منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t140491.html)

اماريج 07-05-10 10:08 PM

رفع سورين يده من جديد بحركة عفوية ولامس وجهها بلطف ومحبة ثم أسرع الى داخل سيارته بينما صعدت لين الدرجات القليلة المؤدية الى المنزل .

أستيقظت لين صباح اليوم التالي متأخرة , وبعدما أرتدت ثيابها دخلت المطبخ لتتناول فطورها , نظرت سوزان اليها متشوقة لسماع أي شيء عن سهرة الليلة الماضية , ولكن ترايسي وكزتها في رجلها من تحت الطاولة لتصمت ,
كانت ترايسي أكثر نضوجا من شقيقتها الكبرى وأكثر أتزانا , سرت لين لتصرفاتها المرضية ولأنها وفرت عليها سماع وابل من الأسئلة عن سورين وعلاقتها به والسهرة ... الآن , بدا لها أن ما حصل معها كان أمرا مستحيلا ... لقد عانقها سورين ورقص معها أكثر مما تصورت ... وهي بدورها تجاوبت مع عناقه كأنها دمية لا أرادة لها , وقد وعدته بأن تراه ... أجابت على دعوته لها بالأيجاب ... ما الذي ينتظرها من رفقته , ستمضي اليوم بصحبته ... فماذا ينتظر منها؟

لقد تصرفت بجنون الليلة الفائة , سحرها ضوء القمر وسلب أرادتها ,وربما سحر سورين أيضا مثلما سحرها ... أم أنه أستفاد من وجودها وأستغل ضعفها وتعمّد أيذاءها بطريقة وقحة؟

لماذا تنتابها هذه الأفكار السوداء ؟ الحقيقة كانت غير ذلك , كان سورين متشوقا لها وقد صدق الأسباب التي قدمتها له لحضورها الى المزرعة من أجل العمل فقط , ولكنه تابع نظراته الفاحصة لها من وقت لآخر , وقرر في نفسه أنها نوع خاص من النساء ... وكانت تشعر أنه يضعها تحت زجاجة المجهر ويجزؤها ويحللها ... وقد دخل يوما فوجدها تساعد سوزان في التحضير لأمتحان التاريخ , أرتبكت وتمنت لو أنه يغادر الغرفة ويتيح لها فرصة أكمال الشرح في غيابه ,

لم تستطع أن تتوقف عن شرحها وهو بقي يستمع بأهتمام كسوزان , كانت تفسر لها التوسع الأستعماري وتاريخ المستعمرات في القرن التاسع عشر.
مال سورين في مقعده وقد وضع يده في جيوبه وهو يراقبها بأهتمام , وعندما خرجت سوزان من الغرفة سألها:
" أنت تحملين أجازة جامعية في التاريخ".
لم يكن في وسعها أن تخفي هذه الحقيقة عن آل وينغارد , قالت مازحة:
" كيف عرفت؟".

" ما كنت تشرحينه لسوزان معلومات تفوق ما يتعلمه المرء في المدرسة الثانوية ولا يمت الى المعلومات العامة بشيء ,كنت واثقة من موضوعك".
" أشكرك".
" أليست الشهادة ضائعة؟".
" أبدا , لقد وجدت سوزان أن معلوماتي مفيدة جدا".

" هل أنت أستاذة مدرسة؟".
"لا".
" منذ متى تركت الجامعة؟".
أرتبكت لين وحارت جوابا ثم تمتمت:
" منذ سنة".

لقد أستفاد من معلوماتها ليكمل أستجوابها السابق , نظر اليها بحشرية وعقّب ساخرا:
" الظاهر أنك عملت بنجاح كبير بعد تخرجك ... سيارة فخمة , وثياب أنيقة فاخرة (رفع يده يشير الى ساعتها الذهبية) وهذه ,كلها أشياء جميلة وباهظة الثمن".
" أنها هدية".
" والسيارة أيضا؟".
" نعم".

كان أفضل لو أنها لم تخبره الحقيقة , لو قالت له أن السيارة مستعارة , بقيت صامتة ... فهذه الأمور لا تعنيه أبدا.

دخلت تريزا ودخولها وفر على لين المزيد من الأسئلة الأستجوابية مما كان سيؤدي بها في النهاية الى التمادي في سرد تاريخ حياتها وأخبارها , فالهدايا من والدها ... لكنها لم ترغب في الحديث عنه أو عن والدتها المتوفاة ,
كانت تريزا تعرف أن والدتها قد توفيت عندما كانت طفلة صغيرة وأن عمتها هي التي أشرفت على تربيتها فترة من الزمن قبل ألتحاقها بالمدرسة الداخلية , وكانت تعرف أيضا أن والدها يملك مكتبا في أوكلاند ,

وكانت لين تتعمد التكتم في الحديث حول أهلها , لم تكذب في أقوالها ولكنها أخفت الكثير من الحقائق , وخاصة علاقتها بمصانع آل بلاك , أنها تهدف الى التخفي حتى لا يتعرفوا الى شخصيتها الحقيقية عندما تغادر المزرعة , كانت شديدة الحذر منذ البداية وأستعملت رقم صندوق البريد عندما كتبت اليهم تطلب الوظيفة المعلن عنها في الجريدة وأعطتهم رقم الهاتف فقط.

كانت لين واثقة بأن سورين لم ينس موضوع البحث معها عن السبب الحقيقي لقبولها العمل العمل في المزرعة ,لن يهدأ له بال قبل أن يحل هذا الأشكال , بالنسبة اليه هي مسألة حسابية وتحتاج للتحليل العلمي , ربما هو الذي أوصى لرودا بالتقدم منها , وطرح كل تلك الأسئلة عليها الليلة الماضية , شعرت أن الفتاة لم تكن تهتم لأجاباتها قدر أهتمام سورين الذي كان ينصت الى حديثهما بكل أنتباه وتفكير مع أنه لم يشارك فيه , هل يعتبر رودا فتاته؟ لا , لقد أنكر ذلك هكذا فهمت من أقواله , أجابها قائلا بحدة:
" رودا لا تملك أي حق عليّ........".

لم تكن لين تعتقد بأن سورين يعترف بحقوق المرأة عامة ... أنه رجل على حدة يؤمن فقط بحقوقه بالنسبة الى المرأة تذكرت قولها له:
" أتركي رودا وشأنها ولا علاقة لها بنا ... أليس قوله هذا أنكارا أكيدا لعلاقته بها.

بعد الفطور بدأت تعيد في ذهنها الحديث الذي دار بينهما علّها تجد مخرجا لها لتعتذر عن مرافقته في هذا اليوم كما وعدته ,ولكنها أكتشفت أنه ذكر الأمر لتريزا وراي لأنهما يتصرفان على هذا الأساس , راي عاد ليساعد في أدارة المزرعة وقد بدأ يمشي دون الأستعانة بالعصا , وحين دخل سورين في الصباح قال له راي:
"يمكن أن تأخذ اليوم أجازة ".
نظر سورين الى لين وسألها:
" هل أنت جاهزة؟( ألتفت الى والده وأكمل) سعود في المساء لمساعدتك في المزرعة".
منتديات ليلاس
" نستطيع أن نتدبر الأمر دون مساعدتك".
نظر سورين الى تريزا ورآها تهز رأسها موافقة كأنها تفهم جيدا ما يجري حولها .

اماريج 07-05-10 10:11 PM

جلست لين في سيارة سورين وهي تتساءل: ما الذي ينتظره سورين منها؟ كادت تختنق من شدة أرتباكها وهي بالقرب منه والسيارة تنطلق بهما في طريق محاذية للشاطىء , حاولت أن تجد ما تقوله عبثا ... لقد تطورت العلاقة بينهما البارحة أكثر بكثير من كلمات المجاملة ... ودخلت مرحلة خطيرة للغاية.

تابعا الأنطلاق في السيارة الى منطقة قريبة من البحر يكثر فيها المتنزهون , بعضهم يتمشى على الرمال البيضاء وآخرون يركبون الألواح الخشبية وبعض الصيادين يقفون بصبر ينتظرون صيدا موفقا , أمامهم بالقرب من الشاطىء تطل جزيرة بركانية ترسل الحمم من جوفها ,
وتظهر السحب البيضاء في سمائها , وترتفع في الأفق الزرقاء ,بدأ سورين يصعد طريقا جبلية متعرجة , شاهدت لين الشاطىء بمائه الصافي يلتقي اليابسة , هناك بعض النباتات البحرية المتعرشة فوق الصخور والتي تمتد على طرق الشاطىء في كل مكان.

توقفا في مقهى شهير فوق الشاطىء وتناولا بعض الطعام الخفيف ,سألته لين:
" هل تقصد مكانا معينا؟".

نظر حوله الى مجموعات من الناس بعضهم عائلات وبعضهم من الشبان والشابات يحيطون بهم.
" الى مكان منعزل...".
" المكان هنا جميل".
" الذي نقصده أجمل".

عادا الى السيارة وبدا صعودا في منطقة صخرية جبلية , منظر الموج الأزرق يضرب بكسل فوق الصخور القريبة من الشاطىء وهو يحمل معه بعض النباتات البحرية الخضراء , ألتفت سورين لينظر اليها ولكنها أبقت نظراتها المرتبكة في أتجاه البحر وموجاته الراقصة وهي تدخل الصخور وتخرج منها محدثة أصواتا رتيبة تصدر عن حركتها الرتيبة.

مد سورين يده الى وجهها وأزاح خصلة نافرة من شعرها الأسود عن وجهها ولمس خدها بلطف ,ثم سألها:
" ما الأمر؟".
" لا شيء , هل بأمكاننا أن نخرج من السيارة لبعض الوقت؟".

" طبعا . ( أوقف السيارة على مهل) من فضلك".
فتحت لين الباب قربها ونزلت :
" أنتبهي!".
نزل سورين وتبعها وهو يمشي فوق الأعشاب الرطبة , نظر حوله الى ممر ضيق ينتهي بطريق ضيقة تؤدي الى شاطىء البحر , يوجد درابزين خشبي على طرف الممر الضيق ليتمسك الناس به وهم في طريقهم الى أسفل , نزل سورين أمامها وتفحص الطريق ثم قال:
" يمكن أستعمال هذا الممر الضيق للوصول الى الشاطىء , هل تحضرين؟".

ترددت لين ثم هزت رأسها غير موافقة وقالت:
" لا , لا أعتقد".
مشى اليها من جديد وأقترب منها وسألها:
" هل تخافين الأماكن المرتفعة؟".
هزت رأسها نفيا وبدت متوترة الأعصاب.
" أذن أنت تخافين مني؟".

" طبعا لا".
قال بلطف وهو يمسك بيدها ويرافقها:
" تعالي , لا حاجة بك للخوف".

تبعته صامتة ونزلت خلفه , الممر ضيق وتحيط به الأشجار الكبيرة الضخمة , الرمال باردة وناعمة في ظل الأشجار , بينما هي حارة , دافئة , تحت أشعة الشمس وبالقرب من الشاطىء خلعت لين حذاءها ونزلت الماء وتركت الموج يداعب قدميها بحنان , بقي سورين يراقبها وقد طوى ذراعيه فوق صدره وأسند ظهره الى جذع شجرة كبيرة.

عادت لين بعد قليل الى حيث وقف , أستقام وهو يراها تقترب منه ولكن نظراته كانت غامضة ... جلست فوق الرمال تنفض ما علق في قدميها قبل أن تنتعل الحذاء من جديد.
" أنتظري قليلا حتى تجف".
" نعم".
بقيت صامتة وقد أنحنت قليلا , داعب النسيم خصلات شعرها الناعم ولم تشعر أن سورين جلس قربها فوق الرمال ألا بعدما داعب شعرها بأصابعه بحنان ورقة.
"لا , لا تفعل أرجوك".

أمسكها من كتفيها ورفعت وجهها اليه تلقائيا:
" كنت تعرفين البارحة أنني أريد ان أغازلك وقد أجبت بالموافقة".
لم تتمكن من النكران , لقد أكد لها رغبته بوضوح ... ولكنها بدأت تصارعه الآن بكل قوتها لتبعده عنها , أمسك سورين بيديها ثم أبتسم وهو واثق ومسرور بأن مقاومتها عقيمة ولن تتمكن من الأفلات من قبضته ... ولكنه تركها فجأة وقال:
"هل تمثلين عليّ دورالفتا ة الصعبة المنال؟".

رفعت كتفيها بحركة تؤكد النفي ثم قالت:
" لا... آسفة أن كنت أسأت فهمك البارحة , ولكنني لا أريد أن تغازلني".
" هنا؟ وفي وضح النهار ؟ كلا".
" الليلة الماضية تصرفت بدون تعقل , لقد أثّرت الموسيقى فيّ كما سحرني ضوء القمر".
منتديات ليلاس
حاولت أن تشرح بلطف علاقتها به , كانت تبتسم له , لكنه... بدا غاضبا والشرر يتطاير من نظرات عينيه , أبعدت نظرها عنه بسرعة وأكملت بأرتباك:
"هل نعود؟".
وقفت لين بسرعة لئلا تترك له مجالا لمساعدتها بالوقوف , أما هو فوقف متباطئا وتركها تمشي أمامه وبقي يتبعها.

صعدت الممر بسرعة ووصلت الى السيارة وهي تلهث , وقفت بالقرب منها تسترد أنفاسها وهي تمسح الرمال عن قدميها , أخرج سورين منديله النظيف من جيبه وناولها أياه , أخذته منه وقالت:
" شكرا".

كانت تتعجب من تصرفاته الهادئة , لقد تمالك توازنه بسرعة وتبخر غضبه كليا وبدا مسرورا وهو يراقبها تنتعل حذاءها , دخلت بعد ذلك السيارة , وأمسك منديله المتسخ وأعاده الى جيبه وجلس خلف مقود السيارة وأبقى يديه على المقود ونظر اليها قائلا:
"هل تحبين أن تتناولي الغداء في وكاتان أم نعود فورا الى البيت؟".


اماريج 07-05-10 10:14 PM

" كما تشاء!"
" أذن نتناول الغداء أولا فربما يزيد تعارفنا هكذا".
نظرت اليه متسائلة وقالت:
" هل هذا ما يزعجك؟"

وجدت لين نفسها في طريق مسدود , لا يمكنها أن تختفي وراء الظل, كان محقا في طلبه , سيتعرف اليها أكثر ,ولكن ما يزعجها زيادة عن تعرفه اليها أنها لا تملك أرادتها لمقاومته ... فقالت بحذر:
" لست واثقة أنني أفهم ما ترمي اليه؟".
قال بعصبية واضحة:
" بل تفهمين جيدا , ربما أنت لا تبينني ولكنك تدركين أن هناك رابطة قوية تجمعنا".

لم تستطع أن تنكر , هناك جاذب جنسي قوي يربطهما أنها تحس بما يشدها اليه كلما دخل
الغرفة ... حتى أنها تفادت النظر في ملامح وجهه , لقد خانتها أرادتها البارحة وأدرك سورين ضعفها أتجاهه ... وهذا ما شجعه اليوم للتمادي في علاقته بها ... لا تستطيع أن تفقد توازنهاوهي بقربه ... كانت ترفضه... لقد أختلطت مشاعرها: الكراهية والغضب وعدم الثقة ... كانت متأكدة فيما مضى أنه لا يحبها .
" ما يربطنا ليس حبا!".
" أعرف ذلك ".
" هذا لا يكفي".
" لماذا؟".
" أما علاقة عاطفية أو لا شيء....".
" وهذا ما يكفي ليجعلنا نابع نمو علاقتنا لنفهمها أكثر, لنكتشف ما الذي يربطنا .......".

لو كان صادقا فيما يقول فالتجربة بينهما ستكون رهيبة ومخيفة , أنه وراء المزيد من المعلومات عنها , وهي لا ترغب بالغوص في نفسيته المعقدة , ربما هناك أمور مرعبة ورهيبة في ماضيه.
" لا أريد أن أبدأ علاقة معك ... ولو كانت بداية لصداقة وفية".
" ولكن العلاقة بدأت ولا يمكنك أيقافها فجأة".
" هذا ما أفعله".
كانت لهجتها قاسية وقوية وتؤكد قرارها وتصميمها ... ولكن شعورها الحقيقي كان مخالفا لما تقول:
" لا يمكنك أن تتظاهري بعدم وجود هذه العلاقة ....لن أدعك".

قالت بعصبية ظاهرة:
" لا أريدها يا سورين , أرجوك أتركني وشأني ".
ران صمت ثقيل بينهما ثم أضاف بتصميم أكيد:
" لا!".
أرتجفت لين وبان اليأس عليها وقالت:
" أنت لا تفهم!".
" لماذا؟ أجعليني أفهم!".
" أنا.... لا أستطيع...".
" حاولي!".
هزت رأسها حزينة ... وكيف تفهمه وهي لا تثق به... ربما نتج عن علاقتها به أضرارا نفسية لا يدرك مداها الا الله...
نظرت اليه ترجوه وقالت بأنكسار:
" أرجوك يا سورين , دع كل شيء بيننا ينتهي......".
هز رأسه موافقا وبدا العبوس جليا في عينيه ثم أدار محرك السيارة وحين وصلا الى وكاتان سألته بأهتمام:
" أنهيت تقريرك؟".
" تقريبا".

" هل ستأخذ أجازة من عملك كما قلت لي سابقا".
" لا أعرف بعد , لقد تماثل والدي للشفاء ولكنه لا يستطيع أن يجهد نفسه بالعمل ... هل تتمنين لي الرحيل بسرعة؟".
" طبعا لا". كانت ترغب أن تطول أقامته معهم , ران الصمت الثقيل من جديد , سارا على الشاطىء سوية دون حديث , توقفت قرب تمثال برونزي لأمرأة شعرها يبدو كما لو أن الرياح قد عبثت به , سألته:
" من هي. هذه المرأة؟".
" أنها وراكه تنحدر من شعب نيوزيلندا الأصليين وتعتبر زعيمة المرأة المتحررة , تقول الأسطورة أنها وصلت برفقة زوجها أو ربما والدها على متن مركب صغير , وبعدما رأى الرجال اليابسة تركوا النساء والأطفال في المركب وهرعوا اليها يستطلعون ولم يبقوا مع النساء ولا رجل فأخذت الرياح تتقاذف المركب يمنة ويسارا الى عرض البحر, بقيت النساء والأطفال معرضين للخطر لأن التجذيف كان من أعمال الرجال المكرسة ولا يجوز للمرأة أن تمتهنه ,
لم تجرؤ أية أمرأة على الأقتراب من المجاذيف ألا وراكه على الرغم من معارضة رفيقاتها في المركب , وجذفت وقادت المركب الى الشاطىء الأمين وحدها , كانت تقول : سأقوم بأعمال الرجال ... وقد سمي المكان بأسمها تخليدا لذكراها وشجاعتها النادرة".

" يبدو لي أنها ليست متحررة ... هناك العديد من النساء يقمن بما قامت به هذه المرأة بعدما يهجرها رجلها ويتركها مع طفل لتدبر أمره وحدها ... عليها حماييته وتربيته وأتخاذ القرارات المهمة من أجله دون مساعدة أحد".
" هل تقصدين أنها تصرفت بناء لحاجة ملحة وأنه لم يكن لديها خيار في الأمر؟".
" نعم".

" ولكن بقية النساء حولها كن يبكين ويولولن بينما هي تصرفت بحكمة وأنجزت عملا أعطى نتائجه الفورية ".
" صحيح أنها قادت المركب الى الأمان ولكن هل بقيت قائدة حتى بعد عودة الرجال؟".
منتديات ليلاس
" الزمن تغير ... وأعتقد أن حرية المرأة شيء يفيد الحقوق والواجبات".
" نعم , وأنت؟ هل تناصرين المرأة في نضالها ضد التخلف , هل أنت من أنصار المرأة؟".
" نعم ,ولكنني لم أكن أعتقد أنك تناصرها لنيل حقوقها الكاملة".
" هذا يبرهن لك أن هناك أمور عديدة تجهلينها عني!".


اماريج 07-05-10 10:16 PM

وخلال الغداء أكتشفت أنها بدأت تتوغل في أعماقع أكثر , كانت فترة هادئة تبادلا فيها الحديث , وأكتشفت الكثير عنه وعن أخلاقه وحياته ,نسيت بعد ذلك ما أكلت من ألوان الطعام ولن تعد تتذكر الا أنه كان طعاما شهيا ممتعا بصحبة سورين ,
كان يسليها ويضحكها ويملي عليها الكثير من المعلومات المفيدة , وهي تنصت بأهتمام لكل كلمة يقولها ,وحين سألها عن حياتها وخبراتها بدت شديدة الحذر وأجاباتها مقتضبة تفوهت بأقل ما يمكنها من معلومات حميمة ,كان ينصت اليها مبتسما أبتسامة ماكرة وهو يراقبها وحين جاء دوره ليتكلم بدأ يحدثها بلباقة وحرية , عرفت أن لديه أجازة جامعية في علم الزراعة,
ولديه شهادتان في تصنيع الحليب ومشتقاته وأكتشفت أنه يحب نوع الموسيقى التي تحبها وذوقها في قراءة الكتب يتماشى مع ذوقه , الكلام في موضوع الهوايات موضوع خصب ومأمون , أرتاحت وهي تناقشه مزايا بعض الكتب الأدبية والمؤلفات الموسيقية الحديثة وأستفادت من رأيه حول بعض المؤلفين الجدد.

وفي المساء قادهاالى البيت , الليل جميل والنجوم تزركش السماء بنورها الباهت , ظهر القمر ساطعا فوق التلال وغمر نوره سطح البحر , الليل جذاب وممتع , مالت لين في جلستها الى الأمام لتلقي نظرة ثانية الى النجوم وتنهدت مدهوشة للمنظر الخلاب ...هز سورين رأسه موافقا وأبتسم .

وحين وصلا الى المنزل كان النور في داخله يشير الى أن العائلة لا تزال مجتمعة , خرج سورين وفتح لها باب السيارة , نزلت ورفعت رأسها الى السماء كأنها مترددة في دخول المنزل والليل يغريها بالبقاء لتستمتع بسحره الأخاذ.
تحيط بالقمر الفضي مجموعات النجوم المتلألئة , أستدارت لين لتنظر الى سورين وقالت:
"أشكرك على هذا اليوم الممتع يا سورين".

" هل أستمتعت بوقتك؟".
" كثيرا... والليل جميل وساحر للغاية".
" لا حيلة لي بذلك... ولا تنسي سحر القمر وجاذبيته الخفية!".
أمسك بكتفيها بقسوة وجذبها اليه وبعدما أبتعد عنها قالت بلطف متمتمة:
" أننا نتصرف بفعل القمر وجاذبيته!".

" صحيح , وأنت أيضا لك سحرك وجاذبيتك , أنت جميلة كالليل ,(لامس شعرها بيده بحنان ) أنت جميلة جدا , أنت حورية من القمر....".
لو سمعت هذا القول من غيره لضحكت ... هل هي حورية ؟ لا... أن سورين ساحر حقا ,لقد سحرها حين لامس شعرها بأصابعه....
" أنت تشبه أبطال الأساطير ... قوي ومتوحش ومختلس!".
" أنا مختلس؟".

كان لا يزال يمسك بيديها , أحست بنبضات قلبه ,وقالت بغنج:
" ألست مختلسا؟".
قال بهدوء:
"لا".
تحركت لين تريد دخول المنول , سألته:
" هل ستدخل؟".
" نعم , لا يزالون مستيقظين , ربما أتناوا فنجانا من القهوة معهم".
أمسك بيدها ودخلا الى غرفة الجلوس حيث تجتمع العائلة حول جهاز التلفزيون ... وبقي سورين يحتفظ بيدها متشابكة مع يده.

.........نهاية الفصل الرابع..........


اماريج 08-05-10 03:20 AM

5- أخبرها ولأول مرة بما يختلج في قلبه , وهي بقدر ما تمنت تلك اللحظات معه , بقدر ما أخافها حديثه عن نفسه, حاولت أن تتمالك نفسها, أن تضع حدا لعلاقتها به ولكنها عادت وسقطت في الحب!

استيقظت لين صباح اليوم التالي وهي تشعر بسعادة عارمة , أبعدت عن تفكيرها ما يمكن أن يحزنها , رفضت أن تعترف بأن ما حدث لها الليلة الماضية يجب ألا يتكرر ,كانت تريد أن تعيش يومها وألا تفكر في الغد.

تناول سورين فطور الصباح متأخرا مع والديه , وعاد متأخرا لتناول الغداء , فلم تتمكن من الأنفراد به , تملكها شعور بالخجل وهي تبتسم له وترحب بلقائه , نظر اليها نظرة عابثة جريئة ومشحونة بالود والمحبة وهو يرد لها تحيتها الصباحية.

في المساء خرج راي ليساعد في أعمال المزرعة , كانت لين تراقب سكوت الصغير وتهيء طعام العشاء للعائلة , أعطت سكوت أقلاما ملونة وبعض الأوراق ليرسم عليها وبدأت تنظف الخضار وتقشر البطاطا, كان سكوت يثرثر معها مسرورا وهو يرسم صورا مبهمة بألوان زاهية فوق الورق , كانت لين تشجعه دون أن تنظر الى عمله لأن عقلها كان يتناول حوادث اليوم الماضي.

غسلت الجزر والبطاطا وتذكرت أن عليها جلب اللحم من الثلاجة الكبيرة قرب غرفة الغسيل , وبخت نفسها لأهمالها عملها وأسرعت تجلب اللحم , فتشت الرزم المجلدة حتى عثرت على ضالتها من اللحم المقطع وعادت بها الى المطبخ ... لم تجد سكوت هناك ,نادته بصوت مرتفع وهي تضع بعض الملح والبهار فوق قطع اللحم.

ولما لم يجبها أحد , دفعت بصينية اللحم والخضار الى داخل الفرن وخرجت تبحث عن سكوت في الممرات وداخل غرفته ولكنها لم تجد له أثرا , فتشت داخل الحمام وبدأت تشعر بخوف لغيابه , فتحت الباب الخارجي وذهبت تبحث عنه خارج البيت.

شاهدت عن بعد سورين بقامته الفارعة يتقدم من المكان المخصص لحلب البقر وشاهدت سكوت الصغير يركض لملاقاته , رفع سورين الصغير بين يديه وحمله وأقترب من السور المحيط بالمنزل حيث كانت لين تقف فزعة , الظاهر أن سكوت تسسلق السور وخرج لملاقاة سورين.

" ماذا يفعل سورين خارج السور؟".
فتحت لين باب السور وأفسحت لهما المجال ليدخلا , أختفى عن عيني سورين الحنان والود وبانت لهجته مؤنبة قاسية , قالت لين تدافع عن نفسها:
" ربما خرج حين تركت المطبخ لأجلب بعض اللحوم من الثلاجة , غبت عنه أقل من خمس دقائق لا أكثر".

" خمس دقائق كافية لهذا الشقي العفريت".
أنزله سورين أرضا وأنحنى يكلمه حانقا:
" عندما تكون بصحبة لين عليك أن تبقى مكانك قربها وأن لا تتهرب....مفهوم؟".
منتديات ليلاس
حدق الصغير بعينيه الزرقاوين وقد تجمدتا ,نظر الى عيني شقيقه الخضراوين القاسيتين فزعا ثم وضع أصبعه في فمه وهز رأسه وهو صامت دليل الموافقة:
" عليك أن تتصرف جيدا.....".



الساعة الآن 11:32 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية