منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t139874.html)

the chandlier 18-04-10 03:03 PM

264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
صرخة قلب

للكاتبة/ هليين بيانشين

وحصرية على ليلاس فقط

الملخص



لقد وقعت فى حب زوجها ! فأين الخطأ ؟
زواج هانا بميغيل سانتانا امن لها حياة آمنة , مميزة ..
فقد كانت تدير اعمالها فى النهار , وتقضي الليالي مع زوجها الجذاب..
لكن هذا الزواج ( الكامل ) كان مجرد عقد اجتماعي يوحد بين عائلتين قويتين ولم يكن للحب فيه يد ودور ... منتدى ليلاس
ثم اخذ شئ ما يتسلل الى قلب هانا ... فالغيرة من اهتمام كاميل بميغيل تنهشها ... فماذا يحدث لهانا ؟
هل يعنى هذا انها تشعر بأكثر مما اتفقا عليه ؟.

the chandlier 19-04-10 10:09 AM

1- ظهور الأفعي



كانت السماء الرمادية الملبدة بالغيوم تختزن شحنة كهربائية ثقيلة , توشك ان تطلق عاصفة متنافرة الاصوات فى اى لحظة .
اضاءت هانا انوار السيارة , واجفلت عندما شق وميض البرق السماء , ليتبعه بعد ثوان هدير الرعد .
كان بأمكانها , تقريباً , ان تشم رائحة المطر الوشيك. وبعد لحظات هطلت قطرات ضخمة صدمت الزجاج الأمامي وتحولت الى طوفان متزايد السرعة جعل من قيادة السيارة امراً بالغ الخطورة .
أفلتت شتيمة مكتومة من بين شفتيها .. عاصفة صيفية خلال ساعات الزحام القصوى هو ما تحتاج اليه تماماً . وكأنها ليست متأخرة عن موعدها.
سوف يسر ميغيل لهذا التأخير.
وكأنما بأشارة خاصة , رن جرس الهاتف النقال , فشغلت زر مكبر الصوت .
إنساب صوت رجل بلكنة خفيفة ناعمة تثير فى الجسم قشعريرة باردة :( أين أنت بحق الجحيم ؟ ).
أذكر الشيطان ! وردت بسخرية مريرة :( قلقك يغمرني) .
-ردي على السؤال.
انهمار المطر بكثافة خفف من القدرة على الرؤية الى درجة احست معها أنها معزولة فى قوقعة.
-عالقة فى زحمة السير.
مرت بضع ثوان من الصمت , فتخيلته وهو يتفحص ساعته :( أين..بالتحديد ؟) .
وبأندفاع شابه مرح خبيث قالت :( وهل يهم؟ أشك فى انك تستطيع ترتيب طريقة ما لإخراجي من هنا).
كان ميغيل سانتانا قانوناً بنفسه. وهو واسع الثراء ولديه من السلطة ما يكفى ليأمر من يشاء.
ولد فى الاندلس , وتعلم فى باريس ,وامضى سنوات عدة مستقراً في نيويورك, يدير فرع اميركا الشمالية من امبراطورية والده.
قال ميغيل بجفاء :( كان يمكن ان تقفلى "المتجر" فى وقت مبكر .وبهذا تتجنبين اسوأ ساعات الزحام , وكنت لتصلى الآن الى البيت ).
وأحست ببداية الغضب.
منتدى ليلاس
فالبوتيك لها . وقد درست الفنون والتصميم , وعملت فى دور الأزياء فى باريس وروما , ولكنها خرجت من علاقة حب كارثية منذ ثلاث سنوات وعادت الى وطنها . خلال أشهر , حصلت على ترخيص تجاري , وملأت البوتيك بملابس فاخرة وراقية التصميم.. وفى سن السابعة والعشرين, أسست لنفسها زبائن حصريين .
ردت بسخرية ظاهرة :(أشك فى ان واحدة من أفضل زبائني سترحب بطردى لها من الباب ).
قال ميغيل متشدقاً :( ما الذى جعلنى اظن انك سترتدين عباءة ربة البيت؟).
أخذت نفساً عميقاً , وزفرت ببطء :( أنا لم اعدك بالطاعة).
-اذكر جيداً اصرارك على حذف هذه الكلمة من قسم زواجنا.
ذكرته , وهى تعى جيداً ظروف زواجهما :( لقد عقدنا اتفاقية).
شخصان شهيران , ثريان كل بمفرده و وعائلتان تختلط ثروتهما في مزيج عالمى من الأعمال . فما هى الطريقة المثلى لتقوية هذا المزيج وتمريره الى الجيل التالى , غير ان يتزوج إبن إحدى العائلتين من ابنة العائلة الأخرى؟
لقد تطلب الأمر مناورات ماكرة لأقناع الابن بالرحيل من ميلبورن إلى نيويورك , حيث وضعت خطة للتأكد من أن ينزل ميغيل وهانا ضيفين دائمين على مختلف المناسبات الاجتماعية.
الخطة "الأبوية" الرئيسية شملت دفع رشاوى كبيرة لوسائل الاعلام , ثم دفع العائلتين الى تدخل اكبر.
واضافت هانا التى تعبت من التعامل مع بعض مشاهير المدينة, وغير المشاهير , من العزاب.. ثرائها الخاص الى ثرائهم, ولم يكن في نيتها ان تنفر من الزواج المفروض.. شرط ان تستمر فى المحافظة على استقلاليتها.. ولما لم يكن للحب اهمية كبيرة عندها بدا من المطقى ان تختار زوجاً بعقلها , لا بقلبها.
وبالرغم من الصلات العائلية في العمل , وعشر سنوات من فارق السن . والتعلم فى مدرسة داخلية , فى استراليا وعبر البحار , فقد تأكدت أن طريقهما بالكاد يلتقيان.. وهى لم تكن سوى فتاة فى الحادية عشر حين انتقل الى نيويورك.
وقال ميغيل متشدقاً :(هذا ما فعلناه.. فهل لديك سبب للتذمر "امانتي").
ردت بهدوء :( لا ).
كان ميغيل رجلاً جذاباً, قسمات وجهه شديدة الرجولة , طويل القامة عريض المنكبين , يتميز بقوة مكبوتة , يزيدها بروزاً مسحة من الإثارة المستترة وإحساس حيوانى بالقوة.
فى السابعة والثلاثين, كان يردد صدى نجاحه فى عمله .

majedana 20-04-10 11:37 AM

تسلم ايدك

باااااااااااانتظار التكملة

the chandlier 20-04-10 12:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedana (المشاركة 2271433)
تسلم ايدك

باااااااااااانتظار التكملة




ميرسى اليك لانك كنت اول من شجعنى وانشاء الله مش حتأخر بالتكملة

اماريج 20-04-10 04:32 PM

تسلم ايديك ياعسولة
عم انتظر التكملة على احر من الجمر
تحيااااااااتي لك حبيبتي

زهاري 22-04-10 03:35 AM

ثانكيو خيتو.......ننتظر التكمله

the chandlier 22-04-10 11:01 PM

ثمة قلب محارب . وأضافت متنهدة بعمق : مخضع وخطير.
فى تلك اللحظة , نظر اليها , وقرأ تعبير وجهها , فرفع حاجبه بسؤال صامت .
التقت عيناه الشديدتا السواد بعينيها , وحاولت جاهدة ان تسيطر على تدفق الدم فى عروقها .
هل يدرك مدى تأثيرة عليها ؟ الحقيقة ان تأثيرة مثير دون شك... لديه اللمسة , والمهارة , ليحولها الى راغبة مجنونة , فبين ذراعيه , تفتقد القوة لأن تكون اى شئ آخر .
لامت نفسها : تماسكى , وتقدمت نحو خزانة ملابسها.
-هل تمهلنى عشرين دقيقة ؟.
وانتقت فستاناً أسود يصل الى ركبتيها مع سترة قصيرة مطرزة ... وحذاء اسود عال ومستدق الكعبين وجورباً اسود ... سيكون تأثير ذلك رائعاً وسيظهر لون بشرتها العسلية وشعرها الأشقر.
-حاولى فى خمس عشرة دقيقة.
وانتهت بعد أقل من عشرين دقيقة بقليل , وقد ظهرت فى غرفة النوم , وقد استحت , وأرتدت ملابسها الداخلية , وتبرجت بشكل متقن . ولم يلزمها دقيقة واحدة لترتدى الفستان وتقفل السحاب , ثم تضيف الى زينتها القليل من الحلي .
-انتهيت.
وأخذت حقيبة يد للسهرة . وأبتسمت لميغيل : ( هل نغادر الآن ؟ ).
سارا معاً عبر الرواق ونزلا السلم , ومع أنها كانت ترتدي حذاء عالي الكعبين , الا أن رأسها بالكاد وصل الى كتفه.
سأل :( عطر جديد ؟).
التقت نظراته المتسائلة قليلاً وردت عليها بنظرةمماثلة , لتقول بوقار:( هذا سلاح المرأة ).
وكتمت الرجفة الناعمة كالريش التى تسللس الى بشرتها . بعد ان مد ميغيل يده ليمرر أصابعه ببطء على كتفها .
-لست بحاجة الى سلاح.
رفعت البسمة اطراف فمها :( هل تغويني ؟).
ارتفع حاجبه , ولمعت اسنانه بيضاء وهو ينظر اليها مازحاً :( وهل نجحت ؟).
أوه ... أجل ... لكنها لن تقول له هذا.
-أمامنا حفل عشاء نحضره... أتذكر؟.
ضحكته الخشنة كادت تهلكها , وقال متشدقاً:( الترقب , كوبريدا , لعبة العشاق ).
سألت هانا بخفة :( هل هكذا تنظر الى زواجنا ؟ مجرد لعبة ؟).
قطعا معاالبهو الكبير وأكملا الطريق الى الردهة التى تقود الى المرآب الداخلي.
-أنت أدرى بذلك.
-حقاً ؟.
وخرجت الكلمة منها قبل ان تفكر فى منعها .
سألها ميغيل بعد أن توقف أمامها :( هل تريدين أن أريك ؟).
-أتصور أنك ستفعل هذا...فيما بعد.
كان فى صوتها نبرة غير محددة تسببت بضيق عينيه قليلا ًلتبحثا أبعد من قسمات وجهها الوقورة.
كانت تمتلك ضعفاًتحت واجهتها المحنكة , عاطفة حقيقية , لا تحمل شيئاً مصطنعاً... وهذه ميزة نادرة بين من يعرفهن من النساء... وهو يشك فى انها تعي كم هو قادر على معرفة كل رنة فى صوتها , وكل تعبير على وجهها , مهما كان عابراً , إنها متوترة الليلة , لسبب ما , فسعى إلى التخفيف من هذا التوتر قليلاً.
وضع يده على مؤخرة عنقها, ورفع رأسها ,ثم انحنى ليعانقهابتذوق مثير سبب لها تنهيدة خفيفة فاستندت اليه.
كم استمرت ؟ لحظات أم دقائق ؟ لك تشعر بالوقت , بل تملكها إحساس بالندم وهى تنفصل عنه .
كانت عيناه قاتمتين , عميقتين جداً ,وأحست بكل نفس تتنفسه ,وكل ضربة لقلبهاوهو يخفق فى صدرها.
قال ميغيل :( هناك فرق بين الرغبة الجسدية والحب ...من الأفضل أن تتذكري هذا).
ثم عطل جهاز الانذار فى السيارة , وفتح الباب , فاندست فى المقعد الأمامى ... بينما كان ميغيل يندس وراء المقود.
بعد دقائق وجه الجاغوار القوية نحو البوابة التى تفتح بجهاز التحكم عن بعد , وزاد سرعته حين وصل الطريق العام .
أنار ضوء الشفق ما يحيط بهما بوهج ذهبي ناعم... ولأن حرارة الجو ما تزال مرتفعة , شغل جهاز التبريد لتلطيف المكان.
كانت عاصفة المطر قد مرت , واحجار الاسفلت المبللة فى الطريق الدليل الوحيد على مرور العاصفة العابرة.
سألته دون اكتراث :( من هم الضيوف الآخرون ؟ هل تعرف ؟).
-العلم المسبق , كالتسليح المسبق؟
وتوقف ميغيا عند تقاطع طرق... وابتسمت له ابتسامه ظريفة:( شئ من هذا القبيل ).
كان هناك بضعة افراد بارزين من المجتمع تعرفهم ,يجدون لذة فى إطلاق قطة بين الحمام , لمراقبة النتيجة . وكان هذا يجرى بأشراف دقيق, ويوفر تسلية مرحة للمتآمرين.
منذ بضع سنوات , كانت هدفاً لتخميناتهم . وصححت لنفسها...الشائعات , كان من المستحيل تجنبها , لكنها تكره اى محاولة متعمدة للأذى أو جرح المشاعر.
رد ميغيل :( ذكرت غرازيلا كلاً من انجلينا وروبيرتو مورو ,وسوزان وبيتر ترتيتون ).
ونظر اليها بسرعة مع تغير ضوء اشارة السير وبدء تحرك السيارات ,وأكمل :( وإستيان مدعو ايضاً
شريكان فى مؤسسة محاماة وزوجتاهما إضافة الى والد ميغيل الأرمل.
عادة تدعو أسرة ديل سانتوس ما بين العشرة والأربعة عشر ضيفاًالى مائدتها ونادراً ما تكشف هوية كل من سيحضر. وكانت غرازيلا تعلق دائماً أن هذا ما يجعل الأمسية مثيرة للأهتمام.
وتساءلت هانا ترى من دعت غرازيلا ليكون شريكاً لوالد زوجها الفاتن ؟ أرملة ؟ أم مطلقة ؟
سألت والسيارةتقطع تقاطعاً آخر :( هل هناك أخبار مهمة يجب أن أعرفها ؟).
-وهل انت بحاجة الى أدارة حديث يومض بالشرر ؟
ردت ساخرة :(هذا يبطل مفعول أي مفاجأة خبيثة ).
-مثل ماذا ؟
-إفلاس رجل أعمال بارز بسبب تجنبه للضرائب , أو بسبب زوجته التى استخدمت بطاقة الاعتماد المصرفية فى عدة محلات ملابس غاليةالثمن .
نظر ميغيل إليها بحدة :( وهل محلك واحد منها ؟).
-لقد فهمت بسرعة.
لم يكن ما تعرضت له خسارة كبرى ,فبإمكانها التخلص من أي خسارة , لكن ينفرها ويزعجها ان يتعمد شخص تثق به أن يسلبها مالاً .
-أتركى الامر لى .
أحست بالسخط :(أستطيع معالجة المسألة).
رد بهدوء :( لست بحاجة لأن تفعلى ).
وأرادت هانا ان تضربه . وقالت بحزم :( هذا عملي... ومشكلتي ).
قرر ميغيل أن المسألة يمكن أن تنتظر ,فهو يعرف أن الأصرار الآن سوف يزيد الموقف سوءاً.
كانت ضاحية "كيو" ضاحية ممتازة, فيها مساكن ضخمة وفخمة .
وأدار ميغيل السيارة الى شارع مورف ,ثم توقف أمام مجموعة فخمة من البوابات تقود الى مسكن غرازيلا واتريكو ديل سانتوس المهيب.
-سنناقش هذا فيما بعد .
وأنزل زجاج نافذته ليضغط زر الهاتف الداخلي ويعطي أسمه , انتظر ريثما تفتح الابواب .
أوقف السيارة فى ساحة واسعة مغطاه بالحصى , محاذية للمدخل الرئيسي ... وقال بنعومة :( الاستقلال فى المرأةميزة تثير الأعجاب ... لكن هناك أوقاتاً تتطرفين فيها الى حدود بعيدة ).
نزل من وراء المقود , وخرجت من السبارة. ثم أقفلت الباب .
-وإرادة الرجل التى لا تقهر هي كالألم فى الأس .
رد ببرود :( سلام ).
-طبعاً آمانتي... لن احلم بأفساد صورتنا.
قال :( أحسني التصرف ).
وصعدا معاً السلم المنخفض نحو باب المدخل المزدوج
وما ان وصلا حتى انفتح الباب ...ةألقى رجل قوي البنية , فى الخمسينات من عمره , تحية تحبب عليهما.
-هانا.
ومال انريكو إلى الأمام ليطبع قبلة على خديها واحداً تلو الآخر , وصافح يد ميغيل الممدودة :( أدخلا الى غرفة الاستقبال ).
وحين أقتربا صار بامكانهما سماع همهمة الحديث الخفيفة ... قادهما انريكو الى غرفة كبيرة واسعة مليئة بالأثاث الأثري من مقاعد ثقيلة وأرائك , وضعت فى مواقع مواجهة لبعضها بشكل مريح .
كان الرجال يقفون فى بذلات السهرة الرسمية , فيما النساء فى قمة الأناقة وإكتمال فن التبرج وكأن كل منهن تمثل نموذجاً لمجلة "فوغ".
طاف نظر هانا ببعض الوجوة المألوفة , وابتسامتها دافئة حقيقية .
وتحركت الى الامام ,إنها واحدة منهن ,ولدت فى جو ثري قديم راسخ , تعلمت , وأعدت لتصبح جزءاً من نخبة ... اللعنة ... حتى انها متزوجة من هذه المجموعة.
واستقبلتهما غرازيلا بدفء . ثم , دست ذراعها فى ذراع كل منهما وقادتهما الى منتصف الغرفة.
-تعرفان الجميع تقريباً . ما عدا أشخاص أعزاء و أريدكما ان تلتقيا بهم ...إنهم قادمون من اوروبا لزيارتنا هذا الصيف .
كان لغرازيلا وانريكو أصدقاء فى كل مدينة فى العالم تقريباً ,ويستقبلان الضيوف باستمرار فى بيتهما .
أشارت غرازيلا للتعريف بهما .
-أيمي دالفور وأبنة أختها كاميل ... هانا وميغيل سانتانوس.
كانت كاميل طويلة , ونجيلة , ومذهلة الجمال . ويصل شعرها الى ما تحت كتفيها فى شلال أسود لماع ... أما تبرجها فمتقن , وبشرتها خالية من العيب , وجسمها يضحي المرء لأجله . وقد أرتدت فستاناً فخماً وانتعلت حذاء مماثلاً , وتزينت بحلي غالية الثمن ... والنتيجة روعة فاتنة.

the chandlier 23-04-10 11:13 AM

قالت كاميلا بصوت كهرهرة القطة , ولكنة مثيرة متشدقة :( ميغيل ... فرصة سعيدة ).
مدت يدها تستفزه بصمت ان يأخذها , وعيناها السوداوان تلمعان بتحدٍ جرئ.
هذه المرأة تجلب المتاعب ... هذا ما رأته بقلب غائص . أعجاب كاميل بميغيل كان واضحاً بشكل فاضح ... وكذلك نيتها فى ان تفتنه.
كتمت هانا انفاسها من دون وعي ، وقد اقشعر جسمها الناعم في ردة فعل دفاعية حامية للذات ، وراقبت ميغيل يلمس بشفتيه الأصابع المدهونة بالأحمر ويتركها.
قالت كاميل بأدب كاذب : ( هانا ) .
واعادت اهتمامها الي ميغيل .
قالت غرايزيلا ، وهي المضيفة اللطيفة : ( سيحضر انريكو لكم شراباً ماذا ترغبون؟).
قال هانا : ( شكراً لك...عصير برتقال ).
منتدى ليلاس
ولمحت تعجب كاميل لخيارها ، وسألت بنبرة تدل على ان عدم الشرب هو زلة اجتماعية :( أنت لا تشربين ؟).
رفعت هانا رأسها : ( في هذه اللحظات أفضل ألا اشرب ).
- ألا يتحمل رأسك الشراب؟
اختارت هانا ألا تبتاع الطعم، وابتسمت.
بعد دقائق،كانت ترتشف العصير البارد من كأس كبير مرتفع الساق .. وهي تعي تماما تميز كاميل في دورها كمغرية .
حذرتها هانا في سرها :استمري في هذا... وسوف اقتلع عينيك!
في تلك اللحظة ، وضع ميغيل ذراعه حول خصر كاميل، حركة لم تبد ان لها تأثيرا كبيرا.
احتكاك الأظافر المدهونة باتقان للمرأة الفرنسية وهي تلمس كم سترة ميغيل .ابتسامة الإغواء المتعمدة ،الوعد البادي تحت الرموش الطويلة المنحنية.
انها تكاد تأكله حيا !
وقررت هانا ان هذا يكفي ، فهي ليست مضطرة لأن تقف هنا تراقب إغواء كاميل الجريء.
ابتسمت لكاميل ابتسامة ساحرة :( هلا عذرتني؟).
والتفتت الي زوجها لثوان قبل ان تتحرك مبتعدة بضع خطوات لتنضم الي والد زوجها .
قال إستيبان مادحاً وهو يميل ليقبل خدها:( هل لي ان اقول أنك تبدين جميلة الليلة ؟).
ردت هانا بلطف :( شكرا لك ، مرت بضعة اسابيع منذ كنت في منزلنا . يجب أن نتناول العشاء معاً قريباً , نحن لا نراك كثيراً ).
وكانت ابتسامته دافئة بمحبة وهو يجيب :( غراتسياس , لكن تعرفين كيف تسير الأمور ).
وهز كتفيه , فلم تستطع منع نفسها من ممازحته , وقالت بوقار :( مواعيد أجتماعية ... ونساء عدة يتنافسن على جذب أهتمامك ؟) .
-آه ... أنت ترضين غروري .
أكدت له بلطف :( لا ... فأنت رجل رائع جداً , أحبه كثيراً ).
إنه رجل تتمنى أي إمرأة فى كامل عقلها أن تخطفه , إلا أنه يحتفظ لزوجته الراحلة إيزابيلا بمكانة مميزة فى قلبه ... ولا يرغب فى أن يجد لها بديلاً .
أحد المعارف المشاركين انضم اليهما , وبعد دقائق تحركت مبتعدة.
قال صوت أنثوي خفيف :( ربما أنت بحاجة إلى شحذ براثنك ).
استدارت هانا نحو سوزان ترنتون :( حقاً ؟ وعلى من أستخدمها ؟ على ميغيل ؟).
-على كاميل حبيبتي... فهناك وسائل أخرى تستطيع الزوجة استخدامها لترويض زوجها .
وكان هذا رد لا معنى اه , قيل بسخرية مرحة , ولمجرد التسلية .
قالت هانا :( مثل ماذا ؟).
وضحكت سوزان ضحكة منخفضة :( حلى غالية الثمن ).
قال ميغيل متشدقاً وهو يشبك أصابعه بأصابع زوجته :( نوراني ).
وقفت هانا مسمرة لبضع ثواني , ثم سمحت لنظرتها ان تلاقي نظرته.
وقالت تختلق الكلام :( الألماس الأبيض والزهري ... عقد حلية متدلية , قرط مماثل ).
ولامست ابتسامة ماكرة أطراف شفتيها :( ستكون جميلة جداً ).
التوى فمه بمرح :( وهل هذا تلميح زوجة ؟).
فى تلك اللحظة , أعلنت غرازيلا أن العشاء على وشك ان يقدم . وبدأت توجه الضيوف نحو غرفة الطعام .
قال ميغيل بلطف وهما يسيران عبر الغرفة :( لم يكن هناك داع لأن تتركيني ).
-بدوت لي أنك على ما يرام بمفردك.
قال متشدقاً :( احذرى كواريدا ... براثنك بدأت تظهر ).
ابتسمت له ابتسامة ساحرة :( لماذا , آمانتي , أنا لم أبدأ حتى بتحريكها ).
إن أجلستهما غرازيلا قرب كاميل , فستصرخ , إذ لا يمكن للأقدار ان تكون غير لطيفة هكذا... هل يمكن ؟
يبدو أن هذا ممكن.
قالت غرازيلا وهى تقترح ترتيبات الجلوس :( فكرت فى أن أجلسكما قبالة كاميل , فهانا تعرف الفرنسية , وعاشت فى باريس لأكثر من عام ).
والتفتت تقول لكاميل :( بما انكما تعملان فى الأزياء , فسيكون بينكما أشياء كثيرة مشتركة ).
أوه ... ياللسماء ... ستكون هذه أمسية مرحة !




* * * *


نهـــــاية الفصــــل الأول !

يكفيني غلاك 24-04-10 10:42 AM

صباح الخير انا مشاركة جديدة في المنتدى .والرواية حلوة متى تكملينها :Welcome Pills4:

نوسةنوسة 24-04-10 12:03 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .رواية مشوقة
بانتضار التكملة

the chandlier 24-04-10 03:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يكفيني غلاك (المشاركة 2275872)
صباح الخير انا مشاركة جديدة في المنتدى .والرواية حلوة متى تكملينها :Welcome Pills4:

اهلين حبيبتي واسمحيلي ارحب فيك وانشاء الله ما تحرميني من طلتك.

the chandlier 24-04-10 03:43 PM

2 - من يختار


بدات كاميل الحديث بعد جلوسهما مباشراً :( قالت لي غرازيلا انكتملكين محلاً فى شارع "توراك" . يجب ان ازورك لاتفحصه ).
قالت هانا بأدب :( أرجوك , أفعللا ذلك ).
وهل لها ان تقول غير ذلك ؟ فقد كان ميغيل مشغولاً بالحديث مع بيتر ترينتون , يتحرى أعراف القانون.
-هل لديك تشكيلة من "الأكسسوارات" ؟
وتقدم ساقٍ مأجور ليقدم الطبق الأول , حساء لذيذ رقيق صاف.
ردت هانا :( مجموعة مختارة صغيرة من الوشاحات والأحزمة والجزادين الغالية الثمن).
رفعت كاميل حاجباً معبراً :( الا يعترض ميغيل ؟).
ردت , كارهة ان تلعب لعبة كاميل :( يعترض على ماذا؟ حددي).
-على هوايتك الصغيرة .
نظراً الى خبرتها الطويلة , والمسؤوليات اتجاه زبائنها , والمهارة المطلوبة لادارة عمل ناجح . كانت كلمات المرأة الفرنسية تعبر عن إهانة تعنيها تماماً .
فاستجمعت هانا ابتسامة حلوة :( انه مرتاح لان لدى شئ مفيد أفعله وأملأ به وقتي).
-لابد أنه يفضل ان تكونى دائماً موجودة لأجله؟
نظرت هانا الى المرأة الفرنسية , ولمحت الوميض الجشع الظاهر فى عينيها... ومالت الى الصدق الجرئ :( لأكون حاضرة لتنفيذ أقل نزواته ؟).
فتحت كاميل يديها معبرة :( ولماذا السؤال ... هذا طبيعي يا حبيبتي , واذا لم تفعلي , فهناك اخريات يقدمن خدماتهن).
منتدى ليلاس
ليس هتاك ما يوازى القول الصريح والدخول فى صلب الموصوع .
-مثلك انت ؟
بدا ان كاميل تختار كلماتها بدقة :( انه رجل ثرى جداً... اليس كذلك؟ ).
-وهل الثراء هو كل شئ؟
ابتسامة كاميل لم تصل الى عينيها :( انه يشتري السلطة بحد ذاته).
لا داعى للتظاهر :( سلطة متبادلة ).
لم يكن سراً ان الزواج بين اسرتي سانتاناس ومارتينز مدبر بشكل ملائم لجمع ثروة العائلتين قانونياً.
وقالت كاميل :( السلطة مقابل الجاذبية الجسدية , اى من هذا يختار ميغيل برأيك؟)
ردت هانا على نظرة كاميل واجابت بلطف :( استطيع القول انه اختار)
نظرت الى خاتم الزواج الألماسي المستطيل الذى يزين يد هانا اليسرى . وقالت :( معظم الرجال يشردون عن الطريق اذا واجهوا إثارة كافية)
ارادت هانا ان تنفى هذا الكلام , وان تصر بثقة على ان ميغيل ليس كمعظم الرجال , واخلاصه لها راسخ .


يتبع

the chandlier 27-04-10 02:44 PM

بعرف أتأخرت كتير فى كتابة الرواية بس عندى ظروف . توفيت جدتى , ادعولها بالرحمة , وان شاء الله اخلصها فى اقرب وقت

the chandlier 29-04-10 02:02 PM

رفعت أطباق الحساء , وقدم الطبق التالى . ونظرت هانا الى السلمون المدخن المعروض بفن , والمنقوع فى الخضار المخللة , مع طبقة من السلطة الناعمة التقطيع ...وأحست بقابليتها غلى الطعام تختفى .
وتلوى التوتر داخل معدتها ,فأخذت رشفة من العصير , ثم ألتقطت شوكتها محاولة اعطاء الطبق حقه.
ميغيل رجل جذاب , يمتلك رجولة بدائية تجذب النساء كالمغنطيس . مرت أوقات أحست خلالها بالتسلية لمحاولة نساء اخريات مغازلته ... وعرفت أن هذا العبث هو مجرد لعبة لا ضرر منها.
لكن حدسها حزرها من ان كاميل لا تتطابق مع لائحة "لا ضرر" منهن ... وهذا ما أزعجها أكثر من ان تعترف بذلك ... فقد أثارت هذه المرأة فى ذهنها أسئلة لا تمتلك إجابات عليها.
هل يمكن ان يغوى ميغيل ؟ هل سيكون متعجرفاً بما يكفى لينغمس فى غلاقة خارج الزواج ؟ بطريقة ما لا تعتقد ذلك ... لكن هل تعرف حقاً ؟.
زواجهما كان حلاً مناسباً مشتركاً أساسه العمل ... ولم يكن الحب مشكلة ... على الأقل , ليس من جهه ميغيل , فهو يهتم بها , وهذا يكفي كما تقول لنفسها .
شئ واحد كانت متأكدة منه ... أنها تريد علاقة مبنية على الثقة والأخلاص ... لا على الأدعاء والأعذار الفارغة.
-ألست جائعة ؟
استدارت هانا نحو زوجها , والتقت نظرتها بنظرته الثابتة ,فلمحت فى عينيه سؤالاً لم تستطع تحديده. استجمعن ابتسامة خفيفة :( قلق على ... ميغيل ؟).
كان لقربه منها تأثير مثير للأضطراب ... فقد جعلها تشم نوعية عطره الغالى الثمن , الذى يمتزج مع القطن المغسول حديثاً ... بشرته السمراء ناعمة , مع ذلك , هناك لمحة من ظل على خديه بالرغم من انه حلق ذقنه منذ ساعة فقط.
-قلق عليك ؟ دائماً .
منتدى ليلاس
فردت بهدوء :( أنت بذلك تحمى استثماراتك ).
ولمحت لمعان الغضب فى عينيه ,لكن مر بسرعة الى درجة اعتقدت معها انها واهمة .
وافق بنعومة :( طبعاً ).
وحاولت النظر بحماس الى طبق ممتاز من المعجنات .
وكانت كاميل منهمكة فى الحديث مع ميغيل . فاستدارت هانا الى الضيف الجالس الى جانبها الآخر , ووجدت نفسها عالقة فى نقاش حام حول مزايا التعليم فى المدارس الداخلية فى استراليا مقابل المؤسسات المرتفعة الأسعار فى ما وراء البحار ... واستمر هذا الحديث حتى الأنتهاء من تناول المعجنات , وازاله الأطباق وتقديم يخنة لذيذة من طعام البحر .
قالت هانا فى محاولة لجذب اهتمام كاميل عن ميغيل :( ذكرت غرازيلا انك مهتمة بالأزياء ).
-أنا عارضة ازياء .
ثلاث كلمات اوضحت كل شئ .
-هل تعملين لدار ازياء محدد ؟
رسمت كاميل ابتسامة متعالية :( لأى دار تقدم أجراً مرتفعاً أكثر )
-لقد حضرت فى باريس آخر عروضات الموسم .
وتتذكر جيداً انها لم ترَ صورة كاميل فى زوايا المعرض . فمثل هذا الجمال الصارخ , لا يمكن ان تفوتها ملاحظته ... أنها متأكدة.
-لقد عرضت فى ميلانو وروما .
رفعت يدها لترد الى الوراء خصلة شعر فى حركة هدفت الى تركيز على اظافرها وتقاسيم وجهها الرائعة .
لا شك انها صرفت ساعات لترتدى ملابسها وتصل زينتها حد الكمال ... وقت اطول بكثير من الغشرين دقيقة التى سمحت هانا بها لنفسها !
كان الطبق الرئيسي مؤلفاً من لحم السمك مع السلطة الشهية , فأكلت جزءاً يسيراً من لحم السمك اللذيذ , بإستمتاع مزيف .
قالت كاميل مع انهاء هانا ما فى طبقها من سلطة :( اعتقد ان لنا صديقاً مشتركاً ).
يبدو هذا ممكناً نظراً لمعرفتهما بصناعة الأزياء الأوربية , وقالت موافقة وهى ترفع كأس العصير لترتشف منه :( أنا واثقة من هذا ).
-لوك دوبوا .
ولمع الاسم كالفضة على الهواء , ولم يكن أقل توهجاً من طريقة تقديمه المحسوبة .
وشعرت هانا بسكون يشمل المائدة كلها , وكأن الحديث توقف فجأة ... أم أن هذا حدث فى مخيلتها فقط ؟
اشتدت اصابعها على الكأسوهى تعيده الى الطاولة , ولم يتحرك ميغيل . لكنها أحست بتحرك عضلات جسمه تحت البذلة الفاخرة .
قالت بهدوء :( لوك ليس واحداً من أصدقائي ... ولم يعد يحق له ان يدٍٍعي هذا منذ ثلاث سنوات ).
رفعت المرأة الفرنسية حاجباً فى حركة عدم تصديق ظاهر
-لقد طلب منى بشكل خاص ان أبلغك تحياته .
كان بأمكان هانا ان تطأطئ رأيها ببساطة وتنسحب من الحديث , لكن مثل هذا التصرف قد يفسر لصالح كاميل ... وما يجرى هنا حذرها منأنها بحاجة الى المواجهة .
قالت هانا لهدوء :( أجد هذا صعب التصديق ... فنحن لم نفترق على وفاق ).

يتبع...

the chandlier 29-04-10 02:23 PM

ولم يعلق احد الضيوف بكلمة .
فقالت كاميل :( حقاً ؟ لكنه يتكلم عنك ...).
وتعمدت الصمت واتسعت عيناها , ثم بدت وكأنها تختار كلماتها :( ... بعبارات تصويرية متوقدة ).
هذا هجوم محسوب . وأحست هانا بغضب متزايد لاختيار كاميل هذا الهجوم الكلامى العلنى ... ولأى غرض ؟
ردت هانا بهدوء لم تشعر به :( كان لوك فتي أوربياً مستهتراً ,يفترس أى أمرأة تستطيع تمويل نمط حياته الفاخر . ولقد تخليت عنه ما ان اكتشفت انه طفيلي مزيف ).
ورفعت كتفيها بهزة غير مكترثة :( وهذه هى نهاية القصة . وقد كتبت الصحافة عنها كثيراً فى ذلك الوقت ).
ثم أستجمعت ابتسامة خفيفة , تحمل مقدارأ من السخرية وتابعت تقول :( الوريثة الأوسترالية والمصور الفرنسي ).
وركزت نظرها على كاميل , واستطردت :( إذا أردت كافة التفاصيل , فأنا واثقة من انك ستجدينها فى أى ارشيف لصحيفة ).
وأكملت فى سرها , ولتكونى ملعونة , فهذه اخبار قديمة , من الماضي , وأسفها الوحيد انها خدعت بمهارة على يد سيد خداع ومتدرب .
قالت كاميل محاولة اظهار الندم :( أوه عزيزتي ...أنا آسفة جداً ... لم أكن أعرف ...).
وصمتت .
وفكرت هانا ... لا ... لست آسفة ... مع ذلك , انت تعرفين كل هذا ,لكنك تحاولين فقط خلق موقف مربك .
منتدى ليلاس
غطى ميغيل يد هانا بيده , ثم مال نحوها ولامس صدغها بفمه :( برافو ).
حركته خففت جو التوتر . وبعد لحظات , عاد الجميع للحديث مرة أخرى.
وقدمت الحلوى , فأجبرت هانا نفسها على تناول "توشيتو دو تشيلو" كاستر سمك , وشربت عصيراً ممتازاً , وتحدثت مع ضيف قريب , وأعطت كل الدلائل على انها تستمتع بوقتها .
ضحكت لنوادر مرحة , وتعاطفت مع الزوجين ترينتوس حول صعوبة إدخال ابنتهما البالغة شهرين من عمرها إلى مدرسة حضانة للنخبة .
وحاولت جاهدة تجاهل كاميل ومحاولاتها المستمرة للجوء إلى اللغة الفرنسية بشكل متواصل ... هل تتصور هذه المرأة أن لا أحد غيرها يفهم ؟ ام انها لا تهتم ان يفهم احد؟
كان ميغيل يتقن الفربسية والإيطالية إضافة الى لغته المحلية , الإسبانية . وكان لهانا ميزو معرفة اللغتين الأخرتين . لكن , حتى ولو لم تكن تعرف الكلمات المحكية , الا ان صوت كاميل وطريقتها المستفزة ,لم يترك اى شك بان ميغيل هو هدفها .

the chandlier 29-04-10 02:58 PM

ولم يفعل ميغيل شيئاً يشجع هذا الاهتمام , لكن بعد ما يقرب الثلاث ساعات من مراقبة النظرات المختلسة , والاغراء الكلامى الوقح , تعبت هانا من التظاهر .
ابتسمت ... فى وقت كان كل ما تريد فعله هو ايقاع الاذى بكاميل . وتألم فكها , وتشوقت كفها لصفع وجه المرأة الفرنسية .
قدمت القهوة فى غرفة الاستقبال , ولم تعرف ما اذا كانت ستضحك ام تبكي بسخط حين تقدمت كاميل لتنضم اليهما .
ياللسماء ! المرأة متشبثة بعنادها !قالت :( سيكون من المستساغ جداً , لو اعتبرتمانى كضيفة ,اجتماعياً ).
وابتسمت ابتسامة معبرة :( خالتي ... واصدقاؤها ).
وصمتت , ثم رفعت كتفيها النحيلين فى حركة فرنسية مثالية .
-... لدينا اهتمامات مختلفة ... هل تفهماني ؟
ولم يكن هذا مفاجئاً , نظراً لان اهتمام كاميل الوحيد موجه نحوميغيل على ما يبدو !
سألتها هانا :( كم ستبقين هنا ؟).
رفعت الفرنسية يدها بحركة معبرة , ثم تركتها تهبط :( ليس لدى خطط فورية ... ربما بضعة اسابيع , أو أكثر , من يدرى ؟).
منتدى ليلاس
قال ميغيل متشدقاً :( أنا متأكد من ان غرازيلا قامت بالترتيبات المناسبة لتسليتك ).
وتلقى منها ابتسامة مثيرة , قبل ان تقول :
-اتمنى ان تكونا مشاركين فى مثل ...
وصمتت متعمدة ثم اضافت :( ... هذه الترتيبات ).
قررت هانا ... لا ... لن يحدث هذا ان استطعت منعه ... واحذ ميغيل منها فنجان القهوة الفارغ ليضعه مع فنجانه فوق طاوله جانبية قريبة ... وكانت تعابير وجهه مهذبة وهو يمسك يد زوجته , ويميل براسه نحو كاميل , قائلاً :
-لو سمحت لنا ؟
احتجت المرأة الفرنسية :( ستغادران ... الوقت مبكر جداً )
قال ميغيل بنعومة :( ليلة سعيدة ).
لكنه اكتشف ان كاميل لا تستسلم بسهولة .
-يجب ان تكونا ضيفي على العشاء , مع غرازيلا واتريكو , وخالتى .
صمتت لتبتسم ابتسامة حلوة , ونظرت الى ميغيل نظرت إغواء متعمدة :( ميغيل ... يجب ان تحضر معك إستيان , سنحدد موعداً ... أليس كذلك ؟).
ردت هانا بنعومة :( سنراجع مفكرتنا ال‘جتماعية , ونرد عليك ).
وعرفت ان هذا موعد لا تنوى الوفاء به .
لم تتغير تعابير كاميل , لكن هانا لمحت لمعاناً حاقداً فى العينين السوداةين ... وأحست ببداية الاضطراب .

the chandlier 29-04-10 03:48 PM

المزاح العابث فى بعض المناسبات , جزء من لعبة يلعبها عددمن الناس ,فهى توفر لهم تبادلاً مسلياً للحديث لكن الحدث حذر هانا من ان هذه المرأة الفرنسية لا تلعب بحسب قوانين احد سوى نفسها .
وقال ميغيل متشدقاً وهو يخرج الجاغوار من الطريق الداخلية .
-أليس لديك ما تقولنه ؟
استدارت نحوه , ورأت ان انوار سيارة فى الأتجاة المعاكس أضاءت تعابير وجهه القوى ... ومالت لتجعل نبرتها مسلية :( وهل تنتظر ان لتغاضى عن تصرف كاميل الوقح ؟).
-اكاد اتصور انك تغارين .
انه يتسلى ؟؟؟ عليه اللعنة !
سألت ببرود :( وهل يفترض لن لرد على هذا ؟).
نظر اليها بسرعة , ولمح النظرة الزرقاء النارية الموجهة اليه ... ثم اعاد اهتمامه الى الطريق .
قال بأسترخاء :( محاولتك الرد قد تثير اهتمامى ).
وانفجرت فى كلام غاضب :( ماذا تريدنى ان اقول ؟ إننى اعترض على طريقة احتكار كاميل لأهتمتمك ؟ وعبثها المثير للسخط ؟).
جذبت نفساً عميقاً , ثم زفرته ببطء :( اللعنه ... انها تحيك المخططات حولك ! ومن لم يلاحظ هذا فهو أعمى ).
-وهل يجب ان اغتر ؟
-وهل تشعر بالغرور ؟
وكتمت نفسها انتظاراً لرده.
رد بأرتياح :( لا ).
قالت بغمض قاتم :( حافظ على هذه الفكرة ).
مازحها من دون رحمة وهو يصل الشارع الرئيسي :( لماذا أمانتي ؟ ماذا ستفعلين لو اننى خضعت لسحرها ؟).
-غراسياس .
منتدى ليلاس
-يالها من وصفة لزواج سعيد .
رد متشدقاً :( السخرية لا تناسبك , ياعزيزتي ).
-آه ... لكننى احب هذا الصدق الذى نتشاركه ... إنه جيد الا توافق ؟
-أستطيع التفكير بوصف ملائم اكثر .
لم يطل بهما الوقت للوصول الى شارعهما المحفوف بالأشجار ودخول الطريق الداخلية المؤدية الى المنزل . بعد دقائق لحقت بميغيل الى الداخل .
قال وهما يصلان البهو :( أخرجى كل تسجيلات بطاقات الائتمان من حقيبة اوراقك ).
ورداً على نظرتها الحائرة , أكمل :( تلك الزبونة التى توزع ديونها فى المدينة كلها , سوف اتولى امرها ).
ردت بأصرار :( لا .... لن تفعل , يمكننى فعل هذا بنفسي ).
سأل بثبات :( لماذا وانا استطيع هذا بسهولة اكبر ؟)
نظرت اليه بحده :( لأننى مستقلة ).
-وعنيدة .
لم توافق :( لا ... بل مكتفية ذاتياً ).
-ومتشبثة بعنادك .
-وهذا ايضاً ... لو واجهت مشكلة , أعدك ان اتصل بك.
وهذا يكفى .
-هل سنقف هنا نتبادل الكلمات , ام نذهب الى الفراش ؟
أحست برغبة فى الرفض ... فى ان تدير ظهرها وتصعد السلم بمفردها ... لكنها بحاجة لان تشعر بالأطمئنان الذى تشيعه فى كيانها لمسته , وبحاجة ال دفئه , والى معرفة انها تعنى له اكثر من مجرد جزء من حياته كزوجة ملائمة . ان تظهر ولو لبرهة , ان الزواج حقيقي , وان ما يتشاركان به مميز , وليس مجلاد واجب زوجى .
قالت موافقة :( أوه... إلى السرير ... بكل تأكيد ).
-وقحة ... ماذا لو كنت متعباً ؟)
سألت بجدية :( وهل انت متعب ؟).
ثم حركت أنفها :( لن افكر فى ارهاق قوتك ).
ضحك , فالتف صوته حول اعصابها ... وامسك يدها ليقودها صعوداً على السلم .
-دعينا نرى من سيصرخ طلباً للنجدة اولاً , هل يمكن ؟
تنفست هانا بارتجاف بعد دقائق , بينما ميغيل يضمها اليه ... عندما تكون معه تشعر بأنها فى الجنة ويحس قلبها بالرضا.

the chandlier 29-04-10 04:28 PM

ولم تعد تسيطر على نفسها . كان هناك هذا الرجل فقط , وهذه اللحظة , ومشاعر غامرة لا تكاد تكبتها ... وانضمت اليه فى عالمه الدافئ الغريب .
إنها تحب الاحساس به , بقوته وحبه المشبوب الذى يلطفه السيطرة التى تريدها ان تفلت , ان تحطم الحواجز . ارادت ان يحبها بشغف لا يعرف الحدود !
وتحركت مجدداً بتململ نحوه .
قال ميغيل ممازحاً بصوت اجش :( ساحرة ماكرة ).
تمتمت برضى :( هه ؟ ).
شهقت مجدداً حين عاد يضمها اليه .
لكن , وبعد بضع ساعات من النوم انتليت هانا بأحلام جعلتها تنقلب متعبة حتى الفجر , تبع هذا نوم عميق حين بدأ النور يتسلل من الستائر .
ولم تشعر كذلك انه صحا باكراً واستند بأرتياح الى مرفقه يراقب نومها .
منتدى ليلاس
كانت قسمات وجهها رقيقة وبشرتها اكثر نعومة من بشرة اى امرأة أخرى ... طول شعرها المشعث كان يضفى عليها مظهراً جميلاً , ورمشها الطويلة , تنحنى كالقوس عند الأطراف . اما ثغرها فمكتنز بشفتين تتكوران قليلاً عند نومها ويداها قادرتان , نحيلتان , تعرضان مجموعة الألماس ,والخاتم الرائع الذى يؤكد انها له .
وكان يلفها جو هش مخادع : فهى تملك قوة داخلية , وصدقاً اصيلاً ,يرفض اى زيف او خداع .
ود ان يوقظها وان يقبلها , كى تسعى اليه , وتطلبه مجدداً .
وأحس ميغيل بمشاعره تتحرك , وعرف انه لو بقى فى السرير فلن يدعها تنام مدة اطول . وبآهة حارة استدار ونزل ليقف على قدميه ... ثم سار نحو الحمام ليستحم .




* * * * *


نهــاية الفصــــل الثــاني

شمووووخ 30-04-10 02:12 AM

عظم الله اجرك بجدتك يالغلا

ماتقصررين والله ونستناك بشوووق
خذي وقتك لاترهقي حالك ومشكووووووره

رافضة للحب 30-04-10 03:02 AM

شكرا بليييييييييييييييييييييييز كمليها

the chandlier 30-04-10 11:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمووووخ (المشاركة 2282801)
عظم الله اجرك بجدتك يالغلا

ماتقصررين والله ونستناك بشوووق
خذي وقتك لاترهقي حالك ومشكووووووره






شكراً حبيبتي على دعمك وتفهمك والله هذا ما احتاجه

the chandlier 30-04-10 11:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رافضة للحب (المشاركة 2282898)
شكرا بليييييييييييييييييييييييز كمليها








انشاء الله اكملها بسرعة وانا اعمل بجهد لإنهائها , وشكراً لمرورك

gaviotta 05-05-10 01:29 AM

عزيزتي تقبلي تعازيّ الحارة لوفاة جدتك
اسكنها الله فسيح جنانه

the chandlier 05-05-10 07:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 2292058)
عزيزتي تقبلي تعازيّ الحارة لوفاة جدتك
اسكنها الله فسيح جنانه






شكراً كتير عزيزتى

the chandlier 05-05-10 07:28 AM

3 -خطوط المعركة


استيقظت هانا متأخرة , ونظرت الى الساعة , ثم هرعت الى الحمام .
بعدها أرتدت ملابسها ووضعت الزينة الأساسية فى وقت سريع قبل أن تجري بخفة نحو الطابق السفلي.
كان ميغيل على وشك ان يرشف آحر قطرة من قهوته حين دخلت المطبخ ... فخفق قلبها خفقات سريعة .
نظر اليها فشعر بعذاب خفيف أرجف ثغرها ... هل تعي مدى جمالها ؟ إنه جمال يذهب الى ما هو أبعد من النظر , إلى عمق روحها ... فى هذه اللحظة , كانت شفافة جداً ... وهذا ما حرك قلبه الى أبعد الحدود والمقاييس .
راقبها وهى تتناول كأساً وتصب لنفسها عصير برتقال طازج ... ثم أخذت قطعة توست وغطتها بالمربى .
سألت بصوت طبيعي :( لماذا لم توقظني ؟) .
قضمت التوست , وألحقتها بجرعة قهوة حلوة .
بدا لها بكل جزء منه المدير التنفيذي للشركة المتحدة ... بذلته لا شائبة فى تفاصيلها , وربطة عنقة حريرية سوداء تستريح على قميص ابيض ناصع .
-لقد حلت الساعة .
وتطلع الى ساعته :( وسننطلق بعد قليل ... لماذا لا تجلسين ؟) .
هزت رأسها :( لا وقت لدي ).
اللعنة ... إنه يبدو رائعاً , وارادت ان تدس اصابعها فى شعره , وأن تحضنه وتضمه بقوة وشغف كبيرين.
أفكار خطيرة ... وابتلعت رشفة كبيرة من قهوتها . لو أستسلمت للأفكار , فستتأخر اكثر على عملها ... وهذا لن يفيد !
لذا , أنهت التوست وابتلعت آخر رشفة من القهوة , ثم أخذت موزة وتفاحة من وعاء الفاكهة الفضي , والتقطت مفاتيح سيارتها , ولحقت به الى المرآب .
فتح ميغيل الباب , ونظر اليها بثبات من فوق سطح الجاغوار :( ليلة متململة ... فطور لا يذكر , وطعام سريع , ليس بالطريقة المثلى لبداية اليوم ).
هزت كتفيها بلا مبالاة :( سوف آخذ القهوة .. وشئ آكله فيما بعد ).
وأراد ان يدق عنقها النحيل .
-تأكدي من ان تفعلى .
منتدى ليلاس
فتحت باب السيارة واندست وراء المقود :( حاضر سيدي ).
نظر اليها نظرة قاتمة .. ثم ادار المحرك وقاد السيارة ببطء نحو الأبواب .
سباب هانا المنخفض لا مس الجو بخفة , وترافق مع تنهيدة ساخطة .
العمل بإنتظارها ولا وقت لديها للتأخر إذا ارادت ان تفتح المحل فى الوقت المحدد .
بعد ثوان , خرجت من الطريق الداخلية متجهة نحو شارع"توراك" بمزاج يفكر فى كيفية التخلص من ذروة زحام السير فى الصباح .
كان من الرائع ان تستيقظ بين ذراعي ميغيل .. ففى تلك اللحظات كان يتبادلان الأحاديث الحميمة .
وتراءت قسمات وجه كاميل بسرعة فى رأسها .. متطفلة ومعذبة بشكل غامض .
هل هذه قوة أفكار ما بعد الفراغ ؟ وسارعت لطرد المرأة الفرنسية من رأسها , مركزة على ما سوف تعمله اليوم .
كان من المقرر أن توصل خدمات الشحن البحري كمية من البضائع الجديدة هذا الصباح , فوضعت فى ذهنها ان تختار بدلة مذهلة لتعرضها فى الواجهة مع الاكسسوار , وإعادة ترتيب وفرز البضاعة الموجودة .
وحين فتحت أبواب المحل , كانت قد نسيت وجود كاميل .. مؤقتاً .
وخلال الساعة التى تلت ذلك , توقفت يدها مرتين فوق الهاتف .. إنها بحاجة ماسة الى سماع صوت ميغيل , ولو لالقاء التحية عليه . برنامج الايام التالية , أصبح عادة صباحية فقط .. اللعنة , ستتصل به وتطلب منه لقائها لتناول الغداء .. وتستطيع سندي إدارة المحل لمدة ساعة , أو أكثر لو كان ذلك ضرورياً .
ومن دون تردد طلبت رقم هاتفه النقال . لكن , المكالمة تحولت الى الرسائل الصوتية , فتركت اسمها , ودعوتها , ثم شغلت نفسها بعمل روتيني .
وفى الساعة العاشرة وصلت سندي , وهى صديقة لها تحب الأزياء , وترحب بعمل جزئي خلال وجود ابنتها فى المدرسة , وتبع ذلك وصول الشحنة .
فض البضاعة , وتفحص الفواتير , والتحضير للعرض القادم إستغرق بعض الوقت .. كما أتى زبائن للشراء إضافة الى عابري سبيل غير جادين أرادوا التفرج فقط .
تلقت مكالمات هاتفية عدة ليس من بينها واحدة من ميغيل , وحين قاربت الساعة الحادية عشر ونصف يئست هانا من إتصاله .
قالت سيدني وهي تناولها الهاتف النقال :( إنه الرجل ).
ابتعدت هانا بضع خطوات :( فكرت فى أن نتناول الغداء معاً ).
أخذت نفساً خفيفاً ثم زفرته :( بإمكاني الذهاب فى أي وقت من الآن حتى الثانية ).
قال ميغيل :( أنا مرتبط باجتماعات طوال بعد الظهر .. ألا يمكنك الانتظار حتى الليل ؟).
وبدا متسلياً , وكأنه حزر سبب الأتصال .
-طبعاً .
قال باسترخاء :( ماستالويغو , كوريدا ).
وقطع الاتصال .
سألت سندي بعض لحظات :( هل تنهين العمل فى الواجهة ام انهيه انا ؟).
وأشارت هانا الى التمثال المكسو بالملابس :( تفضلى ).
منديل مرخي بذكاء .. حلية "بروش" أنيقة ستضيف اللمسات الأخيرة , إضافة الى حذاء عالى الكعبين وحقيبة يد مماثلة . وهذا شئ لن يستغرق أكثر من دقائق .

the chandlier 05-05-10 07:36 AM

وكانت النتيجة مذهلة , جعلت هانا تكيل المديح , وتفحصت ساعتها .
-لماذا لا تأخذين فرصة الغداء .. أستطيع تدبر أمري لبرهة .
غالباً ما تختار الزبونات الدائمات , الشراء فى فترة منتصف الصباح أو منتصف ما بعد الظهر .. أما الوقت الممتد ما بين منتصف النهار والساعة الثانية , فيمضينه غالباً بتناول الغداء فى إحدى المقاهي العديدة أو أحد المطاعم الواقعة وسط المدينة أو فى ضواحيها الفاخرة .
أخذت سندي حقيبتها واتجهت نحو الباب :( أراك قريباً ).
تقدمت هانا الى جهاز التسجيل وأزالت مختارات الصباح من الاسطوانات ووضعت مكانها ما يلائم توفير خلفية هادئة من الموسيقى حتى وقت الاقفال .
الجرس الالكتروني اعلن وصول زبونة , واستدارت هانا بابتسامة ترحيب .. لكن ابتسامتها تجمدت لبرهة وهى ترى كاميل امامها .
طويلة , نحيلة , ترشح ثقة بالنفس مع شئ من العجرفة وهى تخطو الى الامام . كانت ترتدي ثياباً لمصمم مشهور , وتضع عطراً غالي الثمن فبدت مثالاً للاناقة ذاتها .
أحنت رأساً رائع التسريح , واستطلعت البضاعة المرتبة بعناية .
-صباح الخير هانا .. رغبت بزيارتك .
لسبب ما شعرت هانا ان الملابس ليست هدفها :( لطف منك ان تزوريني ).
فى اى مرحلة يمكن للأدب ان يتجاوز الخط ويصبح كذبة بيضاء ؟
وأشارت الى مجموعة من الملابس المستوردة لكبار المصممين .
-هل هناك شئ خاص استطيع مساعدتك به ؟
تقدمت الى الامام وأخرجت ثوباً سيبدو مذهلاً على جسم كاميل الطويل .
فتكور فم كاميل وقالت :( حبيبتي .. أستطيع الحصول على مثل هذا فى باريس ).
وظهر فى عينيها لمعان قاس وهى تنتقل بين امكنة التعليق الواسعة , متلهية تماماً عن معروضاتهل المثيرة .
منتدى ليلاس
راقبت هانا المرأة الفرنسية وهى تسحب علاقة ملابس , وتتفحص الثوب بانتقاد ازدرائي , ثم تعيده من دون اهتمام الى مكانه قبل التحرك خطوة أو اثنتين مكررة العملية .
لم يكن هناك شك فى انها تتعمد هذا التصرف . وتسائلت هانا كم من الوقت سيلزم كاميل لتصل تماماً الى ما تريده .
كانت الملابس الخاضعة للحسم معروضة فى احد جوانب البوتيك . قطعت الفرنسية المكان وبدأت تفحصاً مماثلاً للقمصان الحريرية , وسألت فجأة :( كيف هو الشعور فى أن تجبري على زواج من دون حب ؟).
واحتسبت هانا أربع دقائق تقريباً . إذا أرادت حرباً كلامية , فليكن .. وقابلت نظرة المرأة بقسوة , رافعة حاجباً دقيقاً :( ومن أجبرني ؟).
ضاقت نظرة كاميل : ( الا يزعجك أن يكون دافع ميغيل نابع من الواجب ؟ لوالده , ولتكتل "ساغار" ).
أخذت هانا وقتها لتفكر بكلمات المرأة الفرنسية :( بالنسبة لشخص لم يمض وقت طويلاً فى ميلبورن , يبدو أنك امتلكت معلومات كثيرة ).
-غرازيلا كتومة جداً . على أى حال , اهتمامي بميغيل بدأ منذ عدة أسابيع , خلال حفلة فى روما .
وابتسمت بمكر :( حضرها ميغيل لوقت قصير مع زميل عمل ).
وتذكرت هانا فوراً . كانت قد طارت الى روما لشراء ملابس للموسم , وربطت الزيارة بلقاء عمل لميغيل فى ايطاليا . حتى انها تذكرت تلك الامسية , وذلك الصدع الأليم الذى جعلها طريحة الفراش وقد طلبت من ميغيل ان يذهب الى الحفلة من دونها .
وتابعت كاميل من دون هوادة :( لقد جعلت شغلى الشاغل اكتشاف كل شئ عن ميغيل سانتاناس .. عن زواجه , زوجته , وخلفيتها ).

the chandlier 05-05-10 07:43 AM

كان أكثرتعقيداً من فضول عادي . وأدركت هانا بصمت , إنه يكاد يكون مقززاً .
أكملت المرأة الفرنسية كشفها , وكأنها منكبة على تحليل تعابير وجه هانا .
-وعلاقتك بلوك دوبوا .. رجل مثير للأهتمام .
لكن وصف مثير للأهتمام لم يكن قريباً من الهدف . فالرجل وغد محتال متمرس , وال يزال يثير سخطها . لقد رافقها بضعة أشهر قبل ان تتخلص من الوهم وتواجه الحقيقة .
سألت هانا ببرود :( أتصور أن هذا يقود الى مكان ما ؟)
-بالطبع حبيبتي .. أنت لست ساذجة .
وما كانت بحاجة الى الكثير من الخيال لتتوضح الأمور , وبدأت تقول مفكرة :( دعيني أخمن .. جئت الى هنا مع خالتك عن قصد .. وخالتك صديقة جيدة لعائلة آل سانتوس . زانت تعرفين وضعهم الاجتماعي وإمكانية استغلالهم لإشراكك فى الدعوات المتعددة فى المدينة , وبهذا أمنت أتصالاً اجتماعياً منتظماً مع ميغيل ).
أفلتت ضحكة رنانة من بين شفتي كاميل :( كم انت ذكية , ياعزيزتي . بالطبع , الزيارة الى اوستراليا كانت من اقتراحي ).
منتدى ليلاس
لمعت عيناها بشرارات نارية :( هل سنرسم خطوط المعركة ؟).
ابتسمت كاميل من دون مرح :( طالمل تفهمين أن ميغيل لي ).
وقفت هانا وقفت سخرية متعمدة :( حقاً ؟ هل نسيت أن اي أفضلية أو اثنتين ؟).
فردت الفرنسية بخشونة لا ترحم :( قد ينظر اليك ميغيل كواجب يلتزم به , لكن حبيبتي .. أنا أنوي أن أكون .. مدغدغته ).
رنين جرس الهاتف جاء كمقاطع مرحب به , وتقدمت هانا لتأخذ المكالمة , منتبهة وهى تفعل هذا الى ان الفرنسية استدارت نحو الباب , وخرجت خلال ثوان .. استجمت هانا حواسها , لترد على طلب زبونة , ثم حين انتهت , التفتت لتعيد ترتيب الملابس التى عبثت بها كاميل عمداً .
عقد التوتر معدتها .. لقد كان هذا أسوأ بكثير مما تصورته . ماذا ستكون ردة فعل ميغيل لو أخبرته ؟ ربما سيتسلى . لكن ماذا يمكن ان يكمن تحت تسليته ؟ الرضى الرجولى ؟ إثارة الملاحقة والتحدي ؟ المزيد من الصلة ؟ هل سينغمس فى علاقة خارج الزواج ؟
يا إلهي العزيز .. كم تتمنى الا يحدث ذلك , فمجرد الفكرة يمكن ان تدمرها .

gaviotta 05-05-10 12:06 PM

أشكر لك مجهودك وانا أنتظر التكملة بفارغ الصبر
فالأحداث مشوقة جدا
يسلموووووو

the chandlier 06-05-10 08:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 2292611)
أشكر لك مجهودك وانا أنتظر التكملة بفارغ الصبر
فالأحداث مشوقة جدا
يسلموووووو





شكراً للمتابعة وهلا راح انزل بقية الفصل لعيونك.

the chandlier 06-05-10 08:58 AM

رنين جرس الهاتف مجدداً قطع أفكارها , فردت على المكالمة , واهتمت بزبونة اشترت تنورة وبلوزتين , ومنديل حريري جميل .. ولدى عودة سندي , أخذت حقيبة يدها وقطعت الشارع لتتناول الغداء فى مقهى فخم .
طلبت هانا عصير وسلطة , وأرتشفت الاول وأكلت الثانى ببطء .. لكنها عافته تماماُ وطلبت العصير مجدداً .
فى العادة تأخذ وقتاً كافياً لتأكل قبل العودة الى المحل لكنها اليوم اختارت ان تتفرج على بضعة محلات , لتبحث عن الحلى الأثرية الرائعة . لفت نظرها قرط , فدخلت المحل , وجربته , ثم اشترته فى لحظة تهور .
كانت الساعة تقارب الثانية حين عادت الى المحل , والرابعة حين غادرت سندي فى نهاية يوم عملها , وفى الخاكسة والربع . اقفلت المحل وقادت سيارتها الى المنزل .
وبقدر ما جهدت فى المحاولة , كان من المستحيل ان تصرف من رأسها التفكير بكاميل .. ما ظنته فى البداية لعبة مكشوفة , ثبت الآن ان فيه نوايا مبيته جيداً , والتعامل معها قد يشبه السير عبر حقل ألغام .
الأمر المؤكد .. أن ميغيل لها .. وهى تنوي القتال من أجله , من أجل زواجهما , وحياتها . وصممت على هذا وهى تضع السيارة فى المرآب , وتدخل المنزل .
كانت صوفيا فى المطبخ تحضر العشاء .. فحيتها هانا بمحبة وهى تتجه نحو البراد .
قالت لها مدبرة المنزل وهى تستخدم سكين المطبخ ببراعة كبيرة :( هناك رسالة لك واثنتان للسنيور .. وضعتها فى مكتب السنيور ).
أخرجت هانا زجاجة ماء بارد , وصبت بعضاً منه فى كأس :( شكراً .. سأقرؤها بعد دقيقة ).
داعبت انفها رائحة حادة لذيذة , وتمتمت بإعجاب :( همم .. شئ ما , له رائحة لذيذة ).
قالت صوفيا :( إنه طعام البحر .. سأقدمه مع خليط من السلطة ).
رفعت كأس الماء الى شفتيها , وشربت جرعة طويلة . ثم تحركت الى فرن الطبخ ورفعت الغطاء عن الطنجرة التى تغلي . كان مغرياً جداً ان تتذوق حبة بلح البحر المتصاعد منه البخار , وبسرعة , تناقلت الصدفة من يد ال أخرى وهى تفتح شقيها , وتخرج قطعة اللحم النضرة .
سألتها صوفيا :( أتريدين ؟ سأخرج بعضاً منها وأضعه فى طبق ).
فهزت هانا رأسها نفياً :( لا .. سأوفر هذا للعشاء ).
ودمدمت معدتها طلباً للطعام .
-سأذهب لأستحم وأغير ثيابي .. هل عاد ميغيل ؟
-لقد اتصل السنيور منذ ساعة .. سيتأخر .. سأقدم العشاء فى السايعة .. هل هذا مناسب ؟
استمتعت هانا بلحم بلح البحر , وألحقته بكأس ما آخر .. ربما تسبح فى بركة السباحة اولاً . لديها من الوقت ما يكفى وهى تشعر بتململ غريب , وبحاجة الى تنفيس بعض الطاقة المتوترة . منتدى ليلاس
لزمها دقائق فقط لتصل الى غرفة نومها , ودقائق أخرى للتخلص من ثيابها وارتداء ثوب سباحة ازرق مكون من قطعتين .. ثم أخذت منشفة شاطئ من خزانة البياضات , وخرجت بسرعة عبر الابواب الزجاجية الواسعة فى مؤحرة المنزل الى المساحة المكسوة بالبلاط حول البركة .
تنفست بعد قليل قائلة لنفسها .. هذه هى الجنة . وتحركت بضربات واثقة فى المياة المالحة الممزوجة بالكلور .
لم تسمح لنفسها ان تغرق فى التفكير , بل ركزت على الملمس الحريري للماء على بشرتها , وعلى خفة وزن جسمها والحركات المحسوبة لذراعيها وساقيها .

the chandlier 06-05-10 08:58 AM

المكان هادئ جداً .. لا صوت مجاور يزعج .. أسوار عالية , وأشجار باسقة ترسم الحدود , فتضفي على المنزل جو عزلة تامة , وتجعل من الصعب التصديق أن مدينة تضج بالحياة النابضة , على بعد كيلومترات.
كان بإمكانها ان تكون فى اى مكان , فكرت بمرح . وراحت لبضع ثوان تتخيل مكاناً بعيداً عن هنا , حيث لا هاتف , لا التزامات اجتماعية , لا شئ يلهي .. هى فقط , مع ميغيل ,يسترخيان تحت أشعة الشمس , ويلأكلان متى أحسا بحاجة للطعام , وينامان عندما يرغبان بذلك .
لكن هذا مجرد خيال .. والواقع هو مجرد فترة استراحة قصيرة ما بين اللقاءات المتعددة والأجتماعات .. أينما كانت , فى باريس , روما , مدريد او فرانكفورت .. ويوم منتزع هنا وهناك , ودائماً على مسافة قصيؤة من الهاتف النقال ,ومكالمة مهمة تخترق سحر اللحظة حتماً .
هذه هى الحياة وايقاعها السريع , الحاجة لعقد الصفقة التالية للبناء والتوسيع والدمج , والمغامرة فى مجالات جديدة .. ودائماً سباقون ومتقدمون على المتنافسون .
الحياة مثل دوامة الخيل فى مدينة الملاهى , تستمر فى التحرك , ما إن يمتطئ المرء ظهرها حتى يصعب عليه الترجل .
قد تستطيع إقناع ميغيل بتخصيص فترة عطلة ضمن جدول اعماله .. ليذهبا الى هاواى حيث اشعة الشمس , الموج والرمال , حيث سير الحياة يخلو من الهموم .
لم تسمع هانا صوت الماء الخفيف حين غطس ميغيل برشاقة فى البركة .. لكن مع بروز رأسه قريباً منها , عرفت انها لم تعد وحدها .
استدارت نحوه :( هاى .. لقد عدت مبكراً ).
توقف ميغيل ليمسح الماء عن وجهه , ويمرر كلتا يديه على رأسه تاركاً شعره يماثل الابنوس الاسود اللماع .
منتدى ليلاس
-وهل من المستحيل ان ارغب فى رؤية زوجتي ؟
أمالت رأسها جانباً , ونظرت اليه مفكرة :( هممم .. ربما ).
مازحها بخفة :( غراتسياس أمادا , على هذه الثقة ).
تقدم منها أكثر وضم خصرها اليه , فخدرت رجفة عمودها الفقري , وتقوس جسمها نحوه طائعاً .
وتشابكت يداها فوراً على مؤخرة عنقه . وبدأ العناق بطيئاً , حلواً , ثم ×ذ يتحول الى شئ أصبح مقدمة للوعد بالحب .
وببطء ابتعدت هانا عنه , وأنزلت يديها بأسف من حول عنقه .
-سيكون العشاء جاهزاً قريباً , وكلانا بحاجة الى حمام وعلينا ارتداء ملابسنا .
تركها ميغيل , وعيناه مليئتان بمشاعر متقدة :( أعتقد أنه من الافضل ان نستمتع بحمام متكاسل ).
وجاء دورها للمزاح :( ونتأخر على العشاء .. ونفسد طعام البحر الذى تعده صوفيا ؟).
طبع قبلة قوية سريعة على خدها :( يمكن للعشاء ان ينتظر ).
قطعت البركة بسرعة لتصل الى الحافة . ثم شدت نفسها لتصعد , ولتقف بحركة رشيقة واحدة , وهى تدرك ان ميغيل يفعل مثلها . وبحركة واحدة التقطا منشفتيهما , وجففا جسديهما , ثم ربطا المنشفتين حولهما وسارا نحو الابواب الداخلية .فى منتصف صعودهما السلم , رفع ميغيل جسمها النحيل على كتفه وحملها ما تبقى من الطريق .
سألت ووجهها قرب ظهره العريض :( هل هذا تصرف رجل الكهف ؟).
وأحست بضحكته بدلاً من ان تسمعها .
-وهل لديك اعتراض ؟

the chandlier 06-05-10 09:01 AM

تمسكت بكتفيه , وأحست بحركة العضلات القوية وهو يتقدم نحو غرفة النوم .
-وهل يشكل اعتراضي فارقاً ؟
دخل ميغيل جناحهما , وأقفل الباب , ثم انزلها لتقف امامه .
-الا تريدين ان تلعبي ؟
ردت ببساطة :( بلى ).
وتمنت من كل قلبها ان تكون هى من يحتاج اليها .. وليس مجرد امرأة تحمل اسمه .
لقد جعل من علاقتهما الزوجية فناً .. وقالت لنفسها انها لا تهتم .. يكفى انه يجعلها تشعر بهذا , يكفى أنهما معاً يخلقان سحراً .
بعد ذلك , استحما وارتديا ملابس عادية قبل نزولهما لاى الطابق السفلي , حيث اختارا ان يتناولا "البايلا" اللذيذة على الشرفة المحاذية لبركة السباحة .
كانا يتوقفان بين لحظة وأخرى ليغريا بعضهما بشوكة مليئة بالطعام . وقد رافق الوجبة العصير اللذيذ , والخبز ذو القشرة المحمصة . وفى جلستهما الحميمة هذه , راحا يراقبان شمس الصيف تغوص ببطء وراء الأفق .
واخذا وقتاً طويلاً ناقشا فيه يومهما , وتعمدت هانا ال تذكر كاميل .. بطريقة ما , بدا لها ان إفساد هذه اللحظات مثل تدنيس شئ مقدس .
الأنوار خارج المنزل وفرت وهجاً ناعماً , أنار الحديقة , ورمت الشجيرات الشائكة المحيطة بهما بظلالها .. فيما طارت الفراشات حول المصابيح الكهربائية , مسحورة بلمعانها .
مرت فترة قبل ان يجمعا معاً الاطباق وادوات الطعام بصمت ,ليعيداها الي المطبخ .
-متعبة؟
منتدى ليلاس
ردت بصدق وهو يشغل جهاز الإنزار :( قليلاً).
مد لها يده ، ولوت اصابعها بين اصابعه وهما يصعدان السلم.. في غرفة النوم، دخلا السرير فضمها بين ذراعيه وادناها منه.
بعد دقائق , غلبها النوم , وبقي ميغيل مستلقياً يحدق بتفكير مكتئب فى الظلام وهو يشعر تماماً بضربات قلبها الرتيبة تحت راحة يده , ورائحتها الأنثوية الخفيفة , وعطرها شعرها النظيف , بينما يستريح رأسها على كتفه .
تحركت لتدنو منه اكثر .. واكملت النوم حيث بقي تنفسها منتظماً .
حرك رأسه قليلاً ليطبع قبلو ناعمة على طرف جبهتها , ارتسمت على فمه إبتسامة مع تنهيدة خفيفة خرجت من بين شفتيها .
مستقلة , قوية , ذات شخصية فريدة .. وتكور لينام وهو يفكر بهذا .
إنها عاشقة كريمة , حارة العواطف , تماثلة شوقاً , ولكنه شوق خاص بها . إنها له .




نهـــاية الفصـــل الثــــالث :cool:

gaviotta 06-05-10 11:18 AM

وااااااااو
يسلمو حبيبتي

wafoufa 06-05-10 12:17 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

wafoufa 06-05-10 12:18 PM

PLEASE KAMILIHA BISERAA

afrodette 06-05-10 03:36 PM

ناط
رين التتمة
شكراً

the chandlier 09-05-10 12:15 PM

4-العصا السحرية

بدأ اليوم بداية سيئة , فقد اتصلت بها والدة سندي لتقول لها ان
مساعدتها "سندي" نقلت الى المستشفي لإجراء جراحة لاستئصال الزائدة
الدودية, ولن تتمكن من العودة الى العمل قبل اسبوع على الاقل .
احست هانا بأنزعاج حقيقي , فسندي صديقة لها اضافة الى انها تعمل جزءاً من الوقت فى المحل , ورتبت امر ارسال الزهور الى المستشفي وقررت زيارتها بعد انتهاء فترة العمل .. ثم اتصلت بأحدى امرأتين يمكن ان تعملا عند الطلب .
وجدت ان الاولى مسافرة , فيما الثانية لديها حالة عائلية طارئة , ولم تجد سبيلاً لمساعدتها سوى وكالة التوظيف . وإن فشلت فستتصل بأمها ,ولو لملء الفراغ لساعة منتصف النهار .
تناولت فطورها على عجل واقتصر على نصف كأس عصير البرتقال , الحقته ببضع رشفات من القهوة .
تمتم ميغيل بسرعة وهى تلتقط حقيبتها وتضع حمالتها على كتفها :( بحق الله .. اجلسي ).
مد يده واطبق على ذراعها , ليجبرها على الجلوس فوق كرسي قريب :( كلي ).
ودفع نحوها بطبق طعام .. وشطر لها قطعة "كرواسان" ليدهن كل شق منها بالمربى .
نظرت اليه بعناد :( لا استطيع .. سأتأخر ).
قال بهدوء :( تأخري إذن .. كل ما يلزمك هو خمس دقائق فقط , وقد تعلقين فى زحمة سير اكثر من هذا الوقت ).
-انا لست طفلة .. اللعنة !
قال ميغيل من دون ان يتأثر :( انت تضيعين الوقت ).
كانت جائعة , لكن فشلها فى ايجاد من يحل محلها اقلقها . وإذا لم تكن رينيه مستعدة , فستضطر الى إقفال المحل مؤقتاً ولو لعشر دقائق لتحضر لنفسها سندويشاً .
منعها عنادها وتشبثها برأيها من ان تجلس .. لكنها اكلت قطعتي الكرواسان والحقتهما ببقية القهوة الرائعة الساخنة الحلوة .
-هل ارضاك هذا ؟
نظر اليها باكتئاب :( لا )
أخذت مفاتيح السيارة وقالت :
-انت بالطبع , نادراً ما تعاني من الحالات الطارئة التى تقلب برنامج عملك رأساً على عقب .
-احياناً .
منتدى ليلاس
ردت بجفاء :( لا تقل لى .. فأنت لديك دائماً خطة بديلة ).
رفع حاجبه , وقال متشدقاً :( منذ دقائق , لم تكوني قادرة على انتظار الخروج والآن تريدين الجدال !)
ردت ساخطة :( ولماذا , انا لا اكسب جدالاً معك ابدً )
ورمته بنظرة مجفلة جعلته يتحرك بسرعة ليمسك وجهها .
وعانقها مستفزاً , عناق مزق مشاعرها وجعلها تتمنى لو استمر وقتاً اطول ثم .. اصبحت حرة .
لم تستطع سوى التحديق فيه , بعينين واسعتين من دون ان يرف لها جفن .. حين تعتقد انها تستطيع التكهن برده فعله , يتمكن من مفاجئتها .

the chandlier 09-05-10 12:40 PM

بللت شفتيهامن دون وعي ,وهى تعرف ان فمها يرتجف قليلاً ..ورأت عينيه تومضان لوقت قصير .
-اذهبي كوريدا .. سأتصل بك خلال اليوم .
استدارت هانا , وتحركت بسرعة عبر الفناء الى المرآب .
هل يمكن لليوم ان يسوء اكثر ؟ سألت نفسها بصمت وهى تتصل بأمها , لتكتشف ان رينيه فى طريقها الى المطار لتلحق بطائرة متجهة الى سيدني .
-سأعود الليلة حبيبتي .. اتصلي بي اذا احتجتني .. سأتصل بك حين أعود .
بعد دقائق من فتحها المحل , اتصلت بإحدى وكالتي التوظيف المسجلتين على لائحتها , واحست بألاتياح كبير حين اخبروها انهم يستطيعون ارسال فتاة مناسبة بعد نصف ساعة .. لكن فى اليوم التالي .
بقيت هانا منشغلة طوال فترة الصباح مع زبونات جئن لتفحص آخر شحنة من الملابس الجديدة .. وكانت الاتصالات التى تلقتها لوضع بعض الملابس جانباً لبضع ساعات تعنى ان المحل لن يبقى خالياً لفترة طويلة .
فى منتصف النهار ثبتت لوحة على الباب تقول"سأعود بعد عشر دقائق" واقفلته بسرعة لتقطع الشارع الى مقهى قريب .. طلبت سندويشاً من السلطة وفنجان قهوة لتأخذهما معها لاسكات جوعها . ومع شئ من الحظ , ستتمكن من تناولهما من دون مقاطعة .

the chandlier 09-05-10 01:00 PM

-هانا .
اللكنة المثيرة للقرف تسببت بقشعريرة فى مؤحرة عنقها .. وتوسلت للسماء بصمت :ارجوك ان اكون مخطئة .. واستدارت لترى كاميل تجلس الى طاولة قريبة .
بدا وجود المرأة الفرنسية هنا مصادفة مدبرة او مؤامرة اخري من كاميل تشير بها الى معرفتها بروتين هانا اليومي !
تصرفت هانا بأدب غاضب وهى تقف بإنتظار انتهاء طلبها .-كاميل .
-لماذا لا تنضمين إلي ؟
لن افعل لو استطعت .
-يجب ان اعود .. ربما فى وقت اخر .
كان اقتراحاً فارغاً لم تنو الوفاء به .
-سأزورك لاحقاً .
بالكاد استطاعت هانا مقاومة رغبتها فى ان تقول :( ارجوك .. لا تفعلى ) واعتطها الفتاة من خلف منصة البيع فنجاناً مغطى من البلاستيك وحاوية مماثلة فيها السندويش .
-الى اللقاء كاميل .
كانت الكلمات مجرد تأدب وهى تستدير نحو الباب .. فهى لا تريد ان تلعب دور الصديقة مع هذةه الفرنسية الجميلة . ولو كان امامها خيار ,ففضلت الا تكون بينهما صلة ابداً ! على اي حال , الفرص ضئيلة جداً ,نظراً لعناد كاميل .
كان جرس الهاتف يرن حين فتحت باب المحل واسرعت لترد .. وخلال دقائق من إعادة السماعة الى مكانها , رن من جديد .
قال ميغيل من دون مقدمات :( تلقيت تذكرتين للعرض الاول فيلم سينمائي الليلة ).
وسمى لها عنوان الفيلم ومكان ***ه .
-سأصل الى البيت فى السادسة .
منتدى ليلاس
قالت هانا :( غراتسياس )
وكادت ضحكته الخشنة تدمر اعصابها .
-كوني حذرة كوريدا .. لا تعملي بجهد .
فرصة ثمينة .. غكرت هانا بهذا وهى تتحايل لخدمة الزبائن وترد على المكالمات الهاتفية , ما بين لقمة واخرى

the chandlier 09-05-10 02:07 PM

كان هناك نوع من الرضى فى اختيار الملابس المصنوعة بجمال لتناسب ذوق زبونة مفضلة , وتقديم النصائح لشراء الاحذية , والاكسسوار , والحلى كذلك .. سعادة الزبونة وولائها المستمر , هو مكافئتها , الى درجة انها حين تشترى الملابس وتوابعها , تكون قد وضعت فى ذهنها ارضاء زبونات معينات لمحلها .
لم يكن هذا مجرد عمل , ولم تعتبره يوماً كذلك , وهى تش بامكانية بيع المحل او التقاعد لتتركه بادارة بائعة مدربة .. لم يخطر هذا ببالها يوماً رغم انها ترجح ان تصل الى وقت تفكر فيه بالاولاد .. انجابها لطفل مسألة مهمة للاتحاد الذى يؤمن قانونياً دمج ثروة العائلتين واستمرارهما الى جيل اخر .
لكن متى سيحث هذا وكيف , هذا ما لم يقرر بعد .. لقد وافق ميغيل على اقتراحها بالانتظار سنة او اثنتين , واعتبرت ان سن الثلاثين قد يكون العمر المناسب للتخلص من موانع الحمل .
لكن لماذا تفكر هكذا فجأة ؟ هل لان كاميل تمثل تهديداً لها ؟
اللعنة .. ليس لديك ولد تستخدمينه كوسيلة تفاوض .. وهذا اقل من سلاح .
الجرس الالكتروني اوقف دفق افكارها , وجمدت لابقاء ابتسامتها جاهزة وهى تتعرف الى كاميل .
اذكر الشيطان يظهر امامك !
قالت كاميل وهى تتقدم الى حيث القمصان الحريرية .
-لقد استمتعت بغداء مطول .. ثم امضيت ساعة او اثنتين استعرض المحلات .
واخذت تنتزع التاليق كيفما اتفق :( لقد لمحت شيئاً هنا بالامس فكرت ان اشتريه ).
ثم اخذت تصف القميص , وسمت علامته التجارية وحجمه , ثم نظرت الى هانا شزراً وكأنما هى التى اخفته .
-لقد بعته بالامس .
منتدى ليلاس
-اطلبي لي واحداً .
كان طلبها امراً , وليس طلباً . كتمت هانا انفاسها بضع ثوان قبل ان تطلقها مجدداً ببطء , وقالت بهدوء :( استطيع المحاولة .. على اى حال , كل شئ هنا محدود الكمية ).
نظرت كاميل اليها طويلاً , متفحصة :( اتصلي .. فأنا اريده ).
تفحصتها هانا بدقة , ثم رمت بالتهذيب من النافذة :( لا يمكنك دائماً الحصول علة ما تريدين ).
ولم يكن هناك مجال للخطأ فيما تعني .
تفحصت المرأة الفرنسية اظافرها المطلية باتقان , ثم وجهت نظرة حاقدة الى هانا :( انت مخطئة يا عزيزتي .. انا احصل دائماً على ما اريد )
-حقاً ؟ ربما حان الوقت لئلا تحصلي عليه .
قالتها بنبرة ساخرة .
فردت كاميل وكأنها قطة متوحشة على وشك الانقضاض :( اذن , انت تنوين القتال ؟).
قد يتحول هذا بسرعة الى مواجهة حارة :( انا لن اقدم لك ميغيل على طبق من فضة ).
-ولماذا .. انا لا انتظر هدية منك , بل انا امد يدي وآخذ ما اريد .
احست هانا بأصابعها تتكور فى راحتها , وكان كل ما عليها فعله , هو ان تبقى هادئة .
-حتى ولو لم يكن لك ؟
-لانه ليس لى يضيف نكهة من التحدي . الزواج ؟ وما هو ؟
وزادت التركيز على فكرتها بهزة كتف فرنسية .
-مجرد قطعة ورق .
-جربي ذكر العهد والإخلاص الدائم , الثقة والصدق .
وسمت ضحكه المرأة الشفقة "( يا للطفلة المسكينة , انت ساذجة جداً وتؤمنين بالمثل العليا ).
مثل عليا ؟ إنها تعرف الحقيقة مثل غيرها ..واكثر .. لانها تضع خططها وهى تدرك جيداً ان هناك من يتخذ اى واجهة , لو اعتقد انها لصالحه .. "لوك" كان الشخص الوحيد الذى تمكن من وضع الغشاوة على عينيها .
سألتها هانا متعمدة :( ماذا لو رفض ميغيل لعب لعبتك ؟).
انفجرت كاميل بضحكه عابثة , ونظرت اليها بإشفاق :( هذا ليس خياراً )
-انت واثقة جداً من نفسك ؟
-بل واثقة من ..
وصمتت ثانية ثم اضافت :( .. قدراتي حبيبتي )
-لوحدك ؟
-ربما نتفق على مهلة اسبوع منذ الآن . ولن تعودي بعدها واثقة هكذا من نفسك .
بهذه الكلمات الوداعية خرجت كاميل من المحل , وسرعان ما اختفت عن الانظار.

the chandlier 09-05-10 03:01 PM

أف ..! لعلها لم تربح هذه الجولة , لكنها لم تخسر بعد .
كانت الساعة قد تجاوزت الخامسة حين غادرت المحل , وقادت سيارتها الى المستشفى , لتزور سندي المتعبة قليلاً , ثم اتجهت الى المنزل .
كان ميغيل قد استحم وبدأ يرتدي ملابسه حين دخلت هانا غرفة النوم .
احاطت بجسمه المشدود , الفولاذي العضلات , هالة من القوة يحسد عليها , قوة فكر وروح معاً . وكانت على استعداد لأن تتخلى عن اى شئ فى سبيل ان تتمكن كمن التقدم اليه , ليضمها , ويجعل العالم يتلاشى من حولها .
حسن جداً .. طلب العالم كثيراً جداً .. وهى لا تريد الا ان تبتعد عنها كاميل دالفور وتدعها بسلام .
-يوم سئ ؟
رفعت رأسها ترمقه بنظرة متجهمة وهى تخلع سترتها وتبدأ بفك ازرار البلوزة .
-غداً سيكون أفضل .
تناول قميصه وارتداه .
-هل تريدين إلغاء السهرة هذه الليلة ؟
كانت ترغب فى ان تسترخي فى المغطس لأطول مدة ممكنة كى تهدأ اعصابها المتوترة ..
ردت بهدوء :( لا .. فقد نال الفيلم نقداً جيداً فى الخارج )
جمدت يدا ميغيل بسبب الانزعاج الخفيف فى رنة صوتها , ونظر اليها بتفهم , فلاحظ الظلال الخفيفة تحت عينيها , وخديها الشاحبين , فقطع المسافة بينهما ببضع خطوات مرنة .
أمسك ذقنها , ورفعها بحيث لم يعد هناك مفر من لقاء نظرته .
-هل هناك ما يزعجك ؟
أجل .. يزعجني كالجحيم .. قالت تراوغ :( كما قلت .. كان يوماً سيئاً)
أخذ يحرك أصابعه بنعومة على خديها .. وقال بصوت ناعم :( هانا .. لا تظني انني غبي .. الصدق , الا تذكرين ؟)
حسن جداً .. حان الوقت اذن , ولن يكون هناك توقيت افضل .
-كاميل تريدك .
زاد سواد عينيه , وان لم تتغير اساريره . سأل بنعومة باردة :( وهل قالت لك هذا ؟ ومتى ؟)
قابلت نظرته دونما صعوبة :( بالامس واليوم )
وحاولت الابتسام لكنها لم تنجح ثم اضافت :( انت رجل شهير )
فردبسخرية :( حقاً ؟)
منتدى ليلاس
هذه المرة كانت ابتسامتها مشرقة .. وكثيراً :( انها مقنعة )
-انا واثق من انها كذلك .
-اكدت لى انها تملك بضع افضليات .
ورفعت يدها تعد على اصابعها وهى تقول :( اشياء ثانوية مثل إرث ضخم, زواج ملائم متناغم , وانت )
بعدئذ , نظرت اليه نظرة ذات معنى وسألته :( هل قلت هذا الترتيب الصحيح ؟)
إزداد سواد عينيه لتصبحا كقطعتي زجاج بركاني :( استطيع ان أضربك )
احتجت ببطء :( ارجوك لا تفعل .. فقد أتحطم)
ومع ذلك ضربها بلطف وقال مؤنباً بصوت أجش :( أيتها الحسناء الحلوة .. انا لا اهتم باى علاقة خارج اطار الزواج )
ومرر إصبعه على شفتها السفلى ثم تركها :( كوميراندى ..فهمت ؟)
سألت بشئ من الحزن :( كلمات .. ميغيل ؟ لا تهينني بإطلاقها من دون معنى )
-ولماذا اخاطر بزواجنا ؟
شئ ما فى داخلها مات بسبب نظرته الى اتحادهما
-بالضبط .. لماذا تخاطر ؟
-هانا .
التحذير الناعم كان واضحاً , لكنها اختارت ان تتجاهله .
-بالنسبة لكاميل , انت تمثل التحذي .
قال ميغيل بقسوة :( النساء من نوعية كاميل , معروف عنهن بأن لهن برنامجهن الخاص )
اشتعلت عينا هانا بنار لاهبة :( حسن جداً , بإمكانك اخذ برنامجها والرحيل ).
رفعت التسلية أطراف فمه , ولمعت عيناه بمرح :( هل وصلتما الى حد اشتقاق السيوف .. كوريدا ؟)
-اجل .
ضاقت عيناه قليلاً :( ليست من مستواك )
-ارجو ان يكون هذا مديحاً ؟
-من دون شك .
مال الى الامام وطبع قبلة على صدغيها :( اذهبي واستحمي )
أخذت هانا ثياباً داخلية نظيفة ومنشفة ودخلت الحمام , ثم خرجت بعد ربع ساعة لتكتشف ان ميغيل نزل الى الطابق الارضي .

gaviotta 11-05-10 11:43 AM

احداث مشوقة ...
بليز كمليها بسرعة

gaviotta 11-05-10 11:43 AM

احداث مشوقة ...
بليز كمليها بسرعة
شكرا

غرشوه 12-05-10 10:23 AM

روايه حلوه وننتظر التكمله

مانجة 12-05-10 11:03 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شكرا على المجهود الجميل دة واكيد طبعا دا ارهاق عليكى بس اتمنى انك تكلى باقى الرواية احنا عارفين انة مش بايدك انك تتاخرى فى الكتابة بس كل اللى نتمناة انك تكملهالنا باسرع وقت ولكى منا جميعا
جزيل الشكر
مانجة

رتوشه 12-05-10 05:03 PM

السلام عليكم
روايه روووووعه
كمليها تسلم ايدييييك
بلأنتظااااااااااااااار

the chandlier 17-05-10 09:42 PM

آسفة جداً على التأخير بس انا محكومة بظروف ودعواتكم معاى .
وشكراً للدعم ولكل الاعضاء الرائعيييييين.

the chandlier 17-05-10 09:43 PM

ارتدت بنطلون جينز وكنزة صوفية ولفت شعرها بعقدة على قمة رأسها , ثم انضمت الى زوجها فى غرفة الطعام.
كانت صوفيا قد اعدت وجبة طعلم رائعة .. وكان لجو المائدة تأثير مربح .
وببضع دقائق , أخلت الطاولة وملأت غسالة الصحون قبل ان تعود الى الطابق الأعلى لتغيير ثيابها .
اختارت هانا بذلة سهرة ذات بنطال , بلون الزفير المتألق .. وسرحت شعرها لتبقيه مسدلاً على كتفيها , واهتمت بزينتها قبل ان تضيف سترة من الحرير الصافي , بطول الركبة باللونين الاخضر والازرق .. ثم حملت حقيبة يد صغيرة مزينة بالخرز وأكملت بها زيها .
قال ميغيل :( فاتنة )
وابتسمت له بخجل :( غراتسياس أومير )
نظرت اليه تتفحص قامته الطويلة فلاحظت البذلة السوداء الرائعة , والقميص الابيض القطني , وربطة العنق السوداء ..
-ليس سيئاً .
والتوى فمها الشهي بأبتسامة خبيثة , قبل ان تضيف :
-اعتقد انك لائقاً .
-حقاً ؟
وراح يتأمل قسمات وجهها الرائعة التكوين , وبنيتها الصغيرة الحجم التى تنجح دائماً فى تحريك مشاعره .
-هل لنا ان نذهب ؟
وصلا قبل خمس عشرة دقيقة من بدء العرض . وسارا الى داخل البهو المكتظ بالناس مع دخول المدعوين الى القاعة .
كان للفيلم مقدمة غير عادية , مقدمة تسحر الالباب ,, غامضة توصل الى استنتاج مذهلاً .. أما التمثيل فمتفوق , أعلن ان الممثلين الثلاثة الرئيسيين قد يرشحون لنيل جوائز .
أمسك ميغيل يدها مع ظهور الاسماء فى نهاية العرض , وتسللا معاً فى الظلام قبل خروج المشاهدين .
-هل تشعرين برغبة فى الذهاب الى مكان ما لشرب القهوة ؟
كادت هانا ترفض , ثم غيرت رأيها :( ولم لا ؟)
سارا أمام مجموعة من الأبنية , ثم دخلا مبنى ذا قنطرة يعود ديكوره الى اواخر القرن التاسع عشر واختارا مقهى ضغيراً متخصصاً بالقهوة المستوردة والحلوى والكعك المصنع منزلياً .
لم يبد استعجاله .. وكان المكان ملائماً للأسترخاء .
طلبا القهوة , واختارا بعض الرقائق المخبوزة لتذوقها .
قال ميغيل وهو يحلى قهوته :( ابن عمي اليخاندرو وزوجته أيليس سيحضران الى هنا لقضاء نهاية الاسبوع .. سوف يحضران حفلة جمعية مرضى سرطان الدم الخيرية الراقصة وسيحلان علينا ضيوفاً مساء السبت )
ابتسمت هانا بحرارة . كانت قد التقت إيليس يضع مرات منذ زواجها , وهما يتبادلان التعاطف الودي .
-وكم سيبقيان ؟
-بضعة ايام فقط .. إيليس ستترك الصبيين مع المربية , وتطير شمالاً لتقضي بعض الوقت مع اصدقاء لها أثناء وجود اليخاندرو فى بيرث .
-وستذهب معه .
كان تصريحاً بالأمر الواقع وليس سؤالاً . ولمح ميغيل مشاعرها واضحة على ملامحها المعبرة :( يمكنك الانضمام الينا )
كادت هانا ان توافق , لكنها تذكرت ان سندي غير موجودة .. وتركها المحل فى عهدة شخص غريب , ليس خياراً جيداً .
منتدى ليلاس
قالت بلهجة آسفة :( سأحب ذلك .. لكننى لا استطيع )
وهزت كتفيها باستسلام :( كم سيطول غيابك ؟)
-يومان وربما ثلاثة .
ليلتان ستقضيهما بمفردها .. يمكنها زيارة ابويها , أو الاتصال ببعض الصديقات لتنظيم سهرة فى المسرح , أو حضور السينما , وربما الخروج للعشاء .. هناك العديد من الامكانيات لتشغل وقتها , الا انها ستشتاق اليه بجنون .
هل لديه فكرة كم يعنى لها ؟ بطريقة ما تشك فى هذا .. الافتنان والمحبة لا يساويان الحب .. والواجب بديل فارغ .
-المحل ..
-مهم بالنسبة إليك .
نظرت اليه مليا~ً , تتوسل اليه بصمت ان يفهم .
-لقد اتفقنا ..
-اعرف
-هذا هو الشئ الوحيد الذى اقوم به وحدي .
-انا لا اشك فى قدراتك على تحقيق النجاح بمجهودك الخاص .
-لا .. لكنك تريدنى ان اختار .
رفع حاجبيه متسائلاً :( وهل تتخلين عن الحياة الاجتماعية لصالح المحل ؟ هذا ليس اسلوبك هانا )
-وماذا تقترح ؟
-رقى سندي , ارفعيها الى الادارة . استخدمى بائعتين تستطيعان العمل مكانك .
-وبهذا اكون قادرة على السفر معك على وجه السرعة ؟
-افضل ان تكونى معى على ان اتركك فى البيت
هل هذا استسلام ؟ هل هة اعتراف من نوع ما ؟
قالت :( سأفكر بالأمر ملياً )
ورأت ابتسامته اللامعة.
-افعلى هذا اماندا .
وارتشف ما تبقى من قهوته قبل ان يتابع :( هل لنا ان نغادر الآن ؟)
كان الوقت متأخراً حين اوقف ميغيل السيارة فى المرآب .. ومع دخولهما الى غرفة النوم , خلعت هانا ملابسها , ونظفت مساحيق الزينة عن وجهها , ثم اندست بين الاغطية القطنية الباردة.
وبعد دقائق غطت فى النوم منجرفة الى اللاوعي حيث هاجمت الاحلام عقلها الباطني حتى ساعات الصباح الاولى , حين اعادتها اصابع خفيفة على ظهرها , الى اليقظة ببطء شديد .
قوست هانا جسمها تتمطى كالقطة , ثم استدارت نحو الرجل الذى يحاول إثارة أحاسيسها .
مررت يدها تداعب صدره , وسمعت تنفسه .
وبآهة خشنة أطبقيديه على خصرها وادارها لتواجهه .
سألها ممازحاً :( وهل تريدين هذا حقاً ؟)
وضحك ضحكة منخفضة خشنة , لنفيها .
فيما بعد ناما مرهقين , اللى ان ارسل الفجر اصابعه الفضية عبر الظلمة المستحبة , ليرسم بسرعة الواناً ناعمة على الارض والبحر . بعدئذ , أرسلت الشمس وهجها الذهبي , لتعطي البديل عن الظلال وتعلن بداية يوم جديد .
استفاقت هانا وهى تشعر بالراحة , فنزلت عن الرسر , زتزجهت الى الحمام .
بدا لها ميغيل اكثر حيوية من ان يرتاح بالها , وراحت تراقب ابتسامته اللامعة وهو يتأملها .
بحركة آلية , لفت شعرها الطويل فوق رأسها وثبتته بدبوس من طبق قريب على شكل صدفة .
هذه طريقة عظيمة لبدء اليوم .. ها قد نعمت بالأمان بين ذراعي الحبيب . الآن , استسلمت لترف الاسترخاء فى المغطس لإبعاد التوتر عن عضلاتها المتعبة .
أرادت ان تسند رأسها الى الوراء , وان تغمض عينيها .. وتبقى هنا لساعات .. بعدها تستمتع بالفطور , فريز طازج , يتبعه البيض واللحم الطري وفنجتنين من القهوة الحلوة , ثم العودة الى الفراش لتنام تحت الأغطية الى ان ترتفع الشمس الى قبة السماء .
لكن لسوء الحظ .. هذا ليس اليوم الملائم , ولن تبدأ نهاية الاسبوع قبل الغد .. والمحل ينتظر , وكذلك البائعة البديلة .. ثم هناك كاميل .
فتخت عينيها ببطء .
فسألها ميغيل :( الى اين ذهبت ؟)
فابتسمت له :( قد لا تريد ان تعرف )
-لو قلت لي .. استطيع ..
-أن تحرك عصاك السحرية ؟
-أقوم ببعض الاتصالت .. أشد سلكاً او اثنين .
-آه .. أصدق انك قد تفعل .. لكن الامر ليس بهذه البساطة .. إضافة الى ان هذا الامر يعود لي كوريدو .
مدت يدها لتأخذ منشفة , ثم خرجت من المغطس .
لم يكن الوقت متأخراً كما ظنت , واكتشفت هذا وهى ترتدي ثوباً متقن التقصيل اختارته للعمل .
كان هناك ما يكفى من الوقت لتناول فطور متأن قبل ان تمسك حقيبة اوراقها وتلحق بميغيل الى المرآب .
ارتفع الباب الآلي .. وبنفس الوقت فتح كل منهما باب سيارته واندس خلف المقود مشغلاً المحرك , ومع إشارة ميغيل خرجت هانا قبله .
فى نهاية الشارع رفعت يدها ملوحة له , وهى تنظر فى المرآة فى الخلفية وتستدير بالاتجاه المعاكس .
وصلت البائعة البديلة متأخرة , ورغم ان اوراق التوصية الخاصة بها بدت مرضية , الا انها كانت تتناسب اكثر مع قسم المراهقات فى مخزن عام من ان تهتم بزبونات محددات يطلبن أزياء لمشاهير المصممين , حصرية وغالية الثمن .
بذلت هانا جهدها لإعطاء دروس سريعة عن ازياء النساء الفاخرة . لكن , بعد تصادم مع زبونة كاد يؤدي الى كارثة , أوكلت شانتيل بمهمات وضيعة , وجعلتها تحضر لها الغداء .
وبحلول منتصف الظهر , كانت خانا تعاني من صداع متوتر .
زقررت شانتيل التوقف عن العمل وهذا يعني مكالمة أخرى الى وكالة التوظيف , لطلب حاجات محددة . ومن ثم مكالمة يائسة الى رينيه التى وافقت بملء إرادتها على سد الفراغ لبضع ساعات فى اليوم التالي .
مرت لحظات قصيرة , فكرت هانا فيها جدياً بإقتراح ميغيل لترقية سندي . وقررت متجهمة , ان عليها اولاً ان تختبرها خلال الاسبوع القادم , أو الاسبوعين .


:) نهــاية الفصــل الرابــع :)

gaviotta 17-05-10 11:49 PM

شكرا حبيبتي
وكان الله في عونك

غرشوه 18-05-10 11:48 AM

الله يكون فعونج

يعطيج العافيه الغلا لا خلا ولاعدم

لمسة حب 18-05-10 07:02 PM

الرواية مبينة كتير حلوة من الملخص بس رح انتظرك لتنزليها كلها على نار شكرا شكرا شكرا

حبيبي الوحيد 27-05-10 06:17 PM

[COLOR="DarkR
v[hx ;lgd hgv,hdm ,la;,vm ugd juf; ,jsgl hghkhlh
ed"][/COLOR] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبي الوحيد 27-05-10 06:18 PM

jsgl hd]; fhdk hkih pg,m lvm

حبيبي الوحيد 27-05-10 06:18 PM

تسلم ايدك باين انها حلوة مرة

حجر فيروزي 30-05-10 11:32 AM

منتظرين التكملة ع احر من الجمر

the chandlier 31-05-10 06:42 AM

سوري للتأخيييير والله متأسفة جداً بس مشغولة بالترجمة ارجو انكم تعذروني

:)

the chandlier 31-05-10 06:45 AM

بين رجلين-5
اختارت هانا للحفل ثوباً طويلاً من الحرير الأزرق يناسب قامتها النحيلة ، ذا ياقة مرتفعة حتى العنق ، وطيات ناعمة تصل الي الركبتين . أما الحذاء فأزرق بكعب دقيق ، وزحملت حقيبة يد مزينة بالحلي أكملت بها هندامها .
كما تزينت بغقد من الماس ، معلق بسلسة ذهبية رفيعة ، وقرط يماثله من سوار ألماسي في معصمها .
ومع مقدار قليل من التبرج ركزت على عينيها ، مع لون وردي خفيف لون شفتيها . وراجعت شعرها الي الوراء رفعته ( بشينيون) ناعم متقن .
كان اتلحدث الخيري الهام يدين بنجاحه السي لجنة ناشطة ، واسعة الخيال ، قامت بتحضير لائحة دعت فيها نخبة من مجتمع المدينة ... موقع فخم ، وطعام وشراب رائعين ، وتسلية على أرفع المستويات .
كان هذا الحدث ، في نهاية السنة ، من ارقي المناسبات الخيرية والأموال المجموعة منه تذهب الي جمعية مرضي سرطان الدم .
بدا ميغيل متألقاً في بذلته السوداء الرسمية ، وقميصه الأبيض وربطة عنقه . التفصيل الرائع أبرز كتفيه العريضين ، وجسمه الرجولي الطويل كان يعكس صورة رجولية قوية ،هي مزيج من الإثارة والقسوة التي لا ترحم ، يضاف اليها نغمة لا تقاوم منالسلطة ، تجعل تأثيره مهلكاً.
-مستعدة ؟
منتدى ليلاس
قابلته هانا بابتسامة متلالئة : ( الي المعركة ؟ ).
ضحكته الخشنة تسببت لها برعشة رائعة سرت على طول ظهرها : ( هل هذا رأيك بالمناسبة الإجتماعية الليلة ؟).
حركت انفها ، وقالت بمرح : ( ستكون مناسبة مذهلة ... مع اللاعبين المعتادين).
واضافت في سرها : بمن فيهم كاميثل . وراحت تدعو السماء بحرقة ألا تكون أميرة المجتمع من بين الضيةف ، هذا ما فكرت فيه بعد ساعة وهي تجلس على مقعد محجوز لها ، وتري اسم كاميل مدون على بطاقة وضعت على مقعد بجانب مقعد ميغيل .
الللعنة ... هل يمكنها ان تنقل البطاقة خلسة ؟ ولازمتها الفكرة فعملت على تنفيذها بسرعة حيث استبدلت بطاقة المقعد مع ضيف يجلس قبالتهما .
كان اليخاندرو و ايليس إضافة مرحب بها . وكل من رأي ميغيل واليخاندرو معاً لاحظ فوراً صلة القرابة بينهما ، إذ كانا بطول واحد ، ويمتلكان عرض الأكتاف ذاته ، البنية الجسدية المتناسقة والحركة الرشيقة نفسهما ، حتى قسمات وجهيهما تحملان شبهاً واضحاً ، من الملامح المنحوتة ، الي العيون السوداء الثاقبة ... وذلك الفم الحساس الجميل .
والدهما اخوان ، وتركا بلهما سعياً الي الثروة في بلاد أخري ، ونجحا وتزوجا ، وانجب كل منهما ابناً .
يسكن اليخاندرو في سيدني مع زوجته ايليس وولداهما الصغيران ... اما اسم عائلة ((سانتاناس )) فمعروف ومحترم في دوائر الأعمال ... ويشارك كل من اليخاندرو وميغيل معاً في بعض المشاريع المالية .
عانقت هانا ايليس بحرارة : ( رائع ان اراك ، متى وصلتهما ؟ ).
-منتصف النهار ولم يستخدم اليخاندرو الهاتف الخلوي سوى مرة واحدة ولم يفتحه بعد ذلك .
ومنحتها ابتسامة لا تقاوم ثم اضافت : ( وانا لم اتصل بالمربية سوي مرتين ) .
لمعت عينا هانا بمرح : ( وهل هذه المرة الأولي التي تتركينهما في المنزل ؟ ).
-بل المرة الثانية ... ولا اجد الأمر سهلاً .
قال اليخاندرو متشدقاً وهو يميل الي الأمام ليقبل خد هانا :
-لديها حاجة ملحة للسؤال عن احوالهما .
-طبعاً .
ارسلت ايليس الي زوجها نظرة طويلة من النوع الذي يجعل اعصابهانا تقشعر حسداً .
اشارت هانا بيدها : ( سنجلس معاً ) .
وراقبت ايليس تجلس على كرسي ثم تربت على الكرسي بجانبها : ( اجلسي بجانبي ... لدينا اشياء كثيرة نتكلم عنها ).
في المكان موسيقي هادئة ، وقد جلس معظم الضيوف . ولم يعد هناك سوي مقعدين فارغين وهي ترتدي ثوباً احمر قاتم يغطي جسمها المتناسق ، وكانه جلد ثان لها .
تحولت نظرة هانا الي شريك كاميل ، وجمدت ثوان غير مصدقة وقع الصدمة قبل ان تغطي تعابير وجهها بقناع هادئ .
لوك دوبوا .
ياللسماء ... مرت ثلاث سنوات منذ رأته آخر مرة .
يومها ، كان خليعاً فاسقاً يعتاش على حساب النساء الثريات ... شابات او غير شابات ، هذا ما لم يكم يزعجه ... مصور فتوغرافي محترف كان يستخدم مهارته لفتح لأبواب امامه في عالم الأثرياء والمشهورين .
كان يجب ان تعرف ، فلثلاثة اشهر في باريس ، مارس سحره الكبير عليها . . . دعاها للعشاء ، وراقصها .
منتدى ليلاس
وراقبت هنانا كامبل وقد بدأت تشق طريقها نحوهم وهي تجر لوك وراءها . واجبرت نفسها على ان تحافظ على ابتسامة مهذبة وهما يقتربان .
هل لاحظ ميغيل دخولهما . هل عرف لوك ؟
واقشعر ظهرها ارتباكا لمجرد التفكير بردة فعله حين يعرف .
إلا انها تشك في ان يكون الرجلان قد التقيا من قبل . . . وارتفعت رغبة في الضحك هستيرية ، ثم ماتت في حنجرتها .
ياللسماء . . كامبل ولوك يجلسان الي طاولتهما ؟ يا لظلم القدر ؟
شعرت هانا بالحظة التي شاهدهما فيها ميغيل . . ولم تستطع سوي التساؤل عما إذا كان احدا آخر قد لاحظ ردة فعلها على ظهورهما وكأنها حيوان غابة احس بالعدو وينتظر هجومه .
بدت كاميل مثل قطة ارستقراطية تسللت لتوها لتلتهم الكافيار والكريما .
-ميغيل . . هانا .
نظرة واحدة الي تعابير وجه كاميل اللطيفة ، كانت كافية لمعرفة ان دعوة لوك متعمدة .
وظنت هانا ان وجهها سيتشقق اثر جهدها لأبقاء البسمة مثبتة على شفتيها وهي تحيي المرأة الفرنسية : ( كاميل ).
لا يحتاج الامر الي عبقري للوصول الي استنتاج صريح . . فحتى الشخص الذي لا بشك بشئ يمكن ان يرتاب بنية كاميل لافتعال الشر .

شاذن 01-06-10 08:02 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ;)

gaviotta 02-06-10 03:53 PM

يسلمو حبيبتي بس عتبي عليك بعد الانتظار الطويل
تتوقفي في هاللحظة الحاسمة !!!!!!!!!
في الانتظار لنرى رد فعل ميغيل
شكراااااااااااااااا

shery2 03-06-10 02:50 PM

الرواية روعةارجوكى كمليها بسرعة
تسلم ايديكة ياجميل

Hanna300 03-06-10 09:47 PM

يعطيك ألف عافية أتمنى إنك تكمليها بأسرع وشكراً. موفقة بإذن الله ...:D لك مني أجمل تحية .

the chandlier 17-06-10 08:44 AM


فظهور لوك هنا يؤكد ببساطة ان كاميل ليست جادة فقط فى ملاحقتها لميغيل بل انها لن تتوقف عند شيء لتحقيق هدفها.
إذن ... هى الحرب . حسن جداً .. يمكنها حماية نفسها جيداً .. لديها سنوات من الخبرة فى التعامل مع هذه الحماية , ولو ظنت كاميل ان ايقاع ميغيل فى الشرلاك سيكون سهلاً .. فأمامها فترة تفكير أخري قادمة !
قالت كاميل بصوت يشبة هرير القطة , وهي تجلس على مقعدها : " تعرفان بعضكما .. طبعاً ".
واختارت هانا استراتيجية المواجهة , فقالت :" لقد تكلمت الصحافة كثيراً عن القصة يومها ".
ونظرت الى لوك , تريد ان تحرقه حتي يذوب فى مكانه .
-أرجو ان يكونوا قد دفعوا لك ثمناً جيداً .
-مبلغ محترم .
وكان بإمكان ابتسامته أن تذيب قلوب مئات النساء .
لكن ليس قلبها .
-دعني أقدم لك زوجي .. ميغيل سانتاناس .
كان ميغيل مهذباً بشكل لا يصدق .. كل من يعرفه يمكن ان يشحب لونه للنعومة الثلجية الظاهرة فى صوته .
منتدى ليلاس
لكن لوك , بدا غافلاً عن هذا .
بدأ السقاة بتقديم المرطبات والعصير , وافتتحت الحفلة بخطبة تعريفية قدمتها رئيسة الجمعية الخيرية , تبعها مذيع قدم عروضات التسيلة للأميسة .
تنظيم الحفلة كان رائعاً مع دخول عارضات الأزياء على وقع الموسيقي بينما السقاة يقدمون طبق البداية لوجبة المساء .
نظرت هانا الى طعام البحر الموضوع بفن وسط سلطة خضراء , فأكلت القليل منه , بعد أن فقدت قابليتها للأكل لوجود ليس عدواً واحداً فقط بل عدوين , الى جوارها .
كان يمكن لها ان تتخلي عن أي شيء لتخرج من الحفلة , وتستقل سيارة أجرة تعود بها الى المنزل . إلا أن هذا يعتبر هروباً , وكرامتها تمنع مثل هذا الخيار .
تظاهري .. حثها صوت صغير , تصرفي وكأن لا هم لديك فى كل الدنيا .
طلب ميغيل العصير , واشار الى الساقي ان يملأ لها كأسها , ونظرت هانا اليه متسألة والتقطت ابتسامة خفيفة تلوي أطراف فمه , واللمعان الثابت فى عينيه وهو يرفع كأسها بكأسه بتحيه صامته لها .
كان بالطبع , يعرف من هو لوك دوبوا والدور الذي لعبه فى حياتها .
سألت هانا بهدوء وهى تلامس كأسها بكأسه , وهى ترفع حاجبيها متسألة :" لماذا التحية ؟ للتشجيع ؟"
-وهل تحتاجين للتشجيع ؟
هزت رأسها قليلاً , ايجاباً وقالت بشيء من السخرية :" ستكون هذه الأمسية كالجحيم "
-هل تريدين المغادرة؟
اتسعت عيناها .. وهل سيفعل هذا من اجلها ؟
-لا .
كان صوتها ثابتاً , لكن ضربات قلبها تسارعت .
أنهت العارضات دورهن , وأعلن المذيع عن ممثل هزلي معروف , قدم بضع نوادر فيما جيش من السقاة يزيل الأطباق , ويهتم بتلبية طلبات الضيوف من الشراب .
قدم مغنيان وصلتين .. ثم عادت العارضات بعدئذ الى المنصة لعرض شامل لملابس السهرة .
بينما كان الطبق الرئيسي يقدم , اختارت كاميل ان تشغل اهتمام ميغيل بغنج عابث جعل هانا تصر أسنانها بغيظ .
قالت ايليس همساً :" هل يفوتني شيء ما هنا ؟ أم ان كاميل الجميلة تعبث مع ميغيل ؟".
تمتمت هانا :" هذا إذا استجاب .. إنه كاللحم الميت ".
-وهل لوك هو ستار للتغطية أم ذخيرة ؟
-كلاهما كما اتصور .
لانت قسمات ايليس تعاطفاً :" عليك السير بحذر ".
إنه وقت مناسب لزيارة غرفة الزينة , فاعتذرت , وتركت كرسيها .
بإمكان ميغيل أن ينشغل بحديث مهذب مع كاميل لو اراد , لكنها ليست مضطرة لان تبقي وتراقب كاميل تمثل دورها .
وقفت ايليس :" سأذهب معك ".
شقتا طريقهما معاً نحو أحد المخارج . وتوقفت هانا تحيي بعض الاصدقاء وهى تمر فى القاعة .. وقضت وقتاً غير ضروري لإصلاح زينتها .
انضمت ايليس اليها , وضغطت يدها على خصرها , ثم تأوهت , زعادت الى الاختفاء فى احد الحمامات , لتعود وتبرز من جديد وهى شاحبة ومرهقة .
قالت هانا وقد ابتسمت سريعاً :" أنت حامل؟ ".
ابتسمت ايليس ابتسامة شاحبة :" بعد صبيين , يجب ان تكون هذه المرة بنتاً , انها تؤكد على شخصيتها بطريقة لم يقم بها اي من الصبيين ".
قالت هانا بإبتسامة خبيثة :" آه .. أعتقد أن اليخاندرو يعرف ؟".
-يجد الامر مسلياً بشكل لا يصدق .
-طبعاً .. سوف يفتتن بها لحظة ولادتها , ويكون تحت أمرها خلال دقائق .
تبللت عينا ايليس :" انه أب رائع ".
-هل انت بخير ؟
-أجل .. انا اتقيأ بصورة منتظمة وسط الفطور ووسط العشاء .
فتحت حقيبة السهرة وأخرجت منها معجوناً وفرشاة اسنان :" قبل هذا وبعده .. انا على ما يرام".
منتدى ليلاس
بعد دقائق , وبعد أن اصلحتا زينتهما , تحركتا نحو الباب , لتريا اليخاندرو يقف فى الردهة الخارجية المجاورة .
وتنفست هانا بصمت .. يا ألهي , ان ايليس اثمن ممتلكاته , يبدو هذا جلياً من طريقة نظرته اليها , ومن ذراعه الحامية التي احاطت خصرها فوراً .. لغة جسد قوية ومثيرة .
لابد ان مشاركة مثل هذه المشاعر أمر رائع , أن يجد المرء نصفه الآخر ويختبر وجوداً تاماً ومكتملاً . وعادا معاً الى الطاولة , فنظر ميغيل ال هانا نظرة ذات معني وهى تعود الى مقعدها .. زكانت مستعدة ان تقسم انها لمحت لمعان تسلية فى نظراته , وهى تمد يدها لتأخذ كأس العصير .
-لقد بردت وجبة طعامك .
زأشار الى احد السقاة وطلب طبقاً آخلا لها .. فتم ذلك بسرعة.
-لست جائعة حقاً .
قال ميغيل بنعومة :" وان يكن .. ستأكلين شيئاً".
ورأى عينيها تتسعان وهو يرفع يده ليلامس طرف خدها بأصبعه , فسألته :" ماذا تفعل ؟".
شكل فمه زاوية مثيرة :" هذا يسمى طمأنينة ".
-واجب الزوج الملاطف ..هه ؟
-شيء من هذا القبيل .
-لمصلحة كاميل ؟
-بل لمصلحتك .
أوه .. إنه يتصرف بشكل ممتاز الى درجة تجعل اي انسان يراقبهما لا يشك لحظة فى صدق مشاعره . وكان يمكنها سماع التعليقات الهامسة : خمسة عشر شهر زواج .. وانظروا اليهما .
ابتسمت ابتسامة مشرقة :" احذر كويردو .. انت على وشك الوصول الى مرحلة المبالغة ".
لامس شفتيه بإصبعه :" أتعتقدين هذا ؟"

L20 17-06-10 04:44 PM

يعطيكي العافية ياريت تكملينها بسرعة انا قريتها في منتدى احلام بس الصفحات الأخيرة ما طلعلت عشان جذي احنا معتمدين عليج و مشكورة ماقصرتي:55::55:

the chandlier 18-06-10 07:11 AM


خفتت الانوار , وسلط الضوء على المذيع , ليعلن منظمو الحفلة الخيرية المبلغ الذي جمع من الحفلة اللليلة . . . ونبهوا الضيوف الي موعد الاحتفال التالي ، واشاروا الي عودة الممثل الهزلي .
بطريقة ما ابدات كاميل المقاعد لتجلس الي جانب ميغيل . . واضطرت هانا الي استجماع قوة ارادتها بينما تاعنها في سرها .
حركت هانا الطعام المزين في طبقها ، وتناولت شيئا منه بشوكتها ثم دفعت الطبق جانبا .
استغلت كاميل كل الفرص لتجذب انتباه ميغيل من تمرير اظافرها المطلية بالاحمر على كم سترته ، ولمسها ليده ، وابتسامة تعكس براعتها في مجال الإغواء .
ظهرت العارضات للعرض النهائي بينما كانت الحلوى تقدم . . ثم جاء السقاة بالقهوة في حين راح ثنائي غنائي ينهي حفل المساء .
وتعالت الموسيقي مع تاثيرات ضوئية خاصة . . فانطلقت بهذا اول مجموعة من عدة اسطوانات في موسيقي خلفية مع اصوات مسجلة تشجع المترددين على الرقص .
هذا هو وقت اختلاط الضيوف ، التنقل بين الطاولات ، والاجتماعيات بين اصدقاء موجودين .
اعلن اليخاندرو وايليس بنيتهما المغادرة . ووعد ايليس بسرعة : ( غدا سنتكلم . لقد نظم الرجال رحلة بحرية وغداءاً في الهواء الطلق ).
وهما يغادران ، تقدم من طاولتهما احد المعارف ليكلم ميغيل ، وتسللت كاميل عبر الجمع متجهة الي مخرج القاعة . . اعتذر ميغيل ثم تحرك بضع خطوات مبتعدا ، وفي بضع ثوان احست هانا ان شخصا ما احتل مقعد ميغيل : ( كيف حالك هانا ؟).
كان الصوت الرجولي مالوفا . . واستدارت ببطء لتواجه الرجل .
ردت ببرود : ( لوك . صدقني ، لا ضرورة لهذه المجاملات ، ليس لدي شيء اقوله لك ).
قال لوك ساخرا : ( باردة جدا . . لا زلت اميرة الثلج ، كما اري ).
-هل تتوقع ان اصدق بان وجودك هنا محض مصادفة ؟
هز راسه ساخرا : ( يمكن ان نتسمتع بحديث . . ثلاث سنوات هانا . دينا ما فاتنا لنقوله ).
-لا . . ليس لدينا شيء .
صوب ابتسامة لتذيب قلبها وقال : ( لماذا عزيزتي ؟ لطالما كان الامر جيدا بيننا دائما ).
احست بالغضب يشتعل داخلها ، وردت ببرود : ( غريب . . ذكرياتنا لا تتطابق ).
ورمقته بنظرة مثلجة ثم اضافت : ( لذا ، دعنا نتوقف عن التظاهر . . هل هذا ممكن ؟).
فتح يديه بايماءة معبرة : ( ومن يتظاهر ؟ كنت مولعا بك ).
منتدى ليلاس
-كلمات . . لنفترض انك ستقول لي لماذا انت هنا بالضبط ؟
-في هذا الحفل ؟
- اوه . . بحق السماء، توقف عن التلاعب ، تعرف جيدا ما اعني .
- وهل انت مستعدة لسماع الوقائع . . عزيزتي ؟
مستعدة كما يجب ان اكون دوما! ولم تجب أ بل نظرت اليه نظرة عاصفة ، تقول الكثير .
تنهد : ( سيكلفك هذا ).
-لا . . لن يكلفني شيئا . انت مدين لي بعيشك حياة رغيدة علىحساب كرمي الغبي .
ابتسم ساخرا : ( متى اصبحت ساخرة هكذا ؟)
-منذ ثلاث سنوات .
-حسن جدا . . هذه المعلومة على حسابي من اجل الايام الماضية . ردت بصوت بارد كجبل جليدي : ( شكرا ).
-كاميل ارسلت بطلبي . . ودفعت اجرة السفر ، وتدفع ثمن اقامتي .
رفعت حاجبها : ( وانت تنوي الللعب على الحبلين ؟ ).
هز كتفيه من دون اكتراث : ( هذا كلامك ، وليس كلامي ).
نظرت هانا اليه بدقة ، ورأت القسمات الوسيمة والللمعان الخليع الواضح في تعابيره . وتساءلت كيف بحق السماء امكنها ان تترنح تحت سحره . . ابتسامته الكهربائية لم تعد لها تاثير اطلاقا .
-اذهب واصنع لنفسك حياة ، لوك .
رد بهدوء : ( كلمة تحذير حبيبتي . . كاميل تريد تنفيذ مهمة ).
-وكانني لا اعرف ؟
-ارقصي معي . . فقد تقنعيني بقول المزيد .
انه غير معقول !
-لا . . حتى ولو ان حياتي تعتمد على ما ستقول !
ارتفع حاجبه بسخرية : ( ربما انت على حق ).
ونظر نحو ميغيل : ( لا يبدو ميغيل سانتاناس رجلا من النوع الذي يمكن ان يشارك بارادته).
لا . . هانا توافق على هذا ! وكتمت رجفة خفيفة , , فتملك ميغيل لا يتجزأ .
وقال : ( ربما نشرب معا فنجان قهوة في مكان ما ونتكلم عن الاوقات القديمة).
إنه عديم الاحساس , وماقاله يثير الضحك .
-لا يمكن ان تكون جاداً .
-بلي .. انا جاد .
واجهته بقوة وبعينين ثابتتين :" حين تقدم تقريرك لكاميل , قل لها إنها لن تجد لنفسها فرصة بمقدار قطرة ثلج فى الجحيم ".
ووقفت , كانت بحلجة الى تغيير المشهد , ولو لبضع دقائق .
استدارت بعيداً عن الطاولة لتري ميغيل يقف على مسافة اقدام . كان يبدو مسترخياً تماماً , وقسماته الرجولية القوية تعكس الاهتمام وهو يصغي الى ما يقوله زميله .
نظرة واحدة الى وجهه كانت كافية لتعرف هانا انه لم يفته شيء . كان فيهما سواد ظاهر , وغضب مكبوت , يكاد ان يكون مخيفاً .
فتقدمت نحوه , وعندما وصلت الى جانبه وقفت مسمرة وهو يقدمها الى زميله بعد ان امسك يدها وشبك اصابعه بأصابعها .
دعم ؟ حماية ؟ تساءلت . أم انه يثبت حقه بها ؟ فعل صريح ؟
اعتذر الزميل وعاد الى طاولة قريبة .
وسألها ميغيل :" هل نغادر ؟".
ابتسمت له هانا ابتسلمة مذهلة , ثم رفعت يدها تمرر أصابعها على فكه :" وتفسد تسلية كاميل ؟".
رفع يدها وطبع قبلة على كفها , وهو يلحظ الطريقة التى اسودت فيها عيناها واتسعتا , وارتجفت شفتها قليلاً . ولوهلة متناهية فى الصغر بدت ضعيفة حقاً .
قال ميغيل بلطف :" تبدين كقطعة زجاج توشك ان تتحطم .. الى البيت , كما اعتقد ".
ارتفع ذقنها قليلاً , واستجمعت ابتسامة واهنة :" انا فى الواقع بخير , كما ان هناك موسيقي ويجب ان نرقص ".
ورقصا قليلاً وهما يتحركان وفق الايقاع السريع , ثم تغيرت الموسيقي الى وقع بطيء , فضمها ميغيل بين ذراعيه , وأبقاها قريبة منه .
إنها الجنة .. تستطيع تقريباً ان تنسي اين هما , الوقت , والمكان , وكل شيء ما عدا الرجل والمشاعر التى يثيرها فيها .
أحست بشفتيه تلمسان قمة رأسها , ثم تطيلان البقاء على صدغها .. وخرج من حلقها صوت متأوه لشدة تأثرها .
إنهما ملائمان لبعضهما تماماً .. ومن هذا القرب استطاعت ان تشعر بقوة عضلاته .
قالت :" اعتقد أننا يجب أن نعود الى البيت ".
ضحكته المنخفضة لامست احاسيسها , وانطلقت الحرارة فى داخلها , تدفئ جسمها الى حد اعمى .
-هل انت بحاجة لأن تعودي الى الطاولة ؟
هزت رأسها نفياً .. وسارا معاً نحو المخرج وهما يتوقفان بين حين واخر ليكلما احد المعارف .. وكانا على وشك المرور عبر الباب الكبير المزدوج حين التقيا وجهاً لوجه بكاميل :" هل انتما مغادران ؟".
ابتسمت هانا بأدب :" كلانا لديه بداية مبكرة غداً ".
سألت كاميل بتعبير لطيف متعمد :" متعبة حبيبتي ؟ لابد ان ميغيل يجد النقص فى النشاط عندك .. ".
وصمتت للحظة ثم تابعت :" .. مزعجاً قليلاً ".
قالت هانا بحلاوة :" ربما كلمة متعبة تعبير مهذب ".
وكتمت أنفاسها لرؤية الكره الصرف فى عيني كاميل قبل ان تخفيه بسرعة
-ليلة سعيدة .. كاميل .
لم يكن امام السمراء المذهلة الجمال سوى ان تتراجع برشاقة .. على اي حال , كان هناك الوعد .. لا بل تهديد , بأن هذا ليس سوى بداية حملة كاميل .
وبينما كان ميغيل يتجه بالسيارة نحو شوارع المدينة , التزمت الصمت وهي غارقة فى لجة من الافكار التأملية .
كانت الصحافة قد اسهبت فى تكهناتها أثناء خطبتها لميغيل .. والعناوين فوق صور عرسهما أعطت الانطباع بأن الاتحاد مدبر , مما أثار الحدس العام , واضاف الوقود الى مقالات الشائعات الاجتماعية .
على اي حال , اكثر من سنة على الدرب جعلت التخمينات تخف .. زاستقرا بسهولة فى الزواج , والعمل والالتزامات الاجتماعية .
-انت هادئة .
نظرت هانا الى ميغيل ولم تستطع قراءة الكثير من تعابيره فى عتمة السيارة .
قالت بسخرية :" كم انت دقيق الملاحظة ".
-هل تزعجك كاميل ؟
-وذكي كذلك .
انتظر لحظة ثم سأل :" ولوك ؟".
ليس ضرورياً أن تفكر :" هذا تاريخ قديم ".
-لم يبد كذلك من حيث كنت اقف .
جذبت نفساً عميقاً , ثم زفرته ببطء , وردت بضحكة غير مرحة :" كان يجب ان تقف فى مكان اقرب .. لكنت عندها سمعتني وانا اقول له ان عليه ان يعيش حياة لائقة به ويبقي بعيداً عن حياتي ".
-هل كان هذا محتوى حديثكما ؟
كانا قد وصلا شارع "توراك" واستدارا الى شارع سكني فخم .
فقالت معترفة له :" أوه .. هناك تفصيل واحد اخر ".
استدار مرة اخرى وابطأ سيره قبل الوصول الى البوابة الضخمة التى تحرس المدخل المؤدي الى منزلهما .
-كشف لي ان كاميل تضعك امام عينيها بثبات , وانها ستذهب الى اي مدى لتحصل عليك .
راقبته وهو يشغل التحكم عن بعد ليفتح البابين , وقاد السيارة الى الامام فى الطريق الداخلية العريضة . وارتفع باب المرآب آلياً بلمسة من جهاز تحكم آخر, ثم اقفل بعد ثوان حين اطفأميغيل المحرك .
خرجت هانا من السيارة , وسارت نحو البابالموصل الى داخل المنزل . وانتظرت ليهتم ميغيل بالقفل , ثم تحركت الى البهو .
قال بسخرية متعمدة :" حقاً ؟".
وتوقف عند اسفل السلم الجميل وتأملها متفحصاً :" وهل دوره دور الشريك فى مشروعها الشيطاني ؟".
-أجل .
حذرها بنعومة :" كوني حذرة كوبريدا . لقد جرحك يوماً ولن اسمح له ان يجرحك مرة أخرى ".
وجاهدت للتغلب على مزيج معقد من المشاعر :" انت .. لن تسمح ؟ لا داعي للعب دور الزوج الغيور !".
-أفضل كلمة الحامي .
بم يتحرك , لكن , كان إنطباعها أن جسده تصلب , فغزا الارتباك بشرتها .
-لوك ..
قاطعها بصوت هادئ وخطير :" .. كان يحتل جزءاً من حياتك قبل ارتباطك بي ".
تماماً مثلما احتلت نساء عده جزءاً من حياته دون شك .. واستقر احساس بالفرغ فى اعماق نفسهل , متجهاً نحو قلبها . يا للسماء .. مجرد التفكير بمن هن وكم عددهن يجعلها تشعر بالضيق .
حافظت هانا على نظرته لثوان عديدة , ثم مرت به وتحركت بسرعة تصعد السلم .
واستقر الاحساس بالفراغ فى قلبها وهى تقطع الرواق نحو غرفة النوم . فى الداخل بدأت تخلع قرطيها الماسيين , ثم مدت يدها الى قفل العقد .
دخل ميغيل الغرفة , وخلع سترته , وفك رباط حذائه , وتخلص من جواربه .. زربطه عنقه , ثم تخلص من القميص .
اللعنة .. ماذا حصل لقفل العقد ؟ ولعنته من بين انفاسها , ملحقة هذا بلعنة اخرى مع تقدم ميغيل الى جانبها .
-قفي جامدة .
كانت تشعر بوجوده بشكا لا يصدق .. الهالة البدائية تآلفت مع رائحة بشؤته النفاذة ودفء جسمه المثير , كان هناك جزء منها يريد ان يتغلغل فيه , ودت أن ترفع وجهها ليقبلها .. بينما جزء آخر اراد ان يضرب صدره بقبضتيها .
الا يعرف كم تشعر بأنها ضعيف ؟ كم تشكل كاميل خطراً عليها ؟ اما لوك .. فلا تستطيع ان تثق به ابداً .قال : ( يا الهي . . ).
واسودت عيناه ، وتحركت عضلة على اطراف فكه .
-اتظنينني غير قادر على رؤية كاميل على حقيقتها ؟ ثقي بشيءواحد من ذكائي يا عزيزتي .
فردت : ( انها تسعي الي جسدك . . لا الي ذكائك ).
سأل بنعومة باردة : ( وهل تتصورين انني قد انزلق بسهولة الي فراش امرأة اخرى ؟ ).
ولم تستطع سوى النظر اليه . . وراسها ملىء بالصور التى تطاردها والتى تكاد تدفعها الي حافة الجنون .
منتدى ليلاس
اخيرا تمكنت من ان تقول بهدوء : ( لقد وعدنا بعضنا بالاخلاص ).
-ولا سبب يدعوك بالشك في وعد .
- ولا وعدي .
وبحثت عيناه في عينيها ، ليرى فيهما ماهو ابعد منالسطح ، وهو يعي ضعفها ، وبسببه ، ولعن كاميل بصمت لتعمدها لنسف راحة بالها .
خفض راسه وعانقها ببطء مداعبا الي ان لفت ذراعيها حول عنقه وبادلته العناق .
انها تحب وجوده قربها ، تحب نعومة بشرته ، وعرض منكبيه الرائع ، وصدره القاسي وجذعه المشدود .
هل قالت شيئا بصوت مرتفع ؟ انها لا تريد معرفة ذلك ولا تهتم سوى بهذه اللحظة التى لم يكن فيها سواهما .
غمرتها مشاعر الرضي لانها قادرة على على جعله يفقد سيطرته على نفسه تماما وهو بين ذراعيها .
ارادت ان تطمئنه . . ان تفهمه بطريقة ما ، انها ولأول مرة احست بطعم سلطتها عليه وانها انجرفت معها تماما .
وحين ضمها اليه ، وجعل من ذراعيه درعا واقيا لها ، واحست بشفتيه على شعرها ، وعلى اطراف خدها ، وادناها منه بشدة .
احست بضربات قلبه على خدها . . وفي حماية وامان ذراعيه ، اغمضت عينيها ، وانزلقت الي نوم هادئ لا احلام فيه .
وفي وقت لاحق عند ساعات الفجر الاولى ، استيقظت واحست بفقد الدفء البشري ، فمدت يدها تبحث عنه ، لكنها وجدت الفراش فارغا .
وبحذر رفعت راسها وفتشت الغرفة المعتمة . . ورأته ، كان يقف امام الستائر المفتوحة جزئيا ، ينظر الي الخارج نحو الحديقة المظلمة .
غادرت السرير ببطء وتقدمت لتقف خلفه , وعرفت من حركته الخفيفة انه تنبه لحركتها ، ووقع قدميها الصامت .
لفت ذراعيها حول خصره ، واستندت اليه ، تضمه اليها .
وبعد دقائق طويلة ، اغمضت عينيها . .
عادا الي السرير حيث ضمها بين ذراعيه .
هل سيكون الحال هكذا دائما ؟ تساءلت وهي تتأرجح على حافة النوم .
حياة جميلة ، رائعة تخطف القلب . . حنان ، افتنان ، احترام . . لكن من دون حب .
هي التى اقسمت ألا تتورط عاطفيا مع اي رجل . . لم يكن امامها خيار .
قلبها ملك لميغيل . . ولطالما كان كذلك , وسيبقي دائما . . أراد ذلك ام لم يرده .

*********
نهــــــــــــــــاية الفــصــل الـخـــــــــــــــــامــس

the chandlier 21-06-10 03:54 PM

6-الخدعة


تمتمت ايليس وهي تسترخي تحت القسم المظلل من المركب الذي استأجره ميغيل لقضاء اليوم :" رائع ".
سوت هانا نظارتها الشمسية وابتسمت بينما كانت ايليس تشد طرف قبعتها نزولاً لتغطي وجهها من اشعة الشمس القوية .
كانوا فى العاشرة صباحاً قد استقلوا معاً السيارة الى "ويليامز تاون" حيث قام ميغيل بإستئجار مركب فخم مع قبطانه ليبحر بهم فى المياة المتلآلئة .. ليعودوا بعد الظهر .
أكملت ايليس برضي :" لا هاتف , لا زوار , لا مئة شيء وشيء نفعله ".
وما من مجال لامرأة فرنسية عنيدة تتطفل .. أضافت هانا بصمت . غير قادرة على منع نفسها من التساؤل عما ستكون عليه خطوة كاميل التالية .
كان ميغيل واليخاندرو جالسين فى المقدمة .. كلاهما يرتدي ملابس بسيطة , بنطلون كاكي , وقميص قطني , ويضع نظارة ويعتمر قبعة بايسبول .. زرأت هانا أنهما يشبهان رجلي اعمال يسترخيان فى يوم راحة نادر .
كل ما عليها فعله , هو النظر الى ميغيل , لتشعر بأنها تذوب من الداخل .. وأن المشاعر الجامحة , المنتشرة فى جسدها , تدفئ دمها وتوتر أعصابها لتجعلها تنبض بالحياة .
كان من المستحيل الا تحيا مجدداً الحب الجامح الذي تشاركاه منذ اقل من اثني عشر ساعة .. وبقدر ما يبدو هذا جنوناً , أقسمت أنها لا زالت تشعر بذراعيه حولها .. وأن هناك جزءاً لا زال متشوقاً للمسته .
فى تلك اللحظة , استدار ورمقها بنظرة طويلة متفحصة . ولبرهة واحدة , كادت تتصور انه يقرأ افكارها , ثم التوي فمه بإبتسامة بطيئة مثيرة , أفقدتها رباطة جأشها .
قالت ايليس مستمتعة :" قد يكون الغداء فكرة جيدة ".
منتدى ليلاس
سألت هانا بمرح :" وهل الصغير جائع ؟".
ووجدت نفسها تضحك لتعبير وجه ايليس .
-للآنسة الصغيرة افكار محددة حول متي وماذا يجب ان آكل .
ووقفت تمرر يديها على بطنها الذي بالكاد يبرز .
-الوم عندي شوق للحم والمايونيز , والخيار المخلل والاناناس .
لحسن الحظ , كانت صوفيا قد وضبت مجموعة متنوعة من الطعام فى سلة نزهات , إضافة الى الخبز الفرنسي , والسلمون , والدجاج , وتشكسلة سلطة .
دخلت هانا الى "الكابين" لتحضر السلة , ثم بمساعدة ايليس وضعت محتوياتها على الطاولة اضافة الى زجاجات المرطبات والماء , ونادت الرجلين ليأكلا .
الهواء النقي , والنسيم العليل استمرا لبضع ساعات مبهجة .. ونزلوا عن ظهر المركب , ثم سلكوا الطريق الساحلية الى "بورت فيليب" قبل العودة الى "توراك" .
حفلة شواء لثمار البحر , مع بدء حرارة شمس بعض الظهر اكمل يوم الاسترخاء مع الرفقة الجيدة .. جمعت هانا الاطباق والصحون فوق صينية , وحملتها الى الداخل .
نظفت هانا المقعد الخشبي ، ثم توقفت حين لمست ايليس ذراعها .
-هل لي ان اقول شيئاً؟
استدارت هانا معطية كل اهتمامها : ( طبعا).
-كان هناك امرأة تلاحق اليخاندرو حين كنت حاملا بابننا الأول كانت سافانا مصدر ازعاج منهك وتسببت لي بحزن كبير في ذلك الوقت .
ابتسمت قليلا للذكري : ( واذا لم اكن مخطئة ، فلديك لعنة مماثلة اسمها كاميل ).
جذبت نفسا عميقا ، ثم زفرته ييطء : ( شئ واحد تعلمته قد يساعدك . . رجال سانتاناس مخلصون لمراة واحدة ).
سالت هانا ساخرة : ( اذن ، لا داعي للقلق من كاميل ؟).
صححت لها ايليس بلطف : (لا تقلقي من ميغيل ).
صمتت وقد غامت عينيها وشحب لونها : ( ها قد عدنا مجددا).
ورفعت عينيها متأوهة قبل لحظة من خروجها السريع من المطبخ . دخل ميغيل واليخاندرو المنزل بينما كانت ايليس تعود من مهمتها البائسة . . ووضعت هانا القهوة لتصفو ، وراحت تحضر الفناجين والسكر والحليب .
طلبت ايليس : ( شاي لي ).
وحملت هانا صينية : ( لماذا لا تجلسين قرب بركة السباحة وساحضر الشاي لك بعد دقائق ؟ ).
كان مبهجا الاسترخاء في جو المساء الهادئ ، ومراقبة الشمس وهي تغيب . انوار الحديقة اضيئت بواسطة جهاز تحكم عن بعد , والانارة الاضافية حول البركة اضفت وهجا زاده تألقاً الانارة داخل الماء .
انها ارض الخيال خاصة . . معزولة ، هادئة ، وطريقة استرخاء رائعة لانهاء يوم جميل .
لفظت ايليس الكلمات . . ووافقتها هانا .
قال اليخاندرو بهدوء : ( حان وقت الذهاب كوريدا . . انت متعبة ).
لمعت عيناها مرحا : ( وهل انا متعبة ؟ اذا كنت تقول ذلك .
منذ متى وهما متزوجان ؟ عدت هانا . . ست ام سبع سنوات ظ ومع ذلك فالحب الشديد ما زال قائما ، يشتعل تحت السطح مباشرة . . . ولا بد انه سيبقي دوما حسبما تتصور هانا وان لم يكن كذلك في البداية . . وقفت مع ميغيل عند الباب الأمامي ، وراقبت انوار السيارة المستأجرة تلمع في الظلام .هذا زواج مدبر ، سار في طريق خاطئ، ولم تنج ايليس الا بعد ان تعرضت لحدث سيارة ، وعانت من فقدان الذكرة .
سألت هانا وهي تستدير عن الباب : ( المزيد من القهوة ؟).
رفض ميغيل وهو يقفل الباب ويشغل جهازالانذار .
-لا . . بل سأجهز حقيبتي ، لأن اليخاندرو سيأتي لاصطحابي في الساعة السابعة والنصف الي المطار .
سيستقلان طائرة شركة سانمار النفاثة الخاصة بهمت عبر قارة استراليا الي بيرث .
ومن دون ان تتكلم ، قطعت البهو معه وصعدت السلم الي غرفتهما حيث راقبته وهو يجلب حقيبة جلدية ويرمي فيها بضع قمصان ، وبنطلونين ، اضافة الي ضروريات اخرى .
فكرة غيابه لبضعة ايام لم ترضها ابدا ، فاخذت قميص نوم حريري ، ودخلت الحمام لتستحم .
احست انها ضعيفة حقا وهي تفكر فيه وبغيابه .
علقت انفاسها في حلقها حين امسك وجهها وراح يعانقها بلطف الي ان لم تعد قادرة على منع نفسها من البكاء .الوداع كان اصعب من قبل . . ارادت ان تطلب منه ألا يذهب إلا ان الكلمات خانتها واحتبست في فمها لكنها تمكنت من ان تستجمع ما يماثل ابتسامة دافئة وهو يعانقها بسرعة قبل ان يتحرك الي السيارة ويجلس في المقعد الامامي الي جانب اليخاندرو .
لحسن الحظ ، لم يكن هناك وقت شاغل للتفكير برحيل ميغيل فعادت الي غرفة الطعام لتنهي ما تبقي من فطورها ، وتتصفح الصحيفة قبل ان تصعد السلم لتستعد للذهاب الب العمل .
تبين ان البائعة البديلة التي ارسلتها وكالة التوظيف افضل بكثير من شانتال ، وبدأت هانا تسترخي مع تقدم فترة الصباح .
اتصلت رينيه تسأل كيف تتكيف الفتاة الجديدة مع العمل . واتصل ميغيل ليقول انهما وصلا بيرث .
حين رن جرس الهاتف مجددا بعد دقلئق ، رفعت هانا السماعة آليا وتلفظت بتحيتها المعتادة : ( صباح الخير هانا ؟).
كان الصوت في الجهة الاخرى من الخط مألوفا . . ومالوفا جدا ، صوت لا تود سماعه .
-كيف حصلت على رقم هاتفي ؟
سؤال سخيف . . ووبخت نفسها لحظة انزلقت الكلمات من شفتيها .
قال لوك متشدقا بمرح ساخر : ( عزيزتي هانا . . لمحلك اسم معروف ، وهو مسجل في دليل الهاتف ).
علاقة كاميل بهذا واضحة ز
-ماذا تريد ؟
قال معاتبا بصوت ناعم : ( آه عزيزتي . . الي الهدف راسا ).
قالت بصوت رسمي جاف :( لا وقت لدي لتبادل الحديث ).
-اذن قابليني لشرب القهوة .
-لا عتقد هذا .
- يجب ان تتوقفي عن العمل لتناول الغداء ؟
-اجل ، لكنني لا انوي ان اتناوله معك .
-خائفة حبيبتي .
هل كان دائما متعجرفا لا يطاق هكذا ؟ وكادت ان تتقزز لفكرة انها انجذبت اليه يوما .
-منك ؟ لا .
منتدى ليلاس
اعادت السماعة الي مكانها ، واستدارت نحو كمية من الفواتير تنتظر اهتمامها .
دخلت زبونة المحل وراقبت هانا إليان خلسة وهي تتحرك الي الامام بتحية متمرسة . وخلال ساعات فقط كانت الفتاة تظهر قيمتها ، واحست هانا بارتياح حذر . . فسوف تنجح . اخذت إليان فرصة الغداء منتصف النهار ولدي عودتها بعد ساعة ، قطعت هانا الشارع الي المقهي ؤالذي ترتاده عادة فالطعام هناك جيد والقهوة ممتازة .
ادركت خلال ثوان من دخولها المقهي المكتظ , انها ارتكبت غلطة كبيرة .. فأعتياد المرء على امر محدد له مساوئه .. لان اي شخص يعرف روتينها المعتاد , سيعرف ان هذا المطعم بالذات هو مقصدها المفضل لتناول الغداء .. سواء اختارت طعاماً تأخذه معها , ام قررت تناوله هناك . كان لوك دوبوا يجلس الى طاولة تطل على الشارع .. وهو يبدو ابن المدينة المحنك المسترخي كما يدعي نفسه .
إذن .. لماذا لم تدهشها رؤيته ؟ لوك , لا يفعل شيئاً من دون دوافع . وهذا ما زاد من قلقها الذي بدا واضحاً .
حياها لوك بدفء متعمد :" مرحباً عزيزتي .. كنت اعرف انني لو جلست هنا وقتاً كافياً فلن يمر وقتاً طويل حتي تصلي ".
-يجب ان اتذكر ان اغير مكان تناولي الطعام .
ومن دون كلمه اخري , استدارت على عقبيها وخرجت ثانية .

the chandlier 22-06-10 02:08 PM

ومن دون كلمه اخري , استدارت على عقبيها وخرجت ثانية .

كان فى الشارع مطاعم انيقة مماثلة .. وسوف تذهب الى مكان آخر . بعد خمس دقائق كانت تجلس الى طاولة وقد اعطت النادل طلبها حين اندس شخص فى المقعد المقابل .
قال لوك للساقي :" مهما كان طلب السيدة , اجعله طلبين ".
نظرت هانا اليه نظرة جليدية :" ماذا تحاول ان تفعل بحق الجحيم ؟".
أشار بذراعه :" نحن فى مكان عام ".
ثم هز كتفيه وسألها :" لماذا لا يكون الغداء مع شيء من الذكري ؟".
رفعت هانا حاجبيها متسائلة :" ولأي هدف ؟".
حاول ان يبدو مخذولاً .
-لماذا عزيزتي .. قضينا أوقاتاً طيبة معاً .
ابتسمت له بمرارة :" لزمني ثلاثة أشهر لأكتشف أن سحرك كان تمثيلاً ".
-ليس طوال الوقت .
لم تعر كلامه أهمية تذكر :" أوه . . أرجوك . . الجاذبية كانت بإتجاة حساب ابي المصرفي ودخلي السنوي . . أما أنا , فلا صلة لي بالأمر ".
جاء الساقي بكوبين من القهوة بالحليب , وفتحت مكعب السكر ورمت محتوياته فى السائل . وفعل لوك مثلها . . قالت تصل رأساً الى لب الموضوع :" كم دفعت لك كاميل لتفعل هذا ؟".
فتح يديه بإشارة استرخاء :" وما دخل كاميل بإنتظاري لمشاركتك القهوة ؟".
-لا تظنني حمقاء .
منتدى ليلاس
وصل النادل يحمل طبقين من الطعام , يحتوي كل منهما على سندويش سلطة , وحين استدار مبتعداً لمع ضوء آله تصوير قريبة , ولمحت مصوراً فتوغرافياً يسارع فى الخروج .
قال لوك بابتسامة ساخرة :" دفعت ثمن السفالة ".
فى لحظة عابرة وضح كل شيء . فوقفت هانا , بحركة غاضبة , وأخرجت من حقيبتها ما عليها من حساب ورمته على الطاولة ثم خرجت الى الشارع .
اللعنة . . كان يجب ان تري فى هذا خطة مدبرة ! لوك يلعب لصالح من يدفع الثمن الاعلى . وهي هنا كاميل , وهذه خطوة مدبرة أخري فى الطريق الشيطاني نحو هدفها الرئيسي . . ميغيل . والآن , هناك دليل مصور . . لقد تشاركت هانا وجبة طعام مع لوك . ولا يحتاج الأمر ذكاءاً خاصاً لمعرفة كيف تنوي كاميل استغلال الصورة .
تعالي صوت زمور سيارة . . فتوقفت هانا فجأة , وهمست مرتجفة :" يا إلهي العزيز . . ".
وأدركت أنها تجاوزت الرصيف الى الشارع . . تماسكي !
بعد دقائق دخلت المحل , ولمحت نظرة ايليان المتعجبة . . فابتسمت بكآبة , وقالت :
-بهذا السوء . . هه؟
-هل انت بخير ؟
حاولت هانا استعادة رباطة جأشها .
-لم تسر الأمور كما أشتهي .
-شخص ما ؟
-انت طيبة . . هل حصلت اي مشكلة وانا غائبة ؟
-بعت قميصين , ومنديل , وسجلت طلبين .
-أحسنت .
-لم يطل غيابك . . هل تناولت الطعام ؟
فقدت شهيتي .
أوليست هذه هي الحقيقة ؟
كانت الساعة قد تجاوت السادسة حين وصلت الى البيت . . وتناولت الوجبة التي حضرتها صوفيا لها . . ثم دخلت المكتب لتتصل بميغيل على الهاتف النقال . . لكنها سمعت رسالة صوتية .
لعله خرج مع اليخاندرو للعشاء . وتركت له رسالة , ثم استحمت وارتدت بنطلون جينز , وقميص قطني .
اتصلت أمها . وقبلت هانا دعوتها على العشاء فى الامسية القادمة . . وتبادلتا حديثأً مطولاً لمعرفة اخبار بعضهما . بعدها شاهدت فيلما تلفزيونياً قبل ان تأوي الى الفراش محاولة القراءة .
كانت الساعة تقارب الحادية عشر حين أجفلها رنين الهاتف فجأة , مما أضطرها لرمي الكتاب والتقاط السماعة . أطلقت شتيمة موجزة حين انزلقت السماعة من يدها .
بعد ثوان , تمالكت نفسها ونطقت بالتحية . سمعت عبر الهاتف صوت ميغيل الأجش :" هلى ايقظتك ؟".
قالت فوراً :" لا , كنت اقرأ ".
ضحكته المنخفضة جعلت جسمها يقشعر .
-لقد تركت لي رسالة لأتصل .
ترددت , ثم اختارت موضوعاً تافهاً :" انا . . كيف تسير الامور ؟".
سألها بصوت هادىء خطير :" ما الامر ؟".
-ما الذي يجعلك تظن ان هناك شيء خاطئاً ؟
تشدق بهدوء مخادع :" كوريدا , لا تخادعي ".
-لقد جاء لوك الى المقهي المقابل للمحل خلال فرصة الغداء . . ورفضت انا انضم ليه .
وكادت ترى قسمات وجهه تقسو :" هل هناك المزيد على القصة ؟".
-نعم , فقد لحق بي الى المطعم الآخر وجلس الى طاولتي بعد أن طلبت الطعام . . ثم , حين احضر الساقي الطعام , ظهر مصور فجأة والتقط صورتنا وكأننا نتشارك الطعام .
-أوقع بك .
قالت هانا ببؤس :" كان يجب أن اتوقع هذا ".
-سأتولي امره .
وكان صوته كالفولاذ المسنون ومماثل فى الخطورة , فسألته :" ماذا ستفعل ؟".
ابتسم ميغيل بتجهم على الطرف الآخر من الخط واجاب :" سأتأكد من انه لن يقترب منك مجدداً ".
وانتظر ثانية :" والا سيواجهني ".
ارتجفت هانا :" ميغيل . . ".
-فى الغد , سيكون هناك من يحرسك ويتبعك كظلك .
وفهمت المعني :" لست بحاجة الى حارس شخصي !".
ساد صمت قصير , ثم قال بقسوة :" هذا قراري هانا ".
-الا يجب أن يكون قراري انا ايضاً ؟
-تقبلي هذا كاحتياط وقائي .
تابعت وقد اغضبها استبداده :" وإذا رفضت ؟".
-سيبقي الحارس الشخصي .
أخذت نفساً عميقاًً , وزفرته ببطء :" أنا لا احب الرجال المستبدين ".
رد بإيجاز :" عنيدة . . يمكن لأليخاندرو أن يدير لأمر الصفقة بمفرده . . سأحضر فى الطائرة بعد ظهر يوم الاربعاء ".
وتوترت :" لا تقطع صفقة عمل هلمة لأجلي ".
-أنت , آمانتي , اكثر اهمية من اية صفقة عمل .
-أنا . . أم مصالحي المستثمرة فى مؤسسات سانمار ؟
منتدى ليلاس
قال بنعومة باردة :" من حسن حظك أن قارة بأكملها تفصل بيننا الآن . . وإلا لكنت وبختك جيداً ".
-لتجرؤي على قول الحقيقة ؟
أحست من بعيد انه يحاول بشدة أن يسيطر على اعصابه .
سينتظر هذا .
واكتفت هانا بأن قالت :" ليلة سعيدة ميغيل ".
وقطعت الاتصال .
ياللرجل المتغطرس ! حارس شخصي ! هل هو مجنون ؟ تناولت الكتاب , وحاولت العودة الى القراءة , الى القصة وشخصياتها , لكنها أقفلت الكتاب ورمته فوق السرير .
احتياط وقائي . . حقاً ! وآلمت اسنانها الجزء الطري من شفتها السفلي . . من غير المحتمل ان يفعل لوك شيء مؤذياً جسدياً . . وتشك فى ان يخاطر بحياته , او احد اطرافه , او السجن , مهما كان الثمن الذي تعرضه عليه كاميل . . أم انها قد تكون مخطئة ؟
لم تكن هذه فكرة مريحة . . فكرة ابقتها مستيقظة لوقت طويل بعد أن اطفأت المصباح قرب السرير .
وغزت الكوابيس منامها . . سلسلة من الاحداث المرعبة , قوة غامضة تدفعها من الخلف بأتجاة سيارة مسرعة . والاكثر ترويعاً , قيادتها لسيارة من دون مكابح لا تستجيب لضغط قدمها حين تحتاج اليها .



نهــــــاية الفصـــــــــــــــل الســـــــــــــــادس

snow whight 27-06-10 06:19 PM

please finish it as quickly as you could this novel has agreat suspense

رتوشه 27-06-10 09:46 PM

يعطييك العافيه قلبي
تسلمييييييييين على البارت الرائع
في انتظار التكمله قلبي

سارونة الصغيرونة 28-06-10 04:25 PM

رائـــــعة جــداً مشكوره حبيبتي على هذه الروايه.

linka 01-07-10 01:10 PM

يا ريت تكملى القصة ..........القصة حلوة

ليلى3 02-07-10 03:09 PM

الرواية كثير حلوة حبيبتي مشكورة على مجهودك واحنا في انتظار التكملة على احر من الجمر.

Cheer 04-07-10 08:19 PM



يعطيك الف عافية تشاندلر
رواية رائعة ..

وعظم الله اجرك بجدتك .. صحيح متأخرة :(


وبانتظارك ياقمرهـ

the chandlier 05-07-10 11:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة snow whight (المشاركة 2359695)
please finish it as quickly as you could this novel has agreat suspense


am doing my best darling and am gonna make u wait no longer "god welling "

the chandlier 05-07-10 11:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رتوشه (المشاركة 2359921)
يعطييك العافيه قلبي
تسلمييييييييين على البارت الرائع
في انتظار التكمله قلبي

ميرسي يا عمري علي مرورك الرائع وانشاء الله ماراح تنتظري كتير

the chandlier 05-07-10 11:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارونة الصغيرونة (المشاركة 2360958)
رائـــــعة جــداً مشكوره حبيبتي على هذه الروايه.


الرائع مرورك حبيبتي

the chandlier 05-07-10 11:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة linka (المشاركة 2364405)
يا ريت تكملى القصة ..........القصة حلوة


شكراً وانشاء الله عن قريب راح تلاقي التكملة

the chandlier 05-07-10 11:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2364855)
الرواية كثير حلوة حبيبتي مشكورة على مجهودك واحنا في انتظار التكملة على احر من الجمر.



شكراً عزيزتي على مرورك

the chandlier 05-07-10 11:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Cheer (المشاركة 2368075)


يعطيك الف عافية تشاندلر
رواية رائعة ..

وعظم الله اجرك بجدتك .. صحيح متأخرة :(


وبانتظارك ياقمرهـ


شكرا عمري وما مهم اذا كانت متأخرة الاهم انك افتكرتي وانا بشكراً جداً دا بيعنيلي كتير انك عزيتيني .

Rehana 06-07-10 05:27 AM

حبيبتي عظم الله اجرك ..هلا أنا عرفت لما دخلت روايتك

الله يرحمه ويرحم المؤمنين و المؤمنات..وإن شاء الله آخر الأحزان

the chandlier 06-07-10 09:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمــر الليل (المشاركة 2370008)
حبيبتي عظم الله اجرك ..هلا أنا عرفت لما دخلت روايتك

الله يرحمه ويرحم المؤمنين و المؤمنات..وإن شاء الله آخر الأحزان




آمين يابرب ...شكراً ليك ياقمر بعرف ما بتقصري

the chandlier 06-07-10 11:19 AM

7- الحارس الشخصي


كانت هانا تتناول فطورها حين رن جرس الهاتف , وردت عليه بعد الرنة الثالثة .
-صباح الخير .
صوت ميغيل بلكنته الخفيفة التف حول أعصابها وشد على شيء فضلت أن تتجاهله .
- هل نمت جيداً
لا ... بل اشتقت إليك كثيراً .
- شكراً لك .
وبخها :" هذا ليس رداً ".
هل يساعدها يا تري انه بقي مستلقياً من دون نوم حتى الفجر تقريباً ؟
قالت :" هذا كل ما أنا مستعدة لأقوله ".
حذرها بنعومة :" اغضبي كما تشائين كويريدا , لن يشكل هذا فرقاً ".
- هذا كلام غامض . أعتقد أن لمكالمتك هدفاً؟
ولم يعرف ما إذا كان فضل أن يضمها أم أن يدق عنقها :" ذكريني أن أضربك ".
منتدى ليلاس
- ضع يداً على ... لسوف ...
- هل فقدت القدرة على الكلام ؟
صححت هانا بسخرية " الخيارات كثيرة جداً ".
ليتجنب خطر شن هجوم عليه مجدداً نقل الحديث عن الرجل الذي استأجره لحمايتها .
'رودني سبيرز اثنين وثلاثون سنة ، من رجال الشرطة السابقين ، متوسط الطول ، ضخم الجثة , عيونه زرقاء. ويقود سيارة هولدن زرقاء داكنة " وأعطى رقم التسجيل. " سيكون في البيت في عشر دقائق لتقديم نفسه ".
" تالياً أنت سَتُخبرُني كم هو خبيرُ في القتال من غير سلاح ِ وكم هو ورامي ثاقب "
لَمْ يُجبْ ميغيل ، الذي في رأيها كَانَ اعلاناً بالتجنّبِ : " ما عَدا التعارف الأولي هذا صباحِ ، سَيَبْقى بشكل مخفي في الخلفيةِ . أنت لَنْ تُلاحظَينه. ولا اي شخص آخر. '
لمّحتْ بشكل متهكم " هذا يَبْدو أشبه بالظُهُور في مشهد مِنْ فيلم المخبر الرخيص " .
" تساهلي معي ".
" وكم ستستمر هذه الذريعةِ ؟ '
" إلي القدر الذي يحتاجه ".
" هَلْ أَرفه عنه على الفطورِ والعشاءِ ؟".

بعثت ضحكة ميغيل الخفيفة صدماتِ إندِفعت أسفل عمودها الفقري " لديه العديد من الايام , كويريدا . يجب ان اتأكد من العناية بك اثناء الليل ".
أشارت هانا بنغمة طريفة : " يا ملاكي الحارس ".
" يُمْكِن أَنْ تَشْكرَيني ".
ردت بعنف "أفضل أن أضربك ".
" هَلْ لديك أيّ خطط لللّيلة؟ ".
- العشاء مع والدي .
- لماذا لا تبقين معهم ليلاً ؟
هذا كثير . . . انه لا يحتمل !
- لقد تجاوزت السن الذي احتاج فيه جليسة أطفال .
وأخذت نفساً عميقاً لتسيطر على غضبها .
- ألست تبالغ في عملية الحماية ؟
رد بخشونة :" لا . . . افعلي ما أقوله , أرجوك ".
- سأفكر بالأمر .
أراد أن يصل إليها عبر الخط ليهزها . العناد والاستقلالية لا يتقاربان ! مع ذلك هاتان الميزتان هما ما يعجبه فيها , لكن ليس وهي على مسافة عدة آلاف من الأميال . قال :" لا أريد أن أراك منزعجة أو متألمة , كوميرندي ؟".
-حسن جداً , لقد أوضحت وجهة نظرك .
وسمعته يتنهد .
-غراتسياس .
رافقت صوفيا رجلاً يتناسب وصف الحارس الشخصي إلى غرفة الفطور , و أخفضت هانا صوتها قائلة :" وصلت الخيالة ".
- سأطلبك فيما بعد .
اتصل بها , فأبلغته أن لوك لم يتصل أو يظهر في المقهى .
مر اليوم جيداً . وصلت بضاعة جديدة اختطفتها زبونات عديدات . . . واتصلت رينيه لتقول إن الخطة تغيرت وأنهم سيتناولون العشاء في المطعم .
-سأذهب إلى البيت أولاً لأغير ثيابي ثم ألتقي بكما هناك في السادسة والنصف .
هل عليها أن تخبر رودني سبيرس ؟ وفيما هي تفكر بطلب رقم هاتفه النقال , اتصل بها ليسأل عن برنامجها الليلي . . . وسجل التغيير بحذر .
تفحصت هانا المرآة وهي تخرج من موقف السيارات , فلمحت سيارة الحارس تلحق بها على مسافة قريبة .
ثم فقدته فى زحمة السير لمدة ساعة , ولم تلمحه مجدداً إلا بعد أن تركت المنزل فى طريقها الى المطعم .
وفكرت بصمت . . . ليس هناك ما يدعوه لأن يكون ظلاً لكل تحركاتها . . . متى يأكل هذا الرجل بحق السماء ؟ هامبرغر وبطاطس مقلية على الطريق ؟ ويجب أن ينام في وقت ما . . . بالتأكيد ؟
لا بد أن ميغيل يدفع ثروة صغيرة , لكن هذا لن يمنعها من إعطاء رودني مئة دولار ليأكل في المطعم .
قالت حين اعترض :" اعتبرها مكافأة , سأسبقك وأتأكد من أن تحصل على طاولة ".
وهذا ما فعلته . وما أن جلست بضع دقائق حتى وصلت رينيه وكارلو إلى بهو المطعم .
حيتها رينيه بلهفة :" حبيبتي . . هل انتظرت طويلاً ؟ لقد علقنا في زحمة السير ".
كانت أمسية بهيجة , والطعام ممتاز . كل طبق قدم بإحساس متميز وفن , وشربت هانا العصير مع وجبة الطعام , وراحوا يتبادلون الحديث عن أخبارهم .
سألت رينيه وهي تلتقط ثمار البحر من طبق السلطة , ثم تلتهم قطعة دجاج .
- كيف حال سندي ؟
- لقد خرجت من المستشفي هذا الصباح .
نظرت رينيه إلى ابنتها ملياً :" قد يتصور المرء أن ظهور لو كفى حفلة جمعية مرضي سرطان الدم الخيرية كان متعمداً , وليس مصادفة ؟".
هزت هانا كتفيها قليلاً :" لست أدري. . ولا يهمنى ".
- ألا يزعجك وجوده في المدينة ؟
- ولماذا يزعجني ؟ إنه ذكري سيئة . . أفضل نسيانها .
- ألم يحاول الاتصال بك ؟
سألت بخفة :" ما هذا ؟ استجواب ؟".
فقال والدها :" يجب ان تخبرينا إذا حاول إزعاجك ".
- لن تتاح له الفرصة .
فزوجها ذو السلطة تكفل بهذا . . ونظرت نحو طاولة الحارس , لترى أنه يكاد ينهي طعامه .
بإمكانها ان تسر بهذا لأبويها . . لكن ما الجدوى من اقلاقهما ؟ وصرقت النظر عن أتراح أن تلحق بهما الى منزلهما لتبيت ليلتها هناك فهي لم تقم بهذا فى أي مناسبة أحري كان ميغيل مسافراً , ولو أقترحت هذا الآن فستثير ريبتهما . . بلا فائدة ؟ فى رأيها , احتياطات ميغيل زائدة عن اللزوم . . كما أن المنزل والأرض المحيطة به مجهزة بنظام أمان .
منتدى ليلاس
حين أخذ الساقي الأطباق الفارغة , رفضت هانا الحلوى والجبن وقبلت القهوة . . كانت وجبة متكاسلة , والأمر الجيد أنها حظيت بصحبة والديها بعيداً عن المسرح الاجتماعي .
قالت رينيه :" يجب ان نناقش أمر عيد الميلاد حبيبتي . فكرت في أن أقيم حفل غداء هذه السنة , وأدعو إستيبان ".
- عيد الميلاد ؟ ولماذا . . انه . .
ذكرتها امها :" إنه لا يبعد أكثر من تسعة اسابيع حبيبتي . وأول الاحتفالات الاجتماعية التي تسبق الميلاد ستبدأ الأسبوع المقبل ".
يا للسماء . . هل الوقت قريب هكذا ؟
- سأبحث الأمر مع ميغيل . . لكنني واثقة من أن الغداء سيكون أمراً رائعاً .
-حسن جداً . . هذه مفاجأة جيدة .
سمعت هانا كلمات أبيها قبل أن تشعر بيد تلامس كتفها .
-ماذا تريدين ان تبحثي معي كويريدا ؟

the chandlier 06-07-10 01:45 PM

أدارت رأسها لصوته الأجش بلكنته الخفيفة وأحست بالأرض تميد تحت قدميها .
ميغيل ؟
قالت :" لم أن أتوقع قدومك قبل ليلة الغد ".
وانحني يقبلها بخفة , مما حرك كل أحاسيسها فصرفت بضع ثوان لتستعيد أفكارها المشتتة .
لماذا هو هنا في هذا المطعم ؟
- لقد جئت بسيارة أجرة من المطار .
سألته رينيه بدفء وهو يجلس قرب هانا :" هل تناولت طعاماً ؟".
- في الطائرة . على أي حال , سأنضم إليكم لشرب القهوة .
وأمسك بيد هانا رافعاً إياها إلي شفتيه , ثم شبك أصابعه بأصابعها وأراحها على ركبته .
ابتسامته تركتها مقطوعة الأنفاس . . وتشابكت مشاعرها , ووصلت بها درجة الحمى بلحظات .
كرر سؤاله :" م الذي ستبحثينه معي ؟".
ليس من الانصاف أن يمتلك رجل مثل هذه الاثارة المدمرة . . وأن تصل الي هذا الحد من الضعف بنظرة واحدة منه , او لمسه .
من مكان ما أستعادت أفكارها المشتتة ونظمتها , ثم قالت :" سنبحث عيد الميلاد . . رينيه ذكرت إقامة غداء إذا رأي والك أن ينضم الينا ".
كيف عرف ميغيل أنهم يتناولون العشاء فى هذا المطعم ؟
منتدى ليلاس
واستنجت أنه رودني سبيرس . لا بد أن الحارس الشخصي قدم له تقريراً عن تغيير مكان لالعشاء . . لكن , ما الذي خطر بباله كي يترك كل أعماله ويطير عائداً بمثل هذه السرعة ؟
مهما كان السبب , يجب أن ينتظر إلى أن يصبحا وحيدين . . وتلاعبت بقهوتها , تحركها بلا واع , ثم ارتشفت المحتويات من دون الاستمتاع بنكهنها الرائعة .
بدت الساعة التي انقضت الأطول في حياتها , وتنهدت في سرها ارتياحاً حين اشار ميغيل الي انهما مغادران .
انفجرت هانا بالكلام لحظة دخولهما السيارة , لكن ميغيل أسكتها بفعالية بوضع يده على فمها .
- أي موضوع سينتظر إلي أن نصل البيت .
أرجع السيارة إلي الخلف قبل أن يتجه إلي توراك " إلي الجحيم بالإنتظار . . ".
نظر إليها نظرة طويلة وهو يتوقف مؤقتاً عند إشارة السير الضوئية :" ألا ترضيك فكرة أن أقطع رحلتي لمجرد أن أكون معك ؟".
- لا زلت غاضبة بجنون حول مسألة الحرس الشخصي .
حدقت به فالتقت نظرتهما , ثم تغير الضوء إلي الأخضر فأعاد اهتمامه للطريق .
قالت :" أعتقد أن على أن أشكر رودني لتقديمه تقريراً لك عن كل تحركاتي ؟".
- لهذا السبب أدفع له أجراً .
- إنها مبالغة فى الإسراف .
- قد تغيرين رأيك حين تري ما لدي لأطلعك عليه .
شيء ما في رنه صوته جمدت الرد الذي حضرته . . واطبقت يد باردة على قلبها . بحثت في قسمات وجهه , فلاحظت الوضعية القاسية لفكه , والتعبير الجاد الذي لم يكن يبشر بالخير .
سألته بهدوء :" انها كاميل . . أليس كذلك ؟ ماذا فعلت ؟".
أدار ميغيل السيارة نحو الطريق الداخلية لمنزلهما وتوقف قليلاً لتنفتح الأبواب آلياً , ثم اتجه إلي المنزل . . وخلال دقائق دخل المرآب وأطفأ المحرك .
فتح الصندوق وأخرج حقيبته وحقيبة أوراقه :" دعينا ندخل . . هل هذا ممكن ؟".
قادها إلي المكتب , ورمى حقيبته إلي الأرض , ثم وضع حقيبة الأوراق على المنضدة , وفتحها , ليخرج منها مغلفاً أسمر ضخماً .
- نسخة مصورة من هذه أرسلت إلي بالبريد الاليكتروني اليوم .
منتدى ليلاس
أخذ ست طبعات ملونة وفتحها على الطاولة .
- انظري إليها بعناية .
لم يكن هناك مجال للخطأ في الصور الثلاث الأولى . كانت لها وللوك يتشاركان الغداء , لكن النسخ الثلاث الأخري كانت مختلفة تماماً . . ميغيل وكاميل يجلسان معاً حول طاولة واحدة . . والأسوأ من هذا أنهما ينظران إلي بعضهما بتعبير لا يعرفه سوي العشاق .
أحست هانا بالسقم , ول ما أستطاعت فعله هو أن تسيطر على أنفاسها . . يا للسماء . . ميغيل وكاميل ؟

the chandlier 06-07-10 03:12 PM

حثها ميغيل بلطف :" انظري إليها بدقة كويريدا ".
خاف أن يلمسها لئلا تتحطم . . وفرض على نفسه كتم غضبه والسيطرة عليه بوعي .
- إنها ليست كما تبدو تماماً .
- تبدو حقيقية بما يكفي لي .
- وهذا هو القصد منها .
التقط إحدي النسخات , وأشار إلي كاميل :" إذا نظرت بدقة كبيرة فسوف ترين أن هناك فارقاً بسيطاً في انعكاس الضوء ".
التقط قلماً ودل برأسه إلي الصورة .
- هنا . . هل ترين ؟
لم تكن الصور مطابقة تماماً . . ظل النور المنعكس على قسمات أحداهما مقارنة بالآخر , مختلفة كلياً .
- الصورة الاصلية عدلت بواسطة الكمبيوتر . في هذه الصورة بالذات , ازيلت صورتك ووضعت مكانها صورة كاميل المربة , لقد طلبت فحصها .
والتقط ورقة وناولها اياها قائلاً .
- هذا التقرير يؤكد ذلك .
بقيت هانا صامتة وهي تتفحص النسخ المطبوعة مرة أخري . . ثم قرأت التقرير المختص الذي يلاحظ الاختلاف التقني .
سألت ببطء :" ماذا ستكون خطوة كاميل التالية برأيك ؟".
وحاولت صرف الألم الذي استقر حول قلبها :" كما أعتقد . . ستتأكد كاميل من استلامك المجموعة الثانية من الصور , في وقت ما غداً ".
تكهنت هانا :" تسلمها شخصياً مع زخرفة كلامية . . هل ستسير بخطتها إلي أبعد من هذا . . أتعتقد ؟".
رفع ميغيل حاجبه , متسائلاً :
- غلي الصحافة ؟ قد تحاول . . على أي حال , هذه النسخ لن تستخدم ابداً .
لديه نفوذ , ونسخة من التقرير التقني أرسل إلي مصادر متعددة .
- أنا أدين لك باعتذار .
أخذ النسخات والتقرير منها , ووضعها في حقيبة اوراقه .
- لماذا ؟ بالضبط ؟
- لأتهامي لك بالمبالغة . . واريد أن أشكرك لحرصك على أن أرى هذه . . قبل أن تحصل كاميل على تأثير الصدمة المتوقعة اها غداً .
كادت تموت ألف ميتة لمجرد التفكير بذلك .
رفع ميغيل يده ومرر أصابعه على خدها :" كاميل , على وشك أن تعرف أنني لا اأتساهل مع أي شكل من أشال الغزو ".
منتدى ليلاس
نظرت اليه , لتري القوة والسلطة اللتين تشعان منه . وأحست بارتياح كبير لأنها ليست عدوته .
- أفهم هذا .
ألتوي فمه قليلاً :" حقاً ؟".
- أجل .
كل هذا للحفاظ على الصورة العامة , مهنياً وشخصياً . وقالت لنفسها إنها تفهم هذا . . ألم تتربي على أحترام الصورة ؟ التعليم في المدرسة الخاصة , النشاطات الجامعية الأضافية , والتأنق الاجتماعي ؟ كان لوك خطيئتها الوحيدة . . هذا إذا كان الوقوع في حبائل وغد يعد خطيئة .
قال ميغيل بنعومة :" أشك في أن تكوني قد فهمت . التهجم الكلامي من الصعب إثباته من دون شاهد , وذلك تشوية السمعة ".
وقسي تعبير وجهه :" على أي حال , هذه النسخ المصورة والتقرير , يثبتان أن كاميل تنوي التشهير ".
- وهل تنوي مواجهتها ؟
- ليس شخصياً . . بل بالطريق الوحيدة التي تفهمها .
- باللجوء إلي القضاء ؟
- أجل .
كان هناك قسوة ظاهرة تنذر بالشر لكل من سيتجرأ على أغضايه . . وارتجفت هانا , وعلقت فى مزيج معقد من المشاعر .
إنه يريد إنهاء السألة . يريد أن تخرج كاميل وتصرفها المجنون من حياتهما . . أما لو . . فمن الأفضل له الا يلمحه مرة أخري . وأذا ما رآه فهذا سيوفر له الفرصة لضربه . . هذا ما قرره متجهماً .
تنفست هانا بعمق وزفرت :" ماذا تريدني أن أفعل ؟".
- لا شيء . . لا شيء أطلاقاً . . هل تفهمين ؟.
ورمتها نظرته بسهام سوداء مخيفة :" من دون بطولات هانا . . رودني سبيرس سيكون قريباً منك طوال الوقت ".
مد ميغيل يديه وأمس كتفيها , ثم انزل يديه على ظهرها وهو يدنيها منه . . رفع رأسه ليعانقها بنعومة , وسألها :
- أشتقت إلي ؟
يا للسماء . . أجل . فهي لم تحب النوم وحيدة فى فراشهما . . كانت تتقلب وهي نائمة , تبحث من دون وعي عن دفئه ولمسته وعناقه . . لكن الفراش كان خالياً وبارداً .
ردت :" آه . . هه ".
كان عناقه يثير أحاسيسها . . وغلى الدم فى عروقها , يبعث الحرارة في كل أطرافها .
شهقت هانا حين رفعها ميغيل عالياً حتي أصبحت عيناها في مستوي عينيه . حملها إلي البهو وراح يصعد السلم .
رأت المشاعر تحترق في أعماق عينيه السوداوين وأحست بإثارة الترقب وهويصل الي الرواق ويتجه الي غرفة نومهما .
حين انزلها لتقف على قدميها , لفت ذراعيها حول عنقه وخفضت رأسه ليقترب من رأسها .
لم تكن بحاجة سوي الي احساسها به , واحساسه بها . . الحاجة الي التناغم للوصول الي السعادة .
وهذا ما سعيا اليه من جديد في ساعات الفجر الأولي قبل أن يختطفهما النوم لوفت قصير .
متطلبات القيام باعباء اليوم الجديد أجبرتهما على النهوض والاستحمام ثم ارتداء ملابسهما . تناولا الفطور ثم غادرا المنزل في سيارتين منفصلتين . . ل منهما في طريقه الى مكان عمله .


نهــــــــــاية الفصل الســـــــــــــــــــابع

the chandlier 06-07-10 03:17 PM

***ملحوظة :
كان في صفحة مفقودة بس انا ترجمتها عشان ما تفقد الرواية ترابطها ...

رتوشه 07-07-10 05:57 AM

تسلم يمينك لا عدمناك
تقبلي مروري يالغلا
شكرا على الروايه وبالتوفيق

احلى عالم 07-07-10 11:06 AM

لو سمحتي باقي الرواية

Cheer 08-07-10 01:48 AM



يعافيك ربي يالغلا ..


بانتظارك .. ومشكورة على جهودك بترجمة الروآية ..

الترجمة اكيد بتاخذ منك وقت :(

بنيه بريئه 09-07-10 06:07 AM

كنت حابه أسأل انتي تكتبين الروايه من الكتاب على طول

ولا تترجمينها اول بعدين تكتبينها هنا

يعني بالمختصر الروايه مكتوبه بالعربي ولا الانجليزي :)

the chandlier 09-07-10 08:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رتوشه (المشاركة 2371523)
تسلم يمينك لا عدمناك
تقبلي مروري يالغلا
شكرا على الروايه وبالتوفيق



شكراً عزيزتي يشرفني مرورك

the chandlier 09-07-10 08:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Cheer (المشاركة 2372880)


يعافيك ربي يالغلا ..


بانتظارك .. ومشكورة على جهودك بترجمة الروآية ..

الترجمة اكيد بتاخذ منك وقت :(



مشكورة حبيبتي على مرورك تسلمي cheer

the chandlier 09-07-10 08:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنيه بريئه (المشاركة 2374278)
كنت حابه أسأل انتي تكتبين الروايه من الكتاب على طول

ولا تترجمينها اول بعدين تكتبينها هنا

يعني بالمختصر الروايه مكتوبه بالعربي ولا الانجليزي :)



اهلاً بنية بريئة . . بالنسبة لسؤالك انا بكتب الرواية من الكتاب بس ما انه فى صفحة مفقودة فترجمتها لانها عندي باللغة الانجليزية برضو .
شكراً لمرورك .

srkajol 09-07-10 08:49 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمى حبيبتى على المجهود الرائع
و ارجو انك تكمليها قريبا جدا
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

srkajol 09-07-10 08:53 PM

حبيبتى انا بعرض عليكى المساعدة لو حبيتى قوليلى و انا اعمل اللى انتى عايزاه و تحتاجيه احنا كلنا اخوات هنا .. اطلبى بس

the chandlier 13-07-10 08:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة srkajol (المشاركة 2374739)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمى حبيبتى على المجهود الرائع
و ارجو انك تكمليها قريبا جدا
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .




وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته شكراً عزيزتي على مرورك الرائع .
وانا خلاص شارفت على النهاية .

the chandlier 13-07-10 08:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة srkajol (المشاركة 2374743)
حبيبتى انا بعرض عليكى المساعدة لو حبيتى قوليلى و انا اعمل اللى انتى عايزاه و تحتاجيه احنا كلنا اخوات هنا .. اطلبى بس


شكراً حبيبتي وانا اكيد برحب باي مساعدة

the chandlier 13-07-10 08:43 AM

-المواجهة

كم من الوقت ستأخذ كاميل لتَنظيم مجابهتِها ؟
كَانَ من المفترض ان يكون اليوم ، خَمّنت هانا ، فإذا بذلت المرأة الفرنسيةُ جهوداً لإكتِشاف خططِ ميغيل ، ستدركَ انه من المنتظر أَنْ يَعُودَ إلى البيت اللّيلة .
تَوَقُّع الوقت والمكان جعلها حاده ، وبمنتصفِ النهار كَانت تصبح محطمة الأعصاب . أصبح مفهوماً بأنَّ كاميل تَختار الوقت الذي تكون فيه هانا وحدها ، ما يعني الساعةَ التي تأخذها إلين لإستراحة الغداء ، أَو فوراً بعد ذلك عندما تزور هانا المقهى .
معرفتها لوجود رودني سبيرس بشكل مخفي زاد إطمئناناً .
دقّقَت هانا في ساعتها ، وأشارت إلى إيليان أنها يجب ان تَذْهبَ للغداء ، خلالها دَقَّ الهاتفَ ثلاث مراتَ ، ثلاثة زبائنِ اتصلوا ليأخذوا طلبات ، شخصان إختارا التَجَوُّل ، وكاميل لم تظهر بعد . التَوَتّر العصبي تصَاعدَ بمرور الوقت كما طَلبت سلطة وعصيرِ جزرِ في المقهى دفعت الحساب ، ثمّ إختارت أحد المناضدِ الفارغةِ الثلاث وجَلست .
السلطة كَانتْ ممتعةَ، عَرفتْ ذلك لأنها كثيراً ما طَلبتْها . على أية حال ، اليوم يُمْكِنُ أَنْ
تأْكلُ طباشيرَ ، وشهيتها كَانتْ غير موجودةَ .
جَلست هانا لأكثر مِنْ نِصْف سّاعة، ثمّ طَلبتْ زجاجة ماء شربتها في ربع الساعة التالية ... ولم تري اثراً لكاميل .
فى الثانية الا عشر دقائق , خرجت هانا الي الشارع , وزارت منصة بيع صحف قريبة , حيث أختارت بطاقة لترسلها الي سيندي ثم علدت أدراجهل الي المحل .
غادرت إيليان العمل في الساعة الرابعة , وبعد ساعة من هذا تفحصت هانا الأقفال , وشغلت جهاز الانذار , وأقفلت المحل , ثم سارت نحو موقف سيارتها .
منتدى ليلاس
اندست في البورش وأقفلت الباب . وضعت المفتاح في جهاز التشغيل , ثم شهقت وقد صعقتها الدهشة مع انفتاح الباب من الخارج .
مالت كاميل الي الأمام ورمت مغلفاً كبيراً على حجرها :" فكرت أنه يجب أن تحصلي على هذه ".
وتراجعت الي الخلف وهي تهم بأقفال الباب :" على فكرة . . الرحلة الي بيرث كانت رائعة حبيبتي ".
من اين اتت ؟ سألت هانا نفسها بصمت . ثم سمعت صوت المحرك , فاستدارت لتؤي كاميل خلف مقود سيارة تتحرك بسرعة نحو المخرج .
بعد ثوان , ظهر رودني سبيرس من مكام خفي :" هل أنت بخير ؟".
-أنا بخير .
ولم يبد مقتنعاً :" سأتصل بالسيد سانتاناس ".
حاولت هانا أن تبتسم , وكادت أن تنجح .
وبسرعة طلب رودني رقماً هاتفياً :" المجرمة رمت مغلفاً . . دقيقة اتصال واحدة . . أجل زوجتك بخير . سألحق بها الي البمنزل ".
وقطع الاتصال .
-هل انت بخير الآن سيدتي ؟
إنها بخير كما ستكون ابداً .
-بالتأكيد .
بعد ثوان خرجت من الموقف وانضمت الي صف من السيارات الزاحفة على طول شارع "توراك" .
بيرث ؟ لماذا ذكرت كاميا بيرث ؟
استلزم الأمر دقائق عدة للوصول المفرق المؤدي الي المنزل , وتحركت بسرعة مروراً بشوارع سكنية عديدة قبل الدخول الي منزلها .
كانت سيارة ميغيل "الجاغوار" متوقفة امام الباب الأمامي , وأوقفت البورش خلفها .
ما ان دخلت البهو حتي وجدته هناك , طويلاً متأملاً , عيناه قاتمتان وهو يتفرس جسمها الصغير .
وتحولت نظرته الي المغلف الكبير في يدها فأخذه منها , ثم أمسك ذقنها وعانقها بقوة . أمسك يدها وقادها معه :" دعينا نأخذ هذا الي المكتب . . أعتقد أن كلينا بحاجة الي قهوة ".
دخلت هانا بصمت الي الغرفة الكبيرة المليئة بصفوف الكتب , وراقبته يأخذ إبريق القهوة الكهريائي ويملأ فنجانين بالسائل البني الذهبي .
تناولت فنجاناً , وارتشفت منه رشفة طويلة وهي تسند وركها الي المنضدة .
أشارت الي المغلف :" ألن تفتح هذا ؟".
-بعد قليل . . اولاً هناك امر يجب ان تعرفيه .
نظرت اليه ملياً , ثم قالت ببطء :" لا اعتقد انني ارغب في سماع هذا ".
-يبدو ان كاميل اكتشفت انني سأكون في بيرث فلم تأخذ طائرة مبكرة الي هناك وحسب . . بل حجزت غرفة فى الفندق ذاته .
لاحظ النظرة المصدومة السريعة قبل ان تسيطر عليها بنجاح . . وأحس برغبته قتل كاميل للدمار الذي بدت مستعدة للتسبب فيه .
قالت هانا بمرارة :" لات تقل لي . . فهذا المغلف لا يحتوي فقط على الصور المعدلة التي شاهدناها , بل على لقطات أخذت في الفندق مع الوقت والتاريخ الظاهرين "
وتشابكت نظراتهما بحدة :" وماذا غير ذلك ؟ وانت تغادر غرفتك كاميل واقفة فى الممر وخلفها يظهر رقم الغرفة , فهل يجب ان اتفحص هذا ؟".
-بل اسوأ . . كاميل مستلقية شبة عارية في فراش مشعث . . ولانه ليس فراشي الامر لا يهم . . فمعظم العرف متشابهة .

ياسمين حمادة 14-07-10 08:38 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الرواية رااااااااااائعة

شاذن 15-07-10 06:31 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
:8_4_134:

مهندسة الرى 15-07-10 11:42 PM

ارجوك لا تتأخرى فى تكملة الرواية لأنها حلوة خالص أوى أوى

بنيتي بنيه 16-07-10 09:14 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . الروايه جميله جدااا ورائعه ارجوك انك تكمليه بسرعه

رتوشه 17-07-10 04:44 AM

يسلموووووو قلبي
ننتظرك على احر من الجمر
تقبلي مروري

مهندسة الرى 17-07-10 09:50 PM

يلا كملى لنا الرواية انت علقتينا بيها خالص ونفسنا نعرف الأحداث التالية بها ارجو ألا تتأخرى علينا

Hanna300 21-07-10 10:34 PM

بليز كملي الرواية متشوقين كتير لنعرف نهاية الرواية:7_5_129::flowers2:

اسماء88 31-07-10 04:14 PM

و الله ياحلوة خليتينا معلقين بليز كملينا الرواية و يعطيك اللللللف عافية

ayaegypt 31-07-10 07:33 PM

الرواية دي طولت زيادة عن اللزوم اكتر من أربع شهور وماخلصتش احنا نسينا هي بتتكلم عن ايه اساسا وخلاص حرمت افتح رواية ماخلصتش تاني

samahss 15-09-10 05:24 AM

الروايه جميله جدا لاتتاخرى فى التكمله

بياض الثلج 19-09-10 03:49 AM

يسلموووو يا عسل
متى بتكملي الرواية رووووعة
والله يعطيك العافية

مهندسة الرى 20-09-10 07:43 PM

حبيبتى ان كنت لن تكملى الرواية قولى لنا حتى لا نتعلق بها ونقعد ننتظرها!!!

ربي اسالك الجنة 24-09-10 02:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيبتي الرواية اكثر من روعه واتمنى من كل قلبي انك ماتطولين عليناوالله يعطيكي العافيه على ها المجهود 0:8_4_134:

the chandlier 25-09-10 10:51 PM


تــــــــــــــــــــاااااااااااااااااابع

وقفت تضع فنجان القهوة بحذر على المنضدة فيما همس لا صوت صوت داخلي صغير داخلي : اهدئي . . ابقي هادئة . . انظري الي الصور ، تفحصيها بدقة ، تفحصتها بدقة ، ولاتقولي شيئاً قبل ان تنتهي .
ببطء متعمد ، فتحت المغلف واخرجت الصور ثم وضعتها على المائدة كل على حدة الي ان وضلت الي الست الأخيرة منها .
وكما توقعت ، كان هناك لقطات ماخوذة للفندق من الخارج ، ومنظر لقسم الإستقبال ، مع صور واضحة لكاميل وهي تأخذ مفتاح غرفتها ، وللردهة رقما على الباب . وميغيل يخرج من الغرفة ذاتها ، والصورتان الأخيرتان تظهران كاميل نفسها في وضعيات مختلفة بين اغطية مجعدة ، وهي تبدو مكتفية حالمة ، وغرية بشكل لا يصدق .
أول رغبة تملكت هانا هي ان تمزق الصور وترميها في سلة المهملات . . وأحست بالدوار وهي تنظر اليها . شعرت انها مريضة فعلاُ لتخيلها ميغيل وهو يسعد امرأة أخرى ، وحتى ولو لم يحدث هذا ، فالفكرة وحدها كافية لقتلها .
- انظري الي التاريخ .
اخترق صوت ميغيل الفراغ الذي لف افكارها ، فهزت رأسها . لكن الصوت الأجش بدا كالحرير المطعم بالفولاذ الحاد وهو يقول :
-بربك . . انظري .
انه تاريخ اليوم .. اليوم ؟ لكن . .
أكمل ميغيل بعناد : ( كنت هنا ليلة أمس . . معك ).
وهذا برهان لا يدحض . . وقالت هانا مبتسمة : ( هكذا أفضل . . وإلا لقتلتك او أسوأ ).
بدا متسلياً بشكل غامض : (إذن ، من حسن حظي ان معي شاهد على مكان وجودي مساء الاثنين).
-ارجو ان يكون موثوقا به .
-انه كذلك ، ولسوف يؤكده لك اليخاندرو .
واصبح صوته قاسيا ، وتعبير وجهه لا يلين حين اضاف : ( سأرسل الي كاميل إنذاراً مؤقتاً . . فإذا تجاهلته سأقاضيها بتهمة الإزعاج المتكرر ).
صمت قليلاً ثم تابع : ( ثم هناك غثبات علمي بالنسبة لتعديل الصور ).
ونظر اليها بحدة : ( لو تصرفت بحكمة ، فستستقل أول طائرة عائدة الي وترحل من هنا ).
وستعود حياتهما الي طبيعتها . . حتى المرة القادمة . . ومع ان نساء كثيرات يرغبن بميغيل إلا ان أي واحدة منهن لم تتصرف بهذا الشكل غير العادي كما فعلت كاميل . . هل هذه المرأة مهووسة ؟ سارقة رجال متمرسة تأخذ كفايتها من التسلية بالناس ولعب لعبة شريرة ؟
وجعل هذا هانا تحب التملك بقوة . . متمكلة في ما يتعلق بميغيل ، وزواجها ، وبيتها . . وأي شيء تقدسه .
لكن بضعة اسئلة حيرتها وارتجفت للفكار الغربية التي تراودها ، وأحست بالقهر لفكرة ان خطة كاميل كادت تنجح .
لا تخوضي في هذا . . حذرت نفسها بصمت . فالشراكة ، والزواج ، يجب ان يبنيا على الثقة ، فلا اساس للزواج .
اخذت فنجان قهوتها مجدداً وارتشفت منه ، ليخفف توترها بالتدريج .
منذ بضعة اسابيع لم تكن تعرف بوجود كاميل دالفور ، ومع ذلك ، وفي الأسبوع المنصرم تمكنت المرأة الفرنسية من زرع الفوضي في حياتها .
يمكن لميغيل ان يتخذ الإجراء الذي يريده ، لكنها تنوي التخطيط لاستراتيجية خاصة بها .
بحركة متهورة ، ابتلعت ما تبيقي من قهوتها ، ثم اعادت الفنجان الي المنضدة ، وقالت : ( أشعر برغبة في السياحة قبل العشاء ).
تركها ميغيل تذهب ، وحين أغلقت الباب خلفها ، أعاد الصور إلي المغلف ووضعها في الخزنة . بعدئذ التقط الهاتف وطلب رقم محاميه . .
خلعت هانا ثيابها وارتدت ثوب السباحة مذهل بون بحري قاتم ، مكون من قطعة واحدة ، ثم رفعت شعرها ، وتناولت منشفة ونزلت السلم بخفة .
بدت البركة مغرية ، والمياه صافية لماعة تحت أشعة شمس السماء الغاربة ، وكانت حرارة النهار قد تلاشت تقريباً . وغطست بنعومة في الجانب العميق من البركة ، وحين برزت الي السطح ضربت الماء بيديها ضربات متكاسلة ، ضربة ثم اخرى ، الي ان عدت الي الخمسين ، ثم انقلبت على ظهرها وبقيت عائمة بسعادة فوق المياه الصافية .
كانت تشعر بالشمس على وجهها وأطرافها ، واغمضت عينيها ، لتضع في التفكير متأمل .
سرعان ما ستضطر للخروج من الماء ، والصعود الي غرفتها ، لتستحم وتغير ثيابها استعداداً للعشاء . . لكنها الآن ، ستستمتعبالهدوء والعزلة .
بعد خمس دقائق ، انقلبت على بطنها بحركة سريعة ، واتجهت الي حافة البركة .
الاستراتيجية التى فكرت فيها ، تجسدت لديها وهي تستحم ، جففت شعرها وارتدت تنورة مقلمة وقميصاً . . ووضعت أقل قدر ممكن من الزينة ، ولمسة أحمر شفاة ، وأصبحت جاهزة .
كان موعد العشاء في الساعة السادسة والنصف ، فألقت نظرة سريعة على ساعتها لتكتشف ان لديها خمس دقائق فقط لتضع خطتها قيد التنفيذ .
وبدلاً من استخدام خط المنزل الهاتفي ، اخرجت هاتفها الخلوي ، وضغطت ارقاماً عدة .
-غرازيلا ؟
وتبادلت معها التحيات ، ثم دخلت في صلب الموضوع : ( هل استطيع ان اكلم كاميل ، إذا كانت موجودة ؟)
وإندهشت كاميل لهوية المتكلم ، إلا انها لم تظهر دهشتها : ( هانا . . كم هذا فانت عزيزتي ).
وكانت لهجتها مزيفة تماماً .
-دعينا نتناول الغداء معا يوم غد .
وسمت مطعماً في المدينة يقع على مسافة قريبة من المحل ، ثم أضافت : ( في الساعة الواحدة كوني هناك ).
وقطعت المكالمة ، قبل ان تتاح الفرصة لكاميل ان تقول أي كلمة اخرى .
كان العشاء مكوناً من وجبة بسيطة من الدجاج المقدم مع الأرز والسلطة اللذيذة وفاكهة طازجة ، وشربت هانا الليمونادة ، وأعجبتها شهية ميغيل بينما راحت هي تتلاعب بالطعام في صحنها ز
-الستِ جائعة ؟
التقت نظرة ميغيل الثابتة وهزت كتفيها قبل ان تجيب : ( احضرت لي زبونة طبقاً كبيراً من العنب الطازج والبسكويت والجبن . . وأكلنا ، أنا وإليان طوالا بعد الظهر ).
-هل نسيت ان لدينا تذكرتين لحفل افتتاح مسرحية ( دايفد ويليلمسون ) الجديدة الليلة القادمة ؟
بقد كانت مشغولة التفكير بكاميل . . ولم تراجع مفكرتها الإجتماعية منذ أيام .
- لا . . بالطبع لم أنس .
قال ميغيل بينما دفعت هانا طبقها جانباً : ( لدي بعض العمل في المكتب لمدة ساعة تقريباً ).
-وأنا أيضاً .
فواتير آخر الشهر ، إيصالات بضاعة ، كما تحتاج الي تفحيص كتيبات الموضة من عدة بيوتات أزياء ، واكملت : ( يجب أن أبدأ بها ).
قال وهو يقف : ( ضعي الصحون في غسالة الصحون . . وسأحضر القهوة ).
أراد جزء منها الإحساس بلمسته ، ودفء ذراعيه وهما يلتفان حولها . . هل لطمأنتها ؟ لن يفيدها ات تشعر بمثل هذه الحاجة . مع ذلك ، فهما متزوجان ، ويربطهما عهد . . وماهو الشيء الطبيعي أكثر من التقدم اليه ، ولف ذراعيها حول عنقه وجذب رأسه الي رأسها ؟
لن تستطيع هذا . ليس هنا ، وليس الآن . كاميل تقف بينهما مثل الشبح ، وجود حي يتنفس ، يبدو وكأنه يستنفد دفئها الطبيعي ومرحها العفوي .
حين انتهت من تحضير القهوة ، صبتها في فنجانين وحملت فنجانها الي الغرفة المريحة المحاذية لمكتب ميغيل . لم تكن الغرفة كبيرة مثل غرفتهخ ، ولكنها أثثت بمنضدة أثرية ، ورفوف كتب ، وخزانة ملفات ، ومنضدة كتابة .
ولساعتين متتاليتين عملت بجهد ، وبعد ان انهت عملها ، أرسلت بضع رسائل الكترونية لأصدقائها .
-ألم تنتهي بعد ؟
رفعت هانا راسها لتري جسم ميغيل الطويل المستند الي إطار الباب . كان قد فتح ازرار كمي قميصه ، ورفعهما الي أعيمرفقيه . والأزرار القليلة في أعلى القميص كانت مفتوحة ، وبدا وكانه مرر أصابعه على شعره أكثر من مرة .
-خمس دقائق .
-هل ترغبين في مشاهدة فيلم تلفزيوني ؟
-ولم لا ؟
-هزلي ؟ أم حركة ؟ أم دراما ؟
حركت انفها وابتسمت له : (فاجئني ).
حين دخلت غرفة التسلية ، وجدته ممدداً على أريكة جلدية . وكان أمامه رزمة بسكويت هش غير مفتوحة ، فيما الأنوار معتمة ،وشاشة التلفزيون تعرض بعض الخبار السريعة قبل الفيلم .
افسح لها مكاناً الي جانبه ، ومد لها يده يدعوها اليه . كانت عيناه قاتمتين ، وفمه يلتوي بابتسامة شهية : ( تعالي هنا ).
تمتمت وهي تقطع الغرفة : ( يبدو لي هذه دعوة ).
-وهل أنت بحاجة لدعوة .
أشارت الي سطل الثلج والعصير : ( هل نحتفل بشيء ؟)
امسك يدها وجذبها اليه ، قائلاً :
-السلام .
أخذت رشف من العصير ، وراقبها لوهي تفعل مثله . . ثم أخذ الكأس من يدها وأعطاها كأسه .
كانت هذه ايماءة مثيرة متعمدة . . وبقيت تحدق فيه لبضع ثوان ، وهي تعي جيداً التجاذب الكيميائي بينهما .
انطلقت النار المستعرة في شرايينها . . لتوقظ أعصابها كلها .
بجهد كبير ابعدت نظرها عنه ، ونظرت من دون ان ترى التلفزيون ، محاولة ان تركز على الصور الملونة مع بدء عرض الفيلم .
شربت ما في كاسها ببطء وهي تشعر بتغيير في جسم ميغيل بعد ان وضع ذراعه على ظهر الأريكة ، على مقربة من كتفها ز
كان الفيلم يدور حول علاقة غرامية ، والتمثيل رائعاً ، وقد نال جائزة أوسكار لدوريهما إن لم تخنها ذاكرتها .
بالتريج ارتفعت حرارة هانا وهو يقترب منها ، ثم يعانقها بخفة . وسألته بصوت اجش : ( هل ؤريد حقا مشاتهدة الفيلم ؟ ).
وسمعت ضحكته المنخفضة قبل أن يجيب :
-شاهديه أنت كوريدا. . لدي شيء آخر أفكر به ز
-هنا ؟
امتدت يده إلي خصرها ثم ارتفعت ببطء .
-سنصل الي غرفة النوم في النهاية . . أما الآن فاسترخي .
لم تعد تشعر بالخجل ، بل , , بحاجتها اليه . . وشهقت وهو يقف ليحملها متجهاً بها نحو السلم .
فيما بعد ، وبعد وقت طويل ، غلبها النوم بين ذراعيه .




الفصل التاسع : غضب ودموع

بدأ اليوم بالمطر ، ثم ضعف ليتحول الي رذاذاً خفيفاً ، ومع منتصف النهار كانت المدينة قد استحمت بحرارة بخارية ورطوبة مرتفعة .
ارتدت هانا ملابس فاتنة ، بذلة سوداء ، مفصلة يدوياً ، صارخة الأناقة . وكانت ياقة السترة المزررة تظهر شيئاص من بشرتها . واختارت حذاء مرتفعاً مستدق الكعبين أ في على جسمها الصغير طولاً ، وجوارب سوداء شفافة غلفت ساقيها النحيلتين .. وسرحت شعرها في شينيون لماع ، وارتدت أقل ما يمكن من الجواهر .
مظهرها العام مظهر امرأة واثقة من نفسها تحترم ذاتها . . وبالكاد اهتمت بشعورها من الداخل وهي تدخل المطعم المعين ، متأخرة عمداً بضع دقائق .
وبدا ان كاميل تنوي لعب اللعبة ذاتها ، فهي لم تكن موجودة ، وسمحت هانا لكبير السقاة أن يرافقها الي الطاولة المحجدوزة ، حيث طلبت مرطباً ، وأخذت ترتشفه ببطء مع مرور الدقائق .
زاد الانتظارمن توتر اعصابها . وبعد عشر دقائق ، استدعت الساقي وسجلت طلبها . . فإذا قررت كاميل ألا تظهر . .
-هانا . . اعتذر لك .
كان الصوت مزيفاً مثل ابتسامة كلميل وهي تندس في المقعد المقابل .
–لقد تأخرت وأنا أرد على مكالمة هاتفية .
ورفعت يدها في إيماءة مغرية ، قبل ان تضيف :
-وتعرفين مشكلة ركن السيارة .
همست هانا لنفسها : ( ابدأي كما كنت تنوين ).
-لقد طلبت الطعام . . فليس لدي سوى ساعة فراغ .
جاء الساقي وطلبت كاميل عصيراً .
-فكرت بان نحتفل حبيبتي .
-وماهي المناسبة ؟
-الحياة .
ولم تصل ابتسامة كاميل الي عينيها وهي تكمل : ( أوليس هذا سبباً كافياً) .
واجهتها بحزم : ( لا . . لاسيما وأنت مصممة على التدخل في حياتي ).
قدم الساقي لائحة الطعام ، فنظرت كاميل اليها بسرعة ، وطلبت سلطة ، ثم نظرت الي هانا نظرت قاسية محسوبة .
-الم تتعلمي بعد انني خصم مخيف ؟
-وخصم غبي جداً .
تاملتها نظرة كاميل قبل أ نتسالها : ( ما رايك بالصور حبيبتي ).
-اي منها ؟ المعدلة على الكمبيوتر ؟ ام تلك التي تظهرك مدة بين أغطية الرير في ثوب مبتذل ؟
الاحتراس الظاهر ازداد ليتحول الي ما يقارب الخطر .
-كيف يمكن ان اكون في حال غير هذا وميغيل ترك فراشي لتوه ؟
صححت هانا لها بهدوء مخادع : ( انت مخطئة كاميل . . ميغيل لم يكن في فراشك أبداً)
لم يتغير تعبير وجه كاميل : ( وهل فشلت في مواجهة الحقيقة ، يا حبيبتي ؟).
تناولت هانا قطعة هليون بشوكتها ، وغمست طرفها في المرق ، ومضغتها بهدوء وتلذذ . . ثم قالت بعد ثوان : ( أنت من يحتاج الي فحص الحقائق ).
-الصور واضحة ز
نظرت هانا الي الفرنسية وكادت تشعر بالسف عليها : ( انه خيال كاميل ).
اشتد ضغط كاميل على شفتيها : ( لإنه دليل لا يقبل الجدال . . التاريخ المسجل لا يكذب ).
وافقت هانا : ( لا . . لكنك ارتكبت غلطة صغيرة ).
-وماهي ؟
تاخرت هانا في الرد : ( لقد عاد ميغيل الي البيت مساء الثلاثاء ).
-مستحيل ، كان جناحه لا يزال مشغولاُ .
أكدت لها : ( كان يشغله اليخاندرو . . لقد كنت ذكية جداً في تشغيل جهاز التاريخ في الكاميرا . . وهذا ما يجعل من وجود ميغيل في فراشك مستحيلاً ، في وقت كان فيه معي )
سألت كاميل بكرهية : ( وماذا عن ليلة الاثنين هانا ؟).
قاومت هانا الرغبة في صفع وجه المرأة .
-كاميل . . استسلمي . لقد لعبت ما ظننت انه ورقتك الرابحة ، وثبت ان هذه الورقة ليست اكثر من جوكر .
التقت اصابع يد مطلية الأظافر بالأحمر حول منديل المائدة : ( هل دعوتني الي الغداء لتقوي لي هذا ؟ ).
-لا . . بل اردت فرصة لأحذرك شخصياً من أنني لن أتحمل محاولاتك في التدخل في حياتي ، أو في زواجي .
ضغطت كاميل يدها فوق قلبها ، بسخرية : ( كم أنا خائفة).
كانت درجة السخرية الدرامية مضحكة تقريباً ، لو تمكنت هانا من رؤية شيء من المرح في الموقف .
واكملت تحذيرها من دون ليونة : ( خافي . . يمكنني اتهامك بالإزعاج والتحرش ).
وكانت نظرتهامباشرة ، ولهجتها مثلجة ، وانتظرت لحظة ، ثم أضافت : ( أشك في ان خالتكط قد تتاثر . ولا اتصور هذا لغرازيلا وانريكو دلسلنتوس ).
لمعت عينا كاميل بحقد أسود : ( لم انته منك بعد . . ميغيل . .
قاطعتها هانا بنعومة : ( يجدك مزعجة بقدر ما اجدك انا . . اذهبي وعيشي كاميل . . اخرجي من حياتي ).
انطلق فيض الكلمات حاقد من فم كاميل المخطط بدقة ، في سبابي عنيف ولغة مبتذلة مثيرة للشفقة ، جعلت من يفهم الفرنسية ، يسمع سيلاً من التهجم على أصل هانا وسليلتها ومركزها وشخصيتها .
حدث شيئان متزامنان ، وكانا اخطر انذار موجه لهانا .
امتدت يد كاميل خلسة وصفعت وجه هانا صفعة لاذعة ، وانسكب العصير على مفرش الطاولة . ظهر رودني سيبرس من مكان مجهول وامسك بذراع المراة الفرنسية في قبضة رادعة .
ما حصل لاحقاً كان مضحكاً . . فقد أسرع الساقي الي الطاولة ولحق به كبير السقاة . بدا بعض الرواد مذهولين تماماً فيما أخذ الفضول البعض الاخر ، وفي هذه الأثناء تابعت كاميل لعن كل شخص من اقارب هانا . . الحياء منهم والأموات .
واحتوى المشهد على مقتطفات غير مترابطة ، مثل مشهد من فيلم سينمائي .
سال كبير السقاة يإهتمام : ( هل ترغبين في استدعاء الشرطة سيدتي ؟).
كان يعرف تماماً هوية هانا وعلاقتها بعائلتين من أكبر اثرياء المدينة .
تجاهلت هانا إيماءة رودني سيبرس بالموافقة وردت : ( لا ).
كرر بلهفة : ( هل انت واثقة سيدتي ؟ ألم تصابي بأذي ).
الجانب الأيسر من وجهها كان يلدغها . . راحت ترتجف ببعض الانفعال . لكن ،هذا كل شيء .
-انا بخير .
لن نأخذ ثمن وجبة الطعام طبعاً . . هل ىتيك بشراب ؟ أكد رودني بلهجة لا تتحمل الجدال : ( سأعتني بالسيدة سانتاناس . . حالما أرافق هذه المرأة الي الخارج ).
نظر الي هانا نظرة مباشرة ، وسألها :
-هل انت واثقة تماماً من اانك لا تريدين سجنها؟
استدارت نحو كاميل ، التي بدت كقطة متوحشة تنتظر فرصة اخري للإنقضاض .
وقالت محذرة بوقار هاديء : ( اقتربي مني مسافة عشرة امتار مرة اخري ، وسوف اصفعك بكل تهمة ترد في القانون ).
وكان هدؤها صعباً ، وهي تشعر من الداخل انها محطمة الأعصاب .
ارج ردني المرأة الفرنسية بالقوة من المطعم ، ونظرت هانا الي المائدة ، والعصير المسكوب والطعام المبعثر ، وقالت ببساطة : ( أعتذر ),
اخذت حقيبة يدها وسحبت بطاقة الإعتماد .
لوح كبير السقاة برفض البطاقة : ( لا .. لا سيدتني . . لا داعي لأن تغادري ، دعيني احضر لك وجبة طعام اخري ).
-شكراً لك . . يجب ان اعود الي العمل .
يجب ان تخرج من هنا لتتنشق هواءً نظيفاً : ( يجب ان تنتظري عودة التحري ).
الحارس الشخصي ! اللعنة ! هذا يعني ان رودني سيقدم تقريرا لميغيل ، ثم ، . . . وكشرت ، سيكون عليها دفع ثمن تصرفها .
لم يطل الأمر . . عشر دقائق فقط ، عدتها هانا وهي تتفحص ساعتها مع رنين هاتفها الخلوي .
سأل ميغيل لحظة ردت على المكالمة : ( ما الذي فعلته بحق الجحيم ؟).
ردت من دون تردد : ( احمي منطقتي ).
وسمعت شتائمه المنخفضة .
-لا تحتولي ان تكوني ظريفة .
لكن (( الخيالة )) وصلت في الوقت المناسب .
قال بصوت أجش : ( هانا . . أنا لست مستعداً للضحك ).
-وانا لم اكن اضحك ز
-اقفلي المحل واذهبي الي البيت .
-لماذا انا بخير .
-هانا . .
-لإذا كان لابد من اجاء تفحص لما بعد الحادثة ، يمكنك الانتظار حتى الليل .
الصمت المطلق كان بليغاً . . واستطاعت ان تسمعه وهو يستجمع سيطرته على نفسه ، ويو بقسوة : ( الليلة . . وفي هذا الوقت سيبقي رودني قريبا منك . . افهمت ؟).
كانت التعليمات الموجهة الي رودني دقيقة . . فقد فهم ان حراستها تعني الانتباه الي ما يجري داخل المحل ومراقبة اية زبونة تدخل المحل وتقلب البضاعة .
ذهلت اليانور بما جرى واقلقتها اللطخة الحمراء على خدهانا ، فوضعت عليها كيساً من ثلج ، واصرت على البقاء معها حتى وقت الإقفال .
لم يكن هناك أي أثر أو خبر عن كاميل ، وعانت هانا من مرافقة رودني لها حتى موقف سيارتها ، ثم لحاقه بها عن قرب الي درجة ان سيارته كادت تلامس سيارتها .
هناك كدمة بسيطة بدات بالظهور على وجنتها ، وعندما تفحصها ميغيل جعل من الصعب عليها ألا تجفل ألماً ز
قال ميغيل آمراً : ( كلميني . . هل تتالمين عند تحريك فمك ؟ ).
هزت كتفيها وردت : ( ليس كثيراً ).
ورأت نظرته تضيق .
امسك ذراعها ، وقادها الي المكتب ، واقفل الباب ، ثم استدار قليواجهها : ( والان . . هل ستقولين لي كيف حدث وتناولت الغداء مع كاميل ؟).
اوه . . ياللسماء . . الاستجواب . والحقيقة البسيطة هي الطريق الوحيد .
-لقد اتصلت بها ودعتها .
تحولت قسمات وجهه الي تفحص مكتئب . ومن دون اي كلمة ، تقدم الي المنضدة واسند وركه على حافتها .
منتدى ليلاس
-ماذ1ا دهاك بحق السماء لتفعلي هذا ؟
كان السؤال ناعماً كالحرير ، وخطيراً ، فنظرت اليه تدير كل الحركة . لذا قررت ان الوقت قد حان لأن اقول لها كفى .
نظر اليها نظرة مباشرة محللة : ( حتى مع معرفتك انني رفعت قضية ضدها ، والمسالة اصبحت تحت السيطرة ؟).
تابع بدرجة كبيرة من السحرية : ( ادركت ان المرأة لا يمكن التنبؤ بما يمكن ان تفعل ، لذا فهي خطرة ).
قالت هانا مدافعة : ( لم اكن بمفردي معها . . والشكر لك ، كان رودني الثمين في مكان قريب ).
هل خطر ببالك ما كان يمكن ان يحدث لو لم يكن موجوداً؟ ).
وقفت منتصبة ، وحدقت فيه : ( اذا انتهيت من استجوابك ، فسأذهب واغير ملابسي ).
وقف ميغيل ، ووصل اليها قبل ان تخطو أكثر من خطوة . . واطبقت يداه على كتفيها ، ثم امسك ذقنها ورفع راسها : ( اعطني وعداً بألا يكون هناك المزيد من من المحاولات البطولية المشتقلة ).
كان قريباً قريباً جدا. . فخفق نبض اسفل عنقها ، ووقفت مسمرة ، تنظر اليه وهو يتفحص قسمات وجهها بنظرة مرعبة ز
بدا لها ان انفاسها علقت في حلقها .وتعلقت عيناها بعينيه ، مشتعلتان غاضبتان ، مع ذلك ضعيفتان جداً .
-سأفكر بالامر .
شكل سبابه الأجش الحافز لها .؟ ( هل انتهيت ).
وحاولت انتزاع نفسها من يده ، وفشلت : ( دعني اذهب . . اللعنة عليك !).
اكتست عيناه مظهر البرود الذي لا يرحم : ( سيكون العشاء جاهزاً بعد نصف ساعة ).
ومرر ابهامه على شفتهجف ، فاراد ان يهزها ز
-يجب ان نكون في المسرح في الساعة السابعة والنصف .
أوه . . ياإلهي . . وكادت تتاوه بصوت مرتفع ، المسرحية . المنتج صديق شخصي . . وعدم الحضور سيكون قمة في قلة التهذيب .
-لست جائعة .
كان التوتر العاطفي والعصبي جحيماً ولعنة مميتة . . والسماء تعرف انها عانت من العذاب في الأسبوع ما يكفيها العمر كله .
-اذا لم تكوني في غرفة الطعام بعد نصف ساعة ، فسأصعد لآخذك .
اتسعت عيناها ، ومال لونهما الي الأزرق القاتم ، وقالت محذرة : ( لا تلعب دور الزوج المتسلط ).
ورأت عيناه تقتمان .
-هانا ز
كان في صوته تحذير مبطن قررت ألا تهتم به ، وردت بغضب : ( لا تقل شيئاً . . لا تقل شيئاً).
تركها ميغيل تخرج من الغرفة من دون ان يتفوه بكلمة اخرى ز
اخذت حماماًث متكاسلاً جعلها تستعيد الكثير من توازنها .وارتدت بنطلون جينز انيقاً وبلوزة . وجففت شعرها ، ثم نزلت الي الطاق الأرضي .
كانت صوفيا قد حضرت يخنة لحم بقر طري مع خبز محمص ، وسلطة . الرائحة الزكية ، فتحت شهية هانا ، فاكلت باستمتاع وتلذذ . فكرت بعدة مواضيع للحديث ، ثم تخلت عنها .
قال : ( اليس لديك ما تقولينه ؟).
نظرت اليه ، فالتقت نظراتهما . ثم اخذت بعضاً من الرز في شوكتها : ( ماذا تقترح ؟ مواجهتي مع كامبل حكم عليها بالموت ).
-لقد اتصلت رينيه ، واكدت لي ان لا شيء مهم . واشارت الي انها ستتحدث معك الليلة .
نظرت السيه بحدة : ( وهل اخبرتها بما حدث اليوم ؟).
-لا . . ولماذا اقلقها بلا فائدة ؟
سوف تصاب امها بالذعر لو اكتشفت الي أي مدى ذهبت كاميل في حملتها . . والمضاعفات التي سببتها .
كانت ليلة الإفتتاح في المسرح تعني ان ترتدي ثيلباً انيقة . واختارت هانا بدلة مؤلفة من تنورة مرتفعة الخصر باللون الزهري وبلوزة من دون اكمام بلون زهري داكن . . واكملت هندامها بشال حريري ناعم . وكعادتها اختارت اقل ما يمكن من الحلي ، ثم عقصت شعرها في عقدة جميلة في اعلى راسها .
كان افراد من نخبة مجتمع المدينة حاضرين . . ولم يفاجئها رؤية غرايزلا وارنيكو ديلسانتوس بين المدعوين في المسرح ، وبرفقتهما اصدائهما آيمي دلفور ، وكاميل ، ولوك ز
بطريقة ما ن تعبير( القصة بين الحمائم ) لم يكن كافياًَ لتصوير لتصوير الموقف . لكن الدعوى التي تقدم بها ميغيل لمنع الإزعاج المتواصل لن تصبح سارية المفعول قبل اليوم التالي . . بما ان كاميل لم تكن غبية ، فان ظهورها الليلة هنا ليس سوى تعجرف وقح .
كانت المرأة الفرنسية ترتدي ثيلباً ضيقاً بقصد الفتنة . وبدت جميلة بشكل آثم في ثوب مبتكر من دون اربطة او ظهر ، يلتصق بجسمها وكأنه بشرة ثانية .
هل هذه محاولة بائسة أخيرة لتظهر لميغيل ماذا يخسر ؟
طبعاً ، من المستحيل ان يتسللا عبر الردهة من دون ان يلاحظهما أحد ، ولا يمكن لهما ان يتجاهلا وجود ديلسانتوس .
تصرفي . . حثت هانا نفسها بصمت بينما كان ميغيل يضم يدها بيه . حيتهماغرازيلا بحماسة : ( هانا ، ميغيل . . كم من الرائع رؤيتكما . هل تذكران آيمي ، بالطبع كاميل ولوك ).
وكيف لهما ان ينسيا ؟ تبادلا تحيات مجاملة لا معنى لها ، وتعمدت هانا تجاهل تقييم كاميل المغري لميغيل . والمثير للعجب أنه لم يحترق لرؤية تكور شفتيها الشهيتين ، والعد الخبيث الواضح في عمق عينيها الفاويتين .
سوف تصرخ . . لكنها ارتاحت على الفور لرؤية والديها يتجهان نحوهم .لتبادل التحيات معهم وهما تتقدمان الي منصة البيع .
-رينيه . . كارلو . . ارجو ان تنضما الينا .
اغمضت هانا عينيها ،ثم فتحتهما مرة اخري حين أشار انريكو ديلسانتوس الي اربعة مقاعد فارغة حول الطاولة التي اختاروها . . هذه ليست امسية هانا ! كم سيدوم وقت الاستراحة ؟ عشر دقائق أم خمس عشرة دقيقة ؟ أيمكنها ان تعيش هذاه الفترة برفقة كتميل ولوك ؟ . . بالتأكيد .
تعمد ميغيل اجلاس هانا الي جانب رينيه فيما جلس هو في المقعد المجاور . . كان فاتناً مع غرازيلا ، وتبادل الحديث مع كارلو وانريكو ، وتصرف بتهذيب في كل مرة حولت فيها كاميل لفت انتباهه .
لاحظت هانا ان هذا يحدث باستمرارمع وجود كاميل . فاق هذا كله احتمالها ، وفي محاولتها للتخلص من هذا الوضع اعتذرت وتوجهت الي غرفة الزينة .
لكنها ادركت بعد دقائق انها ارتكبت غلطة كبيرة ، فقد انضمت اليها كاميل بسرعة ، وكان عليها الانتظار نظراً لعدد الغرف الصغيرة . . وقفت هانا متصلبة تنتظر من كاميل أنتندأ بالضرب ولم يخب املها .
-لا تتصوري نفسك قادرة على الإختباء وراء حارس شخصي . . أعتقد أنك تظنين نفسك ذكية .
استدارت هانا قليلاً لتنظر الي المرأة الفرنسية ، وردت بجفاء : ( أبدتً . . الحارس الشخصي موجود بناء لطلب ميغيل ).
تحول وجه كاميل الي ثقناع ثلجي ، قبل ان تقول : ( -ليحمي مصالحة واستثماراته ز
-طبعأً .
كانت هذه هي الحقيقة ، فلماذا الإنكار ؟
تابعت هانا بهدوء : ( لكن هناك مكافأة لهذا . . على ان اشاركه فراشه ، وحياته ، واحمل اولاده ).
وأطلقت نفساً عميقاً قبل ان تضيف ( اعترفي أنك فشلت كاميل , واذهبي للتفتيش عن رجل ثري آخر , لا ينفر من تلاعبك ).
صمتت قليلاً ثم قالت : ( وخذي لوك معك ).
فردت الفرنسية بلؤم متعمد : ( انه عاشق متمرس ).
قطبت هانا ساخرة : (وهل تعتقدين هذا ؟ يالفبائك ! ) .
لوحت كاميل بيدها بشكل وحشي , لكن هانا هذه المرة كانت جاهزة , فتراجعت الي الوراء لئلا تصيبها الصفعة .
أطلقت هانا بضع شهقات تعجب , قبل أن تحضر رينيه التي تحولت قسمات وجهها الرائعة الي الشراسة من شدة الغضب .
- لقد قلت ما يكفي كاميل ! والآن أخرجي من هنا حالاً . . هناك أمكنة أخري فيها تسهيلات إذا كنت مضطرة الي استخدامها .
واستدارت الي ابنتها : ( حبيبتي . . هل انت بخير ؟ ).
- أجل . . شكراً .
- ولم تستطع سوي التساؤل عما إذا كان ميغيل هو من أرسل رينيه لإنقاذها .
- تعالي . . دعينا نعود الي . . الطاولة .
وهزت رأسها : ( أنا بحاجة حقاً لأن أنعش نفسي . . قولي لميغيل إنني سأذهب مباشرة الي مقاعدنا ) .
قالت رينيه بحزم : ( سأبقي معك ) .
- إذن , سيرسل رجلانا معاً فرقة تفتيش . حقاً أنا بخير .
قالت أمها بأرتياب : ( حسن جداً . . هل انت متأكدة ؟ ) .
فرغت أحدي غرف الزينة الصغيرة , فدخلتها هانا . . بعد دقائق كانت تقف أمام المرآة لتعيد إصلاح أحمر الشفاة , ثم خرجت الي البهو .
ولم تكد تخطو خطوتين حتي وجدت ميغيل الي جانبها . نظرت اليه بثبات وهو يمسك ذراعها وسألته :
- أولاً رينيه والآن انت ؟
- دقيقة أخري وكنت سأدخل بنفسي لأحضرك .
- وهل ستدخل مكاناً مخصصاً للنساء ؟ كم انت شجاع .
حذرها بغضب : ( لا تدفعيني كثيراً كويريدا ) .
ولم يكونا في طريقهما الي المسرح .
-نحن نسير في الاتجاة الخاطئ .
- سأخذك الي البيت .
- لن تأخذني بحق الجحيم !
ورفضت بعناد أن تتحرك . . ولقد لمعت عيناها بنار زرقاء وهي تواجهه : ( لن أفوت بقية المسرحية ) .
وضمت قبضتيها ولامست صدره : ( الطريقة الوحيدة لإخراجي من هنا هي ان ترميني علي كتفك وتحملني الي الخارج ! ) .
علق بين الضحك والغضب , وقال بصوت أجش : ( لا تغريني ) .
انتزعت ذراعها من قبضته , وسارت بمقدار ما سمحت به كعبا حذائها الرقيق المرتفع من السرعة , نحو المسرح
وصلت الي الباب المزدوج , وكان الي جانبها فدخلا معا الي القاعة المعتمة , ووجدا مقعديهما واندسا فيهما .
وعلي الفور تقريباً . . ارتفعت الستارة , وبدأ المشهد الثاني .
ركزت هانا علي الممثلين وأدوارهم بجهد وعناد في محاولة منها لنسيان أمر كاميل ولوك وزوجها الفريد من نوعه . . ونجحت تقريباً , ثم وقفت مع المشاهدين تصفق لكاتب المسرحية , والممثلين , وللمخرج .
خروج المشاهدين تتطلب وقتاً , وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة حين انطلق ميغيل بسيارة الجاغوار عبر شوارع المدينة . . كان رذاذ المطر قد بلل الأسفلت وأخذت هانا تراقب حركة مساحات الزجاج الأمامي مع استدارة السيارة الي " تورماك رود " .
الصداع الذي انتابها في الساعة الأخيرة , بدا وكأنه يزداد سواءاً . وما إن أوقف السيارة داخل المرآب , حتي تركت مقعدها وسبقته الي داخل المنزل .
وصلا البهو , وزادت حدة نظرته وهو يلاحظ شحوب قسماتها .
- خذي دواءً للصداع , واذهبي الي النوم .
- لا تقل لي ماذا افعل .
- كويريدا . . هل تريدين الشجار ؟
- أجل . . اللعنة عليك !
- هناك كيس ملاكمة في غرفة الرياضة . . لما لا تجربينه ؟
إنه يتسلي . . اللعنة عليه . . ونظرت اليه نظرة سوداء : ( قد أفعل هذا ! ).
قال بتكاسل : ( أمر واحد فقط . . اذهبي وغيري ملابسك اولاً ) .
لم تقف لتفكر , بل رفعت ركبتها وخلعت فردة حذاء وضربته بها .
التقطها ميغيل بدقة , ووضعها بحذر علي طاولة جانبية , واستدار اليها سائلاً : ( هل تريدين التجربة مرة أخري ) .
هذه المرة جربت حقيبة يدها التي طارت في الهواء , وصاحت بغضب وهو يرفعها بين ذراعيه ويحملها الي الطابق الأعلي .
ضربت هانا كتفيه , ذراعيه , وأي مكان استطاعت أن تصل اليه , وتأوهت بسخط غاضب حين لم تؤثر فيه ابداً .
وصل غرفة النوم ودخلها , ثم رفس الباب وراءه ليقفله , قبل أن ينزلها الي الارض .
قال بصوت اجش : ( حسن جداً . . هذا يكفي ) .
فسألت بضغينة : ( أتعرف كيف اشعر ؟ ) .
- أستطيع القول ان الشعور متبادل .
وامسك كتفيها ليثبتها : ( كفي ) .
-في هذه اللحظة بالذات . . أعتقد انني أكرهك .
- لأنني كنت هدفاً لمخططات جهنمية وضعتها امرأة أخري .
- أريد أن انام . . لوحدي .
صاح بها صوت صغير : حمقاء . . أنت توجهين غضبك نحو الشخص الخاطئ . . إلا أنها لم تكن تعي ذلك .
وتركها ميغيل : ( اذهبي الي النوم).
واستدارت لتخرج من الغرفة ، واغلق الباب وراءه بهدوء .
نظرت الي الباب ، وتمنت لو انه صفقه ، لكان هذا منطقياً اكثر .
تقدمت ببطء الي النافذة ، ونظرت الي الخارج عبر الحديقة المعتمة كان القمر مرتفعاً ، كوكب كبير مستدير أبيض ، يرسل الي الأرض ضوء ابيض حالماً ، زفي مكان بعيد ، نبح كلب ، فتردد صوته وسط صمت الليل المطبق .
اغلقت هانا الستائر ، ثم خلعت ملابسها ببطء / وأزالت تبرجها ارتدت قميص النوم الحريري واندست بين الأغطية ، وأطفأت المصباح قرب السرير ، لتستلقي محدقة في الظلام . . ملأت التخيلات رأسها بجلبة مقتحمة . . وغرقت عيناها بالدموع التي زحفت ببطء الي أذنيها حتي وصلت الي الوسادة .
مسحت الدموع ، مرتين ، ثم أغمضت عينيها بتصميم في محاولة للاستغراق في النوم .
إلا أنها كانت لا تزال صاحية حين دخل ميغيل الغرفة بعد وقت طويل ، وسمعته يخلع ملابسه ، وأحست بحركة الفراش الخفية وهو يتسلل اليها ز
توسلت اليه بصمت : ضمني . . لكن الكلمات لم تجد الي لسانها سبيلاً . وبقيت جامدة ، تصغي الي تنفسه الثابت البطيء الذي تحول بعدها الي تنفس رتيب دلالة على النوم الهاديؤ . كان من السهل عليها ان تلمسه كان كل ما عليها فعله هو ان تدس يدها لتتلمس دفء جسده .
إلا انها لا تستطيع فعل هذا . كوني صادقة . . وبخت نفسها بصمت . . أنت خائفة . . خائفة من ان يتجاهل الإشارة والأسوأ ، ان يرفضها ز
كيف ستشعر حينها ؟
لا شك أنها ستدمر .
**********************

نهاية الفصل التــــــــــــــــــــاسع


الفصل العــاشر : الحب السيد الوحيد

استيقظت هانا على صوت المياه في الحمام التابع للغرفة ، وانقلبت لترى الساعة . . إنها السابعة . نزلت من السرير واختارت ثياباً داخلية نظيفة ، وعباءه ثم ذهبت الي الغرفة الأخرى حيث استحمت وارتدت ملابسها .
كان من السهل عليها ان تتصالح مع ميغيل . . مجرد ان تفتح الباب وتخطو الي جانبه كما تغعل كل صباح . ماعدا انها اليوم لا تستطيع . . ليبس بعد ليلة امس ز
غلطة من هذه ؟ سألها صوت ساخر موبخ ز
اخذت نفساص عميقاً ، ثم عادت الي غرفتهما لترى ميغيل يرتدي ملابسه ,
نظر اليها مطولاً نظرة فاحصة ، فردت عليها بمثلها . . ثم رمت ثياب النوم على السرير واتجهت الي غرفة ملابسها الصغيرة لتختار ما ترتديه .
-هل ستبقين على هذا الحال مدة طويلة ؟
كان صوته متشدقاً ، فتجاهلته وهي ترتدي جوارب سوداء شفافة وتختار احى البذلات السوداء التي ترتديها دائماً للذهاب الي العمل .
حين برزت ، كان يقف في طريقها ، ونظرت اليه .
حذرها بنعومة : ( هانا).
-لست حردانة .
ولم تكن تحرد أبداً . فهذا ليس من طبيعتها .
ولا اكرهك . . اضافت بصمت ، غير قادرة على قول الكلمات بصةت عال . . ياللسماء . . ما الذي دهاها لتقول مثل هذا القول ؟ ردة فعل ، توتر غاضب ؟ لكنها كلمات قيلت ، ومن الصعب إرجاعها . كما انها كلما تركت الغضب يغلي أكثر ، كلما صعب عليها أن تشرح السبب .
اسودت عيناها وتحولتا الي عاصفتين : ( ماذا تريدني ان أقول ؟ أنا آسفة لتصرفي ليلة أمس ؟ حسن جدا. . ً أعتذر ).
-اعتذار مقبول ز
نظرت اليه بحدة : ( لا تتسلط على ).
حذرها : ( اوقفي هذا للتو )ز
-لست طفلة . . اللعنة !
ماذا تفعل بحق السماء ؟ انها تتصرف كقطار لا يمكن ايقافه .
-اذن لا تتصرفي كطفلة .
قالت بعناد : ( ستعذرني إذا لم انضم اليك لتناول الفطور . . فسأتوقف عند أي مقهي لآخذ القهوة والكرواسان ).
تجاوزته لتدخل الحمام ، والتقطت فرشاة الشعر وراحت تسرح شعرها الي ان آلمتها جلدة رأسها ، ثم وضعت أقل ما لايمكن من الزينة .
اتسعت عيناها وهي تلمح ميغيل في المرآة وهو يدخل ليقف ورائها ، وارتجفت اصابعها واشتدت حول قلم احمر الشفاة .
أحست وكأنها وترد مشدود على وشك أن ينقطع وهو يديرها لتواجهه . . واصبحت بلا قوة حين احنى رأسه نحوها ,
قققال ميغيل قربها : ( هذا . . هو المهم . . ولا شيء غيره ).
وعانقها بقوة الي أن ماد راسها ، ثم تركها ليخرج من الغرفة .
امسكت هانا الرف الرخامي في محاولة منها لالتقاط انفاسها . . ياللسماء . . مابالها ؟
لم يكن لديها فكرة كم من الوقت وقفت هناك ، لكن بدا لها ان دهراً قد انقضى قبل أن تأخذ حقيبتها ، وتدس قدميها في حذاء عالي الكعبي ، وتنزل البي المرآب .
وبعد عشر دقيائق ، اوقفت البورش ثم قطعت الشارع ، واشترت صحيفة يومية ، ودخلت المقهي لتنضم الي العديد ممن يمتعون بالطعام .
في التاسعة ، فتحت المحل وامضت نصف ساعة على الهاتف تلاحق شحنة من المفترض أن تصل بعد ظهر اليوم الفائت ، ولم تصل ز
وطوال فترة الصباح ، حاولت ان تثبت ابتسامة على وجهها المر الذي اتعبها . . كيف تستطيع ان تتظاهر بالسعادة وهي فيس الداخل تتحطم الي الف قطعة .
سألتها إيليان بقلق عند منتصف النهار : ( هل انت مريضة ؟)
-لا .
لوت ابتسامة متسائلة فمها الجذاب : ( حامل ؟).
-لا .
مازحتها إيليان : ( تبدين مترددة . . فهل هذا محتمل ، لكن الوقت مبكر ا تعرفي ).
هزت هانا راسها نفياً ببساطة وقالت : ( اذهبي لتناول الغداء . . هل يمكن ان تجلبي لي معك سندوتش دجاج وسلطة ، وزجاجة ماء ).
اخذت حقيبتها واخرجت منها ورقة نقدية . اليوم ستأكل في الغرفة الخلفية الصغيرة بدلاً من قضاء نصف الساعة المعتادة في المقهي القريب .
انهت ليليان عملها في الرابعة ، مر بعد الظهر ببطء حيث راجعت هانا لائحة البضاعة ثم قامت ببعض الاتصالات الهاتفية . . وجاءت رسالة بالفاكس تعلمها أن طلباً خاصاً سيصل في شحنة ليلية . . وسجلت ملاحظة للأتصال بزبونة .
كانت صورة ميغيل القاسية تلاحقها , كما فعلت طوال فترة الصباح . . إلا أن الأمر ازداد سواءاً الآن . فلا أحد تكلمه , ولا زبونة دخلت لتسترعي انتباهها , والهاتف لم يرن .
التفكير بالليلة الماضية جعل معدتها تنقبض بشكل مؤلم . . بطريقة ما , شعرت أن غضب ميغيل المسيطر عليه أسوأ من إطلاق سلسلة من الشتائم , أو رمي شيء , أو الصراخ بها . فقد حول غضبها الي مجرد تصرف طفولي . . وهذا أمر ضايقها وأغضبها أكثر مما تريد أن تعترف .
ارتفع صوت الجرس , يحذرها أن شخصاً دخل المحل . . فابتسمت ابتسامة دافئة وهي تتحرك من خلف منضدتها .
- هانا حبيبتي .
- أمي .
كانت رينيه تتصل دائماً قبل زيارتها لكنها لم تفعل هذه المرة , مما جعل جبهة هانا تتجعد في عبوس خفيف .
- أعرف . . كان يجب أن اتصل أولاً , ولكنني كنت قريبة . .
- وصمتت . . قبل ان تستطرد : ( اتناول الغداء مع صديقة قديمة حبيبتي . . وفكرت ان ازورك لألقي عليك التحية ) .
عكس صوتها نبرة حماسية : ( يسرني أن أراك ) .
وقطعت المسافة التي تفصلهما لتطبع القبلة المعتادة على كل خد .
- وصلت المناديل هذا الصباح . . وضعت بعضاً منها جانباً , طننت أنها قد تعجبك . هل تريدين رؤيتها ؟
العمل . . لو استطاعت إبقاء الأحاديث علي المستوي العملي , فقد لا تلاحظ رينيه ما يعتمل في صدر ابنتها .
- أوه . . أرجوك حبيبتي .
- أحضرت هانا العلبة وأخرجت ثلاثة مناديل فتحتها فوق رف البيع كانت من الحرير الخالص , بنقوش رائعة وألوان جذابة .
- اختارت رينيه منديلين , ثم تقدمت الي رف القمصان , واختارا واحداً , ثم عادت الي المنضدة : ( سآخذ هذه حبيبتي ) .
وشهقت بصوت منخفض , وألحقتها بشتيمة أنثوية : ( لا أصدق هذا لقد تركت محفظتي في السيارة ) .
قالت هانا فوراً , والقلق يبدو علي وجهها : ( مقفلة كما أرجو ) .
- طبعاً مقفلة حبيبتي . والمفاتيح معي . . وأذكر أنني شغلت جهاز الانذار .
- اين أوقفتها ؟
- في هذا الجانب من الشارع , علي بعد بضع سيارات .
ومدت يدها بالمفاتيح قائلة : ( هلا أحضرتها لي ؟ لن يستغرق الأمر سوي دقيقة ) .
لعل الهواء النقي يعدل مزاجها قلبلاً , أخذت هانا المفاتيح واتجهت الي الباب .
كان الطقس شديد الحرارة في الخارج . . ووهج الشمس لاهباً بعد برودة الداخل المكيف . بضع سيارات يعني أن عليها مواجهة الحرارة الأسوأ وهي تسير بإتجاة سيارة امها , فرفعت يدها لتظظل عينيها . لكنها وقفت جامدو لرؤية جسم طويل مألوف يقف قرب سيارة رينيه " الليكسوس " .
ميغيل . . يبدو مسترخياً تماماً , ومرتاحاً , يخفي تعابير وجهه خلف نظارة شمس سوداء . . إنها وقفة مخادعة , إذ لا شك أن هذه الواجهة الهادئة تخفي قوة مفترسة مشدودة .
جزء منها أراد ان يستدير وتعود الي المحل . . حيث سيضطران لوجود امها للحفاظ على المظهر المتمدن . ونع ذلك ، رفضت ان تسلك الطريق السهل . . فأي يكن ما يريدان قوله ، يجب ان يقال .
لاحظها ميغيل لحظة سوت كتفيها ، وشهد الإرؤتفاع الطفيف لذقنها قرأ بشكل صحيح التعبير في عينيها الزرقاوين الصافيتين .
كان من طبيعتها ان تواجد / وتقرر ، وتتحرك الي الأمام . . وكان يتعمد على ان تفعل هذا بالضبط .
قال : ( انها الرابعة والنصف ).
سارت الخطوات اللازمة لتصل الي سيارة امها ، وسألته :
-ماذا تفعل هنا ؟
رفع كم قميصه ، وتفحص ساعته ، ثم التفت اليها : ( لقد تجاوز الوقت هذا ببضع دقائق . . إذا كنت تريدين الدقة المطلقة ).
لم يتحرك ميغيل من ماكنه . واضطرت لأن تقترب أكثر وهي تعطل جهاز الإنذار ، وتفتح الباب وتاخذ حقيبة امها ، ثم تعيد إقفال السيارة .
قال بنعومة : ( هل لنا ؤأن نعيد حقيبة رينيه ؟)
نظرت اليه نظرة مدروسة : (نحن ؟)
امسك مرفقها ، وشد قبضته وهي تحاول انتزاع نفسها منه ، ورد بثبات  نحن ).
-ميغيل . . .
-هناك طريقة سهلة لنسير الي المحل . . وإلا سارفعك على كتفي واحملك . . فماذا تفضلين ؟)
اشتعلت عيناها بنار الغضب : ( وهل تركت لي الخيار ؟)
مرر ابهامه على فمها : ( لا ).
وتشوق كفاها لصفعه .
قال بصوت محذر ناعم التف على اعصابها : ( لا تفعلي ).
ومن دون أي كلمة استدارت عائدة الي المحل ، وهي تشعر بقوة كهربائية متفجرة تحيط بهما .
أحست هانا بقوة وجوده ن وقربه منها ، ورائحة عطر مابعد الحلاقة ، الرائحة النظيفة لثيابه . . ولسوف تشتد قبضته على مرفقها لو حاولت التخلص ز
سارا أمتاراً قليلة ، ومرا بواجهات اربعة محلات قبل أن يصلا . ولم تسأله إذا كان ينوي الدخول فقد بدا واضحاً انه سيفعل ذلك .
توقفت ، وقسمات وجهها مشدودة ، وعيناها قاتمتان جداً : ( هل هناك هدف من هذه الزيارة ؟).
-أجل ز
مدت هانا يدها لتفتح الباب ، ولكنه انفتح من الداخل ، وقالت رينيه وقسمات وجهها هادئه : ( ىه . . ها انت ، وردت مكالمة هاتفية فسويت الأمر ).
نقلت هانا نظرها من أحداهما الي الآخر , ثم أستقرت علي ميغيل , بإرتياب ظاهر .
- لقد دبرت كل هذا .
واستدارت الي أمها : ( ألم تفعلي ؟ ) .
قالت الأم : ( مذنبة ) .
سألتها هانا بغضب : ( لماذا ؟ ) .
قال ميغيل : ( أحضري حقيبتك . . سنغادر ) .
قالت رينيه , قبل ان تحتج ابنتها : ( سأبقي لأقفل المحل ) .
- لا .
ورمت هانا ميغيل بنظرة حاقدة : ( وإذا حاولت إستخدام القوة , سأتصل بالشرطة ) .
- اتصلي .
- لزمه ثانيتين ليدس ذراعاً تحت ركبتيها ويرفعها الي صدره .
- تقدمت رينيه بسرعة الي النضدة , وفتحت درجاً , واخذت منه حقية يد هانا , وأعطتها لميغيل .
- أطبقت هانا قبضتيها ولكمته بقوة علي كتفه , وقالت بحقد : ( لن أسامحك علي هذا ) .
- استدار وخرج من الباب وسار علي الرصيف الي حيث اوقف سيارته ، فتحها ، ووضع هانا في المقعد الخلفي .
في لحظة دارحولها الي المقعد السائق وجلس خلف المقود ز
دار المحرك ، في دمدمة هادئة وخرج ميغيل بالسيارة ، ثم اته نحو السير المتدفق في ( توراك ورد ).
لم تكن هانا تثق بقدرتها على الكلام ، فهي غاضبة بما يكفي اثنيها عن الكلام الذي لا معني له .
بدلاً من ذلك ، نظرت الي الخارج وراحت تراقب السيارات ن والناس ، والأولاد ، وامهات يضحكن ، أو يوبخن ز الحركة ، الحياة . . في الخارج كان العالم مستمراً في انطلاقته .
في داخلها ، لم يبد كل هذا حقيقياً . وشعرت و كانها تنظر الي المشهد في التلفزيون .
شوارع مألوفة ، ومواقع مألوفة . . إنها تمر من هنا خمسة أيام في الاسبوع .
لكنها ادركت فجأة انها لا تصل الي هذه المسافة : ( لقد تجاوزت مفرق الطريق )ز
-لن نذهب الي البيت .
كان صوته متشدقاً ن ونظرت اليه بحذر لترى القوة ، والتصميم ، باديين على وجهه ز
-ربما بإمكانك ان تفيدني ، الي أين نحن ذاهبان بالضبط ؟
نظر اليها بسرعة : ( انتظري لتري ).
ردت بغضب : ( اوه . . بحق السماء ).
وامتنعت عن قول كلمة اخرى .
زادت كثافة السيارة وهما يقتربان من المدينة وكتمت دهشتها حين أدار ميغيل السيارة الي مدخل أفخم فندق في المدينة .
فتح لهما الحارس الباب ، مما لم يترك لها خياراً ، سوى ان تنزل من المقعد الأمامي .
ماذا يفعلان هنا بحق السماء ؟ في فندق ، بينما يماكتن منزلاً فخماً جميلاً لا يبعد خمس عشرة دقيقة من هنا ؟ هذا جنون . والكثر للعجب كان ميغيل رافقها الي شقة معينة واسعة وانيقة .
تقدمت الي النافذة الزجاجية العريضة ، وازاحت الستارة الشفافة لتتطلع الي المنظر ، ثم استدارت ببط لتواجهه .

كان قد خلع سترته ببطء وعلى وشك ان يفك ربطة عنقه .
قال : ( انت مدين لي بتفسير ).
تخلص ميغيل من الربطة ، وفتح ازرار قميصه ، ثم تقدم الي البراد الصغير .
-ماذا تريدين ان تشربي ؟
كانت غاضبة ومتوترة فردت : ( توقف عن لعب دور السيد المهذب ).
توقف ، وشعرت بالقوة المكبوتة التي لا وصف لها . ولسبب ما ، جعلها هذا تشعر بالقلق .
كان في عينيه تعبير لم تشأ ان تحدده : ( وأي دور تريدني أن العب . . آ مانتي ؟)
تذكرت الفولاذ المغلف بالحرير ، وكتفت ذراعيها على معدتها في حركة حماية لا واعية ، واكمل : ( دور المتوحش ؟ زوج يندفع الي غضب كبير ، بحيث لا يكاد يمنع نفسه من خنق زوجته الجميلة ؟).
أخرج زجاجة ماء ، وفتح الغطاء ، وملأ كأساً أعطاه لها . ثم أخرج علبة مرطبات ، فتح الغطاء وشرب بعضاً من محتوياته .
- أم ربما على ات اضربك .
- رفع علبة المرطبات وشرب منها طويلاً : ( صدقيني . . انا متشوق لأن أفعل الأمرين معاص ).
- ردت تمتصلبة : ( حاول ).
نطر اليها نظرة سوداءطويلة ، أرسلت رجفة على عمودها الفقري .
-لا تدفعيني ز
ومن دون تفكير رمت محتويات كأسها في وجهه ، ورأت بذهول لا يصدق ، الماء البارد يصل الي قسمات وجهه الي قميصه ، ليترك بقعة مبللة ، من الصعب تجاهلها .
لم تتحرك، بالرغم من الإحساس الرهيب بالذعر الذي كان يحثها على ان تهرب بعيداً باقصي سرعة .
بدلاً من ذلك ، وقفت تحملق فيه بتحد صامت ز
لم تترك عيناه عينيها وهو يضع علبة المرطباتن جانباص ، ثم ، بحركة بطيئة ، خلع قميصه ، وانتزعه من تحت البنطلوت ، وتخلص منه برميه فوق مقعد قريب قبل أن يستدير ليواجهها .
بحركات بطيئة متعمدة ، اخذ منشفة وأزال البلل من على وجهه ، ثم رمى المنشفة على السرير .
كان منظره مثيراً . بشرة سمراء تمتد فوق عضلات قاسية ، والشعر الأسود يغطي صدره ، ومعدته المشدودة ، وخصر رائع .
قالت : ( هل انتهيت ؟).
-هذا يتوقف . .
وتقدم منها خطوة . . ووقفت ثابتة .
سخر بها ميغيل بنعومة : ( كم انت شجاعة ).
ستكون ملعونة لو توسلت ، وخرجت منها كلمة تحذير وهو يقترب مها : ( لا تفعل ).
لم يلمسها .
-لا أفعل ماذا . . حددي ؟
فردت بشراسة : ( سأقاومك ).
ولم تعي أ نقبضتيها اشتدتا ، او ان وقفتها تغيرت قليلاً استعداداً للهجوم .
-لن تكسبي .
-يمكن أن احاول ز
وستفعل . الدفاع عن النفس فن تعلمته الي درجة ما ، وعامل المفاجأة الي جانبها .
رأى الإرتفاع البسيط في ذقنها ، وتحرك عضلة أطراف فكها ، ورأي النار التي بدأت تقترب من السطح .
-هل تريدين القتال الي هذا الحد ؟
-أجل ز
ورأته يدس يديه فيجيبي بنطلونه .
-اذن . . افلي ما شئت ز
هل تضربه ؟ لكل الوقات التي ارادت فيها هذا ، للمناسبات التي فعلت فيها هذا . . لكنه الان يضع نفسه تحت رحمتها ، ووجدت نفسها عاجزة عن ان تفعل .
التقط ميغيل كل تعبير مر بسرعة على وجهها الرائع القسمات . . وحدد بدقة لكل واحد منهما .
قالت ببطء : ( أعتقد أننا بحاجة لأن نتكلم ) .
-لقد فعلنا هذا . . ولم يحل الكلام شيئاً .
شحب وجهها وهي تتذكر الشجار الذي شهداه صباح هذا اليوم .
-ميغيل . .
ومهما يكن ما اراد قوله فقد بقي محجوزاً في حلقها بعد ان عانقها عناقاً زعزع ثقتها وأسسها العاطفية .
لم يكن في عناقه شيء من العقاب . . بل حرارة مكثفة مثيرة ، بدت أنها تسلب أعماق كيانها ، وتجتذب شيئاً كرهت ان تعطيه .
لم تكن ترغب في الإستجابة ، ياللسماء . . كيف يمكنها ان تستجيب وهي مجروجة ومتالمة .
كان وكأنه يحاول ان يصل الي قلبها الهش الضعيف . . أن يضخ فيه شيئاً ثميناً غير محدو د ، يعني الكثير . . أكثر بكثير مما تستطيع الكلمات أن تصفه .
كان هناك عناقه . . وذلك السحر المسكر لحرارته ومشاعره .
ازعجتها المسافة التي تفصلهما . . ولزمها إرادة هائلة لئلا تلتصق به . فهذا ، على اي حال ، المستوى الوحيد من التواصل الذي يتفقان فيه .
الرغبة الجسدية . . رغبة جسدية عظيمة حقاً . كانت تظن انها تكفي ، حتى انها تمكنت من اقناع نفسها بأن الحب لا يهم . . لكنه مهم ، وجزء صغير منها يموت ببطء مع مرور كل يوم .
وتعاظمت المشاعر ، تنتشر في جسمها ، تملأه بسحر عذب . وحده ميغيل يمتلك القدرة على معالجته .
ارتفعت شهقة خفيفة فيحلقها ثم ماتت . حركة صغيرة مكرهة احس بها أكثر مما سمعها . . واحس بطريقة ارتفاع يديها ، ثم وقوعهما مجدداً وهي تسعى للسيطرة على نفسها ، وبدأت ترتجف تحت الثقل العاطفي بسبب مقاومتها اليه .
احست باللحظة التي تجاهلت فيه عقلها وتبعت قلبها . . وأحس بأول لمسة مترددة وهما تتسللان الي كتفيه معاُ حول عنقه .
شيء ما في داخله اهتز بعنف ، وسيصطرت رجفة عميقة على جسده القوي وهو يشدها اليه .
زاد عمق العناق ، وتملكه شوق لا حياء فيه وهو يقودها في الدرب نحو الإحتراق الكامل .
فقدت هانا الاتصال مع الزمن والاحساس بالمكان ، في توقها لأن تكون جزءاً منه . . لكنه مد يده ياخذ يدها ، ويبعدها على بعد ذراع منه .
اتسعت عيناها ، وبدتا ضخمتين جداً في وجهها . مترددة ، مررت طرف لسانها على شفتيها . . وكانت إيماءة لم يطلبها . . ورأت عينيه تشتعلان ، ثم اصبحتا سوداوين بشكل غير معقول .
وضع اصبعه على شفتيها . . واحست بالارتجاف الخفيف ، وامسك ذقنها .
قال بلطف : ( انت حياتي اماندا . . الهواء ابذي اتنشقه ، كل شيء ).
لاحق اصبعه وتراً نابضاً يصل الي اسفل عنقها ، واستقر فوق النبض المتسارع .
-لقد سرقت قلبي . . وكل كياني .
لم تعد هانا قادرة على النطق بكلمة واحدة . واضاف : ( منذ البداية ، نظرت اليك نظرة واحدة ، ولم يعد هناك غيرك . . أنت فقط ).
وجدت صوتها بصعوبة : ( ولكننا . . ).
-تزوجنا لنرضي أهلنا ، ولنؤمن بقاء الأعمال في العائلة ؟)
مرر ابهامه عبى شفتها السفلي : ( هل تصدقين هذا حقاً ؟)
ارتجف فمها : ( بقد قلت . . ).
-طلبت منك الزواج بي .
-لقد ظننت . .
وبخها بلطف : ( أنت تفكرين كثيراً . . انا احبك . . انت . . وكل شيء هو انت ).
بدأ المل يظهر في عينيها ، وسألت : ( وهل احببتني ؟ منذ البداية ؟)
-هل تصدقين حقاً انني رجل من النوع الذي يربط نفسه قانونياً بامرأة ؟ وينوي جعلها أماً لأولاده ز
وصمت قليلاً ليهز رأسه : ( كوريدا . . ألم تعرفيني بعد بشكل أفضل من هذا ؟)
بلى . . تعرفه . او على ألأقل ، كانت تظن أنها تعرفه قبل أن تبدأ كاميل لعبتها ز
قالت : ( كاميل . . ).
-بالكاد منعت نفسي من ان اخنقها . . أما لوك . .
وتصلبت عضلة فكه ، ولمعت عيناه ببريق خطير : ( إغراء ان أكسر فكه لم يكن بعيداً عن تفكيري ).
وتذكرت هانا أنها رات هذا واضحاً احياناً . ,. ولو انها فكرت لبحظتها أن ميغيل يلعب الدور المتوقع منه .
وكاميل ؟
قال ميغيل وكأنه يقرأ افكارها : ( صدر امر قضائي باعتقالها يوم أمس . . فأختارت طلب اسقاط الدعوى على لن تختفي من الولاية والبلاد نهائياً ، خلال اربع وعشرين ساعة ).
كلنت كلماته قاسية مقتصضبة . ولم تشك هانا في انه وجه الإنذار بطريقة لا يمكن ان تفشل كاميل في فهمها ز
قالت ببطء : ( فهمت ).
ارتفع حاجبه بمرح : ( ماذا فهمت أمانتي؟ ).
رفعت يدها ، ثم تركتها تهبط الي جانبها : ( الي اين سنذهب من هذه النقطة ).
-الآت ؟
اعاد ها بلطف الي ما بين ذراعيسه ، وعانقها ببطء : ( سأبقي مع زوجتي ).
هز الارتجاف جسمها النحيل ، وانطلقت نار حارة في شرايينها . . فارتفعت حرارة جسمها حتى درجة الحمى ز
واكمل : (وأتأكد من ألا يكون لديها عذر بعد الآن في أن تشك فيحبي لها ).
قال : ( كنت أنوي ان آخذك للعشاء ).
-ربما فيما بعد . . بما في الغرفة .
وحملها الي الفراش .
***********************************

نهاية الفصل العاشر



الفصل الحادي عشر والأخير والحمد لله هههههههه

وتناولا الطعام . . . لكن عند منتصف الليل .
كانا قد تمتعا براحة لذيذة فاقت كل شيء تشاركاه من قبل .
تبع هذا حمام ساخن متكاسل ، وارتديا كل عباءهته واحتسيا العصير اللذيذ وهما ينتظران خادمة الغرف لتحضر لهما العشاء .
بعد ان انهيا الطعام ، تراجعت هانا في مقعدها . هناك اسئلة كثيرة تريد ان تطرحها . . كلمات تحتاج ان تقولها . . وحثها صوت صغير : (الآن . . قوليها الآن.
كان هناك خطوط خفيفة جداً عند زوايا عينيه . . واظهرت قسماته لحية سوداء .
نظرت اليه بحذر ، تري القوة ، وهالة السلطة التي تنضخ منه . وعرفت ان هذا سيبقي موجوداً دائماً . ولها .
فكاشفته بصدق هاديء : ( أنا أحبك ).
ورات اساريره تلين .
كانت عيناه قاتمتين ، قلتمتين جداً . . تعبيرهما صريح مما جعلها تكتم انفاسها لكثرة المشاعر الظاهرة فيهما ، وقال بلطف : ( شكراً حبيبتي ).
-ولكالما احببتك . . ولو لم احبك . . ما كنت وافقت على الزواج منك.
وابتاعت غصة صغيرة ارتفعت فجأة الي حلقها : ( انت كل شيء احتاج اليه ).
اصبحت عيناها لامعتين بالدموع المتلألة : ( انت حياتي ).
هل من الممكن ان يتوقف القلب من الخفقان ؟ وان تكون المشاعر قوية الي درجة تقطع القدرة على الكلام ؟
وقف ميغيل وشدها الي ذراعيه ، وضاعت هانا . . غرقت في بحر من المشاعر ، وتمسكت بكتفيه وهي تستجيب له ز
كم من الوقت وقفا هكذا ، متعانقين احدهما ، بين ذراعي الآخر ؟ فهي لم تعد تتذكر الزمن .
ببطء ابعدها قليلاً ، وطبع قبلة على خدها . وتنهدت احتجاجاً ، وتأوهت قليلاً حين تركها وسار عبر الغرفة ز
راقبته وهو يخرج شيئاً من جيب سترته ، ويعود ليدس علبة مجوهرات رقيقة في يدها .
-لدي شيء لك .
-ميغيل . .
-افتحيها .
وفتحتها متأنية . . وكبتت ليعة دموع مفاجئة . . ففي غلاف من المخمل عقد متقن الصنع ، وقرط مماثل . . انه أنيق بجمال ، يجمع الألماس الوهري واللماس الأبيض ، مع الماسة زهري على شكل أجاصة ، في اسقل العقد .
همست هانا : ( انها جميلة ).
واحست بالدموع تترقرق في عينيها لتجري في كل خد جدول بطيء ، وتتوقف لبرهة على طرفي فكها .
-شكراً لك .
-دموع. . هانا .
سؤاله الممازح ، جعلها تمسح الدموع عن عينيها وتمرر اصابعها المرتجفة على كل خد .
-يبدو انني لا استطيع وقفها .
اخرج ميغيل العقد ووضعه في مكانه المناسب وثبت المشيك بأمان ، ثم مال اليها ليطبع قبلة على جبينها .
واستقرت النجمة تحت تجويف العنق مباشرة ، بخطها الوحيد من الألماسالوهري والأبيض .
لقد تذكر وهذا امر هام ، وبما ان الوصف لهذه الحلية وصفها ، ولم تشر الي أي شيء آخر رأته ، فهذا يعني انه كلف احدهم بصنع هذا التصميم خصيصاً .
-الا تريدين رؤية كيف يبدو ؟
هزت هانا راسها وقالت بنعومة : ( انه اجمل شيء امتلكته في حياتي . . مميز ).
وادركت انه عرف كم عنت الهدية لها .
مدت يدها الي المشيبك ، لكنه اوقف يديها : ( ابقيه حيث هو ).
و من دون ان تتفوه بكلمة ارى ، ادنت رأسه الي راسها وعانقته عناقاً مثيراً وليس له سوي نهاية واحدة .
فيما بعد ، ولوقت طويل ، ضمها ميغيل اليه وطبع قبلة على جبينها : ( نامي امانتي . . فغداً يوم ىخر ).
استيقظت هانا على رنين جرس الباب ، وادخل ميغيل الساقي الذي اوصل الفطور الي الغرفة ز
كم الساعة الآن ؟ نظرت بسرعة الي الساعة قرب السرير ، وتأوهت .
الثامنة والربع ! ياللسماء . . من المفترض ان تفتح المحل في التاسعة ، وتحتاج الي حمام وارتداء ملابسها ، والذهاب الي البيت لتغيير ثيابها بأخري نظيفة . . بحركة مسرعة ، رمت الأغطية جانباً ووقفت ثم توجهت الي الحمام . .
قال ميغيل بصوت اجش يؤنبها : ( امادا . . على مهلك).
نظرت اليه بانزعاج .
-المحل . . كان يجب ان توقظني . .
وبدا متسلياً : ( تعالي وتناولي الفطور . . لست ذاهبة الي أي مكان ). –ماذا صتعني انني لست ذاهبة الي اي مكان ؟ لقد تأخر الوقت . .
كان في تعبيره الأسمر المتسلي اعجاب دافيء ، وبسرعة اخذت عباءة ، ودست كميه وضمت الأطراف الحريرية معاً .
مد يده ، وامسك يديها ، وشدها الي جانبه .
احتجت ساخطة : ( ميغيل . . لا وقت لدينا . . )
-بلى . . . معنا وقت .
-لا . . ليس معنا وقت .
ومررت اصابعها في شعرها المشعث ، وقامت بجهد لتحرر يدها ز
إلا انه لم يترك لها فرصة . . فعناقه لها كاد يحطم إرادتها . لكنها انسحبت بعيداً عنه ، بعد ان سمح لها بهذا .
كان يعرف ان باستطاعته نزع الحري عن كتفيها واعادتها الي الفراش . .
وقال : ( ستفتح رينيه المحل هذا الصباح ).
وجمدت ، تنظر اليه متفحصة : ( لماذا ؟)
قادها الي الطاولة حيث وضضع الساقي فطورهما : ( اجلسي لنأكل ).
-لن أفعل شيئاً الي ان تقول لي ماذا يجري .
قال بسهولة : ( حسن جداً . . من المقرر ان نستقل الطائرة بعد بضع ساعات ).
وجمدت اكثر ن واتسعت عيناها وهي تنظر اليه : ( ماذا قلت ؟)
مد ذراعه ودفعها الي الأمام بلطف ، لتجلس على كرسي ثم جلس في المقعد المقلبل .
-سمعت ما قلت .
-كيف ؟
نظر اليها متسلياً : ( بالطريقة العادية اتصور ).
-اعني ، كيف لنا ان نسافر بسرعة هكذا ؟
-فوضي احداً عنك .
- لا استطيع .
-بلي . . تستطيعين .
وشرب نصف كأس عصيره دفعه واحدة .
-ستعود سندي الي العمل يوم الاثنين ، وستدير المحل بمساعدة إيليان ، وستأتي رينيه في الرابعة من كل يوم لإقفال المحل .
- لكن . .
-الدنيا كما نعرفها لن تنتهي . . لكن هذه مفاجأ ة . . غير متوقعة .
أخذت هانا رشفة عصير برتقال ، ثم اخرى : ( الي اين سنذهب ؟).
-الي هاواي ز
أوه . . ياالهي . . هل تملك قدرة على قراءة الأفكار ؟ وتخيلت الرمالرالبيضاء ، والبحر الأزرق ، والأمواج المتلألئة ، أشعة الشمس ، السكون . . أيام كسلي ، ليال طويلة متكاسلة . . انها الجنة .
وبالكاد سألت : ( الي متى ؟)
-اسبوع في هو نو لولو ، واسبوع في مادي .
سألت :( هونولولو ؟)
ولدت ابتسامة بطيءة حلوة على شفتيها . . مادي . . انها أجمل الماكن وأكثرها سحراً .
ولمعت عيناها بالسؤال : ( حقاً ؟ اليوم ؟)
تحرك فمه بتسلية ساخرة : ( لا تنظري الي هكذا . . وإلا لن نخرج من هذا الجناح كما لن نلحق برحلة محددة الموعد).
ضحكت هانا ن ضحكة خفيفة من القلب ، والتفت حول قلبه واعتصرته قليلاُ : ( اتعتقد هذا )
مد يده ووضع اصبعه على شفتيهت : ( الفطور كوريدا ).
-حسن جداً .
رفعت يدها تعد علىاصابعها : ( همممممممم . . رحلة في الطائرة تستغرق تسع ساعات )ز
ولمعت عيناها ببريق شيطاني : ( هذا يعطيني الوقت الكافي لأخطط بالضبط كيف انوي مكافئتك ).
وتولاه إغراء ان يتخلى عن الفطور : ( وقحة ).
-امر مؤسف اننا سنضطر الي الذهاب الي البيت اتجهيز حقائبنا .
-لا . . لسنا مضطرين . . فحقائبنا في صندوق السيارة .
لم تستطع كبت ابتسامة شك : ( وهل وضبت ليثيابي ؟)
قال بوقار مرح : ( جئت بمقدار قليل ما انت بحاجة اليه . وأي شيء آخر يمكنك شراءه هناك ).
واكمل بتكاسل : ( اضافة لهذا ، لن ادعك ترتدين الكثير من الثياب معظم الوقت ).
مالت هانا عبر الطاولة ووضعت اصبعاً على شفتيه : ( حسن جداًُ . . لدي اخبار لك امانتي . . اريد ان اسبح ، واستلقي في الشمس ، واذهب فيس نزهات طويلة ، واقرأ . كما ان عشاء لذيذ بين زملاء من الموجودين هو مطلب اساسي ).
ولمعت عيناها لتكتسبا بريق التوباز الأزرق : ( لو وضعت ملابس داخلية في الحقيبة ، فسنواجه متاعب جدية ).

-حاولي . . بذلة سهرة ، فستان او اثنين ، بنطلونات قصيرة ، بضع قمصان ، بكيني ، احذية . .
وصمت . . ثم فتح فمه وعض على اصبعها باطراف اسنانه مدعباً قبل ان يتركه ز
سخرت بلطف : ( الطعام ).
منتدى ليلاس
وبدأت بالتهام الفاكهة ، تبعها التوست والقهوة .
ولحقا بالطائرة , ولم يكن أمامهما سوي دقائق . وزعتهانا اهتمامها بين صفحات قصة بوليسية غامضة رائعة ، والفلام المعروضة .
كان الوقت متأخراص حين حطت بهما الطائرة في هونولولو ، ومع حلول منتصف الليل وصلا الي الفندق .
كان الجناح الفخم في الطابق مرتفع ، يطل على كنظر رائع لشاطيء " وايكيكي " . وتقدمت هانا الي الواجهة الزجاجية , وفتحت الأبواب المؤدية الي الشرفة .
دخل نسيم لطيف من المحيط , وملأت الجو رائحة البحر المنعشة . . كانت الأنوار المتلالئة تحدد الأرض التي تمتد كالقوس نحو رأس " ديموند هيد " .
تقدم ميغيل منها ، وشبك ذراعيه حول خصرها ، لتستريح ذقنه على قمة راسها وهي تميل نحوه الي الخلف .
تمتمت بصوت منخفض : ( المنظر ساحر ).
وبدت لها ميلبورن ن منزلها ، وكاميل ، بعيدين جداً . . وكأنه حلم مزعج استفاقت منه لتوها ، واكملت : ( شكراً لك ).
-على ماذا باللضبط ؟
ردت ببساطة : ( لإحضاري الي هنا ).
واضافت صامتة ، لقيامك بعمل إيجابي ، لإيمانك بي . . وبنا .
ضغطت يدا ميغيل عليها قليلاً ، وخفض رأسه ، ليعانقها .
-من دواعي سعادتي .
قالت ببطء ، وهي تشعر بالحرارة تنتشر في جسمها : ( لقد توصلت الي قرار . . . إذا وافقت ).
قال ممازحا ً : ( هل تطلبين مني ، ام تقولين لي ؟ )
وأحس بتسارع ضربات قلبها ، والطريقة التي يتراوح بها جسدها بين ما تريد ، والإستسلام .
-فكرت . .
وصمتت ، ثم سحبت نفساً سريعاً بعد ان تحركت يداه تداعبانها .
سأل : ( هممم ؟ بماذا فكرت كوريدا ؟).
-لعل فترة ما بعد الميلاد ، وقت مناسب لترقية سندي .
-قلاار حكيم .
-وأعتقد أنني سأتبقي إيليان على أساس نصف دوام ، لمجرد المساعددة .
قال بتكاسل : ( أعتقد ان هذا يقود الي مكان ما ؟)
ردت بابتسامة ناعمة : ( الأطفال . . مارأيك بعائلو خاصة بنا ؟)
احس وكأن شخصاً لكمه على معدته . . ولد ؟ وسرح تفكيره الي البعيد ، الي ملاك أشقر يعكس صورة امه ، اوربما صبي اسمر يدفع امه الي الجنون بمزاحه الطفولي . . يالهي . . هانا ثقيلة الوون لحملها طفلاً ؟ ثم الولادة . . وشحب وجهه لفكرة مواجهتها للألم .
-هل أنت واثقة من هذا ؟
التفتت بين ذراعيه لتواجهه : ( وانت . . . ألست واثقاً ؟)
وبحثت في اسارير ه في الضوء الخفيف ، ولمحت شيئاص ظاهراً لم تستطع وصفه ز
قال بحماس : ( لا استطيع التفكير بأي شيء مميز اكثر منك ، يمكن ان تهديني اياه ).
احست هانا بالرجفة الخفيفة التي سرت في جسده الضخم ، ولفت ذراعيها على خصره تشده اليها اكثر ، قالت مداعبة : ( ربما يجب ان ندخل ، ونتدرب قليلاً . . . )
وافلتت ضحكة دافئة منخفضة من حنجرتها : ( إضافة لهذا ، لدي مكافئة خاضة اقمها لك ).
ودخلا معا ثم اقفلا باب الشرفة وانزلا الستائر .
هذا هو عالمهما الخاص . . فكرت هانا بهذا وهي تدخل الي الحمام .
خلال الايام القليلة التالية ، استمتعا في لعب دور السواح ، فركبا الباص المخصص للسواح ، واستأجرا سيارة ليموزين ليوم واحد طافا فيها الجيرة كلها .
وفي منتصف الاسبوع ، طارا الي (مادي ) وامضيا فيها ست ايام رائعة من الاسترخاء ، في فندق يقع على الشاطيء ويطل على المحيط . وقضيا اياماً حلوة يسيران على الشاطيء ، يتكاسلان تحت أشحجار النخيل يقرآن ويصغيان الي الموسيقي من الراديو الصغير ، وسبحا في المحيط وفي بركة السباحة في الفندق . لعبا التنس ، وتعشيا في مطاعم عد ، قبل ان يعودا الي جناحهما.
كان ميغيل يستيقظ في الصباح الباكر ليستخدم المنضدة الصغيرة مدة ساعة ، ويتفحص هاتفه الخلوي كل مساء قبل الخروج الي العشاء ، كوسيلة اتصال بعالم الأعمال في الخارج .
ولم تمانع هانا ، كان يكفيها انهما معا في جزء مثالي من العالم . لدى عودتهما الي هونولولو ، اشتيا من محلات فخمة . . وقالت : ( هانا ممازحة وهي تضيف كيساً آخر ملوناً ، للأكياس التي يحملها ميغيل بتساهل :
-هذا هو علاج البيع بالفرق .
اختارت هدايا لكارلو ورينيه واستيان ، إضافة الي شيء من اجل سندي و إيليان .
سأل ميغيل وهي تخرج من محل ىخر : ( هل انتهيم؟)
-ليس تماماً .
كانت تبحث عن شيء محدد : ( لا اعتقد انك ستقبل بحمل هذه الاكياس الي الفندق ، ومنحي ساعة اضافية للتسوق لوحي ؟
-مامن فرصة .
حسن جدا . . . لكن هناك شروط .؟
لمعت عيناه ن وتحرك فمه ليشكل ابتسامه متساهلة : ( وماهي هذه الشروط ، كوريدت ؟)
رمقته بنظرة مشعة وهي ترفع يدهت وتبدأ باعد على كل اصبع بدوره : ( لن تسألني عن اي متجر ادخله . وستبقي في الخارج ، ولن تنظر عبر زجاج الواجهة . . . لن تدخل المحل تحت اي ظرف كان)ز
رفع راسه قليلا ، ونظر اليها مفكرا : ( ماعدا اذا جرت عملية سطو . . او كان هناك رجل يحاول محادثتك ).
ابتسمت له ابتسامه مرحة : ( همممممممممم . . . يبدو هذا منصفاً).
بدت في السادسة عشر من عمرها ، بشعرها المقصوص عند مؤخرة عنقها ، والنظارة الشمسة على قمة راسها . وكان تبرجها أقل ما يمكن ، وبشرتها تلمع بلون ذهبي عسلي خفيف . وقد راتدت بنطلونا قصيراً من القطن ، وقميصاً . فلم تبدو انها زوجته ز
لكنها نور حياته ، سبب عيشه ، انها مخلوق يشكر الله بامتنان عليه كل يوم زولم يكن يعتقد انه من الممكن ان يتخلى عن حياته من اجل انسان ىخر . . لكنه تخلىعن حياته لها ، وفي جزء من الثانية ز
وقفت هانا خارج محل فخم ، واستدارت اليه قائلة بتعبير جاد : ( تذكر . . . لقد وعدتني ؟ ).
-اذهبي آمانتي ز
ذهبت . . . واهتم بها بائعان شابان ، شرحت لهما ما تريد ، واشارت الي سلسة الأسعار فانقلب اهتمامهما فوراً الاحترام .
صرفت وقتاً في الإختيار . . . ولزمها وقتاً أطول لإقناعهما بأن يجعلا احد الحرفييين ان يحفر نقشاً كتابياً ، وساعدها في هذا رشوة كبيرة .
طلبت ان يوضع ما اشترته في غلبه مخملية جميلة ، وان تلف بورق هدايا واخرجت بطاقتها المالية الخاصة ، ثم خرجت عبر الباب الزجاجي المزدوج بابتسامة رضى .
كان هذا ىخر مساء لهما في هذه الجنة الجميلة . فتناولا العشاء في مطعم فاخر في ( بينك بالاس ) أوالقصر الزهري في هونولولو . كان الطعام لذيذاً والعصير رائعاً ، والمنظر من الخارج المطل على المحيط المغتم وفر خلفية هادئة .
وأطالا المقام معاً . . كل منهما يكره ان ينهي المسية . فقريباً يجب ان يعودا الي جناحيهما ، ويستدعيا الحمال لينزل حقائبهما الي قسم الاستقبال . . . ومن هناك ستوصلهما سيارة اجرة الي المطار كي يلحقا بطائرة منتصف الليل التي يتعود بهما الي الوطن .
قدم لهما الساقي القهوة ، بينما كان ميغيل يوقع على الايصال ، اخرجت هانا علبة الهدية ووضعتها على الطاولة .
قالت بلطف مع ابتعاد الساقي : ( هذه لك ).
ونظر اليها ميغيل مليساً ثوان قبل ان يمد يده ليأخذ اللفافة ز
فتد الشريط المذهب ، وازال الختم . ونزع الورقه . ثم قتح العلبة .
في الداخل ، وفي فرش من مخمل وجد ساعة جيب ذهبية مع سلسلتها .
-هانا ز
- هناك نقش على ظهرها . . ز اقرأه ز
راقبته يأخذ السشاعة ويقلبها ليقرأ ما نقش على ظهرها : ( ميغيل . . . قلبي وروحي . . هانا ).
تنفس : ( ياالهي )
وفقد القدرة على الكلا بصوت منخفض : ( في الداخل مكان لصورة ).
صورة ستتغير من سنة الي اخرى ، واضافة الي جديدة الي عائلتهما .
-غراتسياس امادا .
ووقف على قدميه واستدار ليعانقها ز
ومعاً ، غادرا المطعم الي جناحهما . امامهما رحلة طويلة ، ولا وقت لديهما ليهدراه .
قال ميغيل بلطف وهو يضمها : ( حياة واحدة لا تكفي ).
همست : ( لا تكاد تكفي ).
وشدت رأسه اليها ز
رنين الهاتف المستمر ، تسبب في ابتعادهما عن بعضهما البعض على مضض . . والتقط ميغيل السماعة واصغى ، ثم قال بضع كلمات مختصرة .
قال بما يقارب الندم : ( الحمال في طريقه الي هنا ، والسيارة تنتظر والتوى فمها بابتسامة دافئة .
-سنكون في بيتنا غداً
-هذا لن يساعدني الان ابداً
انطلقت ضحكة خفيفة من شفتيها : ( الصبر . . كوريدو . . انه جيد للروح ).
احنى رأسه وعانقها بلطف مثير : ( سأذكرك بهذا لاحقاً ).
كان امامهما بقية حياتهما . . ومعاً سوف يجعلان كل يوم وزنه . . والي الأبد .




الخـــــــــاتمة



ولدت اليكسيتا كاثلين سانتاناس بعد احد عشر شهراً وثلاثة اسابيع ورابعة ايام . . وكانت فرحة لأمها ، ورعاها والدها بمحبة عمياء ز
وحضرت العائلة ، والأصدقاء المقربون حفل العمادة ثم عادو الي منزل ميغيل زهانا في توراك ليقدموا التهاني وليشربوا نخب صحة الملاك الأشقر الشعر ، وسعادتهما المستقبيلة ز
اشرقت الشمس مشعة ذلك اليوم ، وارتسمت السعادة في كل زاوية بينما الجميع يحتفل بالمناسبة .
غادر الضيوف باكرأ ذلك المساء ، وكانت الساعة تقارب التاسعة حين دخلت هانا غرفة الطفال لتطعم ابنتها .
كان يوماً ساحراً . . فكرت هانا بهذا وهي تغير ثياب اليكسيتا وتتحضر لتضعها على صدرها لارضاعها . . لنهل طفلة هادئة . . عدا تلك اللحظات حين تطلب الغداء او تحتاج تبديل حفاظها . انها جائعة الآن ، واخذت قبضاتها الصغيرة تضرب برقصة مهتاجة قبل ان تصمت لترضع بقوة ز
نظرت هانا الي قسمات الصغيرة المكتملة ، البشرة الرقيقة ، واحست بقلبها ينبض بفخر المومة . انها حقاً اجمل شيء صغير ، هدية ثمينة .
وقررت حالمة :أي فرق يمكن لسنة ان تفلع . لقد سافرت مع ميغيل الي رومت ، وطافت إيطاليل ، وامضت وقتاً في الندلس . . سندي الآن تتولى إدارة المحل ، بمساعدة إيليان ز
وقررت ان الحياة حلوة جداً .
-كيف حالها ؟
كانت هانا مستغرقة في افكارها بحيث لم نتبه لدخول ميغيل الهاديء الي الغرفة . رفعت رأسها لتبتسم له ابتسامة تمسكت بقلبه وجعلته يخفق بسرعة اكبر .
هل تعرف كم يحبها ؟ لا يمكن ألا تعرف . وتقدم الي جانبها ن ووقف يراقبها وهي تنهي رضاعة ابنتهما ، وتعطيها له لتتجشأ .
بعد دقائق وضع اليكسيتا بحذر في مهدها ، وغطاها ، ثم ضم هانا الي جانبه وهما يقفان ليراقبا نوم ابنتهما الهاديء .
قال ميغيل بنعومة : ( انها جميلة . . مثل امها ).
استدار حين اسندت هانا رأسها الي صدره ومرر شفتيه على جبينها : ( حان دورنا الان . . كوريدا).
ردت بخبث : ( همم . . يبدو هذا مثيراً للاهتمام ).
ورفعت راسها تنظر اليه : ( ماذا يدوب بخلدك ؟ ) .
شغل جهاز مراقبة الطفلة , ثم قادها الي غرفة نومهما .
- أنوي أسعادك .
- أوليس هذا , من جانب واحد قليلاً .
- وعانقها بشغف , فردت عليه بالمثل , وقد جرفها مد الشوق وهو يدفعها بلطف الي الفراش .






*** تمــــــــــــــــــت ***

اماريج 26-09-10 07:00 PM

يعطيك الف عافية على التكملة يالغلا
ننتظر جديدك ياحلوة واختيارك كان موفق لها
دمتي بالف خير

http://www.iraqnaa.com/ico/image/t043.gif


saba_samim 01-10-10 06:03 PM

حلوة حلوة حلوة تسلم الايادي

توني عروسه 02-10-10 03:07 PM

يسلمووووو قصة حلوة

شاذن 07-10-10 03:47 PM

رائعة جداً . . . مشكورا على هذه الرواية الرائعة . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

the chandlier 08-10-10 03:33 PM

تسلمي حبيبتي اماريج ومشكووووووووووورة ع مرورك الرائع

the chandlier 08-10-10 03:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saba_samim (المشاركة 2464166)
حلوة حلوة حلوة تسلم الايادي








حلو مرورك ياقمر

the chandlier 08-10-10 03:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توني عروسه (المشاركة 2465365)
يسلمووووو قصة حلوة







شكراً ليك ياعسل

the chandlier 08-10-10 03:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاذن (المشاركة 2472953)
رائعة جداً . . . مشكورا على هذه الرواية الرائعة . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:








مشكورة ع مرورك ... مع حبي the chandlier

Rehana 10-10-10 01:28 PM

يعطيك العافية

حبيبتي على جهودك في تكملة الرواية الى النهاية
وخاصة لما ترجمتي الجزء الناقص
بانتظارك برواية من اناملك الحلوة:flowers2:

charouza 15-10-10 04:21 PM

yeslamooooooooooooooooooooooooo

sara00 17-10-10 08:09 PM

شكــــرا شكــــرا
ــــــــــــــشكـشكــــرا ـــــــــرا

شروزة 09-11-10 11:19 PM

يعطيك العافية الرواية تجنن

شروزة 09-11-10 11:38 PM

يسلموووووووووووووووووووووووو

charouza 10-11-10 09:35 AM

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiii

jung79 11-11-10 12:32 PM

الف شكرررررررررررررررررررررررررررا

rosalindas 27-11-10 10:30 PM

شكرااا:8_4_134:

شاهد 07-12-10 08:32 PM

روعة روعة ما تطولي علينا برواية تانية من ايديك شكررررررررررررررررررررررررررررا

زهرة منسية 08-12-10 07:54 PM

مشكوره جدا جدا جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على هالمجهود والامانه فى نشر القصه كما يجب وترجمة الصفحات النقصه يعطيكى 1000000000000000000000000000000 عافي

هدىgb 11-12-10 09:27 PM

تسلم ايدك على الروايه الرائعه

ويعطيك الف عافيه

دمت بمحبه

ذهبية1 16-12-10 06:56 PM

يسلمووووو على الرواية الرائعة

شووقهـ 17-12-10 08:10 AM

حمييييييييييييس

استمتعت فيها

يعطيك العافية ياعسل

مودتي لكِ

ملك محمد 27-02-11 02:47 PM

بامانة اكثر من رائعة وخصوصا بعرضها لمشاعر الرجل

ربي اسالك الجنة 03-04-11 01:56 AM

:peace::rdd12zp1::peace:
اهديكي احلى تحية من قلبي واقول لك :welcomepirate2: من جد :welcomepirate1:
حبيبتي الرواية خطيرة تجنن ماادري وش اقووووووووووووووووول من روعتها بس كل اللي اقدر اقوله:welcome3:
وتسلمين على الرواية ولكي مني احلى هدية:4redf54r:

keresten 09-05-11 07:24 AM

ما في اروع من هيك بالمرة ، لو انو هاد الشي موجود بالحئيئة لكانت الدنيا جنة .

صداقة للابد 13-05-11 06:49 AM

ميرسى كتييير رواية رائعة واحداثها مثيرة ومشوقة
لك منى كل الود وفى انتظار جديدك

سماري كول 13-05-11 08:50 PM

تسلمين فديتج ع الروايه الحلوه

the chandlier 15-05-11 01:24 PM

سعادتي تكتمل بفرحكم .. والحمد لله ان الرواية نالت اعجاابكم وهذا هدفنا في النهاية تقديم كل ما ينال رضاكم .. ودمتم بكل الود :liilas:

the chandlier 15-05-11 01:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربي اسالك الجنة (المشاركة 2698574)
:peace::rdd12zp1::peace:
اهديكي احلى تحية من قلبي واقول لك :welcomepirate2: من جد :welcomepirate1:
حبيبتي الرواية خطيرة تجنن ماادري وش اقووووووووووووووووول من روعتها بس كل اللي اقدر اقوله:welcome3:
وتسلمين على الرواية ولكي مني احلى هدية:4redf54r:




شكرااااااااااااااااااا حبيبتي يكفيني هالسعادة عاقلبك .. ربي يهنيك:flowers2:

سومه كاتمة الاسرار 15-05-11 10:53 PM

شكل الملخص جامد يا قمر تسلم ايديك

سومه كاتمة الاسرار 16-05-11 08:12 PM

وااااااااااااااااااااااااو الروايه روووووووووووعه تسلمين ياقمر وسلمت اناملك دومتى بود:55::8_4_134::55:

هدية للقلب 29-05-11 11:16 PM

رواية رائعة شكرا على مجهودك واختيارك :8_4_134:

وردة الزيزفون 31-05-11 01:56 AM

تسلم ايدك ويعطيك مليون الف عافية بصراحة رواية جدا مميزة وجميلة مشكورة ياقلبي على المجهود الرائع في انتظار المزيد من اختياراتك على نار

فداني الكون0 01-06-11 11:28 AM

يسلمو علي الروايه ويعطيج العافية

احب روايات الكاتبه هيلين احسها ممتعه

بحيرة الدموع 05-10-11 10:52 PM

شكرا الرواية روعة

نجلاء عبد الوهاب 03-02-12 10:34 PM

يا الله الروايه تجنن ودايما من جديد لاجدد من ممتع لامتع
:55:55::55::55::55::55::55:
:peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace::peace:
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:
:welcome3::welcome3::welcome3::welcome3:
:110::110::110:

فراشة مخططة 07-02-12 09:38 PM

تسلم الأيادى :55::55:

ندى ندى 04-03-12 05:23 PM

رواااااااااااااايه رااااااااااااااائعه

ملك فارس 22-04-12 12:55 AM

جميله ورااااااااااااااااااااااااااااااائعه وشكرا ليكى من كل قلبى

soukaina 15-10-12 10:35 PM

رد: 264- صرخة قلب - هيلين بيانشين (كاملة)
 
شكككرررااااااااااااااا

الجبل الاخضر 08-11-12 04:56 PM

رد: 264- صرخة قلب - هيلين بيانشين (كاملة)
 
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

بيرو حسام 22-12-14 03:40 AM

رد: 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

نهى العنزي 29-12-15 01:24 AM

رد: 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
يعطيك العافيه ..رواية حلوه صراحه

براون شوقر 28-07-20 02:19 AM

رد: 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
:55::55::dancingmonkeyff8:

نجلاء عبد الوهاب 30-10-21 12:05 AM

رد: 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1::iU804754::iU804754::iU804754::iU804754: :iU804754::iU804754::iU804754::iU804754:حلوة كتير كتير

Tassadit 22-12-21 01:19 AM

Merci beaucoup

هاله عيسى 22-01-22 10:00 PM

رد: 264 - صرخة قلب - هيلين بيانشين ( كاملة )
 
🌿 🌷 🌿 🌷 🌿 🌷 🌿


الساعة الآن 01:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية