منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   144 - الثلج الأسود - جانيت ديلي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142374.html)

Rehana 15-06-10 10:03 AM

ولم تستطع أن تشعر في الظلام إلا بحركة رأسه البطيئة وهو يقترب منها وارتعشت عندما عانقها .
حانت اللحظة كي تمنعه عندما ابتعد عنها قليلاً ولكنها لم تستطع ، لقد قاومت جاذبيته كثيراً ولم تبقّ عندها قوة إرادة لتردعه عنها .
عانقها ثانية وانفجرت عواطفها الدفينة دفعة واحدة ، فبادلته العناق ولم يعد يهمها إلا البقاء أسيرة ذراعية وفيما هي على هذه الحال امتلأت الغرفة بالنور ، فكرت جوان للحظة أنها تخيلت النور المفاجئ الذي أضيء فوق عينيها المغمضتين ، ولكن أبتعاد براندت جعلها تفتح عينيها لتجد أن المصباح الكهربائي المعلق في السقف قد أَضيء .
بقى في مكانه للحظة قصيرة ثم همس ببعض الشتائم ونهض من مكانه وابتعد عنها .
منتديات ليلاس
فنظرت إليه وهو يجلس على طرف الكنبة ، كان تنفسه متقطعاً وغير متوازن فيما كان يمشط شعره البني بيديه قبل أن يغطي وجه بهما .
- إن مفعوله أشبه بمفعول ضوء النهار الساطع !
جعلت كلماته التي نطقها بمرارة جوان تفغر فمها من الأستياء ،لم يشعر براندت بشيء إلا الندم على ما كاد يفعله ولغباوتها اعتقدت أن اشتعال عواطفها كان أكثر من رغبة مؤقتة فقط .
أنهمرت دموع الذل على خديها .
بدا أن صوته يأتي من أعماق سوداء لم تعرفها .
- آسف يا جوان ، لا شك أنك تظنين أني ..
قطعت عليه الكلام بحدة وهي تدرك أنه لا يجب أن تقلل من قدرها أكثر من ذلك :
- أرجوك لا تعتذر، في الحقيقة ليس هناك ضرور لذلك .
نهضت عن الصوفا مدفوعة برغبة هائلة للهروب قبل أن تغرق الدموع خديها ووجهها وقبل أن تنهض تماماً وتقف على قدميها ثبتتها ذراعا براندت على الصوفا وقبضت أصابعه بشدة على ذراعيها .
كانت النيران الزرقاء تشتعل في عينيه وتكاد تلتهم وجهها المجفل وشفتيها المرتعشتين .
- لن تذهبي إلى أي مكان قبل أن نناقش هذا الأمر وننتهي منه .
أشارت قسمات وجهه القاسية إلى أنه أمسك بإحكام بزمام غضبه وعواطفه وحافظت جوان على مظهر الكبرياء والبرودة .
قالت له وهي تمتنع عن إظهار ألمها من جراء قبضته :
- ليس هناك ما نناقشه .
أجابها بهدوء :
- أنت تعرفين جيداً أن هناك ما يجب أن نناقشة !
- أرجوك !
لم تلفظ هذه الكلمة المهذبة تعبيراً عن التوسل فيما كانت تدفع يديه عن ذراعها .
- أنت تعطي أهمية أكثر من اللازم لما جرى .
ذكرها براندت بلهجة قاطعة :
- أنت تقصدين لما كان يمكن أن يحدث .
تلون خديها باللون الأحمر على الرغم منها لأنها كانت توافقه الرأي وأشاحت بوجهها بسرعة .
وردت عليه بشدة :
- ولكن ذلك لم يحدث ، كلانا إنسان طبيعي وبصحة جيدة وصدف أن كلاً منا ينتمي إلى الجنس الآخر .
حاورته بمنطق وهي تحاول أن تسترجع أحترامها لنفسها :
- بكل بساطة ، لقد دفعنا الظرف الغير طبيعي إلى القيام بأعمال لا تسمح لأنفسنا أن نفعلها في الظروف العادية .
ضاقت عيناه ، وسحب يده عنها :
- هل تؤمنين بما تقولين ؟

**************************

يتبع..

Rehana 15-06-10 10:04 AM

- بالطبع أنا أؤمن .
كان جوابها صحيح جزئياً ، من ناحية براندت وليس من ناحيتها .
هز براندت رأسه عابساً وعيناه الزرقاوان تلمعان بالغضب ثم أشاح بنظره عنها ونهض : منتديات ليلاس
- لم أقابل أبداً فتاة تحلل الأمور ببرودة أعصاب مثلك، أنت تفتحين وتغلقين عواطفك كما شئت ،أليس كذلك ؟
منعتها قوة أعصابها أن تتحول إلى كتلة منتحبة من الدموع وتحدته فيما كانت التدفئة المركزية تعود وترسل من الهواء الحار إلى الغرفة :
- ألست كذلك يا سيد ليون ؟ لقد أعطيتني عملاً لأني قديرة وعملية ولا أصاب بالهلع في ظروف مفاجئة ، هل أنت على وشك طردي للأسباب ذاتها التي دعتك لتوظيفي ؟
تمنت لو أنه يفعل وفي الواقع صلت من أجل ذلك ، إذ أنه لن يتوجب عليها أن تقابلة بعد اليوم وتتذكر دائماً لحظات عناقة لها .
- كلا يا آنسة سومرز ،لن أطردك من العمل .
كان هناك تهكماً في التعبير الرسمي الذي ناداها به فيما كان يبتعد .
انتهت لحظات عدم الحراك واجتازت خطواته العريضة المسافة بينه وبين الباب الموصل بين الغرفتين .
أدركت جوان بغريزتها أنه ينهي الحديث ليسترجع مكانه السابق بالنوم على الكرسي الهزاز في مكتبها ،دفعتها قوة الأنتقام المريرة للتهجم مرة أخرى عليه فطلبت منه وكأنها تأمره :
- هل من الممكن أن تطفئ النور قبل أن تخرج ؟ أريد أن أخلد إلى النوم .
تصلب براندت وتوقف عند الباب قبل أن يمد يده الى مفتاح الضوء ويديره ، ثم فتح الباب ودخل مكتبها وأغلق الباب وراءه بعنف .
ساد الظلام في الغرفة فرغبت جوان أن تتكوم فوق جلد الصوفا الأسود وتموت .
عوضاً عن ذلك انكمشت داخل معطفها وسمحت لدموع اليأس والخجل وحرقة القلب يغسل وجهها ولكن هذا لم يستطع أن يحررها من الألم الفظيع ، إذ لا شيء يمكنه أن يفعل ذلك .
في الحقيقة ، لا أحد منهما يلام ، كلاهما ساهم فيما جرى ولو لأسباب مختلفة ومع ذلك فقد تخطت جوان الحاجز الذي يفصل بين عمله وحياته الخاصة .
وهي لن تنسى أنها تحبه بغباء ومن دون هدف ومن دون جدوى ....ببساطة أنها تحبه .

***************************

يتبع..

tootty 15-06-10 03:22 PM

nice مشكورة كتييييييير
ننتظر التكملة

وردة بيضاء 15-06-10 05:44 PM

شوقتينا
مشتاقة اعرف باقي أجزائها

Rehana 17-06-10 06:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tootty (المشاركة 2344652)
nice مشكورة كتييييييير
ننتظر التكملة

العفووووو

وشكرا لمتابعتك


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة بيضاء (المشاركة 2344794)
شوقتينا
مشتاقة اعرف باقي أجزائها


أهلين بيك ..رودة بيضاء

منورة الرواية


الساعة الآن 06:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية