منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   203 _ كذبة اسمها الحب _ ليليان بيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t142089.html)

اماريج 18-06-10 05:18 AM

تعرفت الفتاة على سالى ، فأعطتها المفتاح دون تردد . كان المغلف على مكتبه . . بيدين مرتجفين ، أخذت تفتش بين الصفحات غير المرتبة . . لكنها لم تجد الورقة الهامة وهذا يعنى . .
- أتبحثين عن الذهب آنسة ديرلوف ؟

سقطت الكلمات عليها مثل كتلة من الثلج البارد . . . أخذ قلبها يخفق بألم . . ولم تستطع سوى أن تحدق به .
- كنت . . أنا آسفة لكننى ظننت . . أنك فى الخارج .
- هذا واضح . لقد عدت . . سريعا على ما يبدو . .
وتقدم إلى المكتب :
_ هل هذا ما تبحثين عنه ؟

كادت تهم بانتزاع الورقة من يده ولكنها تمالكت نفسها . لقد رآها الآن فما الفائدة ؟
أخذتها منه بهدوء ووقفت أمامه بقدر ما استطاعت من وقار :
- أجل . . . شكر لك .
وقررت أن تبقى مرفوعة الرأس حين تهبط الفأس .
سأل :
_ ما الدوافع ؟
- للكتابة عنك ؟ حسن جدا .

بسرعة خاطفة أخذت تستعيد مضمون مقالتها . اطمأنت إلى أنها لم تذكر ديريك وينترتون ولا اسم ستار وجورنال . . . والمقال كما هو لا يحدد الجهة المرسل إليها . . قالت بشكل تلقائى :
- ربما . . كمعلمة ، للغة الإنكليزية . .

واستدارت إلى الباب . . إلى شئ اى شئ ، لتبتعد عنه وعن تعبير وجهه الحديدى .
- هل أفترض أنها مذكرات معلمة عن تجربة خاصة ستلقيها على مسامع طلابها حين تعود إلى عملها ؟
أوه . . أجل . . يا لها من طريقة للخلاص . . تمكنت أن تبتسم .
- المعلمة حرة . . تبقى دائما أعنى أننى كنت أجرب الكتابة عن . .
- عن جوانب حياة كاتب ؟

لماذا يدعمها بالأعذار ، ويعطيها طرقا للخروج من الورطة التى وجدت نفسها فيها ؟
- ربما .
كان الصمت طويلا بحيث وجدت نفسها تطوى الورقة المطبوعة ، ثم تفتحها ثانية . .
- أنا . . آسفة ماكس سأوضب أغراضى . .
خطوتان أوصلته إليها .
منتديات ليلاس
- طالما . . طالما يا آنسة ديرلوف ، لا تصل مذكراتك إلى الصحافيين الذين أكرههم ، يبقى الأمر هينا . . .
ظل الجو فاترا بينهما لما تبقى من النهارحتى خلال العشاء . . وأحست سالى البرودة فى عينى ماكس . تحدثا بطريقة متقطعة مع فترات صمت طويلة . . . بين حين وآخر ، كانت تجد أن عينيه مسلطتان عليها ، لكنها لم تستطع الالتقاء بهما . ما كان يؤرقها هواحتمال أن يكتشف سرها . . ولم تتوقف طوال اليوم عن تأنيب نفسها على إهمالها .

الأمر المخيف هو أنها غير واثقة من أن هذا الخطأ لن يتكرر ، نظرا لطريقة عيشهما الحاليةالتنقل ، العمل ، ثم التنقل أكثر .
بلى . . هناك طريقة ! سأتصل بالفاكس بديريك وينترتون ، لأضع حدا للاتفاق برمته .

فى غرفتها أخذت تكتب : من هذه اللحظة فصاعدا ، لن تصلك منى مقالات حول ماكسيميليان ماكنزى إنه يثق بى كثيرا ، ولن أخون هذه الثقة بالتصرف كجاسوسة صحافية على شخصيته ، مزاجه ، أو غرامياته . . وهذا ما لم تكن لتحصل عليه منى على أى حال ولا عن طريقة عمله فى إنتاج أفضل القصص .


اماريج 18-06-10 05:21 AM

تابعت الرسالة : كل ما أستطيع قوله هو أنه رجل رائع ، صادق ، وصريح ، ويراعى شعور الآخرين . وكلها صفات أنا معجبة بها . . ولهذا لن تسمع منى شيئا حول المواضيع المذكورة أعلاه .
أضافت : أخيرا ، ومع خطوبتنا زائفة ، فنحن ، ولأسباب عديدة ، شخصية وعملية ، نتعامل معها على أنها واقعية وهذا يعنى أننى يجب أن أكون مخلصة له مهما كان الثمن . . على أى حال سيد وينترتون . . وهذا سر ائتمنك عليه . . أنا أحبه كثيرا لدرجة أننى لن أفعل أى شئ أبدا ، أبدا ، لأذيته أنا مستقيلة من المهمة . . . ولو أدى ذلك إلى خسارتى العمل فى الصحيفة ، فليكن . . . هذا أمر نهائى ، ونحن سننتقل من هنا . . لذا أرجوأن لا تحاول الاتصال بى مرة أخرى تحياتى لخالى . . سارة ديرلوف " .

وهى مستلقية فوق السرير قبل العشاء في غرفة الفندق الجديد ، تصغى إلى أصوات الطبيعة الرائعة فى الخارج ، تذكرت سالى اليوم الذى أمضيته إلى جانب ماكس وهو يقود جنوبا نحو مقصدهما .

فى الطريق ، زارا كهوف "وايتومو" الشهيرة وشاهدا الغرف الضخمة المحفورة فى الصخر الكلسى وغابات من الرواسب البيضاء العظيمة المدببة الرؤوس . . .
- أوه ماكس . . .هذه تجربة لن أنساها أبدا !
قال :
" لقد رأيتها من قبل ، لكننى أردت أن تريها بنفسك " .
وجدت كلماته لطيفة بشكل غريب وقالت :
- إنها شئ يجب أن يراه العالم كله .

ولم تعرف كيف التصقت به . . إلى أن أحست بضغط ذراعه عليها . سعت عيناها إلى عينيه على ضوء النجوم وبشعور غامر بالارتياح ، وجدت فيهما الدفء الذى افتقدته خلال اليومين المنصرمين .
هل صدق التفسير الذي ساعدها دون أن يدري على اختراعه ؟ وتساءلت , هل سامحها ؟ هل عادت ثقته بها ؟
منتديات ليلاس
كانت المحاضرة في غاية النجاح . وبدا أن نادي المعجبين قد اكتشف مسبقا ان خطوبة ماكس وسالي قد ظهرت للعلن فى بلدة نيوزيلندة , واحتفاء بالزواج السعيد قرر النادي ان تكون المصاريف على حسابه .

فيما بعد تجمع المعجبون حول ماكس بنسخ من آخر كتاب له , يسعون إلى توقيعه .. ولفترة وقفت سالي الى جانبه , مستغرقة في دورها , ليس فقط كخطيبة بل كمساعدة ايضا , وهي تشعر بالسرور , وكأنها فعلا زوجة المستقبل .

تسللت سالي مبتعدة دون أن يلحظها احد , واخذت تجول فى المكان , تاركة ماكس يقوم بعمله .
خلال المحاضرة , لاحظت سالي فى أخر القاعة شابا يجلس لوحده . كان لا يزال هناك , لا يتكلم مع احد , يشرب كوب العصير .. وقررت سالي انه خجول بطبعه بابتسامة ودية , اتجهت إليه .
حين رآها تقترب , قام مذعورا واخفى دفتر ملاحظاته ... هناك عدد من المعجبين سجلوا ملاحظات عن محاضرة ماكس وعن كل كلمة تلفظ بها .

وحاول الشاب الابتعاد عن المكان نادته سالي :
- سيد .. إذا أحببت ان يوقع لك السيد ماكنزي كتابك , فسيكون مسرورا .
لكنه كان قد وصل الى الباب وخرج الى الشارع وقبل ان تصل إليه .


اماريج 18-06-10 05:23 AM

ادركها التعب لكن بدا من الواضح ان المعجبين لم ينتهوا بعد من بطلهم .. واستطاعت بتصميم , ان تخترق الجموع لتصل الى جانب ماكس .. كان مستغرقا في الحديث , فلامست يده .
لدهشتها ... قفز مجفلا وكأنها لسعته . استدار نحوها , فتمتمت بنعومة :
- يومنا كان متعبا .. حبيبي .

كلمة التحبب بدت غريبة على شفتيها لكنها كانت متأكدة من انها الكلمة التي ينتظرها منها المعجبون به .
- لذا .. إذا كنت لا تمانع .. سأصعد لأنام .
ارتفع حاجبه متسائلا .. لكنه ما لبث أن فهم الموقف , وقبل ان تدرك ما يجري , كانت بين ذراعيه تتلقي قبلة الإخلاص .

إضافة الى توقيع عشرات الكتب بدا وكأن قبلته هذه كانت بمثابة قبلة على قلب كل امرأة رومانسية .
فى ضوء النهار المتلاشي , خرجت سالي الى الشرفة , ونظرت الى المشهد الرائع أمامها .

كان البخار يتصاعد من الارض بينما على مسافة متوسطة , وسط الادغال والشجر , كان يتصاعد عمود بخار من نبع "مياه كبريتية " وكأنه نافورة مياه , يرعد ويندفع في الهواء عاليا مع النسيم , وكأنه يستقبل طلوع القمر بنوع ملتو من الغضب .

قال صوت ماكس من ورائها وهو يتقدم ليقف الى جانبها :
- أنت تنالين التكريم .. "يوهوتو" لا يظهر عادة مثل هذه القوة والجمال للسواح .
ساد صمت قصير , ثم اكمل بحدة :
- من كان الرجل الذي شاهدته تلاحقينه بعد المحاضرة ؟

ابتسمت سالي :
- معجب خجول جداحسب حكمي . ناديته لأقول له إنك ستكون مسرورا لتوقيع كتابه .. لكنه هرب وكأن قطيعا من الفيلة يطارده.

- وهل أنت متورطة في العلاقات العامة .
كان لكلماته رنة ساخرة , لكن لهجته كانت لينة . وتسللت يده تلاحق شكل جسمها النحيل تمكنت ان تقول بصوت أجش :
- كتيب الدليل يقول إن "يوهوتو" هو أشهر مركز للمياه المعدنية الساخنة فى نيوزيلندة .
الحركة البطيئة والماكرة ليديه , صعدت الدفء الي جسمها كله .
منتديات ليلاس
قال , دون تركيز ويداه تتحركان إلى الاعلى :
- بوهوتو مزاجي ولا احد يعرف بالتأكيد متى يتفجر .
وتصاعدت مشاعر جففت فمها وحبست أنفاسها في رئتيها . تراجعت الى الوراء برعب :
- لكن .. ماكس تذكر أننا لسنا حقا ..
- اوه .. هذا حقيقى بما يكفى آنسة ديرلوف .. هذا الرباط بيننا .. تحملين خاتمي .. واعطيتك اسمي ولو على اساس مؤقت .. وهو شرط قبلت به , خطوبة تدوم بضعة أشهر , وربما سنة . لذا كوني منطلقة سالي ديرلوف .. علقي كل شكوكك , كما فعلت انا .. انا مندمج في دور الزوج المستقبلي , وهذا الدور الذي ألعبه سيقودني إلى الهدف النهائى ..

كان الإحساس الذى يثيره فى داخلها كالإعصار يجردها من كل قوتها .
اكمل ماكس بصوت أجش :
- لقد سحرتني أيتها الساحرة .. بعينيك المليئتين بالتحدي , والمترددتين كالشيطان .. حكمتك الدنيوية تمتزج ببراءة الطفولة ... ومهما خبأ لنا المستقبل , او تفرقت بنا السبل , فأننى .. أريدك .


اماريج 18-06-10 05:25 AM

ضمها بحنان , وقال بصوت أرسل رجفات خوف في جسمها :
- لو حاولت خداعي سالي لو اكتشفت يوما انك خنت ثقتي بك .. أقسم أن ...

واشتدت ذراعاه حولها بعنف , فصاحت مذعورة متألمة وقد احست بشئ صلب حاد يقطع بشرة صدرها فارتد ماكس مبتعدا .. وبذهول ممزوج بالرعب راي الجرح الصغير النازف في صدرها والدم الذي لطخ قميصه .

- يا إلهى ! ماذا .. ؟
شهقت سالي :
- قلادتي .. القفل فيها لا يعمل ينفتح دائما . والحروف الداخلية جرحتني .

جلست مرتجفة :
- لقد اصلحه جيرالد . لكن يبدو انه لا يزال سريع العطب .
وشاهدت الدم على صدره :
- ماكس .. انا آسفة جدا سأحضر شيئا كي ..
- انسي أمرى .. انت التي بحاجة الى الرعاية .
منتديات ليلاس
انتزع القلادة , ورماها ارضا .. ثم جاء بمحارم ورقية واخذ يمسح الجرح بلطف .
اخيرا توقف النزيف . شكرته ونظرت حولها تفتش عن القلادة .. فأرعبها ان وجدت محتوياتها منتشرة على الارض وخشيت الأسئلة الحتمية , حين رأت ماكس يلتقط المحتويات المبعثرة .

- من هذا الرجل ؟
- قلت لك لقد اصلح جيرالد قفلها ... ووضع صورته فيها .
- وتركتها هناك ؟
هزت كتفيها آملة ان تقلل من اهمية الامر , وقالت بصدق :
- لم أهتم بإزالتها .
- إذن جئت معك بصورته ؟ مع ذلك تركتني أغازلك ؟

كيف يمكن ان تقول له : لم استطع مقاومتك ؟ وإن مشاعرها نحو جيرالد قد تلاشت أمام الاحاسيس التي لا تقاوم والتى أثارها ماكس فيها ؟


اماريج 18-06-10 05:28 AM

- لقد عرفت جيرالد لسنوات انه مجرد صديق . احب ان يكون اكثر من هذا .. لكن ..
- لم تستطيعي اخذ القرار ؟
- ربما .. إذا شئت

ونهضت بغضب تلتقط ما تبقي من محتويات القلادة . قالت تشرح بسرعة :
- عنوان أمي في حال حدوث شئ ...
قاطعها ماكس :
" ظننتك قلت ان الاسم هو جيرالد ؟ "
- صحيح .. لماذا ؟
ثم تذكرت .. وحاولت انتزاع قطعة الورق . لكنه قرأ :
- ديريك و ... صديق أخر فى اللائحة ؟

اوه .. يا للسماء .. وتأوهت بصمت هل هذه هي النهاية ؟ هل سرها الرهيب على وشك ان يظهر إلى العلن ؟ لكنها تذكرت انها سجلت رقم هاتف ديريك الخاص في ستار وجورنال وان رقم الصحيفة في لندن تحفظه عن ظهر قلب . ردت بإبتسامة مرتجفة:
- ربما . إذا كان لدي لائحةألا يثبت هذا أن ما من شخص مميز عندي ؟

وأرادت ان تضيف : ما عداك .
رنين جرس الهاتف خرق الصمت المتوتر . ولأن ماكس كان الاقرب . التقط السماعة .
- غرفة سالي ديرلوف .
منتديات ليلاس
بوضوح وصلها الصوت عبر آلاف الأميال .
- هل سالي هنا ؟ قل لها أرجوك أن د ...
بذعر انتزعت السماعة من ماكس وصاحت :
- كيف عرفت أين أنا ؟
وسمعت ضربة من الجهة الاخرى كادت تؤذى أذنها . حاولت ان تبتسم , لكن بارتجاف :
- لابد انه أغمي عليه .

- هل هو جيرالد وقد عرف أن رجلا آخر في غرفتك ؟ ام أنه ديريك ؟
- ربما كان ديريك .
وكان من المؤكد انه ديريك .. الذى ادرك من يرد عليه في غرفة سالي , فقرر ان يغوص الى قعر المحيط الفاصل بينهما .

عند الباب , توقف ماكس قال بابتسامة ساخرة :
- أين سأكون على لائحة عشاقك ؟ فى آخرها ؟
ردت صادقة :
" بل في أعلاها ماكس "
ونفضت شعرها الى الوراء تشعر بالعرق يتجمع على جبينها , بعد خلاصها من هذه الورطة المباغتة

نهاية الفصل السادس



الساعة الآن 08:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية