منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t140491.html)

اماريج 08-05-10 03:27 AM

دخل سورين به الى المطبخ, أنحنى الصغير من جديد فوق أوراقه ومد سورين يده وصفعه صفعة صغيرة على قفاه ليؤكد له أمتعاضه لما قام به.رمقه سكوت نظرة حزينة وتابع رسمه على الورق طائعا.

وجدت لين نفسها مسؤولة عن تصرفات الصغير , قالت:
" آسفة ,كان منهمكا في لعبه ,ولم أعتقد أنه سيلاحظ غيابي لبضع دقائق".
" أنه شديد الملاحظة ... طفل ذكي وسريع الحركة ويحتاج للمراقبة كل ثانية".
" سأتذكر ذلك ,(قالت بسرعة وعصبية) لن يحدث هذا مرة ثانية ".
" لست متأكدا".

" قلت لك سأنتبه أكثر ... لن أدعه يغيب عن ناظري بعد اليوم".
مشت الى الداخل بعصبية , لحق بها سورين وأمسكها من ذراعها قائلا:
" مهلا....".
" لا تلمسني".

حاولت أن تفلت من قبضته ولكنه أحكمها حولها أكثر وأمسك بذراعيها وأدارها اليه لتنظره وجها لوجه ,وقال ساخرا:
" الليلة الماضية لم تقولي ذلك .... (ضحك بصوت مرتفع) يا ألهي أنت تشبهين سكوت كثيرا , ربما علي أن أعاملك بالطريقة نفسها كما أعامله".

أحمرت وقالت بعصبية:
" أياك أن تفعل!".
" أسمعي......".
" دعني وشأني , ( بدأت تصارعه لتفلت من قبضته ) لدي عمل يا سيد وينغارد , ألم تذكرني بمهمتي في مراقبة سكوت....".
" لين.....".
" دعني وشأني".
" يا ألهي...".

ضمها اليه بعصبية وعانقها بشكل مؤلم وحين رفع رأسه بعيداعنها كانت قد أخرستها المفاجأة فأكمل:
" هل تسمعينني الآن ؟".
منتديات ليلاس
حل قبضته عنها وتركها تبتعد عنه .
" أنا لم أكن أتهجم عليك أو أنتقدك ,أعرف من خبرتي السابقة مع سكوت أنه شيطان صغير ومن سلالة الساحر هوديني وأنا لا ألومك أن غافلك مرة ثانية , مع أنني واثق من أنك لن تدعيه يغيب عن نظرك بعد أن أنذرتك في السابق بأن مراقبته ليست عملا سهلا".
" ولكنك كنت تلومني لأنني السبب........".


اماريج 08-05-10 03:30 AM

" لو فهمت أقوالي على هذا النحو فأنا متأسف , لقد خفت حين شاهدته خارج السور بعيدا عن الدار ... لم أرك قربه , وأنا أحب هذا الصغير حبا جما".
وضع يده مهدئا , كان سكوت لا يزال يرسم دوائر كبيرة ملونة فوق الورق وهو يثرثر بأصوات مبهمة.

عادت لين الى المطبخ وجلس سورين يتحدث مع الصغير , لقد نسي سكوت غضبه وبدأ يشرح لشقيقه البكر ما رسم , رفع سورين نظره اليها وسألها:
" هل تحتاجين لمساعدتي؟".
" لا , شكرا , لقد أنتهيت من عملي تقريبا , أنا أتقاضى بدل أتعابي".
" هذا مسمار آخر... أرجو أن لا تضيفي كلمة سيد وينغارد من جديد........".
" لم أقصد أزعاجك ولكن لماذا حضرت باكرا ؟ ظننت أنك ستساعد والدك بحلب البقر".
" لقد أعفاني من مساعدته , يريد أن يتأكد أن بأمكانه القيام بالعمل دون مساعدة ".

أمسك سكوت برسمته ووضعها أمام سورين يحرضه على
الأنتباه .
"على مهلك يا صغيري".
رفع سكوت الى ركبته وفرد الرسمة فوق الطاولة وأعطاها كل أنتباهه :
"أنها جميلة".
" لنضعها على الحائط في غرفتي يا سورين".
" هيا بنا".

فتش عن مسامير صغيرة وقال يخاطب لين:
" سنذهب لنعلق التحفة النادرة على حائط غرفة سكوت".
عاد سورين بعد قليل الى المطبخ حيث كانت لين لا تزال تهتم بالطعام :
" أن سكوت بخير يلعب في غرفته , لقد قرر أن يشيد قصرا من الأخشاب الصغيرة على شاطىء البحر ".
" وماذا أيضا يا سورين؟".
" نعم؟".
" ما هو شعورك وأنت تعتني بشقيقك الصغير .... يكاد أن يكون أبنك".
" شعور لذيذ.....".

" ألا تغار من عائلة والدك الجديدة؟".
" لا , لقد أنتهيت من شعور الغيرة قبل أن تولد سوزان , لقد أحسنت تريزا معاملتي , ولكنني لم أجعل الأمر سهلا عليها".
" لم أسمعك تناديها بأسمها من قبل".
" صحيح , أنا أناديها ماما , أنها مزحة".
" هي أيضا قالت لي ذلك , ولكنني لم أفهم ماذا تقصد".

" في البداية لم أقبل وجودها هنا , كنت في الحادية عشرة من عمري ولا أزال أذكر حنان والدتي وحبها لي , رفضت أن يشاركني أحد في حب والدي وبالأخص زوجته الجديدة ,في الشهور الأولى لوجودها معنا أحلت حياتها جحيما لا يطاق ,لقد نفذ صبر والدي ولكن تريزا لم تسمح له بمعاقبتي أبدا , كنت أصرخ فيها وأرفض أن أناديها ماما , وكانت هي صابرة ولم تعاقبني , وسمحت لي بمناداتها بما أريد شرط أن يكون النداء مهذبا ومقبولا , ولكنني رفضت الكلام معها بتاتا وبقيت هي ودودة في معاملتي وصابرة ولم تعاقبني أبدا , وكانت تلطف الجو بيني وبين والدي وتحسن معاملتي على الرغم من كل ما كنت أفعله معها , لم أصدق أن زوجة الأب يمكن أن تكون أنسانة طيبة وتحسن معاملتي , لم أرغب في حبها لأنني كنت لا أزال حزينا على فقد والدتي ...وتغيّر شعوري وبدأت أحس بحنان تريزا ... مع أنني رفضت الأعتراف بتغير شعوري نحوها في البداية ثم حاولت أن أحاربه".
سألت لين بفضول:
"كيف؟".

" كنت صبيا يا فعا , رغبت في محاربتها ومكايدتها , كنت أحسن التصرف معها أمام والدي أما في غيابه فأصبح شيطانا مريدا , لم تخبره بذلك وأحتملت مني ضروب العناد مع أنها شابة صغيرة في الخامسة والعشرين من عمرها, فكرت في أهانتها , فناديتها ساخرا : يا جدتي ... شبهتها بشخصية رأيتها في فيلم ضاحك وظننت أنها ستغضب ولكنها ضحكت ... أهتجت وغضبت كثيرا لأنها ضحكت بدلا من أن تغضب ... مشيت اليها أوسعها ضربا بيدي وقدمي ... لو كان والدي يشاهد ما حدث لسلخ جلدي وأوسعني ضربا , كنت نحيلا وعصبيا وربما كان من الممكن أذيتها بضربة قاسية ... ورأيتها بعد ذلك تبكي , هدأت قليلا وأرتحت لحزنها , ثم أكتشفت سبب بكاها ... كانت تقول : سورين أيها الصغير المسكين , أعتذر لأنني ضحكت منك , أمسكت بي وضمتني الى صدرها وقبلتني معتذرة , فتوقفت عن لكمها وعانقتها بمحبة وود....(خشن صوت سورين من شدة تأثره ولم يعد ينظر الى لين, بل توقف عن الكلام وضحك قليلا),تمالكت أعصابي وحبست دموعي جاهدا , أعتقد أنني كنت شجاعا وقاسيا وأنا في الحادية عشرة من عمري ....
منتديات ليلاس
ثم أعتذرت منها قائلا:
" أنت لست كبيرة في السن , ورغبت أن تضحك من جديد على أقوالي ولكنها لم تفعل , بل قالت:أشكرك يا سورين , أكون أمك , جدتك لو أردت أنت ذلك , ولكنني لم أكن مستعدا للأذعان بعد , بدأنا هدنة مؤقتة , كنت أفكر بما حصل مرارا بيني وبين نفسي , لم تتعجل تريزا الأمور , وأخيرا سلّمت بالأمر الواقع راضا ,وعملت منها مزحة صغيرة , أتذكر أنني عدت ذات يوم الى البيت ودخلت عليها المطبخ وناديتها لا مباليا:
" أهلا يا أماه... أين غدائي؟".

اماريج 08-05-10 03:32 AM

نظر اليّ والدي مصعوقا ولكن تريزا أوقفته بنظرة ناعمة ... ربما شرحت له ما حدث فيما بعد , ونظرت اليّ وغمزت لي بعينيها مبتسمة ... ومنذ ذلك اليوم بدأت أناديها (ماما) كنا نختلف في بعض الأحيان , ولكنها كانت دائما تحسن معاملتي كأبنها ,
وقبل ولادة أولادها شاركتني بالأنتظار والتحضير ... لم أشعر بالغيرة منهم أبدا , تريزا واسعة المحبة وتستطيع أن توزع حبها على الجميع".

شعرت لين بحزن عميق يغمرها وقالت:
" أنت تحبها كثيرا ... لم يعجبك قولي ,أنها أصغر من أن تكون والدتك , لقد كرهتني لأجل ذلك منذ أول لقاء بيننا".

وقف سورين من مجلسه ومشى اليها وأخذ يديها بين يديه ونظر اليها:
" لم أكرهك أبدا , كرهت ملاحظتك السريعة لأول وهلة , شعرت أنني خسرت والدتي مرة ثانية , أحسست أن سري الدفين منذ عشرين سنة أصبح مشاعا للجميع ,
أكثر الناس لا يلاحظون أنها ليست والدتي الحقيقية ولا يهتمون لهذا الأمر , أما أنت فكنت واثقة مما تقولين أليس كذلك ؟ لقد أعدتني بملاحظتك الى طفولتي وأنا لا أحب ذكرياتي في تلك الفترة , أحسست أنك تكرهينني ولا يمكنك حبي أبدا".

سحبت لين يديها من بين يديه وذهبت تراقب الطعام فوق النار , ثم قالت:
" كنت حزينة من أجل الفتاة المسكينة في مركز البريد , ظننت أنك عاملتها بقسوة".

أستدارت لين اليه تبتسم له ونظرت اليه متحدية:
" ربما كنت فظا وقليل الصبر معها في ذلك اليوم...".
" أوه ... لقد نظرت اليّ نظرة نكراء يومها ".
" كيف؟".
" كأنني حشرة صغيرة متطفلة..".

رفع حاجبيه وقال:
" أنكر ما تقولين".
" لا بأس , نظرت الي لأن وقتك لا يسمح لك برؤية النساء على الأطلاق.... وبعد ذلك كنت أتعثر... وأنت تستجوبني أتذكر؟".
منتديات ليلاس
" لم أعتقد أن بمقدورك القيام بالعمل المتعب المنتظر منك , ظننت أنك سترحلين عائدة الى حياة المدينة بعد أسبوع فقط... تذكرت والدتي ووالدي والعبء الثقيل الملقى عليهما وما يحتاجانه من مساعدة فعّالة ".
" والآن؟".


اماريج 08-05-10 03:40 AM

" والآن؟".
" أعترف بأنك قمت بمهماتك خير قيام ( نظر اليها نظرة قاسية ) ولكنني ما زلت أتساءل عن السبب الحقيقي الذي جعلك تقبلين بهذه الوظيفة....".
" أحب الريف , أحب المكان , أحب عائلتك..".
" أخبرتني تريزا أنك أنتقلت للعيش مع عمتك بعد وفاة والدتك , هل تعتبرين بيت عمتك كبيتك؟".
منتديات ليلاس
" لا , كانت عمتي تحسن معاملتي ولكنها لم تعاملني كأبنتها أبدا".
" وماذا عن والدك؟".
" لا أظن أنه أعتبرني أبنة له أيضا , كانت والدتي هي الوحيدة التي رغبت في وجودي ... ولقد ماتت... أنت سعيد الحظ لوجود تريزا بديلة عن والدتك , ربما أغار منك.......".

كانت لين تغار منه حقا , تحسده لأن تريزا أغدقت عليه حبها بينما حرمت هي من حب والدتها , بأي حق تحرم هي من حب والدتها الحقيقي؟ كرهته لأنه نال الحب الذي رغبت في الحصول عليه دائما".
" أعلم أنني سعيد الحظ , تريزا أمرأة نادرة الوجود , أنها مخلصة وحنونة".

أنه يحبها حبا كبيرا , أين هي من هذه العائلة ؟هل من الممكن أن يكتشف سورين السبب الحقيقي الذي أتى بها الى هنا؟ أنه يضع تريزا في مرتبة عالية ويحترمها ويعتبرها فوق الشبهات ,شعورها الحقيقي نحو سورين بدأ يتبلور ولا يسعها أن تنكر حبها له بعد اليوم , لكنه لو عرف الحقيقة فهل سيختلف شعوره نحوها بعد ذلك"

سوزان وترايسي منخرطتان في معمعة الأمتحانات وحمى الدرس والتحضير , الكتب في كل مكان وزمان , كل فرد من أفراد العائلة يساعدهما على التركيز ويتمنى لهما النجاح ويشفق على تعبهما , وأعفيتا من كل واجباتهما في أعمال المنزل , فكان يتبرع لمساعدة لين في تنشيف الصحون بعد الطعام ,وتخلت لين عن عطلتها في نهاية الأسبوع وبقيت قرب سوزان تساعدها في التحضير لأمتحان التاريخ ,
وقبل سورين رفضها لمرافقته بناء على ذلك ولكنها لم تكن تدري الى متى ستنطلي عليه حيلتها , سارت العلاقة بينهما الى محطة لا يمكن التراجع بعدها : فأما أن تشتد أواصرها برباط نهائي وأما تنهار وتنقصم ,
كانت لين تحارب الأمكانية الأولى بكل قواها خوفا من أن تلحق الضررر بالعائلة كلها ,وأما قرار الأنفصال فكان يدمي قلبها ,ويحزنها ويملؤها غما وتعاسة ,
كانت تعرف مسبقا أن عليها عدم التوغل في علاقتها به لأنها كانت واثقة بأن لا مستقبل لهما معا ... ولكن عندما تشاهده تتبخر أرادتها ويغلف تفكيرها السليم طبقة من الدخان الكثيف يحجب عنها الرؤية الصحيحة ,
كانت تقول في نفسها(فقط هذه المرة...سأتمتع لآخر مرة... أراه وأمرح معه وأضحك لنكاته وأستمتع بحديثه وأطرب لرنة صوته وأسمعه يناديني بأسمي وأتقبل سخريته الناعمة... يا ألهي من الصعب عليّ الأبتعاد عن طريقه..)



اماريج 08-05-10 03:44 AM

سوزان وترايسي منهمكتان في دراستهما ولم تلحظا ما كان يدور بينها وبين سورين من علاقة وطيدة , بينما تريزا عرفت ويبدو أنها راضية وموافقة , أما راي فأنه ينظر اليها نظرات قاسية من حين لآخر بدون أن يفصح عما يدور في فكره.

جاء سورين الى المطبخ لمساعدة لين ودافي في تنشيف الصحون بعد العشاء وقال لها:
" تعالي الى شقتي , أنت متعبة كما يبدو".
" عليّ أن أنام باكرا ".

" لن أبقيك وقتا طويلا , أعدك,( نظر الى دافي) أخبر أمك بأن لين خرجت معي لزيارتي ولن نتأخر أكثر من ساعة".
" حاضر".
تركهما دافي ودخل الى غرفة الجلوس لمتابعة برنامجه التلفزيوني المفضل.

" لم أقل أنني سأحضر... أنا حقا مرهقة".
" مشوار قصير في الهواء الطلق سيساعدك على الراحة , الليل جميل وساحر ثم أريد أن أتحدث معك".
" عن أي شيء؟".
" وهل يجب أن يكون موضوع الحديث شيئا خاصا ,لا تعقدي الأمور .( مر بشفتيه على جيدها بحنان) أرجوك".

خرجت معه على الرغم من تعبها ,كانت لا تقوى حتى على مجادلته وكانت تريد رفقته أكثر من أي شيء آخر , الهواء المنعش في الخارج ساعدها في التغلب على تعبها ,وضع سورين ذراعه حولها وجذبها اليه قائلا:
"أنظري الى النجوم في السماء ما أجملها".
" الليل ساحر".
منتديات ليلاس
وقفت تتأمل منظر السماء المضاءة , حاول سورين أن يجذبها اليه أكثر ولكنها أفلتت منه بسرعة ومشت بأتجاه منزله وبعدما فتح الباب وأضاء النور وطلب منها أن ترتاح على الأريكة وقال:
" أجلسي هنا ,( أجلسها بمواجهة جهاز التلفزيون) هل ترغبين في شراب منعش؟".



الساعة الآن 01:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية