- ويصابون بالدهشة لأنني لست امرأة من طرازك . . لو أنهم يعلمون .
- يعلمون ماذا ؟ هزت كتفيها : أنت تعرف . - أجل . . أعرف. لكنني أشك في انك تعرفين خقاً . - أنا لم أحاول يوماً أن أقرأ ما في الأفكار. قال والحدة تعلو ابتسامته : - أوه . . لست أدري. . فأنت تملكين دماغاً ناضجاً ، وبعد نظر مخيف. منتديات ليلاس كان يمكن لناتالي أن تضحك لهذا . . فلو كان صحيحاً أن لها بعد نظر ، لهربت راكضة وهي تصرخ إلي أن تصل " ساوت ايلند" منذ وقعت عيناها عليه . . تحركت كتفاها ، وقالت : - المعرفة شيء والخبرة شيء أخر . . - دعينا نذهب . كان الفيلم السينمائي جيداً ، دراما نفسية فيه لمحات رعبٍ إلي حد أن ناتالي في مرحلة ما تمسكت بِكُمّ سترة تشاد . رأت لمعان أسنانه البيضاء وهو يبتسم . وكانت السماء ممطرة حين خرجا إلي الشارع نحو السيارة . . انزلقت امرأة مسنة في بركة ماء ، ووقعت شاهقة . وتأوهت حين حاول زوجها مساعدتها لتقف ، وغاصت إلي الأرض مجدداً قائلة وقد تجمع الناس حولها : - أظنني لويت كاحلي . |
بعد قليل ، كان الناس المتجمعين قد أعطوا زمام القيادة لتشاد ، يفعلون ما يقوله لهم . . وما هي سوى ربع ساعة حتى كانت ناتالي وتشاد والزوج ينتظرون في ردهة المستشفي ، والزوج يردد للمرة السابعة ، وعيناه العجوزتان قلقتان :
- لطفٌ كبيرٌ منك سيد غرايزر. . منتديات ليلاس ابتسم تشاد : - هل تمتعتما بالفيلم ؟ - - أجل ، فعلاً . . أنت والسيدة زوجتك ؟ نظر تشاد إلي ناتالي متحدياً أن تعترض : كثيراً . هذا هو الجانب الآخر من شخصية تشاد ، الجانب اللطيف الذي يخفيه عن معظم الناس وكأنه يخجل منه . وها هو يهتم بأمر زوجين مجهولين كما اهتم بأمر دانيال ، كما وسيهتم بأولاده . كان بطريقة ما ، اختياره لعمله دليلاً آخراً على اهتمامه بالناس . ‘نه مزيج غريب من السخرية والحب واللطف . . والتفتت ناتالي لتلهي الرجل عن مخاوفه حول زوجته. وما هي سوى دقائق حتى كان يبتسم . . حتى أنه مع ظهور زوجته على كرسي متحرك ، بدا مذهولاً لمرور الوقت بسرعة. قال الطبيب بمرح : - مجرد التواء ، ولقد ربطت لها قدمها وأعطيتها أقراصاً ضد أي ألم قد تحسّ به . . لكن عليها أن تتحاشي الوقوف عليها أطول مدة ممكنة . كان العجوزان مسترسلين كثيراً في شكرهما ، وزاد استرسالهما حين أوضح تشاد أنه ينوي إصالهما إلي منزلهما . . وما أن وصلوا حتى |
حمل السيدة إلي المنزل ووضعها في سريرها ، ويرفض بابتسامة أن تشكره ، أو أن يبقي لاحتساء فنجان قهوة.
لم يقل في السيارة شيئاً . . ولم تستطع ناتالي منع نفسها عن التثاؤب. . كانت خيوط مستمرة من المطر الفضي تتجه رأساً إليهما . . لم يكن هناك سيارات كثيرة . . وتساءلت ناتالي كم من الناس سعداء الليلة؟ وكم منهم حزاني؟ وهل هناك غيرها في أوكلاند يشعر بمزيج من الانفعال والعزلة كما تشعر الآن ؟ منتديات ليلاس حين توقف محرك السيارة أدركت أنها كانت نصف نائمة ، كان حزام الأمان وحده يبقيها في مكانها . وقال تشاد وهو يكاد يضحك : - أتريدين أن أحملك إلي الداخل . . أيضاً ؟ - لا . . لا. . شكراً لك ، أنا متعبة فقط . - يا للأسف ! لكنه خرج من السيارة قبل أن تُتاح لها فرصة الردّ. . فتح لها الباب كالعادة ، وضحك بخبث حين شكرته بأدب ، وقال : - ليس بهذه السرعة حبيبتي. كان عناقه خفيفاً ومداعباً . . وكان يجب أن تكون سعيدة . . لكنها أحست أن هذا هو جزء من الخطة ما رسمها لنفسه . دفعتها شعلة غضب صغيرةٍ فدفعته عنها قبل أن تنسحب وتصفق الباب خلفها . وتصاعد في لحظات أخري ، صوت محرك ، وصوت الإطارات وهي تشتد على الإسفلت . . وتنفست ناتالي بعمقٍ . . إنه استفزاز متعمد ، وقد أظهر لها سابقاً ردة فعله للتحدي . وحاولت جاهدة في العتمة الطويلة لليلها الخالي من النوم أن تتخذ قراراً جدياً لحياتها . . |
لم تتردد أبداً حين اتصل بها في التاسعة من مساء اليوم التاي ودعاها للخروج معه في نهاية الأسبوع قائلة :
- لا تشاد . . شكراً لك ، لكنني أظن من الأفضل أن لا . . كانت اللهجة العنيدة التي تكرهها في صوته قاسية حين قاطعها : - حقاً ؟ لكنني لا أظن هذا ، وإذا كنت غير مستعدة ، فلسوف أتأكد قريباً من أن تكوني مستعدة ، ولو اضطررت أن أجبرك بالقوة ! قالت بحدة: - لن تجرؤ ! - أتظنين حقاً أنني لن أجرؤ ؟ جمّدت موجة إدراك باردة بشرتها ، وتابعت بشراسة : - هذا سخيف . . لكنه قاطعها مرة أخرى: - أعرف . . ولهذا السبب أنت مضطرة لأن ترتدي أفضل ملابسك وتجهزي في السابعة والنصف ، وتكوني بانتظاري وإلا . . - أكرهك ! ضحك : - أعرف حبيبتي . . ويا لها من كراهية مثيرة . . أراك مساء السبت . وقفت تنظر إلي يديها بعدما صفقت السماعة في مكانها . . كانتا ترتجفان ، ولم تكن تعرف ما إذا كان الارتجاف لأنها تكرهه أم لأسباب ترفض الاعتراف بها . وهمست : - أكرهه . . أكرهه ! |
كانت جاهزة بالطبع . . ولم تكن بحاجة إلي لمعان الإعجاب في عيني تشاد لتعرف بأن مظهرها ملائم . . قال بلهجة ساخرة : رائعة !
رفعت رأسها تحدياً: - إلي أين سنذهب ؟ - أنت تلائمين أي مكان . قالت ساخرة : - أتتملقني تشاد ؟ منتديات ليلاس اشتدت قساوة صوته وهو ينظر إليها بشكل مهين : - ألا تستطيعين معرفة الحقيقة حين تسمعينها ؟ مكتملة ، فاتنة ، حلوة، هادئة برزانة ، بريئة . . أوه .. ستتجاوزين الحدود الليلة. قالت لتشعره بمدى بلاهته ، ولتحاول تعليمه شيئاً صعباً : - أين سنذهب الليلة ؟ إنها لا تثق به . . ستحتاج الليلة إلي كل شجاعتها وذكائها . رد ببرودة : - انتظري لتري . . يمكننا بالطبع أن نبقي هنا . . وابتسم في وجهها الغاضب . . - أحتقركَ . - أعرف . . لكن لسوء حظك ، تريدينني أيضاً ؟ ؟ والآن ، هل ستخرجين معي أو نبقي براحتنا هنا ؟ - هل تنحط دائماً إلي مستوى التهديد لتحصل على ما تريد ؟ - تقريباً . . فهذا يوفر عليّ الجدال وإضاعة الوقت . |
الساعة الآن 04:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية