منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t139787.html)

HEART WHITE 16-04-10 03:21 PM

71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 

http://www.liillas.com/up3//uploads/...2e676dd0b8.gif



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حبيت اكتـب اليـكم روايـة من روايات عبير القديمة

أرجو أن تنال أعجبكم.....


أسـم الروايـة: طال انتظاري


أسـم الكاتـبة: آن ميثر


:8_4_134:



HEART WHITE 16-04-10 03:32 PM

طال انتظاري

http://www.liillas.com/up3//uploads/...2e676dd0b8.gif


الملخص

حين نحب هل يعني هذا أن نضحي من أجل من نحب؟

ضحت ايما بعاطفتهاالصادقة تجاه دايمون ,خوفا عليه ومن اجل مركزه المرموق .انها فقيرة ....وهو غني ,لكن الحب لا يفرق بين القلوب

مرت سنوات عديدة على فراقهما لكن الزمن يأبي الا ان يلتقي العاشقان.

ادركت ايما ان دايمون لم ينس او يغفر....

استخدم معها الابتزاز لارغامها علي القبول بوظيفة مرافقة وممرضة لابنته العمياء في جزر البهاما.

المهمة لم تكن سهلة ,فهو يحاول ان يذلها,وينتقم منها.

فهل تخطئ القلوب في تلمس طريق الحب ؟

gaviotta 16-04-10 03:38 PM

الملخص مشوق
ننتظرك على احر من الجمر
شكرا ويسلمووووو

HEART WHITE 16-04-10 06:23 PM

1-أريدك ممرضة
تقع مكاتب شركة ثورن للكيماويات في احدي ناطحات السحاب الحديثة التي تعتز بنوافدها الزجاجية الضخمة.كان حارس المبنى يتجول بتمهل وهو يراقب المدخل الرئيسي والأشخاص الذين يعبرونه دخولا أو خروجا. وشعرت ايما بأن هذا الرجل ربما يمنعها من دخول ذلك الباب العريض ولكنها استجمعت كافة قواها وثقتها بالنفس ....ودخلت المبني.

احست على الفور بأن قدميها غرقتا في سجادة خضراء رائعة ممتدة حتي مكتب الاستقبال,الذي تجلس وراءه صبية شقراء بارعة الجمال .ورفعت الموظفة رأسها نحو ايما وبدت انها اصيبت بشيء من الدهشة. بلعت ايما ريقها بصعوبة وقالت لها:

"لدي موعد مع السيد ثورن في الحادية عشرة".

تفحصت الموضفة سجل المواعيد بسرعة وقالت :

"هل أنت الآنسة هاردينغ ؟"

هزت ايما برأسها علامة الايجاب.آه من الخوف ! بدأ الضعف يعود مرة اخري إلي ركبتيها وخافت من الانهيار !آه منك يا جوني ,لماذا دفعتني الي هذا الوضع المزعج و...الرهيب ؟وسمعت ايما موظفة الاستقبال تتحدث هاتفيا مع سكرتيرة دايمون ثورن.

تبادلت الموظفتان الاسماء وأوقات المواعيد وكلمات الشكر المعتادة, ثم اعادت الشقراء سماعة الهاتف الى مكانها وتطلعت نحو ايما قائلة بصوت هادئ:

"سترسل سكرتيرة السيد ثورن شخصا يصحبك الى جناحه"

ثم اشارت بلا مبالاةالى عددمن المقاعد والكراسي الوثيرةوالمريحة وهي تقول:

"استريحي لحظة,فالموظف سيصل خلال دقائق قليلة".

وعادت الى اوراقها وسجلاتها التي تشتغل فيها قبل قليل, فيما توجهت ايما الى احد المقاعد وجلست على حافته بعصبية وترقب ,خائفة من عدم قدرتهاعلى ايجاد الكلمات الصحيحة اثناء المقابلة المرتقبة. آه منك يا جوني, تجلس الآن مرتاحا وبعيداً عن المشاكل بينما تترك لي الأعمال الصعبة والقذرة ! ولكن,هل كان بامكانه ان يعرف مدي الصعوبة والعذاب اللذين دفعهااليهما ؟ انها تساعده الآن....ولكن,هل ستحمل عنه عبء ذنوبه ومشاكله ؟ بالنسبةالى جوني والى تحليله العادي البسيط, فإن مجرد اقامتهااكثر من علاقة صداقة مع دايمون ثورن قبل عدة سنوات يكفي لكي تتدخل لمساعدته وانقاده. ولكن جوني لا يعرف, ولا احد غيره ايضا يعرف, القصة الكاملة لعلاقتها مع دايمون ثورن. وبالتالي فإنه لم يكن بامكانه ان يعرف انها اخر انسان يمكن ان يحصلعلى خدمة او مساعدة من دايمون ثورن.
www.liilas.com/vb3
نظرت ايما حولهابعينين فاحصتين , تتأمل المدخل الفخم والعدد الضخم من المصاعد الكهربائية السريعة.وتمنت لو ان الشخص المنوي ارساله لاحضارها يصل خلال لحظات ,لأن الانتظار يزيد من آلامهاوعذابها.لماذا ؟ اوه ! لماذا بلغت السخافة بجوني الى الحد الذي أوقعه في هذه الورطة ؟

وتطلعت الى ساعة يدها فلا حظت ان فترة انتظارها تجاوزت الدقائق العشر.كم سيبقيها علي هذه الحالة قبل ان يستدعيها ؟ ونظرت نحو موظفة الاستقبال علها تحظى بكلمة مشجعة او معلومات مفيدة ,ولكن الشقراء الجميلة بدت وكأنها لا تشعر بوجودها.

"آنسة هاردينغ ؟ تفضلي معي .....من هذه الناحية ".

اوصلها المصعدالى الطابق العلوي حيث يقع جناح دايمون ثورن,الذي يضم مكاتب فخمة وشقة خاصة يستضيف فيها بين الحين والآخر بعض الاصدقاء او زملاء العمل . وابتسمت ايما بطريقة لم يشعر بها مرافقها الشاب . فهي تعرف شقة دايمون في هذا الطابق مع انها استخدمت لدى زيارتها الوحيدة المصعد الخاص الذي يصل الى قاعتها مباشرة.

سار معها الشاب الذي عرّف عن نفسه بأنه جيرمي مارتن الى اخر ذلك الممر الطويل, حيث دخل واياها مكتبا مريحا للغاية تستخدمه سكرتيرة دايمون الخاصة جينيفرولدن . وتذكرت ايما ان جينيفر هي سكرتيرة دايمون منذ اكثر من عشر سنوات في مكاتب الشركة بلندن . وتساءلت عما اذا تذكرت جينيفر اسمها ، لأنها كانت على علم بعلاقتها مع رئيسها قبل ثماني سنوات .

وقال جيرمي وهو يقدمها الى جينيفر :

"الآنسة هاردينغ ".

ردت عليه جينيفر بابتسامة ناعمة :

" شكراً يا جيرمي ".

ولما غادر المكتب واغلق الباب وراءه, وقفت جينيفر وتطلعت الى ايما بدقة وعناية قبل ان تقول لها ببرودة ملحوظة :

"صباح الخير يا آنسة هاردينغ . السيد ثورن مستعد لاستقبالك الآن. ولكني مضطرة لتحذيرك بأنه يكون مشغولاًجداً عندما يأتي الى لندن, وبأن الموعد التالي هو الحادية عشرة والربع ".

"عملي مع السيد ثورن يجب الايستغرق فترة طويلة. هل ادخل الآن ؟ ".
www.liilas.com/vb3
هزت جينيفرولدن رأسها قليلاً علامة الموافقة, فرفعت ايما يداً مرتجفة ودقت الباب, سمعت صوتا عميقاً يطلب منها الدخول .

فتحت الباب بهدوء مصطنع ثم اغلقته بشيء من التحدي في وجه جينيفر . نظرت ايما حولها بسرعة وهي تتفحص تلك الغرفة الضخمة التي توحي بأن الرجل الذي يعمل فيها عملي الى ابعد الحدود. سجاد ذو لون داكن , وستائر زرقاء ثقيلة تغطي النوافد العريضة التي توفر منظراً رائعاً للمدينة . وكان ثمة مكتب خشبي ضخم يتوسط الغرفة وقد امتلأت صفحته بالاوراق وأجهزة الهاتف فيما كانت الجدران مغطاة بالرفوف الخشبية التي تغص بالكتب القيمة والجيدة , وخاصة العلمية والتقنية .

وتأملت ايما باهتمام بالغ الرجل الذي قام من وراء مكتبه بتهذيب لدى دخولها. هل من تغييرات كبيرة في منظره ؟ سبع سنوات ونصف السنة فترة طويلة جداً....وكان كل ما شاهدته منه طوال هذه المدة بضع صور في الصحف لم تفه حقه . فدايمون ثورن رجل في مستهل الاربعينات من عمره ولكنه يبدو اصغر سناً .
www.liilas.com /vb3
رجل طويل القامة عريض المنكبين , يغطي رأسه شعر اسود قاتم تزيد من هيبته وجاذبيته خصلات قليلة من الشيب الخفيف. وجهه قوي الملامح ,عيناه خضروان واسعتان , وفمه ممتلئ وشهي.

وخلصت ايما في تحليلها الصامت الى ان دايمون رجل تجده النساء جذاباً....حتى من دون ان يأخذن بالاعتبار ثروته الطائلة ومكانته في المجتمع.

ضاقت عيناه قليلاً لدى دخولها وغطت اهدابه السوداء الطويلة تعابير العينين وما تعكسانه من افكار وآراء. ولكن ابتسامته كانت ساخرة الى حد ما ولهجته تنم عن تهكم واضح :

"ايما.....ايما ! لم ارك منذ زمن طويل ".

رفعت رأسها وحاولت ان تسير نحوه بشيء من الكبرياء وعزة النفس , فبالنسبة اليها دايمون لم يتغير كثيراً وهو لا يزال الآن.....كما كان دائماً....شخصية قوية وساحرة .

لم تعرف كيف ستناديه الأن.....السيد ثورن او دايمون, كما كانت تفعل قبل ثماني سنوات ! تجاهلت الأسم كلياً وقالت له بهدوء :

" صباح الخير "
www.liilas.com /vb3

سار نحوها وهو يبتسم , ثم دعاها الى الجلوس.....

"هل تشربين شيئاً ".

هزت برأسها نفياً , فعاد الى السؤال :

"قهوة ربما ؟".

"لا. شكراً. انا....انت تعجب بالتأكيد لماذا ....لماذا طلبت مقابلتك !".

عاد دايمون الى كرسيه , واخذ سيكاراً من صندوق على مكتبه واشعله بهدوء فيما كان يراقبها بدقة وعناية .

ارغمت ايما نفسها على التطلع نحوه وقالت بصراحة متناهية :

"سبب الطلب هو جوني . اذ يبدو انه اوقع نفسه في ورطة مزعجة ".

"هكذا اذن ؟انت تعنين بالطبع شقيقك جوني ".

هزت ايما برأسها قائلة :

"طبعاً ".

" استمري".

www.liilas.com/vb3
بحثت ايما بسرعةعن الكلمات التي يجب ان تستخدمها . فلوابلغته القصة والوقائع كتقريرطبي او تحليل علمي جاف , فانها ستشك اعترافاً تاماً بخطأ اخيها وذنبه,مع ان جوني في الحقيقة لم يكن سوى ضحية لتصرفاته الرعناء المتهورة .

ولكن كيف سيمكنها ابلاغ رسالتها كما يجب الى احد عمالقة رجال الأعمال الذي يبدو غير متعاطف معها ومع مشكلتهاعلى الاطلاق ؟ كيف ستخبر هذا الشخص الذي تنتشرشركاته وفروعها في دول العالم ، والذي عمل دائماً بقسوة وبدون رحمة لتحقيق كل ما يريد ويبتغي؟ انه لن يتفهم او يقبل ابداً ان يشعر احد موظفيه.....اخوها الذي يعمل في دائرةالمحاسبة في هذا المبني بالذات , بأن راتبه الشهري لا يكفي لتغطية خسائره الناجمة عن المقامرة !

ولكن هذه ليست القصة الحزينة بكاملها.فقد اوجد جوني لنفسه طريقة لاستعارة بعض الأموال من الشركة . واستخدم هذا الأسلوب طوال الاشهر الستة الماضية لزيادة دخله, آملاً دوماًفي ان يحقق يوما ًكسباً كبيراًيمكنه من اعادة هذه الأموال الى صندوق الشركة.ولم يجرؤ جوني على اطلاع شقيقته على ما يحدث معه . ولم تكن لتعرف بالمشكلة لو لم يقرر بعض المسؤولين فجأة اجراء تدقيق على حسابات نصف السنة ،ويكتشف جوني انه لم يعد لديه الوقت الكافي للتلاعب بالحسابات لتغطية سرقاته.

ناشد اخته ان تساعده, فقبلت مرغمة , لأنها تعرف ان التوسط لدى دايمون ثورن هو الوسيلة الوحيدة لانقاد جوني من السجن او دفع غرامة كبيرة ....او الاثنين معاً, بالاضافة الي فقدان وظيفته....شعر دايمون بترددها فأعاد المقعد الى وضعه الطبيعي وقال لها بهدوء :

"أظن ان مصاعب شقيقك ليست لها اي علاقة بعملية تدقيق الحسابات في الاسبوع المقبل".

نظرت اليه بسرعة وعصبيةلتشاهد تلك التعابير الساخرة والهازئة تملأ وجهه وعينيه.

حدقت به بضع لحظات وهي تحاول ملاحظة شعوره, لم يكن وجهه ينم عن شعور بالمفاجأة....او الاستياء....او الاهتمام.



الجبل الاخضر 16-04-10 07:13 PM

:7_5_129::lol::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:
حماسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ننتظر التكمله

HEART WHITE 16-04-10 09:20 PM

كان يبدوانه يعرف عن الموضوع اكثر مما تعرفه هي! رفعت يدها الى شعرها الأسود الكثيف , المتدلي بكبرياء وتحد على كتفيها, وازاحت بعض خصلاته عن وجهها . ماذا ستقول ؟ ماذا يفكر الآن ؟ من اين تبدأ؟ واحست بأنه نهض من مقعده لدي سماعه صوت القهوة تغلي باغراء في الابريق القريب من مكتبه.صب فنجاناً من القهوة واحضره لها قائلاً بلهجة عملية خالية من الشكليات:
"الأفضل ان تغيري رأيك وتشربي فنجاناً من القهوة. تبدين وكأنك بحاجة الى قليل من القهوة الطازجة".
www.liilas.com/vb3

اخدت الفنجان من يده وشكرته بكلمة واحدة قبل ان ترفعه على الفور الى شفتيها وتشرب رشفة من ذلك السائل المنعش والشهي. لم يبتعد دايمون كثيراً بل جلس على حافة مكتبه وهو ينظر اليها بأهتمام وجدية.ثم هز كتفيه وقال :
"حسناً يا ايما !سأوفر عليك عناء الشرح والتفصيل , فأنا اعرف كل شيء عن تلاعب شقيقك جوني بدفاتر المحاسبة" .
كاد الفنجان يقع من يدها التي ارتجفت, وقالت له بأستغراب:
"انت تعرف !" .
وحلت موجة من الغضب القوي محل توتر الأعصاب,وقالت له بأنفعال :
"أنت تعرف....وتتركني اجلس امامك اتعدب واتألم,وافكر كيف سأكشف لك عن هذه المشكلة العويصة !".
ابتسم بهدوء وقال :
"اهدأي يا ايما !لا يمكنكان تلوميني على ذلك. فإذا كنت اعلم او لا اعلم لايعني تغير جوهر القضية بشكل او بآخر".
اربكها قربه منها.عندما كان جالساً وراء مكتبه الكبير
vbwww.liilas.com/3
اقنعت نفسها بأنه ليس الاصاحب الشركة التي يعمل فيهاجوني,وبأنها طلبت مقابلته لمجرد مساعدة شقيقها.اما الآن فهو هنا ....لى بعد سنتيمترات منها. وهاجمت في نفسهاتلك الذكريات المنسية عن العلاقة الحميمةالتي قامت بينهما. هل كانت حقاً في يوم من الايام قادرة ان تسيطر على هذا الرجل القوي والنافذ؟ هل هو نفسه الذي كان يضمها الى صدره؟ احمرت وجنتاها فأحنت رأسها بسرعة لكي لا يلاحظ ذلك . ولم تعرف ما اذا كان انتبه الى هذا التطور المفاجيء في شعورها تجاهه اذ انه لم يعلق بشيء على احمرار خديها بل قال :
"اتصور ان وجودك هنا هو بدافع رغبتك في انقاد شقيقك من الطرد العلني والملاحقة القانونية !".
ثماطفأ السيكار بتمهل وسالها ببرودة :
"لماذا تفترضين بأنني قد اساعدك في هذا المجال ؟ ".
ردت عليه ايما بضيق وانقباض قائلة بتردد :
www.liilas.com/vb3
"انا....انالم أفترض اي شيء ...ن هذا القبيل.جوني طلب مني ان اقابلك وانا لم ....لم اتمكن من رفض طلبه ...خصوصابعدما علمت حجم مشكلته ...والعقوبات التي ...يحتمل ان يواجهها ".
"لا, طبعا لا ! ".
قالها بشيء من الحدةوهويقف فجأة ويبدأ بالسير حول مكتبه بعصبية واضحة.وبدا لهامرة اخرى كأنسان غريب تماماً....بما كان ذلك افضل بالنسبة اليها....ربما!ثم سمعته يضيف قائلاً :
"يجب ان اخبرك انني علمت فور تلقي نبأ الاختلاس الذي قام به شقيقك, بأنك ستطلبين مقابلتي عاجلاً ام آجلاً. ولأنني اعرفك حق المعرفة ,او بالأحرىاعرف شخصيتك وافكارك تمام المعرفة,فقد تصورت بأنه سيرغمك على الاتصال بي والاسترحام لدب بالنيابة عنه.اني اعرف ايضاً شقيقك, كما ان ضعفه امام المقامرة لم يكن سراً. وكنت اعلم انك سوف تتورطين....ها قد ثبت ان جميع تصوراتي كانت صحيحة".
"كان علي ان اكون اكثر ذكاءوان امنع نفسي من مناشدتك انقاذ اخي فأنت لست مديناً لي بشيء كما اني أعتقد انك تتمتع كثيراً بالمضايقات التي سيواجهها اخي".
ضرب دايمون يده على مكتبه بعنف, صارخاً بغضب اثاره فيه تجاهلها لأهميته وعدم اكتراثها بقوته ومركزه :
"اللعنة عليك !فليس لديك اي اسباب حتى الآن لاصدار اي حكم علي!".
هبت ايما واقفة وهي تسصأله بلهفة :
"لماذا ؟ هل ستساعده بعد هذا كله ؟".

HEART WHITE 17-04-10 01:05 AM

كانت متأكدةمن أنه سيجيبهانفياً, ولكنها لم تعد مهتمة حقاً بما سيقول لها.انها تريد فقط مغادرة ذلك المبنى باسرع ما يمكن قبل ان تنهار حصونها الضعيفة امامه وتبدأ بالبكاء. لقد حاولت جاهدة انقاد أخيها....وجوني يعرف ذلك.استدار دايمون ثورن من وراء مكتبه ووقف امامها يحدق فيها بقسوة وعنف ثم قال بهدوء :
"نعم سأساعده....ولكن بثمن ".
ارتجفت ركبتاها ولم تعد رجلاها قادرتين على حملها,فانهارت في مقعدها.كان ارتياحها عظيماً لدرجة انها لم تسمع الشق الثاني من جوابه...ام انها سمعته ولم تعره اهتماماً جدياً.فتحت حقيبة يدها لتخرج علبة سكائرها لأنها شعرت بحاجة الى التدخين.احس بذلك,فأخد علبة مذهبة عن مكتبه وفتحها امامها قائلاً :
"تفضلـي".
أخذت سيكارة فأشعلها لها وهي لا تزال تنظر اليه بحيرة وذهول.وبعد ان ارتاحت اعصابها قليلاً,هزت رأسهاقائلة :
"لا......لا افهم ".
ثم تنهدت واضافت بجدية :
www.liilas .com/vb3
"جوني سيعيدالمبلغ بكامله,بالأضافةالى الفوائد الي تترتب عليه"
" الزاوية المالية لا تهمني انا بل تهم قسم المحاسبة ".
"اذا ما هو الثمن الذدي يجب ان ندفعه ".
اجابها بهدوء ونعمة :
"لا تستخدمي صفة الجمع ! ما يهمني هو المفرد...انت!"
نظرت اليه شزرا ثم هبت واقفة وابتعدت عنه بطريقة لا شعوريه.لاى هدف او غرض يريدها دايمون ثورن ؟ليس من المعقول بالتأكيد انه لا يزال بعد هذه الفترة الطويلة...
" لا ".
قالها بصوت قاس وكأنه يقرأ افكارها وما يدور في رأسها ثم اضاف :
"لا تتصوري للحظة واحدة انني اهتم بك,ولو قليلاً,من الناحية الحسية ".
"اذن ماذا تريد ؟ انا ممرضة لا سكرتيرة ".
في تلك اللحظه بالدات رن جرس خفيف على مكتبه،فرفع سماعة الهاتف وقال:
"ثورن.ماذا تريدين؟"
تحدث لفترة قصيرة من الزمن وكان الموضوع تقنيا بحتا.وعندما أنهى محادثته المقتضبة،رن الجرس فى جهاز الأتصالات الداخلية.تبسم بصوت منخفض ثم ضغط زرا صغيرا وقال:
"نعم؟"
جاء صوت سكرتيرته هادئاً وقوياًفى آن معاً:
"مدير مكتب وزير الصحة موجود هنا يا سيدى.موعده معك فى الحادية عشرة والربع،اي منذ خمس دقائق".
نظر دايمون ثورن بسرعة الى ساعة يده الذهبية وقال بلهجة لا تقبل الاعتراض او المناقشة :
"اخبريه بأنني سأقابله خلال ربع ساعة ".
"ولكن يا سيد ثورن ......".
"نعم ياسيدى ".
www.liilas.com/vb3
بدأت الصدمة الأولى لقراره بالمساعدة تزول تدريجياً،ولكنه لم يخبرها حتى الآن ماذا يريد منها كثمن لهذا القرار.نظر اليها بوداعة وقال لها بهدوء وكأنه غير مهتم بتأخير مساعد الوزير لاسباب شخصية :
"قلت انك ممرضة...وأنا اريد منك ان تعملي معي ضمن مجالك هذا ".
بلعت ريقها بقوة وهزت رأسها كأنها فهمت قصده...مع انها لم تفهم شيئاً على الاطلاق. هل هو مريض؟ انه لا يبدو مريضاً....ولكنه ربما يعاني من احد تلك الأمراض اللعينة التي لا تكشف في البداية عن عوارض واضحة. وشعرت بأنها على وشك ان تصاب بالغثيان! عاد دايمون ثورن نحو مقعده واشعل سيكاراً اخر ثم طلب من ايما ان تجلس مرة اخرى. ولما رفضت قال لها بهدوء :
"لا بأس. انت تعرفين انني تزوجت ".

HEART WHITE 17-04-10 02:38 AM

هزت رأسها علامة الايجاب.كيف لا تعرف!الم يتزوج اليزابيت كينغزفورد بعد أسابيع فقط من انفصالهما؟ألم تشعر بان خبر زواجه آنذاك مزقها وكاد يقضي عليها؟ طبعاًتعرف! وسمعته يضيف :
"رزقنا بابنة تدعي انابيل.انها الأن في السادسة والنصف من عمرها ".
هزت ايما رأسها مرة اخرى.انها تعرف ذلك ايضا.فعلي الرغم من انفصالهمادأبت بعض الوقت على تتبع اخباره واخبار عائلته.واضاف دايمون بتأثر بالغ :
"هناك امر لا تعرفينه...امرلم نكشف عنه اونعلنه...وهوان ابنتي عمياء !".
واخد يراقب رد فعلها...اتسعت عيناها،فتحت فمها ثم عضت شفتها.وقبل ان تتمكن من الاعراب عن اسفها الحقيقي لما جرى،تابع قائلاً :
"عندما قتلت اليزابيت بحادث سير،كانت انابل معها.اصيبت بضربة قوية على رأسها افقدتها الوعي بعض الوقت.ولما استعادت وعيها تبين انها فقدت نظرها.هذه هي القصة بكل بساطة ".
"أنا آسفة جداً. هل ستتمكن من استعادة نظرها ؟".
"الاخصائيون يعتقدون ان ذلك ممكن،اما انا فلست مقتنعاً بما يقولون.في اي حال،ان من المبكر جداًالتكهنبشيء.فعمرها لا يسمح بأجراء عملية جراحية كبرى لها.انا لا اوافق على مثل هذه العملية الأن ".
وهز كتفيه العريضتين وقال :
"اذن ،هذه المشكلة.الممرضة المربية الموجودة مع انابيل منذ وقت الحادثة،اي منذ ثمانية عشر شهراً،ستتركنا الأن لأنها سوف تتزوج.وعليه فأنا بحاجة الى شابة تهتم بابنتي وترعاها.انا لا احب الغرباء في بيتي،وانت على الأقل لن تكوني غريبة. اتفقنا ؟".
شعرت ايما بحيرة شديدة...وذهول.انها تحتاج الى بعض الوقت لتأخذ قرارا جديا وجرئياًكهذا.ستعيش في بيت واحد مع دايمون ثورن...ستراه كثيراً...ستعتني بابنته!اخر شيء تريده في حياتها هو ان تسكن تحت سقف واحد مع هذا الرجل!ولكن هل من خيار؟فاما ان تقبل وتنقد جوني من السجن والفضيحة،واما ان ترفض وليتحمل جوني مؤوليلته ويحل مشكلته بنفسهزردت عليه محاولة التملص والمراوغة :
"انا...انا لست عاطلة عن العمل.اني الان ممرضة رئيسية وسأصبح رئيسة قسم في نهاية السنة.لا اعرف بماذا اجيبك !" .
"اوه، اعتقد انك ستوافقين...لأن رفضك سيعودعلى اخيك بضرر كبير ".
ام تتمكن من ضبط اعصابها كثيراًفصرخت به في حدة وعصبية :
"انك حقير ".
علق على اتهامها بسخرية هادئة :
"انت تقصدين بلا شك كلمة لعين اوساخر.وان كنت فعلاًهكذا فما عليك الا ان تشكري نفسك، اليس كذلك ؟ ".
ازاحت وجهها بعيداًعنه،غير قادرة على النظر اليه.انه لا يعرف ماذا يقول...ولا يعرف ماذا يطلب استجمعت قوتها وشجاعتها وقالت له بصوت خافت:www.liilas.com/vb3
"يبدو ان لا مجال لي للاعتراض او للرفض.سأضطر لتقديم استقالتي في المستشفي.سوف تتوقع الادارة مهلة لا تقل عن شهر......".
قاطعها بسرعة :
"اعطهم مهلة اسبوعين، سأدفع راتب الاسبوعين الأخرين،واذا واجهك احد بأي مصاعب او شكاوى...احيليه الى مكتبي ".
استدارت نحوه بغضب صارخة :
"هل تعتقد ان المال يشتري كل شيء ؟".
هز رأسه واجابها بجدية وهدوء :
"طبعالا...وانا اعرف ذلك.الاانني لا اعرف لماذا تتصرفين بمثل هذه الحدة والعصبية. يجب ان تكوني ممتنة لي ...فعوضا عن تمضية بقية فصل الشتاء في هذه البلاد، فأنك ستمضينه وانت تتمتعين بشواطىء البهاما وشمسها ".
"جزر البهاما ".
"طبعاً. انا اعيش هناك في الوقت الحاضر ،الم تعلمي ذلك ؟ ربما لم تعلمي، فمكان اقامتي....كوضع ابنتي الصحي...سر احتفظ به لنفسي....ولبعض المقربين مني....".


يتبع....

HEART WHITE 17-04-10 01:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 2267189)
الملخص مشوق
ننتظرك على احر من الجمر
شكرا ويسلمووووو

شكرا لك علي مرورك الذي عطر صفحتي

أرجو ان تنال الرواية اعجابك

تحياتي لك.......

HEART WHITE 17-04-10 01:30 PM

اهلا أختي الجبل الأخضر.....
ارجو الا أخيب هذا الحماس الرائع.....
شكرا على مرورك الذي عطر صفحتي
تحياتي.....

سفيرة الاحزان 17-04-10 01:38 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 17-04-10 02:38 PM

2- أنقد أخاها....... فقبلت
عندم عادت ايمالى الشقة التي تتقاسمها وشقيقها،كان جوني ينتظرها على احر من الجمر.انها شقة صغيرة تقع في احدى ضواحي لندن، انتقلا اليها منذ وفاة والديهما قبل اربع سنوات،لأنهما اضطرا لبيع المنزل القديم ولم يبق لديهما مال كاف لشراء شقة افضل.ولما دخلت الشقة،هب شقيقها واقفاً وحدق بها لحظة ثم امطرها بوابل من الأسئلة:
"هل التقيته؟هل سيغفر لي؟هل اقنعته بأنني لم اكن مخطئاً؟ماذا قال؟ ماذا قال؟".
جوني!الاتفسح لي المجال كي اتكلم؟ تريد ان تعرف عدة اشياء في وقت واحد. نعم،التقيته. لا،لن توجه اليك اي تهمة قضائية.....".
قاطعها بفرح وبهجة وهو يرفعها عن الأرض ويدور بها قائلاً :
"أوه ، ايما! ايما حبيبتي!كنت اعرف انك ستنجحين.كنت اعرف! ".
جلست على كرسي واشعلت سيكارة بيدين مرتجفتين. لم تتمكن من استيعاب فكرة التحول الجذري الذي سيطرأ على ظروفها وطريقة معيشتها. وبالاضافة الى جميع مشاكلها ومصاعبها فهناك مشكلة جوني نفسه.فمع انه في السادسة والعشرينمن عمره ويكبرها بعام واحد، فإنه يبدو دائماً اصغر منها بكثير.وكانت ايما التي تتحمل على الدوام وطأة المشاكل التي يوقع نفسه بها. وتضايقت كثيراً عندما تخيلت الوقت الذي ستضطر فيه تركه، والعيش في مكان يبعدلاف الكيلومترات....حيث لن تتمكن من مراقبة اكله بانتظام،وحصوله على كميات كافية من الالبسة، وعدم اسرافه في التدخين !
"انك رائعة يا أختي الحبيبة!رائعة ! ".
"انك لم تسمع بعد بقية القصة.فحتى دايمون ثورن يريد شيئاً مقابل ماله ".
توقف جوني فجأة عن القفز والرقص في ارجاء الغرفة الصغيرة وسألها :
"وماذا يريد ،بالأضافة الى ماله بالطبع ؟ ".
"انه يريدني انا.يريد على الأقل خبرتي في التمريض.ابنته انابيل بحاجة لممرضة مربية ....هذا هو الثمن الذي يريده"
هز جوني كتفيه وقال عابساً :
"اوه،حسناً،فالامر ليس سيئاًالى هذا الحد! اعني ان دخلك الشهري كموظفة لدى ثورن لن يكون قليلاً،اليس كذلك؟اعتقدت في بادئ الأمر انه...."
وتوقف عن انهاء جملته، ثم عاد وقال لها :www.liilas.com/vb3
"لماذا هذه النظرات الشاحبة والغاضبة؟ العمل معه كممرضة خاصة اسهل بكثير من دفن نفسك في مستشفاك هذا طوال الليل والنهار ".
حدقت به ايما وكأنها تراه لأول مرة في حياتها،وقالت له:
"الحقيقة يا جوني انك ذروة في الازعاج واثارة الأعصاب.انك تعرف حق المعرفة انني اتمتع بعملي الى ابعد حد،وانني على وشك الحصول على ترقية.وانا لا اريد التخلي فجأة وكلية عما كافحت سنوات لتحقيقه كي العب دور مربية لطفلة صغيرة،ولكنكلا تهتم بأمري ابداً،اليس كذلك؟لا تهتم ابداًما دمت انقدت جلدك !".
بدا الانزعاج واضحا على وجهه وقال لها بحدة :
"لا تكوني هكذا ايتها الصغيرة !".
صرخت به غاضبة :
"لا تسميني الصغيرة !لن تكون مسروراًابداً عندما اخبرك انني سأغادر البلاد.انابيل تعيش في جزر البهاماودايمون ثورن يريدني ان اعيش هناك ".
ظهر القلق فجأة على محياه وسألها بلهفة وتلعثم :
"ماذا ؟ ماذا تقولين ؟ماذا....سيكون امري....والشقة ؟".منتديات ليلاس
"أنا اسفة،ولكن هذا هو الثمن الذي يجب ان ندفعه.فاماان اوافقعلى طلب دايمون واذهب الى سانت دومينيك لأهتم بابنته انابيل،واما أن تذهب الى السجن.هذان هما ببساطة الاختياران اللذان أتاحهما لنا دايمون ".
لوح جوني بقبضته غاضباً وهو يقول :
"اللعنة!هذه هي طبيعته وهذا هو أسلوبه!فرض الشروط القاسية !".
"جوني !لا تنس انك أنت الذي اوقعتنا في هذه الورطة".
لم تقدر على منع نفسها من الدفاع عن دايمون ثورن.فشروط الرجل ليست قاسية اوغير انسانيةالى هذه الدرجة.وهو ايضا.....www.liilas.com/vb3
"اعرف، اعرف،وليس من الضروريان تذكريني دائماً بما حدث.واكرر القول إنني لا أستغرب هذا،لان من طبيعته القيام بأمر حقير للغاية يؤلمني،ويوجعني كيفما كانت النتيجة".
"أوه ، جوني !".

HEART WHITE 17-04-10 05:05 PM

"انهاالحقيقة، اليس كذلك؟رباه،هناك عدة مكاتب ووكالات متخصصة يمكنه ان يختار بواسطتها ممرضة او رفيقة لابنته ويكون لها ضعف مؤهلاتك.كم عمرها؟ لا يمكن ان تكون اكثر من ست سنوات! انه لأمر سخيف للغاية.لماذا يريدك انت بالذات؟لماذا لا يقبل بأن ارد له ماله وتنتهي القصة عند هذا الحد؟ ".
هزت ايما رأسها قائلة بهدوء :
"لا اعلم اي شيء سوى ما اخبرتك به. لاأعرف لماذا يريدني انا شخصياً...فتصرفه معي يوحي بانه يحتقرني بشكل واضح ".
"هـا!هذه هي المسألةأذن.انه يستخدمك لمجرد اغاظتي...لأنه يحقد علي ".
تنهدت ايما وقالت :
"مهما كانت اسبابه ودوافعه فأن علينا القبول بشروطه...انني لا أعتقد أنك على استعداد للدخول الى السجن نكاية به ولأغاظته،اليس كذلك ؟".
احنى راسه خجلاً وقال بصوت منخفض وكأنه يرفض الاقرار بصواب كلامها :
"صحيح.وكم تتوقعين البقاء هناك؟ ماذا سأفعل بعد ذهابك؟".
"لا أعرف يا جوني.والأمر يقلقني كما يقلقك انت تماماً.صدقني ".
"وما هي الترتيبات اذن؟لقد اتخذ قراره هذا بسرعة على ما يبدو،اليس كذلك؟".
عضت ايما على شفتها وكأنها تذكرت شيئاً هاماً،وقالت :
"اوه،رباه، نسيت ان اخبرك يا جوني!كان مطلعاً على ما قمت به بالتفصيل...كان يتوقعني ان اذهب اليه ".
" الحقـير ! ".
قالها جوني بعصبية بالغة ،ثم مضي الى القول :
"كان علي ان اعرف ان ما من شيء يجري في تلك المكاتب والدوائر بدون معرفته التأمة ".
"لم يعد هاماًحقاً ماذا يعرف او لا يعرف. اطلاعه على الأمر وفر علي الكثير من التوضيح والشرح...لا اكثر ولا أقل،وعلينا ان نقبل بالواقع"
ثم نظرت الى ساعة يدها وقالت بلهفة :
"أوه،انها الواحدة تقريبا.عملي يبدأ في الثانية، كما اني مضطرة لكتابة استقالتي ".
"متى ستغادرين لندن ؟".
"خلال اسبوعين تقريباً.ستتصل بي سكرتيرته وتعطيني كافة التفاصيل. أعتقد انه يتحتم علي شراء بعض الثياب الصيفية. فمع أننا الأن هنا في منتصف فصل الشتاء، فإن الطقس دافىء جداً طوال فصول السنة في جزر البهاما ".
تمتم جوني بكلمات غير واضحة،ثم قال بحدة ظاهرة :
"تصوري!أنا سأظل حبيس هذه المدينة الباردة والشقة الصغيرة، وانت ستذهبين لتمضية أجمل أوقاتك واحلاها!".
هبت ايما واقفة واستدارت نحوه بعصبية بالغة، ثم قالت بأنفعال واضح :
"أنت حقاًاكثر الناس الذين عرفتهم في حياتي انانية وحباًللذات. انا لا يهمني بشكل او بآخر اين أذهب،ما دمت مرغمة على مغادرة موطني...والاستقالة من عملي، والابتعاد عن أصدقائي. هل تتصورحقاًايها الغبي ان جزيرة معزولة، مهما كان طقسها رائعاًوموقعها خلاباً...يمكن ان تعوض جميع الاشياء التي سأضطر للتخلي عنها؟واكثر من ذلك كله، كيف تظن انني سأشعر بالنسبة الى العيش مع دايمون ثورن تحت سقف واحد...كأجيرة لديه، اتلقي اوامره وانفد طلباته؟"
نظر اليها شقيقها خجلاً وقال :vwww.liilas.com/b3
"اعتقد ان الوضع سيكون بائساًالى حد ما،وخاصة انك لن تعيشي في ناسو كاحدى....الغنيات!انا أسف يا أختي.أعتقد انني كنت قاسياًالى حد ما.كل ما في الأمر انني سأبدأ بتناول طعامي في الخارج وارسال ثيابي الى المصبغة ".
"أرجوك، بحق السماء،الاّتصبح كالمتشردين والمتسولين لمجرد انني لست هنا للاعتناء بك والاهتمام بأمورك ".
"انا لست غبياًالى هذه الدرجة، وانت تعلمين ذلك ايتها الأخت العزيزة".
ثم تنهد بانفعال وسألها :
"وماذا عن وظيفتي؟ هل لا ازال موظفا ام انني فصلت من عملي ؟".
"يقول دايمون ثورن ان بامكانك البقاء في عملك،مع ان المبلغ الذي أختلسته سوف يعاد الى الشركة طبعاً بواسطة حسومات معينة من راتبك الاسبوعي ".
رد بمزيج من السخرية والحدة :
"طبعاً،طبعاً!اوه، حسناً،هذا يعني ان كل شيء قد انتهي ".منتديات ليلاس
نظرت اليه ايما بانزعاج واضحثم ذهبت الى الحمام لابدال ثيابها والتوجه فوراًالي المستشفي،حيث لا يزال بامكانها تناول وجبة خفيفة وسريعة قبل الالتحاق بالقسم الذي تعمل فيه.
خلال الاسبوعين التاليين، لم تفسح ايما المجال امام نفسها،للتركيز على الاسباب التي دفعت دايمون ثورن الى استخدامها.كانت تمضي وقتها بين المستشفي وشراء بعض الحاجيات الضرورية، وكذلك في الحصول على الوثائق والاوراق الضرورية للاقامة والعمل في ناسو.ودأبت في الليالي التي لم تتمكن فيها من النوم بسرعة،على تناول احدى الحبوب المنومة،رافضة دراسة الموضوع وتحليل الاعتبارات والمضايقات.

HEART WHITE 18-04-10 05:58 PM

واضطرت في المستشفي الى ابلاغ الموظفين الذين عرفوا باستقالتها،ان السبب في ذلك هو قبولها عرضاًمن دايمون ثورن للعمل لديه في جزر البهاما كمربية لابنته.وفي احدى المرات التي كانت تكرر فيها جملتها هذه أمام البعض،سألتها صديقتها جوانا دنهم بتعجب :
"ولكن يا ايما،الم تكن بينكما في السابق علاقة حميمة الى حد ما؟اعني ان أسمه مألوف جداً!اليس هو ذلك الثري الاميركي الذي...؟".
وتعمدت جوانا عدم اتمام جملتها خشية احراج صديقتها.
"انه في الحقيقة نصف اميركي،فوالدته بريطانية! والجواب على الشق الأول من سؤالك هو نعم.كنت اعرفه...ولكن ليس الى الدرجة التي تتصورين".www.liilas.com/vb3
"في اي حال يا حبيبتي،اعتقد انك تقومين بخطوة جيدة.العمل في المستشفي رائع من جميع جوانبه،ولكني مستعدة للتضحية بالكثير للتمتع بحرارة الشمس ودفئها".
تظاهرت ايما امام الجميع بأن الاستقالة صادرة عنها بمحض ارادتها وبناء على قرار مدروس،وليس نتيجة اكراه او ابتزاز كما حدث فعلاً.وكان ندمها الوحيد ان رئيسة المستشفي،التي منحتها ثقتها وساعدتها وافسحت امامها مجال الترقية،قد تشعر الآن بأن ايما تخلت عنها بمثل هذه السرعة واللامبالاة،ولكنه يستحيل عليها شرح الموضوع للرئيسة بدون ان تتحدث عما جرى لشقيقها...وهذا امر غير وارد بالنسبة اليها.بالرغم من انانيته واتكاليته وضعف شخصيته،فانه لا يزال شقيقها الذي تحبه وتسعي لانقاذه ومساعدته بشتى الوسائل.
في الليلة الأخيرة لوجودها في المستشفي،اقامت الممرضات حفلة وداع لها.ثم توجهت خمس ممرضات معها الى شقتها،وانضم اليهن طالبان من كلية الطب وخطيبا اثنتين من الممرضات،بالاضافة الى جوني وصديقه مارتن وبستر،واقام الجميع حفلة اتسمت بالمرح والصخب.ولاحظت ايما بانقباض ان وقتاًطويلاً جداًسوف يمر قبل ان تتمكن مرة اخرى من التمتع بحفلة كهذه. رقصوا...لعبوا...مازحوها حول طريقة الحياة التي ستعيشها،وكان يبدو الجميع انهم يحسدونها على حياتها الجديدة.حتى ان ايما نفسها بدأت تفكر جدياًبأن الأمور لن تكون سيئة الى الحد الذي تتصوره.فدايمون ثورن لن يمضي وقتاً طويلاًفي ناسو.فاعماله كثيرة جداً،وأهتمامه البالغ بقوة امبرطوريته واتساع رقعة انتشارها في العالم سيضطره الى السفر معظم أيام السنة.كما انه لن يفضل الجزيرة،بالرغم من جميع حسناتها ووجود ابنته فيها،على العواصم والمدن الكبيرة التي تتركز فيها شركاته ومعظم اعماله ونشاطاته.
توجهت ايما الى المطبخ لاعداد القهوة.خلال وجودها هناك،رن جرس الباب فذهب جوني لفتحه وهويظن ان احد الجيران سوف يتذمر من الضجيج.الا ان الدهشة أصابته وعقدت لسانه عندما وقع نظره على اخر انسان يتوقع حضوره....دايمون ثورن .
ولما اطلت ايما وشاهدت دايمون،احست بأن قلبها توقف عن الخفقان.
تراجع جوني خطوة الى الوراء وهز بكتفيه ثم قال بشيء من السخرية :
"هل تريد الدخول، يا سيد ثورن ؟".
لم يجبه دايمون بل حتى لم ينظر اليه.تجاهله كلية،ودخل الى القاعة فتوقف الجميع عن الرقص.اقتربت منه ايما فسألها وهو يتفحص الفوضى التي تعم الشقة:
"هل يمكن ان اتحدث معك قليلاً ".
أجابته بتردد :
"انا...أوه...كما ترى...اننا...الا يمكن الانتظار حتى الصباح؟".
"لا ،لا يمكن الانتظار.يمكننا التحدث في المطبخ".
وتوجه فوراً نحوالمطبخ وقفت ايما عابسة ومضطربة في ذلك المطبخ الصغير فيما أستند دايمون الى الباب كي لا يتمكن أحدمن فتحه.وفور ذخولهما،عاد الهرج والضحك الى اجواء الغرفة المجاورة فشعرت ايما بشيء من الارتياح وزال عنها بعض انقباضها.
" ماذا تريد ؟ ".www.liilas.com/vb3
تأملها دايمون من رأسها حتى اخمص قدميها ثم عادت نظرته لتتركز على شفتيها مما ضايقها واثار مشاعرها.فعلى الرغم من سنه، يبدو قوياً وحيوياً اكثر من الشباب الموجودين في قاعة الجلوس. فهم صغار بالمقارنة معه....من حيث الشخصية والخبرة ....الجاذبية الحقيقية.
"جئت لأتأكد بنفسي انك ستحافظين على الشق المتعلق بك من الصفقة.اخبرك جوني طبعاً،ان جميع مشاكله سويت بطريقة نهائية".
"لم يذكر لي شيئاً من هذا القبيل.في اي حال،أنا متأكدة من انك احتفظت باثباتات كافية لادانته فيما لو تجرأت انا على الانسحاب في هذه المرحلة".
"كم انت على حق يا ايما".
ثم اشار الى الغرفة المجاورة ومضى الى القول:
"أعتقد انها حفلة وداعية، اليس كذلك ".
"نعم .هل هذا كل شيء ".
"لا، ليس تماماً.اني متوجه الى هونغ كونغ غداً صباحاً،وهذا هو السبب الفعلي لمجيئي الليلة. لن اتمكن من رؤيتك قبل سفرك الأنسة ولدن ابلغتني بأن جميع أوراقك جاهزة.كذلك ستجدين كريس ثورن في استقبالك هناك".
ردت عليه بكلمة واحدة:
" نعم ".
" عظيم ".
ثم هز رأسه وابتسم قائلاً :
"لماذا تبدو عليك هذه التعاسة كلها يا ايما؟ اني اضمن لك بأنك لن تجدي الحياة هناك مملة على الاطلاق.فسانت دومينيك قريبة بما فيه الكفاية من مكان أقامتنا،كي توفر لك جميع أسباب التسلية والترفيه عن النفس التي تجدينها في اي مكان هنا".
برقت عيناها غضباً وقالت له بعصبية:
"انك لن ترضى بأن اقول لك أني افضل بلادي الباردة والفاترة،على اي مكان اخر في العالم.لندن بالنسبة الي هي موطني ولا اريد الذهاب الى جزر في المحيط الاطلسي مهما كانت جميلة ورائعة".
"هذا يظهر جهلك لمثل هذه الأمور.ففي هذا الموضوع،كما في غيره،تظنين انك اكثر اطلاعاًمن غيرك.هل لا زلت تعتقدين ذلك يا ايما ؟".
"اذهب ، ارجوك !".
"بكل سرور".
هز رأسه محيياً وغادر الشقة دون الالتفات الى الآخرين.اقتربت منها جوانا وسألتها بتعجب ودهشة:
"هل هذا هو رب عملك الجديد ؟".
اومأت برأسها علامة الايجاب،فشهقت جوانا قائلة:
"ايتها المحظوظة!انه رائع،اليس كذلك؟رباه،لو كنت في مكانك لرقصت فرحاً وابتهاجاً!".
"اوه ،جوانا،ان الأمر ليس كما تتصورين على الاطلاق".
بدا التشكك على وجه الصديقة التي قالت :
"اسمعي يا عزيزتي!اذا كان صحيحاًما يقولون من انكما كنتما على علاقة وثيقة قبل بضع سنوات،فما عليك ال ان تحاولي جهدك لاعادة المياه الى مجاريها".
ثم ابتسمت وأضافت:www.liilas.com/vb3
"انك في الخامسة والعشرين،ومعظم من هن في سنك متزوجات منذ بعض الوقت".
ارغمت ايما نفسها على الابتسام وقالت:
"انا أنسانة تهتم بعملهاقبل اي شيء اخر،الاتعلمين ذلك".
منتديات ليلاس
ولكنها عندما استلقت في سريرها تلك الليلة ،لاحظت ايما بحزن وأسي أن الدموع تنهمر من عينيها رغما عنها.فلو ان جوانا تعرف حقاًماذا كانت تقول لها....لو انها كانت تدرك ماذا رفضت قبل بضع سنوات،لما كانت عذبتها وآلمتها بتوبيخها على عدم زواجها! آه لو ان صديقتها تعرف كم من فرصة اتيحت لها قبل سبع سنوات لتكون اسعد امرأة في العالم.....ولكنها لم تتمكن من انتهاز اي منها......


HEART WHITE 18-04-10 06:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة الاحزان (المشاركة 2268270)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شكرا لك علي مرورك الذي عطر صفحتي

لك تحياتي .....

HEART WHITE 18-04-10 09:01 PM

3-الرجل الثاني
اكتشفت ايما ان الترتيبات المعدة لرحلتها الى ناسو لم تكن قاسية ومرهقة كما تصورتها.
وعندما حطت الطائرة الضخمة في مطار نيوبروفيدانس الدولي وأنهت ايما جميع معاملاتها،ودّعت الأشخاص الذين تعرّفت اليهم اثناء الرحلة ثم توجهت بمفردها الى خارج المبنى الرئيسي.كان الطقس رائعاً والسماء زرقاء صافية،والارتياح بادياً على وجوه العاملين في المطار الذين يرتدون ثياباً خفيفة بيضاء،بعكس ايما التي كانت لا تزال مرتدية ثياباً شتوية سميكة لا تناسب الأجواء الدافئة.


وقفت تتطلع حولها علها تشاهد احداً يشبه دايمون ثورن.فاذا كانت هذه الفتاة كريس احدى قريبات دايمون فانه سيكون بينهما بعض أوجه الشبه.الا انه لم تكن هناك قرب المدخل اي فتاة سوداء الشعر،بل كان شاب طويل القامة شعره نحاسي اللون ينظر اليها متأملا وفاحصاً.


خجلت من كثرة تحديقه بها،فاستدارت الى الناحية الأخرى،وهي تتساءل ما اذا كان من الأفضل ان تذهب لشرب فنجان من القهوة بعد ابلاغ مكتب الاستعلامات عن اسمها ومكان وجودها.لم يكن من الحكمة مطلقاً ان تستقل سيارة اجرة وتذهب الى المدينة،لأنه لم تكن لديها ادنى فكرة عن عنوان البيت الذي ستتوجه اليه.
حملت حقيبتها واستدارت نحو المبنى الرئيسي.تحرك الشاب فجأة وسار نحوها بسرعة.وفيما كان يقترب منها تساءلت ايما من يكون هذا الشاب الوسيم والجذاب الذي لا يتجاوز الثلاثين من عمره!


"أنا آسف لانك بدأت تشعرين بالازدراءنتيجة تأملي لك.ولكنني قدّرت في نهاية الأمر انك لابد ان تكوني ايما هاردينغ.هل أنا على حق؟".

نظرت اليه ايما بارتياح ،وقالت :

"نعم،أنا هي بعينها.هل جئت لملاقاتي؟".

وعندما اومأ برأسه علامة الايجاب،تابعت حديثها قائلة:

"أوه،شكراً.كنت قد بدأت اشعر بشيء من الخوف والارتباك...يبدو ان ابنة عم السيد ثورن نسيتني تماماً".

"الم يقل لك دايمون انني سأكون في استقبالك؟اعني انني كنت على وشك الاصابة بخيبة أمل كبيرة لانك لم تنظري ابداً تجاهي".

"هل أنت كريس ثورن".

" طبعاً ".
ضحكت وقالت :www.liilas.com/vb3

"لا تسألني لماذا اتوقع فتاة بانتظاري!منذ ان ذكر الاسم امامي للمرة الاولى اعتبرت ان كريس هو تصغير لاسم كريستين".

أخد حقيبتها وسار نحو سيارة بيضاء رائعة ووضعها في صندوقها ،وفيما كان يفتح الباب لايما،قال بهدوء وبابتسامة رقيقة:
منتديات ليلاس
"كريس تصغير ايضا لاسم كريستوفر.وبكل صراحة أقول لك انك لم تكوني كما توقعتك.فأنت اكثر شباباً...وأكثر جاذبية وجمالاً".

احمرّت وجنتاها خجلا وقالت بحياء وسرور:
"شكراً لك على الاطراء.لقد عوّضت عن خوفي وترقبي".www.liilas.com/vb
3
كانت رحلة السيارة مع كريستوفر ثورن الى ناسو ممتعة للغاية ولا تنسى.فقد اختار الطريق الساحلي لتشاهد اكبر قدر من المناظر الطبيعية الخلابة. وقالت ايما لنفسها انها لن تتمكن ابداًمن وصف هذا المكان لشقيقها او صديقاتهافي لندن بدون استخدام الكلمات الشاعرية الرنانة والتي توجد عادةفي الكتيبات السياحية الدعائية.ومع انها ظلّت تؤكد لنفسها ان جزر البهاما ليست المكان المفضل لاقامتها،فانها لم تتمكن الا من ابداء الاعجاب الشديد بالشواطئ التي تبهر الأنظار بجمالها وروعتها.كما ان الأسماء التي اطلقت عليها جذابة وناعمة....شاطئ الحب،شاطئ العشاق،شاطئ النعيم.....


التفت كريس نحوها وأشار الى أحد ملاعب الغولف الشهيرة الى يمينها قائلاً بتكاسل:

"هناك أوجه نشاط متعددة للغاية.سباحة،تزلّج على الماء،غطس في الأعماق،هل تمارسين السباحة؟".

"نعم بالتأكيد.ولكني لم أجرب ابداً الرياضتين الاخيرتين".

رد مبتسماً بمرح وزهو واضحين:

"سوف تجربينهما.سأعلمك أنا نفسي".

كانت ناسو تعج بالناس في مثل ذلك الوقت،ولكن كريستوفر تمكن ان يشقّ طريقه بين مئات من راكبي الدراجات وسيارات الأجرة وعربات الخيل ليصل بعدقليل الى باحة فندق ضخم.

"هيا،غرفتك محجوزة سلفاً.أعتقد انك بحاجة الى حمام بارد وثياب صيفية خفيفة".

هزّت برأسها موافقة.www.liilas.com/vb3

تركته في القاعة الرئيسية وصعدت الى غرفتها يرافقها الحمّال الصغير،الذي أوصل لها الحقيبتين وقبض بقشيشه ثم حيّاها باحترام وغادر الغرفة.واستغربت ايما لماذا أزعج كريستوفر نفسه وحجزلها غرفة مع حمام داخلي في دومينيك. استحمت وارتدت ثياباً خفيفة ثم نزلت الى القاعة الرئيسية وهي تشعر بأنها مستعدة لمواجهة العالم.كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بمجرد خروجها من المصعد وهو يقول لها مبتسماً:

"هيّا،هيّا!اني اتضوّر جوعاً!".

"وأنا كذللك !".

وسمحت له بامساك يدها فيما كانا يسيران نحو المطعم. وكانت طاولتهما التي حجزها كريستوفر في وقت سابق تطل على المرفأ. وطلبت ايما ان يقترح عليها ما يجب ان تأكله.فطلب غداء شهياًاختتماه بفنجانين من القهوة لكل منهما.

"هل اعجبك الغداء ؟".www.liilas.com/vb
3
ابتسمت واجابته بارتياح ظاهر :

"أنت تعرف انه أعجبني ".

"ماذا كنت تفعلين في لندن؟ أعني...أعرف انك كنت ممرضة،ولكن ماذا كانت هواياتك؟هل كنت تسهرين كثيراًاو بالاحرى تمضين وقتاً طويلا خارج المنزل؟".

هزّت ايما راسها وقالت :

"لا،ليس كثيراًكنت احضر بعض المحاضرات...وعدداً من المسرحيات الجيدة بين الحين والآخر.احب الحفلات الموسيقية ومعظم أنواع الموسيقى،كما أنني اهوى المطالعة الى اقصى الحدود".

بدا الاهتمام على وجه كريستوفر وفي عينيه،وسألها:

"ماهي كتبك او موضوعاتك المفضلة ؟".

"اني أقراكل شيء تقريباً. تعجبني القصص البوليسية والعاطفية....".

"هل قرات قصص كريسمس هولي؟".

"كريسمس هولي؟ أوه،طبعاً! انه ذلك المحقق الخاص الذي يكتب عنه مايكل جفريز.انها قصص لا باس بها على الاطلاق.اعتقد انني قرأت اثنتين او ثلاثاًمنها ".

ابتسم كريستوفر بمكر وقال بتعجب :

"قرأت اثنتين او ثلا ثاً فقط! الم تعرفي انني كتبت سبعاً وعشرين من هذه القصص التي...".

قاطعته بدهشة وسرور بالغين:

"أنت مايكل جفريز!ما أروع ذلك! انني الآن بصحبة الرجل الذي خلق الشخصية الذكية المحببة،كريسمس هولي!انه أسمر جميل جداً.كيف اخترت هذا الاسم بالذات؟".

"كريسمس اسم لا يختلف كثيراًعن كريستوفر وهولي نبات شوكي مما يتفق مع اسم عائلتي ثورن، اي الشوكة.انه تلاعب في الأسماء والمعاني.وحتى اسم التأليف المستعار ليس في الحقيقة مستعاراً، فاسمي الكامل هو كريستوفر مايكل جفري ثورن".

علقت ايما بحماس ظاهر:www.liilas.com/vb3
"أعتقد ان الأمر مثير للغاية.فالكتابة اساس القراءة، وأنا لم التق كاتباًاو مؤلفاًفي حياتي. هل تسكن في سانت دومينيك؟"
.
" لا ".

وهز رأسه ثم تابع حديثه عندما لاحظ عليها الانزعاج وخيبة الأمل:

"اني اسكن في سانت كاترين القريبة جدا من مكان اقامتك.انها في الحقيقة لا تبعد اكثر من أربعة كيلومترات تقريبا،مما يعني انك ستصبحين جارتي. وسيكون من دواعي سروري التحدث الى شخص يعجبه عملي".

"عظيم،اوه بالمناسبة...من يسكن في سانت دومينيك،بالاضافة الى انابيل طبعاً؟".

هزّ كتفيه وقال:www.liilas.com/vb3

"هناك تانزي المربية العجوز التي اعتقد انك ستحبينها. كانت مربية دايمون في صغره.وهناك المعلمة لويزا مريديث،وبالطبع بعض الخدم".

"يبدو بالتأكيد ان انابيل ليست بحاجة لي على الاطلاق. فلديها مربية ولديها معلمة وحاضنة".

نظر اليها كريستوفر بجدية وقال وهو يهز رأسه معترضاً:

"أظن انك على خطأ.فتانزي طاعنة جداً في السن ولم تعد بالتالي قادرة على الاهتمام كثيراًبطفلة في السادسة من عمرها،وخاصة في وضع انابيل.اما لويزافانها...الى حد ما...من غير فائدة.أوه،انها تعلم انابيل القراءة مستخدمة اسلوب برايل للأحرف النافرة، كما انها تتحدث اليها ومعها،واعتقد ان انابيل تتعلم منها الكثير.ولكنها من الناحية الأخرى ليست الرفيقة الصحيحة لها.فالطفل يجب ان يعامل كندّلا ان تنظر اليه كمخلوق تافه يتعلم كالببغاء وينفّد الأوامر بدون حق في المنلقشة او الاستفسار المنطقي.لويزا لا يمكنها ابداًان تنسى نفسها بما فيه الكفاية لتلعب مع الطفلة. انها متزمتة ومتحجرة ".

تنهدت ايما بعد سماعها هذا الشرح الوافي وسألته بهدوء :

" ومن كان يهتم بأنابيل فعلياً حتى الآن ؟".

"برندا لوسن،شابة في الثلاثينات من عمرها تزوجت رجل اعمال اميركياً متقاعداً، قرر ان ينقل مكان اقامته الى منطقة أقل صخباً وضجيجاً ".

ثم وقف وسألها :

"هل أنت مستعدة ؟".

اومأت ايما برأسها ايجاباًوسمحت له بأن يساعدها على النهوض ثم خرجا من المطعم. وفي القاعة الرئيسية توقف لحظة وسألها:

" كيف وجدت غرفتك ؟".

"جيدة جدأ، شكراً ".

ثم انتبهت الى انه يعني شيئا آخر، فعقدت جبينها قليلاً وسألته:

"هل ستمضي الليلة في هذا الفندق؟ ".

ابتسم كريستوفر وأجابها بدماثة:

"هذه هي الفكرة. هل من اعتراض لديك ؟".

دهشت ايما وردّت عليه باستغراب ظاهر:

"من المؤكد انك تمزح!اعني انني فهمت من التعليمات المعطاة لي بأننا سنتوجه الى سانت دومينيك بعد الغداء مباشرة!".

علّق كريستوفر ببرودة قائلا:

"تعليمات دايمون!اسمحي، قد يكون دايمون الرجل الكبير وصاحب الكلمة النافذة في بريطانيا والولايات المتحدة ولكنه هنا ليس اكثر من ابن عم لي، وأنا الذي أقرر كافة الخطوات والتفاصيل .ألا تريدين البقاء؟".

تنهّدت ايما واجابته بهدوء:

"ان المسألة لا تتعلق بالتأكيد بما أشعر به او أريده".

"حسناّ! قرري !".

أحنت ايما رأسها قليلاًكي تتفادى نظراته وقالت:
"أرجوك،لا أريد التسبب بأي مشاكل...".

"اذن،نبقي.ما من احد سيحصي عليك تحركاتك هنا...فأنت لست في مستشفي كما تعلمين.الحياة هنا تسير بخطوات معقولة،اذ لا احد يرغب في الركض نحو حتفه".

ثم ابتسم وأضاف قائلا بهدوء ملحوظ:

"كفانا فلسفة ومحاضرات.اريدك ان تبقي كي تشاهدي الجزيرة مع دليل سياحي تعجبك قصصه.نيو بروفيدانس منطقة رائعة ".

كانت ناسو المحطّ الأول في جولتها.وأخدها كريستوفر الى سوق القش،حيت أشترى لها قبعة كبيرة تحمي راسها وعينيها من حرارة الشمس القوية.ثم انتقل بها الى شارع مكتظ بالمحال التجارية التي تغص بالسياح من كل حدب وصوب.الا انهما لم يبتاعا شيئا، اذ انه لم تكن لديها اي رغبة في الوصول الى سانت دومينيك وهي تحمل كميات ضخمة من الهدايا التي ستعود بها الى لندن بعد فترة طويلة.

وتجولا في الميناء حيث شاهدت ايما جميع أنواع الزوارق والمراكب الشراعية واليخوت،ثم استأجر كريستوفر عربة تجرها الجياد وتجولا في جميع انحاء المدينة كسائحين يمضيان عطلة في تلك الجزر الخلابة.وكانت بعض الطرائف التي اخبرها اياها رفيقها ودليلها المثقف،اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة.واهتمت ايما كثيراً بتاريخ الجزيرة لدرجة انها عزمت على شراء بعض الكتب التي تتحدث عنها،وذلك في اول مناسبة متاحة لها.www.liilas.com/vb3
بعد فترة من الزمن ذهبا الى الشاطئ حيث سبحا في مياه دافئة ونظيفة أغرت ايما بالبقاء فيها طوال فترة ما بعد الظهر.وكان كريستوفر يتعمد اغاظتها مازحاً بدفعها تحت الماء باستمرار.ولما خرجت من المياه المنعشة وألقت بنفسها على المنشفة الكبيرة التي أحضرها لها كريستوفر،شعرت بلذة وارتياح عظيمين.وكادت ان تصدق تصورها بأنها حضرت الى جزر البهاما بمحض ارادتها وليس لأن دايمون ثورن لم يترك لها مجالا آخر.

اثبت كريستوفر انه رفيق ممتع للغاية.ومعرفته الوثيقة بالمنطقة وسعة اطلاعه في الحقلين التاريخي والاجتماعي،كانتا مثار اعجابها واهتمامها.

وكانت ايما تصغي اليه بانتباه بالغ فيما كان يحدثها عن العبيد الذين احضروا الى جزر الهند الغربية.

"المساكين التعساء!تحرروا من نوع من العبودية ووقعوا فيآخر.في الولايات الجنوبية يضمنون لأنفسهم على الأقل الغذاء والمأوى.اما هنا فكان البعض منهم في بادئ الأمر يموت من شدة التعب والارهاق".

وتنهد كريستوفر ثم تابع حديثه قائلاً :

"كان البيض في تلك الأيام يعتبرون الافارقة شعباً يحتاج الى الزعامة والنظام القاسي كي يتمكن من العيش.لم يكونوا يصدقون ان ابناء هذا الشعب قادرون على تأمين الاكتفاء الذاتي والعيش بكرامة بدون حاجة للاستعباد والسيطرة ".

حركت ايما رأسها تحت قبعة القش الكبيرة وقالت بهدوء:

"أني اعجب لماذا لا تكتب عن الجزر أو تتناول بعض عاداتها وتقاليدها في قصصك!كتبك تدور حول موضوعات اميركية بحثة".

ابتسم كريستوفر ورفع نفسه غلى مرفقه مقترباًبذلك الى حد كبير منها،ثم قال بمرح:

"أساليب يا عزيزتي،أساليب!كتبي ناجحة جداًفي الولايات المتحدة، وهي مورد رزقي الوحيد.فمن أكون انا لأخيب ىمال قرائي؟".

"مرتزق استغلالي !".

قالتها مبيسمة ثم استلقت مرة اخرى على ظهرها وقد بدأت تشعر بالنعاس بسبب الحر والتعب.اقترب منها كريستوفر وسألها بهدوء ومودة :

"ألست مسرورة لأننا لم نذهب اى سانت دومينيك اليوم؟".

فتحت ايما عينيها وأجابته بارتياح :

"اذا كنت تسألني عما اذا كنت أمضي وقتاً ممتعاً،فأنت تعرف ان الجواب هو نعم.ولكني اشعر بالذنب كلما فكرت بالموضوع".

"اذن،لا تفكري! فما من احد يتوقع وصولنازأخبرت انابيل انني لن اعود اليوم".

شعرت ايما بالاستياءوسألته بشيء من الحدة:

"هل فعلت ذلك حقاً؟هل كنت متأكداًالى هذا الحد من أن جاذبيتك وسحرك سيحملاني على البقاء مهما كنت وكانت عليه آرائي ومبادئي؟".

ضحك كريستوفر بمكر وقال:

"يا عزيزتي، لو كنت لويزا مريديث أخرى لكنّا عدنا اليوم بكل تأكيد".

ابتسمت ايما وقالت:

"أوه،حسناً!اعتقد ان يوماً اضافياً لن يؤثر كثيراًعلى احد".

عاد الى الفندق بعد السادسة بقليل،وأبلغها كريستوفر بأن غرفته تقع في طابق أسفل.وقال لها وهو يهم بمغادرة المصعد انه سينتظرها على الشرفة الغربية لتناول بعض المرطبات والفاكهة قبل ذهابهما الى العشاء.تابعت ايما طريقها الى غرفتها حيث استحمت وارتدت فستاناً طويلاً خاطته بنفسها لحضور حفلة راقصة قبل عيد الميلاد. وفرحت كثيراً لأنها احضرت فستان السهرة هذا،اذ ان كريستوفر كان يستقبلها وقد ارتدى سترة بيضاء رسمية فوق قميص حريري جميل وربطة عنق انيقة.نظر اليها باعجاب قائلاً:

"تبدين رائعة !هل قلت لك ان طريقتك في اختيار الملابس تعجبني كثيراً؟".

"سيد ثورن،انك تغازاني مرة أخري!".


ابتسم وردّ عليها بمرح ظاهر :

"لا،أنا لاأغازلك...وأعني ما أقول.ثم...لا تنسي ان الاسم هو كريس!".

اجابته بهدوء وهي تقبل منه بامتنان أحدى سكائره التي أشعلها لها بتهذيب :

"لم أنس.وبالمناسبة،أريد أن أشكرك جداًعلى كل شيء.كان يوماً رائعاً".

"لا تشكريني،أنا الذي يجب أن أشكرك".

ثم نظر اليها بجدية ومضى الى القول:

"مهما كنت تظنين، فأنا لا أجد كل امرأة التقي بها جذابة مثلك يا ايما".

"شكراً لك مرة أخرى"

بعد العشاء، توجها الى قاعة الرقص ورقصا على انغام فريق العازفين المحليين الذين برعوا الى حد كبير في المقطوعات الايقاعية والتقليدية الهادئة.ورقصت ايما مع كريستوفر عدة مرات كما انها رقصت مرتين مع رجلين في الخمسينات من عمرهما
أعجبها رقصه كثيراً...فخطواته خفيفة ومدروسة،وأسلوبه رفيع وراق،ورائحته عطرة ونظيفة،و....

"انك تجيدين الرقص الى حد كبير".
ردت عليه باسمة:www.liilas.com/vb3

"لاتعتقد ان الممارسة هي السبب،فأنا لم أرفص كثيراًفي لندن".

لم يصدّقها على ما يبدو.ماذا سيقول يا ترى لو انها قررت اطلاعه على حقيقة علاقتها مع دايمون؟ من الواضح ان أفراد عائلته واقرباءه نسوا تلك العلاقةزكيف لا،وهم لم يلتقوا بها أبداً!كانت بالنسبة اليهم مجرد اسم...اختفى...منذ عدة سنوات!
منتديات ليلاس

في الحادية عشرة والنصف، خرجا الى الشرفة لتنشق الهواء العليل والتمتع بضوء القمر الساطع.كانت السماء صافية جداً تملأها النجوم المتلا لئة التي تتألق بزهو واعتزاز.انها حقا أمسية رائعة و.....

"ما رأيك في أن نستأجر عربة ونقومبجولة ليلية في المدينة؟".

تطلعت نحوه فشاهدته ينظر اليها بحماس وترقب.ترددت قليلاًثم هزت رأسها قائلة:

"شكراًعلى الدعوة ولكنني مضطرة لرفضها.فالوقت متأخر، وغداً سيكون يوماً حافلاًاليّزاعتقد انني سأذهب الى النوم،ان لم يكن لديك أي مانع".

شعرت بخيبة أمله واضحة وجلية عندما قال لها:

"أوه،ايما!هذا يعني انك ذاهبة ان قبلت او اعترضت".

ثم هزّ كتفيه مستسلماً للواقع وأضاف:

"حسناً، سأوصلك الى غرفتك".

اجابته بتهذيب وهدوء:

"ليس من الضروري ان تفعل ذلك".

"اعرف،ومع ذلك فاني سأرفقك حتى الغرفة".

أحرجها اصراره قليلاً وأحس هو بذلك، فقال لها وهما يدخلان المصعد :

"لا تقلقي،فأنا لاأتوقع تجاوز باب الغرفة.كل ما في الأمر انني أريد الاطمئنان على وصولك بسلام.فالمصاعد والممرات تعج بالاشقياء والاشرار".

ضحكت ايما بمرح وارتياح حقيقيين،وقالت :

"حقاًيا كريس؟ انك حارس امين!".

ولما وصلا الى الغرفة وفتحت ايما بابها، وضع كريس يديه على كتفيها وسألها:

"تمتعت بيومك هذا،اليس كذلك؟".

هزّت ايما رأسها واجابته باسمة:

" الى اقصى الحدود".

"عظيم. تصبحين على خير يا ايما".

ثم احنى رأسه وعانقها،فاستجابت له بصورة عفوية.تراجع فجأءة الى الوراء وقد ازدادت سرعة تنفسه واصفر وجهه قليلاً.ثم شدّعلى يديها وقال لها متمتماً :

"سأذهب على الفور".

راقبته ايما وهو يسير بسرعة نحو المصعد ويختفي بداخله دون ان يلتفت الى الوراء.

دخلت غرفتها وأقفلت الباب وهي تشعر بالرضى والارتياح،على الرغم من الارهاق الجسدي.


يتبع......











HEART WHITE 19-04-10 08:54 PM

4-عينـان بـاردتـان
سانت دومينيك جزيرة صغيرة هادئة تقع على بعد بضعة كيلومترات من ناسو. وذلك الصباح فيما كان كريس وايما يتوجهان اليها بزورق سريع،راحت الممرضة الشابة تتأمل باعجاب عشرات الجزر الصغيرة المنتشرة هنا وهناك.

أوقف البحار زورقه قبل بضعة أمتار من الشاطئ مخافة ان يغرز المحرك في الرمال.ارتدى كل من الرجلين سروالاً خاصاًبالخوض في الماء ونزلا من الزورق وفيما حمل كريستوفر ايما الى الرمال الجافة،تولى صاحب الزورق حمل حقيبتيها ووضعهما قربها حماهما كريس واومأبرأسه شرقاً،ثم قال:

"هيا بنا!كنت اعتقد أن الآنسة مريديث التي يمكن الاتكال عليها سوف تحضر انابيل لملاقاتك هنا"

تنهدت ايما وسارت معه عبر حزم من اشجار النخيل الوارفة وخلال دقائق وصلا الى فسحة كبيرة بين الشجر حيث توجد عدة اكواخ من القش يعيش فيها الخدم الذين في منزل دايمون.وشاهدت ايما بعد تجاوزها القرية الصغيرة مجموعة اخرى من الاشجار التي تخفي وراءها البيت نفسه.

منزل جميل حقاً!منخفض وحديث البناء،ولكنه ليس غريباًاوغير مألوف بالنسبة الى المنطقة ككل،والى الجزيرة بشكل خاص.انه منسجم جداً مع محيطه...والحديقة المحيطة به اخاّة تبهر الانظار،زهوراً وهندسة.بضع درجات عريضة تؤدي الى باب ابيض ضخم كان مفتوحاًعلى مصراعيه. تطلع كريستوفر نحو ايما وأوما برأسه الى القاعة قائلاً:

"هيا،ادخلي !لن يعضك احد!".
منتديات ليلاس
فوردخولهما،نزلت نحوهما من على درج داخلي متعرج سيدة طويلة القد نحيلة القوام اخذت على الفور تتفحص ايما بعينين باردتين ونظرات متحفظة.وضع كريستوفر حقيبتي ايما على الأرض وابتسم الى السيدة قائلاً:
"ياللصدفة الرائعة! لويزا التي لا تقدر بثمن!كيف حالك يا حبي القديم؟".

تجاهلته لويزا تماماً وتقدمت نحو ايما وهي تسأل ببرودة:

"انت بلا شك الآنسة هاردينغ.كنا نتوقعك أمس".

احمرت وجنتا ايما خجلاً،وارتبكت!ثم قالت لها بتعلثم:

"أوه!ولكني فهمت...أعني...السيد ثورن على ما أعتقد...يبدو....".

سيطرت على اعصابها ورفعت رأسها نحو تلك السيدة القاسية وسألتها:

"وانت معلمة انابيل ومربيتها،اليس كذلك؟".

حركت لويزا رأسها قليلاًاشارة الى الايجاب،وقالت بشيء من الحدة وهي تشير بيدها الى كريس:

"من الواضح ان...السيد ثورن لم يكن يفكر الابنفسه.لسوء الحظ كانت لتصرفه نتائج ومضاعفات غير سارة".

حدقت بها ايما وسألتها بكلمة واحدة:

"كيف؟".www.liilas.com/vb3

"منذ ثلاثة أيام تركتنا الممرضة التي كانت تهتم بانابيل.وامس،عندما لم يكن هنا احد يتحدث معها او يسليها،خرجت تتجول بمفردها.ولسوءالحظ،وقعت في بركة السباحة.ولو لم يكن الخادم هندي في مكان قريب،لكانت الطفلة غرقت...لأنها لا تعرف السباحة".

اطلقت كلماتها تلك بلهجة قاسية خالية من الشعور او الاحساس وكأنها تقرأ نشرة الأحوال الجوية.صعقت ايما ولم تعرف ماذا تقول سوى كلمات قليلة جداً ولكنها نابعة من القلب:

"اني آسفة جداً"

ونظرت الى كريستوفر الذي تمتم بكلمات مفهومة ثم سأل لويزا:

"متى وقعت هذه الحادثة؟".

"بعد ظهر امس.وكما قلت،كان من حسن الحظ وجود هندي في مكان قريب مما مكنه من سماع صراخها.رأينا من الأفضل اليوم ان نبقيها في سريرها خوفاًمن اي مضاعفات غير مستحبة".

"وانت،ماذا كنت تفعلين في ذلك الوقت؟تقلمين اظافرك؟".

ردت عليه لويزا بغضب واستغراب،قائلة:

"لم تكن ضرورية ابداًهذه الملاحظة!".

وقالت ايما لنفسهاانها فعلاً بداية مشؤومة.وتأملت تلك المعلمة التي تبدو في اواخر الاربعينات أو بداية الخمسينات من عمرها،مع انها في الحقيقة لم تتجاوزالخامسة والثلاثين.وسمعت كريستوفر يرد عليها قائلاً:

"في اي حال،فإن ايما لم تكن لتصل قبل الخامسة بكثير حتى لوعدنا أمس ولذلك،فليس بامكانك ان تلقي اللوم عليها".

"وهل قلت في اي وقت من الأوقات انني الوم الآنسة هاردينغ؟".

"أوحيت بذلك ضمناً.أوه،حسناً!يكفيك ثرثرة الآن حول هذا الموضوع.هل انابيل في غرفتها؟سأراها قبل ان أعود".

وسار نحو الدرج ثم التفت نحو ايما قائلاً:

"تعالي يا ايما،سأعرفكما على بعضكما.اتركي حقيبتك هنا.لويزا،استدعي احد لينقل الحقيبتين الى غرفة ايما.واذا اخبرتني ايها ستكون غرفتها فسوف ادلها اليها ايضاً".

استدارت لويزا الى الناحية الاخرى وهي تقول بجفاف:

"انالست مدبرة المنزل هنا".
منتديات ليلاس
"لا يا سيدتي،لست مدبرة المنزل.ولكن إما أن تفعلي ما اقوله لك واما سأرفع عنك تقريراًالى السيد ثورن".

لم تظهر اي بوادر قلق او انزعاج على وجه لويزا،بل ربما دلت ملامحها على الاستهزاء وعدم الاكتراث.ردت عليه ببرودة قائلة:

"ان الأمر ليس في الصعوبة التي تتصورها.من الطبيعي انني أبرقت للسيد ثورن حول حادثة ابنته.ارسلت البرقية صباح اليوم وقلت له فيها بالطبع ان الآنسة هاردينغ لم تصل بعد".

"ايتها....."www.liilas.com/vb3

زهرة الماس 20-04-10 12:26 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووو

HEART WHITE 20-04-10 12:33 AM

وخنق كريستوفر الكلمة البذيئة التي كان ينوي توجيهها الى لويزا،ثم التفت نحو ايما وقال لها:

"تعالي يا ايما.لا يمكنني تحمل المزيد من هذه التفاهات".

لحقت به ايما وهي تشعر بأن رأسها في دوامة مزعجة.فلديها بالتأكيد شعور بالذنب،مهما حاول كريستوفر الدفاع عنها او اقناعها هي شخصياً بعكس ذلكزوتمنت الا يكون بقية الموظفين والخدم عدائيين معها كما هي لويزا بكل وضوح.وانتبهت الى انهما وصلا الى اخر الممر،حيث فتح كريستوفر الباب وحيا الطفلة الموجودة في الداخل قائلاً ببساطة:

"مرحباً يا انابيل!".

وسمعت ايما ضحكة طفلة هتف لها قلبها فيما كانت تلحق بكريستوفر الى داخل الغرفة.كانت انابيل ثورن تجلس في منتصف سرير ضخم يهيمن على غرفةمؤثثة ومزينة خصيصاً لطفلة صغيرة.ولاحظت ايما ان انابيل تتطلع نحو ابن عم والدها بملامح سارة ومحبة واضحة.وقالت ايما لنفسها ان الفتاة الصغيرة حولت الكثير من عاطفتها ومحبتها الى كريستوفر ربما بسبب تغيب والدها باستمرارزولكنها احست ايضاً بشعور من الارتياح.

فبعد مطالب دايمون النهائية والحاسمة اقنعت ايما نفسها بأن ابنته طفلة مريضة وبحاجة لخدمات ممرضة قانونية ومتمرسة وسمعت الصغيرة تنادي عمها بلهفة وحماس:

"كريس،كريس،عدت الينا!ما اروع ذلك!هل احضرت معك الآنسة هاردينغ؟".

امسك كريس بيد ايما واشار اليها بالجلوس على حافة السرير،فيما رد على قريبته قائلاً:

"نعم يا حبيبتي،انها هنا.وهي ايصاًفتاة طيبة جداً،فلا تسيئي معاملتها وتدفعيها الى الاستقالة".

ضحكت انابيل بمرح ومدت يدها باتجاه ايما قائلة:

"اهلاً بك ".www.liilas.com/vb3

"اهلابك انت يا انابيل.كيف حالك الآن بعد غطسك في البركة؟".

تحولت ملامح الفتاة فجأة الى الجدية وقالت:

"الم تكن تلك حقاً خطوة سخيفة ورعناء من جانبي؟كادت الآنسة مريديثان تصاب بنوبة عصبية.تانزي تضايقت وخافت ايضاً،ولكنها لم تغضب لدرجة كبيرة تدفعها الى ارسال برقية الى والدي.انه سيغضب كثيراً وسوف يؤنبني كثيراً على هذل التصرف".

رد عليها كريس بشيء من الحدة:

"سيكون له كل الحق.انابيل،بحق السماء،كدت تقتلين نفسك غرقاً!".

"اعرف،اعرف.الآنسة مريديت أخبرتني كل شيءزفي اي حال،انها تبقيني الآن في البيت طوال الوقت،لأن برندا لم تعد معنا.برندا طيبة وحنونة...كانت تدعني اذهب اينما اريد".

ذكرها كريس بمعلومات بسيطة غابت عن بالها وهي ان برندا كانت ترافقها دائماً ولا تدعها تذهب بمفردها.ثم اضاف قائلاً:

"لا تقلقي بعد الآن يا صغيرتي.فالآنسة هاردينغ ستهتم بك من الأن وصاعداًوتأخذك اينما تريدين.اما بالنسبة الى ابيك،فإنه حالياًفي هونغ كونغ وأشك كثيراً في أنه سيطير الاف الاميال لمجرد رغبته في تأنيبك وتأديبك".

تنهدت انابيل وقالت:
"آمل ذلك"
www.liilas.com/vb3
"الآن يا عصفورتي الحلوة،يجب ان اذهب.فأنا مضطر للقاء هيلين وأبلاغها بعودتي.سأعود قريباًلزيارتك.سوف تهتمين بالآنسة هاردينغ،أليس كذلك؟".

بعد ذهابه أخدت ايما تفكر بهيلين ومن تكون.فهو لم يذكرها اويتحدث عنها من قبل.هل هي أخته،او ربما مدبرة منزله؟وهزت رأسها...ستعرف من هي في الوقت الماسب،فلماذا اضاعة الوقت بالتكهن؟كل ما كانت تأمل به في تلك اللحظة هو الايقرر دايمون ثورن العودة الى سانت دومينيك قريباً.كانت تأمل ايضاًفي ان تتمكن من الاستقرار قليلاًفي هذه الجزيرة قبل ان تضطر لملاقاته مرة اخرى.فوجوده قريباًيثير شجونها وذكريلتها بشكل مزعج،كما انها تخاف من مشاعرها وعواطفها...بالرغم مما حدث في الماضي.

قطعت عليها انابيل تفكيرها عندما رفعت لعبة كبيرة قربها وقالت:

"انها باتريشيا.الا تعتقدين انها جميلة جداً؟".

خنقت ايما الكلمات التي كادت تتفوه بها.فاللعبة قبيحة المنظر ممزقة الرجلين واليدين،محترقة الشعر.نظرت اليها بحنان وشفقة،وقالت:

"طبعاً...طبعاً يا انابيل،انها جميلة ".
وأخذت اللعبة التي أعطتها اياها الفتاة الصغيرة،ثم اضافت:
"ما اجمل ثيابها! هل باتريشيا هي لعبتك المفضلة؟".
"نعم،انها معي منذ ان كنت في الثالثة من عمري.كانت معي ايضاً عندما...عندما....".

وتوقفت عن اتمام جملتها،فعرفت ايما السببزمسكينة انابيل!لا عجب ان كان يبدو عليها الحزن والانقباض،فالحادثة المؤسفة التي حصلت لها ولوالدتها لا تزال تؤثر عليها الى حد كبيرزثم سمعتها تسأل بتهذيب:
"هل سأتمكن من الخروج غداً؟قالت الآنسة مريديث يجب ان امضي هذا اليوم في غرفتي بسبب الصدمة التي حدثت لي أمس.ولكنني لست مضطرة للبقاء غداً،اليس كذلك...خاصة وقد اتيت انت ؟".

"طبعاً لازغداً صباحاً سنقوم سوية بنزهة في بعض انحاء الجزيرة وتخبريني عنها بالتفصيل".

"عظيم كنت اعرف الجزيرة تمام المعرفة.قبل...قبل الحادثة،كنا انا ووالدي نأتي اليها كثيراً".

سمعت ايما صوتاً في الممر المؤدي الى غرفة الطفلة فالتفتت لتشاهد امرأة مسنة تدخل الغرفة وهي تتكىء باجهاد على عصا.الا ان وجهها كان مضيئاًومشرقاً،حتى بتجاعيده الكبيرة والمتعددة وابتسمت بحرارة لايما التي وقفت لاستقبالها واحست الطفلة بوجود المربية العجوز فسألت بلهفة:

"هل هذه أنت يا تانزي؟ ".

"نعم يا حبيبتي.اتيت لأدل الممرضة الجديدة على الغرفة المخصصة لها.أتصور أنها قد ترغب بالاستحمام قبل تناول طعام الغداء".

هزت ايما برأسها امتناناً،أما الطفلة فعادت الى السؤال:

"هل بامكانها ان تأكل هنا ،معي؟هل بأمكانها ،يا تانزي؟".





HEART WHITE 20-04-10 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الماس (المشاركة 2271217)
يسلموووووووووووووووووووووووووو

شكراًعلي مرورك الذي عطر صفحتي


تحياتي...

HEART WHITE 20-04-10 10:18 PM

"لا ارى اي مانع،ان كانت الآنسة تريد ذلك".

ثم تطلعت نحو ايما وقالت:

"كما سمعت،فإن الجميع ينادونني تانزي.اسمي الحقيقي هو هستر تانزفيلدولكن يمكنك مناداتي تانزي كما يفعل الأخرون.أنت هاردينغ،أليس كذلك؟".

"نعم تشرفت بعرفتك".

ثم تطلعت نحو انابيل وقالت:

"اني متأسفة جداًلعدم تمكني من الوصول أمس.الحادث...من المؤكد انه كان مرعباً ومزعجاً".

"هيا ،انسي الموضوع.اننا لا ندع هذه المشاكل تؤثر علينا،أليس كذلك يا حبيبتي انابيل؟نعم،كان حادثاًمزعجاً...ولكن الحوادث تقع.تلك المخلوقة مريديث وحدها اصيبت بهلع وذعر شديدين الى درجة السخافة والغباء،مما جعلها ترسل برقية الى السيد ثورن!من المؤكد انه سيتصور ان الفتاة جرحت نفسها مثلاًاو تأذت كثيراًبشكل او بآخر انابيل لم تبق في الماء اكثر من ثلاثين ثانية".

اثناء الغداء،قدمت انابيل لممرضتها ورفيقتها الجديدة تقريراً مفصلاً عن حياتها في سانت دومينيك:
منتديات ليلاس

"امضي ساعات الصباح عادة مع الآنسة مريديث،ثم اتناول غدائي وارتاح ساعة كاملة وبعد ذلك ،كانت برندا،الآنسة لوسن تأخدني في نزهات داخل الجزيرة وكنا نطلب احياناًمن كارلوس ان يأخدنا بنزهة بحرية في زورقه السريع.كارلوس يعيش هنا.وزوجته روزا تعمل في المطبخ .اتصورانك ستتعرفين عليهم جميعاً في الوقت المناسب ".

ابتسمت ايما وقالت:

"أرجو ذلك.اخبريني الأن يا انابيل ،وبكل صدق وأمانة هل ترين قليلاً؟أي سيء،أو ضوء،أو لون من أي نوع؟".

"لا،لاشيءعلى الاطلاق.كل شيء اسود مظلم".

ثم حركت كتفيها دليل عدم الاكتراث واضافت قائلة:

"اعتدت على الوضع الآن ولم يعد يضايقني كثيراًزفي البداية كان التغير رهيباًومروعاًاما الآن فلم اعد مهتمة.الجميع طيبون جداًمعي ووالدي...اوه ،والدي كان يقلق كثيراًلأمري ولكن ذلك لم يكن تصرفاًصحيحاًزاعني انه لم يتسبب في وقوع الحادث،وهو بالتالي ليس مسؤالا عنه وعن نتائجه وعليه قررت ان ارضخ للواقع والانقباض".

كانت تتحدث كالكبار...أسلوبها ،كلماتها،طريقتها!ولكن اين وجه الغرابة في ذلك؟فمن الواضح ان حادثتها ابعدتها عن الاطفال الأخرين وأصبحت بالتالي تعيش باستمرار مع الكبار والراشدين،وتتحدث مثلهم اخدت ايما تفاحة اخرى وسألت صديقتها الجديدة:

"اخبريني،هل هناك اطفال اخرون على هذه الجزيرة يمكنك مصاحبتهم؟اعني هل لديك صديقات تلعبين معهن في أوقات اللعب واللهو؟".

تنهدت انابيل وقالت:www.liilas.com/vb3

"ليس لدي احد في اي حال،ما من احد يريد اللعب معي فأنا عمياء،لا اقدر ان اجري وراء الكرة....و اسبح...و أفعل اي شيء آخر".

احست ايما بعاطفة قوية تشدها الى تلك الطفلة المسكينةنوقالت لها بلهجة استغراب بدون ان تدرك انها بذلك تؤيد وجهة نظرها:

"ولكن يا حبيبتي،ليس هناك اي سبب يمنعك من اللعب او السباحة كالأطفال الأخرينزفثمة اشخاص كثيرون فقدوا بصرهم ولم يقعدهم ذلك عن ممارسة السباحة او التزلج على الماء او اي شيء اخر يمكن للمبصرين ان يقوموا به ففي لندن مئات لا بل الاف من العميان الذين يعيشون حياة طبيعية جداًزفهم مثلك انت،وطاقة النظر تحولت الى الحواس الاربع الأخرى،يستخدمونها بطريقة تعوض لهم عما فقدوه".

ثم اضافت شيئاًمن البهجة والتشجيع الى نبرة صوتها وهي تختم حديثها قائلة:
منتديات ليلاس
"كانت خطوة شجاعة وحكيمة عندما اقنعت نفسك بتقبل الواقع.ولكن الاتعتقدين معي ان الوقت قد حان لكي تحاولي العيش مع واقعك الجديد بصورة طبيعية؟".

HEART WHITE 21-04-10 07:24 PM

هزت انابيل كتفيها وسألت ايما وهي تتطلع نحوها بعينين زرقاوين باردتين:

"هل تعتقدين ان بامكاني ذلك يا آنسة هاردينغ؟هل تعتقدين ذلك حقاً؟".

"نعمناني مقتنعة بأنك قادرةعلى ذلك. وهذا هو سبب وجودي هنا...لمساعدتكزوقريباً جداً،باذن الله، ستصبحين قادرة على السباحة كالسمكة. فحرام ان يعيش الانسان هنا ولا يكون قادراً على التمتع بهذه المياه المنعشة ".

ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه الطفلة ولكنها اختفت عندما قالت:

"تبدو القضية رائعة ومغرية،اعرف ذلك ولكن برندا لا تعرف السباحة ولذا فانها لم تتمكن من تعليمي .كذلك فإن والدي يقول دائماً إن المياه خطرة".

"اذن، يجب ان نثبت له انه على خطأ ".

ومرت بضعة أيام شعرت ايما خلالها بأن أقامتها وعملها لا بأس بهما على الاطلاق،لا بل انها تمتعت بأيامها الأولى الى حد كبير.كانت تزعجها بين الحين والآحر الروح العدائية التي تناصبها اياها لويزا مريديثزومع ان تانزي كانت على ما يبدو المشرفة على شؤون المنزل في غياب دايمون،الا ان لويزا كانت تستخدم سلطتها ونفوذها كمعلمة وحاضنة الى ابعد الحدود.
ولاحظت ايما ان المنزل يعج بالخدم،الا انهم لم يتسببوا في اي وقت من الأوقات بالازعاج او الفوضى،لأن كلاً منهم لديه مهام معينة ومحددة.
واكتشفت ايما ان مساحة الجزيرة تقل عن ثلاثة كياومترات مربعة.الا انها محاطة من جميع جوانبها بشواطئ وخلجان رائعة الجمال.ومن الجانب الشرقي للمنزل، كان بامكان ايما ان تشاهد بوضوح جزيرة سانت كاترين الصغيرة التي لا تضم الا منزلاً رئيسياً واحداً....منزل كريستوفر ثورن.
وفي احدى تلك النزهات المتعددة مع انابيل رأت يختاً حديث الطراز وأنيق المظهر وعرفت انه يخص دايمون.منتديات ليلاس

"ابي يحب النزهات البحرية كثيراً.وهو يسمح لي بالصعود الى اليخت ومرافقته في بعض الرحلات القصيرة ولكنه يصر علي بارتداء سترة واقية من الغرق وحزام النجاة مما يزعجني كثيراً وخاصة عندما يكون الطقس شديد الحرارة".

شدت ايما على يدها بعطف وحنان قائلة:

"يجب ان نبدأ دروس السباحة وعندما تتعلمينه جيداً فإنك قد لا تضطرين الى ارتداء تلك السترة طوال الوقت".

"اوه، نعم، أرجوك !".

وراحت تقفز بسرور وحماسة،ثم اضافت :

سأشعر بسعادة فائقة ان تمكنت من تعلم السباحة قبل عودة والدي ارجو الا يكون غاضباً جداً بسبب وقوعي في البركة. لم يكن هناك اي داع ابداً لأن ترسل لويزا تلك البرقية".

"أتصور بانها كانت مقتنعة بأنها خطوة صحيحة. ثم ،من يدري،الم يكن ممكناً ان تؤدي نفسك من جراء تلك الحادثة؟".

"لو كان كريس هنا، لما كان سمح لها بارسال اي برقية من هذا النوع".

ردت عليها ايما موافقة:

"صحيح:ولكن هذا لا يعني انه على حق انت تحبين كريس،اليس كذلك ؟".

ابتسمت انابيل وقالت بمحبة وحنان:

"اوه ،نعم،نعم اني افتقد ابي كثيراً وكريس يحاول تعويضي عن ذلك الا ان هيلين لا تحبه ان يزورنا كثيراً.أعتقد انها تشعر بالغيرة مني هل تعتقدين ان هذه فكرة سخيفة ؟".

عقدت ايما جبينها وقالت:

"لا اعرف.من هي هيلين ؟".

طانها زوجة كريس.الم يخبرك؟".
منتديات ليلاس
شعرت ايما بانقباض وذهول،ليس بسبب مشاعرها او احاسيسها بشكل خاص بل بسبب الطريقة العادية والعرضية التي تصرف بها معها...فقد سمح لنفسه مثلا ان يعانقها! هل هذا هو سبب احتقار لويزا الشديد له؟هل حاول معها الاسلوب ذاته...وصدته؟ وبلعت ريقها بقوة وصعوبة.هل فكرت لويزا بأنها تعرف وضعه العائلي ومع ذلك تغاضت عن تصرفلته وصفحت عن محاولاته؟ انه احتمال معقول ويفسر الى حد ما بعضاً من العداء الذي تناصبها اياه!لا عجب اذن لأنها تضايقت كثيراًمن بقائهما سوية في ناسو!وفجأة لمعت برأسها فكرة اكثر هولاً وازعاجاً!كيف ستبرر عملها لدايمون نفسه،وهو الذي يظهر لها بوضوح الاحتقار والازدراء؟كيف تتوقع منه ان يصدق انها لم تعرف ان كريس متزوج؟هل يضع كريس خاتم زواج؟ لم تعد تتذكر...ولكن كان عليها ان تفكر بهذا الاحتمال...ن تسأله! تسأله؟لا،فهذا اسلوب سخيف للغاية.فهل يعقل ان تسأل فتاة الرجل الذي يستقبلها على المطار اذا كان متزوجاً ام لا،فور لقائهما؟هل سيقبل دايمون هذا التحليل المنطقي؟ وان لم يقبل ،فهل سيعتبر تصرفها سائباً وغير لا ئق بالتي سترعى ابنته وتهتم بها؟

HEART WHITE 21-04-10 09:44 PM

5- الصينية الغامضة
كان الجو في هونغ كونغ حاراً جداً وتبلغ فيه الرطوبة أعلي درجاتها، مما يشل حركة الانسان وتفكيره.وكان دايمون ثورن يسير بعصبية وقلق ظاهرين في ارجاء قاعة المسافرين الفسيحة بالمطار الدولي ،متجاهلاً دعوات كبار الموظفين المتكررة له للذهاب الى الصالة المخصصة للمسؤولين واصحاب الشأن والنفوذ ولكن دايمون لم يكن بمزاج يقبل محاولات التهدئة والاسترضاء ،وتعرض نتيجة ذلك ،اكثر من مسؤول لتهكمه الحاد وسخريته اللاذعة.حتى بول ريميني مساعده الخاص ،الذي يرافقه في هذه الرحلة،لم يفلح باقناعه على تهدئة اعصابه.انهما ينتظران في المطار منذ اكثر من ساعتين.فقد حدثت مشكلة فنية لطائرتهما قبل الاقلاع بلحظات ،ولا توجد اي طائرة اخرى بديلة.
منتديات ليلاس

عاد بول يحاول مرة اخرى تهدئته والترويح عن نفسه .وبول شاب ايطالي وسيم الطلعة وصديق مخلص ومساعد امين يرافق دايمون في كافة اسفاره ورحلاته المتعلقة بأعمال امبراطوريته الضخمة.ويعرف ان دايمون يريد مغادرة هونغ كونغ بأسرع مايمكن لاسباب شخصية،وكلما طالت فترة التأخير والانتظار كلما زادت حدة غضبه وانقباضه.اقترب من دايمون وقال له:

"مما لا شك فيه انني اشعر بحاجة الى فنجان قهوة وقليل من الفاكهة المثلجة .فما رأيك يا سيدي؟".

استدار نحوه دايمون بعصبيةزكان يعرف انه يشعر بالحر الشديد والرطوبة القوية وان الطقس مسؤول جزئياًعن تعكير مزاجه. ال ان ذلك لم يخفف من حدة رده على مساعده:

"اللعنة يا ريميني !قهوة وفاكهة!هل هذا كل ما يمكنك التفكير به الآن؟".

ثم سرح شعره الأسود الكث باصابع يده التي تتصبب عرقاً:

"اللعنة على الشيطان! آسف يابول، انا أعرف انك لست مسؤولاً عن هذا التأخير...ولكن قل لي بربك متى سنغادر هذا الفرن؟".

ابتسم بول بارتياح.انه لحسن الحظ يعرف دايمون ثورن جيداً ولذلك فإنه لا يتأثر كثيراً اذا تعكر مزاجه وتفوه بكلمات قاسية وحادة.

"سأذهب للاستفسار عما اذا كانت هناك انباء جديدة...م نطلب قهوة وفاكهة،اليس كذلك؟".

ابتسم دايمون قليلاً وأجابه:

"حسناً،حسناً اذهب الأن واستفسر عما يفعله هؤلاء الفنيون التعساء!".

لاحظ دايمون ان هناك فتاة صينية تراقبه من مكان بعيد في القاعة.كانت تجلس على مقعد منخفض وتضع رجلاً فوق الاخرى كاشفة عن ساقيها بشكل مغر.ولم يغب عن باله انها ترمقه بنظرات غنج ودلال...انه يعرف مدى تأثيره على النساء ومدى انجدابهن اليه.ولكن اهتمامه بهن كان دائماً عابراً وسطحياً.ثمة امرأة واحدة اراد فعلاً الزواج منها....ايما هاردينغ.ومع ان علاقته بها أصبحت الآن جزءاًمن الماضي وملكاً للتاريخ،الا انه لايزال يشعر بالغضب والانزعاج كلما تذكر رفضها له.

وقفت الفتاة الصينية وسارت نحوه ثم توقفت امامه وهي تحمل بين اصابعها سيكارة غير مشتعلة.اومأت الى السيكار وقالت له بدلال:

" هل تسمح ؟".
منتديات ليلاس
اشعل لها سيكارتها بهدوء فيما كانت تتأمله بشغف ونهم.ابتسمت له شاكرة وقالت بغنج واضح:

" يبدو انني اضعت ولاعتي.شكراً ".

"بكل سرور".

اجابها بهدوء وتهذيب ملحوظين ثم تطلع حوله بتبرم بحثاً عن بولزلماذا تأخر ؟لماذا لا يعود الآن وينقده من هذه المتطفلة الثقيلة؟لماذا....؟

"هل انت مسافر الى سان فرانسيسكو ؟".

"نـعم ".

HEART WHITE 22-04-10 01:51 AM

"وأنا ايضاً.ربما تسمح لي بدعوتك الى كأس من الشراب لاظهار تقديري وامتناني...لاشعالك سيكارتي،بالطبع".

عبس دايمون قليلاً وأجابها ببرودة :

"لا أظن انها فكرة جيدة.أنا ومساعدي سنذهب الى المطعم".
منتديات ليلاس
حرك سيكاره بعصبية وتململ.انه قادر بكل سهولة ان يتصرف معها بوقاحة وفظاظة مما يريحه منها بسرعة وبساطة.الا انه ليس من طبيعته ان يسيء الى الناس بطريقة عشوائية.وشاهد بول عائداً فغمزه مبتسماً بمكر وسخرية وهو يومىء برأسه الى الفتاة.فهم بول الاشارة وانضم اليهما على الفور،اذ انه أصبح يعرف متى يتدخل ومتى يختفي.

" مساعدي ".www.liilas.com/vb3

قالها دايمون بسرعة وقد تعمد عدم سؤال الفتاة عن اسمها.ثم وجه الحديث الى بول قائلاً:

" هل من اخبار جديدة ؟".

"نعم،القليل.يعتقد المسؤولون ان الطائرة ستصبح جاهزة خلال ربع ساعة،العطل لم يكن رئيسياً".

تمتم دايمون قائلاً بسخرية لاذعة :

"تأخروا كثيراً لاكتشاف ذلك.في اي حال،لايزال امامنا متسع من الوقت لشرب فنجان من القهوة".

احنى رأسه بأدب امام الفتاة الصينية وقال لها :

" عن أذنك ".

ثم سار وبول نحو المطعم تاركاً الفتاة لتدرك بنفسها ان وجودها معه امر غير مرغوب فيه.تطلع بول الى الوراء لحظة وقال:

"من الواضح انها احست اخيراً بأنها مدعاة للضجر".

ابتسم دايمون وقـال :

"لسوء حظها ان مزاجي لا يسمح لي الآن،بمغازلة احد".

وصلت برقية لويزا الى فندق رويال باي في سان فرنسيسكو،في اليوم الثاني لوجود دايمون ثورن ومساعده هناك.

كان دايمون وبول يجلسان الى طاولة العشاء عندما وصلت البرقية.ففتحها دايمون بشكل عادي ظناً منه انها تحتوي بعض المعلومات المطلوبة حول أحدى شركاته الجديدة.وأصابته دهشة قوية عندما وقع نظره على اسم لويزا مريديث في نهاية البرقية.قرأ النص بعناية فائقة ثم رمى الورقة الى بول،الذي كان يراقب ردود فعله بانزعاج وانقباض.قرأ مساعده البرقية وسأل رئيسه عابساً:

"هل تعتقد ان الحادثة خطيرة ؟".

اخد دايمون البرقية من يد مساعده وقرأها مرة ثانية بتمعن وتمهل.ملاحظات لويزا كانت مقتضبة وتتحدث عما جرى بالتحديد وبدون لف او دوران.انابيل وقعت في البركة وكادت تغرق،وممرضتها الجديدة لم تصل بعد.اخذ سيكارة من بول ،ثم هز كتفيه العريضتين وقال :

"اعتقد ان لويزا تضخم الحادثة قليلاً.الا ان هناك واقعاً لا يمكن انكاره او تجاهله وهو ان انابيل وقعت فعلاً في البركة وانها كادت تصاب بأذى بالغ ".

ثم طوى البرقية بهدوء ووضعها في جيبه ثم أشعل سيكارة ثانية.كان يشعر في تلك اللحظات بغضب حاد.لماذا لم تصل ايما؟ البرقية مؤرخة في اليوم التالي لموعد وصولها،فأين هي بحق السماء !وزادت حدة غضبه عندما لاحظ ان غيابها ازعجه كثيراً...يس لأن وجودها كان سيحول دون وقوع الحادثة فحسب،بل لأنها هي لم تصل بعد،ولأنه لا يعرف سبب ذلك.انها الامرأة الوحيدة التي لها مثل هذا التأثير عليه.ونظراً لذلك فقد شعر ان بامكانه الآن سحقها وتحطيم عظامها بين يديه.علمته الحياة عدة امور واشياء هامة...قوة المال،قوة جاذبيته وشخصيته،وفوق ذلك كله قوة الذكاء.فقبل ان تصبح مؤسسته العملاقة على ماهي عليه الآن من قوة وعظمة واتساع،كان دايمون مجرد باحث كيميائي تخرج بدرجات مشرفة وممتازة من ارقى الجامعات وافضلها.تعرف منذ بداية عمله على جميع انواع النساء...من الضاربة على الآلة الكاتبة في شركته الى الباحثة والعالمة التي تعمل في الحقل ذاته،والتي قد تفوقه ذكاء وخبرة. الا ان واحدة فقط تمكنت من السيطرة عليه.كانت له دائماً اليد الطولى والكلمة الأخيرة مع اي امرأة مرت في حياته ،ولكن المأساة الكبرى كانت ان المرأة الوحيدة التي أحبها لم تعر مشاعره واحاسيسه اي اهتمتم او أنتباه. ام يدعه بول يستغرق في تفكيره، في احلام اليقظة التي غرق بها ، عندما قال له مبتسماً :

"اعتقد انني اعرف ماذا يدور في رأسك.انك قلق طبعاً،فأنت والد الطفلة...والد محب.ولكن...أين هي هذه الممرضة التي استخدمتها حديثاً؟".

"هذا هو السؤال .الا انني اعتقد انها موجودة الآن في سانت دومينيك.من المحتمل انها تأخرت قليلاً".

ضحك بول وقـال :

"هل قلت ان كريس سيكون باستقبالها؟ انا لا استبعد ابداً ان يكون الفارس الوسيم قد اغراها بالبقاء في ناسو بعض الوقت.وان فعل ذلك،فإني لا الومه كثيراً فحياته جحيم مع تلك الزوجة الحاسدة الغيورة !".

"أرجو أن تكون مخطئاً،فمهما كانت هيلين،فان كريس رجل متزوج،وهذا يكفي".

"اني اذكر جيداً انك لم تعر اي اهتمام على الاطلاق لعلاقته بلويزا في العام الماضي...في العام الذي سبقه،ان لم اكن مخطئاً ".

صرخ به دايمون بقسوة وعصبية :

"اهتم بشؤونك التافهة،ولا تتدخل بشؤون غيرك.احضر لي فنجاناً اخر من القهوة المرة ثم اتصل بالمطار.سوف نستقل اول طائرة الى فلوريدا واعتقد ان بامكاننا متابعة الرحلة الى جزر البهاما في اليوم ذاته،اليس كذلك ؟".
منتديات ليلاس
بدت الدهشة والحيرة على وجه بول الذي قال:

"اعتقد ان ذلك ممكن،اذا قمت بالترتيبات اللازمة منذ الآن".

"عظيم. باشر بها اذن !".

اشعل دايمون سيكارة احري فيما كان بول يشرب الجرعة الأخيرة من قهوته ويهز بكتفيه ثم يتوجه للبدء بالاتصالات الضرورية.

وفي تلك الاثناء كانت امرأة نحيلة تجلس قرب دايمون وتداعب ذراعه باصابعها وهي تقول :

"هـل تتذكـرني ؟".

HEART WHITE 22-04-10 03:11 AM

التفت دايمون نحوها متململاً فشاهد امرأة رائعة الجمال تزين عنقها بعقد من اللؤلؤ يلفه ثلاث مرات.وقال دايمون لنفسه: اذا كان هذا العقد حقيقياً وليس مزيفاً ،فإن اهتمام المرأة به ليس لماله.اجابها بتكاسل:

"اذكر.هل تشربين فنجاناً من القهوة ؟".

هزت رأسها واجابت:

"مع القليل من السكر،شكراً.ولكن،ارجوك، أنا أدفع".

"عندما اكون بصحبة سيدة،فأنا ادفع".
منتديات ليلاس

ثم استدعى النادل وطلب منه فنجانين من القهوة.ولما ذهب سألها ببرودة:

" ولمن اطلب القهوة ؟".

بدا أنها ترددت قليلاً ثم قالت:

" تساي بن لونغ ".

تأمل الخواتم التي تزين عدداً كبيراً من اصابعها وردد بتعجب:

" السيدة تساي بن لونغ ؟".

" نعم .وأنت ؟".

" ثورن . دايمون ثورن ".

" وماذا تفعل في سان فرانسيسكو يا سيد ثورن ؟".

" أعمالي ".
سألته بهدوء:

"أنت تملك تلك المصانع الكيماوية الضخمة في ثورنفيل".

قطب دايمون جبينه قليلاً وقال:

" لا ،ليس بالضبط. فأنا املك قسماً منها".

واستغرب الكيفية التي عرفت بها هذه السيدة تلك المعلومات،فإن لم تكن تعرف اسمه،فكيف ربطت بينه وبين المعامل؟ثورن ليس اسماً غير اعتيادي،فلماذا هو بالذات؟كانت عيناها تستكشفان ارجاء المطعم ،وقرر دايمون تحويل انتبا هها اليه فسألها:

"لماذا اتيت الى سان فرانسيسكو ؟".

هزت كتفيها ببرودة واجابت بهدوء ونعومة:

" اني اعيش هنا ".

لم تعلق بشيء اخر فأثارت حفيظة دايمن ضدها.كانت تبدو مهتمة بتحركاته واعماله،الا انها من الواضح لا تنوي الدخول في تفاصيل شؤونها الخاصة.كانت بلا شك تدرك بأنه يريد سؤالها عما كانت تفعله في هونغ كونغ ولكنها لم تتبرع بأي معلومات،كما لم تشجعه على توجيه اي سؤال في هذا الصدد.وعوضاً عن ذلك،ابتسمت له وسألته بتهذيب:

"هل ستغادر سان فرانسيسكو قريباً".

اغضبه سؤالها المباشر .فابتسم وقال لها بخبث مماثل:

" ربمـا....وربمـا لا !".

"ولكنك أميركي.لهجتك لا تخطئ".

"ولدت في الولايات المتحدة. هل ولدت هنا؟".

" لا ".
كلمة واحدة فقط وانزلت مرة اخرى الجدار السميك في وجه المزيد من الاسئلة او التفاصيل المتعلقة بهازوفجأة سمعها تقول له وكأنها ندمت على سكوتها:

"ولدت في بكين. عائلتي لا تزال تعيش هناك".

ودار بينهما حديث سياسي،اتبعته بالسؤال التالي:

"هل تؤمن بالقضاء والقدر ،يا سيد ثورن؟".

"ربما ولكني أعتقد ان من الغرابة بمكان اجراء احاديث كهذه بيننا".

ثم وقف وراح يتطلع حوله بتململ وتبرم،الى ان وقع نظره على بول متنهد بارتياح.ورفع مساعده حاجبيه عندما لاحظ من تكون رفيقة دايمون وعندما انضم اليهما لم يزعج دايمون نفسه بتقديمهما الى بعضهما،بل اعتذر من السيدة واخرج بول الى القاعة قبل ان يسأله عما فعله بالنسبة الى سفرهما.تنهد بول وقال:

"نتوجه الى المطار خلال اربعين دقيقة تقريباً.الغى مسافران رحلتهما فحجزت المكانين على الفور.هل يعجبك ذلك ؟".

هز دايمون رأسه علامة الموافقة والارتياح،اما بول فابتسم وسأله:

"وماذا عن الصينية الساحرة ؟".

"تساي بن لونغ.لا أعرف".

ثم ضحك وقال ساخراً :

"اعتقد انها شاهدت لتوها وجهاً مألوفاً".

بدأالتشكك على وجه بول،ثم قال:

"من المحتمل جداً انها تبحث عنك في جميع الفنادق والمطاعم الراقية في سان فرانسيسكو.كان واضحاً لها انك ستكون في مكان كهذا ".
منتديات ليلاس
هز دايمون كتفيه العريصتين بلا مبالاة قائلاً:

"وما هي المشكلة؟القانون لا يمنع ذلك ".

" هل أنت مهتم بها ؟".

"ماذا تـظن ؟".

"لا أعرف،لا أعرف. انها جذابة للغاية ".

سار دايمون نحو الباب الخارجي فيما كان بول يلحق به.ثم توقف واستدار نحوه ليقول بهدوء:

"نعم ،انها جذابة للغاية.....شأنها في ذلك شأن الملايين من النساء ".

HEART WHITE 22-04-10 08:15 PM

6- غضـب تـحت الجلـد

سحبت ايما يدها برفق ونعومة من تحت جسم انابيل وهي تقول :

"هيا ،تابعي،انك تتقدمين بطريقة رائعة !".

تحركت يدا انابيل الصغيرتان البرونزيتان وتبعتهما الرجلان بالاسلوب ذاته. انها تسبح،انها حقاً تسبح.بمفردها ولأول مرة في حياتها!وشعورها ،لا يمكن وصفه بكلمات ! ثم ااحست بيدي ايما تمسكان بوسطها وتساعدانها على الوقوف على ارض البركة وشهقت بحماس وسعادة:

" هل كنت اسبح ؟ هل كنت حقاً اسبح ؟".

"نعم يا حبيبتي،وبمفردك تماماً. قمت باثنتي عشرة حركة ولم امد يداً لمساعدتك ".
منتديات ليلاس
"اوه ،ايما الن يفاجأ والدي عندما يأتي ؟ اعني،انه لم يكن يسمح لي ابداً بالنزول الى البركة لأن مياهها عميقة جداً...كما كان يقول ".

ساعدتها ايما على الخروج من البركة وجلستا معاً على حافتها.كانت ايما ترتدي ثوب السباحة الأبيض المؤلف من قطعتين.وسرها كثيراً ان الشمس بدأت تلفح وجهها وجسمها لتضفي عليهما سمرة جذابة.كما لاحظت بسعادة فائفة ان الطقس في الجزر يناسبها تماماًزوانها بدأت تتأقلم بسرعة كبيرة مع مكان اقامتها الجديد ومع جميع العاملين في تلك الجزيرة الصغيرة ،حتى لويزا مريديث نفسها لم تعد تتصرف معها بالقسوة والفظاظة اللتين كانت تستخدمهما في بداية الأمر.ورجحت ايما ان ذلك ربما يعود جزئياً الى ان لويزا لاحظت بلا شك الانزعاج الذي ابدته هي تجاه كريس.
فقد اتى صباح اليوم الثالث لوجودها في سانت دومينيك وأعلن بشكل طبيعي جداً انه سيأخد ايما وانابيل في نزهة تستغرق طوال النهار.وكان قد جلب معه في الزورق عدة الغطس تحت الماء وسلة كبيرة من المأكولات والمرطبات.وبدا انه لم يتوقع اي أعتراض على الاطلاق من جانب ايما. الا انه فوجئ بانها مستاءة منه الى ابعد الحدود زولما سألته عن مسألة زواجه وكيف انه لم يزعج نفسه باطلاعها علىذلك ، هز كتفيه واجابها بهدوء:

" هياين وانا لا نعيش حياة زوجية طبيعية.فهي لا يمكنها ان تنجب اطفالاً ".

غضبت ايما جداً من ذلك الرفض البارد القاسي لزوجته ،فقالت له بدهشة واستغراب :

" ولكن من المؤكد ان بامكانك تبني طفل،اذا كانت المشكلة كلها تتعلق بهذا الموضوع ! ".

" انا لا أريد اطفال اناس اخرين. اريد اطفالاً من لحمي ودمي ".

ثم امسك بيدها وقال:

"انك جذابة جداً بحيث يصعب علي ان أدعك وشأنك.لا تلعبي معي دور الفتاة الصعبة المنال فترة طويلة. فقد افقد صبري ".
شعرت ايما بغضب عارم واستياء ما بعده استياء وقالت له بلهجة عنيفة وحاسمة انها تحتقره بسبب موقفه تجاه زوجته، وانها لن تذهب معه الى اي مكان وفي اي زمان. واحست انابيل ،التي لم تفهم سوى القليل من حديثهما الغاضب ،بخيبة أمل كبيرة.الا ان ايما عوضت لها تلك الخسارة بتمضية المزيد من الوقت معها في البركة وبكسب ثقتها الكاملة بها .

غادر كريس سانت دومينيك غاضباً بصورة لم يسبق لأحد ان شاهدها او احس بها.وتمنت ايما ال يحاول ايجاد اعذار لاطلاع دايمون على كيفية تصرفها معه.وشعرت بصورة شبه اكيدة انه لن يفعل ذلك، لأنه لن يتمكن من ابلاغ دايمون بما جرى بدون ادانة نفسه...وهي مسألة قد لا يرغب في التعرض لها. واحست ايما تلك الليلة بشيء من الحزن والأسى لأن صداقتها القصيرة لكريس تحطمت بمثل هذه السرعة.
منتديات ليلاس
بدأت لويزا تلين معها قليلاً،واتفقتا بطريقة غير مباشرة على نوع من الهدنة.وتصورت ايما انه من الممكن جداً في نهاية الأمر ان تصبحا صديقتين عزيزتينزوباستثناء لويزا ،وتانزي بالطبع،فانه لم يكن لدى ايما اشخاص تتحدث معهم .فالحديث مع انابيل ،التي تتحدث مراراً كالراشدين،لا يمكن ان يحل محل الصداقات المتعددة التي اقامتها في المستشفي.

HEART WHITE 22-04-10 11:34 PM

كانت ايما وانابيل تجلسان قرب بركة السباحةوتعرضان ظهريهما لشمس على وشك الغروب.وكانت انابيل تبدو كلعبة سمراء جميلة تجلس على منشفة كبيرة وترتدي ثوب سباحة من قطعتين خاطته لها ايما من احدى ستائر الحمام.وفجأة استلقت الطفلة على ظهرها وسألت رفيقتها الكبيرة:

"هل تعتقدين بأنني سأتمكن يوماً ما من استعادة نظري؟".

ترددت ايما وارتبكت .انها لا تريد زرع افكار وآمال خاطئة في مخيلة الفتاة،مع انها تشعر من الناحية الأخرى ان مشكلة انابيل هي نتيجة صدمة نفسية بقدر ما هي عجز جسدي.ولاحظت ايما انها كلما حاولت ان تتحدث مع الفتاة الصغيرة عن امها كانت تجابه بسد منيع من الصمت المطبق...وكأن انابيل تخفي امراً، ولا تريد التفوه بسيء مخافة ان تفشي سرها. ومما زاد في تصور ايما ان فقدان النظر يعود بدرجة كبيرة الى مشكلة نفسية،ان رأس الفتاة ووجهها، خاليان تماماً من اثار اي جروح او ضربات. وفجأة سمعتا صوت طائرة مروحية فوقهما، فهبت انابيل واقفة ببهجة وحماس قائلة:

" ايما، ايما ! انه ابي ، انه ابي !".

وتوترت اعصاب ايما...ل هو حقاً دايمون ثورن؟ وهل عاد قبل موعده بسبب حادثة ابنته؟ وكيف سيفسر الليلة التي أمضتها وكريس في ناسو وسألت صديقتها الصغيرة :

" هل يحضر والدك عادة بطائرة مروحية ؟ ".

" احياناً ".
ثم امسكت بيد ايما وسألتها بلهفة :

"هل بامكاننا ان نذهب لملاقاته ؟ ".

تطلعت ايما نحو الطائرة،ولاحظت ان الوقت لا يسمح لهما بالذهاب الى البيت وارتداء ثيابهما ثم العودة الى مكان هبوط الطائرة لاستقباله. وكذلك ،فإنه ليس من اللائق او المستحب ان تستقبلا دايمون ثورن وهما كحوريات البحر . ردت عليها بوداعة وحنان :

" اعتقد ان علينا الانتظار هنا. ثم....الا تريدين مفاجأة والدك بوجودك في البركة وقدرتك غلى السباحة بمفردك؟".

" طبعاً، طبعاً.نسيت! هل تعتقدين انه سيحب ثياب البحر التي ارتديها الآن ؟".

"اوه ،طبعاً. انا متأكدة من ذلك ".
ثم اخذت معطفاً قصيراً خاصاً بالبحر واتدته بسرعة لأنها لم تكن لديها اي رغبة في دفع دايمون الى الظن بأنها تعرض نفسها امامه بزهو وتباه.خف صوت المروحة ثم عاد الصمت يخيم على تلك الجزيرة الصغيرة . كانت البركة تقع خلف المنزل،فيما كان مهبط الطائرة يقع في فسحة قرب الشاطئ.وماهي الا لحظات حتى ظهر دايمون ورجل اخر يخرجان من بين اشجار النخيل. كان دايمون يرتدي بزة زرقاء انيقة ويحمل حقيبة صغيرة. اما الرجل الآخر الذي يبدو اصغر سناً ويرتدي بزة رمادية ،فكان يحمل حقيبة سفر خفيفة. وشعرت ايما بأن دايمون يبدو اضخم مما هو عادة...واحست بقلبها يقفز الى حلقها ويحبس انفاسها

قفزت انابيل وامسكت بيد ايما وهي تقول بلهفة :

"هيّا نستقبله يا ايما،أرجوك .أرجوك ! ".

وجهتها ايما نحو والدها فركضت نحوه بسرعة وثقة مذهلتين. وفتح دايمون ذراعيه القويتين وضم ابنته ثم رفعها في الهواء مرحباً بها بمحبة وحنان :

" انابيل حبيبتي ! انك تبدين اليوم جميلة جداً ".

" هل انا حقاً يا أبي ؟ هل انا حقاً جميلة ؟ ".
ثم تحول وجهها نحو الرجل الآخر ، وقالت :

"بول،بول ، هذا انت اليس كذلك؟ هل تعتقد انني جميلة حقاً ؟ ".
منتديات ليلاس
" رائعة الجمال ! ترتدين قطعتين ايضاً...من اين اتيت بثياب البحر الجميلة هذه ؟ ".

" ايما خاطتها لي . وهل تعرف ايضاً انني تعلمت السباحة ".

نظرت ايما الى وجه دايمون لتراقب رد فعله ، فرأته يتطلع نحوها لأول مرة منذ وصوله....ويسألها بشيء من الحدة :

" هل هذا صحيح ؟ هل تعرف انابيل كيف تسبح ؟ ".

"تقريباً. لم اجد سبباً يمنع تعليمها السباحة. ان ذلك على الأقل يحول دون وقوع المزيد من الحوادث الخطيرة ".

نظر دايمون الى بول فرآه يتأمل ايما باعجاب ظاهر. وانتبه ايضاً الى ان ايما ابتسمت له شاكرة اعجابه بصمت خجول. واحس دايمون فجأة بغضب شديد. كان عليه الا يحضرها الى هذه الجزيرة، لقد تصرف بغباء ! انزلت انابيل نفسها الى الارض وامسكت بيد والدها وسألته بلهفة :

" هل تسبح معي ؟ الا تريد مراقبتي عندما اسبح ؟ ".

"حول دايمون نظراته عن ايما ورد على ابنته بحنان واضح :

" طبعاً يا حبيبتي. ولكن والدك آت من مكان بعيد جداً وهو بحاجة الآن الى حمام بارد وساعتين على الأقل من الراحة . غداً...غداً ان شاء الله يمكنك تفويت دروسك وتمضية النهار بكامله معي. فما رأيك ؟ ".

الجبل الاخضر 23-04-10 01:39 AM

:55::mo2::dancingmonkeyff8:حماسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ننتظرررررررررررررررر على احر من الجمر بسرعه

HEART WHITE 23-04-10 04:39 AM

شكرا الجبل الاخضر على تشجيعك

وانشاءالله احاول اكتبها بسرعة

تحياتي ....

HEART WHITE 23-04-10 04:59 AM

" اوه نعم . وايما ايضاً ؟".

" قد تكون الآنسة هاردينغ بحاجة للقيام ببعض الأمور الأخرى ".

ثم رفع رأسه نحو ايما قائلاً بجدية وهدوء :

" ولكن اريد التحدث مع الآنسة هاردينغ هذه الليلة، ان لم يكن لديها اي مانع ".

" لا مانع على الاطلاق ".
ثم امسكت بيد انابيل واستدارت نحو البيت وهي تقول :

"اعدرانا الآن ، فقد حان موعد الشاي لانابيل ".

ونظرت الى دايمون وسألته ببرودة اعصاب مذهلة :

" هل ستأتي لرؤيتها قبل ذهابها الى النوم ؟".

" طبعاً وفي هذه الاثناء سوف استحم واشرب فنجاناً من القهوة ".

وتطلع الى بول قائلاً بهدوء :

"بول ، يسرني ان اقدم اليك الآنسة ايما هاردينغ ، ممرضة انابيل ومرافقتها الجديدة ".

ابتسم لها بول فاضطرات لمبادلته ولكن بشيء من التحفظ ،وسمعته يقول لدايمون فيما كانت هي وانابيل تتوجهان الى البيت :

"انها بلا شك افضل بكثير من برندا لوسن ".

" نعم ، ولكن...لا تورط نفسك معها ! ".

قطب بول حاجبيه وسأله :

" ما قصة هذه الفتاة ؟ يبدو ....".

رمقه دايمون بنظرة اخرسته، ثم توجه الى البيت دون ان يقول شيئاً .
وفي المساء اختارت ايما ثيابها بدقة لأنها لا تريد مواجهة دايمون بثياب منزلية عادية . وكانت ايما تتناول العشاء عادة مع لويزا وتانزي في احدى الغرف الصغيرة التي تطل على البحر . اما عشاء الليلة فلن يكون مريحاً على الاطلاق .
نزلت الى القاعة الكبيرة التي قلما تستخدم في غياب دايمون وهي مرتاح الى انها ساعدت انابيل على الاستحمام وقدمت لها عشاءها ثم وضعتها في السرير بانتظار الزيارة المرتقبة من والدها . ولما دخلت القاعة وجدت بول ريميني جالساً في احد المقاعد الجانبية يقرأ أحد كتب انابيل. ولما شاهدها ،هب واقفاً وقال :

" مرحباً مرة اخرى . السيد ثورن لم ينزل بعد. هل تريدين شراباً بارداً ؟ سيكارة ؟ ".

ابتسمت ايما وقبلت منه سيكارة اشعلها لها بتهذيب واحترام ، ثم صب لنفسه قليلاً من عصير التفاح المنعش. سارت ايما نحو النافذة العريضة واخذت تتأمل الحديقة باعجاب صامت. لحقا بها بول وسألها بهدوء ومجاملة :

" هل استقرت بك الأمور هنا ؟ اتصور ان الطقس يلائمك جداً ، اليس كذلك ؟ ".

" اوه نعم . انه بلا شك مكان رائع ".
ثم استدارت نحوه وسألته :

" هل تعمل مع السيد ثورن منذ فترة طويلة ؟ اخبرتني انابيل انك اقرب مساعدي والدها المفضلين ".

" هذا صحيح . فأنا اعمل مع دايمون منذ ست سنوات".
ثم ابتسم واضاف :

" انها وظيفة عظيمة . نسافر معظم الوقت....الى عدة انحاء من العالم . دايمون رجل رائع ويسعدني جداً العمل معه . انك لم تتغرفي عليه جيداً بعد ، ولكن صدقيني....".
منتديات ليلاس

قاطعته ايما بتهذيب قائلة :

" ارجوك . دعنا من مناقشة شخصية السيد ثورن ".

HEART WHITE 23-04-10 06:32 PM

وترددت قليلاً ثم سألته :

"انك بلا شك كنت تعرف السيدة ثورن ".

" نعم ، كنت اعرفها ".
ثم قطب جبينه واضاف :

" قتلت في حادثة سيارة قبل عامين تقريباً "

" حادثة مأساوية بالتأكيد ! ".

اهى بول شرب عصيره دون ان يبدو عليه التأثر والانفعال ، فشعرت ايما بحشرية قوية. كيف كانت اليزابيت ثورن . وكيف كان شكلها ؟ من المؤكد ان دايمون أحبها كثيراً كي يتزوجها !وانابيل...انابيل ولدت خلال أقل من عام بعد زواجهما ! واحست بانقباض شديد، فقررت تغير الموضوع.

" هل تمضيان اوقاتاً طويلة هنا في سانت دومينيك ؟".

"احياناً نأتي الى هنا ونمضي بضعة اشهر ،واحياناً اخرى بضعة أسابيع فقط . وفي بعض الأوقات يأتي دايمون بمفرده لقضاء عطلة ، فيما أعود انا الى بيتي في ميلانو بايطاليا ".
خف توترها قليلاً فأبتسمت له وقالت :

" أنك تتحدث الانكليزية بطلاقة ".

علت وجهه ابتسامة عريضة وهو يجيبها قائلاً :

" ابي وامي ايطاليان . ولكن امي عاشت وتربت في بريطانيا لحين عودتها الى ايطاليا وزواجهما من ابي. وقد علمتني الانكليزية منذ صغري. كانت دائما تقول ان هذه اللغة ستصبح في نهاية الأمر الأولى في العالم ن ومن حيث عدد الاشخاص الذين يقدرون على التحدث بها ".

" اعتقد انها كانت عل حق ".

ونظرت ايما الى ساعة يدها التي كانت تشير في تلك الآونة الى الثامنة الا ثلثاً. العشاء عادة يقدم في تمام الثامنة...

" اني اضجرك على ما يبدو !".
منتديات ليلاس
ندمت ايما على تصرفها وسارعت الى القول :

" لا ،ابداً . ولكني كنت اتساءل ...متى سيحضر السيد ثورن ؟".

" انه هنا ! ".

والتفتا ليشاهدا دايمون ثورن واقفاً قرب الباب يتأملهما بهدوء وجدية .ثم قال موجهاً كلامه الى ايما :

" آنسة هاردينغ ، اريد محادثتك على انفراد . مكتبي هو المكان الأفضل ".

شعرت ايما برجفة خفيفة فيما كانت تطفئ سيكارتها وتلحق به الى غرفة المكتب التي لم تدخلها بعد منذ وصولها الى الجزيرة .
توجه دايمون الى مكتبه واشار الى ايما للجلوس في احد المقاعد القريبة، فهزت رأسها بهدوء وقالت :

" افضل الوقوف ،ان لم يكن لديك مانع . وقل لي ما تريده على الفور ،لأنني اكره هذا الترقب القلق ".

رد عليها بتهكّم واضح ، قائلاً :

" يا للأسف !".
ثم اشعل سيكاراً وسألها بهدوء وهو يتكئ على المكتب الخشبي :

" لماذا لم تصلي الى هنا في اليوم المقرر ؟".

" استقباني ابن عمك في ناسو ، كما تعرف ، ثم اقترح علي البقاء حتى اليوم التالي لأتمكن من مشاهدة نيوبروفيدانس ".

وتنهدت .فطريقة اجابتها على هذا النحو رهيبة ومزعجة. اللعنة! كان يجب ان تصر على كريس لاحضارها فوراً الى سانت دومينيك. رد عليها دايمون غاضباً :

" اني لا ادفع لك مرتبك كي تبقي في ناسو وتشاهدي المعالم السياحية ".

"اوه ، وما الفائدة ؟ انك لم تفهم او تتفهم ! عندما وصلت الى ناسو ، تبين لي ان كريس حجز غرفتين في الفندق . وبدا أنه اعتبر بقاءنا تلك الليلة امراً مفروغاً منه " .

ثم تنهدت واضافت :

" رفضت واعرف انه كان يتوجب علي الاصرار على رفضي...ولكن...أوه،يستحيل علي الآن ان اشرح بالتفصيل ما حدث ذلك اليوم ".

" الم يهمك ابداً انه رجل متزوج ؟".

تنهدت بأسى ظاهر وقالت :

" لم اعرف انه متزوج.انت لم تخبرني ، وهو بالطبع لم يتبرع بابلاغي ذلك. حتى اني كنت اتوقع فتاة في استقبالي، تصورت ان كريس تصغير لكريستين وليس لكريستوفر ! كيف كان من المفروض علي ان اعرف انه متزوج ؟ لم يتصرف معي ابداً كأنه رجل متزوج ! ".

" اصدقك ! اني اصدق كلامك ! ".
ووقف ثم قال :

" وماذا عن انابيل ؟ اتصور انها تحبك كثيراً. من المؤسف انك قد لا تبقين هنا ".


HEART WHITE 23-04-10 07:29 PM

حدقت به ايما بذهول وحيرة وهي لا تصدق ما سمعته اذناها. انه يمزح !انه لن يطردها لأنها لم تصل في اليوم الذي حدده لها ! انها مستعدة لخسارة مرتب ذلك اليوم اللعين ان كان يهمه تطبيق القانون بحذافيره! وسألته باستغراب واضح :

" وماذا علي ان افهم من ملاحظتك هذه ؟ انك سوف تطردني ؟ وانك سترسلني الى لندن، وتعتبر ان مشكلة اخي وكأنها لم تكن ؟ ".

" هذا بالضبط ما افعله مع اي موظف اخر ليس لديه مثلك شقيق متورط بهذه القضية. ولكن يؤسفني ان وضعك يختلف عن اوضاع الآخرين. فأنت لديك حصانة ضد الطرد...الا اذا عدت وقررت تحويل قضيته الى القضاء ".

" صرخت ايما بذهول ولهفة :

" ولكنك لن تفعل ! لن تفعل !".
منتديات ليلاس
قطب دايمون حاجبيه وقال لها بهدوء وجدية :

" لا ، لن افعل وسأنسى هذه الحادثة مع كريس ".

" وهل سأبقى ؟".
درس دايمون بتمعن ملامحها المبتهجة. وحذره عقله ومنطقه من ابقائها لحظة واحدة ، بينما لا يزال قادراً على ذلك. ولكنه لأول مرة تجاهلهما وقال لها وهو يهز رأسه موافقاً :

" اعتقد ذلك ".www.liilas.com/vb3
ابتسمت ايما فعقد دايمون جبينه مرة اخرى وقال لها :

" يبدو الآن ان موقفينا تعاكسا. فقد كان لدي انطباع بأنك كنت تريدين البقاء في لندن ...بأن عملك هناك...بأنك سوف تحصلين على ترقية ! ".

" كان هذا قبل لقائي انابيل . انها طفلة رائعة !".

" هل هي حقاً ؟ على الرغم من انها ابنتي انا ؟ ".

" وما يجعلك تظن ان لذلك اي تأثير سلبي ؟".

"يجب ان يكون ، اليس كذلك؟ اعني ان هذا هو صلب الموضوع، ام ترى انا على خطأ ؟".

ثم استدار نحوها غاضباً وقال :

" مرت اوقات شعرت خلالها بانني اريد قتلك بسبب ما فعلته بي !".

شدت ايما يديها بتوترظاهر. انهما يعودان الآن الى الموضوع الأساسي، وهي على وشك ان تفقد اعصابها.لماذا اعاد الى حديثهما النبرة الشخصية ؟لماذا لم يحتفظ بلهجة رب العمل مع موظفته؟

" كانت خطوة نحو الأفضل ".
وسارت بعصبية نحو الباب ولكن صوته أوقفها في مكانها عندما سألها بحدة :

" انك لم تتزوجي ابداً...لم تشعري بتاتاً بالندم ؟ ".

" ندم بسبب عدم الزواج ؟ ".

تقدم نحوها بسرعة وقال لها، فيما كانت عيناه تتأملان جسمها باعجاب يصل الى درجة الاحراج والاهانة :

" انت تعرفين جيداً ماذا اعني ".

ارتعش جسمها بقوة.فعندما يكون قريباً منها الى هذا الحد تشعر بالضعف امامه.ليس عليها الا ان تخطو نصف خطوة نحوه لتلتصق به وتشعر بدفئه وحنانه. وشعرت بألم وعذاب شديدين عندما احست بأنه لا ينتظر منها الا ان تفعل ذلك . وفي تلك اللحظة الوجيزة تذكرت بوضوح ادق التفاصيل في العلاقة التي كانت بينهما. انه لا يعرف انها تركته لأجله هو.... لصالحه ! وتذكرت الليدي ماسترهام وهي تقول لها :

" ولكن ن يا ايما اتقد ان دايمون يتصرف بشجاعة فائقة ، الا توافقيني الرأي على ذلك؟ اعني...جل بعمره ونفوذه ، وفتاة صغيرة جميلة مثلك لا تملك جنيهاً واحداً ! اعني ، يا عزيزتي، ان الناس سيحكون...ن المؤكد انهم سيحكون ! ويخيل الي انه سيكون لكلامهم تأثير سلبي وغير سار على مؤسسته عندما يعرف منافسوه بضعفه تجاهك. ثم ان هذا التصرف لا يدل علي خلق رفيع وشخصية قوية ، الا تعتقدين ذلك ؟ ".
منتديات ليلاس
تذكرت ايما ايضاَ ان عيني الليدي ماسترهام كانتا تسألانها كيف ان رجلاً مثل دايمون يجد اي اهتمام بحشرة مثلها ! الا ان الليدي نفسها لم تتجرأ على الافصاح علناً عن مثل هذه الآراء المذلة. ولكن البذور زرعت بصورة جذرية، وكان على ايما ان تسمع العديد من الملاحظات المماثلة.
وكانت كل ملاحظة اسوأ وأشد قساوة من سابقتها...الى ان اقتنعت ايما بأن وجودها معه سوف يلحق الدمار بعمله... وبحياته.

رفعت رأسها ةتطلعت فيه غير قادرة على التفوه بكلمة واحدة. حدق بها دايمون لفترة قصيرة. وعندما شعرت بأنها لم تعد قادرة على الوقوف طويلاً ، ازاح وجهه عنها وتمتم بصوت متوتر وغاضب :

" اخرجـي ! ".

..مــايــا.. 23-04-10 09:41 PM

شكلهـــآآ رووووعه

اول ماتنتهين منها ابقرآهــا

تسلم يداتك

HEART WHITE 24-04-10 11:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..مــايــا.. (المشاركة 2275167)
شكلهـــآآ رووووعه

اول ماتنتهين منها ابقرآهــا
تسلم يداتك

اهلا مايا

الله يسلمك ...سرني مرورك


وراح احاول اكملها بسرعة حتي تقرايها

تحياتي لك...

HEART WHITE 24-04-10 11:56 PM

7- بحر من العـواطف

صباح اليوم التالي ،تناولت ايما طعام الفطور في غرفتها ثم نزلت الى الطابق الأرضي لتسمع من لويزا ان رب البيت وابنته خرجا سوية منذ بعض الوقت .

"انت وانا اليوم في عطلة الزامية . فقد أوضح السيد ثورن اهما سيستقلان اليخت ولن يعودا قبل المساء . اعتقد انه سيأخدها الى الدورو ".

نظرت اليها لويزا وابتسمت بمكر قائلة وهي تشير الى احد الزوارق :

" هذا هو الزورق الذي يقوده جوزف ، ان كنت ترغبين برحلة قصيرة الى ناسو "
ثم وقفت واضافت :

" فعلاً ، وبكل جدية ، انا لا امانع ابداً برحلة كهذه . وبما انه ليس لدينا اي شيء نقوم به....".

وتوقفت عن اتمام جملتها عمداً. ابتسمت ايما دليل الموافقة وقالت :

" فكرة لا بأس بها على الاطلاق. كنت اتمنى لتوي ان احضر بعض الأقمشة....ولكن ماذا عن السيد ريميني ؟ الن يتوقع منا البقاء هنا ؟ ".
ابتسمت لويزا "بالنسبة الى السيدريميني .فالسيد ثورن أوصله الى سانت كاترين حيث سيمضي النهار مع كريس وهيلين. بول وكريس يعرفان بعضهما منذ عدة سنوات ز انهما زميلا دراسة " .

" اذن ن اعتقد ان علينا الترفيه عن نفسينا....اليس كذلك؟".منتديات ليلاس

اعادهما جوزف بعد ان تناولتا عشاء من السمك والخضار في الهواء الطلق ز ولكنهما شعرتا بشيء من الذنب لأنهما تغيبتا مثل هذه الفترة الطويلة. وفيما اقترب زورقهما من سانت دومينيك ، شاهدتا اليخت رأسياً في مكانه وعلمتا ان دايمون ثورن عاد الى الجزيرة قبلهما . وعندما دخلتا البيت وهما تحملان حاجياتهما لم تجدا احداً. كانت الساعة انذاك تقارب الثامنة فقررتا ان تذهب كل منهما الى غرفتهما لتغتسشل وتغير ملابسها استعداداً للعشاء. وقالت لويزا لايما فيما كانتا تصعدان الدرج :

" لا تقلقي بشأن انابيل . تانزي تهتم بها عادة عندما لا يكون احد منا هنا " .

شعرت ايما بالارتياحز فقد كانت على استعداد تام للعودة الى الجزيرة في وقت مبكر ،الا ان لويزا اصرت على ان لا حاجة لذلك . وقبلت ايما ذلك بدون أعتراض او احتجاج لانها شعرت بأنه لم يكن لديها اي يوم عطلة منذ وصولها الى الجزيرة قبل اسبوع .
استحمت بسرعة واتدت فستاناً ازرق اللون ثم نزلت الى القاعة لتجد دايمون جالساً في احدى زواياها يشرب كأساً من العصير البارد .كان يرتدي بزة رمادية داكنة تضيف الى سمرته وجاذبيته اناقة وهيبة. رفع حاجبيه اشارة الى انه احس بدخولها، فوقفت لا تدري ماذا تفعل او تقول .وبعد لحظات ، استجمعت شجاعتها وسألته بهدوء :

" هل أمضيتما يوماً جيداً ؟ ".

" اعتقد ذلك. وانت ، هل أمضيت يوماً ممتعاً ؟".

" نعم .ذهبت ولويزا الى ناسو حيث ابتعنا بعض الأغراض".
احنى رأسه قليلاً وهو يقول :

" تانزي أبلغتني بذلك ".
ثم أشار الى كرسي مجاور وقال لها :

" تعالي ،سأحضر لك شراباً. ما رأيك بعصير التفاح ؟ كنت تحبينه كثيراً ".

اعد لها الشراب واعطاها الأس فأخدته شاكرة ثم دخلت لويزا وبدأ الثلاثة بتناول العشاء، فيما كان دايمون يقول للشابتين الجالستين معه :

" بول باق بعض الوقت في سانت كاترين. سوف يعود في وقت لاحق ".
منتديات ليلاس

سألته لويزا عن رحلة اليخت والى اين ذهب .وارادت ايما ان تسأله عن انابيل وهل تمتعت بنزهتها الطويلة .الا ان صوتها رفض الانصياع لأوامراها وقررت الا تتكلم كثيراً حتى تتمكن من السيطرة على نفسها وأعصابها .

gaviotta 25-04-10 12:13 PM

بانتظار التكملة مع الشكر الجزيل للمجهود الرائع

HEART WHITE 25-04-10 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 2277053)
بانتظار التكملة مع الشكر الجزيل للمجهود الرائع

كل الشكر لك على مرورك الذي عطر صفحتي...

جزاك الله الف خير ....

تحياتي لك .....

HEART WHITE 25-04-10 04:15 PM

وبعد العشاء اعتذر دايمون منهما وتوجه الى غرفة المكتب.رفعت لويزا رأسها وقالت لايما ضاحكة :

"أعتقد ان وجودنا لم يكن مفيداً على الاطلاق. الا تشعرين معي بذلك ؟".
ثم ابتسمت واضافت قائلة قبل ان تنتظر جواباً :

"هيا ، لنقم بنزهة خارج البيت. انهاليلة رائعة ".

وافقتها ايما على ذلك بدون تردد. لقد كانت فعلاً ليلة جميلة جداً وكان من الخطأ البقاء داخل البيت . لفت ايما عنقها بوشاح خفيف ، وسارتا نحو الشاطئ تتمتعان بالنسيم العليل وضوء القمر الساطع وانعكاسه البهيج على سطح الماء وكان واضحاً ان لويزا تريد التحدث بأمور خاصة. وقفت فجأة وقالت لايما بجدية قائلة :

"أريد تقديم اعتذاري الخالص لك فقد تصرفت معك في اليومين الأولين لوصولك بطريقة سيئة وفظة للغاية ، ولكني سأحاول الشرح....".

" لا حاجة لذلك مطلقاً ".
منتديات ليلاس

" اعرف ،ولكني ساخبرك.عندما اتيت الى هذه الجزيرة قبل عامين لأعطي انابيل دروساً تمهيدية ثم ننتقل الى أسلوب برايل في الحروف النافرة، تورطت عاطفياً مع كريس ثورن. كانت خطوة سخيفة....أعرف ذلك ،وكان علي بعد ان تجاوزت الثلاثين ان اتصرف بحكمة وروية. ولكنه جذاب للغاية، واعتقد انني بدأت اشعر باليأس ".

وتنهدت لويزا ثم مضت الى القول :

"أقمنا علاقة اتسمت بالعنف. كنت اعلم بوجود زوجته هيلين، على العكس منك كما تبين في وقت لاحق ،الا انني لم اهتم او اكترثز تعرفت اليها...انها باردة وقلبها قد من حجر، بينما كان كريس دافئاً وحنوناً...ويحبني ".

وعبست ثم قالت :

"كم كنت سخيفة وغبية ورعناء !كريس كان يلعب معي ،لعدم وجود فتيات اخريات . برندا بالتأكيد لم تكن من الطراز الذي يعجبه. لم تدم علاقتنا طويلاً.فبعد حوالى تسعة أشهر تعب مني وبدأ يتطلع الى ضحية جديدة وانتصار جديدز هذه هي القصة الفاسدة بحذافيرها ! أعتقد انك تظنين ان ما فعلته بهلين يدل على الانانية وحب الذات ".

تنهدت ايما وقالت بنعومة وهدوء :

" انا لست في موقف لاصدار احكام. ولكني آمل في ان نصبح الآن صديقتين مخلصتين ".

ابتسمت لويزا بحرارة ومودة وقالت :

" طبعاً، طبعاً. لقد لاحظت منذ بعض الوقت انك انسانة طيبة جداً. ما رأيك في العودة الآن ، ايتها الصديقة ؟ ".منتديات ليلاس

عادت الفتاتان الى البيت ، كما عادت اليه الحياة العادية والنمط اليومي المعتاد. دايمون يمضي معظم وقته اما في مكتبه يراجع التقارير والوثائق التي تصله يومياً ، واما على اليخت مع بول ، او في زيارة ابن عمه في سانت كاترين وكانت انابيل تراه لفترة قصيرة مساء كل يوم قبل ذهابها الى النوم .
ولكن ايما كانت تشعر بأن عليه تمضية المزيد من الوقت مع ابنته. ومع ان انابيل لم تتذمر كثيراً، الا ان ايما احست بأن الطفلة الصغيرة مصابة بخيبة أمل كبيرة لانه لم يظهر اي أهتمام يذكر بتعلمها السباحة. كما انه لم يسبح معها ولا مرة في البركة .
وفي مساء اليوم الخامس ، شعرت ايما بأن عليها التحدث مع دايمون قبل فوات الأوان . لم تكن تعرف طول الفترة التي ينوي تمضيتها في الجزيرة .وبالاضافة الى احتياجات انابيل ، فإن ايما تريد التحدث معه بشان المواضيع النفسية المتعلقة بالطفلة وفقدانها النظر . وبعد العشاء تلك الليلة ، توجه دايمون الى مكتبه فلحقت به ودقت الباب المغلق . مرت بضع لحظات قبل ان تسمعه يقول :

" نـعم ؟ ".

فتحت الباب ودخلت ثم اقفلته وراءها بعزم وثبلت . كان دايمون يجلس وراء مكتبه يدرس بعض الوثائق . وبدا عليه الاستغراب عندما رفع رأسه وشاهد ايما امامه .

HEART WHITE 25-04-10 09:47 PM

ازاح الاوراق جانباً ووضع يديه وراء رأسه ثم قال لها بتهكم :
" اوه ،ايما ! ماذا يمكنني ان أفعل لك ؟ ".

" ليس لي ، بل لأنابيل . أعتقد انك تهملها كثيراً ".

انقبض دايمون في كرسيه وقال لها بعصبية :

" حقاً ؟ وبأي سلطة تتحدثين فيها عن اهمالي واخطائي؟".

" انها الحقيقة. امضيت يوماً واحداً معها من بين الأيام الخمسة التي مرت على وجودك هنا . انها لا تتحدث كثيراً عن هذا الموضوع ، ولكني ارى من خلال عينيها ونظراتها بأنها تشعر باهمالك ".

هب دايمون واقفاً بحدة وانفعال وقال لها بلهجة ساخرة وقاسية :
" آنسة هاردينغ ، أنك تقومين بعملك بطريقة تثير الاعجاب . تصبحين على خير ! ".

حدقت به ايما وقد أغضبها موقفه وتصرفه ، وصرخت به بيأس واضح :

" الا يهمك ان تحصل ابنتك على الحب والعاطفة الابوية ؟ هل مصاحبة ابن عمك واصدقائك اكثر اهمية من طفلة واحدة عمياء ؟ ".

" احذري من التحدث معي بهذه اللهجة او هذا الاسلوب ! انابيل ليست بحاجة الي ما دامت معها لويزا وتانزي...أنت بالطبع ! ".
انهمرت الدموع من عينيها واحست بانقباض شديد. ولم تقدر على ضبط اعصابها فقالت له بتأثر بالغ :

" هذه سخافة ! حماقة ! ".
قام دايمون من وراء مكتبه واقترب نحوها بحدة وغضب ز وامسكها بذراعها وشدها بقسوة شعرت بأنه يكاد يحطمها .نظرت الى عينيه فرأت الشرر يتطاير منهما.واحست ايما بأن جسدها بدأ يخونها...يضعف امامه،مع ان لسلنه كان يلسعهاكالسوط وهو يصرخ بوجهها قائلاً لها انها اخر شخص يحق له التحدث عن احتياجات اي انسان في الدنيا. حاولت التملص من قبضته بدون جدوى. فهو رجل قوي وكان يبدو عليه انه يتمتع بعذابها ومحاولاتها المتكررة والفاشلة للتخلص منه. توقف عن الكلام ولكن عينيه ظلتا تقدحان شرراً.الا ان الشرر هذه المرة كان مختلفاً....يتطاير من نار تشعلها مشاعر اخرى. احست بموجة من الحرارة تلف جسمها ، فتوقف عن الحركة....وراحت تحدق به بهدوء غريب.

شدها نحوه ببطء وضمها اليه بقوة. ثم أمسك بخديها ورفع رأسها باتجاهه وعانقها برغبة جامحة. بذلت جهوداً خارقة كي تتمكن من عدم التجاوب معه، وشعرت بانه يحاول ضبط اعصابه بصعوبة بالغةز توقعت ان يدفعها عنه بازدراء وأحتقار، ولكنها نسيت على ما يبدو اصراره وعزيمته.ظل يعانقها بقوة ويداعب ظهرها باصابع فولاذية، الى ان ضاعت وما ان احست بنفسها تغرق في بحر من العواطف الهائجة ، حتى ابعدها عنه بوحشية بالغة اضطرتها للامساك بأحد المقاعد كيلا تقع على الأرض .
شهقت بدهشة واستغراب وحدقت به لتواجهها نظرات حقد وكراهية احست بالخجل والعار والاذلال....أنها لم تتمكن من اخفاء عواطفها نحوه وسمعته يقول لها بخبت ومكر ظاهرين:

" شكراً لك اني اشعر الآن برضى وارتياح تامين . فعلى الرغم من نفيك مرات الا انك لست حصينة تجاهي كما كنت تريدينني ان اعتقد ! ".

" انك حقير ومبتذل ! ".

"لا ، بالتأكيد لا ! انا رجل ذو احاسيس ومشاعر ورغبات ز هل كنت تتصورين حقاً انني سأحتفظ لك بأي احترام بعد ذلك التصرف؟ لقد سرني ورفه عني جداً ان ازعزع هذه الواجهة الحزينة والتعيسة التي تتظاهرين بها امام الناس !".

" هل يمكنني الذهاب ؟ ".

" خارج هذه الغرفة ، نعم . خارج سانت دومينيك، لا. فلديك ذنوب كثيرة يجب التكفير عنها ".

كتمت شهقتها وفتحت الباب ثم جرت بسرعة نحو غرفتها. لم تعد تهتم بما يقوله اي انسان عنها.تريد ان تختبئ...بعيداً عن سخريته اللاذعة وانتقاداته القاسية، واكثر من ذلك كله....عن لمسة يديه .

www.liilas.com/vb3

HEART WHITE 25-04-10 10:09 PM

8- سـباحة في الأعمـاق
كانت الساعة تشير الى السادسة والنصف فقط عندما استيقظ دايمون صباح اليوم التالي. كان قلقاً ومتململاً. خرج من سريره متكاسلاً وتوجه الى شرفة غرفته المطلة على البحر، حيث وقف يتأمل يخته الجميل المسمى انابيللا، تهزه برفق وحنان أمواج خفيفة هادئة .
وأصغى دايمون بأهتمام الى اصوات العمال وعائلاتهم يعدون فطورهم فيما كان الأولاد يقفزون ويلعبون. ما أجمل حياة القرويين! انها طبيعية وبسيطة وغير معقدةز وعاد به التفكير فجأة الى ما قالته ايما عن انابيل. اللعنة ! لقد رفض تعليقاتها وملاحظاتها في الليلة السابقة بدون ان يعيرها اهتماماً يذكر.أما الآن، وهو يشعر بأن اليخت يغريه برحلة بحرية طوال النهار ، فقد بدأ يفكر بشيء من الذنب عما اذا كان حقيقة يهمل انابيل بسبب الذكريات المؤلمة التي يثيرها وجودها.

شتم غضباً واطفأ سيكارته التي اشعلها قبل لحظات ثم امسك سماعة الهاتف واتصل بابن عمه.واحس دايمون كأن وقتاً طويلاً انقضى قبل سماعه صوت كريستوفر يجيب متثائباً :

" نعم ؟ من المتحدث ؟ ".
" انا ن دايمون . ماذا تفعل ؟ ".
منتديات ليلاس

"وماذا، بحق السماء ، تعتقد انني افعل في السادسة صباحاً ؟".
ثم اضاف بلهجة شبه حادة :

" انني في السرير طبعاً !".

" الساعة الآن السادسة والدقيقة الخامسة والثلاثين. ما رأيك برحلة اليوم على انابيللا ؟ ".

" رد عليه كريس بصوت ينم عن الاهتمام الحقيقي :

" فكرة عظيمة . هل قلت اليوم ؟ ".

" لـم لا ؟ ".
ثم مضى الى القول :

" هل يمكنك ان تكون جاهزاً خلال ساعة ؟ سأحضر معي الطعام والشراب وغير ذلك من الأمور التي سنحتاج اليها ".

" عظيم ، عظيم! هل سيذهب بول معنا ؟ ".

" اعتقد ذلك . الى اللقاء ".
واعاد دايمون سماعة الهاتف الى مكانها، متجاهلاً شعور الأنانية الذي غمره فجأة وبدون مبرر. انه هو والد انابيل ...وهو الذي يقرر متى وكيف يرفه عنها !

وبعدان احضرت روزا طعام الصباح، استهل دايمون الحديث موضحاً له خططه لذلك اليوم. اعرب له بول عن استعداده وسروره لمرافقته في تلك الرحلة، ولكنه نظر الى دايمون بحشرية وسأله :

" ماذا حدث ليلة أمس ؟ ايما أختفت بعد العشاء مباشرةز هل رأيتها ؟ كنت سأدعوها لمرافقتي في نزهة قصيرة حول الجزيرة ".

" اتت لمقابلتي ثم ذهبت ، على ما أعتقد، لتنام.هل كانت تعرف انك بانتظارها ؟ ".

" لا ،لا.ولكن ليس من عادتها ان تذهب الى فراشها باكراً " .
وبدا عليه القلق قليلاً ثم اضاف :

" هل تظن انها مريضة ؟ " .
منتديات ليلاس
" طبعاً انها ليست مريضة. بالمناسبة، اريدك ان تذهب بعد انهاء طعامك مباشرة لتتأكد من ان جوزف سوف يضع كمية كافية من قوارير الأوكسجين " .

" حسـناً ".
قالها بول وهو يهز بكتفيه قلقاً ومستغرباً، فهذه هي المرة الأولى التي يشعر بأنه لم يتمكن فيها من اختراق ذلك القناع الذي يخفي وراءه دايمون افكاره ومشاعره الحقيقية. ولم يتمكن بول من معرفة سبب ذلك .

HEART WHITE 26-04-10 01:18 AM

كان دايمون وحده ينهي الفنجان الثالث من القهوة عندما دخلت ابنته انابيل. احست بوجود شخص اخر في الغرفة، فقالت :

" ابي ؟ هل هذا أنت ؟ ".
قام دايمون من كرسيه واتجه نحوها قائلاً وهو يمسك بيدها :
" نعم يا حبيبتي . وقد انتهيت لتوي من تناول فطوري هل اكلت طعامك ؟ ".

" نعم ، شكراً .ماذا ستفعل اليوم يا أبي ؟ ".

" سنذهب انا وبول وكريس للغوص تحت الماء . ماذا ستفعلين أنت ؟ كيف اصبحت في السباحة ؟ ".

ردت عليه بهدوء مماثل :
" انني اسبح جيداً هذه الأيام. ولكنني لا أعرف ماذا سنفعل اليوم. سبحنا كثيراً وفي بعض الاحيان نذهب الى الشاطئ لجمع الصدف والاحجار الجميلة. واحياناً نكتفي بحمام شمسي والقيام ببعض الحركات الرياضية. ولكني اتمنى من كل قلبي ان تراني انت بنفسك كيف اسبح. الا يمكنك ذلك، يا ابي ؟ اعني....انني لا اراك الا قليلاً ".
منتديات ليلاس

تنهد دايمون ، فأحمر وجه انابيل التي اصبحت تعرف مزاجه وأسلوبه معها. وقالت بلهجة حاولت جاهدة اخفاء الحزن منها :
" أعرف ، أعرف. انك مشغول جداً ".

احس دايمون بانزعاج شديد من نفسه وطريقة تصرفه معها. انها ابنته التي يحبها كثيراً...هي تشعر بأنه مشغول جداً عن الاهتمام بها او تمضية المزيد من الوقت معها .

ركع على ركبتيه امامها وضمها الى صدره بحنان ومحبة، وقال لها :
" وماذا بالضبظ تريد ان تفعله اليوم بطتي الجميلة ؟ ".

ردت عليه بلهفة وبدون تردد، وقد علت وجهها البرئ ابتسامة كبيرة :
" أريد ان اذهب معك...كما فعلنا في اليوم الثاني لوصولك".
وتوقفت لحظة ثم سألته بلهفة واضحة :

" هل بامكان ايما ان تأتي معنا ايضاً ؟".

" اسمعي الآن !".
وعض دايمون شفتيه بقوة. ان يأخد انابيل معه، فهذا أمر طبيعي .اما مع ايما،فالوضع مختلف الى حد كبير.واكمل جملته محاولاً اقناعها بالتخلي عن طلبها :

" كنا،نحن الرجال الثلاثة،سنقوم برحلتنا البحرية بمفردنازولكني لا اجد اي مانع على الاطلاق من ذهابك معنا، ان كنت حقاً ترغبين بذلك.ولكن ايما قد تشعر بالانزعاج والحرج لوجودها مع ثلاثة رجال ".

" ربما ستشعر بذلك ".
ثم افتر ثغرها الجميل عن ابتسامة عريضة وذكية قائلة :

" ولكنها لن تكون معكم بمفردها ن فأما ايضاً سأكون هناك".
وتوقفت لحظة ثم اضافت :
"ثم ،الا يمكنك ان تدعو هيلين للانضمام الينا. انها لم تتعرف بعد على ايما ".
" صحيح، انها لم تلتق بعد بايما. ولكنها قد لا تكون راغبة في الانضمام الينا. ربما ايما نفسها لا تريد الذهاب معنا ".

" اذن لنسألهما ! انت تتصل بهيلين وانل اسأل ايما. يمكننا ان نقيم حفلة رائعة ونمضي وقتاً ممتعاً للغاية. يمكننا الذهاب الى احد الخلجان الصغيرة الهادئة واريك هناك كيف أسبح ".منتديات ليلاس
تمنى دايمون بعض الشيء لو انه لم يبدأ هذه المحادثة بكاملها.وقال لابنته بلهجة من غلب على امره :

" اسمعي ! اذهبي الآن واسألي ايما رأيها في الموضوع ، وانا سانتظرك هنا ".
" حسـناً ".
قالتها بسرعة وخرجت مهرولة قبل ان ينهي والدها جملتهزوقف دايمون مبتسماً وهو يشعر بشيء من الارتياحزفمن المؤكد ان ايما سترفض الذهاب معه بعد ذلك اللقاء العاصف الذي حدث بينهما في الليلة السابقةز ولكن انابيل عادت بسرعة ووجهها يشع بالبهجة والسرور. وقالت له وهي تقفز فرحاً :

" قالت ايما انها ستأتي معنا . قالت لي انها لن تتمكن من رفض طلبي ".

" حسناً. سأتصل بكريس لاسأله عما اذا كانت هيلين تريد الانضمام الينا ما رأيك ؟ ".

" اذا كنت تعتقد ان ذلك ضروري فعلاً " .


gaviotta 26-04-10 04:29 PM

معك للنهاية
شكرا على المجهود

HEART WHITE 26-04-10 10:22 PM

أخراً ان تذكر دايمون ولو متأخراً ان أبنته لا تحب هيلين كثيراً. فزوجة كريس تميل الى معاملتها كطفاة عاجزة في حين ان انابيل لا تريد شفقة أحد. وما كانت مناشدتها اياه لاحضار هيلين الا لضمان موافقته على انضمام ايما.
ولكنه بالتأكيد يرفض تمضية يوم بكامله تكون فيه ايما الامراة الوحيدة. ولذا فقد رفع سماعة الهاتف وهو يقول :

" أعتقد ان ذلك ضروري يا تفاحتي الحلوة ".

جلست انابيل قرب ايما وكانت الطفلة الصغيرة تعرف ان الجميع سيمضون يوماً رائعاً،فمجرد وجودها على اليخت مع والدها وايما ، بالاضافة الى حمام شمسي والسباحة في فترة لاحقة،أدخل السعادة والبهجة الى قلبهاز وكانت ايما تشاطرها ذلك الشعور وهي تتكئ على احد أعمدة اليخت.الا انها لم تكن متأكدة من انه ستكون لديها الجرأة الكافية لخلع سروالها القصير وقميصها، على الرغم من اشتداد الحر ،ان ظلت الامرأة الوحيدة بين ثلاثة رجال وطفلة .

أبلغتها انابيل ان بول سيذهب معهم،وكذلك كريس. وذكرتان هيلين زوجة كريس، قد لا تنضم اليهم مع ان والدها دعاها الى ذلك. ثم اضافت وهي تحرك انفها وفمها بطريقة مضحكة :

" هيلين لا تحب النزهات البحرية كثيراً. ولكنها اذا علمت بوجودنا نحن ، فانها ستأتي على الارجح...لمجرد الحشرية لا اكثر ".
ابتسمت ايما لاستخدام انابيل اسلوبها في التحدث عن الراشدين. وتمنت لو ان هناك اطفالاً اخرين كي تلعب معهم، لأنها تعيش بصحبة البالغين طوال الوقت. وما هي الا لحظات حتى بدأ دايمون وبول يرفعان الاشرعة. فلماذا استخدم المحرك عندما يكون الطقس رائعاً والهواء مواتياً ! وشعرت ايما بانهم على وشك الابحار نحو جزيرة سانت كاترين . انها لم تلتقى بعد بهيلين، واحست انها متضايقة من ذلك اللقاء المرتقب...خصوصاً انها ستضطر لرؤية كريس مرة اخرى. فهي لم تراه منذ ذلك اليوم الذي قالت له ما تشعر به تجاهه. وتساءلت بصمت عما اذا كان ذلك النهار سيمر بنجاح وبدون عوائق ومشاكل كبيرة بسبب التيارات النفسية العنيفة التي ستعصف به !

وتحولت انظارها رغماً عنها الى دايمون. كان يرتدي سروالاً قصيراً وقميصاً يظهر منكبيه العريضين وصدره الواسع وعضلاته القوية والمفتولة .وكان يزنر معصمه بساعة ذهبية جميلة وتتدلى من عنقه سلسلة ذهبية تحمل ميدالية ذهبية صغيرة عليها رسم القديس كريستوفر. وتذكرت ايما الميدالية وكيف كانت تغيظه بسببها في الأيام السعيدة. وتطلعت نحو بول ريميني الذي كان يرتدي ثياباً مماثلة، الا انه لم يكن اكثر جاذبية من رئيسه.
ولاحظت ايما باعجاب العلاقة القائمة بين الرجلين . فهما صديقان حميمان ، كما ان بول يحترم رب عمله ويعجب به الى حد كبير .
منتديات ليلاس
وقالت انابيل ، التي يزنر خصرها طوق مطاطي ربط بالسياج المعدني لليخت تحسباً لأي طارئ :

" انها ستكون رحلة رائعة ، اليس كذلك ؟ ".
وشدت على يد ايما ومضت الى القول بحماسة وعفوية :

" أوه ، ايما، اتمنى ان يكون كل يوم كهذا اليوم ! ".

شدت ايما على يد الطفلة الصغيرة بحنان مماثل ولكنها لم تجب . وتحرك اليخت ببطء وهدوء بعد ان ملأ الهواء الاشرعة الكبيرة. وشعرت ايما بالنسيم العليل يداعب شعرها، فسرها، انها شدته الى الوراء وربطته باحكام كيلا يغطي وجهها بين الحين والآخر. وضعت نظارة الشمس على عينيها واتكأت على مرفقيها بتكاسل ظاهر . وابتسمت...انه يوم جميل للغاية ! وفجأة احست بأن بول جلس قربها وهو يقول بمرح :

"مرحباً ! هل قال لك احد من قبل انك شابة جميلة وجذابة؟".
ضحكت واجابته على الفور :

" لا احد على الاطلاق. وانا لا أصدقك. أنك احد اولئك الايطاليين الغزليين العاشقين الذين اقرأ عنهم دائماً " .

احتج بول ضاحكاً :
" لا ، اني اعني ما أقول ! ".
ثم أضاف بهدوء :

" سنصل خلال دقائق معدودة الى سانت كاترين . لا ادري ما اذا كانت هيلين ستنضم الينا ام لا " .

ردت عليه انابيل وهي نصف نائمة تقريباً :

" سوف تأتي ! أتصور ان مجرد رغبتها في مشاهدة ايما سيحملها على المجيء. ايما لم تذهب الى سانت كاترين ".

" صحيح ، انها لم تذهب بعد ! ".

وحول نظره الى ايما وسألها :

"لَم لم تذهبي من قبل يا ايما ؟ ".

" لا سبب في ذلك. كل ما في الأمر انه لم توجه الي دعوة لزيارة الجزيرة ".
بدأ التشكك على وجه بول وقال :

" يمكنني ان احزر السبب ز انه كريس ن اليس كذلك ؟ ".

" وماذا تعني بذلك ؟ ".

" لا تقولي لي انك لا تعرفين عن مغامرات كريس العاطفية . مع لويزا ، مثلا ً ! ".
ودرس ملامحها وانفعالاتها لحظة ثم اضاف :

" ألهذا السبب كان دايمون غاضباً وساخطاً الى تلك الدرجة ؟ وصلت متأخرة يوماً عن الموعد المقرر لك ، وكان ابن العم في استقبالك . واحد مع واحد يساوي اثنين...".

" وربما خمسة ! ".
قالتها ايما بلهجة جافة الى حد ما. ثم نظرت الى جارها وقالت له بجدية :
" يؤسفني ان أخيب آمالك ن ولكنني لم التق كريس الا ذلك اليوم....ولم تقم بيننا بالتأكيد اي علاقة على الاطلاق !"ز

" صحيح ، ولكنه حاول مغازلتك .اني اقرأ ذلك في عينيك وملامحك ز ولكنك كنت اكثر ذكاء واشد دهاء من لويزا ز فعندما علمت انه متزوج ارسلته خائباً يجر اذيال الفشل والهزيمة . صحيح ؟ ".
منتديات ليلاس
سبقتها انابيل الى الاجابة ، فقالت :

" هذا صحيح. اتى كريس بعد يومين من وصول ايما الى سانت دومينيك وطلب منا نحن الاثنتين مرافقته ، ولكن ايما رفضت ذلك ....وكانت تشتعل غضباً وغيظاً ! ".

" أوه ، انابيل ! ".

HEART WHITE 26-04-10 11:39 PM

احست ايما بالخجل لأن موضوعا خاصاً كهذا طرح فجأة على بسلط البحت والمناقشة وبخاصة أمام شاب غريب وطفلة صغيرة . وسمعت بول يردد بسرور وارتياح :

" عظيم . عظيم جداً ! ".
وشعرت ايما بأن شخصاً رابعاً يقترب منهم ن فتطلعت لتجد دايمون واقفاً على بعد أمتار قليلة يراقبهم بهدوء. انه بالتأكيد قادر على سماع أحاديثهم ، فماذا سيكون تحليله للموضوع او رد فعله عليه ؟ الا انه لم يعلق بسيء على كلامهم ، بل قال لبول بصوت هادئ :

" تعال ساعدني ! ".
قفز بول وغمز ايما ثم لحق بدايمون مسرعاً :

وتوقف اليخت في سانت كاترين، فصعدت اليه هيلين ثورن التي كانت النقيض التام لما توقعته ايما .فقد تصورت ان زوجة كريس ستكون طويلة ونحيفة ومرهفة الاحاسيس ولكنها كانت مخطئة الى حد كبير . فهيلين قصيرة القامة ن مثلها تقريباً ولكنها ممتلئة الجسم بشكل واضح ز وكانت ترتدي ثياباً صيفية تظهر الجسم المترهل على حقيقته .

رحب بها دايمون بشكل عابر. الا انه كان واضحاً ان عينيها تبحثان بعصبية وتبرم عن الامرأة الاخرى. ولما وقع نظرها على ايما النحيلة ، والجذابةن عضت على شفتيها بانزعاج ووجهت الى كريس نظرة قاتلة.
وقالت ايما لنفسها ان كريس ربما أخبر زوجته عن ممرضة عانس في أواخر الاربعينات من عمرها ، املاً في الا تلتقي بها ابداً. هذا هو كريس، وهذا هو أسلوبه !منتديات ليلاس

تم التعارف بسرعة وايجاز...وفي هذه الاثناء كانت انابيل صامتة لا تتفوه بكلمة واحدة. وعرفت ايما السبب عندما شاهدت هيلين تقترب منها بعد بضع دقائق وتقول لها :

" مرحباً يا حبيبتي. كيف حالك ؟ هل تشعرين انك أفضل قليلاً هذا اليوم ؟ من المؤكد ان هذا الهواء النقي سيساعدك كثيراً " .
تنهدت انابيل وردت قائلة :

"انني مرتاحة ومسرورة جداً ، يل هيلين . شكراً ! " .

ثم اضافت بابتهاج متعمد :
" لم أشعر في اي يوم مضىبأفضل مما أشعر به اليوم " .

علقت هيلين على كلامها بمكر وخبث واضحين :

" انك حقاً فتاة شجاعة...أتين في رحلة بحرية كهذه وانت لا تبصرين او تعرفين السباحة ".
شعرت ايما بانزعاج وانقباض شديدين ، فتدخلت قائلة :

" انابيل تسبح جيداً . انا علمتها " .
نظرت اليها هيلين ببرودة وقالت :

" هل فعلت ذلك حقاً؟ كنت أتصور أنك ممرضتا لا رفيقتها او مدربتها " .
" انابيل وانا صديقتان حميمتان. اننا نستمتع جداً برفقة بعضنا وبما انني أحب السباحة، فقد شعرت بانها ترغب بذلك وسرني جداً انني دربتها ونجحنا " .

" ولكن الاتعتقدين ان السباحة هواية خطرة بالنسبة الى فتاة صغيرة عمياء ؟ ".
وسمعت ايما صوتاً وراءها يجيب قبلها :

" أعتقد ان ايما تعرف اكثر منك يا هيلين في هذا المجال ".

انه دايمون ...وقد هب للدفاع عنها . انها لا تصدق اذنيها. ولكن هيلين لم تستسلم ، اذ قالت لدايمون باستغراب مصطنع :
" اوه ، دايمون ! انك نادراً ما تأتي الى سانت دومينيك، ولذا اشك كثيراً في أنك تعرف مشاعر الطفلة على حقيقتها" .
وجلس دايمون قربهن ولمست ركبته ذراع ايما فأحست بموجات كالصدمة الكهربائية تسري في عروقها وعظامها. أبعدت ذراعها بسرعة وبطريقة لا تلفت النظر. وسمعت دايمون يرد على تلك الملاحظة القاسية قائلاً :

" ربما لا أعرف. ولكنني اذا كنت أعرف قليلاً، فانت تعرفين أقل. وعليه ، أرجو الا ندخل في جدال عقيم في يوم جميل كهذا. انني مسرور يا هيلين لأنك قررت الانضمام الينا ، فالتغيير يفيدك كثيراً " .
أرسى دايمون اليخت خلال فترة الغداء قرب شاطئ احد الخلجان الصغيرة، حيث توجد صخرة ضخمة ترتفع عن سطح الماء عشرات الامتارز وفيما كانت ايما تتطلع باعجاب الى تلك الصخرة العملاقة ،اقترب منها كريس وتحدث معها للمرة الأولى ذلك اليوم :

"يسمونها حجر مينرفا، انها شكل مثير للدهشة والاعجاب، اليس كذلك ؟ وهي ايضاً مركز رائع ومغر للقفز اليوم :
ردت باستغراب واضح متساءلة :

" هل يقفز أحد فعلاً من هذا العلو الشاهق ؟ ".

" بعض الاشخاص ، نفر قليل طبعاً . واعترف بأنني لست منهم ".
وأرغمها على النظر اليه عندما سألها كطفل مذنب :

" هل غفرت لي ؟ ".
ابتسمت ايما أبتسامة خفيفة وقالت :

" يجب الاأغفر لك ابدأ ! ".
" ولكنك غفرت ".

" أوه ، اعتقد ذلك . هل أنت متزوج منذ فترة طويلة؟".
" منذ عشر سنوات ز كنت آنذاك في العشرين بينما كانت هي في الخامسة والعشرين ".
" أوه ! " .
استدار كريس الى الجهة الاخرى ونظر اليها بعينين مداعبتين وهو يقول لها :
" بعد الغداء سيذهب دايمون وبول للغوص تحت الماء، فما رأيك ان ننظم اليهما ! ".
منتديات ليلاس
ارتجف جسمها وقالت له :
" الغوص ليس من هواياتي المفضلة. ثم ، علي الاهتمام بأنابيل " .

" انابيل ترتاح عادة بعد الغداء ، وانا سأعلمك على الغوص " .
" لا أعرف ..." .
وترددتز انها ترغب في تعلم الغوص تحت الماء ولكنها تخشى مرافقة كريس. هيلين تراقبهما بعينين كعيني الصقر....وقد تظن انها سارقة ازواج ! وفي تلك اللحظة وصل دايمون وسألهما :

" هناك كميات كبيرة من المأكولات والمرطبات في القمرة . هل تريدان تناول الغداء هنا ؟ " .

اسماء88 27-04-10 12:42 AM

جزاك الله الف خير موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

القمر المضئ 27-04-10 12:58 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 27-04-10 01:39 PM

اهلا وسهلا

gavi0tta

اسماء 88

القمر المضئ

اسعدني تواجدتكن بصفحتي ومتابعاتكن للرواية

وقد عطر حضوركن صفحتي

جزاءكم الله كل خير

تحياتي لكن...

HEART WHITE 27-04-10 02:46 PM

وعرفت ايماانه لا يوجه الحديث اليها مع انه أستخدم صفة المثنى تأدباً .
أحنت رأسها قليلاً كي تتجنب نظراته، فسمعت كريس يقول بلهفة :
" أوه ،دايمون، شكراً.الغداء هنا أفضل سأذهب حالاً لاحضار الطعام ".
وفور ذهابه ،سألها دايمون بصوت منخفض وآمر :

" ماذا كان كريس يقول لك قبل لحظات ؟ " .

" انه...طلب....طلب مني مرافقته للغوص تحت الماء، عندما تكون انابيل مرتاحة بعد الغداء " .

واحمرت وجنتاها وهي تضيف بحياء :
" لا تقلق ! لم أوافق على طلبه. أعتقد انك لا تريدني ان أذهب معه ،وهذا أمر يناسبني تماماً " .

"اللعنة ! ان لديك حقاً اعصاباً فولاذية ! اسمعي يا ايما ، اياك ان تعامليني كطالب مراهق لا يفهم شيئاً ! " .
منتديات ليلاس
ثم نظر نحو حجر مينرفا وسألها :
" هل تعرفين الغوص تحت الماء ؟ " .
" لا " .
ونظرت الى ناحية اخرى فأمسك كتفها بقوة وادارها نحوه ، ثم سألها :
" وهل تريدين التدرب على ذلك ؟ " .

تنهدت ايما وسألته بهدوء :
" وماذا تظن ؟ " .

" حسناً . أنا سأعلمك بنفسي يمكنك ان تقولي ذلك لابن العم عندما يسألك مرة أخرى " .

لم تكن ايما جائعة اثناء الغداء، فافكارها منشغلة بالفترة التي ستمضيها مع دايمون في وقت لاحق. الفكرة مثيرة...ولكن أعصابها أصبحت مشدودة كأوتار العود. ألهت نفسها قليلاً بتأمل السماء والبحر حتى أنتهى الجميع من تناول غدائهم. وعندئذ اخذت انابيل الى السرير المخصص لها، ثم عادت لتنضم الى الآخرين. ولما أعربت هيلين عن رغبتها في البقاء على ظهر اليخت نزلت ايما والرجال الثلاثة الى الزورق الصغير الذي نقلهم الى الشاطئ الرملي الجميل .

خلع الرجال قمصانهم وسراويلهم التي يرتدونها فوق ثياب السباحة.
أستجمعت ايما شجاعتها وقوة ارادتها وقامت بخطوة مماثلة كشفت عن جسم جميل تغطي مفاتنه قطعتان صغيرتانز وتجاهلت ايما نظرات الاعجاب والرغبة التي رمقهما بها بول وكريس .
أحضر الرجال الأجهزة اللازمة من الزورق. وخلال لحظات ، كان كريس وبول قد أعدا نفسيهما وركضا نحو الماء. وبعد بضعة أمتار ، رفعا رأسيهما قليلاً واندفعا بقوة نحو القاع ليختفيا عن الانظار بسرعة مذهلة.
نظر دايمون الى وجه ايما المشدوه وقال لها وهو يبتسم نصف ابتسامة :
" عملية سهلة ، اليس كذلك ؟ انها في الحقيقة ليست صعبة على الاطلاق ، ما دمت لا تنزلين الى عمق كبير. تعالي لأساعدك في حمل القارورة " .

كانت ايما ترتجف وهي تضع قدميها في اثنتين من الزعانف المطاطية التي تساعد السابح على التحرك بسرعة أكبر. سألها دايمون وهو مقطب الحاجبين :

" هل تشعرين ببرد ؟اذا كان الأمر كذلك ، فالأفضل الا تنزلي الى الماء " .
" انني لا أشعر بالبرد ، ولكنني خائفة قليلاً " .

" انت معي ! " .

" و ان يكن ! ".

" لن أدعك تغرقين نفسك ،ان كان هذا ما يقلقك ويخيفك ".
وقفت ايما بصعوبة نظراً لاستخدامها الزعانف المطاطية للمرة الأولى .
وأخدت تتأمله لحين انتهائه من اعداد نفسه ، فيما احست بأن أنزعاجها الناجم عن شعورها بقربه منها وانفراده بها يتزايد بسرعة وباستمرار. انها لم تره في ثياب البحر من قبل. وتساءلت بصمت كيف سيكون تفكيره ورد فعله لو عرف مدى رغبتها في ضمه اليها بقوة وحنان . احتقرها واذلها لأنه أعتقد بأنها لا تبالي كثيراً بوجوده ولا تشعر بشيء نحوه . وسألت نفسها بأسى عما اذا كان يحق له ان يشعر تجاهها بمثل هذا الغضب وهو الذي سارع الى الزواج من اليزابيت بمجرد انفصالهما عن بعضهما !

ولما اصبحا جاهزين ، التف نحوها وسألها :
" حسناً ، هل أنت مستعدة ؟ " .

" كأفضل ما يكون عليه الاستعداد ".

بعد فترة قصيرة من نزولهما الى الماء ، شعرت ايما بأنه لم يكن اي داع علي الاطلاق للخوف والقلق. فالعملية كانت سهلة جداً وقد فتحت لها افاقاً جديدة ممتعة . انه عالم اخر من الجمال والروعة.....
ظلت ايما على هذا النحو بعض الوقت . وعندما احست بأن رجليها تعبتا، خشيت ان تتشنجا وتتوقفا عن الحركة ، فسارعت الى الشاطئ حيث وضعت عدة الغوص واستلقت قربها على الرمال الدافئة وهي مغمضة العينين .

تبين لها عندما فتحت عينيها انها نامت فترة من الزمن. فقد كان دايمون جالساً قربها يشد سدادة قارورة الاوكسجين، فيما كان بول وكريس يقفزان الى الماء من على صخرة تعلو حوالى عشرة أمتار بعد ان احضرا أجهزتهما الى الشاطئز أتكات على مرفقيها وسألت دايمون بلهفة :
" هل مر وقت طويل وانا نائمة ؟ "
نظر اليها وأجابها بهدوء :

" حوالى ربع او ثلث ساعة لا غير. أعتقد أنك كنت مرهقة ، فالانسان يحتاج الى بعض الوقت قبل ان يعتاد على الغوص والبقاء طويلاً تحت الماء " .

ثم ابعد القارورة الفارغة وسألها :
" هل تريدين سيكارة ؟ " .
منتديات ليلاس
هزت برأسها وأجابت :
" نعم ، شكراً " .

وأدهشها انه اشعل السيكارة بنفسه قبل ان يعطيها أياها. أخدتها منه مكررة شكرها ثم سألته :
" كم الساعة الآن ؟ " .

"بعد الثالثة بقليل . ارتاحي ! اذا استيقظت انابيل ، فبامكان هيلين الاهتمام بها قليلاً " .

ثم ابتسم واضاف قائلاً :

"أعتقد انه لم تكن لديك أوقات فراغ معقولة منذ وصولك حتى الآن " .
" لدي كل مساء " .

" نعم ، ولكن امسياتك هي لك اصلاً ولا يمكن اعتبارها أوقات فراغ . أعني ان كل موظف يحق له يوم واحد على الأقل كاجازة اسبوعية "

" حسنا . أنا أشكرك " .

HEART WHITE 27-04-10 09:36 PM

سحبت ايما رجليها وطوقت ركبتيها بذراعيها ثم وضعت رأسها فوقهما وأغمضت عينيها ز اما دايمون فقد استلقى على ظهره وسألها فجأة :
" اخبريني يا ايما ! لماذا بالضبط قطعت علاقتنا ؟ " .

صعقت بسؤاله المفاجئ وغير المتوقع . لم تكن مستعدة لسؤال كهذا ، فاجابته بتوتر ملحوظ :
" أنت تعرف السبب " .

" دعيني اصحح كلامك . أنا أعرف ماذا قلت لي انت ....بأن شخصاً تبين لك فجأة انذاك ، أنكما تحبان بعضكما " .

احست ايما بأن جسمها كله ، وليس وجهها فقط ،احمر خجلاً ،ترددت لحظة ثم قالت له :
" هل من الضروري ان نبحث الموضوع الآن ؟ اعني ان وقتاً طويلاً...." .
وتمنت لو ان بامكانها رؤية عينيه وقراءة تعابيرهما. وأحست بشكل قاطع انه تعمد وضع نظارتيه البنيتين على عينيه كي يصبح في موقف متميز .
وسمعته يتمتم بلهجة ساخرة :

" نعم ، أعتقد ذلك . فأنا...أنا هو الشخص الذي نكثت بعهدك له ونبذته كخرقة بالية " .
" اوه ، توقف ! توقف ! كنت مستاء وحزيناً جداً لدرجة انك سارعت للزواج من اليزابيت كينغزفورد ولم يمض على انفصالنا سوى عشرة أسابيع ! " .
ويبدو انها اصابت وتراً حساساً للغاية . فانتزع نظارتيه بعصبية فائقة وحدق بها بعينين باردتين غاضبتين تقدحان ناراً وقال لها بحدة وعنف :
" اريد الحقيقة يا ايما ، واقسم لك بأنني انوي فعلاً التوصل اليها ! ".منتديات ليلاس
" لا أعرف ماذا تعني " .
الا ان محاولتها لصم اذنيها عن سماع كلماته باءت بالفشل ، اذ جاءت كلماته التالية تحمل بين طياتها سخرية باردة اسوء من اي غضب عارم :
" نعم ، تعرفين . لم يكن هناك اي رجل آخر ، اليس هذا صحيحاً؟ وحتى لو كان ثمة رجل في حياتك ، فأين هو ؟ لا يا ايما، لم يكن هناك أحد ،ولكنك انت اعدت النظر في الموضوع. كنت في الثمانية عشرة بينما كنت انا في السابعة والثلاثين ، اي ما يزيد على ضعف عمرك ! لم تعترفي بأنك كنت تعتبريني عجوزاً بالنسبة اليك ؟ في عمر والدك تقريباً ؟ " .

" لا ! " .
خرجت تلك الكلمة من فمها كسهم محترق وحدقت به بعينين زائغتين معذبتين وهي تتمتم بعصبية بالغة :

" لا ،لا ، لا ! هذا ليس صحيحاً ابداً ! " .
نظر اليها دايمون بعينين مشككتين ، فأبعدت وجهها عنه بتألم وانكسار . انه لن يصدقها على الاطلاق ! وشاهدت كريس وبول يقتربان منهما وهما يلوحان بأيديهما فشعرت بالارتياح ز اذ ان وجودهما سيحول على الأقل دون استمرار هذا الحوار المزعج ز ولما سألها بول ان كانت تريد السباحة معه ، قفزت بسرعة شاكرة له دعوته وركضت أمامه نحو الماء .
كانت السباحة منعشة جداً لها ، وعوض سرور بول الواضح برفقتها عن غضب دايمون وتصرفه العنيف معها ز وأخدها بول الى المكان الذي صعد منه وكريس الى حافة صغيرة ثم الى ما يشبه درجاً صخرياً يقود الى فسحة في تلك الصخرة العملاقة كانا يقفزان منها قبل قليل. وسألها بول متشككاً :

"هل يمكنك الغطس من هناك ؟ لا تحاولي الا اذا كنت متأكدة من قدرتك على ذلك " .
ثم أبتسم بتحد وأضاف قائلاً :
" يمكنك أنتظاري هنا " .

" اوه ، لا ! لا أريد الانتظار. لقد غطست عدة مرات في حياتي ، وانا متأكدة من انني سأكون بخير " .

" حسنا ً " .

ابتسم بول وشد على يدها ثم سالها :

" هل تعرفين ان دايمون كان يقفز من قمة الصخرة عندما كان بالطبع أصغر سناً ؟ " .

نظرت ايما الى القمة وهي تهز برأسها غير مصدقة ن فإن العلو شاهق جداً . و سألته بجدية :

" أليس ذلك خطرا ً ؟ " .

" ليس الى الحد الذي تتصورين ، وخاصة مع خبراء القفز. الا ان الخطر يكمن اثناء القفزة نفسها بحيث يضطر الانسان للمحافظة على توازنهز فاذا اختل التوازن ، يمكن للانسان ان يكسر ظهره ...او يدق عنقه ! " .

بلعت ايما ريقها بصعوبة . فتصورها لدايمون وهو مصاب بجروح بليغة ومميتة او بشكل دائم ن لهو امر رهيب ومروع . ثم بدأت تصعد مع بول الى تلك المنصة الحجرية الطبيعة للانقضاض منها الى سطح الماء . وبعد حوال نصف ساعة ، انضم اليهما كريس فيما توجه دايمون بزورقه الى اليخت واحضر انابيل وهي ترتدي ثياب السباحة . ولعب الجميع على الشاطئ ، وسبحوا . وكانت انابيل تختال كالطاووس بعد كل مرة تسبح فيها لبضع دقائق ز وبعد فترة من الزمن ، عادوا جميعاً الى أنابيللا حيث تناولوا بعض المرطبات ورجعوا الى كاترين وسانت دومينيك .
وفي طريق العودة، جلست هيلين بين ايما وانابيل وسألت الكبيرة منهما :

" كيف حصلت على هذه الوظيفة يا آنسة هاردينغ ؟ هل انت ممرضة أطفال ؟ " .

هزت ايما رأسها واجابت بهدوء :

" لا . كنت ممرضة في احد مستشفيات لندن، ولكن تمضية بضعة اشهر في جزر البهاما كانت فرصة ذهبية لم ارد تفويتها".

وقالت ايما لنفسها ان الوضع الحقيقي تغير بصورة جذرية ز فبينما كانت مسألة استخدامها في البداية امراً مؤلماً ومذلاً للغاية ، اصبحت مهمتها الآن ممتعة الى حد كبير ...على الرغم من بعض المواجهات العنيفة مع دايمون . وشعرت بأنها اصبحت تفضل البقاء في البهاما اكثر من لندن ، ولكن دايمون فقط يظل ذكريات من الماضي تداعب قلبها وعواطفها وسمعت هيلين تسالها بحشرية واضحة :

" اذن ، كيف اختارك دايمون لهذه المهمة ؟ " .
منتديات ليلاس

"انا ....انا تقدمت اليها عندما قرأت اعلاناً عنها " .

" هل اعلن عنها ؟ هذا امر غير مألوف بالنسبة الى دايمون . فهو يطلب عادة من أحدى الشركات او الوكالات المتخصصة استخدام موظفيه " .

احمر وجه ايما واضطرت للمضي في كذبتها البيضاء ، فقالت :

" في هذه الحالة اعلن عن الوظيفة مباشرة " .

HEART WHITE 28-04-10 12:31 AM

9 - السـارقـة !
خصص دايمون الايام القليلة التالية بكاملها لأنابيل . وشعرت ايما بأنها كشخص اضافي لا ضرورة له ، لأن دايمون تولّى جميع المهام التي كانت تقوم بها . وتمكنت ايما من البقاء وراء الكواليس طوال هذه الفترة ، الا انها لم تعزل نفسها تماماً عن الآخرين . فقد أخدها بول الى ناسو بعد ظهر احد الأيام ، وكانت رحلتهما ستطول الى ما بعد العشاء لولا انها اصرّت على العودة لان انابيل قد تكون بحاجة اليها . اما السبب الاساسي لرفضها فهو احساسها بأن بول يريد علاقة أوثق من مجرد الصداقة العادية . ومع انه يعجبها كثيراً لكن لم يكن لديها اي اهتمام شخصي به ، ولا تريد بالتالي التصرف عكس ذلك .

استلمت رسالة من شقيقها جوني أزعجتها قليلاً فهو يجد صعوبة على مايبدو في التأقلم مع وضعه الجديد وفي رعاية اموره الحياتية. وقارنت ايما بين حياتها في لندن وتلك في سانت دومينيك ، فبدت الاولى باردة وتتركز بمعطفها على عملها في المستشفى .
منتديات ليلاس

وفي صباح مبكر ، بعد ثلاثة أيام ، غادر دايمون وبول الجزيرة بالطائرة المروحية .وعلمت من تانزي اتهما توجها الى الولايات المتحدة لاكمال صفقة هامة هناك . بعد ذهابه ، تغير كل شيء. مجرد وجوده في البيت أضفى نوعاً من الحيوية والنشاط الى الاعمال اليومية المعتادة . أما الآن فان المكان يبدو خالياً ...مهجوراً .

تأثرت انابيل لسفر والدها ولكنها كانت في الوقت ذاته مسرورة جداً لأنه اظهر مثل هذا الاهتمام الفائق بها خلال الأيام القليلة الماضية . سبح معها ، لعب معها ، قرأ لها ، واخبرها قصصاً وطرائف مسلية . ووجدت ايما صعوبة في تغطية الفراغ الكبير الذي خلفه رحيله ، مع ان انابيل أصبحت تحبها وتتعلق بها الى حد كبير .

بعد أسبوع من ذهاب دايمون ، تسلّمت ايما وانابيل دعوة لتمضية فترة ما بعد الظهر في سانت كاترين . دمدمت انابيل وتذمرت عندما أبلغتها ايما بأن، عليهما قبول الدعوة ، ولكنها وافقت بتردد في نهاية الامر وتوجهتا بالزورق السريع الى الجزيرة المجاورة .

مس وااااااو 28-04-10 12:51 AM

بانتضار التكمله...


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صوت البحر 28-04-10 10:05 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
واحنا ننتظر منك التكملة

gaviotta 28-04-10 03:23 PM

يسلمووووووووووو
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هاجس لي 28-04-10 04:01 PM

هلا انا عضوه جديدة

HEART WHITE 28-04-10 04:22 PM

اهلا وسهلاً

مس وااااااو

صوت البحر


gaviotta


هاجس لى

شكراعلى متابعتكن للرواية

وعطرتم صفحتي بمروركن الرائع


هاجس لى اهلا بك عضو جديد بين اسرة

ليلاس الرائع

ونورتي بتواجدك

تقبلوا تحياتي وحبي لكم

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 28-04-10 05:01 PM

تسلم ايدك ياقلبي
من فترة وانا بدور عليها
تحياتي لكـِ

HEART WHITE 28-04-10 06:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ (المشاركة 2280757)
تسلم ايدك ياقلبي

من فترة وانا بدور عليها
تحياتي لكـِ

اهلا ملاك الحب

شكرا لمرورك الذي عطر صفحتي

وارجو ان تنال الرواية رضاك

تحياتي القلبية لك


HEART WHITE 28-04-10 07:41 PM

لم يكن منزل هيلين كما توقعته ايما على الاطلاق . فالنظافة بعيدة عنه كل البعد، وكأن احداً لا يراقب الخدم او يشرف على عملهم. كما تنتشر في غرفة الاستقبال ، هنا وهناك ، اعداد كبيرة من الكتب والصحف والمجلات . وقد اخفى كريس نفسه على ما يبدو في غرفة مكتبه ، حيث كانت ايما تسمع صوت الآلة الكاتبة بوضوح . وحاولت هيلين جاهدة ان تظهر الود والدماثة تجاه ضيفتها ، الا ان ايما شعرت بان مضيفتها كسولة جداً اذ تترك بيتها ونفسها على تلك الحالة المزرية . فثيابها ليست مرتبة ابداً وشعرها على ما يبدو لم يغسل منذ عدة أيام . وكانت هيلين تحيك باستمرار كما فعلت معظم الوقت خلال الرحلة البحرية . وبعد ساعتين تقريباً احسّت الضيفتان بالارتياح الشديد لأن الوقت قد حان لعودتهما الى سانت دومينيك . وتمنت ايما الاتضطر لتكرار هذه الزيارة ابداً .
منتديات ليلاس
ومضت الايام التالية ببطء وتكاسل ، كانت ايما ترسل خلالها عدة رسائل لاخيها وتستلم منه بين الحين والآخر بعض الاجابات المقتضبة . ولم يكن يشغلها سوى قلقها تجاهه .
وفي سان فرانسيسكو...كان دايمون ثورن يشعر بالانقباض والانزعاج . مضت ثلاثة أسابيع كاملة على عودته الى هذه المدينة الاميركية انهى خلالها الاعمال التي اتى من أجلها. وسوف يتوجه في اليوم التالي وبرفقته بول ريميني الى لندن . الا ان العمل لم يكن سبب انقباضه وضيقه. فعلى الرغم من تركيزه المكثف على اشغاله وأعماله ، الا انه لم يتمكن من طرد ايما هاردينغ من أفكاره. واصبح عصبي المزاج يثور لأدنى سبب . حتى ان بول لم يعد قادراً على التصرف معه الا بهدوء وحذر بالغين .

كان يمضي معظم امسياته في تلبية دعوات الى العشاء والسهرة من زملائه واصدقائه الذين يريدون لقاءه اثناء وجوده في المدينة. ومع انه كان مهدباً ولطيفاً ودمثاً مع الآخرين . الا انه ينقلب الى انسان آخر عندما يكون بمفرده . كان حزيناً ومنقبضاً ، ويعرف ان بول لن يقدر على تفهم السبب الحقيقي لذلك .اندفع اكثر من مرة ليبلغ صديقه ومساعده المخلص عن علاقته السابقة بايما، ويكشف له بالتالي سر تصرفاته الغربية هذه ،ولكن دايمون ثورن ليس ذلك الرجل الذي يسعى الى اشفاق أحد...وخاصة عندما يشعر بأنه يتصرف برعونة وغباء .

وشتم نفسه بغضبوهو يمشي بعصبية في غرفته بفندق رويال باي. لماذا يصر عقله على محاولة ايجاد سبب لتخلي ايما عنه قبل سبع سنوات ؟ لماذا لا يمكنه ان يقبل بما قالت له ؟ ولكن نقاطاً كثيرة توقف عنده عقله العلمي والمنطقي مرات ومرات . فعندما أعلنت عن رغبته في فك الخطبة ،شعر بأذية وسخط شديدين لدرجة انه عين تحرياً خاصاً لمراقبة تحركاتها والابلاغ عنها ساعة فساعة. واكتشف آنذاك ان لا وجود لاي رجل آخر في حياتها ، بالرغم من اصرارها الشديد على ذلك . وتأثر جداً عندما افترض بان أسباب انسحابها تعود اليه وحده...الى سنه، مظهره، شخصيته ....
وزاد أحتقاره لنفسه. فالآن ، وبعد تصرفاتها تلك معه ، لا يزال يشعر برغبة قوية تجاهها . وتتذكرها قربه على الرمال أمام حجر مينرفا فثارت مشاعره المتناقضة ز أشعل سيكاراً وجلس في مقعده قريب من النافذة ، سمع طرقة خفيفة على الباب ، فقال بشيء من العصبية :

" ادخل ! ".
دخل بول وأغلق الباب وراءه ، فيما كانت تعلو وجهه أبتسامة عريضة . أخد علبة سكائره من جيبه وقال :

" لديك زائر لا تتوقع حضوره البتة ! " .

وأشعل سيكارته ثم أضاف بخبث :

" السيدة تساي بن لونغ ! ".
" انك تمزح ! ".

" آسف ، ولكني لا أمزح. كنت اشتري علبة سكائر عندما اقتربت مني وسألتني عما اذا كنت ستمضي بعض الوقت في المدينة. فأخبرتها بالطبع اننا متوجهان غداً صباحاً الى لندن " .
" طبعاً ! ثم ماذا ؟ " .

" دعتنا لتناول فنجان من الشاي معها " .

" اللعنة ! وهل هي في المطعم الآن ؟ ".

" نعم ، ومن الارجح انها ستظل هنال الى ان ننضم اليها".
وقف دايمون بحدة وقال :

" هذا آخر شيء أريده الآن . كنت أريد تناول الطعام " .

هز بول كتفيه واقترح عليه ان يطلب طعامه الى الغرفة. ثم أضاف قائلاً :
" قد أشاركك الطعام هنا ط .

" لست في مزاج لمثل هذه الحفلات الانفرادية . أريد ان اكون بين الناس ، فوجودي وحدي يضايقني ويحزنني " .

" حقاً يا دايمون ! انك تتصرف بطريقة غريبة منذ مغادرتنا الجزيرة ! " .
" ليست هناك مشكلة على الاطلاق " .
منتديات ليلاس
قالها بلهجة مشجعة وهو يتظاهر بالابتسام . ثم أضاف :

" هيا يا بول ، لننزل الى القاعة الرئيسية . هناك كثيرات من اللواتي تعرّفت عليهن في حياتي أسوأ من هذه الانسانة بمكان " .
تنهد بول وهو يشعر بالفشل مرة اخرى من اختراق ذلك القناع غير المرئي الذي يرتديه دايمون على وجهه . ثم توجّه الى غرفته وارتدى سترة، وزين عنقه بربطة جميلة ، قبل ان يعود الى غرفة دايمون للنزول معاً الى بهو الفندق . كان المطعم يعج بالناس، الا ان السيدة الصينية كانت على ما يبدو ترقب وصولهما . فبمجرد دخولهما انضمّت اليهما مبتسمة وقالت :

" آه، سيد ثورن ! اني في غاية السرور لأنك تمكنت من الحضور " .
وما ان تمتم دايمون بجواب مهذب ، حتى سارت أمامهما الى ركن منعزل في القاعة الضخمة التي تنيرها اضواء ساطعة. وفيما كانوا يطلبون ما يريدون، اخدت تساي تتأمل دايمون بهدوء وتمعن . كانت تبدو عليها ملامح انقباض وعصبية لم يلحظها دايمون من قبل....كانت تتحدّث بشيء من القلق والترقب وكأنها تبحث عن شيء ما ، او شخص ما وسألته :
" هل تأتي كثيراً الى سان فرانسيسكو يا سيد ثورن ؟ " .


HEART WHITE 28-04-10 09:18 PM

هزّ دايمون كتفيه مرّة وأجابها بهدوء :
" هذا يعتمد على عدّة أمور.فعندما تكون لدي أعمال كثيرة أظل هنا أحياناً عدة أسابيع ،بينما في أوقات أخرى لا أمضي سوى ليلة واحدة " .

" وهل تذهب مراراً الى لندن ؟ ".
ضاقت عيناه قليلاً وهو يحاول تحليل الاسباب التي تدفعها للاهتمام بتحركاته وتنقلاته ،فيما لا تقبل ابداً الرد على أسئلة تتعلق بها شخصياً .ردّ عليها بدون ان ينظر اليها :

" أمضي أحياناً بعض الوقت في لندن " .
تدخل بول وسألها :

" وماذا عنك أنت ؟ هل تنوين البقاءطويلاً في سان فرانسيسكو ؟ " .
هزّت برأسها وهي تجيب بهدوء مصطنع :

" ربما ، وربما لا . هذا يعتمد على ما اذا كانوا سيسمحون لي بذلك او يرفضون " .
أجابها بول بشهامة كاذبة وهو ينظر اليها محاولاً أخفاء سخريته :
" أنا متأكد من ان لا أحد يمكنه الاعتراض على بقاء سيدة جميلة مثلك " .
" اوه ، شكراً لك يا سيد ريميني ، فهذا كلام لطيف ومشجع . ولكني آسفة جداً لان المسؤولين في مكتب الهجرة لا يعيرون اي أهتمام للمظاهر والاشكال " .
منتديات ليلاس

علق دايمون ببرودة :
" يمكن للمظاهر ان تكون غشاشة جداً " .

أجابته تساي بن لونغ بجدية :
" أنها العيون على ما أعتقد. اذ يمكن للانسان الذكي ان يكتشف عدة امور بمجرد النظر الى عيون الآخرين".

أخرج دايمون علبة سكائره وهو يقول لها :

" واذا كان الانسان أعمى ، فماذا يفعل ؟ ".

" انت لست أعمى يا سيد ثورن ! " .
فتح علبته وقدمها لها وهو يجيبها :

"صحيح . وهل قلت ذلك ؟ ".
شربت جرعة من الشاي وهزّت برأسها، ثم أخدت سيكارة ووضعتها بين أصابعها بعصبية .

ولما أنتبه الى انها لا تزال تنتظر منه ان يشعل لها سيكارتها، اخرج قداحته بسرعة فوقعت من يده . نظر اليها وهو يعتذر منها ، فشاهد مسحة من الرعب تعلو وجهها. كانت نظراتها تتركز على مكان ما وراءه ، ولكنه عندما استدار بسرعة الى الوراء لم يشاهد شيئاً ملفتاً للنظر. تطلّع فيها مرة أخرى ثم نظر الى بول الذي بدأ انه لم يلاحظ شيئاً على الاطلاق ، اذ كان غارقاً في حديث عن كرة القدم مع رجل يجلس بجوارهم .

عبس دايمون ثم تذكر قداحته فانحنى لالتقاطها . أوقفته السيدة الصينية قائلة وهي تنحني لاستعادة القداحة :

" اسمح لي ! ".
تطلع دايمون حوله مرة اخرى بعد ان اشعرته حاسته السادسة بوجود شخص يراقبه...او يراقبها انه لأمر سخيف! ولكنّ شخصاً ما في هذا ابحر من الرجال والنساء أخاف الفتاة . لماذا ز من هناك في هذه المدينة يمكن له ان يخيفها ويرعبها على هذا النحو الواضح ؟ وفجأة، سمعها تقول له وهي تهم بالوقوف :
" اعدرني ! لن أتاخر لحظة ! أريد الاطمئنان الى تسريحتي ! ".منتديات ليلاس
وقف دايمون احتراماً ثم عاد للجلوس ...والتفكير.ماذا يهمه منها ومما تفعله؟ سأل نفسه مغتاظاً وغاضباً.الا ان الجواب جاءه بسرعة وبدون تردد. فمع انه غير مهتم بها الا ان خوفها بدأ يقلقه ويزعجه. انها انسانة مستضعفة على ما يبدو ، وهو بطبيعته يحترم الانسان. وقرر ان يدعوها الى العشاء بمجرد عودتها،فلربما عندئد ستخبره بما يرعبها ويقض مضجعها .
اخد سيكارة واراد أشعالها ، الا انه لم يجد القداحة . اللعنة! لقد أخدتها تساي بن لونغ بعد ان تبرعت بالتقاطها عن الارض.


Zezoo 29-04-10 03:53 AM

يعطيك العافيه

HEART WHITE 30-04-10 12:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zezoo (المشاركة 2281236)
يعطيك العافيه


الله يعافيك يا Zezoo

وشكراً على مرورك الذي عطر صفحتي

تحياتي لك...

HEART WHITE 30-04-10 01:35 AM

وتطلع حوله بعصبية بالغة محاولاً مرة أخرى تحليل تلك الفتاة الغامضة ، وشخصيتها ، ودوافعها . قداحته ذات قيمة كبيرة أهداه والداه عندما احتفل ببلوغه سن النضوج ...الحادية والعشرين . ومع انها قداحة ذهبية حفر عليها الحرف الاول من اسمه ورصع بالجواهر الثمينة ، الا ان قيمتها المعنوية تفوق بكثير القيمة المادية .الم تكن تساي سوى لصة تستخدم أسلوباً جديداً في السرقة ؟ وان كانت كذلك، فلماذا لم تحاول سرقته من قبل ؟

" بول ، أشعل لي سيكارتي من فضلك ! ".

" أين رفيقتك الجميلة ؟ ".

" في غرفة السيدات ، على ما أعتقد ".

" وماذا حدث لقداحتك ؟ هل فرغت من الغاز ؟ " .
هزّ دايمون رأسه ، ثم اومأ الى نادل وطلب منه ابريقاً آخر من الشاي .
بدأ الغضب يتسلل بسرعة وقوة الى رأس دايمون وأعصابه ولم يعد يشعر برغبة في اجراء حديث عادي وثرثرة لا فائدة منها . وراح يتأمل وجوه السيدات عله يرى بينها وجه زائرته الغامضة . وعندما مرت ربع ساعة على غيابها ، نظر الى بول غاضباً وقال :

"سأتمشى الى الخارج . سوف أعود بعد قليل " .

" مهلاً يا دايون ! ماذا دهاك ؟ لم أعرف انها تهمك الى هذه الدرجة ! " .
" انني لست مهتماً بها شخصياً. لقد اخدت قداحتي ! ".

" سأذهب معك " .
" لا داعي لذلك ".

" أعرف ، ومع ذلك فسوف اذهب ".

توجّها بسرعة الى بهو الفندق حيث توجد غرفة السيدات قرب الدرج الذي لم يعد يستخدم الا نادراً بسبب وجود المصاعد. وكان عدد كبير من السيدات يدخل تلك الغرفة ويخرج منها ، الا انهما لم يشاهدا تساي بن لونغ .

" انه لأمر مؤسف حقاً ! " .
قالها دايمون وهو يسيطر على غضبه بطريقة تثير الاعجاب. مع ان نبرة صوته كانت توحي بان هذه السيدة اللعينة لن تكون مسرورة ابداً اذا وقع نظره عليها مرة اخرى . عبس بول وقال بتأثر :

" لم يكن يظهر عليها ابداً انها من هذا النوع من النساء. كنت اظن انها انسانة محببة ودمثة " .

وعاد دايمون الى التحليل وايجاد التفسيرات المنطقية ، ثم احس بيد تربت بتهذيب على كتفه . التفت الى الوراء فشاهد مدير الفندق يبتسم ويقول له :

"عفواً سيد ثورن ! اوصتني سيدة قبل قليل باعطائك هذه القداحة . انها لك ، اليس كذلك ؟ ".
ارتفع حاجباه استغراباً وقال له بدهشة وحيرة :

" نعم انها لي . أين السيدة ؟ هل تركت الفندق ؟ " .
منتديات ليلاس
" اعتقد ذلك يا سيدي . اصرّت عليّ كي اتأكد من تسلميك القداحة شخصياً والاعتذار لك عن ذهابها بها بتلك الطريقة ! ".
هزّ دايمون رأسه وقال له فيما كان يأخد القداحة من يده :

" حسناً ! شكرأ ، شكراً جزيلاً " .
وفي وقت لاحق من تلك الليلة ، وفيما كان مستلقياً على فراشه مغمض العينين استعداداً للنوم ، عاد به التفكير مجدداً الى ايما. وانتبه الى ان حادثة المساء خففت الكثير من الضجر والملل اللذين سيطرا عليه فترة طويلة . وشعر بأنّ وجود تلك الفتاة الصينية الجميلة اثبت له مرة أخرى مدى تعلقه بايما .
كان يريدها كثيراً، ولم يتمكن في السابق من ضبط مشاعره ورغباته تجاهها الا لعلمه بانه سيتزوجها....ما الآن فالوضع مختلف جداً...جداً ! وقد وضعت نفسها، بذهابها الى سانت دومينيك، تحت رحمته وبمتناول يده ! لا يهمه ان جاءت موافقتها على الانتقال الى تلك الجزيرة نتيجة ضغوطه التي وصلت الى درجة الابتزاز والتهديد ! او اذا كانت على استعداد للتضحية بنفسها لأجل شقيقها، فلماذا يهتم او يبالي ؟
وتحول تفكيره فجأة الى تساي بن لونغ وسبب مغادرتها له على ذلك الشكل . لماذا؟ لماذا ذهبت فجأة ولم تعد ؟ ولماذا أخدت القداحة وأصرّت على ان تسلم اليه شخصياً؟ هل لهذه التصرفات الغريبة علاقة بانفعالها وخوفها في مستهل اللقاء ؟ ام انها التقت شخصاً آخر تصورت انه سيمنحها سهرة اكثر متعة واشد اثارة؟ ولكن ، ما أهمية كل ذلك الآن ؟ التقت به...أخدت ولاعته...أعادتها...واختفت ! هذا كل ما في الأمر ، فلماذا لا يخلد الآن الى الراحة والنوم ؟

HEART WHITE 01-05-10 01:41 PM

الا ان النوم لا يأتي بمثل هذه السرعة، فعاد به تفكيره الى ايما والى لقائه الاول بها . فتاة في السابعة عشرة من عمرها، صغيرة وجميلة كما لاتزال حتى الان ولكن اكثر حيوية ونضارة. كانت موظفة جديدة في المقر الرئيسي لشركة ثورن للكيماويات بشارع هولند بارك، وكان المبنى صغيراً جداّ بالنسبة الى المجمع العملاق الذي انتقلت اليه الادارة في وقت لاحق،وعدد الموظفين قليلاً نسبياً. وبعد ظهر احد الايام، توجه الى المبنى القديم ليشرف على ما يقوم به احد البحاثة في حقل مستحضرات التجميل....وكاد ان يصدم بايما .
كانت هي المخطئة ، وأعترفت بذلك صراحة وبدون مورابة او تبرير. وأبتسم دايمون عندما تذكّر مدى غضبه آنذاك، وكيف انها لم تخف منه بل طالبته....بالاعتذار. تذكر بوضوح تام فستانها الأحمر وسترتها القطنية البيضاء....ونظراتها التي كانت تقدح شرراً كقطة صغيرة يهاجمها كلب شرس.أعجبته شخصيتها وثقتها بنفسها، مع انه كان متأكداً من انها لم تعرفه...والّا لما كانت تجرؤ على مواجهته بتلك الطريقة .
ظل يفكر بها طوال فترة ما بعد الظهر. وكشاب مراهق يقع في الحب للمرة الاولى في حياته، لم يتمكن من طرد صورتها من مخيلته طوال الايام التي تلت ذلك اللقاء العاصف. تأكد له ان عليه رؤيتها مرة ثانية. فاجرى تحقيقات سرية عنها وعن أوضاعها. تبين له ان شقيقها ايضاً يعمل في شركته ، فسهلت الأمور بعض الشيء . استدعاه في اليوم التالي وقال له انه أحد رجال الاعمال القلائل الذين يحبون التعرف شخصياً على جميع موظفيهم، وان عليه بالتالي ان يحضر وشقيقته لمقابلته وتناول العشاء معه في احدى غرف جناحه الضخم المخصصة لذلك . ولم يفكر او يبالي بالنتائج او المضاعفات ، فهو يريد ان يراها ! .
منتديات ليلاس
لم تكن ايما من الاشخاص الذين يسهل التعرف اليهم . فما ان عرفت من يكون ،حتى بدأت تتهرب منه ومن الاجتماع به....وبخاصة على انفراد . ومع انه احس بانها معجبة به ، الا انه كان يعرف ايضاً انها لن تثق به ولسوف تظلّ تعتبره زير نساء....تتحاشاه . امضى عدة أشهر قبل ان يتمكن من اقناعها بعكس ذلك . ولما تأكد له انها أصبحت تحبه كما يحبها ، وعقدا خطبتهما تمهيداً لزواج قريب ، هدمت له برجه العاجي وتركته يتخبط وحيداً وحزيناً .

لم يصدقها في بادئ الأمر ! رفض ان يصدقها! علاقتهما حميمة جداً مبنية على حب واحترام متبادلين، وكانا على وشك الزواج. رفض التسرع لأن وضعه الاجتماعي لا يسمح له بأن يبدو انساناً انفعالياً وارتجالياً. وكذلك اراد ان تتأقلم ايما الفقيرة مع عالمه الثري النافذ قبل ان تنضم اليه وتصبح جزاءاً منه. كيف توقعت منه ان يقبل رفضها بيسر وسهولة ؟ رفض ان يصدق بأنها جادة .

ولكنها كانت جادّة...تركته الى غير رجعة! وعاد الغضب اليه وهو يتقلب في سريره. الا انه اقنع نفسه اخيراً بان النقطة الايجابية الوحيدة في ذلك البحر من السلبيات كانت عدم اعلان الخطبة رسمياً...والا لكان جعل من نفسه اضحوكة لندن باكملها. لم يعرف بجدية علاقتهما سوى نفر قليل من اصدقائه الخلص. اما الآخرون فظنوا انها مجرد نهاية لمغامرة عاطفية اخرى. واكتشف ان ايما ترد على مستجوبيها عندما يسألونها عن سبب الانصال ، بان دايمون نبذها بعد ان مل منها. وكانت تلك الاجابات ترضي غروره وكبرياءه الجريحين الغاضبين.... ولكنها كانت تؤلم مشاعره وتثير اشمئزازه من نفسه......

ودفن نفسه تحت وسادته بقوة واصرار ،مركزاً تفكيره على أمور اخرى. امضى ليالي كثيرة جداً يعذب نفسه بسبب ايما....اما هذه الليلة فلن تكون كسابقاتها !

HEART WHITE 01-05-10 01:56 PM

10 - رمـال الـعناق !
أمضى دايمون وبول الرحلة بين سان فرانسيسكو ونيويورك غارقين في العمل على أوراق ووثائق يجب اتمامها قبل وصولهما الى لندن. ولم يتمكّن دايمون بالتالي من قراءة الصحف التي أبتاعها في مطاري المدينتين الاميركيتين الابعد اقلاع طائرتهما من مطار كينيدي في نيويورك. كانت عناوين صحف سان فرانسيسكو تتحدّث عن مقتل فتاة صينية بوحشية.
قطب جبينه بانقباض ووضع الصحف الأخرى جانباّ ثم بدأ يقرأ الخبر بسرعة . تحدث النبأ بايجاز عن فتاة صينية لم تحدد هويتها بعد ، وجدت مقتولة طعناً بالسكاكين، واكتشفت جثتها الملقاة على احد الارصفة دورية لرجال الأمن. ومع ان الخبر لم يحدد المكان ولم تكن هناك اي أشارة توحي بأن القتيلة هي تساي بن لونغ، الا ان دايمون احس بشعور غريب اكد له انها هي الضحية وان هذا كان سبب خوفها ورعبها .
أعطى دايمون الصحيفة الى بول وسأله فيما كان يشير الى الخبر :

" ما رأيك بهذا ؟ ".
قرأ بول النبأ الذي تحدث عن مقتل الفتاة واختتم بسطر واحد يقول أنها ثاني جريمة خلال اربعة أيام تستخدم فيها السكاكين ، وانّ الضحية الولى رجل في الاربعينيات من عمره يحمل الجنسية البريطانية. كما ان السلطات المحلية تربط بين الجريمتين. ثم نظر الى دايمون باستغراب قائلاً :

" ماذا تعني ؟ تساي بن لونغ؟ لا، لا. ستكون مصادفة غريبة جداً ! " .
" لا أعرف ! كانت خائفة جداً الليلة الماضية. شعرت بذلك قبل اختفائها....ثم...." .
منتديات ليلاس
تنهّد قليلاً واضاف :
" اعتقد ان السيف سبق العدل . فحتى لو كانت تساي، لم يعد بامكاني القيام بأي شيء تجاهها " .

أجابه بول بحدّة :
" هذا صحيح ، واياك ان تخطر ببالك افكار مجنونة للعودة الى سان فرانسيسكو والتعرف على الجثة. اذا كانت تساي ، فاننا لا نريد التورط في عملية البحث عن القتلة ! " .
في تلك الاثناء، كانت ايما مستلقية على الشاطيء قرب انابيل تتصفّح بكسل احدى المجلات الاسبوعية، فيما كانت الصغيرة تلعب بالرمال. كان يوماً رائعاً كالايام التي سبقته ، وكانت هناك مظلة كبيرة تقيهما حرّ الشمس ولهيبها. ولاحظت ايما ان الايام تمر بدون مصاعب ومشاكل ، وها قد مضى على وجودها في سانت دومينيك شهران كاملان. ومنذ ذهاب دايمون والفتاتان تعملان على توثيق العلاقات بينهما وتقويتها تتحدثان عن مواضيع مختلفة ومتعددة ، ابرزها حياة انابيل منذ حادثتها. ولم تتمكن ايما بالرغم من محاولاتها الجاهدة والمتعددة سبر أعماق الطفلة في فترة ما قبل الحادث. فكلما اثارت الموضوع، تجنبته انابيل بحزم واصرار وحولت انتباه ايما الى امور اخرى .
الا ان ايما كانت مصممة على اكتشاف ذلك الجانب الهام من حياة صديقتها الصغيرة، وبخاصة بعد ان لاحظت انابيل تبكي في غرفتها.
رفضت انابيل التحدث عن السبب مع ان ايما سمعتها تتمتم بكلمة أمي مرات ومرات. ذهبت ايما الى تانزي لانها الشخص الوحيد الذي يعرف اليزابيت ثورن. وحصلت منها غلى صورة واضحة تقريباً عن زوجة دايمون الراحلة . قالت لها تانزي بقرف وهي تهز انفها :
" أوه ، كانت مخلوقة انانية الى ابعد الحدود ! لم تعر الطفلة اي أهتمام ، ولم تمنحها دقيقة من وقتها الا عندما كانت تريد استخدامها كسيف لايذاء السيد ثورن" .
" اين وقع الحادث يا تانزي ؟ " .
منتديات ليلاس
ردّت عليها تانزي بشيء من التأثر والانفعال :

" في ايرلندا يا ابنتي. كان السيد دايمون يملك مكاناً رائعاً هناك ، الا ان السيدة اليزابيت لم تكن تحبهز كانت تقول دائماً ان ذلك المكان بارد جداً وخال من كل نشاط واثارة. واعتقد انه لم يكن هناك رجال لتسلي نفسها معهم ".


سو سو و بس 01-05-10 05:56 PM

كتيييييييير حمااااااااااااس

HEART WHITE 01-05-10 07:29 PM

اتسعت عينا ايما دهشة واستغراباً، ولما لاحظت تانزي ذلك تابعت روايتها قائلة :
" أوه ، نعم ، كان هناك الكثير من الرجال في حياتها ".

ارتبكت ايما وقالت :
" اعتقد ان علينا ...." .

" اوه ، لا تعتقدي ان الامر سر. كانت معلومات عامة يتداولها الجميع ، وكان السيد دايمون علفى اطلاع تام بما يجري. انا لا أقول انه كان ملاكاً بريئاً، ولكنه لم يزعج نفسه بان يكون مخلصاً لفاسقة مثلها. ولماذا يجب ان يكون ؟ تصوري انها رفضت رعاية الطفلة والاعتناء بها بعد ولادتها، وذهبت الى لندن...للترفيه والتسلية " .
منتديات ليلاس
" هكذا اذن ! " .
وما ان استدارت لتخرج من المطبخ حتى أوقفتها تانزي قائلة :
" يعلم الله لماذا عادت الى ايرلندا، مسببة للسيد دايمون آلاماً وعذاباً بسبب الطفلة. كانت متوجهة الى دبلن عندما وقع الحادث ...كانت دائماً مهملة في قيادة السيارات ووقعت لها عدّة حوادث سير صغيرة قبل لبحادثة الكبيرة. في اي حال، قتلت في تلك الحادثة وشعر الكثيرون منا بالارتياح والسرور...لأجل السيد دايمون. لم تكن زوجة صالحة او انسانة طيبة النتيجة المؤسفة الوحيدة هي أصابة انابيل ومعاناتها منذ ذلك الحين . ولكننا نقول الحمد لله ، انها لا تزال حية ترزق، وانها ورثت الطباع الحميدة عن والدها ولم ترث اي شيء عن تلك الفاجرة التي تسميها امها " .
هزّت ايما برأسها وقالت للسيدة العجوز :

" عظيم . اتركيني الآن لأعود الى عمليز لدي عشاء للاعداد وقد داهمني الوقت " .

وضعت ايما المجلة جانباً ، وأمسكت بيد انابيل ثم سألتها بنعومة :

" انابيل ، اخبريني عن ايرلندا " .

تشنّجت الفتاة الصغيرة وسحبت يدها بقوة وسرعة وهي تجيب بشيء من العصبية :
" لا شيء اعرفه لأخبرك اياه. هل يمكننا ان نسبح الآن يا ايما ؟ "
www.liilas.com/vb3
حبيبتي انابيل، يجب ان نتحدث في هذا الموضوع عاجلاً ام آجلاً ، فلماذا لا نبحثه الآن ! "

"لا اريد التحدث عن هذا الموضوع " .

" انابيل ، لا يمكنك الاحتفاظ بهذه القضية في داخلك الى الابد . لابد لك من البوح بها يوماً ما ، فلماذا لا يكون ذلك الآن؟ من المؤكد انك تذكرين جيداً بيتكم هناك. هل كان والدك يذهب مراراً لرؤيتك؟ من كان يعتني بك ؟ " .

ظهر التمرد على وجه انابيل، ثم تنهدت وقالت بهدوء :

" نعم ، كان والدي يحضر باستمرار...تانزي تعتني بي...هناك اولاد آخرون ألعب معهم...كانت حياتنا رائعة" .

" وأمك " ..
" اليزابيت " .
" نعـم " .

" هي التي طلبت مني ان أناديها باسمها. لم تكن تحبني ان اناديها أمي . قالت ان هذه التسمية تشعرها بانها اكبر من عمرها " .
وابتسمت ايما بارتياح ظاهر. وأخيراً، بدأت انابيل تتحدّث.... وبدون تردد او قيود. وقررت ان تشجعها على المضي في حديثها فسألتها :

" ها كنت تريدين منها ان تمضي معك فترة اطول ؟ " .

وقفت انابيل وسألت ايما بهدوء متجاهلة كلامها وسؤالها :

" هل يمكننا ان نسبح الآن ؟ " .
منتديات ليلاس
تنهدت ايما ووقفت بدورها وهي تقول :

" اعتقد ذلك "

HEART WHITE 02-05-10 08:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سو سو و بس (المشاركة 2285380)
كتيييييييير حمااااااااااااس



اهلا سو سو

شكرا على مرورك الذي عطر صفحتي

وتابعيني بهالحماس الرائع

تحياتي....

HEART WHITE 02-05-10 09:59 PM

أدركت انها ستحتاج الى اكثر من اسبوعين لحمل انابيل على أبلاغها الحقيقة الكاملة عما حدث. وبعد العشاء تلك الليلة ووضع انابيل في فراشها وانتظارها حتى تنام ، ذهبت ايما في نزهة على طول الشاطئ. كان الطقس رائعاً والنسيم العليل ينسيها حر النهار. وفجأة تسمرت في مكانها لحظة قبل ان تتذكر ان هذا الشيء الذي أفزعها هو منشفة البحر الكبيرة التي كانت تستعملها وانابيل بعد ظهر ذلك اليوم .
وبعد ان حملتها وهّمت بمتابعة سيرها طرأت على رأسها فكرة أعجبتها . فلماذا الانتظار حتى عودتها الى البيت لتأخذ حماماً بارداً ؟ لماذا لا تسبح الآن ؟ الماء ليست باردة، وفكرة السباحة بمفردها في ضوء القمر لا بأس بها على الاطلاق. هذا الشاطئ بالذات مهجور دائماّ، فالقرويون يستخدمون الجانب الآخر حيث ترسو القوارب والزوارق .

خلعت ثيابها ونزلت الى الماء. لم تسبح بعيداً مخافة الوقوع بمشاكل هي بغنى عنها في مثل وضعها الحالي .منتديات ليلاس
شعرت بالارتياح والرضى ، حتى انها اقنعت نفسها بأنها قادرة في غياب دايمون على التخلص من وحدتها التي تشعر بها اثناء وجوده. خرجت من الماء بعد حوالى ربع ساعة ولفت نفسها بالمنشفة وبدأت تجفف جسمها المنتعش والمرتاح . فجأة....معت صوتاً وحركة. شدّت المنشفة حولها بقوة وقالت بصوت مرتجف وهي تحدّق في الظلام :
" من القادم ؟ " .
تقدم نحوها رجل طويل القامة عريض المنكبين ، فصرخت بدهشة واستغراب شديدين :

" انت ! متى وصلت ؟ " .
هزّ دايمون كتفيه العريضتين واجابها بهدوء :

" قبل ربع ساعة. اخبرتني لويزا بمكان وجودك ، وكانت قلقة بسبب تأخرك . قلت لها اني ذاهب لاحضارك " .

شدت ايما المنشفة بقوة فبدت على وجهه ملامح الانزعاج وسألها بانفعال :

" ماذا ترتدين تحت هذه المنشفة ؟ " .

لم تجبه فصرخ قائلاً :
" بحق السماء يا ايما ، من المؤكد انك لا تسبحين .... هكذا, وحدك ايضا ً ؟ " .

" ولّم لا ؟ " .
" لا ، لا ، لا تقولي ذلك ! " .
واقترب منها غاضباً وهو يقول :

ط يمكن لأي شخص ان يباغتك وانت على هذه الحالة، هل تدركين ذلك ؟ وما هي الفرصة التي ستكون لديك لو هاجمك احدهم وقرر اغتصابك ؟ " .

تطاعت به ايما وهي تحاول اخفاء عصبيتها وحدة مزاجها قائلة :
" لم يأت احد ، سواك انت بالطبع ! " .

" وهل تثقين بي ؟ " .

" وهل من سبب يدعوني الى عكس ذلك ؟ " .

" نعم ، اللعنة عليك ، نعم ! " .

" لماذا ؟ ماذا ستفعل ؟ هل ستنتزع المنشفة عن جسمي ؟ هل سيسرّك ذلك ويرفّه عنك ؟ " .

"كانت تتعمد اغضابه واثارة سخطه، اذ ان حنقه كان يثير في نفسها مشاعر استفزازية غريبة . ردّ عليها بجفاف :
" لا ، ان مشاهدتك عارية لا يرفّه عني او يسلّيني ".
منتديات ليلاس
أرغمت ايما نفسها على التذكر بانه يكرهها ويحتقرهها ، وبأن اي شيء يقوله لها يهدف الى ايذائها واذلالها اكثر من اي وقت مضى . استدارت بعيدة عنه وانحنت لتلتقط ثيابها . داست على احد اطراف المنشفة ، فهوت امامه على الرمال . هّبت واقفة بسرعة وتمتمت حانقة :

" اعدرني الآن ، يجب ان ارتدي ثيابي " .

لم يتحرك من مكانه بل مدّ يديه وامسك بها مانعاً اياها من الذهاب . ثم ابتسم بقسوة وسخرية قائلاً :

" لا ، اني افضلك كما انت الآن " .



HEART WHITE 02-05-10 11:41 PM

بدأت دقات قلبها تتسارع وضغط الدم يرتفع ، وحاولت بدون جدوى التخلص من قبضته . بدا انه يتمتع بجهودها الفاشلة ، فزادت حدّة غضبها . ثم ضمّها نحوه بهدوء وقوة. ابعدت وجهها عنه وهي تحتج بكلمتين كادتا تعلقان بحلقها خوفاً وانقباضاً :

" اني مبتلة ! " .

شعرت بلهاثه الحار يقترب من عنقها وسمعته يقول بشغف ساخر :
" أمر مثير ! " .

" دايمون ، أرجوك ! " .

سألها باستهزاء وهو يداعب كتفيها :

" ارجوك ، ماذا ؟ " .

" اتركني ! دعني اذهب ! " .

" ولماذا أفعل ذلك ؟ اذا كان يسرني او يسليني أن أكون معك، فلماذا لا أفعل ذلك؟ لاحظت منذ ذهابي أنك لا تزالين تجذبينني ، فأنت مخلوقة جذابة للغاية " .

رجته بصوت منخفض قائلة :
" دايمون ، لا تكن هكذا ! " .
منتديات ليلاس
" لماذا ؟ ماذا يمكنك ان تفعلي لمنعي ؟ اذا تركتك الآن ، فما من شيء سيمنعني من اخذك في يوم آخر . اليس كذلك؟ " .
استدارت ايما لتنظر اليه وهي غير قادرة على منع تلك الموجة من الحب التي اثارها فيها ز لو لم تعرف قصة اليزابيت، لاعتبرت انها آذته اكثر مما كانت تتصور . وكانت ملامحه تعكس افكارها بوضوح تام ، اذ سمعته يقول :
" رباه ! لا تنظري الي هكذا ! " .

ثم افلتها من بين يديه واستدار نحو المنزل وهو يشعر بقرف واحتقار ذاتيين. وشعرت ايما بالحزن على افلاتها منه ! لم تعد تهمها ماهية الاسباب التي تحمله على لمسها وضمّها . كل ما تعرفه في هذه اللحظات انها تحتاجه الآن اكثر من اي وقت مضى . والحب الذي شعرت به تجاهه عندما كانت في السابعة عشرة ازداد بدلاً من ان يموت ، كما كانت تأمل وتتمنى . واليوم....انها امرأة...واصبحت تحبه وتريده...كامرأة .

" هيا ، ارتدي ملابسك وعودي الى البيت " .

" دايمون ! دايمون ! " .

" لا تتحدثي معي " .

" دايمون ، لا تكن هكذا ! " .

" هكذا ، كيف ؟ لا تغشّي نفسك يا ايما ! انا لم اتركك الآن شفقة عليك ، ولكني تركتك لأن لا نية لدي لفقداني احترامي لنفسي بسبب غشاشة صغيرة مثلك ! " .
منتديات ليلاس
تراجعت ايما مذهولة الى الوراء وهي تضع يدها على فمها لتمنع نفسها من الصراخ...او ربما البكاء . علق على ذلك ساخراً :

" هل يؤذيك كلامي ومعناه ؟ عظيم . كنت اخشى حصول سوء تفاهم بيننا " .

" خشيتك لم تعد في محلها بعد الآن " .

وحملت ثيابها ثم ركضت نحو المنزل بدون ان تلفت الى الوراء ، او ان تنتظر لارتداء ملابسها .

HEART WHITE 03-05-10 03:58 AM

11 - تركتــكّ لأجـلك......

تبين لايما ان دايمون اتى بمفرده هذه المرة، وترك بول في لندن لمتابعة شؤن العمل وطارالى ناسو ،و منها الى سانت دومينيك مستخدماً الزورق بدلاً من الطائرة المروحية .

وعلى الرغم من خلافهما في الليلة الفائتة الا انها اكتشفت انه لن يهمل ابنته على الاطلاق. وكان حضور ايما ، الذي اصرت عليه انابيل، امراً لم يرغب به اي من الراشدين الا انهما قبلا به مرغمين ارضاء للفتاة. ومع ان ايما أحست بعذاب كبير عندما اتت الى الجزيرة، الا ان ذلك الألم لم يكن شيئاً يذكر بالنسبة الى ما تشعر به الآن . فقد ادركت ان دايمون نجح في مخططه الرامي الى معاقبتها على ما فعلت به في الماضي. وتصورت انه مسرور جداً بما يحققه من الحاق الأذية بها . واحتقرت نفسها لأنها تسمح بحدوث ذلك .
هل تحدثه عن والدة انابيل ؟ الفكرة بحد ذاتها ليست امراً سهلاً او ممتعاً ،ولكنها شعرت بأنها ضرورية جداً لمساعدة انابيل على الخروج من محنتها واسترجاع بصرها . وسنحت لها الفرصة بعد ظهر احد الأيام ، عندما كانت انابيل نائمة ولويزا ذهبت الى ناسو لتمضية النهار بكامله. اما تانزي فلا تتدخل بشيء بل معظم وقتها بالمطبخ حيث تعد الطعام وتخيط بعض الملبوسات لأطفال القرية الصغيرة.
كان دايمون يعمل في مكتبه والهدوء يعم البيت عندما حضرت ايما وطرقت بابه بهدوء ونعومة. ولما سمعته يطلب منها الدخول، دخلت وأغلقت الباب وراءها. نظر اليها باستغراب وقال لها بلهجة التبرم والتململ :

" نــعم ؟ " .
منتديات ليلاس
" اريد ان احدثك عن انابيل " .

" مرة اخرى ؟ " .

" نعم ، مرة اخرى. ولكن لا اريد التحدث عما يتعلق بك ، بل عن الحادثة " .

بدا الاهتمام والحذر على وجه دايمون وقال :

" نعم ؟ وماذا عن الحادثة ؟ من المؤكد أنه لا يعنيك أمره. فمهامك هنا تقتصر على رعاية انابيل عندما تكون بحاجة لرفيقة او شخص يعتني بها . كونك ممرضة لا يعني بالضرورة ان عليك الالمام بتفاصيل حادثتها " .

" نعم ، انا ممرضة واعتقد ان لي الحق في التحدث عن حادثتها مهما كانت طبيعة عملي هنا . اوه ، أنا اعرف انني لست سوى حاضنة ورفيقة لها .وادرك ايضاً انه ليست لمؤهلاتي اي علاقة بسبب احضارك لي الى هذه الجزيرة. ولكنني الآن هنا ولا انوي السماح لك ابداً بأن تعاملني كانسانة غبية . أنا أعرف بعض الامور عن الموضوع ولا أعتقد ان انابيل بحاجة الى عملية جراحية . لأني اظن بأن عماها ناجم عن مشكلة نفسية وليس بسبب تلك الحادثة بالذات " .

وضع يديه وراء رأسه وقال لها بسخرية واضحة :

"أوه ، حقاً ؟ أنت تعرفين ذلك بالتأكيد ؟ " .

" أنا لا اعرف ذلك بل أشعر به. دايمون، بحق السماء ، اسمع ما اقوله لك ! لا يمكن لأي طبيب ان يعمل بنجاح الا بناء على المعلومات الصحيحة التي تقدم او تتوفر له . وعليه ، فإن كان الاطباء لا يعرفون حقائق علاقتك مع والدتها فلن تتكون لديهم ادنى فكرة عن قلق الطفلة ومشاكلها النفسية ...." .
منتديات ليلاس
هبّ دايمون واقفاً وسألها غاضباً :

" وماذا تعنين بهذا الكلام كله ؟ " .

أحمر وجه ايما وأجابته بهدوء وثقة بالنفس :

" أنت تعرف جيداً ماذا اعني " .

صوت البحر 03-05-10 11:29 AM

عاشت الايادي ..........ويسلمووووووووووووو
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 03-05-10 12:53 PM

" حقاً ! ومن يزودك بمعلومات عن علاقتي بزوجتي الراحلة ؟ اعتقد أنها تانزي ، العجوز الثرثارة ! " .
" لم تتفوه تانزي بكلمة واحدة ضدك . انها لم تقل اي شيء على الاطلاق يسيء الى طبيعتك الطيبة ! " .

" وافترض ان الهدف من هذا الاطراء هو استرضائي ! " .

ولمعت عيناه ببريق الغضب ثم قال لها :

" لماذا لا تهتمين بأمورك وسؤونك الخاصة فقط ؟ " .

" انابيل هي اموري وشؤوني ! فاذا كانت علاقتك الزوجية السابقة تنعكس سلباً على مشكلتها ، فإني اعتقد ان من حقي القيام بأي محاولة لمساعدتها على استعادة بصرها".

" لم يكن بالامكان ان تكون علاقتي الزوجية ، كما تسمينها ، اسوأ مما كانت عليه .هل هذا يجيب على سؤالك ؟ " .

" اذن ، فلماذا ...؟ ".
وخنقت بقية السؤال في حلقها. ولكنه حدق بها وكأنه ادرك طبيعة السؤال ، وقال :
" لماذا تزوجتها ؟ اهذا ما كنت ترغبين في معرفته ؟ " .منتديات ليلاس

" هل ملامح وجهي شفافة الى هذه الدرجة ؟ " .

" بالنسبة الي ، وفي بعض الأمور ، نعم " .

رفعت رأسها نحوه وقالت :

" اذن ....؟ " .
ثم تنهدت واضافت :

" انك لم تجد اي صعوبة تذكر لنسياني يا دايمون .انك تحملني على البقاء هنا للتكفير عما تعتبره ذنبي في رفضي الزواج منك . ولكنني حسبما ارى فإن قلبك لم يتأثر على الاطلاق ! " .
تمتم دايمون وهو يكاد يطحن اسنانه غيظاً :

" أحببتك جداً يا ايما ! "
ردت عليه بلهجة غلبت عليها القسوة والمرارة :

" هل احببتني حقاً ؟ ام انني طعنت كبرياءك في الصميم ؟ لم تصدق ان اي شخص بامكانه ان يصد دايمون ثورن ويرفضه ! " .

امسك بكتفيها بقسوة بالغة أحست معها وكأن اصابعه غرزت في مكانها ووصلت حتى العظام. وصرخ بها بعصبية عنيفة قائلاً :

" هذه قحة لا اقبلها منك ابداً ! " .
ثم هزها بقوة وقال لها والنار تكاد تخرج من عينيه :

" قلت انني احببتك، وهذه هي الحقيقة. كنت الامرأة الوحيدة التي احببتها في حياتي او اردت الزواج منها" .
نظرت اليه وهي لا تصدق ما سمعته ادناها ، وقالت متلعثمة :
" ولكنك تزوجت اليزابيت ! بعد عشرة أسابيع فقط ...." .
ولم تتمكن من انهاء جملتها ، فقال لها :

" نعم ، تزوجت اليزابيت، هل انكرت ذلك ؟ " .

" لا . ولكن ....ولكن....انابيل...." .

قاطعها دايمون باحتقار قائلاً لها بقسوة :

" لا تكوني حمقاء وغبية ! كانت زوجتي ، وتشاطرني السرير ذاته ! " .

" أوه ، دايمون ! " .
وشعرت بألم يحز في قلبها . فهمت اخيراً لماذا تزوج اليزابيت. كان متألماًجداً ، لدرجة انه اقدم عليه غير عابئ بالنتائج او المضاعفات . وسمعته يقول لها ببرودة :
" لا تشعري بأي شفقة نحوي. كنت اعرف تماماً ماذا افعل " .
" انا آسفة يا دايمون ، آسفة جداً ! " .

" هل انت حقاً آسفة ؟ يا للعاطفة الجياشة ! " .

ثم اضاف بسخرية لاذعة :

" ربما ترين فيّ الآن شخصاً يرعاك ويؤمن لك مستقبلاً زاهراً وحياة رغيدة ، وهو امر لم يكن يبدو لك بمثل هذه الأهمية قبل سبع سنوات ! " .
منتديات ليلاس
اتسعت عيناها دهشة وحنقاً وشعرت بأنها لم تعد قادرة على تحمل المزيد .
رفعت يدها وصفعته بقوة على وجهه ثم استدارت بسرعة نحو الباب . سبقها وسد الباب بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ، وشاهدت في عينيه السوداوين نظرات غاضبة توحي بالشر والخطر .

" لا احد يصفعني هكذا ويذهب بدون عقاب ! " .

وشدها نحوه بقوة وهو يتمتم :

" اوه ، يا ايما ! اني اريدك ! اريدك ! " .

HEART WHITE 04-05-10 01:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت البحر (المشاركة 2289094)
عاشت الايادي ..........ويسلمووووووووووووو
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اهلا صوت البحر...

الله يسلم ايديك...

شكرا على مرورك الذي عطر صفحتي


تحياتي لك ....

HEART WHITE 04-05-10 02:45 PM

حاولت التملص منه فلم تفلح . اردات تجاهل عناقه وعدم الاستجابة له...ففشلت لا بل وجدت نفسها تطوق عنقه بذراعيها وتبادله العناق . لم يكن عناقه كالمرة السابقة عندما كان هدفه الوحيد ايلامها واذلالها . كان هذه المرة على ما يبدو نابعاً من القلب ومن عاطفة جامحة ... وتمنت ايما الا يتوقف . وبعد لحظات انتبه لنفسه وفرضت عليه حشمته ان يتوقف. ولكن ايما لم تتركه ... وارغمته رغباته على عدم المقاومة .
وفجأة ، وبدون سابق انذار ، فتح الباب ودخل كريستوفر ثورن .
انتبهت ايما لنفسها على الفور وابعدت رأسها عن دايمون .الا ان الرجل تردد بعض الشيء في افلاتها . تنحنح كريس الذي تسمر في مكانه مشدوهاً وقال :

" اوه ! يبدو انني تصرفت بغباء ورعونة ، اليس كذلك ؟ كان عليك يا ابن عمي ان تعلق لافتة على باب المكتب تقول ...ممنوع الدخول ، أو بالاحرى ...ممنوع الازعاج !".
" سأطلب من تانزي اعداد ابريق من القهوة " .

ولما خرج من الغرفة نظر كريس بشيء من الاعجاب الي ايما ، التي كانت تهتم بشعرها وفستانها وهي تشعر بخجل رهيب . وقال لها بوداعة مزعجة :

" اهدأي يا صغيرتي ، فأنا أعرف تماماً بما تشعرين " .منتديات ليلاس
ثم ابتسم واضاف :

" لا عجب ان يغضب الى تلك الذرجة عندما ابقيتك ليلة في ناسو ! " .
عاد دايمون وسأل كريس :

" ما الذي حملك على المجيء في مثل هذا الوقت ؟ " .

هز كريس كتفيه واجاب :
" لا شيء محدداً . لم نرك كثيراً منذ مجيئك الى البهاما ، واقترحت هياين ان ندعوك لتناول العشاء معنا هذه الليلة".

" شكراً ، ولكني لن اتمكن من قبول الدعوة . لدي عدد كبير من الرسائل والمذكرات التي يجب الانتهاء منها ، وانوي تخصيص هذه السهرة لانجاز اكبر كمية ممكنة " .

تعمد كريس النظر الى ايما وهو يقول :
" حقا ؟ " .
رد عليه دايمون بهدوء :

" كريس ، ارجوك ، دع المزاح جانباً ! " .
أبتسم كريس وقال :

" لماذا ؟ فهذا كل ما يمكن لرجل مثلك ان يفعل في ظروف كهذه . في اي حال ، ان كنت منشغلاً الى هذه الدرجة ، فما رأيك ان تدع ايما تلأتي معي ؟ سأتاكد من اعادتها بسلام وبدون ازعاج " .
رد عليه دايمون قبل ان تسنح لايما فرصة الاجابة بنفسها :
" لا اعتقد ذلك " .

احضرت تانزي القهوة فأخد كل منهم فنجانه شاكراً . وشعرت ايما وهي تشرب قهوتها بأنها سعيدة لأن دايمون قرر رفض الدعوة بالنيابة عنها .
ثم سمعت كريس يقول :

" حسناً ، حسناً . هذا يعني انني قمت برحلة طويلة كهذه بدون جدوى " .
" آسف يا كريس . وارجو من الآن فصاعداً الا تقتحم غرفة مكتبي على هذا النحو ! " .

" اعدك بذلك " .
ثم التفت نحو ايما وقال لها ساخراً :

" الن تأتي لوداعي يا ايما ؟ " .
اومأت برأسها علامة النفي فوجه اليها كريس ابتسامة توحي بأنه يتقبل الهزيمة بشموخ وكبرياء ، ثم حياهما وغادر الغرفة مسرعاً وبعد ذهابه ، أنهت ايما قهوتها وقالت :
" سوف تستيقظ انابيل قريباً . سأذهب لأكون بقربها ".

وقف دايمون وقال لها بهدوء بدون ان يلمسها :
" حسناً " .
ثم استوقفها قائلاً :

" اعتقد ان علي الاعتذار لك انت ايضاً ، اليس كذلك ؟ ".

هزت رأسها بالنفي ، فقال لها :

" ماذا تعنين برفضك هذا ؟ انك تعرفين حق المعرفة انه لولا وصول كريس بتلك الطريقة المفاجئة ...ما كان بامكاني ردع نفسي ومشاعري ، واظن الى حد ما انك كنت تمرين في حالة شغف مماثلة " .

احمرت وجنتاها خجلاً وحياء ، فما كان منه الا ان مضى الى القول :
" انا عادة لا افقد السيطرة على نفسي. حتى اني ، عندما كنا ...معاً... قبلاً ، لم اسمح بوصولنا الى هذا الحد . ولكنني أعتقد انني لم أهتم كثيراً هذه المرة بمشاعرك او احاسيسك . تصرفت معك كالحيوان ! اني احتقر نفسي! كنت اعتقد انني سأؤديك بهذه الطريقة ، ولكني كنت مخطئاً" .
" لا تلم نفسك ، فأنا التي كنت اسعى اليها . تصرفت كفتيات الشارع ، وكنت اريدك الا تتوقف ! " .

" كيف يمكنني تصديق ذلك ؟ كانت لديك مرة فرصة ذهبية ولكنك قررت ان تخذليني وترفضيني ! " .
منتديات ليلاس
ردت عليه بحزن وأسى :
" رفضتك بسببك ولأجلك ! لأجلك انت فقط ! " .

قطب جبينه استغراباً وسألها :
" بسببي أنا ؟ لأجلي أنا ؟ ما هذه القصة التي تختلقينها الآن ؟ " .
" انها ليست قصة مختلقة . انها الحقيقة " .

وادارت وجهها بعيداً عنه وهي تقول :

" أوه ، ما الفائدة ؟ انك لن تصدقني ابدا ً ! " .

HEART WHITE 04-05-10 03:00 PM

" حاولي ! جربيني ! " .
" يصعب جداً شرح ما حدث . فالمسألة تبدو الآن سخيفة وواهية جداً ، في حين تبدو آنذاك اهم شيء في العالم " .

" تابعي ! " .
تنهدت ايما وهي تبحث في رأسها عن الكلمات المنايبة لايضاح تصرفاتها معه قبل سبعة اعوام ، وسالته بهدوء :

" هل تذكر حفلة العشاء التي اقمتها مرة للورد والليدي ماسترهام ؟ " .
" اني اتذكرهما ، مع انني لا اذكر اي حفلة عشاء معينة حضراها . ولكن هذا ليس مهما. المهم هو ما حدث بالنسبة اليك " .
" بعد العشاء مباشرة ،اخدتني الليدي ماسترهام الى الشرفة وبدأت حديثها عن مدى ذكائك ، ونجاحك في عملك ، وأهمية حصول رجل في مركزك على زوجة مناسبة وملائمة . قالت انك شجاع جداً لأنك متورط مع فتاة فقيرة وتعيسة مثلي ليست جديرة بأن تكون خادمة لك . وصفت مشاعري تجاهك بأنها ابتزاز وسعي وراء المال والشهرة ، وقالت انها تأمل في الاتسيء علاقتك بي الى مركزك ومكانتك وعملك "
منتديات ليلاس

وهزت ايما رأسها ومضت الى القول :

" يمكنك تخيل بقية الحديث ، اليس كذلك ؟وبالمناسبة فإن الليدي ماسترهام لم تكن الوحيدة على الاطلاق . فجميع من كنت تعتبرهم أصدقاءك قالوا لي ان وجودي معك سيفسد حياتك...سيدمر كل شيء عملت جاهداً لانجازه وتحقيقه . كنت اعرف انك لن تصدق هذه الاقاويل مطلقاً...واعرف اننا نحب بعضنا ونثق ببعضنا . ولكني كنت صغيرة وكنت اخشى ان يكون كلامهم صحيحاً. احببتك كثيراً ولم ارغب في الحاق اي اساءة او اذية بك ، فتظاهرت بوجود رجل آخر . كنت اعرف بأنني لو اخبرتك الحقيقة لما قبلت بالخلي عني ، ففضلت الاقدام على ما اقدمت عليه . فضلت التضحية بحبنا من اجل مصلحتك ومركزك الاجتماعي والتجاري . ولكنك عندما تزوجت اليزابيت كينغزفورد خلال فترة وجيزة جداً ورزقت بطفلة ، شعرت بأنني أفضل الموت على الحياة ! " .

ونظرت اليه بحذر خائفة من رؤية نظرات الاستهزاء وعدم الاقتناع في عينيه . ولكنه كان واقفاً بدون حراك وهو يستمع اليها بدهشة وحيرة لا تصدقان . وسألها بصوت قاس :

" هل هذه هي الحقيقة ؟ انها ليست رواية مختلقة؟".

هزت ايما برأسها حزينة ومنألمة ، وقالت :

" انها الحقيقة يا دايمون ! الحقيقة المجردة ! " .

امسك بيدها وقال لها بحدة :
" كنت مجنونة يا ايما ، مجنونة ! هل اعتقدت آنذاك انني كنت سأعير اهتماماً لما يقوله اي انسان عنا؟".

"هذا ما قلته لك بنفسي ! كنت اعرف بأنك لن تهتم بما يقولون. ولهذا السبب وحده اضطررت للكذب ، والا لما كنت تركتني او تخليت عني " .

" مؤكد ، مؤكد ! ولكن لماذا انتظرت حتى الآن لتخبريني بذلك ؟ " .
منتديات ليلاس
" اعتقد انني لم اكن قادرة على مشاهدتك وانت تعذب نفسك ،وتعذبني، اكثر مما تعذبنا . كان عليك ان تعرف الحقيقة " .
هز دايمون رأسه بحزن قائلاً :
" اوه ، ايما ، كم كنت غبية ، تهدرين تلك السنوات كلها ! " .
" لا يا دايمون ، انها لم تذهب هدراً ! اني اعلم تماماً ان كبريائي لن يسمح لي بأن ادعك تفكر طوال العمر بانني مخلوقة انانية ورعناء، وتستحق كرهك وحقدك واحتقارك . ولكن الوضع لم يتغير كثيراً عن السابق. كل ما في الأمر اننا كبرنا سبع سنوات. ولكني لا ازال نكرة معدمة وانت لا تزال رئيس مجلس الادارة_ المدير العام لؤسسة ثورن للكيماويات " .

ضغط بيده على كتفها حتى اوجعها وسألها بحدة :

" وماذا علي ان افهم من ملاحظتك هذه ؟ " .

" ما قلته لك تماماً. الوضع لم يختلف. لم اتمكن من الزواج منك في المرة السابقة ولن اتمكن من الزواج منك الآن...والسبب واحد ! ".
عبس دايمون وهو غير مصدق ما يسمع ، ثم قال لها بحدة :
" كيف ترفضين امراً لم يعرض عليك او يقدم لك ؟ مهما كان الأمر، فهل يمكنني معرفة السبب ؟ " .

ردت عليه بتبرم واضح :

" انت تعرف السبب. اليزابيت لم تكن مثلي. كانت ثرية وذات مكانة اجتماعية. كان زواجك منها على الأقل يناسب وضعك ومكانتك " .

ضرب يده على الجدار بعنف وهو يقول لها :

" انظري كم كان ناجحاً ذلك الزواج ! عشنا معاً ثلاثة اشهر فقط... الفترة الباقية بأكملها كانت جحيماً !".

" ربما كانت شخصاً غير مناسب لك . فكما فهمت من تانزي، كنتما نقيضين وضدين ! " .

" وماذا تقترحين علي ان افعل الآن؟ اجد امرأة يمكنني العيش معها وادعك انت وتانزي تدرسانها وتحللان شخصيتها ثم تقولان لي ما اذا كانت تناسبني ام لا ! " .

" هل تفكر بالزواج مرة اخرى ؟ ".

" ربما فعلت ذلك " .

" اوه ، دايمون ! " .

وبكت.....ثم خرجت مسرعة من تلك الغرفة ، كما فعلت في المرة السابقة .



Zezoo 04-05-10 06:57 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مشكلتي قمر 04-05-10 07:05 PM

وااو الروايه روعه وبتجنن أنتظر بكل شوق التكمله

HEART WHITE 04-05-10 07:32 PM

12 - التـحدي الجـميل !

حمل اليها صباح اليوم التالي رسالة من شقيقها. كانت أطول من الرسائل المقتضبة التي اعتاد ان يبعثها لها . وبدات ايما تقرأ الرسالة بسرور بالغ لأنها ستبعد تفكيرها ، ولو مؤقتاً ، عن دايمون ونتيجة ذلك اللقاء العاصف بينهما .
الا انه تبين لها عندما انهت قراءة الرسالة ان سبب طولها اناني بحت .فأخوها يواجه مشكلة اخرى وهو بحاجة الى بعض المال....
لم تعرف ماذا تفعل. ليس صعباً عليها ان تتصل بمصرفها في لندن وتطلب منه تحويل المبلغ لجوني ليسد به احتياجاته. ولكنها ماذا ستفعل بعدئذ؟ فالمبلغ الذي وفرته اثناء عملها في المستشفى، بعد انفاق الجزء الاكبر من مرتبها على الطعام والثياب لها ولشقيقها، على وشك ان ينضب .
كان جوني يستدين منها باستمرار وبدون اهتمام او شفقة. ولم يكن يساهم كثيراً بنفقاتهما المشتركةز واذا كان عليها الآن ان تسد جميع ديون القمار المترتبة عليه ،فإنه لن يبقي لديها اي شيء على الاطلاق ز وتمنت لو ان هناك شخصاً تلجأ اليه وتبحث معه مشكلتها ومصاعبها . ولكن ليس لديها احد . انها لا تريد مفاتحة دايمون بالأمر ،مع انه سيساعدها بطريقة او باخرى على الرغم من احتقاره لجوني .
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته اتصل بول هاتفياً من لندن. كان دايمون مستلقياً وانابيل قرب بركة لسباحة عندمت ابلغته بأن بول يريد التحدث معه . ولانه تصور بأن الحديث سيدور حول امور تتعلق بالشركة ، فقد صعق عندما سمع بول يقول له :

" اقتحم أشخاص شقتك الليلة الماضية ! " .
منتديات ليلاس
" الشقة ؟ وماذا كان باينز يفعل آنذاك ؟ " .

" ضربوه وقيدوه. يبدو انها كانت عملية اقتحام سريعة ".

" رباه !قل لي يا بول !ماذا اخذوا من البيت ؟ اللوحات الفنية ؟ ".
"لا شيء على الاطلاق، وهذا وجه الغرابة في العملية ز قلبوا المكان رأساً على عقب، ولكن هذا هو كل ما في الأمر. اعتقد انهم كانوا يبحثون عن شيء ما !".

قطب دايمون حاجبيه بعصبية وراح يفكر بما حدث ويحاول تحليل القضية واسابها ويبدو انه ظل صامتاً فترة طويلة مما دفع بول لأن يسأل :

" هل مازلت معي ؟ " .

" طبعاً ، طبعاً! كنت احاول تحليل الموضوع ولكني لم اصل الى اي نتيجة معقولة . هل توصلت انت الى اي نتيجة؟ " .
" بالتأكيد لا ! اسمع يا دايمون، اني احدثك الآن من الشقة. رجال الشرطة موجودون هنا بالطبع . طلبتهم بمجرد ان وجدت باينز " .
" انت الذي وجدت باينز ؟ " .

" نعم. حاولت الاتصال مرات عديدة هذا الصباح فلم يجب. اتيت الى الشقة وفتحت بابها بالمفتاح الذي تركته معي . صعقت عندما وجدت باينز على تلك الحالة . فقد كمية كبيرة من دمه ولكن الاطباء اعطوه كمية بديلة وقالوا انهم يتوقعون نجاته " .

" اشكر الله العلي القدير . مسكين باينز ! كيف دخلوا الشقة يا بول ؟ " .

" اعتقد انه فتح الباب لهم . لم تكن هناك اي دلائل على حدوث عراك كما ان جميع النوافد كانت لا تزال مقفلة بصورة طبيعية " .

" لماذا تأخرت حتى الآن لابلاغي بما حدث ؟ " .

" اوه، انت تعرف! الاتصال بقسم الطوارئ في المستشفى وبمركز الشرطة ، وصول المسعفين ورجال الشرطة، اسئلة وأجوبة، وكذلك انتظار المكالمة معك ! في اي حال ، هل تريدني ان اقوم بأي سيء آخر ؟ سأعمل بالتأكيد على اعادة الشقة الى وضعها الطبيعي. ولكن ، ماذا بعد ذلك؟".
منتديات ليلاس
هز دايمون كتفيه وقال :

" لا اعرف . اعتقد ان بامكانك البقاء في الشقة ، ان كنت تريد ذلك " .

HEART WHITE 05-05-10 02:42 PM

وضحك ثم أضاف قائلاً :
" لا تعتقد اني اريدك ان تتعرض للضرب او الأذية يا بول . ولكن اذا كانوا قد قلبوا الشقة رأساً على عقب ، فمن المنطقي حسبما اتصور انها ستكون آمنة اكثر من اي مكان آخر في لندن . هل تفهم ما أقول ؟ " .

ذهل بول ، الذي تقع شقته قرب شقة دايمون ، وقال :

" هل تعتقد انهم قد يحاولون اقتحام مسكني كذلك ؟ " .

" من يدري؟ اننا لا نعرف عما يبحثون . ولكن اذا كان هذا الشيء يتعلق بالشركة ، فانهم بالتأكيد يعرفون انك مساعدي الخاص . ومن يدري ماذا سيفعلون ! " .

" حسناً ، حسناً. لقد اقنعتني.سأنام في شقتك واترك جهاز الانذار متصلاً بمركز الشرطة ليلاً ونهاراً .يمكنك ان تصفني بالجبن اذا اردت، ولكني لن اقدم على أي مجازفة".

" أحسنت ! " .
ثم تنهد واضاف :

" لا تقلق كثيراً ! سأراك ان شاء الله خلال أيام قليلة " .منتديات ليلاس

وبعد انتهاء المكالمة، عاد التوتر الى أعصاب دايمون . فمن يا ترى يريد اقتحام شقته والعبث بمحتوياتها على الصورة التي تمت بها العملية؟ ولماذا لم يهتم المهاجمون مثلاً بسلب شيء ن وخاصة اللوحات الفنية النادرة التي تشكل بحد ذاتها ثروة طائلة ؟ التفسير الوحيد هو ان المهاجمين كانوا ينفذون اوامر صارمة من شخص اخر فرض عليهم عدم اخذ شيء الا الذي كانوا يبحثون عنه ! ولكن السؤال المحير يبقي هوذاته ....ن اي شيء كانوا يفتشون ؟
احست انابيل بعودته ، فسألته بلهفة :

" هل من مشكلة يا أبي ؟ " .

حدق بها دايمون غير مصدق سؤالها. يا للذكاء! انها تملك حاسة قوية وغريبة توحي لها بانه متضايق ومنقبض النفس ! اضطر للكذب لأنه لا يريد ازعاجها، فقال :
" لماذا يا حبيبتي ؟ لا شيء على الاطلاق ! لنسبح قليلاً الآن لأن لدي بعض الأعمال التي يجب اتمامها".

ومن ناحيتهان امضت ايما يومها قلقة بشأن جوني....وبسبب وضعها هي الصعب في الجزيرة، لم تلتق دايمون طوال النهار. تجنبت بركة السباحة عندما علمت انه هناك مع ابنته .
كذلك فإن الطقس لم يكن مشجعاً. فالجو حار والغيوم السوداء بدأت تنشر في الافق منذرة بحدوث عاصفة . الا ان العاصفة لم تحدث، مع ان ايما تمنت العكس. فالعاصفة على الأقل توفر لها موضوعاً جديداً تفكر به .
حل اليوم التالي كئيباً ومزعجاً.فالغيوم السوداء التي تكاثرت في اليوم السابق تحجب ضوء الشمس بكثافة، وشعرت ايما بالوحدة والانقباض.ذهبت لويزا الى ناسو بعد الفطور مباشرة لتمضية عطلتها الاسبوعية في تسوّق بعض الحاجيات والاغراض. وكانت قد دعت ايما لمرافقتها ، الا ان ايما فضلت البقاء في الجزيرة متحججة بالطقس الرديء والصداع الذي تشعر به. ولكنها ندمت على ذلك في وقت لاحق ، لأن انابيل تمضي وقتها بكامله مع والدها .
الا ان دايمون أبلغ ابنته بعد الفطور بأن عليه اجراء بعض الاتصالات الهاتفية ذلك الصباح . فما كان منها الا ان ذهبت الى ايما وتوجهتا معاً بعد ذلك الى الشاطئ. وخلال وجودهما هناك،قرأت ايما بضع قصص قصيرة لانابيلن التي قالت لها بعد بعض الوقت :
" كفانا قراءة قصص اليوم يا ايما . حدثيني عن أيام طفولتك،هل كان لك والد ووالدة ؟ اشقاء وشقيقات؟".

تنهدت ايما واغلقت الكتاب ثم اجابتها بهدوء وتمهل :

" نعم ياحبيبتي.كان لي والدان، الا انه ليس لدي الاشقيق واحد.كنا اربعة فقط، ولكننا كنت سعداء جداً.لم تكن لدينا اموال طائلة كما هي الحال مع والدك ، الا ان ذلك لم يكن يؤثر علينا كثيراً . كنا نتمكن من تمضية عطلة سنوية فب مصيف ساحلي، وكانت تلك الرحلة الوحيدة التي كنا نقوم بها " .
منتديات ليلاس
وسألتها انابيل ، التي بدا انها استوعبت جميع المعلومات بسهولة ويسر :

" هل كان بيتكم كبيراً ؟ " .

" اوه ، لا ! كانت هناك ثلاث غرف نوم وحمام واحد ، بالاضافة الى غرفتين أخريين ومطبخ في الطابق الارضي " .

HEART WHITE 05-05-10 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zezoo (المشاركة 2291573)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اهلا Zezoo

شكراً على مرورك الذي عطر صفحتي

تحياتي...

HEART WHITE 05-05-10 09:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكلتي قمر (المشاركة 2291591)
وااو الروايه روعه وبتجنن أنتظر بكل شوق التكمله

اهلا حنو ...

الاروع مرورك الذي أسعدني كثيراً يا عسل

نورتي صفحتي بتواجدك

تحياتي لك....

HEART WHITE 05-05-10 10:11 PM

" فقط ؟ " .
قالتها انابيل بأستغراب واضح فهي لا تعرف سوى الفيللات الضخمة والبيوت الريفية التي تشبه القصور بحجمها ومساحتها .
" نعم يا حبيبتي ، وهو حجم لا تتوصل اليه معظم العائلات المتوسطة الحال . انت فتاة محظوظة جداً لأن لديك قصراً جميلاً كهذا مع ما حوله من حدائق وبركة سباحة وشواطئ رائعة ...وأي شيء اخر تشتهيه وترغبين في الحصول عليه " .

" انني لست محظوظة على الاطلاق. انني بالطبع احب والدي ، وانا متأكدة من انه يبادلني هذا الحب. ولكني مستعدة للتخلي عن كل شيء في العالم ليكون لدي بيت حقيقي فيه والدان يحبان بعضهما واخوة واخوات صغار يركضون ويلعبون " .

ثم ضمت ركبتيها بذراعيها وقالت :

" اوه ،اني احب كثيراً وجود أعداد كبيرة من الأولاد في البيت . كما احب وجود أطفال ارعاهم وأهتم بهم ، عوضاً عن اضطراري للاكتفاء بلعبتي باتريشيا ! ".
منتديات ليلاس

" يحدث أحياناً ان شخصين يتزوجان ثم يشعران بعد فترة من الزمن انهما غير قادرين على العيش معاً. انه ليس خطأ اي منهما ، كما انه ليس خطأ اي شخص اخر. انهما بكل بساطة لا يتمكنان من مواصلة العيش معاً. واذا انفصلا عن بعضهما بعد ان يكونا قد رزقا اولاداً ، فإن ذلك سيؤثر كثيراً على الأولاد. وهذا فعلاً أمر مؤسف للغاية ! ".

علقت انابيل باستغراب وتأثر واضحين وقد انهمرت الدموع من عينيها :
" ولكن يتحتم على هذين الزوجين الا يرزقا اطفالاً على الاطلاق ! ".

" ليس الاطفال دائماً...." .

وبحثت ايما في عقلها عن الكلمات المناسبة لتصف المسألة بطريقة سهلة وغير معقدة. ترددت بعض الشيء ثم قالت بعزم وثبات :

" انابيل ، حاولي ان تفهمي الوضع على حقيقته. لم يكتشف والداك خطأهما الا بعد ولادتك ! " .

وعضت شفتها تأثراً ثم اضافت :

"يجب ان تكوني ممتنة لأن احد والديك على الأقل يحبك حتى العبادة ".

اخفت انابيل وجهها بين يديها فجأة وقالت باكية بحزن وتأثر بالغين :
" اوه ، ايما ! كنت انوي الحاق الأذى بوالدي. لقد احبني دائماً، ولكني كنت سأغادر البيت ...كنت سأتركه الى الأبد".

قطبت ايما جبينها ووضعت يدها برفق وحنان على رأس انابيل وهي تسألها بهدوء :

" تتركينه ؟ ماذا تقولين يا انابيل ؟ " .
رفعت الطفلة الصغيرة وجهها المبتل بالدموع الحارة وقالت بتعلثم :

" انك لا تفهمين الوضع...يا ايما ! كان ذلك عندما ...عندما...عندما وقع الحادث ! " .

واخفت وجهها مجدداً بين يديها. ازداد تأثر ايما واستغرابها ، فقالت لها :

" اكملي ! اخبريني المزيد ! " .

" لا اقدر ! لا اقدر ! انني اخجل من نفسي الى درجة كبيرة ! " .
ضمتها ايما بمحبة وحنان قائلة :

" أسمعي يا حبيبتي ! انت تتحدثين مع ايما ! يمكنك ان تخبريني اي شيء تريدين ، فلن اغضب او اصدم ! اخبريني ماذا حدث ، ارجوك ! " .

رفعت انابيل رأسها وسألتها بهدوء :

" هل تعدين بلك ؟ ".
" طبعاً ، طبعاً " .
منتديات ليلاس
مسحت انابيل وجهها بيديها وقالت :

" حسناً ، اذن ".
ثم تنهدت وبدأت توري قصتها :

" أتت امي ذلك اليوم الذي وقع فيه الحادث ، ولم اكن قد شاهدتها منذ عدة اشهر كما اني لم التق والدي منذ بضعة اسابيع . قالت ...قالت لي ان ابي منعها من رؤيتي ، وانه...لا يحبني كما يقول والا لما كان قد تركني هكذا . قالت انها تحبني، وتريد ات تأخذني معها حيث سنعيش سوية في لندن. رفضت ذلك وقلت لها لن اترك ابي. ولكنها قالت انني غبية وسخيفة " .

HEART WHITE 05-05-10 11:29 PM

غضبت ايما وتأثرت لأن اساليب اليزابيت في اقناع طفلة لم تتجاوز الرابعة من عمرها كانت قاسية وتدل على انعدام المحبة والعاطفة .
وسمعت انابيل تبلع ريقها وتلتقط انفاسها ثم تمضي في رواية ما حدث معها قائلة :

" عندما لاحظت اصراري على البقاء ، حاولت معي طريقة اخرى وهي انها ستعطيني ما أريد ان ذهبت معها " .

وشاهدت ايما شفتي انابيل ترتجفان وهي تتابع حديثها :

" كنت لعدة اشهر اطلب من والدي ان يشتري لي مهراً أصيلاً ، وكان يقول لي دائماً انني صغيرة جداً وركوب الخيل في تلك السن خطر جداً. ولما قالت لي اليزابيت انها ستعطيني ما أريد ن سألتها ان كان بامكانها ان تشتري لي مهراً. أجابتي بأنها ستشتري مهرين، اذا وافقت على الذهاب معها. قبلت عرضها المغري واستأذنتها لتوضيب اغراضي . رفضت ذلك وقالت انها ستشتري مهرين ، اذا وافقت على الذهاب ذلك وقالت انها ستشتري لي ثياباً والعاباً جديدة ، وان الاغراض القديمة يجب ان تبقى كيلا يشك احد بذهابنا .وكان كل ما اخدته معي آنذاك باتريشيا !".
منتديات ليلاس
وأنهمرت الدموع مجدداً من عينيها ثم قالت :
" وقع...لحادث وقتلت اليزابيت. كنت تعيسة جداً واشعر بحزن وخجل عميقين. لم ...لم اتمكن من اطلاع ابي عما كنت انوي القيام به ، لم اتمكن من ابلاغه انني كنت سأبادله بمهر ! " .

وراحت تبكي بانفعال وعصبية ، فضمتها ايما مجدداً الي صدرها وأخدت تربت بحنان ووداعة على كتفيها الصغرتين . ومع انها تأثرت جداً بما سمعت ، الا انها شعرت بشيء من الأمل يتفاعل في داخلها. فاذا كان ما روته انابيل صحيحاً، فإن احتمالات العوامل النفسية تتضاعف بسكينة انابيل ، انها لا تريد ان ترى خيبة الأمل على وجهه عندما يكتشف الحقيقة ...انها لا تريد ان تريد ! هذه هي الكلمة !
حدثتها ايما بهدوء وحنان مخففة عنها مصابها ، ثم اعادتها الى البيت لتناول طعام الغداء . وعندما انتهت انابيل من الغداء وذهبت الى غرفتها كالمعتاد لتنام ساعتين ، خرجت ايما الى الحديقة واخذت تحلل بهدوء وروية القصة التي سمعتها من صديقتها الصغيرة. صحيح انها اكتشفت دافعاً لتلك المشكلة ، وسبباً لرفض الفتاة التحدث عن الحادثة . ولكن ، هل يكفي ذلك ؟ وكذلك ، فماذا ستفعل باكتشافها هذا ؟ انها تشك كثيراً في ان معرفة دايمون للحقيقة سوف تعيد بصر انابيل بطريقة عجائبية ! ثم تنهدت بعمق وحولت تفكيرها الى اخيها ومشاكله .

وسمعت وقع اقدام وراءها ، فالتفت بسيء من العصبية لتشاهد دايمون يقترب منها وقد بدا جداباً وساحراً الى درجة كبيرة . جلس قربها واخد سيكاراً من جيب سترته ثم قال لها :

" اين كنت طوال اليومين الماضيين ؟ " .
هزت كتفيها وقالت له بهدوء "

" هنا وهناك ! " .
برقت عيناه بلمعان غريب وتمتم بحنق :

" تتجنبينني ؟ " .

" لا...لا ...عني انك ...كنت مهتماً بأنابيل ، وأنا...انا كانت لدي بعض الأعمال البسيطة " .

" مهلاً ن مهلاً ! هل تظنين انني رجل غبي ؟ يمكنني ان اقرأ افكارك ككتاب مفتوح ، يا ايما.انك تتجنبينني كأنني وباء خبيث. لماذا يا ايما؟ هل تخافين ان انقلب عليك ؟ ام انك تعتقدين انني بعد ان عرفت الحقيقة فلربما بدأت بمضايقتك وازعاجك كي تتزوجيني ؟ " .

" توقف ، توقف ! " .

" لماذا ؟ " .
واطفأ سيكاره ثم قال لها بهدوء :

" في اي حال ، انا مسافر غداً الى لندن ، وعندها يمكنك ان ترتاحي. هل تريدنني ان انقل اي رسالة الى اخيك ؟ " .
منتديات ليلاس
احنت ايما رأسها وقالت له متعلثمة :

" انك ...انك لم ...تمض....فترة طويلة هنا " .
" صحيح " .

ثم هز كتفيه واضاف :

" ربما كان عليّ ان اطلعك على السبب . اتصل بي بول أمس وابلغني بأن اشخاصاً اقتحموا شقتي قبل ليلتين ، وان باينز تعرض للضرب والتعذيب وكاد يقتل " .

gaviotta 06-05-10 12:51 AM

يسلمووووووووو

HEART WHITE 06-05-10 03:35 PM

اتسعت عيناها استغراباً وتأثراً، وقالت بصدق واخلاص :

" باينز ! انه لأمر فظيع ومؤسف حقاً ! " .

" صحيح . في اي حال ، لم يسرقوا شيئاً " .

" اذن ، لماذا ....؟ " .

" لا اعرف اكثر من هذا ، كما اننا ورجال الشرطة لا نعرف سبب الاقتحام . ولذلك يجب علي الذهاب لمعرفة الاسباب الحقيقية ونتائج التحقيقات الأولية " .
حدقت به ايما خائفة وقالت :

" اوه دايمون ! هل انت مضطر للذهاب ؟ " .
وانتبهت الى ان نبرة صوتها تخونها وتفضح مشاعرها تجاهه ، فتمالكت اعصابها وقالت :

" اعني انك ستكون حذراً ، اليس كذلك ؟ " .
منتديات ليلاس
امسك بمعصمها وتمتم قائلاً :
" ايما ، قولي لي أرجوك ! ماذا تريدنني ان افعل ؟ " .
واحست ايما بأن عظامها بدأت تذوب كالشمع بسبب لمسته ، وسمعته يضيف قائلاً :

" لا تفعلي ذلك بنا ! " .

" دايمون ، يجب ان تذهب الى لندن " .
قالتها بصعوبة فائقة وهي تحس بقوة مشاعره تغلفها وتهز اعماقها . وسارع دايمون الى الرد عليها وكان صوته مثقلاً بالعواطف الجياشة :

" انا لا اتحدث عن لندن ، وانت تعرفين ذلك ! انني اتحدث عنا نحن! عن حياتنا ! انك تدمرينني ! " .

" اوه ، دايمون ! " .
رد على همسها بصوت قاس :
" انك تحبينني ! اللعنة عليك يا ايما ، أعرف انك تحبينني ! " .
اغرورقت عيناها بالدموع فيما كانت تتأمله بمحبة وحنان . هذا هو دايمون الحقيقي. لم يعد ذلك الثري المتغطرس الذي اعتادت على رؤيته خلال الاشهر القليلة الماضية .بل اصبح دايمون الذي كانت تعرفه قبل سبع سنوات ...جالساً قربها ممسكاً بذراعها ، وعيناه تتعذبان رغبة وحباً. وصرخت بصوت عال بعد ان شعرت بأنها غير قادرة بعد الآن على حرمانه اي شيء "

"نعم ، نعم ، نعم ! بالطبع احبك يادايمون . احببتك دائماً ، واريد الآن اعادة حياتك الضائعة اليك ... لا الى تدميرك !".

تمتم بصوت اجش وهويحني رأسه ويقبل يديها بمحبة وحنان :
" اذن احبيني ! لا اريد منك الا ان تحبيني ، لأنني...شهد الله على ذلك...لن اتمكن من العيش بعد الآن بدونك ! " .

لم تصدق ايما تماماً انها في حقيقة وليس حلم ...وان المعجزة حدثت . انها تخرج الآن من ذلك النفق الطويل المظلم لتشاهد النور الساطع وتتنشق الهواء المنعش ز قد تعود الشكوك في وقت لاحق ، اما الآن فليس هناك احد الا هي ودايمون...وهذا الشعور الرائع الذي يربط بينهما ز نزلت ببطء من كرسيها الى ذراعيه اللتين استقبلتاها بقوة ومحبة .
وبدا ان دهوراً مرت قبل ان يعود دايمون الى الاستلقاء على ظهره ، وهو لا يزال ممسكاً بيدها كيلا تهرب منه ...حتى ولو ارادت ذلك . اشعل سيكارة وراح ينفث دخانها بهدوء وارتياح . ثم... عاد به التفكير فجأة الى سان فرانسيسكو وتساي بن لونغ . وتأمل مرة اخرى بتمعن اكثر الولاعة الذهبية التي اخذتها منه تساي واعادتها بطريقة غامضة تثير التساؤل . وقال لنفسه بغضب انه كان عليه ان يتحقق عن الفتاة الصينية التي قتلت اثناء ليلته الاخيرة في الولايات المتحدة . هل هي تساي بن لونغ ام مجرد فتاة صينية اخرى؟ ولما رفعت ايما نفسها على مرفقها ورأت ذلك العبوس والتفكير العميق على جبينه ووجهه، تمتمت تسأله بشيء من الانقباض :
منتديات ليلاس
" دايمون.... انك... انك غير نادم ...وتعيد النظر منذ الآن؟".
اعاد دايمون الولاعة الى جيبه وهز رأسه وقد علت وجهه ابتسامة كسولة . مد يده الاخرى وداعب عنقها بوداعة قائلاً :
" بماذا تفكرين الآن يا حبيبتي ظ بالنسبة الي ، انا احبك ...اعشقك ...احببتك دائماً منذ اللحظة الأولى ...حببتك حتى عندما كنت اكرهك ! هذا صحيح ! يا ايما ! كرهتك ! " .

" والآن ؟ "

HEART WHITE 06-05-10 04:14 PM

" الآن سوف نتزوج بغض النظر عن اي اعتراضات وعن هوية المعترضين . لم اعد ارغب في تمضية حياتي في غرفة مجلس الادارة . اريد مزيداً من الوقت لنفسي . اريد اولاداً .... اريد اولادنا ! " .
" وانابيل ؟ " .
ذكرت ايما اسم الطفلة وهي تدعه يضع رأسها على صدره ن بحيث شعرت بالطوأنينة وراحة البال لأول مرة منذ عدة سنوات . اشعل دايمون سيكارة اخرى واجابها بهدوء :

" انابيل متعلقة بك الى حد كبير . لقد اثبتت ذلك مرات عديدة وعليه فأنا لا اعتقد انها ستجد صعوبة او غرابة في تحولك من صديقة الى زوجة اب . اضافة الى ذلك ، انك ستكونين لها اماً افضل بكثير من اليزابيت " .

" اوه ! اوه ! ".
وقفزت ايما من مكانها وهي تقول :

" اوه ، هذا يذكرني بشيء اكتشفته اليوم . كانت اليزابيت تنوي خطف انابيل منك عندما وقع الحادث " .منتديات ليلاس

هز دايمون رأسه وقال :
" لقد تصورت ذلك آنذاك " .

تنهدت ايما واضافت :

" انابيل لا تعرف انك تعرف . انها تعاني من عقدة اتهام الذات بشكل رهيب " .

ثم نظرت اليه بجدية بالغة وقالت :

" اني اعتقد فعلاً بأنه ربما كان لهذه القصة علاقة بفقدانها نظرها " .

اتسعت عيناه لحظة ثم تنهد وقال :

" ولكن،لماذا ؟اعني ... انها تعرف بأنني لن الومها بالنسبة الى اي شيء حدث ذلك اليوم " .

" اعرف . ولكن ، الم تنتبه للنقطة الأساسية؟ انها مهتمة بأمرك انت وليس بأمرها هي . انها تلوم نفسها لأنها سمحت لأليزابيت باقناعها على الرحيل . انها تشعر بالذنب لمجرد قبولها التخلي عنك ! " .

حمل دايمون احدى يديها الى شفتيه وقبلها قائلاً "

" وتعتقدين حقاً ان من شأن ذلك التسبب بوضعها الحالي؟" .

" ربما كانت هناك علاقة ما . ولذلك ، فلو تمكنا من اقناعها بأنك غير مهتم على الاطلاق بما حدث ذلك اليوم وانك لا تزال تحبها بالقدر ذاته رغم تلك الحادثة ، فانها...ربما...تبدأ طريق العودة الى حالتها الطبيعية .وعندئد يعمل الاخصائيون على ايقاظ عضلات عينيها وتدريبها على التكيف مع استعادة البصر " .

وقف دايمون وتمتم بتأثر وانفعال :

" آه ، لو يمكنهم ذلك ! ".

طوقته ايما بذراعيها وضمته الى صدرها بقوة وهي لا تزال غير مصدقة تماماً بأنهما لا يتشاجران او يتعاركان ، بل يتحدثان بهدوء ومحبة كأي عاشقين راشدين . وسمعت دايمون يقول لها بصوت منخفض :

" ايما ، لا تجعليني اريدك اكثر مما اريدك الآن وفي هذه اللحظة بالذات ! " .

" لماذا ؟ " .
منتديات ليلاس
سألته بصوت هامس يوحي بالاستفزاز والاغراء والتحدي...برغبة قوية في ان يقبل التحديز وبسرور بالغ وسعادة فائقة ، قبل دايمون التحدي ووضع حداً للمزيد من هذا النوع من الاستفزاز الذي يحبه ويتمناه ....

HEART WHITE 06-05-10 08:38 PM

13- اقتحام حديث القلوب

في ذلك المساء ،ارتدت ثيابها وزينت نفسها بعناية واهتمام . انها ليلته الأخيرة في الجزيرة ، اذ انه سيتوجه الى لندن صباح اليوم التالي للتحقق من امر الشقة ولاعداد بعض الاوراق الضرورية لزواجهما. وسوف يعود في وقت لاحق من الاسبوع ليأخذ الجميع الى لندن لحضور حفلة الزفاف .انه يريد عقد قرانه بسرعة قبل ان يكون لديها الوقت الكافي لتغيير رأيها .
وانفرجت اساريرها عندما تذكرت ردّ الفعل الهادئ لانابيل عندما ابلغاها النبأ اذ قالت :

" احسست منذ البداية ، يا ايما ، ان لديك مكانة خاصة في قلب ابي ز لم يرحب ابداً بوجودك معنا عندما كنت اطلب منه ان ترافقينا . ولكن عندما كنت تأتين بناء على اصراري ، كان يريد تمضية معظم الوقت معك " .
منتديات ليلاس
احمّر وجه ايما حياء وسألتها :

" الا يزعجك ذلك ؟ " .

" طبعاً لا . على الاقل ...اعتقد ان ذلك لن يزعجني ابداً .ولكن اذا ...اذا رزقتما اطفالاً آخرين ، فهل سأظل انا الكبرى بينهم ؟ " .

" انابيل ، انت ابنتنا الآن . واذا انجبنا اطفالاً اخرين فانهم سيستعينون ويسترشدون بك لأنك الكبرى ، كما تقولين ".

وداعبت شعر الطفلة بمحبة واضافت قائلة :

" انت قلت لي انك تحبين كثيراً ان يكون لديك اخوة واخوات " .

" طبعاً ، طبعاً " .
ثم غطت وجهها الجميل مسحة حزن وأسى ، ومضت الى القول :
" ولكني لن اتمكن من رؤيتهم ، اليس كذلك ؟ " .

نظرت ايما نحو دايمون بسؤعة ثم اجابتها بتمهل وروية :

" ربما تمكنت من ذلك يا حبيبتي " .
ثم تنهدت بصمت وقالت :

" اطلعت والدك يا انابيل عما قلته لي هذا الصباح " .

" صحيح يا ابي ؟ هل اخبرتك ايما باني كنت انوي التخلي عنك ؟ " .

رفع دايمون ابنته بحنان وأجلسها برفق ومحبة على ركبتيه وهو يقول :

" كنت اعرف ذلك مسبقاً يا ملاكي " .

" انت تعرف ؟آه يا ابي الحبيب ! كنت سأقدم على عمل شنيع جداً ! " .

اجابها دايمون بدماثة وحنان وهو يقبل رأسها :

" لا تكوني سخيفة يا حبيبتي ! كنت طفلة صغيرة ، في الرابعة فقط من عمرها ! " .

" كنت اريد ذلك المهر اللعين ، الا تذكر ؟ وقالت لي اليزابيت انها ستبتاع لي مهرين عوضاً عن مهر واحد !".

وأخفت وجهها قرب عنقه فيما كان يقول لها بنعومة واقناع :

" المؤسف ان اليزابيت كانت امرأة تعيسة وغريبة الطباع".

وتركتهما ايما وهي تشعر بأنّ الأسس قد وضعت ...وبأنّ الوقت وحده كفيل بمساعدتها على الشفاء ، من عقدتها النفسية ، واسترجاع بصرها .
منتديات ليلاس
ونزلت ايما من غرفتها الى القاعة حيث كان دايمون بانتظارها وقف احتراماًلدى دخولها ، واقترب منها وهو ينظر اليها بعينين دافئتين تشعّان حباً وحناناً ، وتعجبت بصمت من قدرتها على تحويله الى رجل آخر ....رجل محب وهادئ...رجل يبدو الآن اصغر من سنه بعدة سنوات.

قبلها ، فقالت له :

" اتمنى لو انك لم تكن مضطراً للذهاب غداً " .

" وانا ايضاً " .

" هل عادت لويزا ؟ " .

" نعم . قالت لي تانزي انها ترتدي ثيابها لتناول العشاء معنا . اني اشكر الظروف لأنها هنا " .

HEART WHITE 06-05-10 09:01 PM

احمرّت وجنتاها قليلاً ، فاضفى ذلك على وجهها جمالاً وروعة . ثم أحست بدخول لويزا التي حيتهما بتهذيب قائلة :
" مساء الخير " .

ردّا التحية بالمثل ، ثم سألتها ايما :
" هل امضيت يوماً ممتعاً ؟ " .

" الى حدّ كبير ، شكراً ابتعت كمية من القماش الجميل والجيد ، سأريك القماش في وقت لاحق " .

ابتسمت ايما ثم تطلعت نحو دايمون لتعرف ما اذا كان ينوي ابلاغ احد باستثناء انابيل عن زواجهما المرتقب ز ولم تضطر للانتظار طويلاً ، اذ سمعته يقول :

" اعتقد يا لويزا ان عليّ ابلاغك بالأمر. اتفقنا انا وايما على الزواج في الاسبوع المقبل " .

ظهرت الدهشة بوضوح على وجه لويزا وقالت بتعلثم :

" انها مفاجأة...انكما...لا تعرفان ...." .

قاطعها دايمون بتهذيب ووداعة قائلاً :

" لا يا لويزا ! التقيت ايما لأول مرة قبل ثماني سنوات عندما كانت تعمل في مكاتبنا بلندن ولكنها..." .

وتردّد قليلاً ثم ابتسم وأضاف قائلاً :

" ولكنها لم تقبل بالزواج مني الا اليوم " .

" ماذا ...ماذا يمكنني ان اقول ...سوى انني مسرورة لكما وآمل ان تكونا سعيدين جداً " .

وعندما انتهوا من تناول طعام العشاء انسحبت لويزا بهدوء لتتركهما على انفراد . وضع دايمون شريطاً يضم مجموعة كبيرة من المقطوعات الموسيقية الحالمة تعزفها احدى اشهر الفرق في العالم.ثم اطفأ الانوار الاساسية مكتفياً بضوء جانبي بعيد ، وجلس قرب ايما على تلك الكنبة الكبيرة المريحة .

" والآن اخبريني ماذا كنت تفعلين طوال السنوات السبع الماضية . اريد ان اعرف كل شيء عن حياتك منذ انفصالنا حتى الآن "

meryama 07-05-10 01:15 AM

بليز كمليها

HEART WHITE 08-05-10 04:29 PM

" لم يحدث معي اي شيء يذكر. فبعد ان تركت شركتك دخلت مستشفى سانت بنيديكت كطالبة تمريض . ثم اصبحت ممرضة مسؤولة ،وكما تعلم كنت آمل في ان أتوصّل الى رئاسة القسم الذي كنت اعمل فيه " .

" هل تفتقدين عملك ؟ هل تندمين على التخلّي عنه ؟".

وضعت رأسها على كتفه بغنج ودلال وقالت :

" لا ، ابداً.كنت اشعر في البدء انني اتمنى وجود زميلاتي الممرضات لنتحدث عن المرضى ومشاكلهم، ولكن ذلك لم يعد يهمني كثيراً. الآن، تبدو لندن بعيدة جداً...ولكني لن امانع في الذهاب اليها اذا كنت معي " .

نظر اليها بمحبة وتمتم قائلا ً وهو يداعب ذراعها :

" لماذا بحق السماء جعلتنا نضيّع هدراً مثل هذه الفترة الطويلة من حياتنا ؟ " .

" اوه ، دايمون اني خائفة! خائفة من ان هذا الغرام لن يدوم. اني أُحبك كثيراً...لدرجة لا اتحمل معها حدوث اي شيء يفسد حياتنا او حبنا " .
منتديات ليلاس
" لن يحدث اي سوء على الاطلاق. سوف نتزوج خلال اقل من اسبوع ، ولن ادعك تذهبين بعد ذلك ابداً . سأعلمك معنى الحب ، وخفايا الحياة الزوجية " .

وابتسم عندما رأى احمرار الخجل والحياء يغطي وجنتيها بقوة ، وقال :
" لا تكوني خجولة معي . لن اؤذيك ، وانت تعلمين ذلك ".

" اعلم " .
وفجأة احست بوقع اقدام . ابعدت نفسها عن دايمون والتفتت نحو الباب لتشاهد انابيل قادمة وعلى وجهها ملامح انفعال واضحة . اقتربت منها وسألتها بذهول :

" انابيل ، ما بك ؟ ماذا تفعلين هنا ، وفي مثل هذا الوقت ؟".

" اردت ان... ان انزل لرؤيتكما معاً كي اخبركما ما حدث . ايقظني شيء ما وكنت خائفة . ثم تذكرت انك ستصبحين امي الجديدة ، فقلت لنفسي انك لن تمانعي في حضوري اليكما " .

نظرت ايما مبتسمة الى دايمون ثم قالت لانابيل :

" طبعاً لانمانع يا حبيبتي. ولكن ماذا ايقظك ؟ هل لويزا هي التي ايقظتك ؟ " .

" لا ،لم تكن لويزا . على الاقل اني متأكدة من انها لم تكن لويزا ، فانا اعرف طريقة سيرها " .

وتردّدت لحظة ثم تابعت قولها :

" لست متأكدة مما حدث، عندما جلست في فراشي كان الهدوء يخيم على الغرفة ، ولكني شعرت بان احداً كان هناك " .

وامسكت بيد ايما وهي تقول :

" كنت خائفة حقاً ! اني لا اقول ذلك تحججاً او ادعاء !كنت خائفة الى درجة كبيرة ! " .

ارشدتها ايما الى الكنبة ، فقفزت انابيل الى حضن والدها وقالت له :

" سمعتكما تتحدثان فعلمت انكما هنا " .
وضمت والدها بقوة واضافت :
"أبي ! انك تحب ايما حقيقة ، اليس كذلك ؟ اعني انك لن تغير رأيك ...بعد الزواج ؟ " .

نظرت ايما الى عيني دايمون فرأت فيهما بوضوح انه لن تقع اخطاء هذه المرة . وسمعت دايمون يرد على ابنته بصدق واخلاص وهو يربت برفق على كتفها :

" اني احب ايما يا انابيل، وما من شيء في العالم يغّير رأيي بالنسبة اليها . اني أحبها منذ زمن بعيد ، ومن غير المرجح ابداً ان اتحوّل عن حبي لها الآن . الا توافقينني على ذلك ؟ " .

" وهل تحبك ايما الى هذه الدرجة ؟ " .

ردّت عليها ايما بسرعة قائلة :

" طبعاّ، يا حبيبتي ، طبعاً!لا تقلقي ابداً فسيكون لك باذن الله بيت وعائلة ،تماماً كأي فتاة اخرى ، وسنكون انا ودايمون دائماً قربك عندما تحتاجين الينا " .

" اوه ، اني اتمنى ذلك من كل قلبي ! " .

HEART WHITE 08-05-10 04:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meryama (المشاركة 2295121)
بليز كمليها


اهلا بك في صفحتي التي عطرتها بمرورك

وبالنسبة للرواية انشاءالله راح اكملها في اقرب وقت

تحياتي ...

HEART WHITE 08-05-10 07:47 PM

وقالت ايما لنفسها انه سيسعدها كثيراً ان تتمكن هذه الطفلة البريئة عن الآلام والأحزان التي تعانيها منذ ولادتها...اولاً مع امها ن وثانياً مع فقدانها النظر والمشاكل المترتبة على ذلك . تحدّثوا بعض الوقت وفرحت ايما الى حد كبير عندما لاحظت انفتاح انابيل التام والكلي على والدها وابلاغه كل شيء تعرفه.....بما في ذلك ان روزا تنتظر مولوداً جديداً. وبعد فترة من الزمن ، انزلها دايمون عن ركبتيه وقال لها بحزم ، وهو يقبّلها :
" الى الفراش والنوم ايتها الآنسة . انها العاشرة تقريباً " .

نظرت اليها ايما متمنية بكل مشاعرها وجوارحها ان يعود اليها نظرها ، وان تظل دائماً....سعيدة ومبتهجة ، وسمعتها تسألها :

" هل من الممكن يا ايما ان تأتي معي ؟ أرجوك ! " .

" طبعاً يا حبيبتي . تمنّي لوالدك ليلة سعيدة ، وهيا بنا ".

" قبّلت والدها بعطف وحنان وغادرت الغرفة وهي ترقص فرحاً وسروراً .وكانت تتوقف بين الحين والآخر لتتأكد من ان ايما لا تزال وراءها .كانت الغرفة غارقة في الظلام ، وقد دخلتها انابيل بسهولة ويسر لأنها ليست بحاجة الى النور . وقفت ايما داخل الباب ومدّت يدها لتضيء الغرفة ، فأحست فجأة بيد تضغط على فمها وتمنعها من اطلاق صرخة الهلع التي اختنقت في حلقها ، وذراع قوية تطوقها وتشلّ حركتها. حاولت التملص ولكن دون جدوى . وكانت الطفلة واقفة قرب سريرها وهي تشعر بوجود خطر ما بدون ان تدرك تفاصيله او اسبابه . وقالت بصوت مرتجف يعكس مدى خوفها وفزعها :

" ايما ! ايما ؟ " .

حاولت ايما جاهدة مرة اخرى التملص من قبضته ولكن محاولاتها باءت بالفشل . وقال الرجل الغريب :

" ما بها هذه الطفلة ؟ الا تراك ؟ " .
www.liilas.com/vb3
ثم سحب يده التي كانت مطبقة على فمها وقال لها :

" صوت واحد او حركة واحدة واقتل الفتاة ! " .

ركضت ايما نحو انابيل غير عابثة بالخطر المحدق بها وهمست قائلة :

" كل شيء على ما يرام يا حبيبتي ، ولكن لا تتكلمي او تتحركي من مكانك ! " .

تأملت ايما الرجل الدخيل بدقة وعناية . قصير القامة ، ممتلىء الجسم ، شعره حالك السواد ، وعيناه ليستا كعيون الاوروبيين . حرّك مسدسه تجاههما وسألها بحدة :

"اين ثورن ؟ " .
تردّدت ايما ولجأت الى الكذب :

" لا....لا أعرف " .

تقدم نحوها الرجل وقال لها بقسوة وعيناه تقدحان شرراً وحقداً :
" يكفي هراء وسخافة ! كنت معه طوال السهرة . انا سمعتكما بهاتين الاذنين . اين هو الآن ؟ هيا ...هيا اخبريني ، والا آذيت الطفلة " .

بلعت ايما ريقها بصعوبة واخذت تنظر حولها . شاهدت الغرفة وقد قُلبت رأساً على عقب ولم يترك فيها هذا الرجل اللعين مكاناً الا وفتش فيه . تردّدت ايما مرة اخرى ولكنها لم تتمكن هذه المرة من الكذب خوفاً على حياة انابيل .

" انه ...انه في القاعة . ولكن ، ارجوك ، ماذا تريد ؟ ليست لدينا هنا اي اغراض ثمينة .خذ ما تريد ، بحق السماء ، واتركنا . اتركنا ! " .

" اخرسي ! " .

ثم نظر الى الممر الطويل وقال لها وكأنه يقرأ افكارها :

"لن تتمكن تلك الشقراء من مساعدتك ايتها الآنسة ، كما انني اشك كثيراً في ان احداً آخر سوف يهرع لمساعدتك!".

" لويزا ؟ ماذا فعلت بها ؟ " .

" لا شيء ، لاشيء ، انها بخير " .
ثم ابتسم بلؤم واضاف قائلاً :

" ستشعر على الأرجح بصداع قوي غداً ، فانا عادة لا اقتل النساء ! تعاليا الى هنا وبسرعة ؟ " .

وقفت ايما ببطء ، وتقدمت وانابيل نحوه بهدوء وتمهل . كانت الطفلة الصغيرة ترتعش خوفاً ، كما ان ايما احست بأن رجليها ضعيفتان جداً وانها تكاد تقع ارضاً .

" هيا الآن امامي بنعومة وروية . ولا تحاولي القيام بأي حركات سخيفة ايتها الآنسة لأن الطفلة تموت اولاً . هل تفهمين ؟ "

وضعت ايما ذراعها على كتف انابيل وشدتها نحوها قائلة بنبرة مشجعة :

" هيا يا حبيبتي ، لنذهب ونجد والدك " .

جواهر.. 09-05-10 05:57 PM

واااااااااااااي ننتظرك بفارغ الصبر

HEART WHITE 09-05-10 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر.. (المشاركة 2300008)
واااااااااااااي ننتظرك بفارغ الصبر

اهلا جواهر....

اهلا بك عضو جديد في عائلة ليلاس


وانا سعيدة ان اول مشاركتك كانت في صفحتي التي عطرتها بمرورك الرائع

وانشاءالله راح اكمل الرواية باسرع وقت

تحياتي....

HEART WHITE 09-05-10 10:30 PM

شدّت انابيل على يدها بقوة وسألتها قبل ان تنهار باكية :

" هل ...هل سيقدم هذا الرجل على قتل ابي ؟ " .
هزت ايما رأسها بعنف واجابتها :

" لا.... لا ! طبعاً لا! انه يريد التحدثّ معه فقط " .

" ولكنه يحمل مسدساً، اليس كذلك ؟ " .
حدّقت ايما بذهول وسألتها :

" وكيف عرفت ذلك ؟ " .

" افترضت انه يحمل مسدساً، والا كيف يكون بامكانه ان يرغمنا على تنفيذ ما يريد ؟ " .

كانت القاعة تبدو جذابة ومغرية في ذلك الضوء الخافت ،ودايمون لا يزال جالساً على الكنبة كما تركتاه يتصفح احدى المجلات المتخصصة بشؤون السيارات والمحركات . رفع رأسه استغراباً وقال :

" انابيل ! كنت اعتقد انك...اللعنة على الشيطان ، ماذا يجري هنا " .
وتوقف فجأة عندما شاهد الرجل يدخل وراءهما وهو يحمل بيده سلاحاً قاتلاً يصوبه على انابيل .

" اوه ، دايمون " .
قالتها ايما هامسة ، فأمسك الرجل بذراعها وقال لها بقسوة فيما كان دايمون يهّب واقفاً ومتحفزاً :

" اهدأي ايتها الآنسة ، فانا والسيد ثورن سوف نجري بعض المساومات والصفقات المثيرة ! " .
منتديات ليلاس
احست ايما بأنها ترتعش وهي تراقب الرجل الدخيل يستجوب دايمون بعنف وقسوة .ظهر الارهاق والتعب الشديدان على وجه دايمون ، فقد مضت خمس ساعات على وصول هذا الرجل واصدقائه. وقالت ايما لنفسها ان هذا الرجل يحظى بمساندة ما من خارج المنزل ن والاّ لما كان اقدم على هذه المهمة الصعبة .

ولاحظت ايما من عملية الاستجواب ان دايمون ،من حيث لا يدرين اصبح ضحية لعبة قذرة جداً تتعدّى الاقتحام والتهديد بالسلاح ،وحتى القتل . ولكن الرجل الغريب لا يصدّقه... في البداية كان هادئاً ويحاول استخدام الاقناع المنطقي وهو يسأل دايمون عن مكان وجود الفيلم .ولما ظلّ دايمون يصرّ على انه لا يعرف شيئاً ، تحول الرجل الى العنف وهدّده بسكين فيما ظل مسدسه مصوباً نحو الفتاتين :

"سيد ثورن ! انا لست رجلاً صبوراً . لا تصرّ على موقفك هذا لأنك ستضطرني الى استخدام اساليب اقناع اخرى.هل تريدني مثلاً ان امزّق وجه ابنتك امام عينيك ، ام ان الصبية تهمك اكثر من الطفلة ؟ " .

هز دايمون رأسه بقوة وانفعال قائلاً :
" اني اقول لك للمرة المئة ...لا اعرف بتاتاً عمّا تتحدث ".

فقد الرجل صبره وسيطرته على اعصابه فهوى بعقب المسدس على مؤخرة عنق دايمون بوحشية بالغة . فقد دايمون توازنه ووقع على الارض .ضغطت ايما على فمها كيلا تطلق صرخة خوف وألم ، فيما كانت انابيل تسألها بلهفة :
" ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟ هل تعرض أبي لسوء ؟ ".

صرخ بها الرجل بصوت عال وهو يتحوّل نحوهما وكأنه يريد الانقضاض عليهما :

" اخرسي ! " .
احتضنت ايما الطفلة الصغيرة بقوة وهي تحاول ان تحميها بجسدها وروحها حتى آخر رمق ، فيما لو حاول هذا اللئيم القيام بأي شيء على الاطلاق . نهض دايمون بصعوبة فعاد الرجل الى الاستجواب.... وعاد دايمون الى نفي اي علاقة او معرفة بما يتحدث عنه هذا الرجل. وحاول ان يستخدم المنطق معه ، فقال :

" اسمع ! الا تعتقد انني لو كنت اعرف شيئاً لكنت اخبرتك ايّاه ؟ هل تعتقد بأنني اريد رؤية ابنتي وخطيبتي تتعذبان وتتألمان ؟ " .

" عد الى رشدك يا ثورن ! ما اقوم به الآن هو أمر عادي جداً بالنسبة الي . لقد التقيت عشرات الاشخاص مثلك وجميعهم يعتقدون ان بامكانهم التهرب والتملص بالادعاء بانهم يحكون الحقيقة . هذا التظاهر لن ينجح معي ! صدقني! سأحصل على الفيلم منك بطريقة او باخرى، وعندما يتم ذلك .... " .

HEART WHITE 09-05-10 11:37 PM

واقترب من دايمون ثم وضع حافة السكين على عنقه وضغط قليلاً وهو يقول :
" هل تشعر بالسكين ؟ بالمعدن الحاد البارد ؟ هذا ما ستتعرضون اليه جميعاً ما لم تعد الى رشدك " .

رفع دايمون رأسه فجرح ذقنه وسألت منه بضع نقاط من الدم ، مما ارعب ايما قليلاً فصرخت :
" رباه ! " .

ابعد الرجل السكين عن عنق دايمون، كان واضحاً انه لا ينوي قتله قبل ان يخبره عن مكان الفيلم . ولكن اي فيلم ؟ واحتارت ايما واصابها الذهول . هل من الممكان دايمون يعمل لحساب احدي المنظمات الحكومية بدون معرفتها ؟ انه لأمر مستبعد جداً ، ولكن اموراً اكثر غرابة وقعت وتقع كلّ يوم في هذا العالم المجنون ! واستمرت التحقيقات والاستجوابات، وظلّت الفتاتان تشعران بالعجز وعدم القدرة على مساعدة دايمون . ارغمهما الرجل على الجلوس ومشاهدة اضطهاده وتعذيبه لدايمون ، وشعرت ايما بشيء من الارتياح لان انابيل لا ترى شيئاً .كانت ستتأثر اكثر بكثير لو كانت مبصرة وشاهدت والدها يعذّب ويهان ويهدد بسكين ، بدون ان يتمكن من تحريك ساكن بسببهما .
www.liilas.com/vb3

وفي احدى الفترات ، ضرب الرجل دايمون على رأسه فأفقده وعيه . هرعت ايما الى جانبه غير عابثة بتحذير الرجل الغريب ووضعت رأس حبيبها في حضنها وراحت تربت على خديه برفق وحنان . ثم نظرت بحقد وعنف الى الرجل الغريب وصرخت بوجهه قائلة :

" ايها اللئيم ! لماذا لا تذهب ؟ الم تلاحظ بعد انه لا يعرف شيئاً على الاطلاق ؟ الا ترى انك تقتله لمجرد القتل فقط؟".

رفعها الرجل عن الارض بوحشية ولوى ذراعها وراء ظهرها ثم دفعها بقوة الى الجانب الآخر من الغرفة وهو يقول :
www.liilas.com/vb3
" اذهبي الى هناك ، واحضري ابريق الماء ذاك " .

فركت معصمها لتخفيف الألم وأحضرت ابريق الماء صاغرة. وفكرت بضربه بالابريق على رأسه ولكنها خافت من الا يترك المسدس من يديه ويبدأ باطلاق النار مما قد يؤدي الى مقتل احدهم او جميعهم ز ولم تجرؤ على المجازفة . اعطته الابريق فصب الماء على وجه دايمون الذي أفاق للتو من غيبوبته ز جلس على الارض وهو يضع احدى يديه على مكان الجرح الذي خلفته ضربة الرجل . ولما انتبه الى وجود الرجل ن وقف بسرعة وتطلع نح ايما وانابيل ليتأكد من انهما لم تتعرّضا لأيّ ازعاج او مضايقة. وعاد الاستجواب والتعذيب ، الى ان قال له الرجل :

" اسمع يا صديقي العزيز ! سنورد الحقائق الواحدة تلو الاخرى ، واذا تمكنت من نفيها بشكل مقنع ومرض فسوف نرى عندئذ ماذا سنفعل " .

حدّق به دايمون متعباً ومرهقاً ، فالساعة تجاوزت الثالثة ببضع دقائق والصباح سينبلج خلال فترة قصيرة . ثم قال له بصوت منخفض :

" اي حقائق يا رجل ؟ اخبرتك مئة مرة انني لا اعرف شيئاً عن هذا الموضوع . انا رجل اعمال وليس جاسوسا! ".

" الأمر سيان لدي . ان كنت عميلاً ماجوراً او انك تبرعت بالقيام بهذه العملية فقط ، فالامر لا يهمني . ما اعلمه جيداً انك ستدفع الثمن غالياً ، كما ستدفع صديقتاك الجميلتان ثمناً مماثلاً ، ما لم تخبرني الحقيقة ز ركزت جميع محاولاتي حتى الآن عليك ، ولكني سأتحوّل قريباً اليهما .أضعت وقتاً ثميناً معك ، الا ان لدينا كل الوقت الذي تريده . فوجودك يا سيد ثورن على هذه الجزيرة الصغيرة يساعدنا ويخدم اهدافنا " .

وتأثر دايمون اذ انه لا فرصة امامهم على الاطلاق . ولكنه لن يستسلم بدون قتال ....اذا سنحت له الفرصة .

" اذن ، هل اخبرك بما نعرفه نحن ؟ " .

" وماذا يمكنكم ان تعرفوا ؟ ليس هناك شيء كي تعرفوه".

" صبرك يا سيد ثورن ، فهناك الكثير ! اولاً ن هل يمكنك ان تنفي انك كنت تعرف فتاة صينية جذابة للغاية تدعى تساي بن لونغ ؟ " .

" نعم ، كنت اعرفها . ماتت ، اليس كذلك ؟ " .

" بكل اسف ، نعم . حادثة مؤسفة للغاية. كانت فتاة جميلة ورائعة ! " .

" انت قتلتها ؟ " .

" اضطررنا لذلك ، ولكن المؤسف في الموضوع أنّنا لم نجد الفيلم معها . احسّت بملاحقتنا لها فتخلصت من الفيلم قبل موتها " .

" آه ، اني افهم الآن ماذا تعني . انتم تعتقدون انها اعطته لي .... تظنون انني انا الوسيط " .

Zezoo 10-05-10 12:40 AM

روايه مشوقه وفيها اكشن حلوه كثثثير ننتظر النهايه بفارغ الصبر

HEART WHITE 10-05-10 03:52 AM

" اننا لا نظن يا سيد ثورن...اننا نعرف.انت الانسان الوحيد الذي اتصل بها ،ولم يكن ذلك لمرة واحدة بل لمرات عديدة. ان الاستنتاج الطبيعي والمنطقي يوحي بأن اسلوبك الساحر ، اعماها عن الاخطار التي كانت تواجهها " .
" ولكن الا تلاحظ خطأك ؟ فلو كنت انا الوسيط لكان عليها ان تدرك بان اتصالها بي سيفضح امري ، اليس كذلك ؟" .

" خطرت هذه الفكرة في رؤوسنا ولكننا الغيناها لأكثر من سبب .فالفتاة لم تكن على علم تام بأننا وراءها وسننقض عليها ، كما انها ذهبت الى سان فرانسيسكو لمقابلة رجل من التابعية البريطانية " .

" الجريمة الثانية هي ايضاً من صنعكم ؟ الرجل البريطاني؟".

" نعم تصوّرنا اننا تخلصنا بنجاح من وسيطها ، الا اننا كنا على خطأ " .
صرخت ايما كتدخلة في الحديث الجاري بين الرجلين :

" وماذا لو لم تكونوا مخطئين ؟ ماذا لو كان الرجل الآخر وسيطها ؟ ربما اتصلت بدايمون لأنها تريد مساعدته ، ولكنها لم تحصل عليها " .
www.liilas.com/vb3

" آنستي العزيزة،انا متأكد تماماً من انك لا تعرفين شيئاً على الاطلاق عن هذا الموضوع .تساي بن لونغ كانت فتاة جذابة للغاية ،ومن غير المحتمل الى حد كبير ان يطلعك السيد ثورن على نواياه ،مهما كانت تلك النوايا " .

احمرّت وجنتاها غضباً وغيرة .ولما شاهد دايمون ذلك الاحمرار وتك النظرات المنزعجة ، ناشدها قائلاً :

"لا تصغي الى كلامه يا ايما ، ارجوك ! " .

" يبدو ان خطيبتك لم تكن تعرف شيئاً عن تساي بن لونغ . كنت اتصور ذلك . اخبرني يا سيد ثورن ، هل نمت مع تلك الفتاة ؟ " .
www.liilas.com/vb3
ظهلر الرعب على وجه ايما فيما شعر دايمون بحقد وكراهية بالغين تجاه ذلك الرجل الحقير .كيف يجرؤ هذا اللعين على الايحاء بمثل هذه التفاهات والاكاذيب امام ايما، وانابيل ايضاً. انه لأمر مؤلم جداً. لم يجب على سؤال الرجل الذي بدا عازماً على ملاحقة الحديث حتى النهاية ، اذ قال :
"في فترة ما خلال علاقتك بتلك الفتاة ، اصبحت وسيطها . ان كان ذلك بارادتك،وهذا ما اعتقده شخصياً ،او بغير ارادتك ...فالامر سيان وغير مهم بالنسبة الينا . اننا نريد الفيلم ! " .

" اي فيلم ؟ رباه ، فتشتم هنا ونقبتم شقتي في لندن ...فلو كان معي لكنتم وجدتموه ! " .

" تحدّث بمنطق يا سيد ثورن . الفيلم صغير جداً، ميكروفيلم ،ليس اكبر من حبة دواء صغيرة " .

وابتسم بخبث ولؤم قائلاً :
" اياك ان تلهو معي يا سيد ثورن ، فانا لن اغادر هذه الجزيرة قبل الحصول على الفيلم " .

شهقت ايما ثم عادت الى صمتها وحزنها وتساؤلاتها ,لا يمكن ان تكون هذه الليلة حقيقية ،لا يمكن ! انه كابوس مزعج ، ولكنه ليس كابوساً. وقف الرجل بسرعة ورفس الكرسي بعنف ووحشية قائلاً :

"الفيلم معك يا سيد ثورن . هل اخبرك كيف اعرف ذلك ؟ لأن جميع العملاء الذين نستخدمهم في هونغ كونغ لا يزالون بخير وسلام .لو انك سلّمت الفيلم الى السلطات المختصة ،لكانوا معتقلين منذ بعض الوقت .سيحاولون الهرب طبعاً، وبما انهم لا يزالون يعملون ، فهذا يعني ان الفيلم لا يزال معك . عندما فتشنا شقتك في لندن كنا مكأكدين من ان الفيلم موجود هناك . كان من المستغرب جداً ان تغادر البلاد والفيلم لا يزال بحوزتك .اننا دقيقون جداً يا سيد ثورن ! " .

ثم ابتسم بخبث وتابع حديثه قائلاً :
" خلاصة القول ان الفيلم موجود هنا . وبما انني اتصوّر انك لن تتركه في مكان ما هنا وتواجه خطر فقدانه ،فاني اصبحت شبه مقتنع بانه موجود معك انت بالذات " .

وتنهّد بلؤم وقال :
" ان تفتيشك سيكون امراً مزعجاً جداً . ومع انني اكره ان اقوم بذلك شخصياً ، الا انني مضطر جداً " .

" ولكنك فتشتني مرة قبل الآن " .

"وهل تعتقد ان ذلك التفتيش كان دقيقاً بما فيه الكفاية ؟ ".

" ماذا تعني بذلك ؟ " .

" اعني ان التفتيش السابق كان خارجياً وسطحياً . اما في المرة المقبلة فسوف يكون من الضروري ان نبحث في كل مكان من جسمك . هل تفهم يا سيد ثورن ؟ في كل مكان !".
وضحك بمكر وحقد ثم اضاف قائلاً بهدوء :

"اني متأكد من انك لا ترغب في ان تشاهد الفتاتان هذه الاهانة والمذلة ، ولكنهما ستفعلان ذلك مرغمتين ! " .
" رباه ! " .

واحنى دايمون رأسه ومضى الى القول :
" لا يمكنني ان أضيف كلمة واحدة الى ما قلته سابقاً .اقسم لك بانني لا اعرف شيئاً عن هذا الفيلم " .

هزّ الرجل كتفيه بدون اكتراث ، وقال :
" اخلع ثيابك يا سيد ثورن " .
" لا ! " .

" اعتقد انك ستفعل ، يا سيد ثورن " .
واقترب منه ببطء ثم ضحك واستدار نحو الفتاتين .استل سكينه ووضعها قرب عنق ايما وكرّر جملته باسماً :

" اعتقد انك ستفعل ، يا سيد ثورن " .

صوت البحر 10-05-10 10:02 AM

ياربـــــــــــــــي الاحداث صارت رائعة
رجاءا كمليها بسرعة ومشكورة على جهودج

جاسم المهاجر 10-05-10 12:41 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 10-05-10 02:59 PM

اهلا Zezoo
شكرا على مرورك الدائم وانتظري النهاية قريبا

تحياتي لك ....

~~~~~~~~~~~~~~~~~
اهلا صوت البحر


وشكرا على مرورك الدائم لصفحتي

وانشاء الله راح اكملها قريبا جداً

تحياتي لك ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~

اهلا جاسم المهاجر
شكرا على مرورك الذي عطر صفحتي

واسعدني...

تحياتي لك ....

HEART WHITE 10-05-10 04:03 PM

تصاعدت الدماء الغاضبة الى وجه دايمون بسرعة وانفعال، وبيدين ترتجفان حقداً وسخطاً حلّ ربطة عنقه وسحبها بهدوء متعمّد .امسكها امام وجهه لحظة حلّا فيها فرصة واحتمالات الربح والخسارة .عليه التحرك الآن، والا لن تسنح له فرصة اخرى ! ماذا سينجم عن ذلك ؟ هذا المجرم السفاح سوف يقتلهم جميعاً في اي حال ! نظر الى وجه ايما فشاهد الرعب الحقيقي ، وتطلع الى انابيل فرأي كتلة صغيرة من الخوف والهلع ،فتأكد له انه لن يتمكن من البقاء ساكناً بدون حراك .

وبقوة تفوق القدرة البشرية ، رمى دايمون بنفسه على الرجل المسلح ملقياً به جانباً. وقع الرجل على ايما ،فيما صرخت انابيل وفّرت كالمجنونة نحو الطرف الآخر من الغرفة . ابعده عن ايما و...يا لهول المنظر ! كانت سكينة قد غرزت حتى مقبضها في كتف ايما ، وكانت حبيبته لحسن حظها غائبة عن الوعي. الا ان الدماء كانت تفور بغزارة من جرحها العميق وتشكّل بركة حمراء صغيرة على السجادة الصفراء تحتها .
www.liilas.com/vb3

لو كان ثمة شيء في العالم يقوّي من عزيمته ويعطيه المزيد من القوة الجسدية ،لكان رؤيته ايما جريحة وعلى وشك ان تموت ان لم تحصل على معالجة سريعة .كان الدخيل لا يزال ممسكاً بالمسدس عندما استدار دايمون تلك اللحظة الوجيزة لمعرفة مدى الخطر المحدق بخطيبته .صوّب الرجل المسدس الى خصمه ولكن دايمون كان سريعاً للغاية فوجّه الى وجه الرجل لكمة حّملها كل قوته وغضبه واشمئزازه.لم يتمكن الرجل من الضغط على الزناد ،ولكنه كان قوياً جداً فاكتفى بهز رأسه بقوة ،واطلق صرخة حادة كحيوان بّري جريح ثم استدار نحو دايمون.احس دايمون بان لاحظ له في الحياة ان لم ينقض على عدوّه المسلح والاشتباك معه بالايدي.تقاتل الرجلان بوحشية وضراوة . ومع ان دايمون اطول من خصمه ،الا ان ذلك الرجل كان مجموعة من العضلات المفتولة القوية ومعتاداً اكثر بكثير من دايمون على جميع فنون القتال.رفع ركبته ووجهها بأقسى قوته الى معدة دايمون مما دفع به الى الجدار المقابل ،حيث ارتطم به ووقع وراء الكنبة في اللحظة التي انطلقت فيها رصاصة وحطمت زجاج النافذة فوق رأسه .
www.liilas.com/vb3
تحرّك دايمون بسرعة على الارض قبل ان تسنح للرجل اي فرصة للتحرك . امسك برجليه واوقعه ارضاً حيث قبض على معصم اليد التي تحمل المسدس وراح يضربها على الارض بعنف ووحشية ، الى ان وقع المسدس قرب قدمي انابيل .نظر دايمون الى ابنته وقال لها بلهفة وهو يحاول بصعوبة فائقة ابقاء الرجل على الارض :

" انابيل ! المسدس ! موجود قرب قدميك ! اعطني المسدس بسرعة ! " .

هزّت الفتاة الصغيرة رأسها مذعورة وقالت باكية :

" أبي ؟ أبي ؟ أين انت ؟ " .
" هنا ، هنا ياحبيبتي ! اعطني المسدس يا انابيل ! بسرعة ! " .
انحنت انابل ورفعت المسدس بيد مرتجفة وقالت :
" ابي ؟ ابي ؟ أين انت ؟ " .
" اني هنا يا حبيبتي ! انابيل ، هنا " .

بدأ الرجل يتحرر تدريجيا من قبضة دايمون وامسك بيده ذقن خصمه في حين مدّ يده الاخرى نحو الطفلة .واصيب دايمون بالهلع ! فلو اقتربت ابنته قليلاً ، فانها ستعطي المسدس لهذا الرجل الشرير . كيف ستعرف ؟ كيف ستفرّق بين يد واخرى؟ قال لها وقد بلغ به اليأس حداً لا يطاق :

" انابيل ، انتبهي يا ابنتي ! احذري بحق السماء ان تعطي المسدس لهذا الوحش ! " .

حدقت بهما انابيل وهي لا ترى شيئاً، وكانت تحمل المسدس بيد وتضغط على فمها باليد الثانية .وصرخت باكية وخائفة :
" كيف...كيف سأعرف ؟ ابي ، اين انت ؟ " .

اقتربت قليلاً فشدّ الرجل نفسه نحوها وامسك برجلها ن ففقدت توازنها ووقعت فارتطم رأسها بالخزانة الخشبية القريبة . ولحسن الحظ ، وقع المسدس تحتها . وجّه دايمون لكمة قوية جداً الى صدغ الرجل اذهلته فترة وجيزة، ثم نادى ابنته بلهفة :

" انابيل ، انابيل ! هل انت بخير ؟ " .

بدأت الفتاة الصغيرة بالتحرك ثم وقفت ببطء وهي تمسك بالمسدس مرة اخرى . اجابته بتمهل وهي تفرك عينيها :

" نعم ، نعم ، اني بخير . ابي؟ هل انت هنا ؟ " .
" هنا .....هنا ! " .

وبدأ الرجل الآخر يتحرك ايضاً. انه بلا شك قوي البنية الى درجة مذهلة . وعاد دايمون ينادي ابنته ويحذرها :

" انابيل ، المسدس! ولكن لا تقتربي كثيراً ! " .

تقدمت انابيل نحوهما ثم بدا وكأنها تتأملهما ،لأنها انحنت فجأة ووضعت المسدس في يد والدها . رفع دايمون المسدس وهوى به بكل قوته على رأس الرجل فأفقده وعيه .وقف دايمون وقد ظهر الاعياء على وجهه .
وفي تلك اللحظة بالذات دخل رجلان ، فصوّب المسدس نحوهما ثم قال وكأنه لا يصدق عينيه :

" المفتش هوارد ! رباه شكراً لك ! من اين اتيت يا رجل؟".

HEART WHITE 10-05-10 11:00 PM

14 - يا لـها مـن لــيلة !

دخل المفتش هوارد الغرفة بهدوء وسكينة وكأنه يقوم بزيارة مجاملة ز وفيما تولى مساعده تقيد الرجل المغمى عايه ، اقترب من ايما التي بدأت تستعيد وعيها تدريجياً وقال لرب البيت :

" اخبرني الآن يا دايمون، ماذا كنت تفعل ؟ هل كنت تقيم حفلة للمجانين ؟ ".

www.liilas.com/vb3
وابتسم فرحاً بنفسه لأنه شعر بضرورة العمل على تخفيف حدة التوتر المخيمة على هذا المنزل وجميع المقيمين فيه .القى دايمون بنفسه على احد المقاعد القريبة وقد بلغ منه الاعياء درجة لا تصدق .سأل صديقه المفتش وهو لا يزال ممسكاً بالمسدس :

" هل هي بخير ؟ " .

" انها بدأت تعود الى وعيها .لقد فقدت كمية كبيرة من الدم" .

ثم التفت نحو مساعده وقال :
www.liilas.com/vb3
" فيليب ، اذهب الى الزورق واستخدم جهاز الاتصال الموجود فيه لاستدعاء الطبيب مريديث.قل له ان يحضر معه معدات خاصة باعطاء الدم نلأن الفتاة قد تكون بحاجة لذلك . هل تعرف يا دايمون فئة دمها ؟".

هز دايمون رأسه اشارة الى النفي، وفيما غادر فيليب المنزل متوجهاً الى الزورق ن التفت المفتش نحو دايمون وقال له بهدوء :

"ستكون بخير باذن الله .كيف حالك انت ؟ وانت ايضاً، يا صغيرتي انابيل ، كيف تشعرين ؟ " .

كانت انابيل واقفة قرب مقعد والدها وقد بدت على وجهها ملامح غريبة .لم تجب المفتش فاستدار والدها نحوها وتمتم بقلق :

" انابيل ، حبيبتي ، هل انت بخير ؟ " .

هزت انابيل رأسها وقالت لوالدها بصوت ضعيف :

" أبي ! الم تلاحظ ؟ اعطيتك انت المسدس ! " .

" انابيل ! هذا صحيح ! هذا صحيح ! هل ترين ؟ " .

سمعت ايما سؤاله فرفعت رأسها المرهق وسألت بصوت واهن :

" هل عاد اليك بصرك يا انابيل ؟ هل عاد حقاً ؟ " .

" بدأ بصري يعود تدريجياً... اعتقد ذلك . لا...لا ارى بوضوح .اشعر وكأن غشاوة تغطي عيني المتعبتين .ولكني تمكنت من معرفتك يا أبي . كان علي ان اعطيك انت ذلك المسدس اللعين ، اليس كذلك؟" .
www.liilas.com/vb3

جذبها دايمون نحوه وضمها بمحبة وحنان مردداً اسمها وصوته يكاد يختنق عاطفة وتأثراً :

" اوه ، انابيل ! انابيل ! انابيل ! " .

عانقته وقبلته بحنان فياض ثم سارت نحو ايما بخطى بطيئة وثابتة فيما كان والدها والمفتش يراقبانها باهتمام . ارتمت ايما على الكنبة لأنها لم تعد قادرة على الجلوس ، فانحنت فوقها انابيل ودفنت رأسها قرب عنق صديقتها الجريحة هامسة :

" اوه ، ايما ! سأستعيد بصري يا ايما ! سوف ارى ! يا لروعة هذه الكلمة ! " .

قال دايمون لنفسه انه لن ينسى هذه الليلة في حياته، لا لرعبها وعذابها بل لأنها اعادت النظر الى ابنته الحبيبة . قد يمر بعض الوقت قبل ان يعود النظر الى حالته الطبيعية، ولكن المهم ان الحاجز النفسي كسر وانها بدأت ترى !

ركع على ركبتيه قرب الكنبة عندما انسحبت انابيل الى مكان آخر ، وقال للفتاة الجريحة :

" ايما ، حبيبتي ، هل انت بخير ؟ " .

شدت ايما على يده بقوة وقالت :

" سأكون بخير ، باذن الله . الجرح مؤلم الى حد ما ، ولكني سأخرج من هذه المحنة سالمة معافاة ... ثمة امور عديدة اتطلع قدماً اليها والى تحقيقها " .

lona-k 11-05-10 01:57 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 11-05-10 09:52 PM

" والآن بعض الايضاحات من فضلك !لماذا اتيت الى هنا ؟ وماذا عن الآخرين المتورطين مع هذا الرجل؟".

أجابه المفتش هوارد بهدوء وهو يبتسم :

" لم يكن معه سوى رجل واحد ،وهو الآن مكبل اليدين والرجلين ومطروح في زورق الشرطة تحت الحراسة " .

" عظيم . ولكن ،لماذا أتيتم الى هنا ؟ اعني ،كيف عرفتم بما يجري ؟ " .

" لم نعرف . كنا نعلم فقط ان هذين الوغدين وصلا الى ناسو بمجرد نزولهما من الطائرة ، ولكننا بالطبع لم نتصور ان لهما علاقة بك .في اي حال ،ابقيناهما تحت المراقبة طوال الوقت ز ولكنهما ليسا السبب في حضورنا يا دايمون ، مع اننا سمعنا طلقاً نارياً عندما كنا نقترب من الجزيرة وشعرنا بأن مشكلة ما قد وقعت .سبب حضورنا هو ممرضتك ، الآنسة ايما هاردينغ. هل هي هنا ؟ " .

ذهل دايمون لأن ذلك كان آخر امر يمكن ان يتصوره. سبقته ايما الى الاجابة وقالت له بصوت واهن وقد اصفرت وجنتاها اكثر من ذي قبل :

" انا ايما هاردينغ. ماذا تريد مني يا حضرة المفتش؟" .

دهش المفتش هوارد وقال وهو ينظر بذهول الى دايمون :

" ولكني كنت اعتقد....اعني ...ان تصرفك مع الآنسة جعلني...افترض طبعاً انها ....انها ...." .

اجابه دايمون بهدوء :

" انها خطيبتي .سوف نتزوج في نهاية الاسبوع المقبل .لماذا ؟ " .

هز المفتش رأسه وقال :
" هكذا اذن ! يا للأسف ! " .

شهقت ايما ورفعت يدها الى كتفها فجأة...ثم أغمي عليها مرة اخرى .هرع دايمون الى جانبها وهو يقول :

" رباه ! رباه! هل تعتقد ان علي نقلها الى ناسو ؟ " .

" لا ! لا تحركها من مكانها ! سوف تؤذيها اكثر مما تساعدها " .

دخل المساعد فيليب في تلك اللحظة وهويلهث من التعب، وقال :
www.liilas.com/vb3
" الطبيب في طريقه الينا . انه قادم من الدورو ،وسيصل خلال عشرين دقيقة " .

" شكراً لك يا ربي ! " .
قالها دايمون بتأثر واضح ثم التفت نحو صديقه المفتش وقال له :

"ولكن يا بوب ،ماذا حدث ؟ لماذا كنت قادماً لمقابلة ايما؟".
" يؤسفني في هذه الظروف الصعبة بالذات ، والتي ستوضحها لي في وقت لاحق ، ان احمل للآنسة انباء سيئة ومزعجة . الأفضل ان نبحث الموضوع في مكان آخر كيلا تسمع حديثنا في حال انها استعادت وعيها فجأة ".

" راه ! لويزا ! تانزي ! والخدم !لم يذهب احد بعد لمعرفة ما اذا كانوا بخير ! " .

وفيما كانت تانزي تدخل الباب ،اشار المفتش الى مساعده قائلاً :
" فيليب ! تحقق من الامر ! " .

" سيد ثورن ! ماذا جرى ، بحق السماء ؟" .

" سأشرح لك لاحقاً . هل انت بخير ؟ هل دخل احد غرفتك؟" .
" لا ، حسبما اعلم .لماذا ؟ هل وقعت مشاكل ؟ " .

وشاهدت الرجل الغريب ملقى على الارض ، فصاحت :

" أوه ! أوه ! ماذا يجري هنا ؟ " .
اجابها دايمون بتململ وتبرم :

" في وقت لاحق يا تانزي ،في وقت لاحق . اسمعي ! ايما مصابة بجرح بالغ . الطبيب في طريقه الينا . ابقي معها هنا فيما اتحدث مع المفتش على انفراد " .

" طبعاً ، طبعاً " .
وركضت نحو ايما وهي تقول بعد ان شاهدتها على الكنبة :منتديات ليلاس

" اوه ، الفتاة المسكينة ! " .
ثم التفت نحو انابيل مذعورة وسألتها بلهفة وتأثر :

" وانت يا حبيبتي الصغيرة ! يا ملاكي ! هل انت بخير ؟ هل اصابك احد بأذى ؟ " .

Zezoo 11-05-10 10:27 PM

احداثها مره مشوقه وغامضه واحنا باقين معك لحد النهايه

HEART WHITE 11-05-10 11:12 PM

رقصت انابيل وقفزت امامها وقد امتزجت في نفسها مشاعر الفرح من انتهاء المحنة والبهجة بعودة بصرها . وتركها والدها والمفتش لتخبر تانزي الانباء السارة بعودة بصرها جزئياً. وفي غرفة المكتب ، تطلع دايمون الى صديقه سائلاً وقد عيل صبره :

" هيا ! هيا ! ما هي هذه الانباء السيئة التي تتحدث عنها؟" .
" كان لها شقيق ، اليس كذلك ؟ جوني هاردينغ ؟ " .

" كان ....كان لها شقيق ؟ " .

" آسف يا دايمون . هل تعلم انه سرق اكثر من مئتي جنيه من شركتك ؟ " .
" نعم منذ بعض الوقت ، وقد تمت تسوية المشكلة آنذاك".

" لا اعني تلك الحادثة ،بل هذه التي وقعت خلال الشهرين الماضيين. انها القصة المعتادة....ديون لا يقدر على تسديدها، تهديدات يتلقاها من اشقياء يستخدمهم اصحاب نوادي القمار لجمع ديون اللاعبين" .

" دع المقدمات ،واخبرني ماذا حدث بالضبط " .

" كتب لشقيقته على ما يبدو طالباً منها ان تحول له مبلغاً من المال .استجابت خطيبتك للطلب...ولكن المبلغ لم يكن كافياً. وليلة أمس الأول تعرض لعملية مطاردة في شوارع لندن .اصطدمت سيارته بزاويه احدى البنايات ،وربما كان ذلك عمداً، فقتل على الفور .اكتشف رجال الشرطة هناك ان اقرب انسان له هو شقيقته... التي تعمل هنا " .
www.liilas.com/vb3

" مسكين هذا الشاب ! كان يتصرف دائماً وكأنه يسعى الى حتفه ! " .
ثم تنهد واضاف قائلاً :
" اعتقد ان علينا التمهل قليلاً لابلاغ ايما هذا النبأ المزعج. يكفيها ما مرت به طوال الليلة الفائتة " .

" اوافقك بدون تحفظ . هيا ،لنعد الى القاعة .قد يستعيد الرجل وعيه ويحاول القيام بشيء ما، على الرغم من قيوده " .

التقي بهما فيليب قبل ان يدخلا الغرفة الكبيرة وابلغهما بأن لويزا هي الوحيدة بين بقية المقيمين في المنزل التي تعرضت لهجوم الدخيل ،والسبب في ذلك ان غرفتها تقع في الجانب المخصص لاصحاب البيت وضيوفهم او العاملين معهم من غي الخدم مثل لويزا وايما .وقال انها بدأت تستعيد وعيها،وسوف يكشف الطبيب على رأسها بعد معالجته للجريحة .
www.liilas.com/vb3

كانت ايما تصارع الاغماء ،فصرخ دايون وهو يسير بعصبية في ارجاء الغرفة :

" اين مريديث بحق السماء؟ الا يعرف انها حالة طارئة واضطرارية ؟ " .
نظر اليه المفتش بتأثر ووضع يده على كتفه قائلاً :

"لنحاول تمضية الوقت بتحليل الظروف التي أدت الى هذه المشكلة .لماذا اتى الرجلان الى هنا ؟ماذا كان دافعهما لاقتحام بيتك ومهاجمتك على هذا النحو ؟ " .

جلس دايمون وبدأ يخبر المفتش القصة بحذافيرها وكما حدثت اولاً بأول .اخبره عن لقائه الأول والعابر مع تساي بن لونغ في مطار هونغ كونغ وعن حادثتي القتل في سان فرانسيسكو ،وكذلك عن حادث اقتحام شقته في لندن.واخيراً وصف له تفاصيل ما حدث في الليلة السابقة .وكان المساعد فيليب يدون كافة المعلومات بسرعة ودقة . ولما انتهى دايمون من رواية قصته ،نظر اليه المفتش باهتمام بالغ وقال :

" انها قصة غريبة جداً .فلماذا تتصل بك هذه الفتاة ان لم تكن متورطاً بهذه العملية .انا اظن كهذين الرجلين ،انك وافقت على القيام بدور الوسيط بعد مقتل الرجل البريطاني الآخر " .
واشعل سيكارة ثم اضاف قائلاً :

" يجب ان تدرك يا دايمون ان تصرفاتك تثير الشكوك والشبهات .بيتك هنا ،ولكنك مع ذلك تعود مباشرة الى لندن بعد مغادرتك سان فرانسيسكو " .

" انا رجل اعمال اذهب حيثما تضطرني اعمالي للذهاب . اضف الى ذلك ،انني لو كنت الوسيط فلماذا لم اترك الفيلم .... ان كان له وجود في المقام الأول ...في لندن؟" .

" هذا الفيلم موجود ،ونحن نعرف ذلك يا دايمون .ثم ،اليس محتملاً انك ترغب في عرضه بطريقة المزاد العلني؟" .
" تعني....على حكومات مختلفة ؟ " .

" تماماً. اني اتصور ان عدداً كبيراً من رؤساء الدول يتمنون معرفة محتويات هذا الفيلم " .

" بوب هوارد ! هل تظن صراحة ان الفليم حقاً موجود معي؟" .

HEART WHITE 12-05-10 07:29 PM

هز المفتش رأسه واجابه بجدية بعد ان شاهد الذهول والاستغراب الشديدين والصادقين على وجهه :

" لا يا دايمون ، انا لا اظن ذلك ،اني اعرفك منذ سنوات عديدة ولا اتصور انك ستعرض حياة ابنتك والآنسة هاردينغ لقاء شيء كهذا .اضف الى ذلك انك لست من هذا النوع من الرجال " .

تمتم دايمون بارتياح :

www.liilas.com/vb3
" شكراً لك يا ربي ! " .

سمع الرجلان وقع اقدام في الخارج فتنهد دايمون وعلت وجهه ابتسامة خفيفة .انه الطبيب ! توجها الى القاعة فوراً، فوجدا ان الطبيب باشر بمعالجة ايما .كما كان اثنان من رجال الشرطة يخرجان الدخيل الذي بدأ يستعيد وعيه . وبدأت الأمور تعود الى طبيعتها بصورة تدريجية .اخذت تانزي الفتاة الصغيرة الى سريرها حيث سيفحصها الطبيب في وقت لاحق وبعد ان عالج كتف ايما وضمد الجرح بعناية فائقة ،حملها فيليب الى غرفتها في الطابق العلوي ووضعها في سريرها . وبعد ان ذهب الجميع واختلى الرجلان لمتابعة تحليل المشكلة ،ربت هوارد على كتفه وقال :
" اني متأسف جداً لارهاقك وازعاجك باسئلتي المتواصلة والمتلاحقة ،ولكن اعتقال هذين الوغدين ليس نهاية الطريق .فما دامت قيادتهما تظن بأن الفيلم موجود معك ، ستظل في خطر . ولذلك فإنه يتحتم علينا ،بطريقة او باخرى ،ان نتأكد من ان الفيلم ليس معك .... وان لم يكن معك ،فأين هو هذا اللعين ؟ ".

هز دايمون رأسه بعصبية وقال :
" بوب ،الا تظن انني اريد معرفة ذلك قبلك ؟ اني مشمئز من هذه القضية برمتها واريد الانتهاء منهاكلية ...وباسرع وقت ممكن " .

" لا يمكنك التخلص من هذه المشكلة بدون مواجهة بعض المصاعب فعندما يصبح الفيلم بحوزة السلطات المعنية ، تصبح انت حراً طليقاً . ولكن حتى ذلك الحين ... " .

" سوف يطاردونني كالوحوش الكاسرة ! يا لهذه الورطة الشنيعة ! " .
اخذ سيكارة من العلبة الموجودة امامه واخرج قداحته لاشعالها .ثم ،كومضة برق خطرت بباله فكرة ...فهب واقفاً وهو يقول بدهشة بالغة :

" لدي فكرة غريبة ! " .

" حافظ على هدوئك يا دايمون ، وفكر بروية ! " .

" لا اقدر ! لا اقدر ! رباه ،لماذا لم افكر بهذا الاحتمال من قبل ؟ " .
تنهد المفتش بشيء من الانزعاج ،متصوراً ان الارهاق والمعاناة هما سبب هذا التصرف . وسأله متبرماً :

"تفكر بماذا ، يا دايمون ؟ " .

" اسمع !كلما فكرت بتلك الفتاة الصينية ،كنت دائماً افكر بالأوقات التي كنا فيها معاً وتأكد لي في وقت لاحق انها هربت مني لأنها كانت خائفة .ولكن شيئاً اخر نسيته تماماً، وهو اننا عندما كنا في سان فرانسيسكو استعارت مني قداحتي ...هذه القداحة ! وعندما فزعت وخافت ،كما قلت لك ،اختفت...واخذت القداحة معها ز اعتقدت في البداية انها سرقتها ولكننا عندما خرجنا من المطعم ، استوقفني مدير الفندق واعطاني القداحة قائلاً ان فتاة صينية طلبت منه اعادتها لي شخصياً .لم اعد افكر بالقداحة .تأكد لي ان الفتاة ذهبت ولن تعود وتصورت انها قررت اعادة القداحة لأنها ربما ندمت على سرقتها .الا تلاحظ شيئاً غريباً في هذه المسألة ؟ اليس محتملاً ان يكون الفليم الصغير في القداحة ؟ " .

"انه احتمال معقول تماماً. لماذا لم تفكر بالقداحة من قبل؟".

" كما اخبرتك قبل قليل ، لم يبد الامر هاماً على الاطلاق . ولكني اعتبره الآن مفتاح القضية برمتها " .

اخذ المفتش القداحة بسرعة وبدأ يفحصها ويقلبها باهتمام بالغ .ثم صرخ بصوت عال :
" حجر القداحة ! " .

وفتح بسرعة غطاء المكان الصغير المخصص للحجر الاضافي ، فوقع الفيلم الصغير على الطاولة .وصرخ المفتش مرة أخرى بسرور وابتهاج :

" رائع ! رائع ! " .
ثم ابتسم بمكر وقال :

" يجب ان اتوقع ترقية نتيجة لهذه القضية " .

ابتسم دايمون ايضاً وهو لا يصدق بأن هذه الورطة المزعجة قد انتهت . ثم اشعل سيكارته بعود ثقاب من علبة قريبة وقال لصديقه ضاحكاً :

" انك تستحقها ...يا حضرة كبير المفتشين " .

ثم تمتم وهو يهز رأسه :

" يا لها من ليلة ! يا لها من ليلة ! " .

HEART WHITE 12-05-10 07:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lona-k (المشاركة 2302076)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اهلا lona-k

شكراً على مرورك الذي عطر صفحتي

تحياتي......

HEART WHITE 12-05-10 07:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zezoo (المشاركة 2303452)
احداثها مره مشوقه وغامضه واحنا باقين معك لحد النهايه

اهلا Zezoo

انا سعيدة ان الرواية قد نالت اعجابك وسعيدة بمتابعتك للرواية والتي صارت في احداثها الاخيرة

شكراً لمرورك الدائم الذي عطرتي به صفحتي

لك محبتي وتحياتي...

HEART WHITE 12-05-10 08:24 PM

بعد مرور شهر على تلك الليلة العصبية والحادثة الرهيبة ، ادخلت ايما الشاي الى غرفة زوجها في شقتهما بلندن .كانت ترتدي عباءة حريرية شفافة ...وتبدو كأنها في الثامنة عشرة من عمرها .
هذا ما قاله دايمون لنفسه وهويتأملها بشغف ومحبة ، وفيما كان مستلقياً بتكاسل على سريره يراقب دخولها وطريقة سيرها . ومع انه مر أسبوعان واكثر على زواجهما ، الا انه لا يزال يشعر كلما شاهدها بتلك الرعشة المثيرة التي احس بها عندما زنر اصبعها بذلك الخاتم الرائع .
www.liilas.com/vb3
كانا سعيدين جداً ، كما توقع ان يكونا .وكانت هي كل ما تمناه واراده في زوجته وشريكة حياته . لم تعد تشعر بتلك العصبية الخفيفة الي الخفيفة التي احست بها في الليلة الأولى لزواجهما ...عندما كانت خائفة الى حد ما من اظهار عواطفها بالقدر الذي تريد . ولكنه علمها بصورة تدريجية كيف تسعده وتبهجه، وفتح لها بذلك آفاقاً جديدة ومثيرة لم تكن تحلم بها من قبل .

وضعت الشاي قربه وسألته بهدوء وحنان :

" هل ايقظتك ؟ " .

" كم الساعة الآن ؟ ".

" الثامنة الا خمس دقائق . هل تريد فنجاناً من الشاي؟" .

" وهل تريدين انت ؟ " .
www.liilas.com/vb3
" نعم " .

" وصبت فنجانين من الشاي وجلست على مقعد مجاور تشرب فنجانها وتتأمله بعطف وحنان .
انهى فنجانه بسرعة وقال :

" ها قد انتهيت . شكرا ً " .

" يبدو انك كنت بحاجة اليه " .

" تعالي الى هنا " .

ظلت تشرب فنجانها متجاهلة طلبه ورغبته .فكرر طلبه بلهجة الأمر .
ابتسمت وقالت له :

" لم اشرب حاجتي بعد " .

كانت تشعر بلذة مثيرة عندما تعذبه وتغيظه على هذا النحو، لأنها تعرف الكيفية التي سيقاصصها بها .انها تحبه وتعشقه ...تحبه كانسان ،وكرجل ،وتشعر بانها لن تتحمل العيش بعيدة عنه او بدونه .شربت الشاي ووقفت بتكاسل متعمد . اخفى رأسه تحت الوسادة ،فعضت على شفتها وصرخت به :

" دايمون ، دايمون ! " .
لم يجبها ،فاقتربت منه ورفعت رأسه نحوها . لم يمد يده اليها بل تركها تفعل ما تريد . قطبت جبينها قليلاً وناشدته قائلة :

" دايمون ، لا تغضب مني ! " .

ابتسم بمكر وقال لها :

" انا لست غاضباً . اذهبي وارتدي ثيابك فسوف اظل بعض الوقت في سريري " .

غضبت وهزت رأسها وبدأت تتمتم :
" انك ، انك ... " .

علق على ثورتها البريئة ضاحكاً :
" العصبية ، العصبية !" .

وشعر بأنه لم يعد قادراً على اغاظتها اكثر من ذلك . فرمى الغطاء الحريري واخذها بين ذراعيه .

" دايمون ! ماذا لو دخل احد الآن ؟ " .

" انك زوجتي ، اليس كذلك ؟ " .

وعانقها مانعاً اياها من مواصلة الاحتجاج والتذمر .وبعد فترة طويلة جداً ن نهضت ايما رغماً عنها واخذت تتأمله بعينين عاشقتين . ابتسم وامسك يدها ثم قبلها بوداعة وحنان وسألها :

" هل انت سعيدة يا حبيبتي ؟ " .

اجابته بهدوء وهي ترتدي العباءة الحريرية بتردد ملحوظ :

" وهل يجب ان تسأل ؟ انني لم اشعر بجزء من هذه السعادة في اي وقت من حياتي...وانت تعلم ذلك " .

" وجوني ؟ " .

HEART WHITE 12-05-10 08:54 PM

تنهدت ايما وردت عليه وقد ابتلت عيناها بالدموع :

" انت تعرف انني افتقده بيت الحين والآخر . ولكنني ممتنة جداً ان المفتش ابلغنا ذلك النبأ السيء في تلك الظروف بالذات .لا ادري ماذا كان سيحدث لنا لو لما يأت في ذلك الوقت " .

www.lillas.com/vb3

"صحيح . كنا محظوظين لأن بوب وصل في ذلك الوقت المبكر .ظن انني ساستخدم اليخت ذلك اليوم ، وهو يعرف انني اذهب باكراً " .

" كنا محظوظين جداً " .
واغمضت عينيها لحظة وهي تستعيد ذكرى تلك الساعات الرهيبة والمرعبة وارتعش جسمها ،ثم تذكرت شقيقها فقالت :

" مسكين جوني ! يقتل على ذلك الشكل ،يطارده الاشقياء ورجال العصابات ! انه لامر مؤسف ومحزن حقاً ! " .

تنهد دايمون وقال لها :
" افكر احياناً بما اذا كانت الحادثة ستقع لو لم ارغمك على الذهاب الى سانت دومينيك ! " .

هزت ايما رأسها بحدة وقالت :

" هذه سخافة ! جوني والمتاعب صديقان حميمان لا يفترقان .كان دائماً يريد مالاً ، وكان سيواجه عاجلاً ام آجلاً مشكلة كهذه عندما لا يعود قادراً على تسديد ديون الشر والفساد "

www.liilas.com/vb3
" هل هذا ما تشعرين به حقاً ؟ " .

" طبعاً . لماذا تسأل ؟ هل كنت تظن انني سأحملك مسؤولية ما حدث له ؟ " .

" تصورت ذلك احياناً " .

" اوه دايمون ، حبيبي ! " .
ثم قامت من السرير وقالت :

" يجب ان اذهب لارتداء ثيابي ستستيقظ انابيل بين لحظة واخرى " .
ابتسم دايمون وقال لها :
" حسناً " .

نظرت اليه فجأة وسألته :

" بالمناسبة ، كنت اريد ان اسألك قبلاً ولكني منعت نفسي بحزم واصرار . هل نمت مع تلك الفتاة الصينية ؟ " .

ابتسم ورد عليها بشيء من التهكم :

" ايما ثورن ! كيف تجرؤين على توجيه مثل هذا السؤال؟" .
احمرت وجنتاها خجلاً وتمتمت قائلة :

" أوه ...كنت ....كنت اتساءل فقط ! " .

" حسناً ،حسناً .سأغفر لك " .

" ثم ماذا ؟ " .
هز رأسه واجابها بهدوء :

"طبعاً لا . اني لم اتطلع الى اي امرأة اخرى منذ اللحظة الأولى لدخولك مكتبي طالبة مني مساعدة جوني " .

" اوه ، شكراً لك يا حبيبي ، شكراً لك " .

وضمته الى صدرها بقوة وحنان ثم اضافت باسمة :

" الآن يمكنني ان آخذ حماماً بسلام وطمأنينة .بالمناسبة ، قرأت انابيل امس الصفحة الأولى من كتابها الجديد . ويعتقد الطبيب المختص ان نظرها سيعود الى حالته الطبيعية خلال فترة وجيزة " .

ابتسم دايمون وقال :

" اننا محظوظون جداً يا حبيبتي ، اليس كذلك ؟ " .

" ومسرورون وسعداء ايضاً " .

HEART WHITE 12-05-10 08:55 PM

النــــــــــهاية

قراءة ممتعة للجميع

تحياتي لكل الاعضاء والزوار

الذين يعطرون صفحتي بتواجدهم



:8_4_134:

Rehana 20-05-10 12:36 PM

http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you55.gif


تسلمى يديكـ ( قلب ابيض ) على كتابتكـ الرواية

وننتظر جديدكـ

قماري طيبة 20-05-10 03:07 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 20-05-10 03:10 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

HEART WHITE 25-05-10 06:32 PM

اهلا قمورة...

شكرا على مرورك الرائع الذي شرفني

وعطرتي صفحتي بكلماتك الرائعة

تحياتي...

HEART WHITE 25-05-10 06:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قماري طيبة (المشاركة 2314400)
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


اهلا قماري طيبة...

الله يعافيك وشكرا على مرورك الجميل الذي عطرتي به

صفحتي

تحياتي لك ....

HEART WHITE 25-05-10 06:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة الاحزان (المشاركة 2314401)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


اهلا سفيرة الاحزان....

شكرا علي مرورك الجميل الذي عطرتي به صفحتي

تحياتي لك ...

لوريان 25-05-10 10:18 PM

;)7elwy kter kter kter :rolleyes:

sadeka 27-05-10 11:19 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

moura_baby 30-05-10 06:49 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 31-05-10 12:19 AM

:55:برافو:55:برافو:55:برافو:55:برافو:55:
شكرا على الاختيار الرئع وتسلمييييييييييييييييين وننتظر جديدك

HEART WHITE 08-06-10 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوريان (المشاركة 2321464)
;)7elwy kter kter kter :rolleyes:


أنت الاحلى لوريان

شكراً على مرورك الذي عطرتي به صفحتي

لك تحياتي...

HEART WHITE 08-06-10 11:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sadeka (المشاركة 2323399)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


اهلا sadeka

شكراً لك على مرورك الذي انرتى وعطرتي به صفحتي

تحياتي لك ...

HEART WHITE 08-06-10 11:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby (المشاركة 2327144)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


اهلا moura_baby

شكراً لك على مرورك الذي عطرتي به صفحتي

تحياتي لك ...

HEART WHITE 08-06-10 11:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2327436)
:55:برافو:55:برافو:55:برافو:55:برافو:55:
شكرا على الاختيار الرئع وتسلمييييييييييييييييين وننتظر جديدك


اهلا الجبل الاخضر

شكرا على كلامك الجميل

وشكرا على متابعتك لصفحتي التى عطرتها بتواجدك الرائع بها

لك تحياتي....

بنوتهـ عسل 25-08-10 11:37 PM

يعطيك العافية حبيبتي ،،

samahss 03-09-10 07:46 AM

تسلمى الروايه رائعه

asmaa_amr 03-09-10 08:02 PM

رولية مشوقة وخصوصا الاكشن شكرا على احتيارك الموفق

arajit 04-09-10 05:58 AM

fe3lan reweya mo5talifa wa rae3a ya3tik al 3afya

جوريات111 05-09-10 12:13 AM

شكراااااااااقلب ابيض على الرواية وكل عام وانتي بخير

raseel 25-09-10 03:17 PM

nice novel

it's sooooooooo great

صداقة للابد 27-09-10 12:52 AM

يعطيك العافية روايةكتيييييييييييير رائعة
لك تحياتى يا ذات القلب الابيض
:8_4_134:

العنقاء الحزين 27-09-10 10:34 PM

جميلة جداااااا
فعلا من الروايات المميزة
مليوووون شكر عالجهد المبذول ياقمر

asoma 28-09-10 07:47 PM

حلوة كتيــــــــــــــــــــــر مشكورة على المجهود

عطر@المحبة 02-11-10 10:03 PM

رواية رائعة جدا
يعطيك الف عافية

رومنسية زمانها 29-11-10 11:42 PM

روااااااااااايـة حمااااااااااااااااااااااس تسلـمي ياقلبي الف شكر

هدىgb 03-12-10 05:31 PM

تسلم ايدك على الروايه الحلوه

ويعطيك الف عافيه

يسلمووووووووووووو


:55::55::55::55:

الغصن الوحيد 16-05-11 07:52 AM

يعطيك ربي الف عافية على الرواية الروعه عزيزتي ...

دلوعة فلسطينيه 17-05-11 05:55 PM

رواية رائعه و رووووووووووووووووووعة:55:

saba_samim 17-05-11 06:00 PM

رواية حلوة عاشت الايادي

سماري كول 18-05-11 05:34 PM

تسلمين ع الروايه فديتج

ممتازه 18-05-11 10:38 PM

شكرا على الروايه

زهرة منسية 19-05-11 11:42 PM

مشكوره كتير حبيبتى الروايه دى من رواياتى المفضله وانا قريها من قبل اكتر من مره بس مش بقدر اقاومها :55::55::55::55::55::55::55::55::55::8_4_134::55:

ندى ندى 22-05-11 06:06 PM

من اروع الروايات

hamesha 17-11-11 01:46 AM

rewaya raw3aa shokrann lakii o5ti ^^

ربي اسالك الجنة 17-11-11 04:33 AM

يسلموووووووووووووووووووووو

sosoana 22-03-12 02:48 AM

روايه روعه عزيزتي اشكر اناملك وتعبك

ابتهال محمد 31-03-12 02:09 AM

شكراااااااااااااااااااااااااااا على هذه الرواية الشيقة.

الزهر الحزين 07-04-12 01:40 AM

الف شكر على الرواية الجميلة لانى بحب اوى روايات ان ميثر:55::55::55:

القمرالساطع00 28-03-13 04:11 AM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
:smile50:ياااااااااااااااااااااااااااااااه قريتها من 25 سنة ودلوقت حسيت كأنى لسه قرياها امبارح

القمرالساطع00 28-03-13 03:32 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
شكرا على الذكريات الجميلة التى عشناها من جديد

ام عبيده 07-04-13 02:17 AM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
:55::55::55::55:عاشت ايدج

hoob 20-05-13 02:08 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
:dancingmonkeyff8::55::55:

fadi azar 22-05-13 06:22 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
تسلم ايديك على الرواية الرائعة

fati_mel 20-11-13 11:33 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
تسلم ايديك يا قمر
وشكرا لك كثيييييييييير على الرواية

majdouline two 23-12-13 10:22 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

جوهرة الدانة 30-12-13 04:42 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
شكرا عزيزتي الرواية بجد كتير ممتعة :party:

جنى وكرمه 02-01-14 12:30 PM

رد: 71-طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديـمة (كاملة)
 
:55: روايه رااااااااااااااااائعه شكرا على المجهود الرائع من اجمل ما قرأت :55::Thanx:

نجلاء عبد الوهاب 04-02-15 02:36 AM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــعه

:peace::peace::peace:

نسيم محمد 13-02-15 04:57 AM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
بجداستمتعت وشكرا ليك وربي يحفظك :8_4_134:

jamila hind 08-04-16 12:44 AM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
tohfaaaaaaaaaa habibti merciiiiiiiiiiiiiiiii
3ariwayaaaaaaaaaaaa

حنان محمد ابراهيم 18-04-18 12:09 PM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
:55:الرواية في منتهي الروووووعة شكرا لك

نوارالعرب 21-11-19 03:43 PM

الصراحه ننتظر تكملة الروايه بفارغ الصبر

نوارالعرب 21-11-19 03:44 PM

طال اري بفارغ الصبر

نجلاء عبد الوهاب 05-12-20 07:26 PM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
من الروايات اللى لو قراتها اكتر من مره مش هزهق بحبها اوى رائعه جداااااا

Moubel 06-12-20 01:06 AM

شكرا فعلا رواية مشوقة جدا

نجلاء عبد الوهاب 31-01-22 10:02 PM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
:LgN05096::LgN05096::c8T05285::c8T05285::rdd12zp1::rdd12zp1: :iU804754::iU804754::iU804754::ma1::ma1::ma1::congrats::cong rats::congrats::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pill s3::welcome_pills3::real_madrid3::real_madrid3::real_madrid3 ::110::110::110:

نجلاء عبد الوهاب 26-11-22 09:15 PM

رد: 71 - طال إنتظَاري - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
:c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285:


الساعة الآن 08:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية