منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   خواطر بقلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f725/)
-   -   قصاصيص ورق الحب الاول والاخير (https://www.liilas.com/vb3/t142506.html)

إبراهيم سعد الدين 11-06-10 08:47 PM

قصاصيص ورق الحب الاول والاخير
 
• قَصاقيص وَرَق (2)

الحُبُّ الأوَّلْ.. والأخيرْ..!!


لا أدري من قائلُ هذه العبارة: الحُبُّ الأوَّلْ.. هو الحُبُّ الأخيرْ. بِمَعْنى أنَّ آخِرَ حُبٍّ يَسْكُنُ قلوبنا هو حُبُّنا الحقيقي الذي يَجُبُّ كُلَّ ما قَبْله ويَنْسَخُ ما عداه. أنا شَخْصِيّاً لَسْتُ من المُصَدِّقين بهذا القَوْل. ذلكَ أنَّ لِكُلِّ عُمْرٍ ولِكُلٍّ زمانٍ مشاعِرَه الخاصَّة وذَوْقَه الأثيرْ. ولَيْسَ هناك مِيزانٌ يُفَرِّقُ بين حُبٍّ وآخر. فَكُلُّ تَجْرِبَةِ حُبٍّ نَعيشُها هي خُلاصَةُ تاريخٍ وميراثٍ تشَكَّلَ من خلالِهما ذَوْقُنا ونوازعنا ورَغَباتنا وعواملُ انْجِذابِنا إلى الآخَرينَ وتناغُمِنا مَعَهم أو تنافُرنا عنهم. تلتقي وجْهاً ما لمُمَثِّلٍ أو مُمَثِّلَةٍ أو مُذيعَةٍ بالتِّلْفاز أو زَميلِ دراسَةٍ أو عابِرِ سَبيل فتشْعُرُ ـ للوَهْلَة الأولى ـ بأنَّكَ مَشْدودٌ إلى هذا الوَجْه بتقاطيعه وقسماته وملامحه وانفعالاته، وأنَّكَ مُتآلِفٌ معه براحَةٍ وطُمَأنينَةٍ لا تَمْلِكُ لهما تَفسيراً أو تَبْريراً. وتَسْمَعُ صَوْتَ مُطْربٍ أو مُطْرِبَةٍ أو حَتَّى صَوْتاً مَجْهولاً يأتيك عَبْرَ الأثيرِ فيروقُ لَكَ دونَ غَيْره وتأسِرُكَ نَبَراتُه وتوثِقُكَ إليْه بِوثاقٍ لا تُدْرِكُ كُنْهه. وتَقْرأ لِكاتبٍ أو قاصٍّ أو شاعرٍ فتُلامسُ كلماتُه أحاسيسك وتأخُذك إلى دَوَّامَةٍ سِحْرٍ لا تَمْلِكُ منها فِكاكاً. إنها كيمياءُ الخَلْق التي تَمْتَزِجُ أو لا تَمْتَزِجُ وتتفاعلُ أو لا تتفاعَلُ مع ما حَوْلَنا ومَنْ حَوْلَنا من أشياء ومخلوقاتْ. لذا فمقولة الحُبّ من النَّظْرَةِ الأولى صَحيحَةٌ. وصَحيحٌ أيْضاً أنَّ مِرْآةَ الحُبِّ عَمْياءْ. لأنَّنا في كلا الحَالَيْن نكونُ مَسوقين بِوَحْيِ هاتِفٍ لا رادَّ لِقَضائه ولا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه. فأحاسيسُنا ومشاعِرُنا وأذْواقُنا تَشَكَّلَتْ عَبْرَ تاريخٍ طويلٍ وتُراثٍ عميق الجذورِ في عقولنا ووجْداناتِنا ومَخايِلِنا. وما يَحْدثُ في اللَّحْظَةِ الرّاهنة ما هو إلاَّ تَحْصيلُ حاصِلٍ ونتيجةٌ لِمُقَدِّماتٍ تراكَمَتْ وتَرَسَّبَتْ في مناطِقِ الحسِّ مِنّا عَبْرَ سِنين عُمْرنا كُلّه، وفي شعورِنا الجَمْعي ورُبَّما في لا شعورنا وجيناتنا الوراثية. لذا فَنَحْنُ نُحِبُّ ونَكْرَه بتاريخنا كُلّه، وحِسِّنا وذَوْقِنا الجَماليّ كُلّه. ولَيْسَ هناك في الحُبِّ فاتِحَةُ كتابٍ ولا كَلَمَةٌ أخيرة، بلْ نَهْرٌ دائم الجَرَيانِ من المَنْبَعِ إلى المَصَبِّ بِنَفْسِ الأمواجِ والتَّقَلُّباتِ والمَدِّ والجَزْرِ والفيضاناتِ التي تُغْرقُ وتُحْرِقُ أحياناً. في عِبارَةٍ موجَزة: تَعَدَّدت الأسبابْ والحُبُّ واحدْ.

سامرينا 11-06-10 10:00 PM

أستاذنـا الرائـع ...
 
كثيراً ما نرمي الحبيب بحجارالعتب..لماذا أحببتك ؟!! أو مالذي أحببته بك ؟!

وحين يصل العتب حد ثوران براكين الغضب نصب عليه حمم تلك البراكين عتاباً أنت لا تستحقني !!

هو الحب لا يعترف بحدود ولا طقوس ولا مقاييس !! تركيبة لم يحل طلاسمها ولم تفك رموزها ..
" لماذا .. وكيف .. و ..و.. " علامات استفهام غير مدرجة بقاموس الحب ذاك

أعترف لك أستاذنا " إبراهيم سعد الدين " بطرقك أبواباً مغلقة دأبنا على أن لا نسمع صوت طرقاتها ..

كيميائية الحب الغريبة تلك أسرتنا فألفناها .. حاصرتنا ورغبنااها .. سحرتنا فعشقنا سلبها لقوانا

راائع إلتفاتـك لهذه المشاعـر وإشراكنا قصاقيص الورق تلك .. فـلا تحرمنا إياهــا

دمـت بخيـر دائمـاً ؛؛؛

عبير قائد 11-06-10 10:39 PM

السلام عليكم استاذ ابراهيم
أعجبني موضوعك وان كنت مائة وثمانين درجة غير متفقة معك
اذا اخذت سكينا وقطعت تفاحة ثم قضمت منها قضمة هل يمكن أن تعود تلك التفاحة لما كانت عليه........ مستحيل
فكذا القلب في الحب الأول فكيف ينسى القلب جزءا منه .

إبراهيم سعد الدين 12-06-10 02:27 PM


وأعترفُ لَكِ أيضاً بأنَّ قراءتَكِ المُدهشة للنَّصّ ومانثرتِ على هوامشه من ورودِ الفِكْر قد زاده ثَراءً وعُمْقاً وألقا

نعمْ.. هي كيمياء الحُبّ التي لا نملكُ لها تفسيراً.. حَسْبُنا أن نَطْرَحَ الأسئلةَ.. وأنْ نعيشَ تلك اللحظات النّادرة المُخْتَلَسَةَ من براثن الزَّمن بكُلِّ حواسِّنا ومشاعرنا وشَغَفِنا بالحياة.. دون انتظارٍ لأجوبَةٍ تبدو بعيدة المنالْ..


سامرينا..

فَيْض امتنانٍ وتقديرٍ لإطْلالتِك الغالية التي يَزهو ويَزْدان بها النَّصُّ أيْنَما وحَيْثُما كانْ..

ودُمْتِ بألفِ خَيْرٍ وعافية.

إبراهيم سعد الدين 12-06-10 02:46 PM


وسَعيدٌ أنا باختلافِ وجهة نَظَرِك.. فالخلافُ في الرّأي هو دليلُ صِحَّةٍ وحيويّة الفِكْر.. وكُلَّما تعدَّدت زوايا الرُّؤية ازْدادَ المَضْمون ثَراءً..

ولكنْ.. ألا تَرَيْن معي أن صورة القلْبَ تختلف عن تشبيهك له بتُفَّاحَةً تتآكَلُ مع الزَّمن ومع تَعَدُّدِ قضماتِ الحُبّ..؟!

قَلْبُ الإنْسان ـ في تقديري ـ هو شريان الحياةِ دائم الجريان والتَّدَفّق حاملاً معه كُلّ أشواقنا وهواجسنا وأحْلامنا وعواطفنا وذكرياتنا ونوازعنا ونبضات الفَرح والحُزن والنشوة والانطفاء والصعود والانكسار في مسيرة العُمر.. قد يتغَيَّرُ نَبْضه وتعلو أو تنخفض وتيرته.. لكنّه لا يَكُفُّ أبداً عن الخفقانْ..


Sunny4doq


شُكْراً لحضورِك الرّاقي وإطْلالتِك الجميلة التي نَثَّت عبيرها في ثنايا النَّصّ

ودُمْت بألفِ خَيْرٍ وعافية.





الساعة الآن 05:33 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية