منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t136422.html)

dede77 17-02-10 04:07 PM

71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
هل تجرؤين ؟ لجيسكا ستيل 0
-اذن انت الانسة ديكنسون 000 المصدر الوحيد لمشاكلى فى الوقت الحاضر ؟
لم تفهم لورا السكرتيرة البسيطة كيف تشغل بال روب ماكفرسون رئيس مجلس الادارة العظيم الى هذه الدرجة ، ولكنها ادركت ان مستقبلها محكوم بالدمار من هذا الرجل ، ومع هذا قبلت التحدى :
-حياتى الخاصة ملكى سيد ماكفرسون 000 ولن اقبل ان يفرض على احد شيئا !
000 وهكذا بدات الحرب ، واستعمل فيها الطرفان كافة انواع الاسلحة ، واثبت روب ماكفرسون ان لاشئ يقف فى طريقه عندما يريد امرا 000
منتديات ليلاس

dede77 17-02-10 04:53 PM

ارجو من اى شخص ينقل الرواية يقول انها منقولة من منتدى ليلاس لاننى لااسامح اى نقل بدون ذكر ذلك 0
فصول الرواية هى 0
1-العدو الخفي 0
2-سباق مع الخوف 0
3-انتّ لا شئ !
4-وذاب جبل الجليد 0
5-جميلة ولكن 000
6-في وجه الريح 0
7-رجل آخر للوارا 0
8-لغة الجسد 0
9-هديتها الوحيدة 0

الحالمة دائما 17-02-10 05:09 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
منتظرينك على احر من الجمر يا قمر

eanas 17-02-10 07:25 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sassou 18-02-10 04:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا صراحة كل ما أجد رواية أنت من كتبتها أقرئها مباشرة دون تفكير حتى أصبحت عادة عندي في البحث عن رواياتك لأنني عندي الثقة الكاملة في ذوقك
في انتظارك حبيبتي

dede77 18-02-10 10:47 PM

الحالمة دائما



بارك الله فيك , يعطيك الف عافية

dede77 18-02-10 10:48 PM

ميرسى حبيبتى على مرورك الجميل


انوسة

dede77 18-02-10 10:51 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ساسو


الف شكر حبيبتى على كلامك الرقيق مثلك والجميل دة



ويارب الرواية دى كمان تعجبك



فى انتظار رايك الجميل فيها

dede77 18-02-10 10:52 PM

1-العدو الخفي 0
ما ان دخلت لوارا عبر باب المبنى الحديث الذى يحوى مكاتب شركة دارموند حتى رفعت ذقنها عاليا وبشكل اكثر قليلا من المعتاد ، وقطعت المدخل المفروش بالسجاد السميك ، لتتوجه فورا الى مكتب الاستعلامات 0
قالت للشابة الانيقة المظهر ، الموظفة هناك : انا لوارا ويلكنسون .. لدى موعد مع السيدة شارب 0
ردت الفتاة بلطف : فى الثانية عشرة والنصف .. اليس كذلك ؟ انتِ مبكرة بضع دقائق .. لكن اذا احببت ان تستقلى المصعد الى الاعلى طابق فى المبنى ، فستجدين السيدة شارب ، ثالث باب الى اليسار 0
شكرتها لوارا وتحركت باتجاه المصعد .. بدات معدتها تتقلص حين انطلق المصعد ، لكنها كانت تعرف ان السبب لم يكن منه ، فهى بالكاد تحس انه يتحرك .. خرجت من المصعد فى الطابق الاعلى ، وحين لم تشاهد احدا حولها اخذت بضعة انفاس تهدئ بها روعها قبل ان تتجه الى الباب الذى وصفته لها موظفة الاستقبال .. دقها الثابت على الباب اجيب عليه على فورا : ادخل 0
منتديات ليلاس
دخلت لوارا ، ولم تخدعها ابدا الابتسامة التى شاهدتها على وجه المرأة التى رفعت راسها عن عملها على الطابعة وقالت : انسة ويلكنسون ؟ عظيم ، لن يتاخر عليك .. لو سمحت بالجلوس بضع دقائق 0
ادركت لوارا انها لم تستدع الى هنا لمقابلة السيدة شارب ، لكن لمقابلته هو .. كائنا من كان ، وان ابتسامة المرأة لها كانت حقيقية . جلست حيث اشارت السيدة شارب ، لابد انها سكرتيرته .. هل هو مدير دائرة الموظفين اذا ؟
-اتمانعين لو اكملت الطباعة ؟ لايبدو اننى ناجحة فى شئ هذا اليوم 0
نظرت لوارا الى المرأة ، فقدرت بانها فى منتصف الثلاثينات من عمرها .. واجابت : لا .. بالطبع لا امانع 0
ثم ادارت نظرها فى الغرفة 0
ولانها اعتادت على مظهر مكتبها القائم فى شركة غولدر وبروك لا يمكنها الا ان تصف مكتب السيدة شارب بالمخملى المترف : ظلال رقيقة من اللون الاخضر الفاتح تغطى الجدران ، السجاد على الارض اخضر قاتم ، وبامكانها المراهنة على ان السيدة شارب لم تمزق يوما جواربها النايلون وراء هذه الطاولة الاكثر حداثة 0
لطالما افسدت جواربها بسبب طاولتها العتيقة .. حتى انها فقدت القدرة على العد لكثرة المرات التى تمزقت فيها الجوارب من قوائم طاولتها وطاولة رئيسها فى مكتبه الملاصق لمكتبها . وتذكرت انها اضطرت اكثر من مرة الى شراء اوراق زجاج لتنعم الخشب ، وبعد ازالة الخشونة من الطاولات ، وضعت لصوقا لاخفاء الشظايا الحادة غير المرتبة 0
ذلك الصباح ، من يوم الاثنين ، كانت قد دخلت المكتب ، لكنها لم تتجه فورا كما تفعل الى طاولتها ، بل توقفت بالباب ، تنظر حولها الى الجدران الصفراء .. ماذا سيقول السيد مكدونالد ، رئيسها الجديد حين يراها ؟ حاولت ان ترى مكتبها عبر

dede77 18-02-10 10:53 PM

عينيه . من المؤكد انه ليس مما اعتاد عليه .. والمكتب المخصص له المجاور لمكتبها نسخة مماثلة عن مكتبها هذا ، لون الدهان نفسه ، قذر داكن ، مع انها لم تلاحظ هذا حتى اليوم . وماذا سيقول عن الطاولات العتيقة المزرية ؟
شركة دارموند .. اوستراليا والتى من المفترض ان تكون الان المكتب الرئيسى ، تقع فى الناحية الاخرى من سيدنى ، وسيجد السيد مكدونالد ان مكتبه الجديد يختلف كثيرا عن مكتبه القديم .. فقد القت نظرة على مبنى شركة دارموند بعد ان اصبح من الواضح ان عملية شرائها لشركة غولدر وبروك امر جدى ، ووجدت ان المبنى حديث وواجهته من الزجاج الملون .. ولاحظت بناءه القوى ، الذى يبدو انه سيبقى راسخا لسنوات طوال ، على عكس المبنى الذى يحوى مكاتب شركة غولدر وبروك ، والمعرض للسقوط بين لحظة واخرى 0
ابتعدت عن الباب نحو داخل الغرفة .. تفكر بالسرعة التى سارت فيها الامور بعد قبول عرض شركة دارموند .. من الافضل لها ان تبدا عملها الان ، لان السيد مكدونالد سيصل قريبا .. فهذا هو يومه الاول هنا .. لكن ، امامها الكثير من العمل تشغل نفسها به 0
ابعدت حقيبة يدها .. رئيسها ، السيد غولدر ، تقاعد يوم الجمعة الفائت .. واليوم سيبدا العهد الجديد . فى البداية ظنت ان شركة دارموند كانت ترغم السيد غولدر على الرحيل ، الى ان قال لها بنفسه ، انه يتطلع بشوق الى اليوم الذى سيوقف فيه عمله ، ليقضى وقتا اطول مع زوجته المريضة ، ثم ، وبعد ان استوعبت حديثه عن التقاعد ، احست بالقلق على مركزها فى الشركة .. فمع كل مظاهر الافلاس ، تدفع الشركة افضل راتب من بين الكثير من الشركات المعروفة .. ورايبها هذا لم يكن ضروريا لها فقط ، بل كذلك لجولى والاولاد .. ولايمكنها تحمل شهر واحد من البطالة بحثا عن وظيفة تعطيها مرتبا مماثلا 0
لكن خوفها هذا تلاشى قليلا حين قال لها السيد غولدر ان الشركة الرئيسية دارموند سترسل من يحل مكانه ، وانه قابل هيوز ماكدونالد ، وانه سيعجبها 0
نظرت لوارا الى ساعتها ، انها العاشرة تماما .. لكن السيد ماكدونالد لم يصل بعد .. ربما مواعيد الدوام مختلفة فى مكاتب دارموند ، ودفنت راسها فى عملها . فى العاشرة والنصف ، مدت يدها دون وعى لترد على الهاتف حين رن جرسه .. وقالت كعادتها : سكرتيرة السيد غولدر تتكلم 0
لكنها سرعان ما انتبهت ، وادركت انها لم تعد سكرتيرة السيد غولدر .. لكن صوتا انثويا سالها قبل ان تتمكن من تصحيح ما قالته : الانسة ويلكنسون ؟
-نعم 0
-صباح الخير ، هنا مكاتب شركة دارموند اوستراليا 0
تغضن وجه لوارا تعجبا .. لكنها قررت ان السيد ماكدونالد لابد قد زار مكتبه القديم قبل المجئ الى هنا . وتوقعت ان تطلب السيدة منها الانتظار لتصلها به . تفكير جيد منه ان يتصل ليقول انه سيتاخر .. لكن الصوت الثابت القادر ، كما يبدو ، تابع : ايمكنك المجئ الى هنا فى الساعة الثانية عشرة والنصف ؟
لم تستطع لوارا اخفاء دهشتها : اتريدين منى المجئ الى مكاتبكم ؟

dede77 18-02-10 10:53 PM

-فى الثانية عشرة والنصف ، اذاكان الموعد مناسبا 0
-حسنا .. اجل ..
وتساءلت ماذا سيكون الرد لو قالت انها لن تستطيع . وكادت تطرح السؤال البديهى حول سبب طلبها للحضور الى دارموند . لكن الصوت اكمل تعليماته : اسالى عن السيدة شارب .. وداعا انسة ويلكنسون 0
اعادت لوارا السماعة الى مكانها ، وقد تاه فكرها تماما عن اى عمل يمكن ان تقوم به . ما الداعى لان يطلب منها ان تعبر المدينة ، من اقصاها الى اقصاها ، لكى تقدم نفسها فى المكتب الرئيسى ؟ ومن هى السيدة شارب ؟ واين هو السيد ماكدونالد ؟
فجاة جثم الخوف على صدرها بعد ان كان قد هجع عندما قال لها السيد غولدر انها ستبقى فى عملها ، الن ياتى السيد ماكدونالد ليتسلم مهامه ؟ وهل ستعتبر زائدة عن حاجة الشركة ، على الرغم من كل ما قيل عن عدم المساس بمراكز الموظفين ؟ اوه .. لا .. لن يفعلوا هذا .. لقد قال السيد غولدر انهم لن يستغنوا عن احد ... واخذت بعض المواساة من هذه الفكرة ، لكنها لم تجد الراحة ، فالسيد غولدر لم يعد له شان بالشركة ، ودارموند يمكنها الرجوع عن كلمتها دون ان تستطيع عمل اى شئ 0
حاولت لوارا ان تنسى هواجسها بواسطة العمل الى ان يحين وقت موعدها .. لكن دون جدوى . كما حاولت ان تبقى هادئة ، تقنع نفسها بغباء هواجسها . فتحت خزانة الملفات واخرجت ملف شركة دارموند تفتش فيه عن كل ورقة مراسلة قد تحمل اسم السيدة شارب ، مع انها لم تكن تتوقع ان تجده .. فما من احد فى مركز متنفذ قد يضيع وقته مع سكرتيرة بسيطة فى شركة من الدرجة الثانية . وذكرت نفسها : انها سكرتيرة من الدرجة الاولى ، بعد ان وافتها الكبرياء لتساعدها ، وقد ظنت ان السيدة شارب هذه هى مديرة شؤون الموظفين فى دارموند .. وانها قد تسمع شيئا فى الثانية عشرة والنصف ، تفضل ان لا تسمعه 0
استفاقت من تفكيرها لدى سماع صوت الة الطباعة التى تستخدمها السيدة شارب ، والتى بدت لها من احدث الالات . ومع ان السيدة كانت تنقل ما تطبعه عن دفتر الاختزال ، الا ان لوارا لاحظت ان امامها اخر ما ابتكره العلم من الات . عكس طابعتها القديمة الطراز ، والتى تجد احيانا صعوبة فى اكمال الطبع عليها .. وعادت دائرتها الى مكتبها والى ذلك الصباح من يوم الاثنين 0
كانت قد تفحصت ساعتها مرة اخرى والتقطت حقيبتها متجهة الى غرفة الملابس ..هناك غسلت يديها ، ومشطت شعرها العسلى الاملس حتى مؤخرة عنقها حيث يسترسل من هناك ليتجعد على كتفيها . ثم استقامت بعد اضطرارها للانحناء لتتمكن من النظر الى المرآة التى كانت لا تناسب طولها الذى يزيد عن مئة وسبعين سنتيمترا ، ثم تراجعت تنظر الى نفسها فى البذلة الرمادية والقميص الزهرى .. فمها الجميل غير مبتسم .. وما من احد فى دارموند سيعرف شيئا مما تخفى ... ستبلغ السادسة والعشرين فى الشهر المقبل ، وهى فى سيدنى منذ اكثر من ست سنوات .. ومنذ ذاك التاريخ ، كانت تخفى طبيعتها الدافئة عن الجميع ،

dede77 18-02-10 10:54 PM

ماعدا عائلتها ، وربما السيد غولدر وجوناس . الصورة التى حدقت بها الان كانت مليئة بالوقار الذى طالما هدفت اليه . وفيها البرود الذى قتل المشاعر المشبوبة لاكثر من فرد من افراد الجنس الاخر . فهى لم تكن تهتم بعلاقات عابرة .. وستمر سنوات قبل ان تفكر بالزواج 0
برزت نظرة تصميم على وجهها وهى تخرج من غرفة الملابس .. اذا كان مقدرا لها ان تودع وظيفتها ، فستسمع هذه السيدة شارب ، اذا كانت من تظنها ، رايها الصريح بالاساليب التى استخدمتها دارموند لخداع السيد غولدر 0
فجاة تلاشى كل اهتمام لوارا بافكارها بعد رنين جرس الهاتف الداخلى على طاولة السيدة شارب . وعلمت انها على وشك ان تستدعى الى الباب الاخر الوحيد فى الغرفة عدا الذى دخلت منه .. ضغطت السيدة شارب الزر ، وبدات معدة لوارا تعود الى تقلصها السابق ، ثم توقف التقلص ، بسبب ارتفاع غضب مفاجئ ممزوج بالكرامة ، وقال صوت لطيف من الهاتف الداخلى بكل ثقة بالنفس : ارسلى الانسة ويلكنسون ، ارجوك ، سيدة شارب 0
لم تعجبها ثقته بنفسه حتى قبل ان تراه .. ما ازعجها انه كان واثقا ان السكرتيرة الصغيرة من شركة غولدر وبروك ، ستترك كل شئ من يدها لتهرع مستجيبة لاستدعائه ، حتى انه لم يسال : هل وصلت الانسة ويلكنسون ؟ لقد كان واثقا انها هنا .. وقفت ، رافعة الراس حتى زاوية متعجرفة . واستدارت السيدة شارب اليها : السيد ماكفرسون سيقابلك الان 0
-السيد ماكفرسون ؟ روب ماكفرسون ؟
ابتسمت السيدة شارب : هذا صحيح .. ولاحاجة لابقائه منتظرا 0
اغمضت لوارا عينيها قليلا ، وقد تشوشت افكارها وهى تستدير الى الباب .. روب ماكفرسون يريد رؤيتها ؟ حتى دون ان تقرا اوراق دارموند هذا الصباح لتقول لها انه رئيس مجلس الادارة ، فانها تتذكر بوضوح توقيعه . كتابته واضحة جريئة ، ولاعيب فيها ، رسائله واضحة مباشرة .. وهو يريد ان يراها !
توقفت ، اصابعها تمسك مقبض باب مكتبه .. ليس امامها الان اى وقت لكى تعيد ترتيب افكارها المشوشة .. فبعد لحظات ، ستواجه رئيس مجلس ادارة شركة دارموند اوستراليا ، دارموند عبر البحار . والله وحده يعرف كم هى الشركات التابعة لها . رفعت راسها مجددا ، وادارت المقبض لتدخل 0
على الفور لاحظت ان الرجل الذى كان ينظر اليها هو رجل لا يضيع ذرة وقت . يبدو انها تاخرت لحظات عن اجابة طلبه ( ارسلى الانسة ويلكنسون ) لانه فى هذه اللحظات اصبح مشغولا بمكالمة هاتفية . استدارت لتقفل الباب ، ثم واجهت الغرفة مجددا لترى ان عينيه لازالتا مثبتتين عليها ، على جسدها ثم على وجهها . وبينما صوته السلطوى يصدر الاوامر ، بقيت نظرته كما هى تكمل تفحصه لها . بعض من تكبرها عاودها وهى ترد له نظرته .. خمنت انه طويل القامة اذا وقف ، ورات ان له شعرا اسود كالليل ، وعينين مماثلتين سوادا ، كانت له طلعة خشنة قاسية صارمة ، فمه صارم يعطى الانطباع بالقسوة ، الى ان يتفرس المرء جيدا بشفته السفلى 0

dede77 18-02-10 10:54 PM

دون سبب ظاهر برزت كلمة العاشق الى راسها ، فاشاحت بصرها عنه لاول مرة . كان هناك دليل على الحساسية فى تلك الشفة السفلى تقول لها انه لم يبلغ سنة الظاهر هذا .. وكم هو .. سبعة وثلاثون .. ثمانية وثلاثون ؟ دون ان تكون له حصته من مغامرات الهوى ... وابعدت تفكيرها بسرعة عن مثل هذه الافكار .. مابالها تفكر بمثل هذه الامور ؟ انها متاكدة من عدم اهتمامها من بعيد او قريب بحياته العاطفية .. لكن ، بطريقة غريبة .. كان وجود هذا الرجل يثير فيها احاسيس لم تذكر يوما انها فكرت بوجودها 0
وقع نظرها على جهاز تسجيل رسائل مماثل للذى راته على مكتب السيدة شارب .. ثم نسيت امره تماما بعد ان عاودها التفكير بسبب استدعائها الى هنا . لايمكن ان يكون السبب هو ابلاغها عدم الحاجة اليها ، وعاودها بعض من ثقتها الضائعة بنفسها .. فلا مجال لان تتصور ان رئيس مجلس الادارة الافخم للشركة الضخمة هذه قد يكون هو من سيقول لها ان خدماتها لم تعد مطلوبة .. ربما كان يريد معرفة شئ نسى ان يسال عنه السيد غولدر .. مع انها لا تظن ان هذا الرجل يمكن ان ينسى شيئا .. ربما يظنها قادرة على اعطائه لرد دون ان يزعج السيد غولدر فى تقاعده .. فهى تعاطت مع الكثير من الامور السرية .. مع ذلك ، لماذا يجب ان تاتى الى هنا لتراه وهو قادر على رفع سماعة الهاتف ومكالمتها .. وتوقفت افكارها فجاة بعد ان انهى مكالمته 0
اسند ظهره الى كرسيه ، مسترخيا غير مباليا ، لكن وميض المكر كان فى عينيه وهذا لايمكن سوى لابله ان لايلاحظه . مد يده الاكثر من قادرة ، يشير الى مقعد قريب من طاولته ، ولمحت ازرار قميص من البلاتين تجمع اسفل كمّهمعا من تحت سترته السوداء 0
-اجلسى انسة ويلكنسون 0
كانت لوارا تحس بعينيه تتبعان كل حركاتها وهى تتقدم لتجلس . بدا لها انه لايهتم كثيرا بالمجاملات العادية ، بابتلعت تحيتها التى حضرتها له . وقالت وهى تحس بقليل من قلة الراحة حين لم يضف شيئا على اوامره لها بالجلوس : اردت رؤيتى .. على ما اعتقد 0
خرجت كلماتها منها باردة ، واحست بسعادة لهذا . حتى انها اعتقدت ان برودة كلماتها كانت تتناسب مع مظهرها المتحذلق ، لكنها شاهدت لمعان شئ فى عينيه ، ولو لوقت متناه فى الصغر ، حين سمع لهجتها ، لكن ذلك الوميض اختفى فورا 0
-اذا .. انت لوارا ويلكنسون .. أوه .. اجل انسة ويلكنسون .. ارد رؤيتك 0
ومع ان كلماته كانت رقيقة منخفضة الصوت ، الا انها احست ان هناك لمسة شريرة من العداء فيها . حاولت ان تتذكر لعلها فعلت شيئا خاطئا وهى تعمل لدى السيد غولدر قد لايروق للمالكين الجدد .. عدا بعض الهفوات العادية البسيطة ، كانت الامور فى شركة غولدر وبروك تسير بسهولة ونعومة 0

dede77 18-02-10 10:55 PM

قالت له ، اخذة زمام المبادرة فى ادارة المعركة على ارضه ، لانه كما بدا ، غير مستعجل على تنويرها عن سبب وجودها هنا : تقول هذا وكانك تؤمن اننى مخطئة فى شئ ما 0
رد عليها كلامها ، دون ان يكون كلامه مستساغا : انا بعيد عن ان احكم على اى خطا لك ، لكن حين يتكرر ذكر اسمك امامى بهذا الالحاح ، خلال الاسابيع السابقة ، حين واجهت مشكلة لوارا ويلكنسون مجددا هذا الصباح .. تبادر لى ان الوقت قد حان لان اراك 0
تمكنت لوارا ، وفى الوقت المناسب ، من منع عينيها عن الاتساع عجبا لتكشف عن دهشتها . وصدمها ان يكون رئيس مجلس الادارة يعرف اسمها عدا عن انه يظنها مشكلة امامه . وماذا يعنى بالضبط يكلمة اخطاء لها ؟ واستقامت فى مقعدها ، تظهر فى عينيها نظرة عداء مماثلة له : لا استطيع التفكير بسبب يجعلنى موضع نقاش كثير سيد ماكفرسون 0
تجاهل روب ماكفرسون ملاحظاتها ، وطافت عيناه عليها مجددا ، مع انها واثقة انه لم يفوت اى تفصيل لها من النظرة الاولى ، ثم قال ، متعمدا كما ظنت : لا استطيع القول اننى اجد اى خطا فى ذوق بريستونز 0
-بريستونز ؟
لم تحب تقييمه لها ، ولم تحب الحديث الذى بدا ياخذ منحنى شخصيا .. انها هنا للعمل .. ولاتظنه يطريها بقوله انه لا يستطيع ان يجد خطا فى ذوق بريستونز .. ثم من هو بريستونز هذا ؟ الشخص الوحيد الذى تعرفه بهذا الاسم هو جوناس .. بتردد سالت : جوناس ...
فجاة ، زال اى ادعاء باللطف عن الرجل ، واكد لها : جوناس بريستونز ..
لم يعد هناك اى تساهل فى تصرفاته بعد ان عاد الى مشكلة لوارا ويلنكسون مجددا .. مما اعطاها انطباعا انه ولو كان يعرف جوناس ، فان اسمه ذكر عرضيا .. واكمل يقول : منذ نوقش موضوع شراء شركة غولدر وبروك لاول مرة ، حدثت ضجة جانبية كبيرة حول موضوع لوارا ويلكنسون 0
-ضجة .. ؟
حاولت ان تفكر ، لكن الضباب ملا راسها ، وهى التى لم تسمع يوما بشئ مما جرى مع دارموند ولم تقابل يوما احدا من مسؤوليها ، فكيف لها ، وهى سكرتيرة للسيد غولدر ، ان تثير ضجة لها علاقة بالمفاوضات .. ولم تستطع ان تزيد شيئا على كلمتها السؤال "ضجة ؟ "
وقال : كان من المهم ، اذا اردنا ان تسير الاتفاقية دون معوقات ، ان نصل الى اتفاق يلحظ ان لايحصل اى تغيير للموظفين .. السيد غولدر ، والسيد بروك معا ، اصرا على هذا ... وانا شخصيا كنت موافقا .. من وجهة نظرى ، سنحتاج الى المزيد من الموظفين ، لا ان نطردهم 0
كانت لوارا سريعة التفكير الا انها لم تستطع مجارته فى افكاره ، اذ وجدت صعوبة فى معرفة سبب قول كل هذا لها 0
لكنها سالت : لكن ما شان كل هذا بى ؟

dede77 18-02-10 10:56 PM

نظر اليها روب ماكفرسن مقطبا ، وكانها لاتعرف السبب ، وكانها تلعب لعبة خاصة بها . وقال ببرود : ساقول لك ما شانك بكل هذا .. بسبب .. صداقتك .. مع بريستونز ، كادت المفاوضات تصل الى كارثة 0
شهقت لوارا : صداقتى مع جوناس ؟
كيف يمكن لصداقتها معه ان تحطم الاتفاق ؟ وارادت ان تضحك .. الامر سخيف !
لكن رغبة الضحك تلاشت بسرعة وهى تنظر الى روب ماكفرسون ، لم يكن فى عينيه السوداوين اى وميض من الضحك ، وهو يقول لها : كان نيكولاس ماكداف قاسيا فى اصراره على صرف موظف واحد على الاقل من الخدمة 0
علق الاسم فورا فى راسها تذكرت انها قرات فى اوراق الشركة هذا الصباح ان نيكولاس ماكداف هو احد مدراء الشركة ، وهذا يعنى انه احد افراد مجلس الادارة .. فهل كان صوته ضروريا لعملية الشراء ؟ لكنها لم تقابله من قبل ، ولا كان جوناس يعرفه .. فهو لم يذكره امامها يوما .. ومع ذلك فهناك شخص واحد اراد نيكولاس هذا الخلاص منه قبل ان يصوت لمصلحة الاتفاق .. فهل كان هذا الشخص .. هى ؟ لابد هذا .. لكنها لم تستطع ان تفكر بما يمكن ان يكون لنيكوس ضدها 0
منتديات ليلاس
تعاظم القلق داخلها ، لادراكها ان امنها الخاص مهدد ، ومعه ازداد اقتناعها بانها الشخص الذى اصر نيكولاس ماكداف على الخلاص منه . احساسها بالخطر كان اساسه ما يمكن ان يعنيه هذا لجولى والاولاد فيما اذا خسرت وظيفتها ، فقد انساها هذا التفكير نيكولاس ماكداف وكذلك شان جوناس وماهى علاقته بكل الامر . وكل ما احست انها بحاجة اليه ، هو فقط الرد على سؤال طغى على كل ماعداه : هل استدعيتنى الى هنا لتقول لى اننى مصروفة من العمل ؟
-واضح ان عملك يعنى الكثير لك .. لقد مضت سنوات كثيرة منذ صرفت موظفا بنفسى 0
الطريقة التى قالها فيها جعلتها تدرك دون ادنى ريب انه مازال قادرا على تحمل ان يفعل مثل هذا العمل القذر مرة اخرى اذا وجده ضروريا ... وسالت : هذا .. السيد ماكداف .. يريد طردى .. اليس كذلك ؟
لم يرد على سؤالها .. وجلست بوضوح انه يعتقد بانها تعرف اكثر مما تظهر .. وانها تمثل دور البلاهة لغرض فى نفسها .. وتابع يقول : بعيدا عن اننى رايت الوقت قد حان لرؤية الشوكة التى فى خاصرة نيكولاس .. الا ان هناك سببا اخر لرغبتى فى رؤيتك 0
اخذ تفكير لوارا يبحث فى كل الاتجاهات .. لقد بدات تهدا اكثر الان ، مع ان ثقتها بنفسها لم تكن على المستوى الذى ترغبه .. لكن حلقها كان اقل جفافا وهى تحاول تبريد صوتها كى لاتفضح شيئا مما يدور فى نفسها . واخترعت كلاما من حيث لا تدرى : سيد ماكدنالد ؟
-اجل .. فهيوز مكدونالد ، لسوء الحظ ، اصيب بحادث سيارة فى نهاية الاسبوع . ومما قاله لى الاطباء ، ستمر ثلاثة اشهر قبل ان يتمكن من القيام بعمله 0

dede77 18-02-10 10:56 PM

عدة امور اتضحت فى ذهنها ، احدها ان مجئ مكدونالد لاستلام العمل مكان السيد غولدر ، ليس بخرافة . امر اخر سجله تفكيرها ، هو ان السيد روب ماكفرسن وجد الوقت الكافى ليتحدث شخصيا مع اطباء السيد مكدنالد .. وبرز واقع كبير وشديد الاهمية ، هو ان السيد ماكفرسون سيلتزم بوعده للسيد غولدر حول عدم صرف احد من الخدمة على الرغم من معارضة نيكولاس ماكداف هذا0
قالت بصوت اجش : اتقول ... ؟
صمتت .. عليها ان توضح الامور قبل ان يبلغ الشك منها مبلغه ، ابتلعت ريقها بشدة وحاولت مرة اخرى : اتقول ان السيد هيوز مكدنالد ، حين يعود الى متابعه عمله ، سابقى سكرتيرة له ؟
رد ببرود : اذا كانت هذه رغبتك ، لقد قال لى السيد غولدر انك اكثر كفاءة من اى سكرتيرة اخرى استخدمها فى حياته .. وليس لدى سبب يدفعنى الى عدم تصديقه . وانا واثق انك وهيوز ستتفقان معا ..
-لكن .. الازال السيد ماكداف هذا .. يريد طردى ؟
رفع روب ماكفرسون حاجبه قليلا وقال : السيد ماكداف .. هذا ؟
واضح انه لايصدق انها لاتعرف لماذا يكرهها هذا الرجل .. ثم تابع : المسالة تتعدى ما ذا كان يريد ام لا .. فانا لاارغب فى ان يبدا كل الموظفين عندكم بالتساؤل عن استقرار وامن وظيفتهم ، لو اننى انحنيت امام الضغط للتخلص من احدهم ، خصوصا وان هذا الشخص مشهود له بكفاءته 0
مما قاله روب ماكفرسون ، اتضح لها انه قاوم محاولات ماكداف لطردها ، لكن الضغط مازال موجودا ، وعرفت ان هذا الضغط سيبقى يزعجها بعد عودتها الى مكتبها ، اذا لم تعرف ماذا يحمل هذا الانسان ضدها ، وسالت : لماذا يريد صرفى من العمل ؟
تلقت نظرة حادة متفرسة من روب ماكفرسون زادت من المها .. وعلمت انه لن يقول لها الا متى شاء .. لكنها لم تنتظر طويلا .. وقال لها بغموض : لانه اب محب بشكل خاص 0
هذا الخبر لم يثر افكارها .. اكثر الاباء محبون لابنائهم ، ولاترى ان هذا سبب لهذا الاب بالذات لان ينقم عليها . واضاف روب ماكفرسون : نيكولاس ماكداف ، يعبد الارض التى تسير فوقها ابنته .. تعرفين بالطبع ان جوناس بريستونز رجل متزوج ؟
زاد هذا الحديث من ارتباك لوارا . وتساءلت ما اذا كان السيد ماكفرسون قد تعمد ذكر جوناس كى يربكها مجددا .. فقد لاحظت انها لو لم تكن تعرف ان جوناس متزوج ، فهو لن يعتذر لانه اول من قال لها . وقالت باختصار : ايلين .. زوجة جوناس تركته منذ سنة 0
سالها بحدة : اتعرين ايلين ؟
-التقينا من قبل ....

dede77 18-02-10 10:57 PM

لم تعبها لهجته الحادة .. ولم يعجبها كذلك كل هذا الحديث .. انزعاجها كان عظيما من ملاحظتها بانه قادر على توجيه الحديث فى اى اتجاه يختاره بغض النظر عما اذا كان هذا يهمها ام لا . ولم تعد تهتم كذلك باعتراض نيكولاس ماكداف على عملها فى دارموند بهذه القسوة ، فقد قال لها روب ماكفرسون ان عملها مؤمن ، وتستطيع ان تتفهم عدم رغبته فى ان يشعر بقية العمال بان وظائفهم مهددة .. فهو فى فترة من الصعب فيها ايجاد عمال مهرة ، لايريد ان يخاطر بخلق اضطراابات فى مواقع العمل ، او ان يتخلى عنه رجال يعتمد عليهم . اخذت نفسا عميقا محاولة للسيطرة على الغضب الذى تصاعد داخلها ، وقالت : اذا كان الامر سيان عندك سيد ماكفرسون ، افضل ان تبقى حياتى الخاصة شخصية لى . فهى لاتؤثر ابدا فى الطريقة التى انفذ بها واجباتى .. ولا ارى اى سبب لان تدخل صداقتى لجوناس بريستونز فى نقاش عمل 0
للحظات ، ساد صمت مطبق فى المكتب العصرى .. وشاهدت عينيه تضيقان . بدت عليه نظرة قاسية ، وادركت ان احدا من موظفيه لم يجرؤ يوما على ان يتحدث اليه كما فعلت ... ثم ، وعيناه مستمرتان فى النظر اليها ، لاحظت ان النظرة القاسية استرخت ، بينما بقيت نظرة المكر فى عينيه ، وقال بصوت هادئ : انت يائسة للاحتفاظ بوظيفتك . اليس كذلك ؟
كانه يقول لها ببرود انه لاحظ تماما انه قد هز كيانها المتحذلق حين ظنت ان وظيفتها ستنتزع منها ، ثم ، ومع بقاء بروده ، تركها دون اى شك حول قساوته : اظن انه من الافضل ان نوضح امرا واحدا ، وفى الحال ، انسة ويلكنسون .. طالما انت فوق ذلك المقعد ، وطالما استمر فى دفع مرتبك ، سنتناقش باى امر واره مناسبا للنقاش 0
لم تكن لوارا قد تلقت كلاما فى حياتها بهذه الطريقة السلطوية .. ولم تستطع قول اى شئ ، حتى ولو كان عقلها قادرا على الوصول الى فكرة ... روب ماكفرسون لم يرفع صوته ، ولكن كان فى لهجته الفولاذ الذى لايلين .. ولقد احست به 0
واكمل بنفس اللهجة القاسية الباردة : اذا قررت ، ولمصلحة الشركة ، ان هناك امورا محددة فى حياتك الخاصة تحتاج الى البحث فيها ، بغض النظر عن اية مشاعر حميمة قد يثيرها ذلك البحث .. ولايكن لديك شك فى هذا 0
مع كل محاولاته لان يبدو مسترخيا ، فلا جدال حول لهجته .. ومع كل الصعوبات التى احست بها فى الجلوس بهدوء واستيعاب كلامه ، وفى تلك اللحظة ، لم تعد تثق بانه قد يسحب وعده ببقائها سكرتيرة لهيوز مكدونالد . ابتلعت لوارا ريقها بقوة تكبح غيظها . وقالت : حسن جدا سيد ماكفرسن .. لقد اوضحت لى ان لاخيار امامى سوى الجلوس هنا والاستماع لما تريد ان تقوله 0
لو ظنت انها قادرة على التلاعب بالكلمات معه ، والخروج منتصرة لوجدت نفسها مخطئة ، فقد استرخى فى مقعدها الى الوراء ، وجاء صوته حريريا ، يحك ذقنه بيده 0
-لمجرد اعلامك اذ كنت لاتعرفين هذا الواقع ، فان نيكولاس ماكداف هو والد ايلين بريستونز 0

dede77 18-02-10 10:57 PM

صاحت لوارا بدهشة : والد ايلين !
بدا شئ من تماسكها يتلاشى بعد ان القى روب ماكفرسون هذه المعلومات فى وجهها .. ففى المناسبات النادرة التى ذكر جوناس فيها حماه ، كان يقول فقط والد ايلين ولم يشر اليه مرة باسمه 0
ثم ، وقبل ان تتمكن من بدء الربط بين كل الاحداث لتصل الى سبب رغبة ماكداف بالخلاص منها .. طرح روب ماكفرسون المسالة بوضوح امامها كى لايكون هناك مجال للخطا حول السبب الاساسى لطلبها الى المكتب الرئيسى هنا فقال : لقد سبق وقلت لك عن مقدار حب نيكولاس ماكداف لابنته .. وبسبب هذا الحب بالضبط ، رغب فى ان يتاكد من انها لن تعرف لحظة الم .. استطيع القول ، انه مؤمن بانك ومن خلال بريستونز ، تسببت لها بذلك ، ولهذا عانى الامرين ليزيلك من عداد الموظفين . فمنذ ان بدات اجراءات الاستيلاء على شركة غولدر وبروك ، واصبح على معرفة بانك من عداد الموظفين ، كاد يزهق انفاسى فى محاولته لان اوافق على صرفك من العمل 0
-لكن ...
حاولت لوارا مقاطعته ، لكنها عرفت انها تضيع جهدها .. فقد وصل روب ماكفرسون الى لب الموضوع ، واذا كان متساهلا معها من قبل ، فقد توقف عن هذا منذ خمس دقائق حين تحدته بانها لاتريد ان تناقش معه حياتها الخاصة 0
نظر مباشرة الى عينيها الزرقاوان القاتمتان ، وقال لها دون اظهار اية مشاعر : انا اعترض بشدة على تلقى الالتماسات فى كل فرصة متاحة ، للخلاص منك . لكننى اجد نفسى ، ولاسباب اخرى ، فى وضع اضطر معه لان اتحمل الضغط 0
تساءلت لوارا فى نفسها عن هذه الاسباب الاخرى . لم تكن تظن ان رجلا فى مركزه مضطر لتحمل اى شئ لا يروق له ، مع انها فهمت انه انما قصد التجانس والتفاهم ضمن مجلس الادارة .. ومما لاشك فيه ، ان هناك الكثير من الفروقات فى الاراء على هذا المستوى ، انه كرئيس مجلس الادارة ، مضطر لان يستبقى الامور سائرة قدر المستطاع .. لكن ما كان يقوله الان ... ؟
قاطعها صوت روب ماكفرسون مجددا : كما ذكرت سابقا .. طرح اسمك مجددا هذا الصباح .. وكان هذا فى معرض ذكر حادثة هيوز مكدونالد ، وانك الان دون رئيس مباشر .. عندها فكرت انه حان الوقت لان القى نظرة على تلك الانثى التى اصبحت مصدر قلق كبير لى ، كما هى لنيكولاس ماكداف 0
مال الى الامام وقد استرخى فكه المتصلب ، وتابع : انا اخشى كثيرا انسة ويلكنسون ، اننا لو اردنا معا ان نحصل على ما ترغب به قلوبنا ، انت ان تحتفظى بوظيفتك التى تعنى لك الكثير ، وانا ان احصل على بعض السلام مع نيكولاس ماكداف ، عليك ان تتخذى قرارا بخصوص بريستونز 0
شهقت لوارا : بريستونز ؟
-اعتقد ، انسة ويلكنسون ان عليك التفكير جديا بان تتراجعى عن صلتك العاطفية ببريستونز ...

dede77 18-02-10 10:59 PM

وبينما هى جالسة دون ان تعى تماما ما يعنيه ، اعطاها النور الكافى لما تحاول ان تفهمه ، وقال بسهولة : انا متاكد ان نيكولاس ماكداف سينظر الى وجودك معنا نظرة افضل لو توقفت عن ان تكونى عشيقة بريستونز !

*****

انتهى الفصل الاول قراءة متتعة

zhooor 18-02-10 11:05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sassou 19-02-10 12:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سأنتظر إلى أن تنهي الرواية لأني صراحة ماأقدر على التشويق
وأنا متأكدة أنها ستكون رائعة لأني ببساطة كلي ثقة في ذوقك الرفيع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

مشكلتي قمر 19-02-10 05:04 PM

وااوو على الروايه االاكثر من رائعه التى تدل على روعتك

dede77 20-02-10 10:35 PM

2- سباق مع الخوف 0
-
عشيقة !
كانت صدمتها كبيرة لسماع وصفها بانها عشيقة جوناس بريستونز ، حتى انها وقفت دون ان تعى انها فعلت هذا واكملت غاضبة : كيف تجرؤ على قول هذا ؟
لكنها وجدت روب ماكفرسون يتجاهل غضبها ، ويسالها ببرود : لمذا الانكار ؟ فمن المعروف لدى الجميع انك تظهرين فى كل مكان معه 0
دفع كرسيه الى الوراء ووقف ببرود ، كما توقعت كان طويلا يعلوها وهو ينظر اليها بسخرية .. ردت بحرارة : ان اشاهد برفقة جوناس ، لايجعلنى عشيقة له !
منتديات ليلاس
بدا روب ماكفرسون ليس متهتما باى دفاع تطرحه .. فذكرها ، وهو يكتف ذراعيه قائلا : لقد قلت بنفسك ان ايلين تركته منذ سنة .. وبريستونز ليس من النوع الذى يخجل من النساء .. لقد بقى متزوجا لمدة سنة قبل ان تتركه ايلين ، ولذا فهو معتاد على صحبة النساء .. هل تتوقعين منى حقا ان اصدق ان علاقتك معه هى مجرد صداقة بريئة وانت المرأة الوحيدة التى اقترن اسمها باسمه ؟
اشتعلت لوارا غضبا : اجل .. اتوقع منك ان تصدق 0
استطاعت ان تلاحظ ، انه ليس بالشخص الذى يختبئ وراء ما يؤمن بانه كذب .. فاضافت : انا وجوناس مجرد صديقين ، ولاشئ اكثر 0
-اتحاولين القول بان بريستونز امضى السنة الماضية كلها بعزوبية كاملة ؟ دعك من هذا انسة ويلكنسون .. من ملفك اعرف انك فى السادسة والعشرين ولابد انك كنت تلعبين لعبة الكبار منذ سنوات . لا استطيع ان اصدق انكما كنتما تتواعدان منذ اثنتى عشر شهرا ، ولازلتما فى مرحلة الامساك بالايدى فقط 0
كانت على وشك ان تصحح معلوماته بانها تخرج مع جوناس منذ تسعة اشهر فقط ، لكنها وجدت الفرصة ضائعة حين اكمل ساخرا : اتحاولين القول انه لم يحاول مطلقا تقبيل هذا الفم الشهى ؟
احست بان اشارته الى فمها ووصفه بالشهى جعلتها تفقد توازنها 0
-اجل .. لا .. انا ..
تاخرت كثيرا فى الرد ، وتلقت نظرة ساخرة اخرى ، تقول انه يفهم من ترددها ، ان بريستونز قد فعل ، وقالت : الامر ليس كما تظن 0
رد ساخرا : طبعا !
-لا تحكم على جوناس بمقاييسك الخاصة !
فى الصمت المتوتر الذى تبع ردها الحاد ، عرفت انها تجاوزت حدها بعد ان تلاشى جو السخرية عنه . فسالها بهدوء شرير : اتسمحين بان تشرحى كلامك ؟
غادرها غضبها ، فقد بدا لها مستعد لان يرميها خارج المكتب لوقاحتها ! ثم عاد الغضب للانتشار مجددا .. من يظن نفسه برميه الاهانات فى وجهها ولايتلقى الرد ؟ وقالت ترفض التراجع : لا اعتقد ان من الممكن ان تكون مرت عليك فترة سنة من العزوبية فى حياتك 0

dede77 20-02-10 10:36 PM

وجدت ان هجومها هذا قد اثار تسليته ، فتلاشت النظرة القاسية عن وجهه ، وشاهدت اطراف فمه تتحرك قبل ان يكبح ابتسامته ، ثم رفع معصمه لينظر الى ساعته ، وادركت انه ربما اعطاها من وقته اكثر مما سمح به لاى موظف عنده0
-اراؤك حول عزوبيتى ، او عدمها ، تبدو مثيرة للاهتمام انسة ويلكنسون .. لكن ، لسوء الحظ ليس لدى الوقت الكافى للسماح بالتوسع فى هذا ، ارجعى الى مكتبك الان .. وساتصل بك ثانية 0
استعدت للرحيل ، كلمة "ارجعى الى مكتبك " صدرت عنه وكانه يوجهها الى شخص من طبقة ادنى من طبقته ، الا انها اعتقدت ان هذه هى طريقته فى الحديث .. لكنها وتوقفت عند كلمة " ساتصل بك ثانية " ماذا يعنى بها ؟ ايعنى ان نقاشهما حول علاقتها بجوناس لم ينته بعد ؟ وانه لكى يحصل على الهدوء والسلام ، مستعد لان يحاول ثانية ان يجعلها تتخلى عن جوناس ؟ قالت له باندفاع : لن اتوقف عن رؤية جوناس 0
-لم اتوقع ان تفعلى .. مع اننى اعتقد ان الفكرة تستحق التفكير .. وارى الان اننى كنت محقا باستنتاجى الاول ... لقد تطورت العلاقة كثيرا بينكما 0
سار معها الى الباب بهدوء وفتحه لها .. فكبحت ردا حادا على تعليقه .. قالت بحزم ، وهى تخرج عبر الباب الى المكتب الخارجى : وداعا سيد ماكفرسون 0
-وداعا انسة ويلكنسون 0
واقفل الباب وراءها 0
لاحظت لوارا ان السيدة شارب لم تكن على مكتبها ، لكنها لم تضطر الى النظر الى ساعتها لتعرف ان مقابلتها مع روب ماكفرسون قد جاوزت موعد الغداء . كانت مضطربة مشوشة الفكر ، لذا لم تفكر الغداء ، واخذ تفكيرها يجول فى كل جزء من حديثهما وهى فى طريقها الى مكاتب غولدر وبروك 0
من الصعب ان تقرر اى جزء مما حدث كان له الاولوية فى التفكير .. واضح ان نيكولاس ماكداف قد اخرج كل سكاكينه وشحذها استعدادا لها .. وواضح كذلك ان ايلين كانت تنظر بسخط كبير الى صداقتها مع جوناس ، لكن لماذا ؟ العلاج فى يدها .. فهى من تركت جوناس ، وليس العكس ، وهى من شعرت اكثر من غيرها ان جوناس يريد عودتها .. فكرت لوارا قليلا بما قاله جوناس عن تحطم زواجه ، وكيف ان الايام الاولى منه كانت عاصفة .. تذكرت انه قال لها " لم اكن اقلق حول مشاجراتنا المتكررة كثيرا .. فكلانا معتاد على تنفيذ ما يريد على طريقته .. وكنت اظن ان الحب الذى نكنه لبعضنا يكفى لان يجعلنا نتخطى الصعاب .. فمن المعروف ان كل زواج تحصل فيه بعض المصاعب فى البداية . وتذكرت لوارا ذلك الحزن على وجهه لان زواجه بالكاد عاش سنته الاولى ، وهو يخبرها عن الشجار المشتعل الذى تسبب فى ترك ايلين له .. " كنا قد تجاوزنا لتونا شجارا عاصفا حين خطرت لوالدها فكرة انظمامى الى مؤسسته .. وقال لها العجوز ان كل شئ معد جيدا لان احتل مركزى فى مجلس الادارة ، ولم يكن بحاجة لان يقول ان هذه الفكرة راقت لايلين فهى تعرف ان تلك الفتاة ذات الخلفية العائلية الثرية ، حاصلة على درجة ممتاز جدا فى العجرفة .. وانها كونت

dede77 20-02-10 10:37 PM

فكرة سريعة عنهما حين التقيا بها مع مرافق لها فى احد المسارح ، وزاد فى اثبات ذلك الراى ، ما سمعته من ايلين وهى تهمس لجوناس ، مع ظنها ان احدا لن يسمعها : " الاتزال تكدح ليل نهار لترفع من قيمة مصنعك الحقير جوناس ؟" ساعتها ، ادارت لوارا راسها كى لا تحرجه ، لكن ليس قبل ان ترى النظرة المتصلبة على وجهه 0
كان اصرار جوناس على رفضه التخلى عن اعماله فى الصناعة ، والتمتع بما يفعل ، حتى ولو كان يقلع فوق الارض ، السبب الرئيسى لقرار ايلين بتوضيب حقائبها والعودة الى منزل ابيها ... مع ان لوارا تعتقد ان المشاكل السابقة ، والتى ذكرها لها جوناس ، هى اسباب اضافية لقرارها بتركه ، وللانصاف ، جوناس لم يقلل ابدا من قدر ايلين ، لكنه كان يرى انه لن يساوى شيئا لو تخلى عن وجهه نظره 0
تركت لوارا التفكير بروب ماكفرسون الى النهاية ، املة ان يكون دمها قد برد حتى الوقت الذى تبدا فيه التفكير بكلامه .. لكن ، بتذكرها لنظرته الساخرة السوداء التى تقول انه لايصدق بانها وجوناس ليسا على علاقة ، مهما حاولت الاحتجاج ، فقد علمت انها ستبقى تشعر بالسخط طويلا لانه تجرا واتهمها بوقاحة0
انها تعرف ان هناك كثيرات فى هذه الايام وهذا العصر لايصلن الى سن السادسة والعشرين دون ان تكون لهن الخبرة التى الصقها بها .. ولكن ان يتهمها هى بها ، وبوقاحة ؟
ذهبت ذلك المساء الى منزلها وهى تعلم ان معاودة التفكير بمقابلتها مع روب ماكفرسون مرة اخرى امر لاطائل وراءه . فتفكيرها تعب من التفكير طوال بعد الظهر ، الى ان اضطرت الى تحويل ذهنها نحو كيفية تدبير امر العمل دون رئيس مباشر . ولحسن الحظ ، فان السيد غولدر كان يهتم بالماكينات اكثر من اهتمامه بالعمل المكتبى ، لذلك لم تتوقع الكثير من المشاكل ، لانه كان يقضى فى مواقع العمل وقتا اكثر من المكتب ، ولهذا اعتادت على التعامل بكل شئ بنفسها0
بعد ان دخلت شقتها .. احست انها فقدت شهيتها للطعام .. لامت روب ماكفرسون وتفكيره القذر على هذا ، وقررت القيام ببعض الاعمال المنزلية اولا ، ثم تحاول ان تاكل بعد ذلك 0
ركزت افكارها على جوناس وهى تجوب فى شقتها الصغيرة ترتبها .. ايجب ان تقول له ماجرى اليوم ام لا ؟ وبعد تفكير قررت ان لا . انه الان غائب عنها ، ومنذ اسابيع ، فى رحلة عمل الى اوروبا ، وسيعود اليوم ، مع امل ان يكون دفتر طلباته ممتلئا .. اوه .. كم تتمنى ان يكون حصل على مايسعى اليه .. ولو حصل هذا ، فكيف ستتمكن من اتعاسه ومحو فرحه باخباره عما حصل . واذا فشل فى رحلته الاوروبية ، فكيف يمكن لها ان تريد من احباطه باعلامه ان حماه يحاول سلبها وظيفتها ، بسبب ذلك التفسير الذى وضعه روب ماكفرسون لصداقتهما ؟ ثم تذكرت ان جوناس لم يعرف بعد بامر بيع الشركة .. وانها لو لم تكن تنظر الى

dede77 20-02-10 10:37 PM

المسالة على انها سرية ، لكانت اخبرته بها اخر مرة التقيا فيها . حينها كان يمكنه ان يقول لها عن علاقة حماه بشركة دارموند 0
كما انه لايمكن ان يكون قد قابل ايلين مؤخرا . والا لقالت له ان دارموند قد اشترت غولدر وبروك ولكان ذكر الامر لوارا .. كانت تعرف ان ايلين تخرج مع جوناس فى بعض المناسبات ، وان هذا قد يعنى انها لا تزال تحبه ، لكن مقابلاتهما لم تكن ابدا تنتهى حبيبا .. ولذلك لايكون بعدها حلو المعشر ابدا .. لكن بديهتها كانت تقول لها انه لابد سيتصل بايلين فور عودته الى سيدنى .. اذ سيكون متشوقا لان يخبر احدا عن نجاحه .. ومن افضل من المرأة التى يحبها ؟
حين رن جرس الهاتف ، قبل الثامنة تماما ، كانت لوارا فى منتصف التفكير بما ستختاره لعشائها .. فخرجت من مطبخها الصغير الى غرفة الجلوس والطعام معا ، والتقطت الهاتف . وصاحت بفرح لسماع صوت المتكلم : جوناس ! لم اتوقع سماع صوتك الليلة 0
-لقد وصلت لتوى 0
-اعرف .. لكننى ظننت ...
ادركت ان ليس من اللياقة ان تقول له انها ظنته سيتناول العشاء مع ايلين خصوصا اذا كان سبب عدم احتفاله مع زوجته ، فشله فى مفاوضاته الاوروبية وسالت مترددة ، مستعدة لابداء العطف ، ودعوته لمشاركتها العشاء ، اذا وجدته محبطا : كيف احوال العمل ؟
لكن المشاركة فى العشاء لم تكن مطلوبة . مع انها لم تكن واثقة من امر العطف حين قال لها : الاعمال كانت رائعة .. لقد حصلت على عدة عقود هناك 0
احست لوارا بالفرح الحقيقى : اوه ... جوناس هذا امر رائع ! لكنك لاتبدو سعيدا0
مرت لحظات صمت ، ثم قال : انا فى الواقع .. شديد الاثارة ، بعد ان اثمرت كل جهودى .. لكن .. خذلت فى الحصول على موعد للعشاء .. واظنك قد تناولت طعامك الان 0
كانت صداقتهما عفوية قوية بحيث انها لم تغضب لانها كانت الثانية . وتعرف جيدا ما حصل . لابد انه اتصل بايلين وطلب منها العشاء معه ، ووافقت ايلين ، ولكن ، وكما هو معروف عنها ، اتصلت فيما بعد ، وفى اخر لحظة لتقول انها لن تقدر على الخروج معه .. خفق قلبها اشفاقا عليه .. وقالت : فى الواقع جوناس ، انت تتحدث الى فتاة تكاد تموت جوعا .. لقد فاتنى الغداء اليوم ومن الممكن ان التهم جوادا كاملا 0
-ايمكن ان تكونى جاهزة فى نصف ساعة ؟ لدى طاولة محجوزة للثامنة والنصف0
تعرف لوارا ان جوناس لابد قد حجز طاولة فى افخم المطاعم التى تفضلها ايلين ، ويمكنها ان تراهن على هذا . ويبدو ان المناسبة تستدعى ارتداء الفستان الاسود الصغير .. فاخرجت ثوب السهرة الاسود من خزانتها .. انها تملكه منذ مدة طويلة وقد شاهده جوناس عليها عشرات المرات ، ولكنها واثقة انه يناسبها ، ولطالما احست انها رائعة فيه فياقته المفتوحة المستديرة ، تظهر بشرتها الكريمية اللون 0

dede77 20-02-10 10:38 PM

ذهب تفكيرها نحو اول لقاء لها مع جوناس وهى تستحم بسرعة .. يومها ، ولانها لايمكن لها ان تسمح لنفسها بالتورط ، كانت دائما تتاكد من انها اذا استجابت لمواعدة اى رجل اكثر من مرة واحدة ، فيجب ان تكون هذه اللقاءات متباعدة كى لايظن ذلك المرافق انها ستخرج معه دائما .. ثم انها نادرا ما كانت تواعد الرجل نفسه اكثر من ثلاث مرات .. التقت جوناس فى حفلة ، واعجبها الرجل الطويل الاشقر الشعر ووافقت على الخروج معه .. لم يقل لها جوناس انه متزوج حتى اللقاء الثالث ، لكن الغضب الذى تملكها لهذا الخبر ، هداته معرفتها الجيدة بالرجل نفسه ، لقد احبت اخلاقه الهادئة ، واحست بالراحة معه .. واحبت اكثر جو النضوج حوله ، فهو على عكس غيره ممن عرفتهم ، لم تعتقد بان مجرد خروجها معه يعنى بانه سيحصل على مكافاة ما فى نهاية السهرة . ثم ، قالت له نهاية موعدهما الثالث ، انها لن تخرج معه بعد .. وكان مستعدا لتقبل الامر ، مع انه شرح لها انه لايريد شيئا منها سوى الصداقة 0
اخبار جوناس لها عن وحدته ، اعادت اليها ذكرى حية عن وحدة ابيها البايسة بعد ان تركته امها . وكم بدا مهجورا يوم طلاقهما .. وبقيت عزلته معه ، لم تبددها سلسلة مدبرات المنزل حاولن التوافق معه 0
لكن كل هذا تبدل يوم جاءت تلك الارملة الجميلة جولى ، فى ذلك اليوم الجميل لتكون مدبرة المنزل ، ومعها ابنها مارك ، ثلاث سنوات ، وبونى المقترب من السنة . كان من الصعب التجهم بوجودها .. ومنذ تلك اللحظة عادت الحياة الى زخمها مجددا . وتزوج ابيها من جولى بعد فترة قصيرة ، واصبحت ايامها الحزينة من الماضى ، وملات جولى المنزل بالضحك ، وعلمت لوارا ، المراهقة الوقورة المتزمتة كيف تضحك .. ولن تنسى لوارا لطف ورقة جولى ابدا . صحيح انه لم يكن هناك المزيد من المال ، لكن جولى اصرت على ان تدخلها الى افضل معاهد السكرتيريا .. والدها ميت الان ، والمال اصبح شحيحا ، واصبح مارك الان فى الرابعة عشرة بينما يكاد بونى يبلغ السابعة عشرة ، وتجاهد لوارا فى ان تفعل ما بامكانها لتامين حياة جولى والاولاد ، ولاعطائهما الفرحة نفسها التى اصرت امهما على اعطائها لها 0
جوناس سيصل عما قليل .. ولامست شفتيها باصبع الاحمر ، تعيد التفكير باللقاء الصدفة الذى جمع بينهما ، واقتراحه المتهور بان تتناول العشاء معه .. وتذكرت الافكار التى استعادتها عن وحدة ابيها وتساءلت ما اذا كانت فى عينى ابيها قبل ان تمحوها جولى .. كلاهما استفاد من هذه الصداقة .. فمن جهتها ، وبما ان الزواج بعيد عن تفكيرها الان الى ان يتامن مستقبل مارك وبونى ، لديها صديق عزيز ، واذا استطاعت مساعدته على تخطئ هذه المرحلة فستكون مسرورة جدا0
حين وصل ، قالت له : تبدو بصحة جيدة .. الم تتعب كثيرا ؟
-امضيت ايامى الاحق الاتفاقيات ، ولم اكن فى اجازة 0
-وحصلت على ما تريد ؟
هز راسه : اجل .. وباستطاعتى الان ان انام لمدة اسبوع 0

dede77 20-02-10 10:39 PM

-لكن ليس قبل ان تطعم صديقتك القديمة ؟
ابتسم لها : شكرا لموافقتك على الخروج معى 0
لم يذكر اسم ايلين ، لكنها كانت تفهم مشاعره وتعلم ان تراجع زوجته الغريبة الاطوار عن الخروج معه ، كما هى عادتها ، تركه متالما وفى مزاج لا يحتمل فيه صحبة احد 0
كما توقعت ، كان قد حجز طاولة فى افخم مطاعم سيدنى .. وفى الطريق الى هناك بدا حماسه لعمله يظهر وهو يستعيد ذكرى بعض مفاوضاته فى اوروبا . كالعادة ، اهتمت لوارا بما كان يقول لها ، وقررت بان تستبقى خبر بيع الشركة الى وقت اخر ، وهكذا اصغت بانتباه وهو يروى لها كيف سارت الامور ، بعد مواجهته معارضة شديدة .. ثم ، اوقف سيارته امام المطعم 0
وقفت لوارا تتطلع حولها فى مدخل المطعم بينما تقدم جوناس يسال عن طاولتهما .. المكان كان يعجبها ، مع انها لاتتناول الطعام مع جوناس عادة فى مثل هذه الامكنة الفخمة المكلفة . سمعت همس فتح الباب ، لكنها لم تشعر بالاهتما بمن وصل . فمشاعرها كانت مركزة على لوحة مائية رائعة معلقة على الجدار الى يمينها .. حين سمعت اسمها ، كان الصوت الذى لفظة مالوفا بشكل ضبابى ، فاستدارت ببطء ، دون ان تكون متحضرة باى شكل للصدمة التى ستتلقاها : اليست هذه لوارا ؟ لم اتصور رؤيتك هنا !
ثم ، ولصالح مرافقها قالت ايلين بريستونز ، مع معرفتها التامة ان لوارا ترافق جوناس : هل انت هنا وحدك ؟
ردت لوارا باختصار اكثر مما كانت تنوى : انا هنا مع جوناس 0
لم تكن لوارا تنوى الوقوف الى جانب احد فى هذا الخلاف الزوجى ، لكنها كانت تعلم ان جوناس سيحس بالالم الرهيب لرؤية زوجته هنا ، وهى منذ اقل من ساعة ، اتصلت به لتقول انها لاتستطيع العشاء معه 0
نظرت ايلين اليها بحدة ، وتصنعت الالم وكانها تقول انها تكدرت لان جوناس يرافق لوارا ..
ثم تقدم الرجل المرافق لايلين ليخفف من جو التوتر .. وقال روب ماكفرسون برباطة جاش كادت توقف انفاسها : ما اروع ان اراك مجددا لوارا 0
حاولت ان ترد ، لكن لم يكن لديها الوقت بعد عودة جوناس .. لاحظت كيف ان عينيه تشتعلان وهما تركزان على ايلين .. وشاهدت الالم على وجهه قبل ان يتغلب عليه ، ولانها تعرف مدى المه ، كانت بسمتها له اكثر من ترحيب به 0
قال بما اعتبرته لوارا قدرة سيطرة على اعصابه : مرحبا ايلين .. روب 0
كالغريق المتشبث بشئ ينقذه ، احست يده تمسك بيدها ، وكانه يحتاج الى قوتها لتساعده على جمع شتات نفسه 0
مع ملاحظة روب ماكفرسون النظرة التى اطلقتها لوارا لجوناس ، ارتدت نظرته الى ايديهما المتشابكة .. لكن ، بغض النظر عما يعتقد ، رات من الطريقة التى رفع بها حاجبه ، ومن السخرية فى عينيه ، انه يقول لها : مجرد اصدقاء ؟.. لكنها لم تحاول سحب يدها .. وسال روب : هل تناولتما العشاء ؟

dede77 20-02-10 10:39 PM

رد جوناس : لقد وصلنا لتونا 0
تدخلت ايلين ، امام عجب لوارا : اعرف .. لماذا لانتناول الطعام معا ؟
بدت الدهشة على جوناس ، كدهشة لوارا ، لاقتراح ايلين .. لكن ما هو نوع مشاعر روب ماكفرسون .. لااحد يدرى ، مع انه نظر الى ايلين الصغيرة الجسم وتساءلت لوارا عما اذا كان يود التاكد من انها جادة 0
قالت لوارا : لا اظن ان لديهم طاولة غير محجوزة لاربعة اشخاص 0
كانت تعتقد ان جوناس يفضل اى شئ عدا جلسة رباعية تضم ايلين وروب .. وتذكرت تلك الليلة فى المسرح ، حين التقت ايلين لاول مرة .. يومها غار جوناس كثيرا من الرجل الذى كان يرافق ايلين ، حتى انه لم يتبادل الحديث معه .. لكن ، وكانها لم تتحدث ، تجاهلها روب ماكفرسون ليسال جوناس عن رايه ... ووافق جوناس : لاباس عندى 0
دون انتظار راى لوارا ، تحرك روب ليقوم بالترتيبات 0
عاد بعد وقت قصير ليقول ان طاولة لاربعة تحضر لهم .. كان يبدو طويلا ، قوى البنية ، ووسيما حقا ببذلة السهرة ... جو السلطة فيه لم يتركها مع بذلة العمل الرسمية . واشاحت وجهها عنه .. بطريقة ما لم تتوقع ان يجد صعوبة فى تغيير الحجز 0
رافقهم كبير السقاة الى الطاولة ، وجلست ايلين قبالة لوارا ليكون لكل رجل فتاتين من حوله ... ايلين بدت جميلة ، ونظرت لوارا اليها تحاول ان تفهم تماما ما هى اللعبة التى يلعبها .. ولاحظت انها تعتمد على المكياج كى يبدو فمها مغريا اكثر مما هو . ابعدت نظرها عنها لتشاهد فرقة موسيقية من اربعة عازفين ، تعزف الموسيقى لمن يرغب فى الرقص 0
لم يكن الحوار معقدا بعد ان تم اختيار الطعام . تكلمت لوارا قليلا مع جوناس حول ما طلبت من طعام ، وتحدثت ايلين عن السفر ، ثم خاطب روب جوناس : كنت فى اوروبا مؤخرا .. كما قالت لى ايلين 0
رد جوناس باختصار : كان لدى بعض الاعمال هناك 0
سالته ايلين : عدت اليوم ؟
توقعت لوارا ان يقول لها انها تعرف هذا .. لكنه رد باختصار : هذا صحيح 0
-وهل كانت اعمالك ناجحة ؟
لم تكن لوارا تعرف ما كشفه جوناس لزوجته عبر الهاتف .. لكنها ظنت انه كان يوفر الاخبار الطيبة الى ان يختلى بزوجته . ولم تستطع سوى الاشفاق عليه .. خصوصا حين رد : جدا 0
ثم وجه كلامه لروب ، دون عدائية 0
-كيف تسير اعمالك روب ؟
-هكذا وهكذا .. فالسوق هذه الايام تبقيا على حذر 0
-على منافسيك الصحو باكرا فى الصباح ليكسبوا نقطة ضدك 0

dede77 20-02-10 10:40 PM

سمعت لوارا راى جوناس ، واضطرت الى موافقة عليه ، لكنها كانت اكثر اهتماما بان تنتهى وجبة الطعام هذه بسرعة ، وكان جوناس يتحدث عن شركة انهارت مؤخرا تحت ضغط الركود الاقتصادى . مما ذكرها بانها لم تخبره بعد عن استيلاء دارموند على غولدر وبروك . واذا لم تذكر ايلين له شيئا خلال مكالمتهما فليس لديه فكرة انها الان تتعشى مع رئيس المؤسسة الموظفة فيها ، انه عالم غريب .. فهذا الصباح كانت تهاجم موقفه من العزوبية ، وهذا المساء ، بعد ان صممت ان لاتقترب منه ، تتناول العشاء برفقته . وكانما التقطت ايلين افكارها ، ، انضمت الى الحديث ، وقالت لجوناس : بالحديث عن الشراء والبيع ، تعرف بالطبع ان دارموند اشترت غولدر وبروك ؟
دهشة جوناس كانت واضحة : لا ! .. متى ؟ لم تذكرى لى شيئا لوارا 0
رد روب ماكفرسون قبل ان تتمكن لوارا من الرد : لوارا سكرتيرة موثوقة ..
منتديات ليلاس
ملاحظته ساعدتها على تخطى لحظة الارتباك مع انها شكت فى ان تكون ملاحظته التالية اكثر صفاقة : نحن محظوظون لكونها معنا فى عداد الموظفين 0
نظرت لوارا الى ايلين ، لاترغب فى رؤية نظرة السخرية فى عينى روب التى ترافق كلماته الصادقة .. كانت تشعر بالذنب تجاه جوناس ، لكنها اجفلت لان ترى الفتاة الاخرى تحدق بها بنظرة لايمكن وصفها سوى بالحقد .. لماذا اهتزت ثقتها بنفسها ، بنظرة هذه الفتاة اليها ؟ .. لابد ان ايلين تريد اخراجها من الشركة اكثر مما يريد والدها . واضح جدا من نظرتها انها لاتوافق روب ماكفرسون الراى بان دارموند محظوظة لعمل لوارا ويلكنسون معها . تلك النظرة اخبرتها ان ايلين بريستونز تدفع اباها بشدة لكى يتم صرفها من العمل 0
الذعر ، الذى اصبح مالوفا لها الان ، يمسك بخناقها بعد ان ادركت ان الشخص الوحيد الذى يمكنه الصمود فى حمايتها ضد نيكولاس ماكداف ، هو رئيس مجلس الادارة نفسه ، روب ماكفرسون .. وبوجوده اليوم هنا مع ايلين ، كان يظهر مدى صداقته مع خصمها الاساسى 0
احست ان عينى روب ماكفرسون مركزتان عليها . فابعدت عينيها عن النتائج التى تترتب على اعمال غولدر وبروك ، امام ملاحقة ، ليس فقط صديقته الجميلة ايلين ، بل والدها كذلك العضو فى مجلس الادارة ؟
تردد السؤال فى ذهنها وهى تلتقى بالعينين السوداوين كالليل ، ولاول مرة .. لاسخرية فيهما 0

*****
انتهى الفصل الثانى

moura_baby 21-02-10 04:37 PM

حلو اوي تسلم ايدك يا قمر

dede77 21-02-10 10:23 PM

3- انتّ لاشئ !

كم من الوقت استمرت لوارا تحدق بروب ماكفرسون ويبادلها النظر ، هذا امر لم تعرفه ابدا ... ربما مجرد لحظات .. لكنها احست بان جو الوقار قد هجرها .. وانه احس بهذا ايضا .. تلك العينان السوداوان كانتا تخترقانها وكانه يحاول ان يرى ما بداخل روحها . ثم استدار لينظر الى ايلين .. وكانما احس بان شيئا ما جرى بينهما . ثم رفع جوناس راسه ، بعد ان كان اهتمامه منصبا على وضع السكر فى قهوته ، غافلا تماما عما يجرى حوله ، وسال روب : اكنت تعرف بامر لوارا قبل ان تراها هذا المساء ؟
اخذ قلب لوارا يخفق بشدة .. ولن تنسى تلك النظرة التى ظهرت على وجه ايلين بسرعة ، لكن كانت هناك فى تلك اللحظة ازمة اشد الحاحا تثير اهتمامها . فلو كرر روب اى شئ من الاتهامات التى الصقها بها اليوم ، لن تكون واثقة ، وبغض النظر عن مكان وجودهم ، من ان جوناس لن يوجه قبضته الى فك روب ماكفرسون 0
منتديات ليلاس
سارعت ترد قبل ان يقول روب شيئا : فى الواقع ، كنت فى دارموند بعد ظهر اليوم . اراد السيد ماكفرسون رؤيتى بسبب اوراق سرية ، وبشكل اضطرارى 0
ثم اخذت تشرح عن زيارتها ، مستعدة للكذب بدلا من ان تقول لجوناس ما حدث 0
انتظرت من روب ان يعارضها ، تعلم انه سيفعل ، اذا لم يرق له ان يوافق على اكاذيبها . ادارت راسها تنظر اليه ، لتجد ان السخرية عادت الى عينيه .. وبدا انه يعتبر شرحها لسبب زيارتها للشركة كافيا تماما ، فتنهدت بصمت ارتياحا .. لكنه قتل هذا الارتياح بحدة حين قال لها : قد اكون رئيسك لوارا .. لكن الا يمكنك ولو لهذه الامسية ان تنادينى روب ؟
كان اخر ما يمكن ان تتوقع سماعه منه ، وفاجاها هذا للحظات ، قبل ان تدرك انه ربما يكون طلبا عاديا لانه وجوناس من العمر نفسه ، وهذه مناسبة اجتماعية 0
اجابت ، بعد تفكير ، لكن دون اعادة ذكر اسمه : اجل .. طبعا 0
وبدا انها لن تتكبد اى عناء لتنقلب الى شريرة . رد عليها زوجها بشئ من التصلب : اليس كذلك ؟
تساءلت لوارا ما اذا كانت لدى جوناس فكرة عما تحاول ايلين ان تفعله ؟ ماذا تفعل ايلين هنا مع روب وهى تعرف تماما انها ستجد جوناس فى هذا المطعم بالذات ، من بين كل الاماكن ... لاحظت ان النظرة الصارمة المتشددة قد غادرت وجهه ، لتحل محلها كآبة كشفت لها الالم الذى يعترى داخله . حين نظر اليها ، كان من الطبيعى ان تشجعه بابتسامة 0
-اترقصين لوارا ؟
عيناها تركتا جوناس فجاة ، لتجد روب يقف على قدميه ، واضح ان فكرة رفضها لم تخطر على باله . وكانت سلطة هذا الرجل ، بالرغم من انها مغلقة بقفاز مخملى ، قوية بحيث وجدت نفسها تقف ، وترافقه معه الى باحة الرقص 0
الفرقة الموسيقية الرباعية كانت تعزف لحنا ناعما تطلب من روب ان يلف ذراعه حولها ، واحست بتلك الذراع تلفها كطوق من فولاذ ، لكنه لم يشدها نحوه . املت ان تكمل رقصها معه بصمت ، الا انها ، وقبل انهاء الحركة الاولى وجدت انها مخطئة ، فقد كان لدى روب اشياء حادة ومحددة يقولها لها ، والعدائية التى شهدتها فى وقت مبكرمن ذلك اليوم ، ظهرت مجددا وبكامل قوتها حين قال لها : الا يمكنك الانتظار لتصلى الى البيت قبل ان تلتهميه ؟

dede77 21-02-10 10:24 PM


صوته ، البعيد عن الدقة ، حرك غضبها من جديد ، فسالت باختصار : جوناس ؟
-ومن غيره ؟ قد يكون عشيقك .. لكننى كنت اظن ان الذوق السليم يدعوك الى اخفاء رغباتك خصوصا فى وجود زوجته 0
اوه .. كم تتمنى لو انها قالت لجوناس كل شئ .. وكم ترغب فى ان تتخلى عن كل شئ ، اى شئ لتوصل لكمة الى هذا الفك .. وبنفسها ! .. اذ لمجرد ان ان هذا الرجل المتعجرف شاهدها تبتسم لجوناس ، وجد فى هذه الابتسامة دليلا على انها تعض النواجذ اشتياقا لان تاخذه الى منزلها .. ورت متصلبة : لقد قلت لك اننا مجرد صديقين .. نحن لسنا الان ، ولم تكن يوما عشيقين .. ولو استطعت ان ترفع مستوى تفكيرك عن الارض ، لصدقتنى 0
-ولو انك شاهدت من هذا العالم ما شاهته ، لعرفت اننى لايمكن ان ابتلع هذه الاكذوبة 0
عدائيته لها ، لم يؤثر ، ولاباية طريقة على رشاقته فى الرقص ، فاستدار بها دورة رائعة ، استطاعت ان تلحق بها بدون انزعاج .. ومع ذلك انفجرت : اووه .. صدق ما شئت .. اللعنة عليك !
دون انتظار رايه فيما سمع تابعت بحدة : وبما انك رجل واسع الافق ، لااعتقد ان وجودك الان مع ايلين هنا ، يعنى انك قد ترضى بمجرد الامساك بالايدى حين تعيدها الى منزلها هذه الليلة !
فى سرها ، علمت لوار ان هذا كلاما شريرا ، لكنه تندم عليه . لماذا يظن نفسه قادرا على ان يقول لها مايريده ولايتلقى الرد المناسب ؟ حين تراجع عنها قليلا لينظر الى وجهها ، توقعت ان يوبخها على كلامها ، لكنها رات ان الغضب قد زال عن وجهه وظنت النظرة التى ظهرت فوقه الان ، نظرة حيرة .. وسالها ببطء : الا تعرفين ان ايلين هى ابنة خالى ، وان نيكولاس ماكداف هو شقيق امى ، وان عائلتينا كانتا متماسكتين ؟
النظرة التى كانت فى عينى لوارا اخبرته انها لم تكن تعلم .. وانتهى اللحن الذى كانت الفرقة تعزفه ، لكن روب لم يبعد ذراعه عنها ، بل وقف ينظر اليها ، وتبادله النظر .. ثم عادت الموسيقى ، وعادوا الرقص مجددا ، على لحن سلو ناعم اخر 0
ما قاله لها بدا يستقر فى ذهنها ، فقالت : لم يكن لدى فكرة 0
صمت روب وهو يقود خطواتها وفقا لوقع الموسيقى .. واحست بمعنوياتها تنخفض .. لم تكن تفكر ابدا انها ستواجه معركة شرسة للحفاظ على وظيفتها ، بعد ان عرفت الان ان ايلين هى المحرك الاساسى وراء محاولة صرفها من العمل .. لكن .. ما هى فرصها الان بعد ان عرفت كذلك ان ايلين ليست صديقة عادية لروب ، بل هى احد افراد عائلته ؟ ولطالما كانا متقاربين كما قال ! تذكرت انه قال لها انه يعترض بشدة على ان يتعرض للضغط فى كل مناسبة للتخلص منها . ثم قال انه لاسباب اخرى هى روابطة العائلية .. ومع ان شخصا فى مثل مركزه قد يتمكن من قول لا ، ويعنى ما يقول ، كان لبعض افراد الاسرة امتيازا خاصا .. ساعتها تلك الا موجودة للتصرف على اساسها 0

dede77 21-02-10 10:25 PM

سالته وهى تتابع التفكير : ايلين تريد طردى ايضا ، اليس كذلك ؟
-هذا ليس بالامر الغريب .. اليس كذلك ؟
هاقد عاد الى تفكيره الاصلى بانها عشيقة جوناس .. ووجدت انها ستضيع انفاسها فى تكرار ما قالته سابقا .. يمكنها الانكار حتى تكاد تختنق .. ولن تصدقها .. لكنها قالت محتجة : ايلين هى التى تركت جوناس ، وليس العكس 0
رد بحدة : ما من امرأة فى مستوى ايلين ، تبقى مع زوجها بعد ان يبدا بالعبث 0
-لكن ..
كانت تحاول ان تقول له انها واثقة من حب جوناس لزوجته ، وانها لاتظن ابدا انه كان يعبث .. لكن صدمة باردة هزتها قبل ان تكمل كلامها ، بعد ان استوعبت ان مايقوله روب ماكفرسون هو انها وجوناس ، كانا على علاقة ، حتى قبل ان تتركه ايلين . احست بالغضب يشتعل من جديد .. بدات الكلام : انتظر لحظة الان ..
كانت ستقول له بكل صراحة ان ايلين تركته قبل ثلاثة اشهر من تعرفها اليه .. لكن روب قاطعها مهاجما : لا .. انتظرى انت لحظة ! واضح لى ان ايلين نادمة على تركها لزوجها .. وواضح اكثر واقع انها تريد العودة ...
سالته لوارا تقاطعه : وما الذى يجعل من الواضح لك انها تريد العودة اليه ؟
لم تكن تصدق كلامه ، فايلين يمكنها العودة الى جوناس ساعة تشاء ، ونعرف هذا . لو انها ليست عنيدة حول اصرارها فى ان ترى زوجها يدخل مجلس ادارة شركة دارموند .. لتمكنت ...
قاطع روب افكارها : انها لم تستطع الانتظار لتراه الليلة ...
هذا واضح لوارا انه لا يعرف شيئا عن ان ايلين رفضت دعوة جوناس للعشاء .. واكمل روب كلامه : اضطررت للاتصال بوالد ايلين لمسالة طارئة . وحين انهيت مكالمتى معه ، دخلت ايلين على الخط تقول انها تشعر بالاحباط وتطلب ان اخذها الى العشاء .. ولم افكر بشئ ، فهى تطلب منى دائما ان اخرجها معى .. لكن ما ان رايتكِ ، حتى علمت ان بريستونز ليس بعيدا عن المكان . وحين اقترحت اجتماعنا نحن الاربعة ، عرفت لماذا اختارت هذا المطعم بالذات .. وكما قلت ، لم تكن قادرة على الانتظار لتراه 0
استمعت لوارا الى ما قاله ، وكادت تكشف له انها لا تستطيع تصديق قصته ، لانها تعرف ان جوناس اتصل بزوجته قبل ان تتكلم هذه معه لتطلب منه اخراجها الى العشاء .. لكنها لاحظت شيئا لم تلاحظه هو ، ولايمكن ان يكون قد راه ..لان ايلين لم تكن تجد من المناسب ان تخبره ان جوناس كان دائم الاتصال بها .. وعرفت بالضبط ما هى اللعبة التى تلعبها ايلين 0
استنتجت لوارا ، ان ايلين قد تكون راغبة فى رؤية جوناس ، لكنها كانت ترغب فى ايقاع الالم بجوناس .. وتمكنت لوارا ان ترى ما لم يستطع روب ان يراه بسبب جهله بالترتيبات السابقة والغاء ابنة خاله لموعدها مع زوجها ، فايلين قد حصلت على فرصة نادرة فى ان تصيب عصفورين بحجر واحد .. فقد كانت تعرف ان جوناس قد حجز طاولة فى هذا المطعم ، وعرفت حين اتصلت به مجددا لالغاء الموعد انه سيتصل بلوارا لياتى بها معه .. وبمجيئها الى هنا مع روب ، امنت لنفسها ان لاترى جوناس فحسب ، بل ان تجعل رئيس مجلس ادارة دارموند يصدق ان الشخص الوحيد الذى لم يستطع جوناس انتظار رؤيته حين عاد من سفره هو لوارا ويلكنسون . وانه لم يفكر البتة بزوجته . كما انها لم تضع وقتا فى ابراز هذه النقطة حين سالته بطريقة عفوية مزيفة : هل عدت اليوم ؟ وكانها لاتعرف !

dede77 23-02-10 08:53 PM

ادارها بين ذراعيه وهو يراقصها ، بحيث استطاعت رؤية الطاولة حيث يجلس جوناس وايلين .. امام ذهولها ، شاهدتهما يضحكان على شئ قاله واحد منهما .. ويبدوان كان لا وجود لاحد غيرهما . ثم قادها روب بحيث لم تعد تراهما . وسمعت صوته فوق راسها يسال : الا يمكنك تركه يا فتاة ؟
سؤاله لم يكن ساخرا ولاباردا .. وبينما حاولت معرفة ما تعنيه لهجته ، اذركت ، بصدمة كالصاعقة ، انها الشفقة 0
ذهلت .. الشفقة ! يالهى .. انه مؤمن باننى احب جوناس حقا .. ! وان رؤيتى لهما متفقان كدرتنى ! وكيف له ان يعرف ان احدى اعز الامنيات على قلبها ان تعود ايلين الى جوناس ، ليعود جوناس سعيدا مرة اخرى 0
كانت الفرقة تعزف اخر شطر من اللحن ، وتوقفت الموسيقى .. لوارا لم تكن قد تكلمت منذ طلب منها روب ان تترك جوناس وشانه .. لكنها وهى تترك نصف دائرة ذراعه ، احست ان الذراع الاخرى المحيطة بخصرها ، ترفض ان تتركها . فرفعت نظرها اليه لترى ان اى شفقة كانت قد احست بها فى لهجته قد اصبحت من الماضى .. وقال يحثها : اتركيه لوارا .. بابتعادك عنه قد تكون هناك فرصة لحل خلافاتهما 0
ارادت ان تنتزع نفسها من ذراعه ، لكنها لم ترغب ان يشهد احد صراعا لا طائل وراءه لو حاول التمسك بها .. اهناك فعلا فرصة لاصلاح الخلافات ؟ فجاة احست بنفاذ الصبر حيال الجميع ، بمن فيهم جوناس .. فهى ليست ابدا العقدة امام المنشار 0
لم تستطع ان ترى نفسها فى صورة المرأة الاخرى ، واسقمتها الصورة التى رسمها لها روب ماكفرسون . فصاحت بحدة : حسنا جدا .. بامكان ايلين ان تحصل على فرصتها مع جوناس .. وبما انك فجاة انقلبت الى مصلح اجتماعى وتحس بحاجتك الى عمل الخير .. بامكانك اعادتى الى منزلى ، وبما انك انت العبقرى .. فكر بشئ تقوله لجوناس 0
تركها روب ، ونظره حادة تعلو وجهه : يالهى .. كم انت واثقة منه ! ام انك .. ترين فى سمكة اكبر للاصطياد ؟
كيف تمكنت من اطفاء غضبها ، لم تكن تدرى .. لكنها توجهت الى طاولتهم غير عابئعة بما اذا كان لحق بها ام لا ، وهى تقول : انا واثقة انك دائما تحتفظ معك بحذاء الركض ، حيثما تذهب 0
لم تتوقع ان يلتقط روب القفاز الذى رمته فى وجهه فى فورة الغضب ، ويقبل التحدى .. لكنها وقبل ان تتمكن من استعادة مقعدها ، ذهلت حين جذبتها يده من ذراعها توقفها ، وسمعته يقول لجوناس انه سيوصلها الى البيت 0
لم تعرف كيف تمكنت من اخفاء ذهولها وهى تسمعه يلتقط كذبتها التى بداتها حول زيارتها له بعد الظهر ويدعى ان الاوراق التى جاءت لاجلها الى الشركة ، اخذتها معها الى المنزل .. وكان يقول لجوناس بثقة وسهولة ، انه اكتشف وهو يراقصها انه بحاجة الى تلك الاوراق لاجتماع صباحى مبكر . وانها لن تتمكن من ايصالها له فى الوقت المحدد غدا 0
كيف تمكنت لوارا من ان تخفى ذهشتها امام سهولة كذبه .. وعرفت ان تالقه قد اكتمل بقوله : اتمانع فى ايصال ايلين الى منزلها لاجلى ؟

dede77 23-02-10 08:54 PM

بعد جلوس لوارا الى جانب روب فى سيارته واتجاهه بها نحو شقتها ، قالت له : حسنا جدا .. عرفت الان انك عبقرى 0
لم تكن تعنى ان تطريه .. ولم تبد ملاحظتها سوى ساخرة .. لكن هذا لم يزعجه .. بل قال : التواضع يمنعنى من موافقتك تماما 0
لم تشعر لوارا يوما بمثل هذه الرغبة فى ضرب رجل . ولما تبقى من الطريق ، ابقت كلامها معه مختصرا بارشاده الى الطريق .. بعد ان اوقف السيارة سالها : هل لى ان ادخل معك ؟
لم ترد عليه .. تعرف انه سيجد فى عدم ردها الرفض المطلق .. لكن ، راعها ان تجد انه فسر سكوتها بالموافقة .. ووجدته يغادر السيارة ويصعد السلم الى الباب الرئيسى معها ... فتنفست بعمق فى جهد للسيطرة على سخطها المتصاعد ، ودست المفتاح فى باب المدخل الرئيسى ، واستدارت لتقول له عمت مساء بطريقة حازمة تصرفه عنها .. لكنه دفع الباب وساعدها على الدخول ، مضيئا المصباح ، ثم استدار ليقفل الباب ثانية 0
قالت مجددا ، وبحزم : عمت مساء .. سيد ماكفرسون !
-ساوصلك الى باب شقتك 0
واحست بحلقة المفاتيح تنتزع من يدها ، واشار اليها لتتقدمه 0
سارت امامه الى الطابق الاول حيث شقتها الصغيرة ، ووقفت تشحذ اسنانها وهو يفتح الباب ، ويتراجع ليتركها تمر امامه .. يداهما وصلتا الى مفتاح النور معا ، واحست بقشعريرة لمسته فى الوقت نفسه غمر فيه النور غرفة جلوسها . فسارعت لابعاد يدها عن يده ، لكنه لم يترك لها يدها .. بل اقفل الباب ونظر حوله الى الغرفة الصغيرة النظيفة الانيقة ، وهو لايزال ممسكا بيدها . فقالت له : ايمكن ان استعد يدى؟
مشاعرها المتزايدة اضطرابا كانت تشتد تذبذبا حين تستقر عيناه على شفتيها ... يالهى لا تدعه يبدا شيئا معها .. لكنها لم تكن واثقة من ان اضطرابها هذا كان بسبب خوفها على وظيفتها ، ام انه بسبب شئ ما فى نظرته اليها ... تلك النظرة كانت تقول لها انه نادرا ما يواجه الرفض فى مثل هذه المواقف 0
قال لها ، دون الاذعان لطلبها : انها يد جميلة جدا 0
رفعها يتفحصها اكثر ، قبل ان يضعها على فمه يلامسها بشفتيه .. حاولت لوارا سحبها .. كانت تحس بلهيب غريب من المشاعر غير مرغوب فيها وغير مفهومة لها ، بعد ان رفض ترك يدها ، واستغل الموقف ليقربها اليه اكثر 0
-انا ... انا ... اظن من الافضل ان تذهب الان سيد ماكفرسون 0
كرهت سماع صوتها القاسى اكثر مما كانت تنوى . لكنه رد عليها بنعومة يصحح لها كلامها : روب ... ووجهك جميل يماثل يديك الجميلتين لوارا 0
شدها اكثر ، فاضطرت الى التقدم خطوة ، جعلتها تقترب اكثر 0
-اسم .. اسمع ... سيد ماكفرسون ..
-هس !

dede77 23-02-10 08:54 PM

ماكانت تتوقعه ، ما كان جزء من عقلها يود قوله ، بدا يحدث .. فقد احنى روب راسه باتجاه وجهها ... ففتحت فمها محتجة ، لكنها لم تستطع فعل اكثر من هذا ، واحست لوارا ان عناقه هذا غريب عن كل ما اختبرته فى حياتها 0
حاولت بكل طاقتها مقاومته . لكن ما ان اطبقت ذراعاه عليها ، حتى واجهت اقسى عمل تقوم به وهو ان لا تستسلم . ارتفعت يداها تلتفان حوله وعلمت انها لم تعد تفكر0
لكن الفتاة التى عرفتها فى نفسها دائما ، تراجعت ، خائفة مما قد يقود كل هذا اليه .. واساء فهم حركتها ، فقال هامسا فى اذنها : انسى امر بريستونز 0
سماعها اسم جوناس ، جعل مشاعرها تتفكك وتتضح بعد ان تذكرت ما قاله روب وهما يرقصان : يالهى كم انت واثقة منه ! ام انك ترين فى سمكة اكبر للاصطياد ؟ اهذا ما يعنيه من كل ما يفعل الان ؟ ايظن ان تحديها الطائش له بان يوصلها الى بيتها يعنى له انها لن تمانع فى ترك جوناس من اجل لقطة اكبر ؟ واذا كان هذا ظنه ، فلماذا يظهر لها دليل على انه يجاربها فى لعبتها ، وبكل وعى منه ؟
طافت هذه الافكار فى راسها ، لتصل الى توقف كامل ، حين احست باصابعه تعبث بسحاب فستانها . لمسته خبيرة ، بحيث لم تشعر بها على الفور ، وجمدت ، ثم قالت ببرود : يمكنك ان تعيد السحاب مكانه 0
على الفور توقف وتراجع ينظر اليها . تعبير وجهها المتجمد تركه من دون شك فى انها تعنى ما تقول ، هز كتفيه ، وعادت النظرة الساخرة الى عينيه : كما تشائين سيدتى ...
مما دفعها ، وياللاسف ، ان تعرف ، انه وفى وقت كان يجعل نبضات قلبها تتسارع حتى كاد قلبها ينفجر ، كان اغواؤه لها يتم بكل برودة اعصاب . وقال : اعتذر لوارا0
الطريقة التى اعتذر بها كانت مهينة ، فواضح ان تاثيرها عليه ، على الرغم من نوعية التاثير الذى كان له عليها ، كان طفيفا واكمل : يبدو ان طريقتى فى المغازلة ليست ما اعتدت عليه 0
لم تشك ابدا ان كلامه هذا مجرد اظهار اخر لما يعتقده عنها ، فاختلط غضبها مع المها ، لتقول متهورة : هذا صحيح بما يكفى .. فانا معتادة على .. كمال محدد ..
اى شئ اخر كانت تنوى قوله ضاع من راسها حين رات ان السخرية ماتت عن وجهه .. لقد قصدت ان تؤلمه ، وعرفت ان لذاعة تعليقها ، واستخدامها لكلمة الكمال ، قد اصابت الهدف 0
قال لها يكبح غضبه : ربما لم اكن لبقا كعادتى فى مثل هذا الموقف .. لكن مع اعطائك لى اشارة الانطلاق حين دعوتنى الى ان اوصلك الى منزلك .. وعلى الرغم من محاولتك الظهور كصعبة المنال ، ظننت نفسى قد وصلت ، دون حاجة الى اللباقة .. لكن ، بكمال ام بدونه ، ماكنت ستعترضين لولا اننى ذكرتك بان بريستونز يبدو لك استثمارا افضل منى على المدى الطويل 0
لم تشعر يوما بسعادة مماثلة لسعادتها الان اوقفته عند حده كما فعلت ... فهو لايحاول ابدا ان يخفى عنها انه سوف يسام بسرعة من اى شئ قد تقدمه له .. وزادت سعادتها حين اضاف : لولا اننى ذكرتك بالتزامك معه ، لسارت الامور بشكل مختلف .. ولما كان رفيق ليلك رجل متزوج 0

dede77 23-02-10 08:56 PM

لو انها تنوى جرحه بقولها له ان الكمال ينقصه ، فان انتقاده البارد لها ، ورايه الصريح باخلاقها كان اكثر ايلاما ، خصوصا وان هذه المرة هى الاولى التى تنسى فيها نفسها الى الحد الذى تتجاوب فيه مع رجل .. ازدراؤه الشديد لها جعلها تحس بالغثيان .. ثم ادركت فجاة ، وبوضوح ، الرد على ما كان يحيرها منذ دقائق .. الرد عليه بانه سمح لنفسه ، وحسب ظنه بها ، بان تستغله . وهو يظن انها تجرى خلف رجل يتفوق على جوناس فى خبرته مع النساء .. هذا الرد اصبح فجاة شديد الوضوح . وشاهدته يتقدم نحو الباب ، وعرفت انه مستعد للرحيل بعد ان قال ما يريد قوله ، فقالت له : كنت تحاول اخراج جوناس من حياتى ، اليس كذلك ؟ظننت اننى لو استسلمت لك ، فكل ما عليك ان تفعله هو ان تخبره فى الغد بما جرى ، وما ان يعرف ذلك حتى تنهى علاقتنا فورا 0
استدار روب ، واذا كان غاضبا ، فقد زال غضبه الان .. وقال ساخرا : لكنك لست على علاقة معه .. صحيح ؟ بكل تاكيد انتما مجرد صديقين ؟
الاحساس بالغثيان الذى اخذته لوارا معها الى الفراش كان لايزال معها حين استيقظت فى الصباح التالى . تذكرت مرة اخرى ما حدث بينها وبين روب ليلة امس . كانت تامل ان تكون مشاعرها قد خمدت قليلا بعد بضع ساعات من النوم ، لكنها وجدت ان ذلك لم يحدث وهى تتساءل مرة اخرى ماذا دهاها معه 0
لم يكن فى الرجل اى شئ يعجبها .. لطالما كانت تفكر ، وانها وحين ياتى الوقت ، وتجد الرجل الذى تمنحه قلبها ، سيكون ذلك الرجل لطيفا ، محبا ، ورقيقا . كانت تؤمن ان الاحساس بالرغبة فى ان تبقى بين ذراعيه لاختبار المزيد ، سيحصل حين تكون قد اعتادت على ذلك الرجل لبعض الوقت وعرفته اكثر . وان تكون نظرتهما المشتركة لبعضهما ، وببطء متدرج ، قد وصلت الى مرحلة ياخذ حبهما المشترك فيها مسيرته الطبيعية ... روب ماكفرسون ، لم تعرفه سوى منذ اقل من اثنتى عشرة ساعة .. رجل لم يكن لطيفا ، ولامحبا ، ولارقيقا . اخذها بين ذراعيه ، ليقلب كل نظرياتها عن الحب راسا على عقب 0
ماذا عن ردة فعلها ؟ خرجت من السرير بسرعة ، واخذت تدور فى شقتها تستعد للذهاب الى المكتب ، لتهرب من افكارها . لكن لامجال للهرب . كانت الافكار تربط مرفقيها وهى تستحم ، ترتدى ملابسها ، وتمسك بخناقها . هل كانت هى نفسها حقا تلك التى تصرفت ليلة امس ؟ ابتلعت قليلا من القهوة الساخنة ، لتحصل على لحظات قليلة من الراحة من افكارها المعذبة . لكن سرعان ما عادت تلك الافكار الى التزاحم . المشاعر التى احستها ليلة امس كانت خارج اطار اى تجربة اختبرتها من قبل ... اوه ... صحيح انها عرفت رجالا من قبل ، لكنها دائما كان لها تحفظ محدد معهم .. ولم يكن من عاداتها العبث معهم .. ليس هذا من طبيعتها .. او هكذا كانت تظن 0
احست بالعرق البارد يتصبب من جسدها وهى تتابع افكارها .. ماذا لو رفض روب ان يتقبل رفضها ؟ ماذا لو انه كشف محاولاته ، وتجاهل احتجاجاتها ، وتابع ما كان يفعله ؟ اكان من الممكن ان يتداعى كل ما امنت به ، ماذا لو استطاع ان يتغلب على مقاومتها ؟ ماذا ؟ لابد انه كان سيضحك بسخافة اعجابا بنفسه هذا الصباح ! ولكان قد عرف انها كانت تقول الحقيقة حين قالت له انها ليست عشيقة جوناس .. ولكان عرف انها لم تكن عشيقة لاى رجل 0

dede77 23-02-10 08:57 PM

ركزت لوارا بقسوة على عملها ، وهى تحس بالفرح لوجود ما يشغلها عن التفكير ، الى ان رن جرس الهاتف ... وقال لها الصوت من الناحية الاخرى : آه .. لوارا 0
انه صوت الرجل الذى احتكر الكثير من افكارها وبعد وقت قصير من معرفتها به .. وتابع الصوت الكريه يقول ساخرا : هل حاولت الخلاص منى بالنوم ؟
ابتلعت ريقها ، وتمسكت بافضل ما تدربت عليه كسكرتيرة ، لتقول ببرود : صباح الخير سيد ماكفرسون 0
ليلة امس كانت تناديه روب .. وكادت تفقد سيطرتها على نفسها لكنها سارعت للتشبث بها : هل استطيع مساعدتك ؟
رد ساخرا : بكل تاكيد 0
تبع ذلك صمت قصير ، ربما كان ينظر خلاله ان تفهم كلامه ذو الحدين .. واشتد ضغط شفتيها الى ان اصبحتا خطا مستقيما ، لكنهما سرعان ما انفرجتا جناحين تابع كلامه : تعالى الى هنا فى اسرع وقت ممكن .. انت فتاة طيبة 0
اوه .. يالله ، الن تتغلب ابدا على قلقها حول مسالة صرفها من العمل ؟ وسالت رئيس مجلس ادارة دارموند ، وهى تدرك تماما انه لا يتوقع من احد ان يتساءل حول اوامره : لماذا ؟
-استطيع ان اقول ، لاننى اقول لك هذا . لكن ولانك على الارجح مضطربة ، وتودين انهاء اعمال ناقصة فى مكتبك ، ولانك لن تعودى ...
لن تعود ؟ ما ان تفهمت هذه الكلمة ، حتى تحطمت كل محاولاتها للتماسك . واصبحت كل مشاعرها متوترة بعد ان عرفت انها لن تعود الى مكتبها فى شركة غولدر وبروك .. فقاطعته قبل ان يكمل : اذا كنت تظن اننى ساقطع المدينة لمجرد ان تقول لى اننى مصروفة من العمل .. بامكانك التفكير ثانية سيد ماكفرسون !
لم تعد لحظتها تفكر ، وكانت الكلمات تتدفق منها دون وعى .. واكملت : واستطيع ان اقول لك ، ان ظنى بشركتك ليس بالجيد مهما كانت كبيرة . خصوصا وانك قادر على ان تعود بسهولة عن وعد قطعته للسيد غولدر ثم تتخلص من موظفيه لحظة يدير ظهره !
كان الغضب قد تملكها تماما .. اهذا هو الرجل الذى احتواها بين ذراعيه ليلة امس ؟ عاد الغثيان يتملكها مجددا وهى تتذكر كيف استطاع ، دون الرجال ، ان يثير فيها مشاعرا لم تكن تعرف بوجودها ... ثم وبعد اقل من اثنتى عشرة ساعة ، يطردها من عملها ... غيظها من افكارها ، مختلطا مع الذعر ، من انها لن تستطيع الوفاء بالتزماتها لعائلتها ، انساها واقع ان ما من احد يجرؤ ابدا على التحدث هكذا مع روب ماكفرسون .. واكملت تهدر بالغضب : ورايى فيك هو انك اقل من لاشئ روب ماكفرسون ، فانت الضعيف الارادة تستسلم امام الضغط ، الضغط الجائر ، من الاقاربك ، الذين لايملكون الجراة وحسن الادب لمواجهتى شخصيا ...
كانت على وشك ان تضيف انها لن تفكر بالعمل فى شركته لدقيقة اخرى حتى ولو ضاعف مرتبها ، لكنها صمتت قبل ان تكمل كلامها عندما جاءها صوت راعد من الطرف الاخر : اخرسى ! كلمة اخرى منك ستجعلنى اطردك حقا !
همست وصوتها يموت مع غضبها : اتعنى ...
-اخرسى واسمعى ! قلت لك بالامس انك ستكونى سكرتيرة لهيوز ماكدونالد حين يعود الى عمله اذا كان هذا ماتريدين . وبغض النظر عن اى ضغط عائلى ، لن اتراجع عن كلمتى ! والان ، انهى كل الاعمال العالقة امامك .. واحضرى الى هنا 0
-لكن .. لماذا ..
رد ببرود : لو تركتنى اقول لك قبل ان تنفجرى وتسيئى الى شخصيتى ، كنت ساقول لك .. ينقصنا بعض الموظفين هنا .. وستعملين حيث استطيع مراقيتك لفترة 0
-اعمل ... ؟
صاح متفجرا : تحركى !
واقفل الخط 0
هل جن ؟ اوه ... يالله .. انه غاضب جدا ! اعادت السماعة الى مكانها وهى شاحبة ، محاولة تذكر كل ما قالته .. هل قالت له حقا انها تحتقر دارموند ؟ هل قالت له حقا انها تظنه اقل من لاشئ ؟ لم تعد ترغب فى ان تتذكر المزيد ، لكنها لامته للتسبب فى اضطراب مشاعرها كما فعل ليلة امس .. كانت مستعدة للانفجار فى وجهه فى محاولة منها للانتقام من المشاعر التى اثارها فيها .. لكن .. اوه .. لو انها فقط انتظرت لتسمعه اولا ... هل وصفته حقا بضعيف الارادة ؟
ذلك الرجل الذى كان اقوى من ايلين امام ضغط اثنين من افراد عائلته ، ومن قال لها انهما مقربان له ؟

*****
انتهى الفصل قراءة ممتعة للجميع

dede77 24-02-10 10:44 PM

4- وذاب جبل الجليد 0
حين واصلت لوارا الى مكتب روب ماكفرسون بعد وقت من هذا قال لها : اغلقى الباب وراءك لوارا .. اتسمحين ؟ واجلسى .. وصلت فى وقت مناسب .. ظننتك حتى بعد الظهر 0
-لقد قلت لى تحركى !
اوه .. اجل .. وانت ، كما اظن ، قلت الكثير 0
كان صوته يكاد يكون متمدنا .. لكن يكاد فقط . لهجته هادئة ، لكنها احست بتصلب حديدى تحت لهجته التى تماثل صلابة فولاذ عينيه .. عرفت انه لن يدعها تنجو بفعلتها بسهولة . وقالت بحذر : لقد وقعت بالفعل ، قبل ان يدفعنى احد .. الم افعل ؟
لم يكن هذا حتى بداية اعتذار ، لكنه الحد الذى كانت مستعدة لان تصل اليه .. قال معلقا : بامكانك قول هذا ، وبامكانك الاعتذار بطريقة افضل كذلك 0
منتديات ليلاس
احست بقساوة الحديد فى صوته تقترب من السطح . لكن حين احست انه من الافضل لها ان تعطيه الاعتذار غير المتحفظ ، الذى يستحقه ، ويضغط ليحصل عليه ، تحرك شئ ما فى طبيعتها ، يجاهر بالرفض . فسالها : اتحسين بالالم لقول اسفة ؟ ام انك مؤمنة حقا اننى ضعيف الارادة ، ناكث للعهود ؟
عرفت انه يلاعبها لعبة القط والفار .. فهو لم ينس كلمة واحدة مما قالته له .. وهو يكرهها لمحاولة ارباكها .. حسنا .. انه لايعرف لوارا ويلكنسون جيدا ! وستكون ملعونة لو ارتبكت امام ضغطه ! ردت ببرود : لايؤلمنى البتة ان اقول اننى اسفة ، اكثر مما يؤلمك انت .. لااظن هذا 0
-اتقترحين اننى مدين لك باعتذار ؟ لماذا ؟ اظنك قلت بالامس انك لست غريبة عن تلقة الغزل من الرجال ، فهل اعتذر عن محاولة جعلك تنسين بريستونز لفترة قصيرة ؟ ام اعتذر عن جعلك تنسين نفسك ؟
-انسى نفسى ؟
-اتقولين انك لم تفعلى ؟
ردت لوارا بكل الثبات الذى تمكنت من جمعه : هذه النقطة ليست قيد البحث .. فما حدث بالامس يمكننا رده الى التجربة 0
-اذا انت لا تطلبين الاعتذار لنقص كفاءتى ؟ اذا لم يكن هذا لوارا ، فما الذى اعتذر عنه ؟
صاحت : تعرف جيدا .. حين تكون مستعدا للاعتذار عن كل الاتهامات الكاذبة التى رميتنى بها يوم امس .. وعن الاشياء التى قلتها ، عن كل ما تظنه بى ، ساعطيك ساعتها ....
-الا زلت مصممة على انك وبريستونز لستما سوى صديقين ؟
لم ترد عليه .. لم تر موجبا .. فقد مرا بكل هذا من قبل .. ثم ، وهى تجلس تفكر بسخف كل هذا ، وكم هى بائسة للحفاظ على وظيفتها ، وكيف ان روب ماكفرسون يقف بين نارين لطردها ، ولربما يتلقى يوميا التظلم ضد لوارا ويلكنسون ، مال الى الخلف فى كرسيه ، وبدا لها ، فى كل ذرة منه ، رجلا اكثر من قادر على ان يقرر ما يريد دون مساعدة خال او ابنة خال . وقال : ساعترف ان بعض الاشياء التى حدثت

dede77 24-02-10 10:45 PM

بالامس اعطتنى سببا للتفكير بانك لست متورطة مع بريستونز كما يظهر على السطح 0
على الفور ، ارتفعت معنوياتها .. لم تكن واثقة لماذا تقلقها امكانية شكه فى وجهة نظره السابقة حولها . ربما ، سبب هذا القلق ، هو اعتقادها انه لو صدقها فسيقف الى جانبها .. ويمكنه بذلك ان يقف فى وجه اى ضغط . لكن ، هناك مجرد تلميح منه بانه قد يصدقها . لذلك ، قبل ان تتنهد ارتياحا ، من الافضل لها ان تعرف ما الذى شهده ليلة امس ، ليدفع الشك الى نفسه 0
-قلت ان اشياء حدثت ...
-لو كنت تحبين بريستونز بعمق كما افترض ، فمن المستحيل ، حتى ولو كنت سكرتيرة موثوقة ، ان تخفى عنه مفاوضات استيلاء مجموعتى على غولدر وبروك . اعذرينى لصراحتى .. لكن هناك الكثير من اسرار كبيرة وخطيرة تتسرب فى الفراش 0
لم ينتظر ليرى ما اذا كانت تسامحه لصراحته بل اكمل : من ناحية اخرى ، لم تكن لديك فكرة عن علاقة عائلة ايلين بمؤسستنا ، او واقع انها ابنة خالى . وهذا يؤكد واقع انك عشيقته ، فالغبى وحده يخوض فى تفاصيل عائلة زوجته مه المرأة الاخرى . القليل من العشيقات يرغبن فى خوض مثل هذه التفاصيل ، لكن بريستونز ليس بالغبى 0
-يبدو لى مما قلته ، ان رايا يلغى الاخر ، وانك لازلت تصدق ما تتهمنى به .. ولاشئ اقوله ، او تلاحظه انت يجعلك تغير رايك 0
-هذا ما يبدو .. لكن هناك شئ حول الطريقة التى جعلتنى فيها اخذك الى منزلك ، يجعلنى اعتقد انك راغبة فى ان يتصالح بريستونز مع ايلين 0
ردت بحدة وهى تتذكر ما قال لها : مع انك ظننت ساعتها اننى ما قمت باقتراحى هذا الا لاننى اعتقد ان ايلين لاتنافسنى ؟ وكنت تظننى كذلك كذلك اسعى الى لقطة اكبر ؟ وكنت وقحا فى قولك هذا .. كما اذكر . قلت بصراحة انك تظننى اسعى خلفك 0
-صحيح .. لقد خطرت لى الفكرة ، لكنك خذلتنى بشدة لوارا . ولم تلعبى معى حسب القواعد .. توقفت حين بدات الامور تبدو .. مثيرة للاهتمام 0
لم ترغب لوارا العودة الى هذا الموضوع .. مع انها كانت لا ترغب كذلك فى ان تسعل لتجلى حنجرتها قبل ان تقول : اجل .. حسنا .. لكن هذا كله لايهم .. اليس كذلك ؟ لدى وعد منك بان وظيفتى مؤمنة ، وكل ماعدا هذا خارج ..
سالها بهدوء : اتؤمنين بوعدى ؟
لانها تؤمن بكلمته ، ومع انها قررت بثبات ان لاتعتذر اكثر مما فعلت وجدت نفسها ترد : اجل .. اجل .. اؤمن بوعدك .. واسفة لاننى قلت لك تلك الاشياء الشنيعة هذا الصباح .. وعذرى الوحيد ان هذه الوظيفة تعنى لى الكثير ...
ادركت متاخرة انها قالت اكثر مما كانت تنوى ، واملت ان لايسالها روب لماذا تعنى لها هذه الوظيفة الكثير ..فلا نيه لديها لتقول له ، خصوصا وان الاهمية الاكبر لديها كانت المرتب الذى تتقاضاه 0

dede77 24-02-10 10:46 PM

لكنه لم يسالها .. لكنها لو كانت تامل فى اعتذار ، فهو لم يكن مستعدا له فمع وجود الشك فى ذهنه ، لن ينقلب الى التصديق الكامل بان علاقتها مع جوناس هى مجرد صداقة 0
سالها يغير الموضوع : هل تمتعت بعملك مع السيد غولدر ؟
-كثيرا 0
-فى هذه الحالة ، دعينا نامل ان تتمتعى بالعمل الذى ستقومين به لى 0
-اتعنى العمل الذى ساقوم به فى هذا المبنى ؟
-لا .. لقد ادخلت السيدة شارب الى المستشفى لالتهاب الزائدة لديها ..ووجدت نفسى مؤقتا دون سكرتيرة .. وانت ، لوارا ، اخترتك لملء الفراغ 0
-لكن .. لكن ..
كانت تعلم انها تفتح فمها بغباء والمعلومة تغوص فى فهمها .. هاك ! انت سكرتيرة لرئيس مجلس الادارة ! وسترى رجلا تعرف انها لاتميل اليه ، كل يوم ! واكملت : لكن .. لابد ان لديك سكرتيرات اخريات يمكنك استدعائهن ؟
رد روب ماكفرسون ، يجتذب كل ذرة من السعادة من ملامحها المشدوهة : هذا صحيح . لكن كما قلت لك على الهاتف لوارا ، اريدك حيث استطيع ان اراك 0
اوه .. اين هى حنكتها الان وهى بامس الحاجة اليها ؟
قبل ان تتمكن من البدء فى فهم ما يعنيه ، او حتى ان تقول له ان العمل كسكرتيرة موثوقة للسيد غولدر لايمكن مقارنته مع عالم روب ماكفرسون الرفيع المستوى الذى يدفعها اليه ، كان قد وقف عن كرسيه ، يشير اليها ان تتبعه الى المكتب الذى كانت تحتله السيدة شارب 0
تلك الليلة ، ذهبت لوارا الى منزلها بعد اختبار القليل مما يعنيه ان تكون سكرتيرة لرئيس مجلس ادارة مؤسسة بضخامة دارموند .. كانت تعتقد انها ابلت بلاء حسنا ، لكن عليها ان تعترف ، وبعد قضاء بعد ظهر يوم واحد من الرد على المكالمات الهاتفية والتى كانت تتوارد اليها كل دقيقة ، منذ دخل روب الى اجتماع ما ، هذا عدا المراسلات التى كان عليها نسخها عن الة التسجيل ، المتراكمة منذ غياب السكرتيرة السابقة ، ان ذلك كان امر متعبا تماما 0
تلك الليلة اطالت فترة بقائها تتناول وجبتها .. تحتاج الى وقت لتعيد شحن بطارياتها .. ثم ، استعاد عقلها الصحيح ، وجسدها القوى عافيتهما ، فانطلقت تغسل الصحوب ، وتفكيرها يجوب فى احداث اليوم 0
ركزت افكارها على جوناس ، فقد اخذ روب ماكفرسون الكثير من وقت تفكيرها ، كان يجب ان تفكر فى وضع جوناس منذ ليلة امس .. اكتشاف تلك الاحاسيس التى اثارها فيها روب ، حمل اى تفكير اخر الى النسيان .. لكن ، الان امامها تفكير جدى 0
ماذا قال لها روب ؟ قال : عدم وجودها على مقربة من جوناس قد يعطيه فرصة لتسوية خلافاته الزوجية . انها فكرة رهيبة ، اذا كانت صحيحة ، ان تكون هى من تمنع عودتهما الى بعضهما .. لكنها لاتستطيع تصديق هذا .. ايمكنها ؟ كرهت روب ماكفرسون لانه زرع ذلك الشك فى راسها ..فاذا كانت ايلين لاتزال تحب جوناس ،

dede77 24-02-10 10:47 PM

كما يؤكد روب ، لكانت امامها طرق كثيرة لاظهار هذا الحب ، فى ثلاث مناسبات ، خلال الاشهر الستة المنصرمة ، حين كان جوناس يكاد يطير فرحا لمجرد ان ايلين وافقت على الخروج معه ...
فالسعادة تلك انقلبت الى ياس فى اخر لحظة لانها تراجعت عن وعدها 0
تذكرت لوارا كم بدا جوناس وايلين ، سعيدين معا ليلة امس .. ربما تشغل بالها دون طائل .. وتذكرت انها توقعت مكالمة من جوناس اليوم ، ولا بد ان احد فى مكتبها القديم كان سيقول له اين يجدها ، كما توقعت فى ان يرغب فى مشاركتها الاخبار الجيدة ، او ان يقول لها ان ايلين عادت اليه .. او ربما ليقول ان الامور تبدو وردية اكثر .. وبما انه معتاد على الاتصال بها عندما يحس بالاحباط ، فمن الجيد سماع صوته وهو بعيد ...
اغلب الاشياء التى قالها روب لها ، عادت الى تفكيرها .. انه قطعا تحت انطباع مفاده بان ابنة خاله تركت جوناس بسببها .. الان .. من يمكن ان يكون اعطاه هذا الانطباع ؟ ايلين ، ام والدها ، قالا له انها كانت تعاشر جوناس فيما ايلين تعيش معه ، كى يستخدما هذا كدافع اضافى لصرفها من العمل ؟ كلاهما يريدانها خارجا ، هذا امر مؤكد .. ولن تنسى تلك النظرة على وجه ايلين ليلة امس 0
اسقمها ان تحس بان صداقتها البريئة مع جوناس قد فسرت فى بعض الاوساط على انها بعيدة عن البراءة . ولم تحب ان تبدو تلك الشريرة التى فى الوسط .. وعرفت انها تواجه مشكلة حقيقية ... افتراضا ، ان روب على حق ، وان صداقتها لجوناس هى التى تمنع ايلين من العودة اليها .. فلا مجال اذا الا ان تتوقف هذه الصداقة 0
قبل ان تخلد الى الفراش ، فكرت لوارا ان تتصل بجوناس ، لكنها تراجعت .. فاذا كان ، ولو فى منتصف الطريق للعودة ، فلا فائدة من ان تثير وكر الدبابير .. بان تخبره كلما قاله روب لها 0
دخلت سريرها باكرا ، لكنها سرعان ما غادرته حين خطرت لها فكرة التفتيش عن رقم نيكولاس ماكداف والاتصال بايلين ... ثم استبعدت الفكرة .. وعادت الى الاستلقاء وشد الاغطية فوق راسها .فبعد لقائها بايلين لمرة او مرتين ، هى واثقة انها لاتصدق حقا انها عشيقة جوناس .. ثم ، على اى حال ، لابد انها حدثت جوناس بالامر صراحة لو ان لديها ظلا من الشك . وسيؤكد لها جوناس ، انهما ليسا كذلك قطعا واغمضت لوارا عينيها وتفكيرها لايزال يدور ... من الافضل ان تنام .. فامامها يوم كامل فى الغد تواجهه فى دارموند 0

dede77 25-02-10 10:21 PM

فى الصباح التالى ، ومنذ لحظة دخولها المكتب ، الذى سيبقى مكتبها الى ان تعود السيدة شارب ، لم يعد لديها الوقت الكافى للتفكير بشئ سوى العمل . ووصل روب ماكفرسون فى التاسعة والنصف والقى عليها تحية الصباح صباح الخير لوارا بطريقة رسمية ، ثم دخل مكتبه 0
كانت تفضل لو انه اقفل بابه وراءه .. لكنه بعد ان افرغ محتويات حقيبة اوراقه على طاولته ناداها : ادخلى اتسمحين ؟
وفهمت لماذا ترك الباب مفتوحا 0
كان الباب مفتوحا كذلك يوم وصلت الى هنا ذلك الصباح . يومها كان سطح طاولته فارغا نظيفا .. لكنها الان ، وهى تدخل شاهدت ملفا بعد ملف ، مكومة فوق بعضها هناك .. وعرفت انه لابد قد ذهب الى النوم متاخرا ليكمل العمل المتاخر 0
تركت عيناها الطاولة ، لتجد عينيه تتفحصانها . لاتعتقد انه سيجد اى خطا فى مظهرها ، فقد اعتنت بانتقاء الملابس ، والبذلة الكحلية بالبنطلون كانت تكشف مدى طول ساقيها ، وتناسبها مع جسدها . لكنها احست فجاة بالحرج حين بدا غير مستعجل للتوقف عن تفرسه فيها .. وقالت لول شئ خطر بالها ، وعيناها تبتعدان عن عينيه الى كومة الاوراق على مكتبه : لابد انك لم تنم باكرا ليلة امس 0
اختار روب ان يتظاهر بعدم فهمها .. وقال : اوه .. لن اقول هذا .. انادمة انك لم تكونى انت السبب لوارا ؟
كاد فمها يفغر ذهولا حين تفهمت ما يفكر به . ثم شدت شفتيها بحزم ، ونظرت اليه لترى ان عينيه تتقدان بالعفرتة واحست بالتوق لضربه ، لكنها قالت بعذوبة : من حسن حظك ان بعضا من ... صديقاتك .. معتادات على النظام اكثر منى 0
-اوه .. انت تعرفين قواعد النظام مع انك تميلين الى الغش قليلا 0
اشتدت قبضتاها الى جانبيها .. فكلامه اشارة الى واقع انه يعتقد انها تغش ، وتلعب اللعبة مع رجل متزوج .. وردت ببرودة تحتاج الى كل قوة ارادتها كى لا تضربه على الرغم من النتائج 0
-كنت اشير الى كمية العمل الذى لابد انك اكملته ليلة امس 0
عرف انها قررت ان لاتجاريه اكثر ، او ربما سئمت من التلاعب فقال لها : آه .. اجل .. العمل .. فلنبدا به ، لدينا الكثير لتكمله . هل جئت معك بدفتر الملاحظات ؟
-الن تسجل ما تريد املاءه ؟
الايمكنك كتابة الاختزال ؟
دون رد ، عادت الى طاولتها تحضر دفتر الملاحظات ، توبخ نفسها على عدم التفكير قبل ان تتكلم . لقد شاهدت السيدة شارب من قبل تنقل عن دفتر الملاحظات ، وتذكرت انها قالت ، ان روب لايستخدم التسجيل دائما 0
بعد انقضاء الصباح خرج من المكتب قائلا انه قائلا انه لن يعود قبل ان تخرج لساعة الغداء ، وانها يمكن ان تترك اية رسائل تصله على شريط مسجل حيث سيعيد سماعها 0
تنفست بارتياح حين خرج ، مسرورة ان تكون لوحدها ، فهى لا تزال جديدة هنا لتنسى وجوده فى المكتب المجاور .. لكنها احست بالتوتر وهى تسجل له الرسائل ،

dede77 25-02-10 10:21 PM

حين ردت على مكالمة بصوت نسائى مثير ، قال لها الصوت حين علمت صاحبته ان روب غير موجود ، ان لارسالة له ، ثم عادت لتغير رايها حيث سجلت لوارا كلمة : جوانا بيرنجيه اتصلت تقول لك : شكرا كثيرا على الامسية المكتملة روعة .. ايمكنك الاتصال بها ؟ ونسيت لوارا فيما بعد الرسالة المثيرة ولم تعد تذكر سوى الترنيم الموسيقى للصوت 0
كان روب يجلس وراء طاولته حين عادت من الغداء ، والباب بين المكتبين مفتوح .. وعلمت انه لابد وقد اعاد الاستماع الى التسجيل ، لكن ، وبما انه لم يذكر هذا ، فلم تذكره كذلك 0
بوصول الساعة الى قرابة الخامسة ، كانت منغمسة فى عملها ، الذى وجدته مثيرا ، حتى انها لم تع الوقت الى ان سمعت روب يغادر مكتبه ، فرفعت راسها لتراه يقف امامها ، يسال : اتعملين وقتا اضافيا ؟
نظرت الى ساعتها ، ثم صاحت : الخامسة وعشر دقائق ! كيف مر بعد الظهر ؟
-اتتمتعين بعملك ؟
-لابد هذا 0
كانت تعرف مدى حبه للسخرية ، وتوقعت ان يلاقى ردها تعليقا ساخرا . فاعادت النظر اليه لترى ان تعابير وجهه ودودة ، وكانما يسعده ان لا تجد العمل له مملا . قال لها بصوت ودود مثل نظرته : من الافضل ان تعودى الى منزلك الان .. لقد كان يوما متعبا 0
وهذا ما اسعدها .. وتذكرت انه قال لها بان السيد غولدر لم يجد عيبا فى عملها .. فهل يعنى هذا ان روب ماكفرسون لم يستطع كذلك ان يجد عيبا فى عملها .. هذا ما املت به ، لانها لم تكن معتادة على العمل فى هذا المستوى الرفيع 0
لكنها لم ترغب فى ان تترك العمل واى شئ عالق فى الة الطباعة .. فقالت : سانهى هذه 0
-الديك موعد الليلة ؟
بالطبع .. هذا ليس من شانه ، لكن بما انهما كانا يتشاركان فى اول حوار سلمى بينهما كرهت ان تفسده بقول هذا له ، او حتى ان تكذب وتقول له نعم ، لدى موعد .. فهى تعرف انه لن يتردد فى ان يسالها ما اذا كان هذا الموعد مع جوناس 0
-لا .. ليس الليلة 0
انتظرت ، تتوقع ان تسمع مجددا تعليقا ساخرا ولو من دون سبب .. فمتى كان هذا يردعه ؟
اعادت النظر اليه لتجد قسمات وجهه لازالت ودودة حتى انه كان يبتسم لها وكانما واقع انها لن ترى جوناس الليلة يسعده .. حسنا .. يجب ان يسعده .. اليس كذلك ؟ فكرت بعمق : انه الان مسلح بمعلومة ، لو احتاجها نيكولاس ماكداف ، بان سكرتيرته المؤقتة لاتقابل صهره كل ليلة . فسالته تتابع افكارها : ايعلم السيد ماكداف اننى اعمل هنا ؟
غادرته الابتسامة حتى ظنت ان هناك كلمات غير مؤدبة جرت بينهما حول هذا الموضوع : طبعا 0منتديات ليلاس

dede77 25-02-10 10:22 PM

ردت بهدوء ، بكلمة دون تفكير : اوه .. ربما كان من الافضل ان يبقى جاهلا الامر0
لقد تفوهت بكلام خاطئ .. عرفت هذا بعد ان قالت ما قالت .. فلماذا قالته ؟ لاحظت ان اى دليل على الودية قد اختفى عن وجهه .. ولماذا يهمها ان يعرف نيكولاس ماكداف ام لا ؟ ثم ادركت ان مايكمن وراء تفكيرها هذا ، هو لو ان روب ترك خاله جاهلا بوجودها هنا ، لكان هذا انقذه من شئ من غضب خاله .. وقال لها باختصار وبرود : حين تعرفيننى افضل ، ستعرفين اننى لا اخفى عن اعضاء مجلس ادارتى ولا عائلتى ، اى قرار اتخذه ، وقد اتلقى انتقادا لاجله 0
وتركها الى مكتبه فاحست بالسرور لانه تركها ، لتعود الى طباعتها .. وحين انتهت ، غادرت المكتب دون ان تودعه 0
قررت بشدة : من الان وصاعدا ، علاقتها معه ستكون عملية تماما .. واذا اخطات ثانية وظنت انها شاهدت بريق لطف او مودة فى عينيه ، يجب ان تصرف النظر عن الامر فورا .. وفى المرة القادمة التى يسالها فيها اذا كان لديها موعد ، ستقول له ان يهتم بشؤونه الخاصة .. وبطريقة لامجال للريب فيها . اما بالنسبة لمعرفته بشكل افضل .. فلن يكون هناك امل بهذا .. فهى تعرف عنه بالقدر الذى يريد ان تعرفه .. وتستطيع ان تراهن ، انه ليس شريرا او مزعجا مه جوانا بيرنجيه .. واحست بجرح كرامتها لتمكنه من ايقافها عند حدها وبقسوة .. ؟ لابد انه خفيف عذب اللسان مع جوانا بيرنجيه طوال الوقت .. حسنا يجب ان يكون هذا .. اليس كذلك ؟ فمن خلال ترنيمة الصوت بالرسالة ، واضح انها لاتعرف قواعد اللعبة فقط .. بل انها على الارجح تساعد فى اختراعها !
كان روب ماكفرسون موجود فى المكتب قبلها فى الصباح التالى .. فحياها وهى تدخل : صباح الخير لوارا 0
لا دليل على العدائية فى صوته .. ربما خرج مرة اخرى بالامس مع جوانا التى تمكنت من تلطيفه وتحلية لسانه اللاذع .. ردت ببرود : صباح الخير سيد ماكفرسون0
درعها المتكلف لم يكن ظاهرا يوما اكثر منه هذا الصباح 0
-اتركى حقيبة يدك وتعالى الى هنا 0
فعلت ماقاله ، تعلم ان اليوم سيكون متعبا كله لو انه كان مستعدا لىملاء حتى قبل ان تخلع سترتها ، مع ذلك خلعت السترة ووضعتها على ظهر مقعدها ، وكى لايمسك عليها شيئا كما فعل بالامس ، التقتت دفتر الملاحظات وقلما ، قبل الدخول الى غرفته . رفع روب نظره اليها وهى تجلس قرب طاولته .. وشاهدت عينيه تطوفان بها ، فى خطوط جسدها البارزة من تحت القميص الابيض الشفاف ، قبل ان تعودا الى وجهها .. ثم قال لها : بامكانك مناداتى روب 0
ردت ببرود : شكرا لك 0
لن تلين قيد انملة ولو انه يميل هذا الصباح نحو الودية 0
-الازلت غاضبة منى ؟
سالته بافضل ما لديها من حسن اخلاق ، وبرودة : غاضبة منك ؟ ليس لدى فكرة عما ...

dede77 25-02-10 10:23 PM

لم تكمل ، ومع انه وجد غضبه صعب الاحتواء ، الا انه انفجر ضاحكا ، وهدد الجو المتزن الذى كافحت للحفاظ عليه .. وادركت انه يضحك عليها ! ثم قال بعد ان هدات ضحكته : اوه لوارا .. انت لاتقدرين بثمن ! لقد عرفت انك كنت غاضبة منى ليلة امس .. حتى اننى لم اتلق منك كلمة وداع .. وجئت اليوم الى العمل مصممة على ان تكونى باردة معى .. اليس كذلك ؟
-بل جئت الى هنا لاعمل سكرتيرة لك .. وعدا عن كونك الرجل الذى اجد نفسى مضطرة للعمل له .. فانا لست مهتمة بالامور الشخصية 0
تمسكت بكل ذرة من قوة ارادتها كى لاتنهار امامه بعد ان شاهدت زاويتى فمه تلتويان مجددا وكانه يجد ان كلامها اكبر من ان يحتمل ، وسالها : الا تظنين ان عملنا سيكون اكثر تجانسا لو كنا معا اكثر .. صداقة ؟
كانت واثقة انه يسخر منها ، فلا يمكن ، فلا يمكن ان يهمه ما تكون عليه علاقتهما طالما انها تنجز له العمل . ردت بحزم : لا .. لاارى هذا 0
استرخى الى الوراء منتظرا سماع المزيد ، لكن تماسك نفسها كان قد تلقى ضربة من ضحكه عليها ، فعزمت على عدم اطالة الحديث .. وقررت ان تقول كل شئ وتنهى الامر : ظننتك كنت وديا ليلة امس . لكن ، لحظة تخليت عن حذرى ، ولاحظت اننى كنت افكر بالحرج الذى كنت ستوفره على نفسك اذا لم تخبر خالك باننى اعمل لك ، مع ان الامر لايهمنى باية طريقة ، انقضضت على بكلامك كالحجارة 0
-اذا .. لقد غضبت .. لقد جرحت مشاعرك .. الم افعل ؟
-ومنذ متى يهمك هذا ؟
-وهل جرحت مشاعرك فى مرات اخرى ؟
لم ترد لوارا .. اى رجل يقوم برمى الاتهامات كما فعل معها ، ويظن انه لم يجرح مشاعرها ، لابد ان يكون دون احساس .. وتابع روب : لقد جرحتك .. الم افعل ؟ اكان هذا حين اقترحت انك لايمكن ان تكونى مجرد صديقة لبريستونز دون ان يكون للفراش دخل فى صداقتكما ؟
-هذا لايهمنى 0
الاحساس بالتوتر اخذ يزداد وقد عاد الى بحث هذه المسالة . لن يصدق روب ابدا انها بريئة .. فما الفائدة اذا من اعادة الماضى ؟ ركزت القلم فوق الورق ، دليل سأم ، وانها ليست مستعدة لنقاش ماهو خارج العمل . وسمعته يقول : اظن الامر مهما ، فهل اسات فهم الموقف بشكل خطير لوارا ؟ هل سمحت للتعليقات الشاذة ، اضافة الى ما اعرفه عن الحياة والناس ، كى تؤثر على حكمى على امر؟أة قد تكون مختلفة ؟ ارادت ان تقول له انها لاتهتم ابدا بحكمه ، لكنها لم تفعل .. اوه .. ليس لانه روب ماكفرسون رب عملها .. بل بكل بساطة لان الامر اخذ يثير قرفها من ان يصدق احد مايصدقه هو عنها 0
قالت له بصوت هادئ ، بعيد عن الغضب : ليس لى سلطة على ما تصل اليه من استنتاجات فى تفكيرك ، ما قلته لك عن جوناس بريستونز هو صحيح ، اصدقت هذا ام لا ، فالامر عائد اليك 0

dede77 25-02-10 10:23 PM

بدا على روب انه وقع فى اسر هدوئها ، فى وقت كان دفاعها سابقا يعبر عن كل الغضب .. فتابع النظر اليها لحظات ، ثم مال الى الامام ، وقبل ان يتكلم ، ولانه ربما ، كان قد المح يوم الثلاثاء الى ان الشك دخل راسه ، كانت لديها فكرة انها اخترقت راسه اخيرا .. وانه يصدقها .. وقال بابتسامة تذيب جبل جليد : الفكر المريض يفترض افتراضات مريضة .. هل ستسامحينى على تفكيرى السئ بك لوارا ؟
لماذا تحس فجاة برغبة فى البكاء ؟ انه الارتياح على ما تعتقد .. ارتياح لانه ، وكل القرائن تقف ضدها ، ومع معرفته بالحياة ، فانه يعطيها فرصة الشك ، وليس هذا فقط ، بل انه يسالها الغفران . نسيت انها غاضبة منه .. نسيت كل ما حفظته مع كل خطوة وهى تتجه الى المكتب ، عن كيفية التصرف معه فى المستقبل .. وكيف ستكون باردة الادب معه .. ما من مزيد من هذه الافكار .. وارتسمت على وجهها ابتسامة تماثل فى دفئها الابتسامة على وجهه .. ووجدت نفسها تقول : اجل ..
ثم تجمدت ابتسامتها حين تحولت عيناه الى فمها ، ثم الى شفتيها ، وتتحولت اساريره الى التجهم وكانما ابتسامتها الطبيعية له صدمته ، لكنها عادت لتظن انها توهمت ما شاهدت حين اخذت اطراف فمه تتحرك مجددا وسمعته يقول : انت كريمة اكثر مما استحق . والان دعينا نعود الى العمل 0
حين خرجت للغداء ، فكرت بالامر .. انه مضحك غريب ، كيف ان الصباح مر بسرعة بعد حديثهما هذا . حتى انها كانت تناديه روب وهذا ما لم تكن تحلم به بالامس . لكن اليوم مختلف جدا عن الامس ، ومع ان العمل كان مماثلا ، الا ان التجانس فى الجو بينهما ، ازال دون شك ، التوتر 0
كان عليه ان يخرج من المكتب بعد الظهر ، وكانت مسرورة لهذا الى ان رن جرس الهاتف وجاء صوت جوناس يقول لها انه اتصل بمكتبها القديم وقيل له ان يتصل بها هنا ... وطلب ان تخرج معه الليلة 0
لم تكن تعرف متى سيعود روب ، لكنها كرهت ان يعود وهى تتحدث مع جوناس ، وبدات تحس بالمرارة والانزعاج .. انها لم تصل بعد الى قرار حاسم حول جوناس ، لكنها تعرف ان صداقتهما مهمة بالنسبة له ، ولم تستطع التفكير بان يبقى وحيدا بائسا0
قاطع افكارهها صوت جوناس يتوسل اليها على غبر عادته : ارجوك قولى انك قادمة لوارا ..
ترددت ، ممزقة بين اخلاصها له ومتذكرة ما قاله روب : انا ...
-ساجن لو اضطررت للجلوس وحدى فى شقتى الليلة !
زال تردد لوارا .. لقد سمعت صوت جوناس وهو محبط من قبل ، لكنها لم تسمعه بمثل هذا الاحباط .. واستسلمت بالكامل ، قلبها يرق له حتى انها نسيت الفرح الذى خبرته حين شاهدته على تفاهم مع زوجته .. وقالت مع شئ من المرح فى صوتها : حسنا جدا .. سنذهب الى مكان مثير بجنون .. هل نفعل ؟
سمعت الارتياح فى صوته ، ثم شاهدت مقبض الباب يتحرك .. فاحست باللون الاحمر يضغط على وجنتيها ، ولم تعرف لماذا احست بعقدة الذنب هكذا 0

dede77 25-02-10 10:24 PM

شاهدت الباب ينفتح قليلا ، وسمعت صوت روب ، فى الوقت نفسه الذى كانت تاخذ فيه علما بالوقت الذى سيزورها فيه جوناس ليخرجها الى السهرة ، ثم قالت وداعا واعادت السماعة مكانها ، لتلاحظ ان روب مشغول مع شخص فى الممر ، وانهما يتحدثان فى الخارج 0
منتديات ليلاس
حين دخل روب ، كان لونها قد عاد الى طبيعته ، ومشغولة بالطباعة فسالها برضى ولطف وهو يقف قرب طاولتها : هل هناك رسائل ؟
ردت عليه ، لاتريد ان تقول ان جوانا بيرنجيه قد اتصلت ثانية اليوم : لم اكن اعرف موعد رجوعك ، فحولت كل المكالمات الى التسجيل 0
كانت لوارا تسرع فى تغيير ملابسها استعدادا للخروج .. لقد قال جوناس انه سيحضر فى الثامنة .. واملت ان يكون فى مزاج يسمح لها بان تتكلم معه .. فما قاله روب عن ايلين كان يقلقها 0
حين رن جرس الشقة الخارجى فى السابعة ، كانت لاتزال فى بذلة العمل ، ونزلت السلم لترد .. وحين فتحت صاحت ، وقلبها يخفق حزنا لرؤية جوناس وكانه لم ينم منذ راته اخر مرة 0
-جوناس !
لكن لو انه لم ينم بسبب ايلين ، فمن الافضل ان لاتشير الى التعب البادى عليه وفى عينيه .. فقالت بحبور ، وهى تتراجع لتسمح له بالدخول ثم تقفل الباب : لم اتوقعك قبل الثامنة 0
-قلت لك اننى ساحضر فى السابعة 0
-اوه .. صحيح .. ؟ انها غلطتى اذا ، حسنا .. لاباس .. لن اطيل الوقت لاستعد .. ادخل واقرا الصحيفة وانت تنتظر 0
مع انها ، ومن وجهة نظرها ، ترى ان من الافضل له لو يغمض عينيه قليلا ، وياخذ قيلولة وهو ينتظر .. وسالها : كم ستاخذين من وقت لتستعدى ؟
-نصف ساعة على الاكثر 0
-هل تمانعين لو جلبت حقيبة اوراقى وقمت ببعض العمل ؟ فانا لم اتمكن الى الان من اكمال كل الاعمال المتوقفة منذ سفرى الى اوروبا 0
-ساصنع لك اذا فنجان قهوة ، تشربه وانت تعمل 0
وانتظرت امام الباب الى ان عاد بحقيبة اوراقه 0
*****
انتهى الفصل الرابع

awaw 26-02-10 06:58 PM

اهلا الروايه مرره حلووه شكرا لك
بس عندي سوال متى بتخلصينها ؟؟ شكرا

dede77 26-02-10 08:02 PM

awaw
اهلا بيك حبيبتى 0
انا كل جزء بكتبه بنزله وسمحينى على التاخير لان الدراسة بدات 0

dede77 26-02-10 08:04 PM

5- جميلة ولكن 000


فى النهاية ، لم يذهبا الى اى مكان مثير .. لوارا لاحظت ان جوناس يبدو اكثر من متعب ولايرغب فى اى جهد للصخب والاحتفال .. فوافقت بسهولة على اقتراحه بان يتعشيا فى مطعم هادئ متواضع كان يرتادانه من قبل 0
ادارت ان تعرف كيف سارت الامور بينه وبين ايلين ، لكنها كانت حساسة اكثر من ان تثير الموضوع الى ان فعل هو ، فقد كان من الواضح ان السعادة التى شاهدتهما بها هى وروب قد فسدت . وتحدثت لوارا عن كونها اضطرت لملء منصب سكرتيرة روب المؤقتة ، فسالها : وهل انت متفقة معه ؟
منتديات ليلاس
-اوه .. اجل 0
حسنا .. هكذا كان الامر اليوم على اى حال .. وكبحت التوق لان تخبره بالاقاويل التى تدور فى عائلة زوجته حول عمق صداقتهما . فقد بدا ان لديه ما يكفيه من الهموم .. وعلى اى حال ، وبما ان روب قد غير وجهة نظره السابقة لم يعد هذا مهما ، مع انها لاتعرف لماذا يهمها راى روب ماكفرسون فيها الى هذا الحد ، ثم ابعدت كل تفكير بما حدث سابقا ، وتحدثت مع جوناس حول العمل الذى وجدت نفسها جزءا منه الان ، وكم ان روب منغمس فى عمله ، وقال جوناس فجاة : كانت مفاجاة لى ان اعرف انكما تعرفان بعضكما 0
وكانت هذه اول اشارة منه اشارة منه الى الليلة التى التقى فيها الاربعة معا .. وردت لوارا بحذر : وكانت مفاجاة لى كذلك .. ان اجد انك قريب له بطريقة غير مباشرة 0
-الم اذكر لك من قبل ان عائلة ايلين لها علاقة بدارموند ؟.. لا .. لا اعتقد هذا .. مع ان دارموند هى اصل السبب الذى تركتنى ايلين لاجله . يا الله ! كم اتمنى ان لااسمع باسم تلك الشركة اللعينة ! فلولا تصميمها على رؤيتى فى مجلس ادارتها ، لكانت لاتزال تعيش معى 0
تقبلت لوارا قوله بان دارموند كانت السبب الرئيسى لمشاكله ، لكنها تذكرت انه قال لها كذلك ان زواجه كان مضطربا قبل هذا الخلاف . ولو ان ايلين تحبه كما يقول روب ، فانها لاتحسن الظن بها لانها تضع المستوى الاجتماعى قبل الحب . مع ذلك ، فكلاهما عنيد متعنت حول هذه المسالة .. لكن ان يتركا الامر يؤدى الى سنة من الفراق دون ان يتنازل احدهما ، لاينبئ عن اى حب بالنسبة لها .. مع ذلك ما الذى تعرفه هى عن الحب ؟ كانت تجاهد دوما لتتجنب اى نوع من الحب ، عدا العلاقات السطحية 0
احست بان جوناس ، وهو الذى ذكر امامها اسم زوجته ، يريد ان يتحدث عن ليلة الاثنين ، فسعت لان تعطيه الفرصة فسالته : انت لم تمانع فى ان يوصلنى روب تلك الليلة الى منزلى . اليس كذلك ؟
كانت هذه اشارة الى واقع انه بقى وايلين لوحدهما ، مع انه لم يفهم قصدها تماما ، وظن انها تعتذر لانها خرجت مع رجل وعادت الى منزلها مع اخر 0
-لا .. ابدا 0

dede77 26-02-10 08:04 PM

وتمنت لو ان نيكولاس ماكداف يسمع رده ، فهو يوضح تماما ، انه انما ينظر اليها كصديقة فقط . واكمل بصراحة : كنت سعيدا لانفرادى بايلين .. لذا بدا لى ان اخذك تلك الاوراق معك الى المنزل امر فيه حظ لى .. لقد كانت امسية رائعة لى .. مع اننى اعترف انها بدات سيئة .. لكن جحين ذهبت مع روب للرقص .. ابعدت ايلين البرودة عنها وعادت تلك المرأة التى تزوجتها . وكان الامر رائعا لوارا . بعد رحيلك ، رقصنا معا ، واحسست اننى عدت الى سن العشرين مجددا ، وانا واثق انها احست بالشئ نفسه 0
تخطتها عيناه وهو يتذكر ما كان ، اضطرت الى كبح دموعها امام تلك النظرة على وجهه ... الا تعلم ايلين ماذا تفعل به ؟ انها تمزقه اربا .. وتابع : ولكن الامر لم ينته هكذا .. فبعد مغادرتنا المطعم ، قالت ايلين انها تريد رؤية شقتنا مرة اخرى .. لم استطع تصديق انها تعنى ما تقول ، فهى لم تقترب منها منذ ان وضبت حقائبها ورحلت 0
توقف جوناس عن الكلام قليلا ، تعابير وجهه تقول لها ان لامكان لها فى افكاره الخاصة ، واحست بالصدمة لادراكها ان الامور ، وفى مرحلة ما ، قد تحولت الى ماساة .. ثم رفرف بعينيه ، وقد تلاشى النور منهما ، وشاهدت قبضتيه تشتدان فوق الطاولة ، فارادت ان تضع يديها على يديه كرجل يغرق .. ولاحظت كذلك انه اضطر لابتلاع ريقه بصعوبه ، لكنه سيطر على نفسه ليقول لها : كم يجعلنا الحب اغبياء .. كنت اعيش فى عالم الخيال عندما كنت اعتقد ان ايلين ستترك اباها وتعود الى فى اليوم التالى ..
ضحك ضحكة لابهجة فيها ، واظهر سخرية لم ترها عليه من قبل . واكمل : .. كنا نتناول الفطور ، حين قالت لى ايلين ، ان المقعد فى مجلس الادارة مازال لى ان كنت اريده .. وان اباها يفكر بالتقاعد ، وان الطريق سيصبح مفتوحا امامى ...
تنهد بعمق : .. وقبل ان اعرف ما حدث كنا وسط شجار حام وعرفت ساعتها ان ايلين لاتزال تتمسك بشروطها السابقة نفسها 0
ذهلت لوارا لمعرفتها بان ايلين امضت ليلتها معه .. فهذا مالابد حدث وقد تكلم عن تناولهما الفطور معا . لكن ذهولها كان اشد لمعرفتها بان ايلين وبعد استسلامها لزوجها استمرت فى التمسك بالعودة حسب شروطها ، لا عجب اذا ان يكون جوناس كئيبا الى هذه الدرجة ! فقد كان يظن ان اساس الخلاف بينهما قد دفن ، لكنه اكتشف ان السبب مازال موجودا 0
لم تعد تفكر كثيرا بما قاله روب حول كونها تقف فى طريق عودتهما الى بعضهما .. ومع تحطم قلبه لم تجد مجالا للتفكير بايقاف صداقتهما . ثم تذكرت تلك النظرة الحقودة التى رمقتها بها ايلين ، وانقلب كل تفكيرها راسا على عقب ، يدفعها التساؤل عما اذا كان هناك اى شئ من الحقيقة فيما قاله روب .. عليها ان تعرف ... سالت : جوناس .. اتظن ان ايلين .. غاضبة بسبب صداقتك لى .. اتظن هذا ؟
-صداقتى لك ؟ اتعنين الغيرة ؟
ضحك بحرارة ، واكمل : لا .. فايلين تعرف ان لاسبب يدعوها للغيرة .. وانه ما من امرأة غيرها تناسبنى 0

dede77 26-02-10 08:09 PM

-اذا ، انت لاتظن انها قد ...
صمتت .. احست بكراهية لروب ماكفرسون ، فبسبب ما قاله تتعثر الان فى شق طريقها : ما اعنيه ، هو لو اننى بعدت عن طريقك ، اتظن ان هذا يعنى ان عثرة ستزاح من وجه عودتها اليك ؟
-لقد اخبرتك لتوى عن العثرة الوحيدة التى تقف فى الطريق .. فانا لن اعمل فى شركة دارموند .. عملى الخاص بدا طريقه فى الصعود ، تلك العقود الاوروبية اعطتنى دفعة هائلة الى الامام .. اوه .. كرمى لله لوارا ، لا تتخلى عنى الان .. رؤيتك ويقينى اننى استطيع ان اتحدث اليك ، هما كصمام امان لى .. انت الوحيدة التى تبقينى سالما ، عاقلا ، متماسكا . ارجوك لوارا .. لاتسحبى صداقتك منى الان 0
بسرعة ، اندفعت تطمئنه ، وما ان انتهت وجبتها ، واوصلها الى المنزل ، حتى ذهبت راسا الى الفراش . لم تشعر يوما بهذا الارهاق والاستنزاف .. ما كان بدا مجرد صداقة ، لان جوناس كان وحيدا ، واستمر هكذا لانه كان مرافقا امينا ، ثم تحول من هذه النقطة لينمو الى علاقة اخ باخته .. يهدد الان بان ينقلب الى توتر يرهق قواها .. فهى الان تحس باحباط يماثل احباطه ، وكانما فى محاولتها لرفع معنوياته المنهارة ، اخذت التوتر منه والبسته لنفسها .. استلقت فى الفراش تحاول ان تتذكر بان جوناس لم يكن دائما هكذا ، وانه بعد اسبوع او اسبوعين ، سيخرج من حالته سالما 0
رنين جرس الباب ايقظها من نزم عميق .. ادارت راسها تنظر الى الساعة ، وفكرت بان العناية الالهية ارسلت من يرن جرس الباب ، ولانها نسيت ان تجهز منبه الساعة ، والساعة الان السابعة والنصف 0
سارعت الى روبها ، لبسته ، ربطت حزامه وهى تنزل السلم قفزا .ارجعت شعرها عن وجهها وفتحت الباب 0
-جوناس ! ماذا ... ؟
-اسف لزيارتى الباكرة .. نسيت ان اخذ حقيبة اوراقى حين خرجنا بالامس 0
كان يبدو افضل بكثير هذا الصباح .. وكانه نال قسطا طيبا من النوم 0
-اوه .. ادخل .. اين تركتها .. لم الاحظ وجودها 0
-قرب الاريكة .. ها هى .. كنت ساضيع من دونها 0
ثم ، وكانه لاحظ انها لم ترتد بعد ملابسها فقال معتذرا مرة اخرى لازعاجها باكرا 0
-ساخرج بنفسى 0
-من الافضل ان اغلق الباب الرئيسى وراءك .. فانت تعرف كيف يهتز البيت كله اذا لم اقفله جيدا 0
نزلت السلم مع جوناس بهدوء كى لاتزعج جيرانها ، وسالها بصوت منخفض ماذا ستفعل فى نهاية الاسبوع ، ثم وقف معها لحظات امام الباب ليقول لها انه سيتصل بها الاسبوع المقبل ، مضيفا انه قرر السفر هذا الاسبوع .. وفكرت بان هذا قد يفيده لبضعة ايام ، وابتسمت له وهو يتابع الشرح لها بان صديقا اشترى لتوه املاكا يتداخل جزء من نهر فيها 0

dede77 26-02-10 08:11 PM

كان لايزال يتكلم ، حين تجاوزته عيناها الى سيارة بدت لها مالوفة ، تبطئ سيرها وهى تقترب . ثم تعرفت الى السائق .. ولم تعد تسمع كلمة مما يقوله جوناس .. وكاد قلبها ينقلب راسا على عقب بوقوف السيارة ، وشاهدت روب ماكفرسون ينظر اليها ، تعابير وجهه مليئة بالازدراء ، قبل ان يدوس دواسة السرعة ويكمل طريقه .. ولم تجد صعوبة اطلاقا لان تعرف من تلك النظرة المزدرية ، ما كان يفكر به بالضبط 0
ارادت ان تركض خلفه تصيح ! لا ... لا ! الامر ليس كما تظن ! لكنه كان قد استدار حول المنعطف ، وخرج عن زاوية النظر .. وكان جوناس يقول لها ..
-.. وهكذا فكرت ، وبما ان موسم صيد السمك على الابواب .. ساقبل دعوته والقى نظرة على الجزء الذى يملكه من النهر .. حسنا .. يجب ان اذهب الان0
-فى شقتها ، القت نظرة على نفسها فى المرآة .. شعرها مشعث ، ملابس النوم ملفوفة على جسدها بسرعة .. تاوهت .. آه يا الهى ! وتذكرت نظرة روب ماكفرسون المزدرية لها .. بالامس فقط صدق بانها ليست سوى صديقة لجوناس .. اما اليوم ، فما من شئ يمكنه ان يخترق رايه الثابت بما شاهده . مر فى تفكيرها ان تطلب العون من جوناس ، ماذا لو اقنعته ان يتصل بروب ويشرح له ... ولكنها صرفت النظر عن الفكرة .. فجوناس لم يشاهده يمر ، ثم ان جوناس كان يبدو ليلة امس على حافة الانهيار ، صحيح انه بدا افضل حالا بكثير هذا الصباح ، لطكن هذا لايمنع ان تعيده افكاره السوداء الى حالة الامس ... لا .. فلديه ما يكفيه .. وعلى اى حال ، وهنا رفعت الكرامة راسها ، لماذا تهتم بما يؤمن به روب ماكفرسون ؟
-... دخلت الحمام لتستحم استعدادا للذهاب الى العمل ... لقد كان لديها احساس ما بان التجانس الذى كان بالامس بينها وبين روب ماكفرسون لن يكون اليوم0
-وكانت محقة فى هذا ، فما ان وضعت قدمها على باب المكتب حتى علمت ان ذلك التجانس اصبح من الماضى . كان الباب بين المكتبين مفتوحا ، وشاهدت روب وراء مكتبه ، وكانه ينتظر قدومها . لم يبتسم لها ، حتى انه لم ينظر نحوها ، واذا كانت تنتظر منه ان يقول لها صباح الخير لوارا كما فعل بالامس ، فالافضل لها ان لاتتكلم انتظارا ، والا ستنفجر قبل ان يقول شيئا .. باندفاع تحركت نحو الباب وقالت : روب ...
-لكن النظرة المشتعلة التى رماها بها اسكتتها .. وقال بصوت قاس كالحجارة : لقد سجلت لك ما اريد املاءه عليك .. اقفلى الباب عندما تخرجين 0
-خرجت لوارا ، تقفل الباب زراءها بحدة .. من تراه يكون لكى ينصب نفسه حكما على اخلاقها ؟ امتزج الغضب لديها مع الاحساس بالظلم ، بالامس ليملى عليها الرسائل .. ثم ، ان يصرفها عنه هكذا ، وكنها نكرة ! ثارت كرامتها لتضيف المزيد من التوتر الى المشاعر الاخرى ، فانتزعت الغطاء عن الالة الكاتبة ، مصممة على ان تناقش معه شيئا ليس له علاقة بالعمل .. وليذهب الى الحجيم ! ثم انها لاتهتم مطلقا بما يفكر بها . وكاد الشرر يتطاير من مفاتيح الالة الكاتبة وهى تصب شيئا من غضبها عليها 0

dede77 26-02-10 08:14 PM

-مرت ساعة وهى تعمل فيها بصمت ، حين فتح روب الباب وخرج .. لكنها رفضت ان تنظر اليه او ان تتوقف عن العمل . واحست بانه وقف يراقبها ، لكنها استمرت فى التركيز على ما تفعل ، لاتريد ان ترتكب اية غلطة ثم تتوقف لتصلحها ، وبهذا يعرف انه يثير اضطرابها . بالطبع ، ارتكبت غلطة .. ثم ابعدت يديها عن المفاتيح ورفعت راسها 0
-التقت بعينين فاحمتين ، قاسيتين ، وتعابير وجه مماثلة .. لكنها سالته ببرود شديد : هل استطيع فعل شئ لك ؟
-تابع تفرسه بصمتها المتجهم .. ثم تبدلت اساريره الى الاستخفاف ، وقال بصوت مهين : انت تفعلين شيئا ... لى ؟ لا .. لاشئ 0
-انتظر بما يكفى لان يرى بريق الغضب فى عينيها انها فهمت ما يعنى ، ثم استدار الى الباب الاخر وخرج 0
-استشاطت لوارا غيظا .. اوه .. لو انها فى مركز يسمح لها بان لاتكون هنا حين يعود ؟
-اوه .. لو انها قادرة على ان تترك له رسالة صوتية مسجلة ، عذبة اللهجة ، تقول له بالضبط ما يمكنه ان يفعله بوظيفته ! كان يجب ان تكون سميكة الذهن لكى لاتفهم ما يعنيه بقوله لاشئ .. انها كانت تعنى العمل ، لكنه بدماغه الملتوى ، وضع ، وبوقاحة ، معنى خاصا لسؤالها ، والاهانة التى كانت فى لهجته لم تترك لها مجالا للشك بانه يعتقد ان جوناس مجنون لاعجابه باى شئ تقوله لها 0
-رن جرس الهاتف ، فى الوقت نفسه الذى كان يدخل فيه الباب ، بعد حوالى العشر دقائق .. فتركت لوارا طباعتها ، ورددت على المكالمة ، لتسمع صوتا بهيجا يقول لها : مرحبا لوارا .. معك ايلين بريستونز .. هل روب موجود ؟
-ساوصلك به 0
-لم تنتظر لتعرف ما اذا كان روب يريد الرد ام لا .. بل قالت له : السيدة بريستونز تطلبك 0
-كان باستطاعتها ان تقول بسهولة ايلين تطلبك لكنها كانت تريد ابقاء كل شئ رسميا بينهما 0
-ساخذ المكالمة فى مكتبى 0
-لم تكن لوارا مهتمة بسماع اى شئ مما سيقوله فى المكالمة ، وتمنت لو انه تذكر ان يقفل الباب وراءه ... مجرد رؤيتها لبذلته القاتمة ، شكله ، راسه الاسود الشعر التعجرف وهو يدير ظهره لها ، دفعها الى الغضب مجددا . ثم تلاشى غضبها ، فمما سمعته من رده على ايلين ، عرفت ان مزاج المرأة قد تغير من اللطف الى الغضب .. وما قاله ردا عليها فيما بعد اكد لها شكوكها .. فقد سمعته يقول : لاتبكى ايلين .. اقال لك هذا ؟ .. بغض النظر عن كل الوقائع .. لا اظن الامر سيدوم طويلا 0
-فى هذه اللحظة استدار ينظر اليها ، وحدق فى عينيها ، شئ من المغناطيس فى نظرته جعلها غير قادرة على تحويل عينيها عنه . واكمل يقول لايلين 0
-قد تكون جميلة .. لكن فى نظرى ، لاتملك شيئا اخر يشفع لها .. وسيسام منها بعد وقت قصير .. انا متاكد من هذا . ثقى بكلامى .. لن تكون عشيقته لمدة طويلة 0

dede77 26-02-10 08:17 PM

-اتسعت عيناها وهى تنظر اليه .. انهما يتكلمان عنها .. ليس هناك مجال للخطا ! طغى على بشرتها لون احمر نارى ، ودون تفكير بما تفعل ، وقفت على قدميها فى الوقت الذى تفضل فيه روب عليها بنظرة ساخرة اخرى من نظراته المهينة ، ثم ادار لها ظهره . سمعته يقول لايلين ان تجفف دموعها ، وانه سيخرجها الى الغداء ... دون انتظار المزيد ، وقبل ان يعيد السماعة الى مكانها هجمت الى مكتبه وصاحت قبل ان يستدير : كيف تجرؤ على الكلام عنى هكذا ؟
-استدار ، ومع انه لاحظ انه تبدو رائعة فى غضبها الا انه لم يظهر ما يدل على هذا . وقال متشدقا باهانة : اى جزء من الحديث تعترضين عليه ؟ انا واثق انك سمعت من قبل وصفا بانك جميلة 0
-ليس هذا .. وانت تعرف جيدا 0
-هل انت غاضبة لاننى قلت لايلين ان زوجها سرعان ما يسام منك ؟ ام انك منزعجة لاننى قلت انك لاتملكين سوى جمالك تجذبين به الرجل ؟
-المها هذا ، ولابد انه كان يقصد ان يؤلمها .. لكنها كانت متعبة اكثر من ان تفكر لماذا كان راى روب ماكفرسون فيها وعن عدم قدرتها على الحفاظ على اى رجل ، يؤلمها . بل قالت ملتهبة : رايك بى لايزعجنى مطلقا .. مع انك بالامس فقط صدقت ما قلته لك عن الوضع الصحيح للعلاقة بينى وبين جوناس ... لكنك الان تقول لزوجته اننى عشيقته ! انت ...
-قاطعتها بخشونة : وهذا ما يثبت كم كنت مخطئا ، بالامس ظننت اننى ارى الصدق فيك حتى اضطررت لمخالفة حكمى السابق . هذا الصباح شاهدت بريستونز يغادر شقتك وكنت تبدين كانك خرجت من فراشكما المشترك لتوديعه .. لا .. لقد سئمت من اكاذيبك ومن قلة شرفك . على الرغم مما قاله بريستونز لايلين فانت لاتملكين الجراة لان تكونى صريحة حول ما يجرى بينكما 0
-خفف الارتباك من غضبها : بالرغم من ماذا ؟
-ماذا يمكن ان يكون جوناس قد قاله لايلين حول علاقة لايمكنه ان يثبت براءتها ؟ سمعت روب يقول لها ببرود : كانت ايلين تتصل بى قبل دقائق من اتصالها بى .. وقد تحطم قلبها بسبب ما قاله لها .. وهى تظن انها لاتملك فرصة للعودة اليه الان 0
-مات غضبها تماما وهى تحاول فهم ما ترمى اليه ايلين .. فهى تعرف تماما ان جوناس يريد استعادة ايلين .. وتعرف كذلك انها ستضيع وقتها لو حاولت مجادلة روب فى هذه النقطة ، فهو غير مستعد بعد لتصديق كلمة منها ... لكن ، ماذا بحق السماء قال جوناس لزوجته مما جعلها تبكى امام روب ؟ سالت ، تريد معرفة السبب ، بما ان الظاهر انها هى سبب حزن ايلين : هل تكدرت ايلين بعد مكالمتها مع جوناس ؟
-هذا شعور طبيعى لامرأة فى مثل وضعها . انها تعرف تماما ما بينكما ، ولا حاجة له لان يقول لها انك تحبينه 0
-اجفلت لوارا وقالت بذهول : انا .. احبه ؟ قال لها جوناس هذا ؟
-انتكرين صحة هذا ؟

dede77 27-02-10 02:53 PM

-لو ان لهجته كانت اكثر دفئا .. لو ان هناك اى دليل بانه يمكن ان يصدقها ، لقامت بالجهد مجددا لتبرئة نفسها امامه .. لكنها لم تجد جدوى فى ان تضرب راسها فى جدار صلب ، ولن تحاول .. لكن ، ولانها ارادت ان تعرف الحقيقة .. هل قال جوناس هذا حقا ؟ ام ان ايلين تختلق الامر لسبب شرير خاص بها ؟
-وهل تصدقنى لو انكرت ؟
-رات الرد عليها فى كل خط قاس من خطوط وجهه ، ودون انتظار سماع الرد .. استدارت وتركته 0
-حين مر روب امام طاولتها قبل موعد الغداء مباشرة ، ابقت راسها مدفونا فى عملها .. حين اقفل الباب خلفه فقط ، رفعت راسها : سيتناول الغداء مع ايلين .. لامجال للشك ان اسم لوارا ويلكنسون محور الحديث 0
-عادت من غدائها ، مصممة تماما على الاتصال بجوناس ساعة يخرج روب الى اجتماع له فى الثالثة لتعرف ما يجرى .. وما اذا كان فى مزاج يسمح له بسماع اسم ايلين ام لا ، يجب ان تعرف ماذا يجرى .. هل حقا قال لايلين ان لوارا تحبه ؟ ام ان ايلين اختلقت كل هذا لغرض فى نفسها ؟
-كانت الساعة تقارب الرابعة قبل ان تتمكن لوارا من مخابرة جوناس .. وحين حصلت على المكالمة اخيرا ، قالت لها سكرتيرته انه خرج . فقالت لسكرتيرته انجيلا هنتر : لاتقلقى .. ربما استطيع الاتصال به فى منزله 0
-لم يعد الى المنزل .. لقد سافر باكرا لقضاء نهاية الاسبوع ، ليتجنب زحمة السير 0
-اقفلت لوارا الخط .. لقد فاض الكيل .. بالكامل والى اقصى حد .. شكرا ايلين ، انها الان عالقة فى وسط خلاف زوجى لايبدو حله قريبا .. لكنها كانت خائفة جدا من ان تفعل ما يقوله لها جزء صحيح التفكير من جسدها ، ان التصرف الافضل لها .. هو ان تتوقف عن رؤية جوناس ... اوه .. انها خائفة من ان ينهار فيما لو انسحبت من صداقته فى هذه المرحلة .. الجميع حولها يدور بوجه صفيق ، ووجهها ليس بالاستثناء ... وهذا ما بدا منها اليوم .. اليس كذلك ؟ فكرت بمنزل ابيها فى ريف بروكن هيل وبجولى ، ومرحها الذى لا يفشل ابدا .. فجاة صممت على رايها .. ستذهب الى بروكن هيل فى نهاية الاسبوع ، وليذهب كل شئ الى الحجيم 0
-كانت تجلس فى القطار المتوجة الى ويلز الجديدة الجنوبية تلك الليلة متجهة الى بروكن هيل .. وقد بدات تشعر انها افضل حالا . لم تكن قد شاهدت روب ماكفرسون عندما خرج لاجتماعه ، وكانت سعيدة لهذا 0
-لكن فى بروكن هيل ، حدث شئ جعلها تعود الى سيدنى وفى ذهنها اشياء اخرى تفكر بها .. حين وصلت فى الباص الذى استقلت من محطة قطارات بركن هيل الى حيث تسكن ، شاهدت مارك ينتظر عند اسفل المفرق الذى يتجه الى منزلهم . واصر مارك على ان يحمل لها حقيبتها وسالته : كيف حال المدرسة ؟
-من بعيد شاهدت بونى يقف قرب بوابة المنزل . كان ياخذ دوره كرجل البيت بجدية ، ومع علم لوارا كم يحبها .. فقد كان اقل اظهارا للعاطفة من اخيه ..لوحت له من بعيد ، ولوح لها ، يفتح الباب يلوح . ورد مارك السائر قربها : لاتذكرى لى المدرسة

dede77 27-02-10 02:54 PM

.. احاول نسيان امرها حتى يوم الاثنين .. ليت الاجازة تطول ! سنتان اخريان من العذاب اتطلع اليهما !
-وتاوه مارك بسخرية فضحكت جدا به فهى تحتاج الى كل ذرة ارادة كى لاتحتضنه ، لكنها كانت تعى انه يمر فى مرحلة من نموه ، قد يحرجه فيه مثل هذا الاستعراض لو شاهده الجيران ، لذلك رضيت فى طبع اسرع ما يمكن من قبله على وجهه .. لكنه عرف ان حبها موجود حين قالت له : مرحبا حبى!
-اراح بونى مارك من حمل حقيبة لوارا ، ووجهه يبتسم وهو يسالها عن رحلتها .. كم بدا لها ناضجا وهى ترد له الابتسام .. كان عليه ان يكبر بسرعة ، مع ان امه لم تكن تاخذ مسؤولياتها بخفة . لكنه وضع على عاتقه ما اعتبره عمل الرجل فى البيت 0
-ثم فتح بونى الباب الخلفى ، وهناك كانت جولى .. العزيزة الرائعة !
-جسدها استدار قليلا ، شعرها البنى يخالطه اللون الرمادى ، لكن العينين اللوزيتين كانتا تشعان بالحب والترحيب لابنة زوجها .. ولم تصدر عنهما اية كلمات ، بل فتحت جولى ذراعيها لتضم لوارا بينهما ، واحست لوارا بالسعادة .. وتلاشى من راسها كل التفكير بسيدنى ويومها المخيف .. من الجيد ان يعود المرء الى منزله 0
-اثار توتر لوارا ان يقتحم ذهنها التفكير بروب ماكفرسون فى لحظة غريبة من نهاية الاسبوع ، كانت تظن مثل مارك انها قادرة على نسيان كل الامور البغيضة حتى يوم الاثنين .. ووجدت ازعاجا خاصا فى ان تملا راسها الذكرى ، ليلة الجمعة وهى تستلقى دون نوم فى فراشها .. والاكثر ازعاجا كان واقع انها مهما حاولت جاهدة ان تبعد عنها هذه الافكار باشياء اخرى ، كانيرفض ان ينصرف من تفكيرها 0
يوم السبت ساعدت جولى باعمال المنزل العادية ، بعد الظهر خرج الاربعة فى نزهة الى الحقول .. كانت تفكر بان تقص على جولى شيئا مما يقلقها حول استمرار صداقتها مع جوناس ، لكن حين سالتها جولى وقد ابتعد مارك وبونى عن السمع : كيف حال جوناس ؟ وجدت لوارا صعوبة فى الافضاء لها بما تريد .. فقد بدا لها .. اوه .. مشينا .. صحيح ان جولى ليست متكبرة ، لكن بدا لها ان ليس من حقها ان تاتى معها بما اصبحت تؤمن انه غسيل قذر الى المنزل 0
-انه بخير ...
-الازلت تقابلينه؟
-اجل .. كان مسافرا فى عمل ، كما كتبت وقلت لك ، لكنه عاد الان ، تعشيت معه مرتين هذا الاسبوع 0
-لديك مرافقين غيره .. اليس كذلك ؟
لانها تحب جولى ، التقطت اذناها رنة فى صوتها تجعل سؤالها اكثر اهمية مما يجب .. اجابت بصدق : احيانا 0
لكنها اصيبت بالحيرة للسؤال .. فسارغت تقول لها : انا وجوناس مجرد اصدقاء جولى .. لاشئ اكثر 0
ما اروع ان تجد من يصدقها ! النظرة الصريحة التى نظرتها اليها جولى قالت لها انها لم تكن تعتبر صداقتها لجوناس ، اى شئ اخر .. واحست بالفرح لسماع ضحكتها ، ووصفها لها بالغبية لانها لم تعن يوما مثل هذا 0

dede77 27-02-10 02:55 PM

قالت جولى ، وقد تلاشت ضحكتها : اعرف هذا ، فجوناس يحتاج الى صديقة مثلك اذا كانت زوجته ماتزال تتعبه .. هل من دليل يشير الى اتفاقهما مجددا ؟
-ليس الكثير ، والاشهر تمر بسرعة 0
-حسنا .. سيتفقان معا حين يكونان مستعدان ، كما اتوقع 0
وتابعتا المسير تتحدثان بامور اخرى 0
لكن ، فى اليوم التالى ، وبعد الغداء ، والكثير من الضحك والمرح ، قررت لوارا تاخير عودتها الى سيدنى ، على ان تركب قطار الصباح الباكر .. وجلست فى مواجهة جولى ، كل منهما فى كرسى هزاز على جانبى مدفاة تهدر فيها النار .. حيث توجه حديثهما الى ناحية وجدتها لوارا مزعجة . لاول مرة لاحظت لوارا ان وجه جولى اصبح جادا ، بعد ان عادت لتسال السؤال نفسه عما اذا كانت لوارا تخرج مع رجل غير جوناس . مرة اخرى تلك الرنة كانت فى صوتها .. فجاة قلق لوارا تحول الى حذر .. فقد بدا لها ان جولى كانت تمعن التفكير ، وخرجت ببعض الردود التى لم تكن تريحها . وتابعت السؤال : رسائلك الينا دائما مليئة بالاخبار ..وكلنا نسارع الى قراءتها .. لكن حين اكتب لك لاسال كيف حال فلان او فلان ممن تذكرينهم فى رسائلك تردين دائما انك لم تعودى تقابلينهم .. انت تعيشين فى المدينة منذ زمن طويل ، واعلم ، منذ كنت هنا ، انك لاتواجهين صعوبة فى ايجاد الاصدقاء . لذلك لا استطيع ان ارى انك المخطئة فى عدم خروجك مع رجل اخر غير جوناس ، اكثر من مرتين 0
زاد حذر لوارا .. لم تكن قد فكرت ، فى تخطيطها لان تبقى دون زواج ، ان جولى ستقرا الكثير بين سطور ما تكتب لها ... وكم كانت غبية قصيرة النظر ! لكن ، قبل ان تتمكن من التفكير بتعليق .. استمرت جولى فى كلامها : وانا لااستطيع التفكير ، ماعدا جوناس ، ان ليس هناك رجلا واحدا ، منذ وفاة والدك ، يملك شيئا لايدفعك لمحاولة معرفته اكثر 0
والها ميت منذ خمس سنوات ، وماقالته جولى اوضح انها قد اصابت الهدف . فقالت : جولى ...
لكن جولى قاطعتها : لا .. دعينى انهى كلامى . كنت افكر كثيرا ومنذ مدة .. انت مخلصة بشكل زائد عن اللزوم لنا لوارا .. ونحن نحبك لهذا .. لكننى لااستطيع الا ان احس بالقلق عليك 0
هذا اخر شئ ترغب فيه : تقلقين على ؟ جولى .. ليس لهذا سبب .. صدقا 0
-بل اعتقد ان له سببا . انا اعرفك لوارا ..وانا ممتنة لاخلاصك لنا . لكن هذا لن يمنعنى من التساؤل ما اذا كنت وبسبب هذا الاخلاص تهدرين حياتك 0
منتديات ليلاس
مرة اخرى حاولت لوارا قول شئ ، لكن جولى هزت راسها وتابعت : يجب ان اقول هذا .. لقد كان يشغل تفكيرى منذ زمن .. ستصبحين فى السادسة والعشرين فى الاسبوع المقبل .. اعرفك ، واعرف كل شئ عن البحث عن النفس الذى ساعدتك عليه حين حققت استقلالك بالسفر الى سيدنى قبل وفاة والدك بسنة .. لكن ، مع كل نزعتك الى الاستقلالية ، انت اساسا ربة بيوت .. انت تحبين الحياة العائلية ،

dede77 27-02-10 02:56 PM

ولااستطيع الا ان اقلق لان سبب عدم زواجك حتى الان هو انك تضعيننا فى المرتبة الاولى فى حياتك 0
صاحت لوارا ، غير قادرة على السكوت : اوه .. جولى !
راعها ان تكون جولى قد تعذبت وهى تفكر حتى توصلت الى مثل هذا الاستنتاج دون ان تقول شيئا .. واكملت بسرعة : انا لم اتزوج ، لان الرجل المناسب لم يتقدم للزواج منى بعد 0
-لكن .. هل ستقبلين به لو فعل ؟ هل ستسمحين لنفسك ان تحبى ؟ اذا وقعت فى وقعت فى الحب ، هل سترحبين به ، وتسمحين لقلبك ان يحكم راسك ؟ ام انك كما اتوقع ، ستديرين ظهرك لهذا الحب مندفعة باحساس مخطئ باننا نحتاج الى المال الذى ترسلينه لنا كل شهر ، بحيث لاتستطيعين ترك عملك لتاخذى دور الزوجة وانجاب الاولاد ؟
كذبت لوارا متعمدة : طبعا سافعل 0
لكن تعمدها هذا كان ظاهرا جدا ، فقد هزت جولى راسها وتنهدت : اوه .. يا لوارا . انت فتاة عزيزة .. لكننى لا اظنك صادقة .. لقد صممت الراى على الا تتزوجى الى ان يصل بونى الى الجامعة ، وربما ليس هذا فقط ، بل بعد ان يتمكن من كتابة لقب دكتور قبل اسمه 0
وجه جولى المرح دائما رغم كل الصعاب بدا فجاة كئيبا مثقلا بالهمزم ، حتى ان لوارا اصبحت بسرعة خارج مقعدها تجثو الى جانبها 0
-لاتكونى تعيسة جولى .. ارجوك 0
وامضت نصف الساعة التالى تحاول اقناعها ان الامر هو ما قالته تماما ، الرجل المناسب لم يتقدم بعد للزواج منها .. وانها حين يتقدم ستقبل به دون تردد .. لكن ، لماذا فكرت فى هذه اللحظة بروب ماكفرسون .. انها لا تدرى ! ابعدته بحدة عن افكارها ، تحاول كل جهدها ان تعيد نظرة السعادة الى وجه جولى 0
ذهبت تلك الليلة الى النوم ، وتفكيرها مثقل بالقلق . لقد تمكنت من اقناع جولى انها لاتضحى لاجل الاولاد لكنها لم تستطع التوقف عن القلق حين تفكر كم مضى على جولى وهى تفكر بهذا الامر 0
*****
انتهى الفصل

awaw 27-02-10 03:55 PM

شكرا شكرا لك على الروايه بس عندي سوال هي اصلا كم بارت ؟؟؟ وشكرا

dede77 02-03-10 08:01 PM

6- فى وجه الريح 0

جلست لوارا فى الصباح التالى ، فى القطار المتجة الى سيدنى ، وهى تعرف انها ستصل المكتب متاخرة ساعة . كانت قد استفاقت باكرا بما يكفى ، كما الجميع ، او هكذا ظنوا .. لكن الاكتشاف المفاجئ بان التوقيت الصيفى قد بدا ، جعلهم يدورون للحاق بالوقت 0
كان مارك يستعد للخروج من المنزل دون فطور ، لعلمه انه سيتلقى علامة سوداء لتاخيره ، حين سمع الراديو يعلن بصوت صارم : هل تذكرت ان تقدم ساعتك ساعة ؟ بينما نسى بونى ما كان يشغل فكرة ويجعله هادئا ، منذ ليلة امس .. لكن جولى هى التى اجبرت الجميع على النظر الى الناحية المضحكة للامر ، بعد ان سارعت لوارا الى غرفتها لتكمل توضيب حقيبتها 0
منتديات ليلاس
حين تذكرت لوارا كيف كان روب يوم الجمعة لم تعد متاكدة بانه سينظر الى تاخرها بمرح . ثم قررت ان لاتفكر به .. فلا فائدة من ترقب المشاكل .ما تبقى من رحلة القطار ، قضتها باحداث نهاية الاسبوع ، والحديث الذى تبادله مع جولى بالامس ، متذكرة الهدايا التى قدموها لها لمناسبة عيد ميلادها فى الاسبوع القادم ، والتى اشترتها جولى سلفا لترسلها يوم السبت وتلقت تعليمات من الثلاثة ان لاتفتح الهدايا قبل يوم الاربعاء .. وتذكرت انها اخبرتهم عن عملها لدارموند حاليا ، واحست ان جولى لاحظت تحفظها حين ذكرت اسم روب ماكفرسون ، وعرفت انها اعطتها شيئا جديدا تقلق لاجله لذلك سارعت تقول لها انه رئيس مجلس ادارة الشركة وانه يعجبها كثيرا .. وعلى امل ان يسامحها الله على كذبها ، غيرت الموضوع بسرعة 0
عندما توقف القطار فى محطة سيدنى ، لم يعد لديها وقت تفكر فيه كما تشاء ، وبذلت كل طاقتها الى المكتب فى اسرع وقت ممكن . حين نزلت من التاكسى ، راجعت عقارب الساعة ، لترى انها العاشرة ، بالتوقيت الجديد 0
كانت مستعدة لشرح سبب تاخيرها حين فتحت باب المكتب .. لكن رؤيتها لروب ماكفرسون يخرج من مكتبه وتعابير وجهه شديدة البرود ، وهو ينقل نظره منها الى حقيبة الملابس الصغيرة فى يدها ، جعلها تعرف ، قبل ان تفتح فمها ، انها مهما قالت له ، فلن يصدقها .. كان يبدو غاضبا كغضب الحجيم .. مع ذلك فتحت فمها لتحاول ، وقلبها يخفف بشدة ، لكنها لم تتلفظ سوى بكلمة واحدة ، قبل ان يهاجمها بعدوانية صاعقة . وهو يقف على بعد انشات منها : انت لاتهتمين ابدا .. لاتهتمين بمن يصاب بالاذى طالما تحصلين على المتعة !
حاولت بسرعة بعد ان لاحظت ان غضبه سيخرج عن سيطرته : انا اسفة لتاخرى0
واملت بذلك ان يهدا الموقف المتشدد قليلا .. اكل هذا لاننى تاخرت ساعة ؟ ثم .. عن ماذا يتحدث على اى حال ؟ من هو الذى تسببت له بالالم ؟.. واكملت : كنت امضى نهاية الاسبوع ... و ...
-اعرف تماما اين كنت ومع من !
بدا لها على وشك ان يمسك بها ويهزها الى ان يقطع انفاسها .. فازدادت حيرتها : انت .. انت تعرف ؟

dede77 02-03-10 08:02 PM

انها لم تذكر له شيئا عن سفرها الى بروكن هيل .. فى الواقع لم تقرر هذا الا بعد ان خرج لمقابلته يوم الجمعة .. ثم مع من يفترض انها ذهبت ... ؟
-وهل ظننت ان الامر سيبقى سرا ؟ مع انك لاتهتمين .. الم يخطر فى راسك الصغير الساعى الى الملذات ان تفكرى بالالم الذى تسببينه لشخص اخر ؟ لقد تماديت كثيرا فى علاقتك مع بريستونز ، حتى لم يعد يهمك ، وفى علاقتك الدنيئة المحرمة به ما اذا كان قلب زوجته سيتحطم ام لا !
صاحت لوارا شاهقة : علاقتى المحرمة ؟
مات خوفها منه بتصاعد غضبها واكملت : اسمع الان وتوقف عند حد ...
لكنها وجدت انه لم يكن ينوى التوقف عند اى حد فقد ارتفع صوته فوق صوتها : ظننت ان احدا لن يكتشف الامر .. اليس كذلك ؟ مع ان هذا لن يزعجك ! لكن ، بغض النظر عما تظنين ، لايزال بريستونز يهتم بها ما يكفى ليخفى عنها تحركاته .. ومن المؤسف لك ، ان تتصل ايلين به يوم الجمعة ، مستعدة للاعتذار عن امور قاسية قالتها له حين حدثته ذلك الصباح .. ولم تتردد سكرتيرته فى ان تقول لها انه مسافر لقضاء عطلة الاسبوع 0
وكانما لم يعد يستطيع احتواء غضبه ، امسك بها .. وعرفت لحظتها انها لا تريد حتى ان تقول شيئا لتبرئ نفسها .. فليصدق الجميع ما يشاء ... فليتلظى الجميع مع افكارهم الدنيئة وليستنتجوا ما يشاؤون ! فاذا كانت ايلين تقضى وقتا اطول تفكر بنفسها ، بدلا من التفكير بزوجها الذى لاتهتم به كما تدعى .. فستعرف انه يتجه الى الانهيار 0
سالت ساخرة : وماذا قالت العزيزة ايلين غير هذا ؟
كانت محاولة شجاعة للسخرية منهما ، مع كل املها ان لايظهر على وجهها الخوف منه حين امسك بذراعيها .. وتنفس روب بحدة لظنه انها لا تهتم بمن لايتالم طالما لاتكون هى المتالمة .. ثم ، وكانه وعى عنف غضبه ، تركها ، ودس يديه فى جيبى بنطلونه ، وحين تكلم ثانية ، كان قد سيطر على حرارة غضبه ، وبدا باردا . وقال من بين اسنانه : ابنة خالى ضمت صوتها لصوت خالى فى التوصية بان وجودك فى الشركة لاقيمة له .. وانا اميل للموافقة معهما 0
ابقت لوارا قسمات وجهها هادئة ظاهريا ، مع انها من الداخل كانت تحس بالشحوب : اذا .. ساصرف من العمل اخيرا 0
-اوه .. لا انسة ويلكنسون .. هذا سيكون سهلا عليك . لقد اعطيتك وعدا بان نبقى وظيفتك .. وانا اعرف تماما ان معنى كلمة الشرف ليست فى قاموسك الشخصى .. لكننى لا انوى الاخلال بوعدى 0
تراجع عنها خطوة ، متعمدا ابقاء عينيه على وجهها ، ثم جسدها .. لكنه حين عاد لينظر الى وجهها كانت فى عينيه نظرة صخرية وهو يقول واعدا : لا .. انسة ويلكنسون .. لن اصرفك من العمل ، لكننى ساجد طريقة لابعادك ، كونى واثقة من هذا 0
بكل هدوء واثق لرجل طالما له اليد العليا ، استدار وترك المكتب 0
افكار لوارا كانت تضج صاخبة فى راسها بعد رحيله . كل هذا الغضب المشتعل ! مع كل هذا الهدوء البارد ! احست وكانها حشرة سحقتها الارجل ! وكانت سعيدة لجلوسها فى كرسيها ، فهى تحتاج الى شئ صلب يقيها من السقوط وهى تراجع كل ماحدث 0

dede77 02-03-10 08:03 PM

اليا تمكنت من اتمام عملها ذلك اليوم .. لقد وعد بان لاتخسر وظيفتها ، ولاشئ سيدفعه الى التراجع .. ويجب ان تتمسك بهذا ، مع ان هذا لايجب ان يمنعها من التفتيش عن وظيفة اخرى . وكيف يمكنها ان تستمر فى العمل لرجل ، على الرغم من رايه وضيع فيها ، اوضح لها بصراحة انه بطريقة او اخرى ، سيجد طريقة لابعادها ؟
حين اتصل جوناس ، بعد منتصف بعد الظهر ، لم تكن فى مزاج يسمح لها بالكلام معه .. ثم عاودها التفكير بانه يتجه الى الانهيار ، ولم يكن من طبيعتها ان تتخلى عن احد . مع انه لابد عرف من لهجتها ان شيئا ما يزعجها ، وسال : هل هناك شئ ؟
كادت تقول لا .. لكنها وجدت نفسها تساله : جوناس .. اقلت لايلين اننى احبك ؟
ندمت على طرحها السؤال ، فهى واثقة ان ايلين اخترعت كل هذا ، بالطريقة نفسها التى جمعت بها بين رحيلها ورحيله فى عطلة الاسبوع .. لكن حين طال الوقت دون ان يرد ، بدات ثقتها تتزعزع ، فسالت : جوناس ؟
رد ببطء : حسنا .. فى الواقع ..
صاحت غير مصدقة : اووه جوناس .. انت لم تفعل !
سارع للاعتذار : اسف .. لم اكن اقصد .. صدقينى .. لكن ..
قاطعته صائحة : لكنك تعرف ان هذا غير صحيح ! تعرف اننى اهتم بامرك ، لكننى لم ادفعك يوما لان تفهم اننى ..
-اعرف .. اعرف .. ولما كنت قلت ما قلته لولا انها دفعتنى .. كانت فى الواقع .. حاقدة ..
هذه هى المرة الاولى التى يتحدث فيها بشئ ضد زوجته وعلمت من هذا ان ايلين لابد كانت كريهة معه .. واكمل : ... كانت تستمر فى القول انها لاتستطيع ان ترى ما ترينه انت بى ، وانها تراهن بانك ستتخلين عنى لحظة تقابلين شخصا اخر . و .. حسنا .. لاقول الحقيقة ، انزعجت ، ثم تذكرت ما قلته عن امكانية ان تكون ايلين متكدرة من صداقتنا ، وتذكرت اننى سخرت من فكرة ان تكون غيورة ، وكنت غاضبا الى درجة اننى رغبت ان اجعلها تغار حقا .. فقلت لها ، انه لن يهمك اى شخص اخر ، لانك نحبيننى 0
لم تكن روح لوارا المعنوية مرتفعة حين انهت مكالمتها مع جوناس .. فقد قال لها انه مستعد للاتصال بايلين ، وسيتحمل سخريتها حين يتراجع عما قال لها . وتذكرت حساسيتها حين يسخر منها احد ، ومنعته من فعل هذا .. فماذا يهم على اى حال ؟ فقد تعرضت للاذلال ، حتى لم يعد هناك من مزيد . لكن ، لو ان ايلين تحب جوناس كما يدعى روب ، فهى مؤمنة انهما معا بحاجة لمن يضرب راسيهما ببعضهما بسبب استغلالهما لكل فرصة لايلام بعضهما 0
واخترعت عذرا كى لاتقابل جوناس ذلك المساء .. وبقدر ما هى مشفقة اسفة عليه ، لن تستطيع مواجهته ، حتى انها تمنت لو لم تكن تعرفه ، ولاتعرف شيئا عن وحدته ، لتتمكن من ابعاده عن حياتها وتحصل على بعض السلام والهدوء من روب ماكفرسون ولسانه اللاذع 0

dede77 02-03-10 08:03 PM

كانت ممتنة لان روب تمكن من تحيتها بشكل متمدن فى الصباح التالى . كانت تتخوف طوال الطريق الى عملها من تجدد العدائية بينهما والتى قد تطحن اعصابها .. فهى تعرف ان لامواعيد لديه اليوم خارج المكتب .. لكن ، على الاقل ، مع صباح الخير هذه كان يفتح فمه ليقول شئ غير الصياح فى وجهها ومهاجمتها مع ان اسمها لم يمر من فمه بعد التحية كالمعتاد 0
-صباح الخير .. رو ..
وصمتت .. انها تفكر به باسم روب الان .. فالعودة الى مناداته بالسيد ماكفرسون قد يحمل شيئا من السخرية .. جلست خلف طاولتها ، تفكر بانه بعد الذى حدث بالامس لن يرغب فى اسم روب يخرج منها دون تكلف 0
الى ان حل بعد الظهر ، ظنت ان دفئا ما قد بدا بينهما .. فقد ناداها لوارا اكثر من مرة خلال اليوم ، مع انها لم تناده بشئ ، ليس بصوت مرتفع على اى حال ، والاسماء التى كانت تنعته بها كانت بينها وبين نفسها فقط 0
كان فى مكتبه وورقة فى يده يقول لها : ايمكنك ...
حين رن جرس الهاتف ، اشار اليها ان ترد .. لاشئ عدائى يظهر عليه وهو يقف ، ينظر اليها .. لكن ، ما ان عرف من الذى يتكلم معها وقولها : اوه .. مرحبا جوناس 0
حتى اجتمع حاجباه بتقطيبة حادة سوداء . تجاهلته وهى تتحدث الى جوناس الذى كان يطلب الخروج معها تلك الليلة . واحست بنياط قلبها تتمزق لسماع رنة الحرمان فى صوته .. لكنها ليلة امس كانت قد فكرت كثيرا ، وقررت انها اذا توقفت عن رؤيته فان هذا لن يفيده ، وان عليها فى الوقت نفسه ان تحد من مقابلاتهما ، على الاقل الى مرة فى الاسبوع .. فقد بدات تنزعج من فكرة انها تقف فى طريق مصالحته مع ايلين ، كما زرع روب فى نفسها مع انها مازالت لاتصدق هذا ، فقد قررت ان تراقب اى تحسن فى تصرفه نحو زوجته ، فاذا لاحظت هذا ، ستتوقف عن مقابلته الا فى مناسبات . وسالته : الا يمكن ان نفوت هذه الليلة ؟ كنت مسافرة فى عطلة الاسبوع ، وتاخرت فى بعض الاعمال 0
تمنت لو انها ترفع نظرها ، فقد كانت تتوقع ان يكون روب ينظر اليها باستغراب ، لكنها شاهدت السخرية فى عينيه ، وعرفت انه يظنها تحاول ان تذر الرماد فى عينيه حول عطلة الاسبوع لانه مقتنع بانها امضتها مع جوناس 0
سالها جوناس : الى اين ذهبت ، الى بروكن هيل ؟
-اجل 0
-ايمكننا الخروج ليلة الغد اذا ؟ الغد عيد ميلادك اليس كذلك ؟ لا يمكنك البقاء فى المنزل لوحدك غدا .. اتفكرين بانهاء صداقتنا ؟
-لا .. طبعا لا .. وبما ان عيد ميلادى فى الغد ، ساكون مسرورة بقبول دعوتك 0
حين اعادت السماعة مكانها وجدت ان روب قد عاد الى مكتبه .. ومهما كان سبب دخوله ليطلب منها ، يبدو وانه لم يكن مهما . وادركت انهما عادا الى البداية ، واعادت غطاء الالة الكاتبة ، استعدادا للذهاب الى منزلها . لم يعد يناديها باسمها منذ تكلمت مع جوناس .. حتى انه لم يتحدث اليها مطلقا .. ولم تكلمه هى كذلك .. حتى انها تركت المكتب الى منزلها دون ان تودعه 0

dede77 02-03-10 08:13 PM

كانت مصممه فى اليوم التالى على ان لاتدع شيئا يكدرها .. خرجت من السرير وفتحت المشتريات التى قدمتها لها جولى .. وارتفعت معنزياتها حين شاهدت زجاجة العطر من جولى ، علبة البودرة من مايك ، والمناديل الحريرية من بونى . كلهم فكروا بها ، واحست بالدفء 0
لكن الهدايا لم تتوقف عند هذا . فحين دخلت مكتبها ، وبنظرة سريعة نحو باب مكتب روب لاحظت انه مفتوح ، وانه وصل قبلها ، فادارت نظرها عنه بسرعة ، فهو لم يقل صباح الخير ، لكنها شاهدت على مكتبها فازة من اجمل ماراته مليئة بالقرنفل 0
سالت دون وعى : من اين .. ؟
وسمعت صوت روب يرد دون قساوة او لؤم كما كان بالامس ، لكن . بهدوء يقول لها : صباح الخير لوارا .. عيد ميلاد سعيد 0
-هذه منك ؟
-اجل .. منى .. اكنت تظنين اننى كريه لا احتمل طوال الوقت ؟
ماذا يمكنها ان ترد عليه ؟ خصوصا وانه مازال حتى الان بالنسبة لها تلك المخلوق الكرية ، لكنه تذكر ان اليوم عيد ميلادها 0
-شكرا لك .. انها رائعة 0
وتقدمت لتجلس وراء طاولتها 0
بتقدم الصباح ، بدات لوارا تلاحظ ان روب ماكفرسون ، وكمعاملة خاصة لها فى عيد ميلادها ، يتصرف بافضل ما لديه معها اليوم .. الى درجة انه اظهر لها بعض سحره الذى قالت لجولى انه يمتلكه 0
لكن ، ما ان حل بعد الظهر ، حتى بدات تشك فى صدق هذا السحر . فقد دخلت مكتبه لسؤاله . وانتظرت الى ان رفع راسه اليها ، فمكتبه كان مليئا باوراق الحسابات ، وهى اذكى من ان تقطع له حبل افكاره . نظرت الى راسه المنحنى ، فشاهدت شعرات رمادية هنا وهناك فى شعره الاسود ، ودون اى سبب ، دخلت فى حلم عما يمكن ان يبدو ، لنقل بعد عشرين سنة من الان .. لابد انه سيبقى مالكا لذلك الشئ ما حوله .. ذلك الشئ ما الذى يجعله جذابا للنساء .. توقفت فى تفكيرها عند هذه النقطة .. اهو جذاب فعلا ؟ لا تكذبى على نفسك لوارا .. تعرفين انه جذاب .. لكن .. هل هى منجذبة اليه ؟ هل نسيت بسرعة ما احسست به وانت بين ذراعيه ؟ كم اردت ان تتجاوبى معه ؟ هل نسيت بسرعة ذلك الاكتشاف الجديد الذى اكتشفته عن نفسك ؟
قاطع روب افكارها : يبدو ان افكارك تقلقك لوارا 0
وسرها ان يقاطعها ، فهى لم تكن معتادة بعد على مثل هذه الافكار .. وتابع : اهناك شئ استطيع مساعدتك فيه ؟
بدا لها عرضه حقيقيا .. لكنه لن يحصل على لمحة من افكارها .. بحثت فى ذهنها تحاول تذكر السبب الذى اتى بها الى مكتبه ، ثم ، لحسن الحظ ، تذكرت سؤالها وطرحته عليه . فقال لها : هذا شئ لايذكر كى لايبدو عليك القلق هكذا 0
تراجع فى كرسيه وهو يحل لها مشكلتها .. واستدارت لتذهب ، لكنه ناداها ، فوقفت ، ونظره تساؤل مهذبة على وجهها ، منتظرة ان يقول لها ما يريد 0

dede77 02-03-10 08:13 PM

-كما ترين .. انا غارق فى العمل حتى اذنى اليوم .. ايكون كثيرا عليك لو طلبت منك ان تتاخرى فى العمل هذه الليلة !
كان فى صوته كثير من السحر .. وعرفت بانه يشير الى واقع ان اليوم عيد ميلادها .. عادة لايزعجها ابذا ان تعمل متاخرة .. لكنها فجاة احست بالريبة نحو ذلك السحر 0
وفجاة لم يعد يبدو لها ذلك الطلب اللطيف بان تعمل وقتا اضافيا ، طلبا ابدا . انه يامرها بان تعمل لوقت متاخر ، كما لاحظت ، ومهما كان اللطف الذى يغلف صوته ، كان يقول لها بوضوح انه قد وجد طريقة ليجعلها تغرق فى العمل ، لانها واثقة الان ان فكرته عن العمل المتاخر لم تكن تعنى العمل لمجرد ساعة او ساعتين ، بل اكثر من هذا ، كى لايبقى لها وقت لتحافظ على الموعد الذى سمعها تحدده لجوناس يوم امس 0
سالت تحافظ على هدوئها المتكلف : الى متى ؟
-نظرا لكل ما امامى الان . اكون محظوظا اذاانهيته فى منتصف الليل 0
تساءلت عما قد يقول لو انها رفضت .. نظرت اليه وكان السحر ما يزال على وجهه ، بينما نظرة فولاذية فى عينيه تشوه ذلك السحر 0
قالت بحلاوة ، تحاول رد بعض سحره الزائف دون ان تنجح فى خداعه : ساكون سعيدة بالبقاء ومساعدتك 0
كان الباب بينهما يبقى عادة مفتوحا طوال النهار ، لكنها اقفلته خلفها وهى تعود الى مكتبها . فلو اضطرت الى الاتصال بجوناس لالغاء موعدهما ، يجب ان تفعل هذا دون ان يسمعها 0
فى الثامنة من ذلك المساء ، كان راسها يدور لكثرة العمل الذى قاما به منذ خروج بقية الموظفين الى بيوتهم .. كانت تجاهد بقسوة كى تمنع روب من ان يراها تضعف .. وبدات تحس بالامتعاض لانه لم يظهر اى دليل على التعب الذى كانت تحسه .. سرعته فى العمل لم تخف ، مع ذلك فقد كان فى المكتب قبلها ذلك الصباح .. كانت تكاد تموت جوعا ، تفكر بالوجبة التى كانت ستتناولها مع جوناس ، تتساءل عما اذا كان سيبقى لها قوة او ميل لتطبخ لنفسها شيئا تسد به رمقها حين تصل الى شقتها 0
فى التاسعة الا ربعا ، وبعد ان كانت قد تقبلت ما قاله روب بانه سيكون محظوظا لو انهى عمله منتصف الليل ، رمى قلمه فجاة وقال : هذا يكفى .. لنذهب وناكل 0
-ناكل ؟
-كلانا لم يتناول طعاما ، واعرف انك لم تتناولى اكثر من ساندويش جبنة اذا ، اطعمك انا 0
كدعوة للعشاء ، كانت لوارا قد تلقت افضل من هذه الكلمات .. لكن فكرة الجلوس وطبق طعام شهى امامها ، كان اغراءا اكثر مما تتحمل مقاومته . اخذها روب الى مطعم فرنسى ، وتبادلا الحديث قليلا قبل ان يبدءا الاكل ...
وبينما كانا يشربان القهوة ، قال لها روب انه لن يحضر الى المكتب فى اليوم التالى0
واضاف : شكرا على المساعدة .. انا اكره ان اترك عملى نعلقا ، كما اننى ساحتاج الى بعض هذه الحسابات فى الغد 0

dede77 02-03-10 08:14 PM

-لكنك كنت قادرا على تدبير امرك دونى ، الم يكن هذا ممكنا ؟
-اكنت سترتاحين وانت تعرفين اننى اسهر لانهى عملى ؟
-او لن ترتاح ؟
قالت بمثالية ، تحاول ان تريه انها لم تنخدع كثيرا باساليبه لابعادها عن جوناس 0
-ساكون دائما سعيدة بمعاونتك 0
لكن روب ابتسم .. واحست بالسرور فى تلك اللحظة لوصول الساقى يعرض المزيد من القهوة ، فرؤية بسمته جعلتها تحس بردة فعل غريبة فى صدرها .. لابد انه سوء الهضم .. ورفضت المزيد من القهوة .. مع انها لا تذكر انها شكت يوما من عسر هضم 0
كانت الساعة تقارب الحادية عشرة حين اوصلها روب امام منزلها . خرج من السيارة ليقف معها على الرصيف وهى تشكره بلطف على العشاء .. ثم وهى على وشك البدء بصعود السلم الحجرى العريض ، قال ، كما فعل فى الصباح : عيد ميلاد سعيد 0
بينما كانت تبحث عن شئ تقوله ، وكل ما كان مطلوبا منها ان تقول عمت مساء احست بذراعيه تلفانها ، وبفمه يلامس وجنتها ، ثم يبعدها عنه بحزم ويقول عمت مساء لوارا 0
-عمـ .. عمت .. مساء 0
وركضت الى الباب ، دون ان تلتفت ، وفتحت الباب لتدخل ، ثم وقفت بصمت للحظات ، تصغى الى صوت محرك سيارته يدور ثم يبتعد ، عندما فقط ابتعدت عن الباب 0
كما كان كل يوم تقضيه فى دارموند مليئا بالعمل .. لم يكن اليوم التالى استثناء .. وكانت لوارا ممتنة لهذا .. فهى لم تكن ترغب فى التفكير بقبلة التهنئة بعيد الميلاد التى تلقتها من روب ليلة امس .. وانهت يومها بشريط مسجل ملىء بالرسائل ، مع ان جوانا بيريجيه لم تتصل ، ولا بالامس كذلك . ووجدت لوارا نفسها تدندن بنغم خفيف وهى تغطى الطابعة امامها .. تقنع نفسها انها مسرورة لانها انهت نهارعمل جيد 0
بعد ان تناولت وجبة العشاء ، ونظفت الصحون ، وجدت الوقت الكافى لتبادل حديث شيق مع عائلتها ، كانت دائما تكتب اليهم مرة فى الاسبوع . وارادت الاتصال بهم ليلة امس لتشكرهم على الهدايا .. لكنها عرفت ان الولدين نائمان حين اوصلها روب ليلة امس ، فاجفلت الامر الى اليوم 0
مع توقعها سماع صوت جولى ياتى بهيجا عبر الهاتف ، فقد عرفت على الفور ان هناك شيئا خاطئا .. اوه .. جولى كنت تبذل جهدها لتبدو مرحة ، وكانت ناجحة ، لكن اذنا لوارا كانتا تلتقطان المرح الزائد ، واحست بالتوتر فى صوت جولى كلما طال الحديث بينهما 0
شكرتها لوارا على الهدايا ، وعلمت ان مارك وبونى فى الخارج ، فطلبت منها ايصال شكرها اليهما للهدايا .. وسالتها جولى : هل خرجت الى مكان لطيف ليلة امس ؟ فكرت حين لم تتصلى انك خرجت للاحتفال 0

dede77 02-03-10 08:15 PM

عرفت لوارا ان جولى لاتلومها لعدم الاتصال ، لكن قناعتها زادت بان جولى كانت تتوقع منها ان تتصل ليل امس .. وكانت مستعدة كما هى الان لمحاولة خداعها بجو زائف من الحبور 0
فسالتها : ما الخطب .. جولى ؟
-الخطب ؟ .. لماذا .. لاشئ ؟
لكن كلامها لم يكن له وقع الصدق .. ذلك التردد قبل ان تقول لاشئ جعلها تقول : بل انت قلقة حول شئ ما 0
واخذ دماغها يبحث فى الامكانيات وهى تصغى الى جولى تحاول التاكيد ، وبكل قوة ، ان كل شئ على مايرام . وقفز المال الى تفكيرها .. مع ان جولى كانت معتادة على تدبير امر نفسها فى ميزانية ضيقة . ربما يحتاج مارك ، او بونى الى شئ جديد لا تستطيع جولى ان تتحمل ثمنه .. كانت على وشك ان تسال ، ومستعدة لاستخدام كل اللياقة التى تبرع فيها لتخبرها انها ستحصل على ما تريد .. فذلك الفستان الجديد الذى توفر له المال يمكنه الانتظار شهرين اخرين .. لكن شيئا قالته جولى فى وقت سابق عاد الى ذاكرتها ، واصبحت واثقة ان السبب فى توتر صوت جولى ، له شان ببونى .. لقد قالت جولى ان مارك وبونى فى الخارج .. ومزحة قديمة العهد فى العائلة كانت تقول ، انه ما عدا ايام الاثنين ، لايمكن ان يتزحزح بونى من المنزل قبل ان ينهى كل واجباته المدرسية . وفى مثل هذا الوقت يكون راسه دائما مدفونا بين دفتى كتاب 0
... سالت ، وهى تعلم ان هناك شيئا غير طبيعى اخرج جولى عن مرحها المعتاد 0
منتديات ليلاس
-ماذا خرج بونى يفعل جولى ؟
ساد صمت مذهول فى الناحية الاخرى ، ثم سمعت جولى تكاد تشهق 0
-كيف عرفت ؟
اذا الامر يتعلق بالاولاد : ارجوك قولى لى جولى .. لن استطيع النوم الليلة الا اذا عرفت 0
ثم اضافت لتضغط عليها : ساحضر باكرا فى الغد الى المنزل اذا لم .. بل الليلة اذا ع ...
ونجحت الخدعة .. على مضض بدات جولى تقول كل شئ ، وذكرتها بحديثهما يوم الاحد عن زواجها حين كان بونى فى الخارج يصلح عجلة مارك . لكنه لم يكن فى الخارج طوال الوقت .. فقد دخل المنزل وسمع ما كانتا تقولانه بوصوله الى باب غرفة الجلوس 0
وتلاشى الادعاء بالبهجة من صوت جولى ، واصبح صوتها دون تعبير وهى تكمل : انه مصمم على ان يترك المدرسة اخر الفصل . يقول انه لن يدعك تضحين بنفسك لاجلنا 0
صاحت لوارا برعب : اوه .. جولى ...
-اعرف .. اعرف . لقد جادلته بكل ما جادلتنى به . لكنك تعرفين انه دائما يفكر بكل شئ بنفسه ، ولقد ادخل راسه انك تحبين شخصا ، وانك لا تسمحين لهذا الحب بالاستمرار لانك لن تتمكنى بعدها من مساعدتنا . ولقد ادار ظهره لفكره الذهاب الى الجامعة .. وهو مصمم على ترك المدرسة والحصول على عمل .. و .. و .. انا لا استطيع اقناعه بترك الفكرة 0

dede77 02-03-10 08:16 PM

... فكرت لوارا بمشكلة بونى طوال المساء .. سفرها اليه لن يفيد .. فاذا لم تستطيع امه ان تقنعه فلن تتمكن هى من اقناعه . الا اذا خرجت بفكرة رائعة لا يمكن لعقله الذكى ان يكتشف زيفها 0
نامت ليلتها قلقة ، ولم تندهش فى الصباح لرؤية التعب فى عينيها ووجهها .. لكن وتفكيرها مثقل بالقلق ، لم يعد ما يبدو عليه وجهها يشكل لها مشكلة 0
لم يكن روب قد وصل حين وصلت المكتب ، ولم يكن تفكيرها منصبا على عملها حين انفتح الباب بعد عشر دقائق . حين رفعت عينيها المتعبتين اليه ، لم يكن لديها فكرة كم واقفا ينظر اليها 0
قالت باختصار : صباح الخير 0
اقفل الباب وتقدم الى طاولتها .. ولم يرد عليها التحية .. وكانما تلك القبلة التى طبعها على خدها لم تحدث ابدا امام استمراره بهذه النظرات المتفرسة الصامتة .. ثم قال : تبدين وكانك لم تاوى الى فراشك 0
ثم زادت لهجته حدة : ام ان هذه هى المشكلة ؟ انت لم تاوى الى فراشك .. برفقة احد ؟
شرارة الغضب التى اشتعلت فيها لقوله المهين كانت اول شرارة للحياة احست بها منذ استيقظت . ارادت ان تقول له ان يذهب الى الحجيم .. لكنها كبحت غضبها ...
وسالته بحلاوة : اتظن ان العنب مازال حصرما لمجرد انك لم تنجح كثيرا ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة ، وانسحبت من حال الغضب بعد مشاهدة الثورة فى وجهه ، فقد بدا لها انها تعترف بما يتهمها به . دون كلمة اخرى شد فكيه معا ، واستدار عنها ، ودخل مكتبه 0
عدة مرات ، خلال الساعات التى تلت ، حين كان يعود تفكيرها الى بونى ، كانت ترفع راسها لتجد روب ينظر اليها عبر الباب المفتوح ، ونظرة غير لطيفة على وجهه .. لم تكن ترغب فى ان تعطيه فكرة عما يقلقها ، فليضع الاستنتاجات كما يريد ، فهى لم تكن مستعدة لسماع اى شئ حول جوناس ، لدرجة القول لرئيس ادارة دارموند ان يذهب الى الجحيم .. لو انه حسب ان قلقها كان حول علاقتها بجوناس 0
مر روب قرب طاولتها بعد الحادية عشرة بقليل .. ولتعرف ماذا يريد يجب ان تقول لمن يتصل به ، سالته قبل ان يختفى : هل ستعود ؟
نظرته قالت لها ان لاشان لها بهذا .. قبل ان تدرك لماذا تريد ان تعرف ، وقال ببرود : ليس قبل ساعتين 0
عليها حقا ان تراجع اعلانات الوظائف الشاغرة فى الصحف اليوم ... فمما يبدو لها ، ستضطر الى تحمل مزاجه العكر طوال بعد الظهر... ثم نسيت كل شئ عنه حين عاد التفكير ببونى يزعجها 0
اخذت فرصة الغداء دون ان تشعر بالرغبة فى الاكل .. حاولت تناول سندويش ، لكنها قضمت نصفه فقط ، مع انها ارتشفت كل قهوتها قبل التفكير بالعودة الى المكتب ... لم يكن روب قد عاد بعد ، وهذه نعمة من الله . جذبت طابعتها نحوها وبدات تطبع .. ثم تذكرت انه قال لها انه سيغيب ساعتين . وهذا يعنى انه يمكن ان يكون عاد خلال غيابها .. قام ببعض الاعمال .. ثم غادر ليتغذى ، فتوقفت عن الطباعة . الافضل ان ترى ما اا كان قد ترك لها شيئا تطبعه 0
مدت يدها الى الة التسجيل ، وادارتها . كانت يدها لاتزال ممدودة الى الالة حين انفتح الباب الخارجى . دون ان تصدق ، نظرت الى الشاب الطويل الذى دخل لتوه .. وتحركت اصابعها اليا لتطفىء الة التسجيل .. ثم تلاشى كل شئ من ذهنها ..
صاحت ، تقف على قدميها : بونى .... ماذا تفعل هنا بحق الله !
*****

dede77 02-03-10 08:17 PM

انتهى الفصل السادس


باقى ثلاثة فصول فقط وتنهى الرواية

tooka 03-03-10 02:04 AM

ثم تلاشى كل شئ من ذهنها ..
صاحت ، تقف على قدميها : بونى .... ماذا تفعل هنا بحق الله !


في منتصف الحدث بالضبط ):

dede77 03-03-10 09:50 PM

7- رجل اخر للوارا 0

صدمت لوارا لرؤية اخيها غير الشقيق ، بسترته المدرسية وقميصه القطنى ، يقف هناك .. ولم تعد تتحرك بعد ان اخرجتها الصدمة الاولى من كرسيها .. ثم تقدم بونى ، وقد اساء فهم صدمتها ، بخطوتين واسعتين الى جانبها ، وجهه الشاب الجاد كله قلق ، ليسالها : اهناك ما يمنع من مجيئى الى مكتبك ؟ لااريد ان اورطك فى متاعب ، لكن ، كنت مضطرا لرؤيتك لوارا 0
منتديات ليلاس
-طبعا لامانع .. لكننى لم اتوقع رؤيتك ، هذا كل شئ 0
ابتسمت له بحرارة وسالته : ماذا تفعل فى سيدنى ، على اى حال ؟ هل جئت من المدرسة ؟
ظنته قد جاء مع صفه لمعرض ما ، لكن تفكيرها معه الى القلق بان يكون قد ترك صفه دون ان يلاحظ احد ذلك . لكنه قال لها : لم اذهب الى المدرسة اليوم 0
الطريقة التى كان ينظر فيها الى قدميه ، جعلتها تفهم اكثر ، لانه لم يخف يوما من ان يتطلع الى اى شخص يتحدث اليه وجها لوجه 0
صاحت ، وقلقها يتجه الى اتجاة اخر : اوه .. بونى !
علمت ساعتها ان لزيارته هدفا ما ، وليست مجرد نتيجة لسوء تصرف تلميذ مدرسة ... وقال مرة اخرى : كان على رؤيتك لوارا ..
ثم ، وكانه يريد اخراج مايختلج فى داخله ليريح صدره ، وبسرعة ، دخل راسا فى الموضوع : قالت لى امى انها اخبرتك بامرى على الهاتف ليلة امس ، وعلمت ان هذا سيقلقك 0
كم انه ولد عزيز .. انه يحمل مسؤولياته بكثير من الجدية ، ورات من النظرة المرتسمة على وجهه انه لن يتحسن الا بعد ان يتوصل الى اقناعها بوجهه نظره ، فقالت له : اصغ الى بونى ...
بقدر ما كانت تريده ان يشعر بالارتياح ، ارادت ان تدخل صلب الموضوع ، مصممة ، وقد حضر الى هنا ، ان تفعل ما بوسعها ليغير وجهة نظره ... واكملت : ليست هناك حاجة اطلاقا لتركك المدرسة فى نهاية الفصل .. قلت لجولى على ..
قاطعها بالم : اوه لوارا .. ارجوك لاتعطينى نفس غسيل الدماغ الذى اعطيته لامى .. امضيت اياما افكر بما قلته لها يوم الاحد .. ولم استطع موازنة الامر 0
لماذا .. يالهى .. لماذا لايتقبل ما سمعه كما هو ؟ حاولت ان تتذكر كل ما قالته لجولى ، لكنها كانت تعلم ان كل هذا بسبب ان عقله اليافع يميل الى التحليل القوى . وقالت كاذبة : ما قلته صحيح بونى ... كل كلمة قلتها كانت صحيحة 0
-انك لم تتزوجى لان الرجل المناسب لم يطلبك بعد ؟
انه يذكر كل كلمة من كل جملة قالتها لجولى اكثر مما تذكرها هى 0
-هذا صحيح .. انت لازلت صغيرا بونى ، ولاتعرف الكثير من هذه الامور . لكن .. حين تكبر ستعرف بنفسك انك لن تتزوج لمجرد .. لمجرد ان هذا متوقع منك .. اذا لم تجد الحب المشترك .. حسنا .. ستبقى اعزبا . صدقنى حبيبى ، لقد ضخمت امر ما سمعته كثيرا .. انك ...
-اتقولين انك لم تجدى بعد الحب المشترك ؟

dede77 03-03-10 09:51 PM

ابتسمت له بلطف .. تحس بحرجه .. ثم خطرت لها فكرة ، وعلمت انها يجب ان تبقى على حذرها . وتصاعد ادراكها ، بان بونى ، وبقدر ما يريدها ان لا تقلق ، فهو يسعى الى ان يقتنع بنفسه ، ان ما ساور ذهنه من خلال حديثها مع امه قد لايكون كما ظنه 0
-اسمع بونى .. انا لم اكن صادقة كما يجب مع امك يوم الاحد ، لكن صدقنى انا اعلم انها كانت قلقة على . وهكذا لم ارد ان اعطيها اى شئ اخر يقلقها .. لذلك لم اقل لها الحقيقة كلها 0
-الحقيقة كلها ! اتعنين ان امى كانت محقة فى ظنها انك تضحين 0
-لا .. لااعنى هذا .. انت وانا كنا نتحدث لتونا عن اشخاص يقعون فى الحب ...
تراجع بونى عن تصلبه : قلت ان الامر شئ مشترك ..
استطاعت ان ترى ان عقله اليافع اخذ يفكر ، فهو يصمت لحظات يفكر بما يقول قبل الوصول الى الاستنتاج الذى يريده ان يصل اليه : اتقولين انك تحبين شخصا ما ، لكنه لايريد ان يتزوجك ؟ اهذا هو الامر ؟
ليتبارك ذكاؤه .. تنهدت تبعد القلق عن نفسها : هذا هو الامر بالضبط 0
اذا استطاعت ان تدفعه لان يصدق ان حبها من طرف واحد .. عندها ، وبمرور السنين عليه فى الدراسة ، ومع شئ من الحظ ، سيؤمن ان عدم زواجها هو بسبب معاناتها من الآم حب غير متبادل 0
وحين يصبح اكبر ، واكثر ادراكا ، لربما ظن ان اخته غير الشقيقة ، هى من الفتيات اللواتى لايعطين قلبهن سوى مرة واحدة 0
كانت تهز نفسها لتخرج من احلامها ، حين شاهدت احمرار الخجل والحرج على وجهه مرة اخرى ، ثم ادركت ، وقد قارب السابعة عشرة من عمره ، انه ليس ساذج كما تظن 0
-ذلك الرجل .. الرجل الذى تقولين انك تحبينه .. هل .. هومتزوج ؟
كانت تفكر ان تقول اجل ، فهذه الطريقة بدت اسلم كيلا تساوره شكوك مستقبلية .. لكن ، ومع ان سؤاله كان يظهر تقدم تفكيره ، الا ان احمراره ذكرها بافكارها السابقة .. لم يبلغ بعد السابعة عشرة ، ولايمكنها ان تدفعه ليصدق انها وقعت فى حب شخص له زوجة ، فطعم الكذبة هذه مرير 0
-لا .. يا بونى .. انه غير متزوج .. حتى انه لايعلم بوجودى 0
من السخرية ان تظهر لها صورة لروب ماكفرسون يحدق فيها كما كان ذلك الصباح . لكنها تذكرت كذلك انه قد يحضر الان فى اية لحظة ، فنظرت الى ساعتها واتخذت قرارا 0
-هناك مقهى قريب .. انذهب لتناول فنجان شاى ؟ ونستطيع الكلام هناك براحة اكثر0
انتظر بونى الى ان التقطت حقيبتها ، ولكنه قال بانه يجب ان ينتبه للوقت لكى لايفوته القطار العائد فتقلق امه عليه اكثر مما هى قلقة الان .. واملت لوارا بانه حين يصل الى البيت ، سيقول شيئا سيريحها من حمل افكارها القلقة الثقيلة 0

dede77 03-03-10 09:52 PM

كانت الساعة تقارب الرابعة حين عادت لوارا اكثر سعادة الى مكتبها فى دارموند . نظرت الى باب روب ، فلم تسمع صوتا وراءه ، وظنت ان هذا يوم سعدها على اى حال .. فهو لم يعد بعد ، ولم يفتقدها . مع انها ليست قلقة على الوقت الذى تاخرته . ثم عملت بما يكفى من جهد يوم الاربعاء لكى لاتكون متاخرة فى عملها .. لكنها لم تكن ترغب فى التفكير بعذر لغيابها .. وهذا كل ما فى الامر 0
اعادت التفكير بحديثها مع بونى ، قبل ان توصله بالتاكسى الى محطة القطار .. كان قد حاصرها فى نصف ساعة محرجة ، وفكرت باعجاب بمنطق اسئلته . لكن ، فى نهاية تلك المدة ، استطاعت ان تدخل فى راسه انه سيخذلها بشكل سئ لو ترك المدرسة الان . واصبحت كذلك واثقة انه لم يعد يعتقد انها تضحى لاجله .. ومع انه لم يعطها وعده بالعودة عن قراره ، فقد امنت انه حين يعيد التفكير بكل ما قالته له ، فلسوف يتصل بها ، هو او جولى ، قريبا ليقول لها انه تراجع عن قراره 0
والان .. اين كانت قبل ان يحضر بونى ، ويشتت افكارها بوقوفه عند بابها ؟ اه .. اجل .. كانت على وشك ان ترى ما اذا كان روب قد ترك لها شيئا لتطبعه ، ومن الافضل ان تعود الى عملها ..ادارت الة التسجيل ، لكنها لم تسمع شيئا .. ثم ، ولانها ظنت انه نسى اعادة الشريط الى اوله بعد التسجيل ، اعادت الشريط الى الوراء ، ثم الى الامام .. واعادته الى الوراء بعيدا .. الى ان سمعت الرسالة التى سجلتها بنفسها قبل الغداء 0
انتظرت ، متوقعة ان تسمع صوته ، ثم اجفلت لسماع صوتها هى يصيح بونى .. ماذا تفعل هنا ؟ تبع ذلك صوت اخيها غير الشقيق يسال ما اذا كان لاباس من زيارته لها .. على الفور ادركت فعل الصدمة لرؤية بونى مما جعل اصبعها ينزلق الى زر التسجيل بدل الايقاف 0
استمعت الى الشريط كله لم تسمع فيه اية تعليمات من روب حتى نهايته .. حسنا هذا مريح لها . كان يمكن له ان يدخل ويدير الشريط كما فعلت ويستمع اليه ، وهى لاتريده ان يعرف حديثها الخاص مع اخيها 0
لكن ارتياحها تبخر حين سمعت صوتا من مكتبه .. انها تتخيل دون شك ، ومع ذلك اتجهت الى بابه دون تفكير ، وادارت المقبض دون ان تقرع الباب ، وهذا امر تفعله عادة حين يكون معه شخص اخر 0
التقت عيناها بعينين كسواد الليل المكتمل .. الاحساس الوحيد الذى احست به كان الانزعاج المؤلم .. فقد كان روب ماكفرسون يجلس هناك مسترخيا ، بكامل سيطرته على نفسه ، دون الغضب الذى كان يتملكه ذلك الصباح ، يراقب بهدوء وحذر كل تعابير وجهها المضطرب ، وهى تذرك ان من طبيعته تفحص الة التسجيل قبل ان يدخل 0
-اوه .. انا .. انا اسفة . لم اكن هنا حين عدت 0
لم يرد .. بل استمر ينظر اليها برضى .. ثم اخذت افكارها تتشوش ، ومع الامل بانه قد يكون وصل لتوه ، ولم يصغ الى التسجيل ، اجبرت نفسها على الظهور بمظهر الهدوء ، واضافت بمحاولة باردة : اضطررت للخروج لفترة 0
تلاشت واجهتها الباردة فجاة حين قال متسائلا : هل لحق بونى بقطار العودة ؟
باتساع عينيها الزرقاوين فى محجريهما ، تابع : اجلسى لوارا .. يبدو لى اننى مدين لك باعتذار 0
احست بسعادة لان تجلس .. وسالت : اعتذار ؟
تتساءل عن ماذا سيعتذر .. وفكرته بانه صحيح ان هناك عشرات الاشياء يمكن ان ياسف لها .. لكن ، ما تبادر الى ذهنها ، هو ان اعتذاره على الارجح سيكون عن سماع حديثها مع بونى صدفة . فقالت : لم اكن اعلم اننى ادرت الالة على التسجيل .. ظننت نفسى اطفاتها 0
-كان ضوء التشغيل ظاهرا حين عدت . وظننت انك تركت لى رسالة تعلميننى فيها الى اين ذهبت 0
اذا كانت تتوقعه ان يعتذر عن عدم اقفاله الة التسجيل فور سماعه الحديث الخاص ، وهى تعرف انه سمعه الى اخره ، فقد كانت مخطئة فى توقعها فقد قال لها روب : من هو بونى على اى حال ؟
-انه اخى غير الشقيق 0
كانت قد صممت على ان لاتخوض معه فى نقاش حول اى شئ سمعه .. لكنه افتتح النقاش قبل ان تقول له ان الامر لايعنيه : وهو اخ قلق حتما عليك .. استطيع القول .. هل يهرب دائما من المدرسة ؟
-لا .. انه عادة مخلص لدروسه .. لكن .. كما قلت انت .. كان قلقا .. حول شئ ما 0
النظرة فى عينيه قالت لها انه لن يتركها بسلام قبل ان يجعلها تتكلم عما يقلق اخاها 0
-لابد انه تجاوز السادسة عشرة ليتمكن من ترك المدرسة 0
وجدت نفسها ترد : لقد قارب السابعة عشرة 0
-ولماذا من المهم ان يبقى فى مدرسته ؟
كان الفخر ببونى ، والفخر الصافى البسيط ، الذى جعلها تبقى جالسة هناك ، ونظرة دفء على وجهها قائلة لروب : انه له دماغا من الدرجة الاولى .. ولقد صمم على ان يصبح طبيبا .. مخططاتنا .. مخططات جولى له ستتدمر لو ترك المدرسة الان 0
-بما ان بونى هو اخيك غير الشقيق ، اظن ان جولى هى زوجة ابيك ... ويبدو انكم جميعا تمرون فى اوقات قلقة .. وكان بونى مؤمنا انك ستكونين قلقة بعد حديثك مع امه على الهاتف ليلة امس 0

tooka 04-03-10 02:27 AM


ومره ثانيه ..في منتصف الحدث >>"

بإنتظارك ^^

dede77 04-03-10 09:50 PM

لم ترد .. فقلقها ، او احد افراد عائلتها ، امر ليس من شانه .. وعلى اى حال ، فان هذا الحديث قد تمادى كثيرا بالنسبة لها . رفعت نظرها الى روب ، وشاهدت بريق الفولاذ فى عينيه ، وعلمت انها كان يجب ان تخرج حين نوت اول مرة .. وتابع : اكان القلق هو الذى تسبب بمظهر التعب عليك هذا الصباح ؟ الم يكن لبريستونز دخل فيه ؟
وقفت لوارا .. انها لاتحب ان تناقش امر عائلتها معه .. ولاتريد لجوناس ان يدخل فيه .. فقد بدا لها ان اسمه حين يذكر ، ينتهى بها الامر مع روب الى شجار ، واذا لم يكن شجارا ، فحرب باردة هى النتيجة الطبيعية التى تلى .. قالت بصراحة : انا لم لر جوناس ليلة امس 0
والتفتت لتغادر ، لكن روب وقف بدوره وتقدم ليسد لها الطريق 0
-وانت لم تذهبى معه فى عطلة نهاية الاسبوع كذلك ؟
بينما يوم الاثنين لم يعطها مجالا للشك 0
اغضبها حاجته لسماع بونى يشير الى حديثها مع جولى يوم الاحد قبل ان يغير رايه فيها . واغضبها اكثر انه لم يكن مستعدا يوم الاثنين لان يستمع اليها ، لكنه الان ، والمنطق يقول له ان ليس من الممكن ان يكون جوناس قد رافقها ، والا لذكر بونى اسمه ، الان فقط ، اصبح مستعدا للاستماع .. وزاد غضبها اكثر ، لو ان هذه طريقة روب ماكفرسون فى الاعتذار لتصرفه القذر يوم الاثنين ، فانها تشعر بالاحباط ..
حسنا .. انها لاتنوى ان تقول شيئا . وجمعت كل حذاقتها وتكلفها ، بقدر ما استطاعت ، ونظرت الى عينيه ببرود لتقول بتكدر : ابدات تشك فى مصدر معلوماتك الخاص ؟ بالتاكيد لم تبدا الشك فى اننى محطمة للزيجات كما تعتقد ؟
لم تعجبه لهجتها ، لكنها رفضت ان تضعف فى موقفها حين علت وجهه نظرة قاسية ، قال : ابدا لن اغير رايى .. فلدى دليل رايته بعينى الم يحدث هذا ؟
حين راى ان لا رد لها على تحديه ، تابع : انكرى علاقتك به قدر ما تريدين ... لكن لاتحاولى تبيض صفحتك معى .. شاهدت بريستونز بنفسى يغادر شقتك فى الصباح الباكر ، حتى قبل ان تتمكنى من ارتداء ملابسك 0
دفاعاتها اهتزت امام هذه الملاحظة ، لكنها ابقت ذقنها عالية .. فهى لم تفعل شيئا تخجل منه ، لكنها كانت قد تجاوزت وقت الشرح ، بان جوناس كان يريد فقط حقيبة اوراقه ذلك الصباح .. ولن تنسى تلك الملاحظة التى اسمعها اياها روب يومها .. فى تلك اللحظة تحرك ، يفسح لها الطريق نحو الباب . دون كلام ، تجاوزته ، لاشئ لديها تقوله له ، وكم تواقة لاغلاق الباب بين المكتبين 0
لكن ، اذا لم تكن تريد قول شئ له ، فان صمتها اثار فيه ردودا اخرى غير مرغوبة .. فقد قال ببرود وهى تفتح الباب : كنت اظنك شجاعة .. كنت اظنك قادرة على الاعتراف لزوجة ابيك وابنها ، بالسبب الحقيقى لعدم زواجك بعد 0
استدارت غضبا .. ورات من نظرة الازدراء فى عينيه كم يظنها وضيعة ، لكن ، بعد الذعر الاولى من نظرته تلك ، ادركت انه لايمكن ان يعرف بانها قررت عدم التورط مع اى رجل قبل ان ينهى بونى ومارك تعليمهما . فسالته ، تحاول التماسك : وما يمكن ان يكون ذلك السبب ؟

dede77 04-03-10 09:51 PM

-الحقيقة لوارا ويلكنسون ...
واستدار عنها ، ليعطيها فكرة بانه لديه اشياء اهم من مجرد جدالها .. لكنه اضاف : لكن ، على اى حال ، ليس لديكهذا النوع من الصدق فى نفسك .. صحيح ؟ الصدق الذى يتطلب ان تقولى لعائلتك ان الرجل الذى تريدين الزواج منه ، متزوج ، وعلى الارجح سيبقى هكذا 0
طوال ليل الجمعة ، وطوال يوم السبت ، انتظرت لوارا رنين جرس الهاتف كى يقال لها ان بونى سيبقى فى المدرسة ، وكادت تتصل بنفسها حين بدا الانتظار يرهق اعصابها .. لكنها اجبرت نفسها على ان لاتندفع .. كانت مقتنعة ان بونى سيفكر جيدا ، وحركة خاطئة واحدة منها قد تفسد كل شئ 0
وصلها اتصال هاتفى يوم السبت ، لكن من جوناس . يطلب منها الخروج معه . تلك الليلة خرجت معه ، لكن بعد مرور الساعة التاسعة حيث تاكدت ان جولى ستعرف انها خرجت مع ، ولن تتصل بها ، ولابونى فى مثل هذا الوقت 0
بدا لها جوناس افضل حالا ، وسرها ان تجده اكثر حبورا مما كان . حين اخبرها عن عشاء عمل دعى اليه يوم الاثنين المقبل ، وانه من المتوقع منه ان يرافق شريكة له ، وافقت على الذهاب معه ، فهى تعتقد انه سيحس بوحدته لو اضطر للذهاب دون شريكة 0
لم يصلها اتصال من بروكن هيل يوم الاحد .. مرة اخرى اضطرت الى كبح التحفز للاتصال . وبوصول صباح الاثنين ، كان توتر الانتظار قد بدا يظهر على وجهها 0
حياها روب بطريقة متمدنة ، لكنها لاحظت عينيه الماكرتين تقعان عليها اكثر من مرة ، حين كانت ترفع راسها من تسجيل املائه . وكانت فى مكتبها تراجع بعض المراسلات ، فى منتصف الدوام الصباحى ، حين وصل مراسل خاص يحمل باقة زهور لها .. توقف روب فى الحال عن العمل ، ولم ينتظر خروج المراسل ليقول بلؤم : ايغازلك بريستونز بالزهور ؟
تجاهلته لوارا ، وهى تفتش عن البطاقة .. جوناس لم يكن يرسل الازهار ، ولاسبب يدعوه لان يبدا الان .. لكن من غيره .. وجدت البطاقة ، وقراتها 0
لم تكن الازهار من جوناس ، وكادت تبكى لان بونى خسر مصروف بضعة اسابيع لشراء ازهار تخفف الصدمة التى كتبها على البطاقة : لاتغضبى منى لوارا...! ولم تستطع فعل شئ لمنع اهتها او لمنع دموعها التى قفزت من عينيها .. وقد عرفت ان كل انتظارها لملئ بالامل فى عطلة الاسبوع انتهى يوم عودته عن قراره 0
ترك روب مقعده ليجلس على زاوية طاولتها .. وسال : ما الامر ؟
كان يرى بنفسه المعركة التى تخوضها كلا لا تنهار بالكامل امامه 0
قبل ان تتمكن من منعه ، اخذ البطاقة من يدها . وعرف ان مرسل النرجس البرى ، والنرجس الزنبقى ، والتوليب لم يكن جوناس بريستونز ... قبل ان يقرا الرسالة .بعد هذا رات لوارا امامها شخصا مختلفا عن روب ماكفرسون الذى ظنت انها تعرفه .. احست بيدها تؤخذ بين يديه بلطف وهو يقول : اتودين ان تخبرينى عن هذا الامر ؟
رفعت بصرها اليه ، متاثرة بلطفه تبتلع ريقها بقوة لتسيطر على مشاعرها التى لم تكن فى تلك اللحظة معها .. وقالت بصوت متحشرج : اوه ... روب ...

dede77 04-03-10 09:52 PM

وتدحرجت دمعة عن خدها ، سارعت تمسحها بظهر يدها ، فسالها باللهجة اللطيفة نفسها : الهذا شان بترك بونى المدرسة ؟
-كنت .. اظن ، اننى حين ودعته يوم الجمعة ، ساسمع منه انه قرر البقاء فى المدرسة ...
رقة روب ، وحثه اللطيف لها ، امالها المحطمة حول بونى ، بؤس مشاعرها ، تضافرت فى حل عقدة لسانها : لقد انتظرت طوال عطلة الاسبوع مكالمة تقول لى انه اعاد التفكير بقراره ترك المدرسة .. كنت واثقة جدا يوم الجمعة انه سيفعل 0
-اليس هناك رجل فى البيت يدخل بعض التعقل الى راسه ؟
-والده مات حين كان صغيرا .. ووالدى مات منذ خمس سنوات 0
-اذا ، وفى سن السادسة عشرة يتخذ هو القرار فى المنزل .. اليس كذلك ؟
لو ان روب سال بحدة ، او اية لهجة اعتادت عليها ، لتوقفت عند هذا الحد ، لكن السؤال كان رقيقا لطيفا ، وكانه مهتم حقا ، وكانما يريد فعلا ان يساعد . حسبما تعرف ، لاشئ يمكنه ان يساعد فيه .. ووجدت نفسها ترد : انه فى عمر يكون فيه رايه الخاص ، وينمى شخصيته .. جولى قامت بعمل رائع فى تربيته لوحدها منذ مات والدى 0
لم يكن ممكنا ان تبوح له بمثل هذه المعلومات فى اى ظرف اخر ، ووجدت فيما بعد انها كانت بالفعل تعترف له بكل شئ : ليس لدينا المال الكافى لتوفره ، بونى يعتقد ان من الافضل له ان يجد عملا 0
سالها روب ببطء : يوم الجمعة ، اشار الى انك تضحين بشئ ...
ثم تغير صوته قليلا ، وكانما يحاول جهده ان يبعد القساوة عنه 0
-.... قلت له ساعتها انك تحبين .. لكن من تحبين لايعرف بوجودك هناك عقدة فى هذا ، وفى مكان ما .. اليس كذلك ؟ بونى يعتقد انك تضحين من اجله .. سمعك تقولين لامه انك لم تتزوجى لان الرجل المناسب لم يطلبك بعد .. اذا ، فالتضحية التى يؤمن الصبى انك تقومين بها لها علاقة بانك لم تتزوجى بعد 0
عرفت لوارا فى هذه المرحلة ، ان روب سيصل فى تفكيره الى الحقيقة دون مساعدة منها ، لكنها احست انها لن تتحمل معرفته للحقيقة .. فهو لابد سيخرج فى تحليله عن الخط السوى ، كما فعل يوم الجمعة ، ويرجع بقائها دون زواج الى علاقتها مع جوناس ..ولاتظن انها مستعدة لتقبل اى قول غى هذا الموضوع .. لذلك وقبل ان تستنتج شيئا اخر ، وجدت نفسها تقول له : انا ارسل مالا الى المنزل كل شهر .. وتظن جولى ، ويؤمن بونى ، اننى ابعد عنى كل الرجال ، لاننى لو تزوجت .. وتركت عملى .. عندها .... منتديات ليلاس
-سيتوقف الدعم الذى تقدمينه لهم 0
ضغطت يده على اصابعها ، دليل التفهم ، واضاف : انت تتقاضين مرتبا افضل من اى سكرتيرة .. هل هذا هو سبب تمسكك بوظيفتك باى ثمن ؟ بينما تلك النظرة فى عينيك اول التقينا فيه كانت تقول انك راغبة فى ان تقولى لى بالضبط ما يمكننى ان افعل بالوظيفة ؟
همست : نعـ ... نعم 0

dede77 04-03-10 09:53 PM

رفعت اليه عينين حزينتين .. الرقة التى بدت فى صوته لم تكن محصورة هناك ، بل كانت تحتل عينيه كذلك .. وقال لها : انت محببة لوارا ...
احست بالصدمة لسماع مثل هذا التعليق منه ، انحنى يقبل راسها بلطف ... على الفور تراجعت ، لكن ليس قبل ان تحس الراحة من ملامسة فمه لشعرها ، ولم تكن لتمانع لو انه اخذها حينها بين ذراعيه مواسيا .. مذهولة للاتجاة الذى اخذته افكارها ، جذبت يدها منه .. وقالت ، واسنانها تعض شفتها السفلى ، وعيناها تتجهان الى البطاقة التى وضعها روب على الطاولة : من الافضل ان اضع الزهور فى الماء 0
-حاولى ان لاتقلقى . سنفكر معا بشئ يدفع ذلك الشاب الى التعليم الجامعى 0
اجفلت لوارا : نفكر معا ؟
ابتسم روب ، انها ثانى ابتسامة تذكر انه خصها بها . وبدا قلبها يخفق بسرعة .. لكنه قال مداعبا : لا استطيع تحمل بكاء سكرتيرتى فوق المراسلات .. لاتقلقى .. يافتاتى الطيبة !
وراء طاولتها ، وجدت لوارا ان قول لاتقلقى اسهل من الفعل . على الدوام ، وخلال الساعة التى تلت ، كانت افكارها تعود الى بونى ، تتساءل ما الذى تستطيع فعله لتجعله يغير رايه ، لكنها لم تتمكن من الوصول الى شئ .. كما احتل روب ماكفرسون حيزا كبيرا من تفكيرها كذلك ، فهى لم تكن تتوقع رؤية ذلك الجانب اللطيف الرقيق منه 0
بعد الغداء فى ذلك اليوم ، وبينما التوتر فى نفسها لم يخف اطلاقا ، دخل رجل فى حوالى الستين من عمره الى المكتب ، ليبعد عنها القلق مؤقتا . لم تكن قد شاهدت هذا الرجل من قبل ، ولم تعجبها تلك النظرة الباردة التى رمقها بها عبر زجاج نظارته السميك .. مع ذلك كانت مستعدة للابتسام له بادب ، وسؤاله ماذا يريد .. لتجد انه لم يرد ابتسامتها ، بل تجاوز طاولتها الى مكتب روب 0
وقفت على قدميها ، وسارت خلفه لتقول له انه لايستطيع الدخول هكذا دون موعد . لكنها كانت متاخرة ، فقد فتح الباب قبل ان تصل اليه ، ودون ان يحاول اخفاض صوته ، سمعته يقول : اهذه هى تلك المرأة .. ويلكنسون ، يا روب ؟
ما رد به روب ، لم تسمعه ، لكن لابد انه اكد له هذا . فقد سمعت الرجل يقول : لست ادرى كيف يمكنك الاحتفاظ بها فى العمل هنا .. الا تعنى الروابط العائلية لك شيئا ؟
واقفل الباب .. وعلمت فورا من هو زائر روب 0
بقى والد ايلين مع روب اكثر من ساعة ، تجاوزت لوارا خلالها صدمة نظرة ذلك الرجل اليها ، وما سمعته منه ، لكنها الان ، اضافة الى محاولة التفكير ببونى ، كانت تختبر قلقا من نوع اخر .. فمن الطريقة التى تكلم فيها نيكولاس ماكداف عنها ، اصبحت واثقة ، انه يقوم بجولة اخرى من الجهد لاقناع روب بتغيير رايه وصرفها من العمل 0
حين انفتح الباب اخيرا ، تابعت عن قصد طباعتها . لم تكن تنوى ان تنظر الى نيكولاس ماكداف كى لاتتلقى نظرته السوداء . لكن ، حين خرج روب مع خاله فى المكتب واوقفه عند طاولتها ، اضطرت لان ترفع راسها ، وتوقفت عن العمل حين قال روب له : انت لم تلتق بعد لوارا اليس كذلك ؟

dede77 04-03-10 10:02 PM

ابعدت يديها عن الطابعة ، ولم تعرف كيف ابقت دهشتها بعيدا عن البروز حين التفت روب اليها قائلا : تعرفين خالى بالطبع ... حبيبتى 0
لم تعرف كيف تمكنت من ابقاء فكها فى مكانه .. لكن دهشتها كانت اكثر امام كلمة حبيبتى منها من جراة روب على تقديمها لخاله ، الذى كانت واثقة انه يفضل تجاهلها بدلا من مصافحتها 0
لكنه لم يتجاهلها ، بل بدا انه يبذل كل جهده ليكون مؤدبا يمد يده اليها .. ولم تعِ ما ردت به على سؤاله المهذب 0
-كيف حالك ؟
رافق روب خاله الى الباب الخارجى ، تبادل معه بضع كلمات ، ثم عاد ليجلس على طاولتها 0
شهقت قبل ان يتكلم : ما كل هذا ؟ لو ان النظرات تقتل ، لكنت ميتة الان من نظراته حين دخل . وما كنت اظنه يوما سيصافحنى ...
مال روب اليها لينزع خيطا عن كم بلوزتها قبل ان يرد ، ورفع عينيه الى وجهها المرتبك 0
-لا استطيع التفكير بشئ .. مع ان هذا يمكن ان يكون بسبب قولى انك لم تعودى تقابلين بريستونز وانك الان حبيبتى 0
شهقت : حبيبتك ؟
تفرست عيناها بعينيه بحثا عن دليل على صحة ما سمعت .. ثم ، ودون ان تعرف ما هى لعبته ، التى تعرف انها لن تعجبها مهما كانت ، قالت ببرود : هذا غير صحيح ابدا .. وعلى اى حال ، انا مازلت اقابل جوناس ... وفى الواقع ساتناول العشاء معه الليلة 0
تلاشى الجو اللطيف ، وشاهدت القساوة تعود الى عينيه .. وهز راسه ببطء : لا .. لن تذهبى معه . لن تقابليه الليلة ، او فى اى ليلة اخرى 0
يالوقاحة الرجل ! وشهقت مجددا لبرودته 0
-اوه .. بلى .. ساقابله ... ساقابل جوناس دائما وكما اشاء !
-حتى ولو كان هذا يعنى انك لن تتمكنى ان تقولى لاخيك ، انك مثابرة على الخروج مع شخص لديه المال الكافى ، ويمكنك حين تتزوجيه ان تتابعى ارسال المال الشهرى الى المنزل دون انزعاج ؟
اصابتها موجات صدمة جديدة .. وشهقت : اتزوج ؟
قال لها بحدة : لسنا مضطرين للوصول الى هذا الحد الماساوى 0
قرا فى وجهها المصدوم انه اخر من تفكر به كزوج . وعرفت من كلمة الحد الماساوى ان الزواج منها هو اخر شئ قد يفكر به . واكمل : قلت لك هذا الصباح اننا سنفكر بشئ .. ويبدو ان هذا افضل حل لمشاكلنا معا . استطيع توفير الغطاء لك ليكمل بونى دراسته ، وفى المقابل ، حين يعرف الجميع انك لى ، سيزول الضغط عنى كى اتخلص منك 0

dede77 04-03-10 10:42 PM

صمتت لوارا وافكارها تتصارع للبروز .. من الصعب ان لاتحس بالاثارة تتوقعها ان تقول لبونى ان الرجل الذى تحبه طلب يدها بعد كل شئ ، وان مشاكل المال لن تعود مهمة . ولن يكون عنده اعتراض واحد يقدمه ... ثم ينهى تعليمه .. حتى انه لن يعرف انها لاتحب فعلا روب ، عدا انها لاتفكر بالزواج منه 0
لكن اثارتها ماتت حين نظرت اليه وراته يتفرس فيها .. لقد تحدث عن رفع الضغط عنه للتخلص منها اذا وافقت ، وخفق قلبها ذعرا لمعرفتها انه تعرض مجددا للضغط كى يخلف وعده لها 0
ومع علمها ان عليها اختطاف يده التى يعرض فيها الغطاء لها ، لكن شيئا فى داخلها جعلها تجادله 0
-لا استطيع ان ارى ، مع كل الضغط الذى اعرف انك تواجهه ، كيف تستطيع التعامل مع اى ضغط يمارسه خالك لصرفى 0
-انت تنسين الولاء العائلى .. وكما اعتقد ، انت تعرفين ماذا يعنى الولاء للعائلة .. لابد انك سمعت قوله اللاذع عما يظنه قلة ولاء له ولايلين 0
تصاعد فيها شئ من الذعر .. انه لا يحاول ان يخدعها .. تعرف عنه ما يكفى ، لتعرف انه يكره الحنث بوعده . لكن لو كانت مكانه ، وواجهت ان تحافظ على وعدها او تحافظ على سعادة عائلتها .. فماذا تختار ؟
-انت .. اذا .. لاتمانع .. ان اقول لبونى .. اننا ....
-سنتزوج .. لا ارى ان هذا الشاب قد يبتلع كذبة اخرى .. بما انك لست قادرة على قول الحقيقة 0
تلك اللهجة القاسية مجددا . يبدو انهما لايمكن ان يتناقشا فى شئ دون ذكر جوناس .. والحقيقة هنا كما يراها روب ، انها لاتنوى الزواج الا بجوناس . التفكير بجوناس ذكرها ان روب اعلن ببرود انها لن تراه الليلة ولا فى اى ليلة قادمة . فقالت دون وعى : جوناس ...
اشتدت شفتا روب ضغطا على بعضهما امام الاسم .. لولا خوفها من التضحية بمستقبل بونى ، فلن يوقف شئ صداقتها بجوناس .. وقال روب وهو ينهض عن طاولتها : الافضل ان تتصلى به .. اليس كذلك ؟
نظر اليها نظرة باردة تقول : ولافيما بعد .. ودون كلام دخل مكتبه واقفل الباب 0
افترضت لوارا ، بالتدريج انها يجب ان تشعر بالامتنان له لاقفاله الباب .. فما ستواجهه لم يكن سهلا . مع انها وهى تطلب رقم هاتف جوناس ، ادركت انها لايجب ان تبخل على روب بشئ . فبدون الفكرة التى استبطها ، كانت لا تزال جالسة هنا تتلظى بسخافة وهى تفكر 0
لم يكن جوناس سعيدا لالغائها موعدهما . حين سمعت تلك الرنة فى صوته التى تخبرتها عن مدى احباطه ، لم تستطع ان تقول له انها لن تراه مرة اخرى ...
اعادت السماعة مكانها ، تعلم انها كانت جبانة لانها لم تقل له هذا ، الى ان يصبح فى حالة نفسية افضل .. لكنه لن يتقبل العذر بان عملا طارئا قد برز ولن تتمكن من انهائه حتى وقت متاخر 0
كانت على وشك التحضر للذهاب الى البيت حين انفتح باب روب ، وخرج منه ... وقال لها بجراة : لقد فكرت ، وبما اننى حرمتك من العشاء الذى كنت ستذهبين اليه مع بريستونز ان من الافضل لى ان اخذك الى العشاء بنفسى 0
ارتفع حاجبا لوارا بوقاحته .. لكنها ابتلعت غضبها وهى لاتزال تعجب كيف انه قادر على ان يثير اعصابها حين يعتبر انه يفضل عليها . وقالت ببرود: هذا لطف كبير منك .. لكننى اؤكد لك ، اننى لن اجوع لو رفضت دعوتك 0
كما ارتفع حاجباها ، انخفض حاجباه عبوسا لرفضها : الم تتصلى ببريستونز .. الازلت تنوين العشاء معه .. حسنا .. دعينى اقول لك شيئا انسة ويلكنسون ....
قاطعته صائحة : بالطبع اتصلت به 0
كانت مستعدة لان تقول له انها مستعدة للعشاء معه كل ليلة لو انه سيكون غاضبا بما يكفى ليلقى اتفاقهما ، او وصل به الغضب لان يحنث بوعده لها حول وظيفتها ، ويغسل يديه من كل شئ يتعلق بها 0
-لكن .. اريد فقط .. ان اتصل بجولى الليلة .. اريد فقط .. ان افعل هذا بوجود بونى فى المنزل .. وهو دائما يخرج للعب الشطرنج مع اصدقائه فور رجوعه من المدرسة يوم الاثنين ، ولايعود قبل الثامنة والنصف 0
للحظات مخيفة ، ظنته اقنتع بانها كاذبة .. ثم مام الغضب عن وجهه .. كل ما قاله كان : هكذا اذا ...
استراح قلبها من الخفقان .. والتقطت حقيبتها لتعود الى منزلها 0

*****
انتهى الفصل السابع

زهاري 05-03-10 12:22 AM

في انتظار التكملة....

snow whight 05-03-10 01:10 AM

روووعه بليز كمليها بسرعه

dede77 05-03-10 10:05 PM

8- لغة الجسد 0


بدا للوارا وهى تنظر ، ان الثامنة والنصف لن تاتى ابدا . العديد من المرات ، والدقائق تزحف ، اعادت حفظ ما ستقوله .. يجب عليها ايضا ان تكذب على جولى .. ان تقنعها ، ويجب ان يكون صوتها سعيدا ، وكانها فى اعلى قمة فى العالم ، لاشئ من التوتر الذى تحس به يجب ان يظهر فى صوتها 0
فى الدقيقة الثامنة والخامسة والعشرين ، لم تعد تستطيع الانتظار .. اجبرت نفسها على البقاء هادئة وهى تطلب الرقم ، ثم تلاشى من راسها كل ما حفظته من كلام .. حين سمعت صوت جولى يرد ، اندفعت تهذر دون وعى عن الامر العظيم الذى حدث لها . وكيف ان روب ، رب عملها طلب منها الزواج . كلماتها كانت تتسارع واحدة اثر الاخرى حين ذكرت جولى انهما بحثتا هذا الامر منذ اسبوع وان لوارا لم تذكر لها شيئا عن حبها له 0
منتديات ليلاس
-اوه .. جولى .. تعرفين كيف يكون الامر .. كنت اعرف انك قلقة على ، ولم ارغب فى ان اقلقك اكثر باعلامك اننى احب دون امل . ربما تذكرين قولى لك اننى لازلت غير متزوجة لان الرجل المناسب لم يطلبنى بعد للزواج .. حسنا .. لقد حصل هذا الان .. و ...
-والان ، وبما انه فعل ، ها انت تهذرين لانك سعيدة جدا 0
لهجتها المبتهجة اعلمت لوارا انها صدقتها فتابعت تقول لها كم هى سعيدة ، وردت جولى بابداء سعادتها كذلك .. ثم اراد مارك ان يتكلم معها ، وكان يصيح بسعادة بصوته الرقيق لانه سيحصل على صهر ، ويسال ما اذا كان يمكنه ان يكون الاشبين . فقالت له : لم نحدد الموعد بعد حبيبى .. هل بونى هنا ؟
كانت تظن ان بونى هو الاصعب فى الاقتناع .. وكان فعلا هكذا . لانه سالها : الامر مفاجئ قليلا .. اليس كذلك ؟
كادت تسمع صوت دماغه يعمل .. فقالت توافقه : اجل .. هذا صحيح .. ويجب ان اشكرك انت على هذا ، فانت من عجل بحدوث هذا بونى 0
-انا ؟
-اجل .. انت .. قبل ان تدخل مكتبى يوم الجمعة ، كنت اعمل على الة التسجيل 0
-اجل ، رايتك تطفئينها 0
-وهذا هو الجزء الجميل من الامر كله .. فانا لم اطفئها بونى .. اوه .. كنت اظن هذا ، لكننى ادرت زر التسجيل ، وكل حديثنا ، وخصوصا الجزء الذى قلت فيه ان الرجل الذى احبه لايعرف بوجودى ، جرى تسجيله .. روب اعاد الاستماع اليه عندما كنت فى المقهى واثناء توصيلك الى المحطة .. وحين عدت الى المكتب سالنى .. وآه .. بونى .. كم كان هذا رائعا .. امر قادنا الى الاخر ، وقال انه يشعر نحوى بالاحساس نفسه !
كبتت انفاسها وهى تنتظر ان يرد ، ثم اطلقت انفاسها متنهدة بارتياح لسعادته لها كما فعلت جولى ومارك من قبله .. وقال : انا سعيد جدا لك لوارا 0

dede77 05-03-10 10:06 PM

علمت انها يجب ان تكون حذرة جدا من الان فصاعدا وقالت له : هذا ليس كل شئ ... حين وصلت مع روب للحديث عن الاشياء الاخرى ، اراد ان يعرف سبب تركك المدرسة . واعتبر هذا موقف رجولة منك ..لكنه قال لى اننا حين سنتزوج ، سيصبح مصروفى الشخصى ضعف مرتبى الحالى .. الاترى بونى ؟ سيكون من السخف ان تترك المدرسة .. لن يكون لهذا حاجة مطلقا 0
ظنت ان هناك املا جديدا فى صوته وهو يقول انه يفهم هذا ، وامتلا قلبها بالحب نحوه ، والامتنان غير المحدود لروب ، لان بونى سالها عما اذا كان روب سيمانع بان ترسل لهم المال ؟
-بالطبع لن يمانع .. انه رجل ثرى بونى .. وفوق كل شئ اخر ، يريدنى ان اكون سعيدة 0
السؤال التالى الذى طرحه بونى لم يكن متوقعا ، وجعلها ترد دون تفكير ، وحين اقفلت السماعة احست بالذهول .. فهل التزمت لبونى ان يذهب روب الى بروكن هيل للغداء معهم يوم الاحد ؟
اختلطت السعادة مع احساس مريض فى قمة معدتها ، بعد ان اكملت الكذب قدر الامكان . اخر شئ يمكن ان يرغبه روب هذا الاحد هو ان يذهب معها لمقابلة عائلتها .. لكن ماعساها تفعل غير هذا ؟ بونى طرح عليها سؤالا لم تفكر به من قبل ، وادركت الان انها كان يجب ان تفكر به .. وسالها : متى ستقابله ؟
وسمعت صوتها دون تفكير يقول له كم ان روب يموت شوقا لمقابلتهم . ثم عادت جولى الى الهاتف تقترح ان ياتيا للغداء يوم الاحد 0
تعمق احساسها بالسقم وهى تتصور السخرية العارمة التى ستمطر عليها حين تقول له .. كيف ستطلب منه الذهاب معها ؟ لكن .. كل شئ سيتدمر اذا رفض .. اوه .. انها مستعدة لتحمل اكبر قدر من السخرية ولكن المهم ان يوافق ... لكن ايفعل ؟ وكيف ستطلب منه ؟ واخذت تفكر بما يفعله عادة ايام الاحاد . جوانا بيريجيه لم تتصل به منذ اسبوع ، واحست بقلق اضافى ، لم تستطع فهم سببه ، حين فكرت به يقضى ايام الاحاد مع نساء لهن صوت مغِر مثل صوت جوانا بيريجيه 0
علمت ، بنفاذ صبر ، انها لن تستطيع الانتظار الى الغد لتعترف بماذا فعلت ، او ان تتوسل الى روب ، اذا احتاج الامر ، للذهاب معها يوم الاحد . مدت يدها الى دليل الهاتف .. لكن رنين جرس الباب اوقفها 0
كانت تخشى ان يكون الزائر هو جوناس ، لان لديها المزيد من المشاكل التى تفكر فيها دون ان تجبرعلى القول بانها لن تراه بعد الان .. لكنه لابد ان يكون الان يحضر عشاء عمله .. ام ان السبب هو ان الشخص الذى تحتاج الى محادثته الان هو روب .. حين نزلت الى الطابق الاسفل وفتحت الباب ، ووجدت روب هناك ، لم تستطع منع الابتسامة العريضة المشرقة تماما التى تصاعدت على وجهها ، او الكلمات المنبعثة من قلبها والتى قفزت الى شفتيها : اوه روب .. كم انا سعيدة لرؤيتك !

dede77 05-03-10 10:07 PM

للحظة ، بدا روب مصدوما بتحيتها له ، ثم اصيبت هى بالصدمة حين بدا انه سياخذها بين ذراعيه .. ثم سقطت يداه مجددا الى جانبيه ، بعد ان تحركتا عفويا نحوها . وغطى حركته العفوية تلك بابتسامة وقال ملاطفا : ما هذا الاستقبال ! واظن اننى مسرور ايضا لاننى جئت .. من كنت تتوقعين غيرى ؟
-اوه .. لااحد 0
دعته للدخول ، املة ان يبقى حلو المزاج حين تقول له ما يجب ان تقول 0
-اظننى افسدت بعض الامور 0
صعد روب معها الى الشقة ، وجلس فى مقعد مريح يسالها عما قالته : ما الذى افسدته من الامور ؟ هل اتصلت باهلك ؟
-اجل ...
واخبرته معظم الحديث الذى جرى ، لكنها وجدت انها لم تقدر ان تقول شيئا عن الامر الذى سيسلبه قليلا من ساعات راحته يوم الاحد . وسالها : اقلت ان بونى وافق على البقاء فى المدرسة ؟
عرفت ان الوقت قد حان لتشرح له كل شئ ، ودون ان تتمكن من النظر اليه قالت : اجل .. هذا صحيح .. لكن .. لكن .. بونى سالنى متى ستجتمع العائلة .. بك . و .. حسنا .. خفت ان افسد كل شئ حين دعتنى جولى للغداء يوم الاحد .. فلقت .. اننا سنذهب 0
الصمت المطبق استقبل كلماتها ، ونظرت اليه لتعرف وقع الخبر : انا .. اسفة رو....
لكنها صمتت فورا لان روب لم يكن ينظر اليها بعبوس ، بل بدا لها انه يهز راسه بالموافقة 0
نظر الى قلقها لحظات ثم قال بهدوء : لا داعى للاسف لوارا .. من الطبيعى جدا ان ترغب عائلتك برؤيتى ، رؤية اى نوع من الرجال خطيبك 0
كلمة خطيبك بالكاد دخلت الى فهمها وهى تحدق به متعجبة : اتعنى .. انك لاتمانع .. وانك ستاتى معى ؟ ظننتك ....
-بالطبع ساتى معك .. بل فى الواقع كنت اخطط ان اكون معك وانت تجرين الخابرة ، ظانا ان عائلتك ستفكر بانه من الغريب ان تمضى فتاة مخطوبة ليلتها وحيدة . لكننى علقت فى زحام السير .. لقد تركت قهوتى لاصل الى هنا فى الوقت المناسب .. فهل ستكونين خطيبة محبة وتحضرين لى فنجان قهوة ؟
احبته فى هذا المزاح المرح ..هذا ما فكرت به وهى مشغولة فى المطبخ . ووجدت نفسها تحبه اكثر وهما يشربان القهوة ، ويسامرها ، ثم يخرجها عن صمتها لتخبره عن منزلها فى ضواحى بروكن هيل .. ولم تكن تعى ان الحب الذى تكنه لاقاربها الثلاثة كان ظاهرا على وجهها وهى تخبره عن كل واحد منهم ... وسالها : انت تكنين لهم الحب اكثر من الولاء .. اليس كذلك ؟
ابتسمت له : من الصعب ان لا احبهم .. لطالما كانت جولى طيبة معى ، وكذلك ولداها .. نحن نحب بعضنا وكاننا اخوة حقيقيون 0

dede77 05-03-10 10:08 PM

مرت الدقائق دون ان يظهر شئ من عدم التجانس . ثم وهى تفكر كم هو لطيف ، رن جرس الهاتف .. وبما انه فى الغرفة نفسها ، فان الكلام بسرية كان مستحيلا .. لكنها كانت تحس بالحب والسلام معه بحيث لن تمانع لو سمعها 0
اعتذرت ، ثم مدت يدها ترفع السماعة .. حين سمعت صوت جوناس تمنت من كل قلبها لو ان هناك هاتفا اخر فى الشقة ، فهى تعلم انها لن تتمكن من اخفاء هوية المتكلم عن روب .. فهو ماكر بما يكفى ليعرف ، واذا ما شك فانه لن يتاخر فى السؤال 0
نظرت الى حجرها .. الى اى مكان ما عدا النظر اليه وقالت لجوناس انها كانت تعتقد انه وسط عشاء العمل الان .. لكنه ذكرها انه من المتوقع منه ان يذهب مع رفيقة ، وانه لم يرغب فى الذهاب وحيدا وسالها متى عادت ...
كانت على وشك القول انها عادت منذ ساعات ، لكنها تذكرت انها قالت انها ستعمل الى وقت متاخر . فاجابت بانها عادت منذ وقت قصير ، وكانت تريد وقبل اى شئ اخر ان تنهى المكالمة بسرعة ، لان روب بدا جامدا جدا ، وعرفت انه خمن هوية المتكلم .. وانه يتوقع منها ان تقول لجوناس انها لن تراه بعد الان .... لكنها لم تستطع فعل هذا فى الوقت الذى يبدو فيه جوناس مكتئبا هكذا . وسالها جوناس : اهناك مانع فى المجئ اليك لنصف ساعة ؟
ردت دون ان تستطيع منع لهجة الاسف من صوتها 0
-انا .. اسفة جوناس .. لدى زائر هنا فى الواقع ..
-اوه .. شخص اعرفه ؟
لافائدة من الاخفاء : روب 0
-اوصلك من العمل .. صحيح ؟
-كنا نتناول القهوة 0
التقطت اذنيها صوتا يدل على نفاذ صبر روب ، وعلمت ان من الافضل لها ان تنهى المكالمة فورا ، فلن يدهشها لو ان روب انتزع السماعة منها ، وقال لجوناس كلمة مختصرة ، حادة ، واقفل السماعة فى وجهه 0
لكن ، وعند هذه المرحلة ، بدا ان جوناس فهم الفكرة ، وان الكلام معه ليس سهلا بوجود روب ، فانهى المكالمة بقوله : ساتصل بك فيما بعد 0
التالف كان سائدا بينهما قبل المكالمة اصبح شيئا من الماضى .. واحست لوارا بالتوتر يسود الجو ، حتى قبل ان تنظر الى روب لتراه واقفا ينظر بعينيه القاسيتين اليها ووجهه متصلب : اعتقد اننا اتفقنا على ان لاترى بريستونز مرة اخرى ؟
-لكننى لم اره مرة اخرى 0
-لكنك لم تقولى له بعد .. صحيح ؟
نظرت الى عينيه ، وعرفت انه لن يفهم ترددها : سافعل 0
-تاكدى من انك ستفعلين .. لاننى لو سمعت انك اجتمعت به ولو صدفة ، فسانهى الاتفاق بيننا ، ووظيفتك معه 0
الكلمات كانت قاسية صارخة ، وكانه لايحمل جانبا لطيفا فى طبيعته . فتراجعت مذعورة : قلت لك اننى ساقول له 0

dede77 05-03-10 10:09 PM

كانت تعرف انه يعنى كل كلمة يقولها .. ونظر اليها لحظات بدت طويلة .. دون ابتسام ، ثم توجه الى الباب فقالت : ساوصلك الى الخارج 0
توقف روب ، لتتوقف لوارا الى جانبه وسالها : اتصرين دائما على ايصال اصدقائك الى الباب الخارجى ؟
على وشك ان تشرح له امر الباب الخارجى ، الا انها لم تجد جدوى من هذا .. ودفعها الغضب الى القول : يكون هذا العمل احيانا اكثر لذة من احيان اخرى 0
علمت من ضيق عينيه ، وقساوه نظرته ، انه فهم انها تكره ان ترى جوناس وهو خارج ، بينما لا تستطيع الانتظار لتودعه هو 0
فجاة ، طار غضبها ، لتحل مكانه ، رجفة خوف .. فقد تحرك روب بسرعة ، ولم يكن لديها الوقت للتراجع حين امسك ذراعيها بقبضة لا تلين ، واحست انها محمولة بين يديه يشدها الى جسده القوى ، وقال من بين اسنانه : لقد حصلت حقا على خطيبة حلوة صغيرة ... اليس كذلك ؟ واتساءل عما اذا كان الختم الرسمى لصفقتنا يمكن ان ينزع منك بعضا من حدة لسانك 0
ردت بصلابة ، تنتزع نفسها منه بقوة ، ثبت عدم جدواها : اتركنى روب .. انت تعرف اننى لست خطيبتك الرسمية 0
-اتعترفين اخيرا ان لاشئ رسمى فيك ... لوارا ؟
واقترب وجهه من وجهها حتى انها احست بكيانها ينقلب راسا على عقب من الداخل ، وبجنون . قالت تحاول ارجاع راسها الى الوراء بعيدا عن متناوله : انا لااعترف بشئ 0
لكنها وجدت ان روب قادر تماما على تجميدها بذراع واحدة كرباط من حديد حولها ، بينما يحول راسها باليد الحرة الى الزاوية التى يشاء ، ثم ، قبل ان تتمكن من فعل شئ اطبق بذراعه حولها وشدها اليه معانقا ، واختبرت مرة ثانية الجنون نفسه الذى اجتاحها فى المرة الاولى 0
لكنه لم يكن عناقا قصيرا ، فبعد وقت قصير ، وهى تفكر بان ما يجرى هو الجنون فعلا ، والافضل لها ان تفعل شيئا ضده . وبسرعة ، فهى لاتثق بنفسها ، ليس معه على اى حال ، بعدها .. جنون ام لا .. لم تعد تستطيع ايقاف نفسها عن التجاوب معه ، ولم يعد بالتالى مضطرا لاجبارها على ان تبقى بين ذراعيه 0
ارتفعت ذراعاها حوله ، واحست بارتياحه حين تلاشت مقاومتها . ثم ، لم تعد تفكر ، بل كانت تعيش كل احساس جديد رائع يثيره فيها .. ولم تعد تشعر بالخجل لاحاسيسها . فبين ذراعيه ، عرفت تماما لماذا كانت له القدرة على ازعاجها بالطريقة التى يفعلها دائما .. انها تحبه 0

dede77 05-03-10 10:09 PM

غرقت فى لمساته ، لاتعى تماما ما يحدث .. جزء ما من تحفظها الداخلى الاساسى طغا الى السطح فى الوقت الذى كان فيه يطبع قبلاته على راسها ، فى هذه اللحظات سخر منها صوت داخلى اخر ، يذكرها بانها ليست تلك المرأة الخبيرة التى يظنها 0
سقطت ذراعاها عنه ، وقالت بخشونة : لا ارادت ان تقول له لماذا لا تريد ... تريد ان تقول اننى لا اعنى لا فى الواقع ، وتشرح له .. لكنها لن تستطيع تحمل ضحكه عليها .. فوقفت بين ذراعيه متصلبة ، غير واثقة مما تفعل ، املة ، وخائفة ، ان يتجاهل رفضها 0
عندما احس بانها لم تعد تشاركه ، بل تقف دون حراك بين ذراعيه ، رفع روب راسه ، عيناه مليئتان بالمشاعر ، ينظر الى وجهها المحمر ، ثم وجدت ما لم تكن ترغب فى رؤيته يضئ فى وجهه ، وتحولت نظرته الدافئة الى جليد وهو يسيطر على انفاسه المتسارعه ، وابتعدت ذراعاه عنها ، وجاء صوته متصلبا خشنا ، يقول لها : سيدتى .. من الافضل لك فى المرة القادمة ان تتذكرى .. انه ليس من الادب ان يقول جسدك نعم ، ثم تقولين انت لا بالكلام 0
اذا ، لن يضغط عليها ، وتمنت لو انها تحس اكثر من هذه الذرة الصغيرة من الارتياح ، وان لايتفوق عليها صراخ الاحباط .. كم هو محق .. كان يعلم علم اليقين ، انها لم تبد مقاومة جسدية ضده .. ولانها لم تمر من قبل بمثل هذه التجربة ، لم تستطع ان تجد شيئا واحدا تقوله 0
سالها روب وهو يبتعد عنها خطوة : لماذا ؟
كررت لوارا وهى تحس انها خرقاء بلهاء ، تحاول ان تذكر نفسها انها فى السادسة والعشرين : لماذا ؟ .. لاجل السماء .. لان هذا .. لايبدو .. لى .. لائقا 0
تاوهت من داخلها ، يالله ! انها تبدو فى كلامها كمراهقة فى اول موعد لها مع شاب .. وشاهدت حاجبه يرتفع ، وعلمت انه يفكر بالشئ نفسه كذلك ، انها امامه مراهقة لم يلمسها احد من قبل ، ولم يساعدها بشئ ان شيئا ما فى تركيبتها الكيماوية دفع الدماء الى سطح بشرتها لتلونها 0
وتكلم روب ، ورات انها اخطات فهم تفكيره وعاد لونها الى طبيعته ، لكن ليرتفع ثانية . هذه المرة بالغضب ، حين لم يتركها فى اى شك من التفسير الذى وضعه لقولها ان هذا لايبدو لائقا 0
-ربما انت محقة .. قلت لك ان تتخلصى من بريستونز .. ولو فعلت هذا ، لما اطل ضميرك براسه فى مثل هذه اللحظة 0
استدار اليها ومقبض الباب بين اصابعه 0
-ربما من الافضل ان تتخلصى من الحبيب القديم قبل ان تتقبلى الجديد 0
كانت لوارا لاتزال شاهقة حين خرج من الباب .. واقفل الباب الخارجى محدثا ضجيجا .. قبل ان تستطيع الحراك 0

snow whight 05-03-10 10:55 PM

:0041::congrats:شوقنا اكتر شوقنا.............. بس مش قوى كده بجد تحفه تسلمى حبيبتى وتقبلى مرورى

tooka 06-03-10 09:15 AM

بإنتظارك ^^

زهاري 06-03-10 11:45 AM

شكرا ع الرواية وفي انتظار التكمله......شدي الحيل....

dede77 06-03-10 02:39 PM

سنو ووايت ميرسى على مرورك حبيبتى 0
انا اسفة لتطويلى عليكِ 0
بجد الفصلين الاخرين طوال وانا بحاول اكتب بسرعة وانزل الباقى 0
بس المشكلة فى الوقت سمحينى 0

dede77 06-03-10 02:41 PM

توكا ، زهارى
علشان عيونكم يا بنات دة جزء جديد 0
يارب يعجبكم 0

dede77 06-03-10 02:42 PM

بعد ان امضت ليلا مسهدا تتساءل فيه كيف يمكنها ان تحب رجلا يهينها هكذا ، لم تعرف كيف ستتمكن من مواجهته فى اليوم التالى .. لكنها اكتشفت انها اجهدت نفسها دون طائل .. فصباح الخير المختصرة التى حياها بها ، اتبعها باخبارها انه سجل لها ما يريد املاءه ، وانه سيغيب معظم النهار فى الخارج ، وقال ان لاوقت لديه لاى شئ ليس له علاقة بالعمل 0
كان يومه عمليا كاملا ، وكذلك الايام الثلاثة التالية التى تلت . واذا كانت تظن ان الرجل الذى تسبب بدمار احاسيسها يمكن له ان يعاملها وكانه لم ياخذها بين ذراعيه ، وكانه لم يشتهيها ولا للحظة ، فقد وجدت ان عليها ان تتبنى التصرف نفسه نحوه .. فهو لن يشك يوما انها تحبه 0
حل بعد ظهر الجمعة ، دون اى ذكر لخطوبتهما .. وبتقدم النهار نحو نهايته ، بدات تقلق ، لم تكن تريد ان تكون هى البادئة فى طرح الموضوع ، لكنها اخذت تظن انه نسى كل شئ . اوه .. لكن ، لايمكنه .. اذا لم يذهب معها الى بروكن هيل يوم الاحد ، فهى تعرف ان كل شئ سينتهى بينها وبين بونى 0
تاخر روب فى العودة من غدائه ، لكن حين وصل ، توقف عند طاولتها ، مد يده الى جيبى بنطلونه . رفعت لوارا راسها من عملها ، تحاول ان تعطى الانطباع بانها لم تحس بدخوله .. امامه اجتماع يجب ان يحضره بعد وقت قصير .. وتعرف ان عليها تذكيره بموعد يوم الاحد . لكنه فاجاها وهو ينظر اليها بحدة : بالنسبة ليوم الاحد .. ساصل لاخذك حوالى الساعة العاشرة 0
كم كان ارتياحها عظيما ، حتى انها لم تستطع كبح تدفق الكلمات عبر شفتيها : ظننتك نسيت 0
وتلقت نظرة ساخرة 0
-لايمكن ان انسى اى شئ يتعلق بك لوارا 0
انتزع يده من جيبه ليضع امامها علبة مربعة ...
-لاتنسى ان تلبسى هذا 0
قبل ان تتمكن من جمع افكارها ، كان قد دخل مكتبه . اخذ حقيبة اوراقه ، وعاد ليلقى اليها نظرة من فوق كتفه ويقول : اراك يوم الاحد 0
كما تكون خواتم الخطوبة عادة ، كان خاتم الالماس والزفير الذى رماه روب لها بكل بساطة على طاولتها صافى الجمال . ومع انها عرفت ما تحتويه العلبة ، الا انها لم تعد قادرة على الكلام . ولكن ، تفكيره بان خاتم الخطوبة قد يضيف مصداقية لخطوبتهما الزائفة ، وانه فى سبيل توثيق هذه المصداقية وترسيخها ، قد اشترى لها شيئا ثمينا .. لم يكن ليخفف شيئا من الم الحب الذى تشعره نحوه 0
كانت مستعدة تنتظر عندما وصل روب يوم الاحد ، كان خاتم الخطوبة فى اصبعها ، وكانت قد امضت خمس دقائق كاملة فى خيال رائع بعد ان وضعته ، تنظر اليه ، وتامل ان تكون المرأة التى يحبها صاحبه 0

dede77 06-03-10 02:43 PM

نظر روب الى يدها قبل ان تنطلق بهم السيارة ، لكنه لم يبد انه يميل الى الكلام الان اكثر مما كان منذ يوم الاثنين ... وانخفضت روحها المعنوية .. اذا كانت الساعات التى ستقضيها معه فى بروكن هيل ، دون كلام فحتى مارك السطحى التفكير لن ينخدع او يصدق بانهما يحبان بعضهما 0
قطع روب حبل افكارها 0
-كم تعرف زوجة ابيك عن بريستونز ؟
ادركت انه يعتقد ان جولى تشك فى هذا التغيير العاطفى المفاجئ لو انها كانت قد اخبرتها انها تحب جوناس .. لكنها ، وبعد استعراض الايام القليلة الماضية ، رات ان اعتقاد روب بانها لاتزال تحب جوناس هو الغطاء الامثل لحبها له .. فحددت ردها : جولى تعتقد اننا مجرد صديقين ، لاشئ غيره 0
من تشدد تعابير وجهه الفورية عرفت انه يفكر بكم تمادت فى علاقتها مع جوناس ، حتى انها لم تعد تهتم بمن تكذب عليه . وازداد انخفاض روحها امام تلك النظرة الصارمة . كانت تعلم انها يجب ان تفعل شيئا ، تقول شيئا ، فلو انه سيبقى هكذا معها امام العائلة فمن الافضل ان يعودا الان عائدين الى سيدنى 0
قالت : روب .. ستحاول ان تتظاهر بانك .. انك تحبنى .. اليس كذلك ؟
عرفت ان وجهها اصبح زهرى اللون ، لكنها اضافت : اعنى حين نصل منزل العائلة ... من المهم ان لاتشك عائلتى بنا ونحن نغادرهم بعد الظهر 0
مرت لحظات طويلة لم يقل فيها شيئا ، ثم سالها بهدوء : هل ستحاولين التظاهر بحبك لى ؟
كانت تعرف انها ليست مضطرة للتظاهر ، فقالت وهى تحس بجفاف فمها : اجل 0
-اذا ، اطمئنى ، فمن المستحيل ان يسيل لعابى عليك فى كل لحظة ، لكن اظن اننى استطيع تمثيل دور الخطيب المحب 0
استقبالهما فى منزل العائلة كان مفعما بالدفء والترحاب كما كانت تتوقع . وبينما كان الخمسة جالسون لتناول القهوة بعد الغداء ، ودون استعجال احد لترك طاولة الطعام ، وجدت لوارا الفرصة للنظر الى الاربعة الذين تحبهم اكثر من اى شئ فى العالم 0
كانت جولى قد احبت روب على الفور ، بينما كان بونى اكثر تحفظا ، لكنه ارتاح معه وهو يخاطبه كرجل لرجل ، وبدا ان مارك احبه .. اخيرا نظرت لوارا اليه ، وعرفت ان حبها له لايعرف الحدود .. قال انه سيمثل دور الخطيب المحب ، وهذا ما فعله .. وبكثير من الاتقان ، حتى انها بدات تحس انها محبوبة ، ولكنها فى مرات عدة كانت تضطر الى اعادة نفسها الى الواقع ، الى ان تتذكر ان هذه مجرد لعبة يلعبانها معا .. وانها قد تفضح نفسها امامه اذا بالغت 0
صحيح ان روب لم يكن مبالغا كثيرا فى اظهار حبه لها بوضوح .. لكن كانت هناك اشياء صغيرة .. لمسة خفيفة من يده تمسح شعرها العسلى ، وكانه لايستطيع منع نفسه حين كان يعد لها الكرسى .. الطريقة التى كان ينظر اليها فيها كانت اطول من الضرورى ، وكانه لايطيق ان ينظر الى شئ غيرها 0

dede77 06-03-10 02:44 PM

انه رجل بكل معنى الكلمة ، ببذلته المكتملة الانيقة وقميصة الاخضر الفاتح اللون .. لم تكن تريد ان تنتزع عينيها عنه ، لكنها ادركت انها كانت تنظر اليه لفترة طويلة ، وبينما هو يتحدث مع بونى ، كان يمكنه ان يلتفت اليها فى اية لحظة .. فسلخت عينيها الممتلئتين حبا عنه ، لتجد جولى تنظر اليها .. وابتسمت جولى ، ابتسامة لطيفة دافئة ، وعرفت فى تلك اللحظة ان جولى تعرف سرها ، وتعرف انها فعلا تحب روب 0
ادارتا راسيهما معا باتجاه مارك لسماعهما قوله لروب : من الجيد ان تكون انت رب عمل لوارا .. اليس كذلك ؟
رد روب : اوافق معك .. لكن .. لماذا ؟
احمر وجه مارك غير الخجول عادة ، لتركيز اهتمام الجميع عليه ، وتحولت نظراته الى اخته : حسنا .. لقد نسينا تقديم الساعة اخر مرة كانت فيها هنا ، واضطرت الى اخذ قطار متاخر ... ولولا انك رب عملها لعانت المتاعب ، اليس كذلك ؟
لم يظهر روب اى ارتجاف عين يكشف عن ظنه بهذا التفسير الذى لم يعط لوارا فرصة لتقديمه ، او لواقع عودتها بالقطار ، الامر الذى يكشف بوضوح ان جوناس بريستونز ، واينما كان قد ذهب ذلك الاسبوع ، لايمكنه بالتاكيد ان يكون مع لوارا ، والا لعادا بسيارته 0
بعد انتهاء غسيل الصحون ، رفض دعوة جولى للبقاء حتى ساعة العشاء ، وسالهما مارك ما اذا كان لديهما الوقت لنزهة قبل العودة .. فابتسم روب ، قبل ان تتمكن لوارا من الرفض مجددا : ولم لا ؟
ومع انها كانت تظنه ، وقد ادى واجبه ، يود العودة الى سيدنى 0
نزهتهم سيرا على الاقدام اوصلتهم الى الاراضى المشاعة للبلدة ، ولم تعرف لوارا كيف اصبح روب وبونى مبتعدين عن المجموعة الصغيرة .. لكنها بعد الرد على بضعة اسئلة من مارك ، التفتت لتجدهما فى المقدمة ، مستغرقين فى نقاش عميق حول شئ ما 0
تحتاج الى كل ما تملك من انضباط كى لاتلحق بهما ، وتقطع عليهما الحديث . فقد كانت تخاف ان يقول روب شيئا ، دون ان يفكر به ، قد يعطى بونى اساسا للتفكير بعد ان يذهبا . فجاة ، تلاشى احساسها بالخوف ، واصبحت مقتنعة بان روب سوف يختار كل كلمة يقولها لبونى .. ولن يخذلها . قالت جولى ، وهى تسير الى جانب لوارا : لقد وقعت راسا على عقب .. اليس كذلك حبى ؟
وجدت لوارا ضحكة خفيفة : وهل هذا واضح على ؟
-لى فقط ، حبى . فانا اعرفك اكثر من غيرى .. ولاتخافى ان يعرف روب .. فهو يحبك كذلك 0
اوه ... جولى ... لو انك تعرفين .. اوه جولى !

snow whight 06-03-10 03:20 PM

شكرا والله مش قصدى كمليها براحتك ماتعطليش نفسك حبيبتى بس هى الروايه حلوه اوى والصبر مش نافع معاها ........شكرا مره تانيه للرد واتمنى ان نكون اصدقاء وتمتعينا ب المشاركات الاكثر من رائعه[C:Welcome Pills4:OLOR="DarkOrchid"][/COLOR]

tooka 06-03-10 05:58 PM

شكرا عالبارت الجميل ^^

وانا مع سنو وايت اخذي راحتك :)

dede77 06-03-10 10:57 PM

شكرا لكِ سنو ووايت واوعدك انى اخلصها بسرعة حبيبتى 0


اهلا بيك صديقة دائمة 0


ودة اخر جزء فى الفصل قبل الاخير
0

dede77 06-03-10 10:59 PM

توكا شكرا ليكى على متابعتك المستمرة 0


ويارب الجزء الجديد يعجبك

dede77 06-03-10 11:00 PM

حين عادا من النزهة ، نظر مارك الى سيارة روب الانيقة خارج منزلهم ، وذكر لوارا بالصورة الكبيرة المعلقة فى غرفه نومه ، والتى طالما قالت له انها ستاخذها معها ، لكنها لم تفعل ، لصعوبة حملها . واكمل : بامكانك اخذها اليوم 0
لم يعترض روب على نقل صورتها معها ، وما ان وضعت فى الصندوق حتى حان وقت الرحيل . فقالت لوارا ، كما كل مرة تتركهم فيها : ساكتب لكم 0
وعانقت العائلة فردا فردا ، بمن فيهم بونى ، قبل ان تدخل السيارة 0
كانت بلدة بروكن هيل ، قد اصبحت خلفهما حين التفتت لوارا الى روب ، لتشكره دون تردد ، وتقول له ان كل شئ سار بافضل مما تجرات ان تامل .. فسالها : الاتحسين بوخز ضمير لخداعهم ؟
ردت بحدة اكثر مما كانت تتصور : طبعا .. لكن لابد انك تعرف بان هذا الخداع ضرورى . يجب ان يحصل بونى على فرصته .. انه ذكى جدا ، ومن الاجرام بحقه ان لايحصل على المستقبل الذى وضع اماله عليه . ومن الاجرام ان يضيع دماغه سدى 0
لكنها كانت تعلم ، ان روب ، وبعد رؤيته لبونى بنفسه ، ليس بحاجة لان تشرح له هذا . وبقى روب صامتا ، ووجدت نفسها تفتش عن وصف اخر لدماغ بونى التحليلى تؤثر على روب : جولى لاتبحث مشاكلها المالية معه ابدا . لكنه يعرف تماما انهم بالكاد سيتمكنون من تحمل وجوده فى الجامعة 0
-وهنا ياتى دورك .. اليس كذلك ؟ انت تنوين التاكد من انه لايحتاج الى شئ اثناء الدرس .. لكن .. ستكون هناك اشياء اخرى يحتاجها عدا الكتب والمعدات 0
لم يكن بحاجة لان يقول لها انه يحتاج الى ثياب بمقاس رجالى ، وانه سيعيش فى حياة اجتماعية .. فهى قد خططت لهذا .. فلن تتركه يخصص شبابه فقط لدراسته . قالت بشئ من التصميم : سيحصل على كل ما يحتاج 0
-لا اشك فى هذا 0
تذكرت انها راتهما مستغرقان فى نقاش ، وتساءلت عما اذا كان قد فهم من حديثه مع بونى اهمية حصوله على فرصته .. لكنها ترددت فى السؤال عما جرى من حديث بينهما ، فهى تعرف انه يقول لها دون ان تحثه ، الا اذا لم يكن يرغب .. سالت ، تفتيش عن الوسيلة الليلة لتدس انفها : عم كنتما تتحدثان انت وبونى ؟
واحمر وجهها لتطفلها .. فرد عليها ساخرا : ما اطول انفك الحشرى ... !
ازداد احمرار وجهها ، لكن ما قاله لها جعل عينيها تزدادان اتساعا ، وهو يكمل ارضاء فضولها : كنت قد اخبرتنى عن تفكيره الذكى ، ومن خلال اشارات متفرقة خلال الحديث حول الغداء عرفت هذا تماما . لكننى اردت ان اختبر بنفسى نوع الامكانيات التى لديه 0
-اذا ، تعمدت ان تاخذه جانبا كى تستطيع تقييم ما يملكه دماغه بنفسك .. وكم هو متقدم فى دراسته ؟

dede77 06-03-10 11:00 PM

مع ذلك لم تكن متاكدة من انها مسرورة لاخذه امر معرفة هذا على عاتقه .. لكن روب اعترف بهذا دون ان يجد اى خطا فيما فعل ، ثم ادار راسه ينظر الى الوجه المتجهم الناظر اليه .. وابتسم لها .. تلك الابتسامة التى كانت تجعلها تغفر له اى شئ ، بعد ان يبدا قلبها بالرقص . واكمل : قلت لى عن موهبته الذهنية .. لكن ارجو ان تسامحينى لوارا لاننى اعتقدت ان رايك ، وبسبب حبك له ، قد يكون منحازا 0
اضطرت الى ان تاخذ كلامه بانصاف ، وكانت على وشك سرد تقارير المدرسة لدعم رايها ، حين اكمل : اوافق الان على كل ما قلتيه عنه .. وامامه مستقبل باهر 0
ثم قال شيئا جعلها تنظر اليه فاغرة الفم : واوافق ان من الاجرام ان لايحصل على فرصته .. لذلك قررت ان تقدم له شركة دارموند منحة لدراسة الطب 0
-منحة دراسية ؟
بالكاد تمكنت من استيعاب ما قاله لها .. لهول صدمتها .. وسمعت نفسها تقول محتجة : لكن .. الشركة .. تكافئ فقط ابناء العاملين لديها 0
-اذا حان الوقت لتوسيع نشاطنا 0
حين انجلى تفكيرها ، اندفعت تشكره .. فطلب منها ان تتركه يركز على القيادة لان جزءا من الطريق امامه كان وعرا 0
وبينما هى تفكر ، لم تواجه معركة مع افكارها فقط بل مع دموعها التى رغبت فى ان تتدفق ... كان روب يثبت اكثر فاكثر انه اهل للحب مع كل نفس يتنفسه 0
لكن هذا الراى ضعف قليلا حين رفض عرضها لشرب الشاى ، بعد ان اوصل لها الصورة الى الشقة ، قائلا ان لديه موعدا .. هنا اخذت تتساءل ، بينما الغيرة تكاد تقضم قلبها ، مع من يكون موعده يا ترى ؟ لم تكن تستطيع تركه يذهب دون ان تشكره على ما ستمنحه الشركة ، عبره ، لبونى .. فقالت بنعومة : شكرا على مجيئك معى اليوم روب ...
ثم اصبح صوتها متحشرجا خشنا وهى تنظر الى الرجل الواقف على بعد خطوة منها فى شقتها الصغيرة : وشكرا لك مليون مرة لما تفعله من اجل بونى 0
ما حدث لها بعد ذلك ، عذبها لساعات فيما بعد .. لكن ، بوقوف روب بالقرب منها ، لايبدو عليه التباعد كما فى مرات عديدة فى الماضى ، تصاعد حبها له ، وعرفانها بالجميل ، يحتاجانها .. فخطت خطوة صغيرة ، لتقف على اطراف قدميها وتقبل خده0
وما ان لامست خده الدافئ حتى احست بصدمة تضربها نتيجة فعلتها .. لكن ، وبملامستها لدفئه ، لم تعد تستطيع التراجع .. فامسكت يداه القاسيتان بها لتدفعانها عنه . ونظرت اليها العينان السوداوان نظرة نارية ، وصاح بها : توقفى عند حدك ! كلانا يعرف اننا لحظة نود ان نتمادى اكثر ، سيطل بريستونز براسه الى تفكيرك . لكننى احذرك .. فى المرة القادمة لن اتوقف الى ان امحوه تماما من افكارك ، فاحذرى ان تبدئى شيئا لاتريدين ان اكمله وانهيه .. لن يكون هناك تراجع فى المرة القادمة 0

dede77 06-03-10 11:01 PM

كانت لوارا متوترة الاعصاب قطعا ، وهى تدخل مبنى دارموند فى الصباح التالى .. ما الذى تملكها لتقبل روب ؟ اوه .. انه عرفانها بجميله لما سيفعله ليونى ، لكن ، الا يمكنها السيطرة على نفسها ، حتى انها حين تجتمع معه فى غرفة واحدة لا يعود كل ما تؤمن به مهما ؟
عرفت ان عليها ان تكبح نبضات قلبها ، وصممت انها من اليوم ، وصاعدا ، لن تقول او تفعل ، ولو مرة واحدة شيئا يبعد علاقتهما عن المستوى العملى .. ودفعت باب مكتبها تفتحه 0
-صباح الخير لوارا 0
روب ، وكعادته غالبا ، كان هناك قبلها .. واحست على الفور ، ان كل تعليماتها المتشددة لنفسها ليلة امس حول كيفية التصرف معه ، قد تلاشت فصوته لم يكن يحمل العدائية التى توقعتها 0
ردت ببرودة لم تستطع منع نفسها من الفخر بها : صباح الخير روب 0
لو انها تستطيع التمسك بهذه البرودة ، فمن يعلم ، قد تتمكن اخيرا من الحصول على ليلة من النوم المعقول .. اذ يبدو انها كلما تركت نفسها تتمادى معه ، تمضى ليلة تعيسة ، فى تفسير كل كلمة ، كل نظرة ، مرت بينهما 0
باحساس مبتهج ، لانه لم يبدا نهاره معها بالصراخ ، انحنت لتضع حقيبة يدها تحت الطاولة . ثم استقامت لترى انه ترك مكتبه ، ودخل يقف قرب طاولتها ، وشاهدت يده تتجه الى يدها الخالية من الخاتم .. ثم ضاع كل ما كان يود قوله لها ، مع كل اللطف الذى سبق وحياها به 0
-اين الخاتم ؟
-فى حقيبتى 0
كانت تنوى اعادته له هذا الصباح .. فانحنت تستعيد الحقيبة لتفعل .. وسمعته يامرها : البسيه 0
-البسه ؟ .. ظننت ...
-البسيه الان . انا لم اربط نفسى بك لمجرد التسلية 0
تطاير الشرر من عينيها ، بسبب انه يظنها غنيمة بلهاء ابتلى بها .. لكن قبل ان ترد عليه ، وترمى بكل حذرها ادراج الرياح ، كان يعلمها ، فى حال نسيت ، ان خطوبتهما ليست لمصلحتها فقط 0
-اتوقع وصول نيكولاس ماكداف فى اية لحظة الان . فضعى ذلك الخاتم .. وبسرعة . ولاجل الله ، توقفى عن النظر الى وكانك تودين اللعب براسى كالكرة !
اعطى اوامره ، ودون انتظار رؤيتها تطيع ، عاد الى غرفته ، واقفل الباب بينهما ، دون ادب ، كما لاحظت من صوت الباب الصاعق 0
بعد لحظات انفتح الباب الخارجى ، وكانت لوارا على الرغم من غضبها ، قد استعادت هدوءها ، لترد على تحية نيكولاس ماكداف : صباح الخير 0
كانت مشغولة حين رافق روب خاله عبر مكتبها ، لكنها توقفت عن العمل حين تقدم روب ليضع ذراعه حول كتفيها . وقال لها : كنت اخبر نيكولاس لتوى اخبارنا السارة حبيبتى 0

snow whight 06-03-10 11:02 PM

براحتك يا عسل

dede77 06-03-10 11:02 PM

بغضب داخلى ، اعطته علامات كاملة لتمثيله الرائع ، ليبدو كلامه وكانه يعتقد بان السماء حيته بحظ رائع .. ومع ذلك فلمسة ذراعه على كتفيها كانت تميت غضبها . وقال نيكولاس : انا واثق انكما ستكونان سعيدين . من المؤسف انك مضطر للسفر فى هذه اللحظات السعيدة روب .. لكن .. هذه هى الحياة
تمكنت لوارا من اخفاء الانفعال عن وجهها لخبر سفر روب ، وتساءلت عما اذا كان هذا هو ما كان سيقوله لها حين دخل ولاحظ خلو يدها من الخاتم . ولم يبق خاله كثيرا ، ما ان خرج حتى ابعد روب ذراعه عن كتفيها ، فسالته بهدوء : امسافر انت ؟
-برزت ازمة فى فرعنا الاوروبى . وصل ممثلنا هناك ليلة امس ، وبعد قراءتى للوثائق التى جاء بها معه ، لم اجد بديلا عن السفر بنفسى 0
اذا ، كان يعمل ليلة امس ! لم يتركها بسبب جوانا بيريجيه وامثالها واحست بسعادة غير عادية لهذا 0
-متى ... ستسافر ؟
لكنها كانت تريد ان تسال متى ستعود فهى تحس بالحرمان مع انه لم يسافر بعد .. وهى من فكرت بالتفتيش عن عمل اخر ! كيف ستتحمل عدم رؤيته ثانية ، مع ذلك فهذا المركز مؤقت الى ان تعود السيدة شارب .. وعليها ان تتذكر هذا 0
-ساسافر فى الغد .. ايمكنك ان تتاخرى فى العمل الليلة ؟
تمكنت لوارا من ابقاء حاجبيها على المستوى نفسه ، دون كشف دهشتها لطلبه ، دون امر .. واكمل : لدى عمل كثير يجب ان اتممه .. ومساعدتك لى لن تقدر بثمن 0
ابتسم لها بسحر هدد عظامها بالذوبان . فردت : طبعا ...
ابتسامة اخرى كهذه ، وستجثو امامه !
مرت الساعات التالية ، ولوارا تسجل ملاحظات سريعة لتعليمات روب عما ستفعله فى غيابه الذى سيدوم ثلاثة اسابيع .. ثم دخلت مكتبها تفتش عن ملف ضائع يحتاجه ، الا انها رفعت راسها لتجده يتقدم نحوها ، والملف بيده .. وقاطع رنين الهاتف اى شئ كان سيقوله اى منهما ، وابتسمت له والكثير من الدفء يغمر جسدها لانهما يعملان معا بتناغم .ثم ، تلاشى كل الدفء منها ، واحست مرة اخرى انها تقف على الشوك . لان من كان يتصل هو جوناس ، وبوجود روب على بعد يارد منها لم تكن لتامل ان تخفى هوية المتكلم .. ثم ، من تراه غير جوناس يتصل بها الى هنا ظ
-اتصلت بى ايلين لتوها .. وقالت لى انك خطبت لروب 0
كان صوته وهو يسالها ، يبدو وكانه غير مصدق هذا القول .. نيكولاس ماكداف لم يضع وقته كثيرا ... اليس كذلك ؟
-اوه ... اجل 0
وتمنت لو ان روب يعود الى مكتبه ويقفل الباب وراءه ، لكن النظرة التى رمقها بها ، ووجهه غير المبتسم ، قالا لها انه لاينوى ان يتحرك . فعادت للاهتمام بجوناس ، تحاول اضفاء الفرح على صوتها .. لكنه عمل صعب .. واكدت بخفة : انا وروب مخطوبان 0

dede77 06-03-10 11:02 PM

لكن جوناس لم يرحب بفرحها الظاهر فى صوتها ، وبدا عليه الالم لانها لم ترغب فى ان يكون اول من يعرف . وعرفت ساعتها انه يمر فى احدى نوباته السوداوية .. ولكن هل ان ايلين هى التى استغلت الفرصة لتنتقم منه ؟ مهما كان سبب تكدره فانها لن تستطيع شيئا لاخراجه منه ، مع استماع روب لكل كلمة ، وتابع جوناس : لم اكن اعلم انك مهتمة به .. مع اننى كان يجب ان اشعر بهذا حين اخبرتنى انه كان فى شقتك ليلة اتصلت بك 0
ثم تحول صوته الى الاكتئاب اكثر وهو يسال : ايعنى هذا انك لن تخرجى معى بعد الان ؟
احست بان عينى روب تحرقانها ، وعلمت ان الرجلين ينتظران الرد الذى سيحدد صداقتها بجوناس .. وحضرت نفسها لما ستسمعه فى صوته من رنة الوحدة 0
-حسنا .. هذا ما اخشاه جوناس ...
كان كلامها له رقيقا ، فقد تجاوزت عقدة ان يسمعها روب .. فهو يعرف مع من تتكلم على اى حال 0
سمعت تنهيدة استسلام من الناحية الاخرى للهاتف تبعها قول جوناس : ساحس بالوحشة من دونك لوارا .. لكن ، روب ليس بالرجل الذى يتحمل ان تكونى صديقة لرجل اخر ، حتى ولو كانت هذه الصداقة بريئة ، كونى سعيدة لوارا .. فانت تستحقين الافضل 0
كانت عيناها مبللتان حين وضعت السماعة من يدها . الرنة فى صوت جوناس وهو يحاول اخفاء اكتئابه ، جعلتها تذكر بقوة اكتئاب ابيها حين تركتهما امها ، واحست انها خذلته .. ثم سمعت حركة متوترة وراءها ، ثم شتيمة مكبوتة ، تبعها : لاجل الله !
رفعت وجهها الحزين واجفلتها نظرة روب ، التى قالت لها ان غضبه قد اصبح على شفير الانفجار .ثم ، وكانه لم يعد يثق بان يكلمها ، دفع لها بالملف وخرج 0
الكبرياء وحدها ممزوجة بالعناد ، جعلتها تكمل يومها ، كان روب قد عاد بعد وقت قصير من خروجه لكنه كان فى مزاج لايطاق 0
وما ان حلت الساعة السابعة ، حتى كادت معنوياتها تتحطم . عدة مرات خلال ما تبقى من اليوم كانت على وشك ان تكشف لروب كل ما يريد ان يعرفه عن صداقتها مع جوناس ، وخوفها على صحة عقله ، والوحشة التى يحملها دائما معه .. لكن ، فى كل مرة كان ياتيها فيها التهور ، كانت نظرة واحدة من روب تكفى لابعاد تهورها 0
مع اخر ملاحظة ، غطت لوارا التها الطابعة ، وتحضرت للخروج .. روحها المعنوية الهابطة ، لم تكن لتساعدها ، وفكرة انها لاتعرف متى سترى روب مرة اخرى ستقلقها .. كما انه لم يعرض عليها تناول الطعام كما فعل المرة الماضية ، وكانت سترفض على اى حال ، فلا فائدة من التواصل بينهما ، قالت تحاول ان تبدو غير مهتمة : من المحتمل جدا ان لا اراك حين تعود 0
-ساوصلك الى البيت 0
-لا حاجة لهذا 0
قالت بلهجة انهت الجدال : احضرى معطفك 0

dede77 06-03-10 11:04 PM

الرحلة الى شقتها تمت بصمت ، تصارعت خلالها لوارا مع مشاعرها ، تفكر بكلمات فراق مناسبة حين تتوقف السيارة .. ادب فطرى متاصل فى نفس روب ، جعله يخرج من السيارة ليقف على الرصيف خارج شقتها 0
لكنه لم يحاول الذهاب اكثر من هذا .. وقالت لوارا : ليكن سفرك موفقا 0
استدارت لتذهب ، لكنها وجدت ان ذراعها شدت ليديرها ثانية اليه ، اصابعه تحفر لحمها ، تعابير وجهه كالصخر صلابة . وقال لها دون مواربة : تذكرى انك مخطوبة لى .. وتذكرى بالضبط لماذا انت مخطوبة لى .. وتذكرى اكثر ، خصوصا حين تتملكك عاطفتك نحو زوج ابنة خالى ، انك لو قابلته مرة واحدة ، فان المستقبل الذى تريدينه لاخيك لن يتحقق 0
منتديات ليلاس
رمى ذراعها عنه ، وعاد الى سيارته .. وكان محركها يرعد مبتعدا ، قبل ان تقفل باب المدخل 0
حين اصبحت داخل الشقة ، انهارت كل اعصابها المتوترة الضاغطة على مشاعرها المكبوتة .. وجلست تبكى .. واستمرت بالبكاء الى ان اصبحت غير قادرة على المزيد .. حين لم يعد لديها دموع ، دخلت الحمام ، لتغسل وجهها ... متمنية لو تستطيع ان تكره روب ماكفرسون ... ووجدت ان لديها المزيد من احتياطى الدموع لتذرفه بعد 0
*****
انتهى الفصل الثامن وباقى فصل وتنتهى الرواية

snow whight 07-03-10 01:21 AM

ميرسى يا جميل على اهتمامك فى انتظار التكمله لا بد انها رائعه ....... على فكره انا قرات ليله مع العدو من شويه وبجد حلوه تسلمى يا قمر

tooka 07-03-10 05:02 AM

:rdd12zp1:

بإنتظار التكمله ^.^

نونا المجنونه 07-03-10 05:11 PM

فى انتظار التكمله

اسماء88 08-03-10 12:59 PM

انا كتير متشوقة لقراءة الفصل الاخير من هالرواية بليز لا تطولي علينا والله يعطيك الف عافية يا حلوة

dede77 08-03-10 11:07 PM

9- هديتها الوحيدة 0

كانت مثقلة العينين ، لكن حالها افضل بكثير من الصباح التالى ، تمكنت لوارا من التفكير بروب دون الاستسلام للدموع .. متذكرة كلماته الوداعية ، عرفت انها لو كان لها شان بجوناس ، فلن يخسر بونى منحته الدراسية فقط ، بل ستفقد وظيفتها كذلك .. حسنا .. بكل تاكيد لن تفعل شيئا لتفسد فرصة بونى فى الحياة ، وعلى اى حال ، لقد تقبل جوناس بالامس ان الامسيات الجميلة الرفقة ، التى امضياها معا ، اصبحت من الماضى .. لا .. لن تسمع منه شيئا بعد 0
لكنها اكتشفت انها مخطئة فى هذا ، فما ان مضى على غياب روب يومان حتى كانت تحس بالقلق والوحدة ، ورن جرس الهاتف فى شقتها ، كان المتكلم جوناس ، يبدو صوته انه اكثر وحدة منها . وقال لها : سمعت ان روب فى اوروبا ... وظننت انك قد تكونين مستوحشة لسماع صوت مالوف
منتديات ليلاس
بعد تلك المخابرة ، اتصل بها جوناس عدة مرات . ودائما قبل التاسعة مساء ، وكانه بحاجة الى كسر ظل الليل الطويل باتصال مع شخص ما .. دائما كانت تصمم على ان تقول له ان لايتصل ثانية ، لكنها فى كل مرة ، وهما يكشفان لبعضهما ثقل وحدتهما ، كانت المخابرة تنتهى دون ان تقول له شيئا . وفى كل مرة كانت تبرر فعلتها بالقول : حسنا .. انا فى الواقع لا اقابله .. اليس كذلك ؟
لقد مضى على غياب روب اسبوعان ، وتلظى قلبها بالشوق لرؤيته ، فصممت ، وبما ان وقت عودته اصبح وشيكا ، ان تقول لجوناس ، اذا اتصل الليلة ، ان لاتفعل هذا مرة اخرى .. لكن ، وقبل التاسعة ، رن جرس هاتفها ، وبدا صوت جوناس وقد تحول فى الايام الاخيرة الى المرح ، وكانه يمر باحباط جديد ، ولم يساعدها قلبها على ان تقول له ، بل ستفعل هذا فى المرة القادمة .. اجل فى المرة القادمة 0
لكنها تلقت صدمة فى اليوم التالى حين دخلت السيدة شارب ، كلها حيوية وصحة ، الى المكتب ، فادركت لوارا ان عملها المؤقت قد انتهى قبل ان ترى روب مجددا . واكدت السيدة شارب انها صحيحة كما تبدو ، ووفرت على لوارا طرح سؤال كان على شفتيها بان قالت : يقول الطبيب اننى قادرة على العودة الى العمل فى اى وقت اشاء .. لكن السيد ماكفرسون قال حين زارنى ، ان لا داعى للاستعجال فى العودة 0
عادت لوارا الى منزلها تلك الامسية وهى تعرف ان هناك احباطا يصل الى اكثر من القعر ... برؤيتها للسيدة شارب تذكرت بقوة ان وقتها فى دارموند كان محدودا .. فهل سيفكر روب فيها ، ابدا ، بعد عودتها الى غولدر وبروك ؟
كبحت دموعها ببروز الرد على تساؤلها 0
وبينما تظن انها امام امسية طويلة ، يشغل روب فيها كل تفكيرها ، مع كل ما ستحاوله بان لا تفعل ، خرجت من ياس افكارها حين قرع بابها .. ترتدى الجينز والقميص ، نزلت السلم كما هى ، املة ان يكون الجرس قد رن خطا لاحد الجيران . فهى لم تكن تشعر بانها قادرة على ان تبتسم لاحد اذا كان الزائر لها 0

dede77 08-03-10 11:08 PM

اندفع اللون الاحمر الى كل جزء من جسدها حين شاهدت الرجل الذى احتل كل تفكيرها فى الاسابيع الماضية ، يقف امامها ... وكانت اكثر من مسرورة للضوء الخافت الذى حجب عنه احمرار لونها ، والسعادة فى عينيها لمجرد رؤيته . لكنها لم تتمكن من اخفاء صوتها البعيد عن عادته ، حين اندفعت تصيح : روب ! ما هذه المفاجاة ؟ ظننتك لازلت فى اوروبا 0
-الن تدعينى ادخل ؟
صوته كان عاديا لايعطى فكرة عما دعاه لزيارتها . لكنها لم تكن تهتم ، يكفيها انها تراه . ردت ، تتراجع الى الوراء : طبعا 0
وتمكنت من الاحتفاظ بصوت هادئ وهى تحدثه فى طريقهما الى فوق 0
كان قلبها يرقص بحماقة وهى تدعوه للجلوس .. كانت تعى انه من السخف ان تكون مسرورة بهذا القدر لرؤيته . لكن ، ما اروع الاحساس هكذا بعد احباط طويل كان لازال يغمرها قبل لحظة من فتحها الباب 0
حين جلسا ، جلس روب هذه المرة على الاريكة ، بينما جلست هى على الكرسى ، قال لها انه وصل لتوه ، لكن بما ان خاله سيتصل به هذه الليلة دون شك ، فقد فكر ان ياتى اليها اولا ، ليرى ما اذا كان هناك شئ يجب ان يعرفه . فقالت له : لا .. كل شئ على ما يرام 0
كانت تعرف انه يشير الى خطوبتهما ، وتعرف انه لايجب ان يفاجئه شئ ... وسالها : الم تشاهدى بريستونز وانا غائب ؟
تمنت لو تستطيع ان تغضب لسؤاله هذا ، واحست باحمرار عقدة الذنب لتلك المخابرة ، وتذكرت الوقت الذى اعتاد ان يتصل فيه جوناس ، وطارت عيناها الى الساعة . اوه ... يالله ... فقد تجاوزت التاسعة لتوها 0
كرر روب سؤاله : حسنا ؟ هل كنت ترينه من وراء ظهرى ؟
لو انها حقا مخطوبة له ، لما بدا عليه مثل هذا الغضب وردت بعجلة بعد ان بدا لها انه سيقف ليمسك بها ويهزها الى ان تصطك اسنانها : لا .. لا .. بالطبع لا .
تاوهت داخليا ، فى اللحظة نفسها رن فيها جرس الهاتف .. وخطر فى بالها ان تتركه يرن ، لكنها لم تستبعد ان يرد عليه بنفسه اذا لم تفعل ، فتقدمت الى الطاوله بقربه لتلتقط السماعة وظهرها اليه ، تعرف انه يحس بانها تشعر بالذنب لشئ ما .. كانت تدعو الله ان يكون المتكلم جولى ، لكنها سمعت صوت جوناس ، ووجدت نفسها تتمتم ، لاتريد اطالة الحديث : روب هنا 0
ادرك جوناس على الفور انه يتصل فى وقت غير ملائم 0
-اسف لوارا ، اتريدين ان نهى المكالمة ؟
-ارجوك 0
اعادت السماعة الى مكانها ، وارسلت الى السماء احر الدعوات بان تجد روب قد رحل عندما تستدير . لكن دعواتها لم تستجب ، فقد كان مازال هناك ، وليس جالسا كما كان ، بل يقف مستعدا لان يسحقها بكلماته التى لن يكون مستعدا لانتقائها 0
-اكان يتصل بك دائما وانا غائب ؟

dede77 08-03-10 11:08 PM

اذا كانت قد ظنت يوما انها رات العدوانية فى وجهه من قبل ، فقد كان ما راته بسيطا بالمقارنة مع ماتراه الان وهو يقف شامخا فوقها 0
-اجل .. كان .. يحس بالوحدة 0
رد بلؤم : اراهن انه كان يحس بالوحدة ! فانت لم تدفئى له الفراش منذ خطوبتنا ، اليس كذلك ؟
صاحت بغضب ، ولم يعد يهمها انه يبدو على وشك ان يقتلها : انا لم ادفئ له يوما فراشه !
رد ساخطا : لا وحق الجحيم ... لقد كنت تتجاوبين معى كامرأة مجربة حامية الدماء ، فلا تعطينى عذر مجرد صديقين الى ان يبدا ضميرك بوخزك لاجله ، كنت تعطينى الانطباع بانه لاحدود نهائية لخبرتك 0
تلاشى غضبها ليحل مكانه قلق مؤلم .. اذا كررت له انها لم تعاشر جوناس من قبل ، ولانه يعرف مسبقا ان جوناس هو الرجل الوحيد الذى تعرفه ، فسيعرف ان التجاوب الذى يثيره فيها له اسباب اخرى .. بالكاد تستطيع التفكير السوى ، تطغى على تفكيرها مشاعر تلك اللحظة ، دون حتى التفكير فى جولى او مارك او بونى ، خلعت الخاتم الذى تحبه اكثر من اى شئ ، من اصبعها ... وقالت بقدر ما تستطيع من الهدوء : الافضل ان تاخذ هذا 0
لم يكن فى وسعها فعل شئ اخر ، مع انها تعرف جيدا ان عينيها ستتورمان حين يخرج روب ... وشاهدت فكه يتقلص بقسوة وهو ينظر الى الخاتم .. ثم انفلتت سيطرته على اعصابه فصاح : استبقى هذا الخاتم اللعين !
وكانما خيط رفيع من السيطرة قد عاد اليه ، فاضاف من بين اسنانه : واذا اردت لاخيك ان يحصل على تلك المنحة فمن الافضل لك ان تعيديه الى اصبعك !
كيف تمكنت من تعريض مستقبل بونى للخطر ؟ تساءلت لوارا عن هذا بعد ان اهتز المنزل بمغادرة روب واقفاله الباب الخارجى بقوة .. فيما بعد ، وبينما هى فى الفراش تلك الليلة ، تدير راسها الى فوق الوسادة المبللة ، اخذت تفكر كم كان روب كريما معها فى وقت ما ، وبمجرد تكلمها مع جوناس على الهاتف ، كانت قد اعطته سببا وجيها لفسخ خطوبتهما ...
بحلول يوم الجمعة ، احست لوارا انها اكتفت بما يكفى من تصرفات روب معها ، كانت تظنه لا يحتمل قبل ان يعصف خارجا من شقتها ، لكن الايام التى تلت اثبت فيها ان الدب المجروح الراس افضل منه بكثير . ولو ان نيكولاس ماكداف اختار اى لحظة فى تلك الايام للزيارة ، فلا يمكنه الا ان يلاحظ كم يجاهد روب ليكون متمدنا معها ... حتى انها الان ، وقد كانت من قبل تتخوف من وصول يوم الاثنين ، لحظة عودة السيدة شارب الى عملها ، اصبحت تعد الدقائق لحصول هذا ... واية درجة من الخيال السخيف الذى كانت غبية بما يكفى لان تحلم به ، بان يصل روب الى قليل من الاعجاب بها بعد ان اظهر رغبته فيها ، خرج كله من راسها منذ تلك الليلة التى حاولت فيها اعدة الخاتم اليه 0العدوانية ، والتى لابد ان لها يدا فى وصولها الى القمة عنده ، كانت تقريبا ، ظاهرة فى كل ذرة منه ذلك الصباح . كان لديه جلسة مجلس ادارة يراسها ذلك الصباح . وشكرت الله لان الاجتماع يمكن ان يستمر اليوم كله .. وكانت لوارا قد سئمت من اضطرارها للتحرك حوله على رؤوس اصابع قدميها كى لاتثير نقمته فوق راسها ، اذ بدا لها ان اقل حركة قد تطلق تلك النقمة 0

dede77 09-03-10 10:53 PM

هل حضرت تلك تلك الاوراق لى ؟
سمعته يدخل اليها ويسال ، وهى بالطبع ترهف السمع الى كل حركة فى غرفته ، استغرقت دقيقة او اثنين لتجد الاوراق التى طلبها ، وهذا امر سخيف لانها كانت تعرف انه يريدها ووضعتها فى مكان يستطيع ان تجدها على الفور . كان وجهها هادئا من الخارج ، مع انها لم تعرف كيف ابقت اصابعها دون ارتجاف ، وهى تعطيه الاوراق التى ينتظرها بفارغ صبر 0
قالت بهدوء تسحب يدها من ملامسة يده : اظن انك ستجدها مرتبة 0
قال لها ، وعيناه كالحجر الصوان تنظران الى عينيها : لقد تغيرت لوارا ... هناك لحظات كانت ردة فعلك فيها مختلفة عند ملامسة يدى 0
القذر ! القذر الكامل ! لكنها ابقت وجهها هادئا بمعجزة ، مصممة ان لا يرى دموعها ... وردت بسخرية حلوة ، نابعة من الياس ، كى لايرى تداعيها من الداخل : كان هذا قبل ان اعرف كم انت محبوب ...
برقت عيناه ببريق اخبرها ان سخريتها اصابت الهدف . وتراجعت حين تحرك الى الامام وكانه متجه اليها ، ليثبت انه قادر على اثارة رد الفعل نفسها فيها .. ثم تراجع ، ينظر اليها بحدة قبل ان يترك المكتب الى اجتماعه 0
بعد موعد الغداء بقليل ، اضطرت افكارها المتصارعة لاعطاء الاولوية لنزيف انف مفاجئ ... وبانشغالها فى وضع المحارم الورقية على انفها ثم استبدال خرج روب من تفكيرها فى هذا الوقت . لكن ، حين لم يظهر النزيف دليلا على التوقف ، توجهت الى مركز العناية الطبية ، املة فى شفاء عاجل 0
لكن ، لم يكن هناك شفاء عاجل ، فقد اجبرت على الاستلقاء لفترة ، وكلما حاولت كان انفها يعود للنزف من جديد .. وبما انها كانت قد انهت كل عملها بسرعة . فى محاولة لاخراج روب من راسها ، ولم يعد امامها ما هو متاخر ، فقد تلقت الاقتراح بان تعود الى المنزل بالقبول دون اضطرار لسماع المزيد من طباع روب الحادة لو انتهى اجتماعه قبل الخامسة 0
وقال لها احد العاملين هناك : ساخرج بعد عشر دقائق ... فاذا احببت ساوصلك 0
بامتنان ، قبلت ، عشر دقائق تكفى لترتيب طاولتها فى مكتبها ، وضبت الطاولة ، وغطت الة الطباعة وقررت ترك رسالة لروب فى حال عودته 0
ضغطت زر التسجيل فى الة التسجيل وبدات : لقد ...
ثم صمتت لسماعها صوتها الاجش المخنوق بسبب السدادات التى وضعتها فى انفها كى لايعود النزيف .. ثم ان روب لن يهتم كثيرا بنزيف انفها على اى حال وقررت ان تكون رسالتها مختصرة : لقد ذهبت الى المنزل 0
وبدا صوتها كانها كانت تبكى ، واقفلت التسجيل 0
ساعة من الاستلقاء على ظهرها فى الفراش ، افادها ولم تعد هناك حاجة لان ترى الطبيب كما نصحها العامل فى المركز الصحى اذا لم يتوقف النزيف . ووقفت لوارا بحذر ، سارت ببطء الى الحمام ، لاتريد ان تثير النزيف مجددا ، نظرت الى وجهها فى المرآة ، وقررت ان وجهها لم يكن جميل المظهر 0

dede77 09-03-10 10:54 PM

بعد ساعة من هذا تفحصت وجهها مجددا .. هكذا افضل ! استحمت ، بعد ان تخلصت من ملابس العمل ، وارتدت بنطلونا ضيقا وقميصا مناسبا ، واحست انها عادت الى طبيعتها . لكن انفها لازال محمرا قليلا . وكان من رايها ان المحارم الورقية ، على الرغم من قيمتها عند الحاجة ، فان الاستخدام المتكرر لها كان له فعل ورق الزجاج0
رنين جرس الباب قطع عليها افكارها ، تفحصت ساعتها لترى انها تقارب الخامسة ... فلم تستطع سوى ان تفكر بروب وهى تنزل لتفتح الباب .. فاخر مرة نزلت تفتحه كان هو الزائر ... لكن قد لايكون هو هذه المرة .. وصلت الى الباب ، مع رغبتها بان لا يكون هو ، يكفيها ان تضطر لتحمل اطباعه السيئة فى العمل دون ان يلحق بها الى المنزل 0
جذبت الباب الامامى الثقيل لتجد انها كانت مخطئة فى ظنها بان الطارق ليس روب ... فقد وقف هناك ... ضخم نشيط كما هو دائما ، وجهه متجهم وهو يلحظ وجهها الخالى من الزينة ، وطرف انفها المحمر 0
دون كلام تراجعت لتتركه يمر ، من غير المجدى ان تقفل الباب امام هذا الوجه المتجهم ، وما تشاهده فى وجهه يشير الى انه لم يكن مستعدا للجدال 0
بصمت صعدا السلم ، لكن ما ان دخلا الشقة ، حتى احست لوارا بانها لا ترغب بدعوته للجلوس ... ومع قليل من الحذر .. لن يبقى هنا طويلا 0
قال لها ، كانه يقرّ امرا ، لايسالها عنه : هل اتصل بريستونز ؟
تاوهت لوارا لعودته الى موضوع جوناس ، فهذا نذير مؤكد لشجار بينهما 0
-لا ... لم يتصل 0
-ايلين اذن ؟
ايلين ! ولماذا تريد ايلين ان تتصل بها ؟
-اخر مرة تحدثت فيها مع ايلين ، كانت يوم اتصلت بك فى المكتب 0
تمنت لو تبقى هادئة هكذا حتى انتهاء المقابلة ... وتمنت لو يتوقف روب عن النظر اليها ، فهو لم يبعد عينيه عنها منذ التفتت اليه .. ثم سال : اكنت تبكين ؟ هل سمعت الخبر من مصدر اخر ؟
اى خبر ؟ اخذ قلبها يخفق بالم ، احست بان هذا الخبر قد يدعوها للبكاء .. وقالت متصلبة : لااعرف عم تتكلم ... وانا لم اكن ابكى 0
تابع روب النظر اليها بثبات ، كانه يحاول ان يعرف ما اذا كانت صادقة ... وقال : صوتك على المسجل بدا لى متكدرا 0
ارتفعت معنوياتها قليلا لظنها انه جاء على الفور بسبب ظنه انها متكدرة ، ثم غاصت مجددا حين عرفت مدى بلاهتها واستعدادها لالتقاط الفتات 0
-حصل لى نزيف انفى . ولم يتوقف ، فطلب منى المسؤول عن الوحدة الصحية ان اعود الى المنزل لاستلقى 0
تطلع مرة اخرى الى انفها المحمر ، ثم رفع عينيه الى عينيها ، ليقول وقد تلاشت بعض قسوته : اذا ... انت لاتعرفين 0
ادركت انه يتوقع منها البكاء ، مهما كان نوع الخبر ، وانه يجب ان يكون هو من يقوله لها ... فسالت تستعد لاستقبال الاسوا : اعرف ماذا ؟

dede77 09-03-10 10:55 PM

-هل لنا ان نجلس ؟
ارادت ان تعرف الخبر بسرعة ، فقد بدا انه يظنها ستنهار ما ان تسمعه .جلست لوارا على طرف الاريكة ليجلس روب الى جانبها . وقال يهدوء : لقد اخبرنى نيكولاس ماكداف ، فى نهاية الاجتماع ان ايلين ، عادت الى بريستونز 0
-ايلين عادت ...
واندفعت الدموع الى عينيها ، ليس بسبب تحطم قلبها ، بل لانها تصورت فرحة جوناس التى لاحد لها 0
رفعت عينيها المبللتين اليه وسالت : كيف ...
تقصد كيف تم هذا ، لكن النظرة على وجهه منعتها من المتابعة .. صحيح ان وجهه كان متجهما ، لكن عينيه كانت مليئتين بالرقة والحنان .. لكنها سارعت الى رفض مثل هذا التصور ، وردت نظرته الى الشفقة لما يظنها تشعر فى هذه اللحظات . وقال لها : اعتقد ان ايلين كانت تريد العودة اليه منذ مدة ... قلت لك مرة اننى اعرفها جيدا .. ومن وجهة نظرى اظنها وهى التى اعتادت ان تحصل على ما تريد من بريستونز ، اصطدمت باعند منها حين حاولت دفعه الى تصفيه اعماله والانضمام الى دارموند0
كانت لوارا قد اخفضت عينيها حين بدا الكلام ، لكنها رفعتهما مجددا باجفال ، حين احست بيده تمسك يدها ، وتلك النظرة المشفقة لاتزال فى عينيه . وارادت ان تنتزع يديها منه لكنها لم تستطع ... ثم قال لها بهدوء : يجب ان تواجهى الامر لوارا ... بريستونز يحب زوجته 0
-كنت تقول انك تظنها تريد العودة منذ مدة 0
حاولت ان تبقى هادئة فى وقت كان اصبعه يداعب ظهر يدها .. وتابع يقول : بعد ان اتخذت موقفها المعادى له ، اعتقد انها فهمت بالتدريج ، وبعد مضى الاشهر انه لن يتراجع .. ولو تراجع فلن يكون زواجه ثابتا .. واصبحت ايلين يائسة من ايجاد طريقة ، تعود فيها اليه ، دون ان تريق ماء وجهها 0
-اتقول انها وجدت الطريقة ، وانها عادت دون ان يضطر للتخلى عن شركته ؟
-هذا ما اقوله 0
اشتدت قبضته على اصابعها قبل ان يقول لها عن الطريقة التى وجدتها ايلين 0
-ياللسماء .. ليس هناك طريقة لاخفاء الامر 0
نظرت اليه منتظرة ... فاخذ نفسا عميقا وقال : ايلين حامل 0
صاحت لوارا بدهشة : اوه !
لم تكن تدرى لماذا اندهشت ، ربما لانها لم تفكر بهذه الامكانية . وتابع روب : قد تكون ايلين اشياء كثيرة ، لكن هناك شيئا ما ينقصها .. ان تكون راشدة 0
اذا يريد ان ينتزع اى شك فى نفسها ان الطفل ليس لجوناس .. حسنا ، انها لم تفكر بهذا مطلقا . واذا كان يتوقع منها ان تنهار وتبكى لهذا الخبر ، فهو غير محظوظ .. وتابع : اتفهمين تماما ما اقول ؟ اتدركين انه لم يكن قادرا على ان يكون مخلصا لك ؟ وبينما كنتما معا ، كان هو ...
-ينام مع زوجته ؟ اجل ... اعرف هذا ... لقد اخبرنى ...

dede77 09-03-10 10:58 PM

-اخبرك ؟
-ليس بكلمات مباشرة .. لكنى عرفت 0
صاح بدهشة : ولم تتركيه ؟
لاحظت انه بدا يتفكك من الشك .. حسنا هذا لاباس به بالنسبة لها .. فظنه انها بقيت مع جوناس مع علمها بظروفه ، كان يشتتها كذلك . الانفجار الذى كانت تتوقعه ، تاخر فى القدوم : ما نوع العلاقة التى كانت بينكما بحق الجحيم ؟
ارتجفت لعنفه ، لكنها ردت ببرود : قلت لك : انا وجوناس مجرد صديقين 0
-صديقان وعاشقان ! حسنا استطيع القول مطمئنا ان علاقتك به انتهت 0
غضبه كان قد انتزع الشفقة من عينيه وقالت له بصراحة : جوناس وانا لم نكن عاشقين يوما 0
احست بالارهاق لاستمراره فى تكذيب اى شئ تقوله حول علاقتها بجوناس ... ولم يعد من المهم ان جوناس كان يوما الغطاء لحبها لروب ، فالمرة الوحيدة التى كانت فى خطر ان تكشف نفسها ، ساعة كانت بين ذراعيه ، ومن الطريقة التى ينظر فيها اليها الان ، فان هذا لن يحدث ثانية 0
سالها روب ، وكانه سئم من طلب ان تكون صادقة معه 0
-ولم الكذب ؟ كلانا يعرف انك تحبينه ... وعلى الرغم من شدة حبك لبونى ، سارعت الى الحنث باتفاقنا لحظة سافرت ، ولم تستطيعى نسيانه او نسيان حاجتك للاتصال به ... وعدا كل هذا ، اذا اردت المزيد من البراهين ، كانت هناك اوقات حضنت فيها امرأة دافئة متجاوبة بين ذراعى ... ولقد اخطات هنا لوارا ، وكنت مستعدة لان تتجاوبى اكثر قبل ان تتذكريه 0
تلك النبرة العاضبة كانت تتسلل مجددا الى صوته ، وعرفت انها لن تستطيع ان تسمح لنفسها بالاستمرار فى خداعه .. انه يلامس موضوعا يحمل فى طياته الخطر لها ، وهى تعى هذا تماما .. ولانها بحاجة الى ابعاده عن اى شئ له علاقة بهذا الموضوع ، ابعدت نظرها الى يديها فى حجرها ، فرات الخاتم الالماسى الجميل .. بعد ان عادت ايلين الى جوناس ، لم تعد هناك ضرورة لان يحافظ روب دوره فى التمثيلية . ومع انها لاترغب فى التخلى عن الخاتم ، لانه يشكل لها اخر صلة به ، فقد انزعته من اصبعها 0
-الافضل ان تاخذ هذا .. لن يعود خالك للضغط عليك بعد الان .. اليس كذلك ؟
اذا اعتقدت انها بهذا ستبعد تفكيره عن الطريقة التى تتجاوب فيها معه ، فانه تجاهل يدها الممدودة ... واذا لم تكن تريد الكلام فى الموضوع فهو يريد .. وكرر : كنت مستعدة للاستسلام لى .. اكان بريستونز اول رجل فى حياتك ؟ اكان الاول ؟ الهذا تحسين انك مرتبطة به ، وان لامكان لرجل اخر فى حياتك ؟
صاحت دون تفكير : لا ... لم يكن 0
لم يكن جوناس اول رجل فى حياتها ، ولا احد كان الاول .. لكنها لن تترك روب المحنك المجرب ، يضحك عليها لو عرف .. ثم بدا ما تبقى من قوله يرعد فى اذنيها .. فكررته : لامكان لرجل اخر ؟ ... ماذا تعنى ؟

dede77 09-03-10 10:58 PM

ارتفع الامل فى نفسها ، ولعنت هذا .. انها تحبه كثيرا ، واحست بما يرغبه قلبها فيما قال .. ثم تلاشى الامل ، وتصاعد الغضب ، وافلتت اعصابها ، يدفعها الى هذا الاحساس بالاحباط فقد استقر فى ذهنها انه يريدها ، ان تنسى جوناس ، ليحل هو مكانه كعشيق .. ولو وافقت فسيكون الرجل الوحيد لها ... ما المها هو ان ما يقترحه كان علاقة عابرة .. الى اى حد .. لتقل شهرا ؟ ربما شهرين ؟ لا وليس اكثر مما ستستغرقه الرغبة التى لابد ان تخمد 0
قالت تحاول كبح غضبها : اذا كنت تلمح الى انك ترغب فى اخذ مكان جوناس ... فانس الامر 0
صاح بغضب : عليك اللعنة ... انا لااريد اخذ مكانه كعشيق لجزء من الوقت ... انا ...
قاطعته بشراسة :هذا مايبدو عليه اقتراحك !
رفضت ان تخاف من انه بدا على وشك ان يضربها ... وصاح بها مجددا : الا يمكن لتفكيرك ان يفكر باكثر من علاقة ؟
الذهول دفعها لتشهق : تفكيرى ؟ انت من يتابع دوما اصراره على هذه المسالة منذ عرفتك !لا تترك فرصة الا وتمسكت بما تظن انه بينى وبين جوناس !
-وانت لازلت تصرين على انكما مجرد صديقين ؟
لم تعد تهتم ولو انها شاهدت فكه يتقلص بقسوة ... وتابع بلؤم شرير : صديقان ام لا .. كان لبريستونز اكثر من تاثير صديق عليك . كنت اريدك كما اردتنى .. لكنه كان دائما يقف بيننا .. الم يحصل هذا ؟
وقفت بحدة .. تستشيط غيظا ، اكثر من ان تتمكن من مجرد الجلوس ، ملاحقته لها جعلتها تفقد السيطرة على نفسها .. ولم يبد مستعدا للتراجع قبل ان ينتزع منها الحقيقة .. صاحت به بحرارة : لادخل لجوناس بالامر 0
تراجعت خطوة الى الوراء حين وقف بدوره والغضب مستعر بينهما ... وقال يقلدها ساخرا : لادخل لجوناس بالامر ؟ بل له دخل وحق الجحيم !
صاحت ، وقد اصبح التفكير الهادئ شيئا منسيا : لا .. ليس له دخل ! كان مستوحشا وهو ينتظر ايلين !
-كنت تعرفين انها ستعود له ؟
-لا ... لم يكن هذا محتملا .. لكننى كنت امل 0
ظنت ان ردها اجفله ، لكنه ابقى الدهشة بعيدا عن صوته 0
-مع ذلك بكيت حين قلت لك انها عادت 0
-هذا لاننى كنت سعيدة له ... لقد ظننته مؤخرا مرهقا عاطفيا ويكاد ينهار 0
بدا ان الغضب بدا يموت بينهما فجاة كما ثار فجاة ... نظر اليها روب وكان شيئا ينخره بازعاج ، لكنه اخيرا بدا فى وضع ذهنى اكثر تعقلا 0
-اتحاولين القول انك كنت تخرجين معه بسبب وحدته ؟

dede77 09-03-10 10:59 PM

كان فى صوته رنة تكذيب ساخرة ، اعادت غضبها ثانية ، فقالت له ، دون ان تكون قد نوت البوح له بشئ كهذا : كان ابى يحس بالوحدة بعد ان تركتنا امى ... كان بائسا مستوحدا قبل ان تاتى جولى والاولاد .. حين التقيت بجوناس فى حزيران الماضى ...
كاد حاجباه يتقاطعا عبوسا ، وقاطعها : فى حزيران ؟ لكن ايلين تركت بريستونز فى اذار ...
-لايهمنى ما قالته لك ... فهى لم تتركه بسببى 0
لم تتوقع منه ان يصدق ، لكنها ظنت انها شاهدت فى وجهه انه يعرف ابنة خاله بما يكفى ليعرف انها قادرة على توسيع الحقيقة قليلا ، وبدا انه يمنحها فرصة البراءة من الشك على اى حال .. وقال : تابعى ... قلت انك قابلته فى حزيران ، ولانك تذكرت وحدة ابيك بدات الخروج معه 0
-رفضت حين علمت انه متزوج 0
ارادت ان تقف هنا ، لكن شيئا ما كان يدفع الكلمات الى الخارج ... ربما السبب ان روب لم يعد يصرخ فى وجهها : لكن ... كما قلت انت ، تذكرت وحدة ابى .. وبما ان ...
وصمتت ، عرفت فجاة انها تقول الكثير ... مد يده يجذبها اليه ويجلسها الى جانبه : بما ان ... ماذا لوارا ؟
-حسنا .. اذا كان لابد ان تعرف .. بسبب بونى قررت اننى لايمكن ان اتحمل علاقة ملتزمة دائمة ... ولم اسمح لنفسى ان اقع فى الحب ...
-لكنك تحبين بريستونز !
-لا ... لم اكن احبه !
اخذ غضبها يبرد بالتدريج ، لكنها اضطرت الى النظر نحو اى شئ ما عدا روب ... فانكارها العاصف كان له اغرب تاثير عليه ، وكان يمسك بذراعها وكانه لايريد ان يتركه ابدا .واكملت : عرفت منذ البداية ان جوناس يحب زوجته ، وانه قال لها اننى احبه لانها دفعته لهذا .. وهو يعرف ان هذا غير صحيح .. اوه .. انت تؤلمنى !
كانت قبضته تشتد ضغطا على ذراعها ، واحست بالراحة لانه ابعد يده عنها تماما ، مع انها شاهدت قبضتيه متكورتين بقوة وكانه يجد صعوبة فى السيطرة على نفسه ... وقال يحثها : تابعى ... قلت انك تعرفين ان بريستونز يحب زوجته ..
-اجل .. حسنا .. ولان جوناس يحب ايلين ، ويحتاج بالتالى الى من يرافقه ، ولاننى لا ارغب فى التورط مع اى رجل الى ان ينتهى بونى ومارك تعليمهما تحولت علاقتنا الى صداقة جميلة امنة لكلينا 0
نظرت الى روب ، لكن وجهه المتجهم لم يكن يوحى بشئ .. ولم تستطع منع تنهيدة افلتت منها ، فقد بدا لها ان كل ما كشفته كان تبديدا لانفاسها ، فلا شئ فى وجهه يقول انه يصدقها . حين عاد الى الكلام ، عرفت من لهجته انه يشك فى كل شئ قالته ... وكل ما رغبت به لحظتها ان يخرج ويتركها بسلام ، تعرف انها لحظة يقفل الباب وراءه ستنعت نفسها بكل صفات الغباء المعروفة لديها لانها اخبرته بكل شئ عن نفسها 0

dede77 09-03-10 11:00 PM

-اتمانعين فى ان تقولى لى ، لو اننى صدقتك وصدقت انك لم تحبيه ابدا ، وانك لم تذهبى الى الفراش معه ، ماذا كان يفعل هنا بحق السماء ، يوم كنت تودعينه فى الصباح الباكر ، وانت فى غلالة النوم ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة فهى تعلم انها ستضيع المزيد من انفاسها ، لكنها جاهدت لتهدا ، املة ان لاتتشتت افكارها حين يقول لها انها قصة كاذبة : اتصدقنى لو قلت لك انه نسى حقيبه اوراقه فى شقتى حين خرجنا معا للعشاء فى الامسية السابقة ؟ كان يريد ان يبدا عمله باكرا ، فزارنى لاستعادتها 0
تبع كلامها صمت متوتر ، لكنها كانت تحس انها بعيدة عن الهدوء وهى تنتظر ضحكته الساخرة ، ولم تستطع النظر اليه وهى تنتظر 0
لكن روب لم يضحك ساخرا ... وارادت ان تبكى حين سمعت الندم فى صوته وهو يقول ببطء ولطف كبير 0
-كنت ظالما قاسيا معك لوارا ... اليس كذلك ؟
لدى سماع كلماته ، قفزت الدموع الى عينيها . مما دفعها لابقاء وجهها مبتعدا كى لا يرى ... فما استطاعت ان تفهمه من كلمته هذه هو انه يصدقها ... لكن قبل ان تتمكن من التنحنح لتجلو حنجرتها المصدومة ، وقبل ان تدفع بالمرح الى صوتها ، وتوافقه على انه كان مشاكسا ظالما معها ، كان يسالها السؤال الذى لم يفقد يوما التفكير فيه 0
-اذا ، وبما انكما مجرد صديقين ، لوارا فما الذى كان يمنعك من التجاوب معى الى النهاية عندما كنت مستعدة لذلك ؟
لون زهرى دافئ طغى على بشرتها ... انه سؤال لن تستطيع الاجابة عليه .. وفكرت بذعر فى ذهنها عن شئ يمكنها من تغيير الموضوع ، مع انها لا تعتقد ابدا انه سيدعها وشانها 0
-اوه ... ماذا كنت تفعل امام منزلى ذلك الصباح ؟
بدت عيناه السوداوان تبحثان فى عمق نفسها ، وهو يحاول ان يمنعها من الافلات منه : لم اكن اعرف ماذا افعل يومها ... الان عرفت ... لكننى يومها كنت اقنع نفسى اننى بحاجة لان اغير المناظر التى اعتدت عليها فى طريقى الى العمل 0
لكن الامر لم يكن لمجرد تغيير المناظر ؟
-لا عزيزتى ...
عزيزتى هذه جعلت قلبها يضرب فى كل اتجاه ماعدا الاتجاه الصحيح ...
واكمل : بعد لقائنا الاول ، ومع كل ما قلته باننى ساتصل بك ثانية ، لم تكن لدى فكرة عما دفعنى لقول هذا ... ولم اكن انوى ان افعل ... او هكذا ظننت ... ثم تلك الليلة ونحن نتعشى معا ، احسست باهتمامى بك بتزايد 0
سالت بصوت اجش ، تقنع نفسها ان لاتامل شيئا ، لمجرد ان الامل كان يخدعها من قبل : اكنت مهتما بى ؟ ام انك كنت تظن اننى ادمر فرص ايلين فى العودة الى زوجها ؟
وعاد قلبها الى الخفقان بجنون مرة اخرى لاجابته : كنت اخدع نفسى بهذا العذر 0

dede77 09-03-10 11:01 PM

امتدت يده تمسك بيدها فى حجرها فابتلعت ريقها بقوة ، تستمع الى ما يقول : لكن فى اليوم التالى ، كان بامكانى ان اجد سكرتيرة اخرى من ضمن الشركة ، الا ان الاخريات لم يرقن لى 0
-اوه ... انا ...
لافائدة ... انها كمراهقة ارتبط لسانها ، ولم تجد شيئا تقوله فاكمل : ثم ، حين تاكدت انك تكذبين على حول علاقتك ببريستونز ، وجدت نفسى اريد ان اصدقك ، وفعلت هذا لوقت قصير 0
-الى ان رايته يغادر منزلى فى ذلك الصباح الباكر 0
هز راسه : ساقول لك شيئا ، قد يكون فيه بعض العزاء لك مع الاتهامات الباطلة التى الصقتها بك ، ومع كل الدناءة والطريقة التى تصرفت بها معك هذا الاسبوع .. اوه .. اعرف اننى كنت قذرا معك ، لكن اذا كان هذا يعزيك ، اقول اننى مررت بعذاب الجحيم ، منذ ان اكتشفت ما الذى يجعلنى اتصرف معك كما فعلت 0
مرر يده يداعب وجهها وهو يهمس مداعبا ، فسالت بصوت ناعمك مرتفع ، غير طبيعى ، وكانه ليس صوتها : صحيح ؟
-كنت امر فى جحيم الغيرة كلما فكرت بك مع بريستونز ... كل مرة فكرت فيها انك تحبينه كانت غرائزى القذرة تمحو منى كل التعقل ، وكل تفكير متمدن 0
لانها خدعت بتفكيرها من قبل ، لم تجرؤ على التساؤل لماذا كان روب يغار من جوناس ، فقالت : لكننى لم اكن احبه 0
-تقبلت هذا ، مع كثير من الارتياح .. لكن .. لكن ..
هذا شئ لم تكن لتتخيله ، هذا الرجل العالى الذكاء ، الواثق من نفسه والذى تعرفه تماما ، لاول مرة لم يعد واثقا ، او متاكدا ، وكانه لا يستطيع اختيار كلماته بحذر ، وكان حياته متعلقة بهذه الكلمات .. ثم تابع : ... لكن ، هل هناك اية فرصة ، فى ان تجدى فى نفسك القدرة على الوقوع فى حب شخص اخر ؟
كانت تخوض معركة قاسية ضد عواطفها التى تدفعها للاعتراف له فى الحال انها وقعت فى الحب .. وان الرجل الذى تحبه .. هو ..
لكنها سالت تختار كلماتها كما فعل : من .. من تضع فى ذهنك ؟
-انا لن افكر بان تقعى فى حب سواى 0
لازالت غير مصدقة بانها اصبحت فوق اساس امن 0
-اوه ... ولماذا اريد ان افعل هذا ؟
-الله يعلم .. فانا بالطريقة التى تصرفتها معك لم اعطك اى سبب لان تحبيننى ... لكنها الطريقة الوحيدة التى تريح كتفى من ثقل ذلك الكابوس من الغيرة ، فادعود ذلك الانسان السوى التفكير ، العادى العقل ، المنطقى 0
قالت ثانية : اوه .. اتقول .. اتقول ان .. انك .. تحبـ .. تحبنى ؟
ما ان قالت هذا ، حتى تمنت لو لم تفعل ، لان نارا حمراء احرقت بشرتها ، لكنه رد بهدوء : انا اقول لك هذا تماما منذ عشر دقائق 0

dede77 09-03-10 11:02 PM

وكانه لم يقل لامرأة من قبل انه يحبها ، ويجد صعوبة فى القول .. ثم وبكل رجولته يدوس على كل تحفظ ، وقال لها بوضوح : لوارا ويلكنسون ... احبك كثيرا ، واريدك زوجة لى 0
ثانية صاحت : اوه .. اوه .. روب ! اوه .. روب .. انا التى تحبك كثيرا .. وكدت امرض بسبب حبك !
وهى تراقبه وترى النظرة العظيمة من الفرح الغامر الذى اخذ يزداد فى وجهه ، عرفت انها محقة بقولها هذا له . بدا لها مذهولا كذلك ، غريزتها دعتها لان تميل الى الامام ، وتضع فمها على خده بحرارة 0
هنا تولى روب الكلام : حذرتك من قبل من فعل هذا الا اذا كنت مستعدة لمواجهة النتائج 0
ثم ، كاد سحر عناقة لها ، يخرج عن السيطرة . ما يريده تريده والعكس صحيح ، واخذ يهمس لها وفمه على اذنها : يا حبيبتى الحبيبة ...
بين ذراعيه ، كانت تحس انها فى الجنة .. يداه كانت تضمانها وهو يصب فى اذنيها حبه لها وحاجته اليها .. يخبرها عن الالم الذى سببه له حبها ، وسمع فى المقابل كيف احست بحبها له ، والمها فى ذلك الحب . فقال لها مقسما : لن تتالمى بعد يا حبيبتى ، طالما انا حى 0
ثم ، حين احست بيديه على جسدها ، فقدت كل لذة فى ان تجد نفسها محبوبة ، وعادت الى حالة الخوف . مما سبب لها ان تعود الى توترها كى لا يضحك منها روب لو اكتشف امرها .. فرفع راسه ، يسال بلطف ، وكانه يحس بكل تغيير فيها : هل هناك شيئا خاطئ حبيبتى ؟
اجابت مترددة ووجهها يحترق خجلا : ايمكننا ... الانتظار قليلا ؟
سالها محتارا : اتحبيننى ؟
-اوه .. اجل روب ...اجل .. اجل .. اجل !
تمكن من الابتسامة ، وقال بنعومة : انت تعرفين كيف تختارين اللحظة المناسبة للتوقف .. لكن طالما انت تحبيننى .. اجل ، يمكن ان ننتظر قليلا 0
كانت تعرف انها مضطرة للشرح عن سبب دعوتها للانتظار .. لكنها لم تكن قادرة على المضى فى هذا الشرح . ولاتريده ان يكتشف ... انها ...
هل تصورت ان من السهل اكثر ان تقول له وهما مبتعدان عن بعضهما ... لا .. انها مخطئة .. فقد كانت ترتجف توترا ، حتى انه نظر اليها ، ولف ذراعه حولها 0
-اهناك شئ يقلقك لوارا ؟ هيا حبيبتى ، نحن نحب بعضنا ، فماذا يهمنا غير هذا ؟
بدات تقول بثبات : انت تعرف .. اننا ، حين تعانقنا من قبل .. حسنا .. ظننت يومها اننى لم ارغب بك بسبب .. حسنا ، الامر لا يتعلق باحد .. بل انه شخصى 0
-شخصى ؟
فكرت ان تفهمه لموقفها سينقلب الى ضحك وتسلية 0
-اجل .. حسنا .. اوه .. روب . لايمكننى تحمل ان تضحك منى 0
-اضحك منك حبيبتى ؟ ولماذا اضحك منك ؟

dede77 09-03-10 11:03 PM

-لاننى ... لاننا لو .. لو لم ... لو استمرينا لاكتشفت ...
-اكتشفت ماذا ؟
-انا فى السادسة والعشرين ، فتاة مدينة مجربة ، ولى شقتى الخاصة .. ولم يكن من الصعب ان احصل على المواعيد لو رغبت .. و .. اعرف ان هذا عصر الحرية ، وتقاليدنا الغربية ، وكل هذا .. لكننى ابدا لم ... اوه روب .. انا لا زلت ... عذراء 0
وما ان تفوهت بالكلمة ، حتى دفنت راسها فى كتفه . ولو بدا كتفه يهتز ، فستعرف انه يضحك .. احست بالبؤس بعد الكثير من السعادة ، بؤس ، سذاجة ، واحست ان الدموع ستتدفق من عينيها 0
لكنها وجدت ان لا حاجة للدموع ، فبكل رقة وهو لايزال يضمها ، ارجعها الى الوراء الى ان شاهد وجهها الملئ بالخجل . وحين تجرات على النظر اليه ، شاهدت بنفسها انه لايضحك ، بل كانت نظرته نظرة حب ... وكان ما قالته له اثر به الى درجة انها همست له : انت .. لم تضحك 0
-يا اعز الحبايب ، لوارا ... يا اعز فتاة ، الاتعلمين انك تقدمين لى اعظم هدية ؟ تقدمى منى لاحضنك 0
حضنها برقة ، وطبع على راسها قبلة لم يكن فيها شئ من الرغبة ، بل كانت تقص لها قصة حبه ، ثم ابتعد عنها وقال بحنان : يا جميلتى الحساسة ... احبك من كل قلبى .. على ضوء ما قلتيه لى ، الافضل ان تعيدى خاتمك الى يدك ، واول ما سنفعله فى الصباح ان نرى كيف نستطيع ان نجد له بديلا فى اليد الاخرى 0
احست بالسعادة الغامرة .. انه يحبها ويريد الزواج منها ، كان الخاتم قد وقع بين الوسائد ، فمد يده ، والحب فى عينيه يعيده الى مكانه ، ثم قال ، وقد اتخذ قرارا : اظن ، انه من الافضل ان نتصل بجولى لتخبر عائلتك بان عليهم تحضير حفلة الزواج فى بروكن هيل قبل انقضاء هذا الشهر .. اتوافقين ؟
ادارت وجهها اليه ، شئ ما فى داخلها يقول لها انه لن يعود الى عناقه المحموم لها الى ان تضع خاتم الزواج فى اصبعها الاخر . فقالت تضحك له : الاسرع هو الافضل ...
وفهم ما تعنيه ، فرمى راسه الى الوراء وارعد ضاحكا .. ثم قال : ماكرة ..
وطبع قبلة على راس انفها قبل ان يمد يده ليتناول الهاتف ويعطيه لها ، ويقول امرا 0
-اطلبى الرقم 0



*****

dede77 09-03-10 11:05 PM

تمت بحمد الله 0


انتهت قراءة ممتعة للجميع 0


فى انتظار ارائكم فى الرواية 0

snow whight 10-03-10 12:50 AM

تسلمى يا قمر بجد حلوه وتستاهل الصبر .........كنت بتابع اول باول علشان اكون اول حد يهنيكى بنهايتها واعتقد اننى اجيبت

tooka 10-03-10 06:09 AM

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

ألف شكر لكي عزيزتي للروايه الرائعه ^^

اسماء88 10-03-10 06:30 PM

جزاك الله الف خير

sassou 16-03-10 06:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووورة حبيبتي أنت كالعادة تتحفينا بالروايات الرائعة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... على ذوقك الرائع.

Rehana 19-03-10 09:08 AM

تسلم الأيـــــــــادي ..ديدي

راح أنزلها على جهازي المحمول وقرائها

ننتظر جديدك ياالغلا

قماري طيبة 25-03-10 09:34 AM

رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووعة

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .:)

nice_dody 25-03-10 04:38 PM

thanx the story is soooooooooo nice i love it

moura_baby 06-04-10 11:38 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

a7wak 08-04-10 06:49 AM

والله تجنن
تسلم ايدك ومشكووورة لتعبك
تحياتي

dede77 09-04-10 10:58 PM

a7wak
تسلمى يا عيونى من كل شر 0
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

dede77 09-04-10 11:02 PM

مورى بيبى
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله الف خير

dede77 09-04-10 11:14 PM

اسماء 88
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله الف خير

سفيرة الاحزان 10-04-10 01:05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 12-04-10 09:05 PM

سفيرة الاحزان شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

الهيفاء 13-04-10 05:10 PM

رواية رائعة جدا، سلمت يداك وشكرا....

the chandlier 19-04-10 10:18 AM

ان دائما اتابعك يا قمر لانى كتير بحترمك وبحب كل الروايات اللى بتنزليها ويكفى انها منك

الدكتوره سها 29-04-10 02:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله الف خير

سفيرة الاحزان 10-05-10 03:28 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 10-05-10 07:57 PM

جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Duaa Almuhalab 12-05-10 12:41 PM

تسلمي ياغاليه عالروايه و ربنا يوفقك

deemaah 13-05-10 12:21 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

deemaah 22-05-10 12:12 AM

;) شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شووقهـ 05-10-10 02:07 PM

روووووووووعة يالغلااا

اخيار موفق

يعطيك العافية يالغلااا

مودتي لكِ

sara00 06-10-10 03:52 PM

مشكـــــــــــــــــــــــــورة
تسلــــــــــمى يا احلــــــــى
[COLOR="Purple"] دى دى[/COLOR
]

نجمة33 10-10-10 11:40 PM

ألف شكر لكي عزيزتي للروايه الرائعه

asmaa_amr 12-10-10 05:44 AM

الرواية فوق الرائعة شكرا وتسلم ايدك

أحاااسيس مجنووونة 14-10-10 06:18 PM

روووعة رووووووووووووعة تسلم ايديكي يا حلوة على هالرواية الحلوة

يعطيك الف عافية يا الغلا..............

شاهد 27-11-10 11:47 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

كشخه زود 28-11-10 11:01 PM

ألف شكر لكي عزيزتي للروايه الرائعه ^^

ساكنه 29-12-10 03:17 PM

واااااااااااااااااااااااو شكل الرواية مررررررررررررررررة جنااااااااااااااان تسلمين ياقلبي على الجهودوحسن الاختيااااااااااااار ومنتضرين الرواية واحداث القصة بشوووووووووووووق ودمتي لي في قلبي سكنة:liilas::flowers2::liilase::flowers2::55::mo2::mo2::mo2: :lol:

ساكنه 29-12-10 10:08 PM

مشووووووووووووووووورة بجد روايةحمااااااااااااااااااااااااس الف شكر ودمت لي في قلبي سكنة:flowers2::55::mo2:

زهرة منسية 31-12-10 02:07 PM

تسلم ايدكى حلوه كتير كتير كتير كتير كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير ذوقك جميل شكرا على تعبك

شهريارا 31-12-10 06:47 PM

رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووعة تسلمي على هذي الرواية

ماريمان الاولى 31-12-10 10:46 PM

خرافة[CODE] :liilase::dancingmonke[/CODE]yff8::

arajit 07-01-11 06:52 PM

chakelha 7elwa weslamoooooooooooooooooooooooooo:flowers2::liilas:

arajit 07-01-11 09:46 PM

ktir 7elwa yeslamoooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo oooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo oooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo 7abibti

بسمه فجر 23-01-11 12:34 AM

يعطيك العافيه ومشكوره علي القصه الرائعه:55:

سومه كاتمة الاسرار 25-01-11 05:12 AM

راااااااااااااائعه تسلمين اختيار موفق عن جد موفقه دائما ياقمر تقبلى مرورى دومتى بود
:flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

شروزة 01-02-11 01:12 AM

يعطيك العافية حبيبتي الف شكر

الناعسه 07-02-11 06:54 PM

........Nice.....

ملك محمد 28-02-11 04:12 AM

رواية روووووووووووووووووووووووووووعة
وعندهم حق انهم يستنوك00000000000000000000وكمان عندك حق تتاخرى

hoob 28-02-11 05:13 PM

جميله وشكرا ونتمنى المزيد من الابداع

tali_ali2003 08-03-11 02:31 PM

بجد الرواية اكثر من رائعة تسلمى

ندى ندى 12-03-11 03:52 AM

روعه قمة الروعه

cool giirl 15-03-11 05:09 PM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

ربي اسالك الجنة 18-03-11 05:44 PM

مشكوووووووووووووووووووووورة يا حبيبتي على الروايه والله يعطيكي العافية

ودمتي بصحة وسرور:welcomepirate2:

omdaeme 16-11-11 11:25 PM

thanksssssssssssssssssssssss very much:lol:

أميرةالاحساس 19-11-11 11:19 AM

شكرا على الرواية
يعطيكي العافية

حنان محمد ابراهيم 20-11-11 03:32 AM

تسلم ايدك على الرواية الرائعة

امبراطورية ع 20-11-11 06:46 PM

خطييييييييييييره الروايه
سلمت اناملك

عصافير الجنة 22-11-11 02:31 AM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1:

انجلى 24-12-11 05:37 AM

ديدى روعه شكررررررررررررررررررررا :342::342::342:

hamesha 28-12-11 02:29 AM

rewayaa raw3aa shokrann lakiii

بحيرة الدموع 31-01-12 01:22 AM

شكرا الرواية روعة

ساحرات 17-03-12 04:36 PM

شكرا على مجهودك الرائع وذوقك فى اختيار الروايات ولى ملحوظة تخيلوالو حدث عندنا هذا احمد الله اننى عرب

ملك فارس 05-04-12 04:43 AM

روعه مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووت

one star 28-02-13 06:13 PM

رد: 71- هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
روووووواية روووووعة تسلم ايدك يا قمر على الرواية

الجبل الاخضر 08-03-13 09:56 PM

رد: 71- هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
:55:شكراعيوني على الاختيار الرائع:lol: وتسلم الانامل ع المجهودك حبيبتي :dancingmonkeyff8:ننتظر جديدك ياعسل:peace:

mahmoh 16-03-14 11:08 PM

رد: 71- هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا الرواية اكتر من رائعة

عزة عبد القادر 24-03-14 02:13 PM

رد: 71- هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

ام نور ايناس 27-01-15 04:05 AM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
بكل صراحة اقول ان بداية الرواية كانت مشوقة ولكنها اصبحت مملة ... الا ان وصلنا للنهاية وبكل الاحوال عاش ذوقك وحسك وشكرا

ميرين 20-08-15 03:07 AM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا

اهم شي ما بيهه ملل وتفاصيل زياده عن اللزوم

جزاك الله خير

لمسة امل 22-08-15 09:33 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
يعطيكي العافية
الرواية اكثر من رائعة

قمر دنيا 30-08-15 04:57 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
الله يعطيج العافية ^^

ميما الشربيني 31-08-15 03:18 AM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
:55::55:
يسلموااااا

الخنساء الشاعره 27-01-16 04:00 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا جميله جدا🌹

محليتهم 15-01-19 04:27 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🌹

omomi 31-01-19 06:06 AM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكراااااااااااااااااا جزيلا

نور الصباح ابراهيم 11-04-20 11:02 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
جميلةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةجددددددددددددددددد

فاطمة عل 04-01-23 01:11 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا على الرواية 🍀🌹🌹🌹🌹

koke80 30-01-23 01:14 AM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا على المجهود

نجلاء عبد الوهاب 11-03-23 11:47 PM

رد: 71 - هل تجرؤين ؟ - جسيكا ستيل ( كاملة )
 
:075::075::075::LgN05096::LgN05096::LgN05096::liilas::liilas ::liilas::8_4_134::8_4_134::8_4_134::iU804754::iU804754::iU8 04754:


الساعة الآن 11:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية