منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   74 - السرّّ الدفِين ـ ماري ويبرلي ـ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t135344.html)

dede77 29-01-10 07:54 PM

وقطع كلامه مبتسما وكانه يقول : والان ما هي الحقيقة ؟
واعطتها الابتسامة الاخيرة وقتا هي بامس الحاجة اليه للاستعداد والاجابة 0
-هذا صحيح قالت موافقة عندما اخبرتك ان اسمي هو سميث , كنت ببساطة غير راغبة باعطاء اسمى الحقيقي لشخص غريب 0
رفع احد حاجبيه وقال : بالطبع .. بالطبع . واضاف بصوت ناعم انا لا الومك . هناك نوعيات غريبة من الناس اخذت تتردد على هذه المنطقة مؤخرا 0
لكنها كانت متاكدة من انه لم يصدقها . الشئ الوحيد الذي فكرت فيه هو : هل من الضرورى ان يصدقها ؟
اتاحت فانيسا لنفسها بعض الراحة كى تقلب المشكلة من كافة جوانبها , عندما كانت تتبعه بسيارتها على الطريق الذي اخذ يضيق ويتعرج أكثر . قاد سيارته الجاكوار بروية اخذا بعين الاعتبار عدم معرفتها المسبقة بالمكان . وكانت قيادته هادئة وماهرة بحيث تبعته فانيسا بثقة وارتياح 0
اذن , هو ضيف في دينستون هاوس , لكن الى متى ؟ احست بضيق . وعاد الى ذاكرتها الحوار الذي جرى فى مكتب السيد مورتون 0
واتضحت لها الامور بشكل لم تكن مستعدة له بعد . وهي تعرف ان عليها التفكير في الامر .. لكن ليس الان , والحت عليها صورة السيد مورتون القلق وهو يقول بصوت متوتر :لا استطيع ان اوافق على الخداع باى شكل من الاشكال !
-لست اسالك الموافقة على اى شئ 0
كانت فانيسا قادرة حتى على تذكر رنة صوتها انذاك : هادئة وعملية ومصممة على ازاحة اى اعتراض , لانها حسمت امرها سلفا 0
-لكن الامر يبدو لى .. ورفع السيد مورتون مجموعة اوراق ، وكانك ذاهبة الى هناك لانتحال شخصية اخرى 0
-لقد شرحت لك الوضع 0
واعطته ابتسامة طويلة . لم يكن قادرا على مقاومة مثل هذه الابتسامة . وسمعته يسعل بارتباك ، فاضافت: المسالة لن تستغرق طويلا , مجرد اسبوع , ثم اخبره بالحقيقة . انها اشبه ب .. لعبة . ورددت في سرها :ليسامحني الله على هذه الكذبة0
لكن يجب ان لا يعرف احد اسبابها الحقيقية , الرغبة في رؤية ذلك الرجل العجوز الذي دمر حياة والدها .. انه جدها اندرو ماكلين الذى انفق الالوف حتى الان من اجل العثور على الولد الوحيد لابنه المتوفى حديثا 0
اعادتها الى الحاضر سيارة الجاكوار التي اخذت تخفف سيرها , فضغطت على الفرامل بسرعة . مر من امامها قطيع من الماشية متجها الى احدى التلال . عبرت الخراف المثقلة بالصوف متباطئة عبر الطريق العام , فاسرع الرجل بسيارته وتبعته فانيسا دون تردد . نظرت في مرآة سيارتها لحظة . كانت عيناها سوداوين وواسعتين . وتساءلت في نفسها : هل اخطات من الاساس في المجئ الى هنا ؟ هل كان والدها سيوافق على ما تفعل ؟ لن تستطيع ان تعرف ابدا . لقد كان السيد مورتون قلقا للغاية من خطتها . وارتكب خطا اساسيا عندما اخبرها بانهم طلبوا منه

dede77 29-01-10 08:13 PM

ايجاد شخص مناسب – رجلا كان او امرأة – لترتيب مكتبة دينستون هاوس 0
-ها قد وجدتها . اجابت فانيسا وموجة عارمة من الارتياح تجتاح جسمها : الا ترى ؟ انا ساذهب . ستقول لهم انك وجدت شخصا مناسبا ، و ....
-وماذا سيحدث عندما تكشفين شخصيتك الحقيقية ؟ قاطعها السيد مورتون بجفاء كيف سابدو انا انذاك ... المتامر الشريك ؟
-كلا . وقفت فانيسا بحزم . حذرتك اساسا , وانت تعرف جدية كلامى ، من انك اذا ابلغت جدى ... وقفت عند الكلمة الاخيرة باشمئزاز اذا ابلغته بالعثور على , فسوف ارحل على الفور . وتاكد من انك لن تجدنى ابدا 0
شعر المحامي العجوز بالحيرة . واحست هي بالاسف لوضعه . لكن الرغبة فى الانتقام كانت اكثر قوة ... وادركت انها ربحت ...
اصبحت الان فانيسا كولينز , مع قصة حياة كاملة اعدتها لنفسها اذا ما سالها احد . ستذهب لرؤية المكان حيث ولد ابوها وامضى طفولته الاولى , وسترى الرجل الذى سمعت عنه الكثير من الكلمات القاسية . ستجعله يحبها ويتعلق بها , بعد ذلك ستخبره بشخصيتها الحقيقية وتراقب تعابير وجهه ... ثم ستغادر منزله ولا تعود اليه ابدا . عندها ستعرف راحة الباب , لاول مرة بعد سنتين كاملتين من العذاب . فمنذ سنتين اخبرها والدها وهو على فراش الموت قصة الرجل القاسى الظالم الذى طرده لانه اراد ان يتزوج الفتاة التى احب وليس تلك التي اختارها هو له . والان , مات الاب والام معا . امها ماتت مكسورة القلب بعد قليل من وفاة زوجها . وجدها يتحمل المسؤولية كاملة ...
شاهدت الرجل الذي يقود السيارة امامها وهو يؤشر لها للاتجاه يمينا داخل طريق محفوف بالاشجار الكثيفة , فتبعته . هذا الشخص استطاع الايقاع بها عندما سالها عن اسمها فخلال ثوان معدودة نسيت الشخصية التي يجب أن تتلبسها , وهذا ما يجب الا يتكرر ابدا . عليها ان تراقب كال غرين هذا الرجل الاسمر القوى الذى اعطاها انطباعا بانه يستطيع قراءة افكارها ايضا 0
كان الطريق ضيقا . والاشجار العالية الكثيفة تظلل كل شئ بظلام طاغ لا يتغير . ماذا ستجد هنا ؟ انها لا تملك صورا فوتوغرافية يمكن ان تعطيها انطباعا عن المكان . فقد اتلف ابوها كل ما يمكن ان يذكره بالماضي . وهى لا تعرف كيف سيكون مظهر جدها , وان كانت الصورة الخيالية التي تحملها عنه لا تسر القلب . عما قريب ستعرف كل شئ , وسينتهي زمن الخيالات والتوقعات 0
عبرت بوابة حديدية واسعة بيضاء اللون . القسم الاول مرصوف بالحجارة , ثم ياتى قسم معبد بحبيبات صغيرة من الحصى . اعطت سيارة كال غرين زمورا متقطعا , فاعتقدت فانيسا انه يؤشر لانسان ما , لكنها شاهدت مجموعة من الارانب الصغيرة التي تفر من وسط الممر . انفرجت شفتاها قليلا . على الاقل هو لا يحب دهس الحيوانات , وهذه نقطة صغيرة لصالحه . انها لم تعجب به . وهذا الشعور كان متبادلا , فتصرفاته معها عكست هذا الامر . لقد كان فظا , هكذا تخيلت . لم يكن من المناسب ان يكشف هويتها ويفسد خطتها , عليها ان تعامله بحذر بالغ خلال الاسابيع القليلة المقبلة , وبعد ذلك لا يعود يهم ابدا 0

dede77 29-01-10 08:16 PM

واخيرا شاهدت البيت . فامتلا قلبها بالحزن العميق . اذن هذا هو بيت ابيها . كان جميلا جدا بحجارته الرمادية البارزة ونوافذه الواسعة ورواقه ذى الاعمدة الرخامية . عدة درجات تؤدي الى البيت حيث الظلام الخفيف يغطي المدخل المسقوف . وعندما وقفا امام الباب انير البيت بضوء ساطع هو مزيج من الابيض والازرق 0
اوقفت فانيسا محرك سيارتها . ولبرهة من الزمن احست برغبة عارمة في الهرب0
-هيا بنا الى الداخل 0
وفتح الرجل باب سيارتها معيدا اياها الى ارض الواقع : ستمطر خلال دقائق . اين حقائبك ؟
-في الصندوق 0
سحبت المفاتيح من محرك السيارة وناولتها له . اخذها وتوجه الى الخلف وفتح الصندوق وحمل حقيبتيها . كانت فانيسا محتارة بين الرغبة فى شكره والانزعاج من الطريقة الباردة التي تناول فيها المفاتيح , كانه فقد صبره معها واصبح غير مهتم بتبرير تصرفاته . حملت سترتها وحقيبة يدها , وقررت ان تترك الامور على علاّتها ، على الاقل حاليا 0
قادها الى المدخل عبر سلم حجرى , ثم فتح بابا ضخما 0
-اهلا بك في دينستون هاوس يا انسة كولينز 0
كان من الصعب عليها ان تعرف معنى رنة صوته , لكنها اكيدة من غياب الترحيب الفعلى 0
-شكرا لك يا سيد غرين 0
قالت مبتسمة , بدا التخفي الان , فلقد فات اوان التراجع . وعليها ان تستمر فى خطتها مهما كلف الامر . هزت راسها وكانها تطرد التعب عن وجهها وسالت: ماذا على ان افعل الان ؟
-سارشدك الى غرفتك اولا فترتبين اغراضك , ثم نتناول العشاء 0
-ولكن اليس من الافضل لقاء السيد ماكلين قبل ان اصعد الى غرفتي ؟
رفع حاجبه الاسود قائلا : الم اقل لك انه خارج البيت الليلة ؟ سيعود ظهر غد على ما اعتقد . وحتى ذلك الوقت ساهتم انا بوجودك 0
احست بنبرة سخرية في صوته . هذا خيالها بالطبع . لكنها لم تكن مرتاحة 0
وتساءلت بنعومة : وماذا كان سيحدث لى لو لم اصادفك في الطريق ؟
-المشرفة عن البيت وزوجها السيد والسيدة بانكس كانا سيهتمان بك 0
رفع حقيبتيها وسار نحو السلالم المنتصبة في منتصف القاعة الكبيرة . وصلا الى ممر تغطيه النوافذ الزجاجية الملونة , وعلى الجانبين ثريات من الذهب والعنبر . وبينما هي سائرة الى جانب الرجل , اضاء البرق النوافذ فاحست بالخوف والغربة . لعلها ارتجفت , اذ لاحظت نظرته اليها قبل ان تهدا 0
-خائفة من العواصف ؟

dede77 29-01-10 08:20 PM

سالها بعطف .. لو ان هذا العطف حقيقى ! لكنه بدا مسرورا اكثر منه قلقا 0
اجابت: لا ابدا ... وانت ؟
-انا اقدر البرق تقديرا عاليا , فقد شاهدت ما يمكن ان يفعله . لكنني لا اخافه 0
-من الصعب عليك ان تعترف حتى لو كنت تخاف قالت فانيسا بنعومة وطراوة : اقصد , هل تخاف من اى شئ ؟
كانا قد وصلا الى اعلى الدرج . وعلى الجانبين ممران واسعان غطيت ارضيتهما بالسجاد الثمين . وقف كال غرين ووضع الحقيبتين على الارض بحركة بطيئة مقصودة 0
قال بصوت منفعل : علينا ان نجد اسلوبا للتعايش اذا ما كنت ستقضين وقتا هنا . لو كنت في مكانك لراقبت لسانى جيدا , فهو سليط جدا بالنسبة الى انسة رقيقة مثلك 0
احست وكانه صفعها . وبصعوبة كبيرة استطاعت ان تجيبه بهدوء: هل تهددني ؟
-ابدا ... بدت عليه الدهشة انني ابدى ملاحظة فقط . هل ابدو كمن يهدد امرأة ؟
كانت السخرية واضحة فى صوته0
-لا اعرف ما فيه الكفاية حتى احكم على ذلك ردت على هجومه بسرعة . وقالت : في الواقع لا اريد الحكم عليك . لكنك تستطيع ان تكون فظا حتى بدون ان تحاول . فهذا ما فعلته فعلا بعد انقاذى . فقد حاولت ان تقول انى شجعت الشابين على معاكستى 0
قاطعها بحدة : لم افعل ذلك . فقد اقترحت عليك ان تغضى عينيك الساحرتين عندما تكونين في مكان ما ...
ردت عليه بسرعة : وكانني كنت احاول استمالتهما , او اى شئ من هذا القبيل 0
كان موقفا غريبا ان تكون هناك . هو وهي فقط في ذلك البيت الضخم . تناقش الرجل الغريب وتحاول ان تنتصر عليه ولو لمرة واحدة . تنفست بعمق لتستعيد رباطة جاشها 0
ضحك وقال : الم تحاولي استمالتهما ؟
واندفعت فانيسا اليه رافعة يدها الى ذلك الوجه البارد: كيف تجرؤ ...
ولم تستطع ان تكمل 0
امسكها وجمدها دون جهد يذكر . نظر اليها بعينين لامعتين بينما كفاه يمسكان ذراعيها بقسوة وبرودة 0
-انت قطة متوحشة بالفعل ، وقال بهدوء : ما هذه الطباع التي تحملين ؟ انت تدركين انني قادر على ترويضك ....
صرخت بصوت مخنوق : اتركنى !
-ساتركك عندما اكون جاهزا . اريدك ان تستمعي الى لدقيقة . فانت بين يدى الان ...
وحاولت فانيسا ان تخلص نفسها , لكن قبضته كانت قوية للغاية 0
قالت وهي تتنفس بصعوبة :انك تؤذينى 0

dede77 29-01-10 08:24 PM

كانت دون حيلة على الاطلاق . كم تكرهه الان ! كيف يتجرا على ذلك ؟
-اذن اهداي قليلا . لن ادعك تصفعيننى , واعرف انك ستفعلين ذلك اذا ما اطلقت ذراعيك . والى ان تهدا اعصابك , ساظل ممسكا بك 0
-اذا لم تتركنى فلسوف اركلك بقدمى 0
وكانت تعني ذلك تماما 0
-جربى ذلك اجابها بصوت ناعم وصلب :اريدك ان تجربى ولو لمرة واحدة . واعدك بانك بعدها لن تثورى بسرعة ابدا 0
اصابتها كلماته الباردة بما يشبه الجمود , واحست برعشة تسرى في اوصالها . ماذا يمكن ان يفعل ؟ وتذكرت كيف استطاع ان يواجه الشابين اللذين هاجماها ... فشعرت بالخوف , ودون أن تعي خففت من توتر جسمها , وفكرت انه من الافضل عدم مقاومته كى لا تعطيه المجال لممارسة بعض ضربات الجيدو ضدها 0
-هذا افضل . لقد توقفت عن المقاومة 0
خفف كال غرين قبضته عن ذراعيها واصبح وجهه اقل قسوة 0
-تذكري دائما انك لا تستطيعين مقاتلتى , ولذلك لا تجربى !
قالت بصوت ضعيف : انت مقرف . الن تطلق سراحى ؟
-هل تريدين ضربى ؟
-كلا 0
اختفى الضغط . دلكت فانيسا ذراعيها حيث كانت قبضتاه ، ونظرت الى حقيبتيها . خانتها قواها في حملهما . ولسبب غير معروف شعرت ان ذراعيها ضعيفتان كما لو ان عضلاتها ترفض العمل . سالت بجزع : ماذا فعلت بى ؟ انني لا استطيع ....
-لم افعل شيئا . ما دمت ضعيفة الى هذا الحد , اقترح عليك تعلم بعض وسائل الدفاع عن النفس . وهكذا اذا ما هاجمك احد المتشردين في المستقبل , تستطيعين القضاء عليه 0
قالت بسخرية واضحة : ساتذكر ان التحق باحدى مدارس تعليم الجيدو عندما اعود الى لندن 0
نظر اليها بحزم : لا حاجة للانتظار . يمكنك المباشرة الان . ساكون مسرورا عندما ادربك شخصيا 0
وابتسم . ولم تعرف فانيسا كيف تتقبل كلماته وابتسامته . نظرت اليه ببرود . قالت : هل اذهب الى غرفتى الان . اريد ابدال ملابسى 0
-بالطبع . من هنا الطريق 0
حمل حقيبتيها وسار امامها . وفيما هي تتبعه , اخذت تفكر بالعرض الذي قدمه لها0
لا يمكن ان تسمح له بتلقينها اى شئ .. فجاة خطرت على بالها الفكرة التالية : سيكون الامر مثيرا للاهتمام بالفعل . لكنها سرعان ما طردتها0

انتهى الفصل الاول 0


الساعة الآن 04:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية