منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t140491.html)

اماريج 02-05-10 12:58 AM

5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.xzx4ever.com/vb/www.xzx4e.../basmla.99.gif


مرحباااااااااااا
اليوم راح انزلكم رواية روعة اسمها: سرها
للكاتبة: دافني كلير

من روايات قلوب عبير القديمة
وبتمنى انو تنال رضاكم ياحلوين
:flowers2::f63::flowers2:
وللامانة الرواية منقولة وكل الشكر والتقدير للكاتبة التي تعبت في كتابتها
:liilas:
قراءة ممتعة للجميع


اماريج 02-05-10 01:01 AM

سرها
الملخص
..........................
دخل سورين كأنه بركان من الغضب وأغلق الباب خلفه , مشت لين أمامه الى غرفة الجلوس وهي مرتبكة .... لم تكن تنتظر عودته ثائرا غاضبا قاسيا...
مشى وراءها كحيوان مفترس جبّار ثم أقفل الباب بقسوة ووقف أمامها والشرر يتطاير من عينيه.
تراجعت لين خطوة الى الوراء وهو تقدم نحوها أكثر , رفعت رأسها وهي تسمع خفقات قلبها .
" هل تخافين مني يا لين؟".
طبعا تخافه وهو في هذه الحالة , نظرت اليه نظرة تحد وأجابت:
" هل يجب أن أخافك؟".
" نعم , لأنني على وشك أن أخنقك!".
شعرت بخيبة أمل... لا شك أن ردة الفعل عنده كانت قوية .
" والدي موجود في البيت ... أن لمستني سأصرخ بأعلى صوتي وأطلب النجدة".
" ومتى كنت تحتمين بوالدك؟".
تابع أقترابه منها وبدأت لين تضربه بيديها بقسوة.
منتديات ليلاس
صوتها اختنق في حلقها ...........
..............................

nado 02-05-10 01:09 AM

شكرا علي اختياراتك دائمة التميز وفى انتظارك مع التكملة

اماريج 02-05-10 03:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nado (المشاركة 2286007)
شكرا علي اختياراتك دائمة التميز وفى انتظارك مع التكملة

الله يسلمك عزيزتي
نورتي الرواية تحيااااااااتي لك
العطرة ياعسل

اماريج 02-05-10 03:48 AM

-لم تكن الطريق صعبة ولاسهلة ذهبت لين تبحث عن عمل في تلك المزرعة فوجدت نفسها اسيرة رجل غريب!


بيكليا مدينة صغيرة من مدن نيوزيلندا تمتد محلاتها التجارية على طرفي الشارع الرئيسي في المدينة , أبنيتها , خليط من الطراز القديم , وهي على ذلك ذات سقوف مغطاة بطبقة رقيقة من صفائح الحديد , أما الأبنية الحديثة المبنية من الأسمنت المسلح والبلاط اللماع ," مركز البريد "في الشارع الرئيسي بناء خشبي ولا يعود لطراز معين أو تارخ محدد
دخلت لين بلاك المركز بعدما أوقفت سيارتها بجانب الطريق , وشعرت بأن المكان معتم ,قاتم , بالمقارنة مع النور الساطع في الخارج , حيث كانت الشمس تملأ الكون بهجة
جالت ببصرها في المكان ورأت صندوق الدفع وقد جلست خلفه فتاة شابة تواجه شابا طويلا وقد أنحنى أمامها يشير بأصبعه الى ورقة مليئة بالأرقام بعدما وضعها أمامها , شعره أشقر وقد أكتسب سمرة محببة من شمس البلاد.

أرتبكت الموظفة الشابة , وتمتمت بعض الكلمات , ثم أبتسمت للرجل الواقف أمامها , كانت لين تقف خلفه , تنتظر دورها لتتكلم مع الموظفة

شعرت أن الرجل العريض المنكبين , قد تشنجت أعصابه وهو يتكلم مع الموظفة , ثم حرك رجليه بعصبية وسمع لحركته صوت ينبىء عن نفاذ صبره وعصبيته , كان يرتدي جزمة ضخمة فوق الأرض الخشبية , حاول جاهدا أن يبقى صوته منخفضا وهو يقول:
" عدم كفاءة....".

أحمرت الفتاة الشقراء خجلا وتمتمت في سرها بعصبية وأرتباك , ودخلت وهي تحمل الورقة بيدها الى المكتب .... فشعرت لين بغصة وهي تشفق على الموظفة المسكينة .

بقي الرجل منحنيا دون حراك , نظرت لين حولها تتسلى برؤية الصور الملصقة على الحائط ومن ضمنها بعض الأرشادات التي تعلن عن الخدمات المختلفة التي يقوم بها هذا المركز البريدي , كانت تتمنى أن ترى خريطة للمنطقة ملصقة على الحائط ولكنها لم تجدها , عادت الفتاة بعد دقائق وبرفقتها رجل متوسط العمر يرتدي نظارات طبية وهو يعتذر بأدب قائلا:
" آسف يا أستاذ.... هناك خطأ في الحسابات..".

" لا بأس , أرجو تصحيح الخطأ".
" بالطبع , وسنرسل لك كشفا مصححا بالحساب بأسرع وقت".
قال بلهجة آمرة متعجرفة:
" شكرا".

أستدار فجأة بحيث أضطرت لين الواقفة خلفه أن تتراجع خطوة الى الوراء , أختل توازنها وهي ترى هذا الشاب الضخم الجثة بعدما أستقامت قامته أمام حجمها الصغير النحيل ,أمسك بها الرجل بسرعة بيده القوية , وبقسوة أطبق على ذراعها وهو يساعدها على أن تبقى متوازنة بعد تعثرها
ألتقت عيناها بعينيه الخضراوين , كان عابسا مقطب الحاجبين.... كان وجهه قاسيا أكثر مما ينبغي , جبهته العريضة وعظام وجهه البارزة تشير الى قسوة وجبروت , حدقت به طويلا ... وربما لاحظ في نظرات عينيها الزرقاوين بعض الكبرياء والتحدي وكأنها ثأرت للموظفة المسكينة من معاملته السيئة لها ... وببطء ترك ذراعها بعدما رفع حاجبيه قليلا في تعجب وحيرة , تراجع خطوة الى الوراء وتفحصها بسرعة بدءا بشعرها الأسود المنسدل على كتفيها
ومرورا بقميصها الحريري والتنورة الفضفاضة الزهرية اللون , الى أصابع قدميها التي تطل من الصندال الخفيف الذي يتماشى مع صرعات الموضة , ثم عاد بنظره الى وجهها من جديد , وضجت في رأسه أفكار غريبة:
(مجنونة ....هذا الصندال لا يحمي الرجلين ... كأنها حافية القدمين ... أنها كأكثرهن تافهة ..)

ولا وقت لديه ليضيعه مع هذا الجنس البشري أستدار على أعقابه وخرج قبل أن تتمكن من أن تشكره على مساعدته , ردة فعله السريعة حالت دون تعثرها ووقوعها لو لم يمسك بها لأختل توازنها ووقعت

هزت لين كتفيها ثم ألتفتت الى الشابة الموظفة التي كانت تبتسم لها بطريقة ودية وربما بأبتسامة أقل جاذبية من أبتسامتها التي وهبتها للرجل الذي سبقها.
قالت لين:
" هل بأمكانك أن تدليني الى الطريق المؤدي الى هوكيانغ , لدي خريطة للمنطقة ولكنها ليست مفصلة ".

أخرجت لين الخريطة من حقيبتها وفرشتها أمام الموظفة التي شرحت لها طريقها , شكرتها لين وخرجت مسرعة الى الشارع حيث ركبت سيارتها الحمراء الجديدة , نظرت الى الغبار الذي يكسوها وقالت في نفسها :
" سأحتاج لغسلها حين أصل".
منتديات ليلاس
خرجت من المدينة بعد عشر دقائق تقريبا وبدأت تصعد تلة في طريق متعرجة , وجدت نفسها تتبع شاحنة محملة بالماشية , كانت الشاحنة ترسل خلفها غبارا يحجب الرؤية عنها , تابعت لين صعودها خلف الشاحنة وهي تنتظر فرصة سانحة تمكنها من تجاوزها ولكن الطريق بدأت تضيق أكثر , قررت لين أن تتوقف قليلا وتنتظر أبتعاد الشاحنة ودخانها الأسود الخانق من أمامها.

أوقفت محرك السيارة عن الهدير بعدما تركتها على طرف الطريق فتحت النافذة وتأملت المكان حولها
ران صمت محبب وهي تراقب الشاحنة تبتعد عن نظرها ويختفي صوت محركها المزعج وغبارها السام , سمعت تغريد العصافير يخرج من داخل الأشجار الكبيرة المحيطة بالطريق , خرجت من السيارة ومشت الى طرف الطريق ونظرت الى السهل الممتد تحتها
المزارع الخضراء متناثرة في السهل بشكل منظم , الشمس تغمر المكان دفئا والتلال العديدة تحيط بالسهل وتحجب عنه رؤية البحر , الساحل البحري لا يبعد أكثر من عشرين ميلا الى الشرق , ترتفع سلسلة الجبال من جهة الغرب لتحمي السهل من الرياح الغربية , الطقس في الخليج معتدل الحرارة والبرودة و تنعدم الرطوبة تقريبا في الشمال .

أختفى تدريجيا صوت الشاحنة وخمد غبارها , السماء صافية , زرقاء , والهواء منعش , أحست ببعض النسمات الباردة تلفحها وأرتجفت من البرد وعادت الى سيارتها تجلس في داخلها من جديد وهي تفكر في نفسها :
" هل يمكنني أن أتراجع عما صممت عليه؟".
سحبت نفسا عميقا وأدارت محرك السيارة من جديد في تصميم أكيد كأنها تقول في نفسها:
" لقد أنتظرت طويلا لتنفيذ ما صممت عليه...".
منتديات ليلاس


اماريج 02-05-10 03:53 AM

الأعلان الذي نشر في الجريدة ساعدها على تحقيق رغباتها , أنها مصممة ولن يثنيها عن عزمها أي شيء أو أي أنسان.
مدت يدها الى حقيبتها وأخرجت الأعلان كأنها تستمد منه القوة , قرأته من جديد:
" شابة صحيحة البنية لتعمل مساعدة في تدبير المنزل ولتعتني بطفل دون السادسة من عمره أثناء غياب والدته في أعمال المزرعة , غرفة خاصة مع تلفزيون , عطلة في نهاية الأسبوع , مرتب محترم , الأتصال بالسيد وينغارد طريق بيكيا ,خليج ....".

كانت لين تدرس في مخيلتها طريقا توصلها الى السيدة وينغارد ... دون جدوى , كانت تحلم ليلا نهارا بخطة محبوكة ومقبولة لتتعرف الى السيدة وينغارد ... ووافتها الفرصة المنتظرة في الأعلان المنشور في الجريدة اليومية , أنها فرصة لا تعوض ستؤمن لها مبتغاها بأقل جهد.

كتبت ترد على الأعلان , أتجف القلم بين أصابعها وهي تخط رسالتها , مزقت عدة أوراق قبل أن تنتهي من هذه المهمة الشاقة , لم يكن من السهل أن تكتب عن نفسها بوضوح ... لا يمكنها أن تدعي أنها خبيرة في أعمال المنزل أو في الأعتناء بالأطفال ,هل تعرف أن تطهو وجبة طعام سريعة؟ وأعمال المنزل لا تحتاج لبراعة ... ولكنها لا تحب ممارسة الأعمال الرتيبة , لا يحتاج العمل خبرة معينة بقدر ما يحتاج لقدرة على تحمل الأجهاد الجسدي.....

كتبت تقول أنها في الثالثة والعشرين من عمرها وتحب الأطفال كما تحب العيش في الريف...
" لقد أمضيت بعض العطل المدرسية في المزرعة ولا أزال أحمل ذكريات جميلة عنها في ذاكرتي , قوية البنية وصحيحة الجسم ومستعدة للعمل".

وأضافت تعدد خبرتها وقالت:
" لدي بعض الخبرة في أعمال المطبخ حيث أنني خدمت في المطاعم خلال العطلات المدرسية وعملت في قطف العنب والتفاح في مزارع أستراليا".
تذكرت العمل المضني وتعبها وأصابعها المشققة وجلدها المجروح وأظافرها المقصفة ... الذكرى تخيفها ولكن الخبرة ضرورية , والعمل ممتع وهي لا ترغب في تكراره من جديد , فكرت في نفسها:
" هل أضيف بعض السنوات الأخرى على عمري؟ لا ,لن يكون ذلك ضروريا ".

ضحكت وهي تسقط ذكر شهادتها الجامعية ... كذلك معرفة التاريخ والأدب ليس مؤهلا مطلوبا لتأدية هذا العمل...
أرسلت طلب الوظيفة بالبريد وأنتظرت الجواب بفارغ الصبر , وبعد عشرة أيام زعق جرس الهاتف وأذا بصوت دافىء حنون يقول:
" هاللو , أنا تيريزا وينغارد , لقد أتصلت بنا كتابيا من أجل العمل عندنا".
أمسكت لين السماعة بيد مرتجفة وشرع قلبها يضرب ضربات سريعة :
" نعم, نعم".
كانت لين تتمنى أن تحصل على هذه الوظيفة , بدأت تتخيل وجه المتكلمة,حنونة ذات صوت دافىء ... لكنها فشلت فلا بد من أن تصبر لتراها...
" نحن بأنتظارك , متى تستطعين الوصول؟".
" مع بداية الأسبوع المقبل".

أخبرتها تيريزا عن العمل ثم ذكرت لها الراتب ... مع أنها لم تسأل عنه أبدا... وذكرت لها الصبي الشقي الذي ستتولى مهمة تربيته.
تابعت لين قيادة السيارة وهي تتباطأ كلما مرت بلوحة لتقرأ أسم المالك , أوقفت سيارتها فجأة وهي تقرأ أسم وينغارد بأحرف كبيرة سوداء على علبة صغيرة بيضاء مخصصة للبريد , دخلت بسيارتها الممر المؤدي الى المزرعة وسط أشجار السنديان الصغيرة ... فعندما تنمو هذه الأشجار سيصبح الممر ظليلا ممتعا.

وصلت الى مؤخرة المنزل حيث الكاراج , وبدا أن هناك أضافة حديثة العهد الى المنزل , شرفة كبيرة أمامية وقسم منها أغلق بزجاج شفاف مما يزيد من مساحة البيت , السور المحيط بالحديقة طلي حديثا , والعشب الأمامي مقصوص بشكل مرتب لكن بعض العليق نما دون ترتيب أو نظام , والباب الخارجي مطلي باللون الأبيض.

ظهر كلب من خلف الكاراج وراح ينبح وأقترب من سيارة لين وهو يهز بذيله , فنزلت من السيارة وقدمت له يدها ليشمها في حين خرجت سيدة من المنزل تنادي الكلب:
" ريموس ... تعال".

أطاعها الكلب مبتعدا عن لين التي بقيت متمسكة بباب سيارتها وهي تراقب السيدة المتقدمة نحوها:
" أهلا وسهلا , أنا تيريزا وينغارد وأنت لين" كانت أبتسامتها تتماشى مع دفء صوتها ... الصوت نفسه الذي سمعته على الهاتف , ولا زالت تسمعه يرن في أذنيها , منذ ذلك الحين , بقيت لين دون حراك.
." ريموس لا يؤذي أحدا , لا تخافي".

" أنا لست خائفة منه".
كان صوتها يرتجف وقد أرتبكت كثيرا .... عليها أن تتمالك توازنها بسرعة وألا ستعتقد تيريزا وينغارد أنها مريضة أو مجنونة .
منتديات ليلاس
حاولت أن تفكر بشيء تقوله لكن تيريزا أقتربت منها وأمسكتها بلطف من ذراعها وقالت:
" أنت متعبة من السفر الطويل , المسافة من أوكلاند بعيدة ولا بد أنك مرهقة , تعالي معي الى الداخل لتتناولي فنجانا من الشاي سنهتم بأمر الحقائب فيما بعد.


اماريج 02-05-10 04:00 AM

تعلقت لين بوجه تريزا الودود وأبتسامتها الخلابة ولم تجد أية فرصة للنظر الى شكلها الخارجي العام , تريزا أمرأة جميلة في الأربعينات من عمرها , شعرها أسود لماع كشعر لين تماما , لكن تطل من خصلاته شعيرات بيضاء وتكثر في فوديها ومفرقها أكثر من أي مكان آخر.

أبتسامتها المشرقة تضفي على وجهها سحرا يجعلها تبدو أصغر من عمرها الفعلي ويزيد من جمالها , نحيلة الجسم , عارمة الصدر والأوداج , ولكنها كما يبدو من ثوبها القطني الفضفاض خسرت بعض الوزن أخيرا , عيناها زرقاوان بلون عيني لين وتعبران عن حنان وأنسانية بوضوح.

" أشربي الشاي".
أبتسمت تريزا برقة
" أشكرك يا سيدة وينغارد".
" أسمي تريزا ويمكنك مناداتي باسمي دون حرج".
فجأة أنتابت لين رعشة خاطفة وأهتز الفنجان في يدها , خفضت رأسها لتخفي دمعة هربت من مقلتيها رغما عنها... شحوب وجهها لم يمنع تريزا من الشعور بحالتها النفسانية , رفعت بيديها الأثنين فنجانها لفمها لتتفادى أمكانية وقوعه من شدة تأثرها وأرتباكها , فبادتها تريزا في محاولة لأنتشالها من الأرتباك.
" أنت ولا شك مرهقة ولم تتناولي أي طعام خلال رحلتك الطويلة".
" لقد توقفت ساعة أثناء الرحلة , وتناولت بعض الساندويشات , أنا بخير ولكنني أحتاج فنجان شاي آخر.....".

مر أول لقاء بينهما وأنتهت أصعب مرحلة ... من الآن فصاعدا علاقتهما ستسير طبيعية ولن يحدث ما يمكن أن يزعجها .

" هل يمكنك أن تحددي لي ما يتوجب عليّ من أعمال؟".
" الأعمال المنزلية المختلفة , كل فرد من أفراد العائلة يرتب سريره في الصباح وكذلك غرفته , سأعرّفك الى أولادي , لدي أبنتان سوزان وهي في السادسة عشرة من عمرها وتحضر نفسها لدخول الجامعة ,وتراسي وهي في الخامسة عشرة من عمرها وستتقدم هذه السنة لنيل شهادة الثانوية العامة
أنهما متوسطتا الذكاء ولكنهما مجتهدتان , وأنا لا أريد أن أقطع عليهما ساعات الدراسة وأطلب منهما مساعدتي في أعمال المنزل وخاصة أن رحلة الباص من البيت الى المدرسة تستغرق ساعة في الذهاب وأخرى في الأياب
مما يقلص ساعات التحضير والدرس , أبني دافني في الثانية عشرة من عمره وهو أكثرهم ذكاء , سينتهي هذا العام من القسم الأبتدائي , وسيبدأ في المرحلة المتوسطة من دراسته العام المقبل...وهناك الصغير سكوت وهو آخر العنقود وهو في الثالثة من عمره وهو يستمتع بقيلولة بعد الغداء
نادرا ما أستطيع أن أقنعه بالراحة بعد الطعام ولكنه لا يزال متعبا من البارحة , لقد دعي لحفلة عيد ميلاد وتعب لشدة ما لعب , الواقع أن يشكل السبب الأهم لوجودك معنا لمساعدتنا... لقد حصل حادث لزوجي منذ شهر تقريبا , دهسه جرار كبير ولحسن حظه أن الأصابة كانت طفيفة , كسرت رجلاه وتحطمت بعض أضلاعه , وأصبح عاجزا عن العمل في المزرعة لفترة مؤقتة مما أضطرني لمساعدته في أعمال المزرعة".
منتديات ليلاس
" هل زوجك لا يزال في المستشفى؟".


اماريج 02-05-10 04:07 AM

" لا, لقد أمضى أسبوعا واحدا في المستشفى ومنذ أيام فقط تخلص من الجفصين وهو يستعين بعكازين في المشي , لقد ذهب لزيارة الطبيب , (فتح الباب ودخل طفل صغير وهو يبكي , ركض الى تيريزا وأرتمى في أحضانها , فضحكت وحملته بين يديها وعانقته , وربتت على شعره الأسود الطويل , سكت الصغير ودفن رأسه في صدرها ثم جال بعينيه الزرقاوين نحو لين)هذا هو أبني سكوت,(نظرت الى الصغير وأكملت)قل مرحبا يا سكوت , هذه لين".

فبادرته لين :
" مرحبا يا سكوت".
أستدار الطفل قليلا ثم عاد وأخفى رأسه في صدر والدته وقال متمتما :
" أهلا".
ضحكت لين قليلا , قالت تريزا بمرح:
" سأغيب وأياه قليلا ليرتدي ثيابه ثم أعود لأصطحبك الى غرفتك".

وبعد قليل عادت تريزا مع سكوت وقد أرتدى ثيابه , فطلبت منه أن يري لين غرفتها, فنظر سكوت الى الفتاة الغريبة ثم هز رأسه موافقا , وقفز أمامها في الممر وأنتظرها أن تتبعه الى الغرفة.

الغرفة شرقية مشمسة في الصباح , تقع ضمن القسم الجديد المضاف الى المنزل , واسعة , يتصل بها شرفة كبيرة , السرير الخشبي قديم ومرتفع ولكنه مريح , الفراش من الأسفنج , ولكنه نظيف , هناك خزانة كبيرة وطاولة للزينة تحتوي على جوارير عديدة وقد وضع عليها جهاز للتلفزيون , الغرفة بسيطة الأثاث ولكنها تحتوي على كل ما تحتاجه , لحقت تريزا بها ووقفت بالباب وقالت:
" هل تحتاجين لأي شيء آخر؟ يمكنك أن تطلبي ما تحتاجين".

أمسك سكوت بيد لين وقال بخجل:
" تعالي لأريك غرفتي".
" جيد".

غرفة سكوت مريحة وقد غطي سريرها بغطاء وردي مطرز في وسطه رسم دب كبير , جلست لين على السرير ومرت بيدها على رسم الدب الكبير وأبدت رضاها وهي تشاهد رسوم الحيوانات والقطارات والصواريخ ملصقة على الحائط , وبعدما أطمأن سكوت لوجودها في غرفته جلس على السجادة الحمراء المفروشة فوق أرض الغرفة وشرع يلعب بقطار من البلاستيك بحماس , نظرت تريزا الى لين مبتسمة وأنسحبتا من غرفته بسلام قاصدين غرفة الجلوس.

" بقية الأولاد يتصرفون دون حاجة لمساعدتي .... لحسن حظي".
ضحكت لين وهي تتبعها لرؤية الغرف وأقسام المنزل , فأكتشفت أن الغرف بسيطة الأثاث ولا يحتاج تنظيفها العناء الكثير ... ولقد أحبت سكوت كثيرا ولن تجد الأعتناء به أمرا صعبا بعدما تقبل وجودها بسهولة,ستتعلم كل شيء يساعدها في لتقرب منه وستطلب مساعدة تريزا أن لزم الأمر , في التقرب أكثر من سوزان وتراسي ودافني .

وهدر محرك سيارة في الخارج فأنتفضت تريزا:
" لقد وصل سورين وراي".
منتديات ليلاس
لم تسأل لين من يكون سورين ... ربما هو جار يقدم مساعدته ... هو حتما ليس فردا من أفراد العائلة ... لا يمكن , ركض دافي لملاقاة والده بينما لملمت البنتان الكتب المرمية في أرض الغرفة وركضتا , بينما أسرعت تريزا لملاقاتهما وبقيت لين في مكانها دون حراك.


اماريج 02-05-10 04:11 AM

دخل الرجلان الى المطبخ , كان أحدهم يستعين بالعكازين والآخر يساعده ... نظرت لين الى الشاب وعرفته على الفور , أنه الرجل الذي صادفته في مركز البريد , أرتبكت وبسرعة أستجمعت رباطة جأشها وتوازنها ... حتما هو جار لآل وينغارد وقد جاء يقدم مساعداته كما تقضي الحال...

كان الشاب مشغولا بمساعدة السيد وينغارد ليجلس على الكرسي ولم يلحظ وجودها بعد ... وحين وقع نظره عليها ذعر قليلا وحدق اليها بعينيه الخضراوين , وبد ا قلقا كأن وجودها لم يسره , قالت تريزا:
" راي ... هذه لين , لقد وصلت المزرعة منذ ساعة تقريبا , لين... أقدم لك سورين أبننا الكبير".

مالت الأرض تحت قدميها وشعرت ببعض الدوران في رأسها ثم أحست بأن الغرفة كلها تدور بها , لقد فقدت توازنها لفترة قصيرة ... ولكن هذا غير معقول مع أنها متأكدة! الرجل في الثلاثين من عمره ولا يمكن أن يكون أبنا لتريزا ... هل أخطأت في تحقيقاتها؟
" أبنكما ؟ ولكن ... هذا غير معقول؟".

قطب سورين حاجبيه وعبس , أختفت النظرة الضاحكة من عينيه الخضراوين وبان على وجهه بعض التشنج والعصبية , أبعدت لين نظرها عنه يائسة ونظرت الى تريزا مستطلعة ردة الفعل لديها :
" لا يمكن أن تكوني أمه... أنت أصغر من ذلك بكثير".

بقي سورين يركز نظره عليها بأمعان , كانت نظراته مليئة بالكراهية, وشعرت كأنها تبث موجات من البغض والرفض نحوها , كانت لا تزال تراقب تريزا متعجبة من أنطباع السرور على وجهها وهي تتبادل النظرات مع زوجها.
منتديات ليلاس
قال سورين بصوت غاضب... ميالا الى السخرية:
" أنت ذكية , بالحقيقة أن السيدة وينغارد هي خالتي زوجة أبي".

قالت تريزا تتدارك الموقف:
" نحن لا نهتم لهذا الأمر( نظرت الى لين مبتسمة وقالت)الناس في أغلب الأحيان لا يلاحظون فارق السن , عندما ولد سورين كنت لا أزال طفلة في الثالثة عشر من عمري أو أقل... يسرني أنك لاحظت أنني أصغر من أن أكون والدته".


اماريج 02-05-10 04:19 AM

فقاطعها سورين بلهجة عاتبة:
" وهل يزعجك هذا الأمر؟ أنا لم أفكر هكذا من قبل , هل يزعجك أفتراض الناس أنك أكبر من عمرك الحقيقي... كونك والدة لأبن في مثل عمري؟".

" هذا الأمر لا يزعجني أبدا يا سورين , لا تكن سخيفا , أنني كنت ولا أزال فخورة بك , أنت أبني البكر ... بالمناسبة هل يمكنك مساعدتنا في نقل حقائب لين الى غرفتها , الحقائب لا تزال في السيارة ..".
" بالتأكيد ......حالا".

خرج سورين وأحست لين براحة لخروجه... ثم تذكرت أن صندوق السيارة مقفل والمفاتيح معها فركضت الى غرفتها وجلبتها بسرعة.
قال سورين:
" أرجو ألا تنسي المفتاح في المحرك لأن ذلك خطر كبير ... تذكري وجود سكوت ... ربما يفكر في قيادتها للنزهة".

" لا, أنا لا أنساها أبدا".
فتحت له صندوق السيارة وأخرج منها حقيبتين من الجلد الأزرق الفاخر , حملت لين بقية أمتعتها ومشت وراءه فقال متسائلا:
" أنت فتاة من المدينة".
" سكنت أخيرا في المدينة".

وضع سورين الحقائب قرب السرير في غرفتها وبقي ينظر اليها متفحصا ومتأملا بصمت.
" أشكرك يا سيد وينغارد .".
" أسمي سورين , لين هو تصغير لأسمك , ما هو أسمك الكامل؟".
" مليندا , ولكنني لا أستعمله".
" لماذا لا؟ أنه يناسبك كثيرا".

نظرت اليه واثقة بأنه يسخر منها ولا يجاملها , منذ رأته وقد أمسك بوالده يساعده على الجلوس وهي مرتبكة وغير مرتاحة لوجوده , أنها خائفة... لقد حرمها وبلحظة الشعور بالأطمئنان , والأمان , والراحة , منذ دخلت هذا المنزل , منذ وقع نظرها عليه ونظرت الى عينيه الخضراوين شعرت أن هوة سحيقة تتعمق بينهما وتساءلت في سرها, هل يكره المرأة عامة؟ شعورها نحوه غريب.... أنها تحس كراهيته مركزة عليها شخصيا ... لم تشعر من قبل بمثل ما تشعر به الآن ,لم يكرهها أحد من قبل .....

"سورين هو أسم أسكندنافي على ما أعتقد".
" صحيح , أنه كذلك ".
منتديات ليلاس
وترك على وجهها نظرة غريبة لاحت فيها ألف... ألف علامة أستفهام ومشى الى خارج الغرفة وتركها تقف وحدها تفكر , سحبت نفسا عميقا وهي تستعرض ما حصل لها في هذا اليوم ... وأحست بأنقباض ... أنه أهملها
لم يركع صريعا تحت قدميها كغيره من الرجال! أنه لم يلتفت الى جمالها وجاذبيتها
معظم الرجال الذين مروا بحياتها أكدوا لها أنها جميلة , فاتنة وجذابة ... ولكنها لم تغتر بنظرات الأعجاب من حولها ولم يكن في حياتها رجل.... معين
هل من المعقول أن سورين كرهها من أول نظرة ؟ لا غير معقول ... لن تصدق

........نهاية الفصل الاول.........


اماريج 02-05-10 04:27 AM

2-و...كان لقاء...خافت من عينيها ان تبوحا بسرها فتضيع منها لحظات معه كانت ترجوها تطول

الرابعة بعد الظهر موعد جلب الحليب ,تركت لين حقائبها حيث وضعها سورين قرب سريرها وعادت الى المطبخ الذي غادره راي بقيت تريزا هناك تقوم بتقشير البطاطا في حركة تنم عن خبرة واسعة بينما وقف سورين بالقرب منها وشرعا يتحدثان , وحين وصلت لين أستدار متمهلا ومشى خارجا الى الممر المؤدي الى الغرفة الصغيرة حيث يضع أدوات العمل :
" هل تريدين يا تريزا أن أساعدك بتقشير البطاطا ؟ وهل ستجلبين الحليب اليوم؟".

أبتسمت تريزا أبتسامة وادعة وأجابتها:
" سيساعد دافي سورين في جلب الحليب اليوم وأنت مرهقة يا لين , أدخلي الى غرفة الجلوس وأبقي الى جانب راي فهو قد يحتاجك".

توقف سورين في مدخل المطبخ وألتفت اليها ألتفاتة كريهة , تجاهلته لين وقالت:
" أنا لم أعد مرهقة وخاصة بعدما تناولت فنجانا من الشاي , لقد حضرت الى هنا من أجل العمل وعلي أن أبدأ بمساعدتك".

" ستبدأين العمل في الغد(نظرت الى لين بحنان تستفقد شحوبها)أنت الآن أفضل حالا , حين رأيتك أول مرة كنت قلقة جدا من أجلك, كنت شاحبة , ضعيفة , وخفت عليك من الأغماء , عليك أن ترتاحي اليوم وغدا تكونين أكثر أشراقا وعافية".

لاحظت لين نظرة سورين الساخرة وهو غير مرتاح لما دار بينهما من حديث:
" دعيني أساعدك يا تريزا....".

قاطعها سورين بحدة وقال:
" دعيها تساعدك يا أماه , ألم تحضر الى هنا من أجل العمل , سندفع لها أجرا لعملها , لقد أستخدمنا لك من يساعدك في أعمال المنزل ولا ننتظر منك أن تسرفي في تدليل الفتاة ورعايتها , يكفيك ما لديك من متاعب ومسؤوليات"

أستدارت تريزا نحوه بعصبية وصرخت تنهره:
" سورين!".
حدقت لين فيه ورأت نظرة أعتذار في عينيه موجهة الى تريزا وحدها :
" أنه محق في قوله , لقد جئت لأساعدك ,هذه هي مهمتي هنا ".

" ليس اليوم(نظرت الى سورين بحزم وأكملت)يمكنك أن تتدبر أمرك وحدك اليوم يا سورين".
قال وقد نفذ صبره :
" لم أقصد ذلك يا أماه".
منتديات ليلاس
" أنت لم ترى هذه الفتاة المسكينة حين وصلت, ثم لا تنس أن المسافة طويلة من أوكلاند الى هنا وقيادة السيارة أمر مرهق , لا أريد أن أستعبد الفتاة ... هي ضيفة اليوم , وغدا تباشر مهمات عملها".


اماريج 02-05-10 04:32 AM

ولم تكبت لين سؤالا:
" ماما... هل يناديك بهذا؟".
ضحكت تريزا:
" نعم , لقد بدأها بمزحة ولكنه يحب أن يتظاهر بأنني حقا والدته , أنها قصة طويلة ولا أعتقد يهمك سماع تاريخ العائلة".

قالت لين في نفسها:
" بل هذا ما أريده بالتحديد ".
وتمنت لو تسمع كل شيء فورا.

" وماذا تريدين أن أفعل الآن؟".
قالت تريزا ساخرة في تعجب:
" يا ألهي , أنت أكثر عنادا من سورين , تعرفين غرفة الجلوس ... أذهبي وأبقي برفقة راي فهو سيسر بمحادثتك كثيرا".
كان راي ينزه عينيه بين أعمدة الجريدة , وحين دخلت طوى صفحاتها ووضعها جانبا فجلست بقربه ,وبادرته قائلة:
" ظننت أن بأستطاعتي بدء العمل اليوم , وهذا أيضا كان رأي سورين ولكن تريزا قالت أن علي أن أرتاح من عناء السفر ويمكنني أن أباشر عملي في الغد".

" لا بأس عليك نريدك واحدة من أفراد العائلة , أرجو أن تفهمي ما أقصد".
" شكرا".
أختنقت لين من شدة تأثرها ,ولم تستطع أن تضيف أي كلمة أخرى , أستدار راي في مقعده بصعوبة , فسألته بلهفة:
" هل تشعر بألم , لقد أخبرتني تريزا عن الحادث الذي ألم بك".

" لا أستطيع أن أتحرك بسهولة , لحسن حظي أن سورين أسرع يساعدني على الفور وألا لكانت النتائج أسوأ بكثير".
" وهل كان سورين قربك يوم الحادث".

" هذا من حسن الحظ وألا لبقيت ساعات عديدة تحت الجرار , كما حصل مع آخرين غيري , لكنه هرع ورفع الجرار كمارد وأخرجني من تحته , خلع قضبان الحديد من السور بيديه العاريتين وحمل بعض الصخور الضخمة التي تحتاج الى رجلين لحملها , أنا فخور به , لقد عمل بقوة خارقة وحده".

شعرت لين بغصة في حلقها وألم غريب أختلط بالكآبة والحزن...
الصغير سكوت يلعب في غرفة الجلوس أمامهما بجرافة بلاستيكية صغيرة وتقدم من والده وتمتم بكلمات غير واضحة , لم تفهم لين ما دار بينهما لكنها شاهدت الصغير يرمي لعبته أرضا ويصعد الى ركبتي والده يجلس هانئا ويحدق بلين من بعيد , ضحك راي مسرورا من حركاته ومر بيده على شعره بحنان وقال:
" ستجدين أن عملك هنا سيقتصر على ملاحقته , هل تعرفين الكثير عن الأطفال؟".

لقد تأكد لها أنها لا تستطيع أن تكذب أبدا , قالت:
" أنا لا أعرف الكثير , ولكن الأطفال بشر مثلنا, أليس كذلك؟".
شكرت حظها لأن سورين لم يسمع جوابها وألا رمقها بنظرة ساخرة أخرى , أعاد راي رأسه الى الوراء وقال ضاحكا:
" لا بأس عليك , يمكنك أن تتعلمي بسرعة".

تناول سورين الشاي في غرفة الطعام , وقد فهمت لين أن تلك الغرفة لا تستعمل ألا وقت العشاء , طعام الفطور والغداء يتناولونه عادة في المطبخ الى الطاولة المستديرة الصغيرة , عرفت لين أيضا أن سورين لا يعيش في البيت مع العائلة ولكنه ينفرد بنفسه في كوخ كان يستعمل لعمال المزرعة وقت الحاجة , يتناول سورين طعام العشاء مع العائلة كل يوم ويمكنها أن تعتاد عليه مع الوقت
لا يزال وجوده يزعجها ونادرا ما تنظر اليه ولقد ألفت الجميع وألفوها وأحست أنها وسط عائلتها الحقيقية فعلا الا معه , كان غريبا ومزعجا ... ولولا وجوده لما أحست بأية غربة في هذا المنزل , شعرت بحنان الجميع نحوها وصدق عاطفتهم في تقبلها وقد خلبوا لبها ببساطتهم وصدقهم ولكن سورين.... بقي باردا في معاملته لها


اماريج 02-05-10 04:39 AM

ونظراته اليها تشعرها ببرد الشتاء , وداعه لها في المساء كان جافا قاسيا ونظراته جادة متفحصة وفيها عدم أطمئنان يقول مثلا:
" سأراك غدا " كأنه يقول" أنا لك بالمرصاد"

كانت لين تعمل بجد ونشاط أكثر مما كان يتوقع منها ,تقوم بتنظيف المنزل وتلميع الأواني الفضية ومسح الغبار وفرك المغاسل ... لقد علقت تريزا على عملها برضى قائلة لها بأن المكان لم يكن في يوم من الأيام أنظف مما هو عليه الآن , كانت لين تخشى دائما الأنتقاد من أي فرد , تخشى أن يقال أنها تكسب أجرا أكثر مما تعطي من الجهد والمساعدة.

كان راي يراقب الصغير أحيانا ولكنه عاجز عن الجري خلفه أذ قرر أن يركض الى خارج المنزل , كانت لين تقف بالقرب منهما في حال طلب منها راي أن تلحق بالصغير.

كانت تستيقظ في الصباح وتهيء الفطور للجميع وكذلك تحضر الشاي في المساء ... أعمال المنزل أفسدت جمال يديها ونعومتها وكسرت أظافرها مما أضطرها الى تقليمها , وهي تسرف في أستعمال الدهون المطرية لبشرة يديها وجلدها وقد ظهر جليا أنها غير معتادة على الأعمال المنزلية وأستعمال الماء الساخن وأدوية التنظيف وتقشير البطاطا وبقية الأعمال اليومية

وفي عطل و نهاية الأسبوع سترتاح من عناء العمل , لم تضبط المنبه مساء الجمعة وبقيت نائمة حتى الظهر , خرجت من غرفتها متألقة , ونزلت الى المطبخ لتناول بعض الساندويشات التي أعدتها سوزان وترايسي , سألتها ترايسي:
" ماذا ستفعلين يوم عطلتك؟ هل لديك أصدقاء في الجوار؟"

" لا , ليس بعد , وربما أقوم بنزهة حول المزرعة بعد الظهر ... أن كان ذلك لا يضايق.....".
ونظرت تستأذن راي:
" بالتأكيد ,هل تريدين أن يرافقك أحد؟".

كان سورين يتناول سندويشا ويشرب الشاي فقال على الفور:
" أنا أرافقها لتتعرف على المزرعة(نظر اليها فجأة وسألها)متى تشائين؟".
" أحتاج لدليل ... أليس كذلك؟لكن ربما تكون أنت مشغولا.".
قال راي:
" سورين يصحبك ويستطيع أن يشرح لك بعض الأمور عن حياة المزرعة ونشاطاتها العديدة".

وافقت لين على مرافقة سورين لها وأبتسمت له أبتسامة صغيرة وشكرته.
لم ترق له أبتسامتها المتكلفة ولا شكرها المقتضب , هز رأسه ضجرا قبل أن يتوجها معا الى الخارج.
" هل تريدين رؤية مكان حلب البقر؟ أنه قسم جديد في المزرعة ومبني على الطراز الحديث".
" يبدو أنه مكان مثير".
لم يبتسم لها بل بقي ينظر اليها محدقا فترة طويلة ثم قال:
" هيا بنا".
منتديات ليلاس
وجدت لين المكان نظيفا ومرتبا , مع أن خبرتها في معرفة هذه الأماكن قليلة , كانت رائحة المطهر تفوح من أرجاء المكان مختلطة بروائح البقر والعلف , هناك جزء من الأسمنت على شكل أنحدارات ليسهل عملية التنظيف
دائرة صغيرة في الوسط معدة للعملية يستطيع أن يدخلها أكثر من شخص واحد ويمكن أن يتم حلب بقرات عدة في الوقت نفسه , وهناك غرفة شخص جانبية صغيرة من الأسمنت أيضا تحتوي الأوعية المعدنية النظيفة لتعبئتها بالحليب وأدوات التنظيف ومكتب صغير لضبط حسابات المزرعة
يوضع الحليب في أوعية مطهرة يسهل تبريدها وتخزينها قبل أن تشحن الى المصانع الكبيرة, لقد رصت الأوعية فوق رفوف متناسقة وبشكل منظم, قفز سورين الى الداخل ومد يده ليساعدها , أمسك بها من خصرها ورفعها لقربه قبل أن تعي ما يفعل , تركها تقف بعدما أستعادت توازنها ومشت نحو الباب المعد لدخول الماشية الى الحظيرة وتفرجت على مكان طعامها وشرابها


اماريج 02-05-10 05:04 AM

مشت لين الى مكان حصين ورأت ثورا ثمينا أمال رأسه نحوها ونظر اليها نظرة شرسة متحدية:
" أنه سيزار , لا تجازفي بالأقتراب منه مع أنه ليس قاسيا كما يبدو لك ".

" لا , لن أقترب ... أعتقد أن البقرات يجدنه جذابا".
ضحك سورين فجأة كأن كلامها فاجأه وقال:
" في هذه الأيام لا تحتاج البقرات لخدماته , أننا نستعمل التلقيح بواسطة الأنبوب لأن ذلك أكثر كفاءة , نحن لا نترك الطبيعة تتصرف.... نوفر عليه غنج الأناث من البقرات وتبرمهن".

" مسكين سيزار".
ضحك سورين هذه المرة ضحكة حقيقية ونظر اليها مسرورا , بدا وجهه على غير ما أعتادت أن تراه , بدا أكثر رقة وأنسانية وشعرت بقلبها يقفز من مكانه ويختنق بضربات سريعة.
" بل مسكينة البقرات!".

شعرت لين بالدماء الساخنة تسرع الى وجهها , فتمطت الى الأمام لتخفي خجلها وقالت وهي رافعة الرأس:
"" أعتقد أن التبرم ليس مقصورا على الأناث فقط".
" أنا لم أقل ذلك".

" ولكنك قصدته".
" أنه تعبير
" أنه تعبير شائع ولا داعي للعصبية".
هل بدت لين عصبية وهي تتكلم مع سورين ؟ أنها تشعر بكراهيته , أنه حتما لايحبها , كراهيته لها , تولدت مع أول لقاء بينهما , نظرت اليه علها ترى في تعابير وجهه ما يساعدها على فهم شعوره ولكنه كان مبهما لا ينم على أي شعور , لقد أعتادت نظراته الفاحصة لها ...كأنه ينتظرها أن تخطىء ليوبخها.

" لماذا تنظر اليّ هذه النظرة الغريبة؟".
" أنت شابة جميلة وتسرني رؤيتك , أنا لست الرجل الأول في حياتك يقول ذلك...".

صحيح أنها سمعت كلمات الأطراء والغزل حولها دائما... ولكنه صدمها بصراحته , أرتبكت قليلا وبسرعة أستردت توازنها وهي تفكر في نفسها قائلة( جميع أفراد عائلة وينغارد قبلوا وجودها بينهم وأعتبروها فردا من أفراد العائلة الا سورين رفضها رفضا باتا , حقا أنه ليس شقيقها الأكبر كما كانت تعتقد.

فتح سورين بابا خشبيا ودخل معها الى الحظيرة حيث كانت الأبقار تأكل بعض العشب , مشت لين بالقرب منه ليقفل الباب خلفه .
" هل هذه الأبقار من مدينة جرسي؟".
منتديات ليلاس
" لا, أنها من فرنسا, بعضها خليط بين النوعين , كانت الأبقار في السابق مهمة بالنسبة الى أنتاج الزبدة , أما اليوم فأن خواص الحليب هي من الأهمية نفسها للتعليب أذ يحول الحليب الى بودرة ويوضب ويشحن عبر البحار, الأنتاج العام للمزرعة هو المهم".


اماريج 02-05-10 05:09 AM

أخبرها عن تربية الماشية بأسهاب وشرح لها الطريقة المتبعة في مزرعتهم , أنهم يهتمون الآن بأنتاج الحليب واللحوم على حد سواء , تربى الماشية من أجل حليبها ومن أجل لحومها أيضا.

وصلا الى السور في نهاية الحظيرة , قفز سورين عنه , ورفضت لين أن يساعدها وقفزت بدورها فوق الشريط الشائك بمهارة , رأت على التلة بعض البقرات ترعى فوق العشب على المنحدر.

" أعتقدت أن المزرعة مخصصة لأنتاج الحليب فقط".

" لدينا قطيع من الماشية نربيه من أجل لحومه , لدينا أيضا بعض الأغنام ... أحاول أن أقنع والدي بأن نتخلى عن تربية الماشية من أجل الحليب ونهتم أكثر بتربيتها من أجل لحومها( أشار الى ثور كبير جدا)هل تعرفين نوعه؟".
(ام تتأثر لين بلهفته وفخره وهزت رأسها نفيا)أنه من الشرق , نوعه بر ولا يوجد له مثيل في هذه المنطقة , يأمل والدي بأن يتحسن النسل لدينا بوجوده".

" يبدو أنه أجمل من سيزار وأقل قساوة ووحشية منه".

" أسمه سيد هارتا وهو لطيف وأنيس ولكن عليك الأبتعاد عن طريقه , جميع الثيران لا يؤمن جانبها".
صعدالتلة يتحدثان , وجد سورين نفسه يبطىء في مشيته ليترك لها المجال كي تلحق به , في أعلى التلة مجموعة من الأشجار يرعى قطيع من الغنم تحت ظلالها , وصلا القمة وأنتقيا شجرة وارفة وجلسا تحتها.
منتديات ليلاس
أمسك سورين بيدها وقلبها بين يديه , حاولت لين سحبها لكنه شد بقوة على كفها , نظرت اليه بكبرياء وهو يتفحص بأصبعه الجروح في باطن كفها على كفها
نظرت اليه بكبرياء وهو يتفحص بأصبعه الجروح في باطن كفها ويراقب الورم في أصابعها , سحبت يدها فتركها تستردها ناظرا الى وجهها بحدة وتساؤل , ثم نقل بصره الى سفح التلة أمامه.

المنظر خلاب والأرض الخصبة خضراء وقد تبعثر فوقها قطيع من البقر والغنم يرعى بأمان , هناك منزل في أسفل التلة تحيط به الأشجار بالقرب من السور الأبيض الذي يحيط بالمزرعة , يمر النهر الصغير في الوادي وتخفي التلال المنخفضة بقعة من الماء الأزرق يقبع البحر بعيدا خلفها.


بنيتي بنيه 02-05-10 06:12 AM

جزاك الله الف خير اخت اماريج بليز كملى الباقى بسرعه وتسلمين على المجهود الجميل

الجبل الاخضر 02-05-10 02:17 PM

تسلميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن وننتظر التكمه:mo2::dancingmonkeyff8::7_5_129:

rosi 03-05-10 01:57 AM

باين عليها حلوة كتيرشكرا لك وبارك الله فيك وموفقة وجزاك الله خيرا
:liilase:

شمس المملكة 03-05-10 02:35 PM

رووووعة


يعطيك العاافية

lona-k 04-05-10 12:16 AM

يسلمو ايديكي
وشكرا على اختيارك الحلو
بانتظارك

Gouriye 04-05-10 12:31 AM

:flowers2:اشكرك على الرواية
يبدو من الملخص انها رواية جميلة
وننتظر التكملة

اماريج 05-05-10 06:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنيتي بنيه (المشاركة 2286466)
جزاك الله الف خير اخت اماريج بليز كملى الباقى بسرعه وتسلمين على المجهود الجميل

بنيتي الله يسلمك
واسعدني مرورك كتير نورتي حبيبتي
تحيااااااااتي لك

اماريج 05-05-10 06:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2287296)
تسلميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن وننتظر التكمه:mo2::dancingmonkeyff8::7_5_129:

خضرة الله يسلمك
وانا عن جد اسفة على التاخير
وتحيااااااااااتي لك ياحلوة

اماريج 05-05-10 06:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس المملكة (المشاركة 2289329)
رووووعة


يعطيك العاافية

شمس
الاروع مرورك حبيبتي
تحياااااااتي لك

اماريج 05-05-10 06:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lona-k (المشاركة 2290395)
يسلمو ايديكي
وشكرا على اختيارك الحلو
بانتظارك

لونا الله يسلمك
وكلامك اسعدني جدا ياعسولة
تحيااااااااتي لك

اماريج 05-05-10 06:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Gouriye (المشاركة 2290424)
:flowers2:اشكرك على الرواية
يبدو من الملخص انها رواية جميلة
وننتظر التكملة

ان شاءالله راح تعجبك كتير
وشكرا لمرورك ياحلوة
وتحيااااااتي العطرة لك ياعسل

اماريج 05-05-10 06:17 PM

" أننا في مكان مرتفع فوق سطح البحر كما يبدو".
" هل يعجبك المكان؟".
" كثيرا , أنه جميل وخلاب , هل عشت هنا دائما يا سورين؟".

" ولدت هنا , ولكنني عشت في أماكن أخرى ... وكنت أعود كلما خطر لي".
" أنت محظوظ".
" أليس لديك منزل تعودين اليه؟".

" قالت ساهمة:
" طبعا".
" هل لديك أهل؟ أشقاء وشقيقات؟".
" لم تعرف كيف تجيب ... وكان عليها أن تقول أي شيء حتى لا يرتاب بأمرها.

" توفيت والدتي وأنا في التاسعة من عمري , عشت بعد ذلك عند عمتي مع أبنتيها , وعندما أصبحت في الثالثة عشرة أرسلت الى مدرسة داخلية ممتازة".
ورمقها بنظرة قاسية وسألها بحدة:
" ماذا كان يفعل والدك؟".
منتديات ليلاس
(قالت في نفسهاكان يجني ثروة طائلة ويضاعفها , لكنه لم يفهمني أبدا,لم يقو على تربيتي دون مساعدة شقيقته ... لكنه أنهمك في عمله بشكل جنوني ... ربما ليعوض عن حزنه على وفاة زوجته..)
" كان يزورني مرة بالشهر".

" ويحمل لي معه الهدايا الكثيرة ... أمتنعت عن ذكر الهدايا خوفا من أن يتوصل سورين لمعرفة حقيقة ثراء والدها ... ويتساءل عن السبب الذي من أجله قبلت العمل كمساعدة في أعمال المنزل في هذه المزرعة البعيدة .
وحاولت تغيير الموضوع بأتجاه آخر بعيدا عن تاريخ حياتها , فنظرت الى بيت صغير تغطيه الأشجار في الطرف الآخر من المزرعة وبعيدا عن منزل العائلة".

" ما هذا البيت؟".
" أنه منزلي حيث أعيش في الوقت الحاضر , سنزوره عندما نهبط التلة".

وحدثها عن حياته , أخبرها أنه عاش في مناطق مختلفة , تمنت لو تسأله عن حياته بالتفصيل لكنها خافت أن يعطيه ذلك عذرا ليسأل بالتالي عن حياتها.

" منذ متى وأنت تعمل عند والدك؟".

صمت قليلا يفكر , تمدد على العشب ووضع يده تحت رأسه وقال:
" أنا أعيش هنا دائما ولكنني أغيب هنا وهناك من وقت لآخر".

لم تفهم ما قصد من كلامه , ولكن لهجته كانت لا تشجع على الأستفسار , ربما هو مثلها يفضل أن يخفي حياته السابقة عنها.
" هل تحب العمل في المزرعة؟".
أحست بأنه يتردد في الأجابة:
"لا بأس, العمل بالقرب من الأرض عمل ملذ , الأشياء تكبر وتنمو ... والعمل مع الحيوانات سهل , أحب فاكهة الأرض وثمارها".

أحست كأنه يتلو قصيدة حفظها , ربما يسمع درسا تقليديا عن منافع العمل في الأرض , رمقته لين بأرتياب , أغمض عينيه ولم تعد تعرف أن كان جادا فيما يقول أم أنه يتهرب من الأجابة الصحيحة.
" وهل هذا هو شعورك الحقيقي؟".
" لم لا؟ ألست بنظرك من النوع الذي يحب العمل في الأرض, أنا ملح الأرض".
"لا".
منتديات ليلاس
قطب قليلا ثم أغمض عينيه من جديد , تجاهل الأجابة كليا , تمنت لو تضربه بأي شيء حولها , لقد خيّب حديثه أملها , فعقدت ذراعيها بعصبية ...
" هل أرتحت بما فيه الكفاية لنبدأ رحلة العودة؟".



اماريج 05-05-10 06:19 PM

لم يجب فتابعت:
" أرغب في المشي بين الأشجار , هل هناك أمان؟".
" بالتأكيد".

لم يفتح عينيه , نهضت ومشت وحدها ... الأرض مفروشة بالأوراق اليابسة ,الشمس لا تدخلها لكثافة الأشجار وتشابك أغصانها , سمعت عصفورا يغني ويخترق الصمت المحيط بها , لم تستطع أن ترى العصفور المغني ,ولكنها أحست برفيف أجنحته قربها قبل أن يختفي في الشجرة الكبيرة.
وجدت لين ياسمينة برية فمدت يدها الى الغصن وقطفت زهرة متفتحة جميلة , غرزتها في شعرها الأسود بالقرب من أذنها اليمنى وعادت من حيث أتت.

كان سورين يقف قرب شجرة كبيرة يراقب قدومها نحوه , لم يعلق على وجود الزهرة البيضاء في ثنايا شعرها مع أنه لاحظ وجودها على الفور .
" عرفت طريقي وحدي , لم أضل".
" لو خفت عليك من الضلال لما تركتك تذهبين وحدك , هيا بنا لنعود".
" نعم ".
لماذا يتكلم بهذه العصبية ؟

" آسفة أن تركتك تنتظر عودتي ".
" لا سبب للعجلة , لدينا الوقت الوفير".

كان يسرع في سيره حتى أنها وصلت الى أسفل الوادي وهي تلهث تعبا , لاحظ سورين تعبها وتمهل قليلا في مشيته , لم يتكلم كثيرا بل كان يجيب عن أسئلتها , حين وصلا الى بيته فوجئت به يقول بعدما فتح الباب بمفتاحه.
" تفضلي , لقد وصلنا".

وقف ينتظر دخولها أمامه وقبولها دعوته ,كان من الواضح أنه أعتقد أنها ستقبل دعوته دون حرج , نظرت اليه مترددة ولكنه شجعها قائلا:
" تفضلي الى صالون المنزل يا لين".
دخلت أمامه الى غرفة الجلوس ,نظرت حولها لتجد بابا مفتوحا وقد ظهرت غرفة النوم مرتبة ونظيفة يغطي سريرها حرام قطني مضلع , هناك مطبخ صغير في الطرف الآخر.
" أجلسي".
دعاها لتجلس على الأريكة المخملية , هناك كرسيان كبيران مريحان وبعض الطاولات الصغيرة بالقرب من كل واحد منهما جلست على كرسي كبير بأسترخاء , وبعد أن أغلق الباب سألها:
" هل تفضلين الشاي , القهوة , أم عصير البرتقال".
" عصير البرتقال ,شكرا".

دخل سورين الى المطبخ ليجلب ما طلبت وبقيت وحدها في غرفة الجلوس تتفحص المكان من حولها , لا يوجد صور على الجدران , هناك سجادة شبه مهترئة وفوقها طاولة مستديرة وقد وضع فوقها تمثال لنمر متوثب من الخشب الأسود برزت أنيابه بوضوح .
حضر سورين يحمل كأسين من العصير وكانت لين تحمل تمثال النمر بين يديها تتفحصه وتقلبه , وسألته:
" من أين جلبت هذا التمثال ؟".
" من سرواك".

" ماذا كنت تفعل هناك؟".
جلس على الأريكة مقابل الكرسي الذي جلست عليه ونظر اليها ببرودة وقال:
" عمل".
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بلهجة أستهزاء:
" لماذا أنت متكتم؟".
" وأنت أيضا متكتمة ولا ترغبين في الحديث عن نفسك ... أليس كذلك؟".

" أذن أنا لست الوحيدة المتكتمة هنا؟".
" وأنا أيضا".
ألقى سورين نظرة عليها وهي تداعب النمر , كانت تفكر في نفسها (كم يشبه سورين هذا النمر المتوثب , سينقض عليّ في أية لحظة ويمطرني بالأسئلة , ربما عرض مرافقتها حول المزرعة من أجل الأستفسار عن ماضيها وليتمكن من التعرف عليها أكثر , ولكن لماذا تشك بأمره؟ لماذا هي شديدة الحساسية من الأمور التي تتعلق بتصرفاته معها).
منتديات ليلاس


اماريج 05-05-10 06:21 PM

" لا أعرف ماذا تقصد بهذا القول فأنا أجبت عن أسئلتك".
وضع كأس العصير فوق الطاولة وبقي منحنيا بأتجاهها وسألها متحديا :
" هل يمكنك الأجابة عن بعض الأسئلة الأخرى؟".
" هذا يتوقف على طبيعة الأسئلة ؟ وأنت؟".

أمعن النظر اليها لدقيقة دون أن يعلق ثم قال:
"تفضلي ".
لم تعرف لين من أين تبدأ في أسئلتها , عليها أن تسأله عن أحواله قبل كل شيء ومن هناك تتوصل الى الحديث عن تريزا...
"ماذا كنت تفعل في سراوك؟".
" كنت أساعد في تأسيس مزرعة لأنتاج الحليب ومشتقاته في القرية ,بقيت سنة , كان ذلك منذ أربع سنوات تقريبا".
" وهل أنت خبير في هذه الأمور؟".
" تماما ,أنا أتعاون مع دائرة العلوم والصناعة وفي مركز الأبحاث بالتحديد , حكومة نيوزيلندا ترسل خبراء الى مختلف أنحاء البلاد من أجل تحسين التجارة والصناعة وبناء على توصيات الخبراء تمنح القرى المحتاجة ما يلزمها من مساعدات تقنية وصناعية من شأنها تحسين أوضاع القرى المختلفة ,وبما أنني عازب وأتمتع بالخبرة والمؤهلات والعلم فأنني أحظى بهذه الأمتيازات في أغلب الأحيان".

" أخبرتني أنك عشت في أماكن مختلفة ... أين عشت أيضا؟".
" في نيوغينيا وتايلاند وفي أنحاء أخرى من آسيا".
" يدو أنك تستمتع بعملك".
" نعم".
"وهل أنت في أجازة الآن؟".
" لا, لقد عدت من مهمة مماثلة في الفليبين , كان عليّ أن أكتب تقريرا مفصلا عما أنجزته هناك وأقدم الأقتراحات حول مسألة التنمية المستقبلية , أحضرت جميع أوراقي الى هنا , وشاء القدر أن يحصل لوالدي هذا الحادث المؤسف , الذي أقعده عن متابعة عمله في المزرعة مما أضطرني لمساعدته , وأذا أنتهيت من التقرير قبل أن يشفى والدي تماما , فأنني مزمع على طلب أجازة , في أي حال أحتاج حاليا لأجازة أرتاح فيها بعض الوقت".
" أخبرني عن بلاد الفيليبين؟".
أخبرها سورين الكثير عن تلك البلاد , كان حديثه مشوقا وممتعا , وأخبرها عن أماكن أخرى زارها وعاش فيها , كانت تستمع الى حديثه بلهفة مستمتعة بأخباره وضحكت من طرفاته وأرتاحت لصحبته , وبعدما أنتهى من سرد قصصه وترحاله ومغامراته ألقت نظرة سريعة الى ساعتها وصرخت متعجبة:
" يا ألهي ,كيف يمر الوقت بسرعة , أشكرك يا سورين على جولتك معي في أرجاء المزرعة".

وقفت تريد التوجه الى الباب ولكنه منعها من الخروج قائلا بحماسة :
" ولم العجلة؟".
" لقد أخذت الكثير من وقتك".
منتديات ليلاس
" ولماذا أنت خائفة؟".
أرتجفت لين لكنها حاولت أن تتمالك أعصابها وتقول بجدية :
" أنا لست خائفة ... ولماذا أخاف؟".
" هذا ما أريد معرفته منك ".
" حديثك ينم عن شيء معين تهدف اليه".
" تماما , لماذا لا تجلسين بعض الوقت ونبدأ الكلام من جديد".


اماريج 05-05-10 06:23 PM

ترددت قليلا ثم أبتسمت وقالت:
" ربما في وقت آخر".

رغبت أن تمشي بطريقة عفوية نحو الباب من جديد لكنه أمسك ذراعها وأجلسها على الأريكة وجلس قربها واضعا يده خلف مقعد الأريكة وأستدار حتى أصبح وجهه مقابل وجهها , أحست أنه قريب جدا منها فلو قامت بأقل حركة سيمسكها بالقوة في ذراعيه القويتين ويمنعها من الحركة تماما.

قالت غاضبة:
" أنت حاد الطباع وخشن المعشر أليس كذلك؟".
رفع حاجبيه متسائلا وقال بتحد:
" خشن المعشر؟ ولكنني لم ألحق بك أي أذى؟".

" أنت تكرهني , لقد كرهتني من أول نظرة........".
" ما الذي أوحى اليك بهذه الأفكار؟".
" هذا هو شعوري منذ ألتقيتك أول مرة , لقد رميتني بنظرة كراهية".
رمق وجهها بنظرة باردة ثم هز كتفيه لا مباليا ومر بيده على شعره وأعاد يده من جديد الى وراء المقعد وقال:
"أعترف أنك أثرت بعض المشاعر في داخلي حين رأيتك لأول مرة , لقد ذكرتني بمشاعر عرفتها في الماضي , ولكن كيف أحسست أنت بمشاعري تلك... هي لم تكن تقصدك أنت... صدقيني".
" كيف؟ ... ماذا فعلت....؟".

بقي صامتا قليلا ثم عبس وقال:
" أنسي الأمر ... لقد قلت في لقائنا الأول شيئا أزعجني كثيرا".
قالت له أن تريزا أصغر سنا من أن تكون والدته .. تذكرت كم أمتعض من تعليقها في حينه , ربما كان عمره لا يزيد عن عشر سنوات حين تزوج والده تريزا , هل تذكر والدته ؟ لا يمكنها أن تسأله... وهي تعرف حق المعرفة أنه يحب خالته زوجة أبيه حبا صادقا , ربما حبه الصادق لها هو الذي يزعجه حين يذكره أحدعم بأنها ليست والدته.

" أنا آسفة".
" لا تهتمي!".
"بل يجب أن أهتم أن كان قولي قد أزعجك ولا زلت ترفضه , أنا أحس رفضك لي كلما أقتربت مني".

نظر اليها سورين نظرة ودية وقال:
" بماذا تشعرين؟".
" لا أعرف بالضبط ... بعض التشنج... ربما الغضب والتوتر ... شيء من هذا القبيل".
" ربما أختلطت مشاعرك (كان مسرورا وهو يفكر) ألم يخطر ببالك أن هناك سببا معقولا للشعور بالتوتر بين الرجل والمرأة......".

أرتجفت لين وأرتبكت من صراحته وشاهدت دهشته لردة فعلها:
" ولكن... لا يوجد بيننا أي شيء من هذا القبيل؟".
" أليس كذلك؟".
لم تستطع أن تبعد نظرها عن عينيه , أحست بحشرجة غريبة في أنفاسها , تكاد أن تختنق ... ضربات قلبها مسرعة تحت وطأة نظراته الجريئة وقد أنقضّ يمنعها من المزيد من الكلام ... تعثرت في حركتها وتمتمت بحدة قاسية:
"قف!".
منتديات ليلاس
أنفرجت أساريره عن أبتسامة ساخرة وقال:
" لكنني لم أفعل أي شيء بعد".
" أنت تعرف تماما ماذا أقصد , أنت تحاول أثارتي متعمدا.....".


اماريج 05-05-10 06:26 PM

كان فعلا يرغب في أثارتها لتحس بوجوده كرجل قربها .... فهمت خطواته وتحركاته وما يرمي من ورائها ولكنها لم تستطع أن تفصح له عن ذلك بالكلمات قالت:
" ولكنك لا تحبني!".
هز كتفيه لا مباليا وأجابها بصراحة:
" لا يهم".
منتديات ليلاس
هزت لين رأسها مستغربة قوله ونظرت اليه عاتبة غاضبة:
"لين أخبريني سبب حضورك الى هنا , ما الذي يجذبك ... وأنت شابة جميلة فاتنة... لتقبلي العمل كمساعدة في أعمال المنزل في مزرعة نائية عن المدينة".
بقيت لين تفكر دقائق قبل أن تجيبه , أرتاحت قليلا لأن الحوار أبتعد قليلا عن أكثر الأمور أزعاجا لها ... الحوار الذي زاد تشنجهاوتوترها دون أن تدري سببا واضحا له.
" أحتاج للعمل , ليس من السهل الحصول على فرص للعمل في هذه الأيام الصعبة, وأنا أحب حياة المزرعة".
" ولكنك لم تعتادي هذا النمط من الحياة من قبل".
" وكيف عرفت؟".
" أنت تجهلين كل شيء عن الزراعة ؟ وهذا واضح , وكذلك لم تتعودي أعمال المنزل , هل أعتدت العمل من قبل وتحتاجينه لتعيشي؟".
" أذا كان هذا الأمر يهمك يمكنك طلب رسالتي الى والدك وبها تفاصيل عن خبرتي السابقة طبعا أنا أعمل لأعيش , ما رأيك الآن؟".

" أعتقد أنك أخفيت الكثير من الحقائق في رسالتك , لقد قرأتها, أنت لست كما حاولت أيهامنا في رسالتك".
" بماذا تتهمني ؟ كل ما جاء في رسالتي حقيقة".
" ولكنها ليست الحقيقة الكاملة( أمسك يدها بين يديه) حين وصلت الى هنا لاحظت نعومة يديك وجمال أظافرك وترتيبها... أنها أيد ناعمة لم تعتد قطف الفاكهة ولا العمل في المطاعم ,حيث ذكرت أنك عملت سابقا".
" لقد قمت بأعمال أخرى لكنني وجدت أنها لا تهم لهذه الوظيفة , أذ عملت في مكتب لفترة من الوقت".

" ولماذا تركت العمل في المكتب؟".
" أحتاج الى تغيير في حياتي".
حاولت أن تجذب يدها من بين يديه ولكنه أبقاها عنوة.
" أذن, أنت لا تحتاجين العمل؟".
" بل أحتاجه... بعدما تركت المكتب".

" ولكنك قلت أنك قدمت أستقالتك قبل الحصول على عمل جديد".
" نعم".
" مع أن العمل يصعب أيجاده... في هذه الأيام!".
" ما هذا؟ هل تستجوبني؟".
" وماذا تخفين؟".
"لا شيء ... خسرت عملي , سنحت لي فرصة أخرى هنا وشعرت أن العمل مسلي هنا والأجر مناسب".
" طبعا...".
"لماذا تقول ذلك؟".

" أنت لم تسألي عن الأجر أبدا".
" الأعلان كان واضحا وذكر أن الأجر جيد".
" ولكنك لست بهذه البساطة ... جميع الأعلانات تقول ذلك والتعبير مبهم... وكل الذين تقدموا بطلباتهم كان سؤالهم الأول يتناول الأجر".
" كم شخصا تقدم لهذه الوظيفة؟".
أبتسم سورين وهو يجيب:
" فقط أثنتان يائستان ... من الأمهات الوحيدات في هذا العالم , وأحدى المتقدمات كانت على وشك أن تصبح أما...".
" وهل لديك أي شيء ضد الأمهات الوحيدات؟".
منتديات ليلاس
رفع حاجبيه قليلا متحديا:
" ليس بالتحديد , ولكن الفكرة في أستخدام شخص يستطيع مد يد المساعدة لوالدتي ليريحها من بعض أعمال المنزل ... لا أن نحضر لها فتاة لتتحمل هي المزيد من المسؤولية ... طفلة أخرى تزيد من أعبائها , هذا هو السبب الذي لم أهلل لرؤيتك من أجله".


اماريج 05-05-10 06:30 PM

" ولكنني لا أفهم قصدك , أنت لا تعرف عني أي شيء".
" كنت أنتظر شابة صحيحة ممتلئة وخبيرة وتستطيع تحمل العمل الشاق...".
" وأنت تحصل على ذلك؟".

" هراء , كنت متعبة من الرحلة وعلى وشك أن يغمى عليك يوم وصلت , كانت تريزا تحنو عليك عناية الدجاجة بفراخها الصغار , والآن وبعدما أمضيت أسبوعا بالعمل خسرت من وزنك وبدا التعب جليا على محياك والدوائر السوداء تحيط بعينيك من نتيجة التعب والأجهاد".
" هذا كرم منك أن تهتم بصحتي( قالت ساخرة) ولكنك تتخيل بعض الأمور التي لا وجود لها ... وأعتقد أن السيدة وينغارد راضية عن عملي و....".
منتديات ليلاس
" راضية... أنها تسايرك خوفا عليك من التعب , وأنا أخاف أن تابعت جهودك كما تفعلين فأن قواك ستخور وستضطر تريزا لخدمتك بالأضافة الى خدمة والدي".
" أن صحتي ممتازة , وأنا آسفة أن كنت تمني النفس بفتاة كبيرة قوية لترضي ذوقك في النساء أكثر مني.....".

" ظننت أنني أوضحت لك بأنك تروقين لي كثيرا ... لسوء الحظ".
"صحيح "
نهضت لين مسرعة وقد عاد أرتعاشها وأرتباكها بعدما طرق الموضوع من جديد.
" ربما... ولكنك لا تعني لي أي شيء".

حاولت أن تمشي بأتجاه الباب ولكنه قال مسرورا:
" لندع هذا الأمر للتجربة".

جذبها اليه ووضع يدا حول كتفيها وأمسك رأسها باليد الأخرى , لم تجد وقتا لمقاومته , حاولت أن تدفعه عنها ولكنه شدد قبضته أكثر حولها , كان الشعور دافئا ومندفعا حتى أنها حبست أنفاسها وشعرت بالدنيا تدور فيها وكادت تسقط.
وأخيرا رفع رأسه ونظر الى وجهها بعينيه الساحرتين الضاحكتين , قالت بصوت ختنق:
" دعني أذهب أرجوك".

كانت مترددة أكثر مما هي غاضبة , أبتسم سورين كأنه يعرف سبب أرتباكها , غضبت من نفسها أكثر من غضبها منه , العناق ليس رديئا لكنها حاولت أن تحارب رغبة ملحة في داخلها ... رغبة في الأبتعاد أكثر علّه يعيد الكرة وبالفعل هكذا فعل سورين وكأنه يقرأ أفكارها ,خافت كثيرا لأنه أثارها بشكل لا يحتمل وهذه المرة كان لطيفا حانيا ناعما ... وأذا بها تتجاوب تلقائيا وتذوب مثل كتلة من الأحاسيس الغريبة المرتبكة.
وتمتم في أذنها بصوت خافت:
" أخبريني يا لين ... لماذا جئت الى هنا؟ هل تهربين من شيء معين؟".

دفعته عنها بقسوة , تركها تبتعد قليلا عنه ولكنه تابع تحديقه في وجهها , بدأت تستعيد جأشها وتوازنها , قالت متحدية :
"ماذا تقصد؟ أنا لا أهرب من أي شيء.....".
نظر اليها سورين من أخمص قدميها الى قمة رأسها , أمسكها بذراعها وأرتجفت تحت تأثير لمساته , صوتها ينبىء بألم مكبوت ... لقد نجح في أثارة أحاسيسها وبرهن لها عن أهتمامها به بوضوح:
" لماذا تقول ذلك؟".
" لأن هناك بعض الأمور المحيرة , أنت شابة غنية يا لين ولا تحتاجين لهذا العمل".
" ماذا تقصد؟".

" أنا لست غبيا ولا أعمى , أنا كثير الشكوك ولا أثق بك ثقة عمياء كما يفعل والدي , لقد وصلت الى المزرعة وأنت ترتدين أفخر الثياب وتركبين سيارة جديدة وتحملين معك متاعا في حقائب جلدية غالية , العمل الذي تقومين به هنا هو جديد عليك ولم تعتادي القيام به".
" هذا لا يبرهن أي شيء!".

" طبعا , ولكنني أتساءل ... أما أن تكوني هاربة من أمر ما أو أنك تفتشين عن شيء معين وتلهثين خلفه ... وأنا لا أعتقد أن ما يوجد في هذه المنطقة يغري فتاة مثلك ,ولذا فأنت لا بد تهربين من شيء معين".
أكتشفت لين أنها لن تتمكن من أخفاء الحقائق عن سورين وعينيه الكاشفتين , ومع أنه أخطأ السبب الذي أتى بها الى المزرعة , قالت بلهجة نافية ساخرة:
" أنت حتما واسع الخيال , ولكنني متأكدة بأن تفسيرا معقولا سيقنعك في الوقت المناسب بخطأ تقديراتك".
" هل أنت متأكدة؟".

" نعم , أنا متأكدة بأن النتيجة سنذهلك ... هل أستطيع الآن أن أعود".
قال ساخرا:
" من يمنعك؟... سأوصلك الى المنزل".
" لا , شكرا, أستطيع العودة لوحدي ".

فتح لها الباب وقال بلهجة متشوقة:
" هل هناك رجل آخر في حياتك؟".
أستدارت لتنظر اليه بحذرثم قالت بمكر ودلال:
" هل تغار؟".

قطب سورين هنيهة وقال بحدة:
" لا... ولكن أياك أن تقولي أنك لم تتمتعي برفقتي!".
حاولت أن ترد عليه بلا مبالاة:
"أنا فتاة طبيعية ... وخبرتك في هذا المجال لا يستهان بها !".
" أشكرك , أفهم من كلامك أنك أنت أيضا خبيرة في هذه الأمور؟".
"ألست مثل معظم فتيات اليوم؟".
" صحيح".
منتديات ليلاس
أبتسم بسخرية وهو يفتح لها الباب لتخرج :
" أشكرك لأصطحابي في الجولة حول المزرعة".
كان لطيفا في رده وأنتظرها لتبتعد وهي تمشي بسرعة ظاهرة ثم أغلق الباب خلفها بهدوء غارقا في أفكاره.


...........نهاية الفصل الثاني..........


♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 05-05-10 08:01 PM

بليز كمليها

اماريج 06-05-10 01:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ (المشاركة 2293043)
بليز كمليها

ملاك شكرا لمتابعتك للرواية
وان شاءالله عن قريب جدا بخلصها ولايهمك
حبيبتي انتي منورة الرواية
تحياااااااتي لك

اماريج 06-05-10 01:13 AM

3-تملك لين نزاع حاد بين ماضي نسيانه وحاضر تخاف منه ومع انها قررت قضاء عطلتها الاسبوعية وحيدة بعيدا عن المزرعة الا ان طيف سورين ظل يداعب مخيلتها ووجدت نفسها بعد ايام ترافقه الى حفلة راقصة...ليلتها عرفت انه قدرها.

يوم الأحد أخبرت لين ليزا بأنها ستغيب طول النهار , حملت معها غداءها وركبت سيارتها وقادتها الى منطقة منعزلة عند مصب نهر يوريو مياه النهر الصافية وباردة تجري فوق الحصى النظيف , خلعت لين حذاءها تبلل رجليها في مياه النهر وأحست بأنتعاش كبير , جلست فوق صخرة مرتفعة وأجالت نظرها في الجبال المجاورة وقد كستها الخضرة الجميلة ,
راقبت سمكة كبيرة تغوص في مياه النهر وتخرج منتصرة متباهية أذ أصطادت سمكة صغيرة فضية وحملتها في منقارها الكبير , دهشت بجمال الطبيعة حولها وشردت في أفكارها , وخطر لها أن تكتب رسالتها الأسبوعية لوالدها

حاولت وهي تغمس قلمها في الورق الأبتعاد عن وصف آل وينغارد وأكتفت بالشرح عن منزلهم وعن المزرعة , وسردت له بالتفصيل ما عرفته من سورين عن تربية الماشية والعمل في المزارع , سيسر والدها بأخبارها حتما , لقد عارض ذهابها للعمل في بيكا في مزرعة السيد وينغارد لأنها تحمل شهادة جامعية تؤهلها العمل في مكان أفضل , لكنها أصرت على الذهاب وأكدت له أن العمل تغيير مفيد لها ولن يطول بها المقام بل سيكون بمثابة نزهة في الريف.
قال يومها ساخرا:
" لا أعتقد أن بأستطاعتنا أبقاء مركز عملك في الشركة حتى عودتك؟".
http://www.liilas.com
فأجابته بعصبية ظاهرة:
" سأتحمل مغبة أختياري وأجازف".

كانت لين تعرف أن شهادتها الجامعية لا تفيدها في العمل الذي أوجده لها والدها في الشركة أذ جعلها مساعدة لمدير المبيعات, ومع أن العمل في المكتب مريح للغاية لكنها كانت تفضل أن تفتش عما يناسب مؤهلاتها الجامعية بعدما تخرجت ,كان والدها يحبها ويتحمل مسؤوليته نحوها دون مواربة ولكنها توقفت عن طلب حبه وتفهمه منذ زمن بعيد ولا ترغب في جرح شعوره أو أغضابه , ولذلك تم رفض هداياه العديدة أو ما يقدمه لها من خدمات , لقد وهبها كل شيء ما عدا حبه الصميم الذي تشتاقه ... لقد أحبتها والدتها دون شك ,
ولكن موتها حرمها من ذلك الحنان المتدفق ,وحين أنتقلت للعيش مع عمتها فيرا كانت واثقة من أنها لن تكون بديلة لحنان وحب والدتها , لقد طلب والدها من شقيقته أن تعتني بأبنته وأن لا تبخل عليها بأي طلب , توفيت والدتها موري وهي عد في ريعان الشباب وتركت زوجها ريتشارد وحيدا مع أبنته ,
ومنذ البداية لم يرغب ريتشارد بالأولاد ولكنه أذعن لطلب موري في تبني طفلة تضفي على حياتهما السعادة والهناء, وهكذا رضي بها في عائلته مكرها ورغبة في أرضاء زوحته , كان ريتشارد يحسن معاملة الأطفال ويعتبر الطفلة المتبناة لعبة صغيرة تلهو بها زوجته حين ينشغل عنها لأمور عمله.


اماريج 06-05-10 01:16 AM

ومع أنتقالها للعيش عند عمتها خصص لها والدها راتبا محترما , محاولا تعويض ما خسرته من دفء وحنان بموت زوجته , لم تحاول عمتها فيرا أن تجني الأرباح من المعونات التي كانت تتدفق من أجل تربية لين , بل كانت تصرف عليها بسخاء وكرم , وكان زوج فيرا موظفا محترما ,
ويتقاضى راتبا متواضعا لا يقارن بثراء والدها وكرمه ولذلك كانت لين ترتدي ثيابا أفضل مما ترتديه بنات عمتها الأكبر منها سنا وتملك ألعابا أكثر وتعيش في غرفة أثاثها فخم ,
ودبت الغيرة بينهن وكان ذلك سببا كافيا للمزيد من المشاحنات المتواصلة في البيت وخارجه, فبدأت لين تعاني الأمرين ويكبر غضب دفين في نفسها , ينعكس على تصرفاتها ولم يكن أمام عمتها سوى أبعادها عن أجواء البيت الى مدرسة داخلية.

ولقد أكتسبت لين في المدرسة الكثير من الصفات التي ساعدتها في حياتها المستقبلية , تعلمت الأعتماد على النفس وأتخاذ القرارات المناسبة , والمواظبة على التحصيل الأمر الذي سمح لها متابعة دراستها الجامعية ,
وحين أنتقلت بعد ذلك من القسم الداخلي لمشاركة صديقة لها في العيش في شقة صغيرة , لم تجد في ذلك غضاضة , وخلال حياتها الجامعية لم تصادفها المشاكل المعتادة , التي تواجه عادةالفتيات الشابات في أول سنوات الدراسة الجامعية.

كانت تعرف ما تريد وعلاقاتها العاطفية كانت مقتضبة وخفيفة ,مع أنها ترحب بالوقوع في الحب أكثر من غيرها ... ولكنها لم تكن تخلط بين الحب الحقيقي , والأفتتان , كانت ترحب بالحب العابر دون خوف وتخرج منه بسهولة على عكس غيرها من الفتيات اللواتي كن يهجرن الجامعة لعدم قدرتهن على الجمع بين الدراسة الجامعية والحياة الجامعية ,
كانت تضحك ساخرة من الفتيات اللواتي يضطرن لقطع دراستهن لأنهن يصبحن أمهات وهن لا يزلن على مقاعد الدراسة , يسهرن الليل في الأعتناء بأطفالهن ويحضرن الجامعة مهمومات كئيبات وقد وضعن أطفالهن في حضانة قريبة أو عند الأقارب والأهل للأعتناء بهم .... قررت أن ذلك لن يحصل لها, مدركة بأنها فتاة باردة ولا مبالية.

وبعد تخرجها من الجامعة عارض والدها عملها في أستراليا خلال العطلة , لقد أصبحت راشدة وهي في الواحدة والعشرين من عمرها ,قدم لها والدها نصيحته وبعض الرسائل التي تعرّف عنها بالأضافة الى بعض المال وطلب منها أن تراسله أسبوعيا ليتتبع أخبارها وودعها حزينا مرغما.
منتديات ليلاس
وبعد عودتها من أستراليا فوجئت به يصر على قبولها وظيفة قدمها لها في مؤسسته الكبيرة وساءه تهربها في البداية وقال محاولا أقناعها:
" أنت الوريثة الوحيدة لأعمالي".

هل قصد في قوله أن يهيئها لتتابع خطاه في أدارة الشركة من بعده... ولكنها أكتشفت أن الوظيفة التي وضعها فيها لا تفي بالمطلوب , هي وظيفة محدودة المسؤولية ولا مجال لترقيات أو خبرات تؤهلهالأدارة الشركة فيما بعد.

أقترح عليها أن تنتقل لتعيش معه في منزله الكبير الفخم في المدينة , وافقت لين , وهي تشعر بخفقات قلبها تسرع لأنه سيشاركها في حياته الخاصة ولكن أملها خاب بعدما أنتقلت الى بيته لأنها نادرا ما كانت تراه منفردا ,
كان معظم أوقاته محاطا ببعض شركائه في العمل أو مع سكرتيرته القديرة التي لازمته سنين عديدة من حياته ,وقد أكتشفت بعد ذلك أنها تحسد الآنسة السكرتيرة على تملكها بمديرها وتمسكها به بشكل خاص ,
كانت السكرتيرة تحن عليه بشكل ملفت وكان همها أن تسترعي أنتباه مديرها وتتفانى في خدمته والتأكد على أنها الوحيدة التي تستطيع مساعدته في شؤون العمل وخلافها ... وهذا ما باعد بين لين ووالدها أكثر , صحيح أنها كانت تتناول وجبات الطعام معه , ألا أنه كان يدخل مكتبه الخاص بعد العشاء لتصريف شؤون العمل ويهملها ويتركها لوحدتها ,
أكتشفت أن الحياة معه كانت تزيد من شعورها بالوحدة , لم تستطع أن تؤدي له أية خدمة أو منفعة وهو لم ير ضرورة في أحداث تغيير في حياته الخاصة ,كان يسمح لها أن تطبخ لهما وجبات الطعام من حين لآخر وفي بعض المناسبات أو خلال عطلة الأسبوع عندما تغيب المرأة المولجة في تدبير المنزل , وبدا الحل واضحا ,
منتديات ليلاس


اماريج 06-05-10 01:17 AM

فهي تحتاج لوظيفة تملي عليها فراغ حياتها , وعادت فكرة التفتيش عن أمها الحقيقية تلح عليها وقادها التفتيش الى بيكيا والى آل وينغارد ... بدأت الفكرة كوسيلة للتسلية وحب الأستطلاع أذ رغبت أن تبرهن لنفسها عن مقدرتها في حل هذه المعضلة كتحد لذكائها وموهبتها في التنقيب وبالنهاية تملكها هوس وأعترفت لنفسها أنها لن ترتاح في حياتها أن لم تقابل والدتها الحقيقية.
كتبت رسالة
من صفحتين ووضعتها في مظروف ,كتبت عليه أسم والدها وعنوانه بأحرف كبيرة , ووضعته في حقيبتها الجلدية , وحاولت أن تطرد تلاطم الأفكار في ذهنها فأستنجدت بكتاب فتحت صفحاته وبدأت تقرأ , كانت أسطر الكتاب تتراقص أمام عينيها ,
فوجدتها مملة , فارغة من المضامين وأذا بأفكارها تنحو من جديد صوب الرجل الوحيد الذي حاولت جاهدة أن تبعده عن تفكيرها طوال اليوم .... سورين وينغارد.

أنه يزعجها ... أنها لا تستطيع أن تحتمل وجوده قربها ,جميع أفراد آل وينغارد رحبوا بوجودها معهم كفرد من أفراد العائلة منذ وصولها ألا هو , لقد صمم على التفتيش عن السبب الحقيقي الذي دفعها للحضور الى المزرعة .... لم يقتنع بالأسباب الواهية التي قدمتها .

هناك أمور تتعدى الجاذبية الحسية بينهما ... لقد أجبرها على الأعتراف بوجوده وعلى الرغم من تجاوبها مع عناقه تشعر بكراهية قوية نحوه على خلاف ما تشعر به من محبة خالصة لجميع آل وينغارد الآخرين .... وهذا ما يثير فضولها ولا تعرف له سببا واضحا , لقد قال لها أن عواطفها مرتبكة ومختلطة ولكنها مقتنعة بأن الأمر مختلط عليها كما هو مختلط عليه أيضا ,
كان لا يثق بتصرفاتها ومقتنع بأن لديها ما تخفيه , وهذا حقيقي , لقد شعرت بجاذبيته ,ولكنه أستفاد من ضعفها وعانقها في محاولة لأثارتها وأرباكها كي تفقد رباطة جأشها وتبوح بسرها الحقيقي ,
أما هو فقد بقي رابط الجأش , يتحكم بتصرفاته ولم تكن عاطفة الحب القوية المفاجئة بالنسبة اليه ألا خطوات مدروسة في لعبة ماكرة من ألعابه!

أذهلتها الفكرة وأرتجفت على الرغم من دفء النهار وشمسه , أغلقت كتابها ورمته جانبت ... ستتمشى عبر الطرقات الريفية وتكتشف سحر الطبيعة حولها لعل هذا يساعد على أختفاء صورة سورين من مخيلتها.
منتديات ليلاس
مع الغياب كانت تطوي المسافات الى المزرعة , فأكتشفت أن سورين أمضى نهاره في الخارج أيضا ,ترك أمر الحليب لتريزا بينما طبخت سوزان طعام العشاء ,وقد أعلمهم أنه لن يعود قبل المساء , قالت سوزان وهي تضع البطاطا في المقلاة :
" ربما ذهب لزيارة صديقته ".


اماريج 06-05-10 01:20 AM

سألتها لين وهي تتعمد أن تكون لهجتها لا مبالية:
" وهل لديه صديقة؟".
" لا أعرف بالضبط , أنه منغلق على نفسه في هذه الأمور الخاصة , هناك أبنة مدير بنك بيكيا وتدعى رودا مورز وقد شاهدته يتحدث اليها عدة مرات , أنها شقراء وفاتنة وتناسبه , هي من أصل هولندي وقد نزحوا من زمن الى هنا".

" وكيف تعرفين ذوقه في النساء أن كان متسترا في علاقاته العاطفية؟".
منتديات ليلاس
" لقد خطب منذ عدة سنوات فتاة أسمها سونيا وكان أيضا شقراء وجذابة".
" وماذا حصل بينهما بعد ذلك؟".
" لا أعرف بالتحديد( فتحت سوزان الفرن ووضعت بداخله صينية الخضار واللحم) كنت فتاة صغيرة جدا ولم أكن على دراية بما كان يجري , لقد رافقها لزيارتنا مرات عدة ووجدت أنهما مضجران... كان يفضلان الألتقاء في الزوايا ... ويؤثران الأنفراد".

ضحكت لين من وصف سوزان ... ولكنها تخيلته مع الشقراء سونيا يعرض عليها الزواج ... أمر غريب , ربما هذا الحب هو الآفة الفاسدة التي سببت كرهه لنساء عامة , هذا ما أحسته عند أول لقائها معه , ربما الفتاة الشقراء هجرته ... وتسببت في ألمه وحزنه ونظرته القاتمة الى المرأة , وربما تتكرر المأساة معه من جديد...

وقطعت سوزان عليها حبل تلاحق الصور في مخيلتها وقالت:
" لم يحضر سورين فتيات الى البيت بعد ذلك ... وهو لا يزال محافظا على عزوبيته بالرغم من وسامته وجاذبيته , ما رأيك فيه؟".

" أوافقك الرأي أن كان الشاب الأشقر يعجبك".
" أنا أفضل الرجل الأسمر , والذي يميل الى التفكير والتأمل , هل بأمكانك أن تحبي سورين؟ أم يجب أن لا أسأل؟".

أحمرت سوزان وهي تطرح سؤالها الشخصي , ولكن لين أبتسمت لها أبتسامة رقيقة لئلا تشعرها بأنزعاجها وقالت:
"بل عليك أن لا تسألي , سورين وأنا لا نبالي واحدنا الآخر".

" ولما لا ؟ صحيح أنكما قليلا ما تتكلمان مع بعض ... بسبب ضجيج العائلة حولكما , في كل حال أنا لم ألاحظ أي شيء بينكما (ضحكت سوزان وهي تفكر ثم أكملت) ربما هذه هي البداية .. هناك من يقول أن الحب هو الوجه الآخر للكره !".

" ولكننا لا نكره بعضنا ... نحن لا نتفق سوية , هذا كل ما في الأمر".
سوزان الصغيرة تحاول أن تجمع بين لين وسورين بأفكارها .... أليس هذا أمر غير مستحب .... حاولت لين تغيير الموضوع وسألتها:
" هل أستطيع أن أساعدك بأعداد الطعام؟".

" لا , شكرا , اليوم هو عطلتك , على فكرة أخبريني أين أمضيت النهار؟".
ولحسن حظ لين أن سوزان فهمت مرادها , وجدت لين نفسها تنخرط في شرح تفاصيل يومها والأماكن التي أستطاعت مشاهدتها.
وحين أجتمعت لين بسورين للمرة الثانية لم تجد صعوبة أو غضاضة لأن أفراد العائلة كانوا يحيطون بهما , ثرثرت بطريقة ودية وهي تحاول أن تخفي شعورها بالأمتعاض , وكذلك سورين تكلم بعفوية طبيعية.
قال:
" أهلا لين".
أعتادت مناداته لها كما أعتادت نظراته الساخرة الفاحصة , وبعد العشاء غسلت الصحون بمساعدة دافي ونظرت الى غرفة الجلوس حيث كان سورين يتحدث مع والديه وتمنت لهم ليلة سعيدة ودخلت غرفتها مبكرة وهي تمني النفس بمشاهدة برامج التلفزيون في غرفتها الخاصة قبل أن تأوي الى فراشها , كانت تعرف أن تريزا وراي يرحبان بوجودها معهم في السهرة لو رغبت ولكنها كانت تفضل عدم التطفل , والحقيقة أنها كانت تتهرب من وجود سورين قدر المستطاع .... فأمضت السهرة في غرفتها تتابع تمثيلية هزلية.

لم يكن محتملا أن تبتعد كليا عن طريقه ,وبعدما أعتادت رتابة حياتها العملية بدت أقل تعبا وأكثر سعادة في علاقتها مع آل وينغارد , لقد تمكنت من أن تتعامل مع سورين بأدب ومجاملة وشعرت بالعداوة بينهما تتلاشى تدريجيا ومع ذلك بقيت تحاشى الأنفراد به مهما كلفها الأمر.

وسورين أيضا لم يحاول الأنفراد بها , وتقبل الواقع بأنها لا ترغب في محادثته , كلامها معه لا يتعدى الطلبات العامة وآداب المجاملة الضرورية ... ولكنه لا يزال يراقبها , خلال الطعام ومن وسط الجميع كانت لين تشعر بثقل نظراته ... كان يركز نظره على وجهها بطريقة جريئة ... وفي المساء نزلت تريزا الى بيكيا لشراء بعض الحاجيات , وعادت تروي لهم القصص الطريفة التي حصلت معها وسوء التفاهم بينها وبين الفتاة التي تعمل أمينة الصندوق في مركز البريد.

" هذه الفتاة المسكينة لا تفهم حتى طبيعة عملها , بالحقيقة لو لم يكن والدها مديرا في المركز لما بقيت في هذه الوظيفة يوما واحدا".
قال سورين:
" من الخطأ أن تعطى هذه الوظيفة منذ البداية , أنها تعقد الأمور أكثر مما تسهلها ".
قالت تريزا:
" أنها غبية ... ولكنها تقوم بأقصى جهدها , وهي طيبة القلب".
قال سورين:
" هل هذا يشكل سببا وجيهاو يبرر عدم كفاءتها في العمل , أليس من الأفضل لو أن والدها فتش لها عن عمل تستطيع أن تؤديه بنجاح ويتوافق مع مؤهلاتها وقدراتها ".

" الكلام سهل ولكن العمل به صعب للغاية ... لو أبتعدت عن نظره لوقعت بمشاكل أكبر ... أنها جميلة كما لا يخفاك!".
" صحيح ... وهي تستغل جمالها لتغطي به عيوبها الأخرى في عملها وغيره ,ولا أرى أنها من الممكن أن تقع في مشاكل أكثر من غيرها من بنات جنسها ممن يذهبن بعيدا من أجل العمل , هل هي مختلفة؟".
" لا... يا ألهي أبدا , ولكنك لا تلوم والديها أن أبقياها تحت أشرافهما وحمايتهما".

" بل ألومهما كثيرا .... وخاصة أن كان وجودها في هذه المنطقة سيعود علينا جميعا بالضرر والأذى , أضطررت لطلب كشف حسابي ثلاث مرات وكنت أحاول في كل مرة أن أرتب الأغلاط التي أرتكبتها , وأخيرا طلبت من والدها أن يوضب الحساب وينهي الموضوع قبل أن ينفذ صبري وأفقد أعصابي".

نظرت لين اليه لتجده يحدق بها كأنه يذكرها بما حصل يوم وصلت .وتقابلت النظرات , أبتسم لها أبتسامة خفيفة وهز رأسه يؤكد لها وقوع الحادثة يوم ألتقاها في البريد ساعة وصولها الى بيكيا , لم يذكر أحدهما لقاءهما القصير في مركز البريد من قبل وألا بدا الأمر غريبا لأن أفراد العائلة لم يعرفوا بأنهما تقابلا عفويا قبل أن تقدمها تريزا في المنزل.
كانت سوزان وترايسي لا تتابعان الحديث الدائر حول الطعام لأنهماكهما بالجدال بصوت خفيض , نظرت سوزان بعد قليل وقالت تخاطب والدتها:
" هناك حفلة راقصة مساء السبت , هل بأمكاننا أن نذهب اليها؟".

نظرت سوزان الى والدتها ثم الى والدها وهي ترجوهما السماح ... ثم تطلعت تريزا الى راي تستطلعه رأيه وكانت ترايسي تحدق في الجميع بعينيها الزرقاوين بلطف وتمني .
" سيذهب العديد من الرفاق الى الحفلة ... يتذهب كارول أنسون , لقد سمحت لها والدتها بالذهاب".
سأل راي:
" هل الحفلة الراقصة مقتصرة على المراهقين؟".
منتديات ليلاس
قالت سوزان:
" لا ... بل يستطيع الشبان المشاركة أيضا( رمقت سورين بنظرة جانبية ماكرة ثم أكملت) قالت رودا مورز أنها ستحضر الحفلة أيضا".


اماريج 06-05-10 01:23 AM

لاحظت لين أن سورين ينظر الى شقيقته نظرة مؤنبة ولكنه لم يعلق على قولها:
قال راي:
" لا يمكن أن تذهبا منفردتين".

أضافت ترايسي بحماس:
"ماذا لو حضرت لين برفقتنا , ربما هي تحب أن ترافقنا أيضا".
لاحظت لين نظرة الرجاء التي رمقتها بها تراسي وسوزان وقالت بسرعة:
" أحب مرافقتهما ويمكنني أن أقلّهما بسيارتي وسأسهر على مراقبتهما.....".
منتديات ليلاس
نظر راي الى زوجته مستوضحا رأيها ولا يزال مترددا بينما قال سورين بسرعة:
"أنا أرافقهن ".
أرتاحت تريزا وسر راي وأبتسمت كل من سوزان وترايسي وكذلك لين .
" أشكرك يا سورين يا شقيقي البكر العظيم".
أبتسمت له سوزان وعيناها تبرق وهي تنظر اليه بمكر عابث ... فمد يده وشد شعرها قليلا...
كانت لين تراقب ما يجري بصمت , سورين يختلف كثيرا حين يضحك , تختفي عن ملامح وجهه كل آثار التكبر والتزمت , مال برأسه ونظر الى لين نظرة دافئة وأختفت الضحكة كليا من وجهه وبدا التساؤل في عينيه ,
أحتارت لين في تفسير نظراته ... ماذا يقصد؟ وبعد قليل شدته تراسي من ذراعه لتلفت أنتباهه اليها ... فأبعد نظراته الغامضة عنها.

أرتدت لين أجمل ثيابها للحفلة الراقصة : فستانا حريريا عاري الكتفين والصدر يضيق عند الخصر , ألوانه مزيج من الأزرق الفاتح والغامق وضعت قليلا من طلاء الجفون الأزرق ليظهر زرقة عينيها بوضوح وأكملت تجميل وجهها ببعض المساحيق الخفيفة وتركت شعرها ينسدل بحرية على كتفيها وربطت خصلتين صغيرتين الى أعلى وشبكتهما بمشط عاجي صغير , وأنتعلت حذاء له كعب مرتفع وبينما هي على وشك الخروج طرقت سوزان بابها تستعجلها:
" أدخلي , لقد أنتهيت".

فتحت خزانتها وأخرجت شالا حريريا وضعته على كتفها:
" أيه! أنت خلابة".
" أشكرك , وأنت فاتنة".
" قال سورين أنني أشبه زهرة النرجس البرية ( ضحكت سوزان وهي تتكلم) لا أعرف أن كان قوله مديحا أو هجاء , لقد وصل سورين منذ قليل وقال أننا بأنتظارك".

نزلت لين الى غرفة الجلوس حيث ترايسي تنتظرهما وقد أرتدت ثوبا أبيض من الدانتيل القطني المطرز ,كانت تتراقص في وقفتها من شدة حماسها , وتكاد تطير فرحا ,
بينما جلس سورين على الأريكة يحدث والده ببطء , ألتفت اليها ونهض يرحب بمقدمها وينظر مدهوشا الى جمالها , رأت بريقا غريبا في عينيه الخضراوين , وعرفت أنها نالت أعجابه , أما هو فكان أنيقا في لباس السهرة الأسود وقد أرتدى قميصا حريريا وفتح ياقة قميصه وظهرت ميدالية فوق صدره الأسمر القوي.


اماريج 06-05-10 01:26 AM

أعجب راي وتريزا بجمال الفتيات الثلاث ثم تمنيا لهن تمضية سهرة سعيدة بهيجة ودخلوا جميعهم بعد ذلك سيارة سورين , جلست لين في المقعد الأمامي قربه بينما جلست سوزان وترايسي في المقعد الخلفي , أحست لين نظرات سورين تلفحها قبل أن يجلس خلف مقعد القيادة ويدير المحرك.
قالت سوزان:
" لقد قلت أنني أشبه زهرة النرجس البرية ... من تشبه ترايسي؟".
" أنها زهرة ربيعية بيضاء".
" وماذا عن لين؟".
نظرت لين أمامها بينما رمقها سورين بنظرة أخرى وأطرق يفكر قبل أن يتكلم ثم رفع نظره وقال بطء شديد:
" أنها زهرة الأوركيديا بالطبع".

قالت سوزان:
" صحيح , أنها جذابة وفاتنة ولكنها سريعة العطب في ثوبها , أليس كذلك؟ أنها بهية الطلعة رائعة الجمال".

" نعم , هي كذلك".
قالت لين:
" أنا لست سريعة العطب ولا غريبة......".
ضحك سورين قليلا:
" الأوركيديا تعيش في طبيعة متوحشة وهي زهرة برية ولكنها قوية قاسية ومصممة على الحياة".

قالت سوزان:
" لين ليست قاسية أنها لطيفة جدا".
قالت لين بمرح:
" أشكرك يا سوزان".

رفعت نظرها الى سورين تستطلعه رأيه , أحست بأبتسامة خفيفة تؤكد موافقته , كانوا متفاهمين جميعا لكنه لن يعترف أبدا بأنها فتاة لطيفة , ربما ستسأله رأيه في وصفها فيما بعد , لقد تحداها سورين ولن تقبل تحديه ولا تخافه.

وصلا الى قاعة الرقص , دخلت سوزان وترايسي برفقة لين وعرفتاها الى بعض الأصدقاء , وبعد قليل وجدت لين نفسها تراقص فتى لا يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وهو لا يجيد الرقص أبدا ,
وهي في حلبة الرقص رأت سورين يراقص فتاة جذابة شقراء متناسقة الجسم ترتدي ثوبا أحمر ضيقا يزيدها نحولا وجمالا , أنها حقا فاتنة ... أعترفت لين بذلك لنفسها ,
أنها ولا شك رودا , ولا يمكن أن ينطبق الوصف الدقيق الا عليها.

وبعدما أنتهت لين من الرقص عاد بها رفيقها الى مجلسها بالقرب من سوزان وترايسي , لمحت سورين يمشي بأتجاهها وقد تعلقت رودا بذراعيه بدلال , وحين وصلا قامت سوزان ترحب بهما في حماس ظاهر.
" أهلا رودا , لقد أخبرت سورين بأنك ستحضرين الحفلة
الراقصة ........".

أحمرت رودا خجلا وأنزعجت سوزان بعدما رمقها سورين بنظرة عاتبة , أخرج كرسيا لرودا أبتسامة ودية ساحرة وقالت:
" أخبرني سورين أنك حضرت من أوكلاند".
نظرت لين الى سورين نظرة عابرة ولكنها وجدته جامد التعبير .
" نعم".
" الى هذا المكان النائي عن المدينة؟".
" أحب حياة الريف, والعمل أعجبني وأنا سعيدة لحضوري".

نظرت رودا اليها نظرة أستغراب وتساؤل:
" أعمال المنزل؟ يا ألهي, يجب الأعتراف أنه لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يتعاطى في الشؤون المنزلية اليومية".
" لا أفهم ماذا تقصدين بهذا القول , كيف يظهر لك ذلك؟".

رمقتها رودا بنظرة قاسية وقالت:
" لم أقصد أن أستخف بعملك أو قدرك!".
" طبعا لا , لا أعتقد أن أعمال المنزل لا تروقك!".
هزت رودا رأسها نفيا وسألتها:
" ماذا كنت تعملين قبل هذه الوظيفة ؟".
" كنت أعمل في مكتب (قالت بتحفظ) العمل مضجر هناك , وأنت ماذا تعملين؟".
" أعمل حاليا في محل لبيع الألبسة الجاهزة في المدينة ولكنني سأترك هذا العمل , كنت أعمل في أوكلاند ولكنني مرضت في ألتهاب الكبد منذ أشهر ,وهذا المرض يحتاج لفترة نقاهة طويلة للشفاء التام لذلك جئت أرتاح في البيت , أنا حقا أحب السفر كثيرا , هل سافرت الى البلاد البعيدة عبر البحار؟".

ترددت لين في أجابتها , هذه الفتاة مزعجة حقا , تبدو ودوة ولكن في تساؤلاتها حشرية واضحة , كان سورين يقف قربها ولم يشارك في الحديث , ولكنه.... كان يصغي لما يدور بكل أنتباه ,تساءلت لين أن كان هو وراء كل هذه الأسئلة ... ربما هو الذي شجع فتاته ودفعها للأكثار من هذه الأسئلة عله يكتشف عنها أكثر مما أخبرته بنفسها .
منتديات ليلاس
" عملت في أستراليا خلال العطلة الصيفية".
" هل كان العمل ممتعا؟ أين عملت؟".
أخبرتها لين بأقتضاب ثم أستمعت الى رودا وهي تسألها من جديد:
" أين تقطنين في أوكلاند؟".


اماريج 06-05-10 01:29 AM

" عشت مع صديقة في شقة في أبسون فترة قصيرة".
" أنا عشت في بارنيل وأحب أوكلاند كثيرا".
بدأت الفرقة تعزف الموسيقى الراقصة ,مدت رودا يدها وأبتسمت لسورين :
" هل سنرقص معا من جديد؟ (قالت بدلال) أنا أحب هذا اللحن".
منتديات ليلاس
جذبها سورين اليه ومشى بها الى الحلبة ,كانت رودا ترمي برأسها على كتفه, وهي تراقصه بينما كان ينظر اليها مسرورا مبتهجا.
رقصت لين بأقتضاب مع شباب عديدين وأكثر معرفة بفن الرقص من رفيقها السابق , وكذلك رقصت سوزان وترايسي بمرح وحرية , أحست لين أنها ليست في المكان المريح , شعرت أنها غريبة في هذا المكان ,كان الحديث يدور حولها عن المدرسة والأمتحانات المقبلة وعن ثرثرات تافهة لعلاقات غرامية لأشخاص تجهلهم تماما ... وأحست براحة كبرى عندما حضر سورين ليطلب منها مراقصته وسرّه موافقتها الفورية وهي تبتسم أبتسامة رضى:
" هل أنت مسرورة ؟".

" نعم".
" ولكن لا يبدو عليك ذلك؟".
" الجميع يعاملونني معاملة حسنة , ولكن أغلب الحاضرين أصغر مني سنا".
" مسكينة يا جدتي ( قال ساخرا) لا يبدو عليك أنك تكبرينهم سنا أبدا".

" ولكنني لم أعد طالبة".
كان ينظر اليها بأعجاب :
" لا, أنت لست طالبة".
قال بهدوء وجذبها اليه فسألته بحدة:
" هذه ليست دعوة".

" أعرف... أحاول تذكيرك فقط...".

رغبت في الأبتعاد عنه قليلا ولكنه لم يسمح لها , تشنجت لين قليلا ثم نسيت نفسها تترنح مع الموسيقى فأحست كأنها مسحورة بين يديه ولم تعرف كيف كان يدور فيها بشكل رائع ممتع.
توقفت الموسيقى وسألها سورين:
" أنت تجيدين الرقص , تعالي لأعرفك الى بعض الأشخاص من رفاقي ".

جلست معه الى طاولة منفردة عليها رودا وشخصان مخطوبان , عرّفها عليهم ولما عاودت الموسيقى العزف مد يده اليها من جديد ومشى بها الى حلبة الرقص , دار بها وسط الحلبة وشاهدت لين رودا تجلس منفردة على الطاولة وهي عصبية المزاج , سألته لين:
"لماذا طلبت مراقصتي؟ لماذا لم تطلب الرقص من رودا؟".
" لأنني لا أريد مراقصتها ".
" أنت تعرف ماذا أقصد من سؤالي!".
" صحيح! هل تعتقدين أنها تغار منك ؟".
" ربما أنت تحاول أن تجرح شعورها!".
" لا يحق لها أن تغضب".

نظرت اليه ورأت العبوس واضحا على وجهه , هل كانت رودا هي السبب في أنزعاجه لأنها تحاول أن تتعلق به أكثر مما يجب.
" أنها فتاة طيبة".
" جدا... جدا".
وافقها على قولها بلهجة تنم عن ضجره منها , قالت لين بعصبية:
" لا أريدك أن تستفيد من وجودي لتجعلها تغار عليك".
" يا ألهي , أصمتي قليلا".
" ماذا؟".
" هيا بنا , أكملي الرقص..".

شعرت بأصابعه تغرز في ذراعها وهو يجرها عبر باب جانبي الى الخارج , المكان مظلم وكادت تتعثر وهو يجرها الى زاوية مظلمة ويدفعها بلطف الى الحائط ويرفع وجهها بين يديه ليقبلها قبلة وحشية قاسية.

كان بالغ التشنج معها ورفعت يديها بوهن تريد أبعاده لكنه أمسك بيدها بسرعة ولم يتوقف عن جنونه حتى شعرت أنها غابت عن الوجود وأختنق نفسها كليا ,
كله دفء ولا يمكنها تجاهل ذلك , وبعد قليل شعرت أنها تريده أن يتابع لكنه توقف وأبتعد عنها قليلا , وقبل أن تسترد أنفاسها عاد بها من جديد الى حلبة الرقص ,
كانت الموسيقى خفيفة حالمة والأضواء خافتة , أحاطها بذراعه وألتصق بها ودار من جديد في دنيا الأحلام الوردية , وهي نصف مغمضة العيينين شاهدت رودا تراقص شابا آخر وتعانقه بحنان وكذلك سوزان وتراسي.

أحست بشفتي سورين تلملمان خصلات شعرها ثم تمتم:
" لماذا أنت متوترة الأعصاب يا لين؟.... أستريحي وأهدئي , أنا لا أستطيع أن أغازلك هنا !".
منتديات ليلاس
أرتبكت وأستمدت من الظلمة بعضا من الشجاعة وقالت متمتمة:
" وهل ترغب في ذلك؟".
أحست به يتشنج ووجهه يشحب وسمعته يقول بحشرجة:
" نعم".

........نهاية الفصل الثالث.......




lona-k 06-05-10 01:51 AM

يسلمو يا اماريج على الرواية الروعة
بس بليز لا تطولي علينا وكمليها بسرعة

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 06-05-10 03:05 PM

بليز كمليها بسرعه منتظرينك

اماريج 07-05-10 10:03 PM

شكرا لمروركم العطر
نورتم الرواية وكلامكم اسعدني جدا
وتحيااااتي لكم

اماريج 07-05-10 10:04 PM

4-على شاطئ البحر كان اللقاء هادئا تبادلا فيه اطراف الحديث واكتشفت لين انها بدات تتوغل في اعماق سورين اكثروان خلف تلك الملامح القاسية رجل على قدرمن الثقافة ومع انه طاردها طوال النهار باسئلته الملحاحة ,تمكنت لين من التملص منه ,لكن الى متى ؟ وهل تراه كشف سرها؟

لم ترقص لين تلك السهرة الا مع سورين ... لكنها تكلمت مع العديد من الأشخاص وتعرفت الى الكثيرين حتى أنها نسيت ما قالوه ولم تعد تشعر الا بسورين قربها يحيطها بذراعيه ويدور بها وسط حلبة الرقص والنشوة تغمرها , لم يتكلما ألا نادرا ولكن تلامسهما الحسي ونظراتهما جعلت تقاربهما واضحا لكل من يراهما , شعرت لين بكل صغيرة كان يقوم بها سورين كما أنه أحس بكل حركاتها بين ذراعيه .
لم يعد يهمها أن رودا كانت ترقص بمرح وخفة مع العديد من الشبان وهي ترنو من وقت لأخر الى سورين بأبتسامة خبيثة ماكرة , شاهدت كذلك ترايسي تراقبهما وهي تنظر مستغربة الى ما ترى , ومن حين لآخر لم تنس لين أن ترمي نظرة مستطلعة لمراقبة سوزان وتراسي في حلبة الرقص لتتأكد من أنهما تستمتعان بالسهرة , وأهم ما شغلها هو شعور غريب يعتمل بداخلها ويتركها سارحة ساهمة , شعور لا يتناول ألا سورين وحده , جميع من في القاعة كانوا أشباحا ولا يوجد الا حقيقة واحدة بالنسبة اليها هي وجود سورين قربها وقد أحاطها بذراعيه القويتين وأشعل لهيبا غريبا في أحاسيسها , لم تفهمه ولم تتذوقه قبل الآن.

وبعد أنتهاء الحفلة ,قادهم سورين بسرعة وصمت بينما كانت شقيقتاه تثرثران وتضحكان في مقعد السيارة الخلفي , جلست لين قربه وهي تنظر ساهمة في الطريق أمامها وقد ألتصقت ذراعها العارية بذراعه ولامست قميصه الحريرية الناعمة.

وحين وصلوا الى مدخل البيت خرج سورين وفتح لشقيقتيه الباب الخلفي أولا , خرجت سوزان ومعها ترايسي وتطاولت ترايسي على رؤوس أصابعها لتقبله شاكرة بينما تمتمت سوزان شيئا جعلته يضحك ويرسلها في طريقها الى االمنزل.

فتحت لين بابها بسرعة وهي تخاف أن تسبقها الفتاتان بالدخول وتبقى هي منفردة بسورين , خرجت وأغلقت باب السيارة بعصبية واضحة ومشت الى سورين والفتاتين , مد سورين يده وأمسكها بذراعها , جف حلقها وأنحبست أنفاسها وتوهجت عيناها على ضوء القمر ولم ترى تعابير وجهه , التفتت سوزان اليها وقالت:
"لين؟".
منتديات ليلاس
وبسرعة أمسكت ترايسي بها وأدخلتها المنزل لتفسح لهما مجال الأنفراد , ذهلت لين من تصرفهما وأبعدت يدها عن قبضة سورين , فأفلتها مرغما وقال:
" سأراك في الغد........".
من المؤكد أنه سيراها غدا ولكنه قصد من قوله أنه سيرافقها في الغد".
" نعم".

اماريج 07-05-10 10:08 PM

رفع سورين يده من جديد بحركة عفوية ولامس وجهها بلطف ومحبة ثم أسرع الى داخل سيارته بينما صعدت لين الدرجات القليلة المؤدية الى المنزل .

أستيقظت لين صباح اليوم التالي متأخرة , وبعدما أرتدت ثيابها دخلت المطبخ لتتناول فطورها , نظرت سوزان اليها متشوقة لسماع أي شيء عن سهرة الليلة الماضية , ولكن ترايسي وكزتها في رجلها من تحت الطاولة لتصمت ,
كانت ترايسي أكثر نضوجا من شقيقتها الكبرى وأكثر أتزانا , سرت لين لتصرفاتها المرضية ولأنها وفرت عليها سماع وابل من الأسئلة عن سورين وعلاقتها به والسهرة ... الآن , بدا لها أن ما حصل معها كان أمرا مستحيلا ... لقد عانقها سورين ورقص معها أكثر مما تصورت ... وهي بدورها تجاوبت مع عناقه كأنها دمية لا أرادة لها , وقد وعدته بأن تراه ... أجابت على دعوته لها بالأيجاب ... ما الذي ينتظرها من رفقته , ستمضي اليوم بصحبته ... فماذا ينتظر منها؟

لقد تصرفت بجنون الليلة الفائة , سحرها ضوء القمر وسلب أرادتها ,وربما سحر سورين أيضا مثلما سحرها ... أم أنه أستفاد من وجودها وأستغل ضعفها وتعمّد أيذاءها بطريقة وقحة؟

لماذا تنتابها هذه الأفكار السوداء ؟ الحقيقة كانت غير ذلك , كان سورين متشوقا لها وقد صدق الأسباب التي قدمتها له لحضورها الى المزرعة من أجل العمل فقط , ولكنه تابع نظراته الفاحصة لها من وقت لآخر , وقرر في نفسه أنها نوع خاص من النساء ... وكانت تشعر أنه يضعها تحت زجاجة المجهر ويجزؤها ويحللها ... وقد دخل يوما فوجدها تساعد سوزان في التحضير لأمتحان التاريخ , أرتبكت وتمنت لو أنه يغادر الغرفة ويتيح لها فرصة أكمال الشرح في غيابه ,

لم تستطع أن تتوقف عن شرحها وهو بقي يستمع بأهتمام كسوزان , كانت تفسر لها التوسع الأستعماري وتاريخ المستعمرات في القرن التاسع عشر.
مال سورين في مقعده وقد وضع يده في جيوبه وهو يراقبها بأهتمام , وعندما خرجت سوزان من الغرفة سألها:
" أنت تحملين أجازة جامعية في التاريخ".
لم يكن في وسعها أن تخفي هذه الحقيقة عن آل وينغارد , قالت مازحة:
" كيف عرفت؟".

" ما كنت تشرحينه لسوزان معلومات تفوق ما يتعلمه المرء في المدرسة الثانوية ولا يمت الى المعلومات العامة بشيء ,كنت واثقة من موضوعك".
" أشكرك".
" أليست الشهادة ضائعة؟".
" أبدا , لقد وجدت سوزان أن معلوماتي مفيدة جدا".

" هل أنت أستاذة مدرسة؟".
"لا".
" منذ متى تركت الجامعة؟".
أرتبكت لين وحارت جوابا ثم تمتمت:
" منذ سنة".

لقد أستفاد من معلوماتها ليكمل أستجوابها السابق , نظر اليها بحشرية وعقّب ساخرا:
" الظاهر أنك عملت بنجاح كبير بعد تخرجك ... سيارة فخمة , وثياب أنيقة فاخرة (رفع يده يشير الى ساعتها الذهبية) وهذه ,كلها أشياء جميلة وباهظة الثمن".
" أنها هدية".
" والسيارة أيضا؟".
" نعم".

كان أفضل لو أنها لم تخبره الحقيقة , لو قالت له أن السيارة مستعارة , بقيت صامتة ... فهذه الأمور لا تعنيه أبدا.

دخلت تريزا ودخولها وفر على لين المزيد من الأسئلة الأستجوابية مما كان سيؤدي بها في النهاية الى التمادي في سرد تاريخ حياتها وأخبارها , فالهدايا من والدها ... لكنها لم ترغب في الحديث عنه أو عن والدتها المتوفاة ,
كانت تريزا تعرف أن والدتها قد توفيت عندما كانت طفلة صغيرة وأن عمتها هي التي أشرفت على تربيتها فترة من الزمن قبل ألتحاقها بالمدرسة الداخلية , وكانت تعرف أيضا أن والدها يملك مكتبا في أوكلاند ,

وكانت لين تتعمد التكتم في الحديث حول أهلها , لم تكذب في أقوالها ولكنها أخفت الكثير من الحقائق , وخاصة علاقتها بمصانع آل بلاك , أنها تهدف الى التخفي حتى لا يتعرفوا الى شخصيتها الحقيقية عندما تغادر المزرعة , كانت شديدة الحذر منذ البداية وأستعملت رقم صندوق البريد عندما كتبت اليهم تطلب الوظيفة المعلن عنها في الجريدة وأعطتهم رقم الهاتف فقط.

كانت لين واثقة بأن سورين لم ينس موضوع البحث معها عن السبب الحقيقي لقبولها العمل العمل في المزرعة ,لن يهدأ له بال قبل أن يحل هذا الأشكال , بالنسبة اليه هي مسألة حسابية وتحتاج للتحليل العلمي , ربما هو الذي أوصى لرودا بالتقدم منها , وطرح كل تلك الأسئلة عليها الليلة الماضية , شعرت أن الفتاة لم تكن تهتم لأجاباتها قدر أهتمام سورين الذي كان ينصت الى حديثهما بكل أنتباه وتفكير مع أنه لم يشارك فيه , هل يعتبر رودا فتاته؟ لا , لقد أنكر ذلك هكذا فهمت من أقواله , أجابها قائلا بحدة:
" رودا لا تملك أي حق عليّ........".

لم تكن لين تعتقد بأن سورين يعترف بحقوق المرأة عامة ... أنه رجل على حدة يؤمن فقط بحقوقه بالنسبة الى المرأة تذكرت قولها له:
" أتركي رودا وشأنها ولا علاقة لها بنا ... أليس قوله هذا أنكارا أكيدا لعلاقته بها.

بعد الفطور بدأت تعيد في ذهنها الحديث الذي دار بينهما علّها تجد مخرجا لها لتعتذر عن مرافقته في هذا اليوم كما وعدته ,ولكنها أكتشفت أنه ذكر الأمر لتريزا وراي لأنهما يتصرفان على هذا الأساس , راي عاد ليساعد في أدارة المزرعة وقد بدأ يمشي دون الأستعانة بالعصا , وحين دخل سورين في الصباح قال له راي:
"يمكن أن تأخذ اليوم أجازة ".
نظر سورين الى لين وسألها:
" هل أنت جاهزة؟( ألتفت الى والده وأكمل) سعود في المساء لمساعدتك في المزرعة".
منتديات ليلاس
" نستطيع أن نتدبر الأمر دون مساعدتك".
نظر سورين الى تريزا ورآها تهز رأسها موافقة كأنها تفهم جيدا ما يجري حولها .

اماريج 07-05-10 10:11 PM

جلست لين في سيارة سورين وهي تتساءل: ما الذي ينتظره سورين منها؟ كادت تختنق من شدة أرتباكها وهي بالقرب منه والسيارة تنطلق بهما في طريق محاذية للشاطىء , حاولت أن تجد ما تقوله عبثا ... لقد تطورت العلاقة بينهما البارحة أكثر بكثير من كلمات المجاملة ... ودخلت مرحلة خطيرة للغاية.

تابعا الأنطلاق في السيارة الى منطقة قريبة من البحر يكثر فيها المتنزهون , بعضهم يتمشى على الرمال البيضاء وآخرون يركبون الألواح الخشبية وبعض الصيادين يقفون بصبر ينتظرون صيدا موفقا , أمامهم بالقرب من الشاطىء تطل جزيرة بركانية ترسل الحمم من جوفها ,
وتظهر السحب البيضاء في سمائها , وترتفع في الأفق الزرقاء ,بدأ سورين يصعد طريقا جبلية متعرجة , شاهدت لين الشاطىء بمائه الصافي يلتقي اليابسة , هناك بعض النباتات البحرية المتعرشة فوق الصخور والتي تمتد على طرق الشاطىء في كل مكان.

توقفا في مقهى شهير فوق الشاطىء وتناولا بعض الطعام الخفيف ,سألته لين:
" هل تقصد مكانا معينا؟".

نظر حوله الى مجموعات من الناس بعضهم عائلات وبعضهم من الشبان والشابات يحيطون بهم.
" الى مكان منعزل...".
" المكان هنا جميل".
" الذي نقصده أجمل".

عادا الى السيارة وبدا صعودا في منطقة صخرية جبلية , منظر الموج الأزرق يضرب بكسل فوق الصخور القريبة من الشاطىء وهو يحمل معه بعض النباتات البحرية الخضراء , ألتفت سورين لينظر اليها ولكنها أبقت نظراتها المرتبكة في أتجاه البحر وموجاته الراقصة وهي تدخل الصخور وتخرج منها محدثة أصواتا رتيبة تصدر عن حركتها الرتيبة.

مد سورين يده الى وجهها وأزاح خصلة نافرة من شعرها الأسود عن وجهها ولمس خدها بلطف ,ثم سألها:
" ما الأمر؟".
" لا شيء , هل بأمكاننا أن نخرج من السيارة لبعض الوقت؟".

" طبعا . ( أوقف السيارة على مهل) من فضلك".
فتحت لين الباب قربها ونزلت :
" أنتبهي!".
نزل سورين وتبعها وهو يمشي فوق الأعشاب الرطبة , نظر حوله الى ممر ضيق ينتهي بطريق ضيقة تؤدي الى شاطىء البحر , يوجد درابزين خشبي على طرف الممر الضيق ليتمسك الناس به وهم في طريقهم الى أسفل , نزل سورين أمامها وتفحص الطريق ثم قال:
" يمكن أستعمال هذا الممر الضيق للوصول الى الشاطىء , هل تحضرين؟".

ترددت لين ثم هزت رأسها غير موافقة وقالت:
" لا , لا أعتقد".
مشى اليها من جديد وأقترب منها وسألها:
" هل تخافين الأماكن المرتفعة؟".
هزت رأسها نفيا وبدت متوترة الأعصاب.
" أذن أنت تخافين مني؟".

" طبعا لا".
قال بلطف وهو يمسك بيدها ويرافقها:
" تعالي , لا حاجة بك للخوف".

تبعته صامتة ونزلت خلفه , الممر ضيق وتحيط به الأشجار الكبيرة الضخمة , الرمال باردة وناعمة في ظل الأشجار , بينما هي حارة , دافئة , تحت أشعة الشمس وبالقرب من الشاطىء خلعت لين حذاءها ونزلت الماء وتركت الموج يداعب قدميها بحنان , بقي سورين يراقبها وقد طوى ذراعيه فوق صدره وأسند ظهره الى جذع شجرة كبيرة.

عادت لين بعد قليل الى حيث وقف , أستقام وهو يراها تقترب منه ولكن نظراته كانت غامضة ... جلست فوق الرمال تنفض ما علق في قدميها قبل أن تنتعل الحذاء من جديد.
" أنتظري قليلا حتى تجف".
" نعم".
بقيت صامتة وقد أنحنت قليلا , داعب النسيم خصلات شعرها الناعم ولم تشعر أن سورين جلس قربها فوق الرمال ألا بعدما داعب شعرها بأصابعه بحنان ورقة.
"لا , لا تفعل أرجوك".

أمسكها من كتفيها ورفعت وجهها اليه تلقائيا:
" كنت تعرفين البارحة أنني أريد ان أغازلك وقد أجبت بالموافقة".
لم تتمكن من النكران , لقد أكد لها رغبته بوضوح ... ولكنها بدأت تصارعه الآن بكل قوتها لتبعده عنها , أمسك سورين بيديها ثم أبتسم وهو واثق ومسرور بأن مقاومتها عقيمة ولن تتمكن من الأفلات من قبضته ... ولكنه تركها فجأة وقال:
"هل تمثلين عليّ دورالفتا ة الصعبة المنال؟".

رفعت كتفيها بحركة تؤكد النفي ثم قالت:
" لا... آسفة أن كنت أسأت فهمك البارحة , ولكنني لا أريد أن تغازلني".
" هنا؟ وفي وضح النهار ؟ كلا".
" الليلة الماضية تصرفت بدون تعقل , لقد أثّرت الموسيقى فيّ كما سحرني ضوء القمر".
منتديات ليلاس
حاولت أن تشرح بلطف علاقتها به , كانت تبتسم له , لكنه... بدا غاضبا والشرر يتطاير من نظرات عينيه , أبعدت نظرها عنه بسرعة وأكملت بأرتباك:
"هل نعود؟".
وقفت لين بسرعة لئلا تترك له مجالا لمساعدتها بالوقوف , أما هو فوقف متباطئا وتركها تمشي أمامه وبقي يتبعها.

صعدت الممر بسرعة ووصلت الى السيارة وهي تلهث , وقفت بالقرب منها تسترد أنفاسها وهي تمسح الرمال عن قدميها , أخرج سورين منديله النظيف من جيبه وناولها أياه , أخذته منه وقالت:
" شكرا".

كانت تتعجب من تصرفاته الهادئة , لقد تمالك توازنه بسرعة وتبخر غضبه كليا وبدا مسرورا وهو يراقبها تنتعل حذاءها , دخلت بعد ذلك السيارة , وأمسك منديله المتسخ وأعاده الى جيبه وجلس خلف مقود السيارة وأبقى يديه على المقود ونظر اليها قائلا:
"هل تحبين أن تتناولي الغداء في وكاتان أم نعود فورا الى البيت؟".


اماريج 07-05-10 10:14 PM

" كما تشاء!"
" أذن نتناول الغداء أولا فربما يزيد تعارفنا هكذا".
نظرت اليه متسائلة وقالت:
" هل هذا ما يزعجك؟"

وجدت لين نفسها في طريق مسدود , لا يمكنها أن تختفي وراء الظل, كان محقا في طلبه , سيتعرف اليها أكثر ,ولكن ما يزعجها زيادة عن تعرفه اليها أنها لا تملك أرادتها لمقاومته ... فقالت بحذر:
" لست واثقة أنني أفهم ما ترمي اليه؟".
قال بعصبية واضحة:
" بل تفهمين جيدا , ربما أنت لا تبينني ولكنك تدركين أن هناك رابطة قوية تجمعنا".

لم تستطع أن تنكر , هناك جاذب جنسي قوي يربطهما أنها تحس بما يشدها اليه كلما دخل
الغرفة ... حتى أنها تفادت النظر في ملامح وجهه , لقد خانتها أرادتها البارحة وأدرك سورين ضعفها أتجاهه ... وهذا ما شجعه اليوم للتمادي في علاقته بها ... لا تستطيع أن تفقد توازنهاوهي بقربه ... كانت ترفضه... لقد أختلطت مشاعرها: الكراهية والغضب وعدم الثقة ... كانت متأكدة فيما مضى أنه لا يحبها .
" ما يربطنا ليس حبا!".
" أعرف ذلك ".
" هذا لا يكفي".
" لماذا؟".
" أما علاقة عاطفية أو لا شيء....".
" وهذا ما يكفي ليجعلنا نابع نمو علاقتنا لنفهمها أكثر, لنكتشف ما الذي يربطنا .......".

لو كان صادقا فيما يقول فالتجربة بينهما ستكون رهيبة ومخيفة , أنه وراء المزيد من المعلومات عنها , وهي لا ترغب بالغوص في نفسيته المعقدة , ربما هناك أمور مرعبة ورهيبة في ماضيه.
" لا أريد أن أبدأ علاقة معك ... ولو كانت بداية لصداقة وفية".
" ولكن العلاقة بدأت ولا يمكنك أيقافها فجأة".
" هذا ما أفعله".
كانت لهجتها قاسية وقوية وتؤكد قرارها وتصميمها ... ولكن شعورها الحقيقي كان مخالفا لما تقول:
" لا يمكنك أن تتظاهري بعدم وجود هذه العلاقة ....لن أدعك".

قالت بعصبية ظاهرة:
" لا أريدها يا سورين , أرجوك أتركني وشأني ".
ران صمت ثقيل بينهما ثم أضاف بتصميم أكيد:
" لا!".
أرتجفت لين وبان اليأس عليها وقالت:
" أنت لا تفهم!".
" لماذا؟ أجعليني أفهم!".
" أنا.... لا أستطيع...".
" حاولي!".
هزت رأسها حزينة ... وكيف تفهمه وهي لا تثق به... ربما نتج عن علاقتها به أضرارا نفسية لا يدرك مداها الا الله...
نظرت اليه ترجوه وقالت بأنكسار:
" أرجوك يا سورين , دع كل شيء بيننا ينتهي......".
هز رأسه موافقا وبدا العبوس جليا في عينيه ثم أدار محرك السيارة وحين وصلا الى وكاتان سألته بأهتمام:
" أنهيت تقريرك؟".
" تقريبا".

" هل ستأخذ أجازة من عملك كما قلت لي سابقا".
" لا أعرف بعد , لقد تماثل والدي للشفاء ولكنه لا يستطيع أن يجهد نفسه بالعمل ... هل تتمنين لي الرحيل بسرعة؟".
" طبعا لا". كانت ترغب أن تطول أقامته معهم , ران الصمت الثقيل من جديد , سارا على الشاطىء سوية دون حديث , توقفت قرب تمثال برونزي لأمرأة شعرها يبدو كما لو أن الرياح قد عبثت به , سألته:
" من هي. هذه المرأة؟".
" أنها وراكه تنحدر من شعب نيوزيلندا الأصليين وتعتبر زعيمة المرأة المتحررة , تقول الأسطورة أنها وصلت برفقة زوجها أو ربما والدها على متن مركب صغير , وبعدما رأى الرجال اليابسة تركوا النساء والأطفال في المركب وهرعوا اليها يستطلعون ولم يبقوا مع النساء ولا رجل فأخذت الرياح تتقاذف المركب يمنة ويسارا الى عرض البحر, بقيت النساء والأطفال معرضين للخطر لأن التجذيف كان من أعمال الرجال المكرسة ولا يجوز للمرأة أن تمتهنه ,
لم تجرؤ أية أمرأة على الأقتراب من المجاذيف ألا وراكه على الرغم من معارضة رفيقاتها في المركب , وجذفت وقادت المركب الى الشاطىء الأمين وحدها , كانت تقول : سأقوم بأعمال الرجال ... وقد سمي المكان بأسمها تخليدا لذكراها وشجاعتها النادرة".

" يبدو لي أنها ليست متحررة ... هناك العديد من النساء يقمن بما قامت به هذه المرأة بعدما يهجرها رجلها ويتركها مع طفل لتدبر أمره وحدها ... عليها حماييته وتربيته وأتخاذ القرارات المهمة من أجله دون مساعدة أحد".
" هل تقصدين أنها تصرفت بناء لحاجة ملحة وأنه لم يكن لديها خيار في الأمر؟".
" نعم".

" ولكن بقية النساء حولها كن يبكين ويولولن بينما هي تصرفت بحكمة وأنجزت عملا أعطى نتائجه الفورية ".
" صحيح أنها قادت المركب الى الأمان ولكن هل بقيت قائدة حتى بعد عودة الرجال؟".
منتديات ليلاس
" الزمن تغير ... وأعتقد أن حرية المرأة شيء يفيد الحقوق والواجبات".
" نعم , وأنت؟ هل تناصرين المرأة في نضالها ضد التخلف , هل أنت من أنصار المرأة؟".
" نعم ,ولكنني لم أكن أعتقد أنك تناصرها لنيل حقوقها الكاملة".
" هذا يبرهن لك أن هناك أمور عديدة تجهلينها عني!".


اماريج 07-05-10 10:16 PM

وخلال الغداء أكتشفت أنها بدأت تتوغل في أعماقع أكثر , كانت فترة هادئة تبادلا فيها الحديث , وأكتشفت الكثير عنه وعن أخلاقه وحياته ,نسيت بعد ذلك ما أكلت من ألوان الطعام ولن تعد تتذكر الا أنه كان طعاما شهيا ممتعا بصحبة سورين ,
كان يسليها ويضحكها ويملي عليها الكثير من المعلومات المفيدة , وهي تنصت بأهتمام لكل كلمة يقولها ,وحين سألها عن حياتها وخبراتها بدت شديدة الحذر وأجاباتها مقتضبة تفوهت بأقل ما يمكنها من معلومات حميمة ,كان ينصت اليها مبتسما أبتسامة ماكرة وهو يراقبها وحين جاء دوره ليتكلم بدأ يحدثها بلباقة وحرية , عرفت أن لديه أجازة جامعية في علم الزراعة,
ولديه شهادتان في تصنيع الحليب ومشتقاته وأكتشفت أنه يحب نوع الموسيقى التي تحبها وذوقها في قراءة الكتب يتماشى مع ذوقه , الكلام في موضوع الهوايات موضوع خصب ومأمون , أرتاحت وهي تناقشه مزايا بعض الكتب الأدبية والمؤلفات الموسيقية الحديثة وأستفادت من رأيه حول بعض المؤلفين الجدد.

وفي المساء قادهاالى البيت , الليل جميل والنجوم تزركش السماء بنورها الباهت , ظهر القمر ساطعا فوق التلال وغمر نوره سطح البحر , الليل جذاب وممتع , مالت لين في جلستها الى الأمام لتلقي نظرة ثانية الى النجوم وتنهدت مدهوشة للمنظر الخلاب ...هز سورين رأسه موافقا وأبتسم .

وحين وصلا الى المنزل كان النور في داخله يشير الى أن العائلة لا تزال مجتمعة , خرج سورين وفتح لها باب السيارة , نزلت ورفعت رأسها الى السماء كأنها مترددة في دخول المنزل والليل يغريها بالبقاء لتستمتع بسحره الأخاذ.
تحيط بالقمر الفضي مجموعات النجوم المتلألئة , أستدارت لين لتنظر الى سورين وقالت:
"أشكرك على هذا اليوم الممتع يا سورين".

" هل أستمتعت بوقتك؟".
" كثيرا... والليل جميل وساحر للغاية".
" لا حيلة لي بذلك... ولا تنسي سحر القمر وجاذبيته الخفية!".
أمسك بكتفيها بقسوة وجذبها اليه وبعدما أبتعد عنها قالت بلطف متمتمة:
" أننا نتصرف بفعل القمر وجاذبيته!".

" صحيح , وأنت أيضا لك سحرك وجاذبيتك , أنت جميلة كالليل ,(لامس شعرها بيده بحنان ) أنت جميلة جدا , أنت حورية من القمر....".
لو سمعت هذا القول من غيره لضحكت ... هل هي حورية ؟ لا... أن سورين ساحر حقا ,لقد سحرها حين لامس شعرها بأصابعه....
" أنت تشبه أبطال الأساطير ... قوي ومتوحش ومختلس!".
" أنا مختلس؟".

كان لا يزال يمسك بيديها , أحست بنبضات قلبه ,وقالت بغنج:
" ألست مختلسا؟".
قال بهدوء:
"لا".
تحركت لين تريد دخول المنول , سألته:
" هل ستدخل؟".
" نعم , لا يزالون مستيقظين , ربما أتناوا فنجانا من القهوة معهم".
أمسك بيدها ودخلا الى غرفة الجلوس حيث تجتمع العائلة حول جهاز التلفزيون ... وبقي سورين يحتفظ بيدها متشابكة مع يده.

.........نهاية الفصل الرابع..........


اماريج 08-05-10 03:20 AM

5- أخبرها ولأول مرة بما يختلج في قلبه , وهي بقدر ما تمنت تلك اللحظات معه , بقدر ما أخافها حديثه عن نفسه, حاولت أن تتمالك نفسها, أن تضع حدا لعلاقتها به ولكنها عادت وسقطت في الحب!

استيقظت لين صباح اليوم التالي وهي تشعر بسعادة عارمة , أبعدت عن تفكيرها ما يمكن أن يحزنها , رفضت أن تعترف بأن ما حدث لها الليلة الماضية يجب ألا يتكرر ,كانت تريد أن تعيش يومها وألا تفكر في الغد.

تناول سورين فطور الصباح متأخرا مع والديه , وعاد متأخرا لتناول الغداء , فلم تتمكن من الأنفراد به , تملكها شعور بالخجل وهي تبتسم له وترحب بلقائه , نظر اليها نظرة عابثة جريئة ومشحونة بالود والمحبة وهو يرد لها تحيتها الصباحية.

في المساء خرج راي ليساعد في أعمال المزرعة , كانت لين تراقب سكوت الصغير وتهيء طعام العشاء للعائلة , أعطت سكوت أقلاما ملونة وبعض الأوراق ليرسم عليها وبدأت تنظف الخضار وتقشر البطاطا, كان سكوت يثرثر معها مسرورا وهو يرسم صورا مبهمة بألوان زاهية فوق الورق , كانت لين تشجعه دون أن تنظر الى عمله لأن عقلها كان يتناول حوادث اليوم الماضي.

غسلت الجزر والبطاطا وتذكرت أن عليها جلب اللحم من الثلاجة الكبيرة قرب غرفة الغسيل , وبخت نفسها لأهمالها عملها وأسرعت تجلب اللحم , فتشت الرزم المجلدة حتى عثرت على ضالتها من اللحم المقطع وعادت بها الى المطبخ ... لم تجد سكوت هناك ,نادته بصوت مرتفع وهي تضع بعض الملح والبهار فوق قطع اللحم.

ولما لم يجبها أحد , دفعت بصينية اللحم والخضار الى داخل الفرن وخرجت تبحث عن سكوت في الممرات وداخل غرفته ولكنها لم تجد له أثرا , فتشت داخل الحمام وبدأت تشعر بخوف لغيابه , فتحت الباب الخارجي وذهبت تبحث عنه خارج البيت.

شاهدت عن بعد سورين بقامته الفارعة يتقدم من المكان المخصص لحلب البقر وشاهدت سكوت الصغير يركض لملاقاته , رفع سورين الصغير بين يديه وحمله وأقترب من السور المحيط بالمنزل حيث كانت لين تقف فزعة , الظاهر أن سكوت تسسلق السور وخرج لملاقاة سورين.

" ماذا يفعل سورين خارج السور؟".
فتحت لين باب السور وأفسحت لهما المجال ليدخلا , أختفى عن عيني سورين الحنان والود وبانت لهجته مؤنبة قاسية , قالت لين تدافع عن نفسها:
" ربما خرج حين تركت المطبخ لأجلب بعض اللحوم من الثلاجة , غبت عنه أقل من خمس دقائق لا أكثر".

" خمس دقائق كافية لهذا الشقي العفريت".
أنزله سورين أرضا وأنحنى يكلمه حانقا:
" عندما تكون بصحبة لين عليك أن تبقى مكانك قربها وأن لا تتهرب....مفهوم؟".
منتديات ليلاس
حدق الصغير بعينيه الزرقاوين وقد تجمدتا ,نظر الى عيني شقيقه الخضراوين القاسيتين فزعا ثم وضع أصبعه في فمه وهز رأسه وهو صامت دليل الموافقة:
" عليك أن تتصرف جيدا.....".


اماريج 08-05-10 03:27 AM

دخل سورين به الى المطبخ, أنحنى الصغير من جديد فوق أوراقه ومد سورين يده وصفعه صفعة صغيرة على قفاه ليؤكد له أمتعاضه لما قام به.رمقه سكوت نظرة حزينة وتابع رسمه على الورق طائعا.

وجدت لين نفسها مسؤولة عن تصرفات الصغير , قالت:
" آسفة ,كان منهمكا في لعبه ,ولم أعتقد أنه سيلاحظ غيابي لبضع دقائق".
" أنه شديد الملاحظة ... طفل ذكي وسريع الحركة ويحتاج للمراقبة كل ثانية".
" سأتذكر ذلك ,(قالت بسرعة وعصبية) لن يحدث هذا مرة ثانية ".
" لست متأكدا".

" قلت لك سأنتبه أكثر ... لن أدعه يغيب عن ناظري بعد اليوم".
مشت الى الداخل بعصبية , لحق بها سورين وأمسكها من ذراعها قائلا:
" مهلا....".
" لا تلمسني".

حاولت أن تفلت من قبضته ولكنه أحكمها حولها أكثر وأمسك بذراعيها وأدارها اليه لتنظره وجها لوجه ,وقال ساخرا:
" الليلة الماضية لم تقولي ذلك .... (ضحك بصوت مرتفع) يا ألهي أنت تشبهين سكوت كثيرا , ربما علي أن أعاملك بالطريقة نفسها كما أعامله".

أحمرت وقالت بعصبية:
" أياك أن تفعل!".
" أسمعي......".
" دعني وشأني , ( بدأت تصارعه لتفلت من قبضته ) لدي عمل يا سيد وينغارد , ألم تذكرني بمهمتي في مراقبة سكوت....".
" لين.....".
" دعني وشأني".
" يا ألهي...".

ضمها اليه بعصبية وعانقها بشكل مؤلم وحين رفع رأسه بعيداعنها كانت قد أخرستها المفاجأة فأكمل:
" هل تسمعينني الآن ؟".
منتديات ليلاس
حل قبضته عنها وتركها تبتعد عنه .
" أنا لم أكن أتهجم عليك أو أنتقدك ,أعرف من خبرتي السابقة مع سكوت أنه شيطان صغير ومن سلالة الساحر هوديني وأنا لا ألومك أن غافلك مرة ثانية , مع أنني واثق من أنك لن تدعيه يغيب عن نظرك بعد أن أنذرتك في السابق بأن مراقبته ليست عملا سهلا".
" ولكنك كنت تلومني لأنني السبب........".


اماريج 08-05-10 03:30 AM

" لو فهمت أقوالي على هذا النحو فأنا متأسف , لقد خفت حين شاهدته خارج السور بعيدا عن الدار ... لم أرك قربه , وأنا أحب هذا الصغير حبا جما".
وضع يده مهدئا , كان سكوت لا يزال يرسم دوائر كبيرة ملونة فوق الورق وهو يثرثر بأصوات مبهمة.

عادت لين الى المطبخ وجلس سورين يتحدث مع الصغير , لقد نسي سكوت غضبه وبدأ يشرح لشقيقه البكر ما رسم , رفع سورين نظره اليها وسألها:
" هل تحتاجين لمساعدتي؟".
" لا , شكرا , لقد أنتهيت من عملي تقريبا , أنا أتقاضى بدل أتعابي".
" هذا مسمار آخر... أرجو أن لا تضيفي كلمة سيد وينغارد من جديد........".
" لم أقصد أزعاجك ولكن لماذا حضرت باكرا ؟ ظننت أنك ستساعد والدك بحلب البقر".
" لقد أعفاني من مساعدته , يريد أن يتأكد أن بأمكانه القيام بالعمل دون مساعدة ".

أمسك سكوت برسمته ووضعها أمام سورين يحرضه على
الأنتباه .
"على مهلك يا صغيري".
رفع سكوت الى ركبته وفرد الرسمة فوق الطاولة وأعطاها كل أنتباهه :
"أنها جميلة".
" لنضعها على الحائط في غرفتي يا سورين".
" هيا بنا".

فتش عن مسامير صغيرة وقال يخاطب لين:
" سنذهب لنعلق التحفة النادرة على حائط غرفة سكوت".
عاد سورين بعد قليل الى المطبخ حيث كانت لين لا تزال تهتم بالطعام :
" أن سكوت بخير يلعب في غرفته , لقد قرر أن يشيد قصرا من الأخشاب الصغيرة على شاطىء البحر ".
" وماذا أيضا يا سورين؟".
" نعم؟".
" ما هو شعورك وأنت تعتني بشقيقك الصغير .... يكاد أن يكون أبنك".
" شعور لذيذ.....".

" ألا تغار من عائلة والدك الجديدة؟".
" لا , لقد أنتهيت من شعور الغيرة قبل أن تولد سوزان , لقد أحسنت تريزا معاملتي , ولكنني لم أجعل الأمر سهلا عليها".
" لم أسمعك تناديها بأسمها من قبل".
" صحيح , أنا أناديها ماما , أنها مزحة".
" هي أيضا قالت لي ذلك , ولكنني لم أفهم ماذا تقصد".

" في البداية لم أقبل وجودها هنا , كنت في الحادية عشرة من عمري ولا أزال أذكر حنان والدتي وحبها لي , رفضت أن يشاركني أحد في حب والدي وبالأخص زوجته الجديدة ,في الشهور الأولى لوجودها معنا أحلت حياتها جحيما لا يطاق ,لقد نفذ صبر والدي ولكن تريزا لم تسمح له بمعاقبتي أبدا , كنت أصرخ فيها وأرفض أن أناديها ماما , وكانت هي صابرة ولم تعاقبني , وسمحت لي بمناداتها بما أريد شرط أن يكون النداء مهذبا ومقبولا , ولكنني رفضت الكلام معها بتاتا وبقيت هي ودودة في معاملتي وصابرة ولم تعاقبني أبدا , وكانت تلطف الجو بيني وبين والدي وتحسن معاملتي على الرغم من كل ما كنت أفعله معها , لم أصدق أن زوجة الأب يمكن أن تكون أنسانة طيبة وتحسن معاملتي , لم أرغب في حبها لأنني كنت لا أزال حزينا على فقد والدتي ...وتغيّر شعوري وبدأت أحس بحنان تريزا ... مع أنني رفضت الأعتراف بتغير شعوري نحوها في البداية ثم حاولت أن أحاربه".
سألت لين بفضول:
"كيف؟".

" كنت صبيا يا فعا , رغبت في محاربتها ومكايدتها , كنت أحسن التصرف معها أمام والدي أما في غيابه فأصبح شيطانا مريدا , لم تخبره بذلك وأحتملت مني ضروب العناد مع أنها شابة صغيرة في الخامسة والعشرين من عمرها, فكرت في أهانتها , فناديتها ساخرا : يا جدتي ... شبهتها بشخصية رأيتها في فيلم ضاحك وظننت أنها ستغضب ولكنها ضحكت ... أهتجت وغضبت كثيرا لأنها ضحكت بدلا من أن تغضب ... مشيت اليها أوسعها ضربا بيدي وقدمي ... لو كان والدي يشاهد ما حدث لسلخ جلدي وأوسعني ضربا , كنت نحيلا وعصبيا وربما كان من الممكن أذيتها بضربة قاسية ... ورأيتها بعد ذلك تبكي , هدأت قليلا وأرتحت لحزنها , ثم أكتشفت سبب بكاها ... كانت تقول : سورين أيها الصغير المسكين , أعتذر لأنني ضحكت منك , أمسكت بي وضمتني الى صدرها وقبلتني معتذرة , فتوقفت عن لكمها وعانقتها بمحبة وود....(خشن صوت سورين من شدة تأثره ولم يعد ينظر الى لين, بل توقف عن الكلام وضحك قليلا),تمالكت أعصابي وحبست دموعي جاهدا , أعتقد أنني كنت شجاعا وقاسيا وأنا في الحادية عشرة من عمري ....
منتديات ليلاس
ثم أعتذرت منها قائلا:
" أنت لست كبيرة في السن , ورغبت أن تضحك من جديد على أقوالي ولكنها لم تفعل , بل قالت:أشكرك يا سورين , أكون أمك , جدتك لو أردت أنت ذلك , ولكنني لم أكن مستعدا للأذعان بعد , بدأنا هدنة مؤقتة , كنت أفكر بما حصل مرارا بيني وبين نفسي , لم تتعجل تريزا الأمور , وأخيرا سلّمت بالأمر الواقع راضا ,وعملت منها مزحة صغيرة , أتذكر أنني عدت ذات يوم الى البيت ودخلت عليها المطبخ وناديتها لا مباليا:
" أهلا يا أماه... أين غدائي؟".

اماريج 08-05-10 03:32 AM

نظر اليّ والدي مصعوقا ولكن تريزا أوقفته بنظرة ناعمة ... ربما شرحت له ما حدث فيما بعد , ونظرت اليّ وغمزت لي بعينيها مبتسمة ... ومنذ ذلك اليوم بدأت أناديها (ماما) كنا نختلف في بعض الأحيان , ولكنها كانت دائما تحسن معاملتي كأبنها ,
وقبل ولادة أولادها شاركتني بالأنتظار والتحضير ... لم أشعر بالغيرة منهم أبدا , تريزا واسعة المحبة وتستطيع أن توزع حبها على الجميع".

شعرت لين بحزن عميق يغمرها وقالت:
" أنت تحبها كثيرا ... لم يعجبك قولي ,أنها أصغر من أن تكون والدتك , لقد كرهتني لأجل ذلك منذ أول لقاء بيننا".

وقف سورين من مجلسه ومشى اليها وأخذ يديها بين يديه ونظر اليها:
" لم أكرهك أبدا , كرهت ملاحظتك السريعة لأول وهلة , شعرت أنني خسرت والدتي مرة ثانية , أحسست أن سري الدفين منذ عشرين سنة أصبح مشاعا للجميع ,
أكثر الناس لا يلاحظون أنها ليست والدتي الحقيقية ولا يهتمون لهذا الأمر , أما أنت فكنت واثقة مما تقولين أليس كذلك ؟ لقد أعدتني بملاحظتك الى طفولتي وأنا لا أحب ذكرياتي في تلك الفترة , أحسست أنك تكرهينني ولا يمكنك حبي أبدا".

سحبت لين يديها من بين يديه وذهبت تراقب الطعام فوق النار , ثم قالت:
" كنت حزينة من أجل الفتاة المسكينة في مركز البريد , ظننت أنك عاملتها بقسوة".

أستدارت لين اليه تبتسم له ونظرت اليه متحدية:
" ربما كنت فظا وقليل الصبر معها في ذلك اليوم...".
" أوه ... لقد نظرت اليّ نظرة نكراء يومها ".
" كيف؟".
" كأنني حشرة صغيرة متطفلة..".

رفع حاجبيه وقال:
" أنكر ما تقولين".
" لا بأس , نظرت الي لأن وقتك لا يسمح لك برؤية النساء على الأطلاق.... وبعد ذلك كنت أتعثر... وأنت تستجوبني أتذكر؟".
منتديات ليلاس
" لم أعتقد أن بمقدورك القيام بالعمل المتعب المنتظر منك , ظننت أنك سترحلين عائدة الى حياة المدينة بعد أسبوع فقط... تذكرت والدتي ووالدي والعبء الثقيل الملقى عليهما وما يحتاجانه من مساعدة فعّالة ".
" والآن؟".


اماريج 08-05-10 03:40 AM

" والآن؟".
" أعترف بأنك قمت بمهماتك خير قيام ( نظر اليها نظرة قاسية ) ولكنني ما زلت أتساءل عن السبب الحقيقي الذي جعلك تقبلين بهذه الوظيفة....".
" أحب الريف , أحب المكان , أحب عائلتك..".
" أخبرتني تريزا أنك أنتقلت للعيش مع عمتك بعد وفاة والدتك , هل تعتبرين بيت عمتك كبيتك؟".
منتديات ليلاس
" لا , كانت عمتي تحسن معاملتي ولكنها لم تعاملني كأبنتها أبدا".
" وماذا عن والدك؟".
" لا أظن أنه أعتبرني أبنة له أيضا , كانت والدتي هي الوحيدة التي رغبت في وجودي ... ولقد ماتت... أنت سعيد الحظ لوجود تريزا بديلة عن والدتك , ربما أغار منك.......".

كانت لين تغار منه حقا , تحسده لأن تريزا أغدقت عليه حبها بينما حرمت هي من حب والدتها , بأي حق تحرم هي من حب والدتها الحقيقي؟ كرهته لأنه نال الحب الذي رغبت في الحصول عليه دائما".
" أعلم أنني سعيد الحظ , تريزا أمرأة نادرة الوجود , أنها مخلصة وحنونة".

أنه يحبها حبا كبيرا , أين هي من هذه العائلة ؟هل من الممكن أن يكتشف سورين السبب الحقيقي الذي أتى بها الى هنا؟ أنه يضع تريزا في مرتبة عالية ويحترمها ويعتبرها فوق الشبهات ,شعورها الحقيقي نحو سورين بدأ يتبلور ولا يسعها أن تنكر حبها له بعد اليوم , لكنه لو عرف الحقيقة فهل سيختلف شعوره نحوها بعد ذلك"

سوزان وترايسي منخرطتان في معمعة الأمتحانات وحمى الدرس والتحضير , الكتب في كل مكان وزمان , كل فرد من أفراد العائلة يساعدهما على التركيز ويتمنى لهما النجاح ويشفق على تعبهما , وأعفيتا من كل واجباتهما في أعمال المنزل , فكان يتبرع لمساعدة لين في تنشيف الصحون بعد الطعام ,وتخلت لين عن عطلتها في نهاية الأسبوع وبقيت قرب سوزان تساعدها في التحضير لأمتحان التاريخ ,
وقبل سورين رفضها لمرافقته بناء على ذلك ولكنها لم تكن تدري الى متى ستنطلي عليه حيلتها , سارت العلاقة بينهما الى محطة لا يمكن التراجع بعدها : فأما أن تشتد أواصرها برباط نهائي وأما تنهار وتنقصم ,
كانت لين تحارب الأمكانية الأولى بكل قواها خوفا من أن تلحق الضررر بالعائلة كلها ,وأما قرار الأنفصال فكان يدمي قلبها ,ويحزنها ويملؤها غما وتعاسة ,
كانت تعرف مسبقا أن عليها عدم التوغل في علاقتها به لأنها كانت واثقة بأن لا مستقبل لهما معا ... ولكن عندما تشاهده تتبخر أرادتها ويغلف تفكيرها السليم طبقة من الدخان الكثيف يحجب عنها الرؤية الصحيحة ,
كانت تقول في نفسها(فقط هذه المرة...سأتمتع لآخر مرة... أراه وأمرح معه وأضحك لنكاته وأستمتع بحديثه وأطرب لرنة صوته وأسمعه يناديني بأسمي وأتقبل سخريته الناعمة... يا ألهي من الصعب عليّ الأبتعاد عن طريقه..)



اماريج 08-05-10 03:44 AM

سوزان وترايسي منهمكتان في دراستهما ولم تلحظا ما كان يدور بينها وبين سورين من علاقة وطيدة , بينما تريزا عرفت ويبدو أنها راضية وموافقة , أما راي فأنه ينظر اليها نظرات قاسية من حين لآخر بدون أن يفصح عما يدور في فكره.

جاء سورين الى المطبخ لمساعدة لين ودافي في تنشيف الصحون بعد العشاء وقال لها:
" تعالي الى شقتي , أنت متعبة كما يبدو".
" عليّ أن أنام باكرا ".

" لن أبقيك وقتا طويلا , أعدك,( نظر الى دافي) أخبر أمك بأن لين خرجت معي لزيارتي ولن نتأخر أكثر من ساعة".
" حاضر".
تركهما دافي ودخل الى غرفة الجلوس لمتابعة برنامجه التلفزيوني المفضل.

" لم أقل أنني سأحضر... أنا حقا مرهقة".
" مشوار قصير في الهواء الطلق سيساعدك على الراحة , الليل جميل وساحر ثم أريد أن أتحدث معك".
" عن أي شيء؟".
" وهل يجب أن يكون موضوع الحديث شيئا خاصا ,لا تعقدي الأمور .( مر بشفتيه على جيدها بحنان) أرجوك".

خرجت معه على الرغم من تعبها ,كانت لا تقوى حتى على مجادلته وكانت تريد رفقته أكثر من أي شيء آخر , الهواء المنعش في الخارج ساعدها في التغلب على تعبها ,وضع سورين ذراعه حولها وجذبها اليه قائلا:
"أنظري الى النجوم في السماء ما أجملها".
" الليل ساحر".
منتديات ليلاس
وقفت تتأمل منظر السماء المضاءة , حاول سورين أن يجذبها اليه أكثر ولكنها أفلتت منه بسرعة ومشت بأتجاه منزله وبعدما فتح الباب وأضاء النور وطلب منها أن ترتاح على الأريكة وقال:
" أجلسي هنا ,( أجلسها بمواجهة جهاز التلفزيون) هل ترغبين في شراب منعش؟".


اماريج 08-05-10 04:23 AM

" ماذا تقدم لي؟".
" كوكاكولا ... أو عصير برتقال أو كرز".
" أفضل عصير الكرز , شكرا".
" سأشاركك الشراب".
عاد من المطبخ يحمل كأسين , ناولها كأسها وجلس قربها على الأريكة, وأبتسم لها أبتسامة هانئة ثم نظر الى لباسها , أستغربت قائلة:
" كان عليّ أن أبدل ثيابي , أرتدي بنطلونا من الجينز وقميصا قطنيا , لا يجوز أن أحضربهذه الثياب لزيارتك".

" أنت جميلة دائما , ظننت في البداية أن اللباس يضفي عليك هالة من الجمال ولكنني أكتشفت أن ما تلبسين لا يهم أبدا , أنت جميلة كيفما كنت".
" أشكرك ".
منتديات ليلاس
" أحست أن الموضوع بدأ يتشعب بطريقة حساسة جدا , وخافت أن ينتهي الى ما لا تريد ... نظرت أمامها الى شاشة التلفزيون ,وتأملتها :
" هل ترغبين في مشاهدة برامج التلفزيون؟".
" لا مانع لدي".

نهض سورين وفتح جهاز التلفزيون ورتب الصور والصوت ,كان قد أستحم وغيّر ثيابه قبل العشاء ولاحظت نظافته ورائحته الشهية.
أبتعدت لطرف الأريكة لتفسح له المجال ليجلس بعيدا عنها , ولكنه أقترب منها , ولفترة وجيزة تقلصت في مكانها بأنزعاج ثم شعرت بقبضته الدافئة الحنونة ... أرتاحت نفسها وأسكتت ضميرها مؤقتا.

ركزت نظرها على البرنامج التلفزيوني , حيث العديد من الراقصات الحسناوات يدرن بتنانيرهن الفضفاضة وأثوابهن الملونة ... الرقصة سريعة كلها حركة ولف ودوران حتى أنها أحست تأثيرها كالمنوم.
أقترب سورين من أذنها وتمتم:
"أرجو ألا تنامي".
" وهل تنزعج( أبتسمت ووضعت رأسها بين يديها) ".
رفع رأسها بيديه وعانقها وقال:
" نعم ".
أغمضت عينيها وهي تفكر بصوت مسموع :
" يجب أن أضع حدا لهذه العلاقة".
تملكها شعور لذيذ وتنهدت وهي تتقبل عناقه , خافت لين أن تأجج أحاسيسها وأبتعدت قليلا وقالت بصوت مختنق:
" لا ... أر..... أرجوك".

رفع سورين رأسه لينظر اليها , كانت النشوة تمتلكه حتى العظم وهي لا تزال مغمضة العينين , قال بهدوء متكلف:
" حسنا".
داعب شعرها بيديه فتمتمت معترضة:
" لا يمكنك أن تفعل هذا بي...".
" لن أفعل".

أحست بلمسته على جبينها ثم عينيها ثم جفونها وكانت تتململ بأرتباك وهو يلاحقها ,قالت متأسفة:
" ولا هكذا.....".
ضمها اليه أكثر وقال وهو ضحك ضحكة هادئة:
" وماذا عن هكذا؟".
منتديات ليلاس
عاد يتابع قائلا:
" ما رأيك بهكذا ... تصرف بقسوة وعنف ثم وبسرعة توقف شاعرا بخيبة أملها ورغبتها الأكيدة في المزيد ألا أنها أعترضت بهدوء فعاد مرة بعد مرة وهو يتمتم:
" هكذا... وهكذا... ثم هكذا".
أختنق صوتها وهي تحول أن تتكلم بجهد:
" أر... أرجوك ... كفى..".

ولكنها أمسكت برأسه تداعب شعره بيديها تكاد لا تصدق أحاسيسها المتوثبة , وشعرت أنها ملكه كليا ولا يمكنها الأبتعاد عنه ... وحين فرغ من عناقها عرفت الخطر الذي يحيط بها وأذا ببعض العقلانية تعود اليها وأذا بها تقول بلهفة:
" كفاك ... يا ... سورين".

دفعته بعيدا عنها ,جلس وأجلسها معه.
" لا بأس , لا حاجة بك لصدي"
كفت عن دفعه بعيدا عنها , أبعد خصلة من شعرها كانت نافرة قرب خدها .
" لا عليك , أنا لم أحضرك الى هنا لأعانقك عنوة".
" كنت أخاف أن تخدعني".


اماريج 08-05-10 04:26 AM

ضحك سورين بتهكم وقال:
" لا أجرؤ على ذلك, ربما تسلخ تريزا جلدي , أنها تعتبرك فردا من أفراد العائلة , والدي وتريزا لا يوافقان على أقامة علاقات خارج مؤسسة الزواج , سيحميانك كحمايتهما لسوزان وترايسي".

" صحيح؟ ولكنك رجل وتستطيع أن تفعل ما يحلو لك بعيدا عن العائلة , التقاليد تمنحك حقوقا في هذا المضمار , يحق للشباب أن يمرح ولا يحق للفتاة......".
" من قال ذلك؟".
منتديات ليلاس
نظرت اليه مستغربة قوله , كان يبتسم أبتسامة باهتة , ألتقى نظرهما لفترة وشعرت بحمرة الخجل تكسو وجهها وهي تقول بأستغراب:
"صحيح!".
ضحك سورين من تعابير وجهها وقال:
" هذا أمر غير مقبول هذه الأيام , هل والدك متزمت رجعي في أفكاره؟".
" أنه محافظ , وقد أعلن رأيه صراحة للجميع , يقول أن لا وقت لديه للعبث: لا يفرق بين الفتاة العابثة والشاب العابث ... وكذلك تريزا تؤمن بمبادئه".

" أذن ... هما متفقان في هذه الأمور الأخلاقية".
" مما يساعد في تربية الأولاد".
" صحيح ,ظننت أنها واسعة الأفق ومتطورة في هذه المسائل".
" هل تمكنت تريزا من تربيتك بالقوة؟".

" لا, تريزا لها طريقتها الخاصة في التربية , كانت تقود ولا تدفع دفعا , وعندها تصميم على شيء لا تتراجع عنه أبدا".

تابع سورين كلامه عن تريزا , كان يجيب عن أسئلت لين , وحين توقفت عن أسئلتها بقي صامتا مفكرا وهو يداعب شعرها بيده.
بقي جهاز التلفزيون يعمل ولكن لين لم تعد تسمع الكلمات ولا الموسيقى ,وبعد ذلك أغلقت عينيها وغفت على صدر سورين.

نامت وأستسلمت لأحلامها ولم تشعر بيديه ترفعانها وتحملانها الى السرير في غرفة النوم , وفتحت عينيها لترى سورين ينظر اليها مطمئنا :
" لا تخافي ... نامي بأمان ... نامي يا حبيبتي".
منتديات ليلاس
غطاها جيدا وخرج من الغرفة.
أستغربت لين ما حصل لها ,لم تعرف أن كانت تعيش حلما أو واقعا , كانت تحاول أن تحل هذه المعضلة وهي في غيبوبة النوم اللذيذة.

...........نهاية الفصل الخامس.............


الجبل الاخضر 08-05-10 05:15 PM

روعه وحماسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ننتظر التكمله

اماريج 08-05-10 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2298210)
روعه وحماسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ننتظر التكمله

شكرا لمرورك ولمتابعتك
حبيبتي
تحيااااااتي لك ياعسولة

اماريج 08-05-10 06:20 PM

6-عرفت من تريزا ان رحيلها عن المزرعة بات مقررا,تلقت لين ذلك الخبر برباطة جاش خافتة حقيقة شعورهانحوتلك المراة التي بحثت عنها طويلا .....لكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن!
تحركت لين في السرير ,وأكتشفت أن الشمس قد ملأت الكون بنورها , رأت الضوء يطل من خلال فتحات صغيرة من الستائر الداكنة المنسدلة على النوافذ, أكتشفت أنها ليست في غرفتها ,جلست فزعة وضربت رأسها بحاجز السرير الخشبي من شدة أرتباكها , تألمت كثيرا وشعرت بالأحتقار يغمرها...

نظرت الى باب الغرفة , كان الباب مواربا وشمّت رائحة البيض المقلي تنساب من المطبخ الى غرفة النوم , نفضت الأغطية عنها ببطء لتخرج من السرير وأذا بها تسمع قرعا خفيفا على الباب وبسرعة عادت الى السرير وغطّت نفسها بالأغطية قبل أن يصبح سورين أمامها.

"سمعت صوتا في الغرفة كأن شيئا قد أرتطم , وعرفت أنك أستيقظت , الفطور جاهز ... هل ترغبين بتناوله في السرير أم في المطبخ؟".
وضعت لين يديها بسرعة على شعرها تحاول ترتيبه وقالت خائفة:
" لماذا أنا هنا؟ ماذا حصل الليلة الماضية؟".

قطّب سورين وهو يسمع تساؤلاتها ثم مشى الى السرير وجلس على حافته:
" ألا تذكرين؟".
نظر اليها نظرة عابثة ماكرة وبقي صامتا:
" هل وضعت لي مخدرا في الشراب؟".
ضحك من قولها وهز رأسه نافيا وقال:
" لا, ولم يحصل أي شيء ... لقد غفوت فحملتك الى السرير... هل خاب أملك؟".

" خاب أملي؟.... بالطبع لا... ولكن... ".
نظرت الى بنطلون الجينز المرمي على الكرسي أمامها , فلحقها بنظره وفهم ما ترمي اليه فقال هادئا:
"ظننت أنك لن ترتاحي بالنوم وأنت ترتدينه ... أنت محتشمة بلباسك الداخلي... لا تنزعجي...".
" وهل خاب أملك؟".

كانت ترد له جملته التهكمية وتحاول أثارة غضبه .
"ماذا كنت تنتظر ؟ الدانتيل المزركش الشفاف؟".
" لا , لم يخب أملي أبدا ,السترة القطنية الوردية اللون التي تتطاول على الركبتين جميلة... جميلة جدا".

شعرت بالدماء الحارة تسرع الى وجنتيها , وبقي سورين ينظر اليها نظراته الماكرة بصمت , ثم قال من جديد:
" لم تقرري بعد أين تفضلين تناول فطور الصباح؟".
" لا أستطيع أن أتناول الفطور معك, عليّ أن أهرع الى المنزل وأحضر الفطور للعائلة هناك , كم الساعة الآن ؟".

رفعت معصمها ونظرت الى ساعتها وصرخت:
" أوه , علي أن أسرع , لماذا لم توقظني؟".
" لا سبب للعجلة !".
" ولكن الوقت داهمني ... ماذا ستقول تريزا وراي عن غيابي؟".
"لا شيء , لقد أمضيت الليل في سريري".
" ماذا؟ ....سو... رين!".

" أهدئي , أنهما يعلمان أين أنت , لقد ذهبت البارحة مساء وأخبرتهم بنفسي , لقد وافقا على أن ترتاحي قدر ما تشائين هذا الصباح ,لأنك مرهقة وتحتاجين للراحة......".
" وماذا قلت لهم بالتحديد؟".
" قلت أنك غفوت من الأرهاق وقد حملتك الى سريري ... ونمت أنا معهم في المنزل.......".
" أوه".

أرتاحت ملامحها بعض الشيء وأبعدت نظرها عنه قائلة بعصبية:
" أنت شقي , كان بأمكانك أن تخبرني ذلك منذ البداية....".
" لم تسنح لي الفرصة ثم أنت تستيقظين كالملاك الجميل ".
منتديات ليلاس
ضحك كثيرا ووقف قائلا:
" للمرة الثالثة أسألك أين تفضلين تناول طعام الفطور؟".
" سأقوم من السرير فورا... هل يمكنني أن أستعير مشطا من عندك؟".
مشى الى طاولة الزينة الموجودة بالقرب من النافذة وفتح درجا وأخرج لها مشطا من النايلون وناولها أياه وقال:
" جديد, لم يستعمل بعد, ولقد وضعت لك مناشف نظيفة في الحمام , وفرشاة أسنان جديدة.....".


اماريج 08-05-10 06:22 PM

" أشكرك , أنت تفكر بكل شاردة وواردة".
خرج سورين من الغرفة وحمل لها بنطلونها ورماه فوق السرير , وقال:
" أرجو أن لا تتأخري , لقد برد الطعام".
عادت لين في وقت لاحق الى المنزل وهي مرتبكة , كانت تريزا تسكب قدحا من الحليب لسكوت في المطبخ ,نظرت اليها وأبتسمت قائلة:
" لماذا يبدو عليك القلق والأنزعاج؟".
" أشعر بالذنب ,كان عليّ واجب تحضير الفطور لكم هنا , لكنني تقاعست ,وبدلا من ذلك قام سورين بتحضير الفطور لي ... قال أنه شرح لك الأمر ".

" نعم , لا تهتمي , أنت تقدمين لنا الخدمات العديدة وأكثر بكثير مما تتقاضين من أجر... أنا أشعر أنني المذنبة لكثرة ما أرهقك , لقد أعفيت هذا الصباح من العمل في المزرعة وأنا بدوري أعفيك من أعمال المنزل ,
دعينا نتكاسل ونجلس في الحديقة نستمتع بحرارة الشمس الدافئة , سنراقب سكوت وهو يلعب في الحديقة أمامنا.... فهو يحتاج شخصين لمراقبته ".

حاولت لين أن تعترض ولكن تريزا بدت مصممة في قولها والصباح ينشر أغراءاته , الشمس دافئة والسماء صافية والفراشات تطير حولهما فوق الورود والأزهار المختلفة وكذلك النحل يتطاير من زهرة الى زهرة يمتص رحيقها في عمل دؤوب وحماس لا يعرف الكلل , جلس سكوت يلعب فوق كومة من الرمال يبني الجسور والطرقات ثم قام بعد ذلك وتسلق الأرجوحة المعلقة فوق غصن شجرة الفلفل الكبيرة في وسط الحديقة وبدأ يتأرجح الى الأمام والوراء , كانت الجنادب تقفز مرحة فوق العشب الأخضر لا مبالية.

قالت تريزا متمتمة:
" يجب أن أطلب من دافي أن يقص الأعشاب في الحديقة وينسقها".
أخرجت أشغالها اليدوية من كيس صغير بالقرب من قدميها وأكملت تطريز الورود المرسومة فوق القماش بحركة رتيبة.
منتديات ليلاس
جلست لين وقد أحضرت كتابا من غرفتها لتتسلى بالقراءة ولكنها لم تفتحه بعد , كانتا تثرثران بطريقة مفككة ودون ترابط في الحديث أو في موضوع معين ,وتتشاركان في الضحك من وقت الى آخر , وهما تراقبان ما يقوم به سكوت من حركات , شردت لين تراقب الغيوم البيضاء وهي تسبح في الفضاء الواسع ثم ألتفتت الى تريزا لتراها وقد أنهمكت في التطريز وبدت بعض التعابير الحزينة على وجهها.
" هل تعرفين كيف تطرزين يا لين؟ هل تروقك الأشغال اليدوية؟".

اماريج 08-05-10 06:26 PM

هزت لين رأسها نفيا:
" لا , لقد قامت عمتي بتعليمي التطريز يوم كنت أسكن عندها , ولكنني لم أجد في نفسي الرغبة الكافية , ربما عليّ أن أجرب من جديد".
" لا ينسى الأنسان ما تعلمه ... هل كانت عمتك تحب الحياكة والتطريز؟".
منتديات ليلاس
" كانت تتسلى بهذه الأشغال اليدوية عندما تكون وحيدة , لم تحب تضييع وقتها دون عمل مفيد , قالت أن الحياكة توفر المال للعائلة , فكانت تخيط الثياب أيضا ,بما مضطرة للحياكة والخياطة لحاجتها للتوفير أكثر من أنها تقوم بهذه الأعمال لأنها تروقها وتهواها".
" يعتقد سورين أنك غنية..".

قالت لين في نفسها( ربما أكون غنية في المسائل المادية ... ولكنها محرومة من العاطفة الصحيحة , محرومة من عاطفة الأمومة الحقيقية التي كانت هذه المرأة تسبغها على أفراد عائلتها).
" أنا لست غنية أبدا , أنا أفتقر لعائلة كعائلتك".

لم تفطن تريزا للمجاملة التي قصدت لين التعبير عنها بقولها , سرّت لين بأفصاحها عن حقيقة مشاعرها على الرغم من أن تريزا لم تفهم مرادها.
" نحن بخير والحمد لله ,والمال ليس في أهمية العاطفة الصادقة , شعرت أنك عشت محرومة من العاطفة الحقيقية عند عمتك دون أن تفصحي عن ذلك".

لم تجب لين على قول تريزا , فلا حاجة للتعليق ,توقفت تريزا عن الحياكة ونظرت الى لين نظرة حنان صادقة وقالت:
" ربما كان ذلك صعبا ... بعد وفاة والدتك".
" عمتي كانت تحسن معاملتي ولكنني لم أقدّر معاملتها عندما كنت طفلة صغيرة كانت تحسن تربيتي حسب مفهومها الخاص , فهي ليست واسعة الخيال ولم تفطن لحاجتي الى العاطفة الحقيقية هذا كل ما في الأمر".

هزت تريزا رأسها مؤاسية وعلقت قائلة:
" سورين أيضا خسر والدته وهو طفل صغير".
" نعم , أخبرني ذلك الليلة الماضية".
" أنت على علاقة طيبة مع سورين أليس كذلك؟".

ألتفتت لين بسرعة الى تريزا لتستطلع من تعابير وجهها أن كانت هذه العلاقة لا تحظى بموافقتها:
" أنا أحبكم جميعا , أنكم تحسنون معاملتي".

" ونحن نحبك يا لين , لقد تأقلمت بسرعة في جو العائلة , ويحزننا رحيلك عنا".
أختنقت لين وضاق نفسها . هل ترفض تريزا وجودها؟ هل تنذرها بعدم التمادي في علاقتها مع سورين؟ هل عليها أن لا تتعدى حدود وظيفتها العملية مع أفراد عائلة وينغارد؟ فهي مساعدة في أعمال المنزل ومراقبة سكوت ليس ألا ,
أن كانت تريزا تقبل بها على هذا الأساس فهذا لا يعني أنها ترحب بها كزوجة لأبنها , هل هذا قصدها؟ شبكت لين أصابعها في عصبية ظاهرة وشعرت بألم خانق وحين تمالكت توازنها نظرت الى تريزا , وكات تتلعثم بكلماتها وهي تسألها:
" ماذا تقصدين بقولك يا تريزا؟".
فوجئت تريزا ونظرت اليها صادقة وقالت:
" ربما لا نحتاج للمساعدة في أعمال المنزل من جديد , ولكننا نكره رحيلك عنا , ماذا أخبرك سورين عن والدته؟".
أخبرني كل شيء على ما أعتقد".

لقد أفصحت نظرات عينيها بحبها له دون أن تتكلم , نظرت تريزا اليها وقالت:
" أعتقد أنه أخبرك كل شيء مع أنه لا يتكلم عنها بسهولة ,عندما عاد في المساء عرفت أنه يعتبرك فتاة خاصة بالنسبة اليه , لا أرغب في التدخل بينكما يا لين , ولكنني أريد لأبني أن يسعد في حياته , أنه أبني بكل معنى الكلمة , ولقد أصيب بخيبة أمل أكثر من مرة في الماضي ... أعتقد أنك فتاة طيبة وأتمنى أن تنتهي العلاقة بينكما على أحسن ما يرام وأعتقد أن الحب يغلف علاقتكما".
لم تستطع لين أن تنكر هذه الحقيقة أنها لا تريد أن تخسر ثقة تريزا , لو حاولت النكران.

قالت تريزا من جديد:
" لا تستعجلي الأمور ".
شعرت لين براحة ألقت رأسها الى الوراء وأسندته الى المقعد وهي تستمع لما تقوله تريزا بأمعان.
" الشيء المهم هو أن سورين وكذلك والده لم يعترفا أبدا بأن الأم كانت طبيعية في تصرفاتها ... عليك أن تفهمي هذه الحقيقة كي تتوصلي الى فهم سورين أكثر".
" عندما ألتقيته أول مرة شعرت أنه يكره المرأة عامة".

" أنه لا يكرهها ,ولكنه ينتظر من المرأة أن تبرهن له دائما عن صدقها لتنال ثقته , وهو لا يثق بسهولة .... ثم أنه متطلب في حبه كثيرا ,(وتوقفت تريزا وألقت بأشغالها اليدوية فوق حضنها وأكملت) أنه يشبه والده كثيرا , أنه متفلسف وأكثر براعة من والده يوم ألتقى والدة سورين , مسكين راي , كان شابا ريفيا وقليل الخبرة بالنساء , رآها وأحبها ولم يجد أمامه ألا أن يتقدم بطلب يدها على الفور ...
لا أعتقد أنه كان ينظر اليها تلك النظرة الحقيرة وألا لما تقدم يطب يدها للزواج ,كانت هي مرحة ومتحررة وقد أعتادت مرافقة الشبان , ولكن فكرة الزواج ربما قد تكون بهرتها في البداية , وقد أغرتها فكرة الأستقرار , والأستقلال ,في حياة جديدة في المزرعة , ولكنها , ربما كانت ترغب في أشياء أخرى كثيرة لم تتوفر لها في حياة المزرعة , كانت مرحة , ومنطلقة , ولا تعرف المسؤولية ,
شابة قليلة النضوج ولا تتحمل أعباء زوج وعائلة , كنت في شبابي أعرف شابا يتصرف مثلها ,(نظرت لين بأهتمام ورأت تريزا تبتسم أبتسامة ماكرة ثم أكملت) يمكننا أن نستمتع بوقت طيب برفقتهم ثم نمضي لحالنا , شباب لا يعرفون الجدية والمسؤولية , ومن الصعب أن نأخذ الأمور بجدية ومسؤولية عندما نقع في الحب , تألم راي عندما تركته ولكن سورين تألم أضعافا ,
كان راي يعرف أنها يوما ما سترحل , ربما أرتاح نفسيا بعد رحيلها , أنه رجل طيب وقوي ولكنه يفتقر الى الخبرة في النساء , كان لا يعرف كيف يتصرف معها , أنطوى على نفسه بكبرياء وتجاهل الأمر ,ولكن سورين الطفل الصغير لم يحتمل فراقها , لقد أمضيت وقتا طويلا حتى تمكنت من الوصول الى أعماقه".
منتديات ليلاس
" أخبرني ذلك , أنه يؤمن بأنك أفضل أمرأة في الوجود".
" أعرف( كانت خائفة وهي تقول): سورين يرى النساء نوعين : الأبيض والأسود , ولا حل وسط بينهما , أنه يقيّم النساء على هذا الأساس , سينكر هذا الرأي أن جابهته به , بالنسبة اليه النساء أما مثل والدته أو مثلي , لم تكن والدته سيئة وأنا لست ملاكا طاهرا , هل تعرفين أنه قد عقد خطوبته في السابق؟".


اماريج 08-05-10 06:32 PM

" نعم , لقد ذكرت لي سوزان شيئا من هذا القبيل".

" لقد فزعت عندما أحضر سونيا معه الى المنزل ,وقال أنها خطيبته وأنهما سيتزوجان , كانت سونيا تشبه والدته شكلا وجمالا وخفت أن يكون جمالها هو الشيء الوحيد الذي جذبه اليها , كان يحبها كثيرا ... لا أفهم اليوم كيف نسيها ,يومها , كان يعتقد أنها الفتاة المثالية , مسكينة سونيا , حاولت أن تبرهن له أنها مثالية بتصرفاتها ,عندما رحل عبر البحار في رحلة عمل لبضعة شهور وعدته أن تنتظر عودته وتخلص له الحب , أنتظرته ولكنها لم تكن مخلصة في حبها , لو أخبرته ذلك بنفسها ربما كان سامحها ... ولكنه أكتشف , من شخص آخر أنها على علاقة برجل غيره وعلى الفور قطع علاقته بها.

" مسكينة سونيا".
" أعتقد ذلك , كان طيف والدته يطارده في ذكرياته الأليمة معها... هذا واضح جدا , ولكنها لم تحبه حبا حقيقيا وألا لما عبثت مع رجل غيره في غيابه... ولسوء الحظ زعزعت هذه الحادثة ثقته بالمرأة أكثر , أهم شيء في علاقتك معه هو الصدق , أذا كنت تحبينه فأرجو ألا تخدعيه ... أنا لا أقصد خداعك له بعلاقة أخرى مع رجل غيره , أنا واثقة بأنك لن تفعلي ذلك أبدا, ولكنني أقصد الخداع بجميع أشكاله , لو أكتشف خداعك له بأي أمر ستكون العاقبة وخيمة بالنسبة اليكما".

شعرت لين بالحزن يملأها , لن تخدعه أبدا ... كيف تستطيع خداعه ... وأن حاولت فأنه سيكتشف الأمر بسهولة.
وبعد صمت دام لحظات , عادت تريزا تتحدث في أمور أخرى مما جعل لين ترتاح في جلستها أكثر , كان من الصعب عليها أن تتحدث في موضوع يتناول سورين دون أن تتوتر أعصابها وتشعر بهستيريا غريبة , الحياة لم تكن عادلة بالنسبة اليها يوم حرمتها من حنان والدتها...

شعرت بألم حاد وهي تفكر في أحوالها , عليها أن تبعد فكرة أرتباطها الزوجي بسورين وعليها أن لا تفكر في الأمر بتاتا .... لقد أيقنت أن عليها الرحيل وبأسرع ما يمكن ... هذا يؤلمها أشد الألم , كانت قد قررت قبل حضورها الى هنا أن بقاءها مع آل وينغارد هو فترة زمنية مؤقتة ومن غير المعقول أن تجل أقامتها بينهم أبدية , لقد تذوقت أخيرا طعم السعادة العائلية و... حان موعد الفراق والفراق طعمه مر.

مرت فترة أخرى وهما يثرثران ثم دخلتا الى المطبخ للشروع في تحضير وجبة الغداء للعائلة ,نظرت لين الى تريزا وسألتها بلهفة:
" لو شعرت بأنني لا أستطيع أن أسعد سورين هل تعتقدين أن عليّ الرحيل؟".

نظرت تريزا اليها نظرة صارمة وأجابتها بهدوء:
" أعتقد أن بأمكانك أسعاده ... أنت تحبينه أليس كذلك؟ ولكن أن كنت تعتقدين أن الحب وحده ليس كافيا للأرتباط الزوجي , عندئذ...( فتحت كفيها أشارة أن ليس باليد حيلة ) لقد أحببتك يا لين منذ عرفتك , ولكنني أحببت سورين عشرين عام , انه أبني ولاأريده أن يتألم من جديد.......".

" سأحاول أن لا أسبب له أي ألم".

فكرت لين بسرها( بالتأكيد حبها لسورين أقوى ... هل هناك عدل وحق في هذه الحياة؟ شعرت كأن سكينا حادا غرزت في أحشائها ... لماذا كل هذه التعقيدات؟
لو تعرف تريزا القلق الذي تكابده ؟ الأمر في غاية الحساسيةرغبت لين في البكاء ... الحياة تمر ... وعليها على الرغم مما تشعر به من تشتت في أفكارها أن تساعد تريزا في تحضير طعام الغداء...

رحيلها بات مقررا , سترحل حالما يتماثل راي للشفاء التام , لقد أنتهت سوزان وترايسي من حومة الأمتحانات وكابوسها , لا حاجة لخدماتها بعد اليوم , في الوقت الحاضر , ستحاول أأن تجعل سورين يشعر بأن العلاقة التي تربطهما ليست جدية.

هل سيكون الأمر سهلا؟ ستبتعد عن طريقه ما أستطاعت الى ذلك سبيلا , تمكنت من التهرب في اليومين الأولين وهي تنتحل شتى الأعذار ,تركها سورين على حريتها ولم يصر على ملاحقتها , كان مسرورا بتهربها ظنا منه أنها لا تزال محرجة لأنه حملها الى السرير يوم غفت في شقته....

كان البريد والجرائد اليومية تصلهم مع السيارة التي تحضر لنقل الحليب الى السوق , وراي وسورين يجلبان البريد معهما ظهرا كل يوم ,وفي يوم الجمعة الذي تلى حديثها مع تريزا كانت لين نرتب طاولة الطعام عندما دخل سورين وراي , أعطاها راي رسالة وردتها بالبريد ,
نظرت لين الى الرسالة وقرأت أسمها مطبوعا طباعة أنيقة وعرفت أن الآنسة أكسفورد سكرتيرة والدها هي التي قامت بكتابة الرسالة لها ,
وضعت الرسالة جانبا دون أكتراث ولم تكن في عجلة من أمرها لقراءتها وأكملت ترتيب السفرة.
منتديات ليلاس
كانت تريزا في ذلك الصباح تساعد لين في أعمال المنزل وأعداد الطعام ,وبينما هي تقطع اللحم صرخت متألمة ورمت السكين من يدها بعدما جرحتها , فسال الدم وهرعت لين لمساعدتها , قالت تريزا:
" أنا بخير , سأذهب الى الحمام وأحضر ضمادات وأضمد جرحي , لا تهتمي".
قال راي:
" لنرى جرحك , هل تريدين مساعدة ؟".
" أنا بخير , لا تعقد الأمور الآن يا راي".


اماريج 08-05-10 06:38 PM

تبادل راي نظرات الأستغرب مع سورين ثم جلسا صامتين , حملت لين صحن اللحم ووضعته على الطاولة وجلست على كرسيها , كان سكوت قد تناول طعامه باكرا وأخلد لقيلولته , ران صمت بين الحاضرين , بدأ راي يتصفح الجريدة ويقرأ العناوين الرئيسية فيها , نظر سورين الى الباب الذي خرجت منه تريزا قبل أن يباشر في تناول طعامه.

عادت تريزا بعد قليل وجلست حزينة مفكرة وأعتقدت لين أنها ربما كانت تعاني من بعض التعب والأرهاق , بدت تريزا على غير طبيعتها في هذا الصباح , كانت متوترة الأعصاب وعصبية المزاج وقد كسا العبوس محياها بوضوح , رمقها راي بنظرة سريعة مستوضحا ثم عاد للقراءة , سألتها لين بصوت خفيض:
" هل أنت بخير؟".
" طبعا ".
أبتسمت لها ولامست ذراعها بيدها وقالت بلطف:
" أنت لم تفتحي رسالتك بعد!".
منتديات ليلاس
كانت لين تعرف مضمون الرسالة مسبقا ولم ترغب في قراءتها وهم يتناولون طعام الغداء ولكن تريزا وجدت في الرسالة بابا للحديث , فأمسكتها وفضتها.
كان بداخل الرسالة بطاقة معايدة بمناسبة مولدها مذهبة ومزدانة بالورود والخطوط الذهبية , قرأت الرسالة المطبوعة على الآلة الكاتبة ثم ألقت نظرة الى توقيع والدها في نهايتها وأخفت الشيك في داخل المظروف دون أن تدقق في المبلغ , قال سورين بعدما وقع نظره على بطاقة المعايدة:
" لم تخبرينا بعيد ميلادك...متى؟".
" اليوم , لقد وضعت الرسالة بالبريد في الوقت المناسب لتصلني في يوم عيد ميلادي , المعايدة من والدي".

شاهدت لين حاجبي سورين يرتفعان متسائلين ... أنزل راي الجريدة من يده وأبتسم لها أبتسامة ودودة وقال:
"أتمنى لك عيد ميلاد سعيد يا لين, كان عليك أن تخبرينا , كم أصبح عمرك؟".
" أربع وعشرين سنة".
" صحيح , لقد كتبت في رسالتك تقولين أنك في الثالثة والعشرين من عمرك , نتمنى لك مئة سنة".

قال سورين:
" وأنا أيضا أتمنى لك عيدا سعيدا".
قالت تريزا :
"سنحتفل معا غدا بمناسبة عيد ميلادك , ستساعدني ترايسي وسوزان في تحضير ما يلزم لهذه الحفلة".
" شكرا , لا أريد أن أتعبك".

لم يستمع أحد الى أعتراضها , بدت تريزا كأن همومها كلها زالت وراحت ترتب بحماس وسرور تفاصيل حفلة الغد ,وافق راي مسرورا على أقتراحها , أما سورين فأبتسم أبتسامة حقيقية ونصح لين بأن تترك تدبير الأمور لخبرة تريزا وهو يقول:
" لا يمكنك مراجعة تريزا عن متابعة أمر قد صممت على تنفيذه ...ثم لا تحرميها هذه السعادة".
(نظر اليها متمتما): هل ترغبين في الأحتفال معي بهدوء هذه الليلة؟".
أستدارت لين اليه تبتسم أبتسامة رقيقة وتعتذر منه قائلة بلطف:


اماريج 08-05-10 06:47 PM

" يجب أن أنام باكرا وأقتصد في جهودي ما أستطعت لأكون بحالة مرضية لحفلة الغد .... وأحتاج أن أغسل شعري هذه الليلة , أشكرك في أي حال".
منتديات ليلاس
نظر سورين اليها بتحفظ ثم قطب قليلا وهز كتفيه لا مباليا
وخرج .
أمضت تريزا بعد الظهر في الأتصالات الهاتفية لدعوة الأصحاب والجيران الى حفلة الغد ,دعت معظم شبان المنطقة الذين ألتقتهم لين منذ وصولها , رتبت كذلك لائحة بما تحتاجه من طعام وشراب ولوازم ورافقتها سوزان وترايسي الى السوق لشرائها , وفي المساء بعدما وضعت لين سكوت في الفراش وأخلد للراحة والنوم دخلت غرفتها وغسلت شعرها ولفته بمنشفة ليجف , أرتدت روب المنزل الواسع وربطته بزنار وجلست بأسترخاء على الكرسي الكبير لتشاهد برامج التلفزيون بينما سرحت بأفكارها في أمور أخرى بعيدة جدا عن الشاشة.

سمعت قرعا خفيفا على الباب , ظنت أن تريزا والفتاتان قد عدت من السوق باكرا , قالت:
"تفضل".
دخل سورين بهدوء وأغلق الباب خلفه.

أذهلتها المفاجأة وبقيت في مكانها , مشى اليها وهو ينظر الى خصلات شعرها المبللة التي تدلت من تحت المنشفة فوق كتفيها , سرت لين لأنها غسلت شعرها كما قالت حتى يتأكد من سبب رفضها لتمضية السهرة برفقته.
"ماذا تريد؟".

وقف أمامها وقد وضع يديه في جيوبه , وكان عليها أن تتطلع الى أعلى لتنظر اليه وهي جالسة على الكرسي , أحس أن وقفته غير مريحة لها , أبتعد عنها قليلا وقال:
" أريد أن أتحدث معك لأمر ما".
حاولت أن تخفي حماسها لمعرفة ما سيقول وقالت بلهجة عادية:
" ماذا؟".

" أستلمت رسالة بشأن عملي هذا اليوم وقد تبادلت الرأي حولها مع والدي , كنت قد أرسلت تقريري الى المسؤولين وطلبت أجازة وقد أستلمت الرد من المدير المسؤول يقول فيها أنهم يحتاجونني للعمل في الفليبين لبضعة أسابيع لتسوية بعض الأمور الملحة , طلبوا مني تأخير موعد أجازتي لبعد عيد الميلاد ,وهم ينتظرون عودتي الى ولنتغون يوم الأثنين المقبل أي بعد يومين".
" أنت راحل..".

" ولكننني سأعود في عيد الميلاد , والدي سيتدبر العمل في المزرعة بدوني , ولكنه يحتاج لمساعدتك هنا ".
" أنه أحسن بكثير ... تريزا لم تعد تساعده في المزرعة".
" هل تقودينني يوم الأحد الى المطار بسيارتك؟".

" طبعا".
بقي على عيد الميلاد ثلاثة أسابيع فقط , كانت تريد أن ترحل قبله ... أخّرت رحيلها رغبة في البقاء برفقته أطول وقت ممكن ولكنه قرر الرحيل قبلها.
" هل ستشتاقين أليّ؟".
" كلنا سنشتاق اليك بالطبع".
" سألتك أن كنت ستشتاقين أنت أليّ؟".

" نعم".
" جيدا ... لأنني سأشتاق اليك كثيرا جدا".
مشى سورين اليها وهي لا تزال جالسة على الكرسي وجلس القرفصاء أمامها , رفعت يديها الى وجهها عفويا علّها تخفي حمرة الخجل التي كسته وقالت بأرتباك:
" سورين , نحن لا نعرف بعضنا معرفة جيدة , دعنا ,,,,لا...".

ترددت تفتش عن كلمات توضح وجهة نظرها , ضحك قليلا لترددها وقال ساخرا:
" دعنا ...لا؟ ماذا ؟ أكملي!".
وقف فجأة وأمسك بيدها وجذبها لتقف , أمسك بكتفيها وحدّق في عينيها يستطلع حقيقة شعورها نحوه وقال:
" لا يزال هناك ما أجهله( قال جادا) سأرتب الأمور في عيد الميلاد ".
منتديات ليلاس
كانت لين تعرف أنها لن تكون هنا عند عودته من الفليبين , بلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول الأبتسام وهزت رأسها موافقة وألقت به فوق كتفه , بقيا على وقفتهما الحانية فترة وقد أحاطها سورين بذراعيه بلطف ثم رفع ذقنها بيده وعانقها بحنان كبير ثم غادر الغرفة .

بقيت لين هامدة مسرورة وفزعة ,ماذا فعلت؟ لقد بادلته عناقه العفوي بدلا من أن ترفض , وشعر برغبتها فيه كما شعرت هي رغبته فيها ,أنها تريده كما يريدها , وكان عليها أن تقاومه ... ثم لقد شجعته وأملته بلقائها بعد عودته مع أنها كانت واثقة بأنها لا تريد أن تلقاه بعد رحيلها.

وكيف تستطيع الأختفاء من حياته؟ الفكرة لا تحتمل , أنها تبعث الأمل الشديد في نفسها , زفرت زفرة خفيفة وألقت بنفسها فوق سريرها وأغلقت عينيها بيديها كأنها تحجبهما عن المستقبل.

.........نهاية الفصل السادس.........


اماريج 08-05-10 08:13 PM

7-انتاب لين ألم موجع وهي تودّع سورين في المطار , كانت تعرف أنها لن تراه بعد اليوم, فعند عودته تكون قد رحلت عن المزرعة , كيف سيفسر تصرفها؟ ولماذا لم تخبره برحيلها وتصارحه بحبها؟

حفلة عيد ميلاد لين لا يمكن نسيانها أبدا , في صباح العيد هطل المطر خفيفا مما جعل الفتيات يأسفن لأن الطقس سيحول دون أحياء الحفلة في الخارج وفوق العشب الأخضر النظيف ,
أقيمت المواقد للشوي في الخارج أذ كان أسهل وأجمل وكذلك الرقص فوق العشب يبدو أكثر شاعرية منه داخل المنزل , لكن لحسن الحظ توقف المطر بعد الظهر , وسطعت الشمس دافئة فوق العشب الندي وجففته بسرعة وبدا أكثر أخضرارا بعدما غسلته الأمطار.

كانت الحفلة مناسبة أجتماعية غير رسمية , أرتدت لين ثوبا من الكتان الأبيض محلّى ببعض الرسومات الصغيرة على شكل ورود متفتحة , القبة مفتوحة عن جيدها الجميل , تركت شعرها الأسود ينساب كالشلال يلمع فوق كتفيها بأغراء , أرتدت سوزان وترايسي بنطلونين من الجينز وقميصين من القطن الناعم , أرتدت تريزا ثوبا أنيقا , التنورة مشجرة واسعة طويلة تصل الأرض والبلوزة بيضاء مطرزة من الحرير الحقيقي , نظرت لين الى تريزا تمدح جمالها وأناقتها , وقالت تريزا:
" أنها هدية سورين في رحلته الأخيرة , لم أرغب في أرتدائها من قبل ولكن المناسبة اليوم تستدعي التبرج والمباهاة".
" أنت فاتنة".

" أشكرك , لقد وافقت سوزان وترايسي على شكلي ... وهذا ما شجعني كثيرا".

مواقد الفحم مهيأة لشي اللحم , كانت مسؤولية المشاوي تقع على عاتق راي ,وقف بالقرب من مواقد النار يهيء قطع اللحم , هناك أنواع من السلطة المنوعة , موجودة فوق طاولة كبيرة بالقرب من المطبخ , وعليها أكياس من الخبز المقطع والزبدة والملح والبهار وكذلك أطباق كبيرة من الفاكهة المختلفة والحلويات المصنوعة في البيت.

يبلغ عدد المدعوين حوالي الثلاثين شخصا , جميعهم يضحكون ويثرثرون بأبتهاج ومرح , جميعهم يعرفون بعضهم البعض وقد عرفوا لين من قبل , شاهدت لين رودا وسط مجموعة من
الشبان ,
أبتسمت لها ترحب بوجودها وردت لها رودا تحيتها ثم أنضمت لأصدقائها , أمسك أحد الشبان الغيتار وضرب وترا عاليا وبدأ يغني بمرح :
" اليوم أصبحت في الواحدة والعشرين من عمري...".

ضحكت لين وأعترضت قائلة :
" لقد بلغت الرابع والعشرين من عمري ,والبارحة هو يوم عيد ميلادي الحقيقي".
" حاضر, البارحة بلغت الرابع والعشرين.....".
ضحك الشبان من حوله وقال أحدهم معترضا:
" هيا يا طوني , غني لنا أغنية شائعة لنشاركك الغناء".

رضخ طوني لطلبه على الفور ,وترددت أصداء أغنية شائعة في أرجاء الحديقة بعدما أنضم معظم الموجودين للمشاركة في الغناء , مشت رودا بأتجاه لين وسألتها بمكر:
"أين سورين؟".
" ذهب الى شقته ليبدل ثيابه ويستحم
أبتسمت رودا أبتسامة مصطنعة , قالت لين في نفسها ( لو لم أحضر هنا ربما كان سورين قد توصل لتوطيد علاقته برودا , أنها ولا شك تحمل له عاطفة حميمة في صدرها , أنها فتاة طيبة... ولكنني حرمتها منه , تذكرت الحفلة الراقصة يوم وضع سورين رودا للتجربة القاسية ... اليوم هي لا تعني له شيئا , لقد مر وقت طويل منذ تلك الليلة ... قطع علاقته بها نهائيا ولم يتركها تتعلق بحبال الهوى , ليس من طبع سورين أن يتركها متعلقة بخيط أمل معه ثم يلهو مع غيرها).
منتديات ليلاس
ربما بعد رحيلها سيعود سورين الى وصل ما أنقطع بينه وبين رودا , بعد غيابها ستجد الفرصة سانحة لتوطيد علاقتها به من جديد ... لا يستطيع عندئذ أن يتجاهل وجودها , أنها فتاة طيبة وباهرة الجمال وشقراء.. وستمكن من لفت أنتباهه اليها , أنها ليست خجولة وستعرف كيف تثيره ... ربما بعد رحيل لين عن المسرح ستتمكن رودا من أجتذاب سورين اليها.

كل شيء مقبول ومعقول , سرت لين وهي تفكر بأن الأمور ستجري بين رودا وسورين كما يجب وتنتهي علاقتهما بالنهاية السعيدة المرجوة , ولكن هذا التفكير أزعجها وأضرم نار الغيرة في داخلها وشعرت ببعض الخلل .


اماريج 08-05-10 08:16 PM

قوة خارقة جعلت لين تدير رأسها لترى سورين يقف تحت الأضواء التي تمكن من تركيبها في الحديقة بنفسه بمساعدة دافي هذا الصباح , كان يرتدي قميصا أبيض فوق بنطلون أسود ويفتش عنها في الحديقة ,وهي واثقة من ذلك على الرغم من أنه لم يذكر أسمها , أعتذرت من رودا , ومشت اليه صاغرة وهي تقول في نفسها( دورك فيما بعد يا رودا , أنه اليوم لي وحدي... سأحمل معي ذكرى هذه الحفلة لتسلّي وحدتي وفراغ قلبي في المستقبل.

رآها سورين تقترب منه , مد يده لأستقبال يديها , فمدت له يديها بطريقة عفوية وألتقطهما بلهفة , وقال:
" أهلا يا صاحبة العيد , عانقها ثم أدخل يده في جيبه وأخرج علبة صغيرة وناولها أياها قائلا :
" هديتك".
" لم أنتظر منك هدية".

فتح العلبة على الرغم من أعتراضها , كان في داخلها ميدالية فضية مع سلسلتها وعليها حفر لراقصة شرقية أو راقصة من العصور الوسطى.
" أشكرك , أنها هدية جميلة".

أخذ الميدالية وشبكها حول جيدها بلطف وقال:
" أنها جميلة فوق صدرك".

عانقته لين ومشى وأياها الى حيث وقف راي لمراقبة المشاوي.
" لين هل قابلت جارنا ماتي؟ أنه يملك مزرعة مجاورة لمزرعتنا".

هزت لين رأسها وهي تتذكر أنها قابلته عندهم في المنزل وهو يزور راي مستفقدا بعدما تعرض للحادث المشؤوم.
قال ماتي:
" طبعا ألتقينا من قبل , هل تذكرين يا لين؟".
كان من الصعب أن تنساه , رجل متوسط العمر قوي الشكيمة عريض المنكبين وسيم الطلعة وشعره أسود وقد أختلطت به بعض الشعيرات البيضاء.
قال ماتي:
" كنت أتحدث مع راي وأسأله لماذا لم يحضر خروفا كاملا نشويه فوق النار".
قال راي:
" لم أعد أستطيع حفر خندق لموقد كبير".
منتديات ليلاس
" أنا شاب قوي البنية ,أستطيع مساعدتك لو سألتني".
" نظمت الحفلة على عجل , المسألة ليست في حفر الخندق فقط بل علينا حمل الحجارة من مكان بعيد ونحتاج لنار قوية وساعات طويلة من الشواء...".
" وهذه أعمال مرهقة بالنسبة اليك في الوقت الحاضر".
" صحيح , والشوي على الفحم في مواقد صغيرة أسهل بكثير ".

" أنت تتكاسل ,( نظر الى لين وقال) هل تذوقت لحم خروف كبير مشوي؟".
" كلا , لم أتذوق طعمها بعد!".
" ماذا؟ هذا غير معقول ولا مقبول , عليك يا سورين أن تحضرها معك لحفلة رأس السنة الجديدة في مزرعتنا , سنخصص هذا اليوم لحفلة عائلية كبيرة ,وليمة كبيرة لا تنسى".
قال سورين:
" سنكون هناك".


اماريج 08-05-10 08:20 PM

بقيت لين تبتسم لوعد سورين ... ألتفت ماتي يكمل حديثه مع راي حول الأستعدادات المطلوبة لتلك الوليمة , أبتعد سورين ولين عن نار الموقد ومشيا بأتجاه الموسيقى التي كانت تنبعث من آلة التسجيل الصغيرة.

,بقيت لين برفقة سورين الليل بطوله , رقصا سوية وعيناه شاخصتان في عينيها , جميع المدعوين أختفوا وأصبحوا أشباحا لا وجود لهم ,
كانا يتمشيان قليلا بين رقصة وأخرى ويرددان مع طوني بعض الأغاني الشائعة , شاركا الضيوف بعض الضحكات والتعليقات الطريفة ,
ولكنهما لم يفترقا ولا لحظة , أبتسمت رودا أبتسامة صغيرة ماكرة ولكن لين تغاضت عن ذلك , وتابعت حلمها الجميل وهي سعيدة سعادة عامرة ,
أنها ليلة من ليالي العمر بالنسبة الى حبها... كانت بأعتراف جميع المدعوين ( فتاة سورين الخاصة ).

رقصت معه وضحكت على نكاته ,وتبادلت وأياه نظرات الحب وأستمتعت بلمساته الدافئة وأحست به بكل جارحة من جوارحها.
منتديات ليلاس
وحوالي منتصف الليل رافقها الى الطاولة حيث كعكة عيد ميلادها الكبيرة لتقطعها وتطفىء الشموع التي أضيئت فوقها بحماس وسعادة ثم مشى بها الى طرف الحديقة بعيدا عن ضوضاء الحفلة وصخبها الى زاوية منعزلة تكتنفها العتمة وسحر الليل , عانقها بعطف , فأحست بشعور رقيق , مالت برأسها الى الوراء راضية مسرورة وهي تتمنى أن لا تنتهي الحفلة أبدا ويدوم عناقه فتمتم:
" لين........".

فزعت من لهجته الحانية ومما سيقوله لها:
" لا تتكلم. أرجوك , لا تقل أي شيء....".

حرك يده فوق شعرها وأبعد خصلة شاردة فوق كتفيها , سمعت لين تريزا تناديها بلهفة ... لدقائق بقيا هادئين صامتين كأنهما لم يسمعا النداء ,ثم قالت لين متمتمة:
"والدتك تناديني...".
" وأنا أريدك قربي أيضا".

كررت تريزا نداءها من جديد ,وشعرت لين بأن عليها واجب الأسراع لتلبية طلبها , تركها سورين وهو يردد بصمت صدى أفكار متضاربة في رأسه:
" لن أدعك تفلتين ... ولن تكوني لغيري".

مشت لين متثاقلة , أمسك سورين بيدها ومشى الى حيث وقفت تريزا وتذكرت قولها : أن سورين متطلب في حبه , وقالت في نفسها( لا يهم أبدا).

كانت تريزا تقف في وداع بعض الضيوف وتود من لين أن تودع المدعوين معها ,قال أحد الشبان مازحا:
" أين كنت مختفية عن الأنظار برفقة سورين؟".
نظر اليه سورين نظرة قاسية وأخرسه على الفور.

وبعد ذلك أنسحب معظم المدعوين ومعهم وصلت الحفلة الى نهايتها السعيدة ,وبسرعة رتبوا المكان قدر المستطاع وأطفأوا الأنوار الأضافية التي وضعت في باحة الحديقة , أحست لين بدي سورين تحيطان بها وهو يقول بصوت خفيض:
" يجب أن أودعك الآن..........".
أغلقت لين عينيها لئلا تبكي من شدة تأثرها لأن ساعة الفراق قد حانت , ثم هزت رأسها موافقة , فشاهد الدموع في عينيها , سألها ملهوفا:
" ما الأمر؟".
" لا شيء".

" أنت مرهقة , أذهبي الى سريرك , أتمنى لك أحلاما سعيدة , (عانقها مودعا) مساء الخير يا حبيبتي لين".
دفعها الى داخل المنزل وأسرع خطاه وسط العتمة.

وفي طريقهما الى المطار ركزت لين تفكيرها على قيادة السيارة , بقيا صامتين ,والألم يلفهما ,كانت تحاول أن تبعد من عقلها التفكير بساعة الفراق.

المطار صغير والمسافرون قلة ولكنهما أكتشفا أنهما بعدما غادرا السيارة , لم يعد هناك أية حركة أنفرادية , كانت لين تفكر بهذه اللحظات الأخيرة التي ستمضيها برفقته وهي يائسة وكان لسانها قد عقد والكلمات هربت منها , وحين سمعت النداء الأخير للمسافرين ألتفتت اليه بسرعة ... عانقها على الرغم من نظرات الناس حولهما.
" سأراك في عيد الميلاد".

أغمضت لين عينيها حتى لا يرى دموعها , تركها مسرعا وذهب بأتجاه باب الخروج , فتحت عينيها تتابع مشيته القوية القاسية الى الطائرة , لم يلتفت حين وصل الى نهاية السلم المؤدي الى الطائرة , بل دخلها وأختفى ... راقبت لين جميع الوجوه المرسومة أمام نوافذ الطائرة ولكنها لم تر له أثرا .. ولن تراه بعد اليوم.
منتديات ليلاس
أختفت الطيارة في كبد السماء ,ووقفت لين أمام سيارتها تتمنى أن تتمالك أعصابها وهدوءها بأسرع وقت لتتمكن من القيادة عائدة الى المنزل وأنتابها ألم موجع بعد سفر سورين ,كانت ترايسي وسوزان تتبادلان النظرا ت الخفية بأنهما يعرفان سرها الدفين ,لم تستطع أن تخفي تعاستها عنهم , كانت تريزا وراي يتصرفان على أساس الأمر الواقع ... علاقتها بأبنهما أمر حقيقي ومألوف ولم يعقبا بأي تعليق , كانا يتكلمات عن سورين دائما وتسر هي لسماع حديثهما عنه.
شعرت بأنها أقترفت ذنبا أو أنها خنثت بالوعد , هي واثقة من أن سورين لن يتقبل رحيلها بسهولة بل سيفتش عن الأسباب التي دعتها الى الرحيل , ربما لم يكن شعوره نحوها بكثافة شعورها نحوه , هو لم يتكلم معها عن الحب , ولم يربط نفسه بأي وعد, ربما ينساها بعد رحيلها ويكون شعوره نحوها لا يتعدى الأنجذاب العادي , سينساها حتما.


اماريج 08-05-10 08:27 PM

جلست لين في غرفتها بعد الظهر , وأنهمكت في لف الهدايا التي أشترتها بورق لماع , وربطت كل هدية ببطاقة معايدة ...(مع حبي , لين) خافت من أن يحمل كلماتها المعاني التي تحملها الكلمات بحق ولكنها تركت البطاقة علما منها بأنها قد عاملته معاملة الآخرين من آل وينغارد على السواء ... ولو فهم من بطاقتها بأنها تحبه ... فلا بأس.

فتشت بعدما أنتهت من عملها عن تريزا وأعلمتها بنيتها في الرحيل قبل عطلة الميلاد وقالت:
" أنت لا تحتاجين مساعدتي هنا بعد اليوم ... والدي سيمضي العيد منفردا وأريد أن أكون بالقرب منه , سأترك بعد أسبوع".

قطبت تريزا وأرتبكت:
" أفهم دوافعك لتمضية عيد الميلاد مع والدك ... ولكن لا لزوم لأسبوع الأنذار , يمكنك أعتبر الأسبوع أجازة".
" لا , شكرا , ولكنك حقيقة لا تحتاجين لمساعدتي".
" وماذا بشأن سورين؟ سافر وهو يأمل أن يجدك بأنتظاره عند عودته".

تذكرت لين أن سورين في الماضي طلب من فتاته أنتظاره والأخلاص له في أثناء غيبته .. ولكن الفتاة أخفقت في الأخلاص له وتسببت بجرح أليم ما زالت بصماته في وجدانه ... ستكون هي مخلصة له ولكنها لن تستطيع أنتظار عودته.

" سورين لم يطلب مني أنتظاره ,وكذلك لم يعدني بشيء , وأنا أيضا لم أعده بشيء... وأنت قلت لي: أن كنت لا أستطيع أسعاده...".
توقفت لين عن الكلام لشدة تأثرها , لقد أختنقت الكلمات في حلقها , سحبت نفسا عميقا ثم أكملت قولها:
" أسفة , أنا متأكدة أنه من الأفضل لنا أن نقطع العلاقة التي تربطنا قبل فوات الأوان".

نظرت اليها تريزا نظرة متسائلة:
" أظن أنك مخطة يا لين ... ولكنك تعرفين أكثر مني حقيقة مشاعرك نحوه , كلنا نأسف لرحيلك , هل ستبقين على أتصال بنا بعد سفرك".
لم تجب لين لأنها لم تكن ترغب في بقاء رابطة بينها وبينهم .... ولكن الصراحة في هذا المجال ستكون قاسية ... أبتسمت وقالت:
" لقد أحببت الأيام التي قضيتها بينكم , لم أحب سورين وحده , أحببتكم جميعا".

" فهمت قصدك , أنت أذكى مما ظننت يا لين , تقصدين أنه لا يمكنك أن تتزوجي من رجل من أجل أن تكسبي عائلة جديدة... وسورين لن يقبل بفتاة تحب عائلته أكثر مما تحبه , لن يقبل ألا بفتاة تفضله على كل شيء آخر.".
" نعم".

كان حبها لسورين يفوق كل شيء , وأختيارها قطع العلاقة لصالح هذا الحب الكبير,كانت تحب آل وينغارد , ولكن ليس بقدر حبها لسورين , تريزا رضيت بهذا التحليل وهذا يناسبها ويثنيها عن التفتيش عن الأسباب الحقيقية لرحيلها ورفض حب سورين.

حاولت تريزا أن تسهل أمر السفر على لين قدر المستطاع , ولكن الموقف كان أليما للغاية , أحاطها راي بذراعه وشد على كتفها وهو يودعها , عانقها دافي ولفتاتان وأععطينها هدية على أن لا تفتحها قبل عيد الميلاد , قبّلتها تريزا على وجنتيها وقد ملأت الدموع مآقيها ,
وكذلك بكى سكوت بصوت مسموع وحملته تريزا بين ذراعيها , جلست لين في سيارتها وأدارت المحرك وأنطلقت مسرعة بعدما ألقت نظرة أخيرة خلفها في المرآة وشاهدتهم جميعهم يلوحون لها بأيديهم مودعين ...
مع مرور الأيام بقيت تتذكر وداعهم الحار لها وهي تخرج من المدخل بسيارتها...
أنجزت المهمة بنجاح ...
لكن الثمن الذي دفعته لين كان باهظا أكر مما أنتظرت , العديد من الناس الذين ألتقتهم خلال حملة التفتيش عن الحقيقة كانوا يشجعونها في عملها ولكنها ألتقت من لم يوافقها ما تقوم به وآخرون حاولوا أن يثنوها عن عمها قائلين : من الأفضل أن تتركي كل شيء على ما هو ...
لا داعي لنبش الماضي وتحريكه من جديد ... ربما كان السبب في التعاسة لنفسك ولغيرك ,الأفضل أن تنسي الموضوع برمته.

سألت نفسها الآن وبعدما أنتهت من مهمتها : هل كان من الأفضل لها لو لم تفتش ... وشعرت بقلبها يقفز من مكانه طربا ويقول : لا, لا , أنها ليست آسفة لتعرفها بآل وينغارد وليست نادمة على علاقتها بسورين ... لقد ربحت أكثر مما خسرت , عرفت الحب الحقيقي ولو لفترة وجيزة ... وأن كان عليها أن تدفع ثمنا لهذه السعادة فستتحمل جزاءها راضية.

وصلت بسيارتها الى الجسر فوق النهر , راقبت مياهه الصافية تنساب بأرتياح في البحر عند المصب ,
أكملت طريقها وسط السهول الواسعة خلال الطريق المؤدي الى البحر , البحر الواسع وشواطئه الرملية النظيفة ,
ساعدتها على الشعور ببعض الراحة والهدوء ... قالت في نفسها أن المحيط الهادىء موجود منذ آلاف السنين وسيبقى آلافا أخرى بعد... كل شيء تغير ولكن المحيط بقي على حاله وعلى هدوئه ,
فكرت بمشكلتها الفردية الصغيرة بالمقرنة مع مشاكل العالم الكبير الواسع والمآسي التي تقطع أوصاله ...
وعلى الرغم من كل شيء الجبال تظل شامخة , والبحر على حاله , والرمال تكسو شواطئه ... لا يتأثر بما يجري حوله في العالم الكبير... وهي أيضا أقوى من الحزن واليأس والجراح.

لم يدم شعورها المطمئن طويلا... وصلت الى منزل والدها في أوكلاند وعاشت أياما تعيسة في وحدتها وكانت ذكرياتها الحميمة هي زادها الوحيد في تحمل لياليها الحزينة.

...............نهاية الفصل السابع................


اماريج 09-05-10 05:43 AM

8- ألتقت سوزان صدفة فوجدت نفسها من جديد في دوامة التفكير بسورين وبلا شعور بدأت تتلقط أخباره , دعتها سوزان الى حفلة في بيت رودا ولم تكن تعرف ماذا ينتظرها هناك.

أمضت لين عيد الميلاد برفقة والدها وتناولا طعام العشاء عند عمتها وزوجها , العيد هادىء في بيت عمتها , جلست لين صامتة وهي تفكر بآل وينغارد وكيف أمضوا عيد الميلاد ؟
العيد في بيتهم أكثر ضجيجا وحماسا ,
سيفرح دافي بهداياه ,وسيبتهج سكوت بألعابه بشكل ساخر مضحك , ترى هل أعجبتهم هداياها ؟ لقد تركت مجموعة الهدايا في غرفتها وطلبت منهم حملها ووضعها تحت شجرة الميلاد الصنوبرية ,
لقد شاهدت الشجرة في غرفة الجلوس قبل سفرها وشاركت في زينتها... هل عاد سورين قبل العيد؟ هل سيعجبه الثور الخشبي الذي تركته له ؟ كانت تتمنى ذلك.

فتحت لين هداياها في صباح العيد , وجدت شالا حريريا مطرزا يمكنها أستعماله حين تخرج ليلا وكذلك غلالة نوم زرقاء مع الروب المطابق ... وقد كتبوا على البطاقة المرفقة : مع حبنا جميعا... الى صديقتنا لين.
كتبت لين رسالة شكر لآل وينغارد على هديتهم وذكرت لهم أنها أمضت عيد الميلاد هي ووالدها عند عمتها ,وضعت رسالتها ثالث أيام العيد .

وبعد رأس السنة , فتحت لين العلبة البريدية التي أستأجرتها ووجدت رسالة مطوية من تريزا وفيها كلمة صغيرة من جميع أفراد العائلة كل منهم يشكرها على هديتها له ... كتب سكوت بأقلام التلوين بعض الدوائر الحمراء وأضافت تريزا ترجمتها لرسالته : يشكرك سكوت على الشاحنة ,
لقد أعجب بها كثيرا وهو يرسل لك قبلاته العديدة وحبه الخالص و شعرت لين بدموعها تنساب رغما عنها تأثرا وهي ترى صفا من علامات القبل.

وجدت في علبة البريد رزمة بأسمها ... أنها من سورين , هل أشترى لها هدية ؟وحين لم يجدها أرسلها لها بالبريد ... أنه لطيف ... هذا يعني أنه ليس غاضبا من تصرفها وهروبها ... تمنت أن يكون ذلك هو التفسير لهذه الرزمة .... لا بد وقد ضمن الهدية رسالة يشرح بها شعوره الحقيقي نحوها .
منتديات ليلاس
لم تجد لين رسالة طي الرزمة ولكنها فهمت شعور سورين بعدما فتحتها , لقد أعاد اليها هديتها ... أنه لا يريد أن يتذكرها .

وصلتها رسائل من تريزا فيما بعد ولكن لين أهملتها ولم ترد عليها ,كانت حزينة وهي تقرأ أخبار تريزا ... ذكرت لها أن سورين بقي معهم حتى عيد رأس السنة ثم عاد الى ولتنغون .... قالت أيضا أن راي تماثل للشفاء التام وأن الفتاتين نجحتا في الأمتحان ... وسوزان ستدخل الجامعة في أوكلاند ,
سرت لين حين لم تطلب منها تريزا لقاء سوزان وكانت ترغب في الكتابة لتهنىء سوزان وترايسي بالنجاح ولكنها لا تريد أن تجدد علاقتها بهم مهما حصل وقد أتخذت قرارا حازما بأن لا تكتب رسائل بعد اليوم.


اماريج 09-05-10 05:46 AM

وفي يوم آخر رن جرس الهاتف في المنزل ورفعت لين السماعة وأذا بعاملة الهاتف تقول بصوت واضح:
" السيدة وينغارد تريد أن تتكلم مع الآنسة لين بلاك , هل هي موجودة؟".

تسمرت لين من المفاجأة ... لقد تحملت تريزا العناء وطلبتها لمكالمة شخصية ... ولكنها لا تستطيع أن تتراجع عن قرارها في قطع العلاقة مع العائلة:
" آسفة لا يوجد أحد بهذا الأسم هنا".

سمعت عاملة الهاتف تقول:
" لحظة من فضلك...".
سمعت لين تريزا تقول :
" لا بأس , أرجوك ألغاء المكالمة".

ولم تردها مكالمات هاتفية بعد ذلك من تريزا .... وكذلك أنقطعت الرسائل , تركت لين العمل في شركة والدها بعدما وجدت عملا في مكتب سفريات في وسط المدينة ,
كانت لين تنظم مواعيد السفر والحجز بواسطة آلات ألكترونية , عملها الجديد يحتاج لعلاقات عامة فهي تلتقي العديد من الزبائن وتساعدهم في تنظيم رحلاتهم وخياراتهم.

أستطاعت في وقت قليل أن تكسب صداقات جديدة في محيط عملها , وكانت تدعى الى حفلات ومناسبات أجتماعية عديدة , ولكنها لم تستطع أن تقضي على الفراغ الداخلي لا بالعمل ولا بالصداقات الجديدة .

يقع مكتب السفريات الذي تعمل فيه في وسط المدينة قرب المرفأ , المنطقة شديدة الأزدحام لأنها المركز التجاري والصناعي للمدينة , كانت لين تتمشى فترة الغداء في الشوارع المتفرعة من شارع كوينز لتتفرج على واجهات المحلات التجارية , تشتري غداءها وتحمله لتتناوله في حديقة ألبرت وهي حديقة عامة بالقرب من الجامعة الوطنية .

في يوم من أيام آذار (مارس) جلست لين على مقعد في الحديقة تنعم بدفء شمس الربيع سمعت صوتا يناديها بأسمها بلهفة:
" لين ... لين كم أنا سعيدة أن أراك من جديد".
"سوزان .....( كانت ردة الفعل التلقائية مفعمة بالسروروالمحبة وهي ترى وجها حبيبا وأليفا) تسرني رؤيتك .... هل لديك دقائق قليلة لنتحدث معا؟".

" أكيد , أنا لا أعود الى الجامعة قبل الثانية بعد الظهر".
جلست سوزان قربها :
" لم أهنئك على نجاحك في أمتحانات الدخول , لقد تأخرت!".
" لا بأس , أشكرك ولو متأخرة".
" كيف تسير الأمور معك في الحياة الجامعية".

قطبت سوزان ورأت طيف سحابة سوداء تكسو وجهها وهي تقول:
"لا بأس... أنا لم أعتد الحياة هنا بعد , وأفتقد المنزل والمزرعة والأهل".
" أين تقطنين؟".
منتديات ليلاس
" أعيش مع زوجين متقدمين في السن... المكان هادىء ولكنني كنت أفضل العيش في القسم الداخلي ... ولكنني لم أجد مكانا شاغرا".
" هل كونت صداقات جديدة في محيط الجامعة؟".
" تقريبا... ولكن السيد هاردويك وزوجته لا يسمحان لي بأحضار رفاقي الى المنزل وكذلك لا يوافقان على تأخري مساء في العودة الى البيت , لا أظن أنهما يثقان بالشباب عامة".

شعرت لين بشفقة أكيدة فلقد تغير حال سوزان من فتاة كلها نشاط وحماس الى فتاة مطيعة وهادئة وهي تتلمس طريقها الجديد في الحياة الجامعية.


اماريج 09-05-10 05:50 AM

" أنت لم تستقري بعد والدروس متعبة في بداية الفصل الجامعي".
" صحيح, بعض الدروس أصعب مما توقعت (توقفت قليلا وهي تنظر اليها مترددة ثم أكملت) لماذا لا نلتقي....(لم تكمل بل وقفت فجأة وقالت وهي تبتسم ) لقائي بك كان ممتعا يا لين سأخبر أهلي بأنني ألتقيتك صدفة وسيسرهم أن يعرفوا أنك بخير...".

شعرت لين بأن سوزان وحيدة وضائعة في المدينة الكبيرة , وقفت مسرعة ووضعت يدها على ذراع الفتاة وقالت بحنان:
" أنتظري يا سوزان , هل يمكنك أن تحضري في الغد وفي الوقت نفسه لنتناول طعام الغداء سوية ,... أرجوك".

رسمت سوزان على وجهها أبتسامة حقيقية وبرقت عيناها فرحا وقالت:
" موافقة , غدا سألقاك هنا".

لم تأسف لين لأنها تراجعت عن قرارها بقطع صلتها مع آل وينغارد .... ليس بأمكانها أن تتجاهل حاجة الشابة لمساعدتها في بداية حياتها في المدينة ,
بعد أسابيع قليلة ستكون سوزان قد تأقلمت وتعرفت الى العديد من الأصدقاء الجدد ... وتسترد ثقتها بنفسها وعندئذ ستختفي هي من حياتها بسهولة ... أما اليوم فهي بحاجة لصداقتها ولا يمكنها أن تدير ظهرها لها عمدا.

تناولت لين مع سوزان طعام الغداء في الحديقة العامة أكثر من مرة عندما كان الطقس يسمح بذلك , كانتا أحيانا تؤمان مقهى صغيرا بالقرب من الجامعة وتصر لين على دفع ثمن الطعام وهي تقول لها مازحة:
" أنا فتاة عاملة وأنت طالبة معدمة ... ومعظم الطلاب من الجياع !"

"ولكنني لست منهم والحمد لله ,السيدة هاردويك تعتني بغذائي أكثر مما يجب حتى أن وزني قد زاد".
مرت لين لزيارة سوزان حيث تسكن وتعرفت الى آل هاردويك , كانت لين تريد أصطحاب سوزان في جولة حول المدينة في سيارتها , سألتها السيد هاردويك أسئلة جارحة ودقيقة تتعلق بسوزان : أين تعرفت عليها؟ من تكون؟
كانت أجابات لين مقنعة ونالت بالتالي رضى السيدة هاردويك فدعتها لتناول الشاي معهم بعد عودتهما من جولتهما في المدينة.

قبلت لين الدعوة شاكرة وقرأت عبارات الدهشة على وجه سوزان من تصرفات آل هاردويك مع لين وتساهلهم وترحيبهم بها.
وبعدما غادرتا المنزل نظرت سوزان الى لين بمكر وقالت:
" لقد أحبتك السيدة هاردويك وأنا دهشت كثيرا عندما دعتك لتناول الشاي".

" لقد وجدت أن لي تأثيرا عليك( ضحكت لين مسرورة) أنا فتاة ذكية وعاقلة وبأمكاني تقديم النصح لك أبعدك عن مشاكل الجامعيين الطائشين".
" أين سنذهب يا عمتي؟".

ضحكت لين من مزاحها الخفيف وقالت:
" سنقوم بجولة في مدينة أوكلاند , سنزور المتحف الوطني وبعض المعالم السياحية في المدينة , أنا أنتظر أن تتذكري كل شيء (قالت ساخرة)عليك أن تسجلي بعض الملاحظات المهمة".
" هذا يوم سيء للغاية ,ألا يكفيني ما أفعله طوال أيام الأسبوع".

قادت لين سيارتها الى منطقة المتحف , تسلقتا الدرج المؤدي الى المبنى وشاهدتا جمال المناظر الخلابة المحيطة بالمبنى , راقبتا المرفأ والمياه الساكنة الخضراء , هناك الجزيرة البركانية وهي ترتفع عن سطح البحر .

تجولتا في أرجاء المتحف وشاهدتا المعروضات داخله , هناك العديد من الصور والمنحوتات , لفت نظر سوزان الى صورة طبق الأصل لشارع يعود الى القرن التاسع عشر وكذلك لمركب بحري قديم من صنع سكان نيوزيلندا الأقدمين ... وكانت سوزان تتفرج مبهورة بما ترى.
" لا يمكنك مشاهدة كل أقسام المتحف في أمسية واحدة... علينا أن نعود اليه مرة ثانية".

ركبتا السيارة من جديد وقادتها لين الى رأس جبل أيدن , أنه جبل بركاني يشرف على المرفأ , تسلقتا التلة بصعوبة وتفرجتا من فوق الى منظر بديع لمدينة أوكلاند القابعة في أسفل الوادي , الهواء بارد ومنشط في المنطقة الجبلية ,
وبعد ذلك زارتا الحدائق الجميلة التي كانت فيما مضى القسم القديم من المدينة ,
الحدائق واسعة وغناء ومرتع ساحر للمتنزهين و,تجولتا في حدائق الورود المنوعة وتمتعا برائحتها الذكية ,ثم في شارع بارنيل الرئيسي شاهدتا المعروضات في واجهات المحلات التجارية التي يعود تاريخ بنائها الى القرن التاسع عشر , ولكنهم أعادوا ترميمها حديثا لتتماشى مع نهضة العمران الجديدة ,
شارع بارنيل هو مركز السوق الرئيسي للمدينة ,
وقبل عودتهما الى آل هاردوك أخذتها لتتفرج على خليج ميشن حيث الشلال الساحر ,
هناك بعض السابحين والعديد من المتنزهين بصحبة أطفالهم وكلابهم , الشاطىء رملي نظيف , أوقفت لين سيارتها ومشت مع سوزان فوق الرمال , قالت سوزان:
" لقد طلبت مني والدتي أن لا أذكر لك أي شيء , ولكنني أريد أن أسألك:
" لماذا لم تردي على رسائلنا ؟ كتبت لنا رسالة واحدة فقط ثم أنقطعت عن الكتابة..".

" أنا لا أحب كتابة الرسائل , هناك كثيرون مثلي في العالم".
" آسفة ... كان علي أن أطبق فمي ولا أتكلم.....".

كانت لين آسفة أيضا , لأنها لم تقنع سوزان بهذا العذر الواهي .
" لا بأس يا سوزان ... لم أعتقد أن رسائلي تهمكم".
" لقد أحببناك , وأعتقدنا ... حسنا .... أعتقدت أنا وترايسي أن سورين طلب منك أنتظاره في عيد الميلاد".

شحبت لين قليلا وقالت:
" متأسفة , هل خيبت أمله , ولكنني لست ملزمة أمامه بأي شيء , كما تعرفين".

رفعت سوزان حاجبيها متسائلة ومتعجبة:
" لا , ولكن .... هل تشاجرتما ؟".
"لا...".
" في حفلة ميلادك".
ترددت سوزان قبل أن تكمل جملتها ... نظرت محتارة الى لين تستوضحها فقاطعتها لين بعصبية:
" أوه , سوزان ما هذا السخف , لا يسأل الناس عن تصرفاتهم الخاصة في الحفلات".
قالت سوزان بجرأة:
" لماذا؟".
منتديات ليلاس
تذكرت لين أن سوزان هي فرد من أفراد آل وينغارد ولن تقنع ألا بالحقيقة الصادقة , أنها تتمتع بشخصية قوية وعزة نفس ورثتها عن والديها ... أنها ليست بسيطة التفكير ولا يمكن خداعها بسهولة.

" أنت أسأت فهمي , صدقيني ليس بيدي حيلة , ولا يمكنني أن أتصرف خلاف ذلك ... هيا بنا نعود , لن ترضى السيدة هاردويك بتأخرنا".
وصلتا في الموعد المناسب ورحبت السيدة هاردويك وقدمت لهما طعام العشاء , كان السيد هاردويك يتناول طعامه صامتا ولم يقل كلمة ولم يرفع نظره عن صحنه وكأنه يفكر تفكيرا عميقا ,
سألتهما السيدة هاردويك عن مشاهداتهما في المدينة وأستمعت اليهما دون أن تعلق بشيء بعد العشاء ساعدت سوزان ولين في تنظيف الصحون وسمحت السيدة هاردويك بدخول لين الى غرفة سوزان شرط أن لا تتأخر عندها وبقيت هي في غرفة الجلوس تراقب جهاز التلفزيون صامتة.

شعرت لين بصعوبة الحياة مع هذين الزوجين على الرغم من أن نيتهما طيبة , أنهما يضيقان عليها الخناق أكثر مما ينبغي وهذه الشدة في المعاملة لم تعد مقبولة.

تركت لين غرفة سوزان قبل التاسعة مساء , ودعتها لين الى الباب الخارجي ... وكانت قد تفادت الحديث بلباقة حول سورين بقية الأمسية ولكنها وهي في طريقها الى منزل والدها شعرت أن طيفه لم يفارقها أبدا , لقد وضح لها من حديث سوزان معها أن رحيلها قد خيب آماله ... فلا بد أنه غضب غضبا شديدا.


اماريج 09-05-10 05:53 AM

رد اليها هديتها دون كلمة من شدة غضبه ,وقرر أن يبعدها كليا عن تفكيره وحياته , أنه لا يعرف الرحمة , وتذكرت كيف وضع حدا لخطوبته السابقة دون وخز ضمير فهو لا يسامح بسهولة .

وضعت لين الثور المنحوت على الطاولة الصغيرة بالقرب من سريرها ,كان أمامها كلما أستيقظت في الصباح وآخر ما تراه قبل أن تغمض عينيها للنوم ,
كلما وقع نظرها عليه تتذكر تفاصيل اليوم الأول لها بصحبته عندما رافقها في جولة حول المزرعة وهو يتحدث اليها ويمازحها ويعرفها على الثورين سيزار وسيدهارتا.

مرة ثانية ألتقت لين سوزان في يوم ماطر عصف , الريح باردة تلفح الوجوه والأمطار تتسرب من ورق الأشجار على المشاة في الحديقة , ركضت سوزان لملاقاتها مسرعة فوق الممرات الحجرية بين المزروعات وخافت لين عليها من الأنزلاق ونادتها تحذرها مغبة الركض فوق الأرض المبتلة .

" أنتبهي يا سوزان لنفسك , الممرات تسهل الأنزلاق وما لا تحمد عقباه....".
" أهلا لين ...( ووجهها يطفح بالبشرى)
أحزري".
" حتما هناط شيء جيد !".
ضحكت سوزان ضحكة عريضة وقالت:
" هل تذكرين رودا مورز".

تذكرت لين رودا الشقراء الفاتنة وأحست بقلبها يخفق بضربات قوية ... لعل سورين قد عقد خطبته عليها , هزت رأسها موافقة وأبتسمت أبتسامة متكلفة ولم تستطع أن تجيبها بالكلمات:
" لقد عادت لتعمل في أوكلانج من جديد ولديها شقة , وقد رضيت أن تشاركني فيها .... أنا مسرورة للغاية ,لقد أتصلت بوالدي ووافقا على أنتقالي للسكن معها , أنها فتاة طيبة جدا أليس كذلك؟
ثم أن والدي قد وعدني بدفع الأيجار أيضا , سأنتقل للسكن معها الأسبوع المقبل".
أرتاحت لين كثيرا لسماع أقوالها:
" هذا مفرح, ستشعرين براحة أكبر في السكن معها , صحيح أن آل هاردويك يعاملونك معاملة مميزة ألا أن العيش معهما صعب للغاية".

" أليس كذلك؟ أنا أعرف أنهما طيبان ولطيفان ولكنهما يضيقان علي الخناق ويرصدان تحركاتي وسكناتي".
" أنهم أناس محافظون".
" نعم ,وقبل أن أنسى سنقيم حفلة أستقبال صغيرة بمناسبة أنتقالي للسكن مع رودا في الشقة وأرجو أن تتمكني من الحضور".
" أوه ... لا أعرف...".

خافت سوزان من تهربها من جديد والحت عليها قائلة:
" ألا تستطيعن الحضور ؟ نحن لم نحدد موعد الحفلة بعد , ربما مساء السبت المقبل , ولكننا نستطيع أن نبدل التاريخ أن كان لا يناسبك".
منتديات ليلاس
" لا , ليس لأجلي....".
" لم لا؟ رودا لا يهمها هذا الأمر".
"سوزان... هل تعتقدين أن رودا ترغب بوجودي في الحفلة؟".
" أوه , لين , هذا جنون , بالطبع هي تريدك , لقد ألحت علي في دعوتك وقالت أنه يمكنك أيضا أن تحضري صديقك معك الى الحفلة".

" هل أنت واثقة مما تقولين".
"نعم... ستحضرين أليس كذلك؟".
" حسنا سأحضر".

لم تعرف لين الأسباب التي حدت برودا للأصرار على دعوتها الى الحفلة , بما فعلت ذلك من أجل سوزان , ربما كانت رودا تأمل أن تراها مع صديق لتتأكد بنفسها من أنها لا ترغب في ربط مستقبلها بسورين ... ولكن من أين تأتي بالصديق؟

ذهبت لين الى الحفلة منفردة , كان أحد أصدقائها مضطرا لحضور مؤتمر في عطلة نهاية الأسبوع والصديق الآخر سريع التأثر بالشقروات الحسناوات , وكانت متأكدة أنه حين يقع نظره على رودا سيرتمي على قدميها ولا يفارقها لنهاية السهرة... لن يفيدها أصطحابه لتبرهن لرودا بأنها لا ترغب في سورين.


اماريج 09-05-10 05:59 AM

أرتدت لين ثوبا من المخمل العسلي , أكمامه ضيقة وطويلة وله زنار عريض منسوج بالخيوط الذهبية , وله عقدة صغيرة , تتدلى على ظهره , يكشف الثوب عن عنقها بأستدارة واسعة مما يضطرها لحلية تزين بها جيدها ,
أخرجت الميدالية الفضية التي أهداها لها سورين في عيد ميلادها ولكنها أكتشفت أنها لا تتماشى مع الخيوط الذهبية الموجودة في الزنار... ثم هي لا تريد ميدالية سورين لأن رودا تعرف أنها هدية منه.

سحبت من أحد الأدراج هدية والدها لها في عيد الميلاد , كانت قطعة من العقيق الأحمر على شكل قلب ومحاطة بأطار من الذهب , شبكتها حول عنقها وتساءلت : لماذا أختار والدها القلب رمز المحبة كهدية لها ؟ ولكنها تذكرت أنها عندما شكرته قال:
" الآنسة أكسفورد أنتقت لك هديتك وقالت أنها ستروقك".

عرفت لين أن الهدية من تدبير السكرتيرة المخلصة , أختفت فرحتها بها على الفور ,كانت ترغب أن تسأله : وكيف تعرف الآنسة أكسفورد أن الهدية ستعجبني ؟ ولكنها قالت بصوت خفيض:
" أشكرك , أنها جميلة للغاية".

أرتدت لين معطفا قصيرا من الفراء الأصطناعي فوق فستانها وخرجت , كان بأمكان والدها أن يشتري لها فراء أصليا ولكنها أوضحت له بأنها لا توافق على أرتداء جلود الحيوانات , فكرة قتل الحيوان فقط من أجل أن تلبس النساء فراءة ترعبها .
رمقها والدها بنظرة خاطفة من ورا جريدته وسألها:
" اى أين أنت ذاهبة؟".

أخبرته أنها ذاهبة لحفلة أستقبال صغيرة بمناسبة دخول صديقتها شقتها الجديدة وكانت واثقة بأنه سينسى كل ما قالته فور خروجها , ربما سيرتاح في سريره بعد خروجها ,
أو ربما يبقى بعض الوقت لمشاهدة برامج التلفزيون , ربما كان يناسبها أن تبقى معه لتسليه ولكنها كانت واثقة بأن حديثها سيضجره أكثر مما يسليه.
منتديات ليلاس
لم تجد لين صعوبة في أيجاد الشقة وكذلك في أيجاد مكان لركن السيارة , سمعت موسيقى صاخبة وأصواتا مختلطة تنبعث من أحدى الشقق , وقفت هادئة وقرعت الجرس ببطء ,
فتحت سوزان باب الشقة على الفور ورحبت بها وقادتها الى القاعة الدافئة حيث الأصوات المتنافرة ,
كانت سوزان ترتدي بنطلونا من المخمل الأسود فوق قميص حريري أبيض وهي تبتسم أبتسامتها العريضة , خلعت لين معطفها وعلى الفور أمسكته سوزان وقالت:
" سأضعه في غرفة النوم , كم هو جميل ! هل هو فراء حقيقي؟".

هزت لين رأسها نفيا وقالت:
" لا ألبس الفراء الحقيقي لأنني أبدو فيه متكبرة للغاية!".
ضحكت سوزان ضحكة طفولية وقالت:
" هل أبدو متكبرة بلباسي , لقد أستعرت هذه البلوزة الحريرية من رودا وقد ساعدتني في وضع بعض المساحيق على وجهي".

نظرت لين في مجموعة الناس الكبيرة الموجودة في القاعة , حضرت رودا لترحب بمقدمها وظهر خلفها سورين ,كان يحمل كأسا من الشراب بيده اليمنى ويضع يده اليسرى في جيبه وقد ركز عينيه الخضراوين عليها ... نظرته جامدة قاسية ... غريبة , لم يقترب ليرحب بها أو يتحرك من مكانه .


اماريج 09-05-10 06:02 AM

رحبت رودا بها بأبتسامة عريضة مما أضطر لين لرد الأبتسامة وقالت بسرعة:
" أهلا رودا( أبعدت لين عينيها قسرا عن سورين وخاطبت سوزان قائلة) ظننت أن سورين في ولنتغتون يا سوزان".

أرتبكت سوزان وأعتذرت:
" كان هناك , لقد وصل اليوم ,كانت صدفة سعيدة لنا أليس كذلك؟".
بدت سوزان متحمسة للمفاجأة كأنها من تدبيرها الخاص وكرمى لعيني لين ... كانت غلطة لا تغتفر , بلعت لين ريقها بصعوبة وقالت ذاهلة:
" نعم , أنها صدفة غير منتظرة".
منتديات ليلاس
أحست سوزان ببعض الراحة لقولها هذا , مشت رودا مع لين تجرها من ذراعها قائلة:
" تعالي معي يا لين لأعرفك الى بعض المدعوين".

عرفتها على أكثر من عشرة أشخاص ولكن لين لم تتذكر أيا منهم بعد لحظة واحدة , كل تفكيرها وجميع حواسها مركزة حول الشاب الطويل , الذي وقف أمام النافذة ولم يتحرك من وقفته منذ دخلت الغرفة.

سمعت لين رودا تقول لها أخيرا:
" طبعا أنت تعرفين سورين ......".
كابدت لين جهدا خاصا وهي تنظر الى عينيه وترى نظراته المبهمة ثم أبتسمت أبتسامة با هتة وقالت:
" طبعا أعرفه".

لم يبتسم لها , هز رأسه يسلم عليها , قالت رودا تخاطبه:
" سورين هل لك أن تساعد لين وتحضر لها بعض الشراب .... هنالك قادم جديد بالباب وعليّ أن أستقبله".
مشى سورين اليها وسألها ببرودة قاتلة:
" ماذا تفضلين أن تشربي يا لين؟".
كانت لهجته ساخرة ونبرة صوته حادة قاسية:
" شراب الكرز أن كان موجودا".
" تعالي لنرى بأنفسنا".

أمسك بذراعها قليلا ولكنها شعرت بتوتر في جميع حواسها, قادها الى طاولة صغيرة وضعت فوقها زجاجات الشراب المختلفة... صب لها كأسا من شراب الكرز وناولها أياه.
" شكرا".
ألتفتت حولها تفتش عن مكان تجلس فيه فقادها سورين الى زاوية القاعة قرب المكتبة ومد يده قربها ووضعها على الحائط , وبذلك سجنها بين المكتبة وذراعه وحجب عنها رؤية بقية المدعوين ... لقد عزلها في تلك الزاوية عزلة جبرية.
منتديات ليلاس
شربت لين قليلا من كأسها بعصبية ظاهرة وهي تسمعه يستجوبها قائلا:
" ماذا فعلت منذ رحلت؟".
حاولت أن تكون أجابتها مقتضبة وعادية:
" كنت أشتغل".
" أنت ... تعملين؟".
" طبعا ".
" أين؟".
" في مكتب سفريات في المدينة".
" هذا ما قالته لي سوزان ولكنها لم تعرف عنوان الشركة أو أسمها ".

لين لم تخبر سوزان بذلك وليس في نيتها أن تخبر سورين أيضا و هزت كتفيها:
" لم تسألني! (وقبل أن يسألها أضافت بسرعة) أخبرتني سوزان أنك سافرت من جديد الى ولننغتون من أجل العمل , ماذا تفعل هنا في أوكلاند؟".
" هل يهمك هذا الأمر؟".


اماريج 09-05-10 06:05 AM

نظرت الى كأس الشراب وقالت حزينة:
" كنت أحاول التحدث معك".

بقي سورين ينظر اليها نظرة فاحصة وهو يشرب من كأسه ببطء شديد , مد يده الى جيدها وأمسك بالقلب الصغير الذي تدلى فوق صدرها , رفعت لين يدها بعصبية الى القلب الصغير تمسك به , قال:
" جميل... هل هو هدية أخرى؟".
" ماذا؟".
" هذا , هل هو هدية مثل الساعة الذهبية والسيارة و.....".
" نعم , هدية أستلمتها بمناسبة عيد الميلاد وهذه أول مرة أتزين به".
منتديات ليلاس
أرتاحت بعدما أبعد يده وعاد القلب لوضعه االسابق فوق صدرها ... تذكرت لين الثور المحفور بقرب سريرها ووجدت نفسها تسأله:
" لماذا أعدت هديتي؟".
وقف منتصبا بعصبية ظاهرة وقال بحدة:
"لا أريد الأحتفاظ بأي شيء يذكرني بك".
كان صوته قاسيا جارحا مؤلما, وقالت هامسة:
" أرجوك يا سورين , لا تكرهني!".

وضع كأسه على طاولة صغيرة بالقرب منه , ثم نظر اليها من جديد نظرة قاسية فيها أحتقار وأزدراء:
" أكرهك؟( لهجته عابثة ماكرة) يا فتاتي العزيزة , أن كنت لا تستأهلين الحب , كما هو واضح , فأنت أيضا لا تستأهلين الكره".

شعر بألم حاد لا يحتمل , شدت ظهرها وألتصقت بالحائط , هزت رأسها يائسة ولكن نظرته القاسية لم تتبدل , لاحظت أن الكأس ترتجف بين أصابعها وبسرعة رفعته الى فمها ورشفته دفعة واحدة... وبعدما تمالكت أعصابها وقالت:
" لا أعتقد أن لدينا المزيد من القول... أليس كذلك؟".

رفعت رأسها بكبرياء وحاولت الأبتعاد عن طريقه , ولكنه مد يده بسرعة وأمسك بذراعها بعنف وقسوة وقال:
" لدي الكثير أقوله لك , لا تتهربي مني".

أمتلأت القاعة بالمدعوين وكذلك الصخب والضجيج , هناك زوجان يرقصان وسط الغرفة وقد جلس الآخرون على الوسائد فوق السجادة , كانت رودا تتحدث مع شاب بسرور وسوزان تستقبل المزيد من الوافدين على الباب وترحب بهم.

حاولت لين بنعاد أن تفلت ذراعها من قبضت , بقيت تنظر اليه متحدية :
" أريد أن أنضم الى الحفلة".
أبتسم لها فجأة بعد عبوس طويل , ولكن نظراته بقيت قاسية , وقال:
" حسنا , لنرقص".

ودار بها في وسط الحلبة غصبا عنها , لم ترغب في أن تتسبب في مشكلة فلم يكن لديها خيار سوى مراقصته... وفهم سورين وضعها وأستفاد منه.

حاولت الأبتعاد عنه قدر المستطاع وهي تراقصه وتركها سورين تحاول....
توقفت الموسيقى وذهب أحدهم ليلقم تلك الآلة أسطوانة أخرى .أبتعدت لين عنه وتركت الحلبة ,ولكنه تبعها ولم يسمح لها بالهروب .... وتتابعت الحفلة بشكل يحاكي تماما حفلة عيد ميلادها , أحست لين أنه سحب نفسا عميقا سريعا وقال:
" هيا بنا نتابع الرقص".

دار من جديد في حلبة الرقص والموسيقى وخضعت لين كليا لجنونه في مرافقتها رغما عنها... ماذا ستفعل؟ أنها لا ترغب في التسبب بأفساد حفلة سوزان ,
ولكنها بدأت تحصي الثواني والساعات ليحين موعد أنتهاء الحفلة لتخرج منها دون أن تلفت الأنتباه ,
أغمضت عينيها أخيرا وأستسلمت لأفكارها تتخيل نفسها في بيكا وأن الحفلة هي حفلة عيد ميلادها , ورغبت لين في البكاء والضحك معا , كانت رودا محاطة بالمعجبين فقالت لين:
" أليس من الواجب عليك أن تهتم قليلا برودا".

نظر سورين الى حيث وقفت رودا وقال على الفور:
" أنها محاطة بالعيون النهمة".
لم تجادله ... وحين بدأت سوزان ورودا تقديم الطعام للمدعوين تركت لين حلبة الرقص بحجة المساعدة , دخلت المطبخ وألقت نظرة عابرة على رودا ,
كانت الفتاة طيبة ودودة وكأنه لا يهمها أبدا أن تستولي لين على أنتباه سورين... ربما عزة نفسها وكبرياؤها يمنعانها من أظهار عواطفها الحقيقية ,
أختفى سورين قليلا وبعد ذلك خرجت لين من المطبخ لتجد رودا وقد أمسكت بذراع سورين وهي تتمتم له بعض الكلمات.

ضحك سورين قليلا ثم وضع ذراعه على كتفها ثم نظر بأتجاه لين التي كانت تقف وتراقب قرب المطبخ , ثم جذبها اليه وأحاطها بذراعيه ومشى بها الى حلبة الرقص.

تقدم شاب من لين يطلب مراقصتها , ولم تتردد كثيرا في القبول , وهكذا رقصت لين مع بعض الشبان بينما كان سورين يراقص الفتيات ويعود من وقت الى آخر لمراقصة رودا التي أخذت تشع بهجة وتثرثر مسرورة وهي ترقص معه.
بعدما بدأ المدعوون بالأنسحاب شعرت لين أن بأستطاعتها الهروب بنفسها , أنفردت بسوزان وأخبرتها بأنها ذاهبة وودعتها.
" هل نلتقي الأثنين لنتغدى معا؟ أريد أن أتكلم معك عن الحفلة! هل كانت ناجحة؟".
" نعم".

راودتها فكرة أختراع عذر للتهرب منها ولكنها لن تستفيد بتأخير الحديث عن الحفلة لفرصة ثانية.
" نلتقي الأثنين ظهرا وفي المكان نفسه".
الطقس البارد في الخارج ربما تسبب في تعطيل السيارة , حاولت لين أن تدير المحرك عبثا , نظرت حولها علها تجد مركزا للهاتف في الشارع ولكنها لم تجد , ليس أمامها ألا أن تعود من جديد الى الشقة لتتصل هاتفيا بسيارة أجرة لنقلها لمنزلها.

فتحت رودا الباب ثم حضرت سوزان تستفسر:
" سيارتي لا تدور, علي أن أطلب سيارة تاكسي".
قالت رودا:
" لا هاتف لدينا... ربما يستطيع أحد الشباب أصلاحها لك على الفور".
" لا , لا أريد أن أحرم أحدهم من الأستمتاع بالحفلة".
حضر سورين ووضع يده على كتف شقيقته وسأل:
" ما المشكلة؟".
منتديات ليلاس
شرحت له سوزان ما حدث بأقتضاب فقال :
" سأوصلك الى منزلك".
"لا".
وشعرت بتسرعها ... نظرت سوزان الى ا بأستغراب.
أضافت لين على الفور بكلمات متعثرة:
" لا... لا أريد أزعاجك يا سورين ,أشكرك .... ولكن....".
" لا أزعاج , سيارتي معي,( أخرج مفاتيح السيارة من جيبه ومشى أمامها) .

" سيهتم سورين بأمرك يا لين , لا تهتمي".
وضع سورين يده على خصرها ودفعها بسرعة الى خارج الشقة , لم تنظر لين الى رودا وهي تغلق الباب دونهما حزنة يائسة....

...........نهاية الفصل الثامن..........


snow whight 10-05-10 12:38 AM

روووووووووووعه بليز كمليها بسرعه

فراشة وردية 10-05-10 12:46 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 10-05-10 02:57 PM

بليز بليز بليز كملها بسرعه الله يخليكي

اماريج 10-05-10 08:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة snow whight (المشاركة 2300566)
روووووووووووعه بليز كمليها بسرعه

سنوايت الاروع مرورك وانو الرواية
عجبتك ياحلوة
ان شاءالله اليوم بخلصها
تحيااااااتي


اماريج 10-05-10 08:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة وردية (المشاركة 2301004)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فراشة شكرا لمرورك حبيبتي
انتي نورتي الرواية ياعسولة تحيااااااااااتي لك العطرة
:lol:

اماريج 10-05-10 08:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ (المشاركة 2301106)
بليز بليز بليز كملها بسرعه الله يخليكي

ملاك الحب
انتي نورتي الرواية واليوم ان شاءالله
راح اكفيها تحيااااااتي لك
:lol:

اماريج 10-05-10 08:34 PM

9- والآن جاء دور والدها في حلقة الزواج المفرغة... جاء دوره ليزيد الطين بلة ويجعلها تحت رحمة سورين الذي عاد الى الظهور والمطاردة بالأسئلة الحرجة...

جلست في المقعد الأمامي فأغلق سورين الباب ومشى بسرعة الى مقعد القياد وأدار المحرك وسألها:
" الى أين؟".
شعرت بأرتباك وقالت:
" رامورا".

رفع عينيه ببطء دون أن يتكلم ونظر اليها نظرة تعجب , لقد فوجىء بمكان سكنها في حي أرستقراطي قديم وعريق كان والدها يفضل السكن هناك ولم تجد أن عليها تبرير أختيار هذه المنطقة لسكنها .

الشارع شبه خال من السير ,ومع ذلك قاد سورين السيارة ببطء , أراد أن يستبقيها أطول وقت ممكن برفقته , كان يعرف شوارع المدينة ولكنه بدا غير معتاد على السيارة وقيادتها.
" هل أشتريت سيارة جديدة؟".
" لا , سيارتي في بيكا وأنا أستعمل هذه السيارة خلال أقامتي في أوكلاند".

فهمت لين من حديثه أن السيارة ربما تخص الشركة التي يعمل فيها ولكنها بقيت صامتة بعد ذلك ولم تتابع حديثها معه ,وحين وصل الى الشارع سألها من جديد:
" في أي أتجاه؟".
" الشارع الرابع الى اليمين".

أوقف السيارة في ظل شجرة كبيرة في أول الشارع , شعرت لين بجميع حواسها قد تنبهت لوجوده , رفعت رأسها ونظرت اليه متسائلة :
" لم نصل بعد!".
" أعرف....(كان صوته قاسيا) أريد أن أتحدث معك".
" لقد تحدثنا طوال السهرة !".

" حديثا منفردا ...(قاطعها بخشونة ... ثم أكمل بلطف) فقط أنا وأنت".
خافت لين خوفا لا مبرر له وقالت معترضة:
" الوقت متأخر وأنا تعبة ... ألا تعتقد....؟".

" لا, لا أعتقد , لقد فكرت بأمرنا كثيرا منذ عيد الميلاد , يجب أن نتكلم معا يجب أن نلقي بعض الضوء على الموضوع".
قال هذا مسرورا ورفع يده الى سقف السيارة وأشعل الضوء الداخلي , بهر النور المفاجىء عيني لين ورفعت جفونها بحركة عفوية , كان وجهه عابسا قاتما مما جعلها تنكمش في جلستها رعبا من شكله.

مال في مقعده ليصبح في مواجهتها ووضع يده فوق مقود السيارة فأحست كأنها سجينة , قالت بعصبية:
" لا أعتقد أن لدينا ما نتحدث عنه يا سورين!".
" أليس لدينا الكثير؟ ( قال ساخرا بلهجة قاسية) ماذا لو تخبريني عن سبب رحيلك كبداية للحديث؟ سننطلق من هنا وسيكون كلامنا سجالا".

"لم يعد هناك حاجة لوجودي , تماثل راي للشفاء التام قبل رحيلك الى ولنغتون , أسباب وجودي أنتفت ... والعمل أنتهى".
" كنت أنتظر بقاءك حتى العيد . لم تخبريني قبل سفري بأنك عازمة على الرحيل , لم تخبري أحدا ألا بعد سفري.".
" بل أخبرت تريزا قبل رحيلي بأسبوع واحد".

" مهلة أسبوع ... هل أنت جادة وتعتقدين أنني أصدق أنك جئت الينا من أجل العمل؟ ... وأن تريزا لم يكن بالنسبة اليك سوى ربّة العمل؟".
"كان عملي ممتعا (قالت بهدوء وأصرار) وعاملتني تريزا حسنا ولم تشعرني مرة واحدة أنها ربة عمل".
" هل هذا كل شيء؟".
" نعم... ماذا كنت تنتظر؟".
منتديات ليلاس
حدق اليها بقساوة فشعرت أن نظراته قد أخترقت عظامها ولكنها تحدته بعدم أكتراثها :
" أنت أدرى( قال ببطء ووضوح) أنها معجبة بك ... هل كان من الصعب عليك الكتابة لها والرد على رسائلها من وقت الى آخر؟".
" أنا لا أحب كتابة الرسائل , كنت واثقة بأنها ستفهم طباعي".
" صحيح؟ ولكنني لست واثقا من صدق ما تقولين لأنني متأكد من أنها تألمت كثيرا من معاملتك".


اماريج 10-05-10 08:36 PM


أبعدت لين نظراتها عن وجه سورين وهي تقول في نفسها : كم يجهل مقدار الألم الذي يسببه لي من هذا القول.
" آسفة , لا أستطيع أن أفعل أي شيء".
" كم أنت فتاة جاحدة وعابثة!".

شعرت بألم حاد في كيانها وبأنها لا تستطيع أحتمال المزيد من تهجماته , رمقته بنظرة يائسة وقالت:
" هل ستوصلني الى البيت أم أمشي بقية الطريق؟".
" سأوصلك عندما أنتهي من حديثي معك".

بدا صوته خانقا , حاولت أن تعالج قفل الباب قربها ولكنها لم تفلح , أحست بغضبها يتصاعد ... أمسك سورين بيدها وأبعدها عن القفل , حاولت أن تصارعه بيديها وتبعده عنها , شعرت بجرح كبريائها من تصرفه وتلا محاولتها صمت ثقيل بينهما وقد أمسك يديها بقسوة جارحة مؤلمة ومال من جديد يعالج قفل الباب ويتأكد من أحكام أقفاله.

أبعدت لين خصلة من شعرها تطايرت على وجهها ثم نظرت اليه طويلا , بعدما شعر بأنتصاره وبدا مزهوا بتفوق رجولته ,حاولت يائسة أن تحرر يديها من قبضته الفولاذية , ولكنه ضاعف قسوته حتى شعرت كأن عظامها سحقت , فتنهدت:
" أنك تؤلمني".
" أنت تتألمين لأنك تحاولين مقاومتي (خفف شدة قبضته قليلا وأضاف) فكري بعقلك ... أنت باقية هنا حتى أنتهي من حديثي معك ولن تتمكني من الهروب........".
" ماذا تريد مني يا سورين؟".

برقت عيناه فرحا وهو يقول:
" هذا سؤال جيد".
مر بأنامله وأبعد خصلة من شعرها عن وجهها , مالت برأسها الى الوراء لتتفادى لمساته , فهي تعرف تأثيرها جيدا ,أنها تحتاجها وترغب فيها ولكن..
بقي سورين هادئا وهو يحدق في وجهها بقسوة ظاهرة ثم قال:
" لقد كتبت رسالة لتريزا ولكنك أغفلت فيها ذكري... حتى ولا أشارة واحدة".

قالت بعصبية وصوت متوتر:
" هل كان من الواجب علي أن أفعل!".
" نعم , أستحق تفسيرا لما قمت به من تصرفات".
" لا حق لك عليّ يا سورين!".

أمسك كتفها بيده وشد عليها بعصبية وعلى الرغم من سماكة الفراء أهتزت وأدارت وجهها لتنظر اليه.
" أنا لا أتكلم عن الحقوق , أنت مدينة لي بتفسير وأنت تفهمين قصدي جيدا ,هل أنت معتادة على ممارسة لعبة الحب مع الرجال وبعد ذلك تهجرين دون مبرر؟".

أرادت لين أن تنكر كلامه بشدة , ولكن عقلها منعها , لقد أعطاها بقوله عذرا مقنعا يجعله مقتنعا بأنها لا تحبه أو تهتم به.
" كل هذا لأننا تبادلنا العناق؟(رمته بنظرة ساخطة ) يا ألهي سورين , أنت لست الرجل الوحيد الذي عانقته وأنت تعرف ذلك".

لقد أستفزته , صعق من كلماتها وأختفت تعابير وجهه كليا , شد بقبضته من جديد على كتفها وكادت تصرخ من شدة الألم ثم تركها فجأة وأبعدها عنه... تكلم بصوت خال من الأنفعالات:
" أخبريني شيئا مهما , هل حضرت الى أوكلاند لأن رجلا ينتظرك؟".
" أخبرت تريزا...".

" أعرف ماذا قلت لوالدتي (شعرت لين بهستيريا ضاحكة وهو ينادي تريزا بهذا القول), لو كان في قولك بعض الصدق لكنت أخبرتني بذلك منذ البداية وقبل سفري , أنت لا ترغبين في تمضية عيد الميلاد مع والدك ... هل هناك رجل آخر؟".
لا تستطيع لين أن تقول نعم... ولو نفت زعمه لأعطته المبرر الضروري لمتابعة ملاحقتها في كسب ودها ... وهي لا تجرؤ على خوض التجربة معه من جديد.

" هذا ليس شأنك يا سورين! أرجوك أن تكف عن أستجوابي وتوصلني الى البيت".
منتديات ليلاس
رفع قبضة يده بعصبية ثم أنزلها بقسوة فوق مقود السيارة , أرتعدت فرائصها وخافت أن يتمادى في غضبه , بقيت هادئة في مجلسها وقد أسرعت ضربات قلبها.
أدار سورين محرك السيارة دون أن يتكلم , مد يده وأقفل نور السيارة الداخلي وتابع قيادته في الشارع حسب تعليماتها الدقيقة , أوقف السيارة وأبقى محركها يهدر على مهل:
" أشكرك. أستطيع أن أنزل هنا".

" هل تسكنين هنا؟".
حاولت الخروج وهي تقول :
" أسكن في مكان قريب من هنا ".
" سأرافقك حتى الباب ......".
" لا داعي".
" قلت سأرافقك حتى الباب , عليك أن تخبريني بالتحديد مكان سكنك لأنني لن أتركك قبل أن أتأكد من دخولك المنزل وأنك آمنة".
ترددت لين بعض الشيء ثم رضخت لطلبه وهي تعرف عناده الأكيد .


اماريج 10-05-10 08:37 PM

" في منتصف الشارع في تلك البناية ذات الحجارة البيضاء حيث علب البريد الثلاث".
وحين وصل سورين أمام المنزل أخرس محرك السيارة , وفتح لها الباب وأبقى يده على القفل بدلا من أن يدفع الباب ليفتحه , نظرت اليه متسائلة, قال:
" ماذا يعني عناق آخر ؟ لن يزيد ولن ينقص".
منتديات ليلاس
وعانقها بقسوة بقيت لين دون حراك , كانت تحارب رغبتها الجامحة في مجاراته , تمنت لو كان بأستطاعتها أن تبادله العناق , فأبعدته عنها بقوة فأفلتها سورين ودفع الباب قربها وسمح لها أن تنزل وكذلك فعل هو.
" سأكون بخير".
وضع يده على ذراعها ومشى معها الى الباب , هناك نور خافت يظهر من خلف الباب بوضوح , فتشت لين في حقيبتها عن مفاتيحها :
" شريكتك في الشقة لا تزال مستيقظة!".

ربما عاد والدها يعمل في مكتبه أو نام وهو يشاهد البرامج التلفزيونية ربما يعتقد سورين أنها تعيش مع صديقة لها وهذا أفضل , لو ذكرت له أنها تعيش مع والدها ربما سيصر على مقابلته وحتما سيسأله أسئلة عديدة تشفي غليله ... وهي لا تريد أن تتعرض لمثل هذا الموقف.
" لا أعتقد ذلك , الوقت متأخر وربما نسيت أن تطفىء النور قبل أن تنام".

" هل مفاتيح السيارة بين مجموعة المفاتيح في العلاقة , أعطني أياها وسأحضر لك السيارة غدا صباحا".
" شكرا جزيلا ,ولكن لا داعي.......".

فتحت باب المنزل ,وبعد أن أخرجت المفاتيح من القفل أخذها سورين وسحب مفاتيح السيارة من بينها :
" قلت لا داعي".
أعاد اليها العلاقة وقال:
"بل هناك داع".

" سأرسل ميكانكيا من الكاراج غدا صباحا وسيتولى أمر أصلاحها وأعادتها أليّ".
" لا تجادلي , أنا سأفعل ذلك , أنها مسألة ضمير , لقد تسببت أنا في تعطيلها عطلا بسيطا يمنعها من الدوران".
" أنت فعلت ذلك!".

تجاهل لهجتها الساخرة وقال بهدوء:
" قلت لك أنني أريد أن أتحدث معك على أنفراد".
" أنت جريء....".
كانت غاضبة وثائرة , سمعت بابا في داخل البيت يفتح وصوت والدها يقول بأنزعاج:
" هذا أنت يا لين؟".

دهش سورين وتغيرت ملامح وجهه بسرعة ,بدا قاسيا ومرتبكا وكان الأمر بغاية الغموض , لقد تعقدت الأمور بشكل لم تكن لين تحسب له حسابا ,فجأة أنهارت وهي ترى تعابير وجهه تلوح بأتهامات غريبة .... أغمضت عينيها وتمتمت:
" يا ألهي ... أرجوك أن تتركني وترحل".
وحين فتحت عينيها وجدت والدها يقف أمامها وسورين قد رحل :
" هل كنت تتكلمين مع أحد؟".

شرحت له بسرعة أن سيارتها تعطلت وأنها حضرت برفقة أحد الشباب ,ثم سمعت صوت أبتعاد سيارة سورين فدخلت مع والدها الى البيت وأغلقت الباب .

في الصباح وجدت لين سيارتها تقف الى جانب الطريق , ربما حضر سورين باكرا ووضعها أمام البيت كما وعدها ,خرجت الى الشارع ولكنها لم تر له أي أثر , وبعد لحظة تفكير فتشت عن مفاتيح السيارة في علبة البريد ووجدتها .


اماريج 10-05-10 08:38 PM

مر اليوم بأكمله ولم يلاحظ والدها بأنها كئيبة حزينة وضائعة , خرج بعد الظهر ليلعب الغولف , لم يسمح لها بمرافقته أبدا , أقترحت عليه مرة أن يصحبها معه فقط للمراقبة ,ولكنه حدّق بها مستغربا طلبها وأجابها بأقتضاب بأن مشاهدة لعبة الغولف لن تسرها.

ووجدت نفسها مرة أخرى وحيدة , هدوء المنزل كان يسبب لها حالة من الضجر , فقررت أن تخرج من البيت وتمشي في نزهة بعيدة ,
كان الطقس لا يشجع , الغيوم متلبدة في السماء والأمطار تتساقط من وقت الى آخر , حين عادت من نزهتها كان والدها قد وصل قبلها , فلم يرقه أن تمشي تحت المطر , قالت له صارخة:
" ولكنك أنت أيضا كنت تمارس لعبة الغولف على الرغم من المطر ".
" ولكن لم أكن أسير على غير هدى".

أبتسمت أبتسامة حزينة ... لقد كان والدها يلعب بهدف الربح وقد ربح الجولة , سألها فجأة:
" من أوصلك البارحة الى البيت؟".

" شخص ألتقيته في الحفلة".
" هل تعرفينه ؟".
" قابلته من قبل".
فوجئت لأهتمامه بحياتها الخاصة , أنها أول مرة يظهر لها هذا الأهتمام ,نادرا ما يسألها عن رفاقها ... ثم فاجأها بسؤال آخر:
" أليس لديك صديق خاص؟".
" ليس بالمعنى الصحيح في الوقت الحاضر".

قطب قليلا ونظر اليها كأنها لغز مميز وقال:
" لقد بلغت الرابعة والعشرين من عمرك أليس كذلك؟(هزت رأسها موافقة فأكمل) معظم صديقاتك تزوجن أيضا".

لم يكن لديها صديقات عديدات وهي لم تتصل بهن منذ عهد الدراسة :
" أعتقد ذلك".
" أنت شابة جميلة( كانت لهجته لطيفة وتنم عن أهتمام أكيد) ألم يتقدم بطلب يدك أحد بعد؟".
" هل تخاف أن يفوتني القطار؟".

ضحك والدها قليلا , ثم بدا منزعجا بعد ذلك :
"هل أنت عازمة ... على البقاء ... مضربة عن الزواج الى الأأبد؟".
تنهدت لين وسحبت نفسا عميقا ,كأنها أحست أنه يسألها أن كانت مزمعة على البقاء في منزله الى الأبد... ثم غيّر رأيه في آخر لحظة وأستبدل كلمة بأخرى ,كانت لا تزال تفكر بقوله حين فاجأها مرة أخرى:
" الحقيقة... أنا أفكر بالزواج من جديد".

وقع كلامه عليها كالصاعقة , منذ توفيت زوجته لم تلحظ أي أهتمام لديه بالجنس الآخر ... ولكنها ربما كانت على غير علم بأسراره , وربما له علاقات سرية خاصة تجهلها ,جلست لين على كرسي مريح وسألته:
" هل ... هل ... أعرفها؟".
" طبعا... أنها سكرتيرتي الآنسة أكسفورد وأنت تعرفينها جيدا!".

قاومت لين رغبة جامحة بالضحك , مسكينة الآنسة أكسفورد , أنها تثير الشفقة , لقد نجحت أخيرا في لفت نظره ,قرر والدها ضمها الى أملاكه الخاصة ,
لقد برهنت طوال السنين عن كفاءة نادرة وأخلاص أكيد , أنها سيدة متوسطة في العمر وليس هناك ما يثير الضحك في أن تقع سيدة مثلها في الحب وترغب في الأستقرار والزواج ...
دائما تسمع بمثل هذه الواقعة تحدث مع الناس ولكنها وجدت خيالها عاجزا عن تصور الآنسة أكسفورد تحمر خجلا كعروس ... وكذلك لم يسعها أن تتصور والدها في دور العاشق الحبيب.
" ما أسمها الأول؟".
" بيرتا".
" أنه أسم جميل".

شعرت لين ببعض الشفقة نحو الآنسة أكسفورد وهي تتذكر أن والدها ليس سهل المعشر وحاد الطباع ولن يكون زوجا رضيا ...ولقد قيل أن السكرتيرة تعرف مدير العمل أكثر من الزوجة ... أذن فهي تعرف ما هي مقبلة عليه حق المعرفة وترضى به وهي مفتحة العينين , تذكرت أن عليها أن تجامله :
" أهنئك ... هل قررتما موعدا للزفاف؟".
" لا , ليس بعد , ليس هناك سبب للعجلة".

احست لين بأنه أحرج بسؤالها بقيت تفكر بالأسباب الداعية لأحراجه, هل هو الخجل؟ لا... لا هناك أمر آخر يبدو ملحا ... يتناول وجودها معه في المنزل , هو حتما يريدها أن تخرج من المنزل قبل دخول عروسه الجديدة ... ولكن مصارحتها بالأمر تربكه , أنها ليست صغيرة ... فهي تفهم الواقع فهما صحيحا , العروسان لا يرغبان بوجود فتاة بالغة النضج معهما في المنزل ... هذا أمر طبيعي ومسلم به.

" من الأفضل أن أفتش عن شقة لي".
شاهدته لين يرتاح كثيرا لسماع قرارها وشعرت بألم يجتاحها ويغمرها :
" أن كنت في حاجة مادية فأنا مستعد أن أساهم في بدلات الأيجار ... أقصد فتشي لنفسك عن سكن مريح يا عزيزتي ولا تهتمي بالمصاريف".
منتديات ليلاس
وفي اليوم التالي تذكرت موعدها للغداء مع سوزان فهرعت لملاقاتها قبل أنقضاء الموعد , ساورتها فكرة التهرب من هذا اللقاء , ولكنها أبعدت الفكرة تماما لأن صداقتهما عزيزة على قلبها وحتى لو رغبت في قطع علاقتها مع آل وينغارد نهائيا فأنها ستقطعها مع سوزان تدريجيا لئلا تجرح شعورها .


اماريج 10-05-10 08:40 PM

هطل المطر صباحا بغزارة ولكن الشمس ساطعة الآن وترسل أشعتها على الأرصفة وهي تسرع الى الحديقة العامة حيث يتم اللقاء بينهما عادة ,
النسيم بارد والسماء مليئة بالغيوم التي كانت تحجب الشمس من وقت الى آخر ,أوراق الأشجار لا تزال تنفض حبات المطر عنها فوق الممر الضيق وهي تلمع بعدما غسلتها الأمطار من الأوساخ العالقة بها.

أرتجفت لين من البرد القارس ثم رفعت نظرها تفتش عن سوزان , ولكنها شاهدت سورين متجها نحوها بمشيته القاسية , تسمرت في مكانها كأنها أصيبت بالشل ,وبعد لحظة أستردت حواسها وأستدارت تحاول الهرب.
الممر ينحدر والمشي فوقه يسهل الأنزلاق ومن الخطر أن تركض ... شعرت بيد قوية تطبق على ذراعها , توقفت في مكانها جامدة كالصخرة ودون أن تنظر اليه قالت:
" أنا على موعد مع سوزان".
"أعرف , حضرت أنا لملاقاتك وتعتذر سوزان لغيابها".

" أشكرك , لقد حضرت بنفسك لتعتذر عنها , هل هي مريضة".
" لا".
صمتت قليلا ولم تضف كلمة , ثم قالت بصوت خافت:
" حسنا , أستطيع أن أمشي الآن؟"
نظرت الى يده المطبقة على ذراعها .
" ماذا لو تناولنا الطعام".
وقبل أن يكمل قاطعته لين بحدة...
" لا .. أشكرك".
" يا ألهي... كفاك صراعا معي".
" ولكنني لست جائعة ,شكرا".

" يمكنك مراقبتي وأنا أتناول طعامي , أنا جائع".
دفعها لتمشي دفعا خفيفا ولم تجد مهربا من مرافقته حتى لا تلفت نظر المارة اليهما ,كان بأمكانها أن تصرخ وتقاوم ولكن تهذيبها منعها من أثارة الشغب في وسط الشارع.
قالت ساخرة:
" أنا متأكدة أنه شرف عظيم لي أن أراقبك وأنت تتناول طعامك ... ولكن لو تستبدلني بفتاة أخرى سعيدة الحظ... لماذا لا تسأل رودا مرافقتك أن كنت تشعر بالوحدة".
" ولماذا أسألها؟".

" لشيء مهم جدا ... أنها جميلة وفاتنة... وتحبك".
" وتثرثر كثيرا ... لا تكف عن الكلام لحظة واحدة".
تصدت لين للدفاع عن رودا بسرعة وقالت:
" أنها فتاة طيبة وأنت سعيد الحظ لو نظرت اليك نظرة ثانية ... بأمكانها أن تختار من تشاء من بين الشباب".

نظر اليها وقد نفذ صبره:
"أعرف ذلك جيدا , بعد تفكير طويل فهمت أنها تخافني فقط لا غير ".
نظرت اليه لين مستغربة ثم أبتسمت أبتسامة شاحبة وقالت:
" هل مارست معها طرقك البدائية أيضا....".
رمقها بنظرة ساخرة وقال:
" لا أحتاج معها للطرق البدائية , أنها فتاة مسالمة ومطيعة ,نظرتها اليّ كنظرتها الى عالم مثقف ... والمتعلمون يثيرون أعصابها ولا تحتمل وجودهم , لقد أقترحت عليّ أن نبقى أصدقاء".
" هل قالت لك ذلك بنفسها؟".
منتديات ليلاس
" نعم , روداتقول كل شيء يجول في خاطرها".
دخل سورين أول مقهى صادفه في الشارع وأجلسها على كرسي في زاوية المطعم ونظر اليها قائلا:
" أبقي لي مكانا قربك , هل تريدن فنجانا من القهوة؟".
هزت رأسها موافقة , وذهب ليعود بسرعة وهو يحمل القهوة وبعض الساندويشات.
" أحضرت طعاما لأثنين ... ربما بدلت رأيك.....".


اماريج 10-05-10 08:42 PM

جلس سورين قبالتها , بقي صامتا ولم يتناول من الطعام شيئا , ربما هو مهذب وينتظرها أن تمد يدها للطعام قبله... وربما ليس جائعا كما أدعى ,
مدت لين يدها وحملت صحنا فارغا ووضعت فيه قطعة من الساندويش , تابع هو تحريك السكر في فنجان القهوة ناظرا اليها متحديا , قالت لين في محاولة للحوار بينهما:
" أشكرك لأعادتك سيارتي هذا الصباح".
" أظن أنك وجدت المفاتيح دون عناء ... هل الرجل الذي يشاركك المنزل هو الذي أهداك السيارة؟".
"نعم , ولكن......".

" وهذه أيضا .(رفع طرف الكم من يدها ليشير الى الساعة الذهبية في معصمها) والقلب الذهبي الجميل الذي كنت تتزينين به يوم الحفلة والفراء....".
بدأ قلب لين يسرع في ضرباته ولكنها عضت على شفتيها ولم تجبه , أنتظر سورين بضع دقائق صامتا ثم قال بجفاء:
" أنه رجل كريم للغاية.....".
" أنه غني جدا".
قالت أي شيء تبادر الى ذهنها وهي تحس الطريق الذي سلكه لأستنتاج بعض الأمور المخزية عنها , رغبت في أن تخبره الحقيقة ولكنها أحجمت.

" ولكنك أخبرت تريزا بأنك لست غنية".
حدقت نظرها في عينيه فرأت فيهما مرارة ... ثم أكمل قوله:
" فوجئت بكلامك عندما أخبرتني تريزا به ... هناك العديد من الأمور المتعلقة بك تذهلني أمور تشير الى أنك غنية ومتعلمة وربما قبلت بهذه الوظيفة عندنا لأسباب خاصة , لا نعرف عنك أي شيء ... كنت مستعدة أن تتصرفي كفرد من أفراد العائلة وأنشغلت بالجميع ,
كان من الواضح جدا أن لديك أسرارك ولا تسمحين لأحد بكشف اللثام عنها , كنت تشمئزين من وجودي في البداية ثم بدأت تميلين أليّ ... وأحببتني ولكنك تراجعت بعيدا عن المزرعة".

" أنا لم أقل أنني أحبك! أنا لم أعدك بشيء!".
" صحيح ,كنت تفضلين أن تكوني حرة في أختيارك أليس كذلك؟".
"ماذا تعني بقولك؟".
" أقصد أنني كنت غبيا وبقيت أفكر بتفسير معقول لجميع التناقضات حولك ,لقد بررت عدم رغبتك في الأتصال بنا بعد رحيلك ... ثم سمعت بواسطة رسائل الأهل أنك تقابلين سوزان , فكرت في الحضور والحوار معك لعلك تزيلين من أمامي بعض الغموض ,حضرت خصيصا لأعرف من سوزان عنوانك ...
ولكنها لم تعرفه ولم تعرف كذلك عنوان عملك... فكرت بالأسباب التي منعتك من الرد على مكالمة والدتي الهاتفية .... ولماذا لم تأخذي سوزان لزيارتك في بيتك؟ أين تعملين؟ فما هي أجاباتك على تساؤلاتي ؟ ربما هناك أسباب غفلت عن التفكير بها دون مساعدتك....".
منتديات ليلاس
أنتظر سورين ردها صامتا ... عرفت لين أنه يفسح لها في المجال لتدافع عن نفسها وتشرح له ما صعب عليه فهمه ... ولكنها لن تكذب عليه وكذلك لا يمكنها أن تشرح له الحقائق.
طال الصمت وسمعته يزفر زفرة غضبى , ثم تكلم كأنه يكمل محاضرة:
" أستطيع التفكير بسبب واحد لكذبة البارحة عندماقلت أنك تعيشين مع صديقة... كيف تعيشين ومع من تسكنين هو شأن من شؤونك الخاصة يا لين , ولكنك كنت تكذبين وهذا يعني أنك تخجلين مما تفعلين (رغبت في الأعتراض ولكن صوتا في داخلها أقنعها بأن تتركه ... الأسباب الجديدة ستقنعه بقطع علاقته بها الى الأبد)هل تحبينه؟".


اماريج 10-05-10 08:45 PM

نظرت لين الى فنجان القهوة البارد أمامها ولم تتكلم , كرر سؤاله بصوت أجش:
" هل تحبينه؟".
" أنه شخص عزيز........".
" هل كنت تعيشين معه قبل حضورك الى المزرعة؟".
" نعم".

" هل تشاجرتما ... أم أنك كنت تحاولين قطع علاقتك به؟".
" أردت أن أغير بعض الشيء في حياتي".
" لماذا؟ هل يضجرك؟".
أبتسمت لين أبتسامة مريرة لأن والدها لا يضجرها أبدا بل هي التي تضجره , قال:
" هل كنت مملا في علاقتي معك ودون المستوى المطلوب , هل كنت ترغبين بشيء مثير سريع قبل عودتك الى عشيقك العجوز".
" عجوز؟".
" لقد رأيته مساء السبت , أنه يكبرك بكثير!".

" ولكنه ليس عجوزا كما تقول ... أنه متوسط العمر".
" هل هو متزوج؟".
شعرت بالغضب يجتاحها وهي تتوصل الى حقيقة مؤلمة : كيف يمكنه أن يعتقد أنها تعاشر رجلا متزوجا ... نظرت اليه نظرة حادة وتكلمت ببرودة:
" كان متزوجا".
" هل كنت السبب في طلاقه من زوجته؟".
نظرت اليه متحدية وصرخت بغضب ظاهر:
" لا".
" هل تحلمين بأن يجعلك الزوجة الثانية في حياته؟".

شعرت لين في سياق الحوار بينهما أنه ليس بأمكانها أن تتراجع , التوتر بينهما على أشده ... تذكرت شعورها نحوه في بداية لقائهما ...
" من المضحك أنك تقترح ذلك الآن ( أبتسمت أبتسامة ماكرة وأكملت) لقد أخبرني البارحة أنه يفكر بالزواج مرة ثانية".
برقت عيناه شررا وأحست أنها أنتصرت عليه أخيرا فقال بسرعة:
" لنفترض أنني طلبت منك أن تتخلي عنه لتكوني لي ... فما سيكون جوابك؟".

أستوت في جلستها وحدقت فيه فيه مليا , أختفت الألوان عن وجهه وأحست هي أيضا بأن الشحوب أعتراها وخدر رقيق دبّ في أوصالها , كانت نظراته ثاقبة متحدية وغامضة لم تستطع فهمها.

تملكتها رغبة جامحة بأن توافق وتترك للمستقبل تحديد كل شيء بينهما , ولكنه... لم يذكر لها حبه... لو فعل ذلك لما أستطاعت أن تجد الشجاعة الكافية لترفضه ... طريقته المتحدية كانت باردة وقاسية ووحشية , هل يمثل عليها دورا ذكيا جديدا؟
" جوابي هو لا".

لم يتحرك , كست وجهه أبتسامة ساخرة مما جعلها راغبة في الهروب :
" هذا ما توقعته".
مال نحوها وبقي ينظر اليها ساخرا:
"لا بأس ... ربما أكون متأخرا بشأن أرتباطي بك أرتبطا أبديا ولكنه يسرني أن أقدم لك خدماتي......".
أنفجر الغضب في كيانها وعقلها وشعرت بالدماء الحارة تسرع في شرايينها من جراء أهانته , تكلمت بصوت مختنق:
" كيف تجرؤ؟".

نهضت واقفة بسرعة وبقي سورين يجلس في مكانه وقد مال برأسه الى الوراء وقال بلهجته الساخرة:
" هذه نهاية مضحكة لمهزلة مبتذلة".
ربما , ولكنها تعبر عن حقيقة شعورها وغضبها ,حملت حقيبتها , بقي في مكانه , أنه رجل كريه وعديم اللياقة , لا بد وأن تريزا أحسنت تربيته ولكنه يحاول عن عمد أن يظهر عدم أحترامه لها كأمرأة...
أستدارت لتمشي الى الخارج ولكنه أستدرك الموقف وقال بهدوء:
"دقيقة أخرى من فضلك".
منتديات ليلاس
نظرت اليه من جديد , وقف أخيرا وقد مسح الأبتسامة الساخرة عن وجهه , كان يبدو شهما كمن يسدد رصاصة الرحمة الى قلبها , بقيت لين تنتظر آخر أقواله ... وحين نطق أخيرا وجدت أنها لم تكن مستعدة لأقواله أبدا :
" لا أعتقد أنك رفيقة مناسبة لشقيقتي الصغرى , أظن أنك عاملتها بلطف ولكن لا حاجة لأزعاجك من جديد , سأشرح لها أنك لا ترغبين في أي علاقة مع آل وينغارد بعد اليوم , ومن المناسب أن تبتعدي عن رؤيتها من جديد".


اماريج 10-05-10 08:47 PM

" لا , لا تستطيع ...".
صرخت بصوت جعل الكثيرين من حولها يرفعوا رؤوسهم يستطلعون الخبر , أكملت قولها بصوت خافت:
" أرجوك يا سورين... أرجوك أنا سأضع حدا لصداقتي معها , أعدك بذلك ولكن دعني أفعل ذلك تدريجيا حتى لا تجرح شعورها ... دعني....".
قطب سورين قليلا ولكنه هز رأسه موافقا على أقتراحها وقال:
" حسنا , كما تشائين".
" شكرا".

خرجا الى زحمة الشارع وأحست أن الأزدحام يحميها وقالت:
" لم أكن أريد أن أشكرك على الغداء لأنني لم أتناول منه شيئا وكذلك أنت ... ولكن المهم في الأمر هو الفكرة ..........".
كانت تثرثر دون ترابط في الأفكار وسرت عندما وقف وصرخ فيها فجأة :
" أصمتي!".
" آسفة يبدو أنني أثرثر كما رودا ...(كانت أسوأ منها , رودا في نظره ليست فتاة هوى عابثة) يمكنك أن تتزوج من رودا".
قال بوحشية وقساوة:
"أصمتي!".

ولكنها لا تستطيع أن تصمت لأن الكلام يساعدها على عدم الأنفجار بالبكاء , أبتسمت له أبتسامة مثيرة وقالت:
" عليك أن تغير طريقتك في معاملتها ... لا أتعجب من قولها أنك تخيفها".
تنهد تنهيدة قوية فأمسكها من كتفيها وقال بعصبية:
" أصمتي!".
ظنت لين أنه سيهزها هزا عنيفا ولكنه عانقها وسط زحمة المارة وبطريقة غريبة قاسية , و .... مؤلمة.

مر أحد المارة وضحك ... فأفلتها سورين فجأة وكادت تسقط لو لم يبادر لمساندتها بذراعيه ... كما فعل في أول لقاء بينهما في مركز البريد :
" أليس من الأفضل لو قلنا وداعا كما يفعل المتمدنون..... السوق المزدحم ليس مكانا مناسبا لمنظر وداعي...".
كان يتنفس بصعوبة بالغة , أحست أن عاطفته الجيّاشة قد غلبته , كان يحبهادون أمل ... حزنت لحاله وحالها.

" علي أن أذهب وألا تأخرت عن العمل , أرجوك لا داعي لمرافقتي..".
ركضت مندفعة وسط الأزدحام ولم تنظر خلفها , ربما يكون قد تبعها .... لا لقد أختفى وربما لن تراه بعد اليوم , تذكرت أنها لم تودعه , ما أسخفها , وأذا بها تتعثر في مشيتها وتفقد توازنها وأذا برجل من المارة يسارع لمساعدتها قبل أن تسقط , بقي ممسكا بها حتى أستعادت توازنها , شاهد دموعها ونظر اليها وسألها:
" هل أنت بخير يا آنسة؟".
منتديات ليلاس
كان بأمكانها أن تقول: لا , أنا أموت ... ولكنها أبتسمت شاكرة وقالت:
" أنا بخير".
ألتوى كاحلها قليلا مما سبب لها بعض الألم , بقي الرجل قربها حتى تأكد له أنها تمشي من جديد ... تذكرت سورين , لقد تقدم بطلب يدها للزواج على الرغم من أعتقاده أنها تعيش مع رجل آخر.
هل من المعقول؟
ولكنها أجابته نفيا على طلبه.
كانت تفكر بأقواله كلها دفعة واحدة... هل حقيقة رغب في الزواج منها مع أنه وصفها بأنها فتاة عابثة طائشة؟

.......نهاية الفصل التاسع........


اماريج 10-05-10 08:49 PM

10-فاجأتها تريزا بأسئلتها الملحاحة عن سورين ورفضها الزواج منه ولعب القدر لعبته ليكشف ما خفي في قلب لين فصرخت لأنك أمي).

أتصلت سوزان بلين خلال أيام الأسبوع ورتبت لقاء معها مساء السبت لحضور فيلم سينمائي , سألتها لين ما أذا كانت رودا سترافقهما وسرت عندما علمت أن رودا مرتبطة بموعد للسهرة , ومع أن لين لا تكرهها فقد كانت تشعر بأنها ربما تنافسها على الفوز بقلب سورين.

وبطريقة عفوية سألت لين من جديد أن كان صديق رودا شخصا تعرفه ,ولكنها في الحقيقة كانت ترمي لمعرفة طريق سورين ... هل يخرج مع رودا أو غيرها ... فالجرح لن يلتئم ما دامت تفكر فيه طوال الوقت.

" أنه الشاب الذي يعمل في حقل الأعلان , ربما تتذكرينه من الحفلة , كان يرتدي ربطة عنق برتقالية ولحيته كثيفة مجعدة.
العلامات الفارقة التي وصفته بها سوزان كانت كفيلة بأن تتذكره , ولكنها لم تعد تذكر أي شيء عن الحفلة سوى أن سورين كان قربها... أبتسمت أبتسامة مواربة:
" نعم أذكره".

دخلتا بعد ذلك السينما لمشاهدة الفيلم وبعد أنتهاء العرض أوصلتها الى الشقة بسيارتها , قالت سوزان:
" ماذا بشأن الغداء يوم الأثنين؟".
سحبت لين نفسا سريعا وتأففت قائلة:
" هذا الأسبوع لدي الكثير من الأعمال المتراكمة في المكتب ربما نلتقي الأسبوع التالي , أتصلي بي هاتفيا لنحدد الموعد".
"حسنا".

وافقتها سوزان على الفور راضية , وقالت لين في نفسها هكذا سيكون الأبتعاد عنها سهلا بعدما أنتقلت لتعيش في الشقة مع رودا , هنا تستطيع أستقبال الأصدقاء بسهولة وربما لن تشعر بأختفائي من حياتها الى الأبد.

بدأت لين تفتش عن سكن لها , لم يكن الأمر سهلا وعلى الرغم من أن والدها عرض عليها مساعدته المادية ألا أنها لا ترغب في أستعمال أمواله ,
بدلات الأيجار في أرتفاع متزايد وأزدحام السكان يجعل المهمة صعبة , ذكرت أحدى الموظفات في الشركة بأن فتاة تسكن معها ستنتقل الى منزل في بونسنباي , فرتبت لين موعدا لرؤية الغرفة بعد دوام العمل ,كانت غرفة كبيرة واسعة ,
الحمام مشترك بينها وبن ثلاث فتيات غيرها , حالة المطبخ سيئة , ولكنه يحتوي على التجهيزات الأساسية
الضرورية ,
وجدت لين أنه بأمكانها العيش مع الفتيات الثلاث في بيت واحد لأنهن لطيفات وطيبات.
منتديات ليلاس
أخبرت والدها بالأمر ولم يسر كثيرا بالمكان , كانت المنطقة في القسم القديم من المدينة , ولكن تحسينات كثيرة كانت في طريقها الى التنفيذ , وهي لا تبعد أكثر من دقيقتين بالسيارة عن قلب المدينة وهذا يجعلها أفضل من السكن في الضواحي الأخرى.


اماريج 10-05-10 08:51 PM

ستحتاج لأسبوع قبل أن تنتقل , وسرّ والدها لمعرفته موعد أنتقالها , وشعرت بأبتسامة رضى على وجهه ولكنه قال:
" حسنا يا عزيزتي , قلت لك ليس هناك أي داع للعجلة!".

حضرت الآنسة أكسفورد للعشاء في مساء أحد الأيام , أبتسمت بعصبية متكلفة وطلبت من لين مناداتها بأسمها بيرتا , فعلت لين كما طلبت منها دون أعتراض , وبعد قليل أنخرطت بيرتا في حديث عمل مع والدها فأحست لين براحة كبرى وهي تتذر وتغادر مجلسهما , سألتهما عن موعد الزفاف ولاحظت أحمرار وجه الآنسة أكسفورد خجلا وهي تسمع والدها يقول: السبت الأول من الشهر المقبل , عرضت لين خدماتها للمساعدة ولكن والدها شكرها بلطف قائلا:
" لا نريد عجقة , سنحتفل بالزواج في مكتب الزواج المدني ثم نتناول العشاء بفندق في المدينة , سندعو بعض زملائنا في العمل وأقارب بيرتا".

جميع هذه الأمور تقوم بها عادة السكرتيرة وتعجبت لين في نفسها : مسكينة بيرتا عليها أن تقوم بترتيبات حفلة الأستقبال بمناسبة زفافها.
لم تسمع لين من قبل بعائلة بيرتا ولكنها أكتشفت أن لها شقيقة تسكن مع زوجها في أوكلاند وأخرى ستحضر من الجنوب خصيصا لحضور حفلة الزفاف بناء على دعوة خاصة وجهت اليهما.

" هل ستدعو عمتي فيرا وزوجها؟".
" طبعا , لا تنسي أن تضيفي أسمهما على لائحة المدعوين".

لم تكتشف لين تغييرا واضحا في معاملة والدها لخطيبته عن معاملته السابقة كسكرتيرة منذ عشر سنوات , ربما هو أكثر حنانا معها عندما ينفردان ... وهذا ما يؤكد تصميمها ترك المنزل , لتؤمن لهما بعض الحرية والأنفراد.

أعتقدت لين أن سورين عاد الى ولننغتون , ذكرت لها سوزان حين ألتقتها أنه زارها البارحة مساء , نظرت لين اليها بأستغراب وسألت:
"الى متى ستطول أقامته ؟ ظننت أنه باق لفترة وجيزة فقط".

" أسبوعان على ما أعتقد , هل أخبرتك أن الوالدة كتبت تقول أنها ستزور أوكلاند لبضعة أيام!".
" لا , لم تخبرني ... سوزان , علي أن أسرع عائدة الى المكتب , لدي أعمال متراكمة سأراك فيما بعد".

كانت لين تؤكد لنفسها بأنها لا تريد أن ترى تريزا , وعليها أن تبتعد عن طريق سوزان حتى لا ترتب أجتماعا بينهما , ستعتذر بسبب أنتقالها الى الشقة الجديدة ,
وستكون مشغولة كثيرا بحيث لن تتمكن من رؤية أي أنسان , عندما تتصل سوزان بها من جديد سيكون سورين قد سافر الى عمله ربما تكون زيارة تريزا الى أوكلاند قد أنتهت , بعد أنتقالها الى الشقة الجديدة ستقول لوالدها ألا يعطي عنوان سكنها الجديد الى أحد , وكذلك رقم هاتفها.
منتديات ليلاس
مساء الجمعة وضّبت لين جميع أغراضها الخاصة ووضعتها في حقائب للأنتقال بها صباحا الى الشقة الجديدة , المنزل هادىء وهي وحدها فيه , فقد أبلغها والدها بأنه سيتأخر في السهرة خارج البيت , ربما سيصطحب بيرتا معه الى المدينة.... وربما هناك تقارير ملحة تحتاج لمهارتها في الطباعة على الآلة الكاتبة...
وقفت لين في غرفتها مرهقة بعد عناء ترتيب الحقائب وقلبت ألبوم الصور وتذكرت ما كان يعني لها في طفولتها , لقد كان أغلى ما عندها تلجأ اليه في أحزانها , وتشعر أنه يبلسم جراحها ...أبتسمت حزينة ,
وحملت الألبوم معها الى غرفة الجلوس وتربعت فوق كرسي مريح وبدأت تتصفحه وتراجع ذكرياتها.


اماريج 10-05-10 08:53 PM

أول صفحة في الألبوم تضم صورة والدها ووالدتها يوم زواجهما , تذكرت والدتها التي ربتها وهي تساعدها في ألصاق الصور بعدما أهدتها أياه , هناك صور لها مع والدتها وأخرى مع والدهاوهو يحملها بطريقة تظهر أنزعاجه بوضوح
وهناك صور لها عندما بدأت الدراسة وهي في الخامسة من عمرها... والدتها شقراء وترتدي ثوبا أزرقا بينما والدها أسمر وشعره أسود قبل أن يغزو الشيب خصلاته , وهناك بعض الصورالأخرى لم تلصق بعد ,ولكنها أبقتها بين دفتي الكتاب على أمل أن تلصقها يوما.

كانت لا تزال سارحة في صورة والدتها , فلم تسمع جرس الباب ألا في المرة الثانية فهرعت الى الباب وهي تحمل الألبوم وأشعلت النور الخارجي وتبين لها أن الشخص الواقف بالباب كان أمرأة.
فتحت لين الباب , وكانت تريزا تقف وهي تبتسم بأرتباك وقالت:
" مرحبا يا لين , هل يمكنني الدخول لفترة وجيزة".

" تريزا!(كانت مسرورة وخائفة من وجودها في آن معا ,ولكن أصول الضيافة فرضت عليها الترحيب بها وفتحت لها الباب على مصراعيه) تفضلي , أهلا بك".
دخلت لين غرفة الجلوس وتبعتها تريزا وهي تجيل بصرها في الأثاث الفخم الذي يشير الى البحبوحة والثراء , أبتسمت تريزا وهي تخلع معطفها فقالت لين:
" تسرني رؤيتك أهلا بك".
أرتاحت تريزا لترحيب لين الصادق, وربما تجاهلت يوم أتصلت بها هاتفيا ورفضت أن ترد على المكالمة.
" هل أحمل معطفك الى الداخل؟".
"لا بأس , أرتكيه هنا".

رمته تريزا على كرسي بالقرب منها ثم نظرت الى لين نظرة تساؤل بعدما جلست , بينما بقيت لين تحمل ألبوم الصور وهي تراقبها بسرور.
" والآن يا عزيزتي لين... ما هذه الفكرة السخيفة؟ يقول سورين أنك عشيقة لرجل متوسط في العمر".

كانت نظرات تريزا تدل على أنها لا تصدق رواية سورين أبدا ... فعرفت لين أن التمثيلية الهزلية أنتهت, وأن تريزا لا تقبل بهذه التفاهات غير المعقولة , سرت لين وغمرتها سعادة عارمة , وبدأت تضحك بشكل هستيري , ثم جلست في مقعد قبالة تريزا التي كانت تبتسم لها وتحاول أن تصل الى حقيقة الأمر:
"قال سورين أنك أعترفت له بنفسك ,ولا مجال للشك......".
"لا أظنك صدقت؟".
" أوه , أنت يا لين ... أبدا لن أصدق".

" أشكرك على ثقتك الغالية".
" أنا أعرفك حق المعرفة , كان من الواجب على سورين أن يثق بك أكثر ولا بد وأنك كنت غاضبة من شكوكه ومتألمة".
" أنا لم أعترف له بشيء ... وكذلك لم أنكر روايته".
" أن كنت راغبة في معاقبته لعدم ثقته بك فأنا أؤكد لك أنه يمر بحالة نفسية تعيسة للغاية".

حزنت لين لسماعها ما يعانيه سورين , ثم تذكرت أن عليها أن تبرر ما حصل لتريزا ... نظرت اليها بأتباك وقالت:
" ما رأيك بفنجان قهوة؟".
منتديات ليلاس
نهضت لين لتصنع القهوة وحملت ألبوم الصور لتضعه على الطاولة الصغيرة بالقرب منها وهي ترمق تريزا بنظرات ودية , أخطأت توازن الألبوم فوقع أرضا , وتناثرت مجموعة الصور من داخله فوق السجادة.

أنحنت لين لألتقاطها وكذلك فعلت تريزا بشكل عفوي , بدأت كل منهما تجمع من الصور ما أمكن , وفجأة توقفت تريزا لتنظر الى صورة تظهر فيها طفلة صغيرة تحملها سيدة وقد بان شعرها الأسود بينما أخفت وجهها بعيدا عن الكاميرا , قالت تريزا بصوت مرتعش:
" هذا أنت أليس كذلك؟".

فتحت لين فمها تحاول أن تنفي.... فخانتها أعصابها ولم تقو على الكذب نظرت اليها تريزا بمحبة خالصة فأجابتها لين وهي تهز رأسها أيجابا :
" نعم".


اماريج 10-05-10 08:54 PM

وقفت تريزا ووضعت بقية الصور على الطاولة ما عدا واحدة , حملت معطفها وفتشت في جيوبه عن حقيبة جلدية ففتحتها وأخرجت من داخلها صورة طبق الأصل عن الصورة التي بيدها ونادت لين قائلة:
" .... أنظري ... أنظري يا لين".

نظرة واحدة كانت تكفي لتتأكد لين من تطابق الصورتين , أمتلأت مآقيها بالدموع وقالت بصوت مرتعش:
" هل تحملين هذه الصورة معك كل الوقت؟".
" أنها دائما معي وأنا أحملها منذ أربع وعشرين سنة".
" أوه ...أوه ... علينا أن لا نبكي".

" ولكنهما بكتا وضحكتا وتعانقتا , وأمسكت تريزا بيدي لين وقالت بأعجاب:
" لقد كبرت وأصبحت شابة جميلة جدا يا عزيزتي".
" أشكرك , أنني أشبه والدتي كل الشبه".
" أوه لين هل بأمكانك أن تسامحيني؟".
" لماذا؟".

" لأنني تركتك وأنت طفلة صغيرة ...لقد نصحني كثيرون أن أتركك للتبني وأكدوا لي أنني بذلك أفعل الأفضل لأجلك , فالعائلة التي تبنتك كان بأمكانها أن توفر لك حياة أفضل وتعتني بك أكثر مما كنت أستطيع .... كان أمر تربية طفلة أصعب بكثير في السابق مما هو عليه الآن وخاصة أذا كانت الأم تتمتع بحصانة أو رباط زواج ,أردت أن أعمل الأفضل لك ".

" أعرف ذلك , وأفهم أنك لم ترغبي أن تتخلصي من مسؤولياتك , أنت لست منهن ,لقد تركت لي والدتي التي ربتني الصورة وبعض الثياب التي صنعتها لي بنفسك وما زلت أحتفظ بها الى اليوم , لقد أعطاني والدي هذه الأشياء عندما بلغت الخامسة عشرة من عمري وقال أن زوجته أوصته بذلك".
منتديات ليلاس
" كانت سيدة عظيمة!".
" أظن ذلك , أنا لا أذكرها جيدا ولكنني أشعر أنني أفتقدت حنانها كثيرا".
" ووالدك؟ أحسست أنك لست على علاقة طيبة به".
" أنا اعيش معه الآن...ولكنني سأنتقل في الغد الى شقة مع صديقات لي , كان الأمر صعبا عليه بعد وفاة زوجته , لم يكن يرغب بأولاد في بيته , ولكنه قبل بي هنا بناء على رغبة زوجته , وعندما توفيت وجد نفسه مرتبطا بي ولا يعرف كيف يربيني وحده ,و أرسلني لأعيش عند عمتي وهي أيضا حاولت جاهدة أن تسعدني".

" لين... جميعنا حاولنا , ومع ذلك لم تكوني سعيدة في حياتك".
" أمضيت عدة سنوات من السعادة مع والدتي..".
" مما يؤكد لي أنك قاسيت الأمرين بعد وفاتها( عانقتها ثم أكملت) كنت سعيدة الحظ لقد توفرت لك أشياء لم تتوفر لكثيرات ولكنني كنت أفضل لأبنتي الحب الصادق قبل أي شيءآخر".
" لقد حصلت الآن على كل ما أريد ... هل نتناول قهوتنا؟".


اماريج 10-05-10 08:57 PM


دخلت تريزا معها الى المطبخ وصنعت لين القهوة ثم عادتا الى غرفة الجلوس.
" هل كنت تعرفين من أنا عندما حضرت الى المزرعة؟".
" نعم, أردت أن أتعرف الى والدتي الحقيقية وأعرف شيئا عن والدي ....بدأت منذ عدة سنوات أفتش عن جذوري الأصلية وأهتديت الى مكانك.كان الأمر في غاية الصعوبة و جميع سجلات التبني هي سرية ... ساعدتني على مراجعتها مساعدة أجتماعية طيبة ... فتشت في سجلات الزواج والمواليد , حذرني البعض من مغبة عملي وما يمكن أن يجلب من تعاسة وذكريات أليمة لك ,ولذلك وعدت نفسي بأن لا أفشي سرك لأحد وأن لا أغير في حياتك شيء ,وبعدما أهتديت الى عنوانك , لم أعرف ما هي الخطوة التالية , رغبت في رؤيتك ولو لمرة واحدة دون أن تعرفي من أنا... ثم سنحت لي فرصة ذهبية وقرأت الأعلان في الجريدة وقررت أن أذهب!".

" أنها العناية الألهية , كل شيء بأمر الله".
" نعم ... لقد جازفت وقبلت العمل عندك في المزرعة ولكنني أقسمت ألا أكشف حقيقة هويتي مخافة أن أغير شيئا في حياتك".

أوه يا لين ... ألم يخطر ببالك أنني أتحرق شوقا لأعرف أخبار أبنتي وماذا جرى لها طوال هذه السنين".
" ولكنني لم أكن أعرف حقيقة شعورك , خفت أن كشفت لك الأمر وبحت لك بسري أن تتضايقي من نبش الماضي , ولم أكن أعرف أن كنت قد أطلعت راي على سرك".

" يا ألهي , هل كنت تعتقدين أنني أتزوج رجلا وأخفي عنه أمرا كهذا ... لقد عشت معي وعرفتني عن حق".
" هذا صحيح ولكنني لم أكن واثقة من تصرفاتي ... وبقيت على وعدي الذي قطعته على نفسي".

" يا عزيزتي ... هذا غير ممكن".
" وسورين؟".
" أنه أبنك؟".
" وهل يزعجك هذا الأمر؟".
" كنت أغار منه في البداية وبعد ذلك..".
" أحببته... ولكنك رحلت من أجل وعد قطعته على نفسك".
" أنت تعرفين أنه ليس يأستطاعتي الزواج منه".
" ولما لا".
" ربما يكتشف الحقيقة ويبدل رأيه فيك , بالنسبة اليه أنت أفضل نساء الأرض!"

وقاطعتها تريزا:
" و.... ربما يكتشف أن لي أبنة غير شرعية وتبلغ الرابعة والعشرين من عمرها".
" تريزا أنت تعرفين أنه يحبك, وأنا لا أستطيع أن أتزوجه وأخفي سرا عنه ولا أريده أيضا أن يعرف الحقيقة".
" لهذا السبب رفضت حبه".
" أنت تفهمين ما أقصد".
" نعم أفهم , ولكنني لم أسمع بحياتي أسخف من هذا , أعرف أنه يضعني في مصاف الخالدين ,وقد صنع لي في مخيلته تمثالا ووضعني فوق قاعدة رخامية , كأنني أتفوق على البشر أجمعين ,
أنني أرفض البقاء فوق القاعدة الرخامية أرضاء لمبادئه وأهوائه ومعتقداته ... حان الوقت ليتعلم الشاب أن يرى المرأة على حقيقتها لا كما يحلو له هو أن يفكر بها ويقيّمها , وأعتقد أن من واجبي أن أخبره عن حقائق وأسرار الحياة البشرية".

نهضت تريزا مسرعة وأرتدت معطفها ..
" تريزا ... لا يمكنك ... فكري بالنتائج وما سيحصل لسورين ..".

" أتمنى أن تهزه المفاجأة للجذور , لا يمكنه الحكم على المرأة بمنظاره الخاص... تصوري أنه يعتقد أن أبنتي...".
" ربما أنا التي أعطيته سببا ليفكر بي هكذا!".
" هراء....نظرة واحدة اليك وتجعله متأكد من أنك لست من صنف النساء هذا ... أنه يثق بك بعدما عرفك لمدة طويلة".
" ولكنه لا يثق بحكمه على المرأة.".

دخل والد لين الى المنزل ورمقته لين بنظرة فاحصة وتحققت من أنه أمضى سهرة ممتعة, لم تكن بيرتا بصحبته ,وربما أوصلها الى بيتها وعاد ...فكرت في نفسها : هل كانت أمسية عمل أم أمسية هيام؟
نظر والدها مستفسرا وجود الزائرة بينهما وترددت لين في أن تعرفه عليها وتقول بالفم الملآن: أنها أمي".
مدت تريزا يدها وقالت بلطف وهي تبتسم:
" أنت والد لين ... أنا تريزا وينغارد".
" أهلا , أنت السيدة التي عملت لين عندها في خليج

" هذا صحيح , لقد كانت لنا خير معين وقدمت لنا مساعدة جلى بوجودها معنا , أنها فتاة طيبة ويمكنك أن تفخر بها".
" صحيح , أنا فخور بها جدا".
منتديات ليلاس
" علي أن أغادر الآن وسرني أن ألتقينا مرة ثانية يا آنسة بلاك".
مشت لين برفقتها لتودعها وهي تتمتم:
"تريزا! هل يجب أن تخبريه ... هل هو في أوكلاند؟".
" نعم (قالت بحزم وتصميم ) علي أن أخبره , أراد أن ينتظرني في الخارج ولكنني لم أوافقه على ذلك وأجبرته علىأنتظاري في الفندق ووعدته أن أعود لمقابلته فور أنتهاء زيارتي لك".
" هل هو أرسلك ألي؟".
"تقريبا... لقد تحداني أن أحضر لأرى بنفسي... كان بالطبع يأمل أن أقنعك بأن تغيري مسلكك في الحياة".
" ما هو رأيك الآن؟ ماذا سيفعل عندما سيعرف الحقيقة؟".


اماريج 10-05-10 08:58 PM


أبتسمت تريزا أبتسامة مطمئنة وهي ترى لهفة لين وحبها في الميزان وقالت:
" أعتقد أنه سيريد الأجتماع بك فورا... هل أنت في البيت.... أعرف أن الوقت لا يسمح ولكنني لن أستطيع أن أمنع حضوره".
" سأكون بأنتظاره..".

شعرت لين بوهن مفاجىء في مفاصلها وهي تقبّل والدتها مودعة:
" لا تهتمي , كنت أريد أن أخبر العالم بأكمله عنك يا أبنتي ولكنني أفضل أن يعرف الجميع أنني كسبت زوجة ممتازة لأبني".
" هل يمكنني أن أناديك ماما .....".
هزت تريزا رأسها وضمت لين الى صدرها بحنان.

أغلقت لين الباب وعادت الى غرفة الجلوس حيث تركت والدها ,كان يقف في منتصف الغرفة وهو يفكر عابسا:
" يبدو أنها سيدة لطيفة!".

أبتسمت لين ساهمة وقالت:
" ربما سأتزوج من أبنها , أنهم عائلة سعيدة ".
" حقا! (لقد أستحوذت لين على كل أهتمامه على غير عادة منه) , هل تقدم بطلب يدك؟".
" نعم , ولكنني لم أعطه جوابي بعد!".
" يسرني أن أسمع ذلك".
شعر أن عليه أن يعانقها مهنئا:
" حسنا أبنتي الصغيرة ستتزوج".
ركضت لين لمعانقته ,كانت تشعر أنه حاول جاهدا أن يكون لها الوالد الصالح , ضحكت قليلا ثم قبّلته على وجنتيه وسألته بحنان:
" هل ترغب في فنجان قهوة يا والدي؟".

" لا , أشكرك يا عزيزتي , سأخلد الى الراحة بعد قليل في غرفتي , هل ستبقين ساهرة؟".
" نعم , سيزورني سورين وينغارد بعد قليل".
" أوه... هذا هو الشاب".
" نعم".
أبتسم والدها لفترة وشعر بأن لين قريبة جدا منه:
" هل أبقى وأستفسر منه عن نوياه؟".
ضحكت لين بأبتهاج وقالت:
" لا أعتقد... يمكنك أن تفعل ذلك في أمسيات أخرى , أريد أن أبلغه جوابي أولا".

" حسنا يا عزيزتي , هل تخبريني شيئا عن عمله؟ أشعر أن من واجبي معرفة أمكانية توفيره حياة شريفة ومريحة لك".
" أعتقد أنه غني....".

أخبرته عن عمل سورين, وشعرت أن والدها وافق عليه , وسرت بذلك مع أنها كانت غير آبهة برأي والدها أو موافقته.
ذهبت لين الى غرفتها وأصلحت من هندامها , أرتدت بنطلونا من المخمل الأزرق الغامق وبلوزة حريرية زرقاء وعقدت الزنار العريض حول خصرها ثم تجمّلت ببعض المساحيق الخفيفة ,ورتبت شعرها بسرعة وألقت نظرة الى المرآة فأعجبها شكلها وحيويتها وبريق عينيها والسعادة التي ملأت كيانها ... ولم يبق عليها أي شيء تفعله سوى الأنتظار.
منتديات ليلاس
ربما لم يحضر , ربما لا يريدها , حاولت أن تهدىء أعصابها الثائرة , قرع الجرس فجأة فبقيت متسمرة في مكانها , خافت وضاق نفسها ... لحظات ومشت الى الباب لتفتحه.

دخل سورين كأنه بركان من الغضب وأغلق الباب خلفه , مشت لين أمامه الى غرفة الجلوس وهي مرتبكة ... لم تكن تنتظر عودته ثائرا غاضبا قاسيا ...
مشى وراءها كحيوان مفترس جبار ثم أقفل الباب بقسوة ووقف أمامها والشرر يتطاير من عينيه.


اماريج 10-05-10 09:00 PM

تراجعت لين خطوة الى الوراء وهو تقدم نحوها نحوها أكثر ,رفعت رأسها وهي تسمع خفقات قلبها:
" هل تخافين مني يا لين؟".

طبعا تخافه وهو في هذه الحالة , نظرت اليه نظرة تحد وأجابت:
" هل يجب أن أخافك؟".
" نعم لأنني على وشك أن أخنقك!".

شعرت بخيبة أمل ... لا شك أن ردة الفعل عنده كانت قوية.
" والدي موجود في البيت ... أن لمستني سأصرخ بأعلى صوتي وأطلب النجدة".
" ومتى كنت تحتمين بوالدك؟".

تابع أقترابه منها وبدأت لين تضربه بقسوة فوق صدره , ولكن سورين ألقى بذراعيه على كتفيها وعانقها , فدفعته عنها , وسحبت نفسها لتصرخ , لكن صوتها أختنق في حلقها .
قاومته ما أستطاعت وحاولت أن تفلت من عناقه , أمسكت بقميصه وهي تئن معترضة ومتألمة , كانت عاطفته متأججة وهو يفتش عن تجاوبها ...

" لماذا كنت غاضبا ثائرا حين وصلت؟ لقد هددت بخنقي!".
" ربما أفعل ذلك...".
" ماذا؟".
" سأتزوجك الى الأبد".

" هل أنت حبيبي؟".
" نعم , ولنهاية العمر".
" ولكنك لم تطلب مني أن أتزوجك بعد؟".
" قلت لي جوابك البارحة وأخاف أن كررت طلبي اليوم أن أخسرك من جديد".

أختنقت وهي تضحك من كل قلبها:
" وكيف ستعرف أنني أقبل بك زوجا؟".
" ستفعلين".
عانقها بحنو فتجاوبت معه تجاوبا أكيدا مما أزال كل شك عنده.
" نعم سأفعل".

عانقته من جديد وقالت بدلال:
" هل أزعجتك تريزا بأقوالها"
" لقد صعقت من المفاجأة".
" آسفة ,لم أوافق على أخبارك!".
" قالت لي تريزا ذلك".
منتديات ليلاس
كان قاسيا ولهجته متشائمة حزينة:
" هل أعتقدت أنني لن أحتمل معرفة الحقيقة ... هل أنا برأيك رجل مخبول ؟".
" ظننت أن الخبر سيزعجك ويؤلمك!".
" ولماذا يؤلمني؟ يا ألهي... أنا في ذروة السعادة فحبيبتي هي أبنة المرأة التي أحبها أكبر حب في العالم!".


اماريج 10-05-10 09:02 PM

" لم أكن أعرف حبك لتريزا ,ظننت أنك ستتألم... ثم أنت لم تصرح لي بحبك من قبل".
" لم تسنح لي الفرصة , لقد رحلت قبل أن أتمكن من مصارحتك بحبي,تألمت وأنا أعتقد أنك المرأة الثانية في حياتي التي رحلت وتركتني".

" أنه الشيء الوحيد الذي لن أفعله بعد الآن .... خفت في الماضي على تريزا , لم أرغب في أن أتسبب لها بما يكدر سعادة العائلة الهانئة , هل أنت غاضب منها؟".

" كيف؟ أنا أحبها حبا كبيرا ,وليس هناك من يستطيع أن يبدل حبي ".
ثم قال:
" أين والدك؟".
" في سريره , يحب أن يراك غدا ليعرف نواياك".
" هذا في الغد ... ولكنك قلت أنك ستطلبين النجدة أن لمستك...".
" ولكنك لم تلمسني! وأنا لست في خطر معك".
" صحيح , سأكون حاميك من الآن فصاعدا ... ولكنك خفت مني الليلة".

" أخاف منك فقط عندما تكف عن حبي".
" لا تخافي أبدا , لن أكف عن حبك ما دام ينبض فيّ عرق حياة".
" هل تنتظر تريزا عودتك؟".
" تركتها في الفندق....ربما عادت الآن الى شقة سوزان ورودا , أنا واثق من أنه لن يغمض لها جفن من فرحتها".
" كان علي أن أنام باكرا هذه الليلة لأنني سأنتقل في الغد لشقة جديدة".
" الى أين".
منتديات ليلاس
صرخ فزعا فأخبرته التفاصيل بسرعة:
" ودون أن تتركي عنوانك الجديد , لقد أمسكتك في الوقت المناسب".
" نعم , غدا ربما جاء متأخرا".
" يمكنك أن تتركي حقائبك وحوائجك على حالها , سنتزوج بأسرع ما يمكن وننقلها رأسا الى بيتنا الجديد....".
" أوافقك...".
ضحكت كثيرا وقال:
" غدا سيكون مختلفا".
" سيكون أفضل".

" سيكون أفضل بكثير , سيكون رائعا ".
ولأول مرة في حياتها كانت لين تعد نفسها للغد وما سيحمله لها , ولأول مرة لن تكون وحدها والأحزان, ولكن سيكون سورين معها يشاركها سعادتها وحزنها كما ستشاركه سعادته وحزنه وأسراره.


النهاية

اماريج 10-05-10 09:07 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة ياحلوين
:lol:


:8_4_134:


فراشة وردية 11-05-10 11:43 AM

جزاك الله الف خير....الرواية رائعة جدا...........سلمت ياك ياعزيزتي

اماريج 11-05-10 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة وردية (المشاركة 2302665)
جزاك الله الف خير....الرواية رائعة جدا...........سلمت ياك ياعزيزتي

الله يسلمك ياحلوة
والاروع ياعزيزتي كان مرورك العطر
تحياااااااتي لك ياعسل

rosi 12-05-10 12:32 AM

الرواية رررررروعة كتيرررررررر
مرسي خالص يااماريج
ومبروك على الاشراف بتستاهليه
دوما موفقة في اختياراتك

قماري طيبة 13-05-10 08:10 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

bero_bero13 14-05-10 05:53 AM

بصى مش هلاقى وصف اكتر من انك رائعة والراوية اللى كتبتيها اسلوبها رائع انتى بجد احسن واحده بتكتبى لروايات عبير

nado 15-05-10 02:34 PM

" غدا سيكون مختلفا".
" سيكون أفضل".

احلى حاجة النهاية السعيدة بتفرح بجد حتى لو كنتى متضايقة وزهقانة
شكرا على تعبك معانا وادخالك نوع من البهجة لقلوبنا

Rehana 19-05-10 08:35 PM

http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you83.gif

لتميزك وعطاءك وننتظر رواياتك المقبلة بفارغ الصبر

لك وودي وحبي

اماريج 20-05-10 01:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمــر الليل (المشاركة 2313320)
http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you83.gif

لتميزك وعطاءك وننتظر رواياتك المقبلة بفارغ الصبر

لك وودي وحبي

شكرا على ردك الرقيق ياقمورة
وميرسي لمرورك ااااااالرائع وعلى اااااااالوردة
:flowers2:
وخاصة انا بحب الورد ومن
عشاقه ههههههه
تحياااااااتي العطرة لك ياحلوة
http://abeermahmoud.jeeran.com/339-thanks.gif


Hanna300 20-05-10 08:19 PM

:55:
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ..:dancingmonkeyff8:. لك مني أجمل تحية .

:8_4_134:

جنة الروضة 28-05-10 12:11 AM

جزاك الله الف خير القصة رائعة واحداثها مثيرة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 31-05-10 01:28 AM

حمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس يسلمو منجد اختيار روعه وشكرا وننتظر جديدك بي حمـــــــــــــــــــــــــاس ياعسل:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55 ::55::55::55:

moura_baby 02-06-10 01:03 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 06-06-10 09:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hanna300 (المشاركة 2314679)
:55:
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ..:dancingmonkeyff8:. لك مني أجمل تحية .

:8_4_134:

شكرا كتير لتعبيرك الحلو يلي
دل على انو الرواية نالت استحسانك
منورة ياعسل
:flowers2:

اماريج 06-06-10 09:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنة الروضة (المشاركة 2324323)
جزاك الله الف خير القصة رائعة واحداثها مثيرة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الاروع تعليقك الحلو
انتي نورتي اااااااالرواية ياحلوة
:flowers2:
دمتي بخير

اماريج 06-06-10 09:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2327528)
حمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس يسلمو منجد اختيار روعه وشكرا وننتظر جديدك بي حمـــــــــــــــــــــــــاس ياعسل:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55 ::55::55::55:

الخضرة بتعرفي انتي دوما منورة الرواية
وجودك بفرحني كتير ياعسل
والله يسلمك ياعمري تحيااااااتي لك ياحلوة
:flowers2:


اماريج 06-06-10 09:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby (المشاركة 2329492)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

منورة ياعسل
تحياااااااتي لك ياحلوة
:flowers2:

زهورحسين 04-07-10 02:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

اماريج 08-07-10 08:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2367553)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

منورة ياعسل
تحياااااااااتي العطرة لك

botaynna 14-07-10 07:27 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شاهد 18-07-10 11:00 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اماريج 20-07-10 03:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة botaynna (المشاركة 2380863)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2385826)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


مراااااااااحب
شاكرة لكم تواجدكم ونورتم مشاركتي ياحلوين
وشكرا على مروركم الكريم
لكم ودي:flowers2:

بنوتهـ عسل 02-08-10 02:12 AM

:8_4_134:

الله يعطيك العافية ،،

dalia cool 13-08-10 12:32 AM

مرسي اماريج يعطيكي العافية:0041:

ليلى3 15-08-10 04:02 AM

:besm8dg4:الرواية زوينة بززززززززززززززززززززززاف اماريج:55: تسلمين حبيبتي ولك مني الف شكر.

اماريج 23-08-10 07:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوتهـ عسل (المشاركة 2402102)
:8_4_134:

الله يعطيك العافية ،،



الله يعافيك يارب منور
لك كل الود:flowers2:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2412106)
مرسي اماريج يعطيكي العافية:0041:



العفوووووو ياامورة
والله يعافيك يارب ويسعدك
دمتي بمحبة:flowers2:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2413824)
:besm8dg4:الرواية زوينة بززززززززززززززززززززززاف اماريج:55: تسلمين حبيبتي ولك مني الف شكر.




وعليكم السام ورحمة الله وبركاته

الله يسلمك ياليلى نورت الرواية حبيبتي
والعفووووووو يالغلا
دمتي بود:flowers2:

QTERALNADA 29-09-10 05:19 AM

رواية حلوة حلوة وايد يعطيج الف عافية يااماريج

قوت العتيبى 11-11-10 12:42 AM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو راقت لى

اماريج 12-11-10 01:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة QTERALNADA (المشاركة 2460987)
رواية حلوة حلوة وايد يعطيج الف عافية يااماريج



الاحلى مرورك وتواجدك فيها يالغلا
والله يعافيك يارب وسعيدة انها عجبتك منورة ياعسل:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوت العتيبى (المشاركة 2520751)
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو راقت لى



الله يسلمك يارب
وشاكرة لك مرورك العطر فيها حبيبتي منورة يالغلا:flowers2:
:liilas:

فجر الكون 12-11-10 12:58 PM

رووووعة


يعطيك العاافية

اماريج 13-11-10 09:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الكون (المشاركة 2523194)
رووووعة


يعطيك العاافية


الله يسمك يالغلا كله
الرواية منورة فيك ياعسل دمت بكل الود ياحلوة:flowers2:
:liilas:

lolita07 22-11-10 07:01 PM

قصة جميلة جدااا
و ممتعة
شكرا لك

ملاك الصحراء 23-11-10 05:11 PM

تسلمي على الرواية ويسلمو ايديك يعطيك العافية

ملاك الصحراء 23-11-10 09:35 PM

[FO:rdd15gx7::rdd15gx7::rdd15gx7::29ps::29ps::29ps::29ps::29ps: :29ps::29ps::29ps:

rehab abdo 25-11-10 03:15 PM

روعة مثلك شكرا لك

اماريج 26-11-10 10:02 PM

ياهلا وغلا بالحلوين
الرواية نورت فيكم حبيباتي وسعيدة كتير انو اختياري عجبكم^_*
وشاكرة لكم مروركم وتواجدكم فيها ياعسولات
لكم كل الود والحب :flowers2:
:liilas:

زهرة منسية 24-02-11 12:27 PM

يسلموا أماريج كالعاده الروايه رووووووووووووووووووووعه كل ما تختاريه حلو كتير بارك الله فيكى وشكرآ عالمجهود الكبير يسلموا اناملك:i05Tulip::i05Tulip::i05Tulip::rdd12tf::rdd2lq9:

loues15 26-02-11 11:27 PM

:dancingmonkeyff8:

KABR TNI YA HAM 27-02-11 03:19 AM

شكراااااااا

اماريج 28-02-11 08:30 PM



شاكرة لكم مروركم وتواجدكم فيها ياامورات
منورين ياحلوين ^_^ ودي لكم يااحلى واطيب ناس:flowers2:
:liilas::liilase:

صبا قدرى 01-03-11 10:11 PM

شكلها رواية جميلة:mo2:[CODE][/CODE]

طيف السما 01-03-11 10:27 PM

شكراااااااااااااااااااااااااااااا رغم انى قرأتها قبل كدا لكن معاكى الروايه لها طعم تانى:friends:

ليتني اعود طفلة 01-03-11 11:30 PM

راااااااااااااااااااااائعة
تسلم ايديك

اماريج 02-03-11 08:46 PM

مروركم دوما مصدر سعادة لالي
وخاصة لمى بعرف انو الرواية عجبتكم ياامورات المنتدى
دمتم بالف خير:flowers2:
:liilas::liilase:

صبا قدرى 04-03-11 03:17 AM

جميلة جدا انا بحب كل روايات عبير الجديدة والقديمة

اماريج 05-03-11 06:43 PM


ياهلا فيك ياحلوة :flowers2:
منورة ياصبا قدرى والاجمل طلتك الحلوة فيها يالغلا كله
وانا كمان بحبها:lol:
:liilas:

امبراطورية ع 07-03-11 06:55 PM

اشكرك اماريج على الروايه الحلوه كل اختياراتك مميزه انا كنت زائره دائمه لليلاس خاصة منتدىروايات عبير المكتوبه والان اصبحت عضوه ولما باشوف اسمك على روايه باعرف انها حلوه من قبل ماقراها موفقه ولك منى اجمل تحيه
:flowers2:

دموع الورد 2 27-07-11 01:53 AM

:8_4_134::8_4_134: وااااااااااااااااااااااااو اكتر من رااائعة الف الف شكر اماريج استمتعت بقرائتها كتييييريعطيكي العافية على كتاباتك المميزة:8_4_134::8_4_134:
:55::55::55:
:0041::0041::0041::0041:
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

اربيلا 04-08-11 03:58 AM

:55:يسسسسسسسسسسسسسسسسلمو


يا



عسسسسسسسسل:55:

اماريج 06-08-11 03:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطورية ع (المشاركة 2663929)
اشكرك اماريج على الروايه الحلوه كل اختياراتك مميزه انا كنت زائره دائمه لليلاس خاصة منتدىروايات عبير المكتوبه والان اصبحت عضوه ولما باشوف اسمك على روايه باعرف انها حلوه من قبل ماقراها موفقه ولك منى اجمل تحيه
:flowers2:


العفوووووو حبيبتي انا يلي بشكرك لمرورك وتواجدك المميز فيها وشكرا على الورد
وكلامك اسعدني جدا ياحلوة ربي يسعدك ويحفظك ويحلي ايامك ياامورة ويارب اظل دوما عند حسن ظنكم فيا
تحيااااااتي العطرة لك ياقلبي
:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع الورد 2 (المشاركة 2823755)
:8_4_134::8_4_134: وااااااااااااااااااااااااو اكتر من رااائعة الف الف شكر اماريج استمتعت بقرائتها كتييييريعطيكي العافية على كتاباتك المميزة:8_4_134::8_4_134:
:55::55::55:
:0041::0041::0041::0041:
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:


الاروع هو طلتك الحلوة فيها ياعسل
والعفوووووو ياحياتي والله يعافيك ويسلمك ياعمري وماتحرمنا هالطلة الحلوة ابدااااا وثانكس على الوردات الحلوين ياحلوة منورة حبيبتي
:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اربيلا (المشاركة 2830734)
:55:يسسسسسسسسسسسسسسسسلمو


يا



عسسسسسسسسل:55:


الله يسلمك ياعسل منورة حبيبتي
وشكرا على التصفيق تحياااااتي ياعسولة



ندى ندى 14-11-11 07:10 PM

رووووووووووووووووووووووعه

ام عبيده 01-09-13 12:38 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة (كاملة)
 
بكيت وضحكت وحزنت وفرحت دمتي غاليتي اختيار موفق

Mirale Tlm 02-09-13 07:37 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة (كاملة)
 
الرواية اكثر من رائعة شكرا

nona &mody 11-09-13 09:33 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة (كاملة)
 
الروايه رائعه مشكوره على المجهود حبيبتى

جوهرة الدانة 25-11-13 05:54 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة (كاملة)
 
شكرا يا قمر على الرواية الجميلة

الجبل الاخضر 21-08-14 12:19 AM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

قماري طيبة 02-03-15 09:24 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
Thaaaaaaaaaaaanks

doda qr 29-03-17 08:04 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
رووووعه يسلمووو

Abeer lotfy 18-04-17 11:03 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
نفسى اكمل الروايه

همسة عتاب و ندم 03-06-17 04:25 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
:55::8_4_134:

paatee 08-10-17 04:06 AM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
جميله جدا يعطيكي العافيه

الوردة بيضاء 30-10-17 05:48 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
:55::55::55::55:

نجلاء عبد الوهاب 22-01-22 09:08 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
:congrats::congrats::f63::f63::Welcome1::Welcome1::real_madr id3::7_5_129::7_5_129::thrasher::thrasher::LgN05096::LgN0509 6:

Moubel 24-01-22 02:28 PM

رد: 5 _ سرها _ دافني كلير _ قلوب عبير القديمة ( كاملة )
 
رواية جميلة شكرا لك على المجهود


الساعة الآن 02:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية