5- جرس انذار غبى 0 قطب ليو جفرسن جبينه وهو يسمع وقع خطوات على الطريق الضيق الذى يؤدى الى منزل آشتون هاوس ، كان انتقل اليه رسميا ذلك الصباح بعد ان رتب امر فريق تنظيف ليذهب امامه . وكان الان يفحص الحديقة ليصل الى نتيجة انها بحاجة الى فريق بستانيين ليعيدوها الى سابق مجدها 0 منتديات ليلاس امضى الايام القليلة الماضية فى لندن حيث انجز عدة اجتماعات مختلفة تتعلق بتملكه المصانع ومستقبلها معا . والان يبدو ان السلطة تريد ان تفتح تحقيقا حول اعمال المصنع المالية ، وبالذات عندما كان تحت ادارة جيريمى دريسكول . اذا هو قرر ان يبقى المصنع مفتوحا ، عليه ان يقرر ما سيفعله بالنسبة الى المصانع الاخرى 0 واحد منها كان هو المصنع الاقدم ، وينتج سلعا عتيقة الطراز وعماله مستنزفون ، ومن الافضل ان يغلق 0 من الثلاثة الاخرين ... اذا شاء ان يبقى فراميتون منتجا ، عليه اما ان يبيع المصنع القريب من شبكة الطرق ، او يغير استعماله الى التوزيع 0 واذا فعل ذلك ... واجفل عندما توقفت الخطوات عند البوابة فى حديقته المسورة التى تنتهى عندها طريق المشاة ، وعند ذلك راها بوضوح 0 جودي مارش ! رات جودي ليو فى نفس الوقت الذى راها هو فيه .وجمدت لرؤيته ، ما الذى يفعله ليو فى حديقة هذا المنزل ؟ منزلها ! انه المنزل الذى تمنته سرا منذ اللحظة التى وقع نظرها فيها عليه 0 قبل ان تتمالك نفسها وتسرع متجاوزة المكان ، كان قد فتح البوابة واتجه نحوها ثم توقف امامها سادا الطريق 0 سمعته يقول لها بهدوء : اريد ان اتحدث اليك 0 حملقت فيه داعية الله ان لا يجعله يسمع دقات قلبها العنيفة او يتكهن بمبلغ تاثيره عليها . واجابت : حسنا ، لكننى لا اريد ان اتحدث اليك 0 كذابة ، كذابة ... كما اخذ ضميرها يعذبها بصمت ... انك لا تريدين فقط ان تتحدثى اليه ، بل .... تملكها الذعر لاحتمال ان يحس ، بشكل ما ، بما تشعر به . وحاولت ان تبتعد ، لكنه سبقها بان امسك ذراعها ، وبينما اخذت تقاوم الدوار الذى تملكها للمسته ، وجدت انه كان يدفعها بلطف ولكن بحزم خلال البوابة الى الحديقة ... بدعوة من السيدة العجوز التى كانت تعيش هنا ، وكانت ، مثل ليو ، قد راتها مارة على هذا الطريق ذات مرة0 لقد تملكها الحزن حينذاك وهى ترى اهمال الحديقة ، وتشوقت الى ان تكون هى التى تعيد الحديقة والبيت معا الى مجدهما الغابر . وطبعا كان ذلك حلما مستحيلا ، فقد خافت ان تتصور ما يكلفه ذلك من مال . كان ذلك كثيرا جدا عليها ، ولكن كما يبدو ، ليس كثيرا على ليو جفرسن 0 -هل لك ان تكف عن استعمال العنف معى ، رجاء ؟ |
سالته غاضبة عندما اغلق البوابة ، ثم توهج وجهها احمرارا عندما رات الطريقة التى كان ينظر بها اليها 0 نظر اليها عدة ثوانِ قبل ان يسالها بهدوء : ماذا كنت تفعلين فى جناحى فى الفندق ؟ نظرت اليه ذاهلة ، واستغرق تنبهها من صدمة هذا السؤال المباشر عدة ثوانِ قبل ان تتمالك نفسها وتذكره بحزم : حسنا ، حسب قولك ، كنت انا هناك لكى ... وسكتت عندما اخذ يهز راسه : لا اريدك ان تخبرينى بما كنت اعتقد انك تفعلينه هناك ، يا جودي ، اريد ان اسمع روايتك انت لما حدث 0 روايتها هى ... لقد ادهشها الان . وحولت نظراتها عنه ، ثم قالت متحدية : لم يعد الامر مهما الان ، اليس كذلك ؟ -حسب قول ابن عمك ، كنت هناك لتطلبى منى عدم اقفال المصنع 0 فنظرت اليه بارتباك ثم سالته بقلق : هل تكلمت مع نايجل ؟ وادرك انه فاجاها 0 -قلت له منذ البداية انها فكرة جنونية ، لكنه لم يستمع الى ظننته فى البداية يعنى ان اتحدث اليك فى ردهة الفندق ، لكنه عاد فاخبرنى انه استطاع ان يستعير المفتاح من المكتب 0 -وهكذا صعت الى جناحى لتنتظرينى ، اثناء ذلك طلبت شرابا 0 فحدقت اليه : كلا 0 انكرت ذلك بعنف فادرك انها الحقيقة . وهزت راسها غاضبة : ما كنت لاطلب شرابا دون ان ادفع ثمنه . لا ، لقد طلبت من نايجل ان يرتب الامر لاجلى . وظن نايجل انه طلب لى عصير فاكهة وليس ... وسكتت فجاة وهى تزم شفتيها وتحملق فى ليو ، ثم اخذت تقول : لا ادرى ما هى صلة كل هذا بما نحن فيه الان 0 لكن ليو يريد ان يعلم ما حدث بالضبط ... ولماذا ! : وهكذا اثناء انتظارك لى شربت العصير الممزوج بالكحول ، ثم ... سمعت جودي ما يكفى ، فقالت بغضب : لا اريد ان اتحدث عن ذلك . ولا يمكنك ان ترغمنى 0 فقال يذكرها بلطف : لقد وجدتك فى سريرى ، ومما سمعت عنك ، يا جودي مارش ، يبدو هذا ... فانكرت بحدة : لم يكن شيئا . لم اكن واعية لذا دخلت سريرك دون ان ادرى 0 -تعترفين انك نمت فى سريرى 0 وسكت فجاة . لا فائدة من كل هذا الجدال ، ولم يكن هذا ما يريد قوله . وقال بهدوء : يبدو اننى اسات الحكم على الوضع ... اخطات بالنسبة الى اسباب وجودك هناك ، وفى الحالة ، ارى حقا ان نتحدث ... فقفزت متوترة : لاشئ بيننا لنناقشه 0 حقيقه انه قد يكون اخطا فى فهم دوافها للنوم فى جناحه ، لم يشكل فرقا لشعورها ازاء ذلك : ليس بيننا ما يقال 0 |
قالت مصممة على انهاء حديثهما ، لكن الذعر تملكها وهى تراه يرفض ترك الموضوع : ربما هذا ما تظنينه انت لكن شعورى مختلف . دعينى اخبرك ان ليس من عادتى القيام بعلاقات عابرة مع سلسة من نساء مجهولات 0 اليس هناك نهاية لهذا الاذلال الذى ارغمتها تصرفاتها على معاناته ؟ وردت بحرارة : على كل حال لم يحدث شئ بيننا ، ولمعلوماتك الخاصة ، لم يكن لدى سلسلة من الرجال . وفى الواقع ... وسكتت فجاة وقد توهج وجهها . لا . عليها ان لاتخبره ذلك ! والا سيبدا بالقاء المزيد من الاسئلة ، وما من سبيل ابدا يجعلها تخبره عن شعورها الاحمق ذاك الذى تملكها حين راته اول مرة فى ردهة الفندق 0 لاشك ان البعض قد يدعى انها وقعت فى حبه من اول نظرة ، وان هذا هو السبب ... لكنها هى ، جودي ، مصنوعة من مادة اكثر صلابة وواقعية . انها امرأة عصرية التفكير ولن تهتم لمثل هذا الهراء ! ***** ما الذى غاظه منها حتى تمنى لو يمسكها ويجعلها تصغى اليه ؟ اخذ ليو يتساءل شارد الذهن ، غير قادر على منع نفسه من التركيز على وجهها متذكرا عناقها له ... اراد ان يعانقها الان ، وهنا . لكنها كانت الان استدارت متجهة نحو البوابة ، وحذرته موجة مفاجئة من التعقل من ان يلحق بها بحماقة ويتوسل اليها ان تبقى بينما كان واضحا ان هذه ليست رغبتها 0 -جودي ؟ ناداها فى محاولة اخيرة للتحدث اليها ، لكنها هزت راسها كما كان يتوقع : لا ، انا ... لم تجد وقتا تشهق فيه غير مصدقة قبل ان تجد نفسها بين ذراعيه ، يعانقها ... فحاولت ان تعترض ، لكن ذلك سرعان ما تلاشى ازاء عناقه الملتهب الذى ادار راسها وشتت تفكيرها ، وهكذا بدلا من استنكارها ورفضها له اذا بها تزداد اقترابا منه ، مادة يديها اليه ... وفى اعماقها دق جرس انذار محذرا ، لكن جودي تجاهلته . كان ليو يعانقها ولا سبيل ان يقف بينها وبين هذه المشاعر العنيفة اى شئ ، خصوصا جرس الانذار الغبى العتيق هذا 0 -مممم ... شعر بخفقات قلبه المجنونة عندما تخلت جودي فجاة عن اى مقاومة واصبحت ناعمة لينة بشكل ساحر بين ذراعيه ما تلهف معه الى ان يحملها ويدخل بها البيت 0 لكن تغريد عصفور فوق راسها اعادها فجاة الى عقلها . انتزعت نفسها منه شاحبة الوجه وهى ترتجف . ما الذى جعلها تسمح بحدوث هذا ؟ وتملكها ، الذهول لعدم تمكنها من السيطرة على نفسها ، فصرخت به بصوت معذب : اياك ان تلمسنى مرة اخرى ... ابدا 0 ثم هربت والتعاسة تتملكها وقلبها يخفق الما وازدراء للنفس ، رافضة ان تتوقف استجابة لندائه خلفها 0 |
عندما وصلت جودي الى بيتها ، كانت لاتزال ترتجف . كانت سمعت اشاعات فى القرية بان منزل آشتون هاول استؤجر ، ولكن لم يخطر ببالها قط انه قد يكون ليو جفرسن . كان نايجل نبهها الى ان ليو قال ان النقاش حول اى من المصانع التى ينوى اغلاقها يمكن ان يطول ، ولكن لماذا اضطر للانتقال الى فراميتون هنا ؟ وشعرت بانه لم يعد ثمة ناحية فى حياتها لم يخترقها او يغزوها ! اسرعت الى مطبخها واخذت تجهز عشاءها ، وكان نايجل سبق واتصل مقترحا ان يتناولا العشاء معا . لكن جودي اجابته بانها مشغولة ، خائفة من ان يزل لسانها فتخبره عن المظاهرة التى سيقومون بها 0 وهذا لا يعنى ان عملهم ضد القانون ، لكنها تعلم ان نايجل لن يوافقها تماما على اشتراكها بما سيحدث ، وسيحاول جهده ان يصرفها عن ذلك 0 كانت شغوفا بابن عمها ، فقد كانا اشبه بشقيقين ، وكانت تعلم كم سيصدم لو علم بانها قضت ليلة فى غرفة عازب . فقد كانت تشعر بالعار لذلك ... غصت بريقها ، محاولة التركيز على ما تفعل ، لكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام . عندما وقفت فى الحديقة مع ليو ، ونظرت اليه ، شعرت بشئ لم تشعر بمثله فى حياتها 0 ***** |
تسلم ايدك يا قمر
|
الساعة الآن 03:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية