لم تعلم ايلين لماذا يهتم بمسألة انجاب ابنتها كورتنى لكنها على اية حال قررت ان تحكى له كل الحقيقة . لكن لماذا ؟ هل شعرت بالارتياح نحوه حينما اخذها بين ذراعيه . قال راد لنفسه : انتبه ! لم يعد هناك اى شئ خطير . كان راد لا يعلم ما الذى دفعه الى سؤالها عن ابنتها كورتنى . كيف انجبتها بعد شروعها فى اتمام اجراءات الطلاق من هذا المخبول . لكنه الآن لا يريد ان يعرف ما حدث . قال : اسمعى ... كلا . استمع انت الى . لقد تم الطلاق بيننا لكنه لم يرد ان يتركنا ننعم بحياتنا فى هدوء . كان يسعى دائما الى ان يشعرنا بالخوف والرعب . كان يركب دراجة بخارية ويحوم بها حول المنزل ويهددنا . كان يلقى بالاحجار على النوافذ واستل سلاحا واطلق الرصاص فى الهواء . استدعت عمتك اوجستا الشرطة اكثر من مرة . تم اعتقاله لكنه عاد بعدها بفترة وجيزة . عندما كنت عائدة ذات يوم من موقف الاتوبيس انقض على وانتزع كارى بت من بين ذراعى وتركها فجأة وسط الطريق ولقتادنى الى بعيد . ترقرقت الدموع فى عينيها . قال راد : ايلين . لست مضطرة الى ان تحكى لى كل هذا . هناك اشياء يفضل نسيانها . اعلم . ولن اتكلم عن هذا بعد ذلك ابدا . لكننى اردت ان تعرف اننى لم اكن راضية . الخسيس ! لقد اغتصبك بقوة واصبحت حاملا فى كورتنى . فكرت فى البداية ان ... ان اجهض نفسى . ثم مات شارلى فى حادث دراجة بخارية . رفعت رأسها وابتسمت بحزن . احسست بعدها بسكينة شديدة . لقد رحل اخيرا والى الابد . عرفت اننى لست ملاكا ولا شيطانا . وقررت الاحتفاظ بالمولود . فهمت ان المولود لا ذنب له سواء كان شارلى وحشا او غيرذلك . قررت الفصل بين الاغتصاب والمولود وتمكنت من ذلك بالفعل . لقد احببت كورتنى ولم يسبب لى هذا اى مشكلة على الاطلاق . كنت قد اصبحت مطلقة لدى ميلادها ومن ثم فقد حملت لقب برادى وبعدها غيرت لقب كارى بت . ومن هنا اصبح آل برادى شديدى الشبه . هذا ما يقوله الجميع . وعندما حاولت تقبيلك منذ اسبوعين ؟ كانت هذه المرة الاولى التى يحاول فيها رجل ان يأخذنى بين ذراعيه .. منذ يوم الاغتصاب . كنت خائفة جدا يا راد . والآن اكثر على اية حال . وضع يديه على كتفى ايلين وابعدها عنه . لا بد من التوقف هنا يا ايلين . اذا دفعنا انفسنا الى ما بعد ذلك فقد يحدث ما لا تحمد عقباه وهذا ينبغى الا يحدث على الاطلاق . لست نمط الرجل الذى يلزمك . الامان والوفاء والزواج والاطفال . كل هذا من ضمن خططى . رجل ظريف مثل تروى تيمون سيفيدك اكثر . انا وتروى مجرد صديقين ولا شئ اكثر من ذلك . ليس هناك داع لأن تتصور شيئا آخر . انك تقولين هذا لاننى شتت افكارك الآن . لا ينبغى ان تفكرى فى يا ايلين فإننى لا احبك ! انك تمثل الكوميديا بشكل جيد إذن ! اسمعينى ايتها الفتاة الصغيرة . لقد فعلت كل ما فى وسعى لأحميك منى . ان سمعتى مشينة وانا استحقها . ستعانين يا ايلين على الاقل من الناحية الروحية . لست الرجل الذى تظنينه ولن اكون ابدا . ارجعى الى منزلك واذهبى لتناول الشوكولاتة ساخنة وتناولى البسكويت بصحبة اخواتك الصغار وكفى عن التفكير فى . هذا ماحاولت فعله طوال هذه السنة بلا جدوى . حاولى مرة اخرى ولا تنظرى الى بهذه الطريقة . خفضت عينيها . سأعود . شكرا على رعايتك للطفلتين اليوم . شكرا لانك استمعت الى . شكرا على تفاهمك . قال راد فى قرارة نفسه : ايها الملاك المسكين . انها تستحق اكثر من هذا الـ شارلى راى تيلر الاحمق . وافضل من وغد مثلى . طابت ليلتك يا راد . الوداع يا ايلين . نظر اليها وهى تبتعد ببطء . لما وصلت الى عتبة باب المنزل استدارت وابتسمت له . |
:toot: الفصل الرابع فى اليوم التالى لعيد الشكر حملت طائرة هليوكوبتر القديس نيكولاس الى المركز التجارى لآل رامزى . تم انزاله فى الطابق الاسفل على اريكة حمراء وذهبية وسط ديكور سماوى يجتازه قطار قصير للاطفال . بعد احد عشر يوما البست ايلين طفلتيها فساتينهما من القطيفة الحمراء واصطحبتهما فى زيارة الى القديس نيكولاس . كان هناك طابور كبير من الاطفال يقف امام العرش . بعد خمس دقائق من الانتظار اصبحت كورتنى شعثة الشعر ومن ثم اخرجتها اختها من الطابور . قالت ايلين لجارتها : اعتقد ان يوم الثلاثاء فى الساعة الرابعة لن يكون هناك اناس كثيرون . اضافت المرأة التى تجد صعوبة فى الاحتفاظ بأطفالها بين يديها : هذا ايضا ما قلته لنفسى . قالت كورتنى وهى تشد ايلين من ساقها : هيا نذهب الى القطار . كررت ايلين للمرة العاشرة : سنذهب الى القطار فور ان نتحدث مع القديس نيكولاس . سيلتقطون لك صورة ويمنحونك السكر . صاحت كورتنى : لنذهب الى القطار الآن ! هذا ما كان يردده الولد الصغير والبنت الصغيرة اللذين يقفان امام ايلين . كانت امهما تشجعهما بابتسامة . قال كورتنى فجأة وهى تجرى : فى القطار مع ابى . اسرعت ايلين فى اعقابها لكن خوفا من ان تترك كارى بت بمفردها عادت اليها . قالت المرأة : اذهبى اليها . سأعتنى بها وسأحجز لك مكانك . ترددت ايلين نصف دقيقة . قالت كارى بت : انظرى يا امى . عثرت كورتنى على والدها العزيز . دهشت ايلين لما رأت راد رامزى نفسه يتقدم نحوها من بين المتجمعين ممسكا كورتنى بين ذراعيه . قالت الجارة بصوت دهش : هذا هو والدها ؟ اجابتها كارى بت بعدما لم تستطع ايلين تصحيح الخطأ الذى وقعت فيه الجارة : اننا نناديه هكذا . كان الوقت متأخرا على اية حال . ان راد موجود هنا وهو انيق جدا كعادته . انهما لم يلتقيا منذ مساء ليلة عيد الشكر حينما طاردت الذكريات ايلين وحكت له عن قصة زواجها من شارلى راى تيلر وكيف انها لم تشعر بأحاسيس المرأة المتزوجة لدى زواجها . لقد كان لديه الحق فى ان يبتعد عنها . هكذا اقرت ايلين فى قرارة نفسها . عليها الآن ان تستدرك خطأها وتتخلى عن التظاهر بعدم الاكتراث حتى يصبح حقيقة . قال راد : وجدت هذه الفتاة الصغيرة توشك ان تحتفل بالعيد بمفردها . احست ايلين بأن ثباتها مزعزع . اصرت كورتنى : فى القطار مع ابى ! همست المرأة التى تقف امام ايلين : راد ... همس وهو يحدق بعينيه اليها ثم الى الطفلتين اللتين تصطحبهما . بيريل ... |
كان الجو العام ثقيلا دون ان تعرف ايلين السبب . فسرت بيريل : استقر حمواى فى هوستون . لقد اتينا من لبوك لزيارتهما . ثم اضافت وهى تبتسم ابتسامة بسيطة : دهشت حماتى جدا لاننى اعلم مالكى هذا المركز التجارى . انها ستجن لذلك . قال راد دون ان يقطب حاجبيه : آه . حسنا . تدخلت ايلين لتكسر حاجز الصمت . عرضت بيريل ان تعتنى بـ كارى بت حتى يمكننى الذهاب لأبحث عن كورتنى . لكن لم يكن هناك اى جدوى من حديثها الذى لم يشاركها فيه احد من الموجودين . واصلت حديثها بشجاعة دون ان يكون النجاح حليفها : دهش كلانا من وجود كل هؤلاء فى مثل هذه الساعة . اصبح الجو العام ثقيلا جدا عندما طبعت كورتنى قبلة رقيقة على خد راد . سألته : غلى القطار الآن ؟ انفجرت ايلين وبيريل فى الضحك . قالت بيريل : من الواضح انها عزيزة على والدها . ما اسم الاثنتين ؟ قال راد بكل ثقة : كارى بت وكورتنى آن . اكدت بيريل : انهما رائعتان . ثم اضافت وهى تبتسم الى ايلين : انهما يشبهانك كثيرا . لكن بهما شئ من راد . لما احمرت من الخجل انتظرت ايلين انكار راد لكن لم يحدث . سأل راد بيريل : هل هما طفلاك ؟ نعم . فيكى اربع سنوات وبوبى سنتان . اما الاكبر وهو بارى فيبلغ من العمر سبع سنوات . لقد اصطحبه جداه وابوه الى السينما . تفحص راد الطفلين دون ان يقول شيئا واحست ايلين باضطرارها الى مجاملتها . قالت مؤكدة : فيكى وبوبى مدهشان . شكرتها بيريل بحرارة ثم قالت : نسى راد ان يقدمنا الى بعضنا البعض . انا بيريل جيفرى . هزت ايلين رأسها . لم يكن هذا الاسم له اى تأثير عليها . هل هى عدو خاص لـ راد او لعائلة رامزى ؟ تدخل راد بجفاء : انها تدعى ايلين . |
يعطيك العاافية
|
تذمرت كورتنى وهى تشير بإصبعها الى عربات القطار التى تسير ملتوية بين جموع الحاضرين . القطار .... قال راد : نعم يا عزيزتى . ستركبين القطار فورا . هيا يا ايلين . اعترضت ايلين : لقد وعدتهما بمقابلة القديس نيكولاس . آه . حسنا . سيرونه لكن فيما بعد . هيا . تعالى ! سألت ايلين الطفلتين : هل انتما موافقتان ؟ صفقت الاثنتان بصخب . اصطحبهما راد دون ان ينظرالى بيريل ودون ان يقول لها اى كلمة وداع . قالت ايلين محاولة اخفاء فظاظة راد : اننى سعيدة جدا بمعرفتك . اتمنى لك اقامة طيبة فى هوستون . من فرط دهشتها الكبرى صافحتها بيريل بإحساس واضح ثم قالت : اننى سعيدة ان راد قابلك . ان رؤيتكما معا ومعكما الطفلتان انتزع عبئا ثقيلا من على قلبى . لم تجرؤ ايلين على طرح اى سؤال . القت عليها تحية الوداع بسرعة وهرولت فى اعقاب راد والطفلتين بعدما اختفى ثلاثتهم بين الحاضرين . لحقتهم عند موقف القطار . تفادى راد – بلا اى حياء – طابور الانتظار . قال لبائع التذاكر : هاتان الانستان تريدان القيام بجولة . قال الرجل بكل احترام : بالتأكيد يا سيد رامزى . تعال من هنا . لم يسمح لبقية الاطفال بركوب القطار الا بعد ان اجلس كارى بت وكورتنى . لحق راد بـ ايلين وراء الحاجز الابيض الصغير حيث يقف الوالدان لمراقبة طفلتيهما لدى مرور القطار فى كل مرة . حملها موقفه الجاف على ألا تسأله عن بيريل جيفرى . سألها فجأة ونبرة الاتهام بادية فى حديثه : هل كنت تعرفين اننى آت ؟ بالتأكيد لا ! وكيف لى ان اعرف ؟ يحدث لنا احيانا ان نقوم بزيارات مفاجئة الى محلات المركز التجارى لكن بحجة ان نرى شخصا معينا . وهل تعتقد ان لدى من الحدس ان اصطحب الطفلتين الى هنا بحجة رؤية القديس نيكولاس على امل ان اراك ؟ لم تتمكن ايلين من منع نفسها من الضحك واحمر وجه راد . قال متذمرا : يبدو هذا الافتراض مثيرا للسخرية لكنه غير محتمل ! لقد خدعت قبل ذلك من قبل نساء فاتنات . ربما ليس لديهن طفلتان فى عمر الزهور والا اذا كنت قد ظننت اننى استخدم طفلتى كذريعة . قال راد فى قرارة نفسه : اى حماقة ارتكبتها . لم يعتد راد ان يسخر منه احد كما انه لم يكن يتوقع هذا من جانب ايلين الرقيقة والبريئة . قالت ايلين : فضلا عن ان كورتنى هى من رأتك فى البداية وليس انا ! حبس راد ضحكته وحاول الا ينظر اليها . كانت جميلة جدا فى هذا الانسامبل الاخضر . رد على تحية الصغيرتين عندما مر امامهما ثم قال بفظاظة : وضح كل شئ لكننى على اية حال لا انوى التحدث عن بيريل جيفرى معك . |
الساعة الآن 02:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية