منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات ألحان (https://www.liilas.com/vb3/f480/)
-   -   141-امرأة فى دوامة (روايات الحان المكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t137001.html)

AZAHEER 02-04-10 12:42 AM

لم تعلم ايلين لماذا يهتم بمسألة انجاب ابنتها كورتنى لكنها على اية حال قررت ان تحكى له كل الحقيقة . لكن لماذا ؟ هل شعرت بالارتياح نحوه حينما اخذها بين ذراعيه .
قال راد لنفسه : انتبه ! لم يعد هناك اى شئ خطير .
كان راد لا يعلم ما الذى دفعه الى سؤالها عن ابنتها كورتنى . كيف انجبتها بعد شروعها فى اتمام اجراءات الطلاق من هذا المخبول .
لكنه الآن لا يريد ان يعرف ما حدث .
قال :
اسمعى ...
كلا . استمع انت الى . لقد تم الطلاق بيننا لكنه لم يرد ان يتركنا ننعم بحياتنا فى هدوء . كان يسعى دائما الى ان يشعرنا بالخوف والرعب . كان يركب دراجة بخارية ويحوم بها حول المنزل ويهددنا .
كان يلقى بالاحجار على النوافذ واستل سلاحا واطلق الرصاص فى الهواء . استدعت عمتك اوجستا الشرطة اكثر من مرة . تم اعتقاله لكنه عاد بعدها بفترة وجيزة .
عندما كنت عائدة ذات يوم من موقف الاتوبيس انقض على وانتزع كارى بت من بين ذراعى وتركها فجأة وسط الطريق ولقتادنى الى بعيد .
ترقرقت الدموع فى عينيها .
قال راد :
ايلين . لست مضطرة الى ان تحكى لى كل هذا . هناك اشياء يفضل نسيانها .
اعلم . ولن اتكلم عن هذا بعد ذلك ابدا . لكننى اردت ان تعرف اننى لم اكن راضية .
الخسيس ! لقد اغتصبك بقوة واصبحت حاملا فى كورتنى .
فكرت فى البداية ان ... ان اجهض نفسى . ثم مات شارلى فى حادث دراجة بخارية .
رفعت رأسها وابتسمت بحزن .
احسست بعدها بسكينة شديدة . لقد رحل اخيرا والى الابد . عرفت اننى لست ملاكا ولا شيطانا .
وقررت الاحتفاظ بالمولود .
فهمت ان المولود لا ذنب له سواء كان شارلى وحشا او غيرذلك . قررت الفصل بين الاغتصاب والمولود وتمكنت من ذلك بالفعل . لقد احببت كورتنى ولم يسبب لى هذا اى مشكلة على الاطلاق . كنت قد اصبحت مطلقة لدى ميلادها ومن ثم فقد حملت لقب برادى وبعدها غيرت لقب كارى بت .
ومن هنا اصبح آل برادى شديدى الشبه .
هذا ما يقوله الجميع .
وعندما حاولت تقبيلك منذ اسبوعين ؟
كانت هذه المرة الاولى التى يحاول فيها رجل ان يأخذنى بين ذراعيه .. منذ يوم الاغتصاب . كنت خائفة جدا يا راد .
والآن اكثر على اية حال .
وضع يديه على كتفى ايلين وابعدها عنه .
لا بد من التوقف هنا يا ايلين . اذا دفعنا انفسنا الى ما بعد ذلك فقد يحدث ما لا تحمد عقباه وهذا ينبغى الا يحدث على الاطلاق . لست نمط الرجل الذى يلزمك . الامان والوفاء والزواج والاطفال . كل هذا من ضمن خططى . رجل ظريف مثل تروى تيمون سيفيدك اكثر .
انا وتروى مجرد صديقين ولا شئ اكثر من ذلك . ليس هناك داع لأن تتصور شيئا آخر .
انك تقولين هذا لاننى شتت افكارك الآن . لا ينبغى ان تفكرى فى يا ايلين فإننى لا احبك !
انك تمثل الكوميديا بشكل جيد إذن !
اسمعينى ايتها الفتاة الصغيرة . لقد فعلت كل ما فى وسعى لأحميك منى . ان سمعتى مشينة وانا استحقها . ستعانين يا ايلين على الاقل من الناحية الروحية . لست الرجل الذى تظنينه ولن اكون ابدا . ارجعى الى منزلك واذهبى لتناول الشوكولاتة ساخنة وتناولى البسكويت بصحبة اخواتك الصغار وكفى عن التفكير فى .
هذا ماحاولت فعله طوال هذه السنة بلا جدوى .
حاولى مرة اخرى ولا تنظرى الى بهذه الطريقة .
خفضت عينيها .
سأعود . شكرا على رعايتك للطفلتين اليوم . شكرا لانك استمعت الى . شكرا على تفاهمك .
قال راد فى قرارة نفسه : ايها الملاك المسكين . انها تستحق اكثر من هذا الـ شارلى راى تيلر الاحمق . وافضل من وغد مثلى .
طابت ليلتك يا راد .
الوداع يا ايلين .
نظر اليها وهى تبتعد ببطء . لما وصلت الى عتبة باب المنزل استدارت وابتسمت له .

AZAHEER 02-04-10 09:58 PM



:toot:


الفصل الرابع


فى اليوم التالى لعيد الشكر حملت طائرة هليوكوبتر القديس نيكولاس الى المركز التجارى لآل رامزى . تم انزاله فى الطابق الاسفل على اريكة حمراء وذهبية وسط ديكور سماوى يجتازه قطار قصير للاطفال .
بعد احد عشر يوما البست ايلين طفلتيها فساتينهما من القطيفة الحمراء واصطحبتهما فى زيارة الى القديس نيكولاس . كان هناك طابور كبير من الاطفال يقف امام العرش . بعد خمس دقائق من الانتظار اصبحت كورتنى شعثة الشعر ومن ثم اخرجتها اختها من الطابور .
قالت ايلين لجارتها :
اعتقد ان يوم الثلاثاء فى الساعة الرابعة لن يكون هناك اناس كثيرون .
اضافت المرأة التى تجد صعوبة فى الاحتفاظ بأطفالها بين يديها :
هذا ايضا ما قلته لنفسى .
قالت كورتنى وهى تشد ايلين من ساقها :
هيا نذهب الى القطار .
كررت ايلين للمرة العاشرة :
سنذهب الى القطار فور ان نتحدث مع القديس نيكولاس . سيلتقطون لك صورة ويمنحونك السكر .
صاحت كورتنى :
لنذهب الى القطار الآن !
هذا ما كان يردده الولد الصغير والبنت الصغيرة اللذين يقفان امام ايلين . كانت امهما تشجعهما بابتسامة .
قال كورتنى فجأة وهى تجرى :
فى القطار مع ابى .
اسرعت ايلين فى اعقابها لكن خوفا من ان تترك كارى بت بمفردها عادت اليها .
قالت المرأة :
اذهبى اليها . سأعتنى بها وسأحجز لك مكانك .
ترددت ايلين نصف دقيقة .
قالت كارى بت :
انظرى يا امى . عثرت كورتنى على والدها العزيز .
دهشت ايلين لما رأت راد رامزى نفسه يتقدم نحوها من بين المتجمعين ممسكا كورتنى بين ذراعيه .
قالت الجارة بصوت دهش :
هذا هو والدها ؟
اجابتها كارى بت بعدما لم تستطع ايلين تصحيح الخطأ الذى وقعت فيه الجارة :
اننا نناديه هكذا .
كان الوقت متأخرا على اية حال . ان راد موجود هنا وهو انيق جدا كعادته .
انهما لم يلتقيا منذ مساء ليلة عيد الشكر حينما طاردت الذكريات ايلين وحكت له عن قصة زواجها من شارلى راى تيلر وكيف انها لم تشعر بأحاسيس المرأة المتزوجة لدى زواجها . لقد كان لديه الحق فى ان يبتعد عنها . هكذا اقرت ايلين فى قرارة نفسها . عليها الآن ان تستدرك خطأها وتتخلى عن التظاهر بعدم الاكتراث حتى يصبح حقيقة .
قال راد :
وجدت هذه الفتاة الصغيرة توشك ان تحتفل بالعيد بمفردها .
احست ايلين بأن ثباتها مزعزع .
اصرت كورتنى :
فى القطار مع ابى !
همست المرأة التى تقف امام ايلين :
راد ...
همس وهو يحدق بعينيه اليها ثم الى الطفلتين اللتين تصطحبهما .
بيريل ...

AZAHEER 02-04-10 09:59 PM


كان الجو العام ثقيلا دون ان تعرف ايلين السبب .
فسرت بيريل :
استقر حمواى فى هوستون . لقد اتينا من لبوك لزيارتهما .
ثم اضافت وهى تبتسم ابتسامة بسيطة :
دهشت حماتى جدا لاننى اعلم مالكى هذا المركز التجارى . انها ستجن لذلك .
قال راد دون ان يقطب حاجبيه :
آه . حسنا .
تدخلت ايلين لتكسر حاجز الصمت .
عرضت بيريل ان تعتنى بـ كارى بت حتى يمكننى الذهاب لأبحث عن كورتنى .
لكن لم يكن هناك اى جدوى من حديثها الذى لم يشاركها فيه احد من الموجودين .
واصلت حديثها بشجاعة دون ان يكون النجاح حليفها :
دهش كلانا من وجود كل هؤلاء فى مثل هذه الساعة .
اصبح الجو العام ثقيلا جدا عندما طبعت كورتنى قبلة رقيقة على خد راد .
سألته :
غلى القطار الآن ؟
انفجرت ايلين وبيريل فى الضحك .
قالت بيريل :
من الواضح انها عزيزة على والدها . ما اسم الاثنتين ؟
قال راد بكل ثقة :
كارى بت وكورتنى آن .
اكدت بيريل :
انهما رائعتان .
ثم اضافت وهى تبتسم الى ايلين :
انهما يشبهانك كثيرا . لكن بهما شئ من راد .
لما احمرت من الخجل انتظرت ايلين انكار راد لكن لم يحدث .
سأل راد بيريل :
هل هما طفلاك ؟
نعم . فيكى اربع سنوات وبوبى سنتان . اما الاكبر وهو بارى فيبلغ من العمر سبع سنوات . لقد اصطحبه جداه وابوه الى السينما .
تفحص راد الطفلين دون ان يقول شيئا واحست ايلين باضطرارها الى مجاملتها .
قالت مؤكدة :
فيكى وبوبى مدهشان .
شكرتها بيريل بحرارة ثم قالت :
نسى راد ان يقدمنا الى بعضنا البعض . انا بيريل جيفرى .
هزت ايلين رأسها . لم يكن هذا الاسم له اى تأثير عليها .
هل هى عدو خاص لـ راد او لعائلة رامزى ؟
تدخل راد بجفاء :
انها تدعى ايلين .

شمس المملكة 03-04-10 02:18 PM

يعطيك العاافية

AZAHEER 09-04-10 04:45 AM

تذمرت كورتنى وهى تشير بإصبعها الى عربات القطار التى تسير ملتوية بين جموع الحاضرين .
القطار ....
قال راد :
نعم يا عزيزتى . ستركبين القطار فورا . هيا يا ايلين .
اعترضت ايلين :
لقد وعدتهما بمقابلة القديس نيكولاس .
آه . حسنا . سيرونه لكن فيما بعد . هيا . تعالى !
سألت ايلين الطفلتين :
هل انتما موافقتان ؟
صفقت الاثنتان بصخب .
اصطحبهما راد دون ان ينظرالى بيريل ودون ان يقول لها اى كلمة وداع .
قالت ايلين محاولة اخفاء فظاظة راد :
اننى سعيدة جدا بمعرفتك . اتمنى لك اقامة طيبة فى هوستون .
من فرط دهشتها الكبرى صافحتها بيريل بإحساس واضح ثم قالت :
اننى سعيدة ان راد قابلك . ان رؤيتكما معا ومعكما الطفلتان انتزع عبئا ثقيلا من على قلبى .
لم تجرؤ ايلين على طرح اى سؤال . القت عليها تحية الوداع بسرعة وهرولت فى اعقاب راد والطفلتين بعدما اختفى ثلاثتهم بين الحاضرين . لحقتهم عند موقف القطار . تفادى راد – بلا اى حياء – طابور الانتظار .
قال لبائع التذاكر :
هاتان الانستان تريدان القيام بجولة .
قال الرجل بكل احترام :
بالتأكيد يا سيد رامزى . تعال من هنا .
لم يسمح لبقية الاطفال بركوب القطار الا بعد ان اجلس كارى بت وكورتنى .
لحق راد بـ ايلين وراء الحاجز الابيض الصغير حيث يقف الوالدان لمراقبة طفلتيهما لدى مرور القطار فى كل مرة . حملها موقفه الجاف على ألا تسأله عن بيريل جيفرى .
سألها فجأة ونبرة الاتهام بادية فى حديثه :
هل كنت تعرفين اننى آت ؟
بالتأكيد لا ! وكيف لى ان اعرف ؟
يحدث لنا احيانا ان نقوم بزيارات مفاجئة الى محلات المركز التجارى لكن بحجة ان نرى شخصا معينا .
وهل تعتقد ان لدى من الحدس ان اصطحب الطفلتين الى هنا بحجة رؤية القديس نيكولاس على امل ان اراك ؟
لم تتمكن ايلين من منع نفسها من الضحك واحمر وجه راد .
قال متذمرا :
يبدو هذا الافتراض مثيرا للسخرية لكنه غير محتمل ! لقد خدعت قبل ذلك من قبل نساء فاتنات .
ربما ليس لديهن طفلتان فى عمر الزهور والا اذا كنت قد ظننت اننى استخدم طفلتى كذريعة .
قال راد فى قرارة نفسه : اى حماقة ارتكبتها .
لم يعتد راد ان يسخر منه احد كما انه لم يكن يتوقع هذا من جانب ايلين الرقيقة والبريئة .
قالت ايلين :
فضلا عن ان كورتنى هى من رأتك فى البداية وليس انا !
حبس راد ضحكته وحاول الا ينظر اليها . كانت جميلة جدا فى هذا الانسامبل الاخضر .
رد على تحية الصغيرتين عندما مر امامهما ثم قال بفظاظة :
وضح كل شئ لكننى على اية حال لا انوى التحدث عن بيريل جيفرى معك .


الساعة الآن 02:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية