منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   من حكايات زورك نيميسيس .. متجدد أسبوعيا(هذا الاسبوع حكاية ذات العنق الطويل) (https://www.liilas.com/vb3/t137856.html)

Zork Nemesis 14-03-10 03:30 PM

من حكايات زورك نيميسيس .. متجدد أسبوعيا(هذا الاسبوع حكاية ذات العنق الطويل)
 
http://img42.imageshack.us/img42/4423/movienew.gif


ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا الاسم .

أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسعة ما حدث معه يوما .

سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا ..


اقتربوا واصغوا جيدا .. فما سأقصه اليوم سيبدو مألوفا لكم جميعا .. لأنه حدث معكم جميعا على اختلاف ظروفكم.. لكنكم لم تعيروه اهتماما .. ربما لأنكم لم تعلموا .. لم تعلموا أنه كان من الجن .






حكايتي مع الجن

" لم أرهم بعيني . لكني لمستهم ، وشعرت بهم يلمسون جسدي . وأستطيع أن أقسم بالله على ذلك "


بدأ كل شيء في عام 2000 . كنت أنا مراهقا ساذجا في ذلك الوقت . وذلك الشارب الأخضر السخيف فوق شفتي يثبت لي أنني لم أعد طفلا كالسابق . كنت في الصف الثاني الثانوي في مدرسة ما في المدينة المنورة . كان كل واحد من الشباب له هواية ما يحب ممارستها ، فالبعض كان يهوى كتابة رقم جواله في ورقة ويرميها عند قدمي أول فتاة منقبة – ككل الفتيات – في المدينة في ذلك الوقت . آخرون كانوا يجدون متعتهم في القفز من فوق سور المدرسة ليس للهروب بل لمجرد القفز ، فأراهم يفعلون ذلك خمس مرات في اليوم الدراسي .

أما أنا فكانت لي هواية كريهة تختلف عن كل الشباب ، كنت أهوى كل ما يتعلق بالجان . قرأت كل كتاب رخيص نزل في الأسواق عنهم من طراز – الجن بين الحقيقة والخيال – أو – حوار مع جني مسلم – أو أي شيء من هذا القبيل . وقد اقتنيت سلسلة شرائط تسجيل مرعبة تدعى ( الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار ) . هذه الشرائط كانت مرعبة بحق . بعضها كان يتحدث عن السحر، وما هي الخطوات التي تتبعها لتصير ساحرا – كانت حجتهم الغريبة في هذا أن يتفادى المرء فعل هذه الأشياء – وبعض الشرائط كانت عن الجن ، تصف حياتهم وأشكالهم وقصصهم وأنهم موجودين في كل مكان . بعض الشرائط الأخرى كانت تتحدث عن العين والحسد وكيف أن العين الواحدة لها القدرة على هدم عمارة كاملة بما فيها ومن فيها .



لقد قال أحد أطباء النفس ذات مرة أن المستغرق في مثل هذه الأمور معرض في النهاية للجنون أو الخبال العقلي وأنها خطرة جدا لأنها تشكل عنصر جذب للعديد من الحمقى أمثالي .

ظللت أقرأ وأقرأ حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم ، عندما أغلقت على نفسي الغرفة وأصبحت أكلم نفسي - كعادتي – بصوت عال . تكلمت مع شخصي المتواضع في كل شيء وناقشنا أمورا خطيرة ، وبينما أنا أحدثني إذ أتيت على ذكر موضوع الجان هذا . وهنا أصبحت أتكلم موجها الكلام لهم – للجان – قلت لهم أنهم أضعف من أن يؤذوني لأنني أعرف كل الأذكار التي تمنعهم من حتى التفكير في مجرد فعل هذا . قلت لهم أن يظهروا لي الآن إذا كانوا حقا موجودين في هذه الدنيا . وظللت أنظر حولي كالأبله منتظرا أن يتفضل علي واحد منهم ويظهر لي نفسه . لكن شيئا من هذا لم يحصل طبعا . ظللت أواصل الحديث معهم ، ثم أخذت أضحك كالمعتوه ... وأضحك وأضحك .... هل جننت ؟ أنا أعرف نفسي جيدا . أنا لست من الطراز الذي يجن مهما قال أطباء النفس المتحذلقين . لكنني كنت مغرورا ... وكاد غروري هذا أن يقتلني رعبا في يوم ما .

لم يحصل شيء في الأيام التالية . ولكني كنت أضبط نفسي خائفا عند دخولي الحمام بالذات . لأنني كنت أعرف أنه غرفة نومهم . ظللت على هذا الحال حتى جاء ذلك اليوم الذي خرج فيه كل أهلي لمكان ما وظللت وحدي في شقتنا الواسعة . لم يكن الوقت ليلا . فلسنا في فيلم رعب هنا . لقد كنا في وضح النهار كما يقولون . دخلت غرفتي وأغلقت الباب علي . تمددت على السرير وسرحت بعيدا في نقطة اللاشيء . لم أكن من الطراز الذي يستطيع النوم في النهار مهما بذلت في ذلك من جهد . لكنني في ذلك اليوم شعرت بوعيي ينسل مني داخلا بي إلى عالم الأحلام . جفناي يتثاقلان وينغلقان تدريجيا حتى يطبقان على بعضهما . لقد نمت ، لم أكن مرهقا ، بل لقد كنت نائما كفاية بالليلة الماضية . لكنني نمت لسبب غير مفهوم ...... إلا أنني عندما استيقظت فهمت كل شيء .

لقد كانوا يقودونني إلى عالمهم ... عالم الأحلام حيث تفقد السيطرة على روحك .... إلى العالم الذي أصير فيه لعبة بين أيديهم يلهون بها كما يشاؤون ... إنها فرصتهم للانتقام مني – بسبب الحماقات التي كنت أثرثر بها بصوت عال - وهم لن يتركوها تفر منهم أبدا – الفرصة وليس الحماقات طبعا - لطالما كنت أحرص على قول الأذكار اليومية صباحا ومساء وقبل دخول أي مكان مريب كغرفتي أو كالحمام . أما هذه المرة فقد نسيت ، والأهم أنني نسيت أذكار النوم ..... أصبحت ملكهم تماما ... لم يكن أحد يمكن أن يوقظني حيث أنه لا أحد في الشقة . كان هذا يعني أنهم سينهون الاحتفال بي في الوقت الذي يحددونه بأنفسهم .

فجأة استيقظت . لم أفتح عيني .... لكنني كنت قد استيقظت . لا أذكر شيئا مما حلمت به . بل إنني لم أحلم على الإطلاق . لكن مهلا .. أنا لا أتحرك ... أقسم أنني لا أتحرك . يداي وقدماي مثبتتان إلى السرير وكأن جبلا كبيرا يرقد على كل يد وكل قدم . لم أجرؤ على أن أفتح عيني .... كدت أموت رعبا . حاولت رفع يدي اليمنى بكل قوتي لكن عبثا ... وكذا اليسرى . حاولت تحريك قدمي أو أصابعي فلم أنجح . الجزء الوحيد الذي كنت أستطيع تحريكه هو رأسي .. لكنني كما قلت لم أجرؤ على فتح عيني . كنت أعرف أنني لابد سأرى وجوها مشوهة ذات عيون حمراء وقرون وابتسامات ساخرة تنظر إلي بتشف ... كنت خائفا جدا .

ظللت خمس دقائق على هذا الحال ... فكرت أن أصرخ .. لكنني كنت أعرف أنه لا أحد في البيت ... لا صوت أواني في المطبخ يدل على أن أمي تطبخ شيئا ما ... أو حتى صوت Space Toon بأغانيها المملة والتي تدل أن أخي يشاهدها الآن .... كان واضحا أني لازلت وحدي في الشقة . ثم اهتديت أخيرا إلى الحل ...الأذكار .... فلأستخدم الجزء الوحيد الصالح للتحريك هنا وهو لساني .


قرأت المعوذتين والإخلاص كل واحدة ثلاث مرات ... وبعد انتهائي من آخر كلمة (من الجنة والناس ) تحررت قيودي الأربع .... أخيرا . ولكن هل أفتح عيني الآن . أظن هذا .... فتحت عيني فلم أجد أي مسوخ ولا عيون حمراء ... فقط غرفتي المملة كما هي و صورة ( Jill Valantine ) على الجدار ترمقني باستفزاز . ما هذا الذي حصل لي ؟ لا بد أنني مقبل على مصيبة ... نعم لابد أنها مصيبة فعلا .

هناك من الناس من يخاف من الرسوب . أو من يخاف من الفئران . وهناك من يخاف من عيون الناس .. وهناك من يخاف من الزومبي أو من دراكيولا .... لكنني أصبحت أخاف شيئا آخر .... أصبحت أخاف من النوم . لقد فهمت خطتهم ... ينسونني أذكاري وينوموني حتى ينفردون بي . لقد كانوا رحيمين بي في المرة الأولى فاكتفوا بتقييدي في فراشي ... لكن من يعرف ماالذي قد يفكر فيه هؤلاء .... إنك حتما يمكنك أن تتوقع تصرفات أستاذك أو أبوك أو صديقك أو ربما عدوك ... لكنك حتما لا تستطيع التنبؤ بما يفكر فيه جني .... خاصة إذا استفززته بغباء كما فعلت أنا .

مرت الأيام التالية وأنا شديد الحذر ... أقول الأذكار كلها عشر مرات قبل النوم . ظللت هكذا حتى أتى اليوم الكريه الثاني . لابد من يوم ما ينسل إلي النوم بدون استئذان ... يوم أكون فيه مرهقا ، أو حزينا ، أو ربما أشاهد مباراة كرة قدم مملة ... وقد أتى اليوم الموعود . كنت أذاكر استعدادا للإختبارات النهائية . كنت غارقا حتى أذني في قوانين الطفو وأن مجموع القوى المحركة للمادة التي تغرق هي لابد مساوية لكتلة المادة المحترقة بفعل الكيروسين . ولكن ماذا تفعله هذه السمكة هنا ... ثم أن نيوتن يسبح بجانبها .... نعم إني أراه بوضوح و ......... هاااااااوم ....... لقد نمت .... ولعمري لقد كانت غلطة قاتلة .

فجأة استيقظت .. كنت ممدا على الأريكة .... كالعادة لم تكن هناك أحلام .... لكنني مشلول .... مشلول كما حدث معي في السابق . هل أفتح عيني هذه المرة ؟ لا أحد يدري مالذي يمكن أن أراه إذا فعلت ... ربما أرى الشيطان ذاته ... لا أدري .. وهنا سمعت صوتا غريبا ... لا أدري كيف أصف هذا الصوت بالكلمات ... لم يكن يشبه أي صوت معروف آخر لكنه شيء ما يشبه ( فوووووووووووووووم ) ... نعم شيء كهذا .... هو يبدو بعيدا قليلا .... قلت لنفسي أنه لابد أن هناك أعمال حفر قد حدثت فجأة في الشارع وأن هذا صوت ماكينة ما من تلك الماكينات التي لاتنتهي ..... ولكن لا ... المشكلة أنني أسمع الشارع من مكاني ... ثمة شباب حمقى يتحدثون في أمر ما ... ويضحك أحدهم بصوت عال ..... لا ريب أن تلك الفتاة قد أخذت ورقته أخيرا ... ياله من محظوظ .

مالذي يعرفه هذا الأحمق عن هذه الصوت المريع الذي أسمعه الآن .... لابد أنه سعيد الآن ..... لكنني كنت أعرف الحل ..... المعوذتين والإخلاص ..... قلتهم بسرعة ..... لم يحدث شيء ... لازلت مشلولا . كررتهم أربع مرات إضافية حتى شعرت بأنني تحررت ..... هنا فتحت عيني . التفت إلى النافذة ثم قمت وفتحتها ... لا أحد بالخارج ... لا ماكينات . ولا شباب حمقى ... يا إلهي هل كان هذا كله وهما . .... تبا لي ولما فعلته بنفسي .

تكرر معي الموضوع في الشهور التالية كثيرا .... حتى نشأت بيننا نوع من الألفة .... فعندما أستيقظ وأجد نفسي مشلولا . أتأفف لاعنا في سري هؤلاء الجن الأشقياء .... لا وقت عندي لهذا الهراء .... أقول المعوذتين والإخلاص ثم يفك قيدي .... يالها من تجربة ممتعة .... أصبحت لا أخاف منها أبدا ..... حتى أتى ذلك اليوم الذي فتحت عيني فيه .... ويالهول مارأيت .

استيقظت مرة في منتصف الليل شاعرا بالظمأ ... لا شيء أفضل من كوب من الماء البارد في هذا الوقت .... ولكن تبا إنني مشلول ... ياللسخافة سيكون علي الانتظار قليلا .... أخذت أقرأ المعوذتين وأقرأ ثم فتحت عيني فجأة ... كنت أريد أن أرى مالذي سيحصل لو فتحتهما ........ وهنا وأقسم بالله على هذا رأيت شيئا ما جاثما علي ، صدره على صدري ووجهه أمام وجهي مباشرة ... لن أصفه لك . .... لأنني لم أره جيدا لم أره سوى لثانية واحدة أو ثانيتين ... .....فقط كان كيانا له وجه وجسد وعينين بلون الدم .


أغمضت عيني وصرخت بكل قوتي . تحررت قيودي مباشرة .... وهنا جريت كالمعتوه من الغرفة إلى الإفريز إلى الحمام الثاني بقرب غرفة والدي ، شعرت بواحد معتوه آخر يجري ورائي . كان هذا هو أخي الصغير ... لاريب أنني أفزعته بصرختي .... وجدت أبي مستيقظا يتوضأ في الحمام .... سألني أسئلة كثيرة لم أفهم منها شيئا .... أجبت عنها كلها بـ ( نعم نعم ) ( حسنا أنا آسف ) ( ربما ) ....لابد أنه ظن أنني مجنون .

بعد هذا لم أستطع أن أنام في جميع الليالي التالية إلا والنور مضاء ... وكنت أتحمل نظرة أختي الساخرة لي وأنا أطلب منها أن تبقي النور مضاء ..... يالهذا الشارب الأخضر الذي يجعل الناس تنسى أنني لازلت ذلك الطفل السخيف ...... لكن هؤلاء الجان لم يكونوا قد انتهوا مني بعد .... كانوا يدخرون لي ما هو أفضل .

فجأة استيقظت في أحد الأيام في منتصف الليل والنور مضاء ..... كنت مشلولا كالعادة .... إن هذا مرعب ... أغمضت عيني بكل قوتي وأخذت أقرأ المعوذتين بسرعة .... عشر مرات أو أكثر ولم يفك قيدي .... لابد أنها نهايتي الآن ... لقد نسيت أن أصلي العشاء قبل أن أنام .... فلأتلق عقابي إذن .... وهو عقاب مريع ..... أخذت أقرأ وأقرأ بلا جدوى . وفجأة انفجر المصباح بفرقعة سمعتها في أذني عالية جدا ...... كان مصباحا رخيصا ولا ريب أن تاريخ صلاحيته ينتهي الآن ..... ياله من مصباح يفتقر إلى التهذيب .... ألم يجد وقتا أفضل من هذا ( يفرقع ) فيه ؟


فتحت عيني فور أن سمعت فرقعته كرد فعل بشري طبيعي ..... لم أر شيئا .... فك قيدي .... لكني عندما نظرت إلى الباب رأيت شيئا غريبا ..... رأيت أمي ..... كانت تلبس ثوبا أبيضا واسعا طويلا جدا ... رأيتها من ظهرها ..... أمعنت النظر ..... هذا الثوب ليس عند أمي أبدا ..... ياللهول .... ما هذا الذي أراه .... إن أمي تتلاشى .... كأنها الدخان . نعم .... تتلاشى ..... ظلت تتلاشى حتى امتزجت مع الهواء واختفت تماما . قمت من على سريري بحذر ومشيت إلى الحمام المجاور .... فتحت نور الحمام فسمعت فرقعة أقوى بكثير من الأولى ..... يالهذه المصابيح الرخيصة التي نشتريها دوما.. إنها ( تفرقع ) في أوقات غريبة ..... شعرت بالذعر .... بكيت ..... وهنا سمعت أذان الفجر .... فبكيت أكثر .... عرفت كم أنا مقصر ... وهؤلاء الجان يجيدون التسلية بأمثالي .... لابد أن أنزل الآن إلى المسجد وأصلي الفجر فيه وأدعو الله .... وأسأله أن يغفر لي ماكان مني من سهوات .... فهو الوحيد الذي يمكنه أن يطمئن قلبي ... ويحميني من هذه الكائنات التي تتسلى بي ..... توضأت .... ونزلت في الظلام إلى المسجد .

وها أنا الآن قد كبرت ومرت حوالي عشرسنين على هذه الحوادث ولم تحدث لي حادثة ( الشلل ) هذه إلا بعض المرات التي تعد على إصبع اليد الواحدة ..... وأصبحت الآن زاهدا في كل ما يتعلق بالجن ..... وزاهدا في كل الكتب الرخيصة التي تتحدث عنهم .... فماذا يعرف هذا المؤلف أو ذاك عن الجن حتى يكتبوا عنهم .... أنا تعاملت معهم بنفسي .... والحقيقة أنهم أسوأ طبقة يمكنك التعامل معها ...... كانوا قساة جدا .... ولا يحتاجون سوى لقلب مؤمن مطمئن بالإيمان لمواجهتهم وإيقافهم عند حدهم .

عرفت أن هذا الصديق الذي كان يشل حركتي إنما هو جني .. جني مشهور سماه العرب ( الجاثوم ) لأنه يجثم على صدر ضحيته من الإنس فيشلها شللا كاملا .. وسمته الحضارات القديمة Incubus .. بعض تلك الحضارات كانت تعتقد أنه لا يزور سوى النساء ولما كانوا يرسمونه عادة كنت ترى مخلوقا بشعا قصيرا جدا يجلس فوق صدر امرأة يبدو من ملامحها أنها تتعذب .. يمكنني فهم الرسمة و الشعور بعذابها لأنني شعرت به كثيرا .. و أوقن أن معظمكم شعر به هو الآخر .

Zork Nemesis 19-03-10 11:14 AM

ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا الاسم .

أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسعة ما حدث معه يوما .

سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا .

لدي هنا قصة عن تحضير الأرواح .. دائما يقولون لك أنهم جربوا تحضيرها .. ودائما يخبرونك في فخر أنهم نجحوا في ذلك .. حتى يأخذك الفضول لتجرب .. وها أنا قد جربت .. وإليكم النتيجة .


http://farm1.static.flickr.com/148/3...73e718a404.jpg

حكاية تحضير الأرواح

" كثيرون حاولوا تحضيرها ونجحوا...... فلماذا سأفشل أنا ؟ "


الاسم : كيكو جابات
السن : 33 عاما
الحالة الاجتماعية : ميت
المكان : اسطنبول
المهنة : جني
الديانة : كافر
ماعلاقتنا نحن بكل هذا : مجرد مقدمة سخيفة لابد منها


كنا أربعة أطفال .... أنا ( 12 سنة ومخبول تماما وأدعى أحمد ) .. أختي ( 10 سنوات بريئة جدا وتدعى سارة ) .... ابن خالتي ( هشام 11 سنة ويبدو متحمسا ) ... ابنة خالتي ( تدعى نورهان 12 سنة ولا يمكن للكلمات أن تصف جمالها ) ... كنا في تركيا ... المكان الذي عشت فيه طفولتي الغريبة ، في اسطنبول تحديدا حيث تلتقي أوروبا وآسيا معا لقاء عاشقين متيمين .

كنا شلة لا هم لها سوى اللعب من بداية اليوم وحتى نهايته . وعندما يأتي المساء ننام كأفراس النهر منتظرين يوما جديدا نلعب فيه ..... كل يوم هو مغامرة جديدة .... مرة نتسلل لحديقة تلك الفيلا لنسرق ثمار التوت اللذيذة .... ومرة نحاول الإمساك بهذا القط التعس الذي ألقاه حظه في طريقنا ..... مرة ننظم المقالب لسارة لنضحك قليلا ..... لكن اليوم كان أمامنا مغامرة أخرى ..... مغامرة مع كيكو .


في ذات ليلة من ليالي اسطنبول الساحرة جلسنا نتحدث .... أحاديث مملة من أحاديث الأطفال التي لايمكن أبدا أن تنتهي حين قالت نورهان :
- أنا سأذهب غدا للعب مع بتول ... هل ستأتي معي ياسارة ؟
- طبعا سآتي
قلت أنا :
- ومن بتول هذه ؟
- إنها صديقتي الجديدة .
قال هشام مشمئزا :
- لا أحب هذه الفتاة ..... إنها سمجة ولا تحب تاركان – وتاركان هذا هو مغني تركي شهير جدا –
قالت نورهان :
- بتول قالت أنها سترينا شيئا مرعبا جدا في بيتها .... قالت أننا سنحضر كيكو معا .
- كيكو ؟؟؟
- إنه قاتل مأجور كان يعيش في اسطنبول قديما .... يقولون أنه انتحر حزنا على أمه التي قتلها أحدهم .
- ومامعنى أنكم ستحضرون كيكو ؟
- سنحضر روحه ..... سنكلمه ونحاول أن نصادقه .
قلت لها بسرعة :
- أريد أن آتي معكما أنا وهشام .
قال هشام مشمئزا ثانية :
- لا أحب هذه الفتاة يا أحمد .... إنها كاذبة كبيرة ولاتحب تاركان .
- أنا لا أهتم .... يجب أن أذهب معكما .... إذا أردت البقاء هنا فابق ... لكني سأذهب .

وافقت نورهان ..... ووافق هشام أن يأتي معنا بعد أن خشي أن يبدو بمظهر الجبان الوحيد ..... وافق التعس أن يزور بتول .


في الصباح التالي كنا نقف أمام فيلا بتول – التي كانت تعيش في فيلا فخمة جدا في منطقتنا - .... وقفنا نضغط الجرس عدة مرات حتى خرج لنا أخوها – كان اسمه علي – وكنت أعرفه ، لأنه هو فتوة المنطقة بأكملها بسبب عصبيته وضخامة جسده وقوته .... لم يبد سعيدا برويتنا إطلاقا – وعلي هذا لم أره في حياتي مبتسما أبدا –

قال لنا بعنف :
- ماذا تريدون ؟
- بتول
- ليست هنا
قالت نورهان بتحدي :
- أنت كاذب كبير
- هل تجرؤين على إهانتي أيتها الضعيفة .... لن أحتاج لأكثر من ضربة واحدة حتى أزيلك تماما من تركيا بأكملها .
قال هشام :
- علي ... دعك من نورهان .... نعرف أن بتول هنا لأنها دعتنا بنفسها في التليفون الآن ..... فهلا ناديتها ؟

عندئذ سمعنا صوتا أنثويا باردا كصخور الجرانيت ينبعث من سماعة ( الإنتركم ) قائلا :
- نورهان .... هل أتيت ؟ ماذا يؤخرك ؟
قالت نورهان :
- إن علي يضايقني .
تحول علي لفأر مذعور وقال :
- لا تصدقيها يا بتول أنا لم أقترب منها .... إنها تكذب ....
هنا تعجبت .... لماذا يخاف هذا المأفون من أخته هكذا ؟ المفترض أنه فتوة ..... هل هي أضخم منه ؟ ربما .... سنرى كل شيء بعد لحظات .....


دخلنا إلى الفيلا الأنيقة ... لم نستطع منع أنفسنا من النظر والانبهار بحجم هذه الفيلا وفخامتها من الداخل .... كانت قصرا حقيقيا .... أخذنا نتطلع في كل ركن كالبلهاء حتى أتت لنا بتول ..... وهنا رأيتها لأول مرة ... لم أر في حياتي فتاة بمثل هذا الجمال ..... شعر ذهبي ناعم قصير نوعا ..... شفتان رفيعتان توحيان بالقسوة .... عينان خضراوتان لا تستطيع النظر فيهما مباشرة مهما حاولت ....... كنت مفتونا بها إلى حد لم أسمعها وهي تحييني وتسألني من أنا ..... لكنني أفقت فجأة قائلا :
- آآآ أنا أخو ..... أقصد ابن خالة نورهان ....

نظرت في عيني مباشرة وقالت :
- هل أتيت لترى كيكو ؟ .....
هنا حاولت التظاهر بالشجاعة وخرج صوتي ضعيفا مثيرا للشفقة :
- لا أنا لا أخاف من أي شيء أبدا ..
ضحكت كالأفعي ثم دعتنا لنصعد إلى الدور الثاني .......
همس لي هشام :
- مابك ؟ ..... إنها المرة الأولى التي أراك فيها مرتبكا هكذا ....
- لست أدري .... هذه الفتاة ...
- ماذا بها ..... أنا أراها عادية جدا
- لا .... إنها أجمل من نورهان ..... هل رأيت في حياتك فتاة أجمل من نورهان .
- أحمد .... اخرس إنها تنظر إلينا

كانت بتول تنظر لنا بثبات ..... ونظرت في عيني طويلا ثم دعتنا للجلوس على مائدة سفرة جميلة .... واعتذرت أنها ستذهب لتحضر ( الأدوات ) اللازمة ..... ولم تنس أن تنظر إلي نظرة عجيبة قبل أن تستدير وتذهب لحالها .


قالت سارة :
- أين ذهبت ؟
قالت نورهان :
- لقد ذهبت لتحضر الشموع والسكاكين والتفاحة .... كل هذا ضروري في التجربة .
سكاكين ؟ تفاحة ؟ ما هذا الغباء ؟ هل هذه هي الأدوات ؟ وإذا لم تكن هي الأدوات .... فهل سنأكل جميعا تفاحة واحدة ؟ بدأت أشعر بسخف الأمر كله .... لكن لم يكن بيدي سوى الانتظار ..

جاءت بتول أخيرا وهي تحمل طبقا فاخرا عليه خمس سكاكين من نوع سكاكين الفنادق التي لاتصلح لتقطيع أي شيء ..... وكانت هناك تفاحة حمراء جميلة المنظر ..... كانت بتول تبتسم قائلة :
- هل تأخرت عليكم ..... هل افتتقدتموني ؟ ....
كانت ساحرة ..... كأنها التعريف المختصر لكلمة ( جمال ) – بفتح الجيم وليس بكسرها طبعا - ... جلست بتول بأناقة كما تفعل الأميرات ..... وبدأت تتكلم بصوتها البارد :
- إذا كان أحدكم خائفا من الآن ... فيستحسن أن يذهب .... الفرصة أمامكم لأنه لن يستطيع أحدكم الهرب عندما يأتي كيكو .

بدأ الأمر يتخذ نغمة مخيفة ...... كنت أعرف أن الأمر كله مجرد هراء ..... فأنا لا أصدق قصص الأشباح ولا كل هذه الحماقات ..... لكن بتول أكملت :
- سنشعل هذه الشموع السبعة ونطفيء النور ونغلق الستائر السميكة والنوافذ حتى نمنع أي نسمة هواء .... سنضع التفاحة في منتصف الشموع .... وكل واحد منا سيضع سكينا من هذه السكاكين أمامه ..... ثم سأبدأ أنا بالتحضير في هذا الظلام على ضوء الشموع السبعة ...... غير مسموح لأي واحد بالنظر حوله أبدا .... سنركز أنظارنا على الشموع ..... إذا قبل كيكو حضوركم وارتاح لكم سيحضر فورا ... وستكون علامة هذا أن تنطفيء الشموع السبعة دفعة واحدة ....... ثم سيختار كيكو واحدا منا أو أكثر ليخرج خارج الغرفة ... لن يبقى هنا إلا من يعجب كيكو فقط ...... وسنعرف من هو المختار ليخرج بأن تتحرك السكينة التي أمامه وتذهب لتأخذ مكانها بجوار التفاحة هناك .... هل فهمتم ؟ ..... ممنوع الكلام نهائيا والالتفات كذلك .... وكل من يخالف هذا سيموت ميتة شنيعة ...... هل نبدأ ؟

كانت بتول مخيفة ..... مرعبة .... لها صوت مخدر يجعلك لاتسأم من كلامها أبدا .... قامت بتول وأغلقت نوافذ الحجرة جيدا .... وأغلقت الستائر الحمراء السميكة جدا ...... ثم اتجهت إلى زر النور وأغلقته ..... هنا أصبحت الغرفة مظلمة كقلب كافر ..... رأيتها في الظلام تتحرك وتشعل عود ثقاب وتضيء أول شمعة ..... ثم استمرت في إضاءة الشموع حتى وصلت للشمعة الأخيرة ..... كانت تبتسم بتلذذ غريب ..... نظرت إلى سارة أختي على ضوء الشموع فرأيتها خائفة .... يالهذه المسكينة ... مالذي جاء بها معنا ؟ نورهان كذلك كانت قلقة .... نظرت لهشام فرأيته ينظر لي ..... ترى هل يفكر في مغادرة المكان ؟ ..... جلست بتول كأميرة من أميرات العصر السيليولوزي – هل هناك عصر ما بهذا الاسم ؟ – ورأيتها على ضوء الشموع ..... كانت قاسية .... شعرت بهذا .... لكني كنت أعرف أن كل هذا هراء في هراء ...... فلم أخف إلى هذا الحد .


هنا أغمضت بتول عينيها الجميلتين وأخذت تتكلم بصوت هو للهمس أقرب .... كانت تكلم هذا الكيكو ... قالت له أشياء عديدة عن مجموعة الأطفال اللطفاء الذين أتوا إلى هنا بكامل إرادتهم ... وعن روحه الملولة المعذبة التي أتى لها من سيسليها أخيرا ... إذن فنحن هنا من أجل تسلية ذلك المغرور كيكو ..... نحن مضحكي الملك إذن ...... ثم بدأ كلام بتول يتحول إلى الألغاز .... قالت كلاما كثيرة بلغة غير مفهومة ....... ثم سكتت أخيرا وانتظرت ..... دقيقة كاملة من الصمت المطبق تلتها دقيقة أخرى من الصمت المرعب .... لا أستطيع الالتفات خوفا من غضب بتول – وليس كيكو - ..... لم يحدث شيء ..... ظهرت على شفتي ابتسامة انتصار متشف .... يبدو أن الأمر كله مزيف .... كنت أعلم أن الأمر كله سخافة فتاة قررت تمضية وقت فراغها بالتسلية على هؤلاء الحمقي الذين هبطوا عليها من السماء ..... ثم تكلمت بتول مرة أخرى ..... كان صوتها هذه المرة مختلفا ..... لم يكن همسا .... لقد اتخذ طابع الحدة ..... قالت أشياء كثيرة عن أننا مستعدون للحديث معه في أي شيء يريده ومستعدون لتنفيذ جميع طلباته إذا أتى ..... ثم بدأ صوتها يعلو احتجاجا عليه أنه لا يعيرها أدنى اهتمام .... ثم يعلو أكثر حتى تحول إلى صراخ هيستيري ..... قالت له عدة مرات :
- كيكو ..... ألم تفهم بعد ..... إن هؤلاء الأطفال الذين أتيت لك بهم هم أنفسهم الذين قتلوا أمك ..... وهنا انطفأت الشموع السبعة دفعة واحدة وسمعنا صرخة .


كانت صرخة نورهان ..... التي ما إن رأت الشموع تنطفيء حتى انفجر فتيل صبرها ...... وهنا قامت نورهان وسارة من مكانيهما .... وهربتا ... ورأيت هشام يقوم بسرعة .... فقمت أنا الآخر .... وولينا جميعا هاربين ........ تاركين بتول وحدها ...... جرينا وجرينا ...... نزلنا السلم إلى الدور الأول .... واتجهنا إلى الباب .... فتحناه .... وهربنا إلى الشارع ..... كنا نجري بأقصى سرعة .... كنت مرعوبا في الحقيقة ..... لست أدري كيف انطفأت تلك الشموع دفعة واحدة هكذا ..... لابد أن تلك الفتاة شيطانة ...... وأخيرا وصلنا إلى باب شقتنا .... ووقفنا أمامها نلهث ونسترد أنفاسنا.
وقفنا أمام بابنا ننظر إلى بعضنا في صمت ..... وهنا تكلم هشام :
- لماذا صرخت يا نورهان ؟
- ألم تر مارأيت أيها الأحمق .... لقد انطفأت الشموع ...
- إن كيكو يمكن أن يقتلنا الآن
قلت مؤيدا كلامه :
- لقد قالت له أننا نحن الذين قتلنا أمه ..... ثم هربنا نحن .... إذا كان حقا كيكو هذا حقيقي .... فسيعني هذا أننا نعيش اليوم آخر أيامنا ....

صمت الجميع ولم يعلقوا على كلامي ..... لكني كنت خائفا جدا ...... مضى اليوم كله بدون مشاكل .... لكننا مضينا ليلة أسوأ من حظ بطوط .....

وحين جاء اليوم التالي قالت لنا نورهان :
- يجب أن نذهب لبتول مرة أخرى ونعتذر لها عما فعلناه .... لاريب أنها غاضبة جدا الآن ....
وافقتها .... لكن هشام وسارة أبيا أن يأتيا معنا ..... وهكذا ذهبت أنا ونورهان ووقفنا أمام الفيلا الفخمة .... وضغطنا زر الجرس ..... في هذه المرة فتحت لنا بتول بنفسها ..... نظرت لنا بقسوة وقالت :
- أين ذهبتم أمس ؟ .... لقد أغضبتم كيكو أيها الأغبياء عديمي النفع .
قالت نورهان بغضب :
- أنت هي الغبية يا بتول .... كيف تقولين له ماقلتيه وأنت تعلمين أننا ليس لنا دخل بأمه أو بسواها .....
- كان يجب أن أجعله يحضربأي طريقة .....
قلت لها :
- وهل حضر أمس ؟......
قالت بتول :
- نعم .... ولم أستطع أن أفسر موقفي أمامه بعد هروبكم كالجبناء .....ظننت أنك رجل .... لكنك أنت وابن خالتك أثبتتم لي عكس ذلك ...ليس هناك فرق كبير بينكم وبين الفتيات .

ياللإهانة .... هذه الفتاة تهينني ..... أنا لست رجلا ؟ غضبت واتجهت نحوها وضربتها على وجهها أعنف ضربة استطعت أن أخرجها ...... نظرت لي بغل ...... إنها تكرهني ..... عندها استدرت ومشيت خارج فناء الفيلا .... نادت علي نورهان ولحقتني .... ومشت معي خارجا ..... قالت لي بغضب :
- هل أنت غبي ؟.... كيف تضرب صديقتي أيها الأحمق ....
وأمسكت بملابسي وقالت :
- من تظن نفسك ؟ أنت كما قالت هي عنك تماما .

نظرت لها نظرة مخيفة ..... لا أستطيع ضرب نورهان ..... ولي أسبابي الخاصة ...... اعطيتها ظهري وانصرفت في صمت .

عندما جلست مع هشام بعدها في نفس الليلة قال لي كلاما كثيرا عن علي – شقيق بتول – وكيف أنه قوي جدا .... وأنني حكمت على نفسي بالإعدام حينما ضربت أخته التي لم يجرؤ أحد قبلي على الاقتراب منها ..... إذن فقد أغضبت كيكو ..... وأغضبت علي .... وأغضبت بتول ..... يالي من تعس .

الاسم : على أروتشي
السن : 13 سنة
الحالة الاجتماعية : طفل
المكان : اسطنبول
المهنة : فتوة
الديانة : مسلم
ماعلاقتنا نحن بكل هذا : أنني سيتحطم عنقي بعد قليل .

في اليوم التالي كنت أركب دراجة هشام وألهو بها قليلا في سباق مع ولد لم أعرف اسمه إلى الآن ..... كان هناك فتيات كثيرات يلعبن بجانبنا .... وأولاد يجلسون في مكان قريب يتحدثون في أمر ما بحماسة ..... ثم رأيت بتول تأتي من بعيد ..... وخلفها علي ..... كانت تشير إلي قائلة له شيئا ما لابد أنه – حطم وجه هذا الفتى لأنه تجرأ وضربني .. إنه يتحداك ... فلتره من هو علي - ...... توقفت عن اللعب بالدراجة السخيفة التي أنفلت جنزيرها .... وأخذت أنظر لعلي وهو قادم إلي وعلى وجهه أعتى علامات الغضب والثورة ..... شيء ما جعلني أبقى في مكاني ولا أهرب ..... شيء ما لست أعرفه ..... وقفت كالأحمق حتى وصل إلي ......

أمسكني من ملابسي ناظرا إلى عيني مباشرة وصرخ في وجهي :
- كيف جرؤت على ضرب بتول أمس أيها الغبي ... ألم تعرف أنني أنا أخوها .؟
هنا سكت جميع من في المكان .... الأولاد ينظرون لما يحدث وقد وجدوا ما يسليهم أخيرا .... الفتيات ينظرن لي في حسرة وهن يتوقعن ماذا سيحدث بعد لحظات لأنهن يعرفن من هو علي جيدا ..... وهنا انهالت على وجهي ضربة بكف علي القاسية ...... تبعتها واحدة أخرى ..... ثم أخرى وأخرى وأخرى ...... وقعت على الأرض وأنا أشفق على كرامتي أكثر مما أشفق على فكي الذي تحطم .... تركني علي وانصرف بدون كلمة أخرى ... نظرت حولي .. كلما تلتقي عيني بعين ولد أو فتاة يحول وجهه بعيدا عني ...... رأيت يدا ممدودة إلي ..... كان هذا هو الولد الذي كنت أسابقه بالدراجة – ماذا كان اسمه ؟ - .... أمسكت بيده وقمت .... وانصرفت من المكان بدون تعليق آخر.

ونحن ياسادة في قصة رعب هنا ..... لذا اسمحوا لي أن أتجاوز هذا الموقف ..... وألا أحكي لكم كيف استرددت كرامتي ..... ولا كيف عادت صداقتنا مع بتول أقوى من السابق .... ولا كيف أصبح علي صديقي الشخصي حتى الآن .... لن أحكي لكم كل هذا لأنه لا يخدم قصتنا هنا ..... سأقفز لكم بالأحداث مباشرة إلى مابعد هذا بثلاث سنوات أخرى...... إلى كيكو .... كيكو الذي قتلنا أمه .... والذي قد تذكرنا أخيرا بعد مضي هذه السنين .

كانت بتول الآن مختلفة عن السابق كثيرا ...... أصبحت تلعب معنا أكثر ..... ونسينا كل شيء عن أمر كيكو القاتل .... حتى ذكرتنا هي به ذات مرة قائلة :
- هل تذكرون كيكو ؟
قالت سارة :
- كيكو من ؟
قالت نورهان :
- مالذي ذكرك به يا بتول ؟....
قالت بتول :
- لقد زارني أمس .... وهو يريد أن يراكم .... لقد أفهمته أنه لا علاقة لكم بالأمر أبدا ..

أخذنا نتناقش بحرارة بين معارض وموافق ... وكنت أنا أول الموافقين لأني كنت فضوليا ..... كنت أريد أن أرى جنيا ..... ولو لمرة واحدة في حياتي ..... لقد بدأ عندي الإدمان على الجن وحكاياتهم – الذي قرأتم أنني أعاني منه في قصتي الأولى - لذا وافقت على الفور .... وجعلت الجميع يوافق معي على إعادة التجربة الرهيبة .

والآن وفي الليلة التالية هانحن جلوس على نفس المائدة الجميلة في فيلا بتول .... نطالع نفس الشموع ..... ونضع أمامنا نفس السكاكين ..... نظرت إلى وجه بتول الذي صار أجمل بكثير من السابق ..... فوجدتها قد أغمضت عينيها وأخذت تثرثر كثيرا عن هؤلاء الأطفال الذين جاؤوا ليعتذروا لكيكو العظيم عما فعلوه من قبل .... وعن أنها لا تدري من قتل أمه ... لكنه ليس من هؤلاء الحمقى بالتأكيد ....... و ....... سمعنا فرقعة من مكان ما ...... وانطفأت الشموع السبعة مرة واحدة .

ارتجفت ...... أمسك هشام بملابسي مرتجفا ..... نورهان كانت تكتم صرخة... وأختي أغمضت عينيها حتى لاترى شيئا ...... نظرت نحو بتول فوجدتها تردد كلاما لا نهاية له بلغة غريبة ...... ثم تحركت إحدى السكاكين التي على المائدة فجأة ..... نعم أقولها بكل قواي العقلية .... تحركت سكينة من مكانها .... وارتفعت في الهواء ببطء مستفز ثم استقرت بجوار التفاحة .... كانت هذه هي سكينة بتول ...... وكان هذا يعني أن بتول هي المختارة لتغادر الغرفة ....... نظرت لها فوجدتها تتهيأ للانصراف ..... قالت لها نورهان برعب :
- أين تذهبين ؟ لن تتركينا هنا أرجوك .

سمعت صوت بكاء ..... كانت هي أختي التي لم تحتمل كل هذا ...... قالت لنا بتول ألا نخاف لأن كيكو لن يؤذينا وأن علينا أن نكون شجعانا .... لأننا إذا هربنا هذه المرة ... فإنه سيقتلنا واحدا واحدا بلا رحمة ..... قالت هذا واستدارت مغادرة الغرفة ..... فتحت الباب وأغلقته بقوة .... تاركة إيانا مرتعبين نمسك ببعضنا من الخوف ..... ترى ماذا يمكن أن يحدث الآن ؟ ..... فجأة سمعنا صوتا من مكان ما على المائدة .... مثل الصوت الذي تسمعه عند الضغط على عبوة مبيد الحشرات ...... ورأينا دخانا أبيض يخرج بقوة من كوب موضوع على المائدة ...... لم نحتمل أكثر من هذا ..... جرينا بأقصى سرعتنا نحو الباب.... حاولنا فتحه .... لكنه كان مغلقا بالمفتاح من الخارج...... صرخت نورهان برعب مما زاد الأمر سوءا ثم بكت هي وسارة .... أما هشام فلم يتكلم مطلقا .... انعقد لسانه بداخل حلقه تماما ...... وكنت أنا أرتجف كورقة ..... لقد حبسنا هاهنا .... وهي نهايتنا بالتأكيد ...... إن كيكو أخرج بتول من الغرفة ليستفرد بنا وينتقم لأمه .

فجأة انفتحت الأنوار بقوة أغشت أعيننا وسمعنا ضحكة أنثوية ..... وضحكة أخرى كضحكة خنزير بري ..... تأتيان من مكان ما بالغرفة .. نظرنا فرأينا بتول وأخوها علي يضحكان علينا بقسوة وقد دخلا من باب خلفي في نفس الغرفة.

إذن فالأمر كله مجرد خدعة سخيفة منها .....
غضبت نورهان وقالت :
- أيتها الحمقاء .... هل تجدين في هذا نوعا من التسلية ..... لقد كدت أن تقتلينا رعبا ..
قالت بتول متشفية :
- هذا هو الهدف .... أن تموتوا رعبا .... وأنتم لستم أول من أفعل به هذا يا أعزائي .
قلت لها :
- وهل هذا المعتوه الذي بجانبك مشترك معك أيضا ؟
قال علي :
- بالطبع ..... أنا أساسي في الأمر منذ البداية أيها الأحمق .
قال هشام :
- لكن الشموع والدخان ...... والسكينة ..... كيف ....
قاطعته بتول قائلة :
- هل تعرف متجر ( روزا بازاري ) في نهاية هذا الشارع ؟ ..... إنه يبيع العديد من المقالب التي اشتريتها كلها ..... هذه الشموع هي أحد هذه المقالب ..... وهي تنطفئ كلها معا في فرقعة كالتي سمعتموها ...... وهذا الدخان هو من كرة بسيطة مختبئة بداخل ذلك الكوب هناك ...... أما السكينة .... فقد ربطتها بخيط يمسك علي بنهايته ويختبيء في الغرفة منتظرا اللحظة المناسبة التي يحركه فيها ..... ولم تروا هذا الخيط في الظلام طبعا لأنه خيط أسود ..... ثم أخذت تضحك هي وعلي .... يضحكان باستمتاع حقيقي علينا نحن البلهاء الذين صدقنا كل هذا .

لئيمة هي بتول ..... وقاسية ..... تعشق الرعب والمقالب ..... و نحن كلما نتذكر هذه القصة الآن نضحك على أنفسنا كثيرا ...... وهذه هي النهاية أخيرا


ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا الاسم .

أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسعة ما حدث معه يوما .

سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا .

لدي هنا قصة عن تحضير الأرواح .. دائما يقولون لك أنهم جربوا تحضيرها .. ودائما يخبرونك في فخر أنهم نجحوا في ذلك .. حتى يأخذك الفضول لتجرب .. وها أنا قد جربت .. وإليكم النتيجة .


http://farm1.static.flickr.com/148/3...73e718a404.jpg

حكاية تحضير الأرواح

" كثيرون حاولوا تحضيرها ونجحوا...... فلماذا سأفشل أنا ؟ "


الاسم : كيكو جابات
السن : 33 عاما
الحالة الاجتماعية : ميت
المكان : اسطنبول
المهنة : جني
الديانة : كافر
ماعلاقتنا نحن بكل هذا : مجرد مقدمة سخيفة لابد منها


كنا أربعة أطفال .... أنا ( 12 سنة ومخبول تماما وأدعى أحمد ) .. أختي ( 10 سنوات بريئة جدا وتدعى سارة ) .... ابن خالتي ( هشام 11 سنة ويبدو متحمسا ) ... ابنة خالتي ( تدعى نورهان 12 سنة ولا يمكن للكلمات أن تصف جمالها ) ... كنا في تركيا ... المكان الذي عشت فيه طفولتي الغريبة ، في اسطنبول تحديدا حيث تلتقي أوروبا وآسيا معا لقاء عاشقين متيمين .

كنا شلة لا هم لها سوى اللعب من بداية اليوم وحتى نهايته . وعندما يأتي المساء ننام كأفراس النهر منتظرين يوما جديدا نلعب فيه ..... كل يوم هو مغامرة جديدة .... مرة نتسلل لحديقة تلك الفيلا لنسرق ثمار التوت اللذيذة .... ومرة نحاول الإمساك بهذا القط التعس الذي ألقاه حظه في طريقنا ..... مرة ننظم المقالب لسارة لنضحك قليلا ..... لكن اليوم كان أمامنا مغامرة أخرى ..... مغامرة مع كيكو .


في ذات ليلة من ليالي اسطنبول الساحرة جلسنا نتحدث .... أحاديث مملة من أحاديث الأطفال التي لايمكن أبدا أن تنتهي حين قالت نورهان :
- أنا سأذهب غدا للعب مع بتول ... هل ستأتي معي ياسارة ؟
- طبعا سآتي
قلت أنا :
- ومن بتول هذه ؟
- إنها صديقتي الجديدة .
قال هشام مشمئزا :
- لا أحب هذه الفتاة ..... إنها سمجة ولا تحب تاركان – وتاركان هذا هو مغني تركي شهير جدا –
قالت نورهان :
- بتول قالت أنها سترينا شيئا مرعبا جدا في بيتها .... قالت أننا سنحضر كيكو معا .
- كيكو ؟؟؟
- إنه قاتل مأجور كان يعيش في اسطنبول قديما .... يقولون أنه انتحر حزنا على أمه التي قتلها أحدهم .
- ومامعنى أنكم ستحضرون كيكو ؟
- سنحضر روحه ..... سنكلمه ونحاول أن نصادقه .
قلت لها بسرعة :
- أريد أن آتي معكما أنا وهشام .
قال هشام مشمئزا ثانية :
- لا أحب هذه الفتاة يا أحمد .... إنها كاذبة كبيرة ولاتحب تاركان .
- أنا لا أهتم .... يجب أن أذهب معكما .... إذا أردت البقاء هنا فابق ... لكني سأذهب .

وافقت نورهان ..... ووافق هشام أن يأتي معنا بعد أن خشي أن يبدو بمظهر الجبان الوحيد ..... وافق التعس أن يزور بتول .


في الصباح التالي كنا نقف أمام فيلا بتول – التي كانت تعيش في فيلا فخمة جدا في منطقتنا - .... وقفنا نضغط الجرس عدة مرات حتى خرج لنا أخوها – كان اسمه علي – وكنت أعرفه ، لأنه هو فتوة المنطقة بأكملها بسبب عصبيته وضخامة جسده وقوته .... لم يبد سعيدا برويتنا إطلاقا – وعلي هذا لم أره في حياتي مبتسما أبدا –

قال لنا بعنف :
- ماذا تريدون ؟
- بتول
- ليست هنا
قالت نورهان بتحدي :
- أنت كاذب كبير
- هل تجرؤين على إهانتي أيتها الضعيفة .... لن أحتاج لأكثر من ضربة واحدة حتى أزيلك تماما من تركيا بأكملها .
قال هشام :
- علي ... دعك من نورهان .... نعرف أن بتول هنا لأنها دعتنا بنفسها في التليفون الآن ..... فهلا ناديتها ؟

عندئذ سمعنا صوتا أنثويا باردا كصخور الجرانيت ينبعث من سماعة ( الإنتركم ) قائلا :
- نورهان .... هل أتيت ؟ ماذا يؤخرك ؟
قالت نورهان :
- إن علي يضايقني .
تحول علي لفأر مذعور وقال :
- لا تصدقيها يا بتول أنا لم أقترب منها .... إنها تكذب ....
هنا تعجبت .... لماذا يخاف هذا المأفون من أخته هكذا ؟ المفترض أنه فتوة ..... هل هي أضخم منه ؟ ربما .... سنرى كل شيء بعد لحظات .....


دخلنا إلى الفيلا الأنيقة ... لم نستطع منع أنفسنا من النظر والانبهار بحجم هذه الفيلا وفخامتها من الداخل .... كانت قصرا حقيقيا .... أخذنا نتطلع في كل ركن كالبلهاء حتى أتت لنا بتول ..... وهنا رأيتها لأول مرة ... لم أر في حياتي فتاة بمثل هذا الجمال ..... شعر ذهبي ناعم قصير نوعا ..... شفتان رفيعتان توحيان بالقسوة .... عينان خضراوتان لا تستطيع النظر فيهما مباشرة مهما حاولت ....... كنت مفتونا بها إلى حد لم أسمعها وهي تحييني وتسألني من أنا ..... لكنني أفقت فجأة قائلا :
- آآآ أنا أخو ..... أقصد ابن خالة نورهان ....

نظرت في عيني مباشرة وقالت :
- هل أتيت لترى كيكو ؟ .....
هنا حاولت التظاهر بالشجاعة وخرج صوتي ضعيفا مثيرا للشفقة :
- لا أنا لا أخاف من أي شيء أبدا ..
ضحكت كالأفعي ثم دعتنا لنصعد إلى الدور الثاني .......
همس لي هشام :
- مابك ؟ ..... إنها المرة الأولى التي أراك فيها مرتبكا هكذا ....
- لست أدري .... هذه الفتاة ...
- ماذا بها ..... أنا أراها عادية جدا
- لا .... إنها أجمل من نورهان ..... هل رأيت في حياتك فتاة أجمل من نورهان .
- أحمد .... اخرس إنها تنظر إلينا

كانت بتول تنظر لنا بثبات ..... ونظرت في عيني طويلا ثم دعتنا للجلوس على مائدة سفرة جميلة .... واعتذرت أنها ستذهب لتحضر ( الأدوات ) اللازمة ..... ولم تنس أن تنظر إلي نظرة عجيبة قبل أن تستدير وتذهب لحالها .


قالت سارة :
- أين ذهبت ؟
قالت نورهان :
- لقد ذهبت لتحضر الشموع والسكاكين والتفاحة .... كل هذا ضروري في التجربة .
سكاكين ؟ تفاحة ؟ ما هذا الغباء ؟ هل هذه هي الأدوات ؟ وإذا لم تكن هي الأدوات .... فهل سنأكل جميعا تفاحة واحدة ؟ بدأت أشعر بسخف الأمر كله .... لكن لم يكن بيدي سوى الانتظار ..

جاءت بتول أخيرا وهي تحمل طبقا فاخرا عليه خمس سكاكين من نوع سكاكين الفنادق التي لاتصلح لتقطيع أي شيء ..... وكانت هناك تفاحة حمراء جميلة المنظر ..... كانت بتول تبتسم قائلة :
- هل تأخرت عليكم ..... هل افتتقدتموني ؟ ....
كانت ساحرة ..... كأنها التعريف المختصر لكلمة ( جمال ) – بفتح الجيم وليس بكسرها طبعا - ... جلست بتول بأناقة كما تفعل الأميرات ..... وبدأت تتكلم بصوتها البارد :
- إذا كان أحدكم خائفا من الآن ... فيستحسن أن يذهب .... الفرصة أمامكم لأنه لن يستطيع أحدكم الهرب عندما يأتي كيكو .

بدأ الأمر يتخذ نغمة مخيفة ...... كنت أعرف أن الأمر كله مجرد هراء ..... فأنا لا أصدق قصص الأشباح ولا كل هذه الحماقات ..... لكن بتول أكملت :
- سنشعل هذه الشموع السبعة ونطفيء النور ونغلق الستائر السميكة والنوافذ حتى نمنع أي نسمة هواء .... سنضع التفاحة في منتصف الشموع .... وكل واحد منا سيضع سكينا من هذه السكاكين أمامه ..... ثم سأبدأ أنا بالتحضير في هذا الظلام على ضوء الشموع السبعة ...... غير مسموح لأي واحد بالنظر حوله أبدا .... سنركز أنظارنا على الشموع ..... إذا قبل كيكو حضوركم وارتاح لكم سيحضر فورا ... وستكون علامة هذا أن تنطفيء الشموع السبعة دفعة واحدة ....... ثم سيختار كيكو واحدا منا أو أكثر ليخرج خارج الغرفة ... لن يبقى هنا إلا من يعجب كيكو فقط ...... وسنعرف من هو المختار ليخرج بأن تتحرك السكينة التي أمامه وتذهب لتأخذ مكانها بجوار التفاحة هناك .... هل فهمتم ؟ ..... ممنوع الكلام نهائيا والالتفات كذلك .... وكل من يخالف هذا سيموت ميتة شنيعة ...... هل نبدأ ؟

كانت بتول مخيفة ..... مرعبة .... لها صوت مخدر يجعلك لاتسأم من كلامها أبدا .... قامت بتول وأغلقت نوافذ الحجرة جيدا .... وأغلقت الستائر الحمراء السميكة جدا ...... ثم اتجهت إلى زر النور وأغلقته ..... هنا أصبحت الغرفة مظلمة كقلب كافر ..... رأيتها في الظلام تتحرك وتشعل عود ثقاب وتضيء أول شمعة ..... ثم استمرت في إضاءة الشموع حتى وصلت للشمعة الأخيرة ..... كانت تبتسم بتلذذ غريب ..... نظرت إلى سارة أختي على ضوء الشموع فرأيتها خائفة .... يالهذه المسكينة ... مالذي جاء بها معنا ؟ نورهان كذلك كانت قلقة .... نظرت لهشام فرأيته ينظر لي ..... ترى هل يفكر في مغادرة المكان ؟ ..... جلست بتول كأميرة من أميرات العصر السيليولوزي – هل هناك عصر ما بهذا الاسم ؟ – ورأيتها على ضوء الشموع ..... كانت قاسية .... شعرت بهذا .... لكني كنت أعرف أن كل هذا هراء في هراء ...... فلم أخف إلى هذا الحد .


هنا أغمضت بتول عينيها الجميلتين وأخذت تتكلم بصوت هو للهمس أقرب .... كانت تكلم هذا الكيكو ... قالت له أشياء عديدة عن مجموعة الأطفال اللطفاء الذين أتوا إلى هنا بكامل إرادتهم ... وعن روحه الملولة المعذبة التي أتى لها من سيسليها أخيرا ... إذن فنحن هنا من أجل تسلية ذلك المغرور كيكو ..... نحن مضحكي الملك إذن ...... ثم بدأ كلام بتول يتحول إلى الألغاز .... قالت كلاما كثيرة بلغة غير مفهومة ....... ثم سكتت أخيرا وانتظرت ..... دقيقة كاملة من الصمت المطبق تلتها دقيقة أخرى من الصمت المرعب .... لا أستطيع الالتفات خوفا من غضب بتول – وليس كيكو - ..... لم يحدث شيء ..... ظهرت على شفتي ابتسامة انتصار متشف .... يبدو أن الأمر كله مزيف .... كنت أعلم أن الأمر كله سخافة فتاة قررت تمضية وقت فراغها بالتسلية على هؤلاء الحمقي الذين هبطوا عليها من السماء ..... ثم تكلمت بتول مرة أخرى ..... كان صوتها هذه المرة مختلفا ..... لم يكن همسا .... لقد اتخذ طابع الحدة ..... قالت أشياء كثيرة عن أننا مستعدون للحديث معه في أي شيء يريده ومستعدون لتنفيذ جميع طلباته إذا أتى ..... ثم بدأ صوتها يعلو احتجاجا عليه أنه لا يعيرها أدنى اهتمام .... ثم يعلو أكثر حتى تحول إلى صراخ هيستيري ..... قالت له عدة مرات :
- كيكو ..... ألم تفهم بعد ..... إن هؤلاء الأطفال الذين أتيت لك بهم هم أنفسهم الذين قتلوا أمك ..... وهنا انطفأت الشموع السبعة دفعة واحدة وسمعنا صرخة .


كانت صرخة نورهان ..... التي ما إن رأت الشموع تنطفيء حتى انفجر فتيل صبرها ...... وهنا قامت نورهان وسارة من مكانيهما .... وهربتا ... ورأيت هشام يقوم بسرعة .... فقمت أنا الآخر .... وولينا جميعا هاربين ........ تاركين بتول وحدها ...... جرينا وجرينا ...... نزلنا السلم إلى الدور الأول .... واتجهنا إلى الباب .... فتحناه .... وهربنا إلى الشارع ..... كنا نجري بأقصى سرعة .... كنت مرعوبا في الحقيقة ..... لست أدري كيف انطفأت تلك الشموع دفعة واحدة هكذا ..... لابد أن تلك الفتاة شيطانة ...... وأخيرا وصلنا إلى باب شقتنا .... ووقفنا أمامها نلهث ونسترد أنفاسنا.
وقفنا أمام بابنا ننظر إلى بعضنا في صمت ..... وهنا تكلم هشام :
- لماذا صرخت يا نورهان ؟
- ألم تر مارأيت أيها الأحمق .... لقد انطفأت الشموع ...
- إن كيكو يمكن أن يقتلنا الآن
قلت مؤيدا كلامه :
- لقد قالت له أننا نحن الذين قتلنا أمه ..... ثم هربنا نحن .... إذا كان حقا كيكو هذا حقيقي .... فسيعني هذا أننا نعيش اليوم آخر أيامنا ....

صمت الجميع ولم يعلقوا على كلامي ..... لكني كنت خائفا جدا ...... مضى اليوم كله بدون مشاكل .... لكننا مضينا ليلة أسوأ من حظ بطوط .....

وحين جاء اليوم التالي قالت لنا نورهان :
- يجب أن نذهب لبتول مرة أخرى ونعتذر لها عما فعلناه .... لاريب أنها غاضبة جدا الآن ....
وافقتها .... لكن هشام وسارة أبيا أن يأتيا معنا ..... وهكذا ذهبت أنا ونورهان ووقفنا أمام الفيلا الفخمة .... وضغطنا زر الجرس ..... في هذه المرة فتحت لنا بتول بنفسها ..... نظرت لنا بقسوة وقالت :
- أين ذهبتم أمس ؟ .... لقد أغضبتم كيكو أيها الأغبياء عديمي النفع .
قالت نورهان بغضب :
- أنت هي الغبية يا بتول .... كيف تقولين له ماقلتيه وأنت تعلمين أننا ليس لنا دخل بأمه أو بسواها .....
- كان يجب أن أجعله يحضربأي طريقة .....
قلت لها :
- وهل حضر أمس ؟......
قالت بتول :
- نعم .... ولم أستطع أن أفسر موقفي أمامه بعد هروبكم كالجبناء .....ظننت أنك رجل .... لكنك أنت وابن خالتك أثبتتم لي عكس ذلك ...ليس هناك فرق كبير بينكم وبين الفتيات .

ياللإهانة .... هذه الفتاة تهينني ..... أنا لست رجلا ؟ غضبت واتجهت نحوها وضربتها على وجهها أعنف ضربة استطعت أن أخرجها ...... نظرت لي بغل ...... إنها تكرهني ..... عندها استدرت ومشيت خارج فناء الفيلا .... نادت علي نورهان ولحقتني .... ومشت معي خارجا ..... قالت لي بغضب :
- هل أنت غبي ؟.... كيف تضرب صديقتي أيها الأحمق ....
وأمسكت بملابسي وقالت :
- من تظن نفسك ؟ أنت كما قالت هي عنك تماما .

نظرت لها نظرة مخيفة ..... لا أستطيع ضرب نورهان ..... ولي أسبابي الخاصة ...... اعطيتها ظهري وانصرفت في صمت .

عندما جلست مع هشام بعدها في نفس الليلة قال لي كلاما كثيرا عن علي – شقيق بتول – وكيف أنه قوي جدا .... وأنني حكمت على نفسي بالإعدام حينما ضربت أخته التي لم يجرؤ أحد قبلي على الاقتراب منها ..... إذن فقد أغضبت كيكو ..... وأغضبت علي .... وأغضبت بتول ..... يالي من تعس .

الاسم : على أروتشي
السن : 13 سنة
الحالة الاجتماعية : طفل
المكان : اسطنبول
المهنة : فتوة
الديانة : مسلم
ماعلاقتنا نحن بكل هذا : أنني سيتحطم عنقي بعد قليل .

في اليوم التالي كنت أركب دراجة هشام وألهو بها قليلا في سباق مع ولد لم أعرف اسمه إلى الآن ..... كان هناك فتيات كثيرات يلعبن بجانبنا .... وأولاد يجلسون في مكان قريب يتحدثون في أمر ما بحماسة ..... ثم رأيت بتول تأتي من بعيد ..... وخلفها علي ..... كانت تشير إلي قائلة له شيئا ما لابد أنه – حطم وجه هذا الفتى لأنه تجرأ وضربني .. إنه يتحداك ... فلتره من هو علي - ...... توقفت عن اللعب بالدراجة السخيفة التي أنفلت جنزيرها .... وأخذت أنظر لعلي وهو قادم إلي وعلى وجهه أعتى علامات الغضب والثورة ..... شيء ما جعلني أبقى في مكاني ولا أهرب ..... شيء ما لست أعرفه ..... وقفت كالأحمق حتى وصل إلي ......

أمسكني من ملابسي ناظرا إلى عيني مباشرة وصرخ في وجهي :
- كيف جرؤت على ضرب بتول أمس أيها الغبي ... ألم تعرف أنني أنا أخوها .؟
هنا سكت جميع من في المكان .... الأولاد ينظرون لما يحدث وقد وجدوا ما يسليهم أخيرا .... الفتيات ينظرن لي في حسرة وهن يتوقعن ماذا سيحدث بعد لحظات لأنهن يعرفن من هو علي جيدا ..... وهنا انهالت على وجهي ضربة بكف علي القاسية ...... تبعتها واحدة أخرى ..... ثم أخرى وأخرى وأخرى ...... وقعت على الأرض وأنا أشفق على كرامتي أكثر مما أشفق على فكي الذي تحطم .... تركني علي وانصرف بدون كلمة أخرى ... نظرت حولي .. كلما تلتقي عيني بعين ولد أو فتاة يحول وجهه بعيدا عني ...... رأيت يدا ممدودة إلي ..... كان هذا هو الولد الذي كنت أسابقه بالدراجة – ماذا كان اسمه ؟ - .... أمسكت بيده وقمت .... وانصرفت من المكان بدون تعليق آخر.

ونحن ياسادة في قصة رعب هنا ..... لذا اسمحوا لي أن أتجاوز هذا الموقف ..... وألا أحكي لكم كيف استرددت كرامتي ..... ولا كيف عادت صداقتنا مع بتول أقوى من السابق .... ولا كيف أصبح علي صديقي الشخصي حتى الآن .... لن أحكي لكم كل هذا لأنه لا يخدم قصتنا هنا ..... سأقفز لكم بالأحداث مباشرة إلى مابعد هذا بثلاث سنوات أخرى...... إلى كيكو .... كيكو الذي قتلنا أمه .... والذي قد تذكرنا أخيرا بعد مضي هذه السنين .

كانت بتول الآن مختلفة عن السابق كثيرا ...... أصبحت تلعب معنا أكثر ..... ونسينا كل شيء عن أمر كيكو القاتل .... حتى ذكرتنا هي به ذات مرة قائلة :
- هل تذكرون كيكو ؟
قالت سارة :
- كيكو من ؟
قالت نورهان :
- مالذي ذكرك به يا بتول ؟....
قالت بتول :
- لقد زارني أمس .... وهو يريد أن يراكم .... لقد أفهمته أنه لا علاقة لكم بالأمر أبدا ..

أخذنا نتناقش بحرارة بين معارض وموافق ... وكنت أنا أول الموافقين لأني كنت فضوليا ..... كنت أريد أن أرى جنيا ..... ولو لمرة واحدة في حياتي ..... لقد بدأ عندي الإدمان على الجن وحكاياتهم – الذي قرأتم أنني أعاني منه في قصتي الأولى - لذا وافقت على الفور .... وجعلت الجميع يوافق معي على إعادة التجربة الرهيبة .

والآن وفي الليلة التالية هانحن جلوس على نفس المائدة الجميلة في فيلا بتول .... نطالع نفس الشموع ..... ونضع أمامنا نفس السكاكين ..... نظرت إلى وجه بتول الذي صار أجمل بكثير من السابق ..... فوجدتها قد أغمضت عينيها وأخذت تثرثر كثيرا عن هؤلاء الأطفال الذين جاؤوا ليعتذروا لكيكو العظيم عما فعلوه من قبل .... وعن أنها لا تدري من قتل أمه ... لكنه ليس من هؤلاء الحمقى بالتأكيد ....... و ....... سمعنا فرقعة من مكان ما ...... وانطفأت الشموع السبعة مرة واحدة .

ارتجفت ...... أمسك هشام بملابسي مرتجفا ..... نورهان كانت تكتم صرخة... وأختي أغمضت عينيها حتى لاترى شيئا ...... نظرت نحو بتول فوجدتها تردد كلاما لا نهاية له بلغة غريبة ...... ثم تحركت إحدى السكاكين التي على المائدة فجأة ..... نعم أقولها بكل قواي العقلية .... تحركت سكينة من مكانها .... وارتفعت في الهواء ببطء مستفز ثم استقرت بجوار التفاحة .... كانت هذه هي سكينة بتول ...... وكان هذا يعني أن بتول هي المختارة لتغادر الغرفة ....... نظرت لها فوجدتها تتهيأ للانصراف ..... قالت لها نورهان برعب :
- أين تذهبين ؟ لن تتركينا هنا أرجوك .

سمعت صوت بكاء ..... كانت هي أختي التي لم تحتمل كل هذا ...... قالت لنا بتول ألا نخاف لأن كيكو لن يؤذينا وأن علينا أن نكون شجعانا .... لأننا إذا هربنا هذه المرة ... فإنه سيقتلنا واحدا واحدا بلا رحمة ..... قالت هذا واستدارت مغادرة الغرفة ..... فتحت الباب وأغلقته بقوة .... تاركة إيانا مرتعبين نمسك ببعضنا من الخوف ..... ترى ماذا يمكن أن يحدث الآن ؟ ..... فجأة سمعنا صوتا من مكان ما على المائدة .... مثل الصوت الذي تسمعه عند الضغط على عبوة مبيد الحشرات ...... ورأينا دخانا أبيض يخرج بقوة من كوب موضوع على المائدة ...... لم نحتمل أكثر من هذا ..... جرينا بأقصى سرعتنا نحو الباب.... حاولنا فتحه .... لكنه كان مغلقا بالمفتاح من الخارج...... صرخت نورهان برعب مما زاد الأمر سوءا ثم بكت هي وسارة .... أما هشام فلم يتكلم مطلقا .... انعقد لسانه بداخل حلقه تماما ...... وكنت أنا أرتجف كورقة ..... لقد حبسنا هاهنا .... وهي نهايتنا بالتأكيد ...... إن كيكو أخرج بتول من الغرفة ليستفرد بنا وينتقم لأمه .

فجأة انفتحت الأنوار بقوة أغشت أعيننا وسمعنا ضحكة أنثوية ..... وضحكة أخرى كضحكة خنزير بري ..... تأتيان من مكان ما بالغرفة .. نظرنا فرأينا بتول وأخوها علي يضحكان علينا بقسوة وقد دخلا من باب خلفي في نفس الغرفة.

إذن فالأمر كله مجرد خدعة سخيفة منها .....
غضبت نورهان وقالت :
- أيتها الحمقاء .... هل تجدين في هذا نوعا من التسلية ..... لقد كدت أن تقتلينا رعبا ..
قالت بتول متشفية :
- هذا هو الهدف .... أن تموتوا رعبا .... وأنتم لستم أول من أفعل به هذا يا أعزائي .
قلت لها :
- وهل هذا المعتوه الذي بجانبك مشترك معك أيضا ؟
قال علي :
- بالطبع ..... أنا أساسي في الأمر منذ البداية أيها الأحمق .
قال هشام :
- لكن الشموع والدخان ...... والسكينة ..... كيف ....
قاطعته بتول قائلة :
- هل تعرف متجر ( روزا بازاري ) في نهاية هذا الشارع ؟ ..... إنه يبيع العديد من المقالب التي اشتريتها كلها ..... هذه الشموع هي أحد هذه المقالب ..... وهي تنطفئ كلها معا في فرقعة كالتي سمعتموها ...... وهذا الدخان هو من كرة بسيطة مختبئة بداخل ذلك الكوب هناك ...... أما السكينة .... فقد ربطتها بخيط يمسك علي بنهايته ويختبيء في الغرفة منتظرا اللحظة المناسبة التي يحركه فيها ..... ولم تروا هذا الخيط في الظلام طبعا لأنه خيط أسود ..... ثم أخذت تضحك هي وعلي .... يضحكان باستمتاع حقيقي علينا نحن البلهاء الذين صدقنا كل هذا .

لئيمة هي بتول ..... وقاسية ..... تعشق الرعب والمقالب ..... و نحن كلما نتذكر هذه القصة الآن نضحك على أنفسنا كثيرا ...... وهذه هي النهاية أخيرا

Zork Nemesis 28-03-10 11:21 PM

لماذا تم دمج القصص في موضوع واحد ؟؟

أيا كان السبب .. لماذا ظل الموضوع عنوانه هو عنوان الحكاية الأولى ؟

Zork Nemesis 31-03-10 12:51 PM

ِشكرا لك جزيلا .. في الواقع لقد تم دمج الثلاث قصص في موضوع واحد عنوانه هو عنوان القصة الأولى .. في نفس الوقت الذي يمنع فيه استخدام الرسائل الخاصة و لا يوجد شيء يدعى رسائل الزوار مما يجعل مراسلة المشرفين أمر مستحيل .

دمج القصص في موضوع واحد يلغي تماما أي إقبال على قراءة القصة الجديدة .. خاصة أن القاريء لن يعرف لو كانت هناك قصة جديدة أم لا لأن العناون ثابت .

أرجو ممن يمكنه التواصل مع المشرفين أن يخبرهم أن هذا ليس عدلا ..

dali2000 31-03-10 06:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zork Nemesis (المشاركة 2237627)
لماذا تم دمج القصص في موضوع واحد ؟؟

أيا كان السبب .. لماذا ظل الموضوع عنوانه هو عنوان الحكاية الأولى ؟

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Zork Nemesis (المشاركة 2242086)
ِشكرا لك جزيلا .. في الواقع لقد تم دمج الثلاث قصص في موضوع واحد عنوانه هو عنوان القصة الأولى .. في نفس الوقت الذي يمنع فيه استخدام الرسائل الخاصة و لا يوجد شيء يدعى رسائل الزوار مما يجعل مراسلة المشرفين أمر مستحيل .

دمج القصص في موضوع واحد يلغي تماما أي إقبال على قراءة القصة الجديدة .. خاصة أن القاريء لن يعرف لو كانت هناك قصة جديدة أم لا لأن العناون ثابت .

أرجو ممن يمكنه التواصل مع المشرفين أن يخبرهم أن هذا ليس عدلا ..


مرحبا

لقد قمت بدمج القصص من بعد اذنك لأنها عبارة عن سلسلة متتابعة وجاري وضع عنوان مناسب لها ،،ما العنوان الذي تقترحه؟؟

حاليًا تم وضع عنوان مؤقت لحين ،،اختيارك عنوان مناسب

موفق


الساعة الآن 07:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية