمانه ردودكم يبهج قلبي .. وتسر خاطري .. وتعطيني دافعآ للكتابه ..

اليوم البارت قصير واحداثه قليله ... فلاتلوموني ..
لو اقول لكم عقلي مقفل ... و مزاجي في الكتابه معدوم ...
لكن على الرغم من ظروفي .. كتبت بارت وكل نيتي فيه الرقي و الطموح لمستوى اعجابكم ..
اعذروني على تقصيري .. ولاتحرموني طلتكم الحلوه ..

ان شاء الله يعجبكم .. قراءه ممتعه ...:flowers2:



البارت الثاني والاربعون :




بحثت عنك ..
في بقايا الامس ..
في لحظه صمت ..
بحثت عنك ..
في طيات دفاتري ..
على صفحات سنيني ..
بين اسطري ..
في ثنايا حروفي ..
بحثت عنك ..
اعرف اين انت ولكني ابحث ؟
اشغل نفسي بالبعد عنك ..
في نسيانك ..
اسرد امسي المرهون بجراحي ..
لاخر رمق ...

رسمتك للامل صوره ..
عزفتك لحن افراحي ..
واقع جردني منك ...
جعلني بائس.. يائس..
اشرح للصمت معاناتي ..
واسرد حبي المجنون .
اخطو لك للوراء .. وياليتني اعود ساعتها ..
لاكف عن البحث واتوقف ..
اعلم اين انت ولكني ابحث عنك ؟

يذكرني الشعر بك .. وتحادثني ابياته ..
نسمات رقيقه .. تهز غصن يانع اخضر .. تدعوني إليك ..
يحملني الغمام ..
اراك من بعيد .. من قعر ذكراي اليك .. اراك ..
بداخلي وحيد .. في حياتي وحيد ..
ابحث عنك .. وانا اعلم اين انت ؟


كان يجلس في زاويه المسجد روحه غائره من الحزن ..
والالم ينهش جسده .. وحراره دبت في عروقه و اصابته بحمى صيفيه مريعه ...
تأمل بقع الدم و تنهد وسند رأسه على الجدار ...
بصيص أمل حوله لحطام ..
زرعت في روحه ذره اهانه .. و انتقاص كرامه ..
فرح لتعاستها .. سعد بشقائها ..
وكأن عذابها عربون ستدفعه لعذابه من اجلها ..
جاء فارسآ ,, يختال بإنقاذها .. وعاد كسيرآ محطم الفؤاد ..
و منثور الكرامه ...
ألا يكفيها ما حل بي وبروحي بعدها ..
ستنجب له طفل ... وانا الذي بنيت امبراطوريتي معها و تخيلت اولادي منها ..
زفت لي امي الخبر بفرحه ولدت في لحظه مفاجآه ..
وتطلب مني عدم التدخل في حياتها وان كانت تتقلب على نار من العذاب ..
تقولها لي وانا انزف .. وانا اغرق في بحر من دماءي وكبرياءي ...
أاقولها الان .. اكرهها مثلما احببتها ..بذلك القدر الكبير صرت احقد عليها ..
وعلى زوجها ...
راقب بأعين ناعسه ... دخول عاصف لزياد .. ينظر بين المصلين القلائل قبل ان يرتفع اذان الفجر ..
ويرفع جواله لاذنه مرآرا وتكرارآ ... ابتسم وهو يرى انفعالاته الواضحه في حركاته الكثيره ..
و حتى وقعت عينه عليه .. استمرا في التحديق لبعضهما .. رافع اكتافه بسوء حال ..
ويا صاحبي .. لا مزيد من الكلام ..
لا مزيد من العتاب والنصائح الهوائيه التي لااجد لها منفعه سوى لازعاجي ..
لامزيد من الالم و العقاب ..

خذني بعيدا .. خذني لاشفى منها ..
خذني لاتحرر من مشاعري العصيه ..
من قلبي الذي لايريد ان يؤمن بأنها رحلت .. رحلت بعيدا عني ..

فيني مشاعر " وافيه " .. مالها ذنب
.................... عفيَه " عليها " ، تقابلك .. بإبتسامه

هزمت قلبي ؟ ألف مبروووك ، يا الحب !
.................... مافاز ، واحد ما " إعْترف " بإنهزامه

جيتك .. وخلّيت الكرامه ، على ( جنب ) ،
.................... وأقفيت أنا ، خسران : " حُب وكرامه " !


*******************************


أغمض عينيه بتعب لايطاق .. و قلبه يؤلمه دقاته الصاخبه...
طالت وقفته .. و قد شعر بدبيب مؤلم في قدميه ..
قاس كل المسافات طولا وعرضآ .. و الطبيب الذي دخل لم يخرج بعد ..
تأفف ينفث صبرآ لم يعد يطاق ..
مازالت وناتها .. ترافق مسمعه .. وترهف قلبه ..
ومازال نطق اسمه من بين انينها الطويل يحفر في فؤاده ..ألمآ غائرآ

كل شيء تبعثر و تفرق في النهايه ...
لماذا لايجدي نفعآ ان نلتزم الصمت ونرضى بالحياة ..
مالذي تبقى بيدك يامطلق .. وكفى ..
غطى عينيه بيده و استند على الحائط خلفه .. وقد اعتاد على رائحه المستشفى بصعوبه
يحاول طمر ما حدث في الساعات الماضيه .. و سقوطها بين يديه تتلوى من الالم
ألم مجهول سرى في جسده مثل الصاعقه ..
طفله .. وهي .. و هو ... وايهما كان يتحمل الالم ..
اقتربت وفاء منه .. وقالت بشفقه على حال اخيها ..
:اجلس يامطلق .. مايصير كذا .. تبي تطيح علينا انت الثاني ..
مطلق بدون ان يرفع يده عن عينيه ..
: خلينا انا مرتاح كذا ... اجلسي انتي ..
مسكت ذراعه الاخرى و تأبطتها وتسند راسها عليها وتقول ..
: بتكون بخير ان شاء الله ..

بتكون بخير .. يارب اسألك ان تعافيها ..
يارب اجعل بعضآ من ألمها في جسدي سأحتمل ..
سأحتمل .. برضا و قناعه ..
يكفي مايصيبني الان من نهش الضمير و ندم على عنجهيتي معها ..
كنت اعرف انها تعاني .. تعاني .. تعاني وانا امرغها بكبرياءي في عمق الانهيار ..
لن اعيش مع ندمي للابد ..
لن اعيش وصرخاتها تتعلق بأسماعي وتأبى تركي ..
لن استمر في العيش و دموعها تعلقت بخيوط ثوبي .. و تشققات شفاتي .. و بملمس جلدي الخشن ..
و اتجاهل كل هذا ..
يارب ... يارب ..لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..

سحب نفسآ عميقآ .. يعظ شفتيه فيها .. ويتجاهل نزف جرحه الصغير النابض ..
ليس غضبآ .. لو تعلمون ..
وليس تعبآ جعله يتهاوى في الحضيض ..
بل رغبه في البكاء هزت اجفانه و مراقد غروره ..
جعلته يهتز من دواخله و يرتعش بفيض من الدموع ...
يمنع عينيه ان تسكب ماسكبته غاليته عليه ..

خرجت الطبيبه فانتفض كل عرق فيه .. من دون كلمه استفسار فالاسئله نطقت من عينيه بخوف ..
الطبيبه : الحمد لله على سلامتها مبدئيا .. هي والطفل بخير ..
تنهدت وفاء بإرتياح بينما مطلق استمر في التحديق بالاخر ينتظر القادم ..
افصحت بهدوء : ما اكذب عليكم .. حاله الجنين غير مستقره ..
وفاء بخوف : في امكانيه انها تخسر الجنين ؟
الطبيبه: مع حالتها وتدهور صحتها ممكن وهذا تمر فيه بعض الحوامل اللي عندهم مشاكل ...
سوء التغذيه .. و الضغوط النفسيه و اسباب كثيره ..
لكن ان شاء الله بنعمل لها تحاليل و نشوف كيف نقدر نحافظ على توازن حالتها مع الجنين .
تنهدت الطبيبه واردفت ...
: بنظطر ان نبقيها في المسشتفى لايام ... . حتى نطمن عليها اكثر ..
وفاء : طيب ..نقدر نشوفها .
الطبيبه : تقدرين ... لكن بدون ازعاج لو سمحتي ..

كل هذا ومطلق مستنفر في حاله صمت و هذيان .. لايقوى على رؤيتها ..
والشوق يملأ روحها وتحثه على المضي إليها ...
وفاء : ماودك تدخل معي ؟
مد قامته المخذوله ... و اعاد شعره الى الخلف بهيبه رسمها بخدعه يريد بها السهل الممتنع ..
ان يكون عاديآ في اسوء حالاته ...
ان يكون طبيعيآ كالمعتاد ...
مشى خلفها .. حتى فتحت الباب ... و ذهبت إليها هادئه .. و هو يقف محجوبآ عنها
لايود ان يرفع ناظره إليها..
لايود ان تتكسر قوته امام اخته وينهار فجأه دون حسبان ..او تصورُ استحالهٌ على نفسه ..
نفخ صدره بأنفاس عميقه وتقدم منها ... تماثل ماتلبسه من شحوب و لون باهت .. تسكن هادئه
وكأنه النوم قد رأف بحالها فاستكانت له ..
همست وفاء وهي تجلس في كرسي مقابل لسريرها ..
: خليها نايمه .. بظل معها ... تقدر تروح وتغير ملابسك وترتاح شوي ..
تنهد وعينه لم تزح عن وجهها ... لامس يدها برقه .. فارتعشت فجأه وكأنها غير راغبه في لمسها ..
فتراجع وقتها وقال بصوت رخيم هادئ ..
: انا بمشي .. بغير ملابسي و اصلي الفجر وارجع لك ..
وقفت وقربت منه : نام لك شوي على الاقل ... والله شكلك تعبان ..
رد بإبتسامه شاحبه ..
: بصلي واغير ملابسي .. وارجع لك .. نسيت ان عندك بنات مايصبرون عنك دقيقه
ابتسمت بدورها وقالت : البركه في سمر واريام خليهم ياخذون بروفه في تربيه البنات ..
وانا خلينا هنا .. انا بفهم عليها مريت بنفس مامرت فيه .. واكيد تحتاجني قربها ..
هز رأسه موافق ومشى بدون كلمه ..


طوى خطواته يعود فيها الى نفسه .. يعزل حيث يحاسب الكثير مما يرتجي تغييره ..
ومما يتمنى نسيانه .. وبالذات ليلته هذه يتمنى ان ينسى كل شيء حدث .. كل شيء دون استثناء ..



****************************

دخل سيارته بعدما صلى الفجر .. ناظر شكله في مرآه السياره قبل يمشي
يعدل من شماغه كنظره اخيره قبل الانطلاق لرحلته اليوميه ..
جفل لطرق سريع على زجاج السيارة الخلفي ..
ناظر خلفه وابتسم ... طلع من مكانه .. وقال ..
: عبود .. افجعتني يارجال ..
اقترب عبدالله مبتسم .. صافحه بقوه وقال ..
: لايكون اصغر عيالك تناديني عبود ...
ضحك سعود .. : احمد ربك ..وين تلقى غيري يدلعك ..
عبدالله : مابي دلعك .. خليته لك انت والمدام ..
ابتسم بتوتر و قال بتلعثم ..
: متى وصلت .. ؟
فهم عبدالله على استداركه السريع واجاب بهدوء ..
: امس .. .. اخذت اجازه اضطراريه ثلاثه ايام ...
سعود : عسى ماشر ان شاء الله ...
ابتسم عبدالله لذكرى العذر الاضطراري ...
: ماشر.. اشتقت للاهل .. سكت ثانيه وبعدها اردف ..
: وصراحه عندي شغله قلت انتهي منها وامشي ..
ناظر سعود الساعه فأعقب عبدالله بإحراج ..
: السموحه .. طولت معك ولا انتبهت للوقت .. يالله توكل على الله .
رد عليه سعود : كان ودي اطول معك .. لكن تعرف الدوام ..
عبدالله : ماعليك وانا اخوك .. عشاك عندي الليله ..
كان قريب جدا من لفظها .. فأدركه عبدالله بمصافحه شديده
وبعدها ترك المكان ..
ملأ فمه بنفس واحد وكتمه لاقل من ثانيه .. ثم اطلقه دفعه واحده بمزيد من التعب و الحيره ..


***********************


أوصل اخته لمنزلها .. بعد إلحاح منه .. ابعد عنها الجميع
واستثنى نفسه من ازعاجها ..
دخل حجرتها المحجوزه لها .. ألقى بشماغه على اقرب كرسي وجده ..
واقترب منها .. وقد دب فيه التعب والارهاق .. لكن كيف يجد الراحه وهي تتألم امامه ..
تأمل وجهها العذب وتنهد ..
كله شوق للمسها .. ألقى بأصابعها على خدها يلامسه برقه وعذوبه ..
فتحرك رأسها ناحيته ... وبالكاد فتحت عينيها ... لتبتسم لوجهه المحبب ...
في غياهب عقلها .. كانت ليلتها مثل الكابوس يهاجم حلمها ..
وكان هو حلمها الجميل الذي اظنى نومها ..

همست بصوتها المتعب .. والذي يكاد يصل لاسماعه ..
: وين كنت ...؟ انتظرتك ...
ابتسم ومال برأسه ناحيتها ... مجرد كلامها معه راحه عظمى لديه ..
يعلم انها تهذي في حلمها وانه هناك يشاركه معها ..
لامس خصلات شعرها .. وقال ..
: انا معك .. ليش تنتظريني ؟
ضمت يده في يدها و كأنها تتمسك به مخافه فراقه ..
ارخت اهدابها لنوم اطبق عليها غير مزحزح ..
وهمست بثقل : ماكنت معي قبل .. لكن الحين بتبقى معي ..

اخرج نفسآ ضاق في صدره وهي تلجأ إليه خوفآ من فراقه ..
او ليست الكوابيس رفيقتها الان .. يكاد يجزم ان الهموم مازالت معها ...
ازاح خصل قصيره قد نامت على جبينها ...

شد على يدها حريص على عدم فراقها ..
يالتعاسه حينما يفتح العذاب ابوابه بألوان الالم ..
ينتظرون القادم ويتلهفون للعوده لما مضى حيث السلام بين جنباته حر طليق ..
يأملون ان يتغير الحال ..
ويا للحال اذا طال و زاد صعوبه ...
ويا للحال يرتجي فيه حسن المآل ويزيد سوءآ ...

قرب الكرسي من سريرها ... و استرخى مادآ قدميه للامام ..
يسند رأسه بيده الاخرى ويتأمل حركه صدرها بأنفاس هادئه ..
ويغمض عينيه .. على نبض عرق في يدها يجد تهويده للنوم ..
يأمل بأن يتغير كل شيء عندما يستيقظ ...



********************


خرج من البنك بعدما سحب مائتا ألف ريال .. رمى بالحقيبه في المقعد الخلفي
ونزل نظارته الشمسيه بتأفف ...
ارسل رساله من جواله وألحقه بالحقيبه .. ظل جالس في سيارته لمده غير قصيره
وكل الذي يفعله هو التحديق .. والتفكير في اشياء قد اصبحت شغله الشاغل ..
وبالاخص امر النقود .. فهي كل ماكان يملكه لزواجه المرتقب ..
تنهد بقيله حيله .. في اعماقه يعلم ان الذي يفعله استسلام لمجرد ابتزاز من شخص لايعرفه
ولم يره شخصيا .. ولم يسمعه سوى في اتصال واحد .. فكيف يثق فيه ..
يأتمن اسراره لدى شخص خائن ..
ضرب المقود بقليل من القوه .. و تأفف بحيرة انهكت اعصابه ..
أغمض عينيه مطولا و حرك سيارته .. يحاول بأي طريقه ان يشعر براحه البال ..
لكن الضغط المتواصل لايوصله الى شيء ممكن وهادئ ...
تعالى رنين جواله من خلفه .. فتجاهله لكن الرنين لم يتوقف
اخذه و رد بدون نفس ..
: هلا..
وداد بصوتها الرقيق ..
: صباح الرواقه ... اشفيهم الحلوين زعلانين ؟
ابتسم ابتسامه مجبره .. لايريد ازعاجها بأموره الشائكه و مزاجه المتعكر ..
: صباح الخير .. زحمه الرياض بتطلع روحي قريب ..
ضحكت بخفه وقالت : شكلك متأخر .. ؟
ناصر : بالحيل متأخر ؟ عالعموم مااقدر اتكلم معك ..
وداد بضيق : وشفيك ياناصر .. صوتك مو طبيعي ؟
ناصر بملل : متضايق من كل شيء حولي ..
وداد بنبره زعل : حتى مني ؟
ناصر بقفله مزاج : اقولك من كل شي حولي .. تقولي حتى مني ...

تنهد و انتظر رد متفهم منها او كلمه تهدأ مافي نفسه ..
فقالت بنبره غاضبه: على العموم اسفه على الازعاج ..

ظل ممسك بالجوال على اذنه و رنه الاقفال ماظل يسمعها.. و انفاسه المسموعه ارتفعت .
رمى الجوال في حضنه و ظل يحدق في الطريق بدون رده فعل صريحه ..



************************


اغلقت الجوال ووضعته جانبا ومسحت دمعه متأثره ..
استغربت طريقه ناصر معها ... لم تظن انها ستتصوره سيء المزاج
بطريقه لا يريد التحدث معها ..
اعتادته محببآ و مبتهجآ .. يدخلها عالم من السلام و الهدوء ..
تأففت بضيق .. لم تكن ترغب ان تتضايق من مجرد مزاج سيء
لكنها لم تعتد ذلك منه ..
اكان يجب ان تفهم انه يعاني .. لايشاركها مشاكله وما يعتربه من ضيق ..
طريقته كانت في مثابه صدمه وهي المدللـه في نظرها لديه ..
رجعت لواقعها بطرق قوي على الباب ...
ناظرت بفزع وقالت : وجع .. ياجود طيرتي عقلي ..
جود بإبتسامه : لا والله .. جالسه ولاهمك وانا انتظرك في السياره ..
ناظرت ساعتها وقالت .. : عجلي بتأخر ..
لبست عباتها على عجل واخذت جوالها في يدها ..
: خلاص جايه .. امشي قدامي ..
وقفت جود قدامها و ناظرت وجهها بتركيز ..
: ليش كنتي تبكين ؟
دفعتها بلطف من قدامها وقالت ..
: ماكنت ابكي ..
مسكتها جود من ذراعها .. وقالت بإلحاح ..
: كأني مااعرفك ياود اذا بكيت .. ؟ ايش صار ..
ازاحت يدها بهدوء وقالت بتصميم وابتسامه مشرقه ..
: ماصار شيء ... لا تخترعين سبب من راسك ...
جود بتجاهل : على العموم على راحتك تقولين او لا .. المهم امشي قدامي تأخرت على الجامعه ..

مشت وداد وهي تتجاهل رغبه في التصريح لاختها .. لكي تجد الراحه والسلوى لديها
لكنها خافت ان تقلب الاوضاع عليها وتستأنس بحالها ..


***********************



رفرفت عيونها في المكان .. تستغرب تلك الهاله الزرقاء الهادئه ..
أغمضت عيناها لتتذكر ماحدث في الليله الماضيه ...
وكأنها اطلقت جرسآ لتنهال عليها كل الاحداث تواليآ وبلا رحمه..
تأوهت بألم وهي تضع يدآ على بطنها ... وانتبهت للنائم قربها ..
ابتسمت عيناها قبل ان تفتر شفتاها عن ابتسامه رقيقه ..
كل شيء يوضع جانبآ همومها و الالامها وكل ما تتشاركه معه ..
وهو يأخذ جانبآ متحيزا .. محتلآ كل مافيها .. ينسيها كل شيء ..
تسعد برؤياه .. ويبتهج قلبها المعتل بوجوده قربها ..
تأملته بعين محببه رفيقه به وبحاله .. وهو ينام في وضعيه غير مريحه ..
يسند رأسه على ظهر الكرسي القصير خلفه ... شعره الكث يلف رأسه ..
ويديه يحزمها بشده على خاصرته ..
حتى في نومه يبدو حازمآ و جادآ ..
هذا مافكرت فيه وهي تتأمل ملامحه الهادئه ...
لكن شيء ما غشاها من ليله البارحه .. تلك الليله العاصفه منذ بدايتها ..
كانت كلها تخصه ولا شيء غيره ..
شعرت بالانهاك لمجرد التفكير ..
تنهدت وهي تريح رأسها على الجهه الاخرى .. حيث النافذه .. والشمس تشرق من خلالها
وتبعث بعض الدفء للداخل ... ترى مالايراه الاخرون ..
فتح الباب لتدخل الممرضه .. وينهض مطلق مفزوعآ .. وتسقط اعينهم في جوف بعضها ..
وقف بسرعه .. وسأل بخوف : إيش صار ؟
تبادلت ليلى النظر مع الممرضه وقالت بهدوء وهي مبتسمه ..
: صباح الخير ...
رتب شعره وقال بإحراج : صباح النور ..
تدخلت الممرضه بإبتسامه ..تخفف مصاب من تراهم ..
: كيف حالك ؟ ان شاء الله طيبه ..
جاوبتها ليلى : الحمدلله .. بخير .
الممرضه : اليوم عندنا اشياء كثيره نسويها .. اول شيء تفطري وبعدها نجهزك ..
انعقد حاجبها بخوف وقالت ..
: فيه شيه صاير لولدي ..
بنظره سريعه لمطلق .. تبادلتها الممرضه معه.
تدخل مطلق : كل شيء تمام.. لاتخافين .. ..
قالت بصراحه والخوف يعانق معالم وجهها ويطل من عيناها ..
:لاتقول لي لاتخافين... كلما قلتها ازيد خوف ..
ثبتت نظراتها عليه وهو يرتجف مكانه من هول ماشعر به ..
من خلال عينيها نطق واسع البيان ..
ولايحتاج اللفصح الكثير ...
لم تعد تثق به ... لقد انحلت تلك العقده البسيطه وتناثرت خيوطها ..
و اانقطع النسيج المتكامل واصبح الامر جليآ غير خفي ..

تدخلت الممرضه بمثل ابتسامتها المطمئنه..
: زوجك كلامه صحيح .. كل اللي بنسويه تأكد من سلامتك وسلامه طفلك ...
تنهدت و ادارت رأسها للجهه الاخرى تداري دموع تجمعت في عينيها ..
خرجت الممرضه على الفور .. وانتظر مطلق لدقيقه ..
وقال ببساطه وهو يقرب منها ..
: فهميني ليش انتي خايفه ؟
نظرت له بقهر وقالت بضيق .. احتدمت فيه كل مشاعرها مع معالم وجهها
لتظهر احتقانها للغضب و الالم في آن معآ’ ...
: ليش خايفه ؟ خايفه لاني بفقد ابني .. بفقد ابني بسببك ..
جلس على طرف السرير غير بعيد عنها .. بلع غصه بحجم الجبال و ضغط على نفسه مدعيآ الاحتمال ..
: ماعندي شيء اقوله ... غير انك تنسين وتفكرين في نفسك ..

أغمضت عينيها بقوه .. وارتفع صدرها بشهقه بكاء واحده قويه ..
جلعت قلبه يهوي الى القاع .. مسك يدها على الفور ...
وقال بهدوء : ليلى .. حبيبتي ...
صرخت فيه في لحظه سريعه والدموع تتناثر على خدها ..
: لا تقول حبيبتي ... لاتقولها .. انت ماتعرف تحب .. ولاتعرف معنى الحب ... !!!

تركت غضبها يرسم ألوانه على وجهه ..
و تدثرت بالدموع من جديد وان بكت بصمت ...
ضم يدها بدفء بين يديه ... فسحبتها مبعده عنها ...
استلقت على جنبها الايسر ... تحاول ان تبتعد عنه في كل شيء ..
اخذ نفس عميق يهدأ اعصابه ويوعد نفسه ان عليه ان يحتمل من اجلها ..
: لاتتعبين نفسك .. اذا بتهمك صحه ولدك لا تتعبين نفسك .. ولاتفكرين في اي شيء يزعجك
حتى انا لاتفكرين فيني .. .. قال الاخيره بتعاسه وشفقه على حاله ..

زاد بكاءها وكأنها يقول لها .. انسيني .. امحيني من حياتك ..
دثريني بالذكريات وغطيني بالغبار كصندوق زمني قديم .. لم يعد فيه فائده ..
سوى لاثاره الشجن والحنين ليس إلا ..
همس بثقل رجل لايقوى على مجابهه المشاعر كثيرا بقلب قوي ..
: اذا ماتبين تشوفيني ... انا اوعدك انك ماتشوفين وجهك طول فترتك .....

انقطع حديثه .. بنظره قاسيه حدجتها به ..
نظره لم يعتدها من حواءه الودود ...

ابتسم يحاول .. ان يكون قريبآ اكثر ..
وقال بروح منخفضه ..
: هالنظره معناها تعال ... ولا ابتعد ..

لكنها لم تعطه جوابآ سوى دمعه انسابت دون مانع على خدها الشاحب ..
اثارت عصبيته وقهرت رجولته .. تجرح قلبه هذه الصافيه وتدميه حتى اخر قطره ..

قام من مكانه وقال بعصبيه : لا تتعبين اعصابي .. ليش تبيكن فهميني .... ليش تبكين ؟

كان عقابه الصمت والصمت والدموع ...
فتنهد بضيق .. و دعك جبينه بحيرة لم تعد تطاق ..
وقرب منها ومال ناحيتها .. وقال بحنان ..
: ليلى .. ماتدرين عن حالي اذا شفت دمعه من عيونك .. الله يخليك لاتزيدنها علي ..

ارتعشت شفتاها المطبقه .. وكتمت حراتها داخلها ولم تبحها كلها ..
تنهد بيأس وهو يجلس قربها ... وتقوس حاجبيه بحزن اصاب قلبه ولم يعد هناك مفر للندب والنواح ..
على حال يختال في اللاشيء صامتآ .. عابثا بدوافعهم و مطلا على الحياة بعنجهياته الفرديه ..

قال يقطع صمت نفسه ويحادثها بعدما لجأت للصمت كحل لها ..
: ماتبين تكلميني .. ؟ على كل حال ...انا بطلع وبجيب امي تكون عندك ..

قام من مكانه .. فلامست اصابعه ..
استجاب لها على الفور .. فلانت ملامحه و استنفر كل مالديه من همم لتعود لمحادثته ..

قال بلين يهاود رغباتها ..
: تبين شيء ؟
مسحت شفتاها وانفها بظاهر كفها .. وهمست بكلمات لم يسمعها ..
مال ناحيتها .. وقال حريصآ عليها كل الحرص ...
: اذا في خاطرك شيء قوليه .. بسمع لك ؟ وابتسم منشرحآ لعل الحال يكون غير الحال..

انتظر دقائق لاستجابتها .. حتى قامت هي بالمبادره الاولى ...
امسكت بمقدمه ثوبه و سحبته ناحيتها .. وهي بالكاد رفعت اعلى جسدها ..
لتعانقه بعمق و قوه ... متجاهله الالم والتعب ..
ولتبكي وقتها بتشنج .. وتضرب ظهره برفق بقبضتها الهزيله ..
و تعاتبه بصوت باكي ..: تبي تروح وتتركني .. ياقسوه قلبك يامطلق ...

احاط جسدها بذراعيه القويتين .. يجد ملاذا غير الملاذ ..
ويجد روحآ غير الروح بين يديها ...
استجاب قلبه وروحه وجسده لها ... و اغمض عينيه مابين النحر والرأس .. يخفي وجهه هناك
يلامس ضعفها ويخفيه .. ويحاول تهميش الذي حدث ... لايهم .. لايهم
كل الافكار الخاطئه والذي حدث في الماضي ويتم تحديثه لم تعد تهم حتى لو كانت صحيحه .. مجرده من الاكاذيب ..
هي التي تهمه .. وهي له ..

همس لها بخفه يداري خوفها ..
: وين اترك روحي .. واروح .. مافي الا مكان وحيد .. تحت التراب اذا راحت الروح ..

لم تعد تقوى على الكلام ..
ولا المشاعر ان ترام .. فالحب اقوى من البوح بالعبارات والاخطر ..
هي ماتشعر به مختلط ... وحاسم وكبير وغير محتمل ..
لكن رغم كل شيء . ..قسوته و عذابه و سطوته .. لاتقوى فراقه والبعد عنه ..


هدأت انفعالاتها .. وهو هدأ قلبه ..
لم يتعدل الحال ...يعرف ذلك..
لم يعودا مثل ماكانا .. يوقنه تمام الايقان ..
والذي انكسر بنيهما صعب تعديله ..
لامناص في التفريق بينهم ..
الحال سيصعب وتزداد الامور ضرواه ..
في الافق علامات ظاهره .. مخيفه .. تنتظرهم ..
والله يعلم عنهما ..
هي بحاجته .. وهو اكثر حاجه منها وان ابطنها ..
سيكون معها بكل الظروف .. وماوعد نفسه به بأن يحتمل من اجلها .. وعد ساري المفعول طويل الاجل ...


*************************



انتظر في المكان المطلوب .. مدرسه قديمه في شارع فارغ...
تثار حوله الشبهات في المكان وساكنيه .. يقابل شخصآ يسلمه ويستلم ..
خاطب نفسه في العوده من حيث اتى ..
في التراجع والتصرف بطريقه افضل ..
كاد ان يتراجع قبل ان يصادف شخصين مثلثمين .. في شارع شبه خاوي ..
تكلم الاول بصوت مرتعش ..
: وين الفلوس ؟
تراجع للخلف .. في لحظه شعر فيها با لندم على قدومه
لكنه قال بحزم يخالف مايشعر به ..
: اعطني الامانه اللي معك ؟
همس الشاب الثاني الذي ابتعد للمراقبه ..
: اعطيه اللي يبيه وخلنا نمشي ..
طلع من جيبه ذاكره جوال و مدها لها ..
ناصر بشك : إنت وسام ؟
ضحك الشاب اللي قدامه .. وقال ..
: وسام ما يحتاج لريال لامني ولامنك .. لكن خذ الصور واعطني الفلوس ..
تردد ناصر .. وقال ..
: ايش اللي يثبت لي ان هذي النسخه الوحيده اللي معك .
التفت الشاب خلفه وقال بعدها ...
: انا عارف انك مو غبي .. بسهل الموضوع علي وعليك .. انا اخذت الصور
من دون علم وسام ... ماراح اجازف بحياتي مره ثانيه مع شخص مثله .. لكن انا انصحك
نصيحه لله لاتقول لوسام عن اي شيء و انصحك انك تنسى كل شيء سمعته وشفته بعينك ..

صرخ الشاب خلفه .. : يالله ياعزوز .. وبعدها سكت وقال بخوف .. : بسرعه .

تقدم الشاب من ناصر وقال ..
: بتعطيني الفلوس ولااروح اتفق مع مطلق الغانم ..
اقترب ناصر وقال بغضب ..
: روح وشوف اللي يصير لك .. انا بعطيك الفلوس .. لكن مااكون ولد ابوي لو لعبت علي
يا عزوز ... تراني اقدر اوصل لك اذا خدعتني ..

ارتبك ودارت نظراته حول المكان .. ناول ناصر الذاكره و اخذ فلوسه
وبدون كلمه بعدها شق طريقه مع صديقه .. مخلفين وراءهم الغبار ...


شد قبضته على لوحه صغيره مزعجه اشد الازعاج ..
فيها فشل و خساره و عار و كرامه مهدوره ..
وخوف من القادم ...

تنهد براحه بعض الشيء و هو يعود الى سيارته .. لايفكر بذاك الشيء في يده
اكثر مما يفكر بالتي تتواجد داخله صوت وصوره ... متوعدآ و راسمآ طريقه في الحساب والعقاب ..




القاكم بخير .. مع ودي


كبرياء الج ــرح

اثرني احبه 20-04-11 05:05 PM

يسلمو ياقلبي
احزني شعور سلطان وحبه لليلى

ابهرني وصفش لمشاعر مطلق وليلى

واتمنى تضحية ناصر بمحلها لان احساسي ان فاتن لها يد وانها تكلم على اساس انها اريام
وياخوفي ناصر يضحي بوداد عشان يتزوج اريام ويستر عليها

ننتظرش بود كاتبتنا كبرياء الجرح

gaidaa 20-04-11 06:22 PM

بارت رائع
جميلة المشاعر اللى بين مطلق ةليلى
اعتقد ان الصور والصوت لفاتن تحت اسم اريام
انشاء الله ناصر ميتخلش عن وداد وهو اللى هيكشف حقيقة فاتن لمل يسمع ويشوف الصور

فيتامين سي 20-04-11 06:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بااارت رائع كما تعودنا منك غاليتي بالرغم من قصره لكن شيء يصبرنا للبارت الجاي

ليلى ومطلق

كل ماقلت هانت جد علم جديد توقعت إن مطلق يغير تعامله مع ليلى ويترك ظنونه
وكبرياءه على جنب لكنه مازال متمسك بكبرياءه اللعين وجعله حاجز بينهم

ليلى على الرغم من تعامل مطلق معها متمسكه بحبه وخوفها من فقده جعلها
تتنازل عن كبرياءها وتنهار أمامه لكن ألى متى ياليلى أليس لصبرك حدود

ناصر مازلت عند ظني به فهو الصديق الذي يضحي بسعادته من أجل سعادة صديقه
ويمكن مكالمته مع وداد بدايه للخلاف بينهم وتركه لها رغم حبه لها

أعتقد يخطط للزواج من أريام لينقذ صديقه من الفضيحه لكن هل تستمر خططه كما
يريد أم يكتشف خداعه قبل الزواج عندما يرى الصور ويكتشف أنها ليست لأريام

كبرياء الجرح أعجز عن شكرك على روايتك وأسلوبك الراقي في الكتابه أسعدك الله
في الدنيا والآخره كما تسعديننا غاليتي

الغنادير2 20-04-11 09:33 PM

واااااااااااااو انت مدهشه البارت جنااااااااااااااان يعطيج العافيه
وين نجمه اشتقنالها
امابالنسبه ليلى ومطلق مشاعر كثير حلوه :friends:

جلاديوس 20-04-11 09:44 PM

السلام عليكم
انا متابعة لكي من خلف الكواليس
حبيت ابلغك بخصوص دعاء
اقتباس:

يارب ... يارب ..لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه

(اللهم لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه) دعاء محرم لا يجوز ،
لأن الدعاء يرد القضاء كما جاء في الحديث :
(لا يرد القدر إلا الدعاء) .
وأيضاً كأن السائل يتحدى الله يقول :
إقض ما شئت ولكن الطف
والدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به وأن يقول :
اللهم إني أسألك أن ترحمني ،
اللهم إني أعوذ بك أن تعذبني ،
وما أشبه ذلك أما أن يقول :
لا أسألك رد القضاء ،
فما الفائدة من الدعاء إذا كنت لا تسأله رد القضاء ،
والدعاء يرد القضاء فقد يقضي الله القضاء
ويجعل له سبباً يمنع ومنه الدعاء ،
فالمهم أن هذا الدعاء لا يجوز ،
يجب على الإنسان أن يتجنبه وأن ينصح من سمعه
بألا يدعو بهذا الدعاء .
للشيخ العلامة ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ
#بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد،
فإن هذا الدعاء بهذه الصيغة لا يجوز؛
حيث قد ورد أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء،
وفي الحديث أيضاالدعاء والقضاء يتعالجان
يقول القضاء:
أنا نازل من عند الله،
ويقول الدعاء:
أنا صاعد بأمر الله ،
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

[واعلم أن القدر الذي هو القضاء المبرم الذي علم الله أنه سيقع لا يغيره شيء لا دعاء ولا غيره، ولكن هنالك ما يسميه العلماء بالقضاء المعلق، وهو ما علق وقوعه على شيء، مثل الزيادة في العمر إذا وصل الإنسان رحمه، كأن يقدر له إن وصل رحمه أربعين سنة، وإن لم يصل رحمه ثلاثين سنة، وهذا بالنسبة إلى غير الله معلق. أما بالنسبة إلى الله تعالى فهو مبرم، أي لا يغيَّر فيه شيء.أما بالنسبة للملك الموكل بقبض الأرواح، أو كتابة الآجال، أو الأرزاق، فيمكن تغييره، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } وعليه يمكن تغيير القدر بأمور وردت بها النصوص كصلة الرحم وبر الوالدين وأعمال البر والدعاء، والدعاء أقوى الأسباب في رد القدر، كما في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها.) وفي لفظ:( بالذنب يصيبه) قال السندي في شرحه على سنن ابن ماجة:[ قال الغزالي: فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء.] موقع الشبكة الإسلامية.
وخلاصة الأمر أن عبارة ( اللهم إني لا أسألك ردَّ القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) ليست حديثاً نبوياً ولا يجوز ذكرها في الدعاء فهي من سوء الأدب مع الله عز وجل.



اللهم بلغت اللهم فاشهد

وردة الياسمين 21-04-11 02:07 AM

يسلمووووووووووووو بارت روووعه الصراجه والحمد لله عسلامة ليلى والبيبي ويمكن ابو الهول مطلق بلش يتحسن وتتحرك مشاعره ةتظهر لانه حس انه رح فقدها هي والبيبي
والله ناصر حزني مسكين راح دفع الفلوس عالفاضي انا متاكدة انها فاتن مو اريام بس منتحله شخصية اريام بس كيف بده يادبها لا تقولي يتزوحها حرام وداد ما بتستاهلومسكينه ليه هيك عاملها
وننتظرك بالبارت الجاي خصوصا نعرف شو حيصير بين سعود وعبد الله وشكرا يا عسوله

*اميرة الورد* 21-04-11 03:33 PM

تسلم يدينك يالغلا على البارت الرائع.. قصير بس كم المشاعر اللي فيه حسستني ان البارت طويل ..
حبيت حنية مطلق مع ليلى ..
ما اعرف ليش احس ان فاتن لها يد في سالفة اريام الله يستر ..
الله يعطيك العافية

lenaaa 21-04-11 04:18 PM

غبي ناااصر غبي
ليش يعطيهم فلوسه غبي
وين الذكاء واخر شيء ذاكره جوال
يقهر

ومطلق وليلى بعد يشبون التسبد الله من التغلي بليلى بعد قهرتن رح ولا تروح

بنتظاااارك الله يعافيك

الوزيره 22-04-11 04:59 AM

واااااااو كبرياااااااااااء

بااااااااااارت روووووووووووووعه

والحمدالله على سلامة ليلى


تكسر خااااااطري هالبنت مررررررررره

الله يكووون بعونها ويصبرها على مطلق


سعووود وهبلته قصدي زوجته اشتقنا لهم ^^

ناااصر
الله يستر كااان ماتخرب الدعوووووه وتااخذ اريااام
بس اتوووقع يمكن تزوج وتشووف زوجتك الشريحه وتركبها
وتقول لك وش جيب فااااتن عندك وتعلمها الحكااايه وتعرف ان
فااتن مو ارياام

يعطيييييييييك العااافيه

غرور انـثى 22-04-11 09:37 PM

مسااااااااااء الخير خييتي كبريااء

سواال بس حبيت اساله كم باارت الرواايه بالضبط

لاني قاعدة احمل اجزائها وودي اعرف

ومتى راح تخلصي منها

ياليت ترديين ولالاتطنشيني فديييييييييتك

كبرياء الج ــرح 27-04-11 04:57 PM






مراحب ..

اخيرا وصلت .. بعد معترك مع الاتصال ..

حبيت ارد على الاخت غرور انثى .. في مسأله كم المتبقي من البارتات
اذا لم يكن يصل للخمسين فأنه مادونه اكيد ..

ارجو ان تنال اعجابك ..

تفضلوا البارت مع خالص حبي

البارت الثالث والاربعون :


سارت بهدوء ناحيه سريرها .. خطوات قصيره كانت بين نافذتها و فراشها اجهدتها
واشعرتها بالتعب .. اليوم كان شاق عليها .. فحص الجنين و تحاليل شقت على نفسها احتماله..
لولا بقاء الممرضه معها في اخر النهار ... ومطلق الذي ابتعد عنها .. لغايه هي راحتها وعدم ازعاجها ..
جلست على طرف سريرها ... لتريح نفسها ..
ابتسمت بشوق عند سماعها طرق على الباب .. اي احد سيشغل فراغها الان هو شخص مرحب به
طلت الممرضه وقالت بإبتسامتها الشافيه ..
: كيف حالك الحين ؟
ليلى ببسمه امتنان لتلك الابتسامه الطاهره ...
:الحمدلله ..
وقفت ممسكه الباب وقالت .
: عندي مفاجآه لك ؟
استدارت بكاملها متلهفه لتلك المفاجآه ..
دخلت تلك المفاجآه على قدمين .. تصنع ابتسامه رقيقه رغم حزن عينيها ..
تهللت اساريرها وانقشعت تلك الالام فجأه وهي تهمس بصوت شغوف ..
: أمي ...

نصف استداره حول سريرها قطعتها قبل ان تلتقي بوالدتها .. و تحتضنها بشوق ..
همست تلك الحانيه : سلامتك يايمه ...
رفعت نفسها من حضن ابنتها وقالت ..
: علامك يايمه .. ايش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى و يدها تتعلق بعباءه والدتها ...
: الحمدلله يايمه انا بخير.. لاتخافين ..
مسحت على وجهها وتهدج صوتها حينما قالت لها ..
: كيف ما اخاف .. ؟ وليش قاعده في المستشفى اذا انتي بخير ..
سحبتها ليلى بلطف واجلستها بقربها وقالت بخوف..
: الله يخليك ياامي لا توتريني زياده .. انا من دون اي شيء خايفه ..

انتظرت قليلآ حتى ابتسمت الاخرى بإطمئنان.. تستجيب لمخاوف ابنتها ..
رغم انها زرعت خوفها فيها سرعان مابددتها بقولها ..
: تحملي وانا امك وتغذي زين .. انا عارفه اني مقصره في حقك .. لو كانت ظروفي غير
كان جلستي معي حتى تولدين ..
ليلى وعلامات التأثر بدت واضحه على ملامحها ..
: ماتقصرين ياامي ... والله انا مافيني الا العافيه .. إلاصحيح كيف دريت اني في المستشفى ؟
ردت عليها بإختصار : مطلق ...
التصق حاجبيها بتعجب لما قالته فأعادته بتساؤل .. : مطلق ؟!!!
اكملت الام وهي تقودها الى فراشها لتستلقي وترتاح ..
: ايه والله ماقصر جاني البيت و خبرني ... وهو اللي وصلني المستشفى ..
ناظرت ناحيه الباب مباشره وكأنها تتحرى رؤيته ودخوله عليها في اي وقت ..
: وينه طيب ليش ماجاء معك ؟
والدتها : قال بيتكلم مع الدكتوره و يرجع ؟

تنهدت وهي تعيد ظهرها للخلف .. و تتأمل اصابع يدها بالكثير من التفكير ..

هل يتهرب منها ؟
لم يتحدث معها منذ تلك الانتفاضه الصغيره التي ثارت بينهما ...
ذهب بعدما خمدت مشاعرها و أخمدتها معها ..
هل يفعل كل شيء من اجلها هي ام من اجل طفله ...
هل من اجل هذا جلب والدتها لها ... هل يخفي امرآ يخصني ...
ام لعله يتدارك ضميره بأفعال ترضيني ..

عادت الى الواقع بسؤال والدتها ..
: فيه شيء صاير بينكم .. ؟
اندفعت ليلى في جوابها ..: لا مافيه شيء صار ... ليش تسألين ؟
جلست والدتها امامها وقالت بحنان ..
: مافي شيء ... لكن ودي اسمع منك انتي ... !!

احنت رأسها و دلكت اصابعها بحيره و حرج ..
: مافي شيء اقوله ..
تنهدت امها وقالت بعتب ..
: حتى ولو كان فيه ماقلتي لي .. انا فاهمه عذرك .. طول حياتي بعيده عنك
اكيد مابتقولين لي اللي يضايقك ..

ليلى بنبره هادئه : لا ياامي .. والله .... !!
قاطعتها على الفور : لاتحلفين .. لاتحلفين يايمه .. على راحتك لو بتقولين تلقيني بالدوم جنبك .

رتبت اللحاف عليها تغظ من نظرها الى ابنتها وكأنها تداري علل الزمن و تخبئ ماخبآه هو
وانساها كل ماهو سهل و جميل ...
صعب ان تلومها الان ... فالذي احدثه الزمن البعيد كان قصيآ و واضحآ ...
ليس من السهل النطق وايجاد الكلمات المناسبه ..
ماذا تقول لها عن مايختلجها من هموم ..
ماذا تفسر لها ما يعترك مع دواخلها ويجعلها حزينه ...
لكن هناك سؤال له حاجه في نفسها لابد ان تدركه لترتاح وتستكين مطالبها ...

سألت بخجل : امي .. ابوي قال لك انه يحبك ؟
ابتسمت تلك بمثل خجلها و طغى اللون الاحمر على ملامحها
رغم مسحه الحزن الواضحه ولمعه الالم التي برقت بين الاهداب .
: ويش هالسؤال ؟
ليلى بإلحاح : قولي .. الله يخليك ..
جلست مقابلها وقالت منتشيه بالذكريات الجميله
: بعد كل اللي سواه معي تبيني اقولك هو يحبني ولا لأ ...
سكتت لثانيه وتبعت قولها وهي تنظر للبعيد ..
: بعض الاوقات مانحتاج لكلمه .. كثر ماتحتاجين للافعال .. لكن انا كنت محتاجه لكلمه ..
وابوك .. ابوك .................!!

غصت بالذكريات وابت ان تكمل .. مخافه ان تضيع فيها وتبدأ بالانتحاب ..
ياللشجن حين يهز اغصان الحنين ... ويجعلنا نرتعش حتى العظام ...
حين يجعلنا نسبر اغوارنا ... ونخاف اعاده النهايه رغم انها تمت ... وانتهت ..

شعرت ليلى بوالدتها فاحتضنت يدها .. و بحزن ..
: سامحيني يايمه ... ماكنت اقصد ازعلك ...
اجابتها تلك بعد تنهيده معذبه خرجت من عمق الزمن ..
: مازعلت ياحبيبتي .. لكن ماعاد له لزوم نرجع الماضي .. مانفعتني كلمه احبك ... كل شيء راح وراه .. كل شيء ..

بالفعل .. كل شيء ذهب خلفه ولم يبقى سوى الاطلال تبكيه ..
لم يبقى سوى العتاب و الدموع والحزن .. حبيسه داخل جدران الزمن الهامده ...
وندم ينهش في حياة نابضه ..
والانتظار للقاء في حياة قادمه تجمعهما معآ ... هذا ما تسلى النفس به وتصبرها ..
ونسيان .. امل >> لعل النسيان يجدي ويمحي الذاكره ...


************************



توقف على عتبه الباب .. وانتظر ... انتظر لايعلم لم ... ؟!!
هل خاف ؟
هل شعر بالذعر فجأه ؟
اليوم بطوله يقبع بين زوايا المستشفى .. بعيدا عن عالمه الورقي وقريب منها ...
حتى الراحه لم يتذوقها منذ دخولها ...
ابتعد عن الباب ... وجلس على الكراسي القريبه منه .. واضعآ يديه على ركبتيه ويحدق امامه ..
و اعاد في عقله ماسمعه من طبيبتها . ..

: زوجتك تعاني من نقص الحديد في الدم .. وهذا ناتج من سوء التغذيه .. يا اخ مطلق اذاما تعرف
اخطار نقص الحديد .. فهو يشكل خطوره على الجنين اذا ما اهتمت بنفسها ...لان كل التشنجات اللي تحس
فيها ماهي الا اشاراات رفض و صعوبه تقبل ..
عقدت حواجبها بتهكم : انا استغرب زوجتك تقول انها كانت تتابع حملها .. واكيد خبروها عن المشكله هذي ..

كملت بإهتمام : و لاتنسى الانفعالات النفسيه والضغوطات .. تعرف ان فتره الحمل فتره جدا حساسه
عند المرأه .. تتأثر من اي شيء .. الفتره الجايه بتكون مؤثره وصعبه حتى موعد الولاده ..
هذا .. هذا .. اذا قدرت الاحتفاظ بالجنين الاربع شهور القادمه ...
زوجتك ضعيفه وتحتاج للمساعده .. والاهتمام .. واظن انك الشخص القريب منها .. في الوقت الحالي .


كأنها تقول لها انت المذنب الوحيد في سوء حالتها ..
انت السبب الوجيه في تعبها .. وعناءها الطويل ..
هل اجادل في هذا .. على العكس ..
انا السبب .. نعم واقولها لنفسي بقوه وصراحه .. لكن امامها لا اقوى على مجابهتها ..
كانت تعاني امام ناظري وانا اتجاهل .. وان فعلت وسألت فأنه الواجب والحرص ..
والامانه التي اثقلت كاهلي ..
لم اسألها يومآ هل ذهبت لموعدها مع طبيبتها ؟
لم اسأل عن حالها و احوال حملها ...

تنهد بتذمر على دقائق طويله .. غير مجديه ..
اخرج جواله الجديد .. واتصل على ناصر .. وانتظر الرد ..
ناصر بصوت منخفض : هلا مطلق ..
مطلق : هلا ناصر .. وينك انت ؟
ناصر : موجود .. وين بروح يعني .. .إنت اللي وينك ؟
مطلق : في المستشفى ..
تغير صوت ناصر و سأل ..
: خير ان شاء الله ..
تنهد مطلق وقال بإختصار : زوجتي تعبت ...
اعقب قوله لحظه صمت ..لكن عاد ناصر بهدوءه
: دقائق واكون عندك ..
مطلق : مايحتاج ياناصر .. لا تتعب نفسك .. كنت بقول لك شيء ..
ناصر : تكلم انا اسمعك ..
ارسل نظره حوله .. و كل الكلمات تقف عند بابها هي ..
ابتسم لذكرى مرت عليه فجأه ..
وغير رأيه عن البوح .. لكن رد بقوله ..
: كنت بقول ادعي لولدي انه يعيش حياة اكثر من حياة ابوه ..

و إلتزم الصمت برفقه صاحبه .. و اودع جواله بهدوء في حضنه متجاهل
ان الاتصال مازال قائم.. أغمض عينيه و دعى من قلبه .. لجزء منه ..
ان يحفظه الله .. و ينير الحياة بوجوده ..
ابتسم لاحساس ابوي بدأ يتعاظم لنطفه في عمق الظلمات .. علمه عند خالقه ..

اخذ نفس عميق و وقف يمشي خطواته القصيره .. نحوها ..
والذنب يملأه .. يملأه حتى الفراغ المتكامل ..



*****************************



وضع يديه في حضنه .. و ما كان يراه امامه قد اصبح مجرد الوان ..
وماسمعه قد ازعجه ..
صاحبه يعاني بدون كلمات يفصح عن مايشعر به ..
صاحبه حزين .. بدون رفيق ..
تنهد و تقوس ظهره بقوه لم يعد يستطع بذلها ..
وانا ممزق ياصديقي ..
حائر وضائع .. لاول مره اشعر بأني مراهق قد تورط في عمل متصابي
لم يدرك نفسه فيه ..
مالحال ياصديقي .. ومالحل في رأيك ؟
فخطتي المستقبليه قد اصبحت باهته بعض الشيء وقد اعتركت فيها بعض الخطوط المتشابكه ..
وهمي هو انت .. انت .. ولاغيرك
اخاف عليك واحرص على حياتك .. حتى خلطتها في مزيج منكر مع حياتي لم اعد استطع التفريق فيه ..
اخرج من جيبه ما يخشى فيه عليه وعلى نفسه .. وعلى الابرياء الذين يؤخذون بجرائر غيرهم ..

كره تلك الطهاره الزائفه .. و انخدع في الامل الزائف ..
والكمال الظاهر مجرد برواز للحقاره و الانحطاط ...

قبض عليه بغلظه .. واعتصره بين يديه حتى كاد ان يكسره ..
لكن رفق به ..في وقت حانت منه فكره لشرح الدرس الاول من دروس الحياة ..



************************



دخل حجرتها فصادف والدتها امامه .. غضت الطرف تلك و ابتعدت تحكم حجابها ..
سأل وعينيه تبحثان عنها ..
: كيفها .. ؟
ابتسمت و وعينيها اتجهت خلفه حيث الحمام..
: بخير .. ياولدي .. لاتشيل هم .. توكل وريح شوي مادام انا موجوده ..

حاول انه يبتسم لكن حتى الابتسامه لم تجد طريقآ سهلا..
اجابها : الله المستعان ..
ناظر ساعته وقال : اهلي شوي ويكونون هنا ... انا بمر الشركه وبعدها ارجع اوصلك ..
ام ليلى : الله يحفظك ياولدي .. ويعينك علي .. تعبتك معي ..
حينها ابتسم بصدق ..
: افااا ياخالتي .. انا مثل سعود .. وانتي في مقام الوالده ..
ابتسمت بإشتياق لطيب الذكر .. "سعود "
: الله يخليك ياولدي لاهلك .. ويحفظك من كل شر ..
استدار للخلف مباشره بعد ماسمع قفل الحمام يفتح ..
خرجت وهي تجفف وجهها ... فوقفت امامه لدقيقه كامله ..
ارسلت نظره عابره عليه .. تحجب مافي نفسها له ..
وهو .. يزيد من العتاب عليها واللوم على نفسه ..

ولم يعد يطق صبرآ .. اقترب منها ..
وسألها بصوت منخفض متحكم ..
: ليش ماقلتي لي .... ؟
التصق حاجبيها وقالت بدون علم عن سؤاله ..
: اقولك عن ايش ؟
مسك اصابعها بلطف وشدها ناحيته ..
: ليش ما قلتي عن تحاليلك قبل ؟ كان لابد ان اسأل ؟
فتحت فمها لتجيب لكنها ألجمت .. فغضت الطرف سريعآ ..
قال بعتب : ليش ماتكلمت وقتها.. تعتبرين كل شيء فيك ماله معنى ..
تركت يده وقالت بلؤم بعدما لمعت دموع ندم في عينيها ..
: وانت ليش ماسألت ؟ انت مااهتميت ؟ لو كنت مهتم على الاقل سألت انا اتابع حملي في مواعيده ؟
جاوبها على الفور : انا اعترف اني مقصر معك لكني مهتم و حاولت معك لكن انتي ما تتكلمين .. ؟
تهدج صوتها وقالت بإنفعال ..
: وان تكلمت بتسمعني .. ؟ بتخاف علي ولا على ولدك الجاي ..
رمشت عيونه بصدمه ..مسك يدها مجددا ..
: انتي غبيه .. ولا تتغابين علي ؟
ارتفع صوتها وهي ترد عليها ..
: انا غبيه .. ولا انت ما تحس فيني .. تنتظر مني كل شيء و لكن انا ماانتظر منك ولا شيء .. ولاشيء يا مطلق ..

راقبها وهي تتنفس بعمق .. وجسدها كل متأثر بحركه متسارعه ..
ترك يدها بسرعه وقال بضيق ..
: اذا كنتي تفكرين بطريقتك هذي فإنتي مافهمتيني صح ... فليش اتعب نفسي في الشرح ؟

تدخلت امها بحرج ..
: يا عيال تعوذوا من الشيطان .. وشفيكم ؟
تراجع مطلق .. وكأن شيئا لم يحدث ..
: انا بغيب شوي يا خالتي .. وبعد اذان المغرب برجع واوصلك لبيتك ..

طلع بهدوء .. وليلى مكانها ... تدلك مكان لمسته لاصابعها ..
سألتها امها : ويش صاير بينكم ؟
رجعت لسريرها ببطء .. وقالت ..
: مافي شيء ..
اقتربت منها ولامست شعرها ..
: كل اللي صار وتقولي مافي شيء .. والله حالك غريب ..
شدت اصابعها حتى احمرت .. والتزمت الصمت ..
طالت سكوتها .. فتنهدت امها وهي تمسح على وجهها ..
: الله يهديكم يا يمه .. ويصلح بالكم ..

اغمضت عينيها لذلك التعب المتواصل ..
ودعت ربها بنبض وجل .. وامل كبير

إلهي ..
قلبي بين يديك امنحه صبرآ لاينتهي ..

انفتح الباب على اصوات ضحكات وهمسات ..
سمرواريام .. وحتى خديجه وام مطلق .. ووفاء و التوائم ..

فابتسمت .. وتموضعت وتداركت ما وقعت فيه ..
وفتحت ذراعيها لاستقبال احضانهم ..



************************


استند على الجهه اليمنى ... ونقل المسند للجهه الاخرى ..
تركه عبدالله بمفرده ... في المجلس وقريب منها .. لدرجه التوتر ..
وشعور بالتعب والارهاق من يوم مليئ بالمهام المرهقه ..
و طال يومه بموعد عشاء ملزم منه ..
لايريد الاحتكاك بها .. و روايه مالايريد روايته لاحد ما ..
دخل عبدالله بصينيه الشاي .. وبصوته العالي ..
: حياك الله يا بو احمد.. السموحه تأخرت عليك .. لكن البيت بيتك ..
سعود بإبتسامه مرهقه ..
: تسلم .. ماعليه خذ راحتك ..
جلس قباله ..ومد له بفنجان الشاي ..
: شكلك تعبان ؟
سعود بصراحه : ايه والله .. تعبان ..
عبدالله : السموحه يا بو احمد .. اصريت عليك وانا عارف انك تعبان
لكن انت عارف مثل ما انا عارف ليش اصريت عليك تجي تتعشى عندنا ..
تنهد سعود وصب اهتمامه في زخرفه فنجان الشاي ..
بينما اكمل عبدالله ..
: انا عارف كل شيء .. هي قالت لي .. ولو تدري عن حالتها ..
رفع رأسه سريعآ وكأن قلبه ارهفه بذكر مجنونته تلك ... وعن حالها الذي لن يسره ابدا مهما ظنت فيه .

اردف عبدالله : هي ماقالت لي .. لكن انا سمعت اخر كلامك لها على الجوال ..
ضحك واكمل : من ناحيه انها غبيه فهي غبيه .. و اكبر دليل انها تحسبك طلقتها
وعايشه جو ..

عدل سعود جلسته وقال بإهتمام : وليش مابلغتها عن الحقيقه ؟
عبدالله بصراحه : افهمني يا سعود .. انا عارف ان الرجال منا مايبي واحده بعقليه اختي
عنيده و ماتسمع الا كلامها ..كان لازم احسسها بالندم وثانيا .. انا ابي افهم منك قبل كل شيء ..

سعود بحزم : مو قبل ما اشوفها واتكلم معها .. وقدامك ..
عبدالله : ابشر .. وهذا اللي ابيه انا علشان ارتاح ... ثواني وتكون عندك ...



كانت تقف في الخارج وترتجف من هول ماسمعته ..
اصطدم اخيها بها .. فتجمد الدم في عروقها .. وانهالت عليه بنظرات ناريه غاضبه ..
عبدالله بإبتسامه متوتره ..
: اختصرتي علي الطريق .. اظن انك سمعتي كل شيء ..
نجمه بدون تصديق ..
: عبدالله .. انت تتكلم جد .. قاعد تلعب بأعصابي انت والاخ اللي معك ..
عبدالله بهدوء .. اقترب منها وسحبها ناحيه مكان ابعد عن المجلس ..
: انتي اكتشفتي انك غلطانه .. وندمانه.. و انا قصدت احط النقط على الحروف
وانتهي من غرورك.. واكشف اخطاءك كلها ..
ضمت اكتافها وقالت ..
: ومن انتم علشان تحاسبوني على اخطائي ... ؟
عبدالله بإنزعاج من اسلوبها ..
: اولا قصري صوتك ؟ وثانيا .. سعود ما قال شيء .. ولايعرف انك فهمت خطأ من الاساس ؟
نجمه : طيب .. قوله اني فهمتها بالطريقه اللي ابي ... يعني بالاختصار انتهينا ؟
مسكها عبدالله وقال بعصبيه ..
: نجمه لا تطلعين جني فيك ... وينها اللي البارحه ذبحت نفسها من البكاء ... ؟

نجمه برجفه حقيقه . ..حاولت التخلص من قبضته المؤلمه ..
لم تكن تتوقع انها كل ذلك مجرد خدعه .. الصقوها بها
حينها انسلخت من كل قوتها .. وعرت نفسها من كبرياءها امامهم ..
كانت ضعيفه و مهشمه ..
وهم كانوا يختالون على جرحها بإبتسامات سخريه وهي تتقلب على نار من الونات والعذاب ..
ولاحياة لمن تنادي ..

اجابته بغرور تنامي في ثواني قليله ..
: مالك علاقه في حياتي قول لصاحبك ينهي المسأله اللي جاء علشانها .. اذا كان يعتقد ان المسأله
عندي خدعه فهذا اللي يتمناه ..

لم يجبها الا اطلاله ناريه غاضبه من عبدالله ..
و يد ارتفعت لتهوي على خدها بصفعه قويه ...

اغمضت عينيها لاستقبالها .. لكن طال انتظارها ..
وعندما باعدت اجفانها .. كان يقف بينهما ... يمسك بيد عبدالله و يشد عليها
بصوت حازم لايكاد يخلو من الانزعاج ..
: افا ياعبدالله .. تبي تضرب زوجتي وانا في بيتك .. على الاقل يااخي حشم وجودي ...
تراجعت للخلف واحنت رأسها ..
بينما اردف : اللي تبيه حاضر وعلى العين والراس .. مافي شيء يجي غصب ..

طالع نجمه التي غضت الطرف و انحجبت عنه وألصقت ناظريها بالارض ..
وقال بهدوء : انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني ..

ناظر عبدالله الغاضب .. .. وقال بهدوء ..
: عبدالله .. امانه وعهد ابيك تصونه اودعتها عندك مايحفظها الا الرجال مثلك وشرواك .. ماتمسها ولا تقرب منها
واعتبر كل اللي سمعته ماصار ولاكان .. انا الرجال اشيل عيبي وامشي .. ولايهزني
القيل والقال ... اللي مايبيني مابيه .. والحر ما تهزه رجفه قلبه .. وكلام النسوان ..

رجع ورمى نظره غريبه .. ساحقه .. و مودعه ..
قال بنبره هادئه وعيناه تجول في ملامحها المبهمه ..

: نجمه ..

رفعت نظرها إليه .. لم يتأثر باالاعين الدامعه
ولا بغيمه الحزن التي استظلت على رأسها ..
لم تكن نادمه.. ولم تحسن ان تتصنع دموع الالم .
كبرياءها صوره لاتستطيع مسحها من على جبينها .. لن تتنازل عنها بواقع او حلم ..
وهو كبرياءه ممرغ تحت قدميها ..تطآه ولاتحاسب عليه ..
تنازل وهو الرجل عنه .. وتركه جانبا في حياته كان يريدها وينشدها ..بطيبه قلبه و رهافه احساسه ..
واستدرك في اللحظات الاخيره .. ان الحب ملئ بالالغاز .. ومحفوف بالمخاطر ..
لم يمزج شيئا مما ذكر فيه .. و مضى في طريقه بدون عناء التفكير في تلك المزعجات ..

لكنها اعطته درسآ هاما من دروس الحياة التي لم يتلقها في صفوف الدراسه ..
بأن الحب بحيره جافه .. يستطيع ان يغرق فيها امهر السباحون ..


سحب نفسآ عميقا و ابتسم.. بعذاب وندم طويل ..
: نجمه .. الله يستر عليك دنيا واخره .. انتي !!!! طالق ..


وانتهى الانتظار واختصرت المسافه لنهايه المشوار ..
ويا ثواني متباطئه ..و دقائق مهروله سريعه
عودي الى بدايه الطريق .. واسلكي الاخر
لم نكن نريد النهايه ان تكون بهذه اوتلك ..

وياللبشر عندما تطول عقولهم حسابات اخرى ..
ويتهالكون على امجاد انفسهم ولا حياة لهم ..
يريدون ان يتألقوا كالنجوم في سماء الكون ..
لكن يا للمفاجآه ..
لاحياة لها هناك ..
ولا ضياء لها بين الانجم الكبار ..
والنجم .. كوكب معتم ياخذ ضياءه من انعكاس اشعه الشمس عليه في فضاء خارجي فسيح ..
والشمس حياة .. عطاء و تضحيه و ازدهار متكامل ..
ولااعلم .. ولاهم يعلمون .. ان النهايه وشيكه واقرب ما يمكن ان تكون ...



****************************



انتهت من قراءه جزءها اليومي .. والذي فاتها لعده ايام ..
اسندت نفسها على السرير .. و اتجهت نظراتها ناحيه الباب ..
تترقب بصمت بمفردها ..
الجميع كانوا معها .. .. سعدت بتواجدهم معها ..
وبالاخص والدتها التي تركتها قبل ساعه من الان ..
تأففت لطول الانتظار .. واسترخت على سريرها ..
بعدما تشاغلت بجوالها ..
وفجأه تلقت اتصال جعلها تجفل .. وتبتسم بعدها ..
حاولت ان تكون طبيعيه وهي ترد ..
: السلام عليكم ..
ليلى :وعليكم السلام .. هلا والله بطويل العمر ..
سعود : هلافيك .. اخبارك يالغاليه ؟
ليلى بإبتسامه : مشتاقه لك .. بالحيل انت واهلي .. كيفكم جميع ؟
اجاب متنهدآ : كلنا بخير والحمدلله ...
تغيرت ملامحها على نبره صوته المشكوك فيها ..
وسألت بخوف : خير يا سعود .. وشفيه صوتك ؟
لحظه صمت تبعته رد متلعثم لم تعهده من سعود ..
: ليلى بقولك شيء .. لكن اوعديني ماتزعلين وتفهمين قراري .. لاني ابي مساندتك
ووقفتك جنبي ؟
ليلى بخوف : سعود والله خوفتني .. خير قول بسرعه ..
تأفف .. وقال بإنزعاج ..
: انا اتصلت عليك علشان تسمعي مني ولاتسمعي من غيري بدون زياده او نقصان
ومابي اسبب لك الخوف او الضيق ..
تنهدت .. وقالت بهدوء صعب .. : طيب ..خلاص اتفقنا قول ايش عندك .. ؟
سعود بهدوء : طلقت نجمه ..
جفلت و ارتعشت يدها وقالت بدون تصديق : ايش قلت ؟
اعاد عليها بحزم : انا طلقت نجمه والامر حاسم مافيه رجعه ..
بالكاد استوعبت .. عدلت جلستها وارتفع صوتها بإستهجان لما سمعته
: سعود .. انت تتكلم من عقلك .. ؟ ليش طلقتها ؟ ايش اللي صار بينكم ؟
معقوله يا سعود ..بعد كل هذا الوقت تنهي كل شيء بسهوله ..

ارتفع صوته بقهر ..
: ليلى .. لا تتكلمين عن شيء ماتفهمينه .. ولاتعرفين فيه شيء .. صديقتك هذي
ما تتواطن .. مااقدر ابني حياتي معها ..

ليلى : ومن البدايه .. تخلص على حياتها .. انت وين عقلك ؟ وين سعود العاقل الفاهم ؟

صرخ فيها لاول مره ..
: كل شي ء تتوقعونه مني .. العقل والتفهم والهدوء و الصبر .. انا انسان مثلي مثلكم ..
عندي احساس ومشاعر ..وقبل كل شيء عندي كرامه .. نجمه ماتبيني ياليلى ..
البنت ما هي طايقتني .. كيف تبيني مااقولها وهي اهانتني برفضها لي ..

ارتجف الجوال في يدها وغصت بدموع كثيره .. لم تستطع ان تحجبها ..
او حتى تمنعها ..
اجتاحتها كطوفان غاضب ..

اعقب سعود بخيبه ..
: الله يخليك ياليلى لاتزيدينها علي .. انت اول واحده تعرف بالخبر .. اذا صعبتها علي
ايش اقول عن الباقين ..

همست ببكاء وهي بالكاد تنطق..
: الله يسامحك ياسعود .. الله يسامحك .

اغلقت جوالها ورمته جانبآ .. واخفت وجهها في راحه يديها
تبكي بحرى عن ماحدث ..
لم تتوقع هذا ولم تضعه من ضمن الظنون و ما يمكن ان يحدث ..
لم يكن حرصها على نجمه اكثر من حرصها على اخيها ..
يالقلبك التعيس يااخي ..
ويا لعنادك اللعين يانجمه ..
لقد فتقتم قلبي بأحزانكم وجعلتموني ظنينه الحال وانا في اسوأ احوالي ..

اهكذا ينتهي كل شيء ..
اهكذا هو المآل .. ااي دمار شامل استهويتموه لحياتكم ..
تظنون انكم تفعلون الصواب وانتم في الدرك الاسفل من الاخطاء الكثيره ..



هذا هو حالها ..
اما عن حاله سعود .. فلامتعوس غيره على وجه الارض ..
يبكي بصمت ..
يحتاج لحضن كبيره ليحتوي احزانه العظيمه ..
للتو اطلق رصاصه الرحمه لتخترق قلبه قبل ان يخترق الهواء بينه وبينها ..
ويكاد يجزم انه ينزف .. ينزف .. ينزف حتى الهلاك ..

تهالك على عتبه الباب .. ولا قوه اخرى ستدخله غير رغبه في انهاء الامور كلها .
والانتهاء منها .. لانه الرجل يجب عليه ذلك
لانه الرجل يجب عليه ان ينهي المسأله العالقه و يواجه الجميع بقلب قوي وقناعه كبيره
واقنعه كثيره ...
لانه الرجل يجب عليه ان يفعل
ان لايبكي .. او يرتجف .. او يرتعش احساسآ او حتى انفعالآ

وياللجبال الصامدات .. اجعليني منك هذه الليله ..
احضنيني في صلابه صخرك و عنفوانك المريد ..
واخفيني بين ثناياك ايتها العتيده ..

ابتسم ابتسامه صغيره .. و زادت واتسعت رويدآ ..رويدآ ..
حتى تحولت لضحكه هوجاء .. همجيه
يخمد فيها صرخات الالم بداخله ..

يجُوزَ آضحُكَ .؟
وآنـآ كليُ بقآيآ منُ آلمَ محفَوورُ ..


قُنآعَ ألبسُه ,
حتُىَ مآ أزعُلَ نآسُ تغُليَنيّ ,!


مسح دمع نضحت من عينيه لضحك خدر احساسه وتعالى على مداركه وعقلانيه اصابها الكسل ..
واقتنع بصدق .. ان " شر البليه مايضحك "
ومضى في طريقه .. عازم النيه على الخلاص ..


***********************


وصل للمستشفى بعدما قضى وقته مع ناصر ..
تنهد بحيره .. بعدما بلغه ناصر بالتطور الحاصل معاه ..
قرر تأجيل موعد زواجه لشهرين اضافيين ..
احاطه جو من الشكوك والاستغراب ..
والاخص تكتمه حول الاسباب ..
عجز في فهمه و ادراك مايخفيه ..

مطلق : ناصر .. طيب فهمني ليش تبي تأجله ؟
ناصر بهدوء غريب ..
: حسيت اني مستعجل .. في امور كثيره مافكرت فيها ..
راقبه مطلق بصمت ثم اقترب منها وسأله ..
: وتوك اكتشفت انك مستعجل .؟ ناصر لايكون فيه سبب ثاني ..
ناصر بإبتسامه متوتره ..
: يارجال مافيه الا االعافيه .. عندي امور كثيره ما فكرت فيها الا مؤخرا
البيت والاثاث .. والسياره والمهر ... وامور ثانيه ..
مطلق بإبتسامه صادقه ..
: افا ياناصر .. تقول كذا وانا موجود .. يااخي يد بيد انا وياك ..
ناصر : ماتقصر يا مطلق .. لكن هذي حياتي ولازم اتحمل مسؤليه نفسي ..
ابتسم واكمل : اساسا انا حاطك للمهام الصعبه .. فلاتستعجل ..

ابتسم مطلق .. لكن مازال الشك يساوره في تغيير سريع لقراره
وهو بالامس يكاد يرقص فرحآ للموعد الذي ابتهل في استعجاله ..
لكن قنط بسهوله لامر صاحبه وقنع اذا كان شيء هو يريده ..


مشى بهدوء ناحيه حجرتها .. لايريد المبيت لديها هذه الليله
سيطمأن عليها ويغادر لان من بعد الاحتكاك الذي اثارته في وجهه
سيتجنب البقاء معها طويلا..
فتح الباب بسرعه عندما سمع صوت بكاءها . ..
دخل و بنظره سريعه تبادلها معها .. وبجانبها الممرضه تحاول تهدأتها ..
اقترب بخوف وسأل : خير ايش صاير ؟
مازالت تبكي وهو مازال خائفآ من افكار سوداء تبتسم في وجهه بخبث ..
هزت الممرضه رأسها بنفي بعدم علمها .. وخرجت ..
مطلق قرب منها وسأل بذعر لحالها ..
: ليلى .. ردي علي ؟
اجابته بين شهقاتها ..
: سعود ..
مسك يديها وابعدهما عن وجهها .. ليفاجئ في تعابيره المؤثره وعينيها المتورمه .
: وشفيه سعود ؟
تهدج صوتها .. و رمت برأسها في حضنه الفسيح ..
أغمض عينيه برأفه على حاله الذي يكون منها قريب ولايستطيع ان يعبر عن مشاعره بدون حدود ..
سأل مجددا .. ويده تمسح وجهها المبلل ..
: ليلى .. خبريني .. ايش اللي مزعلك ؟
رفعت رأسها بحده وقالت .. بصوت مبحوح ..
: انتم ؟
رفع حاجب استنكار واكتفى بالانتظار ..
بينما اكملت بإنزعاج: ليش اذا مااعجبكم الوضع .. تنهون على كل شي بدون اهتمام بمشاعرنا
ونحن لو نموت مانقدر نسوي شيء ..

هز رأسه بتمهل وكأنه متقبل كلامها ..
فأكملت بنفس الوتيره ..
: كل اللي يهمكم ... كرامتكم وكأنه ماعندنا اي كرامه ..
اذا سكتنا وتقبلنا الحياة معكم مو معناها انه ماعندنا كرامه ..

قاطعها بسؤال بارد : ليش صابرين اذا ماتعجبكم تصرفاتنا ؟
وبنظره مفترسه وجهتها له ..
: انت اخر واحد تسأل ؟

ابتسم و احنى رأسه .. وسأل بعدها : طيب .. مابتقولين وشفيك ؟
دمعت عيناها مجددا ..
وقالت بهدوء مستجيبه لهدوءه معها ..
: سعود .. طلق نجمه ..
رفع رأسه مباشره وشفق على حالها .. قدر وضعها وفهم صعوبه ماتعانيه
اخوها و صديقتها ..
سأل : مين قال لك ؟
ناظرت ناحيه الجوال وقالت .. بعتب : سعود .. هو اللي كلمني ..
اقتربت منه وقالت برجاء ..
: مطلق .. الله يخليك ودي اروح لاهلي ..
رفع حاجب وقال : ليش تروحين ؟ بتحلين المشكله ؟
ليلى بأمل : يمكن .. يمكن اقدر .. حتى لو ما قدرت لازم افهم يامطلق ..
مطلق بإختصار : بتتعبين يا ليلى ..
ليلى بهدوء : مطلق .. انا بين نارين .. اخوي محتاج لي يامطلق ..
مسكت يده : ماودي اجلس هنا زياده .. كفايه .. ارجوك لاول مره اطلب منك طلب ..
اذا جلست هنا دقيقه ما راح ارتاح ..

تنهد وغطى عيونه بيد واحده ..ضغط عليها
فأردفت : انا اعرف اني تعبتك معي .. لكن علشان خاطري يامطلق لاتردني ..

ناظرها مباشره .. وابتسم ..
وقال بعدما هز رأسه موافق .. : امري لله .. بتقولين علشان خاطرك.. ؟ ماتعرفيـــ .....
توقف عن بوح مشاعره و انتهى ...
واكمل ...:
لكن اوعديني انك تهتمين بنفسك ..

ابتسمت على الفور .. و رمت بنفسها في حضنه متجاهله كل شيء ..
ابتسم براحه رغم المد والجزر الذي تعاقب في يومه الطويل ..
ورغم الضغط الذي يعانيه .. و الالم الذي تصاعد لديه
لكنه رغم كل شيء يرتاح لراحتها و لهدوءها ..

مسح على شعرها وتساؤل بصوت هادئ .
: ماقلتي لي ياليلى .. ليش صابرين علينا مدام ما تعجبكم تصرفاتنا ؟


انتظر جوابها .. لكنه طال . .. وطال
فلم يستعجل .. ولم يتدارك الوقت الذي يمر مهرولا معها ..
لن تقول له الان .. ولن تعترف .. ولن تعيد ماقالته في الماضي ..

همس بإسمها .. ولم تجبه .. سوى انفاسها الثقال ..
ادرك ان النوم قد تمكن منها .. بعدما ثقل رأسها على كتفه ..
احتضنها بعنايه ..

ابتسم .. وهمس بحذر : ليلى .....احبك ..


و زادت ابتسامته .. وكأنه راضي عن اعترافه الغير مباح
مستغل كل الفرص لشعور بالراحه في غير موقعها ..

أغمض عينيه هو الاخر .. وكأنه النوم قد تسلل إليه غير شاعرا بالذنب
لافي الوضعيه الصعبه .. و لا في الحاله الاستثنائيه ..
لاتهمه القوانين النصيه او المسموح و الممنوع .. الاهم ماهو المرغوب ..

غير مستشعر المكان الخطأ والزمان الخطآ ... فالمهم لديه .. هو الشخص الصواب ..



***********************



فتاتان على نفس الطريق ...
كل منها ترسم عليه خطوطآ .. استدلاليه .. احداهما وضعت نقطه لنهايته ..
والاخرى .. وضعت فاصله لتستكمل الطريق بكل ظروفه..

تتشابهان في امور كثيره .. و تختلفان في الوضعيه ممكن ..
احداهما للتو انهت مسأله شائكه .. قد علقتها في مذبحه تنتظر دورها وانتهى بالفعل ..
جربت فيها كل شيء لديها .. إلا ماليس لديها ويرغبه الاخرون بشده ..
لكنه للاسف ليس لديها ..
حاولت التأقلم ..
جربت الاعتراف ..
قاومت المشاعر واهلكتها هي ..
كل شيء كان ممكن لديها .. متاح .. سهل .. يسير مقتدر ..
لكنها متمرده ..ابيه .. صعبه ..
سعت لكل شيء .. كل شيء للخلاص ..
توقعت ان صعود الجبل مثل نزوله ..
توقعت انها ستبتسم بإنتصار اذا انتهت من مغامرتها الشيقه ..
لكن لاشيء من كل هذا حدث لها ..
فالحزن باب طرقته بشده حتى كسرته .. ودخلته بإرادتها .
والالم .. لعبه خطيره استهوت اللعب بها رغم خطورتها ..
والفراق .. مالم تتوقعه .. هشم فيها كل قوه وجلاده اعتقدت انها باقيه ابيه فيها ...
والمشاعر كان لابد ان تعترف قبل ان تقطع عرق الحياة في معصمها ..
لقد احبته .. احبته .. احبته ..

احبته رجل اعترف بها امرأه وقدرها على الرغم من البدايه المتعثره ..
احبته بصمت .. بغموض ... بكبرياء ممزوج بغلظه ...

بكت بعدما ابرحها اخيها ضربآ .. ولم يبالي بالعهد النبيل الذي ااتمنه سعود عليه ..
تهالكت على فراشها .. مريضه .. قريحه الالم .. متباعده كل البعد عن نجمه التي تعرفها ..

وابتسمت بشفقه على حالها .. تهدأ نفسها بأن قري ..
اهدأي ... ولو شئتي موتي يا أنا...

فلا شيء سيعود .. لاشيء ..





اما الاخرى .. للتو انتهت من رمي مجله تمتلأ بصور لفساتين اعراس مميزه ..
كانت قد فتحتها وهي تبتسم .. لكن اغلقتها بعدما صافح الدمع جمال صفحاتها ..

ناصر .. مابدل حالك ؟
وما غير قلبك علي ؟

لقد اصبح الامر جلل .. وصعب الفهم والاعتراف ..

لقد تغير في يوم وليله ..
لم يعد ذلك الرومنسي الذي يمطرها بوابل من المشاعر الشفافه الواضحه ..
لم يعد ذلك الرجل الذي احببته ..

هناك طارق جديد في حياته ابدلها كلها ..
لم يعد يتصل ولم يعطني تصريحآ للبعد او حتى التأجيل الذي ادركني به هذه الليله ..

قطع خيطآ خفيآ كان بينهما .. و استتر بمفرده ..
حاولت ان تقدر لكن الشكوك بدأت تساورها من كل اتجاه ..
وهي التي قطعت نفسها .. بأن ناصر هو اليقين الذي تقطع به كل شك يساورها ..

تنهدت وهي ترمي رأسها على المخده وتبكي بصمت ..
على مسامع اختها التي لم تجد كلمه تهدأ بها مايعتري قلبها الحزين ..


تأمل بأن غدأ يحمل لها عنوانآ اخر ..
عنوانا جميل .. يسعد قلبها ..
فالصراحه يجب ان تعترف .. ان وداد وناصر هما امل وتفاؤل يجعلها ترى الحياة مشرقه
من زوايه تخص هذان الاثنان ..




لاتقطعوا الوعود .. او تتنازلوا عن الصعب المستحيل ..
فاالمدارك سهله والغايات في قبضه اليد يسيره ..
الحلم واعد لبعضهم ..
كل منهم يسير في طريقه معترف بخطأه وصوابه .. مجازف بكل مالديه ..

تغيرت وجوه ابطالنا .. وفتحت صفحات جديده في حياتهم
وماهو متوقع اصبح نادر ومستحيل ..
والعكس في اهبه الاستعداد .. منطلق غير ابه بالرحيل ..

ناثرين اقدارهم على سحابه صيفيه .. يعقدون فيهاا الامل بأن ستمر .. ولابد ان تمر ..




مرة ،
كان حبك ،
وكان حبك شراع مركب الفرح العتيق
ورحيلاً من نهر الظلمات والدم
الى جزر الدهشة وصحو مطر النجوم .
مرة ،
حبك كان عبارة “ممنوع المرور” في وجه قاطرة الحزن ،
حبك
رغيفي في قحط التكرار والسأم …


كان حبنا وعلاً جميلاً ، كالحرية ،
راكضاً كسهم افريقي ملون ،
لكنه حين دخل غابة الشكوك والنزق
علق قرناه في أغصان الحزن الكثيفة .
ورغم كل المرارة التي ما يزال طعمها في فمي
كالدم إثر لكمة متفجرة ،
كانت هنالك لحظات في حبنا ،
لحظات مضيئة عانقنا فيها الطفولة ،
والفرح . الفرح . الفرح .

بعضآ مما اعجبني .... لـ غاده السمان


كونوا بخير .. حتى موعدنا

كبرياء الج ـــرح

ارتواء! 27-04-11 06:23 PM

بشغف ننتظر حلول الاربعاء لنرتشف ما لايروي العطش
...لسببين..قلة الماء وروعة مذاقه

نجمه : اتعاطف معها بشده ...اخترتي الطريق الصعب .. حب وفراق ..يعني موت بطيئ للغايه ...بسب ثورات كبرياء ..اوكيه عندك كبرياء بس وظفيه بطريقه صح .. الطرق الملتويه مجديه نفعا في كثير من الاحوال ..
كان بأمكانك معاقبة الاثنين كلا على حده ...كلام أخوها وتصرفه ...واقعي سيئ ..خصوصا انه خارج نطاق المشاعر المتبادله خلف حاجب كبرياء

مطلق وليلى : سلم وحرب ...الى متى ؟

ناصر ..ابحث عن حلول بين اكوام الغباء التي استوطنت عقلك لبرهه ...و ...تنهد الما لفجعك لقبك وداد بتغيرات مفاجئه
ودااد : اصبري شوي ...الحياه لو كانت حلوه دائما لمللنا منها خصوصا ..نحن النساء نعشق الدموع ونسكن الاطلال طويلا




الود لقلبك كبرياء

ارتواء! 27-04-11 07:53 PM

نسيت سعود بيكـ


المشكله ان تصرفه مو غلط بس اسلوبه غلط تمستك فيها ووضح ها الشي بس عيفتها فيك
يعني اذا جات لك مهره شوي شوي روضها ...مو شوي شوي اكسرها
طيب انت فهمت انها شيء نادر متميزه مو مثل خواتك ...ينقادون...
خل لها شوي من شخصيتها ..بحيث ان شخصيتك تغلب
والا حسيت انو مالك في الطويله قلت نجيب قواصرها ...واذا انت وهي بالنهايه

magenta 27-04-11 08:28 PM

اخيرا اعترف مطلق بحبه
لكن الي ماعرفته وش نية ناصر مع وداد
ونجمه غبيه تحسب طلاق لعبه
وسعود غريب ماعنده استعداد لترويض نجمه وهم لاسف يحبون بعضهم والكبرياء واقفه بينهم بس يكسرون الخاطر تكفييييييييين رجعيهم لبعض

حزاميه 27-04-11 10:35 PM

كلام ليلى واقع تعيشه اغلب بنات حواء .,.

نحن من نحب بصمت ونصبر ونعاني ونكبت ونتحمل خطأنا اضعاف واخطاء غيرنا .,.

لم اتوقع هذا من سعود ابدا" ..

شخص بعقلية سعود وهدوئه المعروفين كان يفترض تقدير عصبية نجمة وعدم وعيها باي سهام تلقي بها ,..

نجمة اخطأت بالفعل وخطأها كان يجب ان تعاقب عليه بالصد والهجر ..

ولكن الطلاق !!!!

تحسن مطلق ملحوظ وارجو من ليلى تقدير ذلك وعدم النظر الى الامور من زاوية اهتمامه بابنها فقط ..

مطلق يستحق فرصة ثانية وثالثة للتعبير عن مكنونات صدره ..

فلا تستعجلي والخير قادم لامحالة ..

عند الحديث عن الشرف والتلاعب بالعرض يتساوى تفكير جميع الرجال ...

تاخذهم الحمية للتخلص من الموضوع بجهد ذاتي وسرية تامة ..

كنت اتمنى من طبيب مثقف مثل ناصر ان يعالج الموضوع بطريقة افضل ...

فضعاف النفوس لا يستحقون مكافأة على دنائتهم ..

اثرني احبه 28-04-11 12:44 AM

واخيرا اخيرا نطقها ابوالهوووول هههههههه

بس متى بتغني ليلى (لما تقولي احبك التفت بذهووول من فرحتي فيك تخنق صوتي العبره )

سعووووود ونجمه
كل مااقفيت ناداني تعال وكل مااقبلت عزم بالرحيل

تنطبق عليهم واجد قصتهم في تعقيد وعلى يدش كبرياء بينحل ههههه

ناصر مانبي التضحيه تخرب زواجك بوداد حرام ماتستاهلوووون اللي يصير لكم كفايه مهرها اللي مجمعه سلمه له مانبيه يتزوج ارياااااام

يسلمووووووو على البارت التحفه واللي اعجز عن وصفه

ودووووم في انتظاااااارش

بريق الزمرد 29-04-11 12:30 AM

سلام...

ابداع البارت واي كلمة اقولها قليلة في حقك وحق قلمك..

ارجوك كل الرجاء لا تزوجي ناصر من اريام....بليز لالالالالالالا........... اخمن ان ناصر بيسوي كذا عشان مطلق ويستر ع اخته... مع اني متاكده انها ماهي اريام بل فاتن الحية....

شكرا لك والانتظار يوم الاربعاء بفارغ الصبر دمتي

الريم العوب 29-04-11 10:14 PM

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

البارت فوق الخيال واحداث شيقه عكس اتوقعات متصورة ان سعود على طوال ايطلق وين ياخي الحكمة وترويض فن عندك روض نجمة اتوقع ان جده اذا درابيقلب ادنيافوق تحت وبرجع نجمه بس في النفوس شي من بعض على ميعترفون ابحب كل واحد لي اثاني وعندي احسس ان ناصر بيتزوج اريام علشان يستر علية


وننتظرك على خير يوم الاربعاء

سمانور 30-04-11 10:37 AM

[FONT="Century Gothic"][/FONT] السلام عليكم اشكرك كبرياء على تحليقك بنا في فضاءات الابداع الراقى والخيال الحالم و سلمت يمينك اختى ودائما في شوق الى ابداعك وياليت سعود يرجع نجومه ماتستاهل ولو انها عنيدة والله يستر على وداد الحالمة وليلي الله يهديها مايصير تهمل صحتها مهما عانت وفي انتظار الاربعاء موعدنا مع ابداع كبرياء

رذاذ المطر 03-05-11 03:47 PM

بلييييييييييييز بليييييييييييييز
مانبي سعود ونجمه يطلقون
رديهم لبعض تكفيييييين
هذولا الاثنين لايقيت لبعض كثيييييييييييير
اتوقع ليلى تكون سبب في رجعتهم

كبرياء الج ــرح 04-05-11 10:44 PM




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

سوري ياجماعه تأخرت في انزال البارت كانت عندي ظروف معقده مع الاتصال ..
وعندي مطالبه من بعض المتابعين الكرام عن عدم سؤالي عن متى تنتهي الروايه ..
فذلك يسبب لي التشويش والضغط .. ارجو ان تفهموني ..
وايضآ لا استطيع ان احصر كم المتبقي ... لان بمجرد الكتابه تظهر لي افكار جديده
فبذلك كلما اريد ان انهي افتح خطآ جديدا للمتابعه ..

ارجو ان تتقبلوا كلامي بصدر رحب ... فذلك من اجل الجميع
تفضلوا البارت .. مع حبي








البارت الرابع والاربعون ..






الشجن والذكريات القصيره ... تعذيب مرير ..
اسخف الاوقات من قبل .. والتي لم نلتفت لها .. تصبح دقيقه .. نسرح في كل زواياها بدون تذمر
و إن حان وقت للحصاد ..


استمر الصمت بين الاثنين .. بعض كليمات قد قطعت الصمت لفتره قصيره وعادت مره اخرى
لاجئه الى افواههم ..
هي في عالمها المنفرد حيث تحل القضايا وتفك العقد .. وتنشغل في ماليس لها ..
وتهلك على هموم غيرها ..

وهو في حاله اخرى .. منفيآ تمامآ عن عقلها وافكارها .. يحادث نفسه بأن تحمل ..
هو في عالم محسوب عليها بأن تفكر وتعطي نتائج ايجايبه ...
ليست ملامه ..فالملام هو الوضع التي اصبحنا تحت سيطرته ..
فهي ممن يصنفنون بأن يحترقون حتى الرماد لكي يضيئون لغيرهم ..

تنهد بعدما طال انتظاره وصمته .. لم يشعر بالراحه حتى وهي قربه وفي منزله .
سألت بدون اهتمام لتلك التنهيده ..
: متى نروح لاهلي ؟
اجابها ببرود : اشوف متى اكون فاضي ..
جمدت ملامحها و بإلحاح ..
: مطلق .. انت وعدتني ؟

اجاب بسيطره وهو يسحب بيجامته من الخزانه ..
: وعدتك .. اوكي .. لكن خليني انام وارتاح .. مانمت ثلاث ساعات على بعضها ..
تبيني امشي فيك و انا تعبان .. بكره يصير خير .

أبدت تذمرها من صفقتها لباب الحمام .. رمى بنظره غاضبه على الجماد ..
زفر بقهر من تصرفاتها الطفوليه .. وبالاخص حنق عليها وعلى اخيها الغبي وزوجته ..

انتظر حتى خروجها .. .. فهب سائلآ إياها ..
: انتي ليش زعلانه ؟ من وقت اخذتك من المستشفى وانتي ماده بوزك شبرين ؟

فتحت عيونها بصدمه من كلامه .. وتخصرت قدامه ..
: انا اللي ماد بوزي شبرين .. ولا انت اللي ما تتكلم ولاتنطق بحرف ؟ واذا تكلمت ماتقول شيء يريح ؟
فتح ذراعيه بقله حيله ..
: ايش تبيني اقول ؟ يعني اعطيني خياراتك علشان ارضيك يامدام ..
تأففت : لاتقول شيء .. ولا تنتظر مني شيء ..

ضاقت عيونه .. واقترب خطوه بينما هي تترقب بتحدي ..
وقال : مالاحظتي اني اعطيتك فرصه انك تطلعين عصبيتك علي ... وتمحين وجودي عندك ؟

ارتخت اكتافها .. وردت عليه بهدوء ملامحها رغم الارتجافه التي حلت بها من نظره عينيه الصارمه ..
فأردف ببرود رغم حرق اعصابه من تجاهله لها ..
: انا عارف انك مشغوله علشان اخوك .. ومهتمه في امره اكثر من اهتمامك فيني كزوج ..
لكن لاتمزجين حياتك مع حياته .. فأنا انسان ماعندي صبر ..

اجابته بتمهل : المفروض تقدر وضعي وتساعدني .. ؟

ابتسم في وجهها مجيبآ بإقتناع ..
: انا معك .. لكن لاتحمليني فوق طاقتي .. المفروض انتي كمان تقدرين وضعي ؟

اقتربت منه متوسله : مطلق .. هذا اخوي ..

هدر بصوت غاضب : وانا زوجك ..

تراجعت مرتجفه من صدى صوته المخيف ... فتراجع بدوره متدارك وضعها ورهافه احساسها ..

مر بجانبها مكمل بمثل الهدوء الغريب وابتسامه مريره صعبت عليها لتفهمها ..
: لو لمجرد التظاهر ياليلى .. لا تقللي من احترامي وتعتبرين مالي وجود ..

كانت ستجيب .. لكن صفقه الباب في وجهها كان الرد الماثل امامها بعدم النقاش ..
تأففت و عيينها تدور في المكان لشيء تألفه ..
لقد غرقت في مشكله اخيها حتى اذنيها ..لاتنكر ذلك ..
لكن ماذنبها .. لم يخيرها بينه وبين غيره ..
فـ ذاك ..اخي وانت زوجي .. مالمفروض عمله لكي ارضيك ..


انتظرته .. طويلآ حتى باتت تشك انه لن يخرج من الحمام ابدا ..
تنهدت بيأس .. وتشاغلت بجهازها .. متردده في الاتصال ..
تعرف ان الحال من انقلاب في انقلاب ..
غامرت في الاتصال بنجمه .... لكن جهازها مغلق ..
عضت اصابعها بخوف .. واعادت الاتصال لكن بأخيها هذه المره ..
ونفس الحال.. يرن لكن مامن مجيب ..
قذفت بالجوال قربها .. وغطت وجهها بيديها متنهده بعذاب ..
لم تستطع ان تمنع نفسها بأن تشغل بالها وتشعر بالقلق ..
منتظره بصيص من الامل ان العاصفه قد مرت بهم هناك دون خسائر ..



*********************



استقام تحت هدير من المياه الدافئه ...
مايريده هو استرخاء اعصابه المشدوده التي لم تعرف الارتخاء منذ ايام طويله ..
اصبح كالوتر المشدود .. يصدر رنينآ هائلآ .. قابل للانقطاع في اي لحظه ..
لم تكلف نفسها عناء الاهتمام بي اوان تدير رأسها وتلتفت إلي كما يجب ..
مضت علي ايام لم اعرف فيها طعم الراحه ..
أشعر بأنها كخناجر في قلبي .. و دموعها جمر تتقلب عليه روحي من اجلها ..

مشغوله بأخيها وبمصابه الجلل .. وانا أتلوى من العذاب بقربها ولم تحن منها إلتفاته حتى...
وكل هذا تريد مني ان اقدر موقفها وحزنها و انشغالها الفكري بتلك وذاك ..

قدرت واحتملت وتحاملت على نفسي المتطلبه ... وكل هذا وكفى
وكفى .. وكفى .. وكفى .....


ضرب قبضته على الجدار بقهر على نفسه التي لم تتوانى مستغله كل الفرص في تعذيبه ..
وتلك المتغنجه على جراحي .. اصبحت نقطه ضعفي التي اعذب بها نفسي ..
يا للحب الاحمق الذي جعلني متخاذلا .. متهاونآ في حق نفسي ..
كالدميه اصبحت خلفها .. منقاد في خطواته يسير حثيثآ ...
تضعفني كل ملامحها .. و دموعها جنود تجبرني على الخضوع والاستسلام قبل بدايه المعركه ..

نفض الماء على شعره .. و تأمل نفسه في المرآه ..
يبدو ضائعآ ... لايعرف الانا التي تسكنه ..
متغربآ في دنيا يراها بكل مافيها غريبه .. غريبه لانه معتاد على روتين قديم سيرته بكل مافيه ..
والادهى والامر هي المشاعر الجديده التي جازف في تجربتها و التي اسرته غريبآ ..


************************



صباح يوم ثقيل .. صعب في ملامحهم .. الهموم تطل من اعينهم ..
و الراحه غادرت المقل .. ولم تترك سوى التناهيد ونيس لصمتهم ..
تطلع من الواحد تلو الاخر كالعدوى ..

إلا كبيرهم .. يحدق في الجماد ..يفتت مفردات السكون ..
لاترف جفناه .. ولايحرك ساكنآ ..
منزعجآ لحد القهر .. و مجبورآ على الصمت في حاله منكره لديه كل الانكار .. ..
قيد حفيده يديه ولسانه .. واجبره على الخضوع في ما ليس له يد فيه ..
تهاوت جبروته عند اهواءهم غير مدركين اهميه الحياة التي بين ايديهم ..
وذهب وتركهم .. ذهب وكأنه قال وداعآ و مع السلامه .. ولم ينطق بما ابغض حلاله لديه ..

ويأتي ويخبره بكل فداحه بأنه طلقها ..
ألا يعرفون ما الصواب من الخطأ ...

تشهدت رفيقته بذكر حق قوله في كل وقت و مكان وكأنها تذكره بأن عود الى عالمنا ولا تغوص في الهموم ..
مسح لحيته و كرر خلفها .. : حق دائم لا إله الا الله .. محمد رسول الله ..
الجده : عين ماصلت على النبي .. كان يازينهم مع بعض ..
علق الجد : لا والله ماهي عين .. إلا ولدك ماهو رجال .. يوم انه مامسك لسانه عن القول الشين ..

تدخلت سلوى : جدي الله يخليك لاتكبر السالفه ..
قاطعتها والدتها : سلوى مالك علاقه في كلام الكبار ؟
سلوى بحنق : وشو كلام الكبار .. شايفتني بزر .. سعود اخوي ..
ناظرت جدها وقالت بحنان ..
: الله يخليك يايبه .. تفاهم معه بهدوء وافهم منه .. كفايه انه خرج معصب ..
همس الجد بخيبه : سود وجهي قدام الناس .. ويش تبيني افهم منه بعد اللي صار ..
نطقت فاطمه : السموحه ياعمي .. لكن مافهمت اللي صار مع بنت سالم ..
ناظرت سلوى امها بإستغراب وكأنها لاول مره تسمع منها كلام مفيد ..

بينما كملت امها بهدوء مريب ..
: لزوم تفهم من البنت و من سعود ... يمكن اللي صار بينهم بالتراضي ..
قاطعها الجد بحده ..
: كيف بالتراضي ؟ هي لعبه ولا مزحه يوم انهم تزوجوا قدام خلق الله ...
بياخذني على قد عقلي ولد احمد ... صدق من قال اللي خلف ما مات ..

تهدج صوت العجوز التي صمتت في حوارهم الغير مفيد ولكن حين
ذكروا حبيبها الصغير .. اعلنتها بتأثر
: ترحموا عليه وادعوا له احمد ولد قلبي لاتجيبوا سيرته بالشين ... وسعود ماسود وجهك ..
يقدر يرجع نجمه مير انت لا تثقل عليه بحكيك اللي ماله لزوم ..
.
الجد : ماكبر راسه الا حكي النسوان و دلعك له .. ترينه مانفع احمد يوم انه هج وترك الديره .

سلوى بإغتضان دامع وهي ترقب ملامح جدتها التي اعتصرت فؤادها ..
وهروب امها من مجلس مشحون بكل مافيه ..
: جدي الله يهديك .. تعوذ من الشيطان.

بنظره اخيره وزعها بين سلوى وبين رفيقته التي غطت وجهها بطرف من ثوبها الاسود
وقد خدشها بذكرى الماضي القديم ..
ماضي مازال يسري في عقولهم بمراره الامس وحنين الفقد ..
ماضي لم ينسى خيباته التي عاشها فيه ..
اهلكه الولد وبعده التلد .. و استصغره الجميع .. بعدما صغره ولده من قبل واكمل عليه الحفيد ..

تنهد منزعجآ من ذكره البغيض .. فهب واقفآ مستعيذا من شيطان مارد ..
وخرج متجهآ الى شيخ كبير في سنه ذو حكمه وعلم فقيه ..
في فكره لن يترك غبيان يلطخان حياتها بحماقه لم يفكروا فيها مسبقآ ...
وما انكسر سيجبر على الاصلاح ..


*****************************



يالصباحها الذي مر عليها في غرفه مظلمه ..
تبكي وتنتحب .. و تأن بصمت اثر ضرب مبرح نالته من اخيها ..
وندم يبنض في قلبها المذبوح ..
لم تكن تعلم بأن القوه التي انتابتها .. هي خدعه طالتها وطالت غيرها ..
اندمجت في مؤثرات خدعه لم تكن من صناعه بل حبكه دراميه كانت من اخراج اخيها ..
لكن لمن كان الكبرياء .. ؟ او ليس لها ..
بل لم كان في ذلك الوقت ..
ألم تشعر بالسعاده .. حين قدم اليهم .. ألم تظن انه عاد من اجل استعادتها ..
لم اعادت بعثره امورها بنفسها ..

فتحت عليها والدتها الباب وملامحها تنبؤ عن سوء حالها ..
:تبين تجلسين طول النهار في غرفتك وتتركين علي كل شيء .. اللي تبينه صار ليش تتحسفين عليه الحين ؟

تنهدت بخيبه واكملت بحرى : احمد الله ان ابوك مو حي .. لكنتي ذبحتيه من القهر ..


وخرجت .. لتعود تلك وتمسح دموعها وتدعي بأنها ستنسى .. وستمر عليها الايام تواليآ ..
و ستنسيها كل الهموم ..
ليست الاولى التي تتعرض لمثل هذه المواقف .. فالكل ينسى وهي اولهم ..
ستتابع حياتها و كأن شيء لم يكن ..
او لعله يكون تجربه سـتأخذ مفادها ..
تنهدت بيأس .. كيف تنساه .. كيف تنساه .. وهو يقبع خلفها .. بقربها سيكون
كل الطرق تؤدي إليه ..
كيف تنساه وذكره كالهواء حولها ..

طرقت كلماته الاخيره في رأسها ..
: " انا مانطقتها يا نجمه لاني كنت متمسك فيك ولاهنتي علي .. ماكان ودي انهي كل شيء في لحظه انفعال ..
تقولي انك انجرحت من خدعه مالي يد فيها والله يشهد .. لكن اذا جيت على كرامتي
يابنت الناس .. تراني ماارخصها واعز ماعلي اموت ولا اخذ واحده ماتبيني .. وتنتظر اللحظه اللي تفتك مني .. "


اسندت رأسها على ركبيتها واجشهت بالبكاء ..

لم ياسعود حرقت قلبي بكلماتك .. لما لم تقولها مسبقآ لكي ارتد عن طريقي واعود إليك
متخليه عن كبريائي و عنادي المزيف معك ..

هل الخطأ مسؤليتي الكامله لدي .. ام نحن نتشاركها جميعآ ..
ابتسمت بسخريه على نفسها .. و اقتنعت بصمتها الدائم بأنها من صنعت الخطأ بحبكتها هي لاغيرها .


***************************


جلست مع ام مطلق طول فتره الصباح ...
افتقدت الجلسات معها .. وساعه جلست معها نسيت كل شيء ...
حتى مطلق وخروجه من بعد صلاه الفجر ..
مشتاق للشركه والشغل .. حتى اتصال ما اتصل ..
تنهدت و وبخت نفسها .. توك تقولين نسيت كل شيء .. حتى مطلق ..
كيف نسيت .. وانتي مشغوله فيه وفي اخوك ونجمه ..
تركت ام مطلق بعدما نامت الاخيره ..
و اخذت جوالها وكلها أمل تسمع اخبار طيبه عن سعود ..
اول ما اتصلت ..رد اخوها على عجل ..
: هلا ليلى ..
ابتسمت على الفور ..
: هلا يا قلبي .. طمني عنك ؟
سعود بنبره ساخره ..
: باقي ما فقدت عقلي .. لكن قريب بفقده ..
شهقت بخوف و سألت ..
: يابعد عمري .. لاتقول هالحكي .. اكيد بنلقى حل ويرتاح بالك .
ضحك بسخريه ..
: تحسبيني بذبح نفسي على نجمه .. لا والله يا اختي ... ما فكرت فيها حتى ..
لكن بفقد عقلي من ذا التلاميذ اللي عندي ..
تأففت بإنزعاج ..
: كيف الامور عندكم ؟
رد ببرود : مثل ماانت متوقعه .. جدي عصب وجدتي ندبت حظي ..
لكن بكل الطرق راح يتقبلون ..

ليلى : سعود .. ايش اللي صار بينكم ؟
تنهد مجيب : ما صار شيء جديد .. البدايه كانت خطأ في حقي وحقها يا ليلى .
ما اخذتها إلا علشان الناس .. وهذا اكبر غلط .

اكمل بعد ثانيه توقف : والله مرتاح ياليلى اذا سألتيني .. الزواج بالطريقه هذي كانت مزعجه .
ليلى بهدوء : كان ودي اكون معكم .. انا عارفه ان جدي بيقسى عليك .. لكن الله يخليك
تحمله.. وتحمل عصبيته .. جدي تفكيره قديم ..

سعود : لا توصين عليه ... انا اكثر واحد يعرف جدي .. واعرف طباعه زين ..
لكن المهم لا تتعبين نفسك و تجين عندنا ... ترى زيارتك لنا ماتقدم ولا تأخر ..

ليلى : لكن يااخي..
قاطعها بسرعه : لا لكن ولا غيرها .. اذا صار اي شيء جديد بخبرك ..
سمعت صوت جرس المدرسه ..
: يالله يا ليلى .. بدت حصتي ..اكلمك بعدين ..
ابتسمت وقالت بسرعه ..
: الله يخليك لي يا اغلى اخ في الدنيا ..
قاطعها بضحكه ..
: انا على بالي تقولين يا احلى اخ .. يا اجمل اخ .. مو اغلى .. شكلك تبين تبيعيني .. ؟!!
ضحكت بالمقابل ..
: روح الله يسعدك .. تلاميذك ينتظرونك ..
تنهد وقال : لاتذكريني ...

ابتسمت رغم كل شيء .. حتى بعدما قفلت الاتصال .. واستراحت على سريرها ..
لديها تساؤلات ملحه في التدخل في حياة اخيها واصلاحها ..
لكن لديها جذب من طرف اخر .. وهو ليس ماتريده يجب ان يكون ..

لقد سعدت من اجل الجمع بين صديقتها الوحيده واخيها الوحيد ..
اثنان احبتهما بكل مافيهما و قربت بينهما .. لكن قلوبهم هي لم ترد ..

او ليس هذا حالها مع مطلق ..
الاخرون هم من جمعهم مع بعضهم البعض ..
لكن حتى الان لم تبدو اشاره في الافق لحسن الاختيار ..
لن تقع في الخطأ مره اخرى ... كان يجب ان توافق اخيها في اختياره منذ البدايه ..


************************



انتظر ردها مطولآ بعد اكثر من اتصال ..
عاد مجددا في ارسال الرسائل لكن حتى هذه انعدمت في الرد ..
ارسل لها رساله مفادها " وداد .. لازم نتكلم .. ردي على اتصالاتي "

انتظر متأفف من كل الظروف الصعبه المواجهه له ..
سمع نغمه رساله قادمه ..
: : ماعندي وقت مشغوله حاليآ .. بعدين نتكلم "

تكلم بصوت مسموع .. : هذي تبي تجنني ..

اتصل من جديد .. ينقر على اصابعه بتوتر على المكتب امامه ...
فيه غضب غريب .. يكاد ينفجر ..
غضب من نفسه ومنها ..
لاول عثره في طريق زواجهم تحتج و تصد عنه ..
ألا تريد ان تفهم الاسباب .. الا تريد ان تسمع مني ..

فتحت الاتصال .. لينطق بسرعه بعد شهيق متسارع
: ماكنت رديتي . ؟
بنبره منخفضه : ناصر .. كنت مشغوله ؟
: كنتي مشغوله ولا ماتبين تردين علي ؟
وداد : الله يهديك .. ليش مابي ارد عليك .. كنت مشغوله عندنا حفل في الروضه ..
وما قدرت ارد عليك ..

اخذ نفس طويلآ وكأنه توتر من ردها ...
فهدأ من غضبه : انا اعتذر .. انا معصب من امور كثيره ...
قاطعته : اكيد ... امور كثيره ماااعرف عنها شيء .. مو مشكله يا ناصر انا مقدره الوضع ..

برجاء : وداد ... والله في امور كثيره شاغلتني حتى عن الاكل...
وداد بصراحه : بتقولها لي في النهايه ..ولا تحتفظ فيها مثل العاده ..
اذا ما تقدر تشاركني فيها فاحتفظ فيها افضل ..

انتظر مهله وقال بعدها بهدوء ..
: الليله بزروكم في البيت .. واشرح لك ليش اجلت الزواج ؟
وداد بضيق : هذا اللي قدرت عليه .. تحسبني متضايقه علشان تأجيل الزواج ..
انت غلطان اولا وانا اللي غلطت ثانيآ لاني رديت عليك .. لاتجي الليله لاني
ما اظن في كلام بيننا ..

ناصر : ودادي .. والله ..
قاطعته بنبره باكيه : على العموم انا مشغوله .. اكلمك بعدين ..

وانقفل الخط وهو غارق في تنهداته ..
ألم يتنتهي من تلك المشكله ..
لم غرقت الان في عواقبها ..
ابتهج .. فالعاصفه مرت عليك دون خسائر تذكر .. غير اموال ستعوضها قريبآ ..

سند رأسه على راحه يده ... متسائل
لما اشعر بالخوف .. والحزن على نفسي ..
وكأني في انتظار شيء ما يفاجئني ..


***********************


ارتفع اذان العصر .. بعدما قفل باب السياره بإنزعاج كبير ..
صداع مزعج .. و تعب اعصاب .. و انهيار وشيك ..
غير قادر على تحمل كل تلك الشحنات السلبيه التي طوقته من كل جهه ...
الضغط من كل جهه .. جديه من جهه و ليلى من جهه ثانيه ..
و قلبه من جهه اخرى مواليه للجهات الاربع ..
لم يعد يتحمل كل ذلك الضغط ..
مشاعره قد انتحبت على درب الاعتصام ..
و زال عنه كل التروي .. فأصبح يسبح في نهر من العتمه والضبابيه ..
كان يخدع نفسه بأنه بمجرد ان يضيء دربه الوحيد معها ..
سيرى الطريق بوضوح ..
لكن عبثآ كان يحاول فالظلمه كانت قدره معها طيله الوقت ..
لم لايسعنا فعل شيء في لحظات الحرج ؟


دخل البيت .. لتستقبله سلوى بإنتظارها له ..
سأل مباشره بعدما رأى ملامحها المتوتره .
: خير يا سلوى ايش اللي صاير ؟
ردت مع ابتسامه محببه ..
: مافي شيء .. كنت انتظرك ..
رمى بشماغه بين يديها وقال ..
: و الله صرت شخصيه مهمه .. ساعه الاخت سلوى تنتظرني ..
هزت رأسها بإبتسامه ..
: اكيد .. اكيد .. على العموم يا استاذ سعود .. جدي ينتظرك بعد صلاه العصر
وموصيني اقولك مافيه نوم لانه يبيك ضروري ..
ضرب راسه براحه يده وقال بتذمر ..
: لا الله يخليك .. مو ناقصني وجع راس ..
سلوى : الله يعينك .. كان المفروض تفكر قبل ما تتورط ..

ناظرها بملامح ساخره من الحاله التي وصل لها ..
اصبح الجميع يفهمون في حالته وهو الوحيد الغبي المتخبط فيها ..

تنهد بأسف على نفسه وهمس لها
: المفروض .. والمفروض .. المفروض اني قلت لا في الوقت المناسب
وريحت راسي من كل الهم ...

****************************



انتظرت لفتره طويله .. لكن المفاجآه الكبيره كانت هو ..
تطلعت له بغرابه .. يفتح حقيبته الصغيره و يملأها بملابسه
وهي تقف تنظر اليه بتعجب ..
كل الذي قاله .. كيف حالك ؟ وانا مستعجل ..
كان مشتت .. ياخذ غرض من جهه و يدخل الحمام ويخرج من غير هدى
بعد صمت اطبق عليها ..نادته بإسمه بحده ... ليرفع رأسه مذعنآ لها ..
سألته بإبتسامه باهته ...
: خير وشفيك ؟ ليش تلم ملابسك؟
رد عليها بهدوء : مسافر .. عندي شغله ضروريه في دبي .. يومين بالكثير وارجع .
اقتربت منه خطوه ..
: ومتى كنت ناوي تقول لي .. في الطياره ولا اذا وصلت دبي بالسلامه ..
عقد يديه وسحب نفس طويل ..
: اعتذر .. السفركان مفاجئ .. ماكان في فرصه اخبر اي احد ..
انتظر رد منها .. فراقب حركتها ناحيه السرير .. تجلس وترتب ملابسه بهدوء
وبدون كلمه ..
تنهد واقترب خطوه لكنه تراجع بعدها .. يسحب قميصآ ويتأمله بلا داعي ..
فرفع رأسه مستجيب لصوتها المنخفض ,,
: مطلق .. سلطان لما جاء المره الماضيه كان نيته يطمن علي مع خالتي ..

تشنجت رقبته لموجه من الهدير العصبي على طول عموده الفقري ..
بدون التفاته منه تصاعد صوته بزخم من الغضب ..
: ويش جابك على طاريه الحين ؟

هزت اكتافها بحيره لكنها اجابته بهدوء ...
: كان لابد ان اقول لك .. لاني وقتها خفت منك ..

مطلق : انسي ..
ارتفعت نبره صوتها .. ..
: ماقدرت انسى وانا اشوف تصرفاتك معي .. كل مره تقول فيها انسي ياليلى ..
ارجع واتذكر كل شيء ..

استدار ناحيتها وقال منهيآ على شكوكها ..
: تصرفاتي عاديه .. الوضع اللي كنا فيه كان مشحون ويتطلب منا الحذر ..
انسى اللي صار من قبل .. سلطان اوغيره ماله علاقه في حياتنا .. اهم شيء اهتمي بنفسك..

ضمت قميص له بدون وعي منها .. و تهدلت حاجبيها .. بأسى
وتغيرت نبرتها .. : لاتقولي اهتمي بنفسك ..الحمل هذا متعبني .. متعبني بالحيل .. يامطلق .
غطت وجهها بقميصه وبدأ جسدها يتفاعل مع رعشات بكاءها ..


بعثر شعره بأسى على حال دموعها وما تفعله هي به ..
واقترب منها على عجل و جلس خلفها .. تردد في لمسها ..
لايجد كلمه يشد من عزمها فيه .. سوى انه قال ..
: الحمل ولا أنا ؟ ..

ضحكت برقه .. فتفاجئ منها .. ادارها ناحيته وسأل بإبتسامه قفزت الى شفتيه ..
: توك تبكين ..؟ ليش الضحكه ؟

مسحت دمعتها لتترك اثر احمرارا واضحآ على وجهها ..
ونظرت له ببريق دامع ..
: اول مره تقول شيء صحيح .. انت سبب تعبي ؟

لمحت في عينيه نظره حزينه اثر كلماتها ..
فأعقبت بإبتسامه .. وانامله تحتك بذقنه الخشن ..
: لاتزعل مني .. ؟ تتعبني اذا بغيت افهمك .. وصعب علي افهمك يامطلق ... ؟

زفرت بنفس قصير وبعدها وقفت وقالت بنشاط ..
: خليني ارتب لك ملابسك ... على ماتاخذ لك دوش وتتنشط شوي ..

استرخى على الفراش .. بينما عينيه تراقبها .. بصمت كالعاده ..
انثناءاتها الرقيقه .. و حركاتها التي تنم عن انشغالها ..
كم يتوق للمسها مجددا بدون حواجز او شيء يضني تفكيره ..
لمحادثتها بدون ان يطرأ جديد ويعكر حياتهما ...
بدون ان يفكر يود ان يغرق بدون ان يعمل عقله ...


وهي تحاول ان تشغل نفسها عن فراقه القصير ..
من الان تشتاق اليه .. او ليس كل وقت تشتاق إليه .
فهو معها لكنه في عالم اخر لا تعلمه ..
تتوق لقربه و محاكاته بسلام ...

قطعت الصمت بقولها ..
: كلمت سعود ؟
وقف مطلق واقترب منها مستند على السرير ..
: انا مانسيت وعدي بعد ما ارجع من السفر بوصلك عند اهلك ؟
رفعت نظرها له مع ابتسامه لطيفه ..
: لا مايحتاج .. غيرت رأيي ...
مطلق : غريبه غيرت رأيك رغم انك كنتي مصره ؟
تنهدت وتشاغلت بقطعه من ملابسه ترتبها بدقه ..
: مابغير شيء من اللي صار .. التدخل في حياتهم ما بتكون فيها فايده ..
لازم افرق بين اللي ابيه وبين اللي يبونه هم ..

مطلق : واللي كنتي تبينه تجمعين بين اخوك و صديقتك الوحيده ؟
اغمضت عيونها و قالت بحزن ..
: انا عارفه انهم محتاجين لي ... لكن مافي يدي شيء لهم ..

دنى منها و مد يده يمسح على شعرها برفق ..
: خليك قريبه منهم .. لكن لا تتدخلين في قراراتهم لان هذي حياتهم ..

ابتسمت ليضيء وجهها .. و لمعت عينيها بذلك الحب الكبير
حب اظناها حتى شعرت بالفقر والحاجه ..
حب سحب منها كل قوى و جعلها خاويه ..

قالت بعدما اودعت ملابسه جانبآ ..
: تروح وترجع بالسلامه يامطلق ..
تركت ملابسه على جنب و وقفت ودخلت الحمام واغلقته بإحكام ..
لتستند عليه .. لتبكي بصمت ...
تكتم شهقاتها بيديها الاثنتين ...
كم حملها ثقيل .. ثقيل حتى السقوط ..
صعب وشاق ..
هو وطفله متعاونان عليها وهي يجب ان تكون في كامل قوتها وتحملها ..
لم تعد تعرفها تلك الكلمه ..
تحتاج لمن تستند عليه بأمان خشيه السقوط والانهيار ..

وبعد كل هذا .. سيذهب ويتركها وحيده ..
يتركها للوحده الموحشه التي اطبقت عليها ..
ويتركها للحزن والالم الذي لم تعد تطيقه ..

وضعت يدآ على بطنها و همست لنفسها ...
: يكفي ..ياليلى .. يكفي ...

وقف مستندا على الجهه الاخرى ..
يسمع شهقاتها المكتومه .. ويتصلب اكثر واكثر ..
ماللهروب مفر ودروب يا رجل ..
اهدأ فهي في حاجتك هادئآ ..رزينآ ..
لاتعلل حاجاتك في ازعاجها ..
كن صبورآ من اجلها .. من اجلها فقط ..

فحبك لها غادر .. سحيق صعب الوصول إليه ..
لم يكن شفافآ لها .. ولاتستطيع ان تظهره بدون عواقب ..
لعل الزمن القادم يشفي الجروح ..
ولعل السفر يمحي مامضى ويفتح صفحه من التسامح والنسيان ..

ولعلي اكون شخصآ اخر .. غير الذي انا فيه الان ..

****************************


وقف بعد اذعانآ لمده عشر دقائق ... وقف ثائرا .. مهددآ لكل لحظه سلام ..
صعب ان يتقبل المزيد ..
ان ينحر المزيد من كبريائه و اماله ..
لم يعد يطيق الانتظار دقيقه ..
فكل شيء يطبق عليه ويخنقه ويخفي مابقي لديه من حياة ..

بصوت متحكم ..
: اسف ياجدي .. الا في هذي مااقدر اطيعك فيها ...
ضرب الجد بعصاه على الارض دليل واضح على نفاذ صبره ..
: بتعصيني ياسعود .. بتطلع مثل ابوك .. يوم انها دار ظهره لنا ومشى ..

ابيض وجهه وقال بضيق ..
: جدي انا رجال .. تفهم رجال .. مو كل دقيقه والثانيه تجبرني على شيء ماابيه
واذا مانفع ذكرتني بفعله ابويه لك .. انا قلت لك من البدايه مابيها .. مابيها لكن اجبرتني عليها
وكل علشان الناس والناس ... الناس يهمونك اكثر من سعادتي ..

صرخ الجد ليلجلب بصوته اهل البيت كلهم ..
: سودت وجهي بفعلتك .. سودت وجهي الله يسود وجهك ... تقاويت على بنت يتيمه
منت رجال يوم انك تقولها وانا اللي حرصت عليك ..

مسح وجهها بالكثير من الصبر لكن لم يعد يحتمل ..
: جدي .. نجمه مابرجعها .. حلال حرام .. ماعاد يهمني الا نفسي ..
كفايه ضحيت بنفسي علشانكم ..وانتم مايهمكم الا انفسكم ..

تدخلت سلوى تسحب اخوها من ذراعه ..
:سعود الله يخليك .. هدي اعصابك ماينفع تتكلم مع جدي بالطريقه هذي ..

دفعها بعنف ...
: تعبت يانجمه .. والله تعبت .. تحملت اكثر من طاقتي .. وهم مايهتمون الا في انفسهم
والناس ..

الجد برجفه اهتزت لها عصاته ..
: سبحان من خلق .. مثل ابوك يوم انه اختار امك وتركنا .. نفس هرجه لنا ..
إيه والله اللي خلف مامات ..

كاد ان يبكي من القهر .. فصدح متأثرا ..
: تلومون ابوي على انه اختار الحياة اي تريحه ..مشى مع اللي اختارها قلبه ..
تركم بحسرتكم .. تلومونه وانا صرت مثلكم .. لكن اليوم احس في احساسه
احس انه انا .. مثل ما سويتم بأبوي ترجعون الماضي بفعلتكم معي ..

هدأ صوته وقال : جدي .. لاتزعل مني .. مابي اقولها مره ثانيه وثالثه ..
انا مابيها .. فلا تغصبني على شيء مابيه ..

ارتفع رأس الجد بشموخ وكبرياء ...
وقال بإنفعال واضح ..
: مادامك اخترت ياولد احمد .. بيتي يتعذرك .. لانت ولدي ولا انا اعرفك ...

وتساقطت كل الامثله .. وتداعت كل القمم ..
وتناثرت الدموع على مفترقات طرق ..
كل منهما تؤدي الى احمد الضال ..
ويا للقدر ..
يجمعنا في نقطه اتصال مع الماضي .. ويجدد اللقاء

ويا للقاء ..
عهود لم توفي كمالها ..
ونذور بالكمال لم تتعهد بعد ..
وسناريو متجدد مختبأ في لحظه غضب ..

سعود .. من اختاره ليرجع الى ابيه ..
ليكون ابيه .. ليكون هو في غمره الشباب ..

لم يكن هناك اختيار بين اثنين ..
اكثر من ان اكون انا او لا اكون ..
شخصآ بكامليته .. وليس ظلاله من تسير خلفه ..
من يقول نعم ويبدأ النقاش .. او اقول لأ وينتهي وكفى ..

والان وكفى .. خرج من المنزل يحمل معه حقيقه قد امتلأت بالكتب اكثر من الملابس ..
ينتظره المزيد في الخارج .. والذي لايعلمه ..
يواسي نفسه بأنه فعل الصواب .. وان سقط قلبه على دموع جدته و ملامح جده ..
لكنه يكفي تضحيه .. يكفي .. فلقد خسرت شيئأ من كرامتي وكبريائي بسبب تضحياتي المستمره ..




**********************





ويوم افترقنا
وقفت امام المراه
فلم تظهر فيها صورتي ,
وكان لا أثر لي …
وقفت فوق الميزان في الصيدليه
فلم يتحرك المؤشر
وظل يشير الى الصفر …
وقفت امام قاطعة التذاكر
وطلبت مقعداً في السينما
فلم ترني , وباعت الواقف خلفي …

لقد اطبقت علي زهرة حبك المفترسه
وغرست اشواكها في روحي
وامتصتني بكليتي …

فلينفجر القلب بلحظة ذل : تعال
اني أكره كل ما فيك ..
وأحبك , أحبك , أحبك .




للقصه بقيه .. القاكم


كبرياء الج ــرح

"الامل" 05-05-11 12:10 AM

تسلمين على البارت حزني سعود الله يعينه حالته صعبه وليلى ومطلق اجواهم غائمه مادري مت تصفى دمتي بود اخت كبرياء..

ندى احمد 05-05-11 12:41 AM

شكرا كبرياء متى سبفهم مطلق ده جننى خلاص

ارتواء! 05-05-11 12:52 AM

:




صباحك ود


مطلق : حب يشوبه الانانيه ...لاتبي راحتها معك ولاتبي تبعد عنك في هموم الغير ..شيء مفيد طلعت به ليلى من الايام اللي عاشتها معك
ان دموعها شيء مهم يرتعش قلبك امامها لتكفف دموعها ..عموما اراء في طبيعة شخصيتك ..طلبك انها تلفت لك وتترك لاخيها وصاحبتها الفتات من الاهمتمام شيء واقعي ..وتراء انك مصيب ..
تهتم بها لدرجه التفنن في جراحها ..استغرب فعلا احس انك انسان بدائي في التعامل مع الاخرين مع ليلى تحديا ما كأنك عشت في مجتمع اسري حتى ولو فقدت ابوك عندك امك واخواتك وصديقك ..وحاليا تتعامل معهم بكل سلاسه ..
ليه تتعقد الامور معها ؟ مع ان الي تطلبه شيء بسيط جدا ...طبيعي جدا ..
سؤال : لو مثلا وحده من خواتك احتاجتك في نفس موقف سعود ولزمت ليلى تبقى معها لانها محتاجتك وهي تشوف نفسها لها الاحقيه ..بتسمع لليلى وتترك اختك بنار والا العكس ...مافيه فرق بين الرجل والمراءه من ناحيه التعب النفسي والعاطفي ..كل مافي الامر فيه ناس تقوى وناس ماتقوى .._تتحمل _
و أتمنى رحلة دبي تجيب فوائد ..مع اني ما اتوقع ..بترجع نفسك نار من الداخل وجبل جليد من الخارج ..كلمة حق قلتها ...اقصد حكمه لها معنى بقوه :::خليك قريبه منهم .. لكن لا تتدخلين في قراراتهم لان هذي حياتهم ..


...


الامير ...تعجبت من حديث نفسك ..اكبر خسائرك ماليه ..غريب فعلا ..وهذيك الجالسه تنوح
بصراحه اعتقد دربك يابس .. الا اذا تفهمت وضعك وداد ..بس الاكيد بعد لويه ...واذا كانت من خيارات تربية ريهام انك تاخذها ...فـ ياحوينة العشره

..

الجد ...مشكلته يحل لموضوع بطريق القمع ...ولد عند سعود ثوره ع النظام
كل ما هزه الوجع ..ابوك ..وابوك ... ليه نتعاقب باخطاء غيرنا ...رغم ان ابوه اعترف بخطاه ورجع ..
كل ها الوقت ما رضى قلبك عليه والا قلبك من صخر تربي...وترحمي اولادك مثل ال.....
المهم عش بحسره ثانيه وهذا سعود ترك لك البيت


..

نجمه واه الحال يانجمه وينك من النسيان وهو ابعد لك من النجمات ...اذا اهل بيتك ..مسوين فيها فلم ابيض واسود ..وانت الغلطانه وانت اللي طلبتي ها الشي وسعيتي له وين النسيان ...

كبرياء ...لاترمينها على سلطان مثلا ..او واحد غريب شعره منكوش وعيونه غايره وسكرنجي :)
.والا اخوها ..مسبب البلاوي ولا مستانس الاخ .. مصدق انه مسوي خير وهو يقول زين انك سمعتي مافيني اعيد>>>البارت الماضي ..معليه ع الخلط ...بس بسبته...بدل ما يكحلها عماها ..لا وبعد يضرب
بيراجع ها النقطه مع نفسه وتلافى الخطا خصوصا انه لاحظ ولو واحد بالميه فرحة اخته لما فكرت ان سعود جاي يراضيها
لنفسها ...


سعود :تلاقيها من وين والا من وين ...صعب فراق اهلك ..حتى ولو هم غلاطانين بس الواحد يعيش ك منبوذ من المكان اللي ربى فيه والكارثه الحضن اللي كان بمثابة الامان ينبذك ..مؤلم جدا ...
والمؤلم اكثر انك تمارس ضعظ على نفسك ...انو ماهمتك نجمه ...حتى ان قلبك يحتضر على فراقها ...المصيبه اني ما اشوفك غلطان ...تحملت بمافيه الكفايه بس بعد لازم تفهم الموضوع من كل الوجوه




كبرياء...شُكراٍ لكِ عزيزتي ..فصل اكثر من رائع

الود لقلبك

لووك ات مي 05-05-11 08:51 AM



وااااااااااه ياليلى تدبل الكبد ..


الله يعين مطلق عليهااا .. ترفع الظغط ..
طووووووول الروااايه وهي تزعل وتتبكبك .. مامر باارت مابكت !!
والا دااايم مريضه .. لو هي حقيقه كاان قد طلقهاا رجلهاا من اوول ليله .. مممله لابعد حد ..




احلااا شي نجمه وسعووود .. ومغامراتهم ..
ونجووم غبيييييييه .. وتستااهل الطلااق ..
تمنن عليه من زينهااا ..



يعطيك العااافيه .:




..


mon4n 05-05-11 11:06 AM

مبدعة كعااادتك
ربي يحفظك ويخليك
البارت جميييييل
بس يوجع القلب
وربي خايفة من الجاي
امور كثيرة راح تسير


يعطيك العافية

اثرني احبه 05-05-11 02:03 PM

معذوووره معذوووووووره معذوووره

اذا تأخيرش يجيب مثل هالابدااااع تأخري حبيبتي ودوووم تلقينا ننتظرش

بارت روعه صحيح قصير بس روووووعه

ليلى خفي عليه كفايا انه تغير واااجد عشانش يمكن انه قاسي مثل ماتشوفينه بس من داخله حنيه لش وحتى من دموعش يضعف

مطلق كنك اللي يقووول ..

تنتظر كلمة احبك شايفك مشغول فيها كل شي بوقته حلووووو ليه مستعجل عليها

هههههههه انطقها وريحها اذا ليلى خبله مافهمت الحب اللي بعيونك قووولها كلمه بتغير كل حياتكم انت قلتها قبل بس ما اسمعتك

ان شاء الله هالسفره تكون نقطة تحول في حياتكم لان ماحد يقدر يستغني عن الثاني بتعرفووون ان المكابره ما هي بنافعتكم ‏

ناصر ووداد قصتهم روعه وياليت ماتخرب نهايتهم بسبب اريام الله ياخذ فاتن ‏

سعود ونجمه ‏
بيرجعووون بس بعد ما يفصلون بين الحب والتضحيه وبين الكرامه والكبرياء ‏
والله يعينهم ‏

خوات مطلق فقدناهم ‏

كبرياااء لاتخلين نهاية اي احد من الابطال فراق حتى لو بتعوضينهم بموووت من البكي كفايه علي سلطان ‏

ننتظر ابداعش على نار ياقلبي‎ ‎

الوزيره 05-05-11 03:18 PM

يعطييييييك العافيييييييه

ياقلبي

كل باااارت اجمل من اللي قبله

مطلق وليلى: للحين عايشين بين مد وجزر

مدررري متى بستقر اوضاااعهم مطلق يحبها

ويمووت بمواطيها وعاجز يصارحها وهي عجزت لاتفهمه

الظاااهر ماراااح يعترف الا لاجيتي تولدييييييين خخخخـ


سعود : مدرري ليه ماحبيتك يوم طلقت نجمه مسكينه

ماتستاهل ليه تقوول عنها كذا وبعدين انت الكبير العااقل

المفروض تفهم مافيه بين الازواج كرااامه وخرااابيط الله يصلحك


ناصر ووداد : الله يستر كااان ماتخرب فاتن حياااااتكم حسبي الله

عليها مسكينه ياوداد بتنصدميييييين عااااد


يعطيييييييييك العافيييييييييه

والله يعينا نصبر ليوووم الاربعاء

غيمة الشتاء 06-05-11 12:15 AM

بارت رااااااائع كبريااء

مطلق وليلي لسى الاجواء مشحوونه بينهم ومدري متى تصفى
سعوود بجد حزني ونفس االحكايه اللي لابووه بتنعاد معاه بس مادري يمكن يرجع نجمة

يعطيك العافيه كبرياء

Omanaise 07-05-11 12:46 AM

Hello
Kibria'


mmmmmmmmmmmm

there is progress with all characters


waiting 4 next part


:flowers2::flowers2:All the best:flowers2:

النصف الاخر 07-05-11 01:07 PM

هلا وغلا بارت يحزن شوى

اولها سعود ونجمه مره تضايقت انهم تطلقو وسعود رافض يرجع واخرتها ترك البيت يعنى خسر زوجه وبيت وجده بسبب الزواج


بس اتمنى يرجع لنجمه


مطلق وليلى لين متى الصراع النفسى بينهم


ناصر الموقف صعب عليه لكن لابد ما توضح الحقيقه والى اكيد وراها الحيه الى حايستهم كلهم


بنتظار القادم بكل شوق

عبق الرياحين 08-05-11 02:44 AM

السلام عليك ورحمة الله
الله يعطيك العافيه
قلمك قمه في الابداع والرقي
انا اقرا روايتك احس انه اني ابحر في عالم غني وزاخر بالكلمات والجمل الراقيه
مطلق وليلى
حياتهم غير مستقره بسبب تحجر وبرود مطلق وعدم افصاحه عن حبه لليلى مما شكل حاجزا بينهم بينما ليلى لم تقصر في اعطاءه جميع عاطفتها وحنانها والمقابل لاشي او الشيء اليسير من الاهتمام وهي في في فتره حساسه تحتاج الى رعايه مكثفه وعاطفه متدفقه وهو بخل عليها بها

سعودونجمه
اذا اتينا للحق فسعود هومن جرح نجمه اولا وقلل من قدره وسخر من تصرفاتها وطباعها واخبرها انه مجبرا عليها
وهي صدمة من حقيقته ومن مشاعره تجاها في اجمل ليله بالنسبه لفتاه وكل تصرفاتها هي ردة فعله لتصرفاته لايحق له ان يحاسبها عليه
وان يتروى كثيرا ويصبر كثيرا ويحاول التقرب اليها مو ان يطلقها ولا يهتم لمشاعرها
فاتن
ا\هي شيطان على هيئة انسان الله يكفينا شره
ناصر ووداد
اثبت ناصر انه نعم الصديق الذي يهتم لصديقه ويحافظ على حرمات وسمعة صديقه على حساب نفسه
اتمنى ان يعجل الله في سعادة ناصر ووداد

ننتظرابداعك يوم الاربعاء

اريج الجوري 09-05-11 12:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله


مسائك معطر بالرياحين


تاخرت كثير في الانظمام لكم في هذه اللؤلؤه المتوهجه بكثير من المشاعر المختلطه بين الحزن والفرح والحب والحقد


قرئت البارتات او الاجزاء بتروي وعلى اقل من مهل


سلمت اناملك سطرتي كلمات يعجز اللسان مجاراتها وتعجز الاصابع كتابة مثيلاتها



بالنسبه للشخصيات اعجبتني شخصية ليلى التي تحمل الكثير من الحرمان لطفوله متشبعه بحنان الام وضمات الاب واثرت هذا الحرمان على حياتها فاصبحت حساسه متطلبه للكثير من الحب والحنان




اما شخصية مطلق للاسف لنجد الكثير منها في مجتمعنا السعودي من اباء واخوان وازواج وحتى اجداد


يعني شخصية مطلق المتطلبه للكثير والمعطيه القليل


ونجدها بشخصية الجد عزيز

وكذلك بشخصية الاخ صالح وعبدالله لتلك اليتيمه نجمه التي لا تبعد عن حرمان ليلى للحنان والاحتواء


اما وداد وجود فطبيعي تكون بين الاخوات بعض الغيره اذا كانت الاخرى تحس بنقص في شخصيتها


اما فاتن فيتواجد في زمننا هذا الكثير منها للاسف لنقص الايمان والوازع الديني والخوف من الله وكثرة النعم


ناصر الى الحين مافهمت شخصته يفرق بين الحياة الشخصيه والحياة العمليه يعني عند تفرغه وعدم انشغاله ينكب على وداده بكلمات ومشاعر جارفه

وعند انشغاله للاسف ينسى او يتناسى وداده


ننتظر بشوق ماذا يقرره الجد بمصير سعود ونجمه :flowers2:


يعطيك العافيه ودام قلمك

كبرياء الج ــرح 11-05-11 05:12 PM





البارت الخامس والاربعون :




ودعته بتحيه بارده .. وعلى عجل .. وذلك لم يرضيها ..
كل تلك السذاجات التي تفوهوا بها لم تقنع بها ..
وان كانت بسلام .. فما كانت ترجوه لم تصل إليه بعد ..
استرقت بعض من ملامحه الباحثه خلفها ..
لكنها اختبأت بعيدآ عنه .. خشيه ان تفضحها دموعها ..
او تبدو صغيره على تلك اللحظات التي يجب ان تعتادها ..
رحله من رحلات عمله المستمره والتي شهدت اولها .. والباقي في انتظارها ..

كل ماقاله لها : اهتمي بنفسك . ..ورحل بعدها ..

فودعته بإبتسامه تشوبها حزن بليغ عن تلك الحال التي تعلو في مستويات السوء ...
وتقارن مابين الامس واليوم ولم تجد الفرق الا في المكان والزمان..

استلقت على سريرها في ساعه مبكره ..
وتستدير ناحيه مكانه ... لتتلمسه بشوق ... و تأمل في عودته مبكرآ ..

دخلت سمر بإبتسامتها الدائمه .. وبزيها المدرسي ..
: صباحك عسل يا عسل ؟
ليلى بهدوء عدلت من وضعيتها ..
: صباح النور ..
اقتربت منها وقالت ..
: شكلك تعبانه .. ؟
مسحت عيونها وقالت بتعب ...
: مانمت الا متأخره ... كنت انتظر اتصال من مطلق . ..
ابتسمت سمر وقالت ..
: صح النوم ياحلوه ... الحبيب وصل من زمان وشبع نوم حتى.. وانتي نايمه في العسل ..

انتفضت عند ذكره .. وقامت على عجل دون انتباه منها لبيجامتها ..
: سمر انتي صادقه ؟ ليش ماكلمني طيب .. انا انتظرت لكن ماكلمني لايكون صاير عليه شيء ..

توترت سمر على ملامحها الضائعه وقالت لتهدئتها ..
: يابنت الحلال .. اذكري الله .. يمكن ماحب يزعجك .. او ...

كانت تلف وتدور في الحجره بدون معنى ..
قاطعتها بعصبيه : معقوله ما كلف نفسه يكلمني ويطمني عليه ....

حاولت سمر تهدأتها بإبتبسامتها ...
: ليلى .. وشفيك ؟ مطلق بخير .. حتى كلم اريام وقال نقولك انه وصل بالسلامه ..

تناثر شعرها وهي تحاول عبثآ ان تجمعه وترتبه بطريقه صحيحه ..
هدأت من انفاسها المتصاعده ..
وقالت بتوتر : يمكن كان مشغول .. او تعبان صح ..

اقتربت منها سمر ..
: لا تتعبين نفسك .. اكيد مطلق بيكلمك اذا لقى نفسه فاضي ..

ابتسمت بتوتر وجاوبتها ..
: اكيد هذي عادته .. على العموم لا تتأخرين على المدرسه ..

ضمتها سمر وقالت بحب ..
: الحين عرفت انك تحبين مطلق لحد الجنون ..
ابتسمت فدفعتها ليلى بلطف ..
: والله انك فاضيه .. يالله امشي من قدامي ..

ضحكت سمر بغيه ابهاجها ..
وعلقت بمرح : انا اللي فاضيه .. هذا وزوجك مو موجود يا ليلو ... لمن لابسه هاللبس الحلو ..

اكتست ملامحها بخجل ..و دفعتها قدامها ..
:والله انك ملقوفه .. اخرجي بسرعه من حجرتي ..


خرجت سمر ومازالت الابتسامه المحرجه عليها..
لكنها تذكرت مطلق .. فركضت لجوالها ..
تأففت بيأس .. لا اتصال ولا رساله
ترددت في الاتصال فيه .. لكن في الاخير حزمت امرها و اتصلت ..
لتتفاجئ ان جهازه مغلق .

سحبت نفسها من كآبتها .. وتطلعت الى شكلها في المرآه ..
اقتربت اكثر مستجيه لرغباتها ... لمخاوفها لشبح امرأه كانت هي عليها ..

استفاقت روحها من غيبوبه الاوهام ..
أليست الحياة التي تعيشها كفيله بأن توقظها بفزع دون رويه منها ؟
شبح ليلى ...شبح لطفله خائفه ترتعد من ادنى صوت قربها ...
اصبحت تلك التعاسات متكدسه في زوايا حياتها ... ولم تفرغ في ازالتها بعد
بل زادت الكومات وتعددت الاساليب في الاهمال ...
حياتها مع مطلق ومعترك كان الحب طرف فيه .. وهي في الجهه الاخرى من تلك المعركه ..
طرف مهزوم .. يطفو على وجه الحياة ولابد من انقاذه قبل غرقه ..

أين تلك التي تصنع من البؤس ..فانوسآ من الامل والضياء ..
اين تلك التي لاتنصب من نفسها ضحيه .. لترتد لها شفقه الناس و تعاطفهم معها ..
لقد اصبحت مجهده .. مجرده اوشحه متطايره من بقايا نفس و همم و رغبه في الحياة ..

مسحت المرآه بيدها ... وكأنها تمسح ضبابيه قد تجمعت في ملامحها الباهته...
ملأت صدرها بأنفاس كبيره و نفثتها براحه ..
تاركه الفراغات القصيره ... تشغل حيزآ من حياتها ..
متشاغله بتكوين الذات التي ضاعت في متاهات السنين ...
فالوقت مازال مبكرآ .. ولم يفت بعد .



****************************


غسل وجهه مرارا وتكرآرا وكأنه بالاجبار يجب ان يمحي تلك الاتعاب التي رافقت ليلته الماضيه ..
خرج من بيت جده .. متبع اثار خيبه من قبله .. لم يلتفتت الى الخلف ولم ينظر الى عيني الاخرين
لكي لاتنكسر همته وتختفي بقايا عزمه في النهوض بنفسه من جديد ..
اعاد ارتداء قميصه المجعد .. ولم يهتم ..
دخل الحارس العجوز بأقداح من الشاي المتصاعد بخاره ... و بعض من الخبز المعد في البيت
ابتسم سعود وقد انتهى من تجهيز نفسه ...
: تسلم يابو حاتم ليش تعبت نفسك ؟
جلس العجوز النحيل و قال بطيبه ..
: لا تعب ولا حاجه ياولدي .. البيت شوفه خطوتين مني ... الا اجلس و كل مع عمك ابو حاتم ..
تربع سعود في جلسته وتنهد ..
ابو حاتم : ادري ان فطوري ما هو بمقامك ...السموحه منك ياولدي ..
تجهم سعود .. لتصور ابو حاتم و ربت على ركبته نافيآ .
: النعمه الموجوده خير و زياده ... اللهم لك الحمد والشكر .. وانت فيك الخير والبركه ياعمي ..
ابتسم سعود وعلق على نفسه بمرح ..
: تبيني اتشرط باقي .. بصير على قولتهم طرار ويتشرط ..
ابتسم ابو حاتم .وقال . : شده وتزول ...

شده وتزول .. اختفت تلك الابتسامه تدريجيآ من وجهه ..
وتهدل في جلسته مطيع تلك الهاله السمحه من عجوز قال حكمته الاخيره دون ان يعرف الاسباب ..

شده وتزول .. الا تعرف الحكايه من البدايه ..
ألا تعرف قصتي ...
لقد تهت في الظلام ابحث عن مأوى ..
عن ملجآ يضم معاناتي ...
يحتضن احزاني في ليله بارده كئيبه ... انا وحقيبتي الممتلأه بترهاتي ..
عدت من ارضي الاصيله .. لاجد بعض مني رمته السنين على طرقاتي الضائعه ..

وها هنا انا الان ..
بين جدران عاريه اربع .. خاليه الا من بساط قديم .. وسجاده صلاه ممزقه
ومروحه تدور بصرير مزعج .. يأخذنا الى عالم من التقشف الزهيد ..

ورجل .. يحمل في تقاسيم وجهه .. طيبه كبيره و خلق عظيم ..
حارس للمدرسه التي يعمل فيها .. وحارس على حياة تضمه مع عجوز هي له في داره ...

تنهد سعود مجدد لتلك التي اعتلت فؤاده ..
وقال بهدوء : تحملني يابو حاتم ... تحملني لايام وبعدها الله يعين ..
ربت على فخذ سعود .. وشد من ازره قائلا بدون تعليق في الامور الخاصه ..
: الله يعين الجميع ياولدي ... الله يعين الجميع ..


********************************


خرج مسرعآ من الفندق الذي حجز لنفسه فيه ... والذي يراه ينكر ان مطلق هو امامه ..
ليلته كانت عصيبه .. فقد حقيبه سفره وفقد اغراضه ... هاتفه و بعض من ملابسه المهمه الرسميه ..
والذي يرتديه الان ليس بأقل منها ...
قيمص رمادي مفتوح الياقه و بنطلون اسود بخطوط طوليه رفيعه بلون رمادي .. و شعره الكث رغم
عشوائيته الاإن يعطي شكلآ ساحرآ لرجولته ...

الشركه التي يريدها ... تلك التي عرضت مبلغآ هائلا في مشاركته مشروعه الخاص ..
وهو ليس بأقل منها .. اللقاء كان مرتقبآ هناك في مدينته ... لكن لنيه لديه في معرفه كل شيء
سافر بنفسه ... ولن يخفي على نفسه بأنه هرب من مواجهه الارق و التعب الذي تصاعد
في الاونه الاخيره .. و هبت كالعاصفه ترميه من مكان لاخر وهو بداخلها .

تأمل المدينه الدوله .. تلك الابراج التي توحي لنفسك فيها بأن قزم تعيش في قصه خياليه ..
استقطبت كل اهتمامه ونظر لها بإعجاب كبير ... ترتفع بفخر و ليس هناك من يقف في وجهها ..

وما إن وصل .. ارتفع ناظريه امام المكان المطلوب ..
ودخل بقامته المديده .. يمشي بثقه وكبرياء ..سأل عن المدير الذي يبتغيه .. و توجه الى المصعد ..
وما إن دخل المصعد .. لحقت به امرأه تمشى على عجل .. بالكاد تلقط انفاسها اوقفه لحين دخولها ...
ابتسمت له بإمتنان واكتفى بهز رأسه ردآ لها ...
انتظر.. حتى توقف المصعد فخرج منه ... وتلك الانثى ترمقه بإستحسان ..
لكنها استدارت لمكتبها متناسيه ملامحه الوسيمه ..


طال الوقت ومعه النقاش و تبادل الاحاديث ...
المدير العام للشركه الاماراتيه ... بشخصيه عميقه .. هيبه ووقار وتواضع
و روح لطيفه متعاونه ...
: وين جالس يا مطلق ؟
ابتسم مطلق واجاب : صراحه في فندق .. قريب من هنا ..
وقف المدير الاخر ..: خلاص .. ضيافتك عندنا .. وبتقول بعدها تم ...
وقف معه مطلق وبإبتسامه صغيره ..
: تسلم .. ما احب ازعج اي احد ..شكرا للدعوه استاذ جابر ..
ابتسم الاخر وقال بود ..
: اولا انا ناديتك بإسمك رغبه مني في كسر الحواجز بيننا سواء كان بيننا اتفاق على العمل مع بعض
او لا لاني اعجبت بشخصيتك ..فلا بد انك تعاملني بالمثل بدون رسميات ..
وثانيا .. انت في دارك وبين اهلك ..
مطلق : ماحسيت بغير هذا الاحساس ..ماتقصر .. يكفي كرمك وحسن استقبالك لي ..

فتح الباب ليقطع الحديث وبدون استئذان بالدخول ..
دخلت تلك الشاهقه بعباءتها المزينه .. و قالت بدون ان تهتم بالمتواجدين في المكتب ..
: مرحبا ابويه .. كيف حالك ؟
قبلت رأسه واتكأت على المكتب واعقبت ..
: اميه قالت لي انك نشيت من بدري .. عسى ماشر ابو هنادي .. ؟
ابتسم بإحراج وقال برسميه ..
:هنادي في وقت ثاني اتكلم معك ماتشوفين عندي ضيوف ..
استدارت للخلف مباشره .. لتقع عينها على ذلك الذي شعرت بالذهول معه ..
اكتفت بالابتسامه و التحديق في وجهه ... قبل قليل كانت في سحر تلك الايماءه القصيره في المصعد ..

فقال والدها ..: اعرفك على مهندستنا المدلـله .. هنادي..
قاطعت والدها .. وقالت بفخر : هنادي بنت جابر ..
اكمل والدها بإبتسامه .. يعرف طبع ابنته المتفاخره بإعتزاز بوالدها ...
: اعرفك هذا مطلق الغانم .. صاحب شركه ..
قاطعت والدها مره اخرى...
: صاحب شركات مطلق الغانم .. واخيرا التقينا ...
نظرت لابوها وقالت : اسمح لي ابويه .. بعد اذنك اجتماع الشركه بخصوص العقد لازم اكون متواجده فيه ..
قاطعها والدها بحزم وبنظره هادئه ناحيه مطلق : لكن مطلق مااعلن موافقته على شروطنا بعد ...

للمره الثانيه تحدق في مجرد اعين لاترتفع لها بمعنى الاصح.. لم يكن ينظر لها
بل لمكان اخر خلفها ..
نظرت خلفها تساير شكها .. كانت تريد ان تقول ما بك ؟
اتجرؤ على الرفض ..
ام هناك مشكله في النظر الى عيناي مباشره ..

قفزت جفلآ عندما سمعت صوته الرخيم ..
: شكرآ جزيلا على حسن استقبالك ابو... استاذ جابر...
ان شاء الله أبلغك ردي في اسرع وقت ..

جابر : خذ وقتك .. واسمح لي اتصل عليك وادعوك على وجبه الغداء او العشاء ..
اومأ مطلق بإبتسامه مع مصافحه شديده الحراره له ..

رفعت حاجب متعالي .. وتساؤلت لما لم ينطق اسمها ..
مغرور في حله بهيه .. اي رجل عليه انت ؟
حتى كلمه ترحيب بها لم ينطق بها ..
مالجمود المحطم الذي انت عليه ...
عقدت ذراعيها خلف كرسي والدها وظلت تراقبه..

واستدار خارجآ لتزيد من تأملها له .. ولم يغفل عن تلك الحسناء المشعه .. ودخولها العلني الملفت للانظار ..
أليس من الخطر ان تعلن عن جمالها هكذا امام الناس ..

تخيل لبرهه ليلى.. فاشتدت قبضه يده على جانبه ... امعقول ان يراها الجميع .. ويتشاركون النظر إليها ..
لكنه ابتسم لمجرد تصورها امامه .. وهي بجمال تلك .. لا ..ابدا فلتسمح لي الانثى الاخرى التي
تقف امامي وهي بنصف ابتسامه .. فحسناءي تفوقها جمالآ وضياء ... هي اجمل من كل حواء
صادفتها .. وان اقنعوني بأنها لاتمتلك تلك المقاييس بالجميلات ..
فأنا اراها بأنها تفوق الجميع و تزيد عليها بجمالها الهادئ الذي يكتسحني كمحيط ..


خرج بهدوء مثلما دخل ... متجاهل نظرات لم يعتدها من اي انثى اخرى ..
يحتاج للوقت للتفكير .. كما يحتاج الان وفورا محادثه تلك التي تصورت له في جميع النساء ...
واصبح لايطق صبرآ في سماع صوتها الرقيق ...


**************************


كانت تبتسم .. ولما لاتعلم ؟
تزيد من ابتساماتها بكل عمل تقوم به ...
ليس هناك سبب مقنع لتلك الابتسامات التي توزعها حتى للجماد ..
وتخاطب ابنها .. بصوت عالي وكأنه امامها ينظر اليها ...

لم تغب تلك الروح عن ام مطلق .. التي سألتها ..
: مطلق .. اتصل فيك ؟
للتو رفعت الجوال عن اذنها في محاوله عاشره بعده المائه للاتصال به ..
و قد بدا القلق يتسرب اليها ...
ردت وهي ترسل رساله ...
: لا والله ياخالتي .. مادق علي من وقت ماسافر ... البنات قالوا لي انه كلمهم
ومن البارحه احاول اتصل عليه لكن مغلق ..

غبيه ساعه قررت ان تتعامل ضد الظروف وتتصرف بطريقه ايجابيه
هاهو التوتر والقلق يستبد بها ...
ام مطلق : مطلق اذا لقي له شغله .. مايتركها حتى يخلص منها ..

ابتسمت بتوتر و رجعت تتصل عليه ..
وصلها صوت خديجه لها ...
: مدام .. مستر مطلق ..
ألتفت ليلى بحده ..
: مطلق ؟ وين ؟
ابتسمت خديجه وكأن سيدتها للتو اطلقت دعابه تستدعي الضحك ..
: على التلفون ..

وقفت بسرعه ..رغم نداءات ام مطلق لها بالتمهل ..
التقطت السماعه على عجل ...
: مطلق .. مطلق ..وينك ..
ابتسم على الفور لتلك الانفاس المتصاعده .. غير متجاهل نبض قلبه الذي تصاعد معها ..
: انا في دبي وانتي تعرفين ..

هدأت من انفاسها المتسارعه ..
وقالت بعتب : وينك ؟ ادق على جهازك مغلق من البارحه .. ؟ اليوم نفس الحكايه
وليش ماكلمتني ؟ انتظرت البارحه طول الليل ؟ واليوم سمر قالت لي انك كلمتهم .. ليش ماكلمتني ..
انا ماقلت لك تتصل مجرد ماتوصل ؟ قلت لك صح ؟ نسيت ولا انشغلت .... انا متأكده انك نسيت
الشغل هذا ينسيك حتى نفسك ؟

سند رأسه على الطاوله التي يجلس عليها .. مبتسمآ لتلك العريضه الطويله من العتب
وقال بهدوء بعدما توقفت لتلتقط انفاسها ..
: انتهيتي ولا باقي .. ترى ماعندي مانع اسمع البقيه ...
شدت خصله من شعرها من الخلف واخذت نفس هادئ ...
فسألها : كيف حالكم جميع ؟
ردت عليه بهدوء و كأنها ليست من كانت ثائره قبل قليل ..
: كلنا بخير .. انت طمني عليك .؟
مطلق : انا بخير .. ماقدرت اكلمك البارحه .. لاني ماحبيت ازعجك البنات قالوا انك نايمه ..
قاطعته : لا ماكنت نايمه .. كنت انتظرك ..

اخفى ابتسامته بيده .. وكأنه تريد ان تخنقه في زاويه من العتاب الطويل .

قال برويه : لاتتصلين على جوالي .. لان اغراضي ماوصلت بعد من المطار ..
على العموم انا اللي بتصل عليك برقمي الدولي ..

اختفى صوته وهو يفكر فيها من جديد ويود لو يرى نظره عينيها الان ..
جاءه صوتها متلهفآ : مطلق وين رحت ؟
اجابها ..: انا موجود .. إنتي كيفك ؟
اومأت برأسها بنعم وتجاهلت الرد عليه ..
فأعاد سؤالها ... : ليلى .. انتي بخير ؟

ردت بسرعه بإبتسامه .. تأمل ان تصله ..
: انا بخير .. الحمدلله .. انت ؟!!! توقفت تدفع غصه في الخروج وفضح شوقها إليه ..
اجباها بصوت متحكم وكأنه تنبؤ عن ما تواجهه ..
: انا بخير .. كلها كم يوم و ارجع ......

فأعقبت بعاطفه : ترجع لي بلاسلامه ..

توقف كلاهما عن الحديث ... فأعقب بتوتر وكأنه لم يسمعها ولم يعلق على قولها ..
: اليوم قابلت مدير الشركه .. رغم كل شيء مو مرتاح ..

سمعت صوت امه تناديها .. فأخذت التلفون وقاطعته بهدوء ..
: تكلم مع خالتي ؟ ترى حتى هي قلقانه عليك ؟

بالفعل تكلم مع والدته .. وبعدما انتهى..
اخذت الهاتف منها ...
فقال بعجله : انتبهي لنفسك ياليلى ..بتصل عليك الليله ...
ليلى : بنتظرك ... انتبه لنفسك ..

ظلوا لفتره .. تتخاطب انفاسهم اكثر من ألسنهم ..
تتناثر الكلمات على بساط من الصمت الطويل ..
بوح المشاعر تريد ان تطل من اعينهم .. وتسافر عبر الزمن وتحلق في الامكنه كلها لتصل إليهم ...

همست من اجل ذلك التغيير الذي تريد ان تحدثه في حياتها ..
: اشتقت لك ..فلا تطول الغيبه ..

أغمر قلبه بالكثير من المشاعر .. وزادت اثقالآ شداد عليه ..
ياللسانك الثقيل .. ابتلع كم هائل من التردد التي استبد بمشاعره ..
وهمس هو بالتالي : وانا اشتقت لكم جميع ...

ابتسمت بإحباط .. وهزت رأسها بإقتناع و كأنها قد اقتنعت بما يجود به ..
وانتظرته حتى يغلق الاتصال ...
على الاقل نطق ببعض مما تريد .. دمجها من ضمن الباقين
ليست انانيه منها .. اكثر ما تكون مطلبآ لارضائها ..

لكنه اعقب بصوت اشد انخفاضآ من قبل وكأنه خائف في قولها ..
: لكن شوقي لك انتي اكثر ..

وانتعش الزهر على الطرقات اليابسه ..
وفي جوف التعاسه ..قد تفجرت ينبوع امل ظنت انه قد يبس ماءه ..
ادركت بحق ان ثمار الصبر لذيذه مهما طالت وصعب الوصول إليها ...

و كأنه امامها .. قد شعرت بالخجل وتلون وجهها .. و تلونت ابتسامتها بسعاده ..
فشعر بها و تمنى لو كان يراها بالفعل .. ليرتوي منها ..



آه صوتك صوتك !
_ ويتوقف المساء حابساً أنفاسه _
كيف تستطيع أسلاك الهاتف الرقيقة
أن تحمل كل قوافل الحب ومواكبه وأعياده
الساعية بيني وبينك
مع كل همسة شوق ؟!
كيف تحمل أسلاك الهاتف الدقيقة
هذا الزلزال كله
وطوفان الفرح وارتعاشات اللهفة
ومطر الهمس المضيء
المتساقط في هذه الأمسية النادرة ؟!

آه صوتك صوتك ! >> غاده السمان


فختم اتصاله بها .. متمنيآ العوده لها .. العوده الصحيحه التي لم تحن بعد



***************************



توقف بسيارته مقابل البيت .. بإنتظار بأن يعود .. عندما خابره السائق بتعطل السياره ..
خرج متعجلآ من المستشفى متصورآ اسوء الاحوال .. وكأن الشكوك قد اطبقت عليه بفكين شرسين
تلك الامانه قد ثقلت عليه .. وصيه صاحبه الذي سافر فجأه وضعه قاب قوسين او ادنى من الجنون ..

خرجت بعباءتها المخصره و جوالها على اذنها .. وبعض من لثمه تغطي به طرف انفها ..
وصوتها العالي وكأنها لم تكن مع رجل يتأثر بأي شيء ..
استفزته بتصرفها .. فخرج من السياره لايعلم ماذا يفعل ؟
كل الذي يفكر فيه ... هو ما تخيله ان تفعله مع رجل و تقلل من قيمه نفسها ..
وتضع كرامه اخيها في الطين ... وهذا الذي لايرضاه ابدا ..
كان الغضب من يحث خطاه حيث تمشي خطوات قصيره .. ومازال صوتها يصدح في مساحه خاليه ..

وبدون ادراك منه .. سحب الجوال من يدها .. ليرديه على الارض و ينشطر الى نصفين
و معه بقايا قهره الذي تراكم طيله تلك الايام التي مضت ..
صرخت بإستهجان متراجعه للخلف بخوف ..
: ايش هذا ؟
داس بقايا الجوال المحطم بقدمه .. وقال بإنفعال ..
: هذا .. اللي تشوفينه .. افعالك الشينه اللي تسود الوجه ..

تراجعت بخوف اكثر .. رغم انها تعرف ان هذا الشخص اكثر امانا مما كانت تعتقد ..
صديق اخوها .. ايفعل السوء بها وهو في قعر منزلها ؟

بصوت خائف مرتعش: ناصر انت ايش تسوي ؟

صرخ بغضب ..: اسوي اللي ماسواه اخوك ..
لكن حطي في بالك مااسمح لك تسودين وجهه وترمين بكرامته الارض ..

الجمتها الصدمه وهي تتراجع بخطوات متعثره من كلماته الغريبه ..
زاد انفعاله حده وقال : انا اعرف كل شيء عنك وعن افعالك الوسخه يا .....
شد على فكه و قال بعدها ..
: لكن والله ثم والله يا اريام ما بيحط لك حد غيري فأنتبهي لتصرفاتك ... وقولي ناصر قال ..

وترك المكان لها بعدما استعرت في قلبه الكثير من مشاعر الغضب والعذاب ..
اخيرا وجدها امامه .. تتغنج بأفعالها الزائفه و تخادع الجميع ...
لم يصدق بأنه تخطى حاجز الحذر في تعامله مع شقيقات صديقه وكأن امرآ لم يكن ...

وتلك التي بقيت خلفه... ترتعش لحد الموت من تلك الحادثه الصغيره
والان خرجت من قصرها البارد وامتحنت مشاعرها الخوف والهلع
والاكثر من ذلك الصدمه ..
صدمه لاتعرف ما اسبابها .. كلماته موجعه والاقسى نظره عينيه القاسيه
تلك التي تحمل الكثير من الاشمئزاز والقرف ..

ماذا فعلت ؟ وماسبب قوله البغيض ذاك ؟ اي افعال وسخه اقترفتها ..

ماذا فعلتي يااريام ليفجعك بتصرفه الغير مبرر ..
ماذا فعلت انا لانال هذا الكم من الغموض ؟

ارتعشت بدموع خائفه .. و جلست تلتقط بقايا جوالها ..
والخوف بدأ يتصور لها في تلك التي تصورت من قبل لناصر ..
اهي تلك المحادثات الماسنجريه الخفيه مع اجناس مختلفه ..
لكني لم ارتكب جرمآ مفدحآ .. كانت مجرد تعارف لم تطل حياتي بسوء لا من قريب او بعيد ..

لم افقد قيمي .. ولم افقد اهم ماتملك الفتاه .. رأس مالها وكنزها في الحياة .. سمعتها ..
و قصه اسمها التي ترافقها مدى الحياة..

رفعت رأسها بذهول .. يجب ان تفهم ؟ يجب ان تعرف مغزى كلامه المبهم
لكن كيف ؟ كيف اعرف .. بطريقه لاافقد فيها حق من حقوقي معها ...


***********************



وحل المساء بعدما انتهى من يومه الدراسي وهو الان بداخل سيارته... مسترخي على مقعده ..
يستنجد بعض من البروده لكي تريح جسده المرهق ..
شعر بالخجل بالطلب من بعض اصدقائه من يعملون معه ان يمكث لديهم ..
لك واحد منهم لديه عائله و بيت يسكن اليه دون هموم غيرهم ..

جفل لطرق على نافذه سيارته ... فتح الباب على اثره بسرعه وابتسم
سعود : هلا ابو حاتم ..
ابو حاتم : تعال ياولدي اجلس معي ..
سعود بإحراج : ماودي ازعجك يا عمي ..
سحبه ابو حاتم من ذراعه وقال ..
: لا ازعاج ولا شيء .. انت في حسبه ولدي ... اجلس معنا حتى ربي يفرجها عليك ..
ابتسم سعود وقال بهدوء ..
: خلاص انت تامر .. بقفل السياره ..

مشى معه بهدوء لبيت يبعد مسافه قصيره من المدرسه ...
بيت صغير مكون من حجرتين .. . له حوش قصير ..
قطع ابو حاتم الصمت ..
: لا تستحي وانا عمك .. البيت مافيه الا انا والعجوز وبنتي الصغيره ..
سعود : ما تقصر يا بو حاتم .. معروفك مابنساه طول عمري ..
ابو حاتم : الواحد مايبي من الدنيا الا الاجر .. وانا لو مااعرفك واعرف اخلاقك ما ادخلك بيتي .

تنهد تنهيده مع ابتسامه امتنان باهته .. و تذكر اهله .. وبالاخص جده ..
و شعر بتأنيب الضمير لتركهم ..

دخل مجلس صغير بدون باب في حوش البيت المعزول بالاشجار وحوض الريحان والنعناع ..
مكان هادئ .. يساعد على الاسترخاء ..

ابو حاتم : حياك ياولدي ارتاح هنا .. بدخل اجيب لك الشاي والعشاء ..
سعود : لاتتعب نفسك يابو حاتم ..
ابو حاتم : افا ياولدي .. الواجب اكرام الضيف .. والجود بالموجود ..

جلس و تأمل المكان بعمق .. نقيق الضفادع وحشرات الليل من اعلى الشجره
ومواء قطه قريبه منه لايبدو عليها الفزع منه ... كل ذلك جعله يبتسم ... ويسترخي .

اخرج جواله .. وفتحه بعدما اغلقه يوم كامل ..
تردد في الاتصال بليلى ... بما انها الوحيده التي لا تعلم بالمستجدات ..
اعاده مكانه بيأس لعدم تواجد شبكه في المكان ..

سمع صوت ابو حاتم يطلب عونه فهب واقف لمساعدته ..
وقد زادت عليه الهموم لانه اثقل على شخص بطيبه ابو حاتم ...



*******************************

وجبه عشاء فاخره في اشهر مطاعم المنطقه ..
ابتسم مطلق .. لحديث جابر المشوق عن قصص حياته المشوقه ..
كان يتبادر الى ذهن مطلق بأن الماكث امامه ذو شخصيه مصقوله بالتجارب ..
اعجب فيه وفي ثقته الكبيره بنفسه ..
رمى بنظره ناحيه ساعه يده ... يرقب الوقت كدقيقه من دقائقه ..
ينتظر الوقت ان يسمح له بالاتصال بها .. والوفاء بوعده ..
يخاف عليها ان تشق على نفسها وهي في انتظاره
ويشفق عليها ان تعاني وهو لايعلم ايطول هذا الموعد ام ينتظر ..
كان يجب ان يرسل لها رساله .. ويبلغها بالمتسجدات على ان تنتظره .


ايقظه رنين جوال .. اخرج جواله على الفور لكن للاسف لم يكن له الاتصال
بل برفيقه الذي يجلس امامه ...
جابر : دقيقه لو سمحت يا مطلق .. هذا المحامي برد عليه و ارجع لك ..
مطلق بإبتسامه فرج ..
: تفضل .. خذ وقتك ..

على الفور .. اتصل بـ ليلى مستغلا تلك الاستراحه ليرتاح ذهنيآ ..
اتصل اكثر من مره ... لكنها لاتجيب ..
فأرسل رساله .. " ليلى .. انا مشغول حاليآ .. لاتنتظريني .. "
قبل ان يرى تلك الحسناء تقترب من طاولته بإبتسامه صغيره ..
رغم تلك النظاره الكبيره التي تحجب عيناها عنه .. إلا انه عرفها على الفور ...

انهى الارسال ..وضع جواله على الطاوله واستند على ظهر الكرسي بإستقامه ..
وقد صرف نظره عنها بكوب القهوه البارد .. رغم قرعات كعبها العالي الذي يتصاعد دخل اذنه ..

وقد نبض عرق في صدغه ...عرق غاضب ينبض بوضوح ...
ولايعلم لما الغضب في مثل هذا الوقت ؟

جلست بأريحيه وكأنها ليست مع رجل اخر ..
: السلام عليكم ..
رد عليها وقد شرب بعضآ من القهوه ..
سألته وعيناها على هاتفه الذي يومض برساله ..
: وين ابويه ؟
رد ابوها من خلفها ..
: انا هنا ... كنا نترياك .. وين كنتي ؟
ابتسمت تلك الابتسامه الجميله ..
: كنت ويا رفيجتي .. اعتذر عن التأخير ..

جابر بنبره فخوره..لهنادي ..
: هنادي بنتي الوحيده .. ممكن تستغرب كيف اعاملها بحريه ...
قاطعت والدها ..
: انا اقولك .. ابوي كان وده في ولد لكن ربي ماكتب .. فجيت انا ..
إلا خبرني يا استاذ مطلق انت عندك خوات .. ؟

مطلق بملامح هادئه ..
: ثلاث ..
هتفت بصوت حماسي ..
: واو ماشاء الله ... يالله كنت اتمنى يكون لي اخت او اخ .. انت الكبير صح ..
هز رأسه متقبل كلامها فمال ناحيه الطاوله مستند عليها بمرفقيه ..
: تقدري تقولي كذا ..

ابتسمت له لكنه ارخى نظره ناحيه الجوال ... ليقرأ الرساله ويبتسم ابتسامه عذبه
جعلت تلك تحدق له بجرأه دون وعي منها ..

واصدق هوى يا سيّدي " عشق صامت "
// ما هو هوى كذب .. يومين ويرووح !!
عشق القلوب اللي .. على العين بانت
// تبقى عشانك .. دونها .. هم وجروح
إن جيت هانت ( ضيقتي) .. إيه هانت
// وإن رحت هدّ فداخلي هم .. وصروح

رفع رأسه .. ونظر بشكل عادي .. يتبادل الحديث حتى موعد العشاء المنتظر
و هنادي تتشاغل بكل صغيره وكبيره تمر على ضيفها ..
ابدت اهتمامآ واضحآ بعدما شعرت بتلك الهاله من الجاذبيه والسطوع ...
تخطو خطوه الى الامام .. ولاتعلم انها بدايه التعليق في الفضاء الفارغ .



************************


مضت أيام حتى استقر الاسبوع الى نهايته واشرف الاخر على البدايه .. ولم ينتبه له احد
من يبالي .. فا الايام متشابهه لبعضهم ولم يعد احد يهتم ماليوم وما بعده .....
تمر على الجميع اوقاتآ عصيبه .. ليس احد في مأنى عنها ...
ولا غرابه في ذلك .. الحياه هكذا ..

انطلقت نجمه في عملها الصباحي والذي اصبح شاقآ عليها ..
استهلكت الهموم كل ذره كبرياء وطاقه لديها .. و هزل جسدها على اثر العذاب الذي تعانيه بصمت ..

استجابت مسامعها لطرق معروف ومعتاد لها .. فتجنبته لايام طويله ..
لكن الان لم تعد قادره .. يجب ان يفهم الجميع ان كل شيء قد انتهى ..

من مسافه بعيده .. ردت بصوت مهزوز .. وبالكاد ترى الشخص الماثل خلف نافذه صغيره
: نجمه ..سلام .. وينك يابنت ؟ معقوله كل يوم ادق عليك ولاتردين حتى امك ماترد . وشفيك ؟
تنهدت و في يدها سله من الملابس النظيفه قد وضعتها لتكون حجه واضحه لانشغالها
: مو فاضيه ياسلوى .. عندي اشغال كثيره ..
سلوى بإبتسامه ساخره ..
: ويش الجديد .. كل يوم عندنا اشغال .. انتي تتهربين مني ؟ علشان مااسأل ..
لازم تتكلمين يانجمه... البيت مقلوب .. ومافي احد فاهم شيء .. كلنا ضايعين ..

نجمه بتوتر : سلوى .. ارجوك انتهى كل شيء ..
سلوى : لا مافي شيء انتهى ... صارت امور كثيره .. ايش صار لكم يانجمه ..
الله يخليك فهميني ؟ ايش اللي صار بينكم لدرجه الطلاق ؟

ادارت ظهرها وقالت : خلي سعود يفهمك .. الموضوع انتهى بالنسبه لي .
سلوى بحده : سعود ..ترك البيت ..

سقطت السله من يدها وألتصقت يدها بصدرها
حيث قلبها قفز من مكانه ... يصرخ .. يستنجد به ..


بالكاد حركت نفسها بنصف استداره لكي ترى ان كلمات تلك حقيقه وليس مجرد خداع ..
لكن تعابير سلوى الحزينه كانت خيردليل على صدقها ..
اقتربت دون ان تحسب لخطواتها اي حساب .. كانت اشبه بالهروله ..

التصقت بالجدار وقالت بلهفه ..
: ايش تقولين ياسلوى ؟
هزت رأسها ومسحت دموع تساقطت حزن على حالهم ..
: جدي تهاوش مع سعود علشان انه طلقك... وطرده من البيت .. لانه رفض يرجعك ..
صرخت بإستهجان رغم مساسه بمبنت الالم ..
: ليش طيب ؟ هذا قراره هو .. وحياته الخاصه ؟

سلوى بهدوء بعدما امعنت النظر الى ملامح نجمه ..
: انتي اللي تقولين الكلام هذا ؟ هذا وانتي اللي طلقها ؟ الموضوع ماتقبلناه بسهوله
كيف بك انتي ؟ لا تكذبين على نفسك الامر ماهو سهل ؟

نجمه بضيق : الطلاق مو نهايه العالم ..لا انا اول واحده تتطلق ولا اخرها ممكن خيره لنا .. المهم سعود وين راح ؟
سلوى : هذا اللي محيرنا يا نجمه .. ماكلمنا من وقت ما طلع .. و اجدادي حالتهم حاله ..
وانا خايفه عليه ؟

لم تعد تحتمل فبكت بدون توقف .. ونجمه تدور مكانها مابين خوف و قلق وحزن شديد
عضت طرف اصبعها.. وسحبت نفس طويل رغم ارتجافها الواضح .

تعبت من الصمت ..
تعبت من رمي نفسها الى كومه من النار والحرائق متشعله في داخلها .
تعبت من تذكره بحنين يقطع نياط القلب ..
تعبت من الفدائيات التي ضحت بسعادتها من اجلها ..
يكفي ما هدر حتى الان .. يكفي ..

سألت بحزم : جدك وينه الحين ؟
مسحت انفها وقالت بإستغراب ..
: اظنه في المجلس هالحزه ؟ ليش تسألين ..
لفت شعرها المسدل بطوله على ظهرها بلفه دائره كبيره ..
وقالت بعدها بصوت عالي وقد انسحبت من مكانها ..
: بيصير خير ياسلوى .. اوعدك .. كل شيء بيرجع مثل اول واحسن .

وتركت سلوى تنتحب مكانها وكأن كل مافعلته هو التحدث مع الهواء والرد عليها ..
لم تستفد شيئا سوى مضيعه وقتها ودموعها وبعض من طاقتها التي اوشكت على النفاذ ..



***********************




انتظرها في المجلس وهو يطرق برأسه للارض ..
يعد الدقائق لينتهي من عذابه الذي اوشك على الانتهاء .. كما يريد هو .
وزادته عليه تلك التي لم تعرف الرأفه في حالته ..
غاضب هو منها .. وغاضب من نفسه ..

دخل طلال .. واتخذ مكانه ..
: هلا.. يا لنسيب .. علامك متوتر ؟
ابتسم ناصر : لا متوتر ولا شيء ... إلا كيف الشغل معك ؟
طلال : الحمدلله .. تمام .. ان شاء الله يرجع استاذ مطلق على خير و يهتم بنفسه بالشركه ؟
احس انه طول في سفرته هذي ؟
ناصر : اكيد في ظروف منعته ..
صمتوا للحظه وبعدها قال ناصر بنبره حماسيه ..
: إلا مافكرت تتزوج ياطلال ؟
ابتسم طلال وكأنه شعر بالخجل من سؤال ناصر المفاجئ ..
:مافي شاب في عمري مايفكر بالزواج والاستقرار .. لكن واحد في مثل ظروفي .. صعبه شوي
ناصر : وشفيها ظروفك .. ماشاء الله عليك .. شاب خلوق وعندك شغل و بيت وين الصعوبه فيها ؟

تنهد طلال وقال بصراحه ..
: صراحه ... ماودي اغامر واتزوج وانا بعدي ماكونت نفسي ..
ناصر بإلحاح غريب ..
: تشتغل في شركه مطلق وتقول ماكونت نفسك .. انت انوي وتلقى بنت الحلال ..
سخر من كلام ناصر بقوله ..
: ومن تقبل في واحد .. يعيل اهله و مايقدر يستغني عنهم ؟ تعرف بنات اليومين وشروطهم التعجيزيه ..
اخذ نفس طويل وبعدها قال بإبتسامه عريضه ..
: يارجال خليك مني ؟ المهم طمني عنك انت ؟

اقترب ناصر وقال بجديه ..
: انت اذا نويت .. ابشر ببنت الحلال ... !!
غص بكلماته .. فأبتلعها على الرغم من الالم .. واكمل ..
: ابشر ببنت الحلال اللي تسرك .. ؟

طلال بنبره ضاحكه ..
: اللي اعرفه ان ماعندك خوات ... لايكون اشتغلت خطابه واحنا ماندري ؟

ضحك ناصر وقال : هذا جزاتي اني ادور لك الراحه ..
على العموم اذا كنت ماتبي على راحتك .. اهم شيء انك ترغب في الزواج من نفسك ومافي احد يجبرك ..

تصاعد صوت طلال بإحراج ..
: ومن هي اللي تقصدها ؟

ابتسم ناصر واسترخى وكأنه سنارته غمزت في مكانه الصحيح ..
وقال : اخت مطلق الغانم ..

ارتسمت ملامح الدهشه .. على وجه طلال .. و التزم الصمت يدير الفكره ويدحرجها في رأسه
من كل النواحي .. رغم الخوف الذي استبد به من الفكره ..

اما ناصر فقد تنفس بهدوء .. .. وقد تموضع مكانه بإرتياح ..
سينتظر القادم بصبر و ترقب .. وسيهتم بكل الجوانب ..
تلك الفكره سيحرص على تكوينها .. وتجسيدها بجهوده بصمت ..

يجب ان ينتهي من تلك المعضله الحقيقيه ..
يجب ان ينتهي .. وينتصر .



********************************


اي ازدحام مر في يومها هذا .. تتشاغل بأي شيء لئلا تتذكر ذاك البعيد عنها ..
زياره امها .. اتصال مع اختها .. و مع اخيها الذي اغلق جواله منذ فتره طويله ..
وشعرت بالملل بعد كل هذا .. مطلق وكم اتصال عابر كانت معه فيه .
مشغول بما فيه الكفايه .. عقله ممتلئ بالكثير من الامور ..
ولاحيز لها هناك .. وان كان.. فهو بعدما ينتهي من كل اموره العالقه ..
ابتسمت برضا .. لابأس .. ياليلى ..
اقنعي بالقليل ولاتكوني طماعه في الكثير .. الكثير .. مما لاتستطيعن احتماله ولا هو يسيتطع ان يمنحه لك .

انتبهت لاريام جالسه لحالها .. وتحدق في شاشه الحاسوب بدون ان تمسها ..
طرقت الباب بخفه .. :
مساء الخير ياحلوه ...
ابتسمت اريام .. لتخرج من ذهولها ..
: مساء الخير .. اشوفك صاحيه ؟ غريبه عاده من بعد صلاه العشاء تنامين ؟
دخلت وجلست على الكنبه الطويله ..
: ماجاني نوم ... قلت اجي واسهر معاكم .. إلا وينها سمر ؟
اريام : في المطبخ .. اكيد تخترع لها شي تاكله ..
وعادت الى التحديق .. لتغلق حاسوبها بتأفف ..
رمت ليلى عليها نظره عابره ..
حاولت تتقرب منها لكن خافت ان تصدها بأسلوبها البارد ..
لكنها جازفت بسؤالها ..
: خير يا اريام .. اشوفك متوتره طول الوقت ؟
اريام بإبتسامه بارده ..
: لاحظتي .. ؟!!
تشجعت ليلى بالاقتراب منها وسؤالها مجددا ..
: خير فيه شيء اقدرو اساعدك فيه .. ؟
تطلعت لها بملامح ضائعه لاول مره تكون اريام عليها ..
: لا .. مافي شيء.. يعني في امورمزعجتني في الجامعه علشان كذا متضايقه..
ابتسمت ليلى ..
: الله يهون عليك ان شاء الله ..

استجابت على الفور لنغمه جوالها .. وتفتحه بلهفه
: سعود .. حبيبي وينك ؟
تصاعدت ضحكه من الطرف الاخر ..
: موجود يالغاليه .. لكن لايسمعك مطلق وانتي تقولين حبيبي ..
ابتسمت بخجل .
: وينك ياخوي ..؟ دقيت عليك اكثر من مره لكن مغلق ..
سعود : ماكان فيه شحن .. لكن لما شفت رسالتك قلت لازم اكلمك علشان اطمنك علي ..
ليلى :سويت عين العقل والله مشغوله عليكم .. حتى نجمه ...
توقفت عن الكلام .. لكنه علق ..
: ماعليه ياليلى .. هذي ايام صعبه وتعدي ..
ليلى بحزن : كيف اهلي ؟ كيف تقبلوا الخبر ؟ اكيد انزعجوا ؟
تنهد سعود وقال ..
: جدك مهما سويت وفعلت ماراح يرضى .. يبيني اسوي كل شيء على كيفه ..
قاطعته ليلى : الله يخليك ياسعود لاتزعله ..
انقطع صوته لتعود ترجوه ..
: سعود لايكون زعلته .. جدي ما يتحمل .. انت المفضل عنده لاتوجع قلبه مثلما سوى ابوي ..

صرخ بصوت عصبي .. وخرج من بؤره الضوء ليكون الاخ المثالي ..
: جدك اللي تخافين عليه .. طردني من البيت ولارف لها جفن ..
جدك اللي تقولين انه يعتبرني المفضل عنده .. عاملني مثل البزر ولا حسب لرجولتي اي حساب ..
وابوي للمره الالف ماسوى شيء غلط .. اتبع قلبه و ماغلط غلطه حياته مثلي .

اغلقت فمها بصدمه لم تستطع التعليق عليها ..
اقتربت منها اريام بخوف .. : ليلى .. خير فيه شيء صاير ؟

هدأ الاخر بإنفعالات ساخنه مثل حمم بركانيه تحرق الاخضر واليابس في طريقها
تاركآ تلك المساحه الفسيحه من تأنيب الضمير يأخذ من روحه الكثير ..
استنزاف طويل من المشاعر حتى لم يعد يستطع التحكم بنفسه ..

همست بصوت ضعيف غير مصدق مايحدث ..
: ليش ماخبرتوني ؟ ليش تعاملوني وكأني واحده غريبه بينكم ؟
سعود : ايش نقولك .. الموضوع صار وانتهى ؟ ومثل ماقلت تدخلك مابيغير اي شيء ؟

ولم تعد هناك كلمات تقولها في مثل موقفها هذا ..
انتهت تلك القصه الجميله والاحكوكه المتكامله ..
الحلقه المغلقه في حياتها الماضيه قد انفصلت و تقطعت وصلاتها ..
اصبح الخوف من القادم اكثر استبدادا بها ..

بهتت ملامحها حين قالت بحزم ..
: ارجع لجدي ياسعود .. مالك غيره بعد الله .. ارجع له ياسعود واطلب منه يسامحك ..
ارجع لو تبي تحافظ على عائلتنا .. ولاتنسى فضلهم علينا .. لاتزيد مواجعهم ..
فكر واعرف وين المشكله ... كل شيء بالتفاهم يصير ..

سعود بهدوء : بشوف .. اكيد ما بطول في الغيبه .. لكن قلت اخذا استراحه محارب ..
على العموم اتصل فيك بعدين واقولك .. مع السلامه .

ابتسمت رغم الالم الذي سرى في اوصالها ..
ألم اصبح ادمانآ حتى الهلاك ..
كل يوم بصوره مغايره وشكل مختلف .. من كل النواحي يأتي إليها ..
احباء قلبها يعانون .. يتمزقون وحيدين .. فمانفع الراحه لها وهم في قلب العاصفه ..


ارتعشت شفتيها و انذرت عيناها بدموع قد اعتادت ان تبكيها دائما ..
لكن فجأه هبت واقفه .. تمشي بآليه ناحيه حجرتها تلك ..
التي تستوعب جدرانها كم هائل من الدموع و شهقات الحياة العسيره ..
من تحتضن همومها و تفشي لها بأسرارها ..

اما سعود فقضى اوقاته يتأمل نجوم قد اضيئت في ليلته المظلمه .. وتمنى لو ان واحده هناك بين جوانحه
تضيئ وحشته وتهديه الى الصواب دون ألم او حتى عذاب ..

همس لنفسه بألم وقد بدأ يستشعر بعض المسؤليه التي فلتت من يده ..
: انتهت استراحه المحارب .. انتهت .

شعر برغبه في السفر بعيدا .. بعيدا .. حيث سيكون وحيدا لا احد معه هناك ..
صدرت نغمه رساله من جهازه .. ليهز رأسه رفضآ وكأنه يقول ولا حتى وسيله اتصال
تجبره في العوده الى الواقع حيث المراره هناك .

فتح الرساله بعبثيه .. و فتح عينيه على وسعها .. على تلك الكلمات التي ومضت في وجهه غفله ..
لكنه ابتسم بعدها .. ابتسامه للناظرين هي اشبه بإبتسامه ساخره ..
ابتسامه رجل قد استفز و اعلن التحدي في وجهه على ان يتعارك ويبدأ صراعآ

فهل يقبل التحدي المطلوب بين اسطر الرساله ؟


***********************


تبعثرت الاوراق على صفيح ساخن من الاحداث القادمه ..
وماكان بالامس مضمونآ .. اصبح اليوم مستحيلآ او نادر الوجود ..
لاوجود للمشاعر الان .. فالحسابات قد تبدلت ..
والاحداث قد توالت ..
والقلوب قد ضعف نبضها .. وكأنها تنذر بالتوقف ..
دارت دائره الحياة على الجميع ولااحد مستثنى منها .. واصبحوا الان في مواجهه اقدارها ..

بعضهم يبحث عن نفسه في غمه المجهول .. يطارد طيف في دهاليز الحياة ..
والاخر يثبت نفسه حيث توقف .. ولايريد الحراك بعدها ..
اعتقادات انفسهم بأنهم على حق .. وهم على حق .. يظنون ذلك
لابأس .. كل يمشي في طريقه وكل في معتركه الخاص مع نفسه ومشاعره وحتى قيمه ومبادئه ..

وماكان سهلا يسيرا .. اصبح صعبآ مريرآ .. غايه في الهلاك من اجل الخلاص ..
لن اظلم الجميع .. فالبعض من الكل .. يدعون من اجل الاخرين ..
تتواصل مشاعرهم .. على الرغم من كل شيء ..


دمتم بخير
ألقاكم
كبرياء الج ــرح

ام مشاعل 11-05-11 10:57 PM

بصراحه أنا مع الاخت لوك ات مي

تحوم الكبد هاليلى تجيب الكابه والملل ابد مسخنه ومريضه ولا تصيح ويا صبر مطلق عليها تطفش بلد

بعدين مافي جديد تبيه يقول احبك وأختي الحب أفعال مهوب أقوال

ومشاكلهم وحده من بدات الروايه هي هي

الحلو سعود وليلى صريح واضح وجعل يد اخوها الكسر ليه ويطقها ما يكفي الهم الي في قلبها

اختي ودي تغيرين نمط ليلى ومطلق واحد وممل
وفعلا اسلوب رائع. ومميز

Omanaise 11-05-11 11:57 PM

Hello


:dancingmonkeyff8:Sooooooooooooooo excited for next part


.I think the sms that Saud's received z from Najma


:flowers2:Good Luck

ارتواء! 12-05-11 12:05 AM

كبرياء قربي يا بنت ابوك
هات يدك ابي اعضها

كل فصل اقوى قفلته من الفصل الي قبله >>>امزح معك عساه من تمس النار

يارب يارب يارب تكون الرساله من نجمه ماعليه تحدي استفزاز المهم منها على الابتسامه الليارتسمت على وجهه


امم هنادي خذي درب يابنت الناس واهجدي ..مطلق موب يمك فلا تتعبي عمرك
اذا عرفت فيك ليلى ابصم مستعده تخلع جلدها الرقيق وتلبس جلد لبوه ..

نجمه : ماراح اقول ..طبح طبختي بالرفله ....اكليه
لاني ببساطه اجبك فـ اتمنى تعدي على خير وتبتسمي

اريام : دميه تتلاعب بك الايادي .. وطعم لاصتياد اسماك كبيره ...وناصر دهاء غير متوقع نهائيا ..
واتوقع دائرة الخطر زالة عن وداد


فصل رررررائع جدا

مع انو جوال تعلق مليون مره ..واخر شيء اقتنعت اقراءه من الكمبيوتر

الود لقلبك


:

عبق الرياحين 12-05-11 01:19 AM

صباحك ودر وكادي
بسلم يدك على البارت
ليلى ومطلق
احس حياتهم ما بين مد وجزر ما فيه استقرار البعض ياوم ليلى بالعكس احسها مظلومه هي انسانه تبي تحس بالحب وتتبادله مع شريك حياتها ومطلق ماراح ينقص منه ايد والارجل اذا قال لها احبك بالعكس بتتعلق فيه اكثر
هنادي
دخولها الروايه في الوقت اللي الحياه بين مطلق وليلى متذبذب احسه ماراح يمر على خير الله يستر منها
سعود ونجمه
احس سعود مكبر السالفه وهي ما تستاهل انت البادي وجاي تتشكى المفروض تطيع جدك وى تعصيه لانه افضاله عليك كثيرة ومن الواجب طاعته واتوقع ان نجمه راحت ااجد وركبت نفسها الغلط هشان يرضى عن سعود والرساله الي جاته منها

ومشكزره اختي ننتظرالبارت الداي ونشوف وش مكتوب بالرساله على خير

*اميرة الورد* 12-05-11 06:11 PM

تسلمين حبيبتي على البارت الروووووووعة
اهم مافيه مكالمة مطلق وليلى ..
الرسالة من نجمةوالله يستر نجمة شقالت حق جد سعود ..
ومثل ما قلت من قبل فاتن هي ورا سالفة اريام حسبي الله عليها
الله يعطيك العافية

اريج الجوري 15-05-11 10:44 PM

يعطيك العافيه جروحه

بارت رائع وقفله رائعه

بس بسأل كاني قريت باحد البارتات يوم نجمه تكلم سعود عند حوش الغنم يوم قفلت منه او مازالت تكلمه انه احد تهجم عليها واغتصبها او احداث ثانيه لشخصيه ثانيه

ياليت تفكون ها الرموز الي وقفت عندها وعجزت افهم

واتوقع نجمه تقول للجد انها هي الي كانت مغصوبه على سعود ولا تبيه او تقوله عن الي تهجم عليها ::!!

نوف بنت نايف 15-05-11 10:56 PM

تغلق القصه بطلب من الكاتبه

ارادة الحياة 08-06-11 06:49 AM

السلام عليكم

تفتح القصة بطلب من الكاتبة

نورتي مكانج عزيزتي
وصباح الطيب

هبـه الفــايد 08-06-11 08:00 AM

هلااااااااااااااااا حبيبتي كبرياء فين البارت ال 46 منتظرااااااة بشوووووووووووووووووووق
يلا نفسي اعرف نجمة فعلا هتعمل اية وسعود ومطلق مش مرتاحة للبنت دي بنت صاحب الشركة بلاها من دي شغلانة وخلية يعود لامل حرام علية بقا انا كدا هاقيم علية الحد
وحشتيني موووووووووووت كبرياء
لا تغيبي عليا مرة تانية
مووووووووووووة

كبرياء الج ــرح 08-06-11 08:05 AM






سلام من الله ورحمته وبركاته ...
تحيه طيبه الى الجميع ... كيف حالكم .. وحشتوني ...
مشكوره اراده يعطيك العافيه يا مشرفتنا الرائعه
وسوري على التأخير ..

** اثرني احبه **
شكرا حبيبتي على السؤال .. الله يعطيك العافيه .. تسلمين لي انتي وكل من سأل عني ..
القاك ..


البارت السادس والاربعون :





وَ علِّق للحبيب أكبر ( أحبَّك ) .. بالسِمَآء .. وَ إصبر ..
يجي يُومَه .. وَ يرفع نآظريه ..
وَ يذكر أحبَآبَه
. ..
.
.-
.

إبتسم .. إبتسامه واسعه لنفسه على نافذه زجاجيه تعكس صوره زاهيه له وهو في ابهى حله ..
يظن المارون به انه مزهو لنفسه لحد الغرور وقد ارتدى ذلك القميص القميص والبنطال الازرق ..
زرقه جعلت سماره الشرقي اكثر وضوحا .. فبدى وكأنه صوره لاحدى الاعلانات التجاريه ...

متردد في الدخول لاحدى المحلات .. و بالخصوص تلك التي كان يقول فيها سابقآ .. قطعآ ومستحيلآ والبته
و خطآ احمر داكن تحتها لدخولها فقط ... محلات نسائيه ..
لكن ذلك الفستان الاحمر بتفاصيله المثيره ... جعله يثبت مكانه دون حراك .. اغراء من نوع اخر ..
كانت ليلى من ترتديه ... هي من تجعله رائع .. هي من جعلته يبدو كتمثال امامه ..

ابتسم مجددا متخيلآ صدى لضحكات ناصر عندما يسمع بمثل هذا الخبر ..

سحب نفسآ عميقآ و خطا خطوه للداخل ... لتلفحه تلك الروائح العطريه الشذيه .. ولتنجذب
إليه اعين النساء كأنه دخل للتو حديقه فراشات وهو الدبور الغيرمرحب به ...

ابتلع غصه كبيره وبعثر شعره محرجآ ... وقد اقتربت منه احداهن ويبدو انها البائعه ...
: اهلا وسهلا ... تفضل ..
اشارت بيدها ناحيه المكان المزدهر بالكثير من الفساتين الملفته للنظر ....
قاطع تخيلاتها التي تجعلها تعتقد انه يدور كمتذوق و هو لايفقه شيئا في عالم النساء البراق ...
: اشكرك ... لكن لو سمحت ..ابغى مثل الفستان المعروض في الواجهه ...
تدخلت بإبتسامه : قصدك الفستان الاحمر ...

اومأ برأسه .. لتسأله اسئله كثيره .. فيما يرغب و مقاس محدد ..
شعر باختناق من تلك الروائح الانثويه والهمسات التي تعالت حتى اصبح يسمع المديح والثناء مباشره ..
انتظر تغليف الفستان ... و هو يخرج بطاقته المصرفيه .. ويترك جواله على الطاوله بعدما ألقى نظره
سريعه على الساعة ...

قبل ان يشعر برعشه تتسلل الى عموده الفقري لسماع صوتها الانثوي الهادئ الذي عرفه بالتأكيد
هنادي ابنه المدير لاغيرها صاحبه مثل هذا الصوت الممتلآ بالدلال ..
: استاذ مطلق ؟
التفت لها بحده كصوتها الذي اخترق مسامعه ... وتأمل ذلك البريق الكريستالي من عباءتها الفاخره ..
اعقبت وهي تتكآ على طاوله المحاسبه وفي يدها الكثير من الفساتين ...
: اخر مكان اتخيلك فيه ... ؟ فاجآتني صراحه ..
ابتسمت تلك الابتسامه الجميله التي يغرق فيها فوج من الرجال ..
ليجب بإبتسامه متوتره : حتى انا .. ؟
رفع رأسه بشموخ وكأنه بتصرفه هذا يتعالى على مشاعره ..
وأكمل : ما اظن المكان محرم على الرجال ...
نظرت حوله وسألت بفضول ..
: لا ابدا ..اكيد جاي تشتري هدايا .. وطبعآ لإخواتك اذا ماكنت غلطانه .. اذا كنت تحتاج مساعده تراني في الخدمه ..
ابتسم للبائعه وهو يناولها البطاقه ..
: اشكرك .. لكني تقريبآ انتهيت .. .. التفت ناحيتها وكمل بثقه ..
: اشتري هديه لزوجتي ...
فتحت فمها الصغير .. و التفت حولها بتوتر .. هل حقآ ماسمعته ؟
لكنها اعادت قوله بذهول : زوجتك ...
اخذ الفستان .. اومأ رأسه بإحترام متجنبآ النظر الى وجهها المتصلب ..
لكن قبل رحيله سألت سؤالها الاخير ..
: متى تسافر يامطلق ؟
رفع حاجبآ متعجبآ لامرها ... مرة تناديه بالالقاب .. والاخرى تجرده من لقبه وتناديه بصفه عاديه ..
مابالها ؟
ابتسم .. لينبض قلبها بين اضلعها بقسوه شعرت بالالم خلالها ..
: ليش تسألين ؟
اجابت بتوتر : نسيت العقد وموافقتك عليه .. احنا مازلنا مصرين على شراكتك ؟
اومأ برأسه بتفهم و اختصر قوله ..
: بكره .. ان شاء الله .. تحياتي لوالدك ..

لوح بيده وبعدها .. خرج من حيث دخل .. وللتو قد استديرت اعين النساء لامورهن وانشغلن بها
بعد ذلك الانقطاع القصير ..
وهي زفرت من داخلها بخارآ حارآ اذاب قلبها مع شرايينه ...
لمست موضع نبضها وسألت نفسها ..
ما بال حالك ياهنادي قد تغير عندما ترين هذا الرجل ...
تجهمت وقد بدت تطرح على نفسها سؤالا مهم ..
قصده بغدآ يسافر ام غدآ يحضر الى الشركه ويوقع العقد ؟!!!

ألقت بالفساتين بإهمال و تركتها .. بعدما فقدت الرغبه في التبضع بعد تلك الصعقه القصيره التي
صدمتها ... وفكرت بالمغادره .. قبل ان تلوح لها البائعه بشيء لفت نظرها واثار اهتمامها ..




************************************



ياليل لاتبكي فؤادي العليل ..
ياليل احجب عني تلك الاحزان المتوشحه في غياهبك ..
فلم اعد اطيق الصبر في انتظار الفرج ان يحل ..
ليس سوء ظني مني في أمل ينيره الله لي من جوف الظلام ..
لكني بت من الضعف ماعدت اقوى فيه على الاستقرار ...

كتبت الرساله بجهد بالغ الصعوبه ..كل حرف بمعنى ألم وكل ألم بمعنى جرح وتنازل وهزيمه
اقتنعت بها مؤخرآ وان كانت مازالت تعتقد انها ليست سببا رئيسيا بل تشاركت معه الاسباب ..
لقد قدمت الاضحيه الكبيره .. هي نفسها .. وكبرياءها الذي تهشم الى ألف قطعه ..
وقفت في وجه كبيرهم .. مالم تتوقعه هي نفسها .. ومالم يتوقعه احد منها.. ماكان يجب منها ان تفعله
منذ زمن طويل ..
صارعت خجل الانثى الذي يمنعها من المصارحه ..
في وجهه وقفت صامده.. تضع لنفسها قيمه .. بين كم هائل من الرجال ..
من اجله هو ... من اجل عودته قاومت كل الصعوبات وتحدت نفسها بينها ..
لم ترضى بأن يدفع الثمن بمفرده ..

وقفت على عتبه بابه .. تقدم قدم وتأخر اخرى ..
حتى شعر بوجودها فرفع رأسه ثم اخفضها بقوله ..
: ادخلي النسوان داخل ..
ابتسمت تحت غطائها وهي تقترب منه قليلآ ولعل ابتسامتها محرجه اكثر من جرأه اعتقدتها ..
فألح عليها بصوت منزعج ..
: اقولك الباب من هنيا ... انتي من تبين ؟
خرج صوتها مضطربآ ...
: انا نجمه ياعمي ...

هدأ العجوز مكانه وارتسمت ملامح السكون عليه .. ولم يعلق على وجودها فأستغلت الفرصه ..
: جيتك ياعمي علشان اقولك .. الذنب ماهو ذنب سعود .. الذنب ذنبي .. اخطيت في حقه ..
لو انت مكانه كنت سويت مثله واكثر ..

تنحنح العجوز وكأن قولها لم يروق له ..
: ماهو عذر يابنتي .. وماله لزوم انك تجين بنفسك و تخبريني بفعله .. الولد راح من شوره .. فارجعي لبيتك الله يستر عليك .
تنهدت بيأس لكن لم تستسلم ..
: عمي .. سعود رجال مافي منه .. والله انااللي .....
قاطعها الجد : وانتي ندمانه ؟
كانت نظراتها مليئه بالتحدي .. كانت مستعده للكذب لتشعر بالانتصار .. لكنها قالت ..
: الندم جاني من صوب اهلي .. لكن انا وسعود اخترنا و نتحمل ما جانا ... لكن اما انك تطرد سعود علشان يرجعني
فهذي عيبه في حقي .. مااقبلها ولو ابوي سواها ...
الجد بحزم : انتم ماتعرفون مصلحتكم ؟
ابتلعت غصه كبيره من التحمل فتراجعت منهزمه ..وقالت ..
: ولا انتم تعرفون .. انا مابي ارجع لسعود .. حتى لو جاء معك يالشيخ .. فالسموحه منك من الحين ؟

تركت المكان بوقاحتها المعتاد .. ضربت بكل شيء عرض الحائط وعادت متعثره ...
تجاور الجدران الصامته لتخزن دموع الخساره و الخذلان ...

اما عن الجد فأبتسم .. والمشكله انه ابتسم ولم يكن شيئا مما قالته اغضبه ..
شيئ من هذه الفتاه يعجبه .. تلك الروح المعانده .. تذكره بنفسه ..
تنهد مستسلمآ ... ولسان حاله يقول ما عاد باليد حيله يا عزيز ...


شعرت بألم يحيط بجسدها بعد تلك الدقائق التي استهلكتها معه ..
لم ينلها بعده سوى توبيخ والدتها على خروجها من غير استئذان و سكوتها الذي طال وصدع جدارن الكلام .. .
فتهالكت على فراشها وكأن الحمى بدأت تزورها و تلطف عنها مامضى ..
وكأنها ستؤجر عما اقترفته في حق نفسها وفي حق سعود ..
الذي مازال ذكراه ينهش قلبها ويدميه ... وهي تتابع بشفافيه تلك الكلمات التي كتبتها له لعله يفهمها




( هذي المره الثانيه اللي تاخذ فيها قرار خطأ في حياتك .. .. لا تتحجج بي كعذر للهروب
واجه الحياه برجوله .... وارجع لاهلك لانه لو فكرت تشوف مافي شخص يقدر يفرقك عن الناس اللي تحبهم
حتى لو كان الشخص هذا انا ) ............................



******************************



تقدمت منه والغضب يملأه على اهماله لها ايام طوال ..
شعرت بغصه كلمات تكدست في فمها .. ولو اتيحت لها الفرصه لن تعرف الصمت بعدها ...
ابتسم لكن لم يجد صدى لابتسامته لديها ..
ناصر بهدوء : يالله هاتي اللي عندك .. انا جيت علشان اسمعك ..
بنبره غيرمباليه ..: ماعندي شيء اقوله ..
تنهد وقال بعدما اقترب منها ..
: ودادي لاتسوي فيني كذا .. والله كنت مشغول ..
وداد : مشغول .. مافي مشكله عندي .. حتى انا كنت مشغوله .
مسح وجهه بيده وقال ..
: وداد .. ماهو معقوله اول مشكله في حياتنا .. مانعرف نحلها .
رفعت نظرها له ... وقالت ..
: قول لنفسك هذا الكلام .. انا ماكان عندي مشكله اتشارك معك اي شيء .. لكن انت من اول مشكله واجهتك
تغيرت معاملتك لي .. و لجأت لنفسك ..
مسك يدها بسرعه وقال ..
: وداد .. كل اللي يواجهني مشاكل المرضى اللي عندي .. وتعرفين السريه بيني وبينهم .
تأملته بنظره غير مباليه .. او بالاحرى غير مصدقه ..
فأعقب ناصر بيأس ..
: ارجوك .. لاتناظريني بالطريقه هذي .. حتى لو عندي ورفضت اقولك ماتصير مشكله بيننا ..

لم تبالي بكلامه .. فإنزعج من برودها تجاهه .. فترك يدها بجفاء
فاعترف بإستسلام : اجلت الزواج لان ماكان عندي الميزانيه الكامله لتغطيته .. تبين اقولك و تصغر صورتي
في عينك ..
اقتنع بأن مايقوله هو جزء من الحقيقه على الاقل ...

حزنت لتلك النبره الاليمه ..
: ناصر .. ليش ماقلت لي ؟ صورتك مابتغير من حبي لك .. على العكس .. كان المفروض تشاركني كل شيء .. .
ولانحط حواجز بيننا ..
ناصر : وداد انا من النوع اللي مااحب اشارك الجميع كل مشاكلي .. لازم تفهمين هالشي .
جاء دورها لتمسك يده بحنان ...
: انا مو اي احد ياناصر .. لاتحط الفروقات بيننا ... انا مستعده احترم خصوصياتك بشرط ماتأثر على علاقتنا مع بعض .
احتضن يدها بدفء و اقترب من وجهها ..
: الله يخليك لي ... و الحمدلله ربي رزقني بواحده عقلها يوزن بلد ..

ابتسمت واجابت بصوت اكتسحه الخجل ..
: عاد لاتصدق انت .. لاتحسب كل مره بمشيها لك ..

ضحك ورفع يدها لفمه .. لتنظر له بإبتسامه وقد اشرقت زاويه من الظلام كانت تجلس فيها لمده
انحجبت عنها شمسه الدافئه .. راقبت حركته التي لم تخطأ هدفها برغبه من ناصر ..
باغتها عندما سحب يدها ليشدها ناحيته و هي مدهوشه غير مدركه لتصرفه من البدايه
فقد غرقت فيه لامحاله ..

ابتسم بإنتصار وقد اقترب من هدفه .. ثغرها الباسم ومنطقها الجميل كانت كل مداركه هناك
مستغلآ جمال اللحظه لاول قبله في حياته لامرأه عشقها حتى بلغ بها مستويات الجنون ...



***************************


رقص على ازف الانتظار..
هلائك نبضيه تتوالى ..
أمل متواتر في الوصول ... لكن الى أين ؟!!!


مساء لا لون له هناك في الرياض .. جاف وحار و بلوغ من الملل حد الانفجار ...
وجو من الصخب حولها ... وهي ليست بوحيده في ذلك الجو المشحون ...
فأ ريام لاتبدو على حالتها المعتادة ... وسمر منغمسه في مغامراتها الشيقه مع التوائم ..
وهي تشعر بالضيق والاختناق .. تود لو تصرخ غضبآ وقهرا .. و مللآ ..
سألتها وفاء مرارآ واعادت والدتها تكرارآ لسوء مزاجها ... لم يكن بيدها حيله
ذلك الشعور لايطاق ... قبض محكمه من الضيق اعتصر قلبها..

مازال أمراخيها يحيرها .. ويزيد عليها مصاعبها .. لكنها وعدت نفسها بعدم التدخل بمشاكله
لكن كيف لها ان تقتنع وهي منفيه عن مسائل عائلتها لكي تناقشها بأريحيه ..
وصديقتها .. قد قاطعتها لتعاملها بالمثل .. فالحدود الان اصبحت شائكه و صعبه الوصول ..
هي تفهم الاسباب لكنها غير مقتنعه وبالتالي فهي مجبره على قبول ذلك ..
وماصعب عليها .. ذلك البعيد الذي من تركها وحيدها والهموم تحاصرها من كل جهه
وتعتصرها حتى اخر قطره من البقاء ... لم تعد ترى في اتصالاته الشحيحه التي يؤدي فيها واجبه
كافيه و راضيه ... كانت ترى فيه فراغ كامل معدوم التواصل ..
انغلقت على نفسها ... لتواجه كل مايصيبها بعزم .. بدون تدخل احد ..
استجمعت كل افكارها وهي تدخل مكتبته الكئيبة .. تحاصرها كم هائل من الكتب ...
حرصت على طلب كل مايلزمها لترمها الدراسي من مناهجها الجامعيه ..
ستكون جديه وتحرص على مستقبلها ولن تكون ضائعه في شتات الحياة والناس حولها يمضون ..
لقد قرأت مقوله ما في احدى الكتب " اذا كنت جادآ في التغيير فكن بطلآ وابدأ الآن "

ابتسمت وقد احتلت مكتب مطلق الكبير .. واستدركت نفسها بوحشه قد غمرتها وقد اصبح المكان مظلما
فجأه وكأنه لايرحب بغير صاحبه ... استرخت في عمق الكرسي الكبير .. و مسحت بطنها بحنان
وخاطبت طفلها بصوت عال : هذا مكتب البابا ياحبيبي .. ...

عدت على اصابعها كم يتبقى لها من فتره حملها .. اربع اشهر بالكثير و سوف يكون لها طفل صغير
يحمل تقاسيم ابيه الرائعه .. ضحكت بنعومه لتلك الافكار المسالمة ... ونقرت بأصابعها على المكتب المرتب ..
كم تحتاج لدفعه للامام لتمضي بطريقه صحيحه ...
وقفت تختار كتاب بين الكتب الكثيره ... ستختار كتبآ تاريخيه او ادبيه بحته يا أما عن الشعر او قصصيه ممتعه .
لتشغل به وقتها .. لكنها لم تستطع ان تركز ..وكأنها بذلك بعثره الاشواق على اعتاب حبيبها البعيد ..
عضت شفتيها وابتسمت بمتعه قد اجتاحتها .. نقرت بجوالها بأسمه المحفوظ لديها ..
واستمعت لخط متواصل للرنين طويل وبعدها ينقطع .. أعادت الاتصال ولا فائده ..
انطفأت تلك الرغبه في محادثته .. و تركت الهاتف .. على الطاوله لتعاود البحث متناسيه ماحدث ..
قبل ان يتصاعده رنينه هو .. ابتسمت تلقائيا لتلك السرعه في معاوده الاتصال بها ..
هتفت بتسرع : يعني ماتترك عادتك .. لازم تشغل بالي قبل ..
تصاعدت انفاسها وهي تسمع تلك النحنحه الناعمه لانثى ... وصوتها المغري يجيب ..
: انا اسفه . ...لكن مطلق نسي جواله في ............
لم تعد تدرك ما تفكر به او تقوله لكنها سألت بكل خوف ...
: وينه مطلق ؟ وينه زوجي لايكون صاير عليه شيء..
جاوبت تلك متداركه خطأها: انا اسفه اختي... زوجك بخير .. لكنه نسي الجوال في المحل ..
وانا ..... ؟
قاطعتها ليلى بفظاظه وقد بدأ يجتاحها كم هائل من المشاعر الجارفة ..
: وانت منو ؟ وليش جواله معك ؟
انتظرت معها لتلك اللحظه الموجزه .. فسألت بضيق :
: مين انتي و ممكن تقولي لي كيف تتصلين من جواله وانتي ماتعرفينه ؟
اجابتها هنادي بثقه : شفتك اتصلتي اكثر من مره فقلت اكيد بينشغل بالكم عليه ...
على العموم كنت بغلق الجوال ..
ليلى : ايه .. قفليه احسن .. ولاتردين على اي احد مادامك ماتعرفين ..
ضحكت هنادي برقه : هدي اعصابك يااختي .. قلت بسوي فيك خير .. صراحه ما اادري بصوتك هذا
كيف متحمل مطلق يسمعك ؟

فتحت فمها بإندهاش لتلك المتسلطه ...
فقالت برعب حقيقي لتلك الوقاحه التي هجمت عليها
:مالك علاقه في صوتي ........تجهمت لفكره شك سامه اصابت افكارها ..
وعادوت الكلام بنبره قويه : اساسآ كيف تعرفين زوجي ؟ والا انتي اللي تبيعين في المحل ؟
لو سمحت لو قدرتي ترجعين الجوال له بأسرع وقت يكون افضل شيء تعملينه ..
.. عضت شفايفها بقهر .. واغلقت الاتصال ..
وقد تغير مزاجها بالكامل .. وكل الايجابيه التي كانت تغمرها .. .تحولت لقوى سلبيه
دمرت كل نقطه تحول كانت تريدها لنفسها ..
من تكون تلك المتبجحه والتي انا متأكده ان صورتها يفوق صوتها دلالا و رقه ...
وكيف ترك مطلق هاتفه معها .. هل اصدقها .. هاتفها والمحل .. اي حجه قديمه تلك ..

هزت رأسها بعنف .. وقد بدأ تورم دموي يجتاحها من غضب كبير تحمله على مطلق ؟
وما ادراك اين مطلق الان ؟



**********************************



استرخى على الكرسي امام نافذه عريضه... وقد جذبته صوره جميله لاضواء حية للمدينه بأكملها
بينما تفكيره يسافر حيث موطنه هناك .. وحيث يريد ان يكون هناك في القريب العاجل ..
ربت على جيوبه يبحث عن هاتفه .. والتفت ناحيه سريره ... فأغمض عيونه بندم ..
وهمس : الله يلعنك يا شيطان ...
اخذ محفظته و طلع بسرعه ... تذكر انه نسي الهاتف في المحل نفسه .. وخوفه ان يقع في ايدي غير امينه ...
هبط للدور الاول .. و مشى على عجل قبل يستدعيه احد موظفين الفندق ..
استدار له .. فاقترب منه الموظف بوجه بشوش ومد له بكيس صغير ..
عقد حواجبه بإستغراب ... و تناول الكيس ... بدون سؤال .. ليتفاجئ بجواله مع بطاقه صغيره ..
اخذ البطاقه وقرأها بتمعن " مساءك خير ... يبدو من استعجالك نسيت الجوال ..
اسمح لي تراني سيفت رقمي عندك للاهميه فقط .... هنادي "

تأفف .. ورمى البطاقه داخل الكيس بإهمال .... وفتح جهازه المغلق وهو في طريقه الى المقهى
بعدما بدأ شيء من التذمر قد تسرب إليه من تلك الفتاة التي يجدها في كل مكان ... وقد بدأت تزعجه .

استرخى على مقعد في زاويه بعيده ... وقد بدأ نبضه يتسارع لاسم ليلى في مكالماته التي لم يرد عليها ..
فضغط على اتصال على الفور .... لتجيبه من اول رنه ..
: من معي ؟
ابتسم متعجبآ من سؤالها .. فرد ساخرآ ...
: اظن معك زوجك ؟
انتظر سماع صوتها .. الذي اختفى ... فعاد يسألها بحذر..
: ليلى فيه شيء صار عندكم ؟
اجابته بتسرع : ولك عين تسأل بعد .... من هذي اللي ردت على الجوال ؟
التقى حاجبيه ليدرك ذلك الفخ الذي وقع فيه ... فأجاب مترددا ..
: استهدي بالله يابنت الحلال .... لايروح فكرك بعيد ....
هدرت بإنفعال : قولي كيف ؟ واحده ترد على جوال زوجي .. كيف تبيني افهمها ؟
لا وترد وعينها قويه .... ؟

كتم غيظه من تلك الفتاة المدللــه التي جعلت الدخان يحوم حول علاقته مع زوجته ..
: ليلى .. إنت تعرفيني ؟
صرخت بغضب : لا ما اعرفك .. من قال .. قلت لي يومين وترجع وهذا انت جلست اسبوع
و اقولك عن واحده ترد على جوالك وتقول لاتفهمين غلط ...
مسد جبينه بحيره وقال بهدوء رغم مايشتعل بداخله ...
: ليلى ... اللي ردت كانت في المحل ..لاني نسيت جهازي فيه ..

قاطعته بأنفاس لاهثه : اللي كلمتني تعرفك بالاسم .... ومو من المعقوله تكون مجرد عامله فيه .
تنهد للورطه التي وقع فيها وقال بهدوء يحاول تهدأتها ..
: حبيبتي .. تبين الصراحه .. البنت بتكون بنت مدير الشركه اللي جاي علشانها .. كانت موجوده بالصدفه هناك
و جوالي تو وصل ...

انتظر يسمع ردها لكن صمتها كان يكفي بأن يشعره بأنها في حالة سيئه ..
برجاء .. : حبيبتي والله مابيني وبينها أي شيء ...

خرج صوتها هادئآ وحزينآ : لاتقول حبيبتي ...لاني متأكده انك ماتعرف معناها ..

وانهت بعدها الاتصال ... طالع الجوال بدون تصديق بأنها أغلقت الاتصال في وجهه ...
وبعد جملتها الاخيره ... شعر بالجرح والخديعه لحظه .. من تلك الغادره التي دخلت في شقوق علاقته الزوجيه
وزادتها نفورآ و تباعدآ ...

أعاد الاتصال به .. ليفاجئ بأنها قطعت الاتصال .. واغلقت جوالها ..
زفر بقهر .. لتردي الاوضاع بينهما .. لم يكن ينقصه سوى انثى دخيله تفسد عليه حياته ..
يكفي بأنه قدم من هناك وفي نيته ان يخمد تلك الثورات القصيره .. ويعيد بناء ماقد انهار ..
ويجد متسعآ من الوقت للاستراحه والعوده بنيه التجديد والبدايه الصحيحه التي تأخرت كثيرآ ...

ترك جواله وقد اشتعلت دواخله انفعالآ من كل امرأه في الكون ..
هل كان يحتاج بأن تهتز ثقتها به ...
ماذا فعلت تلك لتعلن عن تبجحها بكل جراءه ...

اخرجه رنين جواله ... لتكون اسم هنادي النابض على الشاشه .. عذرا له بأن يصب عليه جام غضبها ..
سمع صوتها الذي يكره نغمته من بنات حواء ..
: مساء الخير ..
اجابها بضيق من تلك الوقاحه ..
: ليش متصله ؟ ما اظن اعطيتك رقمي وسمحت لك بالاتصال بي ..
تهدج صوتها وكأنها متفاجآه ...
: انا اسفه .. لكن حبيت اتأكد من ان الجوال وصلك ... على العموم انا اعتذر ان كنت ازعجتك ..
اجابها بتوتر بلغ اشده لديه ..
: اكيد ازعجتني ... بمجرد الرد على اتصالاتي هذا شيء ما اقبله ابدا ..

هدأ صوتها لترد عليه : اكيد هذا بلاغ من المدام ... على العموم حبيت اسوي فيها خير لكن يبدو انه مايثمر فيها ..
صرخ بحده يقطع فيها فظاظتها ناحيه زوجته ..
: اظن مالك علاقه في زوجتي ... اعترفي بغلطك ولو بينك وبين نفسك .. ارجو انك تعلمت درس على الاقل ..
و رجاء يا اختي .. لا تتصلين علي ... احترامآ لما بيننا بيكون افضل لو مسحتي رقمي ...

انتظر ردها قبل ان يغلق هاتفه ويستند على المقعد زافرآ انفاس غاضبه من كل شيء انهال عليه في لحظه واحده ..
فتذكر صديقه .. لمن يبرد حراته ولو قليلآ ويشعر بالامل بأن اللحظه القادمه تكون اجمل ...
سيكون الاتصال بمثابه العون والمساعده .. فهو اقدر منه على حل الاشكاليه الخطيره التي وقع فيها ..



**************************


خط نار ..
قارب متأرجح في الضباب ...
و ارتعاشات نابضه تهدد بالانقراض ..
ها هنا في القلب ...
تندس مذعوره ..



شعرت بالالم يوخز قلبها ... غيره تكاد تكتسحها كلها وتخلع كل عقلانيه تصبو إليها..
حدقت في شاشه جوالها المظلمة ... و هي غير مصدقه ما آلت إليه الامور مؤخرآ ..
قال لها حبيبتي .. لم يفتعل ذلك لمصالحتها وحسب ..
بل كان يعنيها .. لان مطلق لا يخرج من مآزقه بالخداع ..
لكن كيف تهدآ وقد صبت الزيت على النار للتو ..
ماذا تفعل المرأه التي تعشق زوجها بجنون في مثل هذه الحاله ... ؟
كيف تعالج مشكلتها ولا تدعها تتضخم .. و تنفجر في وجهها بدون هوادة ...
كيف تتناسى ان امرأه اخرى في مكان اخر رأت زوجها وجه لوجه وتحدث معها بشكل عادي .. ؟
كيف يمكنها ان تتجاهل ما رأته في زوجها وتبادلته معه ؟

استصرخت بعنفوان .. وقد نهضت تتأمل نفسها في المرآه ..

و دارت نظراتها حول جسدها التي بدت علامات الحمل واضحه عليه ..
و استنكرت بأن تكون خاليه من الجمال بعد حملها ..
ألم يعد يراها جميله .. هل كان ينظر لغيرها بفتن واستحسان ...
هل تلك الفتاة اجمل منها ..
تنهدت .. بضيق كاد يفجرها ..وجلست بيأس .. وهي تحاول ان تتذكر اخر موقف حميمي بينهما
لكن لم تجد ... فكل تلك الاوقات كان مشحونه بالهموم والمشاكل التي تمر كالشوك بينهم ..

منذ حملها قد ابتعد عنها .. عادت تتأمل نفسها مجددا محاولة ان تعود مثلما كانت ؟
وقفت سمرو سألتها بعدما استندت على الباب الشبه مفتوح ..
: ليلى .. ماتبين عشاء ؟
كشرت في وجه سمر وقالت بتكدر واضح ..
: مالي نفس ..
اقتربت سمر وسألت بعدما انتبهت لملامح الانزعاج عليها ..
: خير ياليلى وشفيك ؟
تنهدت ليلى والتفتت ناحيتها ... وسألت بصراحه ..
: سمر ... أنا تغيرت ؟
ابتسمت سمر بتعجب : كيف تغيرت يعني ؟ مافهمت عليك ..
ليلى : يعني .. صرت بشعه بعد الحمل ...
ضحكت سمر وجلست على السرير مستنده بيدها للخلف ..
: بشعه مرة واحده .. مين اوحى لك بالفكره هذي ؟
ليلى : ما ادري .. مجرد احساس ..
سمر: لا ابدا .. ماشاء الله عليك انتي حلوه ...
لكن في الايام الاخيره تعبتي كثير فمن الطبيعي انك مرهقه شوي ..
لكن لو اهتميت بأكلك بترجعين مثل اول وافضل ...

جلست على كرسي التسريحه وقالت :
: واضح علي صح ؟ الله يسهل علي هالحمل .. حاسه بالملل ومزاجي سيء و موقادره اتحمل روحي ..
صرحت اريام : السبب مو الحمل .. السبب هو غياب مطلق ...

حدقت فيها متفاجئه بأن غيابه ترك اطلالآ في روحها تبكي عليه ..
تزيدها تعب و تخنقها العبرات برحيله ..


همست بنبره حزينه ..
: اشتقت له ..
سمر بإبتسامه : طيب كلميه وقولي له ؟
عادت وابتسمت ..ونطقت بعدها ..
: مافي كلمه توفي حق اشتياقي له ...

استسلمت بخذلان كالعاده.. اين لها ان تقولها له وهو لايفهم شيئآ ؟؟

فتحت سمر فمها لتتكلم و عادت واغلقته وقد ذهلت لمشاعر نطقت بها عيناها الوامضه بالكثير دونما اعتراف ..
لم تستغرب انها حادثتها بكل بساطه واعترفت بهدوء دونما كتمان ..
فهي تجهل تلك المشاعر ولاتعرف كيف تتصرف ناحيتها .. لكن يجب ان تحترمها على الاقل ..
بعض المشاعر صعبه ان تشرح .. كما انها صعبه ان تختبأ طويلآ دونما اعتراف..
ابتسمت .. وقد اصبح مكانه ليلى تتسع لديها ..
فعند سمر مقوله تحب ان تعيدها بينها وبين نفسها ..
" من احب اخي .. وكأنما قد احبني فأحببته بالمقابل "



ليلى ... و مشاعرها تنتحب بإشتياق لحبيب قرر الابتعاد ..
هل يفهم ماتعانيه ام ان الزمن امحاه الدليل ..
همست بإسمه بصمت وكأنها تناديه ليدرك لهفتها إليه ...

اناديك
لفني بعباءة حنانك
ولا تعبأ بما اقوله
او لا اقوله
اناديك
لملم اشلائي الممزقه
على طول عام من الحب والكراهية
لملمها من ليالي القلق
والفراق والإنتظار واللقاء
والشوق والشوق .. الشوق




*******************************


خرج من شقته بنشاطه المعهود .. يبتسم بين الحين والاخر .. لمواقف يتذكرها
اوبالاحرى لتلك الراحه التي غمرت قلبه .. لانه اعاد ما سقط سهوا بينه وبين وداد ...
ولن ينسى صاحبه الذي استشاط غضبآ لطلبه النصيحه التي تضاحك فيها عليه ..
وقع في ورطه بدون حساب لها ... ولايعرف كيف يرضي الطرف الاخر ...

انتبه لورقه موجوده على الزجاج الامامي ... فتحها مباشره وقرأ كلمات اذهلته بخط اليد ..
" انتبه لنفسك ولاتمشي في الظلام لوحدك وطالع خلفك دائمآ "

استدار للخلف مباشره كردة فعل .. مذهول من صيغه مبهمه في رساله خفيه ..
وفكر بشك بأن تكون مجرد دعابه من اي احد ...

جعد الورقه في قبضه يده بعصبيه كبيره وقذف بها بعيدآ ..
مهما تكن تلك الصيغه المكتوبه فأن لم يحبذها اطلاقآ...
سيكون عليه الاحتياط .. ففي عالمه اناس لايفهم عقليتهم بالشكل الصحيح
يتراءون لهم بأنه مجرد ان يفهم مافيهم و يكشف مخاوفهم انه يبتزهم و يثير خوفهم بالطريقه العلميه ..
فيثارون عليه بشكل شخصي .. مما يجعله كعدو لهم . ..

تلقى اتصالآ مفاجئآ من طلال ..
مسك المقود بيد و الجوال بيده الاخرى ..
: صباح الخير ...
طلال : هلا ..صباح الخير .. كيف الحال ؟
رفع ناصر حاجبآ مستغربآ وقال ساخرا ,,
: سلامات يابو الشباب .. تراني كنت عندكم البارحه ؟
ضحك طلال بتوتر .. و اجاب
: صدق .. توي دريت ...
ناصر : تستظرف دمك حضرتك .. ايش شارب من على الصبح ؟
طلال : والله كابتشينو ..
ضحك ناصر وسأل بإهتمام
: قول اللي عندك ياطلال .. المشكله اني فاهمك .. يعني خذها من قصيرها و ادخل في الموضوع على طول ..
طلال بتردد ..
: تعجبني والله تفهمني على الطاير... صح في بالي اقولك شيء ... لكن ماينفع بالجوال ..
ابتسم ناصر لانه فهم موضوعه وقال ..
: على راحتك ... طيب ايش رايك نلتقي على الغداء ..
قاطعه طلال : بشرط انا عازمك ...
ناصر : خلاص .. مافي مشكله .. بيننا اتصال اوكي ..
طلال : اوكي .. ياالله اشوفك .. مع السلامه
ناصر : في امان الله ..

ابتسم لانه الطريق لغايته بدأ يقترب رويدآ رويدآ ...
شعر بنشوه الانتصار قد بدأت تغزو افكاره ... مع تصاعد نغمه البدء في اذاعه اف ام الصباحيه ..


*****************************


فتحات للضمير تشق بوابه الالم ..
تداعبها نسمات الحنين ..
وتفتح نافذه لمجرد الرؤيا ..
غدآ .. مطمح للعبور ..
هناك حيث اللقى ..
حيث رشفه الحياة في ارضها الظمأى ...

.
.
.

ابتسم .. بين جموع لبعض طلبته الصغار .. قد داروا حوله مستمتع بأحاديثهم المتقطعه
لايتحدث واحد منهم حتى ينهال الاخرون في قطع كلامه ..
سعود بنبره حازمه رغم ابتسامته ..
: يالله انت وياه قدامي الفصل ..
تململ بعض الطلبه والقى باللوم على الاخرين ..
راقبهم .. رغم انشغاله بجهازه .. او بالاحرى عن بحثه عن رد مناسب يترجمه لتلك التي ادعت مساعدته
وهي التي اوقعته في حبائلها ...
طيله ليله كان يفكر .. متزعزع الرأي مابين الرد او الامتناع ..
يتصنع ثقلآ زائفآ بعدم الرد .. وكل مطمحه الان يبني كبرياءه من جديد ..
لكن شعوره بإستنزافه لاقصى رغبه في محادثتها وسماع صوتها قد سيطرت عليه .....
استند على سيارته يعيد قراءه الرساله للمره العاشره ..
محاولآ ان يجد كلمات تشفي فضوله وتسد حاجته الملحه في الرد عليها على الاقل ..
فكتب بسرعه لكلمات متدافعه تدفقت من عقله ..

" حطيت لنفسك قيمه كبيره لاعتقادك الخاطئ .. لاتشغلين بالك في اموري ..
ما اظن في سبب يخليك تراسليني فالامر انتهى بيننا ... فأرجوك لاتتدخلين في حياتي بعد اليوم "

ارسلها بدون مراجعه حتى .. او قراءتها مجددا او اعاده صياغتها ...
او حتى لتفكيره بأن الوقت غير مناسب لكي يرسلها ..
كان بأمكانه ان يتجاهل تلك الرغبه الملحه في الرد عليها ويمضي متساهلا
فتحسب له نقطه لصالحه في طريقه نحو التغيير الذاتي .
لكنه التزم بها كرد اعتبار عن كرامته او هذا مايعتقده هو ..
كأبسط الامور يهب مدافعا سواء كانت تحد تلك من شخصيته ام لا ..
ام هي صوره يريد ان تعتقد بأنه لم يعد يهتم بها ولو لمجرد الاعتبار بأنها كانت فيما مضى شيئا قيمآ لديه ..
يدعي بذلك عدم اهتمامه .. استداره للخلف يريد بها المضي وهو بالتالي يحن للعوده ..
لكن الامور التي تختلط فيها المشاعر والاحاسيس بالكرامه والكبرياء فيما يجب ان يكون من عدمه
تصبح حرب عشواء لايمكن الحد فيها ويستهان بها ..
ومن يعتقد ان من يقدم التنازلات هو شخص ضعيف .. مهزوز الكرامه فهو اسوآ اعتقاد يمكن ان تكون
مثل الوثبه الفاشله في خطواته لتكوين حياة متكافئه منصفه للجميع ..

لم يعبآ بما فكر فيه وبما اعتقده وبما كان يكون لديه وجهه نظر حاسمه فيما مضى اورأيا شخصيآ لايمكن البت فيه
او التراجع ... كل شيء لم يعد يهم .. هو يريد ان يكون شخصآ ليس من كان مسبقآ ,,
يريد ان يتغير .. يريد ان يصنع من اخطاءه .. وتجاربه شخصآ اخر ..
شخصآ متغيرآ حتى لو انه لم يتعرف عليه .. .


****************************


بهرجه ألوان ..
وبياض ثلجي ..
وصخب يضيق مابين الاضلع متنهدآ ....



كلآ منا يحتاج لشخص يدفن نفسه بداخله .. وينسى احزانه ليس حالهن فقط بل الجميع ...
لن تخفي شوقها عن احبائها ... هو وهي و هما وهؤلاءك ...
جلاده الحياة تحتاج للتفريغ منها ولو قليلآ ...

وقفت تنظر لنفسها برضى في مرآه الصاله .. بفستان الحمل السماوي وشريطه كحليه مزمومه اعلى الصدر ...
وشعرها الذي امتد على ظهرها بظفيره مرتبه طويله ... وقد لمعت شفتاها بلون زهري ... وخطت الكحل الاسود
بداخل عينها ... وذلك الجوال بزينته ينتحب لو استطاع بين اصابعها المشدوده عليه بغلظه ..

كانت تأمل بأن يهاتفها ويعتذر .. يوضح .. يعطها اهتمامآ واضحآ ... يلقي بالآ بأنها تكاد تلعن كل انثى تقابلها عينه
ألا يفهم مافي قلبها ... نيران و همجيه وثوره تكاد تنسى فيها نفسها ..
نار الغيره ستحولها الى هشيم ... يالجوانحه التي لاتستشعرشيئا مما انا فيه

اخذت لها مكان بعيدآ .. و قبضت على جوالها بيديها .. متردده مابين الاتصال به او انتظار اتصاله ..
فكرت بشك .. وسألت نفسها .. هل تجاهلي له وعدم اهتمامي به كزوجه ..جعله ينظر لغيري .. ؟
اجابت نفسها بصوت مسموع ..
: اكيد .. الرجال مالهم آمان ..

بلمسه واحده اصبحت ترى اسمه جاري الاتصال ... حينها شعرت بالتوتر .. لكنه هناك دافع
أجابها بصوت ناعس ..
: هلا .. ليلى ..
شعرت بالنار تتأجج بداخلها .. نائم و غير مبالي بها وهي ما ان أغمضت عينها إلا انتفضت تتذكر ما حدث ..
: صباح الكسلانين .. غريبه هالوقت نايم ..
سمعت ضحكته فإبتسمت رغم ضيقها منه ...
أجابها متكاسلآ : البارحه كنت سهران ..
سألته بفضول : لوحدك ؟
مطلق : لا ..
انتظرت حتى يوضح الشخص الاخر .. فوقفت متوترة ..
: مين كان معك ؟
بنبره بارده : انتي تحققين معي ؟

شهقت لتلك البروده التي احرقتها ...
فأجابته بحزم : اذا كان ودك يكون تحقيق فأنا ماعندي مانع ..
وضح صوته عندما سألها ..
: ليش متصله ياليلى ... البارحه ماكنت طايقه تسمعين صوتي ... وحتى وصلت فيك الجرأه وتقفلين الجوال
في وجهي ولاهمك احد ... ليش متصله علي تبين شيء ...

اضطربت امعاءها وهي تسمع كلماته التي جرحتها .. لم يفهم مابها حتى الان ..
كان كل شيء عادي مثل العاده بالنسبه إليه ..
منعت نفسها من التأثر ... وقالت بصعوبه ..
: وانت تعتقد ان كل شيء عادي بالنسبه لي ... ترد على واحده و تعطيك اعذار ..
تحسب ان الامر سهل ... انا زوجتك من حقي ازعل ..

قاطعها : لازم يكون سهل .. انا مستغرب اهتمامك يازوجتي .. ليش حليت كل المشاكل المتعلقه بأخوك
وتفرغت لي اخيرآ ؟

صعقت لكلماته التي تزيد حده وتتوغل بدون عناء لتجرح قلبها ..
بهمس : مطلق .. انت تعطي نفسك عذر ؟ انا ماقلت شيء يزعلك .. اي واحده مكاني
ممكن تفكر مثلي واكثر حتى ... فلاتنتظر مني اني ابقى ساكته وكأن الاحساس معدوم عندي .

علق بصوت واضح معللآ : انا قلت لك اسبابي .. ويا انك تثقين في كلامي .. او خليك
في اوهامك ... لكن المهم لاتزعجيني ..

اخفت شهقه كادت تسحقها و تقضي عل كل شيء .. لم يعطها فرصه حتى لالتقاط انفاسها ..
يزيد من جراحها .. وهي التي عللت نفسها بألم صنعه هو .. وفي الاخير كان قاسيآ ,,
يجرحها بدون هواده ..

اتسعت عيناها بخوف كاد يوقف قلبها .. للفكره الصحيحه .. بأن هناك امرأه اخرى في حياته ..
هل ذلك مايريد ان يقوله لي .. ويمهده لي بكلماته القاسيه ...

ترنحت .. وشعرت بصعوبه في تنفسها .. انخفاض في معدل ضغطها جعلها لاتريد ان تبقى مستيقظه ..
وتسمع المزيد مما يجرح فؤداها اكثر .. دمعت عيناها لفكره بأن هناك من تتشاركها فيه ..

: يعني شكوكي في محلها ... انفعالك ماله غير مبرر واحد ...
صرخ منفعلآ رافضآ ان تسحبه معها داخل دائره الشك ..
: ليلى .. فكري بعقلانيه .. لاتكبرين السالفه .. انا وضحت لك كل شيء ..

حاولت ان تتكلم ان تقول كلمه .. ان تعزي نفسها على الاقل بأنها قاومت معه ..
لكن اختفت .. شعرت بالخواء .. لانه ليس هناك مايقال بل العكس .. لن يجدي نفعآ ماتقوله له ...

كانت تمشي بتوتر ..غير مسيطره على انفعالاتها .. شارده الذهن حينما علقت قدمها في طرف السجاده
لتطلق صرخه مذعوره ...وصلت لاسماع ذاك الذي انتفض من سريره بعد تأهبه الذي كان مستعدا فيه
بالاعتذار عن ماقاله ...

انشطر جوالها الى نصفين . وقد سقطت على ركبتيها بشكل مؤلم .. تضع يدآ على بطنها وكأنها تحميه ..
هدأت من انفاسها وهي تجلس بشكل مريح بعد الخوف الذي اصابها ..

ادركتها خديجه بخطوات سريعه .. والتي اطلقت شهقه خائفه لمرأى سيدتها ..
اقتربت منها تسألها : سلامات مدام ...
ابتسمت ليلى.. تلك الابتسامه التي تشعرك بأنك كنت على الهاويه للتو .. و بنفخه هواء كدت تسقط فيها
: الله يسلمك .. تأملت نفسها وضحكت .. وبعدها تذكرت جوالها . .. انعقد حاجبيها بأسف على شكل
جوالها ...
رفعت يدها لخديجه لتساعدها .. فقدمت لها العون بسرعه
: مدام ... لازم يروح مشفى ..
ليلى : لا مايحتاج .. الحمدلله جات سليمه ..
مسحت وجهها الرطب .. وصعدت لحجرتها بعدما التقطت بقايا جوالها ..

رغم ألالم في ركبتيها لكن الان تشعر بالهدوء والراحه .. كادت تفقد طفلها للمره الثانيه
والسبب .. هو .. هو .. هو وبرودته و بساطته المتعجرفه تلك التي تجعلها مستغربه اي رجل هو ؟


وشعرت بالدموع تهددها ..
لكن تأبى ذرفها ..
تأبى ان تخضع وتنهار كل مره بسهوله ..
ستقاوم ..
ستقاوم .. و تعتاد الامر بشكل روتيني سهل ..


مُؤلم جداً ..
أن يكُوْن سبب بكَآئكَـ
ـآلشخص نَفسه
ـآلذي قآل لكَـ في يَوم :
لآ تبكِي فـ دموعَكَ غـآلية !!




******************************




انتفض بذعر .. اصابته حاله هستيريه من الذعر وصرختها مازالت في رأسها
لم يفهم نفسه لم تلك القسوه التي كان بها عليها ..
غيره نساء .. او ليس امر عادي من الممكن احتماله ..
نصحه ناصر بالتروي والهدوء .. ومعالجه الامر بالنقاش .
لكن هو لايحبذ ان يكون ضمن محيط مليئ بالتساؤلات والشكوك ..
قالتها ليس امرا سهلا عليها .. ان تشعر بأن هناك امرأه اخرى في حياتك ..
قالتها صريحه لماذا شعرت بالخوف حينها ؟
هل افحمتك بأمور ستجعلك ضعيف في الرد عليها ..
ألم يكن من السهل ان يسايرها وهي في اضعف حالتها ...
هاتفها مغلق ... مالذي حدث .. ماسبب صرختها تلك ..
مالذي حدث لها ؟

اتصل على رقم البيت لكن لاحياة هناك كان يرجوها ...
واستبد به الخوف حتى رأى نفسه يرتجف لاسوا الافكار حدوثآ ...
رمى هاتفه على السرير واسرع ناحيه الحمام وهو ينزل بيجامته ..
لا مكوث هنا .. ولابقاء لي .. وقلبي يتسارع في خطاه نحو الخطر ...
فمنذ مجيئي والصعوبات تتوالى علي غير رأفه بحالي..
لاخير في لو بقيت مكاني .. لاخير ..
اغمض عينيه بأمل .. ليلى كوني بخير من اجلي ..
من اجلي سامحي غلظتي ..
من اجلي تحمليني ..

فحبك لي هشمني وحولني لرجل يخاف حتى الحب ان يجرفه ..
حبي لك ..شفره بقاءي ..
احبك .. انتظري ان تستقر لديك ...
انتظري رحلتها الغامضه لتصل الى مرفأك ...

انتظريني ..



*********************************



خرج مسرعآ .. متأففا من الحراره العاليه التي لفحته ما إن خرج من المستشفى ..
مطمحه الوصول الى سيارته الموجوده ضمن صف طويل من السيارات ..
تنهد و قد غمد مفتاحها في مكانه ..لكن اصوات فرامل السياره القادمه مسرعة نحوه قد جعلته يجفل ..
تدارك نفسه ودخل السيارة بسرعه و قد مرت بقربه كالريح ..
شعر بالخطر فجأه . .. هناك من يريد ايذاءه
لهجه التهديد في رساله قد وجدها صباحآ بدت تعمل بشكل فعلي ... ام هيي مصادفه تلك ؟
شخصآ متخبط في طريقه لايعلم ان من الخطوره ان يسوق بتلك العشوائيه المجنونه ...

هناك من يريد ايذاءه ؟
ادار محرك سيارته منطلق من مكانه بسرعه ...
لابد ان يتوخى الحذر .. فهناك من يرسل له رساله شديده اللهجه بأن كل مطمحه ايقاع الاذى به ..
استجار بربه القوي الجبار ... يحميه من كيد من يريد به شرآ ..
ضغط على زر المسجل ليرتفع صوت سماءي طاهر بكلمات اجل الله شأنها ..
تدخل الى النفس طمأنينه و هدوء .. ليسكن المرء إليها متجاهل كل بواعث الخوف ..

استجاب لاتصال فوري قد ورده ..
ورد على الفور بعدما معرفه المتصل ..
: انا في طريقي يا طلال.. انت وين ؟

وانغمس في التفاصيل .. منصرف الانتباه عن متتبعه ..
يسير خلفه كظله في لحظه انشغال من ناصر الذي قرر فقط توخي الحذر ... ولا يعلم كيف ؟ّّ!!!


*********************************


مازالت ترتعش تحت كومه من البطانيات التي تدثرت بها ..
تبعد فيها اميال عن البرد بمعناه الفعلي .. لكنها الحمى .. تصطك فيها الاسنان بردآ وكأنك في قعر الجليد
مازالت تدمع .. ودموعها لاتجد فرصه حتى لتجف مكانها ...
تحدق للسقف تعد خشباته المهترئه .. ولسان حالها يقول .. كم عدد الخشبات ؟
في كل مره تحصيها .. تضيع في منتصفها او تقطعها عطسه او نحيب او دمعه زائغه تغير طريقها المعتاد ..
لكن ما تخفيه .. ان ماتجعلها تجفل بإرتعاشه تهز اوصالها وتشعر بأنها تصغر حجمآ في كل مرة ..
هو صورته الاخيره المؤلمه .. وذهولها الموجع ..

رسالته الموجعه التي أغلقت الجوال على اثرها ..
تقول انها مجروحه .. بالكاد شعرت بالجرح الان ..
تقول انها مرتاحه بعد الموقف الذي يشهد لها و تشيد به لنفسها فقط .. لكن بئس احساس تشعر به
فما هو الى الخزي والنكران ..
مازالت تتوغل في الكماليه الحمقاء .. والمثاليه التي جعلتها تستنكر شاعريه كانت لها معه ..

تنهدت .. وقد وجدت دمعه تعبر محيط عينها ..


لم يعد الفراق مخيفا
يوم صار اللقاء موجعا هكذا …

وأيضا أتعذب
لما فعلته بك
بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك

لقد مات الأمل
ولذا تساوت الأشياء …
واللقاء والفراق
كلاهما عذاب
و ( امران احلاهما مر ) …

يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي …
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك !..


** غادة السمان .




***************************



آه كم أكره أن أحبك
و أن يسكنني كل لحظة ذلك الوجع الغامض بك
و التوق اللامحدود لسماع صوتك…

للمره الثالثه يستعلم عن موعد قريب للعوده الى دياره ..
لكن للاسف كل الخطوط مشغوله الان ..
وقبلها لايوجد رحلات قريبآ فكلها مغادره وهو المتأخر الوحيد الذي صرف النظر عن العوده الى وطنه ..

اعاد الاتصال بليلى متأففآ لكن لافائده ..
اتصل على البيت ..
ليشرق وجهه براحه .. عندما انقطع الرنين ..
: ألو .. ليلى ..
خديجه : هلو سير .. انا خديجه ..
قلب عينيه بصبر كاد ينفذ او نفذ وكفى ...
: خديجه .. وين ليلى؟
خديجه بنبره حزينه ..
: سير .. مدام ليلى تعبان شوي ..

أغمض عينيه بضيق اعتراها .. رمى نفسه لباطن الاريكه التي يجلس عليها في بهو الفندق ..
لتكمل له تلك الحادثه الصغيره التي حدثت لزوجته .. وطبعآ كل ذلك من اخراجه ..
قاطع سردها لتلك الحكايه ..
: اعطيها الهاتف .. خليها تكلمني ..
خديجه : حاضر ..

انتظر لدقائق .. لتعود خديجه لاهثه
: سير .. مدام تقول مافي كلام الحين .. يقول تعبان .

انفجر غاضبآ ...
: كيف ماتبي تكلمني الحين ؟
خديجه بخوف : سير انا مافي علاقه .. هي تقول ماتبي كلام .

هدأ ثورته ليقول بهدوء ..
: اوكي .. اوكي .. خليك معها .. واي شيء يصير كلميني مفهوم ياخديجه ..
خديجه : اوكي سير ..

حرك شعره وسأل : أمي وينها ؟
خديجه : ماما في زياره جيران ..

انهى الاتصال بدون كلمه اخرى ..
و استند برأسه بأريحيه .. يفكر بالعدول عن العوده ..
هي الان تعاقبه بعدما كاد يفقد عقله لساعات ...

شعر بوجود احدهم في محيطه الخاص ليرفع ناظريه مباشره ...
لتلك التي تقف امامه وهي تزرع ابتسامه ترتفع فيها زاويه فمها اليسرى ...
اعتدل في جلسته يقبض على يده بالاخرى وكأنها في ساعة انتظار ..
اقتربت بدون انتظار منها لدعوتها ..ووقفت ليس ببعيد عنه ..
: صباح الخير ...
اجاب بهدوء : صباح الخير ..
سألته بتهذيب : ممكن اجلس ؟
قلب عينيه واشار بيده وكأن حركته تلك الغير مباليه تدل على ان المكان ليس له ليرفض ..
جلست على طرفه الايمن ..
وقالت بمثل تهذيبها : جيت اعتذر لك عن اللي صار ..
كان يتأمل تشابك يديه .. غير ابه برفع نظره لها
: ما انتظرت اعتذارك لي ..
اخذ نفس قصير تتحمل فيها غلظته ..وقالت بوضوح ..
: ما ادري تصورت اني يمكن سببت لك مشكله بينك وبين المدام ..
رفع نظره لها بحده لتقع في نفسها رهبه غريبه ..
: الموضوع مايتعلق انك سببت مشكله لي ... لكن بصفه عامه انتي اغلطت لان
اي بنت محترمه ما تدخل في شيء يخص رجل ماتعرفه .. مهما يكن نيتها ..

احمر وجهها بإنفعال من سطوته الرجوليه .. وتحملت اهانته لها ..
: لكن انا كنت بساعدك ليس اكثر .. اختصرت عليك كل المشاكل اذا طاح الجوال في ايدي غير امينه .

اجابها بحزم وقد صرف نظره لاطفال اجتمعوا حول والدتهم ...
: مايهم .. كان بأمكاني حل مشاكلي بنفسي دون تدخلك ...

اتجه اهتمامها لناحيه نظره هو وابتسمت على الفور .. متجاهله تلك القسوه التي تترجمها كلماته
وسألت : عندك اولاد ؟

ابتسم على الفور متجاهل ايضا ذلك النفور الذي شعر به نحوها ..
: في القريب ان شاء الله بيكون عندي ..

ابتسمت بتوتر بعد ابتسامته التي واقعت في قلبها حزنآ عميق
وبعدما قاله اصابها احباط و يأس .. و كأن شيئ اقتلع من جذوره بداخلها .

عم الصمت لفتره طويله .. تململ مطلق حينها .. و وقف على الفور ..
لتقفز تلك من مكانها تتبع تصرفاته ..

راقبها بغرابه وقال بهدوء: اعذريني .. عندي موعد ..

انصرف وتركها ترتجف مكانها تراقب رحيله الذي احزنها كثيرآ .. وخارت قواها بعدما رمت بنفسها
تضع يدآ على موضع قلبها .. ماسبب تلك النبضات المتواليه ..

أغمضت عينيها بتوسل .. تهمس لنفسها ..
غلط ياقلبي غلط ..
غلط .. لاتدق الحين ماهو وقته ..
الرجل هذا ماهو ملكك .. لاتفكرين فيه ..
نهضت من مكانها عائده من حيث قدمت .. وهي تردد .. غلط ياقلبي غلط ...



********************************


فتحت خزانته وبدأت ترمي ملابسه ولاتصيب بعضها في المكان المناسب
غضب مبطن حملها على عدم التسامح والتجاهل هذه المره ..
شيئا ما جعلها تطفئ لهيب مشاعرها على اشياءه الخاصه ..
كيف يتعامل معها ببروده وهي تغلي .. يحسم الامر بعنجهيته المعهوده المبالغه فيها ..
جلست على السرير بتراخي بعدما اجهدت نفسها ..
هذا مايريده .. ان تكون حزينه وخنوعه ومنكسره .. وهي المتبتخر بفخر على جروحها
وكأن لا رجل في العالم غيره ..
صرخت توبخ نفسها ..: غبيه .. غبيه .. غبيه ..

غبيه لماذا ؟ لانك احببته .. ام لانك وهبته كل مشاعرك دون انتقاص منها
لكنه لم يمس مشاعرك بدونيه .. بل هو تعامل معها بطريقه الرجال ..
الا وهي اداره ظهورهم لامور مهمه .. يعتبرونها هم غير جديره للاهتمام ..
يتجنبون طبيعه الانثى تلك .. طبيعتها المتواتره في البحث عن المفقود
و التوغل في المجهول .. حتى الاكتشاف .. وان كان لايرضيها فغريزتها لاتشعر بالراحه
حتى تضع يدها على موضع الجرح .. واما ان تدوايه او تزيده عللآ ...

تأملت شماغه تحت قدميها .. ورفعته لحضنها تترافق مع رائحه عطره حيث يوجد هو ..
ابتسمت على رهافتها تلك ... للتو قاربت ان تدعو عليه بارئه .. وهاهي الان تحن إليه
بمجرد اطياف بعثتها رائحته المعلقه في ملابسه ..


عادت للخلف حيث تعلق ناظريها بسقفها العالي ... مع افكارها التي حلقت بها في عالم ضبابي
حيث تريد ان تكون هي .. تكون في عالمها بلا زيف او اقنعه بلا هموم تجبرها ان تصير شخص اخر
ان تكون شخصآ مغايرآ لما تريده وتطمح الوصول إليه ...
تتوقف عندما تريد ذلك و تنطلق عندما ترغب في ذلك .. ليس لاحد شأنآ لديها ..


لكن مايفعله هو بها غير منوط بتصرفاتها التي تعاني بفرط في حساسيتها تجاهه..
تتوقع منها ان يعاملها بالمثل .. لكن لن تفلح .. لان رده فعله تكون مغايره لما تريده ..
فهو يتفنن في تجريحها بقصد او بدونه... وهي لاتهوى الصبر على ملاعبته لاعصابها ..
يجب ان تتغير .. يجب ان تكون اقوى .. ويجب ان تجد طريقآ ما في الدفاع عن نفسها ..
ليس ضد احد سوى مشاعرها ... مشاعرها فقط .


.... يتبع

كبرياء الج ــرح 08-06-11 08:09 AM




البارت السابع والاربعون :



فاصله ترقب وانتظار ........ واما بعد ..


كان يراقب .. بصمت ورويه.... ولعل المشهد الاخير ماجعله يرتجف كـ طفل صغير للتو عرف معنى الموت ..
حياة قد انسلت بهدوء خارجه من جسدها ... بدون ازعاج وبدون ضجر قد انتفضت منتقصه الحياة القادمه
لطفله لم تتجاوز ربيعها العاشر ... لم يهم كم بقي وكم من ملذات الحياة لم تعشها .. والتي كانت في انتظارها

سقطت دمعه من عينه وهو الرجل الذي يحاول ان يشد من عزم شيخ كبير جادت الحياة له بطفله صغيره بعد
عمر طويل ... وشباب زاهر .. وصبر كان من ابتلاء نقص في الاموال والانفس ...
وقد سلم مابين الاضلع قريرآ .. راضيآ حكمه من الله جل في علاه .. يحمد الله على ماابتلاه.. وتجف عيناه
قبل ان تنهمر دموعه ... و لايظن ان الدمع يجود الان بعدما شح في الزمن القاصر الذي عاشه طول العناء ..
تهالكت النفس على اطلال ماتبقى .. جلاده عجوز و صبر ايوب
و يا صبر ايوب ...
اسكن قلوبنا الضائعه في لحظات الشتات .. مابين اللقاء ، والفناء فاصله ..
وتهلك النفس حينها ولارثاء يعود بنا لنقطه صواب ...

مسح تلك الدمعه وقد شاح له بين اغطيه الكفن طفله بصفاء الثلج قد استقرت محتضنه نفسها بسلام ابدي ...
و التثم بشماغه وقد حمل نعشها على كتفه متجاور مع والد توسم بالصبر والجلد ... يعلم درسآ لمن خلف ...
ولا احد يخلفه ... هو وعجوزه التي تشاطر معها كل ألوان الحياة .. مابين حلو ومر استساغه وتحمله ..


انتفض سعود لذكر الواحد الاحد وهو يتردد مابين الالسن لاهثه لمستقر قريب .. واجل في علم الرب العظيم
و ياللموت من مهابه حين يأتي .. يحتدم الصراع مابين اريد اولااريد .. و تتجنب الخوض في صراعك مع الحياة
مؤقتآ احترامآ لهيبه الموت حيث يحضر ...
رفع طرف ثوبه لفمه يشد عليه مابين اسنانه ليرتقي للاعلى في تل منخفض ..
حيث مقبره يسكنها الاخرون لحياة الاخره .. وفكر في عجل اين كان واين اصبح الان ...
" وسلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن اللاحقون "

نام ليله بعدما حدق طويلآ في الليل العشيم ونجومه المبهره .... وقد انقضت ساعاته القصيره متداركه فجرها الندي ..
و لسان ابو حاتم في صباحه المعتاد .. ينشد الرضاء و والخير والتفاءل .. بنشاطه الدائم ..
لم يكن يخطر في ذهنه ولو لحظه ان صباحه سيكون مختلفآ ..

لم يتخيل ولو لمجرد صياغه سوداويه لاسوء الظروف ان يستيقظ على صرخه ام فقدت طفلتها الوحيده
وما جادت به الحياة لتقر عينها اخيرآ نامت وقرت عينها واطبق الجفنين بإنقضاء انفاس الحياة وودعتها
كما يجب .. لا عويل ولا انتحاب ولاشق الانفس .. ماهي الا دموع وداع قد اصمتت لغه الاحزان....
ومابين غمضه عين وانتباهتها فقدتها .. ولم يكن في الحسبان .. ولافائده ترجو بعدها الان ..


توالت ارتجافاته ... ولم يفهم لم كانت كل تلك الكآبه تحوم حوله ..
لم يكن يقتنع حتى يأتي والدها ويخبره بهدوء وكأنه القوى خرجت متلفظه الاستسلام غير عائده ..
لقد ماتت .. ماتت ابنته الوحيده .. اسمها روضه .. للتو قد عرف اسمها .. للتو قد لفظ اسمها ..
وهو الذي يسكن بيتهم ولم يرها حتى .. يالسخريه الحياة عندما يحضر الموت ..
نحترم كل تفاصيل الفقيد الرتيبه و عاديه اموره الروتينيه .. و نقول كان وكنا .. وقد انتهى كل شيء ..

ماتت وسبب موتها مخفي مابين سطور الغيب .. ولايعلمه سوى عالم الغيب والشهاده ..
وبدأت الاقاويل .. وبدأ السرد و الروايات الطويله التي لاتنتهي ..
لدغتها افعى سامه متسلله في ظلمه الليل .. .. ام عين قد اصابت حسنها الفتان .. فتركتها بدون حراك ..
تضخم قلبها الصغير بسبب اللهث و الجري الكثير .. وقوفها الطويل تحت الشمس المومضه
قد اصابتها بحمى ارقدتها للابد ... و ياألسن البشر لاتقر ولاتصمت محترمه وكأنها غير مصدقه ..
وان كان سببآ من الاسباب فالموت لايقدم خياراته الكثيره .. هو يأتي ولايعود إلا بروح صاحبها ..

" انا لله وانا إليه راجعون.. "

هتف بها الكثيرون يزيدون من صلابه رجل يشفقون عليه .. وهم يحتضنون اطفالهم واعينهم تطول النعيم
بولد وتلد .. ويكثرون عليه الحمد والثناء ...
الموت .. درس من دروس الحياة تعلمنا كيف نحترم الحياة والموت بالمثل .. لا لعبه تجار بينهم ولا خدع وخيال
علمي خصب .. فهي حقيقه ايمانيه ثابته .. يامن تقضون بين جنبات الحياة وتنظرون الى الساعه في جدار الزمن
وتقولون .. بقي طويلا .. فأنا صغير والحياة باقيه لي .. ودائمه..
ترهات هي ماتخرج من ألسن الامل الطويل المخادع .. عيش يومك برضى .. وان تعلم ان غدا يمكن ان يكون اخر
يوم تشهده على ارض الدنيا ...

" لله ما اعطى ولله ما اخذ ... "
إلتفت سعود لقائلها .. و تمعن في جودتها .. فلاتحزن ياسعود واخمد ماتشعربه مابين نفسيك ..
لله مااعطى ولله مااخذ ..



****************************

(انهيار .. و هجوم ضبابي كاسح على ملامح الامس البعيد ... )

.
.
.

استيقظت متململه من طرق قد اوقظها بإزعاج لم تعتده ابدآ .. وهي التي لم تغمض عيناها
إلا قرابه الفجر ... قضتها في مشاهده لم ترغبها إلا لتطرد الافكار السوداويه عن عقلها المشغول ...
فتحت الباب لتطل اريام وسمر .. وعليهم نظره تقيميه حذره...
ليلى بنعاس وقد عادت لسريرها ..
لحقتها سمر وسألت :
: وشفيك .. ليش مقفله عليك بالمفتاح .. وليش مانزلتي تفطرين معنا ؟
جاوبت بدون تركيز ..
: فيني نوم ... اخرجي وقفلي الباب وراك ..
تبادلت الاختان النظر لبعضهم ..
لتتكلم اريام بعدما ألقت نظره على جوالها المحطم ...
: مطلق .. كلمني .. كان قلقان عليك .. ؟ يقول انك ماتردين ؟
ردت بسخريه ..
: قولي له اسفه .. كان عقلي مشغول وبالتالي ماقدرت اتواصل معه بالتخاطر الذهني ..
اقتربت اريام لما لاحظت نبره السخريه في صوتها ..
: ليش تتكلمين كذا ياليلى ؟ فيه شيء صاير بينكم ..
أغمضت عينيها بشده حتى ظهرت التجاعيد عليها ..
وقالت بضيق من التحقيق المستمر ..
: لو سمحتم يابنات .. انا تعبانه وودي انام .
تكلمت سمر ببرود ..
: اكيد مطلق مسوي شوي ؟
جلست ليلى وقد بدى على وجهها احتقان مشاعري هائل ..
: انتم ايش تبون بالضبط ؟ اتصال مابي ارد عليه ..واكل مابي اكل ..
اخذت بقايا جوالها ورمتها بدون اهتمام ..
وقفت واكملت بعصبيه ..
: والله تعبت .. تعبت .. احاول ارضي الجميع على حساب راحتي .. تعبت ادور على سعاده من حولي
و الكل مايهتم بوجودي ..

سمر بخوف اقتربت منها ..
: هدي نفسك ياليلى .. والله احنا قلقانين عليك..
تراجعت للخلف وقالت ..
: اذا دق عليكم مطلق .. قولوا له ليلى ماتت .. سافرت .. ماتبي تكلمه .. خلوني ارتاح لو سمحتم
حدي تعبانه ومتضايقه من كل شي حولي ..

اريام بهدوء ..
: هذا واضح ... بنترك ترتاحين .. لكن ودي اقولك شيء ... لاتسوين شيء علشان ترضين غيرك
مافي احد يجبرك على كذا ... فكري بنفسك بعدين فكري بغيرك .. حتى لو كان مطلق ..
ترى مافي احد يستاهل تهدرين صحتك وعافيتك علشانه ..

قاطعتها سمر : اريام وشهو له هالكلام ؟ البنت تبي من يريحها مو يزيد عليها ..
بخطوه اقتربت اريام من الباب ..
: انا قلت الكلام اللي مقتنعه فيه انا ... اذا تبين سوي نفسك وكأنك ماسمعتيه .

خرجت بهدوء وتبعتها سمر التي رمت بنظره شفقه على حالة ليلى ..
وليلى .. باقيه مكانها .. تحدق في اطراف قدميها .. و تتنفس بهدوء تفكر في تلك الانفعاله السريعه
التي ليس لها مبرر غير شبق نفسي قد وصل حدوده معها ..


ثأر عاطفي لم يهلك سوى بصاحبه ..
هذه اول اثار العاصفه .. .وأد سحيق بما تريد تغييره ..
ليست هي من انتفضت مذعنه لرياح التغيير التي ارادتها بكل مافيها ..
احتقن الالم في منابعه و امتص كل مافيها ..

صحيح .. ليس هناك من يستحق ان اهدر شيء مني له وهو لايبالي به ... فالعطاء متبادل لكن في حالة مطلق
فهو فاقده تمامآ وفاقد الشيء لايعطيه ابدا ..
فلا تتأملي وتنزفي المزيد من الوقت ..


مطلق .. وغيره من استبد بعواطفي .. كل استبداد مطلق الحريه ولاحسيب على عبثياته بعاطفتي المشبوبه نحوه
اهلكني جفاءه الطويل حتى عدت غير راغبه في المزيد من حبه ..
حقآ اشعر الان .. بالفراغ ..
مساحه شاسعه قافره لا نماء فيها ..
جلست على طرف السرير ... و قد ارتفع ناظريها للامام بذهول موجع ..
حقآ انه الفراغ .. فضاء شاسع .. لاشيء سوى الهواء العابث فيه .. هواء لايبعث على الحياة ..
بل يفتت كل ذره نماء قد ترسو فيه ..

اتسعت حدقتا عينيها .. هل هي امنيه تمنتها بأن تكون مختلفه .. قد تحققت بأن اصبحت لاتشعر بشيء
يجرفها كالعاده .. شيء بلاقيمه .. لم تعتد عليها ..

خرجت راكضه .. لتقابل اريام على رأس الدرج ..
قالت بطريقه سريعه .. غير متحكمه ..
: انتظريني .. بمشي معك ؟

سألت بتعجب : وين بتمشين معي ؟
ابتسمت .. لتجيب بحماس .. : الجامعه ...


لن تبقى طويلآ تقضم اظافرها حسرة في ظلمه حبيسه داخلها ..
لن تبقى طويلآ تهشم بقايا عزمها و حلمها المارد الذي اختفى في طيات الحزن والحنين .. و نهش الالم .

ولن تبقى طويلآ ترثي نفسها .. وحياتها .. وحتى حبها الذي كان ميتآ منذ البدايه ..
لن تبقى طويلآ .. تتمنى ان تكون شخصآ مختلفآ .. ولاتستطيع ان تفعل ..

الان بدأت انطلاقتها الاولى الان نحو الحياة التي تريدها هي ..



******************************


ماعاد للصبر فيني سبيل ..........
.
.
.

كان من الممكن ان يكون كل شيء عادي وسهل وغايه في البساطه ...
لكن مايشعر به دون ذلك ...
تلك المهاتفه السريعه التي اخبرته فيها اريام بما يستجد .. قد وترته وجعلته لايهدآ في تفكيره ..
هكذا كفرقعه الاصابع تتخذ قرارها ... لاتريد محادثته .. ولاتريد ان تطمأنه على نفسها
اتتخذه عقاب له .. و عقاب مؤلم في ابتعاده عنها ..
ضرب على الطاوله بقبضته بهدوء ... و نظر امامه حيث الارتفاع الشاهق وهو جناحه المتواجد فيه حاليآ ..
اذعن للحظات الاستسلام التي مرت عليه .... الشوق والعتاب و المحاسبه قد اخذت من وقته طويلآ
حتى بات لايطيق ان يبقى منفردآ .. ويحبذ الضخب في حالات اليأس والعتب ...
يناشد ان يكون مرتجلآ في عاداته الطبيعيه وان يظهر بوجهه دون اختفاء ..
او لا يكفي انه اختفى زمنآ غير يسير ..
وانه قاوم رغباته من اجل ان يكون ثابتآ في كل شيء ..

اتصل على من يريد ان ينهي معه كل المسأله ..
فمن البدايه كان قدومه خاطئآ ولايحمل اي صحه له ..
كان يريد الاسترخاء في الحقيقه او بالاحرى الهروب حيث اكتشف انه ضعيف ..
حيث اكتشف ان لديه نقطه ضعف واضحه .. ويخاف فيها ان تنكشف للجميع
وكان هذا اكبر خطأ ارتكبه في النهايه .
الهروب ليس حلآ ومايفعله لايجعل الامور تسير بسلاسه ويسر ... بل تزيد تعقيدا و توترآ
انهى المكالمه بموعد قد حدد في وقته هو ...
ورمى هاتفه على السرير .. مغيرآ افكارها و اتجاهه ناحيه حقيبه سفره التي لم يجلب
معها سوى الشجن والحنين ...


بعد ثلاث ساعات ....
ارتقت بالمصعد حيث يتواجد مكتب والدها وفي يديها تشد على مستند الشراكه الذي حفظت كل كلمه فيه
من شده اهتمامها به .. او بالاصح ماتخفيه عن الجميع اهتمامه بصاحبه ..
ابتسمت وقد شقت طريقها ناحيه مكتبه ... وقد بدى عليها السرور والترحاب للاتصال الذي وردها
من والدها ... كانت في قمه الحماسه ولم تدع يد مخلوق تلمس ما تريد هي ..
اودعت لنفسها كل الاهتمام ... وان بالغت فيه .. ولم تلاحظ ذلك

طرقت الباب لتدخل .. تشق رائحه عطرها النفاذ المكان ليصل الى انوفهم قبل ان تصل هي
ابتسمت وقد رأته جالسآ بحلته الرائعه .. لم تتركه عيناها وقد مرت على ادق التفاصيل فيه ..
بالثوب الابيض والشماغ الاحمر الملكي قد احيط برأسه بصناعه محترفه .. مرت على ازراره الناصعه
وقد كانت تتخطى بمهل على صدره لتصل على اطراف ذراعيه حيث لمع كبك كميه الفضيين بشكل ملفت ..
كانت لاتريد المقاطعه لولا محادثه والدها الغير مجشعه ..
: جيت في وقتك يا هنادي ... الاستاذ مطلق كان على وشك ..........
قاطعت والدها بحماس تعلمه..
: انا اعتذر على التأخير لكن تجهيز الاوراق اخذ مني وقت.. على العموم كل شيء جاهز ..
علق والدها بخيبه امل وقد اومأ برأسه لمطلق قبلها ...
: ما اظن نحتاجها بعد ...
نقلت نظرها بين والدها وبين مطلق .. مستفهمه عن سبب قوله ..
ليعود والدها يتحدث بإبتسامه صغيره ...
: لان الاستاذ مطلق غير رأيه في الشراكه معنا ... لاسباب كثيره اتفهمها واحترمها بعد ..

ركزت نظرها على مطلق وكأنها تلقت ضربه على رأسها او اصصدمت في طريق مسدود فجأه ..
وابتلعت لعابها بصعوبه ورغم هذا لم تستطع ان تتفوه بكلمه واحده تحفظ بها ماء وجهها على الاقل ..
واكتفت بمراقبته وقد اتضحت كل الاجوبه في ملامحه ولم يعد هناك المزيد من التفصيل ..

نهض مصافحآ والدها بود ..
: انا اشكرك على حسن ضيافتك و تفهمك ... وان شاء الله بيكون في المستقبل مشاريع كثيره تجمعنا..

تركت الجمل الباقيه التي هدرت في الهواء ولم تعد تسمع شيئ حولها ... سوى عرض كتفيه الذي رافق
ناظريها حتى اختفه من سدة الباب ..

عادت الى صوابها بجمله قد نطقها والدها بأ هميه وقد لمحت شيء من الاعجاب في عينيه ..
: هالولد اعجبني ماشاء الله عليه .. قلوا امثاله من الناس ..سبحان الله ..
وتشاغل بعدها في الاوراق التي امامه .. غض الطرف عن تلك التي تحدق به وتريد ان تفهم
و تسمع اسبابه هو ..

وقفت وخرجت بدون استئذان والدها .. لتسرع خطواتها حيث تأمل في ان تراه قبل رحيله ..
وهذا مااشعرها بالسعاده عندما رأته قبل ان يغلق باب المصعد الذي اوقفته بيدها ..
لترفع ناظريها حيث شموخه المعتاد .. وتسأله لاهثه ..
: ليش ؟
رفع حاجبه الكثيف لتعيد السؤال بصيغه مفهمومه ..
: ليش رفضت التوقيع رغم انك جيت علشان الشراكه ؟
ابتسم وقال بهدوء : تقدري تسألي مديرك وهو يجاوبك ..
بإصرار : لكن انا ودي اسمعها منك انت ؟

ناظرها مباشره بدون حواجز او تجاهل كان منه اتجاهها كالعاده ..
: ليش مهتمه ؟ انا شخص عادي .. كـان ..

قاطعته بجرأه ..
: لا انت شخص غير عادي لدرجه نتمسك بالشراكه معه .. وانت عارف !!!

رفع رأسه بزهو ليجيب ..
: ماهو ذنبي اذا تخيلتي اشياء ماصارت على ارض الواقع .. عندي اسبابي و راضي عنها ..
واظن في غيري منتظرين فرصه مثل هذي ..


تراجعت يدها بسرعه وهو يقترب من لوح الارقام ... لتكون اخر نظره منه غير مباليه ..
ليطبق الحديد على تصوراتها كلها وهي تعيد صياغه تلك الجمله التي قصد بها امور اخرى كشفت مشاعرها بسرعه ...


********************************

نافذه مضيئه على حياة جديده ...
.
.


كانت مدهوشه من العالم الصغير الفسيح المليء بالاشكال والالوان من طالبات العلم ..
بتخصصات عديده ... تماسكت بصعوبه تمنع نفسها الاعجاب المفرط والدهشه الكبيره ..
لانها كانت متواجده بعيده عن مثل هذه الاجواء ..
اخر عهدها بالعدد الكبير من البنات كانت في ايام الثانويه .. و ان كان العدد قليل وقتها ..

جلست تلتقط انفاسها في كافتيريا الجامعه .. ووضعت امامها عصير فراوله بارد ..
وبدأت بالتدوين على دفتر ملاحظات صغير ..

سمعت صوت اريام تناديا بصوت عالي جذب اهتمام المتواجدين ..
:ليلى .. وينك قلبت عليك الجامعه ؟
ابتسمت ليلى ..
: من حقك تقلبين علي الجامعه .. ماشاء الله كبيره بالمره .. صراحه خفت اضيع فيها ..
ابتسمت اريام براحه واخذت لها مقعد بجانبها ...
: وين كنتي ؟ كل هذا استطلاع ؟
بحماس واضح اجابتها ..
: صراحه استفدت كثير ...رحت المكتبه .. وشفت هناك ملصقات عن معاهد تعليم الحاسب والانجليزي
اخذت هواتفها .. قلت لازم اتعلمها..
اريام بشك : انتي تتكلمين من جد ..
ليلى : اكيد ... عندي رغبه اني اتعلم اي شيء صراحه ..
بهدوء : ومطلق ؟ والحاله اللي انتي فيها ..
ليلى : وشفيه مطلق ؟
اريام : قصدي اخذتي موافقته ..
توترت ملامحها على ذكره لكنها قالت بصلابه ..
: ما بيرفض .. وان رفض راح اقنعه بطريقتي ..

وابتسمت ابتسامه واسعه بعيده كل البعد عن ما يختلجها من مخاوف ...وصد .
على الاقل عندما تنشغل بشيء اخر يكون افضل لها وله ...
لعلها تنسى قليلآ حاجاتها وماتريده منه ..



***************************

توابع متجدده اكتست جسد انسان متعب وروح زاهده ......
.
.




لاتعلم كم مضى من الوقت وهي لم تشعر بالتجدد داخلها ... تظن انها لم تجرب تلك المشاعر من قبل ..
شعرت بأن الدنيا بمسارحها قد فتحت لها .. و هاهي الان تجد نفسها اخيرآ بعد طول البحث والتعب ..
كل شيء كان استكشافآ جميلآ .. صداقات جميله .. مجتمعات تختلط فيها لترى بوضوح كل شخص يصنع
مكانه الخاص بنفسه.. هناك حب واضح للحياة قد رأتها في اعينهم ...
أكلت بشراهه عجيبه ... لاول مره تشعر بالاكتفاء لانها اكلت كثيرآ ..
تجاهلت نظرات الاستغراب من الجميع .. لكن ام مطلق كانت سعيده بالتغير الطارئ غير مهتمه بالتفاصيل
بل النتائج الظاهره عليها ..
تركت كل شيء على حاله .. ستخطو للامام من اجل نفسها ...
استرخت قليلآ على كرسي التسريحه لتعكس المرآه حال هاتفها المهمل خلفها ..
استدارت بسرعه وتنهدت .. تحتاج جهاز جديد ..
: بكره انشاء الله بشتري واحد جديد ....
قاطعتها سمر بدخولها السريع ..
: ايش هو اللي بتشرتينه ..
ابتسمت ليلى وقالت بعدما ضربت كتف سمر بلطف ..
: يقطع شرك .. انتي ما تتركين عنك لقافتك .. شكلي بولد على يدك ..
سمر : صدق .. اجل بدخل الطب .. قسم نساء وولاده بالتحديد .. وكلما شفت واحده حامل بدخل عليها مثل مادخلت عليك
و اخليها تولد بيسر و سهوله ...
ضحكت ليلى ... حتى ظنت انها لن تتوقف عن الضحك ..
سمر بإبتسامه كبيره ..
: اثاري دمي خفيف وانا ماادري ...
مسحت دموع انسابت من عينيها لافراطها في الضحك ..
: الله يسعد قلبك ياسموره ... عليك بعض الاحيان افكار غريبه ..
جلست سمر جنبها وسألت ..
: المهم خبريني .. كيف كان يومك في الجامعه ؟ قالت لي اريام انك بتاخذين دورات حاسب وانجليزي ..
ابتسمت ليلى واجابت بحماس ..
: صحيح .. نويت اتعلم حاسب .. في هالزمن اللي ماعنده اي معلومات حاسب او انجليزي ولو كان ماخذ افضل الشهادات
يعتبر جاهل ..
سمر : صادقه .. علشان كذا انا اؤيد فكرتك والى الامام يازوجه اخي المصونه ..
ليلى : حلوه ذي زوجه اخوك المصونه .. اعجبتني ..
سمر : الله يرجع اخوي سالم غانم بإذن الله .. والله توحشناه .. لاول مره يسافر ويبعد عنا كذا ..
ماادري احس هالسفره وراها شيء ..

تعكر مزاجها بذكره .. فطرأ في بالها بإنزعاج اخر مكالمه كانت بينهم .. وبالاخص على ذكر المرأه الاخرى
التي دخلت حياته .. ارتعشت فجأه و احتضنت اكتافها ...
فسألتها سمر : وشفيك ؟
ليلى : ما ادري حسيت بالبرد فجأه ...
وقفت سمر وقالت بحماس ..
: اسمعي .. شو رايك نروح اليوم السوق .. ونشتري جوال جديد ..
ابتسمت : ياقلبي عليك ياسمر توي كنت افكر اشتري واحد جديد ... والله انك بنت حلال ..
سمر بدهاء : كنتي دقيت على زوجك يجيب لك من دبي ..
ليلى : ما جاء في بالي .. على العموم احتاج اشياء كثيره .. وهي فرصه وجات لعندي ..
اوكي نتفق بعد العصر ..
سمر : وشو بعد العصر يا لبدويه .. مافي احد يروح الا بعد المغرب او العشاء ..
ليلى : حاضر يا انسه سمر .. بتمشيني على كيفك هالمره ..
رفعت سمر حاجبها وقالت : اكيد انا سمر مو حيا الله .. يالله انا بروح اخمد لي شوي ..
وانتي كمان ارتاحي بعد المغامره في الجامعه ...
ليلى بإبتسامه : اكيد ..


اخذت لها دوش بارد .. ريح جسدها المرهق .. ووقفت قدام المرآه تجفف شعرها .. بعدما
لبست بيجاما نوم بيضاء قطنيه قصيره عليها قلوب زرقاء بدون اكمام . ..
انتهت من تجفيف شعرها .. ودخلت فراشها بعدما شعرت بالفعل بالنعاس والتعب ...
وبمجرد ما وضعت رأسهاعلى المخده .. وبدون اي افكار تراجعها غطت في نوم عميق ..



******************************

خطوه عكس التيار .. لمواجهه الرياح القادمه لابد من رفع الاشرعه ....


في حجرتها المظلمه .. والتي اغلقتها بإحكام .. كانت ترتجف خوفآ و ترددآ
وقد اصبحت انفاسها قصيره ومسموعه بوضوح .. لكن ذلك الالحاح كان لابد منه ..
رفعت الجوال الى اذنها وهي مضطربه المشاعر والاعصاب ..
.صعوبه لاقتها من خلال التفكير فكيف بالتطبيق .. لقد شعرت بالضياع و الخوف لايام
ولم تعد تطيق هذا العذاب النفسي الذي يضغط على اعصابها ويفقدها الوقت والراحه ..
مجازفه كانت لابد ان تفعلها لتنقذ نفسها من شيء لاتعرفه لكن تشعر به ان خطر يهددها ..
كتمت شهقتها وقد سمعت صوته يتردد من الجهه الاخرى ..
: ألو .. من معي ؟
ابتلعت مخاوفها و استجمعت قوتها لتنتهي من الامر وكفى هدرآ للوقت ..
: السلام عليكم ..
هدأ صوته : وعليك السلام ورحمه الله .. من معي ؟
لحظه صمت .. بعدها قالت بصوت منفعل . : أنا اريام ..
كان الصمت هو من اجابها فعرفت انه يبحث عن شيء ليباغتها به ..
وبالفعل لم تنتظر طويلآ .. وكأن اسمها طرق في اذنها العديد من التساؤلات ..
: اممم .. اريام .. ولك عين بعد تكلميني ...
شدت على اسنانها بإنفعال .. لكن كل تفكيرها منصب كيف تفهم وترتاح ؟
لاشيء يدعوها للغضب الان .. يجب ان تفهم منه كل شيء .
اجابته بحرص : نعم .. لي عين اكلمك .. مثلما كان لك عين تتهجم علي في بيت صاحبك
وهو اللي مأتمنك على اهله ...
صرخ بإنفعال : انا مااسمح لك تتكلمين عني بالطريقه البشعه هذي ..
ابتسمت بذكاء : لكنك سمحت لنفسك انك تهينني وانا في بيتي ...
اجابها بهدوء و كأنه يحاول مطلقآ ان يتمالك اعصابه ..
: لكن اللي قلته ان اللي جبتيه لنفسك ..
اريام بتعجل : كيف هذا ؟ انت سمحت لنفسك تطلق علي اتهامات رغم انك علاقتك ماتسمح
لك بالتدخل في شؤؤن الغير ...

حاول مقاطعتها فرفعت صوتها تكمل بحده ..
: وعلى الكلام المزعج اللي سمعته انت ماحاولت تفهمني ولاتفهم مني رغم انك مالك حق في الاثنين ..
نجح في مقاطعتها : والحين اختلف الوضع . .. ولا لانك خايفه من رده فعل مطلق ..
ارتجف يدها وصوتها : انا مااخاف من شيء ما عملته ... لكن تعرف يريحني انك تخبر اخوي ..
علشان افهم ولو جزء بسيط .. من الكلام الجارح اللي قلته .. وانا واثقه في نفسي والحمدلله ..

شعرت بالهدوء من ناحيته ... فأرادت ان تنهي المكالمه لنفاذ صبرها ..
قبل ان يقول : و الدليل اللي معي ؟
شدت قبضتها بخوف : اي دليل ؟
: دليل الصوت والصور .....
حينها شهقت بخوف .. انخلع قلبها من محله .. فسقطت على ركبتها من شده الهلع ..
كل مخاوفها اصبحت حقيقه ... الان لاشيء يغطي لا الحقيقه او الكذب المخترع ..
شعرت بغصه الدموع و قد بح صوتها فجأه ...
:اقسم بالله ياناصر مالي علاقه في اي شيء ... ما اعرف عن اي شيء تتكلم ..
ارتجف ناصر على اثر بكاءها المرتفع .. وقد شعر للحظه بفداحه تصرفه ..
اكملت بهلع : الله يرحم والديك ياناصر .. فهمني ايش قصه الصور ..
تلعثم برده : ماادري ماشفتها صراحه .. لكن .. شفت الشاب وتكلمت معه ..
توقف فجأه وكأنه سمع صوت صرخه منها حاولت كبتها ولكن لم تستطع ..
فذهب كل فكره بأنها تخادعه بتمثيليه قصيره ..
فتكلمت بسرعه : والله مااعرف احد والله ... انا خايفه .. خايفه ..
سكتت تحاول ان تتماسك لتقول بعدها بحزم ..
: خليني اشوفها .. ابغى الصور ...
حينها استفاق ناصر من سكره افكاره... ليكشف خدعتها ..
: على مين تلعبينها ؟ تبين الصور علشان مايكون لك اي يد فيها ... تعرفين كم دفعت فيها ؟
علشان احافظ على سمعه اعز اصدقائي الا انتي ماتساوين شيء عندي ...

اريام برجاء : ناصر .. انا الحين اتكلم معك كشخص محتاج .. شخص مظلوم محتاج يثبت حقه ..
لاتحسب خوفي تصور اني اخطأت في حق نفسي .. لا ابدا ... لكن خائفه اني اي شخص ركب لي
صور ماتخصني بقصد يفضحني ويشوه سمعتي ... اذا كنت تبي الضمان ماعندي مشكله
انسخ الصور واحفظها عندك ... لكن لازم اشوف الصور واتأكد بنفسي واقول لاهلي ..

تفاجئ ناصر من كلامها .. فقال مذعنآ لفكرتها ..
: بنشوف .. لكن اعرفي ان اي حركه مخادعه منك بتنقلب ضدك ..
ابتسمت لنفسها براحه ..
: افهم ياناصر ان عمري ماراح اخذل ثقه ربي وثم ثقه اخوي فيني .. ومايهمني في النهايه
رده فعلك او تصورك عني ... انتظر الصور بأسرع وقت لو سمحت ..

قفلت الجوال ورمته بعيد عنها كشيء موبوء .. و خرج كل الضعف الذي بداخلها
بدموع لاول مرت تبكيها بغزاره .. ابتلاء عظيم على الانسان ان يواجهه .. لم تكن اريام تتصوره لنفسها ابدا ..
ولم تكن تعقل لوهله بأن هناك من يترصد لها ويتصيد اخطائها لتقع فيها بكل سهوله ..
سبحان الله عندما يشاء ان يختبر عباده ... فعليها ان تلجآ إليه لاسواه .. فهو قادر على كل شيء ..

و العياذ بالله من بنو البشر اصحاب النفوس الضعيفه و المليئه بالشر والخداع ...
حفظ الله بنات امتنا من كل شر منكر ...


*********************************

امات الحب عشاقآ .... وحبك انت احياني ...


تسلل في ظلمه الليل بهدوء .. وقد حمل حقيبه ملابسه و اودعها على عتبه الباب الذي اغلقه بحرص
لايخفي شوقآ لاهثآ برؤيه الجميع ... ولن يخفي شوقه الملح لها بالتحديد ...
تعثر بأكياس كثيره على عتبه حجرتها ... وهو يدير كرة الباب بهدوء شديد لئلا يوقظها ...
ابتسم كرحالة للتو قد وجد ضالته المنشوده ... كانت نائمه بشكل مريح وقد استولت على نصف السرير ..
و قد خرجت قدمها الاخرى من اللحاف ..
رفع حاجبه تهكمآ على الوضع الذي اتخذته لنفسها وكأن السعه التي وجدتها بدونه قد اراحتها ..
فتح ازراره العلويه .. وهو يتقدم من السرير ببطء ... كانت تغط في نوم عميق ولم تتحرك عندما
اعاد قدمها بداخل اللحاف ... و هبط بجسده في المكان الفارغ الضيق ... ويستند على راحه يده مقابل
وجهها ......

لما يشعر بأن دقات قلبه ستوقظها ؟.. صدره يرتفع بشكل واضح ..
وانفاسه تضيق وتضطرب بقربها ... وقد انعكس ضوء الابجوره بقربه عليها ..
يالشوقه لها ... لم يتوقع بأن ينحصر تفكيره بطوله فيها لاغير ..
كاد يصاب بالجنون لانه افتقدها بإرادته هو وليست ظروفآ من ارغمته ..
يود لو يوقظها ويرى عينيها .. لم يطق صبرآ حتى يلمسها .. كان يقترب من وجهها وغايته واحده ..
لامس شفتها برقه ..بقبله حنونه هادئه .. واعادها بأخرى اكثر شوقآ ... وكل هذا وهي لم تستيقظ
ابتسم بنجاحه في مهمته القصيره ونهض بعدها متجها الى الحمام ...


فتحت عينيها بعد برهه .. تأملت المكان بعينيها ... أكان حلمآ اخر ؟!!
لاجديد فأحلامها تعاد وتتكرر بنفس الهيئه و مثل الشخص الدائم ..
لكن هذه المره مختلفه ... شعرت بوجوده ..
جلست تفكر وعينها تضيق بصعوبه الرؤيا في المكان ...
رائحه عطره تداعب افكارها ... كيف هذا ؟
اسرعت يدها تغطي شفتيها .. تلك الحراره النابضه ليست لمجرد حلم ...
شعرت بالخوف ينتابها .. خوف لذيذ يسري في عروقها ليجعلها تقف ..
ليجعلها تترقب بأن يكون حلمها منذ قليل ماهو الا واقع قريب منها ...

0
تجمدت اطرافها وقد سمعت اصوات بداخل الحمام .. ماهي الا دقائق حتى شعرت بنفسها كتمثال بلا حراك ..
يقف على عتبته يسد الضوء ... ينظر بذهول وكأنه غير مصدق لصحوتها الغير منتظره ...
و الماء يقطر من خصله النائمه على جبهته .. استحم على عجل ليتمكن من النوم بجانبها براحه ..
ابتسم ليقول بنبره هادئه ..
: ازعجتك ؟ !!

في اوقات ماضيه كانت تتصور مشهد اللقاء وكيف سيكون .. بكل الاحوال مثلته في خيالاتها
لكن الا هذا الذي لم تتصوره مطلقآ ... غير قادره على الحركه .. كأن حضوره قضى على كل
خيوط للجرأه و الرزانه ... او حتى العفويه الصريحه ...
لم تتصور بأن شوقها له سيكون ملجمآ لها لهذا الحد ...
مازالت ساخطه عليه لحد الغضب ... و مازالت كلماته المزعجه ترن داخل اذنها
ومازالت تلك الانثى الخفيه بصوتها الناعم يشبك على عقلانيتها ويعمي بصيرتها .. حتى باتت ان خلفه
مسيره من النساء العاشقات ..

تكلم مره اخرى وهذه المره كان صوته اكثر وضوحا ..
: لهذه الدرجه وجودي صدمك ؟ كنت اظن انك بتقابليني بشكل ثاني ..

كانت تريد ان تقول له.. لا لم تصدمني ؟
فلقد كنت دوما بقربي .. ولم تفارقني البته .. بل كنت مدمرآ لي في كل لحظاتي
لم تفارقني للحظه .. تشبثت بذاكرتي ولم تبرحها قط .. حتى بت اهرب من ذكراك بشتى الوسائل ..
فليس الحب بعض الاحيان نعمه .. انما هو سخط ينال من صاحبه بألوان الاذى ...

اقترب منها .. ليقول بصوت بدى منزعجآ للغايه من ذلك اللقاء البارد ...
: بتطولين واقفه كذا ؟ اكمل بسخريه ..
: تقدرين تروحين تنامين .. و اشكرك على مشاعرك المتبادله ...

تأفف و استدار للخروج من الحجره بعد ان اطبق الضيق عليه و من لقاءه الساخط بها ..
مزقه الشوق لكي يلقاها فلم يوخزه بقربها الا الشوك ...لكن يبدو ان تلك المرأه التي تجادل من اجلها تهدد راحتها ..
ولهذا تعاقبه بمثل هذا اللقاء ... ليس وقت الجدال الان .. غدآ سوف يطارحها الكلام ويهدأ من انفعالاتها التي ستنفجر
ان لم يخفف عنها ...

تيبست خطوته وهو يشعر بيديها تتسلل من الخلف لتطوق خصره .. و تلتصق به من الخلف ..
ارتجف من تصرفها .. وبالاخص من بشرتها الناعمه التي لامست ظهره العاري ..
اغمض عينيه بحلم يريده وتعلق به ..
همست بصوتها الناعس الذي بدأ يستفيق .. كما استفاق قلبها من سباته ..
: ما اقدر .. ما اقدر ... ؟!!!!!
كان يريد ان يسألها مستفهما عن عدم قدرتها ...
لكن تسلل صوتها بنعومه إليه كما تسللت موجه من الارتعاشات على طول عموده الفقري ..
: ما اقدر اتجاهلك ..مهما سويت فيني .. مااقدر مااقولك اني اشتقت لك .. وان حياتي من دونك مالها معنى
وان بعدك عني عذاب ما اقدر اتحمله ... .. ما اقدر . .. ما اقدر ...

استجاب لصوتها العذب ولكلماتها الحميمه التي وقعت في قلبه موقعآ شديدآ لم يحتمله
التف جسده نحوها ليحتضنها بشوق .. بألم استباح جسده مثل الحروق التي تكوي قلبه الغليظ ..
يالقسوتها حين تكون رقيقه .. حين تكون صادقه ..
تتصادف ان تكون روقه خريفيه تنقذ غريقآ ..
ان تكون نسمه لتطير منطادآ ضخمآ ...

مازالت ترهقني بمشاعرها الساميه ...تزيد من غضبي من نفسي ..
تعلق بها كما يفعل العطشان بقربه من الماء وجدها في صحراءه العطشى منذ سنين ..
وبصوته الاجش المليء بالعاطفه ..
: انا اسف .. اسف .. ماقصدت ابعد وانتي محتاجه لي .. لكن شوقي هو اللي جابني لك ..
شوقي لك عذبني وتركني بدون عقل ..........
توقف قليلآ ثم سحب نفسآ عاليآ ... من شذاها ....وقال بصوته االمشحون
: سامحيني يا غاليه ..

لم تسمع المزيد يكفيها ماقاله الان .. ألاتنتشي بكلماته وتسكر بعاطفته المشبوبه ..
طوقته بيدين محكمه لن تطيق الانفلات مره اخرى ..
وان شعرت بالاختناق وقد حبسها بين اكتافه القويه واعتصرها كقصبه سكر ..
لكنها مستأنسه بمكانها هناك ... حيث حرارته تترافق الى قلبها في معزوفه طويله مرهفه الالحان..
تكاد تغيب هناك معه .. حيث بؤره من الضوء تسطع في وجهيهما ...
لايهم ماتشعر به لاحقآ ... لكن لن تمر لحظه الان لن تستجيب فيها لمشاعرها ..
لقد عاشت ايام طويله تناولت عذابها بما يكفي .. بما يكفي لتعيشه سنين طويله قادمه ..

لاضير في كلمه احبك في عز الشتاء ..
في زخم رياح خريفيه .. وسقوط الامطار ..
لن تسبب الاسوء مادام متوقعآ .. فهناك حياة ..

بل ستكون الربيع .. لمواسم قادمه ..
فــــــــ زهو الالوان في مشرق الشمس ..
و في مطلع يوم غد .. متجدده بالامل الذي يدعوها للحياة ..

هي تحبه .. لن تنكره ابدآ .. لن تمل سماعه لنفسها ..
ولن تستحيل ان يقولها يومآ ...
فهي تعلم في قراره نفسها بأنها متناقضه .. ستقول اريد ولااريد
ولايهم مااريد .. وبعدها ستقف على ماتريد كما تقف لحظه حياتها ..

لكنها تعترف الان بصدق .. وتقول ,,آآآه مااجمل الحب .. وآآه مااقساه .....



********************************


جلس يتأملها .. ولم يمضي من الوقت الكثير .. بل يعتقد هو بل الكثير .. الذي لم يحسبه
و اصبح محسوبآ الان لو قل الوقت و مر تعداد الزمن ...
ابتسم .. وقد توسد ذراعه بقربها .. وقد بدأت انفاسها الهادئه تداعب صدره ..
اشرقت شمس الصباح وهو مثلما تركها لاداء صلاة الفجر عاد وتموضع مكانه ...
عاد و اعتدل في جلسته محيط بنظره الحجره بعين مستغربه من فوضويتها الغيرمعتاد عليها ..
مشتريات كثيره .. ملابس مبعثره و اوراق متناثره ...
شعربشي من الضيق فجأه من فكره ذهابها الى السوق بدون اذنه ...

إلتفت لخلفه مباشره اذعانآ لمشاعره .. فألتقى بعينيها وبلا تردد

َطــآلعك ~
و ـآتركْنِي .. !
فيَ عِيونكْ [ـأضييييييع ] ..
أصلـآ ضيــآعي في
[ ع ـيييييونك ] ونآآسَه ..

عاد الى مكانه متوسدآ ذراعه وابتسم ابتسامه صافيه خاليه من الهموم ..
: صباح الخير ياكسوله .. في امور كثيره تغيرت في غيابي .. صايره تقومين متأخره ..

شدت اللحاف من تحته لحد ذقنها واجابته بكسل ..
: مافي شيء يبقى على حاله ...

رفع حاجبه وقد رمى بنظره جانبيه على الحجره ... بعدما ألتمس معنى اخر في كلامها ..
و رمى برأسه على مخدته وعقد ذراعيه على صدره وقد حدق في السقف ..
: صحيح .. مافي شيء يبقى على حاله ..

كان يريد ان يقول لها بأنه اختلف عمن كان قبل سنه
مطلق المعروف بجلادته .. لو يعلم احد الان عن رهافه قلبه وعما يحمله ويكتمه عن الاخرون ..


سحبت نفسها من جنبه ... و قد غطت جسدها بغطاء السرير .. وعيناه مازالت تراقبها ..
كانت في طريقها الى الحمام تمشي متعثره بخطواتها العجوله لستر خجلها ..
سأل : الاغراض هذي مين جايبها ؟
اضطرت للالتفات له و الرد عليه بصراحه ...
: أنا ..
أكملت بإستمتاع بعدما رأت تغير لون وجهه ..
: رحنا انا وسمر السوق .. واشتريتها. ..
مطلق بهدوء محكم ..
: ماقدرتي تكلميني وتستأذنين مني او تنتظرين حتى ارجع و اسمح لك ..
ابتسمت بعذوبه ..
: مالها داعي يامطلق كل هالمسرحيه ... انا عارفه وانت عارف ان كل واحد منا ماهو طايق يسمع للثاني ..
فبلاش نضحك على انفسنا ..

رفع حاجبيه هذه المره مستنكرا تلك اللهجه الصريحه التي تتفوه بها ..
فأبتسم متهكمآ وقد رفع رأسه على كلتا يديه ..
: واللي صار البارح افسره بأيش يامدام .. فيلم رومنسي مثلآ ....

احمرت وجنتيها وقد بدأت عيناه الوقحه تجردها من صبرها .. تسمرت على تلك النظرات التي تعريها ..
وقالت بعصبيه : لاتخلط الامور في بعضها .. انت اساسآ مو فاهم شيء ..
وقف ومشى ناحيتها ببطء .. والابتسامه التي تحرق اعصابها مازالت مرسومه على وجهه بإتقان ..
: أنا اسف .. ودي تفهميني الامور بهدوء ...
تراجعت للخلف وقالت : اي امور افهمك فيها ...
تكلم بجديه واضحه : اولا انتي ليش زعلانه ؟ عقد حواجبه بتساؤل وأكمل ..
: اساسآ مين اللي حقه يزعل انا ولا انتي .. ؟
بهدوء اجابت : كانت عندي اسبابي .
عقد ذراعيه على صدره و اومأ برأسه للبدايه ..
: تفضلي انا اسمعك ..
تجهمت وهي ترد ...
:الوقت مايسمح بالنقاش ..
تركته مكانه واوصدت باب الحمام في وجهه بدون كلمه اخرى ..

ابتسمت ابتسامه واسعه .. حتى كادت تضحك ..
ولاتعرف لم بالتحديد .. هل لانها انتقمت منه بطريقه اراحتها ..
او انها تريد اللعب على وتيره هادئه بعد الان ..

تنهدت براحه واندست تحت شلال من المياه الدافئه .. متجاهله غضب الاخر في الجهه الاخرى القريبه منها
يدقق في مشترواتها بشيء من الاستهتار .. حتى وقف مبتسمآ بحذاقه بعدما رأى تلك الملابس الجريئه بملمسها الناعم
الرقيق ... قفز حاجبه معجبآ .. وفكر في الغفران في خطئها الذي في السابق لن يسامح احد عليه ...
اخذ قطعه منها .. واقترب من الحمام .. مبتسمآ ..حتى فتحه عنوه .. لتصرخ من الخوف ..
وقف على عبته الباب الذي مازال ممسكآ به .. وقال ..
: هذا اللي علشانه رحتي السوق من غير اذني...
شعرت بألم في عينيها من بحلقتها الواسعه .. لاتتصور يومآ موقفآ محرجآ اصابها مثل هذا
يقف بكل جرأه ... اسرعت في تغطيه جسدها بستاره شفافه لاتكاد تسترها ..
وصرخت بخجل : كيف تسمح لنفسك وتدخل علي كذا ؟
استند على الباب وقال بهدوء وكأنه لم يفعل شيء ..
: عادي ... مادخلت على احد غريب .. دخلت على زوجتي .
تجمد الدم في وجنتيها ليعطيها لونآ جميلآ ..
: مطلق .. لاتحرجني زياده..
اقترب خطوه و تلك الابتسامه تحولت لضحكه خفيفه ..
: عادي لو تبيني اخذ حمام ثاني ..
صرخت برجاء : لا يا مطلق ... بموت من خجلي لو قربت خطوه واحده ...

ضحك و تراجع للخلف وقد بالفعل يرحمها بعد ما لاحظ ارتعاشاتها الواضحه ..
رفع يديه مستسلم وقال بعدما اغلق الباب لنصفه ..
: ما انتهينا.. للحديث بقيه ياحلوه ..

بمجرد خروجه قفزت للباب وقفلته مرتين .. وانفاسها المحرجه تتصاعد بشكل واضح ..
ضغطت على خدودها المتوهجه .. وكادت تدعو على جرأته لولا لحظه كظمت فيها غيظها الشديد منه ..
لكنها عادت وسألت نفسها .. هناك شيء ما ..
شيء يومض لها وكأن الذي امامها ليس مطلق الذي تعرفه ..
تنهدت بحيره .. وضمت نفسها مرتعشه من موجه هواء ظنت انها دخلت عنوه ....


**************************


مفاجآه لاتسر في جعبه القدر ..........
.
.
خرج مهرولآ من شقته بعدما ورده اتصال من البواب ينبأه عن تحطم زجاج سيارته بالكامل ..
وقف مع بعض ساكني العماره مبحلق في سيارته التي تهشم الزجاج بداخلها واصبحت كومه من الفوضى ..
وبدأ الهمس من حوله وهو يفيض غيظا وحقدا على من فعل بسيارته بمثل هذا الفعل ..
استدار حول سيارته ... غير مصدق حتى الان ..
شخص يدير حوله المشاكل و يزيد من خناقه ..
الان صدق بالفعل ان هناك من يحيك له المصائد ويتربص به ..
الرساله .. ثم السياره .. وغدا سيطبقون عليه الحصار ..
لكن من هم ؟
من له عداء معي و يكيد لي ...
فعلاقتي بالجميع ودوده ولم اتجاذب مع اي احد يومآ نقاشآ حادآ او اتعارك مع احد ما ..

اقترب من احد جيرانه ...
: عيال الحرام كثيرين .. واليوم اللي ماعنده بيت او اهل يدور على الشوراع و يزعج خلق الله ..
تنهد ناصر بحرقه .. فأكمل الجار ..
: كل شيء يتعوض يابن الحلال .. هونها تهون ...

اومأ ناصر رأسه برضى يضرب اخماسآ واسداسآ .. يحمل هم نفسه وهم سيارته الوحيده ..
وترك المكان مفسح المجال للمشاهدين الذين وجدوا عرضآ يتساؤلون فيه عن بشاعه فعل ذلك ...



**************************




ألقاكم مع متغيرات جديده ..
دمتم بخير
كبرياء الج ـرح

بنت المطــر 08-06-11 09:01 AM

اهلا بك كبرياء

جزء حلووو ومشاعر ليلى ومطلق لو يطلعونها بيرتاحوون كثيير
خطوة ليلى للدراسه هي خطوة للامام وبتغير في نفسيتها كثير
ااهم شي يوافق سي مطلق
اريام انا معاها انها كلمت ناصر وواجهته لان كلامه ماله تفسير واحسن انه عرفت عن اساس اتهاماته وبانتظار شوفتها للصور واكيد بتشووف الخبيثه فاتن وتعرف انها عدوة لها ولازم تنهي علاقتها فيها

اشكرس كبرياء وننتظر الجزء الجديد بشوق

غريبه يا بحر 08-06-11 12:21 PM

بارات رائعه

حلو التغيير الجديد بين مطلق وليلي
حزنت على نجمه .... وشموخها ..وكبريائها ...اللي تعبها
اريام ... اتوقع الصور ماراح تكون لها ... وتكون خدعه ضاع فيها مال ناصر نتجيه عدم التاكد منها

تحياتي لك وعودا حميدا

وبانتظارك يالغلا ....

البنت العنقليزية 08-06-11 01:46 PM

وعليكم السلام والرحمهــ


الله حيوووو..كيبوووو

نورتي من هنا الى كوريا الجنوبيةةةةة ^_^

بجد بجد

وحشتيني ي بت قووووووووووووووووووووووووووووووووووووي








ومثل مايقال

من طول الغيبات جاب الغنايم


وجيتي ومعك احلى بارت


مطلق....ليلى

احلى تطور صار لحياتكم
ان شاء الله للاكوووووس
والله يبعد عنكم العذال ....



هنادي<<قهرتني ورحمتها ب الوقت نفسووووو



فاتن<<<ليس لها دور
بس اتوقع ب البارتات الجاية
بتظهر


وحدسي يقووول انها هي صاحبة الصور<وماخذه اسم اريام وشخصيتها





وبكذا اريام بتنقرص منها




نجمة...وسعود


اتوقع بيرجعون لبعض
وممكن مرض نجمة والحمى لها دور ويخاف يفقدها .....






عوافي~

وردة الياسمين 09-06-11 04:16 AM

ثااااااااااااااااااااااااااااااااانكس بارتين ولا اروع بجد حلوين كتير وتطورات رهيبه بمطلق والتغير الي حتعملهل ليلى بنفسها اكيد حتكون الها تاثير ايجابي بعلاقتها بمطلق ,بس الله يستر ناصر بجد مين الي بلاحقه اكيد تبعون الصور وانا متاكده انه اريام مظلومه وحاسه انه بنت خالها هي الي ورا الشغله هي ,اتمنى سعود يرجع نجمه لانهم اتنين بحبه بعض وبكابره ويمكن حادثه البنت هاي تخليه يرجع عن قراره ننتظرك بشوق بالبارتات الجاي يا عسوله :-)

عبق الرياحين 09-06-11 07:05 AM

السلام عليك ورحمه الله
مششششششكوره يالغلا
هاىالبارت والله انه روووعه وابداع
ماشاء الله عليك الله لايضرك

مطلق وليلى
سبحان الله يمكن سفر مطلق صارله تاثير ايجابي لانه من خلاله عرف مطلق انه
ما يقدر يستغنى عن ليلى
وليلى احلى شيء سوته انها فكرت تكمل دراستها لانه هي الي راح تنفعها
بس لو مطلق يتعوذ من ابليس ويعلم ليلى بحبه لها كا ارتاحت واطمنت

سعود ونجمه
نجمه ياعمري معليه سوي خير وقطيه بحر هذا الرجاجيل ماوراهم الا الغثى
احسه ان عايش في حاله ضياع وتشتت وحركه مع نجمه ماعجبتني اللحين البنت سوت لك
جميله هذا ردك عليها
بس ان شاء مالك الانجمه عي بتصير مرتك

ناصر و وداد
اخيرا انحل الوضع بينهم بس والله عورني قلبي على ناصر يوم كسروا
سيارته حسبي الله عليهم
ا
اريام
اتوقع انها مظلومه والصور مو هي الي عطتهم اياه اكيد فاتن الحقيره لها يد بالسالفه

تسلمين يالغلا جعل يمينك تحج

طيوبه 10-06-11 10:27 PM

مساء الخيرات ,اهلا كبرياء استمتعت وايد بالقصه وباسلوبج الحلو الله يوفقج ان شاء الله:)

بالنسبه لمطلق احس ان سوى خير برفضه لهصفقه يعني جدم حياته على عمله وهذا شي جميل يحسب لصالحه,بس الدور والباجي لليلى لازم توضح حبها اكثر لمطلق .استمري يالحبيبه لان سردج عجييييب :)

الغنادير2 11-06-11 01:43 AM

هلااااااااااااااااااوغلاااااااااااااااااااااا

ماني مصدقه تفاجات لما شفت البارت

خلااااااااااااااص با الغاليه ما نبيج تغبين عنا و الله لج وحشه ومشكووووووره عت جد احس عوضتينا

حلووووووووووووو التغير الي صار ليلى و تعبيرها عن حبها لمطلق

ونجمه الله يعينها

هبـه الفــايد 11-06-11 05:06 AM

ه
لا حبيبتي كبرياء
وحشتيني موووت ووحشني مطلق
اخ من مطلق
يعني رجل
حارت مفردات اللغة بوصفة
رجل هو للكبرياء عنوان ام ان الكبرياء عنوانه
مطلق الذي لم يعد يدري عن نفسة شيئ
حار فيها واصبح يعشق هوائها الذ تتنفسة لكنة ككل الرجال لازال يغالب ويبحث عن الف كلمة وكلمة
علي الا تكون احبك
تلك الكلمة المكونة من اربع حروف هي عدوة الاول بالحياة ام فلنقل عدو كبريائة
ويا لله من هاك كبرياء
ليلي
تروحي فين يا بنتي لمطلق
اخ عليكي والله رغم ضعفك اللي هو سر قوتك تستاهلية لكن فعلا كان لازم تاخدي خطوة نحو قوة شخصيتك من زمان
ولو اني مع مطلق مهما يعمل هههههههههه حتي ولو منعك من الدراسة
وحشتني بالبارتين دول خواطرك كبرياء وين راحو
وتعجبني بشدة بالطبع خواطر غادة السمان اللي كان ليكي الفضل بتعريفي بها
سعود ونجمة
والله شخصية نجمة عجباني
قليل لما نلاقي بنت مو ضعيفة بالمعني التقليدي للضعف
قوية شجاعة صريحة ولا تخشي بالحق لومة لائم
اريام وناصر وعهود
لية حاسة ان علاقة ناصر بعهود داخلها بعض الضعف والفتور
اريام اكيييييد صور لفاتن وما خفي كان اعظم
مطلق احذر
من كيد النساء وانا بجد فرحت انو ترك الشغل لاني ما اطمئننت للبنت هادي بنت صاحب الشركة
ههههههههه
حبيبتي كان نفسي اطول اكتر من كدا لكن اعذريني
مهما اقول لن افيك حقك واخيرا لا تطولي علينا الغيبة
موووووووووووووووة

الريم العوب 12-06-11 03:09 PM

تسلم يمنك على البارت الخيال

والحمد الله على السلامه وجعلها اخر الغيبات صراحه شي يالليلى علميه الحب على اصوله

والله ان بعض الريجيل مايجي الى بتطنيش يركض ورس ركض والجامعه ان شالله له دور في تغير ليلى اكثير

وننتظر البارت على خير

اثرني احبه 15-06-11 03:33 AM

مرحبااااااااااا مرحبااااااااااااااااا


اسفرت وانورت واستهلت وامطرت ليلااااس بطلتش ...


نورتيناا وفرحتييناااا يا قلبي

اشتقناااااالش والله مكاانش الخااالي محدن ملاااااه يا الغلااااا


ويا عساااها آخر الغيبااات .....






بااارت مرضي من قلب صحيح غبتي فتره بس رجعتي ببارت اثلج صدووورناااا

وكان نقله في حيااااة ليلى ..



فرحاانه من قلب صحيح ابطيت في الرد بس لاني ابي اكتب شي يليق بش يا عمري..




اريام ومثل ماكنت حاسه بتطلع مظلوومه والصور اظن لفااتن الله يقلعهاا


مطلق وليلى اموووت على التنااقض اللي يعيشوونا هههههههههه


نجوومه وسعووودي تكفين قلبي موجعني عيهم اتمنى مب هذي نهاايتهم ..



متحمسه للباااارت الجااي يا عمري


ربي يحفظش ويخليش لناااااا



دمتي بووود

كبرياء الج ــرح 15-06-11 05:17 AM



صباح الاحتيـــــاج .. ل تلكـ الجنان
تلكـ التي تجري من تحتها الانهار .. ولا وداع فيها ولا احزان ..
ولاهم حتى ولا ألم ...

اللهم رضاك والجنه ..........






البارت الثامن والاربعون :






احزان كثيره تأملها في وجوه ساكنيها ... جلبت له الكثير من الكآبه ..
استشعر بالوحده حقآ بمفرده ولااحد هناك يعرفه و يؤنس به..
وان كان فا لكل حوله لكنهم متشاغلون بهمومهم وغصات ايامهم ...
قضى مع ابو حاتم حتى شعر بأن الاخر منفي في عالم اخر من التبصر بأحزانه ..
وجوده لم يعد ينفع ...

استرحل همومه معه .. وخرج من المعقل بحكمه جديده في الحياة ...
صحيح كان لابد من التجربه لتصقل تلك المواعظ التي تعلمها ..
لابد له من صياغه بعض الامور التي مضت في حياته بطريقه صحيحه ..
واعاده النصاب الى مكانه المناسب ..

لم يعد يريد ان يثقل على مضيفه ... فيكفي ضيفه الذي حل ثقيلا على القلب ..
" الحزن " وما اشد وقعه على القلب حينما ينفرد بصاحبه ...
غير قادر على النسيان إلا بالصبر والدعاء ...
موت ابنته افقده قليلآ من وعيه الراشد .. فتحمل سعود همه مثلما فعل هو به ..
استرعى اموره حتى تنقضى ايام العزاء ..
وبعدها سيشد همته للبحث عن ماضاع في غياهب المجهول .. ويتمنى ان يجده .

شعر بالحزن من كل شيء حوله .. البعد والفراق زادته اطنآنآ وهو يعيش في هاله من الاحزان ..
وما ظنه يسيرا بالامس اصبح مريرا اليوم بمراره العلقم ... ولم يعد يطيق طعمه الباقي في فمه ..

تقوس ظهره و قد تأمل التراب تحت قدميه في ساحه خاليه من ضجه الاولاد .. بقي فيها بمفرده
متخلي عن حصصه لاتعابه الذي زادت نفسيته ارهاقآ .......

تباعدت خطواته حيث مشى متهالك ..كئيبآ ... هاربآ .. حيث ابو حاتم يجلس في ظل حجرته
وقد رافقه المصاب المحزن ولم يدع مجالآ فيه للعوده ....
جلس بجانبه صامتآ لا يعرف كلمه تخفف عن مصابه .. إلا بالصمت الذي حل مفردات الكلام ..

: يابوك ياسعود ...
رفع سعود رأسه مذعنآ وكأن الذي سمعه كان صوتآ من السماء يخاطره ..
صوت ابيه يأتيه في نهار كامل الوضوح .. غير معقول .

التفت حوله ليرى نظره ابو حاتم الحزينه وهو يمد يده المجعده له .. معيدآ ..
: يابوك يا سعود .. ساعدني اقوم .. بشوف اهل بيتي .. تركتهم بدون فطور ..
ساعده على الوقوف .. شعر بالحزن يترافق معه في خطواته القصيره المتعثره
سعود بشفقه : توصيني على شيء يابو حاتم ؟
ابتسم ابتسامه صغيره تشيد بعرفان لما فعله معه ..
: تسلم ياولدي .. الله يخليك لاهلك ماقصرت يابوك .. ماعاد في شيء نبيه غير حسن الخاتمه .

قبض على يد سعود بقوه ضئيله وبعدها تركه ..
ياآآآه كم للحزن من اثر على جسده الكهل .. لقد زادت سنونآ قاهره على سنينه التي مضت ..

ارتخى سعود وقد عاد ذكريات غابره مع موجه ريح حاره ..
ذكريات ذاك اليوم الذي قالوا فيه ان والده قد مات ..
ذهب لحياة اخرى .. حيث لا وجود له بينهم ..
كانت صعبه .. صعبه .. صعبه ان يتذكر كل شيء ولا يتأثر ..
تذكر يومها حضن جده له .. ونصحيته له بأن لايبكي فهو رجل ..

اوااه ياجدي .. ألا تعلم ان البكاء راحه لمبتغيه اذا اراد ..
اشعر بالثقل جاثم على صدري .. لا استطيع ان افسر مايعتريني من حزن بغيض .
اشعر بأني الوحيد المتألم في هذه الحياة ومن حولي يعيشون بسعاده ..
واني احمل همومآ تسري في جسدي مسرى السم في العروق ...
ولا اعلم ممن بالتحديد ..
أحزان ابو حاتم اصبحت احزاني الخاصه ..
ام ان الموت بعث في نفسي شجن من الذكريات البائسه ...

دخل سيارته في مقصد منه للهروب .. حيث رغب في البعد عن الحزن ولو قليلآ ..
وحركها مطلب للراحه والهدوء لعله يجدها بعيدا ...


*****************************


ذهلت عندما خرجت من حمامها الطويل ... بأن مطلق قد عاد للنوم بشكل غريب
وكأن الانتظار الطويل قد جلب له النعاس بعيدا عن اليقظه ..
ينام مستحلآ مخدتها .. شعرت ناحيته بعاطفه كبيره حين رأته بالشكل العفوي هذا ..
صلت فرضها و ارتدت ملابسها .. وعندما همت بالخروج ..
سمعت صوته العميق القادم من سباته ..يناديها ..
اقتربت مجيبه وهي تربط حزام فستانها الاخضرمن الخلف ... لكنه مازال غاطآ في نومه ..
ابتسمت اكثر وقد حنت لرؤيته قريب منها .. جلست بجانبه في المكان الفارغ ..
ومدت يدها بدون تردد الى خصلات شعره النافره حيث تلاعبت بها قليلآ ...

كادت تبكي من شده حبها له ..
يا الله .. هون حبه على قلبي .. اجعله خفيفآ .. يسيرآ عليه ..
كم اشعر بالالم لحجمه المتعاظم في قلبي ..
و بأن لاحدود له .. ولا عمق يصل إليه ..
يسرح في نفسي .. ويهوى تعذيبي ..
ارجوك .. ارفق بحالتي ..
حبك أليم .. في كل احوالك يؤرقني ..
في بعده وقربه اجد عالمآ غريبآ من المشاعر ..
من كل بد اقاومه لكني لا استطيع ..
لا استطيع ..
فأنفاسي تترافق معه اينما كان .
ونبض قلبي .. يعشق وجوده لكي ينتظم ..

لاتعلم كم من المده غفلت فيها .. لتستيقظ على لمساته هو ..
حينها قفزت من مكانها ويده لم تتركها ...
سأل بحرص ..
: وشفيك ؟
ابتسمت بتوتر لانه كشفها في اكثر لحظاتها ضعف وهو ان تكون معه ..
: مافيني شيء ... كنت ابي اصحيك .. لكنك صحيت من نفسك ؟

سحبها لتجلس مرغمه .. ليقول بعدما استدار لها بجسده ..
: ليش ماتقولين ايش فيك .. تحسبيني ما افهمك ؟

لاحت ابتسامه سخريه على وجهها ولم تتواني في تجريحه وقالت ..
: توي ادري انك تفهمني ... لا واضح من تصرفاتك انك تفهمني ؟
ضاقت عينيه عليها ..
وقال متجاهل نبره السخريه التي سمعها في جملتها تلك ..
: تعرفين ما اطيق اللف والدوران ..تكلمي معي بصراحه ؟
بهدوء وقفت وناظرته بتفكير وبعدها قالت ..
: لو ابي اقولك بصراحه مافي شيء يمنعني .. إلا اني مابي اتكلم معك اساسآ ...

مطلق بضيق من اسلوبها الجديد ..
: ليش تعامليني بالطريقه هذي .. اسلوبك هذا مااطيقه ... فتكلمي معي بدون ألغاز .

جاوبته بحده ...
: البركه فيك علمتني كل شيء ... لاتلومني .

تأملها بغضب و اخفى ثورته بطريقه تجعلها ترتجف .. منذ فتح عينيه و قد رأى تلك النظره الحزينه
التي تعتليها جعلته يحزن من اجلها .. و يوبخ نفسه على اهماله الشديد لها ..
لكنه لم يقصد .. لم يقصد ان يزعجها او يبعث في قلبها الحزن ..

قال بهدوء وقد نهض من مكانه واتجه الى شماغه ..
: انزلي افطري مع امي ... انا عندي شغل ..

زمجرت غاضبه من نفسها لامن هو ...
من تلك الغبيه التي لاتنتظر لحظه جميله إلا وافسدتها عليها ..
ومنه هو الذي لا يتسنى له منفذ الا وعبره هروبآ منها ..

: هذا اللي تبيه ... ياانك تجرحني اوانك تتروح تتركني ..
ماادري ليش ماتعودت على اسلوبك معي .. وانت في لحظه تتذمر مني ومن اسلوبي ..
ليش تبي كل شيء مثل ماتبي انت واللي حولك مايهمونك .. تراني تعبت منك و من صدك لي ؟

انتظر حتى تصمت ... فراقب صدرها المنتفض بأنفاس مشحونه بالغضب ..
وقال بمثل نبرتها : مين يصد الثاني الحين؟ ماتقولين .. انتي ماتسلهين الامور علي ..
كلما سنحت لي فرصه واقترب منك .. تتهربين مني ..

اقتربت منه وقد ضمت نفسها بإرتعاشات متتاليه .. وقد فقدت رغبتها في النقاش معه
واي نقاش يجمعهما في صباح باكر ..

بهدوء سارت نحو الباب متجاهله رده ذاك .. وعبرت في طريقها وهو يتبعها بنظراته
حتى اختفت من امامه ... وهكذا بسهوله مضت بدون كلمه ..
بدون ان يفهما بعضهما .. وبدون ان يضعا لافته توضيح الطريق قبل مفترق الدروب ..
تنهد بيأس و قد رمى بنفسه على السرير .. يفكر مايريد ان يفعله ؟ وما لايريد .
وما اكثر مالايريد الذي اصبح من ضمن اريد ولكن لا استطيع ...


***********************************



هرولت خارجه بسرعه ..متعثره بعباءتها متداركه الوقت قبل اوانها المعتاد
قابلتها ليلى .. في الطريق متعجبه من الهالات السوادء التي تحيط بعينها .. و بشكلها الغريب
الغير معتاد منها ... فهي تحب الاعتناء بمظهرها قبل خروجها ..
سألت : اريام .. وشفيك متعجله ؟
ابتسمت بتوتر : ماودي اتأخر كل يوم وانطرد ..
مسكتها ليلى من ذراعها ...
: طيب اولا كلي لك شيء.. ماينفع تروحين كذا ..
اريام : لا ماودي .. بفطر في الجامعه ..
مشت كم خطوه وبعدها التفت لها وسألت بإبتسامه ..
: مطلق رجع .. صحيح ؟
ليلى : ايه البارحه رجع ..
غمزت لها اريام وقالت ..
: حمدلله على سلامته ... كان ودي اشوفه قبل مايمشي ..
طالعت ليلى لساعتها وبعدها قالت بإنزعاج مخفي ..
: ماادري عنه اذا كان موجود .. قال انه بيخرج ..
استغربت اريام من جملتها لكن ماعلقت ..
: اوكي .. اشوفه بعد الدوام .. يالله باي

تأملتها وهي تنصرف على عجله من امرها ..
قفلت الباب و دخلت بعدها الصاله حيث خالتها موجوده..
جلست جنبها وقالت ..
: اريام طلعت بدون ماتفطر .. وسمر بعدها ماقامت .. والله البنت اللي عندك ياخالتي مالها مود في الدراسه ..
ام مطلق بإبتسامه ..
: والله هذولا بنات اليوم ... ما يروحون المدارس الا حق اللعب . الله يهديهم بس .
ليلى : ايه والله امين ...

اخذت لها لقمه وبعدها كشرت بألم شعرت به فجأه .. حست عليها ام مطلق ..
: سلامتك يايمه ... ويش تحسين فيه ؟
ابتسمت ليلى لها .. : مغص عادي .. لا تخافين .
ام مطلق بحرص ..
: المغص يصيب الحامل كل فتره .. لكن انتي لاتهملين نفسك .. خذي العلاج دوم يايمه
انتي صحتك عليله ما تتحمل ..
استندت على الكنبه خلفها تريح فيه جسدها .. و قالت وكأنها تفكر ..
: اليوم عندي موعد عند طبيبه النساء.. الله المستعان ..
ردت عليها ام مطلق ..
: قولي لزوجك يمشي معك .. ماهو كل مره تاخذين وفاء معك .. ماهو عيب يمشي معك ..
على الاقل يراعيك .
ليلى : والله انه مايقصر ياخالتي .. ظروفه تكون صعبه بعض الاحيان ..

شعرت بحاجه للدفاع عنه ...لئلا تكتمل عند الاخرين نقطه يعيبون فيها عليها ..
بعض من شعائر الحب التي بدأت في مزاولتها بعدما غرقت في حبه ..

ام مطلق بعتب ..
: يايمه انا اعرف وليدي زين .. ينسى نفسه في الشغل كيف ماينسى غيره .. الله يصلحه ويهديه ..
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تكمل ..
: عساني افديه .. اليوم صحاني لصلاه الفجر .. والله اني يوم شفت وجهه صابتني راحه ..
قلت وليدي ماهو متعود يغيب عنا طويل ... الحمدلله ربي رجعه لي سالم .

ابتسمت ليلى وهي تستند على يدها وتراقب ملامح ام مطلق في محبتها الصادقه التي لايختلف
عليها اثنين ... بينما جوالها يهتز بصمت جانبها .. حين شعرت به ..
ابتسمت بالمثل وهي تقرأ اسم اخيها الذي اشتاقت له كثيرا ..
استشرق وجهها لدى سماع صوته ..
: صباحك خير ونور من الرحمن ..
سعود : صباح الخير ..
انكمش وجهها لسماعه صوته ..
:سلامتك ياخوي .. وشفيك مريض ؟
وصلها صوته من جديد وقد تقلص قلبها بحزن عليه ..
سعود : انا طيب ياختي .. انتي كيفك وكيف حملك ؟
ليلى : انا بخير ... سعود الله يهديك ارجع لاهلي .. والله ان قلبي ماهو مطمن ..
سعود بنبره جليه ..
: قريب ان شاء الله .. حبيت اسمع صوتك .. واطمن على حالك وحال مطلق .. عساكم بخير .. ؟
هتفت بمحبه ..
: الله يخليك لي ياقلبي .. كلنا بخير .. اهم شي انت ؟ دير بالك على نفسك ياخوي ..
سعود :الله المستعان ان شاء الله .. المهم سلمي على مطلق ... و انتبهي لنفسك .. ولا تتعبين حالك في مشاكلي
ليلى بحزن ..
: مالي غيرك اشغل بالي فيه .. ياعسى عمرك طويل .. مايهمني في الدنيا غيرك .. امانه ياسعود انتبه لحالك
و اتصل علي .. ولاتكدر خاطرك بكره يزول الهم وتنفرج .. يارب .
سعود : خليها على ربك يابنت الحلال .. يالله انا بقفل .. بيننا اتصال ان شاء الله .

ليلى :في حفظ الله .. الله معك ..

ترنح قلبها على من تحبهم .. مابين الامنيات تهتز واقعيه الحياة بمرارتها المعتاده ..
وماتريد صعب المنال .. اماني معلقه مابين السماء والارض مابين تحقيقها من عدمه ..
ليس لها امل سوى حسن الظن بالله .. ودعاء في خفاء ..ترجو تحقيقه للجميع ..



**************************


شعر بالوقت يمشي بهدوء ورتابه غيرمعتاده .. ألا انه ليس لديه مايقوم به
سوى زياره الاطلال من الذكريات الماضيه ..
شعر بالحنين قد اتصل بجسده .. ليرميه في بحر عميق من الذكرى والانين..
حتى بعدما اتصل على اخته .. لم يشعر بالشبع .. بل قفر الى مشاعر خاصه ..
قفزت له من بين كل شيء .. كل مايخصه استدار حولها في صوره خياليه يشاهدها امامه بدون عبء ..

" نجمه " ماهو حالك الان ..
هل انت سعيده بفراقي مثلما انا اشعر بالعكس ..
اشعر بالخوف من مشاعري المندسه والتي اخفيها بكبرياء تعلمته منك انتي ...
كنت اريدك .. ارغب بك .. لكنك طردتني من حياتك بدون رأفه بحالي المعكوس ..
اي تمرد استحال بقلبك .. واي شفقه انزلتها بقلبي على حال كسير ..

مالي حاجه برفيق الان اكثر مما مضى .. !! ومالي حاجه بذكراك انت بالذات ..
لقد بعثرتي جميع اوراقي و غربلتي دروبي كلها .. ولم اعد افهم ما لها بوصله الزمن لا تساير وحدتي وكفى ..
بعيدون عني بقياسات السنين .. وانا بعيد عن كوني انا ...

هل كان يجب ان ابتعد عن الجميع لاجد الراحه ..
ام الراحه ليس مطلبها الابتعاد والرحيل ..
لم يعد بي عقل صائب يفكر ما الصواب ومالخطآ ..
وما المهم ومالمستحيل ..

اتعبتني ياقلب في دنيا هواك ..
تيهآ ولا ادري متى تلقى مناك ...


رافق اسمها كثيرآ .. و تأمله لمده غير يسيره ..
يعارك اهوائه في التجديف عكس التيار ومواصله المسير مترنحآ في الرغبات ..
ومابين كبرياءه المعتلى هممه كلها ولايهم مايريده قلبه وما يرغبه هو ..

اعاد كل شيء على حاله وهو يستدير للعوده .. مخلفآ كل شيء وراءه
زاد من بعثره الافكار ليس إلا ..
وزادت بالتالي همومه .. و توحشت امنياته في منأى عن الحياة التي يريدها ..



وهناك... في مكان ليس ببعيد .. تنهدت بألم وقد ادارت جنبها بصعوبها
هي الحمى .. تجلدها جلد السوط على الجسد ..
تنسيها كل شيء .. إلا هو ..
وتبكي .. وتعزي بكاءها الا سطوه المرض ..
لكن مازال الندم يجد موقعآ في ج سدها لينهشها ويتعارك مع المرض من اجدى بها ..

قرار أضاع كل شيء .. في طريقه ..
الصحبه الجميله .. والذكريات التي لن تنساها .. والصداقه التي انقطعت خيوطها فجأه ..
و هبه من الرحمن رفضتها بغرور ..
لكني كنت اردد واقول مذعنه لجنوني..
.

سعود ... قلبي ينبض بعدك بوتيره بطيئه ..
وكأنك من كنت تعلمه الانتظام في سبيل الحياة ..
كان ينتظرك طويلآ .. حتى بعث اليأس فيه جرثومه خطيره قتلت كل حياة فيه ..
ومايلبث حتى يتوقف ..
لو استطعت العوده سأقولها لك ..
" سامحني " لو استطعت .
سأسامحك انا ايضآ ... بالمقابل

سامحني لاعيش حياتي بدون كدر على خيارات خاطئه ..
سامحني لاتقبل بأن تكون لغيري .. واكون لغيرك يومآ ...

اطلقت آآآه طويله وامها بجانبها ...
: قومي يابنتي كلي لك لقمه .. لازم تتقاوين على المرض ..
همست بألم ..
: ماعندي شهيه .. ودي انام ..

تركت امها تنصحها و تدعي لها .. وهي تغرق مرة اخرى في غيبوبه المرض الذي يصرعها خائره
مستسلمه .. مذعنه له للنسيان .. و للاحلام .. فقط ..


*******************************



اصيبت بكآبه مفاجئه وانتابتها مشاعر سيئه بعد سماع صوت اخيها ..
جلست تفكر في حل ازمه اخيها المتصاعده ..
لم تعد قادره على التجاهل حتى بعد ان سمعت صوته الحزين .. وهذا الذي لاتطيقه ابدآ ...
سمعت صوته يخرج من المكتب واستعجبت .. قد ظنت بأنه قد تركها بالفعل ..
واستغربت اكثر عن سبب غيابه عنهم ..
وقفت متردده مابين تدخل او لا ..
للتو نشب بينهم نقاش محتد لم يفوز فيه احد ..
كانت تهم في الهروب .. قبل ان يفاجئها بخروجه المباغت ..
ترنحت بعجله .. قبل ان يضبطها من افعالها المتردده ..
كان قد ارتدى ثوب اخر غير الذي ارتداه في الصباح الباكر ..
ففكرت بأنه كان مستعد للخروج .. قبل ان تقاطعه هي ..
سألت ببرودها الجديد ..
:طالع ؟
دخل الحجره قبلها لكن اجابها ..
: ايه .. عندي شغل مثلما قلت لك قبل ...

لوت فمها بطريقه تهكميه .. و اتكأت على باب حجرتها ..
ليرفع ناظريه لها .. فأستفهم من تلك الملامح الجامده على وجهها ..
سأل : تبين شيء قبل ماامشي ؟
عقدت ذراعيها على بطنها البارز .. وبحركتها هذه جعلته ينتبه لها اكثر
حيث اقترب منها ...

كانت متردده تتكلم معه لكن انطلقت فجأه ..
: عندي موعد اليوم في المستشفى .. و عادة وفاء تجي تاخذني ... لكن ابيك اليوم انت تاخذني ..
حدق فيها مطولآ يبحث عن جواب لتغيرها السريع .. فقبل قليل لم ترغب حتى في التحادث معه ..

قلدها في تلك الحركه .. و اقترب برأسه منها .. وسألها ..
: ليش تبيني هالمره اخذك انا ؟ اساسآ كيف متحمله تمشين معي .. مو قبل شوي ماكنتي تبين حتى تكلميني ؟
رفعت حواجبها بقهر من اسلوبه المستفز .. فجاوبته بحده ..
: لانك زوجي .. ومن واجبي عليك الاهتمام فيني ...
مطلق بهدوء : لكن عندي موعد مهم ..
اشارت بأصبعها على صدره بغضب .. وقالت ..
: مايهمني ... موعدي اهم .. اظن الولد اللي في بطني هو ولدك كمان .. وانا مصره انك تاخذني .

ابتسم وهو يمسك بيدها ويرفعها لفمه ويلثمها برقه ..
ارتبكت اكثر من جراء حركته تلك وهي تحاول ان تسحب يدها من بين يديه ..
فقال لها : لو تبين عمري خذيه كله .. يعني جات على موعد .. يرخص لك كل شيء علشان راحتك ..

ارتجفت بخجل وقد باغتها بلطف لم تتوقعه ...
: لا تتمسخر علي ...

اختفت ابتسامته ليحل محلها الجديه .. وهو يسحبها ناحيته ويضمها بصمت ..
لاتسمع فيه سوى انفاسه المتسارعه وكأنه يتعارك مع نفسه ولايجد الحل الامثل ...

وبعد لحظات و بصوت يلاقي صعوبه في اخراجه ..
: المشكله انك ماتعرفين قيمتك عندي ... سبق وقلت لك مااعرف اعبر عن مشاعري .. فساعديني
او تحمليني على الاقل ...

رفع نفسه عن التصاقه بحضنها و وضبط شماغه وعينيها تبحث عن معالم واضحه لتقرآها ...
او حتى عينيه لترى مافيها من معاني .. لكنه احجب عنها الرؤيه بصناعه زائفه لشماغه وبعدها مشى عنها ..
: انتظرك في السياره ...

تركها تحدق في الفراغ وتملأه بالعجب و بمفردات السكون ..
تألق غريب .. وشعور مذهل .. و نبض متواصل جعلها تخاف مع ابتسامه تلتصق بسذاجه على شفتيها,,
شعرت بذلك بوميض يغزوها ويحول ضبابيتها الى نقاء ليس له مثيل ...

شيء مني يريد ان يقفز ان يطير .. ان يضحك بصوت عالي ..
ان يبتسم دونمآ سبب ... هكذا فقط

كتمت فمها وهي تضحك بخفه ..
يكن لي المشاعر لكنه يصعب عليه ان يفسرها ..
على الاقل لم يعترف بطريقه واضحه .. لكن وضع لي حروفه خاليه من النقاط ولن اعجز عن فهمها ..
لايهم متى يقولها .. فأنا وراءك يامطلق حتى تنطقها ويقر فؤادي بعدها ..

تنهدت براحه وقد تملكتها طاقه رهيبه ونشاط فأسرعت تلتقط عباءتها وتهرول
متجاهله انها حامل تخطو في شهرها السادس .. بدون وعي منها ..
فلا لوم عليها .. فما هي الحياة الا شطرنج مشاعر تستبدل فيها خانه لتعوضها بأخرى ...


********************************


ارسلت له اكثر من رساله.. تخابره فيها ان يعجل من ارسال الصور المزعومه ..
وهي مازالت تعاني من انتفاضات خوف وارتعاشات موت في ماتبقى من فراغات الحياة ..

زرعت نفسها في مكان بعيد عن الجميع .. وقاطعت صديقاتها بعدما اكتشفت فجأه ليس هناك شخص
جدير بأن يشاركها مصيبتها تلك ...
كادت تجهش بالبكاء .. وهي وحيده تنازع خوفها .. و تدعو ربها بأن يستر عليها ..
لولا قدوم ريهام في الاونه الاخيره .. وهي ترى انعكاسات لحاله مزريه تعاني منها رفيقتها ..
سألت : سلامتك يااريام .. انتي تعبانه ؟
تنهدت وهي تحتضن جوالها وقالت ..
: مافيني شيء ..
جلست جنبها و قالت ..
:ليش ما حضرت المحاظره ؟
اريام : تعبانه ..
ريهام بإبتسامه ..
: توك تقولين مافيك شيء .. والحين تعبانه ..
احتد صوتها وهي تجيب ..
: ريهام ارجوك اتركيني .. مو طايقه نفسي .. فلاتزيدين علي ؟
ريهام : هدي اعصابك .. شوفي حالتك كيف صايره ؟
التفت اريام حولها وقالت بكآبه ..
: عندي مشاكل ...
الحت ريهام في سؤالها اكثر ..
: طيب .. قولي يمكن اقدر اساعدك ؟
وقفت و حركت شعرها برعشه واضحه لريهام ..
: ما اقدر .. ما اقدر ..
مسكتها ريهام قبل ماتمشي وتتركهاوادارتها ناحيتها ..
: اريام قولي .. والله خوفتيني ..
التفت ناحيتها و بعدها حدقت في ريهام وبالاخص في عينيها ..
وكأنها تبحث عن الثقه والاهم الامان الذي لم تجده في نفسها وتبحث عنه لاهثه
للتدثر قليلآ من خوفها الذي طرق بفولاذيه على حياتها ..

غطت فمها .. وكتمت شهقاتها التي بدأت تظهر جليه واضحه .. والدموع تتجمع في مقلتيها غير قادره على كبحها ..
اتسعت عينا ريهام لتصورات في عقل بشري يطرح الكثير من الخيالات .. حيث ترى اشارات هلع ليس لها تفسير
غير شيء مضمحل يدعو الى النحيب ..

تربص بالواقع حتي يصيده او يصاد هو .... وانتظرت لحظه الاعتراف .. وهي تقود صديقتها
لمكان بعيد حيث لاعين تراهم او اذن تسمعهم غير الباري جل في علاه الذي لاتخفى عليه مثقال ذره
في الارض ولا في السماء ...


*****************************



مازال متجهمآ .. حتى بعدما اخذ اجازه من عمله .. ليقود سيارته لتصليحها كاتمآ غيظه
يساير نفسه بأن من فعل ذلك هو فعل صبياني لايمت بصله بأي علاقه شخصيه .. او احقاد دفينه ..
لكنه كلما فكر بهذا . .. ينقاد عبر سلسله من الاحداث الا ان هناك من يتربص به بالفعل ..
ويقوده الى فقدان اعصابه .. والحرص المبالغ فيه ....

تلقى اتصالين من مطلق .. ولم يستطع ان يجيب لتلك الفوضى الذي خاضها في صباحه الباكر ..
وضع قدمآ على اخرى وهو ينظر الى سيارته التي دخلت في صيانه عاملين محترفين ..
وقد شعر بالملل وهو يحدق .. فطرأ مطلق على باله ... ومباشره اتصل به ..
ليسمع صوته المبهج ...
: هلا والله بالقاطع .. اللي مايتصل ولايرد على اتصالاتي ..
ابتسم ناصر : مشغول يا لحبيب .. الا انت اللي وين ؟ اكيد ماذكرتني حب فيني ..
ضحك مطلق .. ليجيب بثقه ..
: لا ابد وين احبك انت .. صراحه كنت متضايق قلت اكلمك ؟
ناصر : اكيد متضايق لانك ماشفتني ولاسمعت صوتي ..
مطلق : لا في هذا صادق .. المهم طمني عنك ؟
ناصر : ماشي الحال ... وينك انت ماينفع تكلمني كذا لازم اشوفك ؟
مطلق بوتيره منخفضه :في المستشفى ..
اكمل تفاديآ للاحراج ..
: المدام عندها فحص روتيني ... وانا انتظر ..
ضحك ناصر بصوته عالي .. ضحكه شبابيه لها رنه خاص...
: حركاتك يا بو غانم ..قمت تروح عياده النساء ...
اكمل ضحكته الساخره .. ليرد مطلق ...
: اقول ماحلاك وانت ساكت ..
ناصر... : اسكت ..هذا حلمك ياشيخ ... ما كون ناصر اذا سكت صراحه ..
احس جسمي يحكني اذا ما ضحكت عليك .. ونحن في ذيك الساعه لما امسك عليك شيء ..
المهم بتعرفون جنس المولود ولا لأ .. اذا كانت بنت بأسميها انا ...
ضحك مطلق .. ورد ساخرا عليه..
: لا والله .. مو ناقص الا هذي تسمي عيالي ... وبعدين تعال ليش بالتحديد بتسمي البنت ... ؟
ناصر : يااخي احب البنات ... وان شاء الله تكون بنت ماتشبه لك في شيء ...
مطلق بعصبيه مفتعله ..
: باقي .. ماتلاحظ اني اعطيتك وجه قوي .. اشوفك بعدين ..
ناصر بضحكه ..
: مع السلامه .. لا تنسى الوعد ..
مطلق بهدوء اغلق الجوال بعدما لمحها تبحث عنه بنظراتها...
اقترب منها و سأل بعدما مسك يدها ...
: كيف الفحص ؟
جاوبته بهدوء : تمام .. لكن لو يهمك كنت دخلت معي ...

وقف قبالها مباشره مدافعآ عن نفسه ..
: ما قلتي لي كنت دخلت معك .. ؟
همست له بخفاء ... : مو شرط اقول ... يهمني تكون جنبي في اوقات مثل هذي ..

تماسكت وهي ترى انفعالات واضحه عليه .. وكأن المهله التي صمت فيها كان يفكر فيها
ماذا يريد ان يقول لها ؟
قالتها بشيء من المناكده له .. و مبارزته على الدوام وان كانت مسالمه وترغب في راحه البال ..

قبض على يدها .. وسار بها من حيث خرجت .. وهي تحاول عبثآ ان تثنيه عما يريد ان يفعله ..
وفي غفله منها .. طرق الباب ليدخل بثقه ... متجاهل الاحراج الذي يشعر به .. لكن من اجلها
هي سيفعل اي شيء لم يعتده من قبل ...

واول جمله قطعت مفردات الصمت والذهول ..
: السلام عليكم .. انا مطلق زوج ليلى .. حبيت اطمن عليها وعلى حملها لو سمحت ..
اعتذر عن تأخري .. يهمني بصراحه اعرف كل شيء عنها ..

عادت الطبيبه الى مكانها تخفي علامات الذهول التي شعرت بها منذ دخوله العاصف
لن تخفي اعجابها بشخصيته وبثقته المفرطه .. فاستسلمت بإذعان لمطالبه بدون كلمه او اعتراض ...

وراقبت بإعجاب تلك الهاله الحسناء من الخجل التي ومضت في وجه ليلى .. تخفي نظراتها بعيدا
عن الجميع ... لانها اخر ما كانت تتوقع تصرفه هذا .. فجرأته اوقعتها في حبائل مكيده قادتها هي إليه ..


*******************************


قبل المغيب .. صخب و لعب و ضحك .. وليلى غير ليلى ماكانت به من امس انطوى اليوم ..
بما فيه .. لم تدع للخراب عشآ الا وهدمته بتصميم .. ليس هي بمفردها ..
فتلك المقدمات السهله التي يبدأها مطلق .. تجعلها يسيره في خطواتها نحو السعاده ...
سمر بإبتسامه لوفاء ...
: اليوم .. بعض الناس من كثر مايتبسمون بياخذون لهم صوره تذكاريه ..

شعرت بنفسها .. لكن ماحيلتها وتلك الابتسامه تجد طريقها كلما تذكرت مواقفه ..
وبالاخص ذهوله حول كلام الطبيبه الذي اعاده مرارا وتكرآرا عليها ..
وكأنه اخذ دورها وبدأ في نصحها ...

حتى وصلت لتلك النقطه التي اثارت فضولها .. عندما رفض رفضآ قاطعآ في كشف جنس المولود ..
ليجبيها بهدوء وهم في طريقهم بالسياره ..
: ماله داعي نعرف قبل الولاده .. بنت ولا ولد .. كلهم نعمه .. مافي فرق بينهم ..
ومن حينها التزمت الصمت .. او اسكتتها المشاعر التي تزاحمت في قلبها ولم يعد هناك مجالآ لفتح مساحات
اخرى ... فكلها ضاقت .. بل امتلآت بكم هائل من المشاعر التي لم تعد تستطع ان تكبحها ...

وكزتها وفاء لتعود الى واقعها بينهم ...
: بنت .. وين رحتي ؟ لايكون في شيء وانتي ماقلتيه لنا ...
ليلى : لا ياقلبي مافي الا العافيه ...
قاطعتهم سمر : بنات .. ماتلاحظون على اريام شي .. احسها متغيره ..
وفاء : كيف متغيره ... ؟
سمر : صارت ماتجلس معنا مثل اول ... وتجلس بحالها في حجرتها .. ودائما ماسكه جوالها وكأنه بيضيع ..
وفاء بدون اهتمام ..
: من طول عمرها اريام كذا مافي جديد .. حتى لو كانت معك .. هي في عالم واحنا في عالم ..
تدخلت ليلى .. : صادقه سمر .. حسيت عليها .. لكن يمكن عندها مشكله في الجامعه ..

وكان السؤال عن اريام .. جلب لهم اخر من تريد ان تراها ..
شعرت بأن المكان قد اصابته غمامه سوداء حالكه لامطر فيها ولارجاء بل غطتيه عين الشمس
نكايه في اشعتها المرحه ...

القت بتحيتها المعتاده ببرود وهي بكامل زينتها .. وكأنها تريد ان تثبت شيء ببهرجتها الدائمه ...
وقابلت ليلى وجه لوجه ...لترمي نظره الى بطنها البارز .. شيئ ما استدعى ليلى بأن تحتضن بطنها بشكل ظاهر
وكأنه تحميه عنها وعن افكارها السوداء ... و ما ان جلست تلك حتى وقفت ليلى .. تاركه المكان بما رحب لها ..
لكن قبل ان تذهب سمعتها تقول بجرأه ..
: يعني اذا حضرت الشياطين .. فرت الملائكه ياليلى ...
كادت ان تبتسم بل ان تضحك بصوت عالي ... لاول مرة تسمع كلام ينطبق عليها .. لن تدعي بأنها ملاك طاهر
لكن على الاقل تعرف ان نواياها .. بذور شيطانيه .. واسعه الشر ..
اجابتها بهدوء : عندي اشغال اهم من الجلوس معك ...
اطلقت سمر ضحكه مستفزه ... لتلوح لها وفاء بالانصراف بهدوء ..
فابتسمت ليلى بود مبطن بجرأه غير معتاده منها .. وانصرفت عنها شاعره بنظراتها تخترقها بحقد لايخفى على احد ..

انصرفت لشرب الماء ... والصعود لحجرتها التي تركتها مثل ماهي .. غير مرتبه ..
كانت حريصه على ترتبيها بنفسها .. لكن عادت لها توصيات الطبيبه ..يحذرها من الاشغال والمشي الكثير ..
جلست بوهن .. إلا ان الابتسامه وجدت نفسها اخيرا .. بمجرد ما فكرت فيه .. كل تلك التغييرات التي طرأت
عليه .. تريد ان تضحك منه وبالاخص .. توتره الواضح في التعامل معها ..
كان محرجآ وان حاول ان يخفي ذلك بمهاره ... وهي احترمت مشاعره فألتزم كلا منهما الصمت ..

اخرجت من عالمها الصغير على اثر طرقات على الباب ... لتنهض لفتحه ..
لكنه انفتح من تلقاء نفسها .. لكي تكون في مواجهه وجه لوجه مع فاتن .. التي بعثت في نفسها خوفآ مريبآ منها
هل اثارت ذلك المارد بداخلها وجعلته يثور الان في وجهها ...
تحاملت على مشاعر الخوف في وجهها .. وانذرت بحزم ..
: اظنك غلطانه .. حجره اريام في الجهه الثانيه ..
ابتسمت تلك ابتسامه باهته .. وقالت وهي تدخل بجرأتها غير منتظره الترحيب ..
: عارفه .. لكن قصدت ازورك في جنتك الخاصه ..
كادت تفتح باب حجره نومها .. قبل ان تنطلق من ليلى صرخه استهجان على فعلتها ..
: هيه .. انتي وين داخله ؟ مالها داعي تدخلين مكان وانتي غير مرحبه فيه ..
تركت كره الباب .. لتعلق بتبجح ..
: غير مرحبه فيه .. صرتي تعرفين تصفين كلمات .. .. هزت رأسها بتذمر
وتقترب منها بشكل مريب وتكمل ببرود ..
: تعرفين من قبل حسدتك .. على كل شيء .. على جمالك وعلى مطلق وعلى الراحه اللي انتي فيها ...
وحاولت ... بكل الطرق اللي وصلت لها اني اخرب عليكم... لكن في النهايه .. لما افكربيني وبين نفسي
اقول مالها داعي ... مطلق مثل ماقالت امي .. شخص غير مناسب لي ..
ليلى بهدوء .. هدوء مخيف ..
: الكلام هذا مايفيدني .. اخرجي من بيتي ...

ضحكت فاتن بصوت عالي ...
قالت : صراحه احسدك على ثقتك بنفسك .. تعرفين ودي تقولين لي ايش السبب فيه ؟ على الرغم من كل ما صار
الا انكم مازلتم مع بعض ..؟

ليلى : مايهمني كل اللي تقولينه و اللي عملتيه من قبل .. مايخفى علي ان لك يد في كل مشاكلي مع مطلق ..
لكن تبين تعرفين سر .. لاني واثقه في الله عزوجل .. وان كل اللي صار لي ابتلاء و امتحان لصبري ..
فكل اللي تعبت علشانه ماله قيمه عندي ...

بهتت ملامح فاتن وبان الامتعاض عليها ..
: غبيه... تعتقدين ان زوجك راح يثق فيك بشكل عادي .. يشوف صوره عشيقك الاول معاك .. ولايشك فيك ولو شيء بسيط
و لا .. والاكثر من كذا .. ان الحبيب العاشق الولهان .. بمجرد انه يسمع انك معذبه .. يتناسى كل شيء .. و يقف في وجه
زوجك مطالب بحقوقك ...

ابتسمت تلك الابتسامه الصفراء .. وهمست لليلى ..
: لاتحلمين كثير .. ترى الرجال مالهم امان ..

بعد كل ماقالته .. تمنت ان مطلق يكون هنا ليسمع بنفسه بنت خالته الافعى وهي تبعث سمومها في حياتهم
لم تكن جاهله بأفعالها من قبل .. كانت تظن وان اصابها شيء من اليقين ... لكن الان انقطع الشك بخيوط متواصله
من الحقيقه .. هاهي تعترف بنفسها ..

مشت بخطوات وتيده نحو الباب لتفتحه على وسعه ..
: اخر مره اسمح لك تدخلي بيتي ... اقطعي رجلك عن البيت لو عندك ذره كرامه .. و ابتعدي عن اريام لان امثالك
ماله امان .. ..

ابتسمت فاتن .. رغم احتقان وجهها بغضب بارز ... لكنها ماهره في اخفاء مشاعرها التي تغذي الاخرين
و تقوي عزائمهم عليها .. وتمشي بخيلاء .. وكأنها لم تسمع اي كلمه تفوهت بها ..


اغلقت الباب لتهتز اركان المنزل على اثره غضب بالكاد استطاعت ان تتماسك فيه ..
و خوف .. خوف من الايذاء .. وهي بالاخص تعلن عن افعالها النكراء على اسماعها ..
ضمت نفسها بذعر من عاصفه هوجاء حاولت ان تقتلعها من جذورها لكنها صمدت امامها حتى مرورها ..
اصابها الذهول من اشخاص في هذه الحياة هم مثلها ..
امعقوله ان يكون ابليس متلبسآ هيئه انسانيه ... يبعث القشعريره و الهول في نفوس البشر ..

تعوذت من الشيطان الذي حل ذكره في افكارها .. و شمرت عن ساعديها لتصلي ركعتين لله
تجلي فيه مشاعر غريبه سكنتها ... و حمدآ وثناء على ماهي فيه ..


لكن قبل ان تدير قبضه الباب .. عاد الباب المسكين لينفتح من جديد ..
لتطل منه اريام بشحوبها المخيف ..
والتي اثارت الخوف من جديد في نفس ليلى ..لتقول ..
: اريام .. عسى ماشر ؟
اقتربت اريام ببط ء لتهمس بالقرب منها ..
: ليش خبيتي عنا كل اللي صار.
اصاب الذعر قلبها المضطرب ... وفكرت في تلك الافعى
: عن ايش تتكلمين ؟
عادت تهمس من جديد بإنفعال هذه المره ..
: عن كل اللي عملته فاتن فيك انتي ومطلق ...

فتحت فمها بإندهاش ..تحاول ان تتماسك .. فأول مافعلته ان اغلقت الباب بإحكام
وتقترب من اريام لتسألها ..
: مين اللي قال لك؟
اريام : سمعتكم بالصدفه ... مو مصدقه اللي صار ..

ليلى بهدوء : لا تستغربين .. بنت خالتك هذي مجنونه ..

نفت اريام بوضوح ..
: ان ما اتكلم عن فاتن .. بنت خالتي واعرفها انسانه حقوده و ما استغرب تصرفاتها ..
انا اتكلم عنك انتي .. كيف تتهاونين في حق نفسك و حق زوجك و تكتمين امر كان يمكن يسبب
لكم مشاكل كثيره ممكن تصل للطلاق ..................

عادت ليلى وفتحت فمها بغباء .. لم تكن رده فعل اريام بمثل تلك الوضوح ..
كانت تظن انها ستقف بجانب ابنه خالتها .. و عدم تصديقها بشكل مباشر..
لكن الان تغيرت وجهه نظرها في اريام .. فمهما يمكن تخليها تعيش في قصرها الجليدي
الا ان لها قلبآ صادقآ .... وشخصيه صريحه على الرغم من التأثيرات التي حولها ..
في الاخير يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها ...




***********************************



خرج من سياره الاجره التي اوصلته الى المنزل على اذان المغرب الذي ارتفع في المكان
فشل في تحقيق مراده وهو ان يعود بسيارته الى المنزل .. فهي تحتاج الى الوقت الكثير ...
تسارعت خطواته لتغييرملابسه .. و حضور الصلاه جماعه في المسجد ..
لكن قبل ان يبصر او يعي تماما ماتلك الخطفه السريعه التي هو فيها ..
شعر بنفسه يختنق .. وقد اطبقت على انفاسه يد غليظه .. قاسيه .. لتبعده عن مرأى الجميع وتحشره
في ملحق المبنى الخالي من السكان ..
حاول ان يرى ذلك الجسد الهائل الذي امامه ... لحظه ليس واحد بل هم ثلاثه ..
انهالوا عليه بالضرب رغم محاولاته المستميته في الدفاع عن نفسه ...
اختنق بالدم الذي تفجر في فمه .. و فتح عينيه التي انذرت بشر على معتديه ..
صرخ بإنفعال : ياكلاب .........

قاوم احدهم فانهالوا عليه جميعهم .. حتى اردوه خائر القوى مليئ بالكدمات الداميه والجراح ..
سقط على الارض .. محاولا ان يبقى متيقظا ولايغيب ..
يريد ان يراهم ويستدل عليهم .. لكنهم لم يسمحوا له حتى..
اقترب منه احدهم وبصوت ثقيل ..
: وسام العالي يسلم عليك .. ويقولك انتظر المفاجآه الكبيره ..

استقر رأسه على الارض .. لايسمع سوى وقع اقدامهم المهروله البعيده ..
بصق الدم من فمه .. واستقرت افكاره بثبات رغم الالم الذي يشعر به ..
والكدمه التي شلت نصف وجهه .. بأنه كان محقآ بأن هناك من يعاديه .. ولكن صرف نظره
او غاب عن فكره مثل ذلك العدو .. كان متربصآ به طيله الوقت ..

حاول الوقوف ... لكن الالم قد اشعره بأنه طحن تمامآ تحت كم هائل من الاطنان
استعان باأنبوبه مياه .. ليقف .. مستندا على الجدار بالكاد يخطو .. ليدخل في بهو المبنى ...
ويشق طريقه بصعوبه متجاهل هاتفه الذي بدأ يزعجه بالرنين ...
وفي نفسه يتساءل بسخريه اين بنو البشر عندما يحتاج لهم ؟
تحامل على نفسه .. متجاهل وخز الالم الذي يشعر به مع كل خطوه ..
ليدخل المصعد متهالك .. يبحث عن مفاتيح شقته .. .
همس : الله لايعطيك العافيه يا وسام ... وقد مسح الدم بشماغه ..

حمد الله على وصوله الى عتبات شقته .. الذي ما إن فتحها حتى رمى بشماغه على الارض
وتوجه الى الحمام ... ليرى ما تركه السافلون على وجهه ..
تراجع بذهول .. من تلك البقع الحمراء والتي بدأت تزرق بعضها بجانب فمه وفي زاويه عينه اليسرى ..
تنهد متألمآ ... واستند على البانيو بتفكير عميق من تربص مخيف .. من انتظار يكره لحد الموت ..
..آ ي مفاجآه سيسحقنا بها هذه المره ؟
ولما تهجم علي ؟ .. هل علم بتلك الاتفاقيه الحمقاء التي قمت بها مع احد من اعوانه ؟ ..

تنهد مره اخرى .. وقد اغفل عن الثمن الذي دفعه .. في المقابل ..
وعن ماكان يريد ان يفعله ... اصابته خيبه امل ...
لم يستفد شيئا ... بل اقتنع انه كان يستحق العقاب لتصرف غير حكيم بدر منه ..


**************************



اعدت نفسها .. وكيف لها الاعداد الذي يليق بها و يستحسنها ؟
تجهمت كثيرآ وهي تختار ماتريد ان تلبسه امامه ...
وضاقت كل الاحتمالات بوجود بطنها البارزه ...لكنها وجدته اخيرآ ..
فستان احمر طويل منقوش بورود صفراء صغيره ...تغطي كتفيها بوشاح شفاف اصفر ...
تربطه اسفل صدرها ... شعرت بالرضا من نفسها .. وهي التي افتقرت بأن تكون متألقه لزوجها على الدوام ..
طلبت ان يحضروا العشاء لها .. بعد استئذان من والدته التي ابدت سعاده في طلبها ..

و ما إن انفردت بجناحها حتى عملت على تنظيفه بمساعده خديجه .. والذي لم ينقصه سوى البخور
والذي لم تسمح به .. لاسباب صحيه .. اكتفت بالشموع المعطره التي وضعت القليل منها ...
و جلست على الكنبه .. تنتظره .. وعينيها لاتفارق الباب .. تنتظره بحراره الشوق الذي اكتسحها ..

سمعت رنين هاتفها في الحجره المجاوره .. لتتسارع و تلتقطه قبل ان يغلق .. كان هو من يتصل بها ..
والتي تجهمت بمجرد سماع صوته ...
مطلق : ليلى .. اسمعي ممكن اتأخر الليله .. لاتنتظريني ..
اصيبت بخيبه واسعه وهي تجلس على الكرسي بتراخي ..
ليخرج صوتها كئيبآ ..
: ليش ؟
تنحنح ليتكلم بجديه اكثر ..
: عندي شغل ضروري ... فيه مشكله لو تأخرت ؟

هزت رأسها بنعم .. ولم يخرج صوتها .. إلا عندما ألح عليها ..
: ليلى .. بحاول اني مااتأخر ؟ نامي انتي ؟
التزمت الصمت .. ليقول بطريقه لينه..
: لايكون زعلت ؟
مسحت جبنيها الذي بدأت تجاعيد الضيق تتجمع فيه ..
: لا ابدآ ليش ازعل .. يالله المهم لاتتأخر على شغلك .. مع السلامه ..

اغلقت جوالها .. وهي تتعارك في رغبتها في البكاء .. بل الصراخ غضبآ ..
كل مافعلته ذهب هكذا ادراج الرياح ..
يالتعب الذي تشعر به والذي لم تحس به من قبل ...
ويالمضيعه الوقت الذي قضته في اهداره لشيء لايستحق ..

ابتسمت سخريه على نفسها ... الآن لا يستحق ..
بل يستحق .. لكن صبرك معه يوشك على النفاذ ...
مازال يسحقك ببروده ولاشيء جديد ..

قفزت روحها بداخلها ... وقد سمعت صوته القريب منها..
: ليش قلت مازعلت .. وكل هذا اللي على ملامحك ايش بيكون ؟

رمشت عينيها لاكثر من مره .. و الجمت بالصمت المطبق ..
ليقول بإبتسامته وهو يستند على الباب بذراعه ..
: ليلى .. تراني موجود قدامك ..اذا كنتي تظنين اني حلم ؟
لاحت ابتسامه و ارخت بصرها غير مصدقه بالانقلاب السريع ..
وهمست : ليش رجعت ؟
قطع المسافه بينهما بسرعه .. ليجلس امامها وقد رفع رأسها بيده ..
: تبين اضيع على نفسي كل هذا ..

رمى بنظره معجبه لها .. فإبتسمت بخجل ..
:يعني كنت تكذب علي ؟
رفع حاجبه محتجآ على الكلمه التي قالها ...
فأردف مبتسم : مو اكذب عليك .. لكن كنت انتظر رده فعلك بصراحه ..
دعكت اصابعها بإحراج ...
: كنت بقولك رأيي بصراحه لان في امور كثيره مضايقتني . .. وكنت اعتقد اني لو قلت لك
بوضح لك الضيق اللي انا فيه .. وهذا اللي نويت اسويه معك .
جلس بجانبها محيط كتفيها بيده ... و كأنه ينتظر المزيد بدون ان يقاطعها ..
فأكملت تلقائيا وعينيها تلتقط اي شيء سواه ..
: اولها.. لاتحسب اني نسيت قصه البنت اللي كلمتني في الامارات ..
قاطعها بجديه .. : ايش تبين تعرفين ؟
ركزت نظرها عليه .. لتلمح التردد او كذبه لكنه كان واضحآ صريح معها ...
: البنت هذي تكون بنت مدير الشركه .. قابلتها صدفه في محل .....
سكت و كأنه تذكر شيء .. وبعدها وقف و مشى ناحيه الباب والابتسامه على وجهه ..
: لحظه نسيت اعطيك الامانه ...
غاب لعده دقائق ليعود بكيس كبير ... ويضعه امام قدميها ..

ليكمل بإبتسامه تتلاعب على شفتيه ..
: وهذا هو البرهان ... تصادفنا في نفس المحل ونسيت جوالي عند المحاسبه وهي اخذتني عني ..
على الرغم من تصرفها الودي الا اني ماحبيته منها وبالاخص لما دريت انها كلمتك ...
انا اعتذر وبشده عن اي ازعاج سببته لك ...

ليلى بهدوء : كنت منزعجه منك ومن تصرفك ... ماقدرت الموقف اللي انا فيه.. و حبيت اسوي اي شيء
يزعجك و يضايقك ..
ضاقت عينيه عليها لتكمل بحذر ..
: مثل تجاهلي لك اذا اتصلت ... و ثانيآ وهذا المهم لي .. وابيك تعرف اني ماسويته علشان هذا السبب طبعآ
واللي يعتبر سبب من الاسباب الهامه .. لكن هذي رغبتي يامطلق .. وانا ابيها ..
مطلق : واللي هي ؟
ليلى بخوف : سجلت في معهد حاسب .. قلت ابي اتعلم شيء وانا ماعندي شيء اعمله طول هذي الفتره ..


جوابه كان الصمت .. فإستهلت كلامها بحماس و قد امسكت بكلتا يديه ..
: مطلق ... ممكن ترفض وممكن توافق .. انت تعرف مااقدر اسوي شيء من غير موافقتك .. لكن ارجوك
احترم رغبتي ...

تنهد .. وهو يجلس بكل اريحيه .. مع ملامح واضحه الجديه اصابت ليلى باليأس ..
لينطق اخيرآ : موافق ... لكن بشرط .
هتفت بفرحه متأبطه ذراعه .. ليكمل بهدوء ..: شرطي .. انك ما تتعبين نفسك .. وبلا كبرياء و عناد ياليلى
اذا حسيت في لحظه انك ماتقدرين تواصلين توقفي ... فهمتي توقفي .

ابتسمت ابتسامه تنم عن سعاده عميقه لايصل اليها احد ... ليس بمجرد موافقته التي كانت تخافها
بل عن كل شي هي فيه الان ... قبلته على خده .. قبله عميقه كمشاعرها.. بدون تفكير وبدون خجل
وبدون مقدمات .. وارتمت على صدره .. تسمع دقات قلبه التي ابتسمت على وقعها في اسماعها ..
والتي اشعرتها بأنها في قمه الحياة ... وقمه السعاده .. وقمه الغرور ..
غرور انثوي ليس له حدود ..بأنها تحب ..
و بأنها من تحبه .. رجل ليس ككل الرجال ...

قنعت نفسها بأنه لاداعي بأن تقول احبك ..
تريد كلمه تبوح بحق عن ماتشعر به الان.
احبك لاتفيه حقها .. فمشاعرها لاتسقط في كلمه واحده ..
ولا معجم للكلمات الشاعريه تكفيها الان ..

ليحتضنها هو بالمقابل .. و كأنها شيء قد يفلت منه في اي لحظه ..
بلا اي كلمه او حروف صاخبه تقطع حبل التواصل الطويل ... كانوا يعبرون عن مشاعرهم بكل بساطه ..
متمنين ان يتوقف الوقت وتجمد الصوره عليهما فقط ...
ابعد كل هذا لاترضيه الافعال لها .. اي كلمه جمدت في الحلق ولايمكنه نطقها ..
ماذا اكثر من ذلك يامطلق ..
احبها .. احبك.. واريدك .. اكل هذا لاتصنعه ملامحك الخشنه لها ..
و بعد كل هذا لاترضى .. ابتسم وهو يدنو ليقبل رأسها العطر .. و يرنو معها في سمو العاطفه
حيث لايغيب سواهما عن مداد البشر و دنو الحياة ..

عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت

* نزار قباني .




هناك دقائق تترقب الحسم على اهبه الاستعداد .. تريد الانطلاق بلا رويه
لتصبح من الماضي .. حينها نقول كان ماضيآ بكل مافيه ..

وهناك لحظات دقيقه تتمنى الثبات .. لاتريد ان تكون من الماضي البحت
بل تشرع بابآ واسعآ للمستقبل .. تريد الاستقرار هناك حيث التنعم بدقائقه مجددا وتكرارا بلا ملل او كلل ..

الاعاده تلزم في احياء الثواني الميته ... والفهم الصحيح للامور هو القرار المهم .. .
من كان يعتقد ان النهايه ستكون قاب قوسين او ادنى اذا ومضت فيه اشاره الاعتراف ..
وهاهي على العتبات .. فلا تغفو عندها ...



ألقاكم الاسبوع القادم مع اماني صادقه للجميع بالنجاح
دمتم بخير

كبرياء الج ـــرح

عبق الرياحين 15-06-11 06:19 AM

صباح الخير

واااااااااااااااااااااااوالبارن روووووعه
تسلم يدك يالغلا

لالالالالالالالالالالالامااقدر اخيرا صفى الجو بين
مطلق وليلى الحمد لله هم لو يتركون المكابره والعناد كان هم بخير
بس كل واحد يبي الثاني هو الي يبدي
اما حركه الدكتوره حللللللللللللوه اخيرا تلحلح الرجال
المره في هالفتره تبي اهتمام مكثف من الرجل وخاصه
انه يروح معها مواعيد الدكتوره ويتكمن بنفسه عليها
شفت يامطلق ماضرك شي يوم انك رحت وسالت عنها الا
خليت ثمها يبتسم طول اليوم حتى خواتك حسوا فيها


ناصر الله يقويك هلى هلى هالنذل وحركاته الحقيره
بس المفروض انك تعلم عليه احد من اهله عشان يوقفون عند حده

سعود ونجمه
ياعزتي لحالكم ليه يا سعود ماتتنازل انت وتروح تراضيها وترجعها لك
ترى والله نجمه طيبه واصيله يكفي حركتها انها راحت لجدك ودافعت عنك
انتو بحركاتكم ذي تضيعون احلى ايام عمركم

فاتن الله يكفي فاتن شرك وش هالحقد والشر
الي في قلبك خلاص ارضي بالنصيب

تسسسسسسسسسسسلمين يالغلا

سمانور 15-06-11 08:55 AM

صباح الخير كبرياء سلمت يمينك على هالبارت الرائع واشكرك على التزامك وياحلو الصراحة والعتب بين الزوجين بدون ما يشيل واحد على الثانى والله يديم على ابطالنا الحلوين الرضا ويمكن اريام بعد موقف فاتن تقول لليلى عن مشكلتها والله يستر على امير سندريلا والله يسلمك من كل شر خفى على نجمة الضعيفة تقطع القلب

*اميرة الورد* 15-06-11 11:04 AM

تسلم يدينك على البارت
واو البارت يجنن روعـــــــــــة واخيرا تصافوا مطلق وليلى الله لا يغير عليهم..
وسعود ونجمة عوروا قلبي الاثنين .. اتمنى سعود يتنازل شوي ويراضي جده ويرجع نجمة ..
الله يعطيك العافية

نوف بنت نايف 15-06-11 03:29 PM

السلام عليكم
مرحبا كوكو
اولا الله يعطيك الف عافيه على الاجزاء
انا اتبع كل اربع واقراء البارت بكل شوق بس للاسف
ساعات يخووني التعبير بالرد
تدرين كوكو يميز قصتك انها مليئه بالمشاعر رغم بساططه الحدث غالبا
الا انها عميقه واحساس الابطال عالي وتخلي الواد كانه عايش في خاطره عميقه
قلم مميز كبرياء لاعدمنا تالقك
الاحداث الجديده اسره
مطلق وليلى وحب مكتوم وشخصيتان من الغرابه بحيث السكوت ابلغ من الحكي بينهم
حبيت تالف شخصياتهم
مع اني دائما احس الاضداد معا يتوالفون اكثر
فمثلا الرجل بشخصيه مطلق ينفعه احد رجه وفله يجذبه بكل قوه لعالمه
لاكن يبدو هنا ان الحب لغه بسيطه ويصعب فهما
*****
نجمه وسعوده

وفقد وبعد وربما انعدام امل
لاكني واثقه ان العوده ستكون قريبا
***
اريام
ربما دائما نخدع بحكمنا المسبق عن مشاعر الغير
ليلى حكمت على رئي اريام بمصائب فاتن وماحاولت تقرب منها
اتوقع بعد هالموقف اريام راح ترمي حمولها على كتف ليلى وممكن يجدون الحل
رغم ضني ان الموقف سيكبر بعد الحادث اللي تعرض له ناصر بسبب هالشي
********
مع اني اتمنى هالشي مايصير الا اني اتوقع سعود يخطب اريام
*******
لكن لو سلطان بيكون افضل واريح لجميع الاطراف
**********
انتظر القادم بشوق كبرياء

الغنادير2 15-06-11 11:59 PM

رووووووووووووووعه البارت

حلو التحول الي صار بعلاقه مطلق و ليلى

سعود ونجمه اتوقع الجاي بيكون احلى

تسلمين الغاليه

*احلاهم* 16-06-11 08:16 PM

سلم الله يمناك يالغالية على هذا الطرح الراقي

اكثر واحد معجبني في القصة .. ناصر .. شخصيته عجيبة .. وكثير كاسر خاطري .. الله مبتليه ..

والا مطلق احس دوره مش كثير مؤثر مع انه البطل الرئيسي ..

اريام بقوة شخصيتها .. وموضوعيتها .. اتوقع يكون لها دور مهم جداا في الايام الجاية ..

عكس اختها اللي اشوف دورها انحصر !!

سعووود .. مايستاهل اللي يسير له .. ولا حتى نجمة تستاهل .. الله يردهم لبعض مع اني حبيت فكرة ان سعود يرتبط في اريام ..

والله يدوم قلمك .. ابداعك .. ويعطيك العافية ..

lyana 17-06-11 01:28 PM

البارت اكثر من رائع بروعة كاتبته دمت لنا

اثرني احبه 18-06-11 04:41 AM

كبرياااء >> حاولت ادور لش دلع بس حبيت كبرياء


ما تتخيلين استمتاعي وانا اقراااا بارت لش ..

استمتع بأسلوووب ماليه احساس ومشاعر احس بروعه الحدث لاني واااجد احب اسلوب التخاطر الداخلي ما ادري اذا عرفت اسميه لان محسوووبتش فاشله في العربي خخخخخخخخخخخخخخخ


حلو التحول اللي صار في علاقة مطلق وليلى .. تناقضهم واخيرا اختفى بس اكيد مستحيل حالهم يدوووم


سعوود ونجمه بعد اعترافاتهم لنفسهم بمشاعرهم لطرف الثاني منتظره بشوق وحماس لفكرتش اللي بتطرحينها لرجعتهم..


ارياام الله يعينها على الضغوط النفسيه ..


ناصر الله يحفظه من هالزفت اللي بيخرب حياته .. ويتزوج وداده ويرتاح بحياته ..


متحمسه دوووم بعد كل بارت للبارت الجاي ..

كبرياء الج ــرح 22-06-11 06:41 AM





انقش على كفوف الصباح
(التفاؤل )
وارسم على وجه الليالي ...
ابتسامات :)
لان العمر في كل يوم يتضاءل
وان مازرعت الفرح بيموت بسكاآآآآت ....




البارت التاسع والاربعون :

مساء اليقين ...
بأن كــــــل ما نحلم به ...
سيتحقق يومآآآآآ ...........


مد يده لها في ظلمه سحيقه ... وهو يبتسم رغم خوفها الشديد.. يبتسم بإطمئنان لاتجده ..
برد تصطك فكيها فيه .. و تأبى ان تمسك بيده ..فالمكان يخيفها وهي معه ..
بالكاد تلفظ انفاسها وقد ضمت نفسها ... وهي تنظر إليه بغرابه .. بذهول الى ابتسامته الهادئه ..
كيف له ان يجد متعه و ما حوله يثير الخوف والبرد في نفسي ... ؟

مد يده من جديد وهو ينادي اسمها ... تراجعت للخلف وهي تهز رأسها كطفله صغيره تخاف العقاب ..
وهو يبتسم لها ابتسامه .. تكاد تكون ليست له ... وضع يده على جانبه و مازال ابتسامته معلقه فيها ..

فتحولت ارتعاشاتها الى شهقات بكاء .. وهي تنادي بإسمه .. ولكنه لايجيب .

لتنتفض على اثر اسمها الذي لفظ من عالم بعيد عنها .. فتحت عينيها على وجهه القريب منها
مسح جبينها و هو يلثمه برقه .. لتهمس .. : مطلق ...
اقترب اكثر .. مهدئآ لها ..
: انا جنبك لاتخافين...
رفعت اناملها المرتجفه لتلامس ذقنه .. وتسأله بصوت خافت ..
: ليش كنت تبتسم لي في الحلم ؟

ابتسم بإطمئنان وعينيه تلمع بعاطفه نحوها ...
: اكون في حلم معك ولا ابتسم ..

لم يجد صدى لابتسامه على شفتيها ... بل ملامح زائغه خائفه ..
قال مطمئنا : ارتاحي .. كان حلم ....
همست ورائه غير قانعه بما قاله ..
: صحيح كان حلم ... كان حلم ...

عانقته .. تريد ذلك الامان الذي ترتجيه منه دائما .. ويهبه لها وهو في اسؤأ حالاته
احتضنها بلطف وهو يقبل عنقها ...
في ظلمه الليل الذي بدأ ينعس قمره للتدثر بنوم طويل
وعلى وثائر حبه قد وهب مشاعره لها بدون انتقاص .. ربت على ظهرها
وهو يطمأنها .. دائما بقوله .. بكون دائما معك ... دائمآ معك ....



***************************************



صباحكم ارزآآق .. موزعه بين جنبات الارض
صباحكم سعاده... لايعكرها آآآي شيء .....



كالعاده .. هرولت اريام متجاوزه سمر التي بالكاد تخطو لتصل الى طاوله الافطار
لتناديها والدتها .. وتقف لاهثه .. قائله ..
: صباح الخير ياامي ..
اجابتها تلك الرؤؤم : الله يصبحك بالهنا يابنتي .. وين يمه الله يهديك بدري توك مافطرت ..
اريام : اسفه يمه مااقدر عندي محاظرات مهمه ...
سمر بتهكم : الله من زود الشطاره .. بتخرجين قبل ماتفتح العصافير عيونها حتى ..
ابتسمت اريام .. ولم تعط جوابآ لها بل وجهت لامها الكلام ..
: انا طالعه يايمه .. دعواتك ..
خرجت على عجل لامر كالعاده بعد ان اصبح شغلها الشاغل هذه الايام ..
وماان دخلت السياره حتى .. جلست على كتاب لم تنتبه له ..
: اف منك ياسمر.. احد ينسى كتبه في السياره ..

انطلقت السياره .. لترمي بالكتاب بجانبها ... وبعدها تلقي عليه نظره سريعه
كتاب للشيخ محمد العريفي .." استمتع بحياتك "
فتحته بعفويه .. لتقرأ بإعجاب فكره قد كتبت في نهايه الموضوع ..

( انظر للجوانب المشرقه من حياتك ... قبل ان تنظر للمظلمه تكون اسعد )

ابتسمت وهي تفتح الكتاب بعشوائيه .. لتقع عينها فجأه على شريط لاصق كتب عليه " ناصر " ..
شعرت بأنها تختنق .. الذاكره والصور .. و ناصر ...
ارتجفت يدها وهي تزيل الشريط لترى الذاكره الملعونه و تسقطها في راحه يدها بخوف وكأنها قنبله
جف حلقها وقد بدأت تغص بدموع خائفه ..
لتزيد ارتجافآ لنغمه جوالها الناعمه .. ..
" اذا وصلت النسخه الثانيه بأمان .. اعطيني اشاره "

لم تكد ترى الرساله حتى انغشى بصرها بدموع اجتاحت كل لحظه سكون فيها ..
للحظه شعرت بأن حياتها ليست لها قيمه ...

ارسلت له رساله فارغه فلتكون كفيله بأن تكون اشاره واضحه له ...
قبضت على ذاكره .. كأمتلاك الجسد للروح بداخله .. و ما إن توقفت السياره امام الجامعه حتى
انطلقت تسابق خطواتها تبحث عن امان .. ولعلها تمني نفسها وتجده في اي شخص مقرب منها ..


*********************************




وقف على عتبات بيته مترددآ .. و خائف .. يضع سخط حراته على حجاره صغيره
يدوسها بإنفعال تحت قدميه ...
انتظر طويلآ بعد صلاه الفجر ... يقترب من الباب ثم يعود .. لم ينم ليله .. كل الذي توصل
إليه .. بإن حياته ليست لها اي معنى بأن لم يكن مقرب من عائلته ..
استدار عائدآ الى سيارته ..

ليظهر له ذلك العزيز .. بملامح قطعت قلب طفل كاد ان يبكي ويرتمي في احضان جده
كان ضعيفآ و كأن كل منهما كان يعاني على منتهى نقيض .
ارتفعت قامته .. و ضاقت عينيه ضعيفه النظر .. ليرى بوضوح من وقف امامه بهزاله الموقف ..
ليصلب من ظهره وهو يقول موقنا ان لم يخطآ في التعرف عليه ..
: سعود ..
ابتسم سعود .. بشوق لذلك الصوت القوي الذي يصدر من سيد قريته ..
ليجيب في خجل . : هذا انا ياجدي ..

طلعت من جوفه تنهيده بدت كإطمئنان منه .. ليقترب بهدوء وان باعد النظر عنه ..
ليقول بشموخه المعتاد متجاهل عاطفه الموقف ..
: ماعندك دوام اليوم ؟
اجابه : لا .. اخذت اجازه ..

سخط العجوز بعكازه ..
: ليش اخذت اجازه .. لايكون ناوي تتزوج ..

ضاقت عينى سعود على جده الذي لم يبدي كلمه ترحيب حتى ..
وكل هذا يتهكم من حاله ببرود اعصابه .. ليجيب بذات البرود ..
: على راحتك .. اذا كنت ناوي تزوجني انا ماعندي مانع ..

رمى عليه نظره مباشره .. اوقعت في قلب سعود بعض الخوف من مبارزه ذلك العجوز
فإستسلم مذعنآ لهيبه جده ..
الجد : ادخل .. وقر عين عجوزك ..تراها ماذاقت طعم النوم ولا الزاد ..

تهدل حاجبيه بحزن على حاله الجميع .. و اصابه بعض من تأنيب الضمير .. والندم
ليستدير .. يسير خطواته بخجل .. حين ناداه جده ..
: يا ولد .. تبال
وما ان تواصلوا بالنظرات .. حتى زمجر الجد غاضبآ ...
: اعنبوا ابليسك من ولد .. ماعلموك في المدارس .. تسلم على جدك ياقليل الادب ..

كاد يقع على الارض من رغبه في الضحك .. او بالاحرى السعاده بأنه سيكون مرحبآ به من جديد
في احضان جده ..
اقترب من جده ليرتمي في حضنه بدون حواجز .. فعلاقتهما تتجاوز حدود الحفيد والجد .. بل الابن والاب ..
حب عميق صادق .. يكاد يعتصر عظامه النحيله بين يديه .. يلثم كتف جده بأسف شديد مرددآ ..
: السموحه يبه .. سامحني الله يخليك ..

تلعثم الجد بمشاعره التي بدلت صوته بشي من العاطفه ..
: الله يسامحك ياولدي دنيا واخره ...

هاهنا .. يجب ان توضع نقطه .. نقطه تفصلنا عن مساحات شاسعه من مانريد او لانريد ...
هكذا هي الحياة .. هم معطياتها القيمه فكيف استغنى عنها بسهوله ..

رضيت ام ابيت .. هم ليسوا في خانه الاختيار .. لاتردد في وضع اشاره الاختيار عندهم ..
هم جوهر حياتي . .. وتكويني .. المكان الذي اكون انا فيه بلا زيف او خداع .. او حتى ضياع ..

انا سعود احمد عزيز السلطان .. اقف حيث انتمي .. واريد ان اقف للنهايه حيث اكون ...

ما إن دخل حتى استشرق المكان فجأه .. وكأن الشمس طلعت من جوف البيت ..
سعاده لم يعد يريد ان يخفيها عن الجميع ..وحزن لايريد ان يشعر بها مجددا ..
هي تجربه عاشها ليكتشف ان الانتماء .. اصل ونماء .. قرار واستقرار ..
مكان و وطن .. في احضان من يحبهم ويحبونه بصدق هو الموطن.....


*******************************


ابتسمت له وهو يدنو من والدته ويلقي عليها تحيه الصباح المعتاده ...
وتجلس هي بقربه .. تقرب له افطاره .. وشوقآ في قربه هو ...

منذ اشرقت عليهما شمس الصباح .. و ذراعيها تحيطان بجسده و ذراعيه تحيطان بجسدها
ورأسها مدفون في حنايا صدره .. و كأنها روحان في جسد ..

خاطبها من جديد .. بإبتسامه مازحه ..
: الي ماخذ عقلك يتهنى فيه ..

رفعت حاجبها له .. و كأنه يريد ان تغازله علانيه وتكشف مافي قلبها جهرآ ..
لتحبط مزاعمه قائله ..
: كنت افكر بسعود ..
ابتسم و قد تشاغل بلقمته الصغيره .. يعرف عن حواءه وعشقها الجديد في مبارزته ..
تكلمت والدته هذه المره ..
: يمه يامطلق ... طلبتك طلبه ؟
رفع رأسه ليقول بجديه ..
: انا ولد ابوي .. تطلبين .. انتي تأمرين ياغاليه .. والله لوتبين عمري ماارخص لك فيه .
هتفت الام بمحبه ..
: الله يطول في عمرك يايمه .. لكن بالكعبه .. الله لايحرمك الجنه ياوليدي
خلينا نمشي لمكه قريب ..
اقترب منها مقبلآ يدها ..
: على هالخشم .. على امرك .. نهايه الاسبوع بنمشي لها كلنا .. وبالمره نجدد لشهر العسل
انا وليلى ..

طافت موجه خجل وهي تحدق فيه وقد اسقطها في غفله منها ..
كانت منتشيه بذلك الموقف .. مطلق الابن .. والام الحنون .. ويدها تداعب وليدها ..

لتضحك والدته وتدعو بيدين مرفوعتين للاعلى
.. : الله يسعدكم يايمه .. ويحقق كل امانيكم..

نهض بمجرد انتهاء دعوه والدته .. ينسف شماغه ويعيد ترتيبه ..
: تامرون على شيء ... ممكن الليله اتأخر .. لان شغلي واجد هاليومين .. بسبب بعض الناس ..
ورمى بنظره ذات مغزى لليلى ...

عادت وابتسمت لروح مطلق المرحه التي بدأت تنطلق بلا حاجز ..
وقفت معه .. ترافقه حتى يذهب ويذهب قلبها معه حتى يعود به ..
اوقفها بلمسه منه حتى لاتخطو معه للخارج ..
: خلاص .. ماباقي الا تمشي معي الشركه ..

دفعته بلطف .. : طلعت الحين غلطانه .. مايثمر فيك الخير ..
قبل جبينها ليقول آسف ... : غايتي راحتك ..
اجابته بإبتسامه حنونه .
: هذي راحتي .. اني اكون معك وين ماكنت ..

رافق ابتسامتها بصمت .. و خاطبها بعدها بحزم .. متجدد المشاعر
: تبين شيء قبل ماامشي ؟

ليلى .. : سلامتك .. حاول انك ماتتأخر الليله ..
مطلق : بحاول .. ما اقدر اوعدك والله شغلي متراكم علي .. خليك متسامحه معي الليله ..
ضحكت برقه و اقتربت منه منتشيه بمشاعره مسكره من سحره الخاص ..
: الليله وبس .. و رافقت قولها بقبله سريعه على خده ..

رد لها بالفعل بقبله اعمق وهو يودعها...
لتنتظر حتى تسمع محرك السياره وتدخل بعدها .. عائده الى والدته لتقضي معها بقيه وقتها
كالعاده ..

*******************************




كانت ترتجف بهلع .. و ريهام تحاول ان تهدأها .. لكن تهدأها بماذا ؟
فهي اشد خوفآ منها .. .. فمنذ علمت وهي لاتهنأ بنوم هادئ .. بل اسوأ الكوابيس لابشع السيناريوهات
التي يمكن ان تحدث لصديقتها ..
انتفضت بذعر عندما فتحت قبضتها لترى تلك المهلكه بأعين مضطربه لاتكاد ترى فيها شيء . ..
لتقول اريام بصوت مخيف..
: ريهام والله مو قادره اشوف اللي فيها ... ساعديني الله يخليك ..
حاولت ان تبدو قويه حينما قالت لها ..
: خلاص .. مالها لزوم تفتحينها .. الحين وقدامي لازم تتلفينها .. خليها تروح بخيرها وشرها ..
اريام برجفه ..
: ما اقدر .. خايفه والله خايفه .. خذيها وافتحيها انتي يا ريهام ..
تراجعت بخوف .. وهي التي لاتقوى على تمثيل الجلاده وكأن الذي تطلبه منها امرآ هينآ ,,
: اريام .. تجاهلي الموضوع وكأنك ماعرفتي شيء عنه ؟
بيأس انتحبت : وبعدين ايش بيصير .. ؟!!!
ريهام : مابيصير شيء .. لانك واثقه من نفسك ...
اريام : ريهام .. خلينا واقعيين .. انتي تعرفين في تركيب الصور وكل الخدع في الحاسوب .. يعني
ماهي صعبه يجيبوا صورتي .. وينقلوها على غيري ..

تنهدت ريهام .. و اخذت منها الذاكره بصعوبه .. وهي التي بدأت تنتفض من كل شيء بدى جليآ لها ..
وهمست : خليها بعدين .. الحين ماهو وقته !!!
احتجت اريام : وتعتقدين فيني صبر .. يابنت ماعدت اشوف قدامي شيء من الخوف ؟ الله يخليك ياريهام
شوفي .. اكيد جهازك معك ؟ ارجوك ..

رضخت لتوسلاتها .. فإنقادت مسيره تنفيذا لطلبها .. وهي مابين الفينه والاخرى ترمي بنظره أمل
بأن تغير رأيها .. وتحجب عن رؤيه ما تخافه كلتاهما ..

ابتعدت بحكمه منها عن مرأى الجميع ... خائفه من رده الفعل التي لاتتوقعها ولا تجيد التصرف فيها ..
ابطأ عمليه تشغيل قامت بها يومآ وهي تتوسل صديقتها بنظراتها ... لكن في قراره نفسها هي ايضا
تريد الحقيقه ... تريد راحه البال لها .. فحالها قد تبدل منذ ان علمت ..

وقفت اريام امامها وهي تضم نفسها بخوف وتنظر حولها بذعر وكأنها مكشوفه .. لم تتفوه بكلمه ..
اكتفت بالسكوت ذهولآ وخوفآ من صدمه لم تكن تتوقعها ..

اغمضت ريهام عينيها .. واصبعها يقف على زر فيه قد ترى ضوء الحياة او مسيره للموت ..
ضمت قبضه يدها وهي تكاد تتراجع... لولا ارتعاشه فقدت فيها السيطره لتضغط تلك الايقونه
و تتبعثر امامها ... صور ماشاءت منها الاختيار ... بكل الاوضاع قد تاهت في دنيا اخرى

يا رب الكون .. اهذا مايحدث على ارضك ؟
ياربي .. اسألك التقى والعفاف .. فالحال لاتبعث على الامان ..

شعرت بدافع للبحث عنها .. عن ملامحها .. عن شبه يضيع بين مفردات الصور و علامات الحياة
لم تكن هي .. وليست تستحق .. وان كانت المثاليه لا تتوشح صديقتها..
لكن ليست هي من تندرج ضمن هؤلاء .. الذين سفهوا حقوقهم بسهوله .. رخص قد باعوا حياتهم من اجله .
كم الحياة بشعه .. بالفعل ..

مثل المجنونه تندفع فيها الادرينالين حتى قمه رأسها ..
هي الان من تريد ان تعلم بكل اصرار ...

اخطأءنا كثيره وممكن تقييمها ..فهي تتعالى في المستويات حتى تصل الى غير المقبول وغير المنطقي
وليس هذا فقط .. بل الجرم بعينه ان تخطأي في حق نفسك وحق غيرك . والاهم في حق دينك وانتماءك ..
كل مافكرت به ريهام .. هو ماهي الخلاصه التي يجب ان تستفيدها في هذه الحياة ؟
ومن هذه التجربه بالذات ؟ لم تكن سهله لتتجاوزها بلامواعظ
وان خرجت من عنق الزجاجه .. فالله لم يبتلي اقوام واقوام الا لفائده تذكر و عظه تؤخذ منها ..

توقفت يدها .. وهي عاجزه عن التعبير .. عن القول ؟ّ!!
رفعت نظرها لصديقتها التي شحبت ملامحها .. وسقطت دموعآ خانت توقعاتها هي ....
وتوقعات صديقتها ... التي ماإن علمت من تقاسيم الاخرى شعرت بأن وريد الحياة قد قطع للتو
وستنزف حتى الموت بلا رأفه بحالها لم تتدراك الوقت لتعلم مالذي حدث ؟!!
حتى سقطت على الارض تطويها الامنيات وتندب الحياة على ناصيه الامل ...



************************


لم تنم له عين ولم يرتاح له بال .. ولم تهدأ ألامه التي ملأت جسده ..
و هو يأن مع كل حركه ... و مع كل انه تخرج من صدره .. يتذكر عدوه و يدعو عليه بلا رأفه ..

فزع لمنظره وجهه في المرآه .. عيناه غائرتان و الكدمات بدأت تبرز بشكل اوضح ... ؟
لايعلم كيف صمد في فجره وهو بالكاد يتحرك .. لم يقوى على الالم .. حتى جلب له بعض المسكنات
التي تعينه على نسيان المه ...
ولم يكن هذا مطمحه للنهوض من فراشه .. فهو يعلم انه هذه الالام لم تكن لتستمر لايام طويله ..
بل غايته الانتهاء من عذابه الذي اهلك ضميره و اواده الى قعر سحيق من الكآبه الذي لم يعد
يستطيع ان يهنأ الحياة بسببها ....

ادعى بأنه ترك لها النسخه الاخرى .. ولكنه في الحقيقه بعث لها بالاصليه ولم يعبآ ان كانت هي
او لم تكن هي ... ؟ لم يكن يقوى ان يقامر بما يريده .. لايعلم كيف تذللت له الظروف ..
وهو يدخل بيت صديقه بدون علمه ..
جل مايريده وهو ان يبعد تلك الحقائر التي لم يمت لها بصله من منزله .. ومن نفسه .. وعن مرأى
نظره ومتناول يده ..

حتى انه فكر في اطلاق سراح .. اسراره ومشاركتها مع صاحبه .. فهو احق بأن يعلم مايحاك
خلف ظهره .. خشيه ان يقوم ذلك الحقير بإخباره بأي طريقه .. وحينها يخاف عواقب لاتحمد عقباها ..

رفع هاتفه .. ولكنه اصبح الان خائفآ ... خائف من صاحبه الذي يعرف غضبه ..
خائف من شره الذي سينفجر .. خائف من الظروف التي ستضعه مكتوف اليدين ولايعمل فيها شيء
سوى المشاهده ؟ وهذا مالايطيقه ..
يجب على الاقل ان يفهمه بطريقته بأنه حاول ان يعالج الموضوع لكن يبدو ان الامر انقلب عليه ..

تنهد مستسلمآ لمخاوفه ... وجلس مجهدآ وقد اصبح الالم اشد قسوه ووقعآ على جسده ...


************************


تردد بمقربه من باب بيتها .. وكل امل في ان يحقق مايريد ...
طرق الباب مرارآ وتكرارآ حتى شعر باليأس واقتنع بأن لا احد يسكنه ..

اصيب بخيبه امل بعد تسلحه بالحماس و الاصرار من اجل انهاء مسأله عالقه اشغلته
واشغلت محبيه ....
عاد ادراجه خائب الرجاء .. متهاوي في قاع من الاماني .. للتو سمع النصح من عائلته
وهو يكابر بل يدعي المكابره .. في الحقيقه هويريد لكن يخشى من رده فعلها..
لهذه سيأتي بالامور بالفهم الصحيح لها .. رضا الطرف الاخر هو الاهم ..
شعر بأن هناك احد ما يحادثه .. فألتفت للخلف ليجد ام نجمه ويبدو انها في زياره صباحيه معتاده ..
اقتربت منه وقد غطت نصف وجهها ...
: سعود ... علامك ياولدي ما تسمع نداي لك ؟
هتف بإحراج وهويقرب منها ويلقي تحيته عليها ..
: والله ماسمعتك كنت افكر ... السموحه منك ..
علقت بنظراتها المستغربه وجوده بقرب بيتها ..
فقال سعود متجاوزا حد الحرج و الكبرياء ..
: جيت ابي اشور نجمه .
لم يكمل جملته ..لتقاطعه والدتها بوجه متهلل ..
: الله يكملك بعقلك ياولدي .. لاتاخذ على كلامها تراها جاهل بنص عقل ..

ابتسم برضى .. شعر بأن ذلك الوصف يرضيه ويا ليت نجمه تسمعه ..
عاد وانصت لحديثها المتواصل ... وبعض افكاره ليس معها هي بالتحديد بل بالاخرى .
ألم يكن من الاحرى ان يجلب جدته معه او جده على الاقل ..
لا يوجد احد من اخوتها ليتفاهم معه .. لقد تعجل في امره .. كان لابد من التروي ..

لكن لحظه .. ماالذي سمعه ..
عاد وانصت بإهتمام .. لكلمه عابره قد سمعها ..
و قد بدأ صوتها حزينآ ...
: والله ياولدي هي من يومها واللقمه ماتدخل جوفها... احترت فيها ..
سعود بخوف حاول يخفيه مدركآ تلك الشخصيه المتزنه..
: سلامتها .. إن شاء الله ماتشوف شر .. على العموم متى مارجعوا رجال البيت لي كلام معهم ..
ام نجمه : على خير ياوليدي الله يقدم اللي فيه الخير ..

تركها سعود وهو يبتسم رغم انه لايخفي ذعره من ما اصابها .. لكنه في اعتقاده كان الاثنان متعادلان
في تحمل العواقب و تحمل العقاب .. على الاقل لم يكن احد منهم راض عن فعلته ..

زفر وقد تخلص جزء من الهموم و الجزء الاخر عليها هي ان تخلصه منها .. بقرارها الاخير ...



********************************


تبادل الرجلان التحيه بإبتسامه .. وعلق مطلق على طلال مازحآ الذي كان يجلس على كرسي المدير
: ماشاء الله .. تنفع مدير ياطلال ؟
تلعثم طلال الذي شعر بالحرج ..
: اسف .. لكن كنت ادخل المعلومات الجديده في جهازك .. بما أن في امور كثيره متأخره ..
رفع مطلق حاجبآ وهي يبتسم .
: قصدك يعني اني مقصر في شغلي ؟

هتف بإحراج : العفو .. لكن قصدت ...
قاطعه مطلق ..
: لا تعتذر ولا شيء .. انا صراحه فخور بأن عندي موظف بمثل اجتهادك ... على كل حال ماتقصر يا طلال
والحين كفايه كلام .. واعطيني اهم ماصار في الايام الماضيه وخلينا نبدأ شغل ..
ابتسم طلال واكتسب ثقه بنفسه بعد كلام مطلق .. والذي بدأ بالسرد والشرح و مطلق ينصت بإهتمام ..

حتى تنهد مطلق بإبتسامه ..
: يبدو اني بتعاقب اليوم على اهمالي ؟
ضحك طلال .. وزاد على كلامه ..
: بعدك ماشفت البريد .. ؟
استند مطلق على مكتبه .. واشار بيده .. بمعنى اعطني المزيد
كان طلال مازال مبتسم وهو يضع البريد من ملفات ورزم اوراق امامه ..
حتى تأفف مطلق منزعج ليقول ..
: هذا كله يبى له قهوه تعدل المزاج .. لو سمحت ياطلال وصي على اثنين قهوه وتعال بسرعه ..

قلب الملفات بتركيز .. ايهما يبدأ الاول .
حتى لفت نظره .. ملف صغير .. مكتوب عليه بخط غير متزن .. " ضروري وهام يسلم بيد مطلق الغانم .."
التقى حاجبيه وقلب شفاته بشيء من الاستغراب .. لنوعيه البريد الذي وصله .. بمجرد ما فتحه لم يجد
بداخله الا قرص حاسوب .. لايعلم محتواه ولم يجد رساله توضح مابه .. كاد ان يرميه في سله المهملات
خوفآ من فيروس يتلف ملفاته .. لكن فضوله كان اقوى من حرصه ...

لم ينتظر ليسأل طلال عنها ... ادخلها الى حاسوبه . .. وتشاغل بالملفات الاخرى لحين تشغيله
وبينما هو ينتظر .. صدر صوت من الجهاز ..لينبهه فأدار كرسيه ناحيه الحاسوب و تمعن جيدا
بإستغراب لشخصيه كرتونيه تشيرله بضغط ايقونه تلو اخرى وهو يتبعها بصمت .

حتى ظهر ما جعله يقفز من مكانه .. ويتصبب عرقآ .. و يضخ قلبه دمآ لم يفعل هكذا طيله حياته ....
وكأن مطلق لم يكن له وجود من قبل .. لان الذي كان يتلبسه هو شيطان والعياذ بالله
شخص اخر .. وروح اخرى مغايره تجول في جسده .. نار لظى تحرق كل شيء طيب فيه ..

عاد كالمجنون يقلب .. و يسمع .. و يزيد شحوبآ و قسوه ... حتى شعر بقلبه ينفجر بين جوانحه
ذهول مريع حوله الى صريع صدمه لم يتوقعها في يومه الجميل ...
للتو ودعها .. ولتو صدم فيها ... ولتو ارهقته الذكريات واعتصرته الالام حتى اصبح هزيل القوى
وطريح الجراح .. ضربه قويه بيد قدريه هوت عليه وحطمته .. حتى اصبح مجرد بقايا لرجل كان ....

صرخ صرخه جنونيه .. و انهال على مكتبه بجنون تدارك كل لمسه عقل كانت فيه ..
حطم حاسبه وارتفعت شراره كهرباء في المكان .. واندفع بجنون وسط ذهول الموظفين الذين
تجمعوا على مكتبه واولهم طلال الذي وقف مصروعآ مما يراه امامه ..
خرج من المكان رغم كل شيء ... خرج يريد ان يجد حلا لها .. ان ينهي كل شيء سبب له الالم
وحطم كبرياءه وارهقه حتى خرجت من جوفه لعنه حاقده .. لايريد بها السلام بل حرب دوؤب
غير مؤاتيه للريح التي تهب في حياته غالبآ ..

ركب سيارته وطريقه واحد .. إليها ...ليدق عنقها ويحطم جزيئاتها الانثويه المدعيه ..
وهرائها المعتاد .. لم يكن حبآ ذلك لتؤذيه به؟
لم يفعل لها شيئا .. لم يسبب لها الاذى لترديه قتيل الهوى والعذاب ..
ألم ينصفها من عذابه شيء .. ام لم تكن تعلم عنه ..
كيف لها ان تفعل بي ذلك .. كيف لها ان تعتم على حياتي بكل برود ...

ضرب على المقود .. بيده متجاهل الالم .. او لم يعد يشعر به .. لم يعد يشعر بشيء اطلاقآ ..
لم يعد بشيء .. لا بالحذر او الحرص او الهدوء .. اوحتى العقل ليدرك ان مايفعله هو خطأ
وليس الصواب .. وهو يقف في منتصف الطريق متجاوزه به اشاره حمراء قد ومضت في
وجه لتعلن ثورته ليس إلا ..............



******************************



ضربتها على خدها مرارآ وتكرارآ ... بلطف وبشده ولم يعد يهمها
الاهم هي ان تسيقظ وترى بنفسها ... كانت تبكي .. او كانتا تبكي .. تلك في اغمائتها والاخرى
في صحوتها .. وبين كل شهقه بكاء تسطع ابتسامه في وجهه ..
لتقول بصوت شجاع ..
: اريام .. مافي لك شيء .. والله مالقيت ولا صوره تشبه لك حتى ..
بالكاد فتحت عينها التي لم تريد فيها ان تحيا مجددا ..
لتعيد ريهام بصوت اعلى ..
: قومي وشوفي بنفسك والله مالك ولا صوره .. ارتاحي..

لم تشعر بنفسها وهي تعانق صديقتها وتبكي بصوت اعلى جلب الكثير من الانظار لهن ..
همست اريام بصوت خائر ..
: تقولين الصدق ؟
ابتسمت تلك وقد اشرق وجهها ..
: والله اني صادقه .. شوفي انتي .. صحيح في صور كثيره لكن مالك شيء ..
تساءلت..
: متأكده .. ناصرمايقول عني كذا الا فيه شيء ياريهام ..
اعقبت ريهام بثقه ..
: لا ابدا .. صحيح في اسم اريام على الصور .. لكن ابد ماهي صورتك ..
عضت شفاتها بعدم تصديق .. مما اضطر ريهام انها تقرب الحاسوب منها وتضع في حضنها وهن جالسات على الارض ..
و تحرك المؤشر بحماس ..
: شوفي زين وخليك واثقه من نفسك .. هذي مو انتي .. لا هذي ولاهذي ..ولا حتى هذي ..
كانت تقلب الصور بحماس .. حتى شهقت اريام .. و غم وجهها مجددا وقد استولت على الحاسب
وبدأت تمعن في الصور ..
لم تكن تلك رده الفعل التي توقعتها ريهام من صديقتها .. فأرجعت تلك الصوره الباهته لها شفقه منها على صور
اخريات تهالكن على طرق الضياع ..
فعلقت عليها..
: بدل ما تسجدين شكر لله .. تغمين نفسك على بنات ضيعوا انفسهم بأنفسهم .. مايهمك ..
قاطعتها اريام بصدمه ..
: هذي مو انا .. مو انا ...
ابتسمت ريهام وهي تضرب كتفها بلطف ..
: طبعا هذي مو انت .. ليش مو مصدقه ..
ارتفع صوتها و تلك الهيئه قد اصبحت سوادا في سواد مما جعل ريهام تخاف عليها ..
: انا.اقولك هذي مو انا .
ريهام بهدوء .. : هدي اعصابك يا اريام .. انا عارفه مو انتي ..
مسك ريهام من كتوفها وهزتها واعادت بإنفعال ..
: اقولك هذي مو انا .. مو انا ... .ارتفع صوتها ببكاء .. لتكمل وسط ذهول الجميع ..
: هذي مو انا ... هذي فاتن ......................!!!!

ذهول .. ذهول .. ذهول .. وصدمه لم تكن في الحسبان ...
يقال .. مصائب قوم عند قوم فوائد .. واظنها في حاله اريام مصائب قوم عند قوم مصائب ..

عندما ينجو الانسان من اي شيء كان قاب قوسين او ادنى من خسارته ... يرتاح ... ويعتلي القمه
بإنفراد ويرى بنفسه كيف يتعارك الاخرون على النجاه ولايهمه احد ... لان ماشعر به لايريد
تكراره لامع نفسه او غيره .. فلهذا يصيبه شيء من الانانيه وقد نأى بالنجاه متوحدآ ..

فلهذا شعور الخديعه .. ممزوجآ بالخزي والعار ..
حقد متواصل مع تواصلها رؤيتها لاسمها يترافق مع كل صوره ضاحكه لها .. و يتواصل معها عدم الفهم ؟


ولم ينتهي كل شيء ... اصاب الاثنتان نوع من الهوس في رؤيه المزيد
للتو كشفوا امرآ غايه في النكران .. فذعروا اشد الذعر .. فأصبحوا يبحثون في كل شارده ووراده
خوفآ من ان تكون صوره مندسه بين الصور او اسم تحامل على صاحبه بما لايطيق ..
ولا تأمن خيرا كان لابد منه .. ولا تلقي لومآ على مسمى الحياة .. بل هم البشر
وماتحمله نفوسهم ... !!!!




************************


بمجرد ان اخبرتها والدتها برؤيته حتى قفزت من فراشها و كأن المرض لم يكن بها يومآ
اعادت السؤال مرارآ وتكرارآ .. و كأن الذي سمعته اضغاث احلام او يقظه كان يرافقها فيها ..
ام نجمه بفرحه تخفيها ...
: هذا هو ولد الناس جاء ياعندك .. والله ان سمعت حسك لاقطع خبرك ..
عادت تجلس و تغطي نفسها بعدما شعرت بموجه برد حتى هزت جسدها ؟؟
لتقاوم حتى وهي في قمه ضعفها ..
: يعني تبين ارمي نفسي عليه وكأني ما صدقت على الله ..
نشجت بألم وهي تعاود الكلام بخيبه ..
: اصلا مابيه .. من قالك اني برجع له ..
اصابت والدتها بصدمه وهي تنظر لها بدون تصديق ..
: يابنت اعقلي واعرفي مصلحتك .. سعود مافي منه بين الرجال ..
صرخت بغضب وقد انتشرت بها الالام مجددا ..
: لو كان اخر رجال في الدنيا .. مابيه .. لاتجبروني عليه والله لاكون ذابحه نفسي .
والدتها بهدوء ..
: الله يصلحك يابنتي ويهديك .. اذا كان هذا اللي عندك ما عندي كلمه اقولها الا انك بتندمين وانا امك بكثر شعر راسك .

اسندت ذقنها على ركبتها تمنع رغبه جامحه في البكاء .. او ليس البكاء ماتشعر به دائما بعد فقده ..
لماذا عدت يا سعود ؟
هل ستوسع مساحات جراحي وتلقيني فيها بتهلكه لا اطيقها ...
لماذا عدت ؟
لتحمل جميلآ اخر قد ثقل عليك يارجل ..
لم اعد اريد اي شيء .. اتركني لما انا فيه وارحل بعيدآ او جد بديلآ عني لتكرمه بعطاياك ..

استقر بها امل طفيف لتفتح هاتفها ...حاجه لديها لابد ان تمتلآ وترتاح ..
رغبه منها في معرفه ما يريده هو .. وتطلبه بشده في داخلها ...

وضعته امامها لتتأمل مساحاته الفارغه لامن رساله تنقذ لهفتها ولا اتصال يطبب جراحها ..
تنهدت وقد وجدت دمعة منحدرا سهلا .. لتسقط برويه .. دون ان تمسحها ..
لكن بعد ان سمحت لها حتى انذرتها الاخريات بهطول سريع ..
لتسمحها بخشونه وهي تهمس لنفسها ..
: غبيه ... غبيه .. غبيه ...

كادت تغلق جوالها قبل ان تنذرها رساله بقدومها وتحدق فيها بخوف ..
كلها امل ان تكون منه .. وكلها خوف ان تكون منه .. والاثنان يجتمعان في ان تكون ليس منه ..
بخفه قد لامستها لتفتحها امامها وقلبها يهتف معها في حذر ..
" سلامتك .. ماتشوفين شر .. "

ابتسمت برغم عنها عن تلك الرساله القصيره التي ملأت كل ذره فضول لديها ..
لم تكن كفيله في تحريك موقعها من الاعراب سوى انها شعرت بالرضا ..
على الاقل اراد لها السلامه ..

لم تكد تلتقط نفسآ حتى عادت رساله اخرى تهتز امامها
" اذا كنت صاحيه ابغى اكلمك اذا ماعندك مانع طبعا "

حينها ارتعشت مجددا وغطت بدنها بلحاف اخر .. و قبضت على جوالها بيديها الاثنتين ...
لتكتب بسرعه دون تفكير حتى ...
" امي خبرتني عنك .. لا تتعب نفسك يا سعود .. ولاتحمل نفسك عبء جميل ثاني
انا مرتاحه كذا "

عضت شفتيها وقد بدأت تشهق مع كل كلمه كانت تكتبها .. لم ينتهي العذاب صح ؟
لم تخلص مدته ؟ ما زالت تتمطى جوفه راغبه في الهلاك ليس إلا ...
ادركها الصمت الذي جعلها تبكي مجددا ..
لم تكن هذا ماتريده لكن لن تطيق نفسها ان اعادت الكره بدون احساس ..

سقط الجوال من يدها برنه اتصال وقد اومض اسم سعود في الشاشه .. لينتهي ويبدأ اخر
وكأنه معاند في ردها ..
فتحت الاتصال الثالث و كل الطرفين قد بدأ يسرد ماعنده من صمت و سكون حذر ..
تبادلت الانفاس الواصله احادين طويله ولم ينبس احد منهما ببنت شفه ..

ليبدأ هو وانفاسه تحذرها بأنه في اشد غضبه ..
: انتي ماعندك احساس .. حتى في مرضك ما ينهد حيلك و تستسلمين بسهوله .. تعتقدين اني رجعت
لك علشان اوهامك يا مجنونه .. ابي اعرف انتي متى تعقلين .. لان مافي اي مجنوني مثلي بياخذ بنت مثلك ابد "

كظمت غيظها و سحبت نفسآ تطرد شهقاتها الباكيه .. لتقول ..
: قلتها لك من قبل واقولها لك من جديد .. ماابيك يعني ماابيك ..

اجابها و كأنه يريد ان يضحك ..
: احلفي بس .. يعني طلبت رأيك في اني ارجعك .. صراحه كنت افكر قبل لكن الحين لو بقي لي نفس واحد يانجمه
ما استغني عنك ..

نجمه : يعني المسأله عناد ..
هتف بلامبالاه ..
: احسبيها مثل ماتبين .. باخذك غصب عليك .. لا وازيدك من الشعر بيت .. بتزوج عليك واكوي
قلبك مثل ماكويت قلبي ..


ازدادت مرضآ وبؤسآ على قوله ذاك وكأنها وطأت كومه من جمر ملتهب ..
لتصرخ بعنفوان شعرت فيه بأن حبائل صوتها وصبرها قد تقطعت ..
: ما تقدر ... لاكون ذابحتك يا سعود ..واذبح نفسي وراك ..

لم تعد تشعر بشيء سوى انها تبكي .. تبكي بحرقه .. بصوت عالي و مشاعر قد سحبت نفسها متردده
تعاونت عليها الظروف لترميها ضعيفه هزيله القوى .. و مفرطه المشاعر ..
لم يكن لها حيله في تلك المتغيرات الجديده التي أرقت حالها وعذبت صبرها ..

انصت لها وقلب بين ضلوعه مضطرب .. تبكي ويالبكائها من سحر لديه ..
ياله من ألم يقسو على فؤاده به .. يجلده بلا هوان محتسبآ ضرباته ...
تكلم لتهدأه انفعالاتها ...
: نجمه ماتعبتي .. ؟ !! انا عني تعبت و ماعاد فيني للصبر يابنت الناس ..
من بين شهقاتها عادت تقول بصوت متقطع ..
: لاتزيد علينا .. لا ترجعني شفقه منك علي ..

هذه المره دوره ليتكلم بإحساس متدفع قد تفجرت مكنوناته ولم يعد صبرآ في ان يقوله ..
: اي شفقه تتكلمين عنها.. ؟ اذا كان فيه شفقه فهو على حالي .. من عرفتك وانا حالي مقلوب
افهمي يا غبيه ... يا اغبى بنت في العالم .. احبك .. والله احبك ... ...

زاد بكاءها .. وقد شعرت بأن انفاسها سوف تنتهي ويتوقف قلبها متأثرآ بمشاعره ..
ليهدأ غضبه ويقول ..
: لاتبكي .. لاتبكي .. لاتخليني اندم لاني رجعت و كلمتك ..
لم يكن بيدها ان تتوقف.. تشعر بأن شخصآ ما قد ادركها قبل التعثر والسقوط ..
اجابت بتلعثم ..
: لا اندم .. وخليني ابكي .. مالك علاقه فيني .. ؟
كان صوته مرحآ ...
: والله مشتاق لك .. رغم ان صوتك مايشجع اي رجال في العالم ان يكلمك ..
لكن بليه وابتليت فيها ..

احتجت بعدما هدأت مبدئيا ..
:انا بلوى ... ؟!!!

ضحك بصوت عالي ليكرر ..
: والله بلوى كبيره مالها حل ..

تمردت على مشاعرها لتقول متحديه لها وله ..
: اذا كنت بليه على قولك فأنت عقده .. توقفت تبتلع خجلها لتكمل بجرأه قد سحبتها من عمق الواقع ..
: لكن احب عقده على قلبي ....

وحينها .. توقف الاثنان في عالم لايجمع سواهما
متخبطين في دقات قلب تترافق مع كل شيء متحرك في الكون ..
وامطري ياسماء .. وتراقصي ياغيوم ..
وازهري يا ارض و واعزفي ياريح لحن وشجون ..
واهتفي لكل من الاثنين ..

بدايه مختلفه .. وان كانت متعثره غير واثقه .. ولكنها بدايه ..
بدايه تلامس اصابع وقبضه يدين .. و ابتسامات خجوله ..
نحو طريق طويل .. سيكون شاق وصعب و مستحيل ..
لكنهم عازمون على انهائه رغم كل شيء ..



****************************


مرمر الواقع يسرق شجن الذكريات .... وفجأه ..


هناك من بعيد ... سقطت بقايا صور في يدها .. وكانت تبتسم .. تبتسم و هي تبكي ..
تبكي وهي غارفه في شجن الذكريات وحنين الامس ..

تبكي وهي تحتضنه بحب .. و مازال الحب يجد طريقآ لديها ..
لم تكن تعتقد ان النبش عن الماضي يمكن ان يكون جميلآ هكذا ...
وان حكايات الامس تسرد امامها في صورته الصامته ..
لقد كشفها هو .. فلم لم يخبرها بأنه فارسي الصغير .. فارسي الرجل الذي تقاوى على ظروفي
و حلق بي بأمان ..

اهو مطلق هذا الشاب الصغير .. اهو هذا حقآ من انقذني يومآ وانا اصعد في جبل الضباب ..
اتبع هوى طفولي عابث ..

اهو مطلق ذلك الشاب الذي حملني على ظهره .. اهو من لمسني في الحالتين ..
اكان معي على الدوام .. يرافقني ..

ياقلبي لاتفر من صدري ركضآ ورائه.
ياقلبي .. لا تنفطر من حبه الذي فاض منك ..


لم تتوقع وهي تفرغ حقيبتها الصغيره .. التي خبأت فيها ألبوم صوره طيله الوقت ..
كانت معها .. تحمله في ضيقها وفي فرجها .. لم تنسى ذلك اليوم التي اخذتها من والدته ..

بكت بشوق لرؤيته و الاعتراف له .. بل توبيخه .. كيف يفعل بها هذا ؟
كيف يفعل .. ؟ يا له من رجل مكابر ..
كيف تهون عليه وهي تعيد شريط الذكريات و تدعو لصاحب كان معها ..
بل ملاصقآ لها ..

امسكت صورته .. و ركضت لجوالها ..
لاتطيق صبرآ في مكالمته و اخباره بالسر الذي احتفظ به لنفسه ..
ستفضحه .. ستخبر الجميع .. اولهم نجمه .. واخرهم سعود ..
ستعلم الجميع عن منقذها .. الذي كابد ظروف صعبه لانقاذها ..
ستحكي قصتها بنشوه الفخر ..و بلاخوف ..

انتظرت وقد شعرت بحركه طفلها داخل احشائها .. لكنها لم تبالي
شوقها لسماع صوته هو كل مافيها .. لكن الانتظار لم يحل سوى بالصمت من الطرفين ...

تنهدت بخيبه وهي مازالت تضم تلك الصور التي لن تبعدها عنها ماعاشت ..
حتى ينقطع دابر الانغماس في المشاعر .. بصرخه تصاعدت في ارجاء البيت ..
وهزتها هي .. فتراكضت ناحيته بخوف .. واي خوف بعد زهو وصفاء ..
وكأن هزه ارضيه اصابتها هي لاغيرها ..

وقفت اعلى الدرج تنظر الى وفاء الباكيه .. وقد كانت في حاله غير مصدقه ..
وهي تعلو الصوت بالندب والنواح ..
: صار له حادث ... .. دقوا على رياض .. يمه ..
يمه .. الحقيني يا يمه ..

شعرت بالالم ينخر قلبها الذي كان يتراقص قبل قليل ..
نزلت تخطو بحذر .. وودها تغيب .. تختبأ ولاتسمع مكروه حل بأي احد قريب منها ..
مسكينه ياوفاء .. اهو ابنك .. نايف من اصابه المكروه .. من هو ذلك العليل .. ؟!!!

اقتربت منها وهي تحاول الفهم متجاهله النظر الى خالتها التي كانت في حاله صمت ..
و سألت بلهاث : مين اللي صار له حادث ؟
هلعت من منظر وفاء الحازمه ... وهي تبكي لتقول بصوت باكي والدموع تجد منحدرآ على وجنتيها ..
: مطلق ... مطلق .......................

وعتمه كالليل في وضح النهار ..
واخر العمر .. اخر العمر يحل في لحظه ولانعلمها ..
تسقط في قلوبنا ذعر .. ولانقنع الا بعد مضيها ..

لكن اخر العمر .. هل حل بمطلق ..
هل لامسه لتنتهي سنين حياته بسرعه هكذا ؟
اخر العمر الذي كان يبدو لنا منذ بعض ساعات لايزيد عن مجرد كلمات ليس اسهل المرء من ان ينطق بها
دون ان يحاول ان يفهم لها معنى .. فهي ابعد من ان يحاو ل الذهن مجرد تصورها ..
اخر العمر .. البعيد.. .. المجهول .. قد بلغناه في غمضه عين ...

يارب الطف بعبدك .. ويارب الطف بي ..
يارب لاتفجعني به ..
لا تفجعني به ..

تهاوت على الارض وهي تنشج بالبكاء .. وصوره مطلق الضاحكه في حلمها قد مرت عليها فجأه ..
و نظره حولها .. ولاترى سوى اشباح للحزن متوشحين بالسواد . ..

صرخت دواخلها بدون كلام ..
كفاكم شؤمآ .. وتطيرا بحاله ..
هو بخير .. هو بخير ..
للتو قبلني .. للتو لامسني .. للتو ودعني ...
ودعني .. اكان الاخير منه ........

مطلق .. ألم تخبرني بأنك لن تتركني ..
قلتها لي بالامس .. ستكون بجانبي .. ألم توعدني ؟
مالحل .. هل الجلوس والندب سيسكن قلبي ؟!!! ..
لن تسكن نفسي .ولن يهدأ لي يال ... ؟

همست لوفاء ..
: خلينا نروح نشوفه .. خلينا نروح ...
وفاء ومازالت تبكي ..
: رياض بيكلمني .. خلينا نصبر .. ان شاء الله يكون حادث بسيط ..
هزت رأسها وهي تعيد . ..
: ان شا ءالله .. ان شاء الله .

رمت بنظره لام مطلق التي تحولت الى تمثال .. تكثر من الاستغفار وهي تشد على مسبحتها
.. او ليست هذه لمطلق .. لم كل شيء حولي يحعلني اخاف بشده ..

اي صبر سوف يعتريها الان و هي تشعر بأن خليه في جسدها ترتجف .. لا تشعر بشيء حولها
الجميع في ذهول موجع يفطر الافئده ... وانتظار يفجر كل ذره احتمال لدى احد منهم ..


*****************************


تعثر في نزوله السريع من الدرجات متجاهل المصعد .. منذ ذلك الاتصال السريع
من طلال وقلبه مضطرب في نبضاته ... امعقول مايفكر فيه ؟!!!

دخل سيارته و وبيد مرتعشه يفكر في اي مكان يمكن ان يلجأ إليه ..
اجفله رنين جواله .. ليلتقطه بسرعه لاهثه ..
: نعم ..
كان الصمت جوابه .. و كأن طعنه في جوف فمه افقدته لغه الكلام ...
سقط الجوال من يده ليتدحرج اسفل قدميه .. ينظر للامام كالمصروع ..

اكان القدر اسرع مني ..
اهذا ما حدث .. ... ؟!!!
تهدل جسده على المعقد ويده وجدت ارتخاءه بائسه الى حضنه ..
وهو يحدق في الفراغ ... فراغ الكون في جوفه .. ولا شي يبعث الحياة فيه ..
غير مصدق ما سمع .. قاب قوسين قد اطبقت عليه وخنفت الانفاس الاخيره واعلنت النهايه مبكرآ ...

أين يذهب .. وماذا يفعل ؟
" مطلق " اهذه كلمتك الاخيره التي تنهي بها كل شيء ..
هل انا السبب ؟ اخبرني اريح قلبي .. قل لي هل انا السبب في مصابك ؟
هل كان يجب ان اقاوم مخاوفي ... ؟ هل يجب علي الان ان ارتاح ام اشقى طيله حياتي ؟

خرج من ذهوله بطرق مزعج كان على سيارته .. اشارات لم يفهمها .. سوى انه تدارك الوقت
بعاطفه مريعه اصابته ..
صديقه في غياهب المجهول ..
صديقه في امس حاجاته إليه الان ..

لم يعلم ان سرعته تلك هي نفسها تلك التي اودت بصاحبه من قبل ..
فلتكن .. فلتكن .. اذا كان هذا قدري فلتكن اذا ..
ارضى بقاءي بقربه ونحن اجداث ملقاه في القبور ولا انتمي لحياة ليس فيها .. واتوصم بالشقاء كنهايه بائسه ..

يسير كالشبح في اروقه متواصله .. يبحث .. يريد ان يصل .. ان يرى ...
ان يتدارك الوقت قبل ان يدركه صريعآ ...
حتى وقف .. ينظر بوجوم حول تلك الوجوه البائسه وقد اتشحت بحزن مكتوب بندب على وجوههم ..
قدم رياض نحوه و قد تحامل على نفسه الا يبكي ..
: دخلوه العمليات .. حالته ماتسر ياناصر .. ماتسر ..
بلع غصه جلعت فكيه يرتجف ..
وهمس بثقل : شفته ؟
سحبه ناحيه المقاعد القريبه والتي كان يجلس عليها خاله والذي كان يحدق في الفراغ ولايهتم بالقادمين ..
:الله يتلطف فيه ... ؟ الحادث كان صعب ياناصر .. ادعي له ..ادعي له ..
عاد الى صومعه الصمت و التزم كل واحد منهم مكانه و ألجم بالسكوت مجبرآ ليس خيارآ له ..

و بدأ الهرج والمرج من حوله ... وبدأ ضجيج يرتفع .. التفت حوله .. متسائلا
لم هم صامتون ؟الا يسمعون مااسمع ... !!
ام هو ضجيج لدي انا بمفردي ..
وفجأه شعر بأنه لم يعد يسمع شيئآ .. .لكن يرى مطلق من بعيد يتقرب نحوه بتلك الابتسامه
التي لايصنعها على شفتيه دائمآ ... فأ ابتسم .. ابتسامه صغيره يرد عليه بها ويعاتبه
بتخاطب افكارهم ..
: خوفتني عليك ؟
اجابه مطلق و مازال يمشي ناحيته ..
: انت دائما تخاف ماهي اول مره ... ممكن اكثر شيء يعيبك الخوف ياناصر ..
تغيرت ملامح مطلق ليسأل بلوم ..
: ليس ماقلت لي من قبل يا ناصر ؟
هتف ناصر بخوف : كنت بخبرك يا مطلق .. لكني ....
قاطعه : خفت !!! لازم تترك خوفك .. انت الشخص الوحيد اللي اثق فيه واعتمد عليه .
انت اخوي يا ناصر .. والاخ يغطي مكان اخوه في اي وقت ..

تأمله ناصر بأبتسامه هادئه .. وقد بدى المسير نحوه دهرآ .. متسائلا متى يصل .. !!
: متى ترجع ؟
مطلق : ما ادري .. ممكن ماارجع .. لا تخاف انا عارف انك الرجل المناسب في المكان المناسب ..
كان مازال يبتسم والطرقات تطول و تتغربل بأخرى... و هو يراه ولايراه .. شيئ ما اشبه بالضباب
لم يعد يبصر شيئ.. ولايفهم مالمعنى ... لكن يشعر بالحزن قد تسرب داخله .

عندما وقع على الارض متأثرآ بكل مااصابه قبل يومين و ما اصابه اليوم كفيلآ بموراته الثرى..
اصعب شيء الانتظار على عتبات الموت.. توقن ان النهايه ليس لها الاان تطرق بابك ..
ولكنك تتوارى عنها بإرادتك .. و تتجاهلها رغبه منك ..




ودي اشكي ويسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح
مات خلي واصرخ واسمع صداي ..
صرت وحدي وناظري عنه يشيح ..

آآه يالي همسته كانت هواي
وآآه يالي بروحتك امشي واطيح
ابتسم واضحك و يغاليني بكاي
الغلا تحت الثرى ميت طريح
مات خلي زادت الدنيا بجفاي
والعواصف زلزلت قلبي الجريح
اذرف دموعي في صباحي وفي مساي
ما اذوق النوم وماني بمستريح ..


ضاق صدري حيل وضاقت بي قواي
ولا ذكرته اتلعثم ثم اصيح ...


ودي اشكي يسمع العالم شكاي
ودي ابكي وانثر دموعي واصيح ..


في لحظات الحزن لانستطيع ان نحجب انفسنا .. ولو شئنا ..


انتقص عداد الاحتمال وقد ضاقت حناجر الحياة ..
وعبث الحزن بمكنون الدنى .. حتى غاصوا فيه جميعآ ..
حتى اصبحت ارواحهم تنسكب في اجسادهم مكرهه ..
واجسادهم تسير في دجى الليل ضائعه ..
تعب استبد بهم... حتى صاروا يعشقون السبات الطويل ...
وعروقهم لم تجد نبضآ متواترآ فيها لتحيا بإنتظام ..


هزلت قواهم وهم يصمدون بشموخ ..
واي شموخ ينتحب بأنحناءه طويله .. ليذل على عتبات الرضوخ قريرآ ...

ذهول موجع في مساقط الالم ..
وارتباكات صبر نفذت خلاصته ...
وانتظار طويل .. ممل .. وماذا ننتظر ؟
فرجه للامل في ظلمات سحيقه ...
وهدى للطريق الفسيح لنعبره ..
اماني متناثره .. قد تجزأت بعضها والاخرى تحولت لرماد بعثره الهواء ..
ولااخريات ماتت بسهوله .. وبلا ادنى سبب ..

و ماكان سوى نهايه عاديه .. نهايه طبيبعه لمسرى الحياة .. لمجرى الطبيعه ومسار الكون
هكذا هي الحياة ... وقانون الدنى بما فيه .. ليس لنا ان نغيره ولو شئنا ...
لو بيدنا لتركنا بنو ادم يعيشون ابد الدهر ولقرت عيون احبائهم برؤيتهم ..
لكن بمشيئه من الله قد احتكم لنا الحياة التي يجب ان تكون
بحكمه منه .. فالحمدلله على كل حال كان بيد منه ...


**************************


اتعلمون عندما القلوب تنتفض جزعآ .. كطائر جريح يقاوم الالم ويأبى ان يعيش كسيرآ ..
لكنه في النهايه يموت ؟!!! نهايه قدريه محتمه كان لابد منها لتكمل دوره الحياة ..

مالحال عندما تتأهب لسماع كل شيء إلاكلمه واحده تخشى ان تنطقها .. وتبعدها عن افكارك جاهدآ ...
تترقب مابين الشتات والقرار على ارض الثبات ...
بنبض مرهف .. لاتكاد تلقط نفسآ طويلآ حتى يهدره الخوف بأسرع مايمكن ..
تزم شفتيها بتوبيخ .. كيف ستكون رده فعلها اذا رأته ؟
ستوبخه.. ستنهال عليه بالمواعظ والنصح .. لكنها تريد ان تراه فقط ..
تعود وترتعش وهي تخفيها بحرى الاشتياق لرؤيته بخير .. بأن يكون بخير هو فقط مايهمني ..
تقبض على هاتفها .. للحظه تتمناها .. هو ان تسمع صوته يطمأنها على حالته ..
تنهدت .. تنهيده هي مجموعه تناهيد .. صبر اوشك على الانتحار و خوف يتغنى مرحآ بداخلها
وامان خجول يطل و يختفي ...
كل الاعين تهرب من بعضها .. و كل الوجوه تختفي تحت رداء التأمل والانتظار ...

انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب ..


تعلقت بيد القدر متوسله برجاء لايخيب من دعاه .. لكن افكارها البائسه همست ...

مالفائده ... ؟
لقد ذهب .. و رحل للابد .... ......... !!!!!
لقد أخلف وعده معك .. ذهب وتركك دون ان يودعك حتى ..

ألجمت بالصمت و عاندت تلك الرغبه في البقاء .. و جفت مدامعها .. ليحين وقت الرحيل ...

الصمت ... له مفردات كثيره ... ولكنه مايزال صمتآ .. يشقق جدران الكلمات ويعجزها امامه ..
والخوف .. مهما تعددت صوره .. فهو واضح .. مبصر ومتبصر .. سيد الكوابيس .. ينهال على صاحبه
حتى ينجيه الله برحمه منه ..

والباقي لم يعد له قيمه .. مالمشاعر .. عندما تحين لحظه الحسم ..
و مالترقب .. اذا لم يكن هناك شيء يترقبه وقد قطع شريط النهايه للتو ..

على ارصفه الحياة .. يضيع كل شيء في غمضه عين .. وتحين بعدها التفاته النجاه
ولكن لانعلم من ينجو ومن يغرق رويدآ رويدآ حتى يختفي ....

الفقد .. غربه ومواكب رحيل .. تنزع جزء من ارواح البشر و يفقدون فيها حلقات الوصل ..
ترميهم في في دوامه من البحث .. والبحث عن ماذا ؟
عن تلك الحلقه الضائعه ... فبعضهم يجدها والاخر يعجز ويسلم نفسه للقدر مستميتآ بهواه ..

لكن في النهايه لابد من الاقرار .. مالذي يجب ان نصدقه او لا ...
بعض الامور تنهال على عقولنا بما لايتحمل الضغط .. تكاد ادمغتنا ان تتحول الى صخور
من كثره التفكير فيها ..ولكن بسهوله يجب ان تقنع بها بلا ادنى تعب ..
وهكذا تسير الامور .. هكذا تسير؟ ..
خلاصه الحقائق والمفاهيم ..
" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !

دمتم بود آل ليلاس .. ألقاكم


**********************************

ام راماا 22-06-11 08:25 AM

بارت حزين من بدايته اتمنى من جد انه مطلق مايموت لان الروايه راح تفقد جمالها (من وجهة نظري)
اكره الروايات اللي نهايتها موت وخصوصا لوكان البطل لان الروايه في الاصل خيال فليش نحاول نربطها بالواقع يس بالموت
انتظر يوم الاربعاء بفارغ الصبر ....

بنت المطــر 22-06-11 10:21 AM

:dfghd654:يرضيس يا كبرياء دموعي تهل :0oiiii:<<<<هلت دموعي :EWx04511:ونبشتي ذكرى مريره الله يسامحس:asd:

لا تنهينها بشكل حزين خلي مطلق يشوف براءة ليلى ويذبح :378:فاتن الكلبه :zkc04699:
وسعود يتهنى مع نجمه وناصر يتزوج ويجيه قبيله من العيال مع وداده

ANHAL 22-06-11 11:43 AM

مرحبا كبرياء انا متابعة روايتك من زمان لكن اول مرة اكتب رد
تسلم ايدك ع الرواية اكثر من رااااااائعة ومااقدر اوفيها بالكلام
وبارت اليوم حزين والله لكن بلاش الله يخليك من النهايات الحزينة
بلاها موت مطلق لانه افضل شخصية عندي بالرواية واظن عند ناس كتير
تسلم ايدك حبيبتي والله يوفقك دائما

sweetmimi 22-06-11 03:03 PM

سلام عليكم كبرياء

انا متابعة لك منذ البداية لكني لم اكتب اي تعليق لسبب واحد الا وهو ان الصمت في حرم الجمال جمال

رائعة بجميع المقاييس دوما نرحل معك في عالم من المشاعر والاحاسيس ونعيش مع ابطالك بجميع حالاتهم وفققك الله وسلمت يمناك لما تخطينه

بارت محزن بجميع المقاييس واعلم ان النهاية قد اشرفت فلم يبق الكثير
حزنت كثيرا على مطلق وليلى وناصر لكني اعلم جيدا بأنك لن تتركي شيئا معلقا فبالتأكيد مطلق لن يموت وهو غير راض عن ليلى او انه لن يعلم ببرائتها وبالمقابل اعط ليلى الفرصة لتعيش بسلام بعد طول صراع وعذاب ومعاناة ( تكفييييييين)
اكتئبت كثيرا لكني عندما قرأت الجملة الختامية شعرت بأنها مفتاح الفرج والامل للجميع

دمت بود والله يصبرنا للاربعاء

عذرا ياقلب 22-06-11 04:04 PM

كبرياء الجرح
رفقا بقرائك كل ماقلنا اعتدلت جد علم جديد

متى ترسي سفينة ليلى ومطلق تعبنا نصارع معهم الامواج

الصور توقعت والله للفايروس فاتن قطع يبي لها مضاد قوي عشان تهجد

اريام مبرووووووووووووك البرائه ياليت تكونين تعلمتي زين من الدرس


ناصر ونعم الاخ والصديق ربما لك اخ لم تلده امك



مبدعه كبرياء

كادية 22-06-11 08:54 PM

كبرياء .....من أين أنت؟! أأنجبتك رباًخضرٌ فأنتِ الزهر والورد
من أين أنت ؟!فإن بي شغفاً والى (حروفك ) نفسي لهفةً تعدوو
كبرياء أيتها الناضجة في زمن السلق
احتار كثيرا عندما أحاول التعبير عن مدى اعجابي بقلمك الدرُّي ؛ فماتكتبين ليس إلا قطعة أدبية يليق بها العنوان وقائلة
أميرة أنت بفكرك وأسلوبك
حتى جو الحزن في الرواية كان عميقا مهيبا كااااااااااااااااااااان درساً
وفقّك الله أيتها الراقية ،وفقك الله أيتها الراقية

عبق الرياحين 22-06-11 09:38 PM

مساء الخير
تسسلمين كبرياء على البارت

بارت اليوم على كثر ما فرحت لرجعه سعودلنجمه واستقرار
الامور بينهم وكل واحد صارح الثاني بمشاعره

وفرحتي ان اريام طلعت الصور مو لها

كثر ما حزنت كثييييييييير وقلبي عورني على مطلق تكفين كبرياء
لاتخلينه يموت توه اموره مع ليلى بدت تتحسن
حرراااااااااااااااااااااااااااااااااام

أمووووونة 23-06-11 06:41 AM

صباحكم ورد ..


بارت موجع وحزين جداً ..
لا يموت مطلق .. وان كان مصيرنا كلنا للفناء
لكن لنجعل الخيال .. مبهج ..

للتو فقط ..
بدأت نبتة حب ليلى تثمر ..
وعندي قناعة عميقة تمثلت بروايتك
ان كل امر الانسان خيرة له
فلو وصل مطلق للبيت ممكن كان يزيد الامر سوء
هذا بحال كان قاصد البيت !!
او ربما بيت خاله !!


اكيد فاتن وراء المشكلة هذه ايضاً
الله يجيب عواقبها سليمة ..


سعود ونجمة ..
مبسوطة جداً لتصريحات الحب المجنونة ..
ان شاء الله يتحسن وضعهم ونفرح فيهم ..


ناصر !!
لاي حال وصلت من طيبك وحسن اخلاقك
ان شاء الله يبلغ عن اللي اعتدوا عليه
وترجع له فلوس ويفرح قلب وداد بزواجهم ..



زيااااد
متى ان شاء الله يخطب وجد !!
اكيد انه يتمناها من موقف المكتبة ..



بانتظاررررك ..
لكِ ودّي ..*

غيمة الشتاء 23-06-11 10:23 AM

كبرياء

بارت مووجع جدا جدا
والله ان دمووعي نزلت بجد حزني مررره
ان شاء الله مايمووت مطلق ..
حمدلله طلعت الصوور لفاتن مو لاريام انا كنت شاكه من اوول..
سعوود واخيرا حنيت مابغيت ي رجال...
نجمه ويش ذا العناد اللي براسك حتى ونتي تحبيه وبتنكري بعد
ان شاء الله يتزوجون ويشوون بسعادة بعيد عن العناد
ليلي ..الله يعينها دوب الحياه ابتسمتلهما بس ماطولت إبتسامها
ناصر ... هذا اا راحمته من البدايه والحين بيحمل نفسه الذنب
للي صار بمطلق..
رائعه كبرياااء
يعطيك الف عافيهـ

اثرني احبه 24-06-11 04:25 AM

كبرياااء وين البارت؟؟؟








ابي البارت الصدقي اما الحلم ذا ما ابيه






حراااام عليش لا يكون الباب اللي بتفتحينه باب سلطااان





انا صحيح حزنت عليه وكسر خاطري بس الى عند مطلق خط احمر عساه يحترق ولا ان مطلق يصير له شي






ما ادري قلبي مو متطمن بس اتمنى تغيرين توقعاتنا وتخلينه يطيح بغيبوبه راااضييين ترى ولا انه يموووت





يصراحه فجعتيني واااجد كنت توني صاحيه من النووم والله اني نزل ضغطي من الصدمه واني كل شوي اعيد النهايه




وبصرااحه للحين احس اني مو فاهمه هالجزئيه ...



تأمله ناصر بأبتسامه هادئه .. وقد بدى المسير نحوه دهرآ .. متسائلا متى يصل .. !!
: متى ترجع ؟
مطلق : ما ادري .. ممكن ماارجع .. لا تخاف انا عارف انك الرجل المناسب في المكان المناسب ..
كان مازال يبتسم والطرقات تطول و تتغربل بأخرى... و هو يراه ولايراه .. شيئ ما اشبه بالضباب
لم يعد يبصر شيئ.. ولايفهم مالمعنى ... لكن يشعر بالحزن قد تسرب داخله .



&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&




وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب ..


تعلقت بيد القدر متوسله برجاء لايخيب من دعاه .. لكن افكارها البائسه همست ...

مالفائده ... ؟
لقد ذهب .. و رحل للابد .... ......... !!!!!
لقد أخلف وعده معك .. ذهب وتركك دون ان يودعك حتى ..

ألجمت بالصمت و عاندت تلك الرغبه في البقاء .. و جفت مدامعها .. ليحين وقت الرحيل ...

الصمت ... له مفردات كثيره ... ولكنه مايزال صمتآ .. يشقق جدران الكلمات ويعجزها امامه ..
والخوف .. مهما تعددت صوره .. فهو واضح .. مبصر ومتبصر .. سيد الكوابيس .. ينهال على صاحبه
حتى ينجيه الله برحمه منه ..

والباقي لم يعد له قيمه .. مالمشاعر .. عندما تحين لحظه الحسم ..
و مالترقب .. اذا لم يكن هناك شيء يترقبه وقد قطع شريط النهايه للتو ..

على ارصفه الحياة .. يضيع كل شيء في غمضه عين .. وتحين بعدها التفاته النجاه
ولكن لانعلم من ينجو ومن يغرق رويدآ رويدآ حتى يختفي ....

الفقد .. غربه ومواكب رحيل .. تنزع جزء من ارواح البشر و يفقدون فيها حلقات الوصل ..
ترميهم في في دوامه من البحث .. والبحث عن ماذا ؟
عن تلك الحلقه الضائعه ... فبعضهم يجدها والاخر يعجز ويسلم نفسه للقدر مستميتآ بهواه ..

لكن في النهايه لابد من الاقرار .. مالذي يجب ان نصدقه او لا ...
بعض الامور تنهال على عقولنا بما لايتحمل الضغط .. تكاد ادمغتنا ان تتحول الى صخور
من كثره التفكير فيها ..ولكن بسهوله يجب ان تقنع بها بلا ادنى تعب ..
وهكذا تسير الامور .. هكذا تسير؟ ..
خلاصه الحقائق والمفاهيم ..
" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !





..............................
........................................




لااااااااااااا تكفين نبي بارت قبل الاربعاا ماعاد فينا صبر من قريت البارت وانا في حيره كل ما ابي ارد ما القا نفسي جااهزه من الصدمه




لا تفجعيني وانا والله ما اتحمل .. ولا نبي نهايه حزينه كفايه علينا واقعنااا

*اميرة الورد* 25-06-11 07:44 AM

تسلمين يا الغالية على البارت
واخيرا زان جو مطلق وليلى ولكن ... فاتن حسبي الله عليها لازم تحط بصمتها في حياتهم وللاسف بصمتها دايما موجعة ..
ومطلق الله يقومه بالسلامة وما اظن انه بيموت ..
واخيرا سعود ونجمة اعترفوا لبعض بمشاعرهم بدال هاللف والدوران اللي اتعب قلوبهم .. الله يسعدهم
الله يعطيش العافية

كبرياء الج ــرح 28-06-11 11:38 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تحيه طيبه من أعماق قلبي لاحبائي الكرام ..
احب اعتذر عن انزال المقرر إنزاله في موعده المحدد وذلك لسبب وحيد هو ان البارت
سوف يكون الاخير وبالتالي سيكون ملئ بالكثير الذي لااستطيع مجاراته أنا بنفسي ..
وحبكته بجداره لاستطيع انهاء روايتي بشكل يجعلني راضيه .
الهذا بمجرد الانتهاء منه سوف انزله في غير موعده المحدد ..

ارجو عذركم .. ارفقوا بقلمي

دمتم بخير

ألقاكم

عبق الرياحين 29-06-11 12:47 AM

السلام عليك
اخذي راحتك يالغلا اهم شيء
مطلق لاتخلينه يموت والله الروايه من دونه
بتصير موحلوه
حنا فرحنا برجعه احمد لنجمه
فرحينا بسلامه مطلق ترى ليلى تستاهل انها تفرح بالاخير

بنت المطــر 29-06-11 01:42 AM

كبرياء يسعد اوقاتك يارب

طلب وامنيه ياليت تحقيقنها
اسعدينا بنهايه سعيده يكفينا واقعنا

ليلى ومطلق اتمنى نهايتهم تكون سعيده وتنال فاتن جزاء رادع

وبانتظارك اكيد مهما تأخرتي

ام راماا 29-06-11 05:14 PM

يااااااالله قدايش كنت متحمسه للبارت اليوم بس يالله خيره
اهم شي عندي انه مطلق مايموت ....
انتظرك بشوق .....

وردة الياسمين 29-06-11 09:06 PM

يسلمو بارت حزين قطعتي قلوبنا الصرحه صحيح فرحت لرجعت سعود لاهله وورجع خطيبته بس انشا الله مطلق ما يموت وما فهمت الي شافه مطلق عالكمبيوت لمين لا تقولي ليلى حرام ان شا الله بقوم بالسلامه والحمد لله انه الصور الي لرهام طلعت لفاتن انا كنت شا كه فيها من الاول وشكلها بعتت بلوه جديده لمطلق الله يستر ننتظرك بالبارت الجاي لاطولي علينا يا عسل

*اميرة الورد* 29-06-11 10:39 PM

اخذي راحتك يالغلا اهم شي انت سالمة
وما نبي مطلق يموت تكفين .. واذا ممكن يكون البارت طويل ودسم يروينا ..
اللع يعطيش العافية

نبض الوفاا 30-06-11 02:41 AM

ووربي متحممسسةة

يعطططيك آلف عآفيةة ع الروآيةة الرآئعةة

ننتظركـ على آحرر من الجممر

آن ششآء الله مآ تططولييين علينــــآ

آهههم ششي مطططلق لآ يمووووت ):

رووحـْ نـادٍرْهـَ 30-06-11 08:38 PM


مساء \صبااح الوررد

مبدعتنااا كبرياء

الروايه رااائعه قليله بحقهااا أعجبني بالروايه تفصيلك للأحداث ووصف المشااعر
طريقة السرد ممتعه للغايه

تحسسين القارئ كأنما ينظر للمشهد أمامه من دقة تجسيدك الحدث

اللغه العربيه وجودها بالقصه أضاااف لهاا رونق خااص<< أبدعتي من هذه الناحيه بدمج العاميه والعربيه

التحاور بين الأشخاص وحضور الوااقعيه بالرواايه وكونها لم تعتمد أعتمااد كلي على الخيااال إبداااع بحد ذاته


ماأنتقدت بالرواايه :

وهو ليس بنقد بمعناه وإنما رأي شخصي فلست أديبه ولا عالمه لأنتقد

ولكن عن خبره بقرااأت العديد من الروايات

المشاكل بين ليلى ومطلق
كثييير من الرواايات تكلمت عن هالشي ودايم البطل والبطله حيااتهم قااائمه على شجار
وهذا لم يفسد القصه بل أسلوبك ودمج المشاعر جعل لهاا أختلااف مبهر


الجميل بالقصه :

ناااصر ودووره الخفي ومحاولته للتخفيف عن صديقه
وقصة سندرلا كااااااااانت رااائعه


هذا بشأن القصه بأكملها


بخصوص أخر بارت نزل


صفااء الجوء بين ليلى ومطلق وتعبير مطلق عن مشاعره تطووور جميل وأنتقال في القصه مبهرررر

والي صار لمطلق والظرف الي وصل له بالمكتب شي محييير

لأني توقعت خلاص ماافي أي مشااكل ورااح ننتهي منها ولكن شكلهاا مستمره والله يستر من هالمره

ماتوقع مطلق يمووت لان مووته بيأثر تأثيير سلبي على الروايه كونه المحور الاساسي

ليلى
وأهله وأنه الوحيد لهم
وصديقه نااصر

كل هولاء لمطلق تأثيييير كبير في حيااتهم لو نفرض يمووت تفقد القصه جماالهاا

بإختصاااار
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايموت


وأعداء ناااصر وش بينتهي عليه الحال ماأتتوقع يستسلمون بسهوله بصراحه يخووفون

وأرياااااام

كنت متووووقعه ملييييييون بالميه أن الصور مو لها لفااتن

وأتمنى لها نهاايه مؤؤؤلمه جزااء لكل سوااياها في ليلى والي سوته بأرياام وهي مقربه منهااا هذااا نذاااااله بحد ذااته يبيلها قطع راس عليه

قاااااااااااااااااااااهرتني هالفاتن الله ياخذهاا

وسعوووود

وأخيراً طااح الحطب الي برأسك ماابغيت الله يهديك

وتستاااهل نجمه كل هالحب والتضحيه

ولو أنه يبي لها تأديب على يبااس رأسهاا بس يكفيهاا ماا جاهاا



بالنهااااايه وكالعاده عند نهااية كل بااارت أنتظر القااادم بشوووووووووووووووووووووووووووووووووق


بأختصااار الرواايه مشووووقه مشووووقه
وتحكي واااقع


تسلمييييييييييييييييييين الله يديم إبدااعك ويحفظك من كل شر

في أنتظاااار البارت الأخيير ولو أني احس بحزن لفراااق الروايه عشت احداااثها وكأني عااايشه معهم


وخذي رااااحتك وأبدعي على كيييييييفك

بس لاتنسيييين إنا في أنتظاارك


تقبلي تعليقي بوود

روووح

حَنْيَنْ آلًروحَ , 01-07-11 05:00 AM

تنْبيهَ ! =$*
 
-

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبرياء الج ــرح (المشاركة 2786462)

تعلقت بيد القدر متوسله برجاء لايخيب من دعاه ..




*
*
*

آلًسُسُلأمَ عليَكمَ ورحمةَ آلَلَه !
آخبَآركَ يَ آلغلآ ! يَ ربّ بأتمَ نعمهة ()+
مَبّدِعهَ , سُوَاءً فْ سَردَ أْو آسُلَوبّ آْوَ صُيَآغه !
بّسُ حبّيتَ آنْبهكَ يَ آلغآليه ,
هَ آلعبّآره مَ تجوز آلَلَه يَخلَيَكَ !
آلًتعلَقْ لَأ يَكونْ إلَآ بّ آلَلَه ! وآلٌقدِر بّ مَشُيَئْة آلله ّ !
لَآ يَتحككمَ بّ آلَأمور ويَصرفهَآ إلآ هوْ سُبَحآنْه , ولَيسُ للقدِر فْ آلتصصرف شئْ !
فْهوَ آيضضآً بّ يدَه سُبحَآنه ,

[ آحبَبَت آلَتنْبيهَ فقْط لَككيَ لَآ يقع بهَآ آلغيَر ]

ج‘ـزآك آلله خير وآصلح شأنْك ,

ارجوانة الياسر 01-07-11 06:10 PM

" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !


يافرحة ماتمت كن فرحانين في بداية الرواية بتتطوارت الي صاارت في حياة مطلق وليلى وشهر العسل طااار كله من تحت راس فاتن العلة اكيد فاتن مسجلة شي ومرسلته لمطلق
لكن فاتن ماراح يوقفها عند حدها الى اريااام لاسيما ان اريام كشفت صورتها في الذاكرة
وفاتن نهايتها قربت
مطلق:مااصدق ان مات هو بطل الرواية اذا مات فقدت الرواية ركن اساسي من اركانها
اكيد في مطلق شي لكن المووت ان استبعده
ليلى:ياترى وش ينتظرها بعد مايصحى مطلق من الغيبوبة ويعرف برائتها
ناصر:بعترف لمطلق بسالفة اريااام وتكوون بريئة
وبساعدة مطلق في زواجه وبيخلف ان شاء الله صبيان وبنات
نجمة&سعوود:اخيرر تراضوو مابغو تعبوون معهم اتوقع بعد حرب داحس والغبراء الي صاارت بينهم خلاااص بينعموون بالحب والاستقرار ويفرحون قلب ليلى
ارياام راح توافق على طلال لاسيما ان مطلق يثق فية
وفاء :حياته مستقرة وليس لها دور كبير في الرواية
سلطان اكيد بعد معرفته بحمل ليلى بيتزوج ويحاااول ينسى حب ليلى
سلوووى اتوقع تتزوج اخوو نجمة
بانتظار نهاية الابداع ياكبرياء وماتخيب ظني وتكون النهاية سعيدة
والف شكر


" الحياة والموت رفيقان لاينفصلان " ..




لاتحزنوا ...

سيفتح الله بابـاً كنت تحسبه من شدة اليـأس لم يخلق بمفتاح .. !

خوخه 2011 01-07-11 07:26 PM

طلب خاص الكاتبه الرجو ان البارت ينزل بكره لان ماقدر القره بعدين يليت ينزل قبل زواجي يوم الاثنين تكفون :V5N05075:

الهيله 02-07-11 08:47 PM

كبرياء

روايه روعه روعه روعه خياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااال

لين بكره اقول خيااااااااااااااااااااااااااااال وماأخلص

سلمت يمناك

ننتظر النهايه

وبليز بليز بليز لاتموتي مطلق

يعني هو ملح الروايه آخر شئ يموت

بنت اليحيا 07-07-11 02:58 AM

:55:يسعد الله اوقااااتكم بالمسراااااات
بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارت رائع كا روعت صاااحبته
مطلق مااعتقد يموووووت لا بطل من ابطاااااال الروايه واذ مااات لاقدر الله راح تكوون النهااايه حزين
واكيد مايرضيك تضيق صدورناااا
بنتظااااارك وباالتوفييييييييييييييييييق يارب :55::55:

ام راماا 11-07-11 03:34 PM

وينك ياااكبرياء تاخرتي علينا

كبرياء الج ــرح 12-07-11 03:50 AM





عندما تثق بأن الله قريب جدآ ,,,كل الاشياء تصبح >>> بخير
صبآحكم ثقه لا تتزحزح ...
ودعاء لاينعقد إلا بيقين ...
" صباحكم بشاآآرات خير "





خلاصه الى احبائي .. متابعيني الاعزاء ..

أليس الموت هو واقع نعيشه بكل مافيه .. أليس هو تجربه ودرس وخلاصه وإيمان ونهايه قبل كل شيء .
ألا يرغمنا على تقبله .. او ليس هو حقيقه فلم ننكرها ؟!!..

اكان بالخيال او الواقع فهو حقيقه مجرده من الاكاذيب.. الموت مثل ماهو عذاب لنا وصبابه تؤرق حالنا .. فهو رحمه لغيرنا .
اعلم اننا نهرب من الانغماس في الحياة الواقعيه التي تصفعنا بمصداقيتها الشديده بكتاباتنا البعيده عن موجز الحياة
لكن كل المشاعر الموجوده تحل بيننا ونرحب بها وماالموت نرفضه بشتى الطرق ؟!!

أعلم اني احزن قلوبكم و اأرق عقولكم لتلك الفكره .. ... فسامحوني مقدمآ .. واارفقوا بقلمي ..
...>>>>> فلا بد من نور يبدد الحلكه ..



البارت الخمسون .. و الاخيرــ )





اختصارات حياة تلفظ انفاسها على اعتاب الرحيل تكاد تتنفض متمسكه بما تبقى لها .. لكن ريح الواقع
تبعثر مابقي منها .. رحل كل شيء ولم يترك سوى الصبر .. الصبر تلك الفضيله التي يتحلى بها الاموات
تحت المقابر .. وتحت حكم الدود وارضه ..
رقدوا هناك بعيدآ ولم يتركوا سوى حرارة الحزن ونشواه و حرقه الاعين والخدود التي ألهبتها الدموع .


أرجع ، أواه ألا تسمع صوتي الموهون ؟
لن ابقى وحدي في هذا الدرب المجنون ..
هذا الافق المستغلق حيث النجم عيون ..
حيث الاشجار هياكل افكار وظنون ...



مرت ايام وقد اشتدت حبائل الصبر وتصلبت لتنسى تلك الايام الغابره كلها الا ذلك اليوم
يوم اعلنت فقده وانتحبت على ذكراه .. وستظل دهرآ كاملا تفعل ذلك ... ولن يصيبها الندم ما حييت ...
النسيان اكبر نعمه يرتجيها الانسان في وقت المصاب و الهلائك .. يدعو للنجاه من كل امر خنقه حتى الموت
وبعث فيه الاسى لتهلكه على عتبات الانتظار ..

القناعه بأمرمحتم كان لابد منه .. والسير على خطى ثابته هو الفعل الصحيح للامور ..
رده الفعل التي لم نتوقعها يجب اتقاء شرها وان كنا غير قادرين على السيطره على انفسنا وعلى مشاعرنا
التي تجرفنا في امواجها الهادره ولانعلم على اي شط سوف نحط ..

لكن مالنسيان بالنسبه لها .. اتريد ان تنساه .. ؟!! ام ان تكون ذكراه جليه واضحه امام عيناها ..
لن تفعل ولن تفكر حتى في فعلها .. اهواء الناس حريات يخطون بها نحو مايريدون ..
وهي ماتريد ان تكون تحت سماءه العلياء تنشد ذكرى كل يوم وكل لحظه مرت ..
أغمضت عينيها وقد عادت للوراء لذلك اليوم بالتحديد ...
شعرت بالجميع حولها .. اخيها .. والدتها و اخواتها .. وجديها ولكنها كانت وحيده معه ..
وحيده تحدق في عين الالم ... حيث جلس هناك وحيدآ هناك متوجعآ .. متغربآ مع الكثير من الجراح
ومسجى عن عيون البشر .. معه هي في وناته المتحشرجه و واهاته التي مزقت فؤادها ..

في الواقع المرير الذي يرمي بمشاعرنا عرض الحائط .. وعندما تصدمنا الحياة بفقد عزيز على قلوبنا
او اخذ جزء منه وتأخذهم في غفله منا ... ومالموت والحياة عندما تحتسب كل نقطه امل فيها ..!!....
ولا يفصل بينهما سوى شعره رفيعه يقف صاحبنا عليها ...

ننسى كل المخاوف التي تدركنا ونقول ... ما المهم و مالاهم ؟!!!
المهم انه على قيد الحياة ... المهم انه مازال يتنفس ولو كان بمعونه ..
وعندما نكتشف الحياة التي يعيشها نسأل الله اللطف في حالته ..
وما التلطف في حالته .. ؟ هل هو الموت .. الموت اليسير الذي يسلب حياته لكي يريحه ..
الموت الذي يتبعه خيط رفيع طويل تنتهي فيه نبضات وجلات ترصدها جهاز .. كل الاعين تكون عليه .
هل ستدعو له بذالك وقد غطت جسمه الجراح والكدمات وغاب عن الدنيا عقلآ وبقي فيها جسدآ يرثي حاله السيء ..

نعم لم يمت .. لم يتوقف قلبه موضعيا الذي قالوا ان المسأله لا تتعدى سوى الوقت .. لنتهي وقته وتنتهي سويعاته
في حياة دنيا هي فانيه بكل الاحوال ... فناء بما فيه جسد وروح .. ويتوقف قلبه لفقدان الامل بأن ينبض مجددآ ..

سقطت دمعة من عينيها والحال نفس الحال لم يتبدل قط ... اتعود لايام للخلف حيث تكون مشوشه بغباب ذكرى
لاتطيقها .... و اطال الله في حياتهم جميعآ ... لكي تنبذها من عقلها شكلآ ومضمونآ...
مهما بلغ فيها النضج والعقلانيه فهي لاتقبل ان يتركها هكذا ... على شفير الانهيار يتمسك بطرفه كأخر لمسه ..
ستظل تزرع نفسها زرعآ مستميتآ في ارض الامل لعلها تثمر . .. لن تنفى وان انقطعت عنها ارتواءات الحياة
وعطشت وجفت اوراقها ...

شعرت بقلبها ينبض بشراهه عجيبه وهي تلازمه بالدعاء ليصرفونها مرغمه ليست راضيه على تركه
لكن ما يريدونه هو اعطاءها فرصه لكي تتقبل بأنها يجب ان تودعه .. بأن تقتنع جزءا جزءا بأنها تفقده ...
وانقادت بلاحياة تسير معهم جسدآ خاويآ من روح تسكنه ..
وعادت لها ذكرى كل يوم وكأنه تعيده .. او لايعرف احد الحكايه منذ البدايه .
هاهي تطويها الايام وتتعداها الساعات .. فما كانت قبل وما كانت الان ..

. . .



في يوم الحادث المشؤوم .... وبعد ساعات من الانتظار



انطلق رنين هاتف وفاء .. لتجيب بدون صبر وقد تعلقت بها الابصار و الامال ..
: طمني .. ؟
:.................

وحينها زاد النحيب .. وانطلق الصراخ ..
وخلعت روح ليلى لمكان حيث يوجد مطلق .. حيث هو مسجى هناك ..
بعيد عن مرأى البصر .. قد شعرت بالعمى فجأه ..
وبأن انفاسها اللاهثه بالدعاء قد توقفت ..

يارب خذ من عمري واعطه اياه .. خذ بيده وألبسه العافيه ..
يارب انتقص من سنيني و زده على عمره سنين ..
يارب .. يارب ... يارب

و مابين لجج الضياع .. استطاعت ان تجد بعضآ من تعلقها الذي غاب عنها في لحظات وبدأت
تبحث عنه في الوجوه و والسكنات الخفية .. لعلها تجد بعضآ من رثاء النفس و تصم همهات الرحيل التي ارتفع صوتها .
.
.
.

قالوا انه اصيب بجراح خطيره لاتمكنه من الحياة الا سويعات فتعالوا ودعوده و احملوه بعيدآ ان شئتم
وان شئتم ابقوه فما هي الا مسأله وقتيه محتومه ..
حملت نفسها مع الباقين .. تخطو بخطواتها الثقيله التي زادها حزن المصاب جبالآ ..
وياليت قلبها ليس في مكانه ..
وياليته يحل هناك بين جوانحه يكسبه قوه ويعيده الى الحياة بصلابه ..

.. ثمان ساعات في الجراحه المستميته التي تنقذ ما عساها ان تنقذ .. وتدرك الحياة التي كادت تغيب
ومابين هزه اسف و نظره وداع كان الامل في حياة ليست بحياة .. بل اسم قد ينطبق عليه ام يكون العكس ..
ضلوع قد تحطمت وكسور قد تجبر و اصابه في الرأس كانت اشد خطرآ ..

انتظرت مثل الباقين .. و لم يجلب الانتظار الا وعود فارغه و كذب يتداعى بأنه بخير وعلى مايرام ولم يصب سوى بكسور
وعساها تكون كسور فقط مااصابه .. لكن الامر اهول مما كانت تعتقده وهي تعيش في سكرة للامل الكاذب ..
اجتمع احباءها حولها كلهم .. لم تعد تفرقهم مشاكلهم .. ولم يعد احد يلتفت على حياته بل كلهم التفوا حولها يدركون حزنها
ويحاولون عبثآ بث قوه للتحمل لايمكن تحملها من دونه ..

لايمكنهم زيارته .. من بعيد رأته .. من خلف زجاج هناك لامست طيفه وسقطت ترثيه ..
كما سقط الباقين جزعآ و بكاءآ .. ورحلوا يجرون احزان لايطيقون بقاءها ..
انكسرت الام بصدمه حياة موجعه بل قاسمه لكل حياتها وقد غابت عنها تلك الجلاده التي اعتادوها منها
ولا تلام تلك الرؤوم فهو وحيدها ....
ورحلن الاخوات وفي القلب وخزه لغدآ .. للايام القادمه .. ما الذي سيحل بنا من دونك يااخي ؟

و بقيت هي .. تتأمله وتتأمل مطلق الذي سكن فؤادها المحروم ...
لم يكن هو .. ليس بمطلق ذاك .. لايوجد مكان بجسده الا و ابتسمت فيه الجراح متغنيه بمكانها ..
لم يكن هو .. وقد احتلت الانابيت جزء كامل في جسده ولم يعد يعرف من هو ..
لم يكن هو .. مطلق القوي الصلب .. لم يكن هو ذلك الوديع الذي اسكن للفراش بلا حراك ..
الكل من حوله ناطق متحرك الا هو ..

لم يكن مطلق الذي تركني والابتسامه تألف شفتيه .. ذلك الميت الذي امامه ليس بزوجي ..
ابتسمت بصدمه لم تتوقعها وهي التي لبست صلابه زائفه لكي تراه رغم تحذيراتهم لها ...
ونظرت لاخيها الذي لم يتركها لحظه منذ اتصال رياض به ... والذي كان اسرع من البرق في وقوفها بقربها .
وقالت بحزن غير مصدقه ..
: سعود الله يهديك .. هذا مو مطلق .. كيف تاخذني لرجال ثاني الله يسامحك ..
كادت تستدير خارجه تهز الرأس على حاله رجل غريب اسف على مااصابه
لولا قبضه اخيها الشديده على كتفيها .. وقد شحب وجهه بحزن على حالة اخته ..
عادت وكررت وقد بدأت الدموع تنهل بشكل مفرط ..
: سعود .. ماهو وقته ياخوي اتركني . .. بشوف مطلق ..
بصوت ثقيل خرج ناطقآ ,,
: اذكري الله يااختي .. مايجوز اللي تسوينه ..

دفعته بدون اهتمام .. وصرخت غير عابئه بصوتها العالي في مكان اجتمع فيه الكثير من الجنس الاخر ..
: اقولك هذا مو مطلق .. مو مطلق ..
سعود : ليلى .. انتي مؤمنه .. ادعي له يااختي لاتعذبي روحه ..

أغمضت عينيها و انخلع قلبها من مكانه اسف على حالها البائس ..
و ارتخت عضلاتها بألم وقد جذبتها الارض للجلوس عليها دون اذن ..

وآآآه ياروحه ...
وآآآآآه ياروحي .. لما لاترافقينه حيث هو ..
لم لاتتركين جسدي له .. و تسكنين جسده ..
هو لك فارحلي عني ..
اعيديه لي و ارحلي من جسدي .. ..
اي عذاب حل بي .. واي عذاب اختارني ..
واي عذاب ادرك فرحتي واغتصبها ..

ارتجفت بشده رجفه قاسيه وكأن جسدها يستجيب لها وروحها ستغادر ..
وبدون كلمات هدأت لتغيب عن الدنيا لسويعات .. لتنبسط يدها على ارض بارده .. بارده .. ترحب بها
إغماءه لم تشعر بها حين همست لها افكارها .. نامي .. نامي .. فأبستمت لها لانها تريدها ...
هي تريدها ... هي تريدها ... هي تريدها .... ولكن للابد .


************************************


غطى وجهه بكلتا يديه وقد مسح دموعه .. وابتعد عن الجميع في منأى عن عزاءهم له و لمصاب صديقه
وهو ليس معهم ..
لايريد ان يكون رجلآ يتحلى بالقوه والصلابه ويتكلم بثقه مرفوع فيها الرأس ..
لايريد ان يتحلى بالايمان ويسلم الامر بدون ان يكون واضحآ حتى في مشاعره ..

الا يدرك الجمع حوله لما هو حزين ؟
لم سقط مغشيآ عليه من اثر صدمه اثرت عليه ؟
فهو ليس قوي في هذه اللحظات .. لم يكن قويآ قط ..
فلقد كان يستمدها من وقوف رفيق غالي على قلبه .. ذاك الصديق الذي يحل دائما ازماته
و يوسع ضيقاته بكلمه وحيده .. او لمسه تعيد له ثقته بنفسه .
يقولون انه قاب قوسين او ادنى من الموت .. انتظروا غدا او بعد غدا او لعل ساعته تحل اليوم و ينتهي كل شيء
سلموا الامر للباري فلقد رفعنا ايدينا نحن بنوالبشر ..

لايستطيع ان يتحلى بالصبر من اجله فهو لايعرف الصبر قط .. جربه مرة في فقد والديه وبالكاد بلغ حياته
حتى وقته الان ..
لايستطيع ان يسد فراغه .. فهو ليس مثله .. ليس مطلق ..
فذاك الطريح هو من سانده في حياته و اعانه على احزانه
كان خير رفيق في دنياه ... وخير خل لقاه في الحياة ..

رفع رأسه للسماء يدعو بصمت ..
يدعو ويأمل ان يحل الله ما تعقد عليه في اموره كلها ..
لتأتيه رساله اخرجته من تأمله .. ويفكر بإنزعاج بإغلاق هاتفه لانه لايحتمل تلك المهاتفات التي تسأله عن حاله
صاحبه وهو اجهل الناس بها ..

" تحلى بالصبروالامل ... ففرجه الضيق في خرم ابره ... كن حسن الظن بالله .. توكل عليه لن تحزن يومآ
شفى الله صاحبك وانعم عليه بالصحه والعافيه اجلآ غير عاجل "
زوجتك ..

ابتسم .. بحزن .. او ليس لهذا يمني نفسه بأن يكون بخير بعدها ..
وعد ياصبر وتوشحني واسكن فراغاتي الكثيره ..
وامتلآ يا بوح و بعثر سكوني الممتلآ جوفي ..
وتصلبي يا قوه بداخل عظامي و جمديني ..
فاليوم صعب وبعده اصعب ..وبعده لا اعلم مايكون عليه حالي .

الكل يرجو مني طاقه لااجدها .. ولا اعلم كيف ستتمثل بداخلي ..
خوفي ان افقد كل شيء في لحظه فقده هو ..
خوفي ان لا اتحلى بكل شيء هو لي وقتها ..

يارب الهمني الصبر .. يارب الهمني الصبر .



*****************************


توقف امام باب حجرتها ولايقوى على الدخول .. منظرها المصدوم كسرت همته بداخله
وارهقته وكأنه اصبح عجوزآ في ثانيه واحده ...
كل احزانه قد التقت في حزن ملأه وجهها .. واظلمت بداخلها نور حياتها ..
شعر بها تستسلم من اول موقف ..

ابتعد عن الباب و قد شعر برغبه في التعبير عن مشاعره ... ليس سهلا عليه
كانت فجيعه لاتحتمل ... لايعلم كيف تماسك حتى الان ؟
ذلك الاتصال السريع .. و الخبر المزعج الذي هب من اجله الجميع ..
الامر يستحق .. فإستعصاء المشاعر غير ممكنه في هذه اللحظه ..
شعر بالخوف .. لايعرف كيف يتعامل ؟
افجعته اخته اكثر .. وهو لايحتمل تلك الصدمات مرة اخرى ..
فكر في الكثيرين ان يحلو مكانه .. فهو اضعف من ان يلملم شتات اخته..
والدته .. نجمه.. سلوى كانت خياراته الضائعه التي لايجد لها صدى هو انه الوحيد الان في الواجهه ..
كل القرارات التي يجب ان تتخذ في حقها ... بيده هو ..

سحب نفسآ يزعزع فيه غصه تراكمت بحاجه للبكاء .. والابتعاد عن الجميع للصراخ
والاستكان لروحه التي تحتاج لتفريغ الكثير من الهموم التي تراكمت تواليآ ...


ادار كرة الباب .. ليتمهل في رؤيتها مجروحه مستكينه لغيبوبه الحزن التي لجأت
لها .. ليس هناك مايستعجله .. ؟
وقف امام سريرها وعينه على دمعه التصقت برموشها .. هي بالكاد تغفو اذا اصاب احد
مكروه .. فما لها الان تلجأ للنوم حلآ لاحزانها ...

اختي .. كان الله في عونك ..
فمصابك جلل .. لا اريد منك الكثير لتبقي معي في حياتك ..
كوني فقط صبوره .. هذه هي الحياة قد اخذت منا احبابنا في غمضه عين ..
و ليس لنا ان نرفض رحيلهم .. او حتى نعترض .
كوني متفائله و شكوره .. لان الله يأخذ ويعطي .. ولايحرم عبدآ من نعمه قط ...

تأمل وجهها الشاحب ..و هو يقرآ المعوذات ليقر عقلها و تفطن بأن ماتعيشه هو الحقيقه ..
مترنحآ في احزانه هو ايضآ .. يدعو الله ان يسهل عليهم ما اصابهم ..

لتقاطعه الممرضه التي دخلت لتطمئن على حالتها ... فسألها عن صحتها ..
لتجيبه : الضغط منخفض عندها .. رغم انه في خطوره على حملها لكن هي حالتها الان مستقره ..
على العموم الدكتوره بتمر عليها و تتطمن اكثر على حالتها ..

جفل سعود من دخول امرأه العاصف وهي تلهث .. لتقترب من ليلى ..
لتسأل : كيفها .. لايكون صاير شيء للجنين ؟
اجاب سعود وقد ابتعد قليلآ عن السرير ..
: الحمدلله .. كلهم بخير . ..
رفعت رأسها وقد تبادلت النظره مع سعود ومع الممرضه لتقول بسرعه ..
: اسفه .. انا سمر يا سعود .. تقدر تروح ترتاح ان بأبقى عندها .. واذا احتجت لـ.....

توقفت عن الكلام فجأه. . الاحتياج .. هذا هو الحبل الذي التف حول عنقها وافقدها لغه الكلام ..
اخيها في الطرف الاخر وزوجته تشاركه المكان ... ترنحت كل كلماتها ولم تتبقى الا الدموع اجابه
في الفراغ المناسب ..ليفهمها اصحاب الالباب .. بأنه لم يعد هناك حاجه للاخذ والعطاء في المساحات الفارغه ..

اومأ براسه وكأنه سمع الكلام حتى نقطه النهايه وفهمه جيدا .. وانصرف بلا اي كلمه تزيد على الوضع
لانه لايحتمل ...


***************************


رمشت للمره الاولى والثانيه .. و استبعدت تلك الاصوات التي تسمعها بأنها في حياة
دنيا .. لاتريدها .. لعلها اصوات بني ادم وهم يضعوني في قبري و يودعوني ..

تذكرت .. ولعلها تنسى بعد غيبوبه النسيان القصيره .. لكن كيف تنسى .. فروحها تصرخ داخلها
وقلب متوجع .. متوجع ذلك الوجع الجسدي الذي يجعلك تجفل فجأه وكأنه اصيب بنقره ابره حادة فجأه
يدمي .. يدمي .. يدمي ولا احد يعلم ...
إلتفت حولها لتجد والدتها تجلس ملتفه بعباءتها السوداء ساجده على الارض ... وهناك سمر يعلو صوتها تارة
بالقرآن و تارة يخفت بشقهات بكاء لتعود بعدها القراءه ..
إلتفت للجهه الاخرى غير راغبه في التنبؤ والسؤال .. كم نمت ؟
وكم فات من الدهر وانا غائبه عن الحي والميت ؟
و ماذا حدث ؟
هل انتهى كل شيء و صار الزمن ماضيآ كفيلآ بالنسيان ..
ام لعلي في البدايه بعد ...

ارتفع صدرها بـآهه استعصت على الكتمان قد انفجرت في الوجود الصامت و تمردت عليه راغبه في التحرر
من سجونها .. لتنطق بما ضاق الصدر ان يلزم به ..
لتنهض والدتها من على سجادتها فزعآ .. تترجم خوفها بدعاء تصاعد طويلآ ..
:إسم الله عليك يابنتي .. اذكري الله .. اذكري الله يايمه ..
توالت شهقات الخوف التي هزت سائر جسدها وقد سمحت لنفسها ان تضعف .. ان تفكر في حقيقه الوضع
بأن ماحدث هو واقع مجرده من كل الاكاذيب ..
بصوت باكي من والدتها التي انكسرت برؤيه ابنتها الوحيده تصارع الاحزان .. بضعف لايطيقه لا الروح ولا الجسد ..
: ليلى .. اصبري يايمه .. مابعد الصبر الا الفرج..

توقفت عن الحركه .. وحتى الدموع التي اغرقت وجهها قد علقت بين اهدابها متمهله ..
و ليقف كل شيء حولها .. و ليتقدم الصبر ..
متى يأتي الصبر ويتلحف أحزاني ؟
الصبر .. وآآه ياصبر ..
لتصلب مشاعري و تحولها لرفات ان شئت .
لتسقيني من جرعات لاحتمل .. مايمكن ان يقدم إلي ..
لاكون واقفه على ارضك .. لابد ان تمنحي بعضآ مما لديك ..
فأنا كالطيف سرعان ما تبددني الاحزان .
ويبعثرني الضياع في طريقه ..

نظرت في عمق اعين قد اغرقها الحزن من قبل .. بشفافيه رقيقه قد تغلفت بأحزان كثيره ..
كيف احتملت يا امي ؟
كيف احتملت .. كيف امكنك المضي والنسيان ..
كيف نبض قلبك مجددا للحياة وعادت روحك تسكنك ..
أهو الصبر ما تتكلمين عنه ..
هل استوطن ضعفك وحول بؤسك لامل تعيش فيه الاحلام .. .
هل انساك ابي .. هل فعل ..
لكن انا .. لا اريد .. ولا استطيع ..
لا اريد ان اكون اخرى بدونه ..
ليس عصيانا مني اوكفرآ .. فقلبي يأن ياامي .. يأن .. واقسم اني اسمع اناته ..
لا احتمل فقدانه .. هو مني .. بداخلي .. يسكنني .. فكيف اهجره هكذا ..

اخبريني بإختصار .. هل هو بخير ..
هل الم به الالم و سكن به حتى اخضعه ..
هل تحاولون ان تقولوا وداعآ من غير صوت ..
أسلمتم هكذا دون بقاء ..
دون امل او حياة .. اسكنتموه الارض من الان ..

ارتجفت شفتيها لتقول بصوت اثقلته الفجيعه ..
: ودوني له .. ابشوفه ..

تكلمت سمر التي بالكاد نطقت .. والتي اسكتها الموقف طويلآ ..
: ماتقدرين تدخلين له .. هو في العنايه ....
لم تبالي بكلامها .. لتقول بإلحاح اكثر وقد استعدت للنهوض معارضه كل شيء ..
تكاد تخلع الانابيب الموصله بإوردتها .. لتهب امها لمنعها و تهدأها ..
: الله يهديك يايمه .. لك نايمه وقت طويل .. قومي توضي وصلي وسدي جوعك بلقمه .. اذا كان مو عشانك
عشان ولدك اللي في بطنك .. وبعدها ربك يسهل عليك ان شاء الله .

هدأت انفاسها وهي تفكر .. لستند بيدها على والدتها التي لبت طلبها بلهفه وقد وجدت
اجابه سريعه على مقترحها ... لترى ابنتها وقد لجأت للصمت .. والهدوء فجأه ..
تصلي مافاتها .. و تطيل في سجودها وارتعاشات تصاحب شهقاتها الباكيه ..

من غير الله تلجآ إليه بعد ما قلت حيل البشر في انقاذ ما استعصوا عليهم انقاذه ..
وحده قادر على كل شيء .. قادر ان يخرجهم من عمق اليأس الى فسحه الامل ..
فسبحانك ربي ما اعظم قدرتك و مااجل شأنك ..
سبحانك ربي .. ما اكرمك و ما أرحمك على قلوب عبيدك ..
سبحانك ربي .. ما احكمك حين تقدر امرآ ليكون على عبادك ..


هدأت بعد صلاتها ولتسكين جالسه مقره بأنه بين يدي الله في عنايه الهيه تفوق عنايه البشر ..
لتقول بعدها بهدوء عجيب ..
: ودوني له الحين ...
ليسمع الاخرون كلامها بدون احتجاج او رفض .. هذه رغبتها وهذا ماتريده فليكن لها ذلك ..


******************************


لم تبالي مالوقت الان .. ؟
كل شيء تراكم عليها وخذلها الصبر والنسيان الذي كان ترجوه ..
اساسآ من يصبر في هذا ؟
إلى متى تنتظر لتفجع بخبر شديد ... صباح اليوم كان شديدا على المرء ان يتحمله ..
كانت تضغط على الجرس وتركل الباب بقدمها ولايهمها ذلك الواجب الاخلاقي في دخول منازل الاخرين ..
وبمجرد فتح الخادمه لها وهي مذهوله من الدخول العاصف لها ...
لتسأل و قد امتلأ وجهها بكل المشاعر ..
: وين فاتن ؟
اشارت الخادمه بصمت نحو الاعلى لتأخذ الاخرى طريقها بكل ثقه .. وتدفع باب حجرتها
لتقفز تلك الاخرى فزعآ .. وقفت في مواجهتها مواجهه غير عادله .. واكتفت بالنظر اليها لتتساءل
من اي البشر هي .. ليندس الشيطان فيها على هيئه انسان يصنع زيفآ و خرافه لكل من حوله .. ؟!!
هتفت فاتن بخوف ..
: اريام .. خير ايش صاير .. وشفيك وليش وجهك صاير كذا ؟
اجابتها اريام وقد خذلتها قوه لتكشف الخديعه بستار من الصدمه التي الان شعرت بقوتها

كم هو جارح ان تستقبل الضربه الموجعه والقاسمه للحياة من اقرب الاقربين والذي كنت تستدير له
بكل طمأنينه ليغدر بك ويغرز مديه الخيانه في ظهرك ..

استقرت دموعها في تجويف عينيها .. تكبحها بشده .. وهي تهز رأسها بأسف ..
تصارح نفسها بأن من الغير المقبول ان تذرف دمعه من اجلها .. فهي لاتستحق .
لايجب ان تمس براءه دموعها ..بتلك النقطه السوداء التي لطخت بياض الصدق ..
فأمثالها لايستحق شيئآ ...

تقدمت منها .. لتضع كل جروحها و ألمها وحزنها وكل مشاعرها المخدوعه في اشباه انسانه .. وتصفعها بشده ..
صرخت فاتن بإستهجان ..
: اريام .. انتي صاحيه ولامجنونه ؟ وشفيك ....

بحده صرحت بكلماتها ..
: مجنونه لاني وثقت فيك و دخلتك بيتي ... اثاري مو كل قريب يأتمن عليه .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك
حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. الله .. الله ...
لم تنطق تلك الدعوه التي جرحتها هي قبلها .. " الفضحيه " لم العجله ..
فماهي الا مسأله وقت فقط لكي ينتشر الخبر كالدخان وتغمم الحقائق ويظهر ماتخشاه .. او نصف ماتخشاه ..

تمتمت بأسف شديد .
: والله اني اشفق عليك .. كان الله في عونك ..
تركتها اسفه على مجيئها منذ البدايه .. العقاب والثواب ليس بيدها ..
هي ماتفعل ؟
هل تطفئ تلك الشراره التي اشعلت نارآ لظى بداخلها ولم تنطفى ابدا ..
ام لعلها تنسى ..
لا هذه ولا تلك .. فالامور كلها سيان بالنسبه لها ..
هي من ستدفع الثمن غاليآ .. غاليآ جدآ ..
ان خسر المرء .. علاقه لتحسب لبني البشر بشيء ..
ولاتدر لها بمنفعه منهم ..
اذا خلف الله الارض ومن عليها و حان وقت الحساب ..
فلاوقت للتراجع او مداراه الاخطاء ..

تراجعت بعدما القت عليها نظره اخيره .. و بنبره مخذوله ..
: استغفري ربك .. واتركي عنك تصرفاتك الغبيه .. و عيشي باقي حياتك وانتي مرتاحه ..
رغم اني ما اظن انك بترتاحين يوم يافاتن .. وانسيني .. ولا اقولك انسي ان لك بيت خاله و اقارب
لاني مااتشرف بأن وحده مثلك تكون بمثل اخلاقك ..

استدارت خارجه قبل ماتوقفها فاتن وقد شحبت ملامحها وانسحبت كل قوه كانت تتحلى بها يوما
: اريام .. والله خوفتيني .. ايش اللي صار .. ؟

فتحت شنطتها ورمت عليها السر الذي تعاظم امره وانكشفت خفاياه ..
لتحدق اليه تلك وقد ابتدأ اول فصل من فصول العذاب .. لتتجرعه بمراره اشد في كل لحظه من لحظات فصوله ..
وتهمس اريام وقد استبد بها الندم و شعرت بالتقزز من كل شيء حولها ..
: هذا اللي صار .. شوفيه يا بنت خالي ..

وخرجت .. وقد سقطت عنها اعباء الامس .. وباتت اعباء اليوم اشد واقسى .
بدايتها صدمتان .. الاخرى اقوى من الاولى ..
هي انكتبت لها الحياة .. حياة اخرى لتعيشها بكل مافيها ..
من الامس تعلمت درسآ .. وعبره ستأخذه طيله عمرها ..

وكل ماترجوه الان الخلاص للجميع .. والحياة لاخيها الذي تفديه بحياتها ان شاءت الظروف ..
سحبت نفسآ عميقآ وهي تدخل منزلها .. و ان خفت حزنها لكن دموعها خانتها في هذه اللحظه
هناك مايستحق الان ان تذرفه ..
ان تبكيه وان تتنازل من اجله ..
كم هو موحش منزلهم الان ..
وكأن ضبابآ كثيفآ من الاحزان قد لفته ..
وغمامه كبيره من الظلام قد غطته ..
حقآ .. للاحزان دلائل خفيه .. و علامات ظاهره ..

جلست في الحديقه .. تبكي .. اخيها الذي هو بين يدي الله الان .. ولاشيء غيره تبكي عليه ..
لا مجال لان تكون هي او هم .. فقط هو .. هو ...

تذكرت شيئا هامآ من بين دموعها الصامته .. فهبت الى فعله رغم ان قناعتها تقول بأن لاحاجه بها لفعله ..
فلاحاجه للتبرر للغير مافعلته هي او مافعله الاخرون .. ألم تكن الاساس هي الثقه بالنفس ..
او مالخطآ الذي ارتكبته او سوء الفهم الذي صدر منها او من غيرها ..
لكن لابد من ذلك الامر لتزيل تلك العكره التي اصابت صفو حياتها ..
ولكي لاتمس شائبه اي كانت بمسمى اخلاقها وتربيتها الطاهره ..
فهناك من يستحقون بأنها تتفاخر بهم الان .. عائلتها .. والدها و والدتها و الاهم الان اخيها ..
هو من هيبته تلك تظلل حياتها بأمان .. وبوجوده او فقدانه ستكون له الهيبه مهما حدث ..


****************************


هبط قلبه للقاع وقد اقترب من صاحبه الذي غاب عن وجوده بشكل دارمي بحت ..
دخول مرتقب .. و استعداد حذر .. تعقيم وخلافه .. يقف ناظرآ مستنظرآ للحياة التي بدأت ضئيله جدآ الان ..
لا يفصله عنه الان سوى خطوه واحده ليهزه ويدعوه لمشاركته الحياة ..
لكن هل سيستجيب لهزاته و رغبته له بالعوده دونما فرار ؟!!
ارتجف فكيه وقد نظر له بشمول .. وقد تمزق فؤاده الى اشلاء .. وقد نام مطلق مطبق الجفنين
نومآ لا اراده فيه .. نومآ لا يرتجي فيه الحياة .. حتى الالم الذي ملأ جسده لم يعد يشعر به ..
فما الموت الذي يطلبه اكثر من هذا ؟

استجاب ناصر لتلك الاصوات المزعجه .. ناظرآ بخوف لتلك الاجهزه التي اخذت مكانآ رفيعآ في عالم الطب ..
نبض و طنين و عذاب لايحتمله اي كان ..
وقد امتدت الانابيب لتوصل بجسد صاحبه الذي لو اختار مابين هذه الحياة او الفناء لاختارالاخرى مستجيبآ ..
و مرحبآ ... ليس تهلكه من يريد بها انهاء حياته .
لكنه عجز ان يواجه حياته بمثل هذا الضعف ..
قدره قد خلقها الله عليها واعتاده .. ولن يتقبلها مهما كان ايمانه ..
وان اعتاد .. فيحتاج لوقت طويل .. طويل ولا يضمن فيه الارتداد ..

تنهد .. وقد همس بإسم صاحبه يناديه .. ليتكلم معه ..
: بتتركني .. من لي غيرك ياخوي بعد الله .. لمين تترك اهلك يا مطلق .. ارجع وانا اخوك
كلنا في حاجتك ....

شعر بأن لاحاجه لكلام .. ليس خوفآ من ان يمسه الجنون ..
أو حرجآ ان تقع عين مخلوق عليه ويشكك في عقليته
او عدم حاجه لقول ذلك .. لانه ليس هناك متنفسآ لحاجته ان يبوح بها .. ولن يجد صدى لقوله او اجابه لها ..
بل يأسآ استبد به للحظه قد مرت وتركت اثرها في قلبه ..
يأسآ بأن لاعوده ..
بأن لاطريق للرجوع .. ولاحياة يأملها وقد سكن الموت في حناياه ..

تأمل صاحبه وقد كره نفسه .. لذلك الضعف الذي لايرحل عن قلبه ..
لذلك الضعف الذي تحكم به .. وجعله مهزومآ ..
لذلك الضعف الذي سيطر على عقله واستبد بأفعاله وجعله يقع في الاخطاء رغمآ عنه ..

تهاوت دمعة من عينه لحاله هو قبل صاحبه ..
مقرآ بأن حالته الان لاتفرح ..
لو اتبشر من اجل الغد .. من اجل اعباءه الكبيره التي بدأت تتضح وتنجلي عنها غمه الاحتمال ..

واستدار عائدآ من حيث اتى .. مكتفي بنظره وداع اخيره لصاحبه الذي لم يشعر به حتى ..
متجاهل برغبته نغمه رساله قد صدرت من هاتفه ... يرمي قناع تكمم به و سد مجرى انفاسه ..
و ليسقط معه متهاوي بضعف .. ضعف كان لابد منه ليحاسب قوته التي هربت منه وهو في امس حاجه لها ..
واضعآ رأسه بين يديه وقد احتبس شهقات رجل .. رجل .. رجل .. سيخرج من قمقم المعروف عنه
و يهب نافضآ كل ماهو كاتم وخانق ومبعثر لرباطه الجأش ..
ويعبر عن حزنه بأبسط شيء عند الجنس الاخر ان يذرف ..
دمعه .. كانت هي حكايه حزن أليم قد سكن قلبه .. و بدأ يتفشى فيه كمرض مريع ..


كيف لحياتنا ان تتعلق بدون ادراك بشخص ما .. نعرف بالفعل قيمته ..
ولهذا من المستحيل ان تعود الحياة قيمه الا بقيمه وجوده فيها ..
آآه يامطلق .. نحن الان نبدآ في الانجراف لدوامه الحقيقه ..
الحقيقه المره .. التي هي بإختصار شديد هو فقدانك ..
فقدانك الذي بدايته فقدان عقولنا و أماننا في هذه الحياة المخيفه ..

استرجع صورته الثابته وهو يسمع اصوات قد اقتربت من الدخول .. ليسمح وجهه بطرف شماغه
متلبسآ الثبات والهدوء .. ليقف متأهبآ .. وينظر بثبات لاعين كانت فيها بعض من الهدوء والرزانه .. والقناعه التي يبحث عنها

بدون ان يفقد عقله وإيمانه ...
اومأ مرحبآ .. وبعدها اخفى ابتسامته لتلك التي تتنظر خلفه .. عرفها بسرعه وابدى تجهمآ ..
هو الرجل لم يحتمل فكيف بها هي ..
هز رأسه بلا .. لسعود الذي وقف حائلا بينه وبين مطلق .. وكأنه يقول في كلمات لايفهمها سواهما ..
: الحال ما يطمن .. ماتقدر تتحمل .. ارجع ..
لكن سعود عاد واجاب بخيبه ارتسمت على وجهه .. بأنه قرارها هي .. ولاحيل له في مجادله زوجه تشتاق
لرؤيه زوجها بأي هيئه كان ...

زفر مشاعر اثقلت انفاسه .. وابتعد عن الطريق ... راجيآ بأن تكون هي افضل مماكان هو عليه ..



**************************

مصيبه هـــ .....
لآ غديت بين حلمك و واقعكـ ..
لآ وآقعك .. يحتمل ..
ولآآآ حلمكـ يكتمل ... !!!


كانت تسير بمفردها والناس حولها يمشون .. ويقضون حوائجهم ويتحدثون ..
وهي تحادث قلبها و تتشاطر مع عقلها الافكار لعله ينصفها فيه و يتركها منتصره على الاقل ..
هدوء خارجها وسكون .. بعثره و عواصف تلعب بجنون بداخلها ..
وهي وحيده .. تتلاطم بها امواج مابين الشوق والخوف ..
مابين الصبر والجنون ..
مابين القوه والضعف الذي ارخى عضلاتها و هبط بقلبها القاع ..

نفسآ واحد وشهيق اخر تنشد العزائم ان تهب معها ..
وتتوسل القوه ان تقف امامها ..
خطوه وتتبعها اخرى .. و عوده للخلف و من ثم للامام ..
ولم التفصيل .. وهي الان في وكر تخادعها فيه الاحزان ..

فكرت في لحظه تردد ..
ذرف الدموع عادي في موقفها ..
البكاء والنحيب امر طبيعي ..
الصراخ .. خارج عن العاده لكن مألوف و ممكن حدوثه ..
الوقوع ارضا من هول الصدمه .. يحدث كثيرآ فلا حرج عليها ..
الصمت .. يبدو غريبآ لكنه صدمه في الواقع .. مرض نفسي يعود بالكثير من الالم ..
العوده .. والرجوع و معرفه نقاط ضعفك .. امر عقلاني يجب دراسته بتمهل ..
لاعيب فيه .. ولاخجل فيه من الاساس ..


الشوق والامل .. سلاح ذو حدين .. وحش بهيئه جميله .. يغدر بك في غفله من عقلك الحذر ..
والصعاب ... صعب تداركها إن لم تدرك انك مختلف .. مختلف في مواجهتك لتجاربك ..
متغير بتغير الظروف .. لااحد منا صامد للابد .. ولاحد منا معصوم عن الانحدار فيما هو متوقع منه ..
ليس الخروج عن المألوف امر مستحيلآ حدوثه .. الغير المألوف انك تبقى مثلما انت دونما تغيير ..


شعرت بالغثيان من تلك الرائحه .. تعقيم بلغ حده ليصل لانفها بدون رغبه في الدخول .
كان اشاره بخطوره الموقف ولكنها لم تتراجع ... متحديه الاشارات التي ومضت في طريقها ..
لكنها دخلت .. مصره و مصممه .. كتف بكتف .. مع اخيها تنشده سندآ وهو ينشدها أملا وصبرآ عظيمآ. .
عظيمآ .. لان القوه ستنسحب منه بمجرد رؤيتها له ..

و ما إن دخلت صور لها عقلها بأن الظلام يلتف بها .. وقد نفي اخيها من قربها
وبقيت هي ... وشخص اخر بعيد عن مراى نظرها بوضوح يقبع تحت نور ضئيل ..
لوهله ازعجتها سماع نبضه .. ولوهله عشقت تلك النبضات..
حيه كانت وان سكنت جسد يخيل اليها بأنه ميت .. ميت من النظره الاولى ..
صور مختلفه و الحدث لايتغير ..
أغمضت عينيها لتصدق بإن ماتراه هو حقيقه .. حقيقه .. تخافها كثيرآ .. تخافها حتى الموت
الموت الذي تحاول ان لا تراه وهو يقترب منه رويدآ رويد آ ..
نبض قلبها معه .. بل زادت حتى باتت تسمعها بضجيج عالي ..

هو .. هو ... و إن لم يكن هو .. فالصوره مدهشه
استنساخ هائل لصوره كانت لمطلق بهيئه مختلفه .. فيا سبحان الله ان كان يشابهه حتى ...

مايحدث امر طبيعي .. التفتت حولها تتساءل هل ماتراه امر طبيعي .. !!
بل عكس ذلك .. اقتربت اكثر متجاهله يد اخيها التي حاولت ان تثنيها ..
و مال رأسها بأسف على حاله ليست ما كانت تتوقعه ولو قليلا ..
و هدأت وهي تحاول ان تقنع نفسها بأنه امر طبيعي .. امر طبيعي ..

مطلق .. ذلك الذي رأت صدره العاري لكثير من المرات دون ان تجد ثغره فيه او حتى شيئ يعيبه ..
مطلق ذلك الذي وقف امامها بطوله الشامخ و ابتسامته النادره ..
مطلق . .. مطلق ... مطلق .. واين هو مطلق من كل هذا ؟!!!
سقطت دمعه لتستقر على فراشه وتختفي ..
لا ..ابدا .. ابدا .. ابدا.. الامر ليس طبيعي ..
ليس طبيعي .. ان يكون هكذا ..
ليس طبيعيا ان لا اجد مكانآ سليمآ استطيع لمسه فيه ..
ان لااجد موضعآ دون ان تتمركز فيه الدماء والالم ..


بكت بصوت مسموع و ارتجف وقد استندت على سريره وقد ارتخى جسدها للسقوط بعدما انسحبت
القوه من قدميها اولا ..
تحاول ان تنظر الى عينيه المغلقه وقد ضللتها الجراح .. و احاطت برأسه الضماد .. وبقع وكدمات هنا وهناك ..
لمست يده بدون اراده منه لتعود إليها اصابعها المرتجفه بخوف .. بخوف منه .. خوف من ان تؤذيه وتزيده ألمآ ..
خوفآ من برودته التي سرت في عروق دمه ..
خوفآ من ان الاشاره الاخيره التي تقول لها .. هل لك ان لا تصدقي الان كل هذا ؟

وهمست بإسمه وقد سقط فكيها بثقل لايحتمل ...
رفعها سعود من كتفيها ...
: اذكري الله ... اذكري الله وانا اخوك ..
ارتفع صوتها بصوت باكي وهي تذكر الله ايمانا به .. وايمان بالقضاء والقدر ..
بعدما اصابها بعضآ من اليأس بأنه الرحيل .. الرحيل الذي كانت تهاوده منذ قليل ..
ذلك اللي فغر فمه لينقض على مطلق ويهب للوداع الاخير ..

اوليست هذه الخلاصه .. الايمان .. بأن كل قدر اصابنا هو حكمه وابتلاء من الله جل في علاه ..
ولا مناص من ذلك ...

انطلقت شهقه معذبه من داخلها وهي التي حاولت ان تمنعها بشتى الطرق لكنها لم تستطع ..
اقسى شيء ان تودع شخصآ ما ببطء شديد .. رويدآ رويدا حتى تقتنع بالرحيل الاخير ..
وكأن كل شيء يجف فجأه .. و لا حياة اخرى تعيشها ..


هل سلموا الامر وانتهى كل شيء فلا يسعنا سوى الانتظار فقط تلك الكلمه للنهايه ..
هل مات اخيرآ ..
هل انعدمت حواسه بيننا ..
هل نجرده من الحياة هكذا .. كيف سيقوى قلبي .. كيف سيطاوعه على الرحيل بهدوء ..
لو شئت لارتحلت معه ولن اودعه ..
سأرافقه حيث يكون .. ولن ارضى بفراقه ..


ليلى اي وداع ذلك الذي تنتظرينه بعد .. يكفي ... يكفي ... يكفي ...
يجب ان تصدقي ان مطلق قد استعد للرحيل فأطلقي سراحه لتواصلي الحياة ..
هو معك في كل شيء .. في كل لحظه .. هناك في زوايا حياتك قد وضع تذكارآ ما فيه ..
في قلبك قد وضع حبآ .. قد رأيتي حلمآ في عينيه بأنك تسكنيها ..
ليس حكايه تلك التي ترينها بكل مافيها .. وليس مشهدآ تراجديا محزنآ بل يقطع نياط القلب من الحزن ..
بل هو لايتعدى الحلم .. حلم مبعثر كونته مسارالمشاعر التي تصدم فجأه فتهدم كل شيء في طريقها ..
ولاتضع اي حسبان اوقيمه كانت لها تلك البعثره ..
قوافي تسمعينها .. قوافي تسوقها قوافل الموت ..
مازال اللحن يتردد في ظلام الذكريات ..
تمدين يدك اليها ولاتعودين الا بحفنه منها .. تصيبك بالشجن والحنين ..
ومازال هو يعزف للامس البعيد ..
ومازالت نبضات القلوب تساق الى حواف الخطر ..

ومازلت وما زلنا ؟
أين الاختلاف الان .. الرحيل اليوم ام غدآ ,,,
بل اين فواصل الشبه والاعتراف ..فالروح والجسد على مفترقات الرحيل ..
تتدارك الخطى ...
وتهب كالريح بين قوافل السفر ..
تطايرت ذرات الذكرى .. لتجدد مقبره الوداع .. تفسح المجال هناك لهيبه الفناء .
رتبت قوافي الموت كما يجب ..
وابتدأ الطرق على ابوابها .. متوسله البقاء ..
لكنها مجبوره على الرحيل .. تتردد في الفضاء بعضآ من قوافي الموت ...

فراقك مسمار في قلبي
عذاب أن أحيا من دونك
وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..
يبقى أملي الوحيد
معلقا بتلك الممحاة السحرية
التي اسمها الزمن
والتي تمحو عن القلب
كل البصمات والطعنات
كلها ؟



هكذا كانت البدايه .. فقط البدايه .. ولعل الزمن يسرع و ينجو بنا ام لعله يطمسنا في خطوطه الغامضه العميقه
وكان ماكان ولن يكون اين مما حدث خطأ او نكران ...
فمرت الايام تتلوها الايام و تلاحقت الازمان بعدها تتسارع تتواليآ لتكمل دائره اليأس وينقطع الامل ..
ولاتغيير لاي كان .. سوى خطأ في توقعات الاطباء بأن صمد مطلق اكثر مما كان متوقع له ..
وان تنبؤاتهم لم تتعدى سوى اخطاء علميه بحته هذا هو السائد فالارواح لاتؤخذ من الجسد إلا بيد من وضعها فيها ..
طال الزمن او قصر ..


خلاصه القول يااولي الالباب .. فليس هناك شيئا يقال بعدها ..

" يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاه ان الله مع الصابرين "



**************************




... < ضع أمنيتك في سجدهـ .. ثم انسها !
و اعلم ان الله لاينساها بل يؤجلها لحينها ..!!


بعد مرور ثلاث سنوات ...

وقت طويل .. قد اتضحت معالمه جليه للجميع ..
قد سكنوا الى الواقع الذي لا مفر منه وساروا مع ركب الحياة التي لانتتظر احدآ ..
هكذا هي الحياة .. وهكذا هو قانون الطبيعه ..
لاداع الى تخزين احزاننا والتوقف عن الحياة .. فهي لن تلتفت الينا متوسله ان نعيش فيها
او تشعر نحونا بالشفقه على قسوتها ..
لم يكن احد متحكمآ في نهايته يومآ .. فالحياة ماهي الا مجرد كتاب ..نعيش صفحاته بترتيب
ولايمكننا اختيار صفحتنا التي نشاءها .
وهذا مافعله الجميع ...


فتح لها الباب لتخرج بصعوبه وقد اثقلت ببطن كبير وبارز ..
اخفى ابتسامه شقيه تراقصت على شفتيه وادعى انه يرى شيء خلفها .. مهملا النظر اليها ..
يعرف كم هي حساسه في فترتها هذه .
لم تعد تحتمل اي جدال يرهقها ..
لايلومها ابدآ .. بل على العكس فهي تتذمر من حنانه المبالغ فيه معها ..
قالت بهدوء لايخفى فيه ابدا نبره غضبها ..
: تقدر تضحك .. لانه بعدين ماعاد فيه ضحك ..
بانت صفي اسنانه بإبتسامه واسعه... وهو يدافع عن نفسه ..
: مااقدر امسك نفسي كلما شفتك ... علشان كذا احبك واموت فيك ..
وقفت بجانبه وقد تنفست بصعوبه من ثقل حملها الذي لم تعتد تطيقه..
: ايه اضحك علي بكلمتين .. اشوف فيك يوم ... ؟!1
ضحك بصوت عالي هذه المره .. وهي تشق طريقها بصعوبه متذمره من اسلوبه الذي يزعجها به ..
لحق بها وقد التفت يده حول خصرها العريض .. قائلا بأسف ..
: فديت الزعلانين .. يعني ترضين اكون حزين ومبوز طول الوقت .. مو كفايه فخر لك انك مصدر ابتسامتي كل وقتي ..
ضاقت عينيها ثم شعت بإبتسامه عريضه .. ودفعته بلطف متجاوزته بخجل ..
: ابعد عني .. تأخرنا على الجماعه .. ايش بيقولون عنا ؟

ابتسم وقد شعر بحب عظيم ناحيه هذه المرأه التي احتلت جزء كبير من حياته واصبحت شغله الشاغل
وعلمته ان الحياة ممكن ان تكون جميله ان جعلوها هم جميله ..
: بيقولون اثنين يحبون بعض .. ومايقدرون على فراق بعض ابد ..
همست له بصوت خجول .. وقد اصبحت حياتها معه شيئا اخر ..
: الله لايحرمني منك ..

فتح باب فجأه ليحدق الاثنان في وجه صغير مستدير وقد تطاير شعره الاسود الكثيف ..
وقف الصغير وفي وجه ابتسامه ... وكأن ذعر لاكتشافه هروبه .. فأسرع عائدا من حيث اتى ..
قبل مايلحق به ناصر ويمسكه وقد ابتسم له ..
: حمودي .. مو عيب .. سلم على عمك ؟
تكلم الطفل بصعوبه ..
: بابا .. بابا ..
ابتسم .. و قد اخفى حزنآ بداخله وهو يتأمل شكلآ ظاهرآ واضحآ لهيئه صديقه ..
شعره الاسود وعيناه السودوان التي تحمل براءه تصهر القلوب ..
و بشره بيضاء ينسبها لوالدته اكيد ... يا الله كم يحب هذ الطفل اكثر من نفسه ...

قاطعته .. وقد رأت منه تحديقه الطويل بالطفل ..
: ناصر .. كنت افكر واقول لو جبنا ولد ماراح تحبه اكثر من محبتك لاحمد ..
ابتسم ناصر وقد حمل الطفل يلاعبه وذاك يضحك مستمتعآ ..
: هذا ولد الغالي .. كيف مااحبه ..

تجهمت وقد اعتراها الحزن هي ايضآ ... من بوحه المباشر ..
هي تقدر تلك المحبه التي يحملها لصاحبه وتعجب بها كثير في معظم الاحيان..
لكنها لن تساوم على حبه لاطفالها ومقارنتهم بالغير ..

ادركها ناصر وقد استشعر عن صمتها المفاجئ ..
: ودادي لا تتعبين نفسك .. الظنى غالي اضمن لك اني احبه اكثر منك بعد ..

ردت عليه بإنزعاج ..
: حتى انا ؟ بحب عيالي اكثر منك ..
ضحك لها وقد انزل الطفل الصغير الذي احمرت خدوده من كثره تقبيله واحتضانه
وقال بصوت حازم بعدما دنى لمستواه..
: حمودي .. لاتخرج من دون ماتقول للماما .. خلاص يا بابا ..
كرر الطفل كلامه مره اخرى وهو لم يستوعب مايقول ..
: ماما ... بابا ..
وانطلق مترنحآ في خطواته الغير متزنه ..
فعلقت وداد ..
: عاد بيفهمك .. .. كررت قوله خلاص يابابا ...

سمعت ضحكات البنات من الداخل فصرفته وقد اصاب قلبها الغيره من اصواتهن العاليه
التي تصل لاسماع زوجها ..
: روح المجلس ياناصر .. بوصي الخدامه تجيب لك القهوه ..

قفز حاجبيه يستفز فيه غيرتها الواضحه .. فرمقته بنظره منزعجه واغلقت الباب في وجهه ..
ليهز رأسه ضاحكآ .. ليدخل ويرى الجميع امامه .. الا صاحبه الذي غاب .. غاب طويلآآ ...

لايعلم لما يذكره كثيرآ هذه الايام. .
لن يدعي انه ينساه .. رفيق عمره كيف به ينساه بسهوله ؟
حنين وشجن قد هزت اغصان الذكريات وتلاعبت بها .. وهو ينظر لها في زوايا مجلسه ..
ليسمع الحوار الذي ارتفع بين ابو نايف و سعود ..
ليبتسم ويدخل متنحنحآ بصوته الجهور ليصرف اهتمام الجميع اليه راضيآ ..


**********************

كلمآ اشتاق لمن آحب ...
أأقول لقلبــــــــــــي ...
إخفق ~ برفق ~
فإن ..
" أحبتي قد سكنوآآ فيـــــــــــهـ "


وقفت امام خزانته لشيء ما تريده ولكن لاتعرفه ..
أغمضت عينيها محاوله ان تتذكر لكن الامر صعب عليها واجهدها فجلست على الكرسي مقابل للخزانه المفتوحه
والتي تظهر فيها ملابسه .. لتحدق فيها راسمه صوره له في كل ثوب قد ارتداه و لم يرتديه من قبل ..


دخلت عليها شقيقتها لتقاطع تحديقها ولترميها الاخرى بنظره بائسه .. ذكرتها بنظره فيما مضى
كانت لها مثل المعاني هذه اسى ممزوج بشفقه قد اغرقت عينيها ..

: ليلى تعالي كلي لك لقمه ..
هزت رأسها رفضآ وهي مازالت تحدق في الخزانه المفتوحه .. لتترك سلوى مابي يدها على التسريحه و تقاطع افكارها
بأن وقفت امام الخزانه وتقول بتوبيخ واضح في معالم وجهها ..
: انتي وبعدين معك .. بتموتين نفسك من الحزن .. بدل ماتدعين له .. تبين تلحقين فيه
وجدت اثرآ محزنا على وجهها لكن القسوه ضروريه لكي تحجب عنك الكثير من الالم ..
اكملت بعتب ..
: بقولك شيء .. تسمعينه او لا فأنتي حره ..انتي في امتحان كبير من ربك ..لانه قادر على انه يشفي زوجك
لكن اعرفي اذا ماكتب الله له الحياة ..فيه حياة ثانيه بداخلك هي اللي بتعوضك عن اللي بتفقدينه ,..



شعرت بأنها تهتز لتستيقظ من سباتها وتعود لواقعها لترى سلوى بوجهها المتورم من البكاء ..
سألت ليلى بخوف ..
: سلوى وشفيك ؟
جلست بقربها وقد اصابها اليأس فجأه ..
: تعبت من امي .. كل يوم وهي بسالفه جديده وعريس جديد .. والله نكدت علي عيشتي ..
ابتسمت ليلى وهي تضم يدها الممتلئه و تهدأ من روعها ..
: انا ودي اعرف بس انتي ليش رافضه كل اللي يتقدمون لك .. والله ان بعضهم ماشاء الله عليهم ماعليهم عيب .
هتفت سلوى بإنفعال ..
: مابي اتزوج .. هذا ماهو سبب كافي .
ابتسمت ليلى والتي شعرت بأن هناك سبب كافي بالفعل لديها لتقنع به و ترفض الجميع
وتهز رأسها بصمت ..
: طيب هدي اعصابك .. اكثر من مره اقول لك مابيصير شيء من دون شور جدي وسعود .
تنهدت سلوى ولكنها لم تشعر بالراحه ..
فانصرفت مستسلمه لبؤسها الشديد .. وتركت ليلى لافكارها تشد نفسها عن الماضي محاوله ان تنسى
لكنها لاتفتأ ان تنسى حتى تسقط قطعه من الماضي امامها لتسرده امامها دون ان تعلم طريقه لايقافه ...

تنهدت وقد عادت للتحديق مجددا .. لتقاطعها نجمه وقد امتلأ المكان بصوتها المنزعج
وقفت امام ليلى تتبادل معها النظرات .. تخاطب موجز مفهوم بين الاثنتين ..
صداقه لاتأتي وتذهب هباء .. صداقه يمكنها اختصار المسافات للتواصل والعوده من جديد ..

كظمت ليلى مشاعرها مكرهه وابتسمت لها ... لتصارح الاخرى بدون مقدمات ..
: وانتي وشفيك حاطه يدك على خدك و تبكين على الاطلال ..
حزنت لتلك الكلمات التي خرجت من فم صديقتها والتي اشعرتها بالفراغ فجأه ..
لكنها اجابتها بهدوء يماثل ماتعيشه اللحظه ..
: كنت افكر بأشياء كثيره ..
قاطعتها تلك بطريقه فوضويه ..
: ادري كنتي تفكرين في مطلق .. اساسآ متى تقدرين تنسينه ومتى تتذكرينه احسك طول الوقت جالسه تتذكرين فيه
وكأنك تعذبين نفسك ... ياااختي ليش احسك غير كل النسوان ..

ابتسمت ليلى و سألت ..
: يالله انتي الثانيه وقولي اللي عندك .. اكيد فيه شيء مزعلك ..
انتظرتها للحظه وكأنها تبحث عن شيء او بالاحرى تحاول ان تكظم غيظها ..
: هو في غيره .. اخوك اللي ذابحني ..
ليلى بهدوء ..
: ايش اللي صاير الحين . . ؟
زمجرت تلك .. بصوت ناقم بالفعل ..
: قاهرني ببروده و رافع ضغطي .. كل ماقلت له شيء عاندني .. مايحب يسمع الكلام .


تأملتها ليلى وتركت مكانها لتوقف بجانبها ..
: انا اشوف انك عنيده .. نجمه .. لازم تفهمين ان الرجال مايحبون الواحده اللي تستغل نقطه ضعفهم وتعاملهم بطريقتك.
هتفت نجمه بدفاع ..
: اي نقطه ضعف تتكلمين عنها .. . انا اساســ ...
قاطعتها ليلى ..
: سعود يحبك .. ومايحب يزعلك .. لكن لاتعاملينه بدون احترام .. لانه في لحظه بينسى حبه لك .

لانت ملامح نجمه .. لتمسح عينيها قبل ان تجتمع فيها الدموع وتحاصرها ..
: والله ماكنت اقصد ان اقلل من احترامه ..
ليلى : انا فاهمه .. لكن لو غيرتي معاملتك اكيد بيتغير .. وقولي ليلى قالت ..
ابتسمت ..لها لتكمل الاخرى ..
: هذا اللي كنتي تسوينه مع مطلق .. انا اقول ...
اسكتتها ليلى بحركه من يدها ..
لكن نجمه لم تقنع ابدا .. لتتحرك خلفها بدون يأس ..
: وانتي ليش زعلانه و حابسه نفسك عن الناس .. ؟ ترى وداد جات و البنات ماقصروا في المطبخ
وهذي ماهي عادتك تجلسين لحالك ..

قاطعتها ليلى بهدوء اصبح طبعآ سائدا لكل مشاعرها وكأنها تحارب ضعفا بهذه الطريقه ..
:الحين انزل .. انتظريني شوي ..
كانت في طريقها الى الحمام .. لتسأل نجمه التي وقفت امام المرآه .. تتأمل نفسها ..
: شفتي احمد في طريقك مع سمر .. تركته معها ..
لوت فمها بحيره وبعدها قالت ..
: مااظن شفته معها لانها كانت في المطبخ مع خديجه ..

تأففت بإنزعاج .. وخرجت تبحث عنها لتجده في طريقها مع وداد ..
ابتسمت براحه وهي تضم وداد وتسلم عليها بحراره ..
: والله هالولد مجنني ..وسمر هذي مافيها خير .. احطه في عهدتها و تتركه يروح عنها
وداد بإبتسامه وهي ترقب حركات ذلك الصغير الذي اسر قلوب الجميع ..
: ماتصدقين وين شفناه انا وناصر ..

تدخل ذلك الصغير وهويشد ملابس والدته ... مثيرآ ضجه بكلامه المتلعثم ..
: ماما ... بابا ناصر .. دا بابا ناصر ..
جلست ليلى لمستواه ويدها تداعب شعره لتشعر بفقد فجأه .. لم تستطع ان تكبحه ..
: قول عمو ناصر مو بابا ..
هتف الصغير بحماس ..
: بابا ناصر ..
ابتسمت بإنزعاج لتعيد عليه ..
: لاتقول بابا .. قول عمو ..

ابدى الطفل تذمرآ واضحآ لتصرخ عليه منفعله ..
: مو كل واحد تشوفه تقول عنه بابا ..
تدخلت وداد بلطف .. تهدأ من انفعالها ..
: ليلى .. هدي نفسك الموضوع مايستاهل ..
وقفت ليلى و هي تحرك شعرها بفوضويه لم تعتدها ..
: لازم يفهم مو كل واحد يناديه بابا .. تعبني ماعاد يعرف من خاله ومن عمه .
علقت وداد بلطف ..
: اكيد بيفهم .. لكن صبرك عليه ..

شعرت بأن الضيق قد احتل جزءآ كبيرا في قلبها لتنصرف تاركة وداد مع طفلها الباكي ..
تحاول ان تبتعد عن الجميع و تخاطب نفسها بأن تهدأ ولو قليلآ ...
ان تتمالك مشاعرها وتعزلها عن الاخرين .


عادت مره اخرى الى حجرتها .. لتقف بعدما سمعت ضحكه نجمه الخجوله التي لاتسمعها كثيرآ ..
وتقف تسمع ذلك الجدال المحبوب بين الزوجين .. ذلك الجدال الذي اشتاقت له مؤخرآ ..
لتطرق دمعه باب لاشتياقها .. مدعيه السلام ولاغيره ..

***************************


أصبح الصوت واضحآ ونقيآ وهي التي تجاهره فجأه بحبها ..
لم يمض على زواجهم الكثير لكنهم على الرغم من ذلك يبدون وكأنهم متزوجين منذ وقت طويل ..
هدأت أنفاسها وهو الذي لم يستوعب ماقالته بعدها ..
سأل بهدوء ..
: ايش قلت ؟
ارتفع صوتها بإحراج ..
: سمعتني اكيد مالها داع اعيدها مره ثانيه ..
ابتسم بإحتجاج ..
: لا ماسمعتك .. عيدي اللي قلتيه ؟
شعر بصمتها للحظه لتنطق بإندفاع ..
: أنا احبك ....
زادت ابتسامته اشراقآ وقد استجار بالجدار ليسنده ومشاعره التي كادت تجن ..
: اممم .. صراحه فاجئتيني .. نجمه واخيرآ تعترف بحبها .
كان ينتظر منها ردآ قاسيآ لكنها اجابته برقه غريبه عليه ..
: لا مفاجآه ولاشي .. مادام فيني نفس بقولها لك دائما حتى تزهق مني وتقولي انت اني ما اقولها لك مره ثانيه .
اشتعل شوق بداخله لرؤيتها .. فهمس لنفسه بأن اصبر على مشاعرك وتمهل في فهمها جيدآ ..
ليجيب بهدوء ..
: وانا مجنون علشان اطلب منك طلب مثل هذا .. ماتقدرين تطلعين شوي ؟
ضحكت برقه وقالت ..
:ليش علشان اصير مسخره للبنات .. خلنا كذا احسن ..
قاطعها بلهفه ..
: لو قلت لك مشتاق لك .. بتختاريني انا ولا البنات ...
شعر بصمتها طويلآ .. عندما تحرك من مكانه ..
ليقول حينها مقتنعا بعذرها ..
: خلاص .. اكيد بشوفك بعدين ..
قاطعته وهي تلهث وقد اصبح صوتها اكثر وضوحا,,
: لا وين رايح ؟ نسيت اقولك اني غبيه لو اخترت البنات عليك .. مافي احد يهمني في الدنيا غيرك ..
فلاتطولها وهي قصيره عندي ..

ضحك لتشاركه الضحك .. وليرتفع اصداء ضحكتان ممزوجتان بجنون وعشق غريب ..
إلتفت وراءه ليجدها تقف امامه باسمه .. متلاعبه بإعصابه هذه الشقيه .. لم ترسي به الى بر قط دون رحله
متعبه ... زفر نفسآ مريحآ واقترب منها خطوات قليله .. تاركآ كل شيء خلفه ..
يفكر في تلك الاتعاب التي ولت .. تلك العقبات التي واجهته في حياته مسبقآ والذي تتوعده بالحضور مستقبلآ
وهي من تكون بقربه .. هي من تكون رفيقته في الحياة .. على الرغم من صعوبه طباعها لكنها بالنسبه
النكهه الذيذه التي يستسيغ الحياة بها ...



**************************



ياليت للصمت صووووووت .. وتسمعني ..
وياليت للخيآآآآآل صورهـ ... وتشوف كيف أغليكـ ....


جلست وحيدة بعدما انصرف الجميع متعجلون ..
اصابتهم حمى الشوق واللهفه لبعضهم البعض .. ازواج وثنائي في دجى الليل متخبطين مخمورين بلذه الحب والهوى ..
وهي وحيده حيث كانت .. حيث تجلس وحيده مع الصمت والافكار .. و زفرات مابين الحين والاخر ..
رفعت قدميها لتسند ذقنها على ركبتيها وتستمع بإنصات لحشرات الليل التي بدأت جولتها الليليه وتسامرها الطويل العقيم ..

انحدرت دمعه من عينها لم ترد لها ان تنحدر هكذا بسهوله .. لكن مالفرق ..
بكل الطرق سوف تبكي من وحشه اصابت روحها وذكرتها بالذي مضى ... نذرت لها عمرها كله .. و هبت لاسترجاع
ما فقدته .. لكن ما ذهب قد ذهب ولا فائده في البكاء على الاطلال غير جلد للروح و انتقام مرير من الصبر الحكيم ..

جاءها صوت من الخلف لينذرها بأن هناك من يسكن معها في وحدتها ..
: ليش جالسه لحالك ؟
اومأت برأسها وكأنها تجيب لنفسها ...
: كنت انتظر..
عاد ليسأل مجددآ ,,
: الليل بارد وانتي تبردين بسرعه .. ادخلي قبل ماتمرضين .
اجابته بهدوء وقد اصابتها بالفعل رعشه برد .
: ما احس بالبرد إلا وانت بعيد عني .. انت الدفا لحياتي والامان .. كيف تبيني احس بالدفا وانت بعيد عن عيني ..
سمعت تنهيده طويله خرجت من جوفه متقهقره .. وتلحقها صوت خطواته والعشب الذي يصدر تحت قدميه ..
ابتسمت وقد مسحت عينيها المبلله .. وسألت ..
: متى رجعت ؟
تسللت يده على كتفها .. تشد عضله قد توترت في حضوره وفي غيابه .. لتزيد ارتجافآ ..
لتميل بخدها عليها .. متحسسه ذلك الدفء الذي كان منه ..

اطال في صمته .. لتلتفت له .. وقد صنعت ابتسامه عريضه ..
ابتسامه قد اشتاقت لها .. لتجد ابتسامه منه .. ايضآ ... تفدي روحها لها من اجل ان تراها دائما ..
وسألت : طولت الغيبه .حمد لله على السلامه . ؟

تعرف انه سؤالها يجد جوابا سريعا لديه .. منذ الحادثه وهو يغطي اسفاره بنفسه ويقضي ماقد فات و خسره ..
من اجلهما يفعل مايعتقده انه صحيح ,, وهي تقبل بصعوبه وتعقد على نفسها بفقدانه في اوقات كثيره ..
تصبيها بعض الغيره وقد رأت ان الجميع مع بعضهم البعض وهي تنتظره وحدها ...
لم تنتظر جوابه .. لتقف على قدميها المرتعشتين .. و تستدير بسرعه إليه .. لتحتضنه بدون عناء
بدون مقدمات .. وبدون تحايآ قصيره كانت او طويله ..
لفت ذراعيها حول خصره النحيف .. متأكده بأنه هو من معه ..
ليس حلمآ من تعانقه .. وتتمسك فيه يائسه ..
ليس سرابآ من تحتضنه وكلها شوق بأن تصير معه ..

شدت من احتضانه .. ذلك الحضن الذي افتقدته طويلآ ..
وشعرت برغبه كبيره في البكاء بصوت عالي .. وقد تغير ما قد تغير ...
تغير شكلآ ومضمونآ .. وهذا مانقوله منذ البدايه ..
رفع رأسها بصعوبه .. سائلآ بلطف ..
: وانتي وبعدين معك ؟ ما اسافر الا وتشغليني عليك ؟

ابتسمت له من بين دموعها ..
: علشان تشتاق لي وترجع بسرعه .
ابتسم ليشرق وجهه في عتمه الليل وكأن الشمس اشرقت فجأه ..
: انتي جنبي واشتاق لك .. كيف تبيني اذا بعدت مااشتاق ..

سقطت دمعه شوق و قد احتوت وجهه النحيل بنظراته المحبه ..
و تلك الندبه اعلى عينه اليمنى .. تذكرها بالذي اظنى فؤادها وسلخ منها صبر كانت توده لو اتى ..
وعادت لها تلك الايام الطويله المعذبه ..

عرف مغزى نظراته تلك فقال محذرآ ,
: لا تتعبين نفسك في التفكير .. الحياة ماهي ملكي ..
اجابته بدمعه اخرى .. قد اعترفت بمكنونها ..
نعم هي تفكر بالحياة .. وتفكر فيه كثيرآ وتخاف من فقده ..
تخاف من الموت .. كما تخاف من الحياة ..
تخاف .. ان تلك الصوره تعاد مثلما مضى ولكن تختلف النهايه ..
نعم هو نقطه ضعفها الوحيده التي لا ترى فيها قوه ابدآ ..

عاد مجددا ليتكلم معها بحزم وقلبه يبنض بشراهه لتلك النظرات التي تجعله يضعف ..
: ليلى .. انا معك .. لاتفكرين في بكره ويش بيصير فيه .. خلينا في اليوم .. عيشي اللحظه ولا تفكرين كثير ..

ابتسمت لوميض عينيه .. وابتسامه تتراخى على شفتيه ..
بقدره قادر عاد الى الحياة .. عاد مجددا لتنبض مابين صدره الحياة الحيه ..
قلب قوي .. وجسد قوي قد اصابه الضعف لايام حتى تغير جسدآ ..
نحل واصابه السقم .. ولم يعد مطلق من يعرف بالنظر اكثر من معرفته شخصيآ ..
نعم قد تغير .. لكن روحه مازالت تعترف بأنه لم تتغير ..
هي تقول ذلك .. لكن من منا لم يصبه بعض من التحول ..
في نظرته .. انكسار .. انكسار ماآن يقدم حتى يطفآ شعله الحياة في عينيه ..
تجهلها هي .. وتخشاها ان تصب حياته كلها ..
في نظرته .. انهزام يخشاه ان يظهر ويعلن الاستسلام ..
لاتعرف الاسرار ولا تود ان تعرف ما معناها ؟
هو هنا بالحس جسدآ والروح قبل الجسد حاضره مستجيبه ..
هو هنا مابين ضلوع صدرها نابضآ متحركآ ..

و مافي الجسد من حياة .. ومافي القلب من نبضات ..
ستحبه .. اليوم وغدا وبعد مليون سنه ..
وستكون له لاغيره ..

أحاطها بذراعيه وقد قادها ناحيه المنزل وسألها ..
: حمودي نام ؟..
ابتسمت لتجيب بمحبه للوالد قبل الولد ..
: نومته بعد معركه معه .. هذا الولد مطلع عيوني .. تأملت عينيه لتقول بلهفه ..
: خالتي تقول انه طالع لك .. وصراحه مااستغربت ..
رفع حاجبآ محرجآ وقال مدافعآ بفخر ..
: فديت ولدي أحمد مطلق الغانم اللي طالع لابوه .. ..

ضحكت لتصمت بعدها فجأه وقد تراءت لها خطوات صغيره قادمه نحوها ..
رفعت نظراتها لزوجها .. الذي ابتسم سعيدآ برؤيه ذلك الصغير الذي اشعل فيه حبآ متفجرا منذ قدومه للحياة ..
واسرع نحوه .. يلتقطه بسرعه بين يديه .. يضمه ويشم رائحته العطره .. ويرفعه ..
وذلك الصغير مستسلمآ له .. يبتسم وكأن نومه تمثيله قد اهداها لامه التي تراقبهما بشغف وبحب عظيم ..

ابتسمت للحياة .. تدعو ربها ان يحفظ اثنين اعز ماتملكه ..
اشار لها بالاقتراب .. ليحتضنهما معآ .. محاوله ان يمحي تلك النظره التي يراها على وجهها ..
لم يحتمل بأن تصاب بنكسه اخرى وقد حمل نفسه عبء هموم قد اثقلتها ..
ماكان في الماضي طي الكتمان .. لن يبوحه لاحد .. رغم ان اللوم والضمير يمزقه .. يمزقه حتى الموت
لكنه بهذا صامدآ ..
لان ماكشفه في الماضي .. ليس سببآ يدعوه للثقه بها .. وبأن ماكان مفتعلآ من الاخرين ضدها اشهار لها بالصدق ..
لقد تعلم منها كيف تحب .. كيف يحيآ .. كيف يعيش بسلام مع من يحبه .. والاهم من كل هذا تعلم منها كيف يثق بها
بدون دلائل واثباتات بصريه تأكد له ..

اقتربت منه تقبله وتهمس له بشوق .. : آآآحبك ..
اعاد لها القبله بلهفه اكبر .. مصرحآ بحبه لاول مره .. وعلى العلن لايخاف احد ان يسمعه ولا يعاب عليه ..
: اظن اني احبك اكثر من حبك لي ..

اشرق وجهها بسعاده ليس لها مثيل .. متجاهلين كلا الاثنين نظرات فضوليه .. ومتلصصه عليهم في ظلمه الليل ..
ضمت من تحبهم بطوق من الحنان والشوق والامان .. وتركت الحياة تمضي .. تمضي عليها
كما مضت على غيرها من قبل ..


وهكذا مضت على الغير .. وهكذا على الحكايه ان تكون ..
على الجميع بدون استنثاء ..


مطلق وليلى ..
الحياه نكسات .. ومن منا لم تحبطه الحياة وتتأذى منها .. تمر علينا امور نجهل كيف نتخطاها ولكن في النهايه
تمضي .. المهم فيها .. ماذا نتعلم منها ؟
مطلق الرجل الاستثنائي .. الصعب .. المعقد .. قد تؤؤل لك الامور الى ماتخشى ان تفضح فيه نفسك وهذا ماحدث
اصبحت رجلآ اخر .. ماإن دخلت حياتك انثى بشفافيه الماء اسمها ليلى .. .لتسكن قلبك وتهديك أعظم هديه كنت تخافها
وهي الحب .. وكأن لسان حالهما قد اختصر كل الحكايه ليقول ...

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!

إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى
وأذْلَلْتُ دمْعاً من خَلائقِهِ الكِبْرُ

تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي
إذا هي أذْكَتْها الصَّبابَةُ والفِكْرُ

مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!


سعود ونجمه ..
متضادان كالمغناطيس ...النقيض بعينه .. عفوي كالهواء و مجنونه كإعصار .. اسكن الله في قلوبهم حبآ يكاد يكون تعقيدآ
بليغ التشبيه بنسيج متشابك بألوان خلابه .. كالبحر حياتهم لاتتغير بكثره الامطار ..


وداد وناصر ..
بإختصار هما كشخصيات قصص من القصص الخياليه .. سندريللا والامير .. تلك الحكايه التي تنتهي ..
" وعاشوا في سعاده الى الابد " .....


والاخرون ... مازالوا يتقدمون خطوه للحياة التي يرغبونها هم ..
ريهام .. تزوجت من دون ان تعرف الحب الذي كانت ترجوه .. في علاقه تسودها الاحترام والألفه مع شريك حياتها ..
وهذا هوالاهم بالنسبه لها .. مازال حبها طي الماضي .. تتذكره اذا فاض الحنين وفتحت دفاتر الامس الدفين ..

جود .. مازالت تبحث عما يسمى الحب ذلك الذي يشعر به الاخرون .. على الباب يقف رجلآ ينتظر ردها ..
و هي الان فتحت روايات عبير واحلام تقرأها بشغف لعلها تستشعر بتلك المشاعر التي تجهلها ..


أريام .. مازالت مكسوره من الداخل .. تشعر بالخديعه .. صعبت لها الحياه ان تثق في اي كان .. تعلمت درسآ
مؤلمآ .. ذلك السر اصبح مؤتمنا عليه تدعي عدم معرفته .. وبما ان الفضحيه بإسمها فلايهمها احد سوى عائلتها واخيها الذي

وقف بجانبها وهذا هو الاهم .. من يعرف اريام يصدقها ومن يجهلها يصدق مايراه مفترى فيها ..
ولكنها استفادت ماكان خفي في نفس ناصر اصبح معلنآ الان .. اصبحت ثنائي مع طلال الذي باحت له بسرها
الدفين .. واستقر التفاهم بينهما ..



سمر .. .. تعلمت من الجميع درسآ .. تلك الشقيه .. اصبحت فيلسوفه على غفله من الجميع
تتعلم عظه وعبره دون ان يلتفت لها احد .. اهم اهدافها الان .. ايجاد شريك الحياة المناسب .. ومن غير المرجح للجيمع
ان تكمل دراستها العليا ..

زياد .. مازال يرسم الخطوط في هندسه طويله وعريضه معقده هي حياته .. يود ويرغب و اصبح قاب قوسين او ادنى ممن
يريده ..


سلوى : ما زالت تتعارك مع والدتها.. فيم هو الافضل لها ؟ وهي تعرف ان الافضل لها مخفي في قلبها .. تنتظره ان يبدأ
فيما هو مقدم عليه .. وان خالف توقعات والدتها فهو قد اختارها وهي قد اختارته برغبه منها .. لكنها مازالت تنتظره

سلطان .. ذلك العاشق المجروح ..لم يتزوج .. ولا يرغب في ذلك .. يدعي بأنه نسي الماضي بما فيه .. واضعف اسراره
هي حسناءه التي فقدها في غفله زمن اضاعه فيها .. مازال حبها محفورا في قلبه لم ينساها
ومشكلته الصعبه انه هو لايود ان ينساها بسهوله ....



فاتن .. ليس من الصعب ان اقول انها تهرب .. وممن تهرب في زمن تكاثرت فيه العيوب والذنوب وفي العالم الحر عالم النت
والبلاك بيري والماسنجر صعب ان يخفي الانسان عيوبه مهما حاولت .. يقولون انها ابتعدت لكي تصبح منسيه لكن كيف

تنسى وماان تضع في محرك البحث اسم فضيحه اريام الغانم حتى تنسدل صورها لتعمي البصر وتنقاد الى الحقيقه التي

اخفاها مطلق و اريام عن الجميع .. ومن يعرفها لايجهلها .. عقاب في الدنيا اجلا وعاجل .. وعقاب في الاخره منتظر لمن

لايخشى الله ولايهابه ..


وسام .. ذلك الراقص على معتقدات الاخرون وكرامتهم كانت له النهايه وكل النهايه ..
في جريده ما نقل عن واقع حي مشهود تصادم عنيف على جسر الملك فهد ..
اودى بحياه من كان فيه .. والله يمهل ولا يهمل .





**************************

النهاآآآآيه /

وكان يامكان .. في هذا الوقت .. كنت اتساءل ماالمشاعر التي نصيغها حقيقه .. ومالفرق بينها وبين الزيف ..

الشوق ... هاله من ضوء تحيط بقلب مرهف .. يتطاير كذرات الندى حول صاحبه ..
والحب .. ما أعظمه من حب ... كيف لنا ان نشعر ونتلذذ به ..

قرأت يومآ مقوله تقول .. من لايحب لم يذق يومآ طعم الحياة .. ..
احقاآ ما قيل .. ؟!!! لا اعلم .. فما هي اذن الحياة التي نحياها ؟!!!

و مالحياة التي يجب ان نحياها ...
هل تتعلق ارواحنا بغيرنا .. و تسكن اجسادنا لرفيقاتها ..
هل يكون مسمى الحياة ..رمزآ خاصآ لشخص كائن ما...

مالذي يجعلنا نفكر بأننا اذا عشقنا نهب حياتها بما فيها لمن نحب .... ؟
لن اكون قائله مجرده من واقعيتي .. لكني متأثره بما قد قيل ماضيآ ..
وتلك القصص التي حكيت عن العشق الذي امات الكثير من الاحباء ..
ظنى الفراق و الاشتياق الهب صدورهم حتى اصابتهم حمى اسكنتهم القبور مؤبدآ
لم اكن لاقنع حقآ ... لكني تأثرت .. وتساءلت حقآ هل يوجد مثل هذا الحب يومآ ؟
هل خلق الله اقوامآ ذابت قلوبهم تحت لهيب العشق والهوى ..

قرأت يومآ قصه لجميل بن معمر وبثينه هم من ابطال القصص الذين تعجبت من امرهم و بكيت من اجلهم
وتمنيت بأن تكون نهايتهم اسعد من ذلك .. لكن مالخلاصه التي يجب ان نأخذها
سؤالي الذي تردد كثيرآ ..
هل الحب موجود بالفعل ؟ لااريد ردآ مبهمآ او افتراضيآ او حتى ردا دراميآ عن هيئه سافره لحب هذا الزمن .
لكن هل تلك المشاعر الوجله و الطاهره بالحق تنبض بها القلوب ..

حاولت ان اصور كم هي الحياة غريبه حقآ .. بما اننا نصدق كل مافيها لكننا في النهايه نستعجب
ونتدارك اخطاءنا برفض قاطع لتلك الترهات التي نقولها ..

الكل كان صنع عقلي .. ولاحقيقه لوجود لاحد بينهم سوى مشاعرهم التي بت اشك في وجودها
سوى البعض الذي اوقن اشد الايقان بأنهم موجودون وبكثره و للاسف تتعمق انفسهم في وحل الشر و الخديعه ...


كانت هذه النهايه والحمد لله الذي اعانني عليها ...
.. نهايه روايه كانت كثيرآ جزء مني .. وقد دخلت معترك خطير معها مابين الالتزام من عدمه
اشعر بإنها اثقلت كاهلي كثيرا حتى بت اخاطب نفسي بندم على كتابتها .. لكن الان اشعر بفخر . لاني انهيتها بسلام
وقبلها انهيتها وأنا في عالم ليلاسي فخم اشعر فيه بالامتنان لكل من فيه ..
مشرفات لهن رونق خاص كالفراشات كن في منتدى عطر كليلاس فالشكر لهن على عطاءاتهن المتواصله .. و اعضاء

كلاخوات عزيزات على قلبي .. ممن تشاركن معي جنبات روايتي .. واحببت ردودهن وكن معي على الدوام
اكبر داعم واصبر رفيق في دربي ..

وشكرا خاص " للبنت العنقليزيه " التي كانت بمثابه العرابه في تميز روايتي .. فأشكرها حقآ لانها هي من كان لها الفضل
بعد الله في التعرف على مثل هذا المنتدى الراقي .. كسبتها اخت و رفيقه وكذلك الاخريات ممن تعرفت عليهم عبر بوابه
قصص من وحي الاعضاء .. الكثيرات ممن اخشى ان افقد اسما منهم اذا كتبته .. من كن ظاهرات لي او خلف الكواليس ..

وشكرا ممزوجآ بمحبه لاختي طيف الحلم التي كانت معي في كل شده وراتخاء قد اصابتني وان اكتب روايتي ..
وكانت تسهل لي ما يصيبني من تعقيد ..


وفي النهايه اعتذر عن كل مابدر مني من تجاهل غير مقصود او تأخر او إهمال مني .. سامحوني اذا بدر مني كل هذا ..
احبكن في الله جميعآ .. دمتن بخير وسلامه وسعاده لاتنتهي بإذن الله ..


كبرياء الج ــرح

عبق الرياحين 12-07-11 04:16 AM

صبااااح الخير
كبرياااااااااااء اسم لاياتي منه سوى الابداااااع والاصااله

نهااااايه قمه بالروعه يكفينا ان مطلق لسى عايش ومامااات
وكمل حيااااته مع ليلى الي بغت تموت عليييه ومع ولده وقدر انه يبين لها حبه وعشقه لهاااا



واخيرا سعوود اخذ نجمته واجتمعو مع بعض الحمدلله الي ربي خلى سعوود يسمع
كلمه احبك من نجمه عشاااان يبرد قلبه



واريااااام الحمد لله الي خلصها من شر وسااااام وقدرت انها تكمل حيااتها بعد ما خذت درس استحاله
انها تنسااااه وصارحت طلال بالحقيقه وهو تفهم لها واحتواها
والله مو قااادره اعبر عن فرحتي بنهايه الرواايه جد جد قممممممه بكل شيء

وفي النهايه اعتذر عن كل مابدر مني من تجاهل غير مقصود او تأخر او إهمال مني .. سامحوني اذا بدر مني كل هذا ..
احبكن في الله جميعآ .. دمتن بخير وسلامه وسعاده لاتنتهي بإذن الله ..


والله ماا جاء منك قصوور كفيتي ووفيتي احبك الله الذي احببتنا فيه ولك في قلوبنامثله واكثر

واتمنى نشوفك برواايه ثااانيه

بنت المطــر 12-07-11 04:27 AM

مبروووك وصولك للنهايه واشكرك عليها
مبدعه انتي يا كبرياء

الهاله 12-07-11 07:49 AM

الف مبرووووك اكتمااال الروايه ،،، كبرياء ..

ومبروووووك ل ،، ليلاس وجود كاتبه مبدعه مثلك ...

تحيااااتي لج ....

ام راماا 12-07-11 03:08 PM

الف مبروووك نهايه الروايه ياااكبرياء
اتمنى اشوفك في روايه من جديد.....

التربوية 12-07-11 05:46 PM

نهاية ممتعه ومشاعر فياضه وكاتبة اعطت وابدعت فلها الشكر والتهنئة بجاح القصة وحضورها المميز

خورافيه 12-07-11 07:43 PM

نهايه راااائـــــعه
الف الف مبروك نهاية الروايه واتمنى اقراء لك روااايات كثيييره
يعطيك العافيه على المجهود لاتمام هذي الروايه الرائعه

lyly 12-07-11 09:37 PM

يعطيك العافيه كبرياء ومبرووووووك انتهى روايتك

والحقيقه انها قصه جميله وكنت حريصه على متابعتها


بس النهاية كئيبه معرف ليه مرضيتي تريحين ليلى حتى بالنهايه


ليه الحزن والانكسار لها ولمطلق

كنت اتمنى بعد هذا الجزء جزء يورينا صورة مشرقه لحياتهم الكئيبه والحزينه

في النهاية ما املك غير الشكر لك


بالتوفيق وان شاء الله نلتقي في ابداع جديد لك

Omanaise 13-07-11 12:20 AM

Sad end


But


.It is your story and you end it the way you like



:As you said

Life not always happy




.That's why most of us like the happy endings



.Thank you 4 your story



..Hoping to read your next story soon



:342:All the best

عذرا ياقلب 13-07-11 12:21 AM

لك قاموس خاص بانتقاء الكلمات
كبرياء كم انتي مذهله

مبرووووووووووووووووووووووك الانتهاء واتمنى نلتقى بعد رمضان لوكان لنا عمر

بمولودة اخرى




ف عز الكلام سكت الكلام

فديتني جنوبية 13-07-11 12:34 AM

غاليتي
مبدعه مبدعه مبدعه
لصمت في حرم الجمال جمال
التهمت احرفك بنهم وغصت بين السطور بشغف

رائعه رائعه رائعه

عنوان واسلوب ولغه قويه


نراك في ابداااااع اخر

تقبلي مروري

ارتواء! 13-07-11 12:37 AM

:


نهايه رائعه..رغم ما سكبنا من الدموع التي اثارتها مشاعرك الرقيقه والراقيه

ما منك قصور ابدعتي عشنا مع الابطال لحظات مرت في واقعنا و تعلمنا من تجاربهم

الود لقلبك

:

hnady 13-07-11 12:37 AM

روايه رائعه جدااااااااااااا:55:
تعلقت بالشخصيات تاثرت بالاحداث
حلوووه مره اتمنى تستمري في الكتابه لانك مبدعه
ممكن سؤااال عندك راويات ثانيه:71:
استمري

remas2007 13-07-11 01:42 PM

مبرووووك اكتماااال الرواااايه
حبيت النهاااايه كثييير.....ماااعدى نهاااايه سلطاااان لانه من الشخصياااات اللي حبيتهاااا جدااا
وفي المشهد اللي تضاارب فيه مع مطلق و بعديين رااح للمسجد.....قطع قلبي علييه حرااام
ليتك خليتيه يتزوج اقل شى تكوون فيه وحده معه تحااااول انها تنسيه ليلى مع اني مااا اظن انه يقدر ينساااهاا
اتمنى انى اشووووفك في قصه ثاانيه ....لانه انتي من الكااااتباات اللي حرااام يكوون لهااا قصه وحده بس
موفقه حبيبتي ,,,,,,,

دليله 99 13-07-11 02:25 PM

شكرا لكبريا على اكمال الروايه نقلتنا من الاشتياق والفرح والحزن واخيرا ذكرتنا بالموت الذي لا مفر منه ولو كنا في بروجا مشيده ذرفنا الدمع على مطلق وفرحنا برجعته الى ليلاه اتمنى منكى ان ترجعي قريبا بروايه رائعه مثل هذه الروايه الله يعطيك العافيه :55:

ANHAL 13-07-11 09:32 PM

مبدعة كــبــريــاء
رواية رااااااااااائعة
ونهاية أرووووووع
الله يسلم ايدك
وفي انتظار جديدك دائما

الريم العوب 14-07-11 12:39 AM

مبروك اكتمال الرواية كبرياء اسم لمع ومبدعه

ومبروك ال ليلاس على النهايه

وننتظرك على خير في رواية اخره

في منتدى ال ليلاس

ولكي مني كل التقدير والمحبة

رووحـْ نـادٍرْهـَ 14-07-11 03:09 PM

!!!
 
غاليتي كبرياء مبرووووووووووووك النهاية

مبدعة أنتي بحق

نهاية راائعــــــــه صورتي الواقع بصورة خيالية

جميل عودة مطلق إلى الحياة بعد إنقطاع الأمل والتي تبيين أن الفرج قرييب مهما تعالت الصعاب

نقلة جميلة من الحزن إلى الفرح بصورة واقعية

حزن ليلى على مطلق وعدم تقبلها للحياة من بعده لم يؤثر في واقعها

والفائده من هذا أنه بعد كل عسر يسر وأن فرج الله قريب فلما الجزع


سعود ونجمة

إنسجامهما مع بعض على الرغم من إختلاف الشخصيات
جمييييييييييييل جداً

وإعتراف نجمة بحبها لم يعقد الأمر كما تصورت بل زاد تعلق سعود بها


نــــــــــاصر و السندريلا وداد

إمتزاج الأسطورية بالواقع

شفافية العلاقة بينهما أضفت لحياتهما رونق خاااص
كان لابد لهما من نهاية سعيدة


فــــــــــــــــاتن

مثال للشر والفساد

حصدت مازرعته طوال حياتها

كشف الحقيقة كان لابد منه لأن الخديعة مهما طالت لابد للنور من ظهور

في النهاية الجزاء من جنس العمل وسيبقى ماحدث لها كابوس يكدر عيشها


أريـــــــــــام

مثال للصدق والوضوح

عندما تكون واثق من صدقك فلاداعي للخوف مصير البراءة بالتجلي

الوثوق بالأشخاص ليس بأولوية القرابة فالغدر ربما يكون من أقرب الناااس


سلطان

مؤلم بقااائه على ذكرى قدييمة لكن مصير الدنيا تنسيه ذكرى ليلى


أبـــــــــــــدعتي غاليتي في سرد النهاية

تحاور الشخصيات إندماج المشاعر الإنتقال بالقصه رااااااااااااااااااااااااائعة

نهاية جمييييلة بجمال القصة


بارك الله في جهدك وعملك

تمنياااتي لك بمزيد من الإبداااع

وفإنتظار عودتك من جديييد بقصة جدييدة لها نفس الطابع والإبداع

دمتي في حفظ من الرحمن ورعايته

خااااااااااااااالص ودي وتقديييري

رووح

al7eeloh 14-07-11 11:15 PM

رائعة يا كبرياء :55:

نسجت لنا رواية من ذهب

جسدتي لنا فيها اجمل المشاعر بكلمات راقية عذبه وهذا ما عشقته فيك


صبرتي يا ليلى ونلتي كل خير وحمدا لله على عودتك حبيبك

سعود ونجمة و ناصر وداد حبيتهم وحبيت النهاية السعيدة لهم

سلطان كرهت فيه ارتباطه بالماضي واصراره عليه



شكراً كبرياء بحجم السماء

وسنكون بأنتظار جديدك

وردة الياسمين 15-07-11 05:19 PM

شكرا لكي روااااااااااااااااااااايه رائعه وجميله ومبروكالنهايه وننتظرك بالمزيد انشاء الله

أنا وياك طول العمر 17-07-11 10:37 PM

رواية رائعة من بدايتها وتسلسل أحداثها
حتى النهاية
استمتعت بقرائتها
كل الشكر لكِ كبرياءالجرح*

وفا الروح 18-07-11 04:32 AM

نهايه رائعه..رغم ما سكبنا من الدموع التي اثارتها مشاعرك الرقيقه والراقيه

ما منك قصور ابدعتي عشنا مع الابطال لحظات مرت في واقعنا و تعلمنا من تجاربهم

اتمنى انى اشووووفك في قصه ثاانيه ....لانه انتي من الكااااتباات اللي حرااام يكوون لهااا قصه وحده بس
موفقه حبيبتي ,,,,

ملاك الجزيرة 19-07-11 04:48 PM

روايه رائعه استمتعت بقرائتها

اعجبني صبر ليلي ومطلق على حياتهم وتماسكهم رغم الصعاب

وحتي مع فترات الزعل لا يتوقف الحب

يوجد الكثير على شاكله مطلق لا يستطيع التعبير عن مشاعره ولا يستطيع التروي بالامور الكبيره فسوء الظن يسبق دووما

لو كان هناك الكثير مثل ناصر لصبحت الحياه رائعه اعجبتني قصه السندريلا والامير

وسعود ونجمه ايضا احداث رائعه التى كانت بينهم


جزاك الله خيرا عزيزتي وسلمت يداك على ما خطت بانتظار روايه اخرى لك لجمال اسلوبك

رجا الاوهام 19-07-11 06:33 PM

رواية جميله
بارك الله فيك ع مجهودك

ماء الذهب 20-07-11 10:29 AM

الف مبروك اكتمال الرواية مشكورة على الابداع .

lyana 20-07-11 10:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

كفيتى وفيتى الغاليه الله لا يحرمنا من ابداعج

هالة الاحمدى اسماعيل 21-07-11 12:56 AM

روایة بجد روعة احمد الله انک ما قتلی مطلق تسلمی کتتتتتتتتتتتتتتتتتر یا قمر

الاميره روزي 22-07-11 01:47 PM

السلام عليكم


شكرا ع اكتمال الروايه


بس ماوضحتي وش اللي شافه مطلق ب السي دي ؟؟

ومين ارسله ؟


لان انهيت الروايه وانا مافهمت شي ؟؟

سنونوة 23-07-11 11:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

روايه جميله جدا جدا .. تنبأ بان الي كتبها كاتب قولا وفعلا

روايتك جميله جدا وغير قابله للنقد من وجهه نضري .. كل مافيه جميل


من ابطال, احداث. سيناريو وحوار ... توالي المواقف بكبرها وصغرها

بخيره وشرها ... كل شي كان حلوو فيها ... واسلوبك ماهو اسلوب كاتبه لروايتها الاولى

اسلوبك اسلوب كاتبها لها دهر بمجال الكتابه .. اتمنى ماتنقطعين وتواصلين تقدمك الرائع وماتتراجعين

بالعكس اتوقع منك الشهره السريعه لان روايتك هذي راح تضع لك بصمه قويه جدا لانها كانت جميله جدا

نشوفك بروايه جديده اقوى واجمل من هذي الروايه باذن الله

ربي يوفقك ويعطيك العافيه يارب

اختك

دنيتي قربك 30-07-11 02:42 AM

رواية اكثر من رائعة


يسلمو يالغلا

nahe24 15-09-11 01:42 PM

يعطيكي العافيه حبيبتي الروايه رائعه جدا

حبيبت اسأل اذا في روايات ثانيه لألك لاني حبيت كتابتك واسلوبك
فياريت لو في اي حد من اللي بيقرأو ردي يخبروني

احلام 2 18-09-11 01:52 AM

رواية جدا رائعة تسلم الأيادي بإنتظار جديدك

*مريومة* 19-09-11 12:09 PM

شكرا على الرواية

مضيمه 20-09-11 01:49 AM

يسسسسسسسسسلموووو حححبيبتي على الرؤوأيه
صراحححه أبددددددددداع :

كذا طبعي 17-12-11 02:24 PM

تسلمين ع الروايه الرائعه
بس كان ودي انك ماتختصرين النهايه
علشان تخلص الروايه
ماوضحتي لنا شنو بـ سي دي
برضوا لما قفزتي ثلاث سنوات
توقعت ان مطلق للحين بالمستشفى
ماحكيتي لنا شلون طلع من العنايه
ووش ردت فعله وردت فعل اهله وليلى
برضو شنو صار ع رسالة اريام لناصر وردت فعلهم اتجاه فاتن
نهايه مررررره مختصره
بالرغم ان روايتك جدا جميله واستمتعت فيها
لاتحرمينا من ابداعك اختي

malak nour 30-12-11 09:03 AM

ما شاء الله عليكي ابدعتي
مجهود جبار وافكار غايه في الروعه
والنتيجه روايه تستحق كل ثانيه من وقتي
قضيتها في قرأتها واكثر
كل الاحترام والتقدير

deemaah 22-01-12 03:20 PM

thanksssssssssssssssssssssssssssssssss
ممتعه

شووقهـ 02-02-12 09:42 PM

كبرياء الجرح

رواية جداا رااائعة ومؤثرة

استمتعت جداا بقرائتها

الله يعطيك العافية غاليتي احببت شخصة سعود جداا وكانت اكثر رواية ارتحت فيها

مودتي لكِ

نبض الوريد 04-02-12 03:30 AM

amazing كبرياء....بالفعل روايتك فيها الكثير من كبرياء الجرح والشوق الكثير من المشاعر الانسانية الصادقه
شخصيات اعتقد انها امتداد من الواقع
بكل جدارة ابدعتي,,,
النهايه كانت محتاجة للكثير من التفاصيل التوضيحيه لاني مافهمت شو اللي سبب انكسار مطلق بالضبط واللي سبب لناصر انه يفتقدصديقه ومشاعر حزن ليلى
يسموو عالابداع ....

monny 18-02-12 08:53 PM

:55: :55: :55: :55: :55:

fadi azar 16-03-12 03:47 PM

رواية روعة احببتها جدا وابطالها خاصة بلتوفيق

الحب 1414 23-03-12 02:28 AM

روااااااااااايه رائعه ربي يسلم يدييينك


ننتظر جدييدك


:55::55::55::55::55::55::55::55::55:

حكاية وله 30-03-12 09:25 PM

رواية رااااااااائعة :tyr456es:

تسلمين ويعطيك العافية

Q.miiro 02-05-12 09:46 AM

.. السلام عليكم ورحمة الله ..

من اجمل الرواايات اللي قريت بحياتي ,,


قمة المصدااقيه بالكتابه .


الرومنسيه بين الازواج والرحمه والتفااهم .


كااتبه نحتاااج بقووه لامثالها ^ـ^


حبيت شخصية مطلق . القاسي اللي مايهزه شي. والمسؤل من صغره عن امه وخواته .

حبيت ليلى الطفله اكثر من أمراءه . روعتها نقاائها . وعلى الفطره .


أتمنى من كل قلبي أن الكااتبه ماتوقف عند هالقدر ..

وماتحرمينا من هالروووعه ..

كبرياء .... بانتظاااار جديدك ....
ودمـــــــــــــــــــــــتي *،*

حكـآيـآ مآرس 16-05-12 06:32 PM

ي لبى قلبتـس . .
روآيه مبدعـه . .
وكل شخصيــه صورتيهـآ . . آرسخت ببآلي

مطلـق وشخصيته آلجليديه آللي آنصهرت ~> يذكرهـآ بشخص
وليلى ونعومتهـآ . . حبيت شخصيتهـآ وآعجبت بصبرهـآ . .
سلطـآن . . متهور بتصرفه بس بجد بجد مآتوقعت حبه لـ ليلى يوصله لـ هدرجه !!
نجمه هههههههه فديتهـآ وآلله فيهـآ من صفـآت وحده .. حتى آذآ جآء مقطع عن نجمه تتكون صورة آلبنت آللي آعرفهـآ قدآمي . .
سعود فديتوه آنـآ حبيت طيبته وحنيته تمنيت يكثر ربي من آمثـآله .. .
فيه آشخـآص مآحبيتهم بآلروآيه وخآصة مجنونة سلطآن وحقدهـآ . . وآفنـآن صرآحه هآلآشكآل موجوده بحيآتنآ وكثير . . آلله يستر منهم !!!

روآيتك روعه ومن آنسآنه آروع وآتمنى آشوف جديدك بهآلمنتدى آلرآئع . .

آختك

ماهيناز 26-12-12 05:58 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
شكرا يا كبرياء الروايه بجدرائعه وانت فعلا موهوبه ما شاء الله عليكى اتمنى ان تعاودى الكاتبه ولا تحرمينا من موهبتك شكرا لكى

سيمفونية الحنين 06-03-13 03:42 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفك اختي .. نشالله بخير ؟؟

بهنيكي من كل قلبي على روايتك الرائـــــــــــعة

ابدعتي حقا .. ليلى .. شخصية جميلة مدهشة نقية ناعمة .. ليست كاملة لكنها كلملاك

لأيمانها القوي ونقاء قلبها وقع جميل في القصة .. صبرها واحتمالها شي رائع

احتوائها لزوجها .. صهر الجليد الذي غلف قلبه على مر سنوات كسب ثقتو دون دليل

ودون برهان شي جميل كتييييييييييير .. وصفك لشخصيتها .. خلجات النفس وما يعتمرها

رائع .. تعاطفت مع الشخصية وشعرت اني مكانها لوصفك المذهل .. الأم والوجع يلي مرت فيه

الحقد والضغينة من قلوب سودة كانت محاطة بها .. ايمانها القوي حماها من كل شي ..

ظروفها بتذكر الواحد كيف دايما العبد يتوكل على الله تعالى ويلجئ له في كل وقت

كما قصة اريام .. درس حلو تعلمتو .. كيف خافت على حالها برغم من ثقتها انها ما عملت شي

بس كانت لاهيه عن افعى بتنصب لالها ..

علاقة ناصر ومطلق رائعة حبيتها .. صداقتهم قوية كل واحد يملك احساس الاخوة اتجاه الاخر

ناصر مثال لقول على نياتكم ترزقون .. نجمة وسعود مثال المرح بلقصة برغم من ان سعود بينشفق عليه لتحمله المسؤلية

من صغر سنه .. بس الله عوضو بعد ذلك بزوجتو ..

النهاية .. فكرت بلبداية ان مطلق مات .. وان ناصر اتزوج ليلى خصوصا ان الحوار ما كان واضح مع مين بعدين

شفت ان وداد يلي بحاكيها .. ثم ظهر ان ليلي لوحدها فكرت انها ما تزوجتك بعد مطلق ونذرت حياتها لابنها

اوه ارتحت لما ظهر .. بس تغير وانكسر .. كيف لا وبنت خالتو عملت يلي عملتو ..

يسلمووووووووووو مرة تانية .. سلمت يمناكي .. رائعة

عالم جميل حملتني اليه حروفك الملونه .. ودرس يذكر الانسان بما يواجه من تحديات بحياته وخصوصا الفتايات

يذكرهن بطهارتهن وعفتهن وصون انفسهن في كل وقت

جعلها الله في ميزان حسناتك .. ما ننحرم من ابداعاتك نشالله ^_^

ندى ندى 12-12-13 02:55 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
قمة الروعه والتميز واابداع

ما شاء الله روايه جميله جدا

واسلوب اروع واجمل تسلم

ايدك حبيبتي ووفقك الله

وفي انتظار المزيد من ابداعاتك

ليليكان 01-04-14 03:00 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
bidaya jamila jidaaaaaaaaaaaaa

ليالي المصري 16-06-15 12:35 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
شكرا على الرواية

الحالمة دوما 28-07-15 11:57 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
السلام عليكم أختي كبرياء الجرح ...
قرأت روايتك واستمتعت بها ... وأحسست أنه من حقك علينا التعليق على ابداعك وروايتك ...
أولا كاتبة متميزة أنتي ... تتحكمين بسهولة في الأحرف والكلمات ... رسمتي خطوط الرواية بطريقة أكثر من رائعة ...
مشاهدك واضحة وتنتقلين بسهولة من مشهد لأخر حتي نشعر أننا نشاهد الرواية وليس نقرأها فقط ...
أبدعتي حبيبتي ... سلمت يداك ...
لكني أعتقد أن نهاية الرواية كانت تحتاج للمزيد من الوقت ... أولا أحسست أنك كان قرارك أن يموت مطلق في الحادث
ولكنك قررتي أن يعود مرة أخرى في اللحظة الأخيرة ... ربما لالحاح بعض القارئات عليكي .... لا أعلم !!!
أشياء كثيرة كانت تحتاج لتوضيح ... مثلا ما المفاجأة التي توعد بها وسام ناصر ؟؟؟ وكيف وضح ناصر لزوجته
وعائلة مطلق تعرضه للضرب ؟؟؟ ماذا كان على الاسطوانة وتسبب في جنون مطلق حتى عمل الحادث ؟؟؟
ماذا كتبت أريام لناصر في الرسالة ؟؟ وكيف تصرف معها ؟؟؟ ماذا حدث لعبد الله الذي قرر طلب يد سلوى من سعود ؟؟
خصوصا أن نجمة سألتها عن رأيها في الزواج من أخيها وهى وافقت ؟؟؟؟
أعتقد أن النهاية كانت تحتاج ربما لفصلين أو أكثر .... حتى نرى النهاية الطبيعية لفاتن ... ونشعر بعذابها وعقاب الله
لها على ما فعلته بمطلق وليلى وسلطان وأريام .... لهذا في اعتقادي في روايتك الثانية باذن الله خذي كل الوقت
الذي تحتاجينه ليكون ابداعك في أجمل صورة .... في انتظار جديدك .. دمتي بكل حب وفي أمان الله ......

ألم الواقع الحزين 02-08-15 08:57 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
السلام عليكم

تقبلي مروري

روايه رائعه جدا

محمود105 10-08-15 12:44 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
سلمت ما خطت يداك

روض وسميه 17-08-15 05:15 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
الحالمه دوما جبتي اللي في خاطري النهايه كانت سريعه وغير واضحه لكن الروايه روعه

سلوتي حسن 24-12-15 06:31 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
اتشوق لقرائتها بشدة

علا طلال 01-01-16 07:30 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
روايه رائعه وجميله عاشت اناملك

ميكاوبس 20-10-16 11:41 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
شكرا لك وبارك الله

همس الذكـرى ينااجيني 24-05-19 03:35 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
الروايه جميله ولو انها قديمه ومر عليها وقت طويل !
بس النهايه محبطه بالنسبه لي وفيها غموض عجيب !
الفقره 3 سنوات اختصرت واختزلت أشياء كثير
وش كان في السي دي اللي شافه مطلق ! وليش لما كان يتكلم كأنه يقصد ليلى !!
أريام لمحتي ان مطلق كانه عارف بمشكلتها وفاتن !

فاتن نهايتها مبهمه !!

غلب على النهايه الحزن ! مع اني ابحث دائما عن روايات بنهايات لطيفه او مفرحه يعني يكفي هموم الواقع مِم يبي يبحث عن الهم حتى فالخياال


الكاتبه مع كل هذا مانخفي ولاننكر إبداعها ..

نسرين نينا 28-01-20 01:26 AM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد صباحك يا الغاليين
جميلة فعلا:55::55:

Alessia Angel 20-11-20 11:40 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
شكراااااا كقير على الرواية

Alessia Angel 21-11-20 10:30 PM

رد: ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية


الساعة الآن 11:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية