منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى العام (https://www.liilas.com/vb3/f2/)
-   -   الساعة الخامسة والسابعة صباحا (https://www.liilas.com/vb3/t136044.html)

أم عروة 10-02-10 11:52 PM

الساعة الخامسة والسابعة صباحا
 
بقلم: إبراهيم السكران





في الساعة الخامسة صباحاً، والتي تسبق تقريباً خروج صلاة الفجر عن وقتها تجد طائفة موفقة من الناس توضأت واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينه لأداء صلاة الفجر، إما تسبح وإما تستاك في طريقها ريثما تكبر (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).. بينما أمم من المسلمين أضعاف هؤلاء لايزالون في فرشهم، بل وبعض البيوت تجد الأم والأب يصلون ويدعون فتيان المنزل وفتياته في سباتهم..

حسناً .. انتهينا الآن من مشهد الساعة الخامسة.. ضعها في ذهنك ولننتقل لمشهد الساعة السابعة .. ما إن تأتي الساعة السابعة -والتي يكون وقت صلاة الفجر قد خرج- وبدأ وقت الدراسة والدوام.. إلا وتتحول الرياض وكأنما أطلقت في البيوت صافرات الإنذار.. حركة موارة.. وطرقات تتدافع.. ومتاجر يرتطم الناس فيها داخلين خارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة.. ومقاهي تغص بطابور المنتظرين يريدون قهوة الصباح قبل العمل..

أعرف كثيراً من الآباء والأمهات يودون أن أولادهم لو صلو الفجر في وقتها، يودون فقط، بمعنى لو لم يؤدها أبناؤهم فلن يتغير شئ، لكن لو تأخر الابن "دقائق" فقط، نعم أنا صادق دقائق فقط عن موعد الذهاب لمدرسته فإن شوطاً من التوتر والانفعال يصيب رأس والديه.. وربما وجدت أنفاسهم الثائرة وهم واقفون على فراشه يصرخون فيه بكل ما أوتو من الألفاظ المؤثرة لينهض لمدرسته..

هل هناك عيب أن يهتم الناس بأرزاقهم؟ هل هناك عيب بأن يهتم الناس بحصول أبنائهم على شهادات يتوظفون على أساسها؟ أساس لا .. طبعاً، بل هذا شئ محمود، ومن العيب أن يبقى الإنسان عالة على غيره..

لكن هل يمكن أن يكون الدوام والشهادات أعظم في قلب الإنسان من الصلاة؟

لاحظ معي أرجوك: أنا لا أتكلم الآن عن "صلاة الجماعة" والتي هناك خلاف في وجوبها (مع أن الراجح هو الوجوب قطعاً)، لا.. أنا أتكلم عن مسألة لاخلاف فيها عند أمة محمد طوال خمسة عشر قرناً، لااختلاف بين المسلمين في أداء الصلاة في وقتها، والكل متفق على أن إخراج الصلاة عن وقتها من أعظم الكبائر..

بالله عليك .. أعد التأمل في حال ذينك الوالدين اللذين يلقون كلمة عابرة على ولدهم وقت صلاة الفجر "فلان قم صل الله يهديك" ويمضون لحال شأنهم، لكن حين يأتي وقت "المدرسة والدوام" تتحول العبارات إلى غضب مزمجر وقلق منفعل لو حصل وتأخر عن مدرسته ودوامه..

بل هل تعلم يا أخي الكريم أن أحد الموظفين -وهو طبيب ومثقف- قال لي مرة: إنه منذ أكثر من عشر سنوات لم يصل الفجر إلا مع وقت الدوام.. يقولها بكل استرخاء.. مطبِق على إخراج صلاة الفجر عن وقتها منذ مايزيد عن عشر سنوات.

وقال لي مرة أحد الأقارب إنهم في استراحتهم التي يجتمعون فيها، وفيها ثلة من الأصدقاء من الموظفين من طبقة متعلمة، قال لي: إننا قمنا مرة بمكاشفة من فينا الذي يصلي الفجر في وقتها؟ فلم نجد بيننا إلا واحداً من الأصدقاء قال لهم إن زوجته كانت تقف وارءه بالمرصاد (هل تصدق أنني لازلت أدعوا لزوجته تلك)..

يا ألله .. هل صارت المدرسة -التي هي طريق الشهادة- أعظم في قلوبنا من عمود الإسلام؟!

هل صار وقت الدوام –الذي سيؤثر على نظرة رئيسنا لنا- أعظم في نفوسنا من نظرة الله لنا، وقد تركنا لقائه في وقت من أهم الأوقات الخمسة التي حددها؟

هذه المقارنة الأليمة بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أكثر صورة محرجة تكشف لنا كيف صارت الدنيا في نفوسنا أعظم من ديننا ..

بل وانظر إلى ماهو أعجب من ذلك .. فكثير من الناس الذي يخرج صلاة الفجر عن وقتها إذا تأخر في دوامه بما يؤثر على وضعه المادي يحصل له من الحسرة في قلبه بما يفوق مايجده من تأنيب الضمير إذا أخرج الصلاة عن وقتها..

كلما تذكرت كارثة الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، وأحسست بشغفنا بالدنيا وانهماكنا بها بما يفوق حرصنا على الله ورسوله والدار الآخرة؛ شعرت وكأن تالياً يتلوا علي من بعيد قوله تعالى في سورة التوبة:

(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)

ماذا بقي من شأن الدنيا لم تشمله هذه الآية العظيمة؟!

هل بلغنا هذه الحال التي تصفها هذه الآية؟! ألم تصبح الأموال التي نقترفها والتجارة التي نخشى كسادها أعظم في نفوسنا من الله ورسوله والدار الآخرة؟!

كيف لم يعد يشوقنا وعد ربنا لنا في سورة النحل إذ يقول (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ)


أخي الغالي.. حين تتذكر شخير الساعة الخامسة صباحاً، في مقابل هدير السابعة صباحاً، فأخبرني هل تستطيع أن تمنع ذهنك من أن يتذكر قوله تعالى في سورة الأعلى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)..


(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلة * وَتَذَرُون الْآخِرَة * وُجُوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَة).



المقارنة بين مشهدي الساعة الخامسة والسابعة صباحاً هي أهم مفتاح لمن يريد أن يعرف منزلة الدنيا في قلوبنا مقارنة بحبنا لله.. لا أتحدث عن إسبال ولا لحية ولاغناء (برغم أنها مسائل مهمة) أتحدث الآن عن رأس شعائر الإسلام .. إنها "الصلاة" .. التي قبضت روح رسول الله وهو يوصي بها أمته ويكرر "الصلاة..الصلاة.." وكان ذلك آخر كلام رسول الله..


الصلاة التي عظمها الله في كتابه وذكرها في بضعة وتسعين موضعاً تصبح شيئاً هامشياً في حياتنا!



تأمل يا أخي الكريم في قوله تعالى (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)..



و الله الهادي الى سواء السبيل

♪ أَلَح ـان الْوَفَاء •• 11-02-10 07:39 AM

كل كلمة في المقال في الصميم
الله لايجعل الدنيا اكبر همنا
مقال رائع
الله يعطيك العافية ام عروة
ربي يسعدك
ودي

بوح قلم 11-02-10 11:37 AM

للاسف نحن عايشين في هالواقع الاليم.. جان سالتي حد متى صليت بيقولج قبل لا اروح الدوام.. يعني متاخر في صلته.. بس دوامه عمرها ما اتاخر عنه


الله لا تجعل الدنا اكبر همنا

تسلمين حبيبتي

مسلمه وأفتخر 11-02-10 11:53 AM

عندك حق كلامك صح يعنى يتوتروا علشان الدراسه ويتركوهم نايمين عن الصلاه طبعا خطأ

لازم الصلاه تكون أول شىء فى حياتنا

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا

شكرا على الموضوع حبيبتى

^AshTaR^ 11-02-10 02:03 PM

جزاك الله الف خير

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

أم عروة 11-02-10 02:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحان الوفاء (المشاركة 2167360)
كل كلمة في المقال في الصميم
الله لايجعل الدنيا اكبر همنا
مقال رائع
الله يعطيك العافية ام عروة
ربي يسعدك
ودي


الله يعافيك عزيزتي ..
حياك الله أنرتي موضوعي ..

أم عروة 11-02-10 02:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2167452)
للاسف نحن عايشين في هالواقع الاليم.. جان سالتي حد متى صليت بيقولج قبل لا اروح الدوام.. يعني متاخر في صلته.. بس دوامه عمرها ما اتاخر عنه


الله لا تجعل الدنا اكبر همنا

تسلمين حبيبتي


صحيح كلامك غاليتي ..
الله يسلمك ويبارك لك ..

أم عروة 11-02-10 02:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلمه وأفتخر (المشاركة 2167462)
عندك حق كلامك صح يعنى يتوتروا علشان الدراسه ويتركوهم نايمين عن الصلاه طبعا خطأ

لازم الصلاه تكون أول شىء فى حياتنا

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا

شكرا على الموضوع حبيبتى


شاكرة لك مرورك ومنورتيني ..
سعدت لردك دمت بخير ..

أم عروة 11-02-10 02:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ^AshTaR^ (المشاركة 2167507)
جزاك الله الف خير

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه


ولك مثله بإذن الله ..
شاكرة مرورك عزيزتي ..

دمعة وطن 13-02-10 02:19 AM

شكرا ام عروة على موضوعك المهم
وفعلا اصبحنا في هذه الاوقات ابعد ما نكون عن الدين بابتعادنا عن الصلاة المفروضة علينا والتي بدأنا نهملها ونحاول تجاهلها والتمسك بامور الدنيا الفانية

الصلاة التي هي عمادالدين وهي حلقة الوصل بين الانسان وربه

دام تألق قلمك ودمتي بخير

تحياتي،،،

أم عروة 13-02-10 12:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة وطن (المشاركة 2168579)
شكرا ام عروة على موضوعك المهم
وفعلا اصبحنا في هذه الاوقات ابعد ما نكون عن الدين بابتعادنا عن الصلاة المفروضة علينا والتي بدأنا نهملها ونحاول تجاهلها والتمسك بامور الدنيا الفانية

الصلاة التي هي عمادالدين وهي حلقة الوصل بين الانسان وربه

دام تألق قلمك ودمتي بخير

تحياتي،،،


حياك الله غاليتي ..
لك خالص تقديري ..

Emomsa 14-02-10 03:05 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معكي يا ام عروة ... ان الدنيا اصبحت همنا .... ومظهرنا امام من حولنا هو الذي نحمل همه ... اما الصلاة فاصبحت مجرد حركات نؤديها دون معنى او خشوع ( ونقول ان الله غفور رحيم )
كيف يعقل ذلك ... ؟؟؟ كيف سنقابله؟؟؟ وماذا سنقول له ؟؟؟؟ وهل بعد تقصيرنا في عبادتنا وفروضنا يكون لنا وجه نقابل الله- عز وجل - .....
صرخة يواجهها كل صاحب قلب مؤمن على حق ... صرخة يوجههها كل قلب خائف على اخوانه المؤمنين والمؤمنات ... افيقوا ..... وخذوا من الدنيا ما يساعدكم في الاخرة .......

أم عروة 14-02-10 06:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 2170479)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معكي يا ام عروة ... ان الدنيا اصبحت همنا .... ومظهرنا امام من حولنا هو الذي نحمل همه ... اما الصلاة فاصبحت مجرد حركات نؤديها دون معنى او خشوع ( ونقول ان الله غفور رحيم )
كيف يعقل ذلك ... ؟؟؟ كيف سنقابله؟؟؟ وماذا سنقول له ؟؟؟؟ وهل بعد تقصيرنا في عبادتنا وفروضنا يكون لنا وجه نقابل الله- عز وجل - .....
صرخة يواجهها كل صاحب قلب مؤمن على حق ... صرخة يوجههها كل قلب خائف على اخوانه المؤمنين والمؤمنات ... افيقوا ..... وخذوا من الدنيا ما يساعدكم في الاخرة .......


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي ..
أنرتي موضوعي ..

ام معوذي 16-02-10 03:13 AM

اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا
موضوع رائع ومفيد

يعطيك ربي الف عافيه

أم عروة 17-02-10 12:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام معوذي (المشاركة 2172497)
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا
موضوع رائع ومفيد

يعطيك ربي الف عافيه


الله يعافيك غاليتي ..
دمت بود ..

مشكلتي قمر 09-03-10 06:46 PM


فعلا صارت أمور الدنيا أفضل عند البشر من الامور الدينيه
والصلاة عمود الاسلام
فليس هناك فرق بين الكافر والمسلم إذا تر ك صلاته
والشباب سواء كانوا ذكور أو أناث يجب الا يشغلوا أنفسهم عن الصلاة
فعاقب الذي يؤخر صلاته انه يصلى على صفا من النار
وتغلي طبقة الراس العليا
فيجب علينا وعظ ابنائنا على أهميه الصلاة وذكلر فضائلها
يعطيك الف عافيه على الأختيار الرائع
تسلم أناملك من كل شر
الله لايحرمنا منك لولا من طروحاتك

~ دلعي غ ـير ~ 10-03-10 01:38 AM




..فعلا..مقال..على..الجرح..

..للأسف..غرتنا..دنيا..زائفه..

..اللهم..لا..تجعل..الدنيا..أكبر..همنا..



..وفقتي..عزيزتي..بإختيارك..

..جزيتي..خيرا..


أم عروة 10-03-10 04:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكلتي قمر (المشاركة 2203345)

فعلا صارت أمور الدنيا أفضل عند البشر من الامور الدينيه
والصلاة عمود الاسلام
فليس هناك فرق بين الكافر والمسلم إذا تر ك صلاته
والشباب سواء كانوا ذكور أو أناث يجب الا يشغلوا أنفسهم عن الصلاة
فعاقب الذي يؤخر صلاته انه يصلى على صفا من النار
وتغلي طبقة الراس العليا
فيجب علينا وعظ ابنائنا على أهميه الصلاة وذكلر فضائلها
يعطيك الف عافيه على الأختيار الرائع
تسلم أناملك من كل شر
الله لايحرمنا منك لولا من طروحاتك


الله يعافيك غلاي..
الله يسلمك ويبارك لك ..
زدت متصفحي تألقاً..

أم عروة 10-03-10 04:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 00!!دلعي غييير!!00 (المشاركة 2203817)



..فعلا..مقال..على..الجرح..

..للأسف..غرتنا..دنيا..زائفه..

..اللهم..لا..تجعل..الدنيا..أكبر..همنا..



..وفقتي..عزيزتي..بإختيارك..

..جزيتي..خيرا..



آميييييين..
شاكرة لك مرورك..
لكِ ودي..


الساعة الآن 04:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية