منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   119 - شمعة تحت المطر- روبين دونالد ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142281.html)

شاذن 25-06-10 01:42 PM

- هل لي أن أدخل ؟
تراجعت دون أن تعي أنها كانت تسد طريقه . . وسارت أمامه بصمتٍ إلي غرفة الجلوس.
- اجلس .
منتديات ليلاس
أجفلت لألم مفاجئ في رأسها فسألها : ما الأمر ؟
رفعت يدها إلي عضلات عنقها المتألمة قبل أن تومئ إلي الصوفا :
- لا شيء . . رأسي يؤلمني .
قال وحاجباه معقودان معاً في خط مستقيم :
- يجب أن لا تخيطي . اجلسي وسأصنع لك فنجان شاي . هل تناولت دواء للصداع ؟
- ما أحتاجه هو بعض الهواء النعش فقط . . ولا أحتاج إلي شاي أو قهوة . . ماذا تريد ؟
وضع حقيبة أوراقه على خزانة الأدراج متجاهلاً خشونتها وراقبته وهو يخرج منها عدة أوراق :
- هذه نسخة عن تخمين قيمة المجوهرات التي تركها لك دانيال .
- لكنني ظننت. .
- ظننت ماذا ؟
- ظننتك لن تستطيع فل شيء إلي أن يقرر ولداه الطعن بالوصية.
- لن يكون هناك طعنٌ. . لهذا ما من سببٍ قانوني يمنعك من تسلم المجوهرات .
مرّر عينيه بازدراء على طول الجسد النحيل . . وتسارع اللون الداكن إلي وجنتيها وهي تقول :

شاذن 25-06-10 01:43 PM

- فهمت . . شكراً لك .
أثار هدوءها غضبه ، فسألها بوحشية:
- أتريدين أن يتفحصها جواهري آخر ؟ أؤكد لك أن ليس من عادتي أن أغش زبائني لكن لو شعرت بأنك ستكونين سعيدة أكثر ، اذهبي إلي شخص آخر.
أجابت بخشونة :
- أوه. . أصدق أنك لست معتاداً على الغش لكنني واثقة أنك تجاوزت هذه القاعدة لأجلي.
اشتعلت القسمات المتعجرفة غضباً .
- لا. . ليس معك . . فلست استغلالياً أبداً ناتالي . . أبداً .
وكان هذا تهديداً أثار الذعر في نفسها . . لكن لو أنها تركته يرى تأثيره عليها ، فلن تتحرر أبداً من خوفها .
قالت دون اكتراث : أثق بك .
- لماذا ؟
قالت بسخريةٍ باردةٍ تخفي أفكارها :
- لأن دانيال كان يثق بك . . ولقد كان حكماً ممتازاً على الشخصيات .
ردّ بوضوح وقح :
- قبل أن يُفسِدٌ جهل الخرف قدرته على الحكم . . أتتساءلين إذا كنت أنا مثله ؟ لأنك إذا كنت تحلمين بعلاقة معي تذكري شيئاً واحداً . . أنا شخصية مختلفةٌ تماماً عن خالي المريض . أعدك بهذا .
تصاعد الاحمرار تحت بشرتها ، ثم تلاشي ، ليتركها صفراء باهتة:

شاذن 25-06-10 01:43 PM

- أوه . . أنا واثقة من هذا . . لا، أنا لا أستهدفك . . وبإمكانك أن تستريح . . لأنني أكره الغرور الشديد في الرجال حتى وهم لطفاء مثلك .
ارتفع ذقنها ، ولزمها قوة إرادة لهذا ، لكنها ابتسمت للكراهية الباردة على وجهه وقالت :
- لا أحتاج إلي مالك . . لقد ترك لي دانيال ما لا أحتاج به لأحد ، ولا تستطيع أن تقدّم لي أي شيء آخر أريده.
- لا ؟ ألهذا اتخذت حبيباً عجوزاً ؟ لأنك باردة ؟
منتديات ليلاس
التقط معصمها ويدها تطير إلي وجهه ولوى بحركة بطيئة مؤلمة ذراعها خلف ظهرها وشدها إليه .
فكرت بمرارة المزيد من الألم ، لكنها هذه المرة لم تقاوم . . فلا جدوى من المقاومة . . كما أنها تعرف أنه لن يؤذيها جسدياً . والتهديد الذي يمثله هو لمشاعرها ، وإرادتها . وعرف بالطبع ، فهو أكثر ذكاء من أن لا يكتشف غضبها ، مهما حاولت إخفاء الأمر عليه . .
قال بصوت شرير :
- لا تحبين أن يدعوك أحد " بالباردة". . أتساءل لماذا ؟ هل هذا قريب جداً من الواقع ؟
همست ساخطة :
- أخرج . . لا أهتم لرأيك بي . . لا يمكنك احتقاري أكثر مما أكرهك ، أيها المتعجرف المغرور بنفسك ، المتكبر ، والمتوحش . . من تظن نفسك ؟ تضع نفسك على قمة الأخلاق بينما يعرف العالم كله أنك . . أنك . .

شاذن 25-06-10 01:44 PM

قاطعها ببرودٍ مثلجٍ : تابعي. .
رمت برأسها إلي الوراء ، تنظر إليه بكراهيةٍ ظاهرة.
- أنت تعرف ما أعني. . لكن بالطبع ، الأمر يختلف بالنسبة لرجل . . أنا " فاسقة" وأنت " خبير"! هذا وصفٌ يبدو أفضل بكثير. . ألاتظن هذا ؟ الآن ، أخرج من منزلي.
رد من بين أسنانه المشدودة :
- بكل سرور. . لكن أولاً ، دعينا نري كم اقتربت من الواقع . . أتسمحين ؟
أخذت ناتالي ترفس ، وتلوي برأسها بعيداً وبقيت للحظات طويلة مقطوعة الأنفاس ، جامدة بين ذراعيه ، لا تستجيب ، لكن لا تقاوم . . تستمع إلي ما يحاول جسدها أن يقول لها .
رفع رأسه يبتسم لها ، ويسخر بنعومة:
- كما قلت . . باردة . . يا للأسف .
- ردت تكرهه أكثر :
- - إذن يجب أن تفتش في مكان آخر عن امرأة غيري.
تراجع :
- ما من شك في هذا . . بالرغم من أن معظم المراجع تدفعنا للتفكير أن لا وجود لنساءٍ بارداتٍ، بل رجال غير كفؤين . . ولسوف أدعك وشأنك الآن ، ليس لأنني لن أتمتع بتذويب برودتك فأنا أجدك جذابة بل لأنني أشعر بالقذارة على بعد عشر أقدام منك. .

شاذن 25-06-10 01:45 PM

ارتعشت ولو أنه كان لا زال يطوقها بذراعيه لأحس بارتجاج جسمها من جراء كلامه القارص . . أغمضت عينيها لحظة كي لا يرى ألمها ، ثم رفعت ذقنها لترد ببرود :
- لا تزعج نفسك في هذه الحالة ، بالقدوم إلي هنا مرة أخرى . . إذ يكفيني مخابرة هاتفية لأعرف عما تريد إخباري به !
- بكل سرور . . سأراك في مكتبي صباح الغد في تمام الحادية عشرة . . أيمكنك ترك عملك ؟
منتديات ليلاس
- أوه . . أجل . . هذه ليست مشكلة .
كانت تلك الليلة ماطرة ، واستمرت هكذا حتى اليوم التالي . كانت تسير في الشارع نحو محطة الباص ، وتيتمد الراحة من ألوان زهور الكاميليا الزهرية والحمراء ، في كل حديقة تمر بها . كان اليوم يشبه أيام الربيع ، مع أن هناك شهراً آخراً للشتاء بعد . وقد أحست ناتالي بوخز الحنين إلي موطنها . كان شارع أوكلاند الرئيسي ، كوين ستريت مزدحماً ، واجهات المحلات مزهوة بموضة الصيف التالي . سارت ناتالي ببطء ، تتطلع إلي واجهات كل محلات الكتب . . ونظرت إلي ساعتها ، فأجفلت فلم يترك لها الوقت سوى خمس دقائق لتصل إلي مكتب تشاد ، ولحسن الحظ لم يكطن بعيداً . . لكنها وصلت مقطوعة الأنفاس وغاضبة ، لتقول لها موظفة الاستقبال بأن السيد غرايزر مشغول ، وطلبت منها الانتظار. جلست بأدبٍ ، وتجنبت نظرة موظفة الاستقبال المهتمة بها كثيراً ، ونظرت خارج النافذة . كانت أظافر أصابع موظفة الاستقبال تلمع مهي تطبع عدداً من الكلمات التي يستحيل عدّها في الدقيقة . . على أي حال ، لن يستخدم تشاد سوى


الساعة الآن 02:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية