منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t137512.html)

مجنونة قلبها 08-03-10 06:42 PM

273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
السلااااام عليكم



راح انزل لكم رواية (طيف بلا اسم) من احلام لـ بيني جوردان "273"


طيف بلا اسم



الملخص


* * *
لم تصدق آني ادعاء دومينك كارلايل .. فكيف يمكن ان يكون زوجها ؟
ولماذا خرجت من حياته ؟
ولمَ نسيت كل شيء عن زواجهما ؟
حتى تعود ذاكرتها اليها اصر دومينك عليها ان تنتقل للعيش معه ووجد آني نفسها مجبره على
قول نعم .. فأحلامها يسكنها رجل واحد دائما .. رجل يشبه دومينك كل الشبه ! منتديات ليلاس

مجنونة قلبها 08-03-10 06:43 PM

1-رغبة دفينة


وقفت آني امام سلم منزلها ذي الطراز الفيكتوري وابتسامه ناعمه عذبه تداعب فمها ونظره حالمه تبدد الصفاء
المعتاد لعينيها الرماديتين الواسعتين لقد عاودها الحلم مره اخرى تلك الليلة ..
منتديات ليلاس
ذلك الحلم الذي "يجسد" فتى احلامها ليلة امس كان الحلم حقيقا بحيث ..
احمرت وجنتاها تفضحان سرها وانخفضت رموشها بحياء لتخفي التعبير الذي يمكن لعينيها ان تفصحا عنه
على غفله منها واستطاعت آني ان تشعر بالتوتر بسبب النيران التي اشتعلت في اوصالها فليلة امس حين امسك بها
وعانقها بشراسه ..
وبسرعه المذنب سارعت تصعد المتبقى من السلم
لديها ساعة لتستعد قبل ان تترك منزلها لتأخذ هيلينا وزوجها .. فهم سيخرجون معا لتناول العشاء ..
وهذا مايجب ان تفكر به وليس برجل مستحيل اخترعته مخيلتها .. لحاجتها الخاصه
زاد عبوسها قليلا .. فهي في الثالثه والعشرين ولم تحظ "بحبيب"لذا فمن الطبيعي ان تحلم برجل حددت فكريا انه
رفيق روحها اي نصفها الاخر .. فهل هذا دليل على حياتها
الخاليه من الحب او مجرد دليل على قوة مخيلتها ؟ لم تكن آني تعرف الجواب ولكن منذ بدأت تحلم به
مامن رجل حقيقي استطاع ان يضاهيه او ان يلامس مشاعرها
كانت تتطلع بشوق الى الامسيه القادمه فهيلينا ليست مجرد اقرب صديقه لها
.. ورمز للام لها فهي كذلك المرأه المسؤوله عن انقاذ حياتها ..لا وصححت آني نفسها بسرعه
.. فهيلينا اعادتها الى الحياه بعد ان قال اطباء اخرون اقل تصميما وجرأه انها ... وابتلعت آني ريقها بتوتر .. فهي حتى الان وبعد مرور
خمس سنوات على الحادثه التي كادت تودي بحياتها كانت ترتعب لمجرد الذكرى كم كانت قريبه من الموت !
انها لا تتذكر الوقائع التي حصلت قبل الحادثه ذاتها او الاسابيع التي كانت فيها مصابه بالغيبوبه كم كان من السهل ان تموت !
كانت حركة ذراعها بطيئه وهي تدفع باب غرفة نومها هذا هو الاثر الجسدي الوحيد المتبقي من الحادثه بسبب
تضرر ذراعها حتى ان كبير جراحي قسم الطورائ كان على وشك ان يأمر بتحضيرها لجراحه بتر بينما الممرضات
يسرعن بها الى قسم الطوارئ لكن صدف ان وصلت هيلينا لزيارة مريض ومرت عبر القسم فاستدعاها لاخذ رأي اخر
ونظرا لكون هيلينا رئيسه قسم الجراحات الدقيقه تولت بدورها الامر فورا مقررة انقاذ ذراع آني
كان وجهها اول ماشاهدته آني حين استعادت وعيها ومرت
اسابيع كثيره قبل ان تعلم من احدى الممرضات كم كانت محظوظه بوجود هيلينا في المستشفى حين دخلت هي اليه
كما ان هيلينا امضت ساعات الى جانبها تتحدث اليها وهي مستلقيه غائبة الوعي .. بفضل ارادتها وحبها عادت الى عالم
الاحياء وتعلم آني انها لن تتوقف ابدا عن مدح مافعلته لاجلها
كانت هيلينا تردد ممازحه "انت لم تكسبي لوحدك ليس لديك فكره عما فعلته بسمعتي المهنيه منذ اصبح معروفا
ان مهارتي الجراحيه انقذت ذراعك .. ذراعك تساوي وزنها ذهبا يا آني ..."
ويلين وجهها مضيفه بحنان كبير :"انت .. مميزه لي اكثر مما استطيع ان اجد الكلمات لاصفه .. انت الابنه
التي لم افكر يوما ان يرزقني الله بها ..."
وبكت كلاهما في اول مره اظهرت فيه هيلينا هذا الحب للكلمات وقع خاص عليها .. فهيلينا فقدت رحمها وبالتالي اية فرصه للانجاب
في سن مبكره جدا اما آني الفتاه التي هجرت كطفله ثم كبرت في ملجأ ايتام فلم تتلق الحب كما تحب وتشتاق
منذ سنتين حين قبلت هيلينا اخيرا طلب الزواج من شريكها القديم بوب ليفر كانت سعادة آني لاتوصف
في السابق كانت هيلينا ترفض الزواج من بوب مدعيه انه قد يلتقي يوما بأمرأه تحمل له طفلا وحين يأتي ذلك اليوم تريده ان يكون حراً
في الالتزام بها .. ولزم جهد مشترك من آني وبوب لاقناعها بالعكس النهاية
كان تذكير آني لها بأنها تبنتها ولو بشكل غير رسمي الحجه التي لاقت صدى طيبا وافحمت هيلينا التي ردت
بسرور "حسن جدا ... اقبل "
وانتظرت حتى احتفلوا بالقبول وقبل ان تضيف مؤنبه :
"بالطبع تعرفين مايعني هذا .. اليس كذلك آني ؟ فبوصفي "امك"سرعان ماسأحثك على ان تجدي لنفسك "زوجا"وتنجبي لي بعض الاحفاد"
وبعد الاسترخاء من عشاء عيد الميلاد الذي حضرتاه معا وتمكنت آني من اخبار هيلينا بالمنامات الغريبه التي تحلمها
وسألت هيلينا باهتمام جدي "ومتى بدات اول مره؟"
ردت آني تهز رأسها لارتباكها
"لست .. واثقه .. اعتقد انني كنت احلم بها لفتره سابقه قبل ان اعرف اترين ..حين ادركت انني كنت احلم
هكذا بدات احلامي مألوفه وكأنه كان جزء من حياتي دائما .. وكأنني .. بطريقه ما ..اعرفه ..."
وتوقفت عن الكلام لتقطب وتهز رأسها محاوله ايجاد الكلمات الصحيحه لتصف مشاعرها المعقده ولاخبار صديقتها عن الرجل الذي تتصوره
واتجهت الى خزنة ملابسها لتأخذ الفستان الجديد الذي اشترته مع هيلينا خصيصا للمناسبه فلمحت صورتها في المرأه وابتسمت مجددا
لقد كانت محظوظه جدا كون وجهها لم يتضرر في الحادثه .. اذ لايزال يبدو جميلا كما كان في صور طفولتها مازال شعرها كما ورثته من ابويها
اضافه الى بنيتها الاساسيه فالنضوج والثقه بالذات التي اكتسبتها جعلتها تحجم عن الاستفسار عن هوية والديها اذ يكفي انهما اعطياها
اثمن هبة في العالم .. هبة الحياه كل ماتعرفه عن الحادثه ماقيل لها خلال المحاكمه التي حكم فيها على السائق نتيجة صدمها
في مكان عبور قانوني واضطرت شركة تأمينه ان تدفع مبلغا كبيراً لها
كانت آني تعرف ان هناك اشخاصا كانوا يستخفون بعطب ذراعها اليمنى التي عانت من الشلل نحو سنه
هذا مافكر به فريق المحققين في شركة التامين وكانت آني اول المؤيدين لان المكسب الذي جنته ليس من شركة التأمين
بل بسبب دخول هيلينا وبوب الى حياتها
وكما اشار محامو شركة التأمين بسرعه فأن اصابتها لم تمنعها من الحصول على الدرجه الجامعيه التي كانت على وشك تحصيلها
حين وقوع الحادثه ولا حالت دونها والحصول على عمل لكنها في الواقع لم تكن قادره على العمل لوقت طويل وهي الان تشارك العمل مع فتاه اخرى
بذل محامو الدفاع جهدهم لكن الادله كانت قاطعه فهناك خمسة شهود رأوا السياره التي اجتازت رصيف المشاه لتصدم آني ..
كان السائق ثملاً .. بسبب ظروف معينه وقد سيطر عليها الان حسب المدافعين عنه
حتى ان زوجته ظهرت باكيه وقالت ان حياتها وحياة ثلاثة اطفال صغار ستكون صعبه جدا من دون قدرته على كسب معيشتهم لو خسر رخصته
تألم قلب آني الحنون لكن تأكيد هيلينا عليها بخشونه انه ليست مسؤوله عن محنتهم جعلها تعدل عن التنازل عن حقها
مع ذلك فهي مرتاحه ان السائق من خارج البلده مما يقلل من فرص الالتقاء به .. او بعائلته
وبدا غريبا لها الان التفكير بأنها لم تعش كل حياتها هنا في هذه البلده الصغيره بتاريخها بقلعتها بجامعتها الصغيره ونهرها ..
ذلك النهر الذي كان يوماً ومن سنوات طويلة جدا المصدر الرئيسي لثرائها ومركزها تستخدم مراكبه للتسليه وقضاء الوقت فقط المراكب
التجاريه التي كانت قديما تأتي بكل ماهو غريب قد زالت وهي تنتمي الى حقبه اخرى بعيده عنها
لم تكن آني قادره على ان تتذكر لم اختارت التقدم بطلبها الى جامعة "ورايمينستر"ولا متى وصلت المدينه ..
فهي بالتأكيد لم تتح لها فرصة عقد صداقات او الافضاء بأحلامها وطموحاتها لاحد لقد حصلت الحادثه قبل اسبوع فقط من الفصل الدراسي
الجديد والعنوان الوحيد الذي تمكنت السلطات من ايجاده كان عنوان الميتم حيث كبرت
وحسب الملفات في الميتم ادركت هيلينا انها كانت طفله ذكيه ومنعزله قليلا لذا اخذتها الى منزلها حين تركت المستشفى اخيرا
.. وشجعتها على ان تكون مستقله تماما وساعدتها مع بوب على ايجاده منزلها الصغير المكتمل في مكان ليس بعيد عن منزلهما
نزعت آني الثوب الذي اشترته مع هيلينا من لفافته الواقيه وزفرت نفسا عميقا .. لقد قامت بالكثير لتصل الى هذا اليوم
وكانت مضطره .. وكان الثوب من اللون الازرق الثلجي المناسب لبشرتها وعينيها .. احبته لحظة رأته ولكن لزمها الكثير من الاقناع
والتملق من جهة هيلينا قبل ان تقتنع وتشتريه
كان البنطلون من صوف "الكريب"الناعم يبرز طول ساقيها وضيق وركيها الناعمين بينما اضاف

مجنونة قلبها 08-03-10 06:45 PM

المعطف الطويل اناقة ذات طراز
يخطف الانفاس تحت المعطف قميص مطرز جميل يضيف اللمسه الاخيره للتألق
لقد تنبأت وهي تدفع الثمن هازة رأسها :"لن احصل على قيمه مالي منه فأنا لااذهب الى اي مكان استطيع ان ارتدي فيه فستانا بهذه الفخامه"
وابتسمت لها هيلينا :"حسن جدا .. ربما يجب ان تبدأي ..فسايد سيفعل اي شيء لتوافقي على الخروج معه "
كان سايد طبيب بنج وسيم انضم مؤخرا للعاملين في المستشفى .. وانجذب نحو آني لحظه شاهدها
ردت بسرعه "انه ظريف"
وهزت رأسها :"لكن ..."
ليس كرجل احلامها .. اوه لا ..لا لاشيء يقارب رجل حلمها فسايد مرح فاتح اللون فيما رجل حلمها اسمر بني الشعر متملك تقريبا
بينما كان سايد وبالرغم من صغر سنه ولد حزين ودون ان تعرف كيف عرفت ان حبيب الحلم له جو من السلطه والسياده
رجولة قوية لايمكن لسايد ولا بأية طريقة ان يقارن به
بالرغم من تحفظاتها حول كلفة زيها الجديد استسملت في النهاية لان الليلة احتفال مميز .. انه ذكرى زواج اقرب الاصدقاء
بوب وهيلينا وعيد ميلاد بوب ..
وبعد نجاح المعركه القانونيه الطويله التي تحملتها قبل ان تكسب تعويضاً كبيرا لاصابتها اخذت فترة راحة من عملها نزولاً
عند رغبة هيلينا .. وفي وقت مبكر من الاسبوع ودعت زملاءها في شركة الميترو للكيماويات حول غداء خصصته للفتيات فقط
اما لوجبة الطعام هذا المساء فقد حجزت طاولة في افخم مطعم في منطقه بيتروفيتش على شاطئ النهر مصرة انها ستكون صاحبة
الدعوة لهيلينا وبوب ... وانها ستمر لتأخذهما في سيارتها المرسيدس الفخمه التي اقتنتها حديثاً
كانت السياره خطوة حقيقه للامام بالنسبه لآني ..فهي لم تعد قادره على القياده بعد الحادثه مباشره .. ولوقت طويل فيما
بعد بقيت خائفه من الاقتراب الى سيارة فكيف بقيادتها لكنها في النهاية تغلبت على خوفها وخضعت لامتحان القياده
بنجاح الضعف في ذراعها كان يعني الاحساس براحة اكبر وهي تقود سيارة آليه لايدويه .. وهكذا بمساعدة هيلينا
وتشجيعها مع بوب سمحت لنفسها بالتمتع بفخامة السياره الجميله
لم يلزمها الكثير لتكون جاهزه فهي تفضل استخدام اقل ما يمكن من التبرج وكانت هيلينا تقول لها حاسدة بأنها محظوظه
لتمتعها ببشرة ذهبيه طبيعيه ولو ان فمها كان ممتلئاً اكثر مما تحب
فقد تعلمت كيف ترسمه بلون لحمي مخطط كانت دائما تسرح شعرها الحريري المستقيم الطويل ببساطه وتبعده عن وجهها الجميل
وما ان انهت ارتداء ثيابها حتى بدا الزي الجديد افضل بكثير مما تذكره آني .. لقد شارفت دراستها على الانتهاء وبعد انتهاء القضيه
ازدادت وزناً وناسبها هذا تماما
نظرت الى غرفة نومها فخورة وتقدمت الى الباب .. واشترت منزلها الريفي الصغير الانيق من مال المكافأه التي اعطتها لها
المحكمه وكان خرباً جدا حين وجدته عاشت مع دوشه البنائين ومعداتهم بينما كان يرمم ويصلح ترفض بعناد توسلات هيلينا وبوب
للسكن معهما حتى انتهاء العمل ارادت ان تكون موجوده لتثبت نضوجها واستقلالها والاهم لتثبت لنفسها انها قادره على التعامل مع كل شيء لوحدها
السرير الكبير المزدوج الذي كان يحتل الغرفه لم تكن واثقه لماذا اشترته .. لماذا اختارته من بين كل الاسرة في صالة العرض
واتجهت نحوه وكأنها مسيره او كشخص يسير في منامه
كل ماعرفته انه كان السرير الذي يجب ان تحصل عليه وكان تعليق هيلينا يوم اخذتها لتراه :"حسن جدا .. انه بالتأكيد يناسب المنزل"
اعجبها طرازه الفيكتوري المستحدث
في احلامها كانت والحبيب دائما هنا .. وانبت نفسها وهي تشعر بالذنب لانها ستتأخر على صديقتها اذا لم تتحرك
وبوجه اكثر حمره مما كان نزلت السلم
علقت هيلينا بينما كانت آني تركن السياره بحذر في الموقف الوحيد المتبقي في الموقف الخاص بالمطعم
:"يالهي .. يبدو المكان مكتظاً هذا المساء "
ردت آني "اجل .. لقد ذكروا لي حين حجزت الطاولة انهم يتوقعون امسية حافلة واضح ان شركة "بيتروفيتش" تقيم عشاء
لمستشار البيولوجيا المائيه الجديد"
-اوه.. اجل سمعت انهم وجدوا شخصا يأخذ مكان البروفسور سالتر ولقد اختطفوه احدى دول الخليج .. او هكذا سمعت
..انه مؤهل جدا وصغير وصغير نسبيا .. في الثلاثنيات من عمره .. ويبدو انه كان يعمل لشركة "بيتروفيتش"في السابق "
قاطعهما بوب "همم..من الغريب التفكير بعالم احياء مائيه يعمل لشركة بترو كيماويات"
ابتسمت هيلينا له ابتسامه الزوجة المحبه ثم تبادلت نظرة تآمر مع آني وهي تقول له ممازحه :"اعتقد انك تفكر بعلماء الاحياء المائيه
كأناس يصنعون الافلام ماتحت الماء واسماك القرش والصخور المرجانيه ..."
انكر بوب "لا .. بالطبع لا "
وفضحته نظرته الخجوله
قالت آني لهما :"معظم الشركات المتعدده الجنسيات تهتم هذه الايام بأن يراها زبائنها اكثر خضرة من الاخضرار ذاته مراعاة
لشروط البيئه .. ونظرا للتأثير الذي قد يتركه التسرب النفطي على بحور العالم ومحيطاته واشكال الحياه فيها فمن المنطقي لشركة
مثل "بيتروفيتش"ان تستعين بخدمات الخبراء "
واصبحوا الان خارج السياره يتجهون الى المطعم .. الذي في الاساس كان منزلاً ريفياً خاصاً حول بكل نجاح الى مطعم فاخر زود ببيت زجاجي
كمستنبت للزهور وحديقه جميلة مذهله تصل حتى النهر .. وهم يمرون قرب بوابه الحديد المؤديه الى الحديقه الخاصه استطاعوا
رؤية داخلها حيث انارت اضاءة ماهره عدة اشجار من نماذج مختلفه اضافة الى فناء واسع وتماثيل تزيينه
كان المطعم ملكاً لزوجين في اواخر الثلاثين من عمرهما ويديرانه بنفسيهما .. ما ان لاحظت المالكه ليزا رايتفورد وجودهم
حتى ابتسمت بترحيب دافئ وهمست :"ابقيت لكم طاولة مفضلة "
واشارت الى الساقي ليقودهما الى غرفة الطعام
وكانت ليزا عضوة في جمعية خيريه محليه تساعدها آني بالتطوع لجمع تبرعات حين تستطيع وكانت ليزا تعرف قصة
حادثة آني وعلاقتها بهيلينا وبوب
وقالت وهي تبتسم :"اعرف ان الليلة مميزة لكم جميعا "
وكانت الطاولة المفضلة بعيده في زاوية خفيه قرب النافذه يستطيع المرء من خلالها رؤية الحديقه الطويلة ومن ورائها
النهر .. لدى جلوسهم الى مقاعدهم بإشراف الساقي وتقديم لائحة الطعام تنهدت آني ارتياحا
احياناً كانت تشعر وكانها ولدت من جديد ذلك الصباح منذ خمس سنوات حين فتحت عينيها في سرير المستشفى
لترى هيلينا تنظر اليها .. ولو انها الان تتذكر طفولتها ومراهقتها كانت تشعر بأنها حصلت منذ زمن بعيد لشخص تعرفه فكان
من الصعب عليها احياناً ان تتذكر تلك السنوات وتلك "الذكريات" لها
كان ذلك نتجية الصدمة العنيفه التي تلقاها جسدها ودماغها .. وهذا ماسارعت هيلينا لايضاحة وطمأنتها بانها طريقه دماغها لحمايتها
كان المطعم ممتلئاً وابواب البيت الزجاجي مقفله لحماية خصوصيه المحتفلين من شركة "بيتروفيتش"
الذين يتناولون العشاء في الداخل .. كانت الفتيات في المكتب يتكلمن عن المستشار الجديد حين كانت آني لاتزال تعمل مطلع الاسبوع
وقالت لهن بيفرلي سميث احدى المساعدات الكبار:
-لديه عمله الخاص وبيتروفيتش هي مجرد زبون لديه .. سيأتي الى هنا يومين في الاسبوع حين لايكون في موقع العمل
علقت احدى الفتيات بحسد :"همم.. اتساءل عما اذا كن يحتاج الى سكرتيره خاصه ..فأنا بكل تأكيد لن امانع في رحلتين الى "بارير ريف"
ردت اخرى بسخريه :"بارير ريف ؟ انه مكان مثل ألاسكا انه اسخن بقعه لعلماء الاحياء المائيه
واستمعت آني اليهن بابتسامه ولو انها دعيت اكثر من مره للخروج مع الموظفين الرجال الا انها لم تقبل مره ابدا
وكانت هيلينا قد حذرتها بلطف انها في خطر ترك حلمها يعمي بصرها عن الحقيقه وعن صحبة رجل الواقع لكن آني كانت تعي تماماً
ان سبب ترددها اشياء اكثر رومانسيه من الخيال
كان الامر تقريبا وكأن شيئا في اعماقها يقول لها ان من الخطأ لها ان تبدأ بالخروج مع رجل .. ولكن لم تساورها تلك
الظنون فهي لاتعرف ابدا .. في الواقع كانت تشعر بالغباء في الاقرار بهذا لهيلينا .. كل ماتعرفه هو انها ولسبب ما يجب ان تنتظر ..
ولكن تنتظر ماذا ؟ تنتظر من ؟ ليس لديها فكرة .. انها فقط تعرف ان هذا يجب ان تفعله !
* * *

مجنونة قلبها 08-03-10 06:46 PM

2-هل يتجسد الحلم ؟


ظهر الساقي ومعه ابريق عصير وثلاثة كؤوس فبدات آني تقول :"اوه .. نحن لم نطلب شيئا بعد "
ثم صمتت وهي ترى النظره التي تبادلتها هيلينا وبوب واكملت مؤنبة :"يفترض ان تكون هذه دعوتي"
رد بوب بمحبه :"اجل .. لكنه احتفالنا "
وافقت آني بهدوء .. عيناها واسعتان قاتمتان لكثافة افكارها والدموع بدات تملأهما وهي تستدير الى هيلينا وتقول بصوت
اجش :"لولاك..."
وصمتت غير قادره على الاكمال وجلس الثلاثة بصمت
واخيرا استطاع بوب كسر لحظة التشنج العاطفي فالتقط كأسه ورفعه معلناً بصوت حازم :"نخبك ..آني .."
انضمت هيلينا الى النخب :"اجل .. حبي لك "
وهي تنظر الى وجه آني المحمر تعجبت هيلينا لقدرة الجسم البشري على التحمل من الصعب مقارنه المرأة الشابه صحيحه
الجسم التي امامها الان مع ضحيه ذلك الحادث التي شاهدتها ملقاه هامده على عربه المستشفى وهم يدخلونها بسرعه الى قسم الطورائ
فيما بعد وهم ينتظرون طبق الحلوى اعتذرت آني
"سأذهب الى الحمام قليلا"
ووقفت لتسير نحو غرفة الملابس في الردهه وكانت على وشك ان تمر بالمدخل الموصل الى البيت الزجاجي حين انفتح الباب
وخرج اربعة رجال .. عرفت آني اثنين منهم كأحد مدراء الشركة التي تعمل لها والثالث لاتعرفه ... اما الرابع
قفز قلبها بذهول داخل صدرها وسمرتها الصدمه في مكانها حيث تقف تنظر فاغرة الفم الى الفرد الرابع بعدم تصديق كامل
انه .. الرجل .. الرجل من احلامها .. انه يشابهه تماماً بحيث لم تستطع سوى الوقوف والتحديق به بصدمه صامته .. رجل احلامها
يصبح حياً ! لكن كيف لهذا ان يكون ممكناً وهو مجرد فكرة لفقها خيالها مخلوق ابتدعته من دماغها ؟ لا ..
الامر غير ممكن .. لابد انها تتخيل .. انه هلوسه .. لابد انها مصابه بدوار
اغمضت عينيها بسرعه وعدت الى العشرة ثم فتحتهما كان لايزال هناك والاكثر اعجاباً انه كان ينظر اليها .. احست
وكان دمها يجف من شرايينها ليتركها فارغه جسمها بارد ملأها الذعر فحاولت ان تتحرك ولم تستطع حاولت ان تتكلم لكن مامن صوت خرج من
حنجرتها المشلولة .. احساس خوف بشع فظيع .. غمرها ارادت ان تتحرك .. ارادت ان تتكلم لكنها لم تستطع وعرفت آني
بتأكيد رهيب انها ستفقد الوعي
حين استفاقت كانت في جناح ليز الخاص وبوب وهيلينا يقفان فوقها بلهفه
سألت هيلينا بقلق وهي تمسك يدها :"حبيبتي .. ما الامر ..ماذا حدث؟"
وادركت آني مرتجفه ان هيلينا تجس نبضها للتأكد من وضعها الصحي اجبرت نفسها ان تجلس وقالت بإصرار
"انا بخير .. لقد اغمي علي فقط .. هذا كل شيء"
وكانت تهمس بطريقة مصدومه لم تمكنها من قول ما حدث تماماً واعتذرت من ليز متجاهله احتجاج هيلينا
-انا اسفه
وطوحت قدميها على الارض تصر اسنانها نتجية الدوار الذي اصابها وهي تقف
وبالطبع لم تسمح هيلينا او بوب بقيادة السياره الى المنزل ولا بالعوده لوحدها الى السرير الكبير الخالي في بيتها الجديد اثارت هيلينا ضجة حول
وضعها الصحي رغم تأكيد آني على سلامتها واصرت ان من الافضل ان تجري فحصاً عاماً
قالت آني بإصرار :"لا اشكو من شيء .. تلقيت صدمة بسيطه وهذا كل شيء "
سألت هيلينا بهلفة :"صدمة ؟ اي نوع من الصدمة؟"
-ظننت انني رايت شخصا ما .. انا ..
وصمتت آني وقد جف فمها وهي تكمل :"لابد من انني اخطأت في التصور .. اعرف هذا لانه مستحيل ان .. "
اصرت هيلينا على السؤال :"من كان؟من ظننت انك رايت آني ؟"
-لم .. لم يكن احداً ..كان ..مجرد..مجرد وهم
وكررت هذا بعناد ولكن حين تناولت فنجان الشاي الذي جاء به بوب بدأت ترتجف بعنف حتى انها اضطرت الى وضعه من يدها
غطت وجهها بيديها واعترفت مرتجفه :"اوه .. هيلينا .. لقد كان ..كان حقيقا .. لقد رأيته .. الرجل .. من احلامي لقد كان ..."
وصمتت تهز رأسها :"اعرف ان هذا مستحيل وان لا وجود له ..لكن .."
قالت هيلينا بحزم :"انت منفعله ..سأعطيك شيئا يساعدك على الاسترخاء والنوم وثم يمكننا ان نتكلم عن الامر في الصباح بشكل لائق"
وهي تستند الى الوسائد ابتسمت آني بضعف ..فهي تعرف ان صديقتها محقة طبعا
بعد عدة دقائق عادت هيلينا الى الغرفه ومعها كوب وقرصين .. وتأكدت بحنان الام ان آني ابتلعتهما وهمست آني ناعسه بعدما سرى
مفعول القرصين
"انا اسفه لافساد امسيتكما "
الان وقد بدأت تشعر بالهدوء اكثر لم تستطع ان تفهم سبب ردة فعلها المبالغه لمجرد تبنيها الشبة بين رجل رأته في المطعم
وحبيبها الخيالي .. على اي حال لايمكن لرجل احلامها ان ينظر اليها مثلما نظر الرجل الذي في المطعم :العدوانيه البارده تجلت
في عينيه الزرقاوين القاتمتين تلك النظره الجوفاء التي تحمل الازدراء والغضب المكبوت
منتديات ليلاس
احست آني بثقل في عينيها وبعد عشر دقائق حين اغلقت هيلينا باب غرفة بهدوء خلفها كانت آني تغط في نوم عميق
قالت هيلينا لزوجها وهي تنضم اليه في الطابق الاسفل
"اعتقد ان مشاعر هذه الامسيه والذكريات التي اثارتها هي السبب الاساسي لما حصل "
سألها بوب بفضول :"هممم.. هل يمكن ان تكون تعرفت حقا على ذلك الرجل الذي رأته؟"
-هذا ممكن كما اعتقد .. وانت تعرف ان هناك احداثا مفقود في ذاكرتها ..انها تتذكر وصولها الى "ورايمنستر"
لكنها لاتستطيع ان تتذكر متى .. من الصعب التصور انها كانت الى هذا الحد بعلاقه عاطفيه مع رجل بلغت به القسوه
ان لايتصل لها بعد الحادث .. على اي حال لقد انتشر الخبر في كل الصحف المحليه ومن المستغرب جهله بالوقائع
فرد بوب موافقاً :"اجل .. يبدو هذا مستحيلا "

* * *

مجنونة قلبها 08-03-10 06:47 PM

* * *

وفي منامها بدأت آني تبتسم وجسمها يرتجف بمزيج من التوتر والاثاره ...
"يالهي ..كم انت رائعه .. دعيني انظر اليك .. وانا احتضنك ياآني الصغيره .. كم ارغب بك "
اجفلت آني قليلاً وشعرت بتوتر في البداية وضعف قلبها بلهفة لكن ومع تولي السعاده زمام الامور بدا التوتر يتلاشى
وجسمها يسترخي مع بداية استجابتها للاطراء بينما كان ينظر الى جمالها بدفء وحب
كان يعرف ان هذه اول تجربه لها في الحب ..
وكان قلبها وروحها يريدانه بشوق محبوس داخلها في مكان سري معه وكأن المفتاح له وحده كيانها ويكاد يخطف انفاسها ..
ماعليه سوى النظر اليها لتذوب
كان شاعرياً بلفظه لاسمها اعظم من اعظم قصيده طريقه نظرته اليها اجمل من اي اغنية حب سمعتها من قبل .. مايجعلها
تشعر بمشاعر مجنونة ومخيفه .. انه يجعلها تريد ان تضحك وتبكي في آن معاً يملأها بسعادة تغمرها بالخوف .. يجعلها تشعر
انها خالدة في نظرة وهو مع ذلك يملأها بإحساس هش فاعتمادها المخيف عليه يجعلها تختنق رعباً لمجرد خسارته
سألها بنعومه :"هل قال لك احد من قبل ان لك اجمل وجه في العالم ؟"
ومرر اصبعه على ثناياه وابتسم عندما رأى ملامحها ترق اكثر فأكثر
وتأوهت آني في منامها بصوت مرتفع وتململت بانتظار ان يحتضنها
دخلت شمس المساء عبر النافذه العريضه .. ولو فتحت آني عينيها فهي تعرف انها سترى عبر النافذه المغيب القرمزي في التلال البعيده وانها
لو وقفت قربها ستتطلع الى اندفاع النهر انها تستطيع سماع خرير المياه الناعم وتكاد تشعر بقوة تياره..
واستيقظت آني فجأة وجسمها كله يتضح عرقاً ونبضها يتسارع .. وهي تجلس في السرير غطت وجهها
بيدين مرتجفتين ..
كان حلمها قوياً .. وحقيقاً .. والرجل الذي فيه كان.. حياً بشكل مخيف
حاولت ان تتنشق الهواء بملء رئتيها ثم اغمضت عينيها تستعيد ذكرى اللحظه التي لثمت فيها اثر الجرح الذي شاهدته على صدغه
.. نفس الجرح الموجود في وجه الرجل في المطعم .. كم مره حلمت بأثر الجرح هذا دون ان تعرف ؟
كل ماتذكره ان جموداً شرساً تملكه وهي تلامسه .. انه مألوف لها مثل انعكاس صورتها في المرآة لكن كيف يمكن ان يكون هذا ؟ ماذا حدث لها ؟
هل تمر بتجربه حاسه سادسه لمحة لايمكن تبريرها نحو المستقبل ؟ هل مقدر لهما ان يلتقيا وهل .. هذه الاحلام
وسيلة القدر الوحيده لتحذيرها مما هو قادم او ماسيكون ؟ وبدأ جسمها كله يرتجف
كانت قريبه جداً من الموت ولو انها كرهت الاعتراف ولكنها اختبرت الاحساس الذي قرأت عنه سراً ويقال انه مألوف
من الناس الذين شاركوها تجربتها .. ذلك الشعور بالاسراع نحو مكان رائع رحب وهي مشدودة عبر الظلمه الى نور يوحي
بالسكينه السلام ثم ادراك مفاجئ انها مشدودة الى الخلف وذلك الصوت الذي يعلن ان وقتها لم يحن بعد
هل اعطتها تلك التجربه الفريدة تجربة الحياة ما بعد الموت القدرة على التنبؤ او اختبار احداث مميزة سوف تحصل ؟
هل اثر عليها ذلك التوق السري الذي حلمته طوال حياتها تجاه شخص يبادلها المحبه لدرجة انها تعيش فعلاً في احلامها
ما سوف تختبره في الواقع ؟ هل حبيب احلامها ليس بدعه من خيالها بقدر ماهو مرتبط بمستقبلها ؟
مستحيل .. مستحيل .. ولكن هناك الكثير من الغموض الذي يتحدى المنطق
فالخوف الذي احست به عند المساء الاحساس بالصدمه والذعر استبدل بإثاره كادت تكون حية .. رجل حلمها لم يكن وهماً
انه حقيقي .. لقد تجسد امس في نشوة تحتضن فكارها واحست بقوة ذاتها التي تتشوق فيها الية ليحتضنها ويعانقها
مر وقت طويل قبل ان تعود الى النوم وحن استسلمت اخيراً اقنعتها حالتها المشوشه ان اللقاء المسائي مع فتى احلامها كان تحضيراً للمستقبل
-آني .. كيف تشعرين هذا الصباح ياحبي؟
وركزت آني ناعسه على هيلينا وهي تدخل غرفة النوم حاملة مدة فنجان قهوة
قالت آني معترفه :"لست واثقه .. هذه الاقراص التي اعطيتني اياها بلبلت افكاري
واستقامت في السرير وتغير صوتها وهي تنظر الى صديقتها بعناد ثابت وسألت بوقار
"هيلينا .. هل تؤمنين بالقدر؟"
ردت هيلينا بحذر :"لست واثقه تماماً مما تعنين "
قالت آني بصوت منخفض :"ذلك الرجل .. الذي رايته في المطعم ليلة امس .. في البداية ظننت تخيلاً اذ من المستحيل
ان يكون الرجل ذاته الذي احلم به .. ولكن ليلة امس حلمت به مره اخرى .. وعرفت ..
اخذت نفساً عميقاً وقالت لهيلينا بصوت اجش :"اعتقد ان مقدر لنا ان نلتقي بطريقه ما .. هيلينا "
وصمتت محدقه بصديقتها :"اوه .. اعرف كم يبدو كلامي مستحيلاً .. لكن ماهو التفسير المنطقي ؟ انا لا ادعي انني
اعرف لماذا حلمت به او لماذا اشعر وكأنني اعرفه ارجوك لاتقولي لي انك تعتقدينني سخيفه "
وعدتها هيلينا بهدوء :"لن افعل "
وجلست على حافة السرير تملس خصلة شعر ناعمه الى الوراء بعيدا عن آني التي وضعت بدورها فنجان القهوة على الطاوله
الصغيره قرب السرير
كانت آني عزيزة جداً عليها الابنه التي لم ترزق .. ولكنها ستبقى في نظر هيلينا شابة ضعيفه فقوة الحادثه والاصابات الناجمه عنها
قد تلاشت تدريجياً نظراً لحيوية الشابات في سنها
ولم تكن آني بسيطه الفهم اطلاقاً .. فقد حصلت على درجتها الجامعيه ولديها اهتمام بالعلم والناس ومايجعلها تبدو اكبر واكثر
حكمه من اندادها .. ولكن المدة الطويلة التي امضتها لاستعادة عافيتها من الحادثه لم تتح لها فرصة النضوج كامرأه .. الانغماس في كل الحماقات
التي يفعلها الشبان خلال سنوات المراهقه والتي تقود المرء من سنوات المراهقه الى مرحلة النضوج
يبدو الان انها تفضل الخيال بدلاً من الخروج في موعد مع رجل حقيقي .. بحيث انها مصممه بعناد ان تؤمن بالقضاء والقدر لا بالحقائق
وقالت آني تتهم هيلينا بصراحة :"انت تعتقدين فعلاً انني سخيفه "
ردت هيلينا بهدوء :"لست سخيفه لكن ربما ..
وتوقفت عن الكلام ثم ابتسمت لآني قبل ان تسألها بلطف
"هل خطر ببالك ان هذا الرجل قد يكون مألوفاً لانه فعلا مألوف ؟"
سألت آني بارتباك :"اتعنين .. من احلامي ؟"
-لا .. ليس من احلامك
وصمتت هيلينا ثم اكملت بهدوء "آني .. ربما كان مألوفاً لديك لانك تعرفينه فعلاً"
بدت آني مشدوهه "اعرفه ؟ لا .. هذا مستحيل
انتظرت هيلينا قليلا قبل ان تذكرها بلطف "هناك فجوات في ذكراتك عزيزتي فتلك الاسابيع التي تلتها حين كنت في الغيبوبه "
تغضن جبين آني بتقطيبه صغيره "اجل .. اعرف .. ولكن لا يمكن ان اكون عرفته بالطريقه التي اشعر بها نحوه .. لوكنت اعرفه لكان حدثني امس "
وصمتت تهز رأسها "لا.. هذا لايمكن لكنت عرفت لو انه .. لو انني .. لواننا .. لا"
وافقت هيلينا ببطء "اعترف ان الامر يبدو معقداً .. ولكنني احسست ان من واجبي تذكيرك بهذا الاحتمال "
ضمتها آني بحرارة "افهم .. ولكن لو كان يعرفني لكان عادني في المستشفى حين تصدرت حادثتي الانباء .. اليس كذلك ! اضافة الى هذا .."
وارتسمت ابتسامه سرية صغيره على فمها والتمعت عيناها فجأة بسعاده خاصة
"اعرف لو انه .. لو اننا ..
وصمتت مجدداً تهز رأسها "لا .. لكنت عرفت .. اسفة لتسببي بالهلع لك بسبب فقداني الوعي ليلة امس اعتقد ان السبب
هو رؤيتي له والشبة الكبير الذي تبينته بينهما "
ردت هيلينا
"حسن جداً .. لقد كانت امسية عاطفيه جداً "
-لقد كنت رائعه معي
ومدت يدها بحب لتغطي يد المرأه بيديا
قالت هيلينا بحب "كل شيء قدمته لك آني بادلتني اياه ألف مره .. كما انك ستنجبين لي احفاداً
وتعمدت هيلينا المزاح لتخفيف الجو قبل ان تصيح بصوت متلهف صغير
"يالهي بوب ! لقد وعدته بتوضيب الثياب للسفر الى المؤتمر المقرر غداً .. لابأس "
ابتسمت بشيطنة "انه افضل مني بهذا "
ضحكت آني "اربعة ايام في "ريودو جانيرو" .. كم هذا رائع "
ردت هيلينا بخشونه "ليس بالروعه التي تظنين .. سيستمر المؤتمر ثلاثة ايام وحين سنأخذ وقتاً لنستعيد انفاسنا من السفر
سيجرني بوب وراءه لرؤية الاثار المحليه ...."
مازحتها آني "توقفي غن التذمر تعرفين انك ستحبين الرحله حين ذهبنا نحن الثلاثة الى رودا السنه الماضية كنت انا من اضطر للعودة الى الفندق طلباً للراحه"
-اجل .. كانت رحلة رائعه .. اليس كذلك ؟
ووقفت على السرير وهي تقول لآني "لاتسرعي في الخروج .. قد تشعرين انك على مايرام لكن جسمك لازال مصدوماً"
اكدت آني لصديقتها "كان مجرد اغماء .. هذا كل شيء "
لم تكن مندهشه تماماً حين اصرت هيلينا فيما بعد على مواكبتها الى المستشفى كي تجري لها فحصا طبيا شاملاً
قال الطبيب الشاب بذكاء بعدما طمأن آني "الامهات كم يحببن اثارة الضجيج "
قالت آني ضاحكه "اوليس كذلك ؟"
ثم احمر وجهها قليلاً لنظرات الاعجاب التي رمقها بها الشااب ....

مجنونة قلبها 09-03-10 01:21 PM


3-ليلة في العمر



سألت هيلينا بينما كانت آني توصلها مع بوب الى المطار "هل انت واثقه انك على مايرام ؟"
قالت آني بابتسامه طيبه "انا بخير .. توقفي عن القلق"
وعانقتهما وقبلتهما مودعه "ولأبرهن انني بخير سأعود الى المنزل وأبدأ العمل الذي انوي منذ اشهر ان اقوم به في الحديقه"
حديقة منزلها الصغير طويلة وضيقه مقفله من الخلف بجدار مرتفع يؤمن لها خلوتها لكنه يعطي الحديقه احساساً "بالعزلة"
من بين عدة هدايا لعيد الميلاد اهداها بوب وهيلينا لآني كان هناك كتاب متخصص في الحدائق مع افكار رائعه اضافة الى هديه
كريمة هي كناية عن كفالة مركز حدائق محلي ولذا توصلت آني التي درست الكتاب بدقه الى تخطيط خاص للحديقه اساسة مبادئ الكتاب
اول ماكانت تحتاجه هو بعض التعاريش الملونه الجميلة تضعها على الجدران .. هكذا وبعد ان راقبت طائرة هيلينا وبوب تقلع
عادت الى سيارتها وقادتها نحو مركز الحدائق بعد عدة ساعات سعيده منتجة عادت آني الى سيارتها بعد ان اختارت التعاريش المطلوبة
ورتبت امر ايصالها اضافة الى اخذ رقم هاتف شخص سيأتي ليثبت التعاريش في مكانها
وهي تدير محرك سيارتها كانت تدندن بسعادة لنفسها .. كان يوماً مشمساً براقاً وهواء سريع يدفع بغيوم بيضاء عبر السماء ..
وباندفاع وبدلاً من العودة مباشرة الى المنزل اختارت آني ان تتجه نحو النهر
الاراضي الريفيه الجميلة المشجرة في ضواحي البلدة تتقاطع بدروب ضيقة يسير المرء فيها عبر الاشجار ويفتقد منظر النهر ..
وادركت آني هذا بعد ان وصلت الى تقاطع طرق متشعب ووقفت غير واثقه اي طريق تسلك
ارادت غريزياً ان تتجه الى اليمين لكن المنطق املى عليها بالاتجاه يساراً نحو النهر وبهزة كتف استسلمت للحدس وبدا القلق
ينتابها مع ازدياد ضيق الطريق الذي اختارته ليصبح باتجاه واحد ويتصاعد في منحدر حاد تحيط به شجيرات شائكه
ومرتفعه بحيث استحال عليها تحديد مكانها .. وعندها ادركت انها سلكت الطريق الخطأ ولكنها احست بأن الطريق مألوفه بشكل من الاشكال
شهقت وهي تستدير الى منعطف حاد ورأت امامها مدخلاً لمنزل فيكتوري قديم .. تعلو كل باب منحوته معدنيه غريبه مصنوعه من الرماح
المعدنية المستخدمة في سفن الرجل الذي بنى هذا المنزل بالمال الذي جناه من صيد الحيتان .. كيف عرفت هذا ؟
تساءلت آني بارتباك وهي توقف سيارتها داخل الطريق الداخليه للمنزل وتطفئ المحرك .. لابد انها قرأته في مكان ما فلقد طالعت الكثير
من الكتب خلال فترة النقاهه بما فيها بعض من كتب التاريخ المحلي للمنطقه
ورغم ذلك .. نزلت مترددة من سيارتها وقلبها يضرب بقوة متجهه نحو المنزل كانت شجيرات الورد المحيطه بالطريق الداخليه
تحجب الشمس وترمي ظلالاً سوداء طويلة حين سطعت الشمس فوقها بهرتها واصابتها بدوار جعلها تترنح قليلاً وتغمض عينيها
عندما فتحتهما مجدداً احست بشيء مايحجب عنها دفء الشمس
فهمست "انت!"
واخذ جسمها كله يرتجف من تأثير الصدمه والبهجه وهي ترى هوية الواقف امامها وهمست مجدداً"هذا انت ؟"
التمعت عيناها ذهولاً و وسعادة وهي تخطو نحو الرجل الذي خرج من المنزل ليقف امامها
في ضوء النهار كان يشبه تماماً الرجل في احلامها وجمدها الانفعال والاندفاع الذي اوصلها الى هنا
لقد كانت على صواب ... هناك شيء "قدري"بينهما ..
تركزت عيناها عليه تستوعب بلهفة كل تفاصليه وتقارنها فكرياً بصورتها الخاصه عنه كانت عيناه بنفس الزرقه القاتمه التي حلمت بها
..بشرته سمراء وشعره الكحلي السواد.. حلمت به تماماً .. كل شيء .. كل شيء ...
وارتجفت آني ببهجه وهي تنظر الى وجهه الذي ينضح بالرجوله والى الوعد المثير في العنين الساخرتين .. لو اغمضت عينيها
لتمكنت من الاحساس بعينيه تنظران اليها بشغف .. بحب .. برقه ..تحثانها بلهفه على الاقتراب منه والتنعم بذراعيه حولها
-اذن .. لقد جئت
وترددت ذبذبات صوته في داخلها .. رنته خشنه بشكل غير متوقع وحادة تقريبا لكنها كانت مألوفه لها بالكامل
وارتجفت مع اجتياح تشنجات عنيفه جسمها .. لقد سافرت مسافات طويلة لتصل الى هذه اللحظه .. لقد ضرب لها القدر
موعداً لم يكن في الحسبان
همست "اجل"
وتكسر صوتها بسبب جفاف حنجرتها وسألت "انت .. كنت تعرف .. انني قادمه ؟"
واحست انها دخلت فجأة بعداً اضافياً من الزمن من خلفه استطاعت ان ترى الباب المفتوح للمنزل الردهه الواسعه وفيها
طاولة عليها تمثال برونزي للرجل الذي بنى المنزل وعلى السلم المؤدي الى اعلى منحوتات لكل انواع الكائنات البحريه الحقيقه والخرافيه
دلافين حيتان اخطبوط جياد البحر وعرائس البحر
-انا...
وبدا صوته متصلباً متوتراً وكأنما يعي ايضاً ضخامة ما يحدث .. نظرت اليه لترى الطريقه التي تبدلت فيها نظراته وكأنما لم يكن قادراً
على ملاقاة نظرتها وغمرها سيل مفاحئ من الحب وتحركت نحوه غريزياً لتستريح يدها بخفة على ذراعه تهمس
له وكأنها تحاول حمايته "لابأس عليك .. كل شيء على مايرام .. انا هنا .. ونحن .. "
منتديات ليلاس
تحت اطراف اصابعها احست بعضلاته تثب وتنكمش .. وهي ترفع نظرها الى وجهه استطاعت ان ترى الخط الابيض المشدود لفمه
استجاب جسمها لما يشعر به من رجفات سريعه في أوصاله
سألته متردده "هل يمكن .. ان ادخل ؟"
وجذبها الى المنزل واجبرها ان تسيير معه وكأنها تعرف البيت تعرف شكله غرفه تاريخه حتى رائحته .. كما تعرف الرجل تماماً ..
جاء الان دورها لترتجف وتتوتر لقد اصبحت داخل الردهه وكان خلفها تماماً يسد النور القادم من باب المدخل المفتوح قالت ببساطه
وهي تترك لعينها الحالمه ان تتجول في زواياه "لم اكن اعتقد ان هذا سيحدث"
كان طويل القامه .. اطول منها بكثير .. عريض المنكب كذلك .. تذكر تماماً ملمسه تحت قميصه الانيق الذي يرتديه وتعرف موضع
الجرح على فخذه الايمن انه شق صغير تذكار لحادثة طفوله ..
اخذت ترتجف بوحشيه غير قادره على ايقاف ماتشعر به ورفرف قلبها فرحاً وهي تنظر اليه .. انها تحبه كثيراً
سألت بصوت اجش وعيناها لاتتركان وجهه
"هل يمكن .. ان اصعد الى فوق ؟"
وانتظرت رده
وبدا لها الزمن عمراً كاملاً قبل ان يرد صوته متصلب وهو يرد اخيراً "اذا كان هذا ماتريدين "
ردت بجرأة "اجل .. اجل .. انه ..ما اريده "
وتشوقت ان تكمل :احبك .. لكن الاحداث كانت تدور بسرعه دون ان تعطيها الوقت لمثل هذا التصريح العاطفي
وبدلاً من ذلك .. تركت ذراعه واستدارت نحو السلم ثم وبطيش مدت يدها تلامس وجهه بأطراف اصابعها تستوعب الدفء الانساني الذي حلمت به
.. انه حقيقه واقعه وليس مجرد حبيب الاحلام انه الحبيب الحقيقي
رغم كونه حليق الذقن الا انها استطاعت ان تتحس خشونة بشرته الرجوليه تحت نعومة اصابعها الانثويه وانتزعت اصابعها بعيداً
وكأن النار لسعتها اتسعت عيناها وازدادتا عمقاً فبدتا معذبتين وهي تنظر اليه
سألها بخشونه "انت تريدينني "
لكنه كان تقرير واقع لاسؤال هزت آني رأسها كالبكماء وقد حانت لحظة الحقيقه عليها ان تواجه اخيراً مارسمه القدر لهما ..
انه هنا فعلاً

مجنونة قلبها 09-03-10 01:22 PM


مرت نظراتها على وجهه متوتره كظبيه في الغابه.. عيناه اصبحتا الان بلون اعماق المحيط تحترقان حراره وجنتاه مشدودتان قاسيتان
حيث تتمدد بشرتهما ..
احست بدوار مشوشة الذهن بقوة شوقها وطال الصمت التوتر بينهما وكأنه طبقة جليد فوق اخطر مياه يمكن ان تتواجد مياه تقودها
الى عمق القرار
قال امراً بقوة ناعمه "تعالي الى هنا"
اقتربت على الفور .. فضاقت المسافة بينهما وهي تتحرك مترنحه لفرط الاثاره ..مأسورة بفعل السعاده التي تملاً روحها وقلبها
.. ثم اطبق اخيراً ذراعيه حولها واستدرات لتواجهه
قال "اجل .. اجل ... انت تريدينني .."
سمعته يتلفظ بأسمها صوته ناعم وحنون احتواها بين ذراعيه ثم عانقها فحرك المشاعر التي كانت تثيرها احلامي طويلاً
سمعته يسأل يصوت منخفض "هل انت راضيه؟"
وقبل ان ترد او تستطيع الحركه اخفض رأسه نحوها مجدداً ليقدم على الهجوم المحب
شعرت بالسعادة لانها اخيراً وجدت رجل احلامها امسكت انفاسها وشعرت بأن الزمن قد توقف .. من خلف عينيها المغمضتين
استطاعت رؤية اللون الابيض البراق الذي تذكره انه صاف حارق قوي يلامس الروح ...
فتحت عينيها بسرعه وركزت على رأسه الاسود الفحمي المنحني .. تحسست مؤخرة عنقه الدافئه التي تشكل تناقضاً مع مشاعره الحاره
ومع استجابتها له ....
اجفلت آني فوراً وكأن شيئا لامس وتراً حساساً داخل ذاكرتها شعرت بقوى بدائيه تشدها فتجمدت دونما حراك احست بالوهن والخوف
يزحف الى قلبها
سأل بخشونه ورفع رأسه لينظر في عينيها "مالامر ..؟ هل تراجعت؟"
في عينيه تعبير ما جعلها تشيح لوجهها بعيداً عنه .. في اعماقها نوع من الألم القلق يتحرك لكنها كتمته بسرعه لا يمكن ان تسمح له ان يفسد
هذا السحر المميز ..!
بدأت تقول ببطء "انا ..."
فتشت عن الكلمات المعبره لتطلب منه ان يساعدها في التخفيف من وخز الألم الذي تشعر به يهددها وان ينتزع الاذى المحتمل الذي تتنبأ بوقوعه
بدلاً من الاصغاء اليها هز رأسه وقال بنعومه
"ظننتك تريديننا ان نكون معاً ... انت تريدين هذا .. اليس كذلك آني ؟"
آني .. ! انه يعرف اسمها ..خفق قلبها بعنف داخل صدرها تشنج جسمها كله لفرط المفاجأة
واخيراً تمكنت ان تقول "انا .. اريدك .. اريدك بكل جوراحي "
ثم اضافات مقطوعه الانفاس لمعرفتها بأن قدرهما متشابه
-فوق ..
رد عليها "اعرف"
وسارا معاً الى الطابق الاعلى خطوة خطوة يحيطها بذراعه وهي تستند بعجز عليه .. توقفت ونظرت عبر النافذه آلياً نحو النهر
قالت بصوت اجش "هذا المنزل بناه صياد حيتان "
ثم صمتت تفتش عن الكلمات المناسبه لتقول له ماخبرته
-هناك شيء يشدني اليك الى هذه الغرفه ...
دون ان تكمل عادت تحتمي بجسمه مدركة انها كانت تكتم انفاسها متوترة حين ارتفعت ذراعه تحتضنها
وصلا اعلى السلم ووقفا امام باب الغرفة قبل ان يقول الكلمات التي جعلت قلبها يقفز من الفرح في داخلها
-انا احلم بك كذلك
لقد حلم بها .. انها ليست وحيده في ايمانها بالقدر ..وطغى عليها الفرح فاستدارت اليه تمسك ذراعه بيدها وتسأل
"لقد عرفتني اذن ... تلك الليلة في المطعم ؟"
هزة رأسه السريعه المتردده تقريباً جعلتها تتألم بشوق اليه .. لقد احس بالحرج لانه كشف عن ضعفه امامها ..اوه ..كم تحبه
كم من الرائع انهما وجدا بعضهما ..
قالت بحنان "سيكون كل شيء رائعاً .. سنكون رائعين معاً .."
كانت الغرفه كما حلمت بها تماماً النوافذ الكبيره والمنظر الذي يمتد نزولاً حتى النهر والحقول والتلال من الناحيه الاخرى ...
ارض الغرفه خشبيه مصقوله الجدران عاريه النوافذ بستائرها الخياليه ... والسرير ..
ارتجفت آني لرؤية السرير غير قادره على اشاحة نظرها عنه دون ان يرف لها جفن ..الجانبان الحديديان المشغولان بدقة بعكس
سريرها كان هذا من النوع الاصلي ببطء شديد ولطف مدت يدها تلامس الاطارالسفلي ..كان المعدن دافئاً للمستها بفعل مرور
الزمن ..السرير اكبر من حجم سريرها ومغطى بمفارش تقليديه ..لمست الغطاء واستطاعت ان تشم عطر اللافندر الذي فاح فور لمستها
بدأت تقول بفم جاف "هذا السرير ...."

مجنونة قلبها 09-03-10 01:23 PM

* * *
رد بسرعه "انه سرير زواج"
واستطاعت تذوق المرارة في صوته .. وقبل ان تسأل عن السبب استدارت اليه واتسعت عيناها دهشه ..
كان يمد يديه لها وفاجأها عنف مشاعره لقد توقعت حرارة الحب والتملك .. ولكن ليس بهذه الشراسه التي اظهرها وهذا الصمت
الذي اطبق عليه قبل ان يضمها ..
سمعته يقول بإصرار اجش بعد ان هددت قسوة عناقة بأذيتها "عانقيني .. انت تعرفين كيف "
اذعنت راضيه لاتريد سواه ابداً
لم يكن امامها ماتخشاه .. من احلامها كانت تعرفه كما يعرفها
سرى في جسمها توتر وعرفت انه يشعر بخجلها فبدا وكأن الفكرة اسعدته فزاد توتر آني وانكرت
"لا ... كيف يمكن لي ان اخاف .. وانا معك ؟"
لكلامها مفعول السحر عليه انها ابعد عن سيطرتهما معاً كانت عيناه قاتمتين ملتهبتين بلون الليل بشرة وجهه مشدودة فوق عظامة
فأرغمت على لمسها للتخفيف عنه
تصاعدت من اعماق حنجرته آهه
وسرت الدماء الحارة في عروقها
قالت بطيش "اريدك .. اريدك "
انه ساحر .. يخطف منها انفاسها ويحرك قلبها بجنون ..انه رجل احلامها وانفتحت راحتاها على كتفيه تتحس القوة
المنبعثه من هذا الرجل اخذت تراقب الطريقة التي ارتجف فيها
قال "آني .. توقفي .. انت لاتعرفين ماذا تفعلين بي .."
ثم تأوه
حتى احلامها لم يكن الامر هكذا ..وعرفت ان احلامها لم تكن سوى صدى مزيفاً للواقع
الاحلام هي مجرد احلام... وهاهي .. الحقيقه ! ودون ان تفكر بما تفعل لفت ذراعيها حوله واراحت وجهها عليه دموع المشاعر التي كانت تغشي
بصرها انسكبت على بشرته
-لا
الرفض الحاد في صوته صدمها واربكها وهو يبعدها عنه
فنظرت اليه متسائله تفتش عن تفسير لرفضه حبست انفاسها في حلقها وقلبها يضرب بشراسه فحارت في معرفة ماتريد قولة
نسيت القبضة الشديدة ليدية على ذراعيها نسيت وخزة الرفض والصدمة التي احست بها حين صاح في وجهها وقد بهت
وجهه ولمعت عيناه بنظرة عذاب بحيث لم تستطع ابعاد نظرها عنهما
كانت كمن ينظر الى روحه ويرى كل مشاعر الرجولة بضعفها وقوتها :الألم ,العذاب, الغضب,الشوق,الرغبه
رات كل هذا .. وهي تشهد ضعفه احست بقلبها يذوب حباً به وحناناً
لماذا يظهر مثل هذه المشاعر القوية المتضاربه في اكثر من طريقه ..وحارت جواباً ..ماتعرفه هو انه بحاجة
الى مواساتها له والى عطفها عليه .. ومدت يديها آلياً نحوه .. تريد ان تحيطه وتحميه بحبها لتهدئه وتطمئنه
قالت بنعومه "احبك .. ولطالما احببتك .. وسأبقى احبك "
لمع شيء في عينيه شعور ما استجابة قصيره وقوية تلاشت قبل ان تراها آني .. لكنها سمعت الغضب في صوته
وهو يتراجع عنها ويسأل بوحشيه "كيف يمكن ان تقولي هذا ؟"
انه غاضب .. يتساءل عن حبها ..لماذا وهو لاشك يعرف انها تحبه بعمق
سألته مرتجفة وقد احمر وجهها "انت لاتريدنني ؟"
قال بجفاء "هل يبدو علي انني لااريدك ؟بالطبع اريدك وانت تريدنني اليس كذلك آني ؟اوه .. بلى ..انت تريدنني"
وكان صوته اجش وهو يسيطر على الموقف ومد يده يضمها مجدداً بين ذراعيه
قالت مختنقه "احبك كثيراً .. لم اكن اعرف .. كنت لي مجرد حلم قبل ان ..قبل ان .."
وصمتت لتكمل بصوت اجش "ظننت ان احلامي كانت رائعه من المستحيل ان يماثلها شيء ..
ولكنك اظهرت لي كم كنت بعيده عن الواقع "
وامتلأت عيناها بدموع الحب ومدت يدها الى يده ترفعها الى شفتيها بحنان وتهمس مرتجفه
"قد يبدو كلامي غريباً ولكنك حبي الحقيقي ..حبي الوحيد .."
ولو انها تألمت قليلاً لانه لم يرد عليها بكلمات حب مماثله الا انها ذكرت نفسها بأنه اظهر لها حقيقة مشاعره
وحبه وان الرجال عادة يخجلون من صياغة مشاعرهم في كلمات
وادركت قبل ان تشعر بالنعاس انها اكثر امرأة محظوظه في العالم
وهو ينظر الى وجة آني النائم بهدوء تساءل دو**** كارلايل متجهماً كيف يمكن لها ان تنام بمثل هذا الهدوء دون احساس بالذنب وبهذه البراءة؟
بغضب استدار عنها
قد تكون نائمه بسعادة ولكنه لن يستطيع النوم .. مالذي تملكه بحق السماء ؟ انها لم تعد تعني شيئاً له كيف يمكنها هذا ؟
واغمض عينيه وضغط على فمه بعد ان مرت ذكرى غير مرغوبه لنظرة عينيها قبل ان تغفو .. بعد ان قامت بتلك الايماءه غير العاديه
في الامساك بيده وابتلع ريقه بقوه .. كان هذا مجرد تمثيليه .. هذا كل شيء .. مثل كل شيء فعلته ..لابد ان الامر
هكذا.. فلا مجال لان يفهم او يتقبل تصرفها غير العادي
وهو يسير نحو الحمام وتوقف ليدير رأسه نحو السرير وينظر الى آني وهي نائمه كانت مستلقيه تواجهه وجسمها مكور وكانه لايزال يحتضنه
..ولوت ابتسامه ازدراء متوحشه فمه حتى في نومها تستمر في التظاهر .. لماذا ؟ مالذي يجعلها تفعل هذا ؟ كل
ذلك الكلام الغبي عن القدر الذي تفوهت به .. كل ذلك .. وتوقف بسرعه هناك طريقه واحده ليعرف الحقيقه عليه ان يسأل
آني في الصباح
فتح باب الحمام واتجه نحو الغرفه هازاً رأسه ومتسائلاً كيف تمكنت من التصرف على هذا النحو .. ان تعود بكل بساطه
الى حياته وتتصرف وكأن شيئاً لم يحدث .. وكأن السنوات الفاصله لم تكن ابداً


انتهى الفصل الثالث

مجنونة قلبها 09-03-10 01:25 PM

4-دهليز الرغبة


جلس دومنيك في الفراش متوتراً ..الساعه الرابعه صباحاً .. وما من طريقة يتمكن فيها من العودة الى النوم
كان يشعر بالانفعال وبأنه مشحون جداً فتفكيره مليء بالغضب والذكريات
لم يصدق حين رأى آني في المطعم حيث اقام له مدراء الشركة حفل العشاء احتفالاً بقبولة المركز الذي عرض عليه في
شركة"بيتروفيتش" كمستشار للاحياء المائيه ..ثم حين وصلت فعلاً الى منزلة ..
منتديات ليلاس
هل كانت تعرف انه سيعود ؟لم يكن ينوي الاحتفاظ بالمنزل ..لكن عمله في الشرق الاوسط ابقاه بعيداً عن بلاده
ومن المنطقي ان يستبقي المنزل بدلاً من بيعه في وقت كانت فيه اسعار الاملاك تنخفض بشدة وفكر في قرارة نفسه انه سيكون غبياً
لو رفض فرصة العمل التي ستعيده الى المكان الذي التقى فيه آني لأول مره .. وكان من الطبيعي ان يعود الى المنزل بعد ان تركه مستأجروه
كيف تمكنت آني ان تعود الى حياته مجدداً ؟ وليس الى حياته فقط بدأت حرارة جسمه ترتفع وهو يتذكر حرارة لقائهما ..
لا .. ليس اللقاء ..بل المشاعر التي تشاركا فيها لتوهما عناقهما ..كان ببساطه فعل تنفيس جسدي ..هذا كل شيء آني واغمض عينيه وبدا الحزن على وجهه
لقد تصرفت الليلة وتحدثت كأنما ..كأنما ماذا ؟ تحرك دونما ارتياح في الفراش كانت مفارش السرير تذكره بنعومة ملمسها تحت يديه لم يكن
يرغب باسترجاع هذه الذكرى كل ذلك الهراء الذي قالته عن القدر وعن حبها له .. يستحيل انها توقعت منه تصديقها ..فمن المستحيل ان تكون ظنت..
رمى عنه الغطاء وانزل قدميه لى الارض ثم سار نحو النافذه ..بعيداً عن السرير حيث آني نائمه
آني !
لقد مرت خمس سنوات منذ التقيا اول مره كانت في الثامنه عشرة وهو يكبرها بعشر سنوات لقد كانت نقطة ضعفه
فهو الذي وقع بعمق وقوة في الحب من النظرة الاولى ولحق بها الى المنزل المتواضع حيث كانت تقيم
كانت متوترة في اول مره تقدم اليها محاولاً ان يظهر سيطرته على الموقف ..لكنه في الواقع كان غير واثق من نفسه فبدلاً من ان يأخذ
بيدها ليحميها ويحذرها من خطر الاستجابة لرجل مثله ترك نفسه يقع في شباكها
لزمة عدة زيارات متكررة وكثير من الصبر لاقناعها بالخروج معه ..الى مقهى فقط حيث جلسا على طاولة قرب النافذه كان جزء منه يود حمايتها
والجزء الاخر يود اصطيادها كان يعرف ان المكان الحقيقي الذي يريد فعلاً ان يكون فيه معها هو مكان منعزل ولكنه تقبل اصرارها المتوتر بأن يكونا
في مكان عام شأنه كأي رجل متمدن
تحدثا في ذلك اللقاء الاول عن اشياء مختلفه كثيره .. الساعه الوحيده التي انتزعها منها امتدت الى اربعة رافقها بعدها الى مكان اقامتها
حيث انتزع منها وعداً بأن تراه مره اخرى
الوقوع في حب فتاه في الثامنه عشر على وشك رسم حياتها اذ كانت تدرس في الجامعه لم يكن جزءاً من مخططه ولكن مشاعره نحو آني
كانت مشوشه
قبل ان يلتقي بها وقع عقداً يلزم نفسه بالعمل في الشرق الاوسط مهنياً كان العقد رائعاً ..فرصة العمر ..التي قبلها بلهفه
الاشهر القليله المتبقاه امامة قبل الرحيل كان ينوي استخدامها في مسألة ايجار منزله في "ورايمنستر"ومن ثم زيارة بعض الاصدقاء
الذين يعيشون في مختلف انحاء البلاد
حثه المنطق على بيع المنزل ..فقد كان كبيراً جداً لرجل عازب ..لكنه شان آني لم يكن لديه اقرباء ولقد ورث المنزل من عمته العجوز
..بدافع عاطفي شعر انه يريد ان يستبقيه
واستدار عن النافذه متجهماً
خلال اسبوع من لقائه بآني وقع في حبها بكل طيش وتهور في عضون اسبوعين لم يبق امامة سوى خيار الزواج ومع ان ضميره حثه الا يفعل
كانت صغيره جداً ..صغيره جداً على الالتزام بالزواج ودونما خبرة تؤهلها الحكم على اي نوع من الرجال تريد ان
تشاركة حياتها لكنها كانت وحيده ..وضعيفه فقد تخوف من الرفض الذي شاهده في عينيها حين اخبرها انه سيترك البلاد قريباً والحقيقه
انه اراد ان يلزم نفسه بها بقدر ماتريد هي
وهكذا كان فالحب الذي ادعت انها تكنه له اتضح انها مشاعر مراهقة ..فهل تلام لو اخطأت ..او هل يلام هو ؟
وعبس غاضباً ..ماذا يفعل ؟حتى الان كان يبحث عن اعذار لها ..عن تفسير ..
قد تكون صغيره جداً ..لكن لابد انها تعرف انه ليس مراهقاً وان مشاعره جديه .. ولكن هذا لم يمنعها عن التخلي عنه دون اي
تفسير دون اية فرصة لجلاء الامور او حتى لكي يقنعها بالبقاء؟

مجنونة قلبها 09-03-10 01:26 PM

كان قد راجع مرات عديدة هذه التبريرات ولم يقترب بعد من الحل ..لو انه كان مخطئاً في استعجالها بالزواج فهي
بالتأكيد كانت مخطئه في عدم مصارحته بأنها تريد انهاء الامر ..
كان حتماً سيستخدم شعلة الحب المشبوب بينهما ليقنعها بتغيير رأيها ؟ام تراه يضع احتياجاتها فوق اعتباراته ويتركها تذهب؟
كان سيتركها تذهب .. ولكن ربما كانت آني خائفه من ان يعتمد على الحل الاول وان لاتتمكن من مقاومته او مقاومة الرغبه المشتركه بينهما
لم يكن هناك مجال للشك..فهو لم يختبر من قبل شيئاً مماثلاً وربما لن يوفق في المستقبل ..لم يكن راغباً بعد آني في استعادة ذلك
الجزء من حياته لقد تغيرت حياته ..
وذكر نفسه بحزم وهو يدرك مسار افكاره التي تحولت اليها ..
اعادها الى هذا المنزل لأول مره بعد مشوار طويل قرب النهر ووعد ان يعيدها الى غرفتها وهو ينوي الوفاء بالوعد لكن
السماء بدات تمطر بغزاره وهما على كيلومترات من المنزل ..لم يكن احد منهما يرتدي معطفاً لذا فمن المنطقي ان يأتي بها الى
هنا
كانت فاغرة الفم لرؤية حجم المنزل شاهد اللهفه والتحدي في عينيها وهي تحتج بأن حذاءها المبتل سوف يترك اثراً على الارض
المصقوله وجرحه احساسها بالفوارق بينهما وفي محاوله لجعلها تسترخي اخذ يقص عليها تاريخ المنزل ومالكة الاصلي
وتذكر كم كانت مذهوله بمحفورة "الدلفين"وكيف مررت اصبعها على منحنياته الناعمه وعيناها تشعان غبطه وهي تدير
وجهها اليه مأخوذه بجمالها
استسلم لمشاعره نحوها ..ولم يعد قادراً على المقاومه فأخذها بين ذراعيه بشغف
كانت فتاه صغيره في تلك الفتره ..فتاه ..لكنها لم تكن كذلك هذا المساء ..لا ..انها الان امرأه ..امرأه مكتمله ...
احس بتوترها حين دفنت وجهها فيه
واصدر دومنيـ ـك دمدمه منخفضه متوحشه من اعماقه ..فلا شيء يمكن ان يكبت ذكرياته الان
بعد تبللهما خلال النزهه اصر عليها ان تبقى وتتناول العشاء معه
وسألها "ماذا تحبين ان تتناولي؟"
وخجلت مره اخرى فهزت رأسها حائره
كان يلاحظ حين كانا يخرجان معاً لتناول وجبة طعام انها كانت دائما تتطلع اليه ليرشدها قبل الاختيار من لائحة الطعام ..
لم تعترف له ان تربيتها لم تحضرها لهذا النوع من الحياه ,الا بعد ان ضغط عليها لاتخاذ قرار حول ماتحب ان تأكله في هذه المناسبه ليشترياه
في السابق تكلمت باختصار حول طفولتها ..لكنها ذلك المساء كانت اكثر صراحه وجرأه ..وقرر ان هذا سببه الجو المريح الذي ساد العشاء
والداه ماتا وهو صغير جداً كان عوزهما الى الحنان مشتركاً ..لكن جداه كانا ثريين ..ورغم انه لم يعش تحت رعايته
بل امضى حياته في المدرسه الداخليه الصارمه ..وادرك انه لم يكن ابداً في الوضع الذي كانت آني فيه كونها تعيل نفسها
بعد اعترافها انها لم تألف نمط الحياه المرفهه التي يعيشها اصبح حامياً لها .حين اخذها الى السوق ليشتريا وجبة المساء
راقب عينيها تستديران برهبه وهو يختار مكونات العشاء
جهلها اظهر لديه غريزة ابويه لم يكن يعرف انه يمتلكها راقبها وهي تجول في المتجر وشرح لها عن اصناف
المأكولات التي انتقاها ولاسيما سبل تحضيرها
سألت متردده "لكن من سيطهوها؟"
وعرف بماذا تفكر وقال بسرعه "انا سأفعل "
قبل لقائه بآني كان يعتبر نفسه عازباً متمرساً ..همه الاساسي مستقبله العملي كان حلمه من الطفوله ان يكون عالماً في الاحياء
المائيه ليحذو حذو ابويه اللذين عملا وتوفيا معاً ماتا معاً في حادثه غريبه على ساحل "الموريشيوس"
كان يحب النساء طبعاً ولكنه يحصر نشاطه مع المحنكات منهن لانه ببساطه لايفتش عن التزام دائم ..
مع آني انقلب رأساً على عقب .. فهو لم يكن يريدها كنزوة بل يريدها شريكة دائمه في حياته
عادا الى المنزل بالطعام الذي اشترياه وطهى الطعام كان يحب استدارة عينيها ولمحة البراءه حين يجعلها تتذوق ماكان يحضره لهما
سألت بسذاجه "ألست جائعاً"
فكان يعلق ممازحاً "جائع لحبك فقط"
الطريقه التي احمرت بها خجلاً جعلته يصاب بدوار
بعد العشاء دخلا غرفة الجلوس حيث حاورها عن آمالها وحلامها وقدم لها حلوى الفريز المغطى بالشوكولا الاسود
بعد ان انهت قطعة الحلوى وضع يديه على وجهها واحاطه ليبقيها جامدة فيما احنى رأسه ليعانقها فركزت عليه
نظرة يختلط فيها الشوق والارتباك
فقال يهدئها "لابأس عليك ..لن اؤذيك..."
هو .. يؤذيها هي ..يالها من نكته ! لكنه لم يكن يحلم يومها بما كان سيجري لقد بدت ساذجه جداً وجذابه ..
بعد شهر من لقائهما اقنعها ان تتخلى عن حذرها معه لكنه
وصل الى حافة الجنون غير قادر على كبت مايشعر به وهو يلامسها غير قادر على منع نفسه من تلمس بشرتها الرقيقه الناعمه
بلمسه جائعه متشوقه
بعد ستة اسابيع من اول لقاء لهما تزوجا وبعد اسبوعين تركته
كان صادقاً تماماً معها منذ البدايه حول استلام وظيفته الجديده في الخليج خلال بضعة اسابيع كما اكد لها حين اقنعها اخيراً
بالزواج منه استحالة اصطحابها معه
سألته بشجاعه "اذن ..كم ستغيب؟"
-عقدي لثلاث سنوات ..ولكن ,يمكن ان احصل على اجازات كثيره فسأكون هنا في عيدالميلاد المقبل لمدة شهر ثم في الصيف لشهرين
..وعلى اي حال لديك دراستك الجامعيه وسيمر الوقت سريعاً
سألته"هل انت واثق انك تريد ان تتزوجني ؟"
-طبعا انا واثق
ولم يدرك لحظتها انها هي المرتابه
وكررت السؤال بإلحاح في مناسبه اخرى "هل انت واثق حقا ..انك تريد ان تتزوجني ؟"
ومره اخرى لم يفهم الاشارة التي كانت تعطيها له ,ولم يفهم انها تريده ان يسأل ما اذا كانت هي تريد الزواج منه حقاً
بدلاً من ذلك قال لها بحزم "بالطبع انا واثق ..فأنا احبك "
-لكننا مختلفان
رد ممازحاً "اجل .. فأنت امرأه وانا رجل "
قالت بإصرار "لا .. تعرف مااعني "
واحمر وجهها وهي تكمل "في دار الايتام علمونا ان الانسان هو الاهم واعرف ان هذا صحيح
..لكن الناس لاتزال تعتقد بأن خلفيتنا العائليه مختلفه ..وانا ...انا ..لااعرف من هما والداي ..و.."
واسكتها بإصرار "لاشيء من هذا يهم"
واجهته "بلى .. يهم ..اصدقاءك طراز حياتك..."
قاطعها "ستكونين انت حياتي من الان وصاعداً آني "
ذكرته باكتئاب "انت تقول هذا ..ولكنك لن تكون هنا "
قال دومنيـ ك "انا مضطر للسفر وتعرفين هذا "
وافقت بهدوء "اجل ..اعرف"
ولعن دومنيـ ك نفسه اولاً لانه هو المسؤول عن ألمها وثانياً لانانيته
كان يعلم منذ البدايه ان لامجال لالغاء التزامه في الشرق الاوسط
حاول مواستها "لن يكون الامر سيئا اعرف انه سيكون صعباً لكلينا لكن ثمة ازواج اخرين يتمكنون من العيش في مثل هذه الظروف"
ردت باكتئاب اكثر "اجل ..احياناً اتساءل ما إذا كان قدري دائماً ان ابقى وحيده"
-لن تكوني وحيده

مجنونة قلبها 09-03-10 01:27 PM

همست "ربما من الاسهل ان لايكون للمرء مثل هذه المشاعر القويه وان لايحب شخصاً كثيراً"
هل بدات ساعتها بإبعاد نفسها عنه ؟ لكنها بدت سعيده جداً حين تزوجا وتحبه كثيراً ام انه افترض وبشكل لايغتفر ان عمره الذي
يزيد عمرها بعشر سنوات يعطيه الحق بأن يعرف ماهو الافضل لها ؟
السنوات الفاصله غيرته .. بفعل الالم العاطفي الذي عاناه ..كان يعرف انه لن يتفهم كيف تمكنت آني ان تتخلى عنه دون اي تبرير
الا ان المرارة التي احس بها اصلاً تغيرت لتصبح قبولاً للواقع لكن جزءاً مازال بحاجه الى الردود على الاستفهامات التي خلفتها على حياته ..
عادت افكاره الى الماضي ..لقد تزوجته آني ..وكان هناك رسميات تعامل معها طبعاً وسلطات ابلغها زواجهما ..
حتى الخاتم الذي شتراه لها اضطر الى استبداله لان اصبعها كان رقيقاً جداً ورفيعاً
وحملها الى الفراش في اول ليلة زواج لهما وناما معا والنوافذ مفتوحه بحيث كانا يسمعان همس الليل والنهر
مع اقتراب موعد رحيله زاد الحزن في عينيها واختلط مع عذابه لفكرة تركه لها ولعلمه انه سيكون مسؤولاً عن ألمها وانه هو الذي اقنعها
بالزواج ثم جاءت الليلة التي كان لهما فيها اول شجار حاد
كان يوماً حاراً شديد الرطوبه وكان غضبه سريع الاشتعال ..كان خائفاً من ان يتركها وورد في خاطره احتمال فسخ عقده
في الخليج ليفتش عن عمل اقرب ..ولكن اين؟ افي احدى شركات النفط العامله في بحر الشمال ؟
في الخليج سيكون المسؤول عن فريق من الغطاسين وعلماء الاحياء المائيه تستخدمهم الدوله لقياس درجة التلوث في اعماق البحر
واشكال الحياه فيه ..انها فرصه ذهبيه تأتي مرة في العمر ان يكون جزءاً من هذا النوع من الابحاث التي يحلم بها اي شخص يكون في مثل مركزه
كان يود ان ينشر كتاباً عن اكتشافاته ماان ينهي العمل هناك وكان يعرف انه لو ادار ظهره لهذه الفرصه فلن يحظى ابدا بواحده مثلها
لكنه كان كارهاً لفكرة ترك آني في الايام الثلاثة الاخيره كانت تبكي في منامها ليلاً وساد بينهما جو من التوتر بدا ان كليهما عاجز عن تغييره
على آني ان تبدا اول فصل دراسي في الجامعه في الاسبوع الذي سيلي سفره الوشيك امضيا الامسيه يتناقشان معاً خيارات العمل
التي ستفتح امامها ماتحصل على درجتها الجامعيه
وقالت بهدوء "لست واثقه انني اريد اخذ مقعدي في الجامعه ..فعلى اي حال نحن متزوجان الان .. سرعان ماسيكون لنا اولاد ..
قاطعها دومنيـ ك بجرأة "اولاد؟"
لم يخطر بباله يوماً فكرة تأسيس عائلة ولم يناقشها بعد فتجربة تربيته واعتقاده بعدم محبة والديه له يتناقض مع ادراكه للمتطلبات التي
قد يضعها العمل في طريقهما ..واجبر على الاعتراف بأن ليس كل انسان ناضج يستطيع تحمل مسؤوليه كبيره كالابوة
يبدو ان لآني وجهة نظر مختلفه تماماً عن وجهة نظره وعرف ان عليه جعلها تفهم انهما بحاجه الى وقت للتكيف مع علاقتهما قبل ان يناقشا
صلاحيتهما كأبوين جيدين
بكل تأكيد لامجال للسؤال عن انجاب ولد وهو ملتزم بعقد عمله الحالي فهو لايرغب في ان يعاني ذلك الطفل بسببه كما عانى
وهو صغير اوه قطعاً ..لا ..
قالت مصدومه "انت لاتريد اولاداً؟لكن ..لكن لماذا لا؟"
اكد لها بحده "لا .. لا .. لااريد"
اصرت على سؤالها "لكن لماذا لا؟"
ولعن دومنيـ ك نفسه للألم وعدم التصديق اللذان سمعهما في صوتها واخذ يشرح لها مشاعره نحوها بلباقه
-الابوة ليست مجرد انجاب طفل آني ..انها ..
وكافح يائساً لايجاد الكلمات المناسبه "...انها مسؤوليه كبيره ..حين ننجب طفلاً نحن لانعطيه الحياه فقط ..نحن نحمله عبئاً
نحمله انفساً تاريخنا الشخصي ..وفي الوقت الحاضر اشعر انه ليس مااريده ولااريد لطفل ان يحمله ..لدينا بعضنا ..الا يكفي هذا ؟"
صمت قليلاً ثم اضاف يائساً "لقد تزوجتك لاجل شخصك ..وليس لأجل الاولاد"
وافقت بصوت يكاد يكون متوسلاً "اجل ..اعرف .. لكن احياناً الاشياء تحدث .. وتحمل المرأه طفلاً دون التخطيط له و ...."
وفض دومنيـ ك فوراً "مامن طريقه..ليس لنا انا لا .."
وصمت ثم سأل بلطف "لماذا نتجادل ؟ على اي حال لا يمكن ان تكوني حاملاً"
لقد تأثر كثيرا حين قالت ان الحياه الزوجيه ستكون اكثر متعه اذا "لم يستخدم فيها موانع"نزولاً عند رغبته قررت هي تحمل
مسؤولية حبوب منع الحمل وتركها تفعل ماتشاء واكد لها بحزم "لايمكننا تحمل اي حادثه عرضيه آني "
احتجت بإصرار عنيد"لكن لو حصل؟"
قطب وهو ينظر اليها كان وجهها محمراً وعيناها عنيدتين بشكل غريب ومتلهفتين ولم يكن من عادتها ان تجادل معه فليس لهما وقت طويل متبقي
لذا لن يجادلها حول الحمل
قال بحده"لو حدث ..فسنقوم بالشيء المتعقل طبعاً نتحمل الخيار الوحيد المسؤول وننهي الحمل "
شهقت وابيض لونها "اجهاض؟اتعني انك ستطلب مني قتل طفلنا ...؟"
-آني ..بحق الله توقفي عن هذه السخافات ..حين يصل ذلك الوقت سنجلس معاً ونناقش مسألة العائله بتعقل وحتى ذلك الوقت من الجنون
..من المستحيل لنا ان يكون لنا طفل .. انظري الى نفسك ..انت لازلت طفله ..
-لم كن طفله حين اردت الزواج مني .. ثم نحن نتكلم عن طفلي انا .. طفلي انا وليس طفلك وسأقول لك دومنيـ ك ليس هناك مجال ابدا
ان اقتل طفلنا ابدا واذا حاولت اجباري .. سوف .. سوف ..
-سوف ماذا ؟
وتحول صداع راسه من نبض غاضب الى ألم يعصف بأعصابه المهتاجه واضطر معها الى الصرير على اسنانه لمنع نفسه من الشكوى
وقالت آني بصراحه "سأتركك"
-تتركيني ؟بحق الله ..لاتكوني سخيفه..لم يمض على زواجنا سوى اقل من شهر آني .. وانت لست حاملاً و ..
اصرت بعاطفه جياشه "لكن لو كنت ؟ لو كنت ستجبرني على التخلص منه صحيح ؟"
تنهد دومنيـ ك "من المستحيل ان يكون لنا ولد الان "
-مستحيل ؟ لماذا ؟ لانك لاتريد ولداً ؟لانك ....؟
قاطعها دومنيـ ك "انت تعرفين الموقف الذي انا فيه .. لدي مستقبلي العملي لافكر به آني .. و .."
-اوه .. اجل مستقبلك العملي .. لايجب ان انسى هذا ..اليس كذلك ؟"
وامتلات عيناها دموعاً "لاشيء .. لااحد .. يجب ان يتدخل في مستقبلك الثمين اليس كذلك دومنيـ ك؟
وعرف ساعتها او ظن انه عرف ماهو الخطأ فعلاً فهي مثله تخشى فراقهما .. ولان قلبه على الفور
وامرها بصوت اجش "تعالي الى هنا "

مجنونة قلبها 09-03-10 01:28 PM

ومد يده اليها وبدلاً من ان تستجيب ان تركض اليه وترمي نفسها بين ذراعيه كما كان يتوقع تعمدت الرجوع خطوة الى الوراء
بعيداً عنه .. وجهها وجسمها يتجمدان ألماً
-اهذا كل ماتفكر به به دومنيـ ك ؟ حسن جداً انا اسفه ..لست في مزاج لهذا
وسارت مبتعده تاركه اياه ممزقاً بين الغضب والعجب
لم يشاهدها تظهر مثل هذا الترفع من قبل ولا هذا العناد ..
فكر بهذا بعد ان رفضت كل محاولاته لاقناعها وفي النهايه هز كتفيه وقال لها باشفاق
"لو كنت مكانك آني .. قبل ان افكر في انجاب طفل كنت سأتفحص مدى نضوجي اولاً...!"
وتلك الليله ولأول مره منذ الزواج ناما متخاصمين عدة مرات حاول دومنيـ ك مد يده اليها واحتضانها لانهاء خلافهما
كان يرغب بالقول لها كم يحبها وكم هو خائف من ان يفترق عنها لكن طبعه العنيد طغى على ضعفه ..جزء منه يحتاج ان تكون هي
التي تلجأ اليه تستدير نحوه لتظهر له انه مرغوب وانه يعني لها اكثر ممايعنيه ذلك الطفل الذي لم تحمل به بعد والذي تجادلا بحرارة
وبشكل مؤلم حوله
لكنها لم تفعل وفي النهايه وبسبب الألم في رأسه لجأ الى الاقراص التي وصفت له خلال نوبات الصداع والنتيجه كانت انه غط في النوم
حتى الصباح التالي
حين تمكن اخيراً من جر نفسه كانت آني قد رحلت
رحلت دون رجعه
في البدايه افترض انها ذهبت الى المدينه لشراء بعض الحاجيات لكن موعد الغداء حل وحان وقت الشاي واخيراً بدا يستوعب انها قد لاتعود
فتش البلده عنها والجامعه لكنه لم يجد اي اثر لها
في النهايه وبيأس زار البيت الذي كانت تسكن احدى غرفة حين التقاها اول مره لكن المرأه التي تدير المكان كانت مسافره
في عطلة مع زوجها وتركت ابن عمها مسؤولاً لكنه لم يتعرف على وصف آني
لم ينم تلك الليله ولا الليله التي تلتها كان يتوقع ان تعود .. ولكنها لم تفعل
مر اليوم تلاه اسبوع دون اي اثر لها ودون اي خبر عنها وبدأ دومنيـ ك التفكير بما لم يكن يستطيع التفكير به لقد تركته آني بسبب جدال سخيف
انها في الثامنه عشرة لاتزال طفله ..حاول ان يذكر نفسه اما ردة فعلها على شجارهما فيمكن تبريرها .. ستعود ما ان يتوقف غضبها ..
فحبهما اقوى من المحن ..
مرت عشرة ايام .. وخلال رحلته الى الشرق الاوسط كان لا يزال غير قادر على تقبل فكرة هجرها له فعلاً وانها لم تكن تلعب معه لعبه سخيفه
لتعاقبه وبقي حتى لحظة النداء الاخير لرحلته متوقعاً ظهورها راكضه اليه لتقول انها اخطأت وانها تحبه
حتى في تلك اللحظه لم يفقد الامل وطلب من وكيل الاملاك والزوجين اللذين استأجرا المنزل ان يعلموه باتصالها
لكنها بالطبع لم تفعل وفي النهايه كان عليه ان يتقبل ان سبب مغادرتها هو الندم على زواجهما الذي اعتبرته غلطة في الاساس
لم يزعج نفسه بالعودة الى المملكه المتحده مع حلول الميلاد تلك السنه فما الفائده؟واحتفل بعيد ميلاده في شهر آذار "مارس"وحيداً وكل اعياد الميلاد
التي تلت اضافة الى ذكريات سنويه اخرى ذكرى اول لقاء لهما وذكرى لقائهما في منزله وذكرى زواجهما
ومرت السنوات ومعها الصدمه .. لعدم معرفته سبب رحيلها دون تفسير اقنع نفسه بأنه لن يفقد الامل ابداً ..لكن اخر شيء كان يتوقعه هو ان تعود
بكل بساطه الى حياته .. الى بيته .. وكأن شيئاً لم يحدث .. ودون انذار مسبق .. ودون تفسير حقيقي او اعتراف بما فعلته ولم يتصور
بكل تأكيد ان تتصرف بمثل هذه الطريقه الغريبه
وتوتر جسمه الان وهو يقاوم الشوق المؤلم الذي ملأه في الماضي عندما كانا حبيبين كان هو المعلم والمنظم لكن الليله وبمرارة الرجل الذي
احب امرأه اكثر ممااحبته صر على اسنانه امام شراسة غيرته لفكرة العلاقات التي لابد انها اقامتها في غيابه
كل ذلك الهراء الذي قالته عن القدر وعن انهما خلقا لبعضهما كان سخيفاً لايمكن ان تتوقع منه ان يصدقها !
اذاً لماذا لم يقل شيئاً لايقافها .. ولايقاف نفسه ؟حتماً لانه رجل هي لاتعني له شيئاً على المستوى الشخصي الان .. واول شيء
سيفعله حين تستيقظ هو ان يطالبها بتفسير لظهورها مجدداً في حياته
اجل .. وسيطالبها ثانياً بالطلاق



انتهى الفصل الرابع

مجنونة قلبها 10-03-10 02:15 PM

5- لاتهربي ..!


استيقظت آني مجفله تطلعت بسرعه حولها في غرفة النوم قبل ان تبتسم ارتياحاً وهي ترى الطيف المألوف للرجل الطويل
الواقف امام النافذه
وتنفست بسعاده:"لم يكن هذا حلماً"
نظر دومنيـ ك اليها .. مالذي تحاول لعبة بحق السماء ؟حسن جداً يستطيع هو كذلك ان يجادلها
فقال بنعومه :"لا ..لم يكن حلماً ولدي اثباتات اتريدين معرفتها ؟"
وفيما هي تحمر خجلاً وتغمض جفنيها اعترف لنفسه انها ممثله ممتازه ..فحتى هو الذي يعرف الحقيقه لايزال قلبه يخفق بضربات
غريبه وهو يقاوم الاغراء بالاقتراب منها
قسا قلبه وتحضر ليقول لها انها تضيع وقتها في محاولة خداعه .. لكن قبل ان يستطيع قول شيء قالت آني بخجل
"اعرف ان هذا يبدو سخيفاً .. لكنني لازلت لااستطيع ان اصدق ان كل هذا حقيقي وانك انت وانا حقيقان "
سألها دومنيـ ك بأدب "وماذا تريدين ان افعل لأثبت هذا لك ؟هل اتقد اليك و..."
وصمت فجأه وهو يدرك ان كلماته التي صمم ان يضعها في مكانها الصحيح ارتد تأثيرها على نفسه بينما كان عقله مشتتاً بين نواياه
واحداث الليله السابقه
قد يكون جسمه ضعيفاً لكن مشاعره ترفضها بكل تأكيد .. لسبب ماوجد نفسه يقترب اكثر فأاكثر نحو السرير ونحو آني ..
ربما لانه كان يريد التأكد ان لامجال لها للتهرب حين يواجهها ويطلب تفسيراً لتصرفها
قالت بهدوء "يجب ان اخرج من السرير حقاً لابد وان لديك اشياء تفعلها و ..."
قاطعها بعدوانيه "وانت كذلك ماذا تفعلين بحياتك آني "
للحظه بدت مجفله لكن تصرفها وهي تجمع الفراش حولها كان هادئاً واربط الجأش الى حد ان دومنيـ ك احس بومضة اعجاب نحوها
قالت متردده "انا .. اعمل بدوام جزئي لشركة "بيتروفيتش"
اجفل دومنيـ ك ..دون شك هذا يفسر كيف عرفت بعودته الى المنطقه ..لابد انها سمعت في المكتب عن تعيينه الجديد
سأل ساخراً "دوام جزئي؟"
لكن لم يبد ان آني سجلت الازدراء في صوته لانها تجاهلت ماقال وردت بصوت اجش "اوه ..انه حلم يتحقق
لم افكر يوماً بأن هذا يحصل لي .. ثم حين رأيتك في المطعم تلك الليله .. لم اتصور ان يحدث هذا "
وهي تتكلم مدت يدها تلامس يده وتعبير وجهها مليء بالفرح المشرق وجسمها كله يرتجف بشكل ظاهر وهي تكمل همساً
"يقول الناس ان الواقع لايمكن ان يماثل ابدا مايتوقعه المرء في احلامه .. اعلم الان انهم مخطئون .. فانت واقعي .. انت .."
وصمتت .. تبتلع ريقها بشكل ظاهر وهي ترفع رأسها وتركز نظرها عليه .. عيناها واسعتان قاتمتان بشعور بدا حقيقاً بحيث
اضطر دومنيـ ك ان يذكر نفسه من هي .. وكم من المستحيل عليها ان تعني كلمه مما تقول
قالت مؤكده "انت .. اكثر .. بكثير من ..مما حلمت ان تكون لااستطيع ان اصدق حتى الان انني وجدتك ..وان
القدر اختارنا لبعضنا ..اشعر .."
وصمتت تبتلع ريقها ..وعيناها نصف مغمضتين بسبب مشاعرها احس دومنيـ ك انها تخدعه فيما اردفت هي بصوت اجش
"اشعر ..انني في نعيم .. فليلة امس ..."
وشدت يده نحوها حتى جلس على السرير "كانت الاكثر روعه في حياتي "
ويمع دومنيـ ك الغصه العاطفيه الصغيره في صوتها قبل ان تكمل "انت جعلتني سعيده .. احبك كثيرا ...انا .."
حين علقت الكلمات في حلقها لشدة انفعالها ذكر دومنيـ ك نفسه انها تمثل .. تكذب ..
منتديات ليلاس
وسمعها تقول بصوت خشن وضحكه مكبوته "اوه ..عزيزي ..اعتقد اني سوف ابكي والرجال يكرهون النساء الباكيات ..اليس كذلك ؟"
لطالما احب دومنيـ ك روحها المرحه بقدر ماحبها هي ولكنه ادرك انها كمن تهديه سمكاً في البحر ..فجذب نفسه عنها
واعلن فجأه "انا جائع .. سأنزل الى الطابق الاسفل لأحضر الفطور "
من المنطقي ان ينتظر حتى يكونا في مكان عملي قبل ان يواجهها . . حاول ان يقف ولكن بدلاً من ان تتركه تعلقت بحنان في ذراعه
قالت هامسه "انا جائعه كذلك ...لك "
احمر وجهها فاستدار ينظر الى بشرتها الورديه لابد وان يكون ذلك مصطنعاً او هكذا اقنع نفسه
فسألها بغضب "هل ترغبين بي؟"
ثم وقبل ان ترد ودون اعطاء نفسه الوقت ليحلل غضبه او ردة فعله عاد ليجلس الى السرير ومد يده اليها ليلفها بقوه بين ذراعيه
وعانقها بقساوة افحمتها
بحب مدت يدها اليه ثم اجفلت مصدومه وهو يبتعد عنها حانقاً "لا!"
قالت تمازحه"انت تريد الفطور اولاً ..اليس كذلك ؟"
وابتسمت له ثم سمعته يقول "سأنزل لأحضره"
ونزل عن السرير واستدار بعيدا عنها متجهاً الى باب غرفة النوم
راقبته آني يذهب ..يغمرها احساس بالرضى ..لذكرى الليله الحميمه التي تشاركاها
للغرفه حمام خاص وجدته بسرعه وكأنها تعرف مكانه هذا المنزل مألوف لها حتى انها في ظروف اخرى كان يمكن ان تجد ألفتها
بالمكان مخيفه قليلاً ولكنها عزت الامر الى القدر
ماان نزلت الى الطابق السفلي حتى تعرفت بسهوله على المطبخ وهذه المره ليس بالحدس فقط بل عبر رائحة القهوه الطازجه الممزوجه بالبيض واللحم
قال "لقد خفقت لك البيض .. فأنا اعرف انك تفضلينه هكذا "
اجفلت آني وهو يشير الى مقعد ووضع طبقاً من الطعام الساخن امامها
همست "انا ..لااتناول طعاماً مطهواً ابدا .. ماعدا ..."

مجنونة قلبها 10-03-10 02:16 PM

فقال لها دون ان تكمل "....ماعدا في اعياد الميلاد ومناسبات اخرى خاصه ..اعلم "
قالت ببطء "لااصدق انك تعرف الكثير عني ونحن لم نتقابل قبل الان"
وصمتت بابتسامه مشرقه تنير وجهها وهي تكمل برضى "انا مسروره جداً لاننا وجدنا بعضنا وانك تحبني "
سأل دومنيـ ك متجهماً"وجدنا بعضنا .. توقفي عن التظاهر آني لقد انتهت اللعبه ... اما بالنسبه لحبي لك .. ماذا تظنيني بحق السماء
؟اي نوع من الحمقى تخالينني ؟هناك سبب واحد لما حصل بيننا ليلة امس ولادخل له بالحب ابدا بكل بساطه لقد
استجبت الى حاجه الرجل القديم الى التواصل"
وصمت منتظراً ردها
نظرت اليه بذهول .. بدا قلبها يخفق بسرعه مؤلمه داخل صدرها وانقطعت انفاسها
قالت بألم "لست افهم .. ماذا تقول ..؟ماذا تعني ؟انا ..."
-اوه .. هيا آني ..كوني واقعيه .. كل هذا الهراء عن القدر ..يالهي ..كم انت بارده تعودين الى حياتي تزحفين الى فراشي
وكأن السنوات الخمس لم تنقض
احست آني وكأن ثقلاً ضخماً يرزح على صدرها ويبعث فيها الخوف والألم
قالت بصوت متكسر حين اجبرت نفسها اخيراً ان تتكلم
"ارجوك ..انا لاافهم"
فسأل متوترا "الا تفهمين؟"
كان صدره يعلو تحت ضغط انفاسه لكن خوفها منه كان لغزاً بالنسبه لها وكأنما لاطاقه لها لتفهم وهي تحارب الصدمه التي تعانيها
-وهل تظنين انني فهمت تخليك عني ..وعن زواجنا "
زواجهما
دون ان تعرف ماذا تفعل وقفت... ثم شهقت حين احست بالغرفه تميد من حولها .. وفي تلك اللحظه سمعت صوتاً خشناً
يتكلم بحده "لا .. لن تفعلي .. لن تتهربي بالتظاهر بالاغماء آني .. آني ..."
وسمعته يكرر اسمها بغضب وهي تنزلق في الظلمه التي كانت تكتنفها
حين استعادت وعيها كانت جالسه على مقعد مريح في غرفة جلوس كبيره ذات اثاث جميل مثل بقية الغرف في المنزل
احساس رهيب بارد كالثلج وغير مرغوب به الخوف
بدا يسيطر على قلبها الضعيف بدت حائره وكأنها تعيش كابوساً مزعجاً
همست "انا .. نحن .. لايمكن ان نكون متزوجين .. انا .. انا لااعرفك .. حتى انني لااعرف اسمك .."
للحظه ظنت فعلاً انه سيضربها لكن حين اجفلت منه تراجع عنها ورمى رأسه الى الوراء ليضحك بوحشيه
-اوه .. يالهي ..الان سمعت كل شيء ليله امس كنت تدعين انني شخص ارسله لك القدر حبك الوحيد الحقيقي .. والان
تحاولين القول لي انك لاتعرفين من انا .. اخبريني شيئاً آني هل اعتدت على مصاحبة رجل لاتعرفينه ؟ هل هذا جزء مجهول من شخصيتك
لم اعرف بوجوده من قبل ؟ هل توقفت ولو لمره واحده لتفكري كيف كنت اشعر ؟ كيف ...
احس دومنيـ ك نفسه يتصبب عرقاً وعرف انه يقترب من فقدان سيطرته على نفسه تحول الموقف الى مأساه لكن ماذا يمكن ان يعينه الان
عدم حبها له ؟
احست آني بالألم يتصاعد داخلها ..فالاحساس الرهيب بالخوف الذي لايمكن السيطره عليه عاد اليها مجدداً
انه عالم مرعب حيث كل مخاوفها تتحق فيه
كررت بفم مرتجف"لايمكن ان نكون متزوجين ...لا يمكن ان نكون ..."
-هل تريدين ان اثبت هذا لك ؟حسن جداً...
تجاوزها وتقدم الى منضده اثريه في زواية الغرفه .. وفتح درجاً ليخرج منه علبه صغيره اخذ منها ورقاً جاء به الى آني
ومد يده يقول ببرود "اقرأي هذه"
وخفق قلبها مجدداً .. وامتثلت وبدا لها ان دمها قد تجمد في عروقها ..وتحولت يداها الى برودة الموتى واخذ رأسها يؤلمها
ببطء وتأن قرأت الكلمات المكتوبه على الوثيقه ثم رفعت عينيها بسرعه لتنظر في عيني الرجل الذي يواجهها
قبل العوده الى القرأه
جل مااستطاعت ان تقوله حين عاد الى طي الورقه "اسمك دومنيـ ك"
كان فمها جافاً وقلبها يخفق بشدة هناك الكثير من الاسئله تريد ان تطرحها عليه لكنها كانت خائفه ..خائفه من رده
لقد ذكر لتوه مرتين انها تخلت عنه واختفت ..فأي نوع من العلاقه كانت بينهما لتجعلها تفعل هذا ؟
وعرفت بالبديهه ان ليس من عادتها التخلف عن اي نوع من الالتزام الذي يشمله الزواج
اذاً اي نوع من الازواج كان .. واي نوع من الرجال هو ؟ذلك الذي يرضى بالمرأه التي تخلت عنه كما فعل معها ليلة امس ؟
قالت دون ثبات "لااستطيع البقاء هنا ...يجب ان اذهب "
لكن دومنيـ ك وقف يسد امامها طريقها
قال بغضب "لامجال .. لامجال .. ليس قبل ان تقولي لي لم فعلت هذا آني ... لماذا تركتني ؟"
وصمت قليلاً ثم اردف قائلاً "يالهي .. هذا اقل ماتدينين لي به خاصه بعد تلك التمثيليه المثيره للاشفاق ...
التي اديتها ليلة امس "
تنهد مقلداً اياها " لقد اردتك كثيراً .. هذا هو القدر "
اجفلت آني لسماعها المرارة الحاده التي تدل على احتقاره ..
ماذا يمكن ان تقول ؟كيف يمكن ان تشرح ..... كل كلمه قالها اخترقت مشاعرها الحساسه
حاولت الدفاع عن نفسها "لابد وان المسأله ...لايمكن ان اكون ..."
وصمتت .. بكبرياء وقد منعتها الصدمه من ان تقول له عن افكارها المشوشه واحلامها هل مايحصل لها حقيقه؟
ام انها تحلم ؟... هل
سخر منها دومنيـ ك "لابد وانك ماذا ؟الا تتذكرين؟"
وابتلعت آني ريقها بصعوبه
وقالت بهدوء رافعه عينيها نحوه "لا ...في الواقع لااستطيع "
حدق احدهما بالاخر بصمت لعدة ثواني متوتره قبل ان يتفوه بالشتائم متجنباً النظر اليها وسأل بحده
"اي نوع من الردود هذا ؟ اي نوع من الاغبياء تظنيني آني ؟كل لمسه كل كلمه تتذكرينها جيداً .. كل مداعبه وقبله عنت يوماً ماشيئا لي ..
-لم يكن هذا متعمداً ..
ماقاله مؤلم جداً ورغبت يائسه بالابتعاد بأن تخلو بنفسها لتستوعب جيداً ماقاله
لكن دومنيـ ك قال بحده بعد ان استغلت انفعاله محاوله الوصول الى الباب "هاي ! الى اين تظنين نفسك ذاهبه ؟"
لكنها فتحته و ... ركضت بأقصى سرعتها كادت تصطدم بساعي البريد وهي تفتح الباب الامامي
اخذ دو**** يشتم حين لوح له رجل البريد بالمغلف مطالباً بتوقيع استلام ... سمع صوت محرك سيارة آني .. والحصى
يتطاير من حولها قبا ان تنطلق بسرعه
لقد نجحت ..بالفرار .. واخذت آني ترتجف وهي تقود السياره الى الطريق الرئيسيه ..لكن
مامن طريقه ستوقفها الان ...ليس قبل ان تبتعد وتعود بأمان الى منزلها الصغير
كانت الدموع تنهمر على وجهها وقلبها يخفق بقوه ...انها ليست آني وايت .. بل السيده دومنيـ ك كارلايل .. امرأه متزوجه من رجل احلامها
عندما اوقفت سيارتها اخيرا خارج منزلها كانت تضحك بجنون هستيري ..اسمته رجل احلامها
ولكنها .. بالنسبه له اسوأ كوابيسه ! ...



انتهى الفصل الخامس

مجنونة قلبها 10-03-10 02:18 PM

6-في الذاكرة

-لقد امضينا وقتاً رائعاً .. ويقول بوب ان علينا حقاً الذهاب الى هناك مره اخرى ..قلت له ...
وصمتت هيلينا بقلق بعد ان ادركت ان آني لم تكن تصغي اليها
سألت "مالامر ؟ماذا جرى؟"
بدأت آني تقول "انا...."
وكانت تنوي ان تنكر ..فهي امرأه ناضجه ..وقادره بالتأكيد على التعامل مع مشاكلها ..غير ان ليلتين من النوم المتقطع
بعد صدمة اكتشاف انها متزوجه قضتا على قوة ارادتها
فقالت لهيلينا باكتئاب "لقد عرفت لماذا كان دومنيـ ك ذلك الرجل في المطعم مألوفا لي "
وبلهفه متزايده وضعت هيلينا فنجان القهوه من يدها وانتظرت نهضت آني عن طاولة مطبخها الصغيره لتسير
نحو البراد ..صبت لنفسها كوب ماء لترطب حنجرتها الجافه قبل ان تتابع بصوت اجش "انه زوجي"
صاحت هيلينا بذهول "ماذا؟"
-هذا صحيح .. لقد أراني وثيقة زواجنا
بعد نصف ساعة تمكنت آني من اخبار القصه الكامله لما حدث بينها وبين دومنيـ ك او معظمها !
فثمة امور لم تستطع اجبار نفسها على الاقرار بها حتى لنفسها فكيف بالاحرى امام صديقتها
واستفسرت هيلينا "هل اخبرته عن حادثتك ؟"
هزت آني رأسها نفياً "لا .. لم افعل لم استطع ..قال انني تخليت عنه ..و ...انا ..لااعرف لماذا تزوجني هيلينا .."
-ماذا عنك ؟ ماهو شعورك نحوه ؟
اعترفت آني "لااعرف كانت صدمه قويه .. ولازلت غير قادرة على التصديق ...."
قالت هيلينا بحزم "يجب ان تقولي له عن الحادثه "
احتجت آني "هيلينا ... لااستطيع ولأكون صادقه لاأظنه مستعداً لتصديقي اشعر بالغباء .. كل تلك الاشياء الغبيه التي
احسست بها وقلتها عن رجل احلامي عدة مرات وطوال الوقت .."
-انه زوجك
هناك سؤال واحد هام تريد هيلينا ان تسأله بغض النظر عن مدى تعاستة آني
-حين قال .. دومنيـ ك لك انكما متزوجان هل... هل ؟
-هل تذكرت شيئاً ؟ لا.. لاشيء ..واتمنى لو انني فعلت .. لكنت على الاقل ..
ونهضت عن الطاوله وبدأت تذرع المطبخ الصغير
-يجب ان اتذكر ماحدث هيلينا ... يجب ان اتذكر ...وحتى ذلك الحين
توقفت وفي صوتها وعلى وجهها امارات عذاب شديد دفع هيلينا لمواساتها وطمأنتها
واكملت "لماذا ؟افعل شيئاً كهذا ؟لماذا اتخلى عن رجل يفترض انني احبه وعن زواجنا ؟ لااستطيع ان اصدق
..يجب ان اعرف الحقيقه ... والا .. "
سألتها هيلينا "ألم يشر دومنيـ ك الى سبب تركك له ؟"
-انا .. كان غاضباً جداً مني ...
ورأت هيلينا كم كانت آني مكروبه ولم ترغب ان تضعها تحت المزيد من الضغط لذا وبدلاً من سؤالها المزيد بدأت
تهدئها ولكنها سراً قررت ان يعرف زوج آني الحقيقه عن حادثتها .. واذا لم تشعر آني بالقدره على القول له فستقوم هي بذلك
بعد ذهاب هيلينا غسلت آني فنجاني القهوه محاوله منع يديها من الارتجاف .. ليلتان متوترتان من السهاد اخذتا منها مأخذهما .. ولكنها
كانت تعرف انها لو حاولت النوم الان فلن تتمكن
اكدت لنفسها بعناد "ماتحتاجين اليه يافتاتي هو القليل من التمرين السريع على الاقدام"في اعماقها سمعت صوتاً اخر اكثر حده واقل راحه
يقول لها ان ماتحتاجه اكثر من اي شيء اخر هو ان تتمكن من تذكر تلك الاسابيع الضائعه .. تلك الفتره المشوشه في ذهنها ..
لن تكون في موقع قوة ضد اتهامات دومنيـ ك قبل ان تدحض مزاعمة
علمت هيلينا من شركة "بيتروفيتش "ان دومنيـ ك يعمل في الوقت الحاضر من منزله وقررت زيارته دون انذار مسبق
بوصولها في حال رفضه رؤيتها
كان منزله مؤثراً جداً .. تساءلت وهي تنزل من السياره وتسير نحو الباب الامامي .. لماذا تركت آني زوجها و بيتها ؟
وحده دومنيـ ك كارلايل يمتلك المفتاح الذي يمكن ان يفسر اللغز كانت واثقه من هذا هل ثمة معلومات يخفيها ام انه فعلاً كما اوحى
لآني لايعرف الاسباب الداعيه لهجرها اياه كما يدعي ؟
بحزم ضغطت هيلينا جرس الباب وانتظرت قليلاً فتح الباب
-دكتور دومنيـ ك كارلايل ؟
-نعم ؟
وقطبت قليلاً وهو يتفحص التعبير الجامد على وجه زائرته غير المتوقعه
قدمت هيلينا نفسها "انا هيلينا ليفر طبيبه آني وصديقتها"
سأل دومنيـ ك "طبيبتها؟"
وزاد عبوسه وهو يدعوها للدخول ويقفل باب الردهه نحو الغرفه التي كان يعمل فيها ثم يقودها الى غرفة الجلوس
قالت هيلينا "آني لاتعرف انني هنا .. ولكن كان علي ان اراك فهناك شيء يجب ان تعرفه "
تفرس دومنيـ ك بها ملياً فهي تحمل امارات المرأه المحترفه انها طبيبه آني كما قالت له وفجأه احس برجفة برد تنذر بالسوء
فسأل فجأه "هل هي مريضه؟"
ردت هيلينا "ليس جسدياً"
اللهفه والاهتمام اللذان سمعتهما في صوته اجفلاها بطريقه ما فمن وصف آني لما حدث توقعت ان يكون اكثر عدوانيه
-لقد كانت آني ضحية حادث خطير نتج عنه فقدانها الذاكرة .. ولهذا ..
توقفت هيلينا عن الكلام بعد ان قاطعها دومنيـ ك بلهفه
"ماذا تعنين بحادثه خطيره ؟نحن ..."
منتديات ليلاس
وشرحت له هيلينا بوضوح منهيه كلامها "حين قالت لك آني انها لاتعرف انك زوجها كانت تقول الحقيقه فليس لديها ذاكرة للاسابيع التي
سبقتها .. واذا لم تكن تصدقني فهناك سجلات طبيه "
هز دومنيـ ك رأسه
لقد صدقها ولكنه كان لايزال مصدوماً من النبأ الذي لم يتوقعه
سألها بخشونه "ولماذا لم تقل لي آني شيئاً .. لماذا لم تخبرني ؟ لو انها ...."
قاطعته هيلينا بحزم"هل كنت ستتسلط عليها وتهددها كما فعلت ؟ لا ... انا واثقه انك ماكنت لتفعل فما من رجل حقيقي يتصرف
بهذه الطريقه .. اليس كذلك ؟"
رأت هيلينا من الاشتعال في نظرته ومن تغير لون وجهه وخطوط فكه انها اوضحت له تماماً قصدها
وقال معترفاً "ربما اكون بالغت في ردة فعلي ... ولكن هل لديك فكرة عما حدث لي حين تركتني واختفت ؟"
قالت هيلينا نادمه "لا .. لكنني اعرف مافعله هذا بآني حين صرعت في الشارع وتركت فاقدة الوعي وحين عادت الى وعيها
اكتشفت انها لاتذكر قسماً كبيراً من حياتها ..."
سأل دومنيـ ك بخشونه "متى ... متى حدث ذلك ..الحادث؟"
راقبت ردة فعله لتعليقها ووجدت هيلينا نفسها تميل قليلاً نحو دومنيـ ك
-يوم الثلاثاء في الثامن والعشرين من شعر ايلول قبل منتصف النهار بقليل حسب افادة الشهود ... فالتاريخ والزمن محفوران في ذكراتي
ولقد سمعتهما العديد من المرات بما يكفي وانا جالسه خلال المحاكمه للحصول على تعويض مناسب لها عن اصابتها
وشحب وجه دومنيـ ك "لقد غادرت طائرتي مطار هيثرو بعد ظهر ذلك اليوم .. انه موعد محفور في ذاكرتي والى ان اعلن عن
الرحله كنت لازال آمل ان تظهر .. كانت غائبه عشرة ايام .. تقولين ان لاذاكره لها ...عن زواجنا .. عني ؟
استطاعت هيلينا ان ترى كم كان صعباً عليه قول هذه الكلمات واستطاعت ان تخمن كم ستجرح كرامته بردها
قالت بهدوء "لا .. لم تكن تتذكر شيئاً"
اصر بعناد"لكنها تعرفت علي "
اضطرت هيلينا ان تعترف "هذا صحيح بطريقه ما .. لقد تعرفت عليك لكن ليس كشخص حقيقي .. ليس ..."

مجنونة قلبها 10-03-10 02:19 PM

قاطعها "ليس كزوج لها .. هل من المحتمل ان تعود ذاكرتها ؟الا يمكن عمل شيء ..."
-لا احد يستطيع التنبؤ اذا كانت ستعود ام لا .. اما بالنسبه لما يمكن ان تفعله ..اتعتقد حقا لو كان هناك شيء ..يمكن لآني
ان تفعله لتتذكر ألن تفعل ؟
وهز رأسه نفياً ثم اكملت "حين كنا نتكلم عنك وعما حدث قالت لي انها تضحي بأي شيء لتتمكن ان تتذكر ..
اعرف انك ستصدم لكن حاول لو استطعت ان تتصور كيف هو الامر معها فهي لم تمض اخر خمس سنوات تتساءل فحسب
قلقه حول الفتره الضائعه من ذكراتها بل انها الان مضطره للقبول باكتشافها ان لها زوجاً لاتستطيع ان تتذكره وانها تركته
دون ان تعرف لماذا .. اؤكد لك دكتور كارلايل ان آني ببساطه
ليست من النوع الذي يتخلى عن اي ألتزام يعتبر مهما كألتزام الزواج دون ان يكون هناك سبب وجيه جداً .. جداً"
وكتمت انفاسها وهي وترى الطريقه التي تغير فيها تعبير دومنيـ ك من الاهتمام الى الغضب وهي تكمل "ربما تعرف السبب اكثر مما انت تدعي "
-لااعلم لي بأي سر حول سبب هجرها لي قد تشاجرنا اجل مجرد جدال سخيف احمق حول مااذا كنا ننوي ان ننجب اولاداً في المرحله
القادمه من زواجنا
ورفعت هيلينا حاجبها "وهل تعتبر مسأله الابوة تافهه ؟"
دافع دومنيـ ك عن نفسه فوراً " لا ... لا اعتبرها هكذا ...بل العكس ... فطفولتي علمتني مدى احتياج الولد الى محبة وحنان
والديه لقد كان هذا مجرد شجار .. وسببه كما اعتقد اننا كنا سنفترق قريباً"
ثم سأل هيلينا فجأه"كيف حال آني ؟ لقد بلغت في ردة فعلي نتيجة تصرفها نحوي .. من دون ان اعرف عن حادثتها "
ابلغته هيلينا "انها مصدومه جداً ... لكن لديها كذلك الكثير من العزم ولو تكن هكذا لما تمكنت ان تعيش "
ونظرت الى ساعتها .. لقد حان وقت ذهابها
قالت لدومنيـ ك "آني بحاجه الى تفهمك لا الى عدائيتك "
وترددت قليلا "انا لم اذكر هذا لآني لانني لااريد ان اثير آمالها .. قد يحرك ظهورك شيئاً يمكن ان يجعلها تتذكر "
كان دومنيـ ك منشغلاً بتقرير معقد حين وصلت هيلينا .. بعد رحليها ادرك استحالة العودة الى العمل ولو انه حاول جهده
لأخفاء مشاعره عن هيلينا الا ان كلامها شكل صدمه الى حد انه عاجز عن فهم ماقالته
فكرة تأذي آني وبقائها في المستشفى وحيده خائفه متألمه مشرفة على الموت .. ملأته بغضب وألم لم يستطع معهما البقاء
دون حركه فأخذ يذرع ارض غرفة الجلوس .. ولماذا لم تقل له شيئاً ؟ لماذا لم تشرح له انها كانت تعاني فقدان الذاكره ؟ لربما
كان تفهم كلامها عن القدر
لكان ماذا ؟لقد فات الاوان للندم الان ... أو التمني ..
انه لم ... لم يستغلها ؟ على ضوء ماقالته هيلينا لقد كان تصرفه اقل بقليل من القسوة الظالمه
ولكنه لم يكن يعرف ... لقد ظن .. بل آمن .. انها ببساطه كانت تمثل .. تتلاعب به .. فهل كانت فعلاً تعني ماقالته؟
هل احست فعلاً .. بالراحه بالسعاده وبالحب الذي كانا يتشاركانه يوماً ؟ هل آمنت حقا انه رجل احلامها .. وان من المقدر
لهما ان يلتقيا ... وانها تحبه ؟
حسن جداً ... لو انها آمنت بهذا فلا بد انها تحررت من هذا الوهم تماماً الان .. لاشيء يمكن ان يغير اعتقاده انها بتركها له كما فعلت تعمدت
تدمير الحب الذي تشاركاه .. لكن تصرفها لا يبرر ماقام به يجب ان يذهب لرؤيتها انه مدين لها بأعتذار حتى ولو لم تكن حاضرة او
غير قادره على تقديم تبرير عن الماضي
ادرك انه مهدد بإحياء مشاعر منسيه قرر منذ زمن طمسها مجرد التفكير بآني ..عاجزه جعله يشعر .. بألم .. جعله
يريد .. لكنها ليست له .. لم تعد له منذ هجرته

اخذت آني تجمع الغسيل عن الحبل وهي مكتئبه كانت قد امضت الساعات الاخيره التي تلت زيارة هيلينا
في نشاط مفرط لمنع نفسها من التفكير بدومنيـ ك واجبار نفسها عبثاً على محاولة التذكر
كانت تعرف انها لابد كانت تحبه .. واحلامها وحدها شاهد حسي .. وبالتالي لابد وانه احبها حتى ولو لم يكن هناك دليل
على هذا الحب .. ولكن لا يجب ان لاتفكر بهذا .. ربما احبته لكنها لاتزال تشعر ان عليها ان تتركه .. ثم حين تركته اعادت
احلامها صورته كحبيب
انها تعرف اكثر من هذا الان لكن ماتجهله هو لماذا كانت تحلم به كبطل الشخص المميز والوحيد .. بينما في الحقيقه هو مختلف تماماً
قال دومنيـ ك لها "لقد تخليت عني .. تركتني "ولم يكن لديها اي دفاع ضد هذا الاتهام لان لا ذاكره عن الاحداث التي وصفها
جمعت غسيلها الجاف واسرعت نحو المنزل تحاول كبت الاحساس بالذعر الذي يعتريها
ربما تتمكن بطريقه ما ان تبقى تلهفها على مسافة آمنه او هكذا حاولت اقناع نفسها ... انها لاتجرؤ
حتى على التفكير بطبيعة الموقف الذي تتخبط فيه .. انها امرأه متزوجه ... متزوجه من دومنيـ ك كارلايل .. هذا الرجل الغريب !
نوبة ارتجاف سرت في جسمها بينما كان جهازها العصبي ثائراً وضعت الغسيل من يدها وقررت ان تصنع لنفسها فنجان قهوه
وكانت قد ملأت الابريق لتوها واوصلته بالكهرباء حين سمعت جرس الباب .. افترضت انها هيلينا تعود لتذكرها بدعوتها لها الى منزلها
فتقدمت لتفتح الباب
رؤية دومنيـ ك لم تكن متوقعه بحيث ترنحت من الصدمه لكن عنادها الحازم ابقى جسمها متصلباً ترفض ان تستسلم
لموجة الرعب الغثياني الذي اجتاحها
قالت متحديه بفم جاف "ماذا ... ماذا تريد ؟
رد دومنيـ ك بأدب "اود ان اتكلم معك "
لكن آني لم تنخدع بلطفه ..فهي تعرف كم ان أدبه مخادع تماماً
اعلنت بكبرياء وذقنها مرتفعه وهي تمسك بالباب "حسنا .. انا لااريد الكلام معك"
على بعد بابين من منزلها كان احد الجيران يسير في حديقته ورأت آني الاهتمام الذي اثاره ردة فعلها
غريزياً أرادت اخفاء نفسها عن جارتها احس دومنيـ ك بما تشعر به فقال بنعومه
"اعتقد ان من الافضل ان تدعيني ادخل آني .. الا اذا كنت تريدين ان يسمعنا الناس "
ولم يترك لها خياراً اخر فأذعنت
دخلت الردهه الداخليه فسمحت له ان يلحق بها وهي بحاجه الى امان خلوتها
عندما اقفل الباب وراءهما سمعته يقول "هل انت بخير؟"
بخير ؟ وخنقت صرخات الألم الحاده ماسبب لها ضيقاً في صدرها وحلقها
قالت ببرود بعد ان سيطرت بما يكفي على صوتها "كنت !"
بلغا نهاية الردهه وعبر باب المطبخ سمعت ابريق الغلي الكهربائي يصفر وتحركت نحوه آلياً وهي تشعر ان دومنيـ ك
لحق بها
ارادت ان تصرخ كالاطفال في وجهه :لاتدخل الى هنا ! لا تقترب الى اي مكان قربي !
لااريدك هنا .. في منزلي ... في ملاذي الآمن
قال فجأه "لقد جاءت هيلينا لتراني "

مجنونة قلبها 10-03-10 02:25 PM

احست آني بصدمه في كلماته وكأن شخصاً فتح لها شرياناً وترك دمها ينزف اثلجت الصدمه اعصابها واحست بذعر اعمى
انزلق الابريق الذي امسكته لتوها من قبضتها .. وصاحت برعب تقفز الى الوراء وهي ترميه لينسكب الماء المغلي في كل
مكان احست بذراعها تحترق عندما لامسته المياه الساخنه وسمعت نفسها تصيح .. لكنها احست ان مايحدث
هو لشخص اخر وكأنها بطريقه ما ليست جزء مما يحدث
ورأت دومنيـ ك يتحرك نحوها وسمعت الطريقه التي كان يشتم فيها وهو يسأل بخشونه
"دعيني أرى .. لقد حرقت نفسك"
انكرت وهي تقاوم الاستسلام لمشاعرها "هذا لاشيء ..مجرد بقع"
امسك ذراعها متفحصاً اولاَ بنظرته ثم بأصابعه اثر الجرح الطويل في معصمها الى ذراعها لقد تلاشى كثيرا الان
لكنها تفضل الا يراه الاخرون ..كانت هيلينا تدعوه :وسام الشجاعه
سمعت دومنيـ ك يسألها بصوت خشن "لماذا تركتني آني؟"
فجأه لم تعد تحتمل
الصدمه التي كانت تقاومها منذ قال لها انهما متزوجان حطمت الحواجز التي حاولت اقامتها فبدأت تبكي شعرت
بجسمها ينتفض لقوة مشاعرها وضعت يديها على وجهها تحميه وكأنها بتغطية عينيها تخفي نفسها عنه
وتخفي كذلك خجلها من ضعفها وهي تنتحب بعجز
-لااعرف ..لااعرف ...لااستطيع ان اتذكر ...لااستطيع ان اتذكر ..
وكأن اعترافها هذا مجرد اعتراف بضعفها فتح طوفان الألم والخوف الذي كانت تكتمه منذ وقت الحادثه
كانت ترتجف بشدة تكاد لاتستطيع الوقوف اذ لا قوة لها للسيطره على مايحدث لها .. وفجأه مد دومنيـ ك يديه إليها
ولف ذراعيه حولها بقوة بحيث وفر لها مسنداً اراحت عليه رأسها
وسمعته يقول بعد ان بدأ ان ارتجافها يتلاشى
"يستحيل ان تبقى هنا لوحدك .. ستأتين الى المنزل معي"
احتجت على الفور "لا ! انا لست طفله انا امرأه ناضجه ... امرأه و ..."
-وانت كذلك زوجتي قد لايمكن ان تتذكري انك متزوجه مني آني ..لكننا لازلنا رجلاً وزوجته
-يمكن ان نطلق ..
-اجل ..لكن بالنسبه لي قبل ان ننهي زواجنا رسمياً هناك اسئله اريد الرد عليها هناك اشياء يحتاج كلانا ان يعرفها..
اشاحت آني بوجهها عنه كانت لاتزال تشعر بالضعف ونصف الصدمه لانهيارها العاطفي غير المتوقع ...انهيار !
انه ذوبان ..لاتزال الحروق الصغيره تلسعها ..واحست بدوران في الرأس فارتاحت لتولي دومنيـ ك زمام الموقف
قال بصراحه "كلانا مصدوم كما اعتقد .. وهذا الموقف بيننا شيء يجب ان نبحثه معاً آني ..لافكرة لدي عن سبب
اختيارك انهاء زواجنا ويبدو انك انت كذلك لاتعرفين "
-ماذا تعني ...يبدو؟ هل تظن انني اتظاهر ؟اتظن انني لااريد ان اتذكر ؟اتظن ...
وصمتت لاحساسها بدموع جديده تتجمع واحست انها ضعيفه مرهقه جسدياً وعاطفياً ..وما كانت تتشوق اليه اكثر
من اي شيء الان هو ان تتمكن من اللجوء الى مكان مظلم وآمن لتهرب من كل الألم الذي تقاسيه
سمعته يقول لها "هذا الحرق يحتاج الى عنايه"
وحرقت الدموع مؤخرة عينيها
وقالت له "دعني وشأني ..انا بخير "
ولكنها كانت تعرف ان كلامها غير صحيح ..فهي تشعر بالسقام والدوار وبدا بصرها يغشى ..في رأسها كانت ترى
وجه دومنيـ ك وتسمع صوته لكن ليس كما هو الان ..عبر الضباب حاولت يائسه ان تتمسك بالصور المتلاشيه لكن
الوقت تأخر كثيرا ..فقد كان كل شيء يضمحل امام عينيها
عندما استعادت وعيها تساءلت يائسه عنا اذا كانت ستغدو يوماً بصحه جيده او اذا كانت عدم قدرتها على التذكر تدل على
وجود خلل في دماغها لكن هيلينا سارعت وطمأنتها من هذه الناحيه ..مع ذلك بقيت هذه المسأله حساسه لها ..
هددت تصميمها على الحصول على درجتها الجامعيه وعلى الحصول على وظيفه لائقه
وهي تنظر بعيداً عن دومنيـ ك رأت فجأه الاربطه المشدوده على ذارعها وادركت انها لم تعرف انه آذت
نفسها كانت على وشك الاغماء عندما سمعت دومنيـ ك يقول متجهماً
"عظيم ..هذ جيد لاتجادلي اكثر انت قادمه معي "
اعلن طبيب الطورائ الذي قابلاه في المستشفى ان الحروق بسيطه وان الصدمه هي المسؤوله عن حالتها القريبه للاغماء
لكن دومنيـ ك لم يكن يرغب في المخاطره .. ونزولاً عند اصراره حقنت مخدراً للألم
وفيما هو يتجه الى منزله مع الحقيبه التي وضبها لها في صندوق سيارته كانت آني نصف نائمه الى جانبه في المقعد الامامي
لقد اضطر للاعتراف بأن الضعف الذي شهده منها اليوم لم يصدمه فحسب بل لامس فيه وتراً حساساً..
شعور ظن انه تخلص منه منذ زمن
لهذا السبب علم انه يتصرف بفظاظه نحوها الا ان تلك النظره العاجزه والمذعوره التي شهدها في عينيها كانت كافيه ..
تلك النظره ذكرته بما كانت عليه من قبل .. واوقف السيارة خارج منزله قائلا باقتضاب "لاتتحركي"
لكنها احتجت وهو يستدير ليفتح لها الباب "استطيع ان اسير"
قاومت لتحرر نفسها من قبضته لكن موجات الدوار والضعف اجتاحتها
تجاهل دومنيـ ك احتجاجها ورفعها بين ذارعيه الى الداخل واحست بنفسها تنزلق فوق سرير قطني ناعم
نظراً لقراره المفاجئ بالمجيء بها لم يكن لدومنيـ ك فرصه تحضير غرفة لها لذا كان عليه ان يحملها الى غرفته
ويضعها بحذر في فراشه العريض وهو يتجنب النظر اليها مباشرة
لطالما كانت رقيقه ..كان جسمها هزيلاً ..لكنه الان وبالرغم من ادركه ان حناياها قد تغيرت الا انه كان يعي
متجهماً واقع انها نحيله جداً .فعظام صدرها بارزه بوضوح من تحت بشرتها الشاحبه
آني التي كان يعرفها كان لها شهيه صحيه ومتعه بالطعام مما جعل جسمه يتشوق لها ..
فجأه تراجع الى الخلف هناك ذكريات ليس من الحكمه او الامان ان يفكر بها وهذه الذكرى هي واحده منها ..
ليس لانها خطيره فحسب لقد اكتشف وهو في طريقه الى الطابق السفلي محاولاً العودة الى عمله انه لايمكن التخلص من الذكريات
تنهد ساخطاً واتجه نحو الابواب الزجاجيه يفتحها ويخرج الى الحديقه .. انه يتصرف وكأنه لايزال يحبها ..لكنه لا .. لا
يستطيع .. لايجب !
في سنوات فراقهما سنوات هجرانها له وتدميرها الحب الذي تشاركاه استغل عذابه ليحرق مشاعره .. يحول حبه
الى مخدر رافضاً الاقرار به .. اما اليوم وبرؤيته الألم والخوف في عينيها فقد زال مفعول المخدر واستيقظت مشاعره مجدداً
معرفته بانها كانت على شفير الموت اثرت به وآلمته في داخله ظن انه من المستحيل ان يتأثر بها مجدداً
لكنه جادل نفسه :انه ليس الحب .. كيف يمكن ان يكون حباً؟
لا ... لايمكن ان يكون حباً .. ولكنه لم يستطع منع نفسه من التذكر
دون ارادة رفع رأسه ينظر باتجاه غرفة نومه .. في هذه الغرفه ..وعلى ذلك السرير ..تنام آني زوجته ..في الفراش الذي شاركها فيه يوماً
آني التي كانت ...حبه الكبير
اعاد نظره ساهماً نحو النهر لطالما احبت ان تستلقي في الفراش ليلاً والستائر مفتوحه لتسمع صوت خرير المياه حتى انهما مره سارا معا
في الظلام ليسبحا هناك معاً في العتمه الساكنه
لقد تمتعت في البدايه محتجه على برودة المياه
في الصباح التالي مدت اليه يدها تلاحق عضلاته المشدوده على ذراعيه بأطراف اصابعها
قالت له "عدني ان تحبني دائماً والى الابد "وقال لها "الى الابد"وكان يعني مايقول عاد الى الداخل ..انه رجل ناضج وامامه تقرير
عملي يجب ان ينهيه ولا مصلحه له بالوقوف في الخارج والسماح لأفكاره بان تشرد في مثل هذه الافكار الخطره
مهما استدعت محنة آني الحاليه شفقته لايجب ان يسمح لنفسه ان ينسى ماحدث ..لقد بكت وقالت انها لاتتذكر واحس فعلاً بخوفها
وذعرها ..لكن الى ان تعود لتتذكر لن يكون اي منهما حراً في الابتعاد عن الماضي ..وعن زواجهما



انتهى الفصل السادس

اسماء88 10-03-10 07:15 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مجنونة قلبها 11-03-10 11:27 AM

7-رماد الحب

-كيف تشعرين الان؟
ردت آني بسرعه متجنبه عيني دومنيـ ك "بخير"
ومدت يدها لتصب فنجان قهوه آخر انها في منزله منذ ثلاثة ايام اي اثنتان وسبعون ساعه وهذا برأيها وقت طويل
امضت اول اربع وعشرين ساعه منها نائمه لكنها استعادت وعيها من الصدمه التي واجهتها في حادثة ابريق الماء وهي تشعر بالخجل الكامل
للطريقه التي بالغت فيها بردة الفعل تجاه الحادثه برمتها
لقد حان الوقت لتعود الى منزلها .. انها تود ان تذهب بأقصى سرعة خصوصاً وانها تنام في فراش دومنيـ ك وسرت
تشنجات من الاحاسيس في داخلها
لم تكن تشعر نحوه سوى بالغضب للطريقه التي عاملها بها .. لكنه على اي حال اعتنى بها
قالت له في اول امسيه بعد ان استعادت وعيها عندما دخل غرفتها اي غرفته في الواقع وهو يحمل صينيه طعام
"لست جائعه"
ورد عليها "كلي هذا "
لكنها تأثرت بما فعله وبعد خروجه اختلطت دموعها المالحه بالحساء الذي قدمه لها
وردت محتجه فيما عاد اليها "هذه غرفتك"
-انها غرفتنا
وتوقف لرؤية جمودها واكد لها متجهماً "لاتقلقي ..لن افرض عليك حقوقي الزوجيه لقد حضرت لنفسي سريراً
في احد الغرف الاخرى "
ردت بعناد وهي تتجنب النظر اليه مباشره "في الواقع .. اشعر انني بخير واعتقد انه حان الوقت لأعود الى منزلي"
تحداها دومنيـ ك "ماذا ؟ لايزال هناك الكثير من الاشياء بيننا تحتاج الى حل آني"
قالت "انا ..لدي اشياء كثيره اقوم بها ..حديقتي والبيت"
ثم توقفت وهي ترى انه كان يهز رأسه رافضاً .. ثم اكملت بإصرار
"قد يتساءل الجيران عما حدث لي "
اكد بهدوء "لاداعي للقلق حول اي شيء من هذا لقد شرحت الوضع لجيرانك اما بالنسبه للحديقه فأستطيع التحدث الى من يعتني بحديقتي و.."
قاطعته بحده "شرحت اي وضع؟"
وتسارعت دقات قلبها "لقد اخبرتهم عن حادثتك مع ابريق الماء وشرحت لهم انك كزوجة لي ..."
انفجرت آني غير مصدقه بغضب"زوجتك !قلت لهم اننا متزوجان..."
تحداها "ولم لا ؟على اي حال هذه هي الحقيقه "
احتجت "لكننا سنطلب الطلاق ... ولا حق لك ان تفعل هذا ..انا لااريد..."
قاطعها ساخراً "ان يعرف الناس انني زوجك؟"
هزت آني رأسها .. كيف يمكن ان تفسر له كم تشعر بالخجل ان عرف الناس ان لها زوجاً ولاتستطيع ان تتذكر انها تزوجته؟
كررت بصوت اجش "لايحق لك ان تفعل هذا "
ووقفت عن الكرسي واخذت تسير في المطبخ بتوتر ثم قالت له بحده
"اريد الذهاب الى منزلي دومنيـ ك ...الان "
كرر بحده "هذا منزلك "
واضاف قبل ان تستطيع الانكار "لقد سجلته باسمينا بعد زواجنا آني وهذا احد الاسباب التي منعتني من بيعه ..دون موافقتك الخطيه"
ردت بسرعه"بإمكانك الحصول على موافقتي .. انا لا استطيع البقاء هنا"
-ولم لا ؟مالذي تخافين منه ؟
انكرت بشده "لاشيء .. لاشيء "
واستدارت لتواجهه .. فقال متجهماً "انت تعامليني كعدو لك آني .. وانا لست كذلك كل مااريده ..."
-ان استعيد ذاكرتي كي اتمكن ان اقول لك لماذا تركتك .. اتظن انني لااريد ان اتذكر ؟
اتظن انني اتظاهر .. او انني اكذب؟هل لديك فكره عن احساسي حين قلت لي انني متزوجه ..انني شاركت الحياه ..الحب .. مع رجل..؟
وصمتت آني وهي تشعر بثقل مشاعرها ثم اكلمت
"بالطبع اريد ان اتذكر .. لكنني لااستطيع ..."
قال"ربما لا ... لوحدك لكن مع مساعدتي ..ربما .."
قاطعته محدقه به "ماذا تعني بمساعدتك ؟"
-نحن تشاركنا الحياه .. وانا استطيع ان اتذكرها حتى لو لم تتذكرها انت ..اتذكر كل شيء فعلناه
كل شيء قمنا به ..واعتقد اننا لو عشناها مره اخرى ..لو اخذتك عبرها مره اخرى .. سيعيد هذا شيئاً لك
سألت بحذر "ماذا تعني بقولك لو عشناها مره اخرى ؟"
مايقترحه امر سخيف .. وبالطبع لن توافق عليه ..لكن كان واضحاً انه مصمم على تنفيذ مايريد واكد لها على الفور
"اوه ..لاتنظري إلي هكذا .. انا لست رجلاً شاذاً لأجبر امرأه كارهه ان تنام معي ..مااقترحه هو العودة الى الماضي منتديات ليلاس

مجنونة قلبها 11-03-10 11:28 AM

بدون العنصر الجسدي الذي تشاركنا به ..على اي حال هذا شيء لم ننسه ..اليس كذلك؟"
بوجه محمر ابتلعت آني باستنكار ..انه يتكلم عن احلامها طبعاً ولايمكنها ان تنكر مايقوله ..
قالت بصراحه "لن ينجح هذا "
اصر متجهماً "عليك ان تجربي..."
استدارت عنه وهي غير قادره على الرد لانها تعرف ان ما قاله صحيح
وافقت على مضض "حسنا .. لكنني لست مضطره للبقاء هنا ... "
وقال لها "اسمعي .. انت وانا عشنا شهرين معاً ..كل ما اطلبه ان تعطيني فرصة شهرين .. هذا كل شيء
واذا لم تستعيدي ذاكرتك خلال هذه المدة سأعترف بالهزيمه و ..
قاطعته ببرود"وتطلق"
وافق بصوت مماثل يخلو من العاطفه "اجل "
ادركت آني انهما لو كانا ينويان الطلاق فلا داعي لتأخير الامر دون سبب منطقي لكن بالطبع هناك سبب اخر
ان كرامة دومنيـ ك الذكوريه لاتزال مجروحه لانها تركته .. ويريد تفسيراً عذراً وهو مصمم ان تعطيه له
لكن اعذارها في رغبتها ان تتذكر الماضي كانت اكثر تعقيداً لقد حلمت بدومنيـ ك كعشيق لها وجسمها يتذكره وقبل ان يقول لها الحقيقه
عن زواجهما وماضيهما المشترك تشوقت للتقرب منه بقوه جعلته بطريقه ما يخترق الابواب الموصده لذاكرتها .. اذن لماذا تركته؟
شعرت وكأن قطعه من نفسها مفقوده تهدد بنبش كل القلق وعدم الامان الذي عرفته وهي طفله مهجوره .. لكنها هذه المره هي التي ستقوم
بالهجر ..
حين اتصلت بهيلينا لتقول لها ماذا سيفعلان سألتها "ماذا ستفعلان؟"
-يقول دومنيـ ك انني قبل ان اتذكر الماضي بشكل مناسب لن يتمكن اي منا من متابعة حياته
اعترفت هيلينا "اؤيد وجهة نظره اذا كان هذا ماتريدين فعله ..."
دومنيـ ك مصمم على رأيه ولن يمنعه احد حتى هيلينا وكانت تحاول اقناع نفسها ان تحمل الشهرين القادمين سيكون مثل
تحمل العجلات المزعجه التي خضعت لها في المستشفى والنتجيه النهايئه ستستحق الألم الذي ستشعر به
قالت هيلينا "حسنا ..يجب ان اعترف انني مسروره لأنك لن تعيشي لوحدك...فأنت تواجهين وقتاً عصيباً جداً لأني ..
بالرغم من استقلاليتك ولكنه ليس الوقت المناسب للعيش بمفردك"
صمتت هيلينا قليلاً ثم تابعت "هذا يعني ان الطلاق ستوقف في الوقت الحاضر؟"
ردت آني بارتجاف"في الوقت الحاضر ..انه مجرد تأخير مؤقت"
مجرد تأخير مؤقت ..مجرد تأخير لشهرين ..لكن لم تمض ثلاثة ايام حتى بدأت آني تندم بمرارة لانها سمحت لدومنيـ ك ان
يقنعها بقبول خطته
هيلينا ودمنيـ ك كانا يصران على ان آني لم تستعد عافيتها الكامله بعد وبدأت آني تشعر ان الوقت يتدلى بثقله على يديها ..
كان دومنيـ ك منهمكاً بأعماله ولكنها لم تكن سعيده كانت تشعر بالتعب والصداع بسبب كسلها وكانت تخشى النوم خوفاً من ان تحلم به ..
دومنيـ ك !
لان العيش معه كان يثقل كاهلها
مجرد التفكير به كان يجعل جسمها يجفل وتتملكها رجفات تشنجيه صغيره ..كانت تعي وجوده الجسدي كثيراً ...
وتشعر بالضعف الجسدي امامه ..وهاهي تعترف بما كانت تحاول نكرانه في الايام القليله الماضيه ..اخرجت مخاوفها الى العلن
وهي تتمنى جمع افكارها المشتته ومشاعرها كان الطقس حاراً في الحديقه واشعة الشمس تضرب جفنيها المغمضين ودومنيـ ك في عمله
وهي لوحدها ومرت نحله تئز مشغوله بين الورود القريبه ..
الورود ... انها تستطيع ان تشم اريجها ومرت قشعريره احاسيس في جسمها ..من خلف جفنيها المغمضين استطاعت ان ترى صوراً
مشوشه متعرجه :ورود تلمع تحت اشعة الشمس ومليئه بالزهر ..ورائحتها تملأ فتحات انفها ..لكنها لازلت غير قادره
على الخلاص من الرائحه المثيره للرجل الجالس جوارها ..ورأت اصابعه وهو يمد يده الى ورده
همست "لا .. لاتقطفها ..ستعيش هنا مدة اطول .."
-كم انت طفله ..
الصوت المداعب الدافيء تردد صداه في اذنيها وكأنه صوت البحر وهي تسمعه من داخل صدفه فهي تسمعه وتعرفه لكن من بعيد
شعرت بأنفاسه على بشرتها وكتمت انفاسها لانها ادركت بأنه سيعانقها ..وتوترت عضلات معدتها بإثاره وترقب
واحست بيديه تتحركان على ذراعيها وتحيطان بكتفيها .. فاقتربت منه وبدا مصمماً كما النحله التي تمتص رحيق الورد على الحصول
على حلاوة عناقها
ارتجف جسمها كله ولم تعد استجابتها خرساء وهي تتأوه بسعاده "دومنيـ ك .."
فجأه فتحت آني عينيها وبينما كانت سعيده مسترخيه دافئه اصبحت الان بارده ومتصلبه ..بالرغم من الارتجاف الذي كان يهزها احست بالعرق
يتفصد من جبينها
مالذي يحدث لها ؟هل ستجن ام ان ماختبرته لتوها مجرد وميض للواقع ؟
هل عانقها دومنيـ ك هنا من قبل ؟وفي حديقه الورود المغلقه هذه؟
-آني ؟
حين سمعت صوت دومنيـ ك حاولت استجماع رباطة جأشها ..لكن حين رأت تعابير وجهه عرفت انها لم تنجح في اخفاء اضطرابها
سألها بحدة"مالامر ؟مابالك ؟"

مجنونة قلبها 11-03-10 11:29 AM

كان مثيراً بقميصه الابيض ومخيفاً في الوقت نفسه ومليئاً بالحيويه ام ان ذاكرتها هي التي تجعلها تراه هكذا ؟اغمضت عينيها
وسمعت نفسها تعترف بارتجاف "اعتقد انني ..تذكرت شيئاَ لتوي "
لماذا قالت هذا ؟لماذا قالت اي شيء ؟وجلس دومنيـ ك الى جانبها يمد يده ليمسك ذراعها ويقول بلهفه "تذكرت؟
ماذا ؟اخبريني ..."
بدأت تنكر "لاشيء هام حقاً"
وكانت كارهه ان تصف له الطبيعه الحساسه الحميمه لتجربتها
تحداها دومنيـ ك "انت تكذبين اخبريني آني .. من حقي ان اعرف"
ابتلعت آني ريقها .. واحست بدوار.. فهل هذا بسبب الحراره ام بسبب ماحدث ؟شعرت بالارتجاف
سمعت دومنيـ ك يعتذر "انا اسف ..لم اقصد ان ابدو عدوانياً هكذا "
اذاب اعتذاره مقاومة آني وحاولت ان تقول له ما الذي حدث "انها الورود ..استطعت ان اشمها ..ثم فجأه .."
اكلمت مترددة"هل هناك وقت ...؟ هل قمنا..؟"
عرف دومنيـ ك فوراً ماتحاول ان تسأله وقال لها بهدوء
"كنت تحبين هذا الجزء من الحديقه ..وغالباً ماكنت تأتين الى هنا و ..."
وصمت لينظر بعيداً عنها "اعرف انه صعب ومؤلم عليك آني ..لكنني لازلت اتذكر الاوقات التي قضيناها معاً"
وصمت مجدداً وابعد يده عن ذارعها واكتشفت آني بشكل غريب انها افتقدت لدفء يده وبتردد رفعت يدها دون ان
تدري ماتفعل واتسعت عيناها حين مد دومنيـ ك يده يمسك بها ويشبك اصابعه بأصابعها ويبقى نظرته على ايديهما المتشاكبه
ويكمل "انا لست منيعاً ضد تلك الذكريات ..."
رات آني صدره يعلو ويهبط وهو ياخذ انفاساً مهدئه "كنا هنا حين قلت لك انني اريد صوره فكريه عنك اخذها معي حين
اسافر .. وهنا .."
انهت آني كلامه "....عانقتني وقلت ان عطر بشرتي احلى من عطر الورود"
ساد صمت صغير قبل ان يهز دومنيـ ك رأسه ويقول مكتئباً"اجل"
-انا ..لقد تذكرت لتوي هذا ..حين اخبرتني عن الصوره .. قبل هذا كنت قد تذكرت كيف .. عانقتني هنا
وافق دومنيـ ك على كلامها "اجل .. لقد عانقتك هنا ..ورددت لي العناق ..و..اوه يالهي آني .."
فجأه اصبحت بين ذراعيه والعناق الذي تشاركاه لم يكن ذكرى
يجب ان توقفه وعرفت آني هذا لكن بدلاً من ذلك تعلقت به بشوق اكبر وهذه المره رائحة الرجل الدافئه رائحته هي التي كانت
تفعل الكثير تدمر سيطرتها على نفسها لم تكن خياليه ابداً..وربما بسبب هذا كان لها تأثيرا اكثر خطوره على احاسيسها
هل تشعر هكذا بسبب ماتذكرته ولهذا تستجيب له وتريده ؟تساءلت آني وشفتاها تنفرجان له "دومنيـ ك ..دومنيـ ك .. دومنيـ ك ..."
حتى انها لم تكن تعي انها تتلفظ باسمه الى ان سمعته يستجيب "اجل ..اجل ..انا هنا "
ثم احاطت يداه بوجهها وتلاصق جسميهما وذابا معاً كأنهما في الواقع لازالا عاشقين
هناك بعض الاشياء التي لايمكن نسيانها او حذفها :المشاعر الاحاسيس الحاجات وخفق قلبها بذعر بين ضلوعها ومالت آلياً
اليه ترتجف سعادة
وشعرت به يقترب منها اكثر ولكنها صرخت "لا!"
وبصوت حاد مرتفع مذعور ابتعدت عنه
ولجزء من الثانيه حدقا ببعضهما بصدمه وعذاب مشترك ..
قالت آني "ماكان يجب ان تفعل هذا .."
لكن دومنيـ ك قاطعها بحده "وماكان يجب ان تدعيني افعل"
ان تدعه ! على الاقل لم يقل ان تستجيب له ...وحاولت آني تعزية نفسها
فجأة احست ببرد شديد وتعب فقال بلطف "اسمعي ..اقدر تماماً كم يصعب هذا على كلينا"
وافقت مرتجفه "لا ..لكنك على الاقل تتذكر اشياء عنا ..اما انا .."
اغروقت عيناها بالدموع .. وشعرت بالاحباط ..وقالت تغير الموضوع "لقد عدت باكراً اكثر مما توقعت "
-انها فترة رائعه .. وفكرت انك قد تحبين الخروج ..لكن اذا كنت لاتشعرين انك بخير ..
ردت غير صادقه "انا بخير"
كانت لاتزال تشعر بالدوار لكنها لاتعرف اذا كان بسبب ما تذكرته من الماضي ام بسبب ماتشعر به الان في الحاضر حين عانقها
دومنيـ ك لانها خائفه من المستقبل
قال دومنيـ ك بهدوء "ربما الان وقد تذكرت شيئاً قد يكون الوقت مناسب لنرى اذا كنت ستتمكنين من تذكر المزيد"
تحدته "ماذا تعني؟"
اذا كان سيقترح ان يعانقها مره اخرى فلن تقبل اقتراحه ..لكن حين رد على سؤالها الحاد كان صوته لطيفاً مطمئناً
-فكرت ان نخرج في نزهه بالسياره لزيارة بعض الاماكن التي سبق وزرناها قد يساعدك هذا في تنشيط ذاكرتك
تفحصت آني بحذر اقتراحه
واعترفت بالتدريج"هل تظن حقاً..؟اعتقد ان لاضروره في هذا "
قد لاتكون واثقه انها تريد الموافقه على اقتراحه لكنها واثقه من عدم قدرتها على البقاء في حديقة الورود الحميمه معه
واحست بالارتياح لانها لم تجد ذكريات تجمعهما في السياره ومدت يدها الى حزام مقعدها
سألته وهي تشعر بفضول مفاجئ "اي نوع من السيارات كنت تملك ..يومها؟"
اجاب وهو يخرج بسياره "البي ام في"الى زحام السير في الشارع المكتظ ..
"يومها ؟تعنين يوم تقابلنا اول مره؟"
هزت آني رأسها ايجاباً فأكمل "الا تتذكرين؟"
هزت رأسها نفياً ولسبب ما كان لها صوره فكريه عن مركبه قديمه لونها الاخضر القاتم ملطخ بالوحل ومخدش
قالت "هل كانت ...؟لا ! لااستطيع ان اتذكر"
احس دومنيـ ك فوراً انها تكذب..
قال بلهجه عفويه "كانت من طراز رياضي صغير .. حمراء لماعه ..ماذا ؟تبدو عليك الدهشه لمااذ؟
اي طراز سيارة توقعت ان يكون لدي ؟"
هزت كتفيها تقول متردده "اوه .. لااعرف فكرت ربما بلاند روفر او شيء بمثل هذا الطراز "
صحح لها دومنيـ ك "كانت رانج روفر ... بلون اخضر قاتم .."
كانا يمران عبر البلده الى الساحه ادخل السيارة الى موقف سيارات وقال لها
"تعالي ... سنذهب سيرا على الاقدام"

* * *

مجنونة قلبها 11-03-10 11:30 AM

سألها دومنيـ ك بعد نصف ساعه ويده تمسك يدها بقوه وهو يسير معها للمره الثالثه على طول شارع ضيق
قال لها انهما التقيا فيه اول مره
-حسنا ؟
قالت بصدق "لا.لاشيء .. لاشيء ابداً"
وهي ترى نظرة الاحباط في عينيه ملأت عينيها بدموع الهزيمه وقالت متحديه
"هل تظن انه يسهل على هذا انه كابوس فظيع ولااريده"
-كما انك لاتريديني تماماً؟
لم تجرؤ آني على النظر اليه وقالت مرتجفه "لن ينجح هذا"
من زواية عينها شاهدت شاب وشابه يسيران نحوهما والفتاه ملتصقه بصديقها وهما يقتربان من آني ودومنيـ ك توقفا ليعانقا بعضهما
بخفه اولاً .. ثم بحراره متزايده وابتعدت الفتاه اولاً تضحك مقطوعه الانفاس .. وتسمرت آني لم تعد قادره على ابعاد
نظرها عنهما وبدا لها ان صدى ضحكة الفتاه يتردد داخل رأسها ويجعلها تشعر بالدوار
-آني ؟
استطاعت سماع دومنيـ ك يناديها وهي تجر نظراتها بعيداً عن الشابين
قالت "انا متعبه دومنيـ ك ..اريد العودة الى المنزل"
ولدهشتها لم يضغط عليها لتبقى وبدلاً من ان يقود سيارته الى المنزل قادها الى خارج البلده وعبر طرقات ريفيه الى مطعم
صغير زارته في مناسبتين مع هيلينا وبوب وكان معروفاً بطعامه البيتي الممتاز ولامجال لان تكون زارته مع دومنيـ ك لانه افتتح
ابوابه منذ سنتين او ثلاثه
قالت مؤكده "نحن لم نأت الى هنا من قبل"
-لا ..اعرف هذا .. ولكننا جائعان ومن المستحسن ان نتواجد بمكان غير مألوف لنا
ارادت ان تقول :انا لست جائعه .. لكنها فجأه وبشكل مدهش احست بالجوع
وجبة الطعام اللذيذه اثرت عليها .. واعترفت بهذا بعد ساعتين حين فتحت عينيها لكتشتف انها نامت بينما كان دومنيـ ك يقود السياره
عائداً الى المنزل
سألها وهي تركز عليه بارتباك "هل تشعرين انك بخير؟"
-اجل ..انا بخير تماماً
وجلست بسرعه مستويه في مقعدها وارتفعت زوايا فمه ولمعت عيناه بنظره ارسلت رعشه تحذير حاده عبر جسمها
وقال "النوم يحولك الى امرأه محبوبه بشكل رائع ..."
قاطعته آمره بصوت اجش "كفى!"
ووضعت يديها على اذنيها لتتجنب سماعه لانها كانت تشعر بالضعف ولاتريد ان تتطور الامور اكثر ..
دون ان تنظر اليه ..مدت يدها وفتحت باب السياره ونزلت مسرعه نحو الباب الامامي للمنزل
لكنه لحق بها ومد يده ليعتذر لها "انا اسف ..ماكان يجب ان اقول هذا"
-لا .. ماكان يجب ..اعرف كم انت متلهف لان استعيد ذاكرتي لكن ان تسخر مني بسبب اشياء لااستطيع ان اتذكرها على
امل تنشيط ذاكرتي ..
وصمتت قليلا بينما فتح دومنيـ ك الباب ثم وهي تحاول الدخول اربكها بقوله "من قال انني احاول تنشيط ذاكرتك؟"
وحاولت ايجاد مبرر لكلامه وتذكرت كيف كان يحثها على انهاء اول طبق طعام ..وتوقفت عن التفكير مسمره في مكانها داخل الردهه
ودون ثبات سارت نحو المطبخ حيث رات دومنيـ ك يملأ ابريق الماء ليحضر فنجاني قهوة
قال وهي تدخل "حسنا ..حسنا ..ماكان يجب ان اقول هذا"
لكن عندما نظر اليها توقف ووضع فنجاني القهوه وتقدم بسرعه اليها وامسك بها بلطف يسأل بهدوء
-مالامر ؟مالذي حدث؟
وبذهول ردت مرتجفه "لست واثقه ..انه .."
وصمتت ترفع نظرها الى وجهه بعينيها الواسعتين بمزيج يقطع القلب الكبرياء والارتباك وهي تقول له متردده
"لاشيء ..حقا ..مجرد..."
حين توقفت احست بأصابعه تشتد قليلا على ذارعها ..
قالت "تذكرت انني كنت دائما اتناول اول طبق طعام لي بينما انت تكاد تنهي الثاني"
وهي ترى عبوسه حاولت ان تشرح "كان الامر .. انني رأيتك ..رأيتنا ..استطعت ان اسمعك ..وكأنما انا موجوده هناك فعلاً..."
حين لم يرد قالت مخمنه "هل خاب املك ؟انا اسفه لانني .."
سارع يؤكد لها "لا .. لا...لايجب ان تأسفي ..انا لست .. هذه بدايه "
وافقت باكتئاب "اجل "
وترك ذارعها كان واضحاً انه كان يأمل ان تتذكر المزيد وهي نفسها بدات تتمنى هذا .. لو تستطيع ..وبدأ راسها يؤلمها ..
هل هذا سبب نومها؟
تمنت لو انه ليس لطيفاً معها ومتفهما هكذا لانها تفضله حين يكون غاضبا وعدوانيا نحوها بهذه الطريقه ..بهذه الطريقه ماذا؟
بهذه الطريقه يمكنها رفض الاعتراف بالمشاعر الجياشه التي لاتريدها والشوق الذي بدأ يتشابك حول قلبها؟
انها تعاني فقط من الارتباك .. من الوهم .. من الخيال ..انها تتذكر انهما احبا بعضهما يوماً ..لكن هذا كان في الماضي ..
ماض لاتستطيع ان تتذكره ..ماض تخلت فيه عنه وعن ذلك الحب
قالت دون ثبات "انا متعبه ..اريد الخلود الى النوم"
راقبها دومنيـ ك تسير مبتعده عنه ..وجبينه مجعد بتقطيبه صغيره ..بدت له ضعيفه جدا ضائعه وحزينه ..حتى
انه اراد ان يركض وراءها ويرفعها بين ذراعيه ويقول لها ان لاتقلق وان الماضي لايهم وان بإمكانهما .. بإمكانهما ماذا؟
البدء من جديد؟لمجرد انه شاهدها كالفتاه التي كانت .. لمجرد انه حين عانقها استجابت له .. وتذكرته ..
انه لايزال يكن لها المشاعر ..لايزال يستجيب لها ! لايزال يريدها اللعنه ...ماذا في هذا؟مسموح له ان يكون انساناً ..
اليس كذلك ؟اضافه الى هذا ..لاشيء يعني ...
لاشيء يعني ماذا ؟انه يقع في حبها مجدداً؟وهذه المره كامرأه وليس كفتاه صغيره
اخذ رشفه كبيره من قهوته ..بتوتر وحرقه


انتهي الفصل السابع

مجنونة قلبها 11-03-10 11:32 AM

8-الحقيقه المرة

نظرت آني متملمه عبر غرفة النوم المظلمه الى النافذه ثم الى ساعتها لقد حلت الساعه الثانيه صباحاً وهي مستيقظه منذ اكثر من ساعه
افكارها تدور متسارعه داخل رأسها في سباق مرهق بدون جدوى
الشظايا المكتشفه من ذاكرتها المفقوده تعذبها تتحداها ان تحلل بالمنطق ماتصوره لها . لم تستطع ادراك هذه الصور التي تكمن
في مكان مامن اعماق لاوعيها
كان السؤال الذي تريد هي دومنيـ ك ان يعرفاه بيأس يطاردها .. لكنها ل تكن قريبه من اكتشافه فالذكريات المتقطعه التي استعادتها
عن زواجهما عززت احلامها ..جسمها يتشوق لدومنيـ ك كحبيب لذا لابد ان يكون هناك دافع قوي لتهجره ..
الا انه لم يكن قوياً بما يكفي ليدمر انجذابها اليه ..
بنفاذ صبر دفعت الاغطيه وانزلت قدميها الى الارض ..لن تجد وسيله للنوم من الافضل ان تنزل الى الاسفل وتحضر لنفسها فنجان شاي ترطب
به حنجرتها الجافه
منتديات ليلاس
رسمت ابتسامه ساخرة على فمها وهي تتلمس بيدها دفء روبها القطني ..انه هديه من هيلينا وبوب ..
اشترياه بعد ان أبدت اعجابها به عندما راته في واجهه محل كان مصنوعاً من القطن الابيض ومطبعاً بقلوب صغيره ورسائل مكتوبه ..
لفت اهتمامها لانه معد لفتاه صغيره في الواقع لا لامرأة ..قصير محتشم ومع ذلك تحبه
نزلت بهدوء توقفت لتتأمل السلم المحفور تمرر اصابعها آلياً فوق الخشب المصقول اشهر نقاهتها الطويله اعطتها الوقت
الكافي للقراءه ولتوسيع افقها في كل اتجاه ..فالفتاه المتردده التي كانت متخوفه من رفض الاخرين لها بسبب خلفيتها العائليه
حل مكانها امرأه واثقه في آرائها
يؤلمها بالطبع ان تعرف ان امها تخلت عنها وانها لن تعرف ابدا ابدا من هما والداها لكن الحب المشترك والاحترام اللذان وجدتهما
لدى هيلينا اظهر لها ان قيمة المرء في شخصه وليس وضعه الاجتماعي
في مأوى الاولاد حيث كبرت كانت هادئه كثيرا ومتقوقعه على نفسها ولم تكن تروق للازواج الذين كانوا يبحثون عن طفل يتبنونه
توقفت آني فيما تجعد جبينها بعبوس مسترجعه الحادثه المؤلمه التي تعرضت لها
كانت في الرابعه من عمرها عندما اتى زوجان شابان يريدان ان يتبنيا طفله وقد عادا الى الميتم اكثر من مره كانت آني تأمل يائسه
ان يختاراها ولكنها كانت خجولاً جدا لتعبر عن مشاعرها حين اخذاها في نزهه كانت تدعو الله يائسه في الليل ان يختاراها وجاء اليوم
الذي قصدا فيه الميت زوجين اكبر سناً ربما والدي احدهما كانت آني تقف خارج الباب تنتظر استدعاءها لرؤيتهم حين سمعت حديثاً بين الجميع ..
سمعت المرأه الشابه تقول "تعجبني آني ..انها حلوه وجميله "
تدخلت المرأه الاكبر سناً بحده "آني ؟اليست تلك الفتاه المهجوره ؟لااعتقد انك يجب ان تختاريها إيلين ...فليس لديك ادنى فكره
عن اصلها ..اليس كذلك ؟اي نوع من البشر يتخلى عن طفله ؟وتعرفين مايقال عن الدم الفاسد ؟لا !اعتقد ان من الافضل اختيار
السمراء فنحن على الاقل نعرف اصلها"
مثل اي مجتمع مؤسساتي كان هناك تسلسل سلطوي ترتيب في الاختيار داخل الميتم وكانت آني تعرف انها مختلفه وجدتها امرأه مسنه ملفوفه
بستره صوفيه في حمام السيدات في محطه القطارات المكتظه ..بالرغم من كل محاولات السلطات لم يتقدم احد للمطالبه بها ..
في تلك اللحظة عرفت لماذا ..لان دمها فاسد !
في المطبخ اعدت لنفسها فنجان شاي وعادت الى الردهه ..ثم توقفت حين وصلت الى باب غرفة الجلوس المفتوح
هنا كانا يجلسان متعانقين في الامسيات ..يقرآن ..يتكلمان ..
دخلت الغرفه واتجهت نحو المقعد الكبير الى جانبها بحذر وضعت فنجان الشاي من يدها على طاولة القهوه الصغيره
ثم جلست في مواجهة الصوفا تنظر اليها متفحصه
عم تفتش ؟عن صوره منطبعه لدومنيـ ك جالسا هناك ؟
واكتشفت انها تكتم انفاسها ..آمله ان ترى .. ان تتذكر ..لكن الذكرى اخذت تتلاشى ترفض بعناد ان تتحول الى شيء حسي
بغضب استكانت في مقعدها ..احست كأن ذاكرتها تتعمد ايلامها فهي توهمها بمعلومات لخداعها ثم ترفض اعطاءها شيئا جوهريا اكثر
كان على الطاوله دفتر ملاحظات وقلم وباندفاع اخذتهما وعادت تستقر قي المقعد وترفع ساقيها تحتها وهي ترسم دون وعي
اشجار صلبه شائكه الاغصان ..منزل صغير مربع الشكل بنوافذ عليها ستائر والدخان يخرج من مدخنته واعطته حديقه مسوره بسياج وآمنه ..
حسن جدا! لم يلزمها مخيله كبيره لتعرف ماذا يمثل هذا الرسم ..ولكن ماذا عن النهر الذي رسمته كذلك ,والسياره؟
مركبه ضخمه مغلقه تشبه تقريبا سيارة دومنيـ ك ..الرانج روفر؟
حثت آني نفسها :فكري ..فكري ..وتذكري ..
بدأت تكتب اسم دومنيـ ك لكنها لم تدرك هذا الا بعد ان كتبته ورسمت قلوباً صغيره بدلاً من النقاط ..لماذا فعلت هذا ؟
وكتبت كلمة "زواج"..ثم بدات تخط تحتها لائحه اخرى من الكلمات وقلمها يتحرك اسرع فأسرع وهي تكتب
حين توقفت اخيرا ,كانت تتنفس وكأنها ارهقت نفسها جسديا وكان قلبها يخفق بشدة
وتفحصت اللائحه وهي متوتره "الحب ..الثقه ..الاحترام ..الفرح ..المشاركه ..القبول ..دومنيـ ك "
وغشت الدموع عينيها

* * *

مجنونة قلبها 11-03-10 11:33 AM

اجفل دومنيـ ك حين نظر الى ساعة المنبه لقد استيقظ فجأه وكأن الساعه السابعه صباحاً وليست الثالثه فجراً
وادرك ان لامجال للعودة الى النوم وانه من الافضل استغلال الوقت لبعض العمل ..فنزل عن السرير وارتدى روبه كانت آني تركو وبشدة
على لائحتها فلم تتنبه الى دومنيـ ك حتى اصبح في غرفة الجلوس احترق وجهها خجلاً حين رفعت راسها وشاهدته
قالت تدافع عن نفسها "لم استطع النوم ..فنزلت لأعد شرابا ..."
قال "همم...وانا كذلك ..."
وتقدم ليقف الى جانبها متطلعاً اللائحه لم تكن سريعه بما يكفي لاخفائها
سأل بفضول "ماذا تفعلين ؟"
-لاشيء ..مجرد ..لقد فكرت انني لو رسمت او كتبت اي شيء يخطر ببالي قد ..
جلس دومنيـ ك على الصوفا "هل لي ان ارى ؟"
على مضض اعطته الورقه قائله "لست ادري لماذا فعلت هذا ..كانت فكره سخيفه و...."
ورات طريقة عبوسه وهو يركز على اللائحه "...ما الامر؟"
رد باختصار"لاشيء"
ادرك انه كان صارما فأكمل شارحاً "انها القلوب الصغيره مكان النقاط..مثل هذه التي على روبك"
واشار الى الشبه الذي لم تلحظه آني "هكذا كنت دائما تكتبين اسمي ..وكنت تقولين ان القلوب هي قلبينا"
عاد ينظر الى اللائحه وتجنبت آني لقاء عينيه حين انتهى كانت تشعر بتيار حميم بينهما وكأن كلاهما تخلى لوقت قصير عن تحفظه تجاه الاخر
سألت هامسه "مالذي جرى بيننا وكان خاطئاً ؟لماذا ..."
وصمتت لتأخذ نفسا عميقاً قبل ان تعترف مرتفجه "احياناً اشعر ان قدري ان لااحصل على ردود فحياتي سلسله من الاستفهامات
والمساحات الفارغه"
غامت عيناها وعرف دومنيـ ك بديهياً بماذا تفكر ..فهو مثلها يعي التقارب بينهما كان يتفهم حاجتها الاساسيه
لاكتشاف ماضيها الضائع ..
هزت آني راسها باكتئاب "اتساءل دائما عما اذا كانت امي تفكر بي"
اعترافها العفوي لامس مشاعر دومنيـ ك بطريقه لم يتوقعها شعر بالاستجابه في اعماقه وكأنه يحبها حذر نفسه منها ولكنه تجاهل المنطق
وهو يقول بلطف "انا واثق من انها تفكر بك"
كان يقول دائما ان الام التي تهجر طفله رضيعه لابد وان تكون صغيره جدا وخائفه ..وغير ناضجه ابدا تخاف ان تعترف بالمسؤوليه ..
واحس دومنيـ ك بثقه انها حين نضجت لابد بدات تتساءل بحزن عن طفلتها التي هجرتها
انفجرت آني بحرارة "لايمكن ان افعل هذا بطفلي ..ابدا ..ولاتحت اي ظرف كان ..لا استطيع فعل هذا لأحد.."
وصمتت محمره الوجه ..مالذي دفعها الى مثل هذا القول ؟
عادت تسأل "هل استطيع ان اسأل ...؟"
وصمتت مجدداً ثم عادت للكلام بسرعه كي لاتفقد شجاعتها او تغير رايها
-هل يمكن ان تخبرني كيف كان الحال معنا ..ونحن متزوجين ؟ربما سيساعدني هذا على التذكر ..فانا لااعرف ..
اوضح لها باكتئاب "كان ..كان جيدجدا ..في الواقع .."
ونظر بصمت الى البعيد خلفها وكأنه لايرى شيئا لاتعرفه واكمل " لقد كانت علاقتنا اكثر تقاربا آني ..كان..كنا ..."
كان صوته معبرا ولمحت الالم في عينيه فغمرها الاسى والندم
قالت محتجه "اوه ..دومنيـ ك ..انا .."
ونظرت اليه ..الى عينيه وفمه و...خفق قلبها
-آني ...
وسمعت الاحتجاج في صوته ثم ودون سابق انذاراقتربا من بعضهما يتلامسان
احست آني انها رفعت من المقعد وجذبت نحوه لم يكن لديها إراده على المقاومه ..كما انها لم تجد عذرا لرفضها
احست بيديه ترتجفان قليلا وهو يزيح شعرها عن وجهها ..ربما تشاركا في اللحظات الحميمه لكن آني عرفت بالبديهه ان هذه المره
مختلفه ..مميزه ..فما يشعران به ويتشاركانه لم يكن مجرد اعادة تمثيل لما جمعهما
فدومنيـ ك الذي يلامسها ويحتضنها ليس وليد خيالها ..وليس حتى زوجها الذي كان في الماضي انه الرجل الذي معها هنا
على ضوء المصباح رات وجهه مغطى بالظلال وغامضا ..وفي الوقت ذاته مألوفا مررت اصبعها على فكه واستدارة وجنته ثم توقفت وهي ترى
كيف ينظر اليها بدا لها ان الزمن توقف ..فلا صوت لا حركه ولانفس يقطع تواصلهما الصامت
ببطء وحذر شديدين احنى دومنيـ ك راسه نحوها ..اغمضت عينيها بترقب ..واحست بدفئه فبدات ترتجف وافلتت منها آهه ممزقه
الصمت بينما يداه تنزلقان فوق الجسم
ادركت حينها لماذا جذبتها القلوب الصغيره المرسومه عليه ..انها تكرار للقلوب التي رسمتها على نقاط اسم دومنيـ ك
ارتجف دومنيـ ك وهو يشعر باستجابتها للمسته وما بدا كمحاوله لأظهار عمق العلاقه بينهما انقلب بسرعه الى شيء اعمق
وتجذر في الحاضر فالمرأه التي يحتضنها ويريدها ..
لم تكن الفتاه التي تزوجها انها المرأه التي يريدها الان ..لقد بددت شدة رغبته فيها ذكرياته الاليمه
كان يعي الخطر الذي يحدق به ولم يعد قادرا على انكار انه يقع في حبها من جديد ..متناسيا مركزه في حياتها ووضعها الصحي
يجب ان يتوقف قبل فوات الاوان ..
اجفلت آني بارتباك لابتعاد دومنيـ ك عنها ..كان يتنفس بثقل واستطاعت ان تشعر بقلبها ينتفض بقوة استجابه له
فقالت محتجه بشوق "دومنيـ ك "
لكنه ابعد نفسه عنها بنزق
اعلن بقسوة "نحن نلعب بالنار آني وهذا اسهل شيء في الدنيا ..ولكن .."
احست آني باشتعال وجهها فبقدر ماكانت متشوشه عرفت انها لاتستطيع انكار مايؤكد ..فما بالها ؟اين كرامتها ؟لماذا ترمي نفسها عليه
وتتوسل اليه ليحبها؟
اعلنت باعتزاز "انت على حق .. ولااكون صادقه ..لاادري لماذا انتهى زواجنا فحتى لو تذكرت لن يغير هذا شيئا اعتقد
ان من الافضل لنا طلب الطلاق"
ماذا ستفعل لو تمسك بها معلنا استحالة افلاتها ؟
الان فقط ادرك ان رغبته في فهم سبب تركها له حل مكانها حاجه اكثر إالحاحا ليكتشف مالذي سار خاطئا كي يعيد تصحيحه
ولم يكن يركز على الماضي وعلى رسميات انهاء الزواج

مجنونة قلبها 11-03-10 11:34 AM

بل على الحاضر والمستقبل انه يريد اقناع آني بأنهما قادران على العيش معاً
سألها متحديا بحده "الافضل لمن؟ليس بالنسبه لي ,لا يزال هناك مااريد استيضاحه منك آني ..والى ان احصل عليه .."
صمت ليأخذ نفسا عميقا قبل ان يتابع "اسمعي ..هذا الجدال لن يوصلنا الى شيء ..واقترح اننا قد نتمكن من مناقشة كل شيء بتعقل اكثر في الصباح"
انه على صواب وعرفت آني هذا واحست بمشاعرها تتوتر كانت تتشوق اليه وهي غاضبه منه في الوقت نفسه وليس من حقه
ان يجعلها تشعر هكذا
وبعد نصف ساعه كانت آني في غرفتها تستعد للنوم تسللت دمعه على خدها وهي تتذكر دون ارادة منها التقارب الذي احست به بينهما
قبل قليل هل هكذا كانت الاحوال بينهما ؟
هل كانا قربيين الى هذا الحد ومتناغمين لدرجه فقدان الاحساس بالزمن والوقت ؟
ملأها احساس بالضياع والوحده ..احساس غريب جعلها تبكي الحب الذي دمرته بطريقه ما
وفي اليوم التالي طلبت آني بعناد "قل لي مره اخرى ..كل شيء ..كل شيء ..بدء من لحظة لقائنا "
تنهد دومنيـ ك وتفحص وجهها الشاحب كانا يعاملان بعضهما بتحفظ منذ تلك الليله وتألم قلبه بعد ان رأى الطريقه التي كانت آني
تحاول فيها استعادة ذاكرتها
كانا يسيران قرب النهر ..وفجأه صاحت آني بذهول حين تقدم زوجان شابان على الدراجات خلفهما يطلقان الزمور مما جعلها تتعثر
آلياً مد دومنيـ ك يده يمسك بها وقطب لاحساسه بالطريقه التي ارتجف فيها جسمها تحت ذراعه
سألها بقلق "هل انت على مايرام؟"
قالت معترفه "لقد فاجأني "
وبدات اسنانها تصطك واخذت ترتجف بعنف مادفع دومنيـ ك الى التمسك بها
وبدات تسأله "قلت اننا التقينا ...متى ؟"
لكن دومنيـ ك رفض الانجرار وقال بحده "انت لست بخير ..واعتقد .."
قاطعته بصوت مرتفع متوتر "لايهمني ماتعتقد دومنيـ ك كل مااهتم به هو ان اعرف لماذا تركتك ثم تابعت حياتي "
زاد اهتمام دومنيـ ك بها كان قلقا من انه لو لم يتخذ موقفا فالضغط الذي تمارسه على نفسها سيجعلها مريضه حتما
باتت كل يوم الان تصر عليه ان يخبرها بتاريخ علاقتهما وتطالب ان تعرف ادق تفصيل وتصغي اليه بيأس متزايد عاجزه عن تذكر
اي شيء يقوله وسألت بعجز "لماذا لااستطيع ان اتذكر ؟لماذا ..لماذا ؟"
كانت تبدو معذبه واراد دومنيـ ك ان يواسيها
-لاتفعلي هذا .. لاتدفعي نفسك بهذه القسوة
ثم وهي تدير راسها لمح الدموع على رموشها وكان هذا كثيرا على سيطرته على نفسه
تأوه"آني ..آني "
ومد يديه اليها
بذعر اجفلت آني للعذاب الحميم بين ذراعيه وارتجف جسمها بعجز شوقا له انها تريده كثيرا تحبه كثيرا كيف يكن ان تنكر؟
احتجت بدفاع عن نفسها "لا دومنيـ ك "
لكن الوقت كان قد فات على الاحتجاجات وانفرجت شفتاها بضعف وهو يمسح الدموع عن جفنيها
تعانقا دون وعي يتشاركان مشاعر حبيبين جديدين لكنها لم تستطع تركه يخمن شعورها ..فكرامتها نعتها من ذلك
بطريقه ما تمكنت من ان تجد القوة لتدفعه بعيدا ..وهي تستدير عنه اظلمت الدنيا ودارت وترنحت حولها
-آني ..
وسمعت اللهفه في صوته وهو ينادي اسمها لكنها بطريقه ما كانت تبتعد عنه لتكون في مكان اخر ..وبعد اخر ..واستعادت ذكرى حيه
لمناسبه اخرى سارت فيها الى جانبه قرب النهر ..واخذت آني نفسا عميقا في شهقه مؤلمه حادة
اصر دومنيـ ك عليها "آني ..مالامر ؟ماذا جرى؟"
بغموض ركزت آني عليه ..فالصوره الذهنيه تلاشت الان مخلفه وراءها الذكرى
ردت كارهه "انا ..نحن كنا نسير هنا ..وعانقتني ..ثم ..."
وصمتت تنظر الى الخلف من حيث اتيا باتجاه المنزل
قال دومنيـ ك "ثم همست لك انني اريد ان اعيدك الى البيت لانفرد بك ونظرت إلي ..و.."
قاطعته "لااريد سماع المزيد"
وجف فمها وبدا قلبها يتسارع ..فالصور التي ايقظتها كلمات دومنيـ ك الهامسه جعلتها تشعر بضعف شديد
كانت تصر اسنانها مصممه على التذكر فكل يوم تقضيه مع دومنيـ ك كل ساعه تجعلها تعي اكثر فااكثر الخطر الذي هي فيه
قد لاتعرف لماذا تركته لكنها عرفت بالتأكيد لماذا وقعت بحبه هذا الصباح فقط وفي غفله منها جعلها تضحك لوصفه لحادثه جرت في العمل
واقلقها ان تكتشف انهما يقرآن الصحيفه ذاتها ويحبان الريف ويتمتعان ببرامح التلفزيون نفسها ..
قال لها دومنيـ ك فجأه "تعالي ..سآخذك الى البيت اطمئني لست على وشك تكرار ماضينا .."
وصمت توقفت آني عن السير ونسيت مدى تأثيره عليها وهي ترفع عينيها الى وجهه وتشعر بقلبها يخفق داخل ضلوعها
-انت مرهقه ..لا ..لاتحاولي الانكار ..ارى هذا في عينيك ..انت تجهدين نفسك بقسوة
قالت باختصار "انت من يريدني ان اتذكر "
تجاهل الرد على عدوانيتها الدفاعيه وقال بهدوء
"اعتقد اننا اتفقنا على ان كلينا يحتاج ان يعرف الحقيقه ..تعالي دعينا نعود الى البيت "
البيت! وبسرعه رمشت دموعاً في عينيها ..لقد احست بالرهبه تغمرها حين ادركت ان منزل دومنيـ ك سيكون بيتا لها وقال لها مداعبا
"حسن جدا ..انت تتوقعين ان نعيش معاً اذا؟"
وتنفست "انا ..انا ..انه كبير جدا"
وحاول طمأنتها "انه مجرد منزل آني ..هذا كل شيء ..ومع وجودك فيه يمكن ان يصبح "بيتاً"حقيقا"
بيت ..بيتها ..اول بيت حقيقي عرفته يوماً ..قام دومنيـ ك بما في وسعه لجعلها تشعر انها بيتها
اخذها للتبضع مصرا على ان تختار بنفسها ديكورا جديدا لغرفة نومهما وشجعها على الثقه ببديهتها وبذوقها ابتسمت له
باكتئاب مستعيده الساعات التي امضتها تفتش في الكتب عن الطراز المناسب للمنزل
قالت دون وعي "الحرير الصيني سيكون رائعا ..لكنني كنت خائفه لانه غالي الثمن "
ونظر كلاهما الى الاخر ..ثم دون اي تردد قال دومنيـ ك بسهوله "لستائر غرفة النوم؟ اجل لكانت بدت رائعه ..خاصه
لو تركتني اشتري ذلك السرير باربعة قوائم"
واغمضت آني عينيها ببؤس
قالت بصوت حذر "ماذا دهاني ؟لماذا استطيع ان اتذكر شيئا غير هام مثل قماش الستائر التي لم اخترها بينما
لااتذكر اهم شيء على الاطلاق؟"

مجنونة قلبها 11-03-10 11:35 AM


ساد صمت قصير قبل ان يرد باكتئاب "ربما اقل ايلاما ان تتذكري لماذا رفضت الحرير"
ولم يقل شيئا اخر .. لم يكن بحاجه ان يقول كما ادركت آني فما ألمح اليه ان رفضها له كان شيئا قاسيا عليها ولاتسمح لنفسها ان تتذكره
وعرفت انه مصيب على الارجح
من بين كل الاسئله التي طرحتها عليه هناك سؤال ل تجرؤ على طرحه ..لكنها احست الان ان عليها ان تفعل لامست ذراعه متردده وسألت بصوت اجش
"لماذا تعتقد انني تركتك ؟"
في البدايه ظنت انه لن يرد ..فالتعبير الكئيب الذي كسا وجههه جعلها ترتجف قليلا
قال من بين اسنانه تقريبا "كم مره سألت نفسي هذا السؤال ؟ لم اتمكن من اعطاء نفسي ردا لااستطيع التفكير بأي تفسير منطقي كنت متكدره لانني
كنت سأسافر وتشاجرنا حول هذا قامت بيننا سلسله شجارات مؤسفه سببها فراقنا الوشيك"
-لكنني كنت اعرف منذ البدايه انك مضطر للسفر
وفاجأت نفسها بالدفاع عنه ولامست ابتسامه ساخره شفتيه وقال لها
"انت تلعبين دور محامي الشيطان ..وانا اوافقك في هذا ولكن هذا لم يمنعني من الاحساس بالذنب لتركي لك"
اصرت "لم يكن لديك خيار .."
انقلبت زوايا فمه الى الاسفل
-هناك دائما خيارات ..كان يإمكاني ان افسخ العقد .. وان ابقى الى جانبك ..لقد كنت صغيره جدا على تحمل مثل تلك المسؤوليه
وصمت مفتشا عن كلمات لاتغضبها "كنت بحاجه الى الامان الى الاحساس بانك مرغوبه ..ربما اكثر مما كنت اتصور ..ربما .."
اكملت آني كلامه متجهمه "ربما هذا ماجعلني اهرب غاضبه ؟"
واضافت قبل ان يمنعها "كطفله تطالب بالحنان وتتلاعب لتحصل عليه ..هل هكذا كنت دومنيـ ك ؟"
حاول طمأنتها "لا .. لا...ابدا"
-لكن هذا ماتعتقده ..اليس كذلك ؟ انت تظن انني تركتك لانك كنت ستسافر لمعاقبتك على تركي لكن هذا امر طفولي جدا
قال"هذه امكانيه .. لقد كنت صغيره جدا ..في عمر لا تستطيعين فيه التمييز بين الافتتان والحب "
قطبت آني ..ولو ان تفسيره بدا معقولا الا انها لسبب مالم تستطع ان تتقبله وضايقتها معرفتها الداخليه بذلك
قال دومنيـ ك "انت مرهقه وتحتاجين الى حمام ساخن ثم الى الخلود للراحه ..سأتيك بعشاء خفيف على صينيه و ..."
قاطعت كلامه بجفاء "هل ستقرأ لي قصه قبل النوم ؟لم اعد طفله دومنيـ ك "
-لا ..لست طفله ..وعلى اي حال اليس من المفترض ان تكون لهذه القصص نهاية سعيده ؟
وكان صوته حادا كئيبا آلم مشاعرها فحبست انفاسها
قد لايكون هناك نهاية سعيده لقصتهما الا اذا ..اذا قال لها دومنيـ ك انه لايهتم بما حدث في الماضي وانه يحبها الان لن يتركها تذهب؟
هل هذا ماتريده حقا؟انها تريده هو دومنيـ ك .. حبيبها,زوجها,قدرها ,ادركت هذه الحقيقه المؤلمه
قال دومنيـ ك لآني وهو ينهي فطوره "يجب ان اذهب الى المكتب وقد ابقى لوقت متأخر"
اشاحت آن بوجهها ..فرائحة قهوته اشعرتها بالغثيان وانقبضت معدتها باحتجاج ..كما حصل لها في الايام الثلاث الاخيره
واضاف "هل ستكونين على مايرام هنا لوحدك ؟"
اكدت له "سأكون بخير"
كانت حروق ذراعها قد شفيت تماما حتى ان دومنيـ ك اضطر الى موافقة الطبيب انها معافاة
ونظر اليها عبر المائده وقال بهدوء "هناك شيء اريدك ان تعديني به"
وتنهدت آني "اذا تذكرت شيئا اعدك اعدك ان اطلعك عليه .."
لكنه اوقفها بهزه من راسه "لا ..لم اكن سأطلب منك هذا "
هم بإمساك يدها ثم اوقف نفسه ونهض ليقف مديرا ظهره لها
"اريد ان تعديني آني ..ان لاتختفي مره اخرى ..عديني "
كان خائفا من ان تتركه وهو غائب ..حدقت آني بذهول الى ظهره المستقيم ..كتفاه عريضتان وقفته مستقيمه توحي بالسلطه والرجوله
من المستحيل ان تصدق انه ضعيف امامها لكن كلماته كانت تروي قصه مختلفه
سألته بصوت اجش"واذا لم اعدك ؟"
استدار اليها مؤكدا بحزم "اذا ...لن اذهب "
رمشت آني عينيها بدهشه ..لو ان من المهم له كثيرا ان تبقى اذن ..لا ..انها تترك العنان لمخيلتها ومشاعرها غير انها
ذكرت نفسها بأنه يريد ان يصل الى سبب تركها له فقط
قالت بتردد "سأبقى"
وهي تنظر الى التقويم على جدار المطبخ ادركت فجأه انها هنا معه منذ اكثر من شهر ! ..وبدات معدتها تتقلص ..اكثر من شهر!..
ماان خرج دومنيـ ك حتى هرعت الى الروزنامه تعد الايام بدقه واحست بالغثيان وصدمتها الحقيقه
دون وعي استدارت مبتعده عن التقويم ..وارتجفت يداها وهي تأخذ الهاتف لتخابر هيلينا ..وقبل ان تطلب الرقم اقفلت السماعه بسرعه
لايمكن ان تشارك مخاوفها مع احد ..ليس بعد ..ليس قبل ان تتأكد يمكنها ان تذهب سيرا الى البلده ..فهي ليست بعيده كثيرا هناك صيدليه
عند اسفل التل وستشتري ماتحتاج اليه ..وبما ان سيارة هيلينا معطله فقد اصرت آني ان تعيرها المرسيدس ,ممايعني انها لاتملك نقل الان
بعد ثلاث ساعات وقفت في الحمام مخدره الحس تنظر بعدم تصديق الى فحص الحمل الذي اجرته لتوها ..هذا هو الفحص الثاني الذي
يظهر نتيجه ايجابيه ..انها حامل ..وسيكون دومنيـ ك ..دومنيـ ك ! فجأه بدا الحمام يترنح من حولها ومدت يدها غريزيا الى باب غرفة الدوش
لتدعم نفسها وهي تهمس بصوت اجش .."لا!"
خليط مشوش من الصور كان يتشكل داخل رأسها ..اصوات ,صور,ذكريات
بطريقه ما تمكنت من ان تصل الى غرفة النوم قبل ان تنهار فوق السرير ..الباب الذي كان موصدا على الماضي انفتح فجأه ..
وعرفت الان الرد على سؤال دومنيـ ك ...اوه ..اجل اصبحت تعرف!
انها تحمل طفل دومنيـ ك ..تماماً كما ظنت وخشيت ان تكون منذ تلك السنوات الطويله لكنها كانت مخطئه حينذاك ..اما الان ..
واغمضت آني عينيها معذبه
سألته يومها بخوف مصدوم "انت لاتريد اولادا؟"
ورد عليها بتركيز بارد"لا ..لااريد"
وصدمت كانت تخشى نسيان تناول حبوب منع الحمل وهي تعرف ان مجيء طفل بمثل هذه السرعه في الزواج لم يكن مخططا له ..شعرت بالرهبه
لما قد يعنيه وجود طفل ..احتاجت بيأس الى دعم دومنيـ ك وحبه ..لكن ردة الفعل التي تلقتها منه قضت على آمالها بتقبله الواقع ..
لقد دمر ثقتها به
واجبرت نفسها على سؤاله "لكن ,لماذا لا؟"
وفاجأها تصرحيه الفج "الابوه ليست في انجاب طفل ..بل انها مسؤوليه كبيره جدا ..حين نكون طفلا فنحن لانعطيه الحياه بل نحمله
تاريخنا الشخصي واوجاعنا وفي الوقت الحاضر اشعر اننا لانستطيع اعطاءه شيء"
تاريخهما الشخصي وعرفت ماذا يعني طبعا كان يشير الى واقع انها مجهوله الابوين ..اي نوع من الجينات قد تمررها الى طفله
..هذا ماكان يعنيه ..كان يخشى على طفله من دمها الفاسد ..
احست آني بأن جزءا منها مات وتحطم ..لقد صدقت دومنيـ ك تماما حين قال لها انه يحبها هي ..وان تاريخها لايهمه
لكنه كان يكذب عليها
حين حاولت بتردد ان تعبر له عن مخاوفها من ان تكون حاملا ..افحمتها ردة فعله فسألته شاحبة الوجه "اجهاض !تعني انك تريد قتل طفلنا؟"
رد بغضب "آني بحق الله توقفي عن السخافات "
رطبت آني شفتيها الجافتين ..لم تكن قادره على استيعاب ما حدث ..كيف ان حبها حياتها مستقبلها ثقتها وفي اقل من اربع وعشرين
ساعه وببضع كلمات حاده تدمرت ..مع اصرار دومنيـ ك على الاجهاض
شعرت بخدر في احاسيسها حاولت ان تفهم ماحدث كان دومنيـ ك يتحدث اليها محاولا اقناعها بالتعقل وبدا الامر وكأن حاجزا
غير مرئي بينهما ..لم تعد ترغب في تنفس الهواء الذي يتنفسه شعرت بالنفور منه ..لطالما ادعى حبها ولكنه كان يكذب ..فهو لايريد طفله
او ان تكون اما لهم ..انه قلق على الارث الذي يمكن ان تعطيه لهم ..قلق من ان تلوثهم بالدم الفاسد الذي تحمله
فجأه اصبح غريبا بالنسبه لها غريب يهدد حياة طفلها .. طفل ستقاتل من اجله حتى اخر نفس في حياتها
لن تتخلى عنه ابدا كما فعلت امها ..ياللطفل المسكين ..لم يجب ان يتعذب لانها امه ؟لن تستطيع البقاء الان مع دومنيـ ك
لاجل طفلها ..يجب ان تتركه ..ودارت افكارها بسرعه في خاطرها وغرقت في دوامة كانت تمتصها نحو الظلام
في تلك الليله جافاها النوم فيما تناول دومنيـ ك دواء للصداع ..انبأها المنطق ان افضل شيء تفعله هو الانتظار حتى يغادر البلاد ثم
تختفي من حياته ..لكن سفره كان بعيدا وخشيت ان لاتستطيع العيش معه لهذه المدة دون فضح نفسها
واندفعت بيأس من الفراش ووضبت حاجيتها ..وتركت المنزل

* * *


انتهى الفصل الثامن

الحالمة دائما 16-03-10 10:15 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

awaw 18-03-10 12:21 AM

؟؟ متى بتخلصينها عزيزتي ((مجنونه قلبها)) ..... اذا سمحتي لا تطولين اسفه ازعجتك بس الروايه روعه

الحالمة دائما 18-03-10 12:56 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية
ارجو ان تخلصينها عزيزتي . جزاك الله الف خير

مجنونة قلبها 21-03-10 01:42 PM


9-مفاجأة مزدوجه


مر اكثر من اسبوعين على هجرها لدومنيـ ك ..وبعد وقت قصير جدا سيغادر البلاد من المحتمل ان لايلتقيا مره اخرى
لم تعرف سبب عودتها الى هنا ..الى البلده التي ولدت فيها ..وحجزت لنفسها مكانا في الدرجه الثالثه على اي حال انها مسؤوله الان
ماليا عن نفسها ..وذهبت الى المكتبه العامه واعادت قراءة خبر ايجادها مهجوره وهي طفله ..المرأه المسنه التي وجدتها كانت قد ماتت منذ سنوات
وكما تعرف لا مجال ان تعود الى الماضي لتعرف بالضبط هويتها ..ولايوجد كذلك سبيل الى بناء مستقبل كزوجة لدومنيـ ك
وارتجفت تحت الغطاء الرقيق لفراشها
منتديات ليلاس
دومنيـ ك !
انها تشتاق اليه كثيرا بالرغم من الجرح الذي اصابها به
الوقت قد تجاوز نتصف الليل ..ماذا يفعل الان ؟هل يفكر بها ..يتساءل ..بقلق ؟هل من الممكن ان يحبها كامرأه حتى ولو رفضها كأم لأولاده؟
كانت لاتزال صاحيه عندما تسلل الفجر الى مقطورتها
بعد بضع ساعات سيسافر دومنيـ ك ..وانهمرت دموع ساخنه غزيرة من جفونها المنغلقه فكرة عدم رؤيته ثانيه جعلتها تتمنى ان تموت
..لكنها لاتستطيع لديها طفلها ..طفلهما لتفكر به
يجب ان تراه ..ولأخر مره ..تراه فقط ..هذا كل شيء ..لن تقول شيئا له ..لاتستطيع ..ستذهب الى البيت لتراقبه يرحل ..تراقبه وهو يسير
ليخرج من حياتهما ..حياتها وحياة طفلهما ..الطفل الذي يعتقد انها لاتصلح بما يكفي لتكون له اماً..
ركبت او قطار يترك البلده يقوم برحلته البطيئه عبر الريف في سيارة دومنيـ ك ويداه على المقود يمكن ان تصل في ساعتين ..
لكن لايوجد خط قطار مباشر من مسقط راسها بل سلسلة من الوصلات المعقده
كانت تنتظر القطار الذي سيأخذها الى اخر مطاف رحلتها بعدما اكتشفت ان هروبها كله بلا فائده ..وانها لاتنتظر طفلا منه
لقد كان حملاً كاذباً
وجففت الدموع التي ذرفتها ولفرط انفعالها لم تستطع ان تدرك القطار
بكلل ركبت القطار التالي لم تعد الان تحمل طفلا ليبقيها منفصله عن دومنيـ ك احزنها ادراكها لواقع انه لايعتبرها صالحة بما يكفي لتلد له اولاده
لو استطاعت الوصول اليه قبل ان يغادر يمكن ان تقول له ان زواجهما انتهى وانه حر في ان يجد امرأه يعتبرها صالحة بما يكفي
لزم الرحله وقت اطول مما توقعت ..فالقطار الذي فاتها كان سريعا بعكس الذي ركبته والذي كان يتوقف عند كل محطه ..
عندما ترجلت اخيرا من القطار كانت تعرف ان دومنيـ ك في طريقه الى مطار هيثرو
دون ان تعرف ماذا ستفعل حاولت اجيتاز رصيف المشاه ..ولم تفطن للسياره المسرعه امامها

* * *

مجنونة قلبها 21-03-10 01:42 PM

بارتجاف مسحت آني الدموع بظاهر يدها
لاسبب يدعو للبكاء زمنا ..فهو لن يجدي نفعا بعد الان
احست بتصلب جسمها وبرودته وحين نظرت الى ساعتها صدمت لرؤيتها كم من الساعات انقضت منذ دخلت الحمام
الان فقدت الاحساس بالامان الذي كانت تشعر به وهي مستلقيه هنا بين ذراعي دومنيـ ك لتنعم بحبه لها وتبادله المشاعر؟كانت لاتزال تشعر
بطعم دموع ضعفها ..من المستحيل تدمير الحب الذي بدات تشعر به نحوه انها لم تتوقف يوما عن حبه ..ولا لحظه واحده
لقد اتهمها بقوله "لقد تركتني "لكن الحقيقه انه هو الذي هجرها
ولسوف تخبره بما اكتشفت طبعا له الحق في ان يعرف ..عن الماضي ..اجل لكن ليس عن الحاضر وعن الطفل الذي تعرف بالتأكيد
انها تحمله هذه المره ,لا ..فهذا شأنها ,وشأنها لوحدها وتنوي ان يبقى هكذا لقد كان يومها على حق في اعتبارها غير ناضجه وطفله
لكنها لم تعد ايا من الاثنين الان انها امرأه راشده قادره لوحدها على تحمل مسؤولية الحياه الجديده التي تنمو داخلها
اغمضت عينيها مصممه على ان لاتسمح لنفسها بالبكاء فما الفائده؟
منطقيا عرفت ان عليها انتظار عودة دومنيـ ك الى البيت لتقول له ماتذكرته ..لكن اللهفه وغريزة محدده قالت لها انها لوبقيت معه
لوقت طويل فقد يخمن انها تخبئ شيئا هاما عنه مما حثها على انهاء كل شيء بأسرع وقت ممكن
ستوضب اشياءها تستدعي سيارة اجرة تقلها الى مكتبه ثم تذهب من هناك مباشرة الى بيتها
وقف دومنيـ ك ينظر متجهما من نافذة مكتبه رغم انشغالاته الكثيره في عمله من الافضل له ان يبقى في البيت لانه مكانه الطبيعي
فأفكاره هناك ..في البيت مع آني ..زوجته ..والمرأه التي تخلت عن حبه ..
واجبر دومنيـ ك نفسه على مواجهة الحقيقه التي كان يحاول تجنبها ..انه لايزال يحب آني ..واحبها كامرأه اكثر مما احبها كفتاه ..
في نضوجها اصبحت اكثر فاأكثر كل مايرغب به يجب ان يراها ..ان يتحدث اليها ..ان يقول لها كيف يشعر بعد ذلك اذا بقيت تطالب بحريتها
لن يبقيها معه بالقوه
وخرج بسرعه من مكتبه متجها الى الخارج
تركت آني سائق التاكسي منتظرا وبدات تشق طريقها عبر موقف السيارات وهي متوتره متجهه الى المكاتب الرئيسيه في المبنى
كانت الساعه الخامسه وقد بدا الموظفون بالمغادره
متدفقين الى خارج المبني فجأه جمدت وهي ترى دومنيـ ك بينهم
تلفظت باسمه من بين اسنانها "دومنيـ ك!"وتجمد الدم في عروقها فقدت اي احساس اخر ..هاهو دومنيـ ك حبها الوحيد..
ادار دومنيـ ك راسه نحوها لاشعوريا وكأن قوة خفيه تدفعه
-آني ...
ماذا تفعل هنا ؟وبدأ يتحرك نحوها ..كانت تحدق نحوه
نادى اسمها :"آني"
ثم اخذ يقلق لرؤيتها ترتجف وكأنها تمثال عادت اليه الروح
-آني ..
من طرف عينه لمح دومنيـ ك السياره المتجهه مباشرة نحو آني التي كانت غافله عن وجودها ..وبسرعه تفوق العقل وصل اليها وشدها فوقه وهو
يقع على الارض ويدحرجها بعيدا عن طريق اطارات السياره الاماميه
احس باصطدامه بالمعدن الحاد ودمدم بصوت مرتفع بدهشه واحس بخدر غريب في جسمه ..وبثقل ..وعلى مسافه منه سمع صراخا
..اصواتا ..وعويل صفارة سيارة الاسعاف ثم غاب عن الوعي

* * *

مجنونة قلبها 21-03-10 01:43 PM

-آه ..لقد صحوت اخيرا ..عظيم ..سأذهب لاقول للدكتور سبيرس
نظر دومنيـ ك الى الممرضه المبتسمه الواقفه قرب سريره ..والتي قالت له بمرح "لقد كنت نائما لمدة طويلة حتى اننا ظننا انك لن تصحو"
وضغطت زر الجرس فوق راسه
اين هو؟مالذي يجري؟ثم تذكر وجاهد ليجلس متجاهلا تحذير الممرضه والالم في جنبه وهو يسأل بلهفه "آني ..زوجتي ..هل هي .."
-انها بخير ..وكذلك الطفل
-الطفل ؟الطفل ...
واحس دومنيـ ك بقلبه يخفق بثقل ..يطرق بقوة
تفحصت الممرضه شاشة المراقبه الى جانبه
"اوه ..لقد كانت زوجتك محظوظه بعدم اطلاعك على حملها والا لكانت القصه مختلفه لها وللطفل "
"آني حامل!"
اغمض دومنيـ ك عينيه وبدا جسمه يتصبب فجأه بالعرق وهو يدرك ماكان سيخسر
سألها "اين آني؟زوجتي.."
-لقد ارسلها الدكتور سبيرس الى البيت ..لم ترغب بالذهاب بقيت جالسه هنا قربك اربعا وعشرين ساعه ولكنه اصر عليها ..فحملها المبكر
مازال في بدايته ومن المهم ان لا ترهق نفسها
اربعا وعشرين ساعه ..لقد جلست آني معه طوال هذه المدة !
سأل "منذ متى وانا هنا؟"
-همم ..منذ مايقرب اليومين صدمة السيارة صرعتك اضطر الدكتور سبيرس الى جراء فحص شامل لك كان يخشى وجود ضرر دائم
في ظهرك ..لكنك سلمت لحسن الحظ كنت تفقد الوعي وتعود طوال بعد الظهر ولكنني اعتقد انك عدت معنا اخيرا
قال لها "اريد الذهاب الى البيت "
وتحرك راميا الاغطيه عنه لينزل من سرير المستشفى ..ضحكت الممرضه
"الى اين؟وانت موصول بإحدى آلاتنا الثمنيه"
ادار دومنيـ ك رأسه فأدرك ماتعنيه ..تجعد جبينه مقطبا وهو ينظر الى الاسلاك الموصوله بجسمه
سأل باختصار "اذا كنت سليما ..فماذا افعل هنا؟"
قالت الممرضه"انت تخضع للمراقبه ..ومع انك لاتشعر بهذا على الارجح الا ان جسمك لايزال مصدوما ..حين صدمتك السيارة
لم تصب بكسور ولكن بكدمات ستجد حتما صعوبه كبرى في ان تتحرك لوقت طويل"
سألها بارتياب "وكم سيطول هذا"
-حسنا ..آه ..اسأل الدكتور سبيرس
وابتسمت لرجل دخل غرفة دومنيـ ك للتو
سأل دومنيـ ك الطبيب بعد ان خرجت الممرضه "اريد ان اعرف متى استطيع العودة الى البيت ..اريد رؤية زوجتي ..انها حامل"
اكد له الطبيب "اجل ..اعرف ..يا للفتاه المسكينه ..اظنها لم تعرف في البدايه على من تقلق ما ان اطمأنت على سلامة الطفل حتى ركزت
اهتمامها عليك لقد ارسلتها الى البيت فهي تحتاج للراحه"
قال دومنيـ ك "لايجب ان تكون لوحدها ..فقد عانت من حادثه سيئه منذ سنوات و .."
قال الطبيب بلطف "اجل اعرف هذا كنت في الخدمه حين جاءوا بها الى هنا لكنني اعتقد ان قلقك غير ضروي ..فغريزة الامومه
تقوي عزيمة المرأه وقدرتها على التحمل"
كرر دومنيـ ك "اريد الذهاب الى البيت"
فقال الطبيب بهدوء "ليس بعد ..اريد ان ارى الكدمه تضمحل قليلا اولاً ..آه ..جيد هذه هي الممرضه ع الحقنه "
واحتج دومنيـ ك بشدة
-لااريد..
لكن اوان الاحتجاج فات وحقنت الممرضه المنوم في جسمه وخلال ثوان كان يغط في نوم عميق بتأثير المخدر

* * *


انتهى الفصل التاسع

مجنونة قلبها 21-03-10 01:44 PM



10-نداء القلب

قالت هيلينا "سيتمكن دومنيـ ك من العودة الى البيت اليوم"
ردت آني وهي تضع من يدها فنجان القهوه الذي صنعته لها هيلينا "اجل اعرف ..لقد اتصلوا بي من المستشفى وسوف اذهب لأخذ بعد الظهر ..و.."
قاطعتها هيلينا "ومتى ستقولين له عن الطفل؟"
اشاحت آني بوجهها على الفور وقالت بصوت متوتر"لن اقول له"
ثم دافعت عن قرارها حين لم ترد هيلينا "لافائده من هذا لقد اخبرتك ماحدث من قبل. ماتذكرته ..ولاشيء تغيير هيلينا"
-لا ..لاشيء تغير انت لازلت تحبينه ..لقد اعترفت بهذا
-اجل ..اجل ..احبه ..لكن هذا الطفل ..
وتحسست بطنها بحنان "..هذا الطفل ..طفلي ..يجب ان يكون اولاً هيلينا"
-سيخرجونه من المستشفى لانهم يظنون انك ستعتنين به,فهو لايزال مكدوما بشكل سيء
-اجل ..اعرف وهذا ماسأفعله ولن اظهر الطفل انا مدينه له بهذا القدر هيلينا ..على اي حال لو ل يفعل مافعل ..
-لاداعي لتبرير قرارك لي فأنا نصحتك بالتفكير به وهذا الولد ولده كما هو ولدك ..وتعرفين من قبل
ذكرتها هيلينا "كان هذا منذ خمس سنوات"
-خمس سنوات ..اومن خمسون سنه ..ان الفهد لايغير النقاط على جلده
-لا..لكن الرجل ليس فهدا فهو يمكن ان يغير رأيه
-الرجل يستطيع ..اما انا فلا
مر اسبوع تقريبا على الحادثه وآني تذهب كل يوم الى المستشفى لرؤية دومنيـ ك وهي مدركه اهمية اتصالها بالعالم الخارجي
اصبح الان يقف على قدميه ويسير بالرغم من الالم الذي يعانيه فهو لازال يربط ساقه حيث خدش لحمه بشدة
سألها الطبيب في اليوم السابق "هل ستتمكنين من تدبير الامور؟"
لكن قبل ان تتمكن من الرد اعلن دومنيـ ك بحده "لن نضطر الى هذا ..استطيع ان اعتني بنفسي "
ردت آني متجاهله دومنيـ ك "اجل ..استطيع تدبير الامور "
الان وبعد التأكد رسميا من حملها عليها القيام بخطه ما لكن هذه الخطه ستتوقف حين يتعافى دومنيـ ك
قالت له وهو يقفز على ساق واحده نحو المدخل "استند علي ..السيارة ليست بعيده لكن اذا اردت كرسيا متحركاً..."
قال بحده "مااريده هو ان تعامليني كراشد ولس كطفل ,استطيع ان اسير آني "
وحدها ذكرى كيف كانت تشعر وهي تستعيد عافيتها تمكنت آني ن اخفاء الكلمات الحاده التي تصاعدت الى لسانها
وبدا لها متناسقا بشكل مدهش لرجل بقي في المستشفى ما يقارب الاسبوع كانت بشرته لاتزال سمراء وجسمه لايزال مفعما بالرجوله ..
فشعرت بالارتجاف
وهو يجبر نفسه كي لايستسلم للالم من كدماته تساءل دومنيـ ك متى ستقول آني له عن الطفل فهي لم تشر الى الموضوع وكان يعي بغضب
كم ان دوريهما الان اصبحا معكوسين بشكل غير ملائم ..فهو من كان يجب ان يعتني بها يرعاها يحرسها ويحميها
قالت آني ما ان اصبحا في السيارة "قال الدكتور سبيرس انه من الافضل لك ان تنام في الطابق السفلي في الوقت الحاضر "
كانت هذه سيارة دومنيـ ك لا سيارتها لان المقاعد اكثر راحه وهناك مجال ليمد ساقه فيها ولو انها كانت تفضل ان تقود سيارتها
انفجر دومنيـ ك غاضبا"مامن مجال ! بحق الله ..انا لست عاجزا ! ولااحتاج الى ن يدللني ..في الواقع .."
تحدته بحده "في الواقع ماذا؟في الواقع تفضل ان ارحل ؟لكن الطبيب سمح لك بالخروج من المستشفى لانني معك"
يريدها ان ترحل!نظر الى خارج نافدة السياره ..حين اخبروه كيف اصرت على البقاء بجانبه حتى شفائه ظن ,وامل ..
لكن منذ استعاد وعيه بدلاً من ان يقتربا من بعضيهما اكثر بدلاً من ان تتاح له فرصه ان يقول لها كم هو متأثر بحملها ويريد رمي
الماضي والبدء من جديد بدا له انها قامت جداراً بينهما لا تنوي السماح له بعبوره
منتديات ليلاس
قالت وهي تدير السياره الى الطريق الداخليه للمنزل "هاقد وصلنا ..ابقى هنا سأذهب لافتح الباب ثم اعود لأساعدك"
تركها دومنيـ ك تصل الى الباب ثم فتح باب السياره وكافح ليخرج
الوقوف فوق حصى الطريق الداخليه كان بطريقه مااقسى من الوقوف الى جانب سريره في المستشفى واكثر ايلاماً ..اما السير
..وبدا يتحرك نحو المنزل وهو يصر على اسنانه
ادركت آني ماكان يفعل بعد ان فتحت الباب واستدرات نحوه
احتجت بحده "دومنيـ ك !"
واسرعت نحوه لتصله وهو يترنح بثقل الى جانب واحد ويتنفس بصعوبه
قال بقسوة "انا بخير ..بحق الله ..توقفي عن الضجيج "
- انت لست بخير ..كان يجب ان تنتظرني
-انتظرك ؟
وشاهدت فمه يلتوي بمراره "وماذا سيفيدني هذا ؟وبماذا افادني يوماً؟"
ولمحت وميضا من الالم يلمع في عينيه ولكن ماذا ينفع عذاب نفسها وقد قال انه لم يعد يحبها
لو كانت ستفكر فقط بنفسها لاستسلمت للرغبه التي تشعر بها لكنها مدركه انه سيكون لديها حياه اخرى فشعرت لتوها بقوة خارقه
تتملكها ومهما كانت الرغبه التي تحتاجها نحوه فهي لن ترضخ له
قالت بهدوء "دكتور سبيرس اعطاني حبوباً مسكنه للألم ..ماان تصل الى فراشك سأتيك ببعضها "
وعندما اصبحا داخل المنزل قالت له وهي تنظر الى السلام "يجب ان اعود الى السياره لأحضر حقيبتك ثم سأساعدك
لتصعد الى الطابق العلوي "
رد بسرعه "لا ..استطيع الصعود لوحدي ..فلو استندت عليك فقد أؤذيك"
يؤذيها ؟هل هو قلق عليها ..الان ؟بعد كل مافعله ..ولم تعرف آني هل تضحك ام تبكي ..
بعجز راقبته وهو يكافح بألم ليصعد السلم ..حين وصل الى قمته استند الى الدرابزين متثاقلا ..اسرعت بلهفه نحوه كانت ترى
الالم يرتسم على وجهه ..فأمسكت ذارعه متجاهله غضبه وهي تساعده ليدخل الى غرفته
قال "شكرا لك ..لكنني استطيع ان اخلع ملابسي بنفسي الا اذا اردت ان تراقبيني بالطبع! "
بوجه يحترق خجلاً هربت آني وبخدين محمرين اسرعت الى الطابق الاسفل
في وقت متأخر من تلك الليله استيقظت على صوت صدر من غرفة دومنيـ ك ..خرجت من السرير آليا وارتدت عباءتها وهي تسرع
بلهفه نحو بابه
آهه الالم التي مزقت اذنيها وهي تفتح الباب جعلتها تركض اليه
كان مستلقيا في وسط السرير الاغطيه مدفوعه الى الاسفل لتكشف جسمه نصف العاري ..والكدمات تبدو بوضوح على بشرته السمراء
الرباط على ساقه
اشاحت بنظرها مسرعه عنه ومالت فوقه لتغطيه فتح عينيه فجأه وامسك ذارعها وهمس بخشونه "آني ..كنت احلم بك لتوي"
ولعقت آني شفتيها متوتره قليلا
واكمل دومنيـ ك يقول لها بنعومه "انت جميله ..جميله جداً جداً "
كانت اصابعه تداعب ذارعها وتجعلها ترتجف ..
قالت محجته "دومنيـ ك ..توقف عن هذا ..انت لست بخير ..ولايجب"
-لايجب ماذا؟لايجب ان اغازل زوجتي ؟قالوا لي في المستشفى انني قادر على فعل مايحلو لي وانا اشعر انني قادر على مغازلتك آني ..!

مجنونة قلبها 21-03-10 01:45 PM

آني التي له !انها ليست هكذا الان ..لم تعد هكذا وهمست بصوت رقيق "دومنيـ ك ..توقف عن هذا"
لكنها بطريقه ما كانت لاتزال تنحني نحوه فسمحت له ان يجذبها اليه ليعانقها يتلمسها ويقبلها
قال "اذكر اخر مره نمنا فيها معا هنا"
واضطرت الى منع نفسها من الرد "وانا كذلك "
لم تكن راغبه ان تقول له انها ستتركه عندما يتعافى وانها لا تريد ان تتشاجر معه واخذ يعانقها بطيش وبدا راسها يدور
قال "اتمنى لو انك تتذكرين"
هل تتخيل الاشياء ام ان يده بقيت اطول من اللازم على معدتها؟
اكمل بخشونه "كنت اريدك يومها كثيرا واليوم اريدك بالقدر ذاته آني "
لابد ان المخدر اثر فيه وتسارعت دقات قلب آني واصبحت انفاسها اقل عمقا استجابه للمشاعر التي كان يثيرها فيها
قالت "دومنيـ ك ..لا"
همس "آني ..بلى"
هذه احلامها ..ذكرياتها ..شوقها وكأنها ولدت من جديد ..وبدلا من دفعه عنها اكتشفت انها تتمسك به
سألها فجأه"هل لابأس عليك من هذا؟"
-اريد ان ..
كانت تنوي ان تقول "ان تتوقف"لكن صوتها فجأه توقفو اكلمت بعجز "اريدك ان تحبني دومنيـ ك ..اريدك ان تحضنني ..وان تحبني"
فجأه شهقت آني ندما
-دومنيـ ك ..ساقك ..كدماتك
قال ممازحا"اية ساق ..اية كدمات ؟"
وشعرت انها قات بعمل فادح لاعذر له وغمرت الدموع عينيها لكن حين تحركت لتبتعد عنه تمسك بها
قال "لا!اريدك هنا معي آني ..اريدك هنا ..ارجوك ابقي معي"
ارجوك ابقي!في العتمه قاومت آني مشاعرها ..واعتبرت انه يتصرف هكذا بسبب المخدر لانه يشعر بالضعف وانتظرت
الى حين غط بالنوم وتسللت من تحت ذارعه والتقطت عباءتها ..وشعرت ان فراشها بارد موحش ..وفارغ وكلما اغمضت عينيها كانت
تراه ..وتحس به ..
قطب دومنيـ ك حاجبيه وهو يراقب آني عبر نافذة مكتبته ..كانت في الحديقه حيث خرجت لتحصل على بعض النعناع للحم الغنم
الذي تحضره لوجبتهما ..انه في البيت الان منذ عدة ايام ولم تخبره عن حملها منذ الليله الاولى التي عاد فيها ونام معها كان الجو
بينهما متباعدا متوترا بالغضب لانه استغل طيبة قلبها وهو يراقبها تسير ببطء
وعلى مضض عائده الى المنزل قرر انها اذا لم تفاتحه بموضوع الطفل سيفاتحها هو
قالت آني محتجه بينما دفع دومنيـ ك طعامه دون ان ينهيه
"انت لم تأكل اللحم؟"
قال باقتضاب"لا,لست جائعا آني ..هناك شيء.."
قاطعته بلهفه "لكن لح الغنم هو المفضل لديك"
وصمتت مكفهرة الوجه وهي تدرك ماقالته ورات طريقة نظره اليها ..والغضب في عينيه
ساد صمت طويل حاد قبل ان يسأل "وهل تذكرت ؟"
اضطرت ان تعترف "اجل"
سألها بصرار"متى؟"
وكرر السؤال حين اشاحت بوجهها قبل ان ترد "كان هذا ..كان هذا قبل حادثتك ..كان يجب ان اقول لك ..كنت سأقول لك ..لكن.."
انهى لها كلامها بغضل"لكنك فضلتان تحتفظي بهذا لنفسك اتساءل لماذا؟لماذا تخليت عني ؟هل هذا سبب نوبة غضب طفوليه
لانك ادركت انك لاتحبيني حقا؟"
ردت بهدوء "لا"
تابع النظر اليها "لا؟لا؟هل هذا كل شيء ؟اريد ان اعرف كل شيء آني "
نظرته الغاضبه جعلتها تنكمش وقالت بكبرياء "كل شيء ؟حسن جدا سأقول لك "كل شيء"
الان دقت اللحظه الحاسمه اي المواجهه او الحاجز الاخير الذي عليها ان تزيله قبل ان تضع حدا للجزء الذي يشمله من
حياتها ..ضاع الارتياح الذي املت ان تشعر به ليغوص تحت ضغط مشاعرها الاخرى
كان من الخطأ الاستسلام له في الليله الاولى التي عاد فيها من المستشفى ..فقد اثارت المشاعر والافكار التي لاقدرة لها
ببساطه ان تتعامل معها
ضغط دومنيـ ك عليها عبر اسنان مشدوده "حسنا؟"
هل يريد تفسيرا لتركها له ؟حسن جدا سيحصل عليه واخذت نفسا عميقا ثم سمعت نفسها تقول بعاطفه جياشه
"ساتركك دومنيـ ك ..لااستطيع البقاء هنا اكثر من هذا ..ولست مدينه لك بأي تفسير ..ولاداعي لن ان نكون معا بعد الان"
سأل بخشونه "ماذا؟"
ومال عبر الطاوله واضعا راحتيه فوقها وعلى جانبي آني "اعتقد انه لدينا سبب وجيه ممتاز للبقاء معا ..الطفل ..طفلنا"
شهقت آني ..انه يعرف ..كيف ؟متى؟
قال لها "لقد قالوا لي في المستشفى "
قالت متصلبه تنظر بعيدا عنه "انه ليس طفلك ..انه لي "
ثم ابتسمت متوتره "اترى ..لم انسى "
واخذت نفسا عميقا "لقد تذكرت بالضبط لماذا تشاجرنا دومنيـ ك وماقلته لي ..حول ..حول انك لاتريدني ان احمل طفلك ..
وانك تريدني ان اجهضه "
ابيض وجه دومنيـ ك شحوباً"ماذا؟"
واستدار حول الطاوله الى جانبها وامسك ذراعيها وهزها هزة خفيفه عاطفيه وهو يسأل "كنت حاملا يومها ؟انت ..."
اعترفت آني "لا ..لا ..لم اكن لكنني ظننت انني كنت وخفت قلت لي انك لاتريدني ان احمل بطفل منك بسبب
خلفيتي العائليه بسبب دمي الفاسد ..ولهذا انا ..انا ..حاولت ان اقول لك لكنك لم تصغ ..انت .."
اعترض دومنيـ ك "ماذا ؟انا لم اقل مثل هذا الكلام "
قالت بإصرار "لقد قلته ..قلت انك لاتريد ان تحمل طفلا بـ .."

مجنونة قلبها 21-03-10 01:46 PM


-بأب لايستطيع ان يكون موجودا لأجله ,اب يضع عمله قبله كما فعل والداي اعرف كيف الاحساس بأن يكبر الولد وهو
يدرك انه ليس محبوبا من والديه ..هذا هو الحمل الذس كنت اشير اليه ..وليس ..
وصمت ..وبدا الشحوب على وجهه ثم هز راسه محتجا "آني ..كيف يمكن ان تظني ..ان تؤمني ؟لقد احببتك ولا اعتقد اننا كنا مؤهلين
لهذه المسؤوليه .. وربما بالغت بردة فعلي ..لكنني لو فكرت للحظه واحده انك ظننت نفسك حاملا ..وانك تريدين الطفل خوفا
من ان تبقي لوحدك ..انا لم ..."
الحقيقه صدمته وارهبته ..وادرك انه جرح كذلك ..لكنه اجبر نفسه ان يضع هذا الشعور جانبا وان يتذكر آني كما كانت
يومها ان يفهم ويتذكر كيف شعرت حول والديها المجهولين ..واخذ نفسا عميقا ..بطريقه ما عليه ان يجد وسيله ليطمئنها ليقنعها ..
ليظهر لها بالضبط كم كانت مخطئه
-لايهمني من هما والداك ..المهم انك انت ..شخص رائع مميز يحمل منطيقا شيئا من كليهما في جنياته
مد يديه يحيط بوجهها قبل ان تتحرك بعيدا ..عيناه زادتا سوادا بشدة مشاعره وهو يقول لها "انت لاتعرفينهما آني ..
لكنني اعرف انني سأكون فخورا بهما كجدين لابني كما انت اما له وبما تحملينه من صدق حنان منه شجاعه وذكاء ..واكثر
من شيء اخر ..بحبك"
صمت قليلا ثم اكمل "اتمنى لو استطيع قول الشيء ذاته عن ارثي الجيني ..كان والداي دون تفكير ,انانيان,عنيدان,مشغولان جدا
بمصالحهما ..وكنت لهما عائقا لايريدانه حقا ومصدر ازعاج ووضعاني تحت رعاية جدي وجدتي ..الذان اعتنيا بي كواجب
عليهما ..هذا هو الارث الذي لااريده لطفلي "
وهي تتفحص وجهه عرفت آني انه يبوح بالحقيقه واغرورقت عيناها بالدموع
مال دومنيـ ك الى الامام يريد تقبيلها لكنها ذعرت وانسحبت بعيدا انها تحتاج الى وقت لتستوعب ماقاله لها لتتقبله وتتقبل
انها اساءت الحكم عليه وانها تركته ..وحطمت زواجهما وحبهما دون سبب ..فهل هناك طريقه تجعلها تتقبل فظاعة مافعلت؟
تركها تبتعد بصمت وكان هذا بسبب كل ماحدث خطأ بينهما وحتى الان لايستطعان المشاركه بمشاعرهما ..فهناك حواجز بينهما
قد يكبر الحب بسرعه لكن الثقه مسأله اخرى ..فالثقه نبته بطيئة النمو وتحتاج الى رعاية ..غلطته كانت انه لم ير ولم يستجب
لحاجه آني بتلك الرعاية الحذره وردة فعلها كانت نتيجة الخوف من افكاره
لم تكن آني تدري مالذي يؤلمها اكثر ..معرفتها ان حبهما قد انهار الى الابد ام اكتشافها لعدم ثقتها بنفسها ام خوفها من المجهول
ومن ماضيها الذي قادها الى الدمار ..لكن الاسوأ من هذا هو الالم الذي ستتسب به لطفلها الذي سيكبر بدون التوافق بين والديه
انها تحب دومنيـ ك ..بالكامل وتماما ودون تراجع ودون امكانيه استعادته وتعرف هذا الان وتعرف كذلك انه لايزال يجدها مرغوبه
لكن الرغبه ليست حباً ..وقال هذا بصراحه
ذلك الصباح نزل السلم دون مساعدة..اذن حان وقت ذهابها بينما هي قادره على الذهاب بوقار وكرامه
رتبت ثيابها بهدوء ثم نزلت تفتش عنه لتجده في المطبخ
قالت له بهدوء"علي الذهاب ..وكلانا يعرف الرد على سؤالك الان ..ويجب ان يتم الطلاق بسهوله كافيه و .."
قال دومنيـ ك "الطلاق ؟اي طلاق؟انت تحملين طفلي آني ..وليس هناك طريقه تجعلني ...لانستطيع الطلاق الان"
شحب وجه آني ..في اعماقها كانت تخشى ان تكون ردة فعله هكذا لكنها اقنعت نفسها انها قويه لتقاوم اغراءه
قال بلطف اكبر"اسمعي ..امامنا بناء جسر لحياتنا ..واعرف انك تحتاجين الى وقت لان الثقه ليست شيئا ينمو بين ليلة وضحاها
ولكننا سننجح"
احست آني بأنها ترتجف في اعماقها لتأثير محاولتها التمسك بالواقع محاولة تذكير نفسها بما هي الحقيقه وواقع انه لم يعد يحبها بينما هي ..
من مكان ما تمكنت من استحضار قوة الارادة اللازمه
-ادرك انك تتكلم من احساس مضلل بالمسؤوليه و ...والواجب دومنيـ ك .. لكن ..
-لم تكن المسؤوليه هي التي جعلتني اريدك في فراشي تلك الليله ..وسامحيني اذا كنت فظاً لانني لااعتقد ان الواجب هو الذي ابقاك معي
شهقت سخاطه "هذا غير منصف ..ماحدث بيننا كان .."
شجعها ان تكمل "كان ماذا ؟ام علي ان اخبرك ماكان ؟"
ثم تابع بهمس مثير "ماحدث هو ما صممته الطبيعه لنا ليحدث ..ماحدث كان .."
وتوترت بينما انخفض صوته اكثر "انا لم اتوقف يوما عن حبك ..ولااظن انك توقفت عن حبي ..ربما نسيتي في وعيك دفعتني
الى مخرة دماغك ..لكن في اعماقك لم تستطيعي نسياني ..في اعماقنا حبنا لم ينطفئ نحن مدينان لهذا الطفل وعلينا
ان نعطي انفسنا فرصه اخرى آني "
هزت رأسها نفيا على الفور "لا"
وصمت دومنيـ ك للحظه ثم وهي تظن انه سيتقبل انكارها له ويستدير عنها امسك وجهها بين يديه وقال بلطف جعل قلبها
ينقلب راسا على عقب "اتعرفين مااظنه ؟اظن انك خائفه من ان .."
انكرت بسرعه "لست خائفه من شيء ..استطيع تدبير امري بنفسي وانا لااحتاج ..."
قاطعها بهدوء "...لي ..ربما لاتحاتجين لي ..لكن هذا .."
ولامس بطنها بلطف "ابننا او ابنتنا يحتاجان آني ..كلانا يعرف كيف يمكن ان يكبر الطفل لوحده معزولاً فهو يشعر
بأنه مختلف او غير محبوب .."
ردت بإصرار "طفلي سيكون محبوباً ..فأنا سأحبه ..ولا يمكنك اجباري على البقاء هنا دومنيـ ك "
وهو يتفحص وجهها استدارت بعيدا عنه فقد كان على حق حين اتهمها بالخوف استدرات ..فكيف يمكن ان تخاطر وتصدقه؟
قال متثاقلا وهو يتركها "لا ..لااستطيع اجبارك على البقاء .."
وماذا كانت تتوقع ؟ماذا ارادت ؟ان يتمسك بها جسديا؟
دون ان تنظر اليه استدرات حول باب المطبخ وركضت الى الردهه حيث تركت اغراضها
لقد قال لها "انا لم اتوقف عن حبك"لكن كيف يمكن ان تصدقه ؟وقد يكون لحماية الطفل ؟
كان باب مكتبه مفتوحاً ..وبتهور سارت على اطراف اصابع قدميها الى الداخل ..كانت الغرفه فارغه والستائر تتطاير في
الهواء وطارت ورقه على الارض ..فانحنت لتلتقطها ثم جمدت وهي تعيدها الى المنضده فهي صوره عمرها خمس سنوات
كانت لها ولدومنيـ ك يوم عرسهما وملأت الدموع عينيها وارتجفت اصابعها وهي تضغطها على الزجاج البارد
كانت سعيده جدا ذلك اليوم مفعمه بالفرح والحب فقد كان دومنيـ ك حبيبها المتكامل وبطل احلامها ..لكنه اكبر سناً الان بخمس سنوات
وشخص مختلف كلاهما اصبحا مختلفين ..ربما من الخارج لكن من الداخل ..مشاعرهما ..وحبهما ..
احست بب الألم يتلوى داخلها ..لكنه لو استسلمت لدومنيـ ك الان ..كيف يمكن ان تعرف اذا كان يريدها حقاً؟
بسرعه اعادت الصوره الى مكانها ثم اغلقت النافذه قبل ان تعود الى الردهه وتلتقط حقائبها
كانت مفاتيحها في يد والحقائب في اليد الاخرى حين فتحت الباب الامامي ونظرت الى سيارتها
دومنيـ ك ! ماذا بحق السماء ...؟ابتلعت بشدة ثم رفرفت عينيها كان دومنيـ ك يقف الى جانب سيارتها وحقيبه ثقيله عند قدميه
-اذا كنت لاتريدين العيش معي ..فسأضطر الى ان اعيش معك ..سأذهب حيث تذهبين لن نفترق عن بعضنا ولن تختفي مره اخرى
احتجت آني "لاتستطيع فعل هذا ..انت لاتريدني ..السبب فقط هو الطفل .."
سألها بأدب "حقا ؟هل هذا ماتعتقدين ؟"
كان سؤاله مهذبا وهادئاً مما اجفلها ترك حقيبته وتقدم نحوها وهو يقول بصوت منخفض ناعم "حسن ..انا مضطر لأبرهن
لك كم انت مخطئه ..اليس كذلك؟"
احست ان الوقت تأخر لتستدير وتهرب
-دومنيـ ك ..لا ..لايجب ان تفعل هذا ..ساقك ..
لكن رفضها ضاع على قميصه الناعم وهو يرفعها بين ذراعيه ويعود الى المنزل ويصعد السلم بها
همس بنعومه وهو يلقيها على السرير "في هذه الغرفه وفي هذا الفراش كنا معا كما يكون العشاق ..في هذا الفراش أريتك كم
احبك آني وهنا كذلك اظهرت لي حبك ..وقلت لي عنه "
احتجت بحده "كان هذا منذ خمس سنوات و .."
-لا ..انا لا اعني يومها ..لقد حملت بطفلنا في هذا الفراش ..ليلة قلت لي انني حبيب احلامك ..ليلة قلت لي كم ..
احتجت بضعف "لا ..!"
وغطت اذنيها بينما اشتعل وجهها خجلا
استغل دومنيـ ك انشغال يديها لتحيط يداه بوجهها وينظر الى عينيها وهو يقول بإصرار "اجل ..لكل منا ذكريات
تعيسه ..مخاوف وشكوك لكن ماتشعر به يتغلب على كل شيء ..اعطني نفسك الان ..ثم اخبريني
اذا كنت تجرؤين انك لاتحبيني او انك لاتشعرين بحبي لك وان لامستقبل لنا معا "
توسلت آني اليه متألمه"ارجوك لاتفعل هذا ..لا اريد ..."
-لاتريدين ماذا؟
وتأوهت من بين انفاسها وبدات مقاومتها تذوب ..احست بحرارة مشاعرها تمر عبر شرايينها
تابع دومنيـ ك "انت لاتريديني؟ام هذا..؟"
كان يعانقها ويداه تتلمسان بشرتها ..وادركت آني ان هذا هو قدرها
قالت له ساخطه "انت ساحر ..مشعوذ"
وكان صوتها ضبابيا مثل عينيها مفعما بالاحاسيس واسترخى جسمها بتكاسل من جراء حبها وشوقها
قال بحرارة "بل انا رجلك ..وانت امرأتي ..آني ..حبي وحبي الوحيد .."
احست به يرتجف ثم يكمل "احبك كثيرا ..وارجوك ارجوك احبيني في المقابل ..انت حياتي حبي ماضيي وحاضري ومستقبلي من دونك .."
ولم تستطيع مقاومة اغواء ان تتحرك اليه وان تلف ذراعيها حوله لتأسره ..واحست بموجات سعادة تحتاجها وعرفت
انه يتعمد الملاطفه بسبب الطفل ..طفلهما
حين بدات تبكي لعق دموعها يواسيها بقوله انها ببكائها تتخلص من ألمها ..فجأه عرفت ان هذا صحيح ..فهي تكاد تشعر بمد
مشاعرها ينحسر وبعودة السعادة والحب ليغمرا جسمها عشاق الاحلام رائعون على طريقتهم ..لكن هذا حقيقي ..والحقيقه كانت ..كانت ..
شجعها دومنيـ ك وقد ادرك انها تحاول قول شيء "همم ...؟"
تنهدت "احبك"
لكن بالنسبه لدومنيـ ك كانت الكلمه البسيطه اقوى بكثير من كلمات الحب التي كتبت يوماً

مجنونة قلبها 21-03-10 01:46 PM


الخاتمه
الواقع اجمل



سألت هيلينا بفضول وهي تراقب آني تكتب الدعوات بمناسبة عمادة ابنتها البالغه ستة اشهر "ولماذا حرف الألف ؟"
ردت آني بابتسامه ممازحه "انه لفقدان الذاكره كي تتذكر كيف حملت بها "
منتديات ليلاس
احتجت هيلينا "اوه ..لا ..انت بالتأكيد لن ..؟"
وصمتت لرؤيتها هزة الرأس الضاحكه التي كانت آني تعطيها لزوجها
كانت هيلينا وبوب يزورانهما لمناقشة ترتيبات حفلة العماد ..وكان بوب قد حذر هيلينا "يجب ان نتصل بهما اولاً انت تعرفين
ماحدث في اخر مره زرناهما دون ان يتوقعانا ..وكان من الواضح اننا قاطعنهما وسط ..تغازلهما "
-اجل ..لكن هذا كان منذ اربعة اشهر
-لايهمني ..ماعليك سوى رؤيتهما لتعرفي ان من من المستحيل عليهما ابعاد ايديهما عن بعضهما
وذكرته هيلينا "انهما يعوضان مافاتهما"
لكنها لم تكن قد رات زوجين محبين مثلهما وكانا متوهجين بالحب ..ولم تكن واثقه متى شاهدته اكثر فخرا ..يوم جددا قسمهما
لبعضهما قبل ولادة شارلوت بشهر ام اول مرة حمل فيها ابنته والوليده حديثا
قالت آني "حرف الألف لآسم أليس"
ونظرت الى دومنيـ ك بعناد
ابتسمت هيلينا "أليس ..اوه ..انه اسم عمادتي"
قالت آني بمحبه "اجل اعرف"
ووقفت لتتقدم وتعانق صديقتها وهي ترى احمرار وجه هيلينا ولمعان عينيها بالدموع
واحتجت حين اخبرتها آني بخطتها "انا كبيره جدا في السن لآكون عرابتها "
لكن آني ودومنيـ ك صرفا النظر عن معارضتها ..
قالت بعد ان سيطرت مجددا على عواطفها "اسم شارلوت أليس يبدو جميلا"
لكن دومنيـ ك قال "شارلوت "فقدان الذاكره"يبدو اجمل ..ونحن لم ننس بعد.."
قالت آني لصديقتها "تجاهليه"
والتقطت وسادة صغيره رمته بها
وهو يلتقطها سمعته هيلينا يهمس لآني "ستدفعين ثمن هذا ..فيما بعد"
كان الظلام يهبط حين غادرت هيلينا وبوب وهي تستدير في مقعد السياره لتأخذ حزام الامان وبوب يقود السياره الى خارج الطريق الداخليه
رات هيلينا الضوء في احدى غرف النوم في الطابق الاعلى يشتعل ..وعرفت ان هذا ضوء غرفة نوم آني ودومنيـ ك
وبخت آني زوجها وهو يرميها الى السرير "بحق السماء دومنيـ ك "
-انت ترتدين الكثير من الملابس ..اتعرفين هذا ؟
-لابد ان هيلينا وبوب شاهدا الضوء سيعرفان
سألها هامسا "سيعرفان ماذا؟انني لااستطيع الانتظار لأخلو بك ؟"
وضحك لرؤيته احمرار وجه آني واكمل ممازحا "ثم الست انت القائله قبل مغادرتهما انك ترغبين في نوم ليلة مبكره؟"
وافقت آني "ليلة مبكرة وليس ..اوه .."
شهقت لملامسته لها ثم مره اخرى قبل ان تحتج بشوق "دومنيـ ك .."
شجعها "هممم .."
قالت بصوت متهدج "فقدان الذاكره ..مسكينه هيلينا ما كان يجب ان تمازحها ..ماكان يجب .."
وتلاشى صوتها الى تنهيده خافته لانثى سعيده مع تزايد جراة لمساته الحميمه
في المهد في غرفةالاطفال ابتسمت الفتاه الصغيره الذي سيكون اسمها السري دائما "فقدان الذاكره"للصور المتأرجحه الراقصه
فوق رأسها
تنهدت آني بإثاره "لاعجب انني لم استطع ان انساك"
قال دومنيـ ك "عاشق احلامك"
اكدت له بمحبه "الواقع هو افضل بكثير من احلامي ..الواقع ..هو انت دومنيـ ك ..انت وشارلوت أليس وحياتنا معا ..مستقبلنا معا
..الواقع هو ..اوه ..دومنيـ ك "




تمــــــــــــــت

شمووووخ 21-03-10 07:01 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

goo_goo 22-03-10 08:01 PM

http://i40.servimg.com/u/f40/12/30/52/13/5776a411.gif

الحالمة دائما 23-03-10 05:22 PM

جميلة جدا وجديدة وكلها غموض


قماري طيبة 25-03-10 07:59 PM

رواية جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة سلمت اناملك عليها...
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

moura_baby 03-04-10 06:11 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

rana_rana 07-04-10 02:36 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 24-04-10 02:43 PM

يعطيك العافية

http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you93.gif

ربي اسالك الجنة 02-11-10 07:47 AM

السلام عليكم حبيبتي اشكرك من اعماق قلبي على هذه القصة الرائعة واتمنى لكي التوفيق0

nadafha 02-11-10 06:48 PM

:besm8dg4::55::55::55::rdd12tf:[CODE][/CODE]

شاهد 29-11-10 10:28 PM

حلوووووووووووووووووووووووووووووووة كتير يسلمو ايديك

انكوى قلبي 02-12-10 10:48 PM

روايه رائعة جدا
تسلمي اختي
موفقه

شووقهـ 03-12-10 06:08 PM

يعطيك العافية يالغلاااا رووووووووعة

مودتي لكِ

ام سلمي 17-12-10 06:45 PM

السلام عليكم ورحمة الله
مشكورة حبيبتي على هذه الرواية الرائعة

زهرة منسية 18-12-10 02:21 PM

تسلم ايديكى القصه حلوه قوى شكرا

طيف السما 28-02-11 12:08 AM

تسلم ايديك على الروايه جميله جدا:8_4_134:

dondona 03-03-11 03:59 PM

:congrats::congrats:
عن جد رواية رائعة:0041:

alkozama 03-03-11 08:22 PM

عن جد يعطيكي العافية القصة كتير مؤثرة

hoob 06-03-11 10:56 PM

جميله جدا روعه

عصافير الجنة 12-12-11 02:20 PM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1:[VIMEO][/VIMEO]

ندى ندى 05-01-12 02:02 AM

جميله جدا ورائعه

ملك فارس 13-05-12 12:37 AM

حلوه جدا وكان عجبنى الحب بينهم جدا جدا وصبره عليها مع انها مجنونه تسلم ايديكى
يا عثل ويا ثكر

الجبل الاخضر 29-10-13 12:17 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان (كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

غنجة بيا 29-12-13 12:32 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان (كاملة )
 
يعطيكي الف عافية ومشكورة:55:

اميمه ابراهيم 04-11-14 03:15 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
تسلم يديك وربي يعطيك العافيه :8_4_134:

جوهرة الدانة 05-11-14 06:24 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
تسلم ايدك الرواية جميلة أوي

تـخ ــتـو ـخه 10-11-14 10:13 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
رواية وأيد حلوه تسلم اناملج

سناء م س 06-12-14 12:15 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
:8_4_134:الرواية رائعة كل الشكر للمجهود المبذول:liilas:

انا مغربية 06-09-15 12:32 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
يسلموا رواية كثير حلوة

نجلاء عبد الوهاب 13-03-16 11:44 PM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
:uJl04657::uJl04657::uJl04657::f63::f63::f63::f63::Supercool ::Supercool::Supercool::13125::13125::13125::ostrich_liam::o strich_liam::ostrich_liam:

paattee 24-04-16 06:09 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
تسلم الايادي ياعسل

الحالمة دائما 05-09-20 02:50 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
روووووووووعة سلمتتتتتت يداك

نجلاء عبد الوهاب 10-03-23 12:00 AM

رد: 273 - طيف بلا اسم ـ بيني جوردان ( كاملة )
 
:LgN05096::LgN05096::LgN05096::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::iU804754::iU804754::iU804754:


الساعة الآن 11:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية