منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 320 - الإنتظار المر- شارون كيندريك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t141876.html)

شاذن 05-06-10 08:56 AM

فكرت في عزلة المزرعة. . . في عزلة ميراندا بصفتها زوجة أجنبية بعيدة عن وطنها. اكتسحتها موجة من الحزن،وهي تدرك غلطة ابنة خالتها في القدوم إلي هنا. ولكن لو أن ميراندا لم تفعل هذا ، لما جاءت صوفي إلي هنا ! وتنهدت. طبعا ما كان هذا سيحدث، فهي لم تكن لتعرف هذا المكان إلا من خلال ميراندا . كما أن الحظ ما كان ليجمعها بلويس دي لاكامارا. عليها ألا تنسي ذلك أبدا. آه ميراندا. . . همست بذلك بعجز، وأخذت دموع الشعور بالذنب تنساب من بين أهدابها. هل كانت ستصدم أو تدهش لو علمت أن صوفي كانت دوماً ترغب بزوجها خفية؟ أخذت صوفي تطلب الصفح من الله بصمت. رآها لويس من داخل البيت، وعلم أنها تبكي حتى قبل أن يقترب منها إلي حدٍ كاد يري معه لمعان الدموع على خديها الناصعين. أجفل، وكأنما هو الذي فجّر دموعها . ربما كان من الأفضل لها أن تبكي فهذه المرة الأولي التي يراها تذرف الدموع فيها. اقترب منها برقة:" صوفي؟". سمعت وقع قدميه لكنها لم تلتفت، بل أخذت تجفف دموعها بفوطة السفرة. لا تريده أن يراها بهذا الضعف والضياع، خائفة من أن تتكهن هاتان العينان الذكيتان بجزء من ذنبها الخفي.
منتديات ليلاس
- -لماذا تبكين؟
سألها بعد أن أصبح من القرب منها بحيث أمكنه أن يلمس خصلة من شعرها الحريري. هزت رأسها وهي تبتلع آخر دموعها:" لا شيء. . . أنا بخير الآن". فقال بلطف:" لا، بل أخبريني عن سبب بكائك". لطفه أذاب كل دفاعاتها:" كنت . . . كنت فقط. . . ". وارتجف صوتها :" أفكر في ميراندا. متمنية لو أن الأمر كان. . . ".
- مختلفاً؟ وعندما أومأت، قال بلطف:" آه، صوفي . . . صوفي"., كانت دموعها تنهمر على وجهها. قال لويس يواسيها:" لا بأس". ورفع يده بحركة آلية يملّس بها على رأسها، وأنامله تتمهل على شعرها الحريري:" لا بأس". حتى في منتصف العاصفة، ألهبت لمسته حواسها، حرارته، صلابته، رائحته، قدرته على إثارة العواطف، وقدرته على الاستفزاز برجولته الفياضة. وقبل أن تهزمها مشاعرها، أخذت أجراس الإنذار تقرع في عقلها الباطن. لقد حلمت به. . . فقالت تتهمه:" أنت كنت في غرفتي في منتصف الليل! ". تمني لو أنها لم تذكره بذلك . ذلك أن ذاكرته ابتدأت تسبب له ألماً وضيقاً :" سمعتك تناديني فدخلت لأطمئن عليك". تملكها ارتباك بالغ بعد أن تذكرت الحلم. وتساءلت عما عسي أن تكون قد نادت. بدا لها

شاذن 05-06-10 08:57 AM

من الأسهل والأقل إزعاجاً أن تركز على ما كان يفعله هو هناك، فقطبت جبينها:" كنت لا تزال في الخارج، أليس كذلك؟ كان الوقت متأخراً جداً".
- - نعم، كنت ذاهباً إلي غرفتي عندما سمعتك.
منتديات ليلاس
- خرجت لتري امرأة، تلك المرأة التي اتصلت بك هاتفياً أثناء العشاء، ألخاندرا؟
فقال موافقاً:" نعم، ألخاندرا. هذا صحيح". شعرت أن لهجته تحمل نبرة مختلفة. أتري أحداث الأيام القليلة الماضية عمّقت قدرتها على الملاحظة ؟ علمت بيقين بالغ أن علاقته بهذه المرأة ألخاندرا ليست علاقة صداقة بريئة. سألته وعيناها تخترقان عينيه:" إنها صديقتك. . . منذ متي؟". لم ينكر هذا . . . وكيف يمكنه ذلك؟ لم يستطع أن يحول نظراته. وساد صمت طويل ثقيل قبل أن يجيب كارهاً:" منذ ستة أشهر". قال هذا بعد أن حدث نفسه بأن ليس لديه ما يجعله يكذب عليها. ولكن رغم هذا دهش لردة فعلها. اندفعت بعنف وشعرها الأشقر يتطاير شاهرة أظافرها قرب وجهه الأسمر الجامد لولا أنه أمسك بمعصميها بقوة، وهو يقول:" أغضبي مني واشتميني قدر ما يرضيك. ولكن لا تتركي آثاراً على وجهي".
- لمَ؟ ألن يعجب ذلك ألخاندرا؟
- كفي، صوفي.
- هل لك أن تترك يديّ من فضلك؟
- إذا وعدتني بأن تتوقفي عن محاولة خدشي.
- لن أخدشك.
تركها لويس وعندما عادت فشهرت أظافرها في وجهه، عاد يمسكها مرة أخرى:" آه، كنت تكذبين، إذن، أليس كذلك يا عزيزتي؟ لقد وعتني ألا تخدشيني مرة أخرى".حدقت إليه وقلبها يخفق بعنف وألم:" أنت. . . أنت أمضيت الليلة الماضية. . . مباشرة بعد الجنازة بين ذراعي امرأة أخرى؟ كيف أمكنك أن تفعل هذا، لويس؟".
فقال بهدوء :" أنت تطلبين أجوبة ، وما ذنبي أذا كانت لا تعجبك؟"
تمنت لو بإمكانها ان تضربه بشيء ، أن تلكم صدره المغطى بالحرير بقبضتيها :" أنت . . . أنت تركت ابنك نائماً وذهبت لتنام مع امرأة أخرى".
- نعم كان ابني نائماً برعاية سلفادورا !

شاذن 05-06-10 08:57 AM

- أنت رجل بلا قلب! أما كان بإمكانك أن تتأخر وقتاً كافياً قبل أن تطلق العنان لشهوتك؟
- هل هذا نوع من الاشياء التي اعتدت ان تؤذي بها ميراندا أثناء حياتها؟
- أخفضي صوتك!
فهزت رأسها: " أي نوع من الرجال ذلك الذي يزور عشيقته ليلة جنازة زوجته؟"
شعر بحرارة القتال تبرد فيها فتركها. وهذه المرة سارت متعثرة إلى كرسي جلست عليه بعينين متبلدتين. ثم قالت وأنفاسها ترتجف :" رباه، لا عجب في أن ميراندا كانت تعيسة للغاية"
شعر لويس أنه نال الكفاية من اتهاماتها وإدانتها له ، فتقدم إليها ورفعها لتقف على قدميها غارزاً أصابعه في لحمها الطري:" أنت لا تعرفين شيئاً عن زواجي!"
- أنا أعلم ما يكفي!
- -هل لك أن تهدئي ، صوفي ؟
- أبداً.
منتديات ليلاس
- رأى شفتيها ترتجفان تمرداً فاندفع شيء في أعماقه، أشبه بحبل من المطاط قد شُدّ حتى عاد ينقطع. و بزائير غاضب جدبها إليه وعانقها بقوة. الغضب ، الإحباط ، الهياج، و الإحساس بالظلم . . . تفجرت كلها في داخلها ما إن شعرت بذراعيه القويتين تضمانها بشدة، كما حلمت بهما الليلة الماضية في السرير.
لكن هذه المرة أصبح الحلم حقيقة. ومع أن الأمر أعجبها، إلا أنها تعلم أن ذلك خطأ. كله خطأ، فلماذا تتركه يعانقها إذن ؟
كان تنفسها ضعيفاً للغاية، إلا أنه لم يمنع آهة صغيرة من ؟أن تنطلق من بين شفتيها. لماذا تشعر وكأنها تذوب وكأنها لم تعرف عناق رجل من قبل ؟ في الحقيقة، لم يفعل ذلك رجل آخر. ليس مثله على أي حال!
وشعر لويس بذراعيها تلتفان حول رقبته. وصرف بأسنانه غاضباً :" يا إلهي . . . يا إلهي . . . "
شعرت صوفي بالحرارة و الشوق يغليان في داخلها. و مع ذلك، هذا هو الزجل الذي خدع ميراندا. . . و الذي زار عشيقته الليلة الماضية فقط. إنه يملك من القوة و الوسامة ما يجعل أية امرأة يريدها رفيقة منسجمة غير متذمرة، نهمة إلى عناقه و لمساته ، تماماً كما هي الآن.

شاذن 05-06-10 08:58 AM

سلخت نفسها من بين ذراعيه وإذا بها ترى السخرية السوداء الكريهة في عينيه. استعادت أنفاسها بسرعة غريبة ، ما جعلها تنفجر متهمة بعد لحظة:" ذلك يخبرني بكل ما أريد معرفته، وأي نوع من الرجال تزوجت ميراندا . إنه رجل بإمكانه أن يعانق أية امرأة من دون تمييز . . . فقط لكي يمنعها من الكلام!".
لكن لويس هز رأسه. لم يكن يعانقها من دون تمييز منه. لا ، أبداً . فقد أراد أن يفعل ذلك أثناء الليل و مرات كثيرة قبل ذلك. إحساسه الآن بنعومتها ودفئها و براءتها جعله يشعر و كأنه سينفجر إحباطاً.
و قال بغموض: " لقد استغرق هذا زمناً طويلاً لكي يحصل بيننا، ونحن الاثنان نعلم هذا. ولهذا لا تزعجي نفسك بإنكار ذلك إمامي، صوفي".
كانت أنفاسها ما تزال مضطربة و عيناها متوهجتين: " نعم ، أتذكر الطريقة التي رحت تنظر بها إلي في المرة الأولى التي رأيتني فيها. . . و كأنك لم تر امرأة في حياتك ".
فقال بنعومة :" ولكن لم تبد لي نظراتك حينها أقل خطراً".
منتديات ليلاس
لقد نطق لويس بالحقيقة ، ما زاد في شعورها بالخزي:" عرفت حينذاك أي نوع من الرجال تزوجته ميراندا. رجل مستعد لأن يقفز إلى أحضان امرأة ترغب فيه. ويا ليتني أخبرتها بذلك! لكنت فعلت لو أنها لم تكن حاملاً حينذاك! "
- أضنك الآن تضغطين عليّ كثيراً يا صوفي.
قال هذا بصوت ناعم إلى حد الخطر. بقد حاول أن يحترم ذكرى زوجته الراحلة، لكنه لن يمضي حياته كاذباً، كما لن يدع صوفي تأخذ فكرة زائفة عنه و تلعنه إلى الأبد في عينيها. إن كرامته لا تقبل بذلك.
- أنت لا تتركين لي خياراً سوى أن أخبرك الحقيقة عن زواجي. عند ذلك فقط سيكون لديك الحق في أن تدينيني.
- طبعاً، الآن يناسبك أن تكذب عليّ!

ألقي عليها نظرة احتقار باردة كالثلج :" أتظنينني أحمي نفسي بالكذب ؟ أبداً!"
استغربت صوفي كيف أن الغضب و الاحتقار الارستقراطيين اللذين ظهرا في صوته جعلاها تصدقه.
راح يقول ببطء :" من المؤلم استعادة سرد الذكريات. في البداية، أعجبتني ابنة خالتك كثيراً. كانت حلوة مرحة و على شيء من الجنون".

شاذن 05-06-10 08:59 AM

وتنهد وهو يتساءل كم أن حياة الكثيرين قد تتغير لو أنهم استطاعوا معرفة المستقبل:" و قد استمتعنا معاً بعلاقة كانت ترضينا معاً".
- أنت تجعل تلك العلاقة تبدو باردة للغاية، لويس!
- لم تكن باردة. . . وإنما كانت كما نتمناها . أنا لست منافقاً، يا صوفي! وأنت تعلمين ذلك. لا أتظاهر بمشاعر لا أملكها.
كانت شمس الصباح الدافئة تنصب عليه بقوة ، لكن لويس كان يشعر بالبرد:" أنا لم أقع في غرام ميراندا قط، وكانت هي تعلم بذلك. ولم أحاول إخفاء الأمر عنها . كانت جميلة جدا ومتألقة، وكنا مسرورين معاً. لكنها كانت أيضاً تعلم أن ليس لعلاقتنا مستقبل". حدقت إليه بقنوط:" لكنك تزوجتها! أي جهنم جعلك تتزوجها من دون حب؟".
- تزوجتها لأنها كانت حاملاً بابني كما تعلمين. . . وهو طفل لم نخطط لقدومه. . . على الأقل لست أنا الذي خططت لذلك.
قال الجملة الأخيرة ببطء وتثاقل . هزت صوفي رأسها. لن تصدق هذا. لن تصدق :" إذا كنت تحاول أن تخبرني أن ميراندا تعمّدت ذلك، فأنا أعلم أن هذا غير صحيح . فهي لم تكن شديدة اللهفة إلي الأمومة، كما أنها كانت تستعمل حبوب منع الحمل . لقد أخبرتني ذلك بنفسها!".
- بماذا أخبرك غير ذلك؟
- أخبرتني بأن ذلكحصل صدفة. فقد شعرت بوجع في بطنها، وذلك. . .
منتديات ليلاس
فقاطعها:" صوفي، أنا لا أريد أن أشوّه ذكري ميراندا، لكن الأمر لم يحصل مصادفة. صدقيني. كنت أبحث عن بعض الأوراق عندما وجدت أن حبوب منع الحمل لم تمسّ. وواجهتها بالأمر، وإذا بها تعترف بأنها توقفت عن تعاطيها من دون أن تخبرني".
- آه، رباه!
قالت صوفي هذا بصوت خافت. تذكرت ثرثرة ميراندا بعد العرس مباشرة، حين أخبرت صوفي أن لويس هو أكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبية وصممت على الحصول عليه بأي ثمن. أتراها خططت لذلك حقاً؟ مستعملة أقدم الحيل المعروفة لجعل الرجل يتزوجها؟ وتكهنت بالجواب وقلبها يغوص. وقالت تدافع عنها:" آه، لقد أمضت ميراندا طفولة فظيعة. لم يهتم بها والداها قط. كانت تعاني من شعور مزمن بعدم الإحساس بالأمان". فقال برفق:" أنا لا ألوم ميراندا لتصرفها، وإنما أخبرك فقط كيف حدث الأمر".


الساعة الآن 11:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية