تعرفت الفتاة على سالى ، فأعطتها المفتاح دون تردد . كان المغلف على مكتبه . . بيدين مرتجفين ، أخذت تفتش بين الصفحات غير المرتبة . . لكنها لم تجد الورقة الهامة وهذا يعنى . . - أتبحثين عن الذهب آنسة ديرلوف ؟ سقطت الكلمات عليها مثل كتلة من الثلج البارد . . . أخذ قلبها يخفق بألم . . ولم تستطع سوى أن تحدق به . - كنت . . أنا آسفة لكننى ظننت . . أنك فى الخارج . - هذا واضح . لقد عدت . . سريعا على ما يبدو . . وتقدم إلى المكتب : _ هل هذا ما تبحثين عنه ؟ كادت تهم بانتزاع الورقة من يده ولكنها تمالكت نفسها . لقد رآها الآن فما الفائدة ؟ أخذتها منه بهدوء ووقفت أمامه بقدر ما استطاعت من وقار : - أجل . . . شكر لك . وقررت أن تبقى مرفوعة الرأس حين تهبط الفأس . سأل : _ ما الدوافع ؟ - للكتابة عنك ؟ حسن جدا . بسرعة خاطفة أخذت تستعيد مضمون مقالتها . اطمأنت إلى أنها لم تذكر ديريك وينترتون ولا اسم ستار وجورنال . . . والمقال كما هو لا يحدد الجهة المرسل إليها . . قالت بشكل تلقائى : - ربما . . كمعلمة ، للغة الإنكليزية . . واستدارت إلى الباب . . إلى شئ اى شئ ، لتبتعد عنه وعن تعبير وجهه الحديدى . - هل أفترض أنها مذكرات معلمة عن تجربة خاصة ستلقيها على مسامع طلابها حين تعود إلى عملها ؟ أوه . . أجل . . يا لها من طريقة للخلاص . . تمكنت أن تبتسم . - المعلمة حرة . . تبقى دائما أعنى أننى كنت أجرب الكتابة عن . . - عن جوانب حياة كاتب ؟ لماذا يدعمها بالأعذار ، ويعطيها طرقا للخروج من الورطة التى وجدت نفسها فيها ؟ - ربما . كان الصمت طويلا بحيث وجدت نفسها تطوى الورقة المطبوعة ، ثم تفتحها ثانية . . - أنا . . آسفة ماكس سأوضب أغراضى . . خطوتان أوصلته إليها . منتديات ليلاس - طالما . . طالما يا آنسة ديرلوف ، لا تصل مذكراتك إلى الصحافيين الذين أكرههم ، يبقى الأمر هينا . . . ظل الجو فاترا بينهما لما تبقى من النهارحتى خلال العشاء . . وأحست سالى البرودة فى عينى ماكس . تحدثا بطريقة متقطعة مع فترات صمت طويلة . . . بين حين وآخر ، كانت تجد أن عينيه مسلطتان عليها ، لكنها لم تستطع الالتقاء بهما . ما كان يؤرقها هواحتمال أن يكتشف سرها . . ولم تتوقف طوال اليوم عن تأنيب نفسها على إهمالها . الأمر المخيف هو أنها غير واثقة من أن هذا الخطأ لن يتكرر ، نظرا لطريقة عيشهما الحاليةالتنقل ، العمل ، ثم التنقل أكثر . بلى . . هناك طريقة ! سأتصل بالفاكس بديريك وينترتون ، لأضع حدا للاتفاق برمته . فى غرفتها أخذت تكتب : من هذه اللحظة فصاعدا ، لن تصلك منى مقالات حول ماكسيميليان ماكنزى إنه يثق بى كثيرا ، ولن أخون هذه الثقة بالتصرف كجاسوسة صحافية على شخصيته ، مزاجه ، أو غرامياته . . وهذا ما لم تكن لتحصل عليه منى على أى حال ولا عن طريقة عمله فى إنتاج أفضل القصص . |
تابعت الرسالة : كل ما أستطيع قوله هو أنه رجل رائع ، صادق ، وصريح ، ويراعى شعور الآخرين . وكلها صفات أنا معجبة بها . . ولهذا لن تسمع منى شيئا حول المواضيع المذكورة أعلاه . أضافت : أخيرا ، ومع خطوبتنا زائفة ، فنحن ، ولأسباب عديدة ، شخصية وعملية ، نتعامل معها على أنها واقعية وهذا يعنى أننى يجب أن أكون مخلصة له مهما كان الثمن . . على أى حال سيد وينترتون . . وهذا سر ائتمنك عليه . . أنا أحبه كثيرا لدرجة أننى لن أفعل أى شئ أبدا ، أبدا ، لأذيته أنا مستقيلة من المهمة . . . ولو أدى ذلك إلى خسارتى العمل فى الصحيفة ، فليكن . . . هذا أمر نهائى ، ونحن سننتقل من هنا . . لذا أرجوأن لا تحاول الاتصال بى مرة أخرى تحياتى لخالى . . سارة ديرلوف " . وهى مستلقية فوق السرير قبل العشاء في غرفة الفندق الجديد ، تصغى إلى أصوات الطبيعة الرائعة فى الخارج ، تذكرت سالى اليوم الذى أمضيته إلى جانب ماكس وهو يقود جنوبا نحو مقصدهما . فى الطريق ، زارا كهوف "وايتومو" الشهيرة وشاهدا الغرف الضخمة المحفورة فى الصخر الكلسى وغابات من الرواسب البيضاء العظيمة المدببة الرؤوس . . . - أوه ماكس . . .هذه تجربة لن أنساها أبدا ! قال : " لقد رأيتها من قبل ، لكننى أردت أن تريها بنفسك " . وجدت كلماته لطيفة بشكل غريب وقالت : - إنها شئ يجب أن يراه العالم كله . ولم تعرف كيف التصقت به . . إلى أن أحست بضغط ذراعه عليها . سعت عيناها إلى عينيه على ضوء النجوم وبشعور غامر بالارتياح ، وجدت فيهما الدفء الذى افتقدته خلال اليومين المنصرمين . هل صدق التفسير الذي ساعدها دون أن يدري على اختراعه ؟ وتساءلت , هل سامحها ؟ هل عادت ثقته بها ؟ منتديات ليلاس كانت المحاضرة في غاية النجاح . وبدا أن نادي المعجبين قد اكتشف مسبقا ان خطوبة ماكس وسالي قد ظهرت للعلن فى بلدة نيوزيلندة , واحتفاء بالزواج السعيد قرر النادي ان تكون المصاريف على حسابه . فيما بعد تجمع المعجبون حول ماكس بنسخ من آخر كتاب له , يسعون إلى توقيعه .. ولفترة وقفت سالي الى جانبه , مستغرقة في دورها , ليس فقط كخطيبة بل كمساعدة ايضا , وهي تشعر بالسرور , وكأنها فعلا زوجة المستقبل . تسللت سالي مبتعدة دون أن يلحظها احد , واخذت تجول فى المكان , تاركة ماكس يقوم بعمله . خلال المحاضرة , لاحظت سالي فى أخر القاعة شابا يجلس لوحده . كان لا يزال هناك , لا يتكلم مع احد , يشرب كوب العصير .. وقررت سالي انه خجول بطبعه بابتسامة ودية , اتجهت إليه . حين رآها تقترب , قام مذعورا واخفى دفتر ملاحظاته ... هناك عدد من المعجبين سجلوا ملاحظات عن محاضرة ماكس وعن كل كلمة تلفظ بها . وحاول الشاب الابتعاد عن المكان نادته سالي : - سيد .. إذا أحببت ان يوقع لك السيد ماكنزي كتابك , فسيكون مسرورا . لكنه كان قد وصل الى الباب وخرج الى الشارع وقبل ان تصل إليه . |
ادركها التعب لكن بدا من الواضح ان المعجبين لم ينتهوا بعد من بطلهم .. واستطاعت بتصميم , ان تخترق الجموع لتصل الى جانب ماكس .. كان مستغرقا في الحديث , فلامست يده . لدهشتها ... قفز مجفلا وكأنها لسعته . استدار نحوها , فتمتمت بنعومة : - يومنا كان متعبا .. حبيبي . كلمة التحبب بدت غريبة على شفتيها لكنها كانت متأكدة من انها الكلمة التي ينتظرها منها المعجبون به . - لذا .. إذا كنت لا تمانع .. سأصعد لأنام . ارتفع حاجبه متسائلا .. لكنه ما لبث أن فهم الموقف , وقبل ان تدرك ما يجري , كانت بين ذراعيه تتلقي قبلة الإخلاص . إضافة الى توقيع عشرات الكتب بدا وكأن قبلته هذه كانت بمثابة قبلة على قلب كل امرأة رومانسية . فى ضوء النهار المتلاشي , خرجت سالي الى الشرفة , ونظرت الى المشهد الرائع أمامها . كان البخار يتصاعد من الارض بينما على مسافة متوسطة , وسط الادغال والشجر , كان يتصاعد عمود بخار من نبع "مياه كبريتية " وكأنه نافورة مياه , يرعد ويندفع في الهواء عاليا مع النسيم , وكأنه يستقبل طلوع القمر بنوع ملتو من الغضب . قال صوت ماكس من ورائها وهو يتقدم ليقف الى جانبها : - أنت تنالين التكريم .. "يوهوتو" لا يظهر عادة مثل هذه القوة والجمال للسواح . ساد صمت قصير , ثم اكمل بحدة : - من كان الرجل الذي شاهدته تلاحقينه بعد المحاضرة ؟ ابتسمت سالي : - معجب خجول جداحسب حكمي . ناديته لأقول له إنك ستكون مسرورا لتوقيع كتابه .. لكنه هرب وكأن قطيعا من الفيلة يطارده. - وهل أنت متورطة في العلاقات العامة . كان لكلماته رنة ساخرة , لكن لهجته كانت لينة . وتسللت يده تلاحق شكل جسمها النحيل تمكنت ان تقول بصوت أجش : - كتيب الدليل يقول إن "يوهوتو" هو أشهر مركز للمياه المعدنية الساخنة فى نيوزيلندة . الحركة البطيئة والماكرة ليديه , صعدت الدفء الي جسمها كله . منتديات ليلاس قال , دون تركيز ويداه تتحركان إلى الاعلى : - بوهوتو مزاجي ولا احد يعرف بالتأكيد متى يتفجر . وتصاعدت مشاعر جففت فمها وحبست أنفاسها في رئتيها . تراجعت الى الوراء برعب : - لكن .. ماكس تذكر أننا لسنا حقا .. - اوه .. هذا حقيقى بما يكفى آنسة ديرلوف .. هذا الرباط بيننا .. تحملين خاتمي .. واعطيتك اسمي ولو على اساس مؤقت .. وهو شرط قبلت به , خطوبة تدوم بضعة أشهر , وربما سنة . لذا كوني منطلقة سالي ديرلوف .. علقي كل شكوكك , كما فعلت انا .. انا مندمج في دور الزوج المستقبلي , وهذا الدور الذي ألعبه سيقودني إلى الهدف النهائى .. كان الإحساس الذى يثيره فى داخلها كالإعصار يجردها من كل قوتها . اكمل ماكس بصوت أجش : - لقد سحرتني أيتها الساحرة .. بعينيك المليئتين بالتحدي , والمترددتين كالشيطان .. حكمتك الدنيوية تمتزج ببراءة الطفولة ... ومهما خبأ لنا المستقبل , او تفرقت بنا السبل , فأننى .. أريدك . |
ضمها بحنان , وقال بصوت أرسل رجفات خوف في جسمها : - لو حاولت خداعي سالي لو اكتشفت يوما انك خنت ثقتي بك .. أقسم أن ... واشتدت ذراعاه حولها بعنف , فصاحت مذعورة متألمة وقد احست بشئ صلب حاد يقطع بشرة صدرها فارتد ماكس مبتعدا .. وبذهول ممزوج بالرعب راي الجرح الصغير النازف في صدرها والدم الذي لطخ قميصه . - يا إلهى ! ماذا .. ؟ شهقت سالي : - قلادتي .. القفل فيها لا يعمل ينفتح دائما . والحروف الداخلية جرحتني . جلست مرتجفة : - لقد اصلحه جيرالد . لكن يبدو انه لا يزال سريع العطب . وشاهدت الدم على صدره : - ماكس .. انا آسفة جدا سأحضر شيئا كي .. - انسي أمرى .. انت التي بحاجة الى الرعاية . منتديات ليلاس انتزع القلادة , ورماها ارضا .. ثم جاء بمحارم ورقية واخذ يمسح الجرح بلطف . اخيرا توقف النزيف . شكرته ونظرت حولها تفتش عن القلادة .. فأرعبها ان وجدت محتوياتها منتشرة على الارض وخشيت الأسئلة الحتمية , حين رأت ماكس يلتقط المحتويات المبعثرة . - من هذا الرجل ؟ - قلت لك لقد اصلح جيرالد قفلها ... ووضع صورته فيها . - وتركتها هناك ؟ هزت كتفيها آملة ان تقلل من اهمية الامر , وقالت بصدق : - لم أهتم بإزالتها . - إذن جئت معك بصورته ؟ مع ذلك تركتني أغازلك ؟ كيف يمكن ان تقول له : لم استطع مقاومتك ؟ وإن مشاعرها نحو جيرالد قد تلاشت أمام الاحاسيس التي لا تقاوم والتى أثارها ماكس فيها ؟ |
- لقد عرفت جيرالد لسنوات انه مجرد صديق . احب ان يكون اكثر من هذا .. لكن .. - لم تستطيعي اخذ القرار ؟ - ربما .. إذا شئت ونهضت بغضب تلتقط ما تبقي من محتويات القلادة . قالت تشرح بسرعة : - عنوان أمي في حال حدوث شئ ... قاطعها ماكس : " ظننتك قلت ان الاسم هو جيرالد ؟ " - صحيح .. لماذا ؟ ثم تذكرت .. وحاولت انتزاع قطعة الورق . لكنه قرأ : - ديريك و ... صديق أخر فى اللائحة ؟ اوه .. يا للسماء .. وتأوهت بصمت هل هذه هي النهاية ؟ هل سرها الرهيب على وشك ان يظهر إلى العلن ؟ لكنها تذكرت انها سجلت رقم هاتف ديريك الخاص في ستار وجورنال وان رقم الصحيفة في لندن تحفظه عن ظهر قلب . ردت بإبتسامة مرتجفة: - ربما . إذا كان لدي لائحةألا يثبت هذا أن ما من شخص مميز عندي ؟ وأرادت ان تضيف : ما عداك . رنين جرس الهاتف خرق الصمت المتوتر . ولأن ماكس كان الاقرب . التقط السماعة . - غرفة سالي ديرلوف . منتديات ليلاس بوضوح وصلها الصوت عبر آلاف الأميال . - هل سالي هنا ؟ قل لها أرجوك أن د ... بذعر انتزعت السماعة من ماكس وصاحت : - كيف عرفت أين أنا ؟ وسمعت ضربة من الجهة الاخرى كادت تؤذى أذنها . حاولت ان تبتسم , لكن بارتجاف : - لابد انه أغمي عليه . - هل هو جيرالد وقد عرف أن رجلا آخر في غرفتك ؟ ام أنه ديريك ؟ - ربما كان ديريك . وكان من المؤكد انه ديريك .. الذى ادرك من يرد عليه في غرفة سالي , فقرر ان يغوص الى قعر المحيط الفاصل بينهما . عند الباب , توقف ماكس قال بابتسامة ساخرة : - أين سأكون على لائحة عشاقك ؟ فى آخرها ؟ ردت صادقة : " بل في أعلاها ماكس " ونفضت شعرها الى الوراء تشعر بالعرق يتجمع على جبينها , بعد خلاصها من هذه الورطة المباغتة نهاية الفصل السادس |
الساعة الآن 08:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية