منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   119 - شمعة تحت المطر- روبين دونالد ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142281.html)

شاذن 30-06-10 06:31 PM

- ويصابون بالدهشة لأنني لست امرأة من طرازك . . لو أنهم يعلمون .
- يعلمون ماذا ؟
هزت كتفيها : أنت تعرف .
- أجل . . أعرف. لكنني أشك في انك تعرفين خقاً .
- أنا لم أحاول يوماً أن أقرأ ما في الأفكار.
قال والحدة تعلو ابتسامته :
- أوه . . لست أدري. . فأنت تملكين دماغاً ناضجاً ، وبعد نظر مخيف.
منتديات ليلاس
كان يمكن لناتالي أن تضحك لهذا . . فلو كان صحيحاً أن لها بعد نظر ، لهربت راكضة وهي تصرخ إلي أن تصل " ساوت ايلند" منذ وقعت عيناها عليه . .
تحركت كتفاها ، وقالت :
- المعرفة شيء والخبرة شيء أخر . .
- دعينا نذهب .
كان الفيلم السينمائي جيداً ، دراما نفسية فيه لمحات رعبٍ إلي حد أن ناتالي في مرحلة ما تمسكت بِكُمّ سترة تشاد . رأت لمعان أسنانه البيضاء وهو يبتسم . وكانت السماء ممطرة حين خرجا إلي الشارع نحو السيارة . . انزلقت امرأة مسنة في بركة ماء ، ووقعت شاهقة . وتأوهت حين حاول زوجها مساعدتها لتقف ، وغاصت إلي الأرض مجدداً قائلة وقد تجمع الناس حولها :
- أظنني لويت كاحلي .

شاذن 30-06-10 06:32 PM

بعد قليل ، كان الناس المتجمعين قد أعطوا زمام القيادة لتشاد ، يفعلون ما يقوله لهم . . وما هي سوى ربع ساعة حتى كانت ناتالي وتشاد والزوج ينتظرون في ردهة المستشفي ، والزوج يردد للمرة السابعة ، وعيناه العجوزتان قلقتان :
- لطفٌ كبيرٌ منك سيد غرايزر. .
منتديات ليلاس
ابتسم تشاد :
- هل تمتعتما بالفيلم ؟
- - أجل ، فعلاً . . أنت والسيدة زوجتك ؟
نظر تشاد إلي ناتالي متحدياً أن تعترض : كثيراً .
هذا هو الجانب الآخر من شخصية تشاد ، الجانب اللطيف الذي يخفيه عن معظم الناس وكأنه يخجل منه . وها هو يهتم بأمر زوجين مجهولين كما اهتم بأمر دانيال ، كما وسيهتم بأولاده . كان بطريقة ما ، اختياره لعمله دليلاً آخراً على اهتمامه بالناس . ‘نه مزيج غريب من السخرية والحب واللطف . . والتفتت ناتالي لتلهي الرجل عن مخاوفه حول زوجته. وما هي سوى دقائق حتى كان يبتسم . . حتى أنه مع ظهور زوجته على كرسي متحرك ، بدا مذهولاً لمرور الوقت بسرعة.
قال الطبيب بمرح :
- مجرد التواء ، ولقد ربطت لها قدمها وأعطيتها أقراصاً ضد أي ألم قد تحسّ به . . لكن عليها أن تتحاشي الوقوف عليها أطول مدة ممكنة .
كان العجوزان مسترسلين كثيراً في شكرهما ، وزاد استرسالهما حين أوضح تشاد أنه ينوي إصالهما إلي منزلهما . . وما أن وصلوا حتى

شاذن 30-06-10 06:32 PM

حمل السيدة إلي المنزل ووضعها في سريرها ، ويرفض بابتسامة أن تشكره ، أو أن يبقي لاحتساء فنجان قهوة.
لم يقل في السيارة شيئاً . . ولم تستطع ناتالي منع نفسها عن التثاؤب. . كانت خيوط مستمرة من المطر الفضي تتجه رأساً إليهما . . لم يكن هناك سيارات كثيرة . . وتساءلت ناتالي كم من الناس سعداء الليلة؟ وكم منهم حزاني؟ وهل هناك غيرها في أوكلاند يشعر بمزيج من الانفعال والعزلة كما تشعر الآن ؟
منتديات ليلاس
حين توقف محرك السيارة أدركت أنها كانت نصف نائمة ، كان حزام الأمان وحده يبقيها في مكانها . وقال تشاد وهو يكاد يضحك :
- أتريدين أن أحملك إلي الداخل . . أيضاً ؟
- لا . . لا. . شكراً لك ، أنا متعبة فقط .
- يا للأسف !
لكنه خرج من السيارة قبل أن تُتاح لها فرصة الردّ. . فتح لها الباب كالعادة ، وضحك بخبث حين شكرته بأدب ، وقال :
- ليس بهذه السرعة حبيبتي.
كان عناقه خفيفاً ومداعباً . . وكان يجب أن تكون سعيدة . . لكنها أحست أن هذا هو جزء من الخطة ما رسمها لنفسه . دفعتها شعلة غضب صغيرةٍ فدفعته عنها قبل أن تنسحب وتصفق الباب خلفها . وتصاعد في لحظات أخري ، صوت محرك ، وصوت الإطارات وهي تشتد على الإسفلت . . وتنفست ناتالي بعمقٍ . . إنه استفزاز متعمد ، وقد أظهر لها سابقاً ردة فعله للتحدي . وحاولت جاهدة في العتمة الطويلة لليلها الخالي من النوم أن تتخذ قراراً جدياً لحياتها . .

شاذن 30-06-10 06:33 PM

لم تتردد أبداً حين اتصل بها في التاسعة من مساء اليوم التاي ودعاها للخروج معه في نهاية الأسبوع قائلة :
- لا تشاد . . شكراً لك ، لكنني أظن من الأفضل أن لا . .
كانت اللهجة العنيدة التي تكرهها في صوته قاسية حين قاطعها :
- حقاً ؟ لكنني لا أظن هذا ، وإذا كنت غير مستعدة ، فلسوف أتأكد قريباً من أن تكوني مستعدة ، ولو اضطررت أن أجبرك بالقوة !
قالت بحدة:
- لن تجرؤ !
- أتظنين حقاً أنني لن أجرؤ ؟
جمّدت موجة إدراك باردة بشرتها ، وتابعت بشراسة :
- هذا سخيف . .
لكنه قاطعها مرة أخرى:
- أعرف . . ولهذا السبب أنت مضطرة لأن ترتدي أفضل ملابسك وتجهزي في السابعة والنصف ، وتكوني بانتظاري وإلا . .
- أكرهك !
ضحك :
- أعرف حبيبتي . . ويا لها من كراهية مثيرة . . أراك مساء السبت .
وقفت تنظر إلي يديها بعدما صفقت السماعة في مكانها . . كانتا ترتجفان ، ولم تكن تعرف ما إذا كان الارتجاف لأنها تكرهه أم لأسباب ترفض الاعتراف بها .
وهمست :
- أكرهه . . أكرهه !

شاذن 30-06-10 06:34 PM

كانت جاهزة بالطبع . . ولم تكن بحاجة إلي لمعان الإعجاب في عيني تشاد لتعرف بأن مظهرها ملائم . . قال بلهجة ساخرة : رائعة !
رفعت رأسها تحدياً:
- إلي أين سنذهب ؟
- أنت تلائمين أي مكان .
قالت ساخرة :
- أتتملقني تشاد ؟
منتديات ليلاس
اشتدت قساوة صوته وهو ينظر إليها بشكل مهين :
- ألا تستطيعين معرفة الحقيقة حين تسمعينها ؟ مكتملة ، فاتنة ، حلوة، هادئة برزانة ، بريئة . . أوه .. ستتجاوزين الحدود الليلة.
قالت لتشعره بمدى بلاهته ، ولتحاول تعليمه شيئاً صعباً :
- أين سنذهب الليلة ؟
إنها لا تثق به . . ستحتاج الليلة إلي كل شجاعتها وذكائها .
رد ببرودة :
- انتظري لتري . . يمكننا بالطبع أن نبقي هنا . .
وابتسم في وجهها الغاضب . .
- أحتقركَ .
- أعرف . . لكن لسوء حظك ، تريدينني أيضاً ؟ ؟ والآن ، هل ستخرجين معي أو نبقي براحتنا هنا ؟
- هل تنحط دائماً إلي مستوى التهديد لتحصل على ما تريد ؟
- تقريباً . . فهذا يوفر عليّ الجدال وإضاعة الوقت .


الساعة الآن 04:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية