منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t135180.html)

dede77 25-01-10 01:29 AM

334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
الملخص 0
عندما آوى رجل الأعمال ليو جفرسون الى سريره بعد يوم عمل متعب .
وجد مفاجأة ، امرأة فاتنة غارقة فى النوم فى سريره ... وانسته المفاجأة
تعب يومه كله ، ولكن فى صباح اليوم التالى .
تحولت تلك الفاتنة الى معلمة صارمة هى جودي مارش التى اعترفت
انها غرقت فى النوم فى الغرفة الغلط ...
جودي الأن مرعوبة فسمعتها تدمرت بسبب سوء تصرفها ... ولكن كان
لدى ليو الحل.
فهل تقبل النجدة من عدوّها !منتديات ليلاس

dede77 25-01-10 01:32 AM

الرواية من كتابتى وانا بطالب اى حد ينقلها الى منتدى اخر ان يذكر انها منقولة من منتدى ليلاس للامانة ومجهودى وتعبى فى الكتابة 0
اسماء فصول الرواية هى 0
1- امرأة فى سريره 0
2- ليته كان حلما !
3- درس فى الآخلاق 0
4- من المخطىء ؟
5- جرس انذار غبي 0
6- غرد عصفور القلب 0
7- الحب جنون 0
8- كلمة تجرح ... وكلمة تداوي !
9- مشكلة اسمها الحب 0
10- رجل فى سريرها 0
الختام 0

ناعمة 25-01-10 11:51 AM

الرواية مقدمتها عجبتني وشكلها حلوة

نستناك :)
شكراااا :flowers2::flowers2:

dede77 25-01-10 08:16 PM

الفصل الاول 0

" امرأة فى سريره "
-
امممم ....
لم تستطع جودي ان تمنع نفسها من اختلاس نظرة استحسان اخرى الى الرجل الذى يجتاز ردهة الفندق 0
انه طويل ... اكثر من ستة اقدام ، وفى منتصف الثلاثينات من العمر . اسود الشعر واللباس ، وتنضح شخصيته رجولة . انتبهت جودي اليه حالما راته يسير نحو مخرج الفندق . كان تاثيره عليها من القوة بحيث جعل نبضها يتسارع وجسدها يتجاوب بشكل غريب ، وللحظة واحدة سمحت لنفسها بان تهيم حالمة 0
منتديات ليلاس
التفت فجاة ينظر اليها مباشرة ، وكان نوعا من اتصال شخصى حاد قد حدث !
مالذى حدث لها ؟
لقد اهتز قلبها ، ومعه اهتز عالمها كله ، على محوره القوى النشيط ... وهو محور مبنى على المنطق والواقعية والقيام بكل شئ بحساب ، واذا بكل هذا يقذفها فى عالم مختلف ... عالم يتخذ من القول الخداع الماثور ( الحب من اول نظرة نظرة ) معنى0
حب من اول نظرة ؟ هى ؟ ابدا ! وبحزم ، استعادت جودي عالمها ومشاعرها 0
لابد انه ضغط العمل الذى جعل مشاعرها تضطرب بهذا الشكل . ( اليس لديك ما يشغلك عن هذا ؟) قالت ذلك تعنف نفسها بحزم اكثر مما تستعمله مع تلامذتها الصغار وان كان هذا لا يعنى انها تسرف فى الحزم مع تلامذتها ! . كلا ، فقد كانت جودي تعشق عملها مديرة ومعلمة فى مدرسة المنطقة الابتدائية وذلك بشكل محموم جعل اصدقاءها يشعرون ان الاحرى بها ان تمنح هذه العواطف لغرامياتها فى حياتها او بالاصح لخلو حياتها منها 0
ولاجل المدرسة وتلامذتها الصغار كانت هنا هذا المساء ، جالسة فى ردهة افخم فنادق المنطقة ، تنتظر وصول ابن عمها 0
-جودي 0
تنفست الصعداء وهى ترى اخيرا ابن عمها نايجل مسرعا نحوها 0
ونايجل يعمل فى احد المكاتب الحكومية على بعد اميال فى نفس المنطقة ، وكان هو اول من اخبرها عن التهديد لمدرستها الغالية 0
عندما اخبرها بان اكبر مصانع المنطقة الذى يستوعب اكبر عدد من العمال ، وهو مصنع لانتاج القطع الاساسية فى الالكترونيات ، قد اشتراه احد المنافسين ويمكن ان يقفل ، لم تصدق فى البداية 0
القرية التى تعلم جودي فيها جاهدت طويلا لكى تجذب اليها ارباب الاعمال ، فتمتع بذلك نفسها من ان تصبح قرية اخرى فى زاوية صغيرة . عندما انشئ المصنع منذ بضع سنوات لم يجلب للمنطقة موجة جديدة من اليسر فقط ، بل ايضا دفقة من الشباب . واولاد هؤلاء هم الذين يملأون الان غرف صفوف مدرسة جودي ، وبدونهم تقفل مدرسة القرية الصغيرة . وكانت جودي تشعر بلهفة للفوائد التى يمكن ان يجنيها التلامذة الصغار من مدرستها هذه . ولكن على السلطة المحلية ان تلقى

dede77 25-01-10 08:24 PM



على الموضوع نظرة اشمل ، لان التلامذة اذا قل عددهم عن رقم معين ، تقفل المدرسة 0
بعد ان بذلت جهودها فى اقناع الاباء بمساندة المدرسة ، لن تجلس جانبا تتفرج على رجل متغطرس عديم المشاعر متفرجة عليه وهو يغلق المصنع باسم زيادة ارباحه ، ممزقا قلب مجتمعهم ! وهذا هو سبب وجودها هنا مع نايجل 0
-ما الذى علمته ؟
سالته بلهفة وهى تهز راسها رافضة عرضه عليها شرابا . لم تكن جودي تحب الشراب فقد كانت متحفظة بالنسبة الى من امضت سنوات فى الجامعة والتعليم . وكانت قد اشتغلت خارج البلاد فترة قبل ان تقرر ان مكانها الحقيقى هو فى قريتها الريفية الهادئة 0
اجابها : علمت انه حجز فى هذا الفندق ، فى افضل جناح فيه ، ويبدو انه غير موجود فيه حاليا 0
وعندما تنفست الصعداء بارتياح ، نظر اليها نايجل بجفاء : لكنك انت التى طلبت رؤيته ، فاذا كنت غيرت رايك ... ؟
-لا . على ان افعل شيئا . القرية كلها تتحدث عن نيته فى اقفال المصنع . الاباء يجيئون الى الان قائلين انهم ربما يضطرون الى الانتقال من القرية ، ولهذا يطلبون منى ان ازكى لهم مدارس لاولادهم عندما يذهبون ... فاذا كان على ان اخسر ولو خمسة بالمئة منهم ... اوه يا نايجل ... لو نستطيع فقط ان نبقى سنتين اخريين لوصلنا الى بر السلامة بشرط ان يبقى المعمل مفتوحا . هذا هو سبب اضطرارى لرؤية هذا ... هذا ...
فقال : اسمه ليو جيفرسن . استطعت ان اقنع موظفة الاستقبال بان تعطينى مفتاح جناحه 0
وضحك وهو يرى التعبير الذى بدا على وجهها : لاباس فانا اعرف الفتاة . قلت لها انك على موعد معه ولكنك وصلت مبكرة . وهكذا من راى ان تذهبى الى هناك ، وتنتظرينه حتى اذا عاد تنقضين عليه 0
فقالت ساخطة : لن افعل شيئا كهذا ، ما اريده هو ان يتفهم مقدار الضرر الذى سيلحقه بهذه القرية اذا اقفل المصنع ، ثم احاول ان اقنعه بتغيير رايه 0
كان يراقبها باسف وهى تتكلم . مبادئها السامية لايمكن ان تتماشى مع عقل رجل له سمعة ليو جفرسن . تملكه الاغراء فى ان يقترح عليها ان ابتسامة حارة ، وغزلا انثويا سخيا قد يفيداها اكثر من ذلك النوع من الحديث الذى يبدو انها ستجريه معه . لكنه كان يعلم ماهية استقبالها لاقتراحه هذا ، والذى هو ضد تزمتها الاخلاقى 0
وهذا شئ مؤسف للغاية فى رايه لان جودي تملك كل الصفات التى تفتن وتذهل اى رجل . فهى جذابة الى حد مذهل ، ذات قوام كامل الانوثة ، ما يجعل الرجال يتلهفون الى مجرد النظر اليه . حتى وهى تغطى جمال جسمها هذا بملابس عملية كئيبة 0
كان شعرها كثا جعدا لامعا ، واهدابها كثيفة سوداء فوق عينين زرقاوين مليئتين بالحيوية تعلوان وجنتين عاليتين بشكل بالغ الرقة . لو انها ليست ابنة عمه ، ولو انه يعرفها منذ كانا فى عربة الاطفال لافتتن بها هو نفسه 0

dede77 25-01-10 08:26 PM

بلغت السابعة والعشرين دون ان تتخذ علاقة جادة مع رجل وذلك على حد علم نايجل ، مفضلة تكريس نفسها لعملها ، وكان هو يعرف رجالا كثيرين يعتبرون تكريسها ذاك خسارة كلية 0
اخذت المفتاح من نايجل راجية انها تقوم بالعمل الصواب . شعرت فجاة بحلقها يجف ، وعندما اعترفت لنايجل بذلك ابلغها بانه سيامر بارسال شراب لها الى الجناح ، وهو يقول مداعبا انه لايريد ان يدفعها العطش الى ان تغزو براد الرجل 0
وضحك لنكتته ، فقالت : هذا ليس مضحكا 0
كانت ماتزال تشعر بالذنب للوسائل الخداعة التى استخدمها للوصول الى ليو جفرسن ، ولكن حسب قول نايجل ، هذه هى الوسيلة الوحيدة للحصول على حديث خاص مع الرجل 0
كانت اساسا ، تامل فى ان تحصل على موعد . لكن نايجل سرعان ما سفه هذه الفكرة قائلا ان رجلا بمقام ليو جفرسن لن يتنازل ابدا الى الاجتماع بمعلمة قروية متواضعة . ولهذا كانت هذه الحيلة السيئة ضرورية 0
بعد ذلك بعشر دقائق تمنت جودي وهى تدخل الجناح ، ان لا يتاخر ليو جفرسن . كانت قد استيقظت هذا الصباح فى السادسة واخذت تعمل فى وضع مشروع لتلامذتها كبار السن الذين سينتقلون الى مدرسة ( كبيرا ) عند نهاية السنة الحالية 0
بلغت السابعة تقريبا متجاوزة موعد عشاء جودي فشعرت بالتعب والجوع معا . تصلب جسدها وهى تسمع صوت باب الجناح انفتح ، لكنه كان النادل يحمل اليها الشراب الذى امر لها به نايجل . نظرت الى ابريق العصير الطازج على المنضدة امامها بعد خروج النادل ، وسكبت لنفسها كاسا اخذت ترشفه على مهل بشئ من الاسف . كان الماء الصرف يكفيها ، وشعرت بفمها يجف توترا . سكبت لنفسها كاسا اخرى شاعرة بطعم غريب فيه ولكنه ليس غير مستحب 0
اخذت تقرا الصحيفة التى وجدتها على المنضدة ثم تدربت على ما ستقوله له عدة مرات . اين هو ليو جفرسن ؟ اخذت تتثاءب ، وشهقت ذهولا حين وقفت واذا بها تترنح 0
يالله ! ... انها تشعر بدوار . نظرت بارتياب الى ابريق العصير . لا يمكن ان يكون ذلك الطعم الغريب فيه كحولا ؟ ذلك ان نايجل يعلم انها لا تشرب الكحول 0
بحثت دائخة عن الحمام قبل ان يعود ليو جفرسن لانها تريد عند ذلك ان تبدو انيقة رزينة عملية للغاية امامه . زازل انطباع ، خصوصا فى وضع كهذا ، هو هام للغاية!
يبدو ان الحمام كان يلى غرفة النوم كما راته من خلال الباب الموصل بينه وبين غرفة الجلوس 0
سارت نحوه بخطى غير ثابتة . ما الذى فى ذلك الشراب ؟
وفى الحمام الابيض الفسيح ، غسلت يديها وغسلت اماكن النبض فيها وهى تنظر بقلق الى توهج وجهها فى مرآة المغسلة قبل ان تستدير لتخرج 0
وتوقفت فى غرفة النوم تحدق طويلا فى السرير الواسع المريح . كانت تشعر بالتعب . متى سياتى ذلك الرجل التعيس ؟ تثاءبت مرة اخرى ، وشعرت بثقل فى اجفانها . تمنت لو تستلقى لفترة لتتخلص فقط من هذا الدوار 0

dede77 26-01-10 12:18 PM

بتركيز حذر لانسان سكران ، تسللت الى ذلك السرير المريح الذى ينتظرها 0

*****

فتح ليو جفرسن باب جناحه وهو ينظر عابسا الى ساعته . كانت العاشرة والنصف مساء وقد عاد الى الفندق لتوه من معاينة احد مصنعين اشتراهما لتوه . وقبل ذلك ، فى اوائل النهار النهار امضى معظم الوقت مشتبكا بجدل عنيف مع مالكه السابق او بالاحرى صهر المالك الذى كان احمق الى حد لا يصدق ، وبذل جهده ، بالتخويف اولا ثم بالرشوة ، لكى يجعله يغير رايه ويرد اليهم عقد شراء المصنع ، قائلا بلطف مصطنع : اسمع . لقد اقترف حموى خطا ، وكلنا نخطئ . لقد غيرنا راينا بالنسبة الى بيع المصنع 0
وقد اجابه بجفاء : فات الوقت على ذلك ، بعد توقيع العقد 0
لكن جيريمى دريسكول استمر فى محاولة اقناعه بتغيير رايه : انا واثق من ان بامكاننا ان نعثر على طريقة لاقناعك . ما رايك فى اجتماع اخر نعقده فى احد نوادى الرقص الجديدة فى ضاحية المدينة ؟ سمعت ان لديهم طعاما طيبا كما لديهم معاملة خاصة للغرباء من رجال الاعمال ، وهناك نعاود الحديث براحة تامة 0
فاجابه عابسا : لا سبيل الى ذلك 0
ما سمعه عن جيريمى دريسكول اعطاه فكرة سيئة اذ يبدو انه اعتاد الوصول الى غرضه بوسائل سيئة . فى البداية ، حاول ليو ان يستمع اليه لعدم كفاية الادلة على وضاعته ، ولكن بعد التحدث اليه ادرك انه خارج عن الصواب وكرم الاخلاق . وهكذا اكتشف فيه شخصا زائف الدماثة وضيعا ، وضايقه ذلك منه بقدر ما كرهه . ولم يستطع ان يخفى ازدراءه لاقتراح الرجل 0
لكن جيريمى درسكول له جلد التمساح ، اذ تابع يقول بابتهاج رافضا التلميح : لا ؟ ربما تفضل ان تستمتع بالنساء فى عزلة عن الاخرين . حسنا ، انا واثق من ان بالامكان تدبير شئ لك ...
كلمة ليو الباردة له بان ينسى ذلك ارسلت الى عينى جيريمى الباهتتى الزرقة نظرة كريهة قبيحة : هناك كثير من العداء فى هذه المنطقة بالنسبة الى نيتك فى اغلاق المصنعين . ورجل له سمعتك ...
فقاطعه ليو بغيظ : آه ، اظن سمعتى يمكنها مواجهة اية اقاويل 0
لاحظ ان ثقته زادت من كراهية جيريمى له ، تماما كما راى الحسد فى عينيه وهو يسوق المرسيدس الجيب 0
ومن زاويه عينه لمح الصحيفة التى كان جيريمى يتابع ، بكل قلة تهذيب ، قراءتها بعد وصوله ، هو ليو . كانت مقالة فى الصفحة المفتوحة تشرح باسهاب تفاصيل سقوط سياسى حاول دون نجاح ان يقاضى اولئك الذين كشفوا عن نواح معينة من حياته الخاصة ، بما فى ذلك زياراته الى صالة للتدليك . وادعاء السياسى بانها كانت زيارات لاستعادة صحته لم تقنع القاضى الذى كان ضده 0
وقال جيريمى بلؤم وهو ينظر الى الصحيفة : لو كنت مكانك لما كنت واثقا من حسن سمعتى الى هذا الحد 0
لكن ليو نبذه بنظرة ، وخرج 0

*****

dede77 26-01-10 12:19 PM

قطب ليو جبينه وهو يدخل جناحه . لايمكن ان يغير خططه ولو بعد الف عام . لقد جاهد طويلا فى تكوين نفسه من لا شئ ... بل اقل من لا شئ ، شاقا طريقه بمخالبه صعودا ببطء ، وحده ، حتى بلغ النجاح 0
كانت شركة اسرة دريسكول فى منافسة مع شركة ليو . وحيث ان عملهما كان متماثلا ، كان من الطبيعى ان يغلق بعض مصانعها الارعة ، رغم انه لم يقرر بعد ايها سيغلق 0
دخل ليو الجناح غير مهتم بانارة المصباح لشعوره بالتعب . فى مثل هذا الوقت من مساء حزيران كان ضوء النهار ما يزال كافيا ليريه طريقه ، حتى دون ضوء البدر المكتمل هذا 0
لكن غرفة النوم لم يكن نورها كافيا بهذا الشكل . هناك من اسدل الستائر ، ربما الخادمة ، كما رجح ، لكن مصباح الحمام مشتعلا والباب مفتوحا . قطب جبينه لهذا الاهمال ثم دخل الحمام واقفل بابه خلفه 0
نظر الى صورته فى المرآة ولامس ذقنه النابتة ثم مد يده الى موس الحلاقة 0
غطرسة جيريمى دريسكول اغاظته الى حد نبهه الى ان تحذير بعض افراد اسرته واصدقائه له من انه يتعب نفسه اكثر مما ينبغى قد يكون على حق 0
ضاقت عيناه الفضيتان الثاقبتان المتفحصتان واللتان كانتا تخيفان اى شخص يحاول ان يخدعه ، فتجردانه من اى دفاع . كان شعره الاسود الجعد بحاجة ماسة الى تقصير . لكنه لم يكن الان يستطيع ان يخصص وقتا لشئ غير العمل ...
اعترف والداه بانهما لايفهمان كليا من اين ورث عقله البالغ التصميم للنجاح هذا ، فقد كانا سعيدين بالعمل معا فى وكالة الانباء الصغيرة التى يملكانها 0
وقد تقاعد والداه الان ، ويعيشان فى ايطاليا موطن امه بعد ان اشترى لهما فيلا فى ضواحى فلورنسا هدية فى عيد زواجهما . وكان ليو زارهما فى ايار فى عيد ميلاد امه 0
وضع الموس من يده وهو يتذكر النظرة التى تبادلاها عندما سالته امه ان كان فى حياته امرأة . وقد اجابها بسخرية جافة بان جوابه السلبى لا يعبر فقط عن الحاضر ، ولكنه قد يعبر ايضا عن المستقبل 0
ردت عليه امه بخشونة غير معتادة بينها ، فى هذه الحالة ، ربما حان الوقت لكى تذهب الى خبيرة الاعشاب الحكيمة فى القرية التى ، كما تقول الاشاعات ، لديها وصفة مدهشة لدواء الحب 0
ضحك ليو طويلا عند ذاك . لم يكن الامر انه لايستطيع ان يجد رفيقة اذا شاء . عدد لايحصى من النساء الرائعات الجمال اوضحن له ، سواء بصراحة ام بتحفظ ، انهن لا يمانعن فى ان يشاركنه حياته ، وطبعا ، حسابه فى البنك ... لكن ليو لايزال يتذكر ان التلميذات فى حفلات مدرسته الخاصة كن يرفضن الرقص معه عندما يرين رداءه المدرسى الذى كان اشتراه مستعملا ، والذى ينفق والداه عليه من كدحهما فى وكالة صغيرة . علمته تلك التجربة درسا صمم على ان لا ينساه ابدا . نعم ، كان هناك نساء فى حياته . لكنه اكتشف فى نفسه نفورا من العلاقات العابرة . رغم حماقة هذا الراى بالنسبة الى بعض الناس ، وهذا يعنى ...

dede77 26-01-10 12:21 PM

وتذكر بشكل لا ارادى ، ردة فعله العنيفة نحو المرأة التى راها فى ردهة الفندق اثناء مروره متوجها الى اجتماعه هذا الصباح 0
كانت صغيرة الجسم ممتلئة القد تحت ثوبها الكئيب الذى كانت ترتديه 0
لم تكن والدة ليو تملك دما ايطاليا سدى ، وككل نساء بلادها ، كانت تملك حسا قويا بما عليها ان تلبس ، ما جعل مستحيلا على ليو ان لا يدرك متى تلبس المرأة كى يبلغ تاثيرها غايته . ومن المؤكد ان هذه المرأة لم تكن تقوم بذلك على الاطلاق ، حتى انها ليست النموذج الذى يفضله 0
واذا شاء ان يفصح عن النومذج الذى يفضله ، فهو المرأة الشقراء الهادئة الانيقة ، وبكل تاكيد ليست مثيرة لعوبا ولا سريعة الغضب والحساسية ... لا ، انه لايريدها من هذا النوع من النساء اللاتى يثرن فيه المشاعر العنيفة ويجعلنه يبتعد عن الطريق السوى ، فيترك ما عليه عمله ويتحول اليها 0
لم يحدث قط ان انحرف ليو عن طريق كان يسير فيه ، خصوصا بسبب امرأة 0
خلع ثيابه ثم وقف تحت الدوش . فى مراهقته ، كان يمثل مدرسته فى رياضة شد الحبل ، ومازالت بنيته رياضية حتى الان . وبفروغ صبر ، مد يده ليتناول المنشفة . وعندما جفف جسده فتح باب الحمام ، وارتدى بيجامته ثم خرج الى غرفته متجها الى سريره . كانت العتمة قد ازدادت لكن ضوء القمر كان كافيا فى تسلله من خلف الستائر 0
ازاح غطاء السرير وصعد اليه واذا به يجمد مكانه وهو يدرك ان سريره مشغول بشخص ما 0
اضاء المصباح الجانبى واخذ يحدق غير مصدق فى الشعر الاسود الجعد على الوسادة ... والذى كان راس انثى . وكذلك الذراع النحيلة والكتف المستديرة برقة 0
وتشمم بانفه الرومانى الذى ورثه عن امه رائحة الكحول فى انفاس المرأة الغافية 0
كما شم رائحة اخرى ... هى مزيج من الهواء الدافئ النقى المعطر باللافندر ، التى تجاوبت حواسه معها بشكل مختلف تماما 0
انها الفتاة التى كانت فى ردهة الفندق . فهو سيميزها فى اى مكان ، او بالاحرى قلبه يميزها 0
وبشكل آلى خطرت له فكرة اخرى . صوت جيريمى دريسكول وهو يقنعه باعادة النظر بصفقة البيع . اترى هذه الفتاة طريقته التى فكر فيها لاقناعه ؟ لابد انها كذلك ، لان ليو لم يجد سببا اخر يفسر به وجودها فى سريره !
حسنا ، اذا كان جيريمى دريسكول جرؤ على التفكير فى انه ، هو ليو ، من نوع الرجال الذين ...
ومر يده بغضب يمسك بذراع جودي باصابعه القوية ويميل فوقها يهزها لتستيقظ 0
كانت جودي مستغرقة فى نوم عميق ساعدها الكحول عليه ، مستمتعة بحلم لذيذ للغاية ، كانت فيه بين ذراعى اروع الرجال واكثرهم جاذبية . كان طويلا اسود الشعر فضى العينين ، ذا ملامح مالوفة لها . وعندما مال عليها يمر باصابعه على ذراعها ، همس يسالها : ما الذى تفعلينه فى سريرى بالله عليك 0

dede77 26-01-10 12:22 PM

كانت ذهنها ما يزال تحت سيطرة كوكتيل العصير مع الكحول ، ففتحت عينين رائعتين شاردتين 0
لماذا يبدو حبيبها غاضبا بهذا الشكل ؟ منحته ابتسامة ناعسة واوشكت ان تساله عن ذلك ، ولكن ، لامر ما ، تركز انتباهها على وجهه الحبيب 0
واغمضت عينيها ثم عادت تفتحهما بسرعة ، متلهفة الا تفوتها رؤية هذا الوجه . اخذت تنظر الى حركة عنقه وهو ينحنى عليها ، وعصب ساعديه القويتين المليئتين بالرجولة بحيث لم يكن عليها سوى ان تمد اصابعها تتلمس اقرب ساعد له اليها ، متعجبة من الفارق بين ملمسها وملمس ساعدها هى . لم يصدق ليو عينيه ....
منتديات ليلاس
هذه المتطفلة فى سريره تتجاهل بوقاحة سؤاله ثم تجرؤ على لمسه ! ولكن الغريب انه شعر بهذه اللمسة البسيطة وكانها تسرى فى دمه وشعر بانه لم يعد يمانع فى وجودها . ما كانت تفعله ، تبا لها ، هو اغراء .... له !
جاهد بقوة للسيطرة على نفسه . والتحكم بالنفس كان مبداه فى حياته ، لكنه ذهل وهو يشعر بالهزيمة ، ليس بالنسبة الى حملة عسكرية بل الى الحرب باكملها !
لكن جودي اشتعلت الان بشئ اكثر سحرا وغموضا بكثير ، واقوى بكثير ، كما كانت غافلة كليا عن كل شئ ما عدا هذا الحلم الرائع الذى وجدت نفسها فيه 0
عندما كانت تلمسه كانت تشعر بقلبها يخفق خفقات قوية غير عادية 0
كانت محظوظة فى وجودها هنا معه فى هذه الجزيرة الخاصة الرائعة . مالت برقة تضمه فشعر بان الحياة تنبض فى كيانه من جديد 0
لم يستطع ليو ان يصدق تاثير هذه المرأة فيه . لم يدر ما يفعل ! فكأن هذه المرأة ساحرة القت شباكها عليه فاسرته اليها الى الابد 0
حتى فى جو الغرفة نصف المظلم ، تمكن من رؤية وجهها الجميل . جف حلقه يتوتر غاضب وهو يشعر بقلبه يرتجف ولم يستطع ان يمنع يديه من ان يضماها اليه فابتسمت 0
-آه ، ما اروع ان اكون بين ذراعيك !
همست له بهذا هى تغمض عينيها مستسلمة للاحاسيس التى تعصف بقلبها 0
ولم يكد يصدق تجاوبها معه . حاول ان يذكر نفسه بانها هنا لهدف فى نفسها ، فهى تقوم بعمل استؤجرت له . لكن حواسه كانت من الخدر بحيث لم تسمح له بان يفكر بشكل عقلانى 0
ادرك حينذاك ، فى تلك الثانية السريعة التى راها فيها فى ردهة الفندق ، ان بامكاها ان تؤثر عليه بهذا الشكل ، وانه سيرغب فيها بهذا الشكل ، مهما حدثه به ضميره 0
مديحها الانثوى الهامس الرقيق له لابد انه متعمد ليعطى اكبر تاثير على غرور الرجل .... اى رجل ، كما حاول ان يذكر نفسه . لكنه ، مع ذلك ، لم يستطع ان يمتنع عن الرغبة فيها 0
لم يستطع ليو ان يفهم كيف سمح لنفسه بان يثاثر بامرأة الى هذا الحد . انه ضد كل ما يؤمن به . لم يعرف قط فى حياته مثل هذه المشاعر العنيفة الخالية من التعقل ، والتى تدفعه الى اخذ ما تقدمه هذه المرأة له 0

dede77 26-01-10 12:24 PM

كل حاسة من حواسه كانت تستجيب لها بلهفة ، ولكن عقله كان ينهره وينذره من ان هذا كله وهم ، عواقبه وخيمة 0
كان يشعر برقتها وبراءتها ... ولكنه ضحك من نفسه ، براءتها ... هذه المرأة بريئة ! يا لى من غبى !
شئ فى اعماق ليو ادرك ان هناك شيئا عليه ان ينتبه اليه ... شيئا هاما يحاول جسده ان يخبره به ... شيئا عن عنف هذه المشاعر ... عليه ان يبتعد ... لن يدع جيريمى ينتصر عليه ... لن يخضع لسحر المرأة ... واستطاع اخيرا ان ينفض نفسه ويبتعد عنها ولكنه شعر وكأنه انسان طرد من الجنة ... عليه ان يكون اقوى من هذه المشاعر الفتاكة ... عليه ان يبتعد ... فهو شخص لا يحب الندم 0
راها تستلقى على السرير وتقول بلهجة نعسة : لماذا تتركنى يا حبيبى ؟
وعندما نظر الى عينيها ، اغمضتهما ثم استغرقت فى النوم ، بكل براءة وسرعة طفلة 0
اخذ يتاملها بشرود . لم يكن يشك فى انها عميلة اشتراها جيريمى دريسكول بنقوده 0
وهو كاد يسقط فى الفخ الذى نصب له كاحمق معتوه 0
جيريمى لم يكن ذلك الشخص المحب للغير ، ليس باى شكل او طريقة . وهو ، ليو يعلم انه لم يخطئ فى رؤية الكراهية والحسد فى عينى ذلك الرجل ذلك الصباح . كان جيريمى يعلم ان ليو لا يمكن ان يغير رايه . الا اذا كان لديه ، هو جيريمى ، وسيلة يرغمه بها على ذلك . والان تذكر ليو المقالة فى الصحيفة التى كان يقراها جيريمى دريسكول 0
بالنسبة الى رجل فى مركزه ، واعزب ، وامرأة تبيع قصتها معه لصحيفة محلية . لن يحطمه هذا ، لكنه سيكون اضحوكة للناس لسذاجته وسهولة انخداعه ما يفقده احترام الاخرين فى دنيا الاعمال . واذا حدث هذا لن يمكن بعد ذلك ان يعول على المساندة والثقة التى اعتادها من الاخرين . ليس ثمة رجل اعمال ، حتى وان كان بنجاح ليو ، يرغب فى ذلك . عليه ان يرميها الان خارجا ... حتى لا يتسنى لها اختراع قصة لهذا وهو سينكر انه راها 0
نزل من السرير وهو ينظر الى جودي بمرارة . كيف يمكنها ان تنام امنة بهذا الشكل ؟ وكانها ... لم يستطع ان يمنع نظره من ان يستقر على وجهها الذى كان مبتسما بدفء . حتى اثناء نومها كانت تحاول ان تدعى البراءة . ولكن ، من ناحية اخرى ، لاشك فى مهارتها كممثلة ، فهذا هو دورها 0
اندفعت الى ذهنه بقسوة حقيقة هذه المرأة . كان سلوكه غريبا وسرعة انجذاب قلبه اليها اغرب ، ولكنه حمد ربه لانه استطاع الا يترك الامر يخرج عن السيطرة . كان مازال يقف بجانب السرير مداوما على النظر اليها ، بينما المفروض ان يكون الحافز الاقوى فيه هو ان يقف تحت دوش شديد الحرارة بحيث يغسل عن جسده وحواسه شعوره بها . ولكن ، لسبب غير مفهوم وجد ذلك اخر ما يريده ...
استطاع ، فى الوقت المناسب ، ان يمنع نفسه من ان يمد يده ويلمسها ، ان يلامس وجنتها الرقيقة باصابعه ، وكذلك اهدابها الكثيفة الطويلة ، والانف الصغير المستقيم ، والشفتين الناعمتين الممتلئتين 0

dede77 26-01-10 12:27 PM

وكانما شعرت بافكاره ، انفرجت شفتاها عن آهة ، وعادت الى شفتيها ابتسامة جميلة0
ما الذى يفعله فى تركه لها تنام هنا بهذا الشكل ؟ ان لديه الحق فى ان يوقظها ثم يطردها الى الخارج . نظر الى المنبة فوجد ان الساعة الثانية صباحا ، فحدث نفسه بان شعوره الغريزى بالمسؤولية يمنعه من ان يفعل ذلك 0
من غير المامون ، بالنسبة الى امرأة ، اى امرأة ولو كانت مثلها ، ان تدور وحدها فى الشوارع فى هذا الوقت من الليل ، فقد يحدث لها اى شئ ! ولكنها ستستغل ذلك وتؤلف ما بدا لها . لا ! لا يستطيع ان يرميها خارجا 0
ذهب الى الحمام واحضر معطفا منزليا عائدا للفندق ثم اتجه الى غرفة الجلوس بعد ان اغلق باب غرفة النوم خلفه ، ثم اشعل الضوء 0
اول ما راى هو ابريق العصير الممزوج بالكحول والفارغ تقريبا والكاس الذى شربت جودي منه 0
ازاح ذلك جانب ، عابسا . حتى انها من الوقاحة بحيث طلبت لنفسها شرابا ، لانها كانت بحاجة الى الشجاعة التى تحتاجها لتذهب معه الى السرير 0
حذر نفسه من الوقوع فى فخ الشعور بالاسف لاجلها ، ومن اختلاق الاعذار لها . كانت تعرف ما تفعله بالضبط ... وعبس وهو يتحرك فى كرسيه بضيق 0
انه مستيقظ تماما الان ولديه اعمال عليه ان ينجزها . وعندما تستيقظ تلك التى اغوته ، سيدور بينهما حديث قصير حاد 0
لا سبيل الى ان يسمح لجيريمى دريسكول بان يبتزه لكى يتراجع عن الصفقة 0
وتناول حقيبة اوراقه ، وهو ما زال عابسا 0
*****

انتهى الفصل الاول

dede77 26-01-10 07:23 PM

الفصل الثانى 0

" ليته كان حلما ! "

اخذت جودي تفرك عينيها شاعرة بالاشمئزاز من مذاق الحموضة فى فمها . كان راسها يؤلمها 0
حركته بحذر ، فتملكها الندم بعد ان اخذ صدغاها ينبضان بالم عنيف . ومدت يدها بحركة غريزية الى المنضدة بجانب السرير واذا بها تدرك انها ليست فى سريرها 0
اين هى اذا بالضبط ؟ واذا بذكريات ضبابية وصور واصوات تتواتر الى ذهنها بشكل خطير . ولكن لا ، هذا غير ممكن ! ونظرت بذعر الى الناحية الاخرى من السرير ، وخفت دقات قلبها عندما رات المكان خاليا 0
كان ذلك مجرد حلم لا غير ... حلم مذهل غير مقبول . ولم تستطيع ان تتصور كيف ، ولماذا ... ولكن ... وجمدت وهى ترى اثر راس اخر على الوسادة بجانب راسها 0
منتديات ليلاس
ما كان ذكرى غامضة اصبح اكثر حدة وصفاء مع كل خفقة قلقة من قلبها . كان هذا صحيحا ! هنا فى هذه الغرفة وفى هذا السرير . اين هو ؟ ونظرت الى الحمام متوترة وعلى الفور شرد ذهنها تفكر ... ماذا حدث البارحة ؟ كل شئ فى ذهنها ضبابى ... تذكر ان هناك رجلا كان هنا ... وماذا بعد ؟
تلهفت الى ان تغتسل وتغسل اسنانها وتمشط شعرها لكنها لم تجرؤ على ذلك . الذكريات اصبحت واضحة الان تفرض نفسها على ذهنها الذى صدعه الكحول . لم تستطع ان تفهم ما الذى حدث ؟
ذكرت نفسها باشمئزاز ، بانها كانت تشرب عصيرا . ومهما كان ممزوجا بذلك العصير الذى ارسلته اليها غرفة الكوكتيل فى الفندق لقد حولها بشكل ما ، من امرأة محافظة الى .... عابثة 0
عابثة ! وجمدت جودي . حسنا ، ولكن ماذا حدث ؟ لا تظن ان شيئا حدث ... انها لا تذكر 0
تناولت حقيبة يدها ثم سارت على اطراف اصابعها الى باب غرفة النوم بهدوء 0
*****
كان ليو يتساءل لتوه متى تنوى ضيفته البقاء فى سريره ، وما اذا كانت الساعة الخامسة وقتا مبكرا لطلب الافطار من غرفة الخدمة ، عندما وصلت جودي الى باب غرفة النوم 0
رغم انه كان متلهفا الى النوم ، كان مصمما بعنف على عددم العودة الى سريره اثناء وجودها فيه 0
حتى الان ، بعد حوالى ثلاث ساعات من العزلة ، ما زالت نفسه تحدثه بالعودة الى سريره ، بالعودة اليها ليكمل ما بداه 0
شعر بجاذبيتها عندما راها فى الردهة صباح امس ، لكن معرفته بما كانت تريده قد حطم ذلك تماما . واجفل حين راى باب غرفة النوم ينفتح 0
فى البداية ، اذ كانت مصممة على ان تهرب ، لم تره جودي وهو يقف دون حراك امام النافذة 0

dede77 26-01-10 07:24 PM

كان ضوء النهار قد انتشر الان صافيا نقيا ، وعندما ادركت انه موجود ، توهج وجهها بلون حواشى السحب الوردية خلف النافذة 0
سمعها ليو تشهق بشكل لا ارادى وراى النظرة السريعة القانطة التى القتها على الباب الخارجى ، المنفذ الوحيد الى الخارج ، واذ توقع هربها اندفع الى الباب فوصل اليه قبلها وسده بجسده يمنعها من ذلك 0
وعندما راته بوضوح شعرت بالارتباك يحرقها حتى الاعماق . انه هو ! الرجل الذى راته فى ردهة الفندق ، الرجل الذى فتنها بجاذبيته !
ومن زاوية عينيها رات صينية الكوكتيل المعلومة 0
قال بلطف : نعم ، ليس فقط انك دخلت الى جناحى بشكل غير قانونى ، ولكنك كنت من الوقاحة ايضا بحيث وقعت فاتورة خدمة الغرفة . اتنوين ان تدفعى شخصيا اجرة استعمال السرير والشراب ، ام تفضلين ان ارسل الفواتير الى جيريمى دريسكول ؟
كانت جودي تنظر الى ابريق الكوكتيل بكدر صامت فالتفتت اليه بحركة آلية وهى تسمع اسم اكره ابناء قريتها اليها 0
سالته مترددة : جيريمى ؟
قد يملك والد زوجة جيريمى دريسكول المصنع المحلى ، وقد يكون جيريمى هو مدبره ، ولكن ذلك لم يجعلهما محبوبين فى المنطقة . كانت له سمعة بانه ماكر خداع . حاول مرة ان ينشر فى القرية عادات خطرة ضارة لولا ان اوقف ذلك الامن واتحاد العمال 0
اما علاقته بوضعها الحاضر المذل ، فهذا ما لافكرة لها عنه . واجاب محاكيا بعد لباقة لهجتها القلقة المرتجفة : نعم ، جيريمى .وانا اعرف بالضبط ما يحدث ، وسبب وجودك هنا ، ولكن اذا انت ظننت للحظة واحدة باننى ساسمح بان اكون موضع ابتزاز لكى اذعن ... كنت قادرا على رميك قبل الان ولكنى انسان فلم استطع ان ارميك خارجا فى الليل ...
شعرت جودي بغصة فى حلقها لشعورها بالعار . هل يعتقد ليو جفرسن ، ولا بد ان هذا هو نفسه ، حقا انها امرأة وضيعة ؟ استعماله كلمة ابتزاز صدمها بشكل خاص . ولكن هل اسهل عليها ان تحتمل الحقيقة من الاعتراف بها لشخص اخر ؟ وهل من الافضل ان تقول انها كانت ثملة ، ولو مصادفة ؟
ان تذهب الى السرير مع رجل غريب تماما ، ولكن ما الذى حدث ؟ لم تستطع ان تقول شيئا لانها لا تدرى ... ما حدث لها ، لا تدرى ...
وارتجفت وهى تفكر فى ما سيقوله عنها بعض اباء تلامذتها الصغار ، دون ذكر مجلس ادارة المدرسة ، لو انهم عرفوا انها قضت ليلة كاملة فى غرفة رجل 0
وكان ليو يقول لها بحقد : حسنا ، يمكنك العودة الى ذلك الذى يدفع لك الاجر وتخبريه بان خطته باءت بالفشل لاننى لم اغتر وامضى معك لما كان يشتهى ، فانا مازلت لا اريد ان الغى العقد واسمح له باستعادة المصنع . لا ادرى ما الذى سيكسبه من وراء دفع اجر لك لكى تنامى معى ، ولكنى رفضتك رغم اغرائك . واذا كان يظن ان بامكانه استعمال هذا ضدى بطريقة ما ...

dede77 26-01-10 07:29 PM

وهز كتفيه مظهرا عدم اهتمامه بينما هو يراقبها خلسة ليرى ردة فعلها ازاء لا مبالاته المصطنعة . شعرت بالراحة ... لم يحدث شئ اذن ! ومع ذلك خافت من قوة لهجته ، وبدت فى عينيها نظرة ربما فى ظروف اخرى كان ليو ليصفها بالقلق والرهبة 0
جاهدت لتسيطر على اضطرابها وتفهم ما كان ليو جفرسن يقوله . ستتجنب التفكير فى اهانته القاسية لها بهذه التعليقات الشخصية ، فهى اشياء عليها ان تفكر فيها مليا على انفراد . ولكن اشارته الى جيريمى درسكول واتصالها المفترض به ، كانت محيرة تماما 0
همت بان تقول هذا ، ولكن قبل ان تنطق بكلمة هتف : لا ادرى من انت ولماذا لا تبحثين عن طريقة للعيش اقل دمارا وحقارة من هذه ؟
تجاهلت الجزء الاخير من كلامه ، شاعرة بالارتياح لقوله : ( لا ادرى من انتِ )
منتديات ليلاس
اذا كان لا يعرف من هى ، فهى لن تخبره حتما . واذا ساعدها الحظ قد تتمكن من انقاذ كرامتها وسمعتها وذلك بتوخى الكتمان البالغ حتى لا يعلم سواهما بانها امضت ليلة فى غرفة رجل 0
تخلت عن اى تفكير فى ملاحقة مهمتها . وكيف يمكنها ان تتوسل اليه لاجل مستقبل مدرستها الان ؟ وهذا عبء اخر من الشعور بالذنب اصبح يثقل كاهلها . انها لم تنحدر بنفسها ومستواها فقط ، بل تخلت عن المدرسة وتلامذتها ايضا . وما زالت لا تفهم تماما ما اصابها . نعم ، لقد اسرفت فى الشراب ، ولكن من المؤكد ان ذلك وحده ....
وفكرت فى مقدار تاثرها بليو جفرسن عندما راته يسير فى ردهة الفندق امس . لم تكن حينئذاك تعرف من يكون بالطبع ... كانت فقط ... كانت قد راته جذابا ...
دار راسها وهى تفكر فيه ... لقد حاولت اغواءه ولكنه رفضها وملاها الخزى والعار باكثر مشاعر اليأس وعدم التصديق كآبة 0
*****
صمتها المستمر وعدم جوابها ما هما الا خطة مريبة للنجاح كما فكر ليو وهو يراقبها ، اما بالنسبة الى الصدمة والانزعاج اللذين راهما فى عينيها ... حسنا ، انها ممثلة بارعة حقا !
-على ان اذهب . دعنى امر ، ارجوك 0
صوتها الاجش الرقيق حرك مشاعره من جديد . ماذا حدث له بحق الله ؟
رغم انه لم يبتعد عن الباب ، الا انها تقدمت نحوه ، بقدر ما امكنها من تصميم ، مذكرة نفسها بانها ، وقد اعتادت على مواجهة غرفة مليئة بالتلامذة المراهقين مثيرى الفوضى من الجنسين ، من المؤكد ان بامكانها ان تواجه مجرد رجل . استعمالها كلمة مجرد فى وصف هذا الرجل بالذات ارسل شبة ضحكة الم دون بهجة فى حلقها0
هذا الرجل لا يمكن ان يكون مجرد اية صفة ... هذا الرجل ...
انها شجاعة جدا كما اعترف ليو حين نظرت بهدوء الى خلفه ، ولكن لا شك ان منتها المختارة تعنى انها غير غريبة عن التملص من القانون 0

dede77 26-01-10 07:30 PM

احتجازها بالرغم عنها كان ضد مبدئه ، رغم كراهيته لتركها تخرج دون ان يخبرها برايه فيها وبمن يدفع لها اجرا 0
ثانية اخرى وتصبح معه وجها لوجه ، كما ادركت جودي وهى ترتجف كدرا عندما سمح لها ليو اخيرا بالتقدم الى الباب . تنفست بعمق ثم مدت يدها الى مقبض الباب 0
انتظر حتى ادارته قبل ان يقول عابسا : قد يظن دريسكول ان هذا عمل ماهر منه ، ولكن اخبريه عنى ان الامر ليس كذلك . آه ، كلمة فقط للتنبيه لك شخصيا ... اية محاولة لنشر الادعاء بانك امضيت ليلة فى غرفتى ... وساجعلك تعانين من السخرية عشرة اضعاف ما ساعانيه 0
لم تستطع ان تقول شيئا ، فقد كانت هذه اشد ما مر بها فى حياتها من التجارب ايلاما وخزيا . ولكن يبدو ان ليو جفرسن لم ينتهِ منها بعد ، لانها عندما خرجت الى ممشى الفندق ، امسك بالباب واضعا يده على يدها بقبضة ، هى اشبه بوحدة كهربائية عنيفة تخللت جسدها واحرقته 0
-طبعا ، اذا كنت ماهرة حقا ، يمكنك ان تختلقى قصة وتبيعينها لمن يدفع اغلى ثمن 0
لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تساله : ماذا ... ماذا تعنى ؟
وجعلتها ابتسامته الساخرة الشامتة ترتجف : ما اعنيه هو اننى مدهوش لانك لم تحاولى ان تساومينى على دفع مبلغ سكوتك اعلى من المبلغ الذى دفعه لك دريسكول لقاء خدماتك ، فمع انه لم يحدث شئ الا انك قادرة ان تتهمينى بالاعتداء عليك . هل هناك مبلغ تخططين لطلبه ؟
ولم تصدق جودي ما تسمعه 0
-انا لم ... انا لا ...
اخذت غريزيا تدافع عن نفسها ، قبل ان تهز راسها وتقول بعنف : ليس هناك مبلغ من المال يمكنه ان يعوضنى عما ... عما اشعر به 0
وقبل ان يقول او يفعل اى شئ يؤذيها اكثر ، سلخت يدها من يده وركضت فى الممشى نحو المصعد 0
وقفت فتاة ترتدى ثوب مستخدمات الفندق تنظر اليها وهى تغادر جناح ليو ، لكن جودي كانت من الاستغراق فى خواطرها بحيث لم تلاحظها 0
وقف ليو ينظر اليها غاضبا غير مصدق . اى احمق تظنه وهى تتظاهر اماه بهذه العفة والتحفظ ؟
تملك جودي الارتياح لعدم انتباه احد اليها وهى تجتاز ردهة الفندق بسرعة متجهة الى باب الخروج ، وهم الذين اعتادوا رؤية النزلاء يروحون ويجيئون طوال الوقت0
نصحت نفسها بان تتوقف عن التفكير فى هذا الامر وهى تخرج الى نور شمس الصباح المالق . اول ما ستفعله عندما تصل الى بيتها هو ان تستحم وثانيا ان تكتب الرسالة التى سترسلها الى ليو جفرسن ، تبسط امامه الحالة التى تستوجب ان يبقى المصنع مفتوحا ... بعد ان لم يعد هناك سبيل الى القيام باتصال شخصى معه الان ! وثالثا ان تذهب الى سريرها وتنام ، بعد ان تنفى من ذهنها بحزم تام هذا الرجل ، وتدفعه الى قسم من ذاكرتها حيث تدفنه فلا يصل اليه احد !

*****

dede77 26-01-10 07:31 PM

فتحت جودي باب كوخها الصغير الواقع فى صف مؤلف من ثمانية اكواخ كانت بنيت فى القرن الثامن عشر ، امام كل منها حديقة جميلة صغيرة تطل على شارع لقرية وعلى مروج خضراء من الخلف . وبعد ان اقفلت الباب خلفها بعناية ، صعدت الى الطابق الاعلى 0
كان صوت جرس تليفونها هو الذى ايقظها اخيرا فمدت يدها ترفع السماعة وقد تملكها الذعر وهى ترى ساعتها ان الوقت تجاوز العاشرة . وعادة فى هذا الوقت من صباح السبت تكون فى المدينة تتسوق مؤونتها الاسبوعية ثم تنضم الى اصدقائها لتناول الغداء 0
ولكنها لم تكن قد قامت باية ترتيبات لهذا النهار حيث ان اغلب صديقاتها كن فى اجازات مع اسرهن 0
تملكها التوتر وهى تمسك بالسماعة رغم انها تعلم ان من المستحيل ان يكون المتكلم ليو جفرسن . ذلك انه لم يعرف من تكون والحمد لله ! وسرت فى جسدها قشعريرة خفيفة من الاثارة سرعان ما تبعها فيض قوى من شئ لن تسمح لنفسها بان تدعوه خيبة امل عندما ادركت ان المتكلم هو ابن عمها نايجل 0
لاعجب ، بعد كل ما عانته ، ان تكون مشاعرها فى حالة غير طبيعية من عدم الاتزان 0
-اخيرا ، انها المرة الثالثة التى اتصل بك فيها ، كيف سار الامر مع ليو جفرسن ؟ انا متلهف لاعلم 0
تنفست بعمق وابتدا قلبها بخفق عندما تملكها الشعور بالذنب والخزى ، عرقت يداها . لم تكن قط كذابة بارعة 0
-لم يحدث شئ 0
-هل جننت ؟
تنفست الصعداء فقد اعطاها جوابا ممتازا لمازقها 0
-كنت ... كنت متعبة ، ثم غيرت رايى ... و ...
وقبل ان تخبره بانها ستكتب الى ليو جفرسن بدلا من التحدث اليه ، قاطعها قائلا : كنت اعلم انك لن تتابعى الامر . لاباس . لقد جاء العم نايجل لنجدتك . لقد دعانى رئيسى الليلة الى العشاء ، وسالته ان كان بالامكان ان احضرك معى . سيتحدث الى ليو جفرسن بنفسه الاسبوع القادم ، واذا انت عرضت عليه قضيتك انا واثقة من انه سيضيف قضية المدرسة الى حديثه 0
-آه ، يا ناجيل ! هذا لطف كبير منك . لكننى لا اظن ...
لم تكن فى مزاج مناسب لحفلات العشاء ، اما بشان فكرة وضع قضية المدرسة فى عهدة رئيس نايجل الذى كان رئيس مكتب التخطيط فى المنطقة ... كانت فكرتها عن مصداقيتها ضعيفة للغاية الى حد لم تشعر بنفسها صالحة للقيام بهذا الامر 0
لكن نايجل اخبرها بانه لن يقبل منها رفضا : عليك ان تاتى ! غراهام يريد ان يتعرف اليك . ان حفيده احد تلامذتك ، وهو من المعجبين بك ، اعنى الحفيد وليس غراهام ...
-نايجل ، لا استطيع الذهاب 0

dede77 26-01-10 07:33 PM

-بل تستطيعين ، يجب ان تاتى . فكرى فى مدرستك . ساتى لاخذك الساعة السابعة و النصف ، كونى جاهزة 0
واقفل الخط قبل ان تقول شيئا 0
تفحصت جودي شاشة الكمبيوتر بملل . امضت معظم فترة العصر محاول ارسال رسالة الى ليو جفرسن . كان صداعها قد زال ، ولكن فى كل مرة حاولت فيها التركيز على ما عليها ان تفعله ، كانت تتكون فى ذهنها صورة ليو 0
احمر وجه جودي عندما حدقت فى الشاشة فادركت انها قد ابتدات تكتب رسالتها ( عزيزى ذا العينين المثيرتين ) 0
مسحت هذه الكلمات بسرعة ثم ابتدات مرة اخرى ، مذكرة نفسها بمبلغ اهمية جعل ليو جفرسن يدرك ان اغلاق المصنع لا يؤثر فقط على مدرستها بل على القرية باكملها 0
فى كل انحاء الريف كانت القرى الصغيرة تموت او تصبح مجرد امكنة يقضى فيها عمال المدينة عطلتهم الاسبوعية ، رغم ان كل شخص هنا فى منطقتهم قد جاهد لجعل قريتهم حية عاملة 0
اذا استطاعت ان تكسب رئيس نايجل الى جانبها فهذا سيساعد قضيتهم . قطبت جبينها قليلا وهى تدفع كرسيها بعيدا عن الكمبيوتر . عليها ان تجاهد الان لاجل بقاء مدرستها . عندما عينت فى البداية مديرة لها ، اخبرتها السلطة ستقفل فى النهاية كغيرها من المدارس التى تغلق كل يوم 0
ورغم علمها بانها ستنال ترقية وراتبا افضل اذا هى انتقلت الى مدرسة اكبر ، اخذت تبحث بعزيمة بالغة عن تلامذة جدد ، حتى الى حد اقناع والديهم الذين سبق وصمموا على التعليم الخاص لابنائهم ، بان يدعوا هؤلاء يحصلون على تعليمهم الابتدائى محليا 0
نجحت جهودها فى اكثر من مجال ، وادركت انها لن تنسى ابدا ما شعرت به من زهو عندما استلمت مدرستهم تقريرا ممتازا بعد زيارة تفتيشية 0
لكن زهوها لم يكن الى هذا الحد بنفسها ، بقدر ما هو بجهود التلامذة وبكل من دعم المدرسة . وان نرى كل ما انجزوه يذهب هباء ، كان اكثر مما تطبق 0
لقد اثبتت كيف ان الاولاد ينتعشون ويتعلمون جيدا فى جو من الامان والحب . كانت جودي مقتنعة بان ثقتهم بانفسهم منذ البداية منحتهم شيئا سيعينهم مستقبلا فى مسيرتهم العملية . ولكن محاولتها ان تشرح كل هذا لليو جفرسن كانت اصعب كثيرا مما كانت تتوقع 0
ربما ذلك لانها اشتبهت فى انه سبق وقرر امره ، وان هذه القرية التى سيدمرها ، لا تقاس بما سيربحه ، او ربما لان كل ما يمكنه التفكير فيه وكل ما يمكنها هى ان تراه ، هو الليلة الماضية وما رافقها من احداث 0
توترها كان يمنعها من التركيز ، واخذت تذرع غرفة جلوسها باضطراب عاطفى عنيف 0
الساعة السادسة تقريبا ورسالتها لم تنته بعد ، ولكن عليها ان تتركها الان ثم تبدا بالاستعداد للعشاء 0
نايجل يزعج نفسه كثيرا لاجلها ، وعليها ان تشعر بالشكر له ، ولكن بدلا من ذلك ، كل ماتريده هو البقاء فى البيت والاختباء عن العالم 0

*****

انتهى الفصل الثانى 0

moura_baby 27-01-10 03:10 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

dede77 27-01-10 08:50 PM

موريا بابى
لك مني أجمل تحية .
جزاك الله الف خير 0

dede77 27-01-10 08:52 PM

الفصل الثالث 0

" درس فى الأخلاق" 0

عبس ليو وهو يمر بيده على ذقنه المحلوقة لتوها . لم يشعر برغبة للذهاب الى ذلك العشاء ، ولكن عندما اتصل به غراهام جونسون رئيس مكتب التخطيط فى المنطقة ، ودعاه الى بيته ، شعر بانه لا يستطيع الرفض 0
كان تصرفا عمليا جيدا ان يؤسس علاقات مودة مع السلطة المحلية ، وكان ليو سبق وتعرف الى غراهام واحبه ، وعندما اخبره غراهام ان هناك امرأة سيسره ان يعرفها على المستوى الرسمى شعر ليو ان غراهام لن يكون مسرورا اذا هو رفض الدعوة . على الاقل ، سينسيه هذا التفكير فى الليلة الماضية وفى تلك المرأة الحقيرة بشكل لا ينسى التى اثرت عليه بشكل خطير 0
منتديات ليلاس
حتى الان ، لم يحاول جيريمى دريسكول الاتصال به ، فقد فشلت خطته ولم يحقق مبتغاه . ولكنه اخطا عندما تركها نائمة ليلة كاملة فى غرفته ... فقد يستغل جيريمى دريسكول الامر 0
اترى دريسكول يستفيد هو نفسه من مهارات معذبته ذات الشعر الاسود الجعد ؟ وذهل ليو وهو يكتشف مبلغ كراهيته لهذه الفكرة . اتراه جن بهذا الشعور التملكى نحو امرأة بهذا الشكل ؟ امرأة يمكن لاى رجل ان يمتلكها ؟
*****
-جودي ، انت لا تصغين الى 0
فنظرت اليه جودي معتذرة وهو يوقف سيارته امام بيت رئيسه 0
-انت لا تبدين طبيعية . اتراك قلقة على مدرستك ؟
تجاهلت سؤاله وتنفست بعمق ، مصممة على مشاركته الموضوع الذى يثقل ذهنها : نايجل ، اى شيطان تملكك فجعلك ترسل الى ذلك الكوكتيل الليلة الماضية ؟ انت تعلم اننى لا اتعاطى الشراب ، ولانه لم يخطر لى انه مزيج بالكحول ... حسنا ، كان يحتوى على فاكهة كثيرة ...
فقاطعها بحيرة : هيه ، انتظرى لحظة . انا لم اطلب لك اى شئ فيه كحول 0
-حسنا ، هذا ما احضره النادل الى جناح ليو جفرسن 0
-لابد انهم اساؤا فهمى . لقد طلبت ارسال كوكتيل فواكه وكان غالى الثمن ... فيا للخسارة ! اراهن على انك لم تلمسيه بعد اول جرعة ، اليس كذلك ؟
لحسن الحظ ، قبل ان ترغم على الكذب عليه ، امسك بذراعها وسار بها بحزم الى باب البيت الذى انفتح حين وصولهما ليظهر منه مضيفهما غراهام جونسون وهو رجل طويل اشيب الشعر حلو الابتسامة 0
هز يد جودي قائلا : لابد انك جودي . سمعت الكثير عنك 0
وعندما نظرت الى نايجل بجفاء ضحك مضيفهما : لا ، ليس من نايجل ، رغم انه اتى على ذكرك . كنت اشير الى حفيدنا هنرى . انه احد تلامذتك ومعجب متحمس ، ولديه الحق فى ذلك حسب قول والديه . ابنتنا شارلوت معجبة تماما بالتحسن الذى احدثته المدرسة فى مهارة هنرى فى القراءة 0

dede77 27-01-10 08:53 PM

ابتسمت جودي شاكرة مديحه هذا ، وابتدا توترها يخف قليلا وهما يتبعان مارى جونسون هى ايضا ، مخبرة جودي بانها هى ايضا كانت معلمة ، رغم انها تركت المهنة منذ وقت طويل 0
-قلقت ابنتنا قليلا فى البداية عندما سمعت بانك تؤيدين المزج بين نظرية التعليم التقليدية والالعاب التربوية . لكنها اصبحت معجبة تماما الان ، فهى لا تنفك تحدثنا عن تحسن مواهب هنرى بالنسبة الى قدرته على القراءة 0
فقالت جودي : اننا نحب ان نشجع تلامذنا من كل النواحى . اننا نشعر بمعنوياتنا ترتفع اذا استطعنا تشجيع كل تلميذ على اكتشاف المجال الذى يتمكن من العمل فيه جيدا 0
-فهمت من ابنتى انك تجعلين الاباء يسجلون اسماء اولادهم فى المدرسة حال ولادتهم تقريبا 0
فضحكت جودي : حسنا ، ربما ليس بهذا الشكل تماما ، لكننا حتما وجدنا صيتنا ينتشر من فم الى فم . اننا فوق الحد الادنى الذى نحتاجه لنرضى السلطة التعليمية بالنسبة الى التلاميذ ، ومن المحتمل ان تبقى كذلك الا اذا اقفل المصنع ابوابه طبعا 0
نظرت جودي الى غراهام متسائلة وهى تقول ذلك ، فقالت بلطف : القرار النهائى يعود الى ليو جفرسن وهذا هو سبب دعوتى له للعشاء معنا الليلة . كانت هذه فكرة نايجل وهى جيدة حقا ، فقد تنجح الامور اذا التقيتما معا بشكل غير رسمى . واظن انه ، من وجهه نظره بصفته رجل اعمال ، لم يفكر جفرسن فى تاثير اغلاق المصنع على مدرسة القرية . وطبعا ، ليس ثمة ما يمنع من ابقاء المصنع مفتوحا ، لانه كما فهمت ، من اربع مصانع لن يفقل سوى مصنعين 0
لم تكن جودي تصغى اليه فقد توقفت عن الاصغاء بشكل كامل منذ اللحظة النى نطق بها بتلك الكلمات المخيفة ( دعوته للعشاء معنا الليلة ) 0
ليو جفرسن سياتى الى هنا الليلة للعشاء وستضطر الى الجلوس معه فى نفس الغرفة ، وربما مقابلة له على المائدة 0
شعرت بالغثيان ، وبانها مشلولة من الخوف . وانتبهت حين قرع الجرس وسار غراهام لفتح الباب 0
نظرت بذعر الى الباب المؤدى الى الشرفة متلهفة للهرب منه . لكن الوقت كان قد فات ، فقد عاد غراهام الى الغرفة يرافقة ليو جفرسن ... الرجل الذى نامت فى سريره 0
*****
كان ليو يصغى بادب الى مضيفه وهو يسير به الى غرفة الجلوس ، ثم يفتح الباب ويشير الى ليو بالدخول ، ثم يتبعه ليقدمه الى الجالسين . ولكن فى اللحظة التى خطا ليو فيها من العتبة ، لم يعد يسمع كلمة مما كان غراهام يقوله ، وهو يحدق الى جودي باستنكار عنيف 0
كانت تقف بجانب باب الشرفة ، تنظر الى العالم باجمعه وكانها شهيدة على وشك ان تؤخذ لقطع عنقها ، وعيناها متسعتان للغاية يملاهما الغم وقد اخرسها الخوف 0

dede77 27-01-10 08:53 PM

ما الذى يجرى ؟ ولماذا هى هنا ؟ ثم ادرك ليو ان غراهام يقدمها اليه بصفتها مديرة المدرسة المحلية 0
شعر وكانه يشاهد مهزلة . كان يعلم ان الامور فى الارياف مختلفة عنها فى المدن ، ولكن ليس الى هذا الحد اللعين بحيث ان مديرة مدرسة تتخذ ايضا حرفة دنيئة !
تملكته الحيرة لموجة عارمة من الغيرة غمرت سيطرته المعتادة على نفسه وكذلك تلك الكراهية الفورية التى شعرها نحو ذلك الرجل الواقف بجانبها . وكان غراهام يقول : وهذا نايجل مارس مساعدى وابن عم جودي 0
ابن عمها ! وتملكه الارتياح بعد مشاعره السخيفة 0
وبينما كانت مارى تتحدث الى ليو . همس نايجل لجودي : لدى مفاجاة صغيرة لك 0
فمنحته ابتسامة شاحبة ، بينما كان غراهام يسالها ببشاشة : هل احضر اليك كاس شراب جودي ؟
فاجابت بشكل آلى : انا لا اشرب عادة . شكرا 0
ثم توهج وجهها احمرارا عندما رات النظرة التى رمقها بها ليو جفرسن 0
فقال نايجل لغراهام هازلا : انها متزمتة متمسكة بالمبادئ الاخلاقية من قبل ان تصبح معلمة . لا استطيع ان اصدق اننا جئنا من مصدر جينات واحد . دوما اخبرها بان عليها ان تسترضى وتتلحلح قليلا وتستمتع بالحياة ، وتنطلق 0
لم تشا جودي ان تنظر الى ليو جفرسن مرة اخرى . لكنها ، لامر ما ، لم تستطع ان تمنع نفسها من ذلك . ذهلت عندما راته يقترب منها ، وعندما كان نايجل يجيب على شئ كانت مارى تقوله ، مال الى الامام وهمس لجودي ساخرا : انه تغيير كامل فى الشخصية هذا الذى استطعت انجازه فى اربع وعشرين ساعة 0
-ارجوك !
توسلت اليه بقنوط خائفة من ان يكون سمعه احد لكنها شعرت بالارتياح حين انتقل الجميع الى خارج مرمى السمع 0
فقال يذكرها بنعومة : ( ارجوك ... ) اذكر انك قلت لى شيئا كهذا الليلة الماضية 0
فتوسلت اليه بانزعاج : كفى . انت لاتفهم 0
-معك الحق تماما فى اننى لا افهم . اخبرينى شيئا ، هل يعلم اصحاب مدرستك ان لديك وظيفة اخرى هى الصيد ؟ انا اعلم ان مديرات المدارس قد لا يقبضن رواتب جيدة ، لكننى لم اتصور قط انهن يضفن الى دخلهن مثل هذه الدروس الخاصة 0
-لا ، انت ...
كانت جودي تريد ان تستمر وتخبر ليو انه فهم الامر خطا ، لكن لهجتها العنيفة جعلت نايجل يقطع حديثه مع مارى جونسون ، وينظر اليها بقلق . كان يعلم كم هى محمومة المشاعر بالنسبة الى مدرستها ، لكنه لم يتوقع ان يسمعها تتجادل مع ليو جفرسن فى هذا الوقت المبكر من المساء ، فهذا لا يبشر بخير . وعلى كل حال ، قبل ان يرتجل نايجل بعض الكلمات الديبلوماسية ، اعلنت مارى ان العشاء جاهز 0
قال نايجل وهو يتنهد راضيا بعد ان تناول اخر ملعقة من الحلوى : كان ذلك لذيذا للغاية ! العيش منفردا شئ جميل ، لكن السخان الميكرويف لا يمكن ان يحل مكان الطهى المنزلى . دوما اقول هذا لجودي ، لكنها لاتفهم بالاشارة 0

dede77 27-01-10 08:54 PM

قال هذا لمارى وهو ينظر الى جودي مداعبا 0
فاجابت جودي بحزم : اذا كنت تحب الطعام البيتى عليك ان تتعلم الطهى . اننى اصر على ان يتعلم التلامذة ، اناثا وذكورا ، مبادئ الطهى 0
فالتفتت مارى الى ليو : اظن هذا رائعا . لقد فعلت جودي الى مدرستها العجائب . عندما استلمت الادارة لم يكن ثمة سوى بعض التلامذة القلائل ، والمدرسة على وشك الاقفال ، انما الان الاباء يسجلون اسماء اطفالهم عند مولدهم لكى يضمنوا لها مكانا0
شعرت جودي بوجهها يحمر عندما التفت ليو ينظر اليها . كان المساء باكمله كابوسا ، وحتى الان مازالت نهايته بطيئة بالنسبة اليها 0
قال نايجل : آه ، نعم . جودي تحب مدرستها بشكل محموم 0
-بشكل محموم ؟
شعرت جودي بتوترها يزداد عندما كرر ليو هاتين الكلمتين بنفور وسخرية كما كانت تتوقع . هل سيخذلها ؟ لكن الارتياح تملكها عندما تابع : انا واثق من ذلك 0
فقال غراهام بهدوء وهو يبتسم لجودي : اظنها قلقة ايضا للضرر الذى سينعكس على مدرستها اذا اردت ان تقفل مصنع فراميتون 0
عندما نظر ليو اليه بحدة ، هز غراهام كتفيه بخفة وقال له : ليس سرا انك تنوى ان تغلق واحدا او اثنين من المصانع ، فقد ذكرت ذلك الصحف 0
فاجاب : هذا لم اقرره بعد 0
فسالته جودي : هل تفكر فى اغلاق مصنعنا ؟
فقطب جبينه . انها لم توجه اليه كلاما طوال المساء ، حتى انها لم تكد تنظر اليه ، لكنه شعر بتوترها وعدائها بنفس الوضوح الذى يشعر هو بذلك نحوها 0
لقد غاظه انها تقوم بدور معلمة متفانية كذبا وخداعا بينما هو يعرف حقيقتها 0
لابد انها خالية تماما من الضمير ! كم هى ماهرة فى خداع كل من حولها بمثل هذا النجاح ، وفى كسب ثقتهم واعجابهم واحترامهم . وحدث نفسه ان قوة مشاعره هى ردة فعل طبيعية لاكتشافه ازدواجيتها . اذا شاء ان يكشف حقيقتها ... لكن طبعا لا يستطيع ذلك ...
ولكن لماذا فعلت ذلك ؟ هل لاجل المال كما ظن فى البداية ؟ هل لانها تستمتع بالمخاطر؟ ام لانها تريد ان تساعد دريسكول ؟ ولامر ما وجد هذا السبب الاخير اكثر هذه الاسباب كراهة 0
كانت جودي تشعر بنظرات ليو تحرقها بالازدراء المر ... اذا تحدث عن الليلة الماضية ... ! لو ان نايجل قد ابدى اقل اشارة الى ان ليو سيكون معهم ضيفا لما استطاعت قوة فى الارض ان تحملها على الحضور 0
شعرت بالمذلة وهى تسمع الاخرين يمدحونها ، ولم تجرؤ التنفس كيلا يقول ليو شيئا0
قريبا سينتهى فصلهم الدراسى الحالى . وفى العادة ، كانت تشعر بالحزن عندما يحدث هذا ، خصوصا فى نهاية الفصل الصيفة حيث يكون على التلامذة الاكبر سنا ان ينتقلوا الى مدرسة كبيرة . لكنها ، حاليا كانت متلهفة الى ان تتوارى عن اعين الناس 0

غــلا 28-01-10 03:23 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 28-01-10 02:52 PM

كان بعض اصدقائها من ايام الجامعة قد دعوها الى القدوم معهم فى عطلة يسيرون فيها على الاقدام . وهى تتمنى الان لو انها قبلت الذهاب معهم . وبدلا من ذلك قالت انها تريد ان تزخرف بيتها وتصلح حديقتها . هذا الى انها ستحاول تحسين مدرستها ... وهو شئ كان فى نظرها مصدر بهجة اكثر مما هو واجب 0
والان ، بفضل ليو جفرسن ، كل تلك المباهج الخفيفة التى كانت تتطلع اليها قد حجبتها سحابة شعورها بالذنب السوداء 0
وسمعت غراهام يقول : حسنا ، سيخيب املنا جميعا اذا انت قررت اقفال المصنع . اننا هنا نعيش فى منطقة ريفية صغيرة ، وليس من السهل العثور على اعمال بديلة للاعمال الكثيرة التى سنفقدها 0
فاجاب ليو : هذا كله يتوقف ، لسوء الحظ ، على الحالة الاقتصادية . السوق ليس كبيرا بما يكفى لدعم مصانع كثيرة كلها تنتج نوعا واحدا من السلع 0
وفجاة ، ما سمعته جودي كان كافيا . رغبتها المحمومة فى ان تنقذ مدرستها تغلبت على الخوف والخزى اللذين ابقياها صامتة طوال العشاء ، فالتفتت الى ليو ، وقالت له غاضبة : لقد استطاع ان يدعمها جيدا قبل ان تستلمها انت ، ويبدو لى ان الحقيقة هى ان الحالة الاقتصادية التى تعنيها انت هى ما يمس ارباحك فقط ... دون ان يكون لديك فكرة عن المشقات التى تسببها ! سيخسر الناس اعمالهم ، وسيتحطم اسر ومعيشات . لدى فى المدرسة اطفال اسرهم تعتمد فى معيشتها على المصتع ... الاباء ، والامهات ، الجدود ، العمات والاعمام . الا تهتم لشئ سوى كسب المال ؟
شعرت بذلك الصمت القصير الذاهل الذى احدثه انفجارها هذا . كان نايجل ينظر اليها محذرا ، بينما كان غراهام جونسون مقطبا قليلا وهو يقول : كلنا نفهم شعورك جودي ، لكن الاقتصاد والارباح لا يمكن تجاهلها . ليو يتنافس فى اسواق عالمية ، ولكى تبقى اعماله ناجحة ...
فقاطعته لا تستطيع ان تتوقف بعد ان ابتدات : فى الحياة اشياء اهم بكثير من الارباح0
فنظرليو اليها بحدة : مثل ماذا ؟ مثل ان يكون لديك فى مدرستك ما يكفى من التلامذة للتاثير على مفتشى المدارس ؟ الست حريصة على ان تظهرى عدد تلامذتك لكى تحصلى لقاء ذلك على مخصصاتك المالية من وزارة الثقافة ، مثلى فى استثماراتى المالية فى عملى ؟
فقالت غاضبة : كيف تجرؤ على هذا القول ؟ الاولاد انفسهم ، ثقافتهم ، مستقبلهم ، حياتهم ، ذلك ما يهمنى . اما ما تفعله انت ...
-ما افعله هو محاولة ادارة عمل مربح . اما انت ، مع الاسف ، فقد اعمتك نظرتك الضيقة . على ان ارى صورة اكبر . اذا انا ابقيت الاربع مصانع مفتوحة لن تدر اى منها ربحا ، وعند ذلك ساكون عاطلا عن العمل واخسر من الوظائف اكثر مما لو اغلقت اثنين منها 0
-انك لا تهتم ، اليس كذلك ؟ لاتهتم بما تفعله بالتعاسة التى ستسببها 0

dede77 28-01-10 02:53 PM

ادركت انها اجتازت الحد ، وان غراهام ونايجل يراقبانها باهتمام وذعر ، ولكن ثمة شئ يدفعها الى الاستمرار . التوتر الذى كانت تشعر به طوال المساء قد تغلب على عقلانيتها وتملكها دافع لتدمير النفس لم تستطع التغلب عليه 0
قال ليو عابسا : ما يهمنى هو ابقاء عملى فى القمة 0
فلوت شفتيها بازدراء : بالضبط ... الا يهمك ان ما تفعله هو لا اخلاقى كليا ؟
توترت وهى تسمع تنفسه الحاد : انت تجرؤين على اتهامى باللا اخلاقية !
اترى الاخرين سمعوا ، كما سمعت ، الطريقة التى لفظ بها كلمة انت ؟ اخذت تتساءل مصدومة وهى تحاول ان تصمد ازاء نظرة الاحتقار التى رمقها بها 0
وتدخل غراهام بشئ من الضيق : جودي ، عزيزتى ، اننا جميعا نقدر شعورك نحو كل شئ . لكن ليو لديه حق ، فمن الطبيعى ان يكون عمله تنافسيا 0
-آه ، هذا طبيعى !
قالت هذا بلهجة لاذعة بينما وقف نايجل معلنا ان الوقت حان لذهابهما . لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تلقى على ليو نظرة متحدية : فى النهاية ، كل شئ ينتهى بالمال ، اليس كذلك ؟
وعندما وقف هو بدوره ، نظر اليها وقال بلطف : كما ينبغى عليك ان تعلمى 0
وشعرت بوجهها يتورد ، بينما اضاف ليو حين ذهبت مارى لتحضر لهم معاطفهم : يمكنك ان تخبرى صديقك دريسكول ...
فقاطعته : جيريمى دريسكول ليس صديقا لى ، واذا شئت الحقيقة ، انا اكرهه واشمئز منه مثلك تماما 0
وكانت ترتجف وهى تلبس معطفها شاكرة مارى . ثم تسرع بالخروج الى دفء الليل امام نايجل الذى التفت الى مضيفهما يقول له شيئا 0
عندما انتظرته بجانب السيارة وظهرهما الى المنزل ، كانت تغلى من الغضب ، بينما ابتدات تشعر بتاثير رؤيتها ليو جفرسن وطريقة جدالهما امام الجميع 0
عندما سمعت صوت خطوات نايجل قادما نحوها ، قالت بعنف متوسلة دون ان تنظر اليه : اخرجنى فقط من هنا 0
-الى اين تريدين ان اخذك بالضبط ، ام ان بامكانى ان اخمن ؟
استدارت بسرعة وهى تشهق عندما ادركت ان من تحدثه ليس نايجل بل ليو جفرسن0
-ابق بعيدا عنى !
قالت هذا ثائرة وهى تبتعد عنه 0
كان تصرفها هذا مبالغ فيه والذى لا مبرر له ، اخر ما امكنه احتماله ، فقال : اوه ، هيا ... ليس هنا من يسمعك 0
فردت عليه بحدة وهى ترتجف : انت لاتعرف شيئا 0
فقال بعنف : ليس هذا ما اخبرتنى به الليلة الماضية .الليلة الماضية ...
فقالت بمرارة : الليلة الماضية لم اكن اعلم ما افعل . ولو كنت اعلم ... لكنت انت اخر رجل قد اقترب منه 0

dede77 28-01-10 02:54 PM

قالت هذا وهى ترتجف . ولم تكن تفكر بتعقل ، بل كانت متعجرفة فى دوامة هائلة من مشاعرها القهارة . وكانت مشاعره مثلها . مد يده يناولها حقيبة يدها التى كانت نسيتها فى البيت ، قائلا ببرودة : انت نسيت هذه . ابن عمك مازال يتحدث مع غراهام ومارى فطلب منى ان احضرها اليك . اظنه اراد ان يمنحك فرصة تعتذرين فيها الى عن فظاظتك المخيفة اثناء العشاء ...
-فظاظتى ...
ومدت يدها غاضبة تاخذ منه الحقيبة ولكنها جمدت مكانها عندما احتكت اطراف اصابعها بيده 0
مجرد شعورها بلمسته ارسل شلالا من الطاقة الكهربائية غير المرغوب فيها فى كيانها كله 0
-لا تلمسنى !
نهرته ثم تاوهت بصوت ناعم معذب عاجزة ، واسقطت حقيبتها ثم ترنحت نحوه فى نفس الوقت الذى مد يديه اليها يجرها اليه . شعورها به كان مالوفا بشكل عنيف مذهل جعلها تتجاوب على الفور . رفعت بصرها الى وجهه ثم عانقها ، معاقبا متملكا . شعرت به يرتجف عندما انغرزت اصابعه فى اعلى ذراعيها . ولكنه فجاة بدا وكانه غير رايه ، فتركها فجاة واستدار على عقبيه مبتعدا 0
مضت عدة ثوان وهى ترتجف حتى استطاعت ان تنحنى لتلتقط حقيبتها ، واثناء ذلك سمعت صوت نايجل يناديها ، ثم يقول بجفاء معتذرا وهو يفتح باب السيارة : اسف لتاخرى . هل تشعرين بتحسن الان بعد ان افرغت كل ما بصدرك 0
فسالته بحدة بعد ان صعد الاثنان الى السيارة : اشعر بتحسن ؟ وكيف يمكن ذلك بعد ان امضيت المساء مع ذلك ... مع ذلك ؟
-لاباس ! لاباس ، فهمت عليك . اظننا جميعا مثلك . وانا افهم شعورك يا جودي ، ولكن عنفك نحو ليو لن ينفعك . انه رجل اعمال ، وعليك ان تحاولى رؤية الامور من وجهة نظره 0
-ولماذا ارى الامور من وجهة نظره بينما هو غير مستعد لرؤية الامور من وجهة نظرى ؟
فنظر اليها بجفاء : هناك مثل ذكى للغاية عن انك بالعسل تلتقطين من الذباب اكثر مما تلتقطينه بالخل . رغم اننى لا اراك فى مزاج يحب سماع ذلك 0
فشعرت بوجهها يتوهج : هذا صحيح 0
وتنهدت : لماذا لا تبقى الامور كما كانت ؟ كان كل شئ على ما يرام عندما كان المصنع ملكا لدريسكول 0
فاجاب بهدوء : ليس تماما 0
عندما نظرت اليه هز راسه . لقد تكلم اكثر من اللازم وهو لم يصبح حرا بعد فى ان يخبرها عن طرق الخداع والاحتيال التى اتهم جيريمى دريسكول بممارستها فى العمل . ولم تلح هى عليه اكثر . وبدلا من ذلك انفجرت تقول : ليو جفرسن هو اكثر الرجال الذين قابلتهم فظاظة وغطرسة وصعوبة فى التعامل معه . واتمنى ... اتمنى ...

dede77 28-01-10 02:57 PM

كانت غير قادرة على ان تحدد بالضبط ماذا تعنى ، ولماذا ... عضت شفتها ونظرت الى خارج السيارة فسرها انهما اصبحا فى القرية وسرعان ما يصبحان فى البيت 0

*****
عبس ليو وهو يذرع ارض غرفة جلوسه فى جناحه . كان يفكر فى ان يتصل بموظفة الاستقبال ويطلب منها ان ينقلوه الى جناح اخر ، فهذا الجناح يذكره كثيرا بها هى ... جودي مارش !
تلك المرأة المثيرة للغيظ التى استحالت ، من مخلوقة فاسدة الى خصم شرس الليلة ، لديها من الوقاحة ما يجعلها تتهمه باللا اخلاقية فى تصرفاته ! كيف استطاع ان يمنع نفسه من ان يتحداها ؟ ان تجد لنفسها ، بعد ذلك ، مبررا ، فهذا ما لا يعرفه حقا . ثم انها معلمة مدرسة ! ربما كان هو ساذجا للغاية ، لكنه لا يستطيع ان يفهم شيئا 0
اما بالنسبة الى ما قالته عن مصنعه وعما سيؤثر اغلاقه على حياة الناس ...
وقطب جبينه . اتراها تظنه يستمتع باخراج الناس من اعمالهم ؟ انه ليس كذلك طبعا . ولكن حالة المصانع الاقتصادية لا يمكن تجاهلها هكذا وبكل بساطة 0
حسنا ، انه فقط يامل بان لا تضع فى راسها ان تاتى لزيارته الليلة ، لانها اذا جاءت فسيرميها خارجا ويهينها امام الملأ 0منتديات ليلاس
*****

انتهى الفصل الثالث

moura_baby 29-01-10 03:10 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

moura_baby 29-01-10 03:12 AM

في انتظار التكملة حبيبتي

dede77 29-01-10 10:14 PM

الفصل الرابع 0

" من المخطئ ؟ "
-
انت دفعتنى !
-لا ، لم افعل 0
بحزم مشوب بالرفق فضت جودي نزاعا احدثه اكثر تلامذتها اثارة للمشاكل وهى تسير فى الملعب 0
لم يكن ترك بن فانشاو ذى السابعة وشانه تصرفا يجعله صبيا اجتماعيا سعيدا ، ولكن بفضل امه المتسلقة درجات المجتمع اصبح صبيا صغيرا يهرب منه الاولاد 0
كانت جودي قد حاولت بلباقة ان تناقش الموضوع مع امه لكن مشاكل بن كانت مؤلفة من حقيقة ان ميرا فانشاو لم تكن امه فقط ... لكنها احد اعضاء مجلس ادارة المدرسة ، وهو مركز وضعت عينها عليه منذ الدقيقة التى انتقلت فيها مع زوجها الى هذه القرية 0
وكانت اوضحت لجودي ، هى الصديقة الحميمة لجيريمى دريسكول وزوجته ، اوضحت انها كانت تفضل ان ترسل ابنها الى مدرسة خاصة ، لولا ان والدى زوجها رفضا دفع نفقات المدرسة قبل ان يصبح فى سن مناسبة لذلك تشبها بالاجيال السابقة من ذكور العائلة ، ولهذا اضطرت الى ادخال بن مدرسة القرية 0
بعد ان شقت طريقها ، بمختلف الوسائل ، الى عضوية مجلس ادارة المدرسة ، اخذت تمطر الاثنين ، جودي ومجلس الادارة ، بارائها فى تحسين المدرسة 0
بعد ان خسرت ، ميرا ، اخر معركة لها لكى تفرض على المدرسة نهجا فى الرياضيات راته هى مفيدا جدا لابنها ، اوضحت لجودي انها اصبحت من الد اعدائها0
حاولت جودي بلباقة ان تقترح تشجيع ابنها على ان يتخذ مزيدا من الاصدقاء بين زملائه من التلامذة ، لكن ميرا قابلت تلميحاتها الرقيقة بغضب بالغ وعداء قائلة لجودي بانها لا يمكن ان تقبل بان يختلط ابنها بابناء القرية العوام 0
-عندما يغادر ابنى هذه المدرسة ، سيتعرف الى طبقة من الاولاد مختلفة جدا . وهو يعرف هذا ، ويعرف ايضا اننى كنت افضل له ان يدخل مدرسة خاصة حقيقية . يا ليتنى استطيع اقناع جديه بان من الافضل جدا لو كان الان فى مدرسة خاصة ! لقد ذعر جيريمى وزوجته اليسون لمجرد تفكيرنا فى السماح له بدخول هذه المدرسة . على الاقل ، بعد ان اصبحت الان عضوا فى مجلس الادارة ، صار بامكانى ان اتاكد من انه يتلقى اصول التعليم الصحيح . لقد اخبرتنى زوجة القسيس منذ ايام فقط كم تحسنت المدرسة منذ اشتراكى فى ادارتها 0
قالت هذا متباهية تاركة جودي موزعة بين الرثاء للصبى والحيرة من عدم مراعاة ميرا لاحاسيس الاخرين . هذا مع العلم بانها لا تطيق ميرا وتشمئز من غطرستها 0
بعد ان لم تبق سوى وقت قصير على انتهاء الفصل الدراسى ، كان من الطبيعى ان يتملك الاولاد الحماسة والنشاط ، كما اقرت جودي وهى تسير الى مكتبها 0
وعندما رن جرس المدرسة يستدعى التلاميذ الى التجمع لدخول الصفوف ، كانت هى مستغرقة فى عملها بحيث نسيت تقريبا ليو جفرسن 0منتديات ليلاس

dede77 29-01-10 10:16 PM

تقريبا ...
اجفل ليو عندما رن تليفونه الخلوى . كان فى سيارته متجها الى اجتماع مع محاسبه فى مصنع فراميتون الذى كان موضوع ذلك الجدل الحار بينه وبين جودي تلك الليلة0
قطب جبينه وهو يرى الرقم المسجل لطالبه . اذا كانت تتصل به محاولة ان ...
رفع التليفون الى اذنه لكن صوت الطالب لم يكن صوت جودي ، حتى ولا صوت امرأة بل صوت جيريمى دريسكول : اسمع . لقد فكرت فى الاتصال بك لكى ارى ان كان بالامكان ان نتفق . ما اريد ان اقوله هو انك مضطر الى اقفال مصنعين على الاقل ، فانا اقدم اليك هنا عرضا جيدا وهو استعدادى لشراء مصنع فراميتون منك 0
وكان ليو يصغى اليه عابسا 0
-تشتريه ؟
ساله متحديا وانتظر ان يهدده جيريمى بالابتزاز لكى يوافق ، لكنه دهش عندما لم يشر جيريمى الى جودي وزيارتها له فى سريره 0
-اسمع . نحن الاثنين من رجال الاعمال ، ونحن الاثنين تعلم ان هناك طرقا ووسائل من وراء بيعك لى المصنع ستفيدنا نحن الاثنين ماليا ...
لم يجب ليو !
كان جيريمى بريسكول يقوم مع زوجته برحلة الى البحر الكاريبى عندما قبل والد زوجته عرضه لشراء المصنع ، واخذ يبدو واضحا لليو ، ان جيريمى لسبب ما ، لا يريد ان يرى البيع يتم 0
فقال ، وكانت هذه هى الحقيقة : اننى لم اقرر بعد اى المصانع ساغلقها 0
-مصنع فراميتون هو الخيار الواضح . اى شخص يمكنه ان يرى ذلك 0
قال جيريمى هذا بالحاح ، واحس ليو بنبرة قلق فى صوته 0
كان ليو قد اوشك على الوصول الى المصنع فاراد ان ينهى المكالمة : ساتصل بك عندما اتخذ قرارى 0
عندما انهى ليو الاتصال ازداد عبوسه . ازعجه ان جيريمى دريسكول لم يقل كلمة عن جودى . هل اخبرته انه رفضها ؟ لكنها بقيت تلك الليلة فى غرفته وهذا كاف ليستغله رجل كدريسكول ... دريسكول ليس بالرجل الذى يغفل فرصة تزيد من ارباحه الى اقصى حد . ورغم ان ان ليو يعلم انه لن يسمح له بان يبتزه ، الا انه مع ذلك فى موضع ضعف 0
ولكن لا يمكن ان يقاس ذلك بموضع الضعف الذى وقعت فيه جودي نفسها ، كما اقر عابسا 0

*****
سال ليو محاسبه بعد ان انهيا جولة قاما بها فى انحاء المصنع : اذن ، انت تنصحنى بان اغلق هذا المصنع ؟
-حسنا ، يبدو ان هذا هو الخيار الوحيد . لان مصنع نيوهام يقوم بجانب شبكة طرق السيارات 0

dede77 29-01-10 10:17 PM

فقاطعه ليو : وهذا يعنى بسهولة بيع البضائع للمتعهد . وهذا سيسمح لى بان اعزز الانتاج فى مصنع فراميتون واستعمل نيوهام للتوزيع فقط . او ، اذا ثبت ان ذلك غير اقتصادى ، ابيعه 0
فقال المحاسب : نعم ، يمكنك ذلك 0
فتابع ليو : كذلك فراميتون لديه ميزة حصوله مؤخرا على خط جديد الانتاج 0
-نعم اعلم هذا . يبدو ان حريقا شب فى المصنع القديم وهذا يذكرنى بشئ اخر 0
واخبره المحاسب بحذر : هنالك امر او اثنان غير مفهومين 0
-مثل ؟
-مثل شبوب حريقين فى فترة قصيرة جدا ، وخلل معين فى جهاز المحاسبة . يبدو ان هذا المصنع كان يديره صهر المالك ، والذى سبق له العمل فى عمل اكسبه سمعة غير مقبولة من مصلحة الضرائب 0
فقال ليو بحدة : اذن هذا يعنى الغش 0
-لا ادرى ، لكننى لم اجد فى الحسابات اى غش اثناء الاستلام وعلى كل حال ، قد لا تكون تلك الحسابات هى الوحيدة المسجلة للمصنع . لكن هناك ما يحدثنى ان الامور ليست كما ينبغى ان تكون0
وتساءل ليو ان كان المحاسب ادرك ، دون وعى ، السبب الذى يجعل جيريمى بهذا القلق لاستعادة المصنع هذا بالذات 0
وكان محاسبه يتابع : اذا كنت جادا فى البحث عمن يشترى مصنع نيوهام ، فانا اعرف واحدا ...
فقاطعه ليو : افضل ان اقرر توزيع اعمالى بنفسى . ومع ارتفاع الاسعار كما هو الان ، من المفيد اقتصاديا السيطرة على تلك الناحية من العمل 0
ما الذى يفعله بحق الله ؟ تساءل ليو فى داخله ساخطا . انه يبحث عن مناقشات تبقى مصنع فراميتون مفتوحا ! من المؤكد انه لا يسمح لنفسه بان يكون تحت تاثير اراه عاطفية لامرأة لا تعرف شيئا عن الاعمال . رغم انها تعرف كل شئ عن كيفية اغراء الرجل . امرأة كانت تخنقه وتقوده الى الجنون ، كما قرر ليو ساخطا 0
افترقا ، هو ومحاسبه ، عند بوابة المصنع ، وكان وقت الغداء قد حل تقريبا . وتذكر ليو ان هناك مقهى فى القرية يمكنه ان يجد فيه ما ياكله 0
اذا غير خطته وابقى على مصنع فراميتون فهذا يعنى انه سيمضى فترة لا باس بها من الوقت فى هذه المنطقة ، عدة اشهر على الاقل . ولهذا عليه ان يستاجر مكانا يسكن فيه 0
تذكر ان المقهى كان مقابل الكنيسة تقريبا . ويفصل بينه وبين المدرسة ، المقبرة وحقل معشوشب 0
ولان الوقت وقت الغداء ، كان ملعب المدرسة مليئا بالاولاد . فاتجه الى موقف سيارات المقهى حيث اوقف سيارته ثم اتجه الى المدخل الرئيسى 0
اثناء ذلك استرعى انتباهه مجموعة من الاولاد يحيطون بشخص مالوف 0
كان شعر جودي الجعد يلمع تحت اشعة الشمس . كانت ترتدى تنورة قطنية وبلوزة بلونها 0

dede77 29-01-10 10:22 PM

لم تره ، كما اعترف ، لكنها كانت تضحك لشئ قاله احد تلامذها ، وهى تلقى براسها الى الخلف كاشفة عن خط عنقها بلون بشرتها الحنطية . وخفق قلبه بعنف لمرآها – انه يريدها !
كانت تبدو فى دورها هذا الذى اختارته لحياتها كانها فى بيتها . الاولاد كانوا معها مرتاحين تماما . ثم ، وكانها ، بشكل ما ، شعرت بنظراته ، فنظرت باتجاهه . جمدت مكانها وتلاشت البهجة فجاة من وجهها عندما تصارعت نظراتهما بصمت عبر تلك المسافة التى تفصلهما 0
وكانما احس الاولاد ايضا بعدائهما ، فجمدوا وسادهم الصمت . وما لبث ليو ان راها تشير اليهم بالابتعاد عن سور المدرسة الى حيث تواروا عن الانظار 0

*****

كان المطعم مزدحما ، لكن ليو لم ينتبه الى احد من الزبائن 0
كانت افكاره مع جودي ما جعله يتساءل عابسا عما يحدث له 0
تناول طعامه بسرعة دون ان ينتبه الى نوعه ، وهو ما زال يتخيل جودي محاطة بتلاميذها . لقد بدت ...
هز راسه محاولا ان ينبذ صورتها من ذهنه ما جعل النادلة التى خدمته ترتجف قليلا وتفكر كم يبدو خطرا !
بعد ان انهى عشاءه ورفض كوب قهوة ثانيا ، نهض ، غافلا عما سببه للنادلة من خيبة امل 0
فى عودته الى السيارة ، لاحظ ان ملعب المدرسة خال الان ولا ريب ان الاولاد عادوا الى صفوفهم . بينما عاد الى المدينة فى سيارته وهو يعنف نفسه : اليس لديه ما يفكر فيه سوى معلمة المدرسة تلك ؟
قال السمسار : حسنا ، ليس لدينا ، عادة ، املاك للايجار . ولكن ما حدث انه طلب منا ان نجد مستاجرين لمنزل فاتن خارج قرية فراميتون بالضبط . لا ادرى اذا كنت تعرف القرية 0
-نعم اعرفها 0
-انا نفسى اعيش فيها . فاذا كان لك اولاد انصحك بان تضعهم فى مدرسة القرية . المديرة جودي مارش رائعة ...
فقاطعهم : انا اعرف جودي 0
-تعرفها ؟ حسنا ، ان كنت صديقا لجودي ستجد ترحيبا حارا فى القرية ، فهى محبوبة جدا من اهل التلاميذ كما هى من التلاميذ ، وهى تستحق ذلك . زوجتى ترتجف خوفا من فكرة مغادرتها القرية . انها تقول ان المدرسة لا تساوى شيئا من دونها . كلنا معجبون بمجهودها التى لا تكل او تمل للاحتفاظ بالمدرسة مفتوحة ، ولجمع ما يكفى من المال لتشترى الملعب الرياضى القريب منها لكى تمنع جيريمى دريسكول من ان يشتريه ارضا للبناء . وهذا لم يجعل بينهما ، هى وجيريمى ، مودة على الاطلاق ، فهى لم تكن قط من انصاره ، كما ربما تعلم ...
*****

dede77 29-01-10 10:23 PM

والقى على ليو نظرة اخرى متفحصة ، لكن ليو اكتشف انه كره بشكل غريب ان يصحح للرجل فكرته المغلوطة . ذلك لانه كان مشغولا بتحليل قول السمسار المدهش عن كراهية جودي لجيريمى دريسكول 0
سال السمسار : اذا كنت تريد ان ترى منزل آشتون هاوس ...
حدث ليو نفسه ان عليه ان يرفض ، وان يختار العيش بعيدا عن جودي مارش بمسافة اقل من مئة ميل هو جنون تام . ولكن لامر ما ، سمع نفسه يوافق على رؤية المنزل ، وعلى اقتراح السمسار بان يذهبا على الفور ...
-حدث لدى انطباع بان جيريمى دريسكول غير محبوب هنا 0
ساله ليو هذا بعد نصف ساعة وهما امام المنزل الجيورجيانى الجميل : حسنا ، لا . انه ليس محبوبا . ورغم انه متزوج ، الا انه يظن نفسه معشوق النساء ، وطبعا جودي بالذات معروفة جيدا بتزمتها الاخلاقى ، ولهذا اظن انها افهمته بصراحة انه غير مرغوب فيه 0
جاهد ليو ليستوعب هذه المعلومات الجديدة عندما غير السمسار الموضوع ليخيره عن البيت : لقد بنى المنزل اصلا للابن الاصغر لملاك اراضى . ومع كل زخارفه الداخلية يعد جوهرة رائعة ، ولو كان لدى مال كافِ لاشتريته . صاحبته العجوز توفيت منذ اسابيع ، فاراد الوارثون ان يبيعوه ، لكنهم يريدون له مستاجرا الان الى ان يتم فرز الاملاك . هل ندخل ؟
كان المنزل جوهرة حقا . وشعر ليو بانه كان سيشتريه لو انه يبحث عن بيت دائم . ولهذا كان سعيدا بدفع الايجار المتواضع نسبيا الذى طلبه السمسار 0
وعندما عادا الى مكتب السمسار لانجاز اوراق الايجار ، لم يكن بيته الذى استاجره يشغل افكاره اكثر مما يشغله ما اخبره به السمسار عن جودي 0
لماذا يبدو ان كل شخص يعتبر جودي مثالا للفضائل ؟ هل يمكن ان يكون رايه فيها خاطئ الى هذا الحد ؟ بشكل ما وبعد عودته الى الفندق ، عاد الشك يساوره بشكل لم يستطع التخلص منه . هل يعقل ان كل ولئك الناس مخطئون وهو وحده على صواب ؟ واخبره المنطق بان ذلك غير صحيح 0
ولكن لا شئ يغير حقيقة ان جودي كانت فى غرفته وفى سريره 0
*****
ارغمت جودي نفسها على الابتسام لمجموعة الاباء المجتمعين خارج بوابة المدرسة يتحدثون مع بعضهم البعض بينما هم يحرسون اطفالهم بانظارهم 0
فى المصنع تجرى مجموعة تنقلات ، وهذا يعنى بان مجموعة كبيرة من الاسر التى يعمل فيها الام والاب معا ، قد قسم كل والدين بينهما مهمة احضار واخذ اولادهما من المدرسة . كان الاباء يفضلون لذلك فترة بعد الظهر ، ولو لم تكن جودي مشغولة البال بليو جفرسن لوقفت معهم تتحدث قليلا 0
اثناء مرورها سمعت الرجال يتحدثون عن امكانية اغلاق المصنع ، ونيتهم فى اظهار اعتراضهم : علينا ان نفعل شيئا يمنع ذلك . لا يمكننا الوقوف متفرجين بينما اعمالنا ومصدر معيشتنا يضيع 0
قال رجل هذا بغضب ، فقال رجل اخر : نحن بحاجة الى ان نقوم بمظاهرة 0

dede77 29-01-10 10:24 PM

مظاهرة ! هذا ما ستفعله هى اذا ما هدد احد باغلاق مدرستها الحبيبة 0
قطبت جبينها . هؤلاء هم انفسهم الذين ساندوها فى تصميمها على ابقاء المدرسة مفتوحة ، وجمع التبرعات لشراء الملعب القريب منها . اقل ما يمكنها عمله لاجلهم ان تساندهم بدورها ، ولا صلة لمشاعرها نحو ليو جفرسن بذلك 0
واستدارت عائدة الى المجموعة الصغيرة : سمعت اقوالكم عن اقفال المصنع والمظاهرة التى تنوون القيام بها . يمكنكم حتما الاعتماد على مساعدتى لكم 0
فقال احدهم متحديا : كيف ، امام الجميع ؟
-نعم . امام الجميع 0
قالت هذا بحزم وهى تتصور بوضوح ليو جفرسن يراقبها بازدراء بالغ اثناء العشاء0

[SIZE="6"]
*****
[/SIZE
]-ليو ... لحظة واحدة !
فى منتصف ردهة الفندق ، توقف ليو ونايجل مارش بهرع نحوه : اسمع ، كنت اتساءل ان كان بامكاننا تبادل كلمتين 0
قطب ليو وهو يرى ابن عم جودي ، بينما بدا الضيق على الشاب والتصميم فى نفس الوقت 0
نظر ليو الى ساعته : يمكننى منحك عشر دقائق 0
فبدا الارتياح على نايجل : شكرا . اريد فقط ان احدثك عن جودي ، ابنة عمى .. انت قابلتها ذلك المساء 0
وتساءل ليو عما عسى ان يقوله نايجل لو انه اخبره بان جودي امرأة لن ينساها ابدا0
على اى حال ، لم يكن فى نيه ليو ان يكشف عن اى شئ . وبدلا من ذلك اجاب : اتعنى المعلمة ؟
-نعم ، انا اعلم انها ربما تعترض طريقك حيث انها ... مشوشة بالنسبة الى استلامك ... المصنع ...
فقاطعه ليو ببرودة : ان لديها موقفا عدائيا جدا بالنسبة الى ؟
-الامر ليس شخصيا ! انه فقط ان المدرسة تعنى لها الكثير . لقد جاهدت كثيرا لكى تجعلها ناجحة ، ودوما هى منجذبة نحو العاجزين والمهزومين . اننى اتذكر عندما كنا اولادا ، وكانت هى تمثل دور الام دوما لشئ او شخص . انا اعرف انها تجاوزت ذلك المساء بعض حدودها ، لكنها لم تكن تتوقع ان تراك هناك . واظن ذهابها اليك الليلة التى قبلها لتعرض عليك امرها ، ثم جبنها عن ذلك ...
وسكت فجاة وبان عليه الخجل والضيق ، مدركا انه قال اكثر مما ينبغى ، لكن الوقت كان قد فات ، فقد كان ليو يساله بحدة : هل لك ان توضح اخر جملة ؟
كرر نايجل قوله وقد ازداد ضيقه . فساله ليو غير مصدق : اتعنى ان جودي ارادت ان ترانى فى جناحى لكى تعرض على وضع مدرستها وتطلب منى عدم بيع المصنع ؟
-انا اعلم انه ما كان لى ان اشجعها او اساعدها على ذلك ، وربما اذا عرف غراهام بالامر سيرانى فوضويا ، لكننى لم استطع منع نفسى من مساعدتها . لو كنت تعرفها جيدا لتفهمت الامر 0

dede77 29-01-10 10:25 PM

لكن ليو كان يعرفها ، وازدادت معرفته بها كثيرا الان . مثل سبب وجودها فى غرفته ... فى غرفته ولكن ليس فى سريره . اتراها طلبت ذلك الكوكتيل الكحولى لتمنح نفسها بعض الشجاعة ؟ ثم ، ربما افرطت بتعاطيه ؟ اذا كان الامر كذلك ...
وكان نايجل ما يزال يتكلم فارغم ليو نفسه على الاصغاء : جودي تستحق استراحة ، فقد جاهدت كثيرا لاجل مدرستها . اولا لتحسين مستوى التعليم لكى تحصل على مزيد من التلاميذ ، ثم ثانيا ضد جيريمى دريسكول لكى تمنعه من شراء الحقل الذى تتخذه المدرسة ملعبا 0
-كنت سمعت شيئا عن ذلك 0
-استاء جيريمى جدا لخسارته قطعة الارض تلك ، ثم انها ، كما سبق وحذرت جودي ، جعلته عدوا خطرا لها . وليس سرا انه غير محبوب فى المنطقة . جودي لا تطيقه وانا لا الومها 0
قطب ليو جبينه وهو يستوعب ما يسمع بصمت . نايجل هو الشخص الثانى الذى يخبره ان جودي تنفر من جيريمى دريسكول 0
وهذا يعنى ... يعنى انه هو ، ربما ، اساء الحكم عليها فى امرين . نعم ، ولكن ذلك لا يوضح سبب قيامها باغوائه 0
اذا كان له ان يتقبل راى كل شخص اخر ، فهذا التصرف منها غير مناسب 0
وكان نايجل يتابع : انا اعلم ان جودي تجاوزت حدودها قليلا ذلك المساء ، لكنها ، والحق يقال ، كانت محقة بالنسبة الى المصنع ...
-لان مدرستها الغالية ستكون فى خطر الاغلاق 0
-اننا فى منطقة ريفية وسيكون العثور على وظائف بديلة صعبا جدا . وهاذ يعنى ان على الناس الذين يبحثون عن عمل ان ينتقلوا من هذه القرية ، ولهذا من المحتمل ان تعود المدرسة الى الحالة التى كانت عليها عندما استلمتها جودي . لكنها من نوع الاشخاص الحساسين للغاية نحو مشاعر الاخرين ، واهتمامها بهم هو الذى دفعها الى القلق البالغ هذا الذى لم تعرف مثله من قبل – لقد كانت مدرسة خاصة قد عرضت عليها راتبا كبيرا لتعمل فيها ، بما فى ذلك علاوة اضافية تتضمن تعليما مجانيا لاولادها لو اصبح لديها اولاد 0
-لكنها ليست على علاقة باحد ، اليس كذلك ؟
لحسن الحظ لم يستغرب نايجل هذا السؤال ، فهز راسه : آه ، كلا ، انها سيدة صعبة الارضاء ، العلاقات العادية ليست عادتها ، وكذلك لم تصادف بعد الرجل الذى ترضاه لعلاقة جادة 0
-امرأة عاملة ؟
-حسنا ، انها تعشق عملها تماما . اسمع ، اخذت الكثيرمن وقتك لاجل جودي . وارجو المعذرة 0
فهز ليو كتفيه : انا نصف ايطالى . والولاء للاسرة هو بعض تراثى 0
وكانت هذه هى الحقيقة ، وشعر ليو بالاعجاب بنايجل مارش لدفاعه عن ابنة عمه . لكن حديثهما ترك لديه اسئلة لا يمكن ان يجيب عنها سوى شخص واحد هو جودي

dede77 29-01-10 10:30 PM

نفسها . ولكن هل ستجيبه عليها ؟ وهل من الحكمة ان يلقيها عليها مغامرا فى تورط اكبر معها ؟
تورط اكبر ؟ اليس هذا ما يريده قلبه ؟
*****
اغمضت جودي عينيها بعمق هواء المساء النقى 0
مضت ثلاثة ايام لرؤيتها ليو جفرسن لاخر مرة ، لكنه لم يفارق ذهنها حتى عندما يكون عليها ان تركز على امورها مثل اجتماع اللجنة لاجل يوم المدرسة الرياضى الذى حضرته منذ يومين ، والاجتماع المرتجل الاقل اهمية لبحث المظاهرة امام المصنع 0منتديات ليلاس
كانت مشاعرها متوترة للغاية بالنسبة الى اغلاق المصنع المحتمل . ورغم انها تحدثت مع نايجل عن ذلك ، الا انه لم يستطع ان يخبرها باى شئ ، بل قال : كان ليو جفرسن فى لندن مرتبطا بعدة اجتماعات 0
لم يستطع ان يخبرها به ، حفاظا على اسرار العمل ، هو ان جيريمى دريسكول سيقدم الى التحقيق بسبب التلاعب فى ملفات ودفاتر الحساب ، فقد كان فيها تناقضات كثيرة دون تفسير معقول لذلك 0
كانت جودي تتسلق طريق المشاة الضيق صعودا الى احد اماكنها المفضلة ، منزل آشتون هاوس ، ذلك المنزل الجورجيانى الرائع الفخامة والجمال ، المبنى على ارض خارج القرية 0
ارض تم الاتفاق اثناء اجتماع الليلة الماضية على ان يقوم العمال بمظاهرة صباح الغد ، وكانت جودي مصممة على الانضمام الى المظاهرة بعد انتهاء اليوم الدراسى . عندما كانت تلميذة ، شاركت فى العديد من المظاهرات لاجل حقوق الانسان والحيوان ايضا ، وعند ذلك ، مثلها الان ، كما اوضحت بحزم للجنة ، كانت تعارض بعنف استعمال اى نوع من العنف والقسوة 0
وكانت والدة احد تلامذة جودي قالت : اظننا اتفقنا جميعا على هذا الموضوع . ويا ليت الامر لم يصل الى هذا الحد ! لقد حاولنا ان نبدا بالحديث مع ليو جفرسن ، لكنه قال انه لا يعتبر من المناسب ان يجتمع بنا حاليا 0
ليو !
واغمضت جودي عينيها وتنهدت . ربما لم تره منذ ثلاثة ايام ، لكن ذلك لا يعنى ... وفتحت عينيها بسرعة . انها لن تفكر فى ذلك الرجل الذى لا يبارح مخيلتها لحظة 000

*****

انتهى الفصل الرابع

soukaina 31-01-10 12:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
3am nontor habibti ma tawli 3alina
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 31-01-10 07:49 PM

5- جرس انذار غبى 0


قطب ليو جفرسن جبينه وهو يسمع وقع خطوات على الطريق الضيق الذى يؤدى الى منزل آشتون هاوس ، كان انتقل اليه رسميا ذلك الصباح بعد ان رتب امر فريق تنظيف ليذهب امامه . وكان الان يفحص الحديقة ليصل الى نتيجة انها بحاجة الى فريق بستانيين ليعيدوها الى سابق مجدها 0
منتديات ليلاس
امضى الايام القليلة الماضية فى لندن حيث انجز عدة اجتماعات مختلفة تتعلق بتملكه المصانع ومستقبلها معا . والان يبدو ان السلطة تريد ان تفتح تحقيقا حول اعمال المصنع المالية ، وبالذات عندما كان تحت ادارة جيريمى دريسكول . اذا هو قرر ان يبقى المصنع مفتوحا ، عليه ان يقرر ما سيفعله بالنسبة الى المصانع الاخرى 0
واحد منها كان هو المصنع الاقدم ، وينتج سلعا عتيقة الطراز وعماله مستنزفون ، ومن الافضل ان يغلق 0
من الثلاثة الاخرين ... اذا شاء ان يبقى فراميتون منتجا ، عليه اما ان يبيع المصنع القريب من شبكة الطرق ، او يغير استعماله الى التوزيع 0
واذا فعل ذلك ... واجفل عندما توقفت الخطوات عند البوابة فى حديقته المسورة التى تنتهى عندها طريق المشاة ، وعند ذلك راها بوضوح 0
جودي مارش !
رات جودي ليو فى نفس الوقت الذى راها هو فيه .وجمدت لرؤيته ، ما الذى يفعله ليو فى حديقة هذا المنزل ؟
منزلها ! انه المنزل الذى تمنته سرا منذ اللحظة التى وقع نظرها فيها عليه 0
قبل ان تتمالك نفسها وتسرع متجاوزة المكان ، كان قد فتح البوابة واتجه نحوها ثم توقف امامها سادا الطريق 0
سمعته يقول لها بهدوء : اريد ان اتحدث اليك 0
حملقت فيه داعية الله ان لا يجعله يسمع دقات قلبها العنيفة او يتكهن بمبلغ تاثيره عليها . واجابت : حسنا ، لكننى لا اريد ان اتحدث اليك 0
كذابة ، كذابة ... كما اخذ ضميرها يعذبها بصمت ... انك لا تريدين فقط ان تتحدثى اليه ، بل ....
تملكها الذعر لاحتمال ان يحس ، بشكل ما ، بما تشعر به . وحاولت ان تبتعد ، لكنه سبقها بان امسك ذراعها ، وبينما اخذت تقاوم الدوار الذى تملكها للمسته ، وجدت انه كان يدفعها بلطف ولكن بحزم خلال البوابة الى الحديقة ... بدعوة من السيدة العجوز التى كانت تعيش هنا ، وكانت ، مثل ليو ، قد راتها مارة على هذا الطريق ذات مرة0
لقد تملكها الحزن حينذاك وهى ترى اهمال الحديقة ، وتشوقت الى ان تكون هى التى تعيد الحديقة والبيت معا الى مجدهما الغابر . وطبعا كان ذلك حلما مستحيلا ، فقد خافت ان تتصور ما يكلفه ذلك من مال . كان ذلك كثيرا جدا عليها ، ولكن كما يبدو ، ليس كثيرا على ليو جفرسن 0
-هل لك ان تكف عن استعمال العنف معى ، رجاء ؟

dede77 31-01-10 07:50 PM

سالته غاضبة عندما اغلق البوابة ، ثم توهج وجهها احمرارا عندما رات الطريقة التى كان ينظر بها اليها 0
نظر اليها عدة ثوانِ قبل ان يسالها بهدوء : ماذا كنت تفعلين فى جناحى فى الفندق ؟
نظرت اليه ذاهلة ، واستغرق تنبهها من صدمة هذا السؤال المباشر عدة ثوانِ قبل ان تتمالك نفسها وتذكره بحزم : حسنا ، حسب قولك ، كنت انا هناك لكى ...
وسكتت عندما اخذ يهز راسه : لا اريدك ان تخبرينى بما كنت اعتقد انك تفعلينه هناك ، يا جودي ، اريد ان اسمع روايتك انت لما حدث 0
روايتها هى ... لقد ادهشها الان . وحولت نظراتها عنه ، ثم قالت متحدية : لم يعد الامر مهما الان ، اليس كذلك ؟
-حسب قول ابن عمك ، كنت هناك لتطلبى منى عدم اقفال المصنع 0
فنظرت اليه بارتباك ثم سالته بقلق : هل تكلمت مع نايجل ؟
وادرك انه فاجاها 0
-قلت له منذ البداية انها فكرة جنونية ، لكنه لم يستمع الى ظننته فى البداية يعنى ان اتحدث اليك فى ردهة الفندق ، لكنه عاد فاخبرنى انه استطاع ان يستعير المفتاح من المكتب 0
-وهكذا صعت الى جناحى لتنتظرينى ، اثناء ذلك طلبت شرابا 0
فحدقت اليه : كلا 0
انكرت ذلك بعنف فادرك انها الحقيقة . وهزت راسها غاضبة : ما كنت لاطلب شرابا دون ان ادفع ثمنه . لا ، لقد طلبت من نايجل ان يرتب الامر لاجلى . وظن نايجل انه طلب لى عصير فاكهة وليس ...
وسكتت فجاة وهى تزم شفتيها وتحملق فى ليو ، ثم اخذت تقول : لا ادرى ما هى صلة كل هذا بما نحن فيه الان 0
لكن ليو يريد ان يعلم ما حدث بالضبط ... ولماذا ! : وهكذا اثناء انتظارك لى شربت العصير الممزوج بالكحول ، ثم ...
سمعت جودي ما يكفى ، فقالت بغضب : لا اريد ان اتحدث عن ذلك . ولا يمكنك ان ترغمنى 0
فقال يذكرها بلطف : لقد وجدتك فى سريرى ، ومما سمعت عنك ، يا جودي مارش ، يبدو هذا ...
فانكرت بحدة : لم يكن شيئا . لم اكن واعية لذا دخلت سريرك دون ان ادرى 0
-تعترفين انك نمت فى سريرى 0
وسكت فجاة . لا فائدة من كل هذا الجدال ، ولم يكن هذا ما يريد قوله . وقال بهدوء : يبدو اننى اسات الحكم على الوضع ... اخطات بالنسبة الى اسباب وجودك هناك ، وفى الحالة ، ارى حقا ان نتحدث ...
فقفزت متوترة : لاشئ بيننا لنناقشه 0
حقيقه انه قد يكون اخطا فى فهم دوافها للنوم فى جناحه ، لم يشكل فرقا لشعورها ازاء ذلك : ليس بيننا ما يقال 0

dede77 31-01-10 07:51 PM

قالت مصممة على انهاء حديثهما ، لكن الذعر تملكها وهى تراه يرفض ترك الموضوع : ربما هذا ما تظنينه انت لكن شعورى مختلف . دعينى اخبرك ان ليس من عادتى القيام بعلاقات عابرة مع سلسة من نساء مجهولات 0
اليس هناك نهاية لهذا الاذلال الذى ارغمتها تصرفاتها على معاناته ؟
وردت بحرارة : على كل حال لم يحدث شئ بيننا ، ولمعلوماتك الخاصة ، لم يكن لدى سلسلة من الرجال . وفى الواقع ...
وسكتت فجاة وقد توهج وجهها . لا . عليها ان لاتخبره ذلك ! والا سيبدا بالقاء المزيد من الاسئلة ، وما من سبيل ابدا يجعلها تخبره عن شعورها الاحمق ذاك الذى تملكها حين راته اول مرة فى ردهة الفندق 0
لاشك ان البعض قد يدعى انها وقعت فى حبه من اول نظرة ، وان هذا هو السبب ... لكنها هى ، جودي ، مصنوعة من مادة اكثر صلابة وواقعية . انها امرأة عصرية التفكير ولن تهتم لمثل هذا الهراء !
*****

ما الذى غاظه منها حتى تمنى لو يمسكها ويجعلها تصغى اليه ؟ اخذ ليو يتساءل شارد الذهن ، غير قادر على منع نفسه من التركيز على وجهها متذكرا عناقها له ... اراد ان يعانقها الان ، وهنا . لكنها كانت الان استدارت متجهة نحو البوابة ، وحذرته موجة مفاجئة من التعقل من ان يلحق بها بحماقة ويتوسل اليها ان تبقى بينما كان واضحا ان هذه ليست رغبتها 0
-جودي ؟
ناداها فى محاولة اخيرة للتحدث اليها ، لكنها هزت راسها كما كان يتوقع : لا ، انا ...
لم تجد وقتا تشهق فيه غير مصدقة قبل ان تجد نفسها بين ذراعيه ، يعانقها ... فحاولت ان تعترض ، لكن ذلك سرعان ما تلاشى ازاء عناقه الملتهب الذى ادار راسها وشتت تفكيرها ، وهكذا بدلا من استنكارها ورفضها له اذا بها تزداد اقترابا منه ، مادة يديها اليه ...
وفى اعماقها دق جرس انذار محذرا ، لكن جودي تجاهلته . كان ليو يعانقها ولا سبيل ان يقف بينها وبين هذه المشاعر العنيفة اى شئ ، خصوصا جرس الانذار الغبى العتيق هذا 0
-مممم ...
شعر بخفقات قلبه المجنونة عندما تخلت جودي فجاة عن اى مقاومة واصبحت ناعمة لينة بشكل ساحر بين ذراعيه ما تلهف معه الى ان يحملها ويدخل بها البيت 0
لكن تغريد عصفور فوق راسها اعادها فجاة الى عقلها . انتزعت نفسها منه شاحبة الوجه وهى ترتجف . ما الذى جعلها تسمح بحدوث هذا ؟ وتملكها ، الذهول لعدم تمكنها من السيطرة على نفسها ، فصرخت به بصوت معذب : اياك ان تلمسنى مرة اخرى ... ابدا 0
ثم هربت والتعاسة تتملكها وقلبها يخفق الما وازدراء للنفس ، رافضة ان تتوقف استجابة لندائه خلفها 0

dede77 31-01-10 07:52 PM

عندما وصلت جودي الى بيتها ، كانت لاتزال ترتجف . كانت سمعت اشاعات فى القرية بان منزل آشتون هاول استؤجر ، ولكن لم يخطر ببالها قط انه قد يكون ليو جفرسن . كان نايجل نبهها الى ان ليو قال ان النقاش حول اى من المصانع التى ينوى اغلاقها يمكن ان يطول ، ولكن لماذا اضطر للانتقال الى فراميتون هنا ؟
وشعرت بانه لم يعد ثمة ناحية فى حياتها لم يخترقها او يغزوها !
اسرعت الى مطبخها واخذت تجهز عشاءها ، وكان نايجل سبق واتصل مقترحا ان يتناولا العشاء معا . لكن جودي اجابته بانها مشغولة ، خائفة من ان يزل لسانها فتخبره عن المظاهرة التى سيقومون بها 0
وهذا لا يعنى ان عملهم ضد القانون ، لكنها تعلم ان نايجل لن يوافقها تماما على اشتراكها بما سيحدث ، وسيحاول جهده ان يصرفها عن ذلك 0
كانت شغوفا بابن عمها ، فقد كانا اشبه بشقيقين ، وكانت تعلم كم سيصدم لو علم بانها قضت ليلة فى غرفة عازب . فقد كانت تشعر بالعار لذلك ...
غصت بريقها ، محاولة التركيز على ما تفعل ، لكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام . عندما وقفت فى الحديقة مع ليو ، ونظرت اليه ، شعرت بشئ لم تشعر بمثله فى حياتها 0

*****

moura_baby 01-02-10 02:08 AM

تسلم ايدك يا قمر

soukaina 02-02-10 10:00 AM

:)Thanks we are waiting

dede77 03-02-10 11:17 PM

استيقظ ليو مجفلا ، متسائلا فى البداية اين هو ، وذلك فى غرفة نومه غير المالوفة . كان يحلم بجودي وليس للمرة الاولى . مد يده يشعل المصباح . كان البيت قد اعيد طلاؤه ومازالت رائحة الطلاء خفيفة فى الجو . نزل من سريره وسار الى النافذة يزيح الستائر وينظر الى الحديقة السابحة فى ضوء القمر 0
تذكر اثناء نومه شيئا عن جودي ازعجه ، وهو شئ لم يكن سجله فى ذاكرته تماما . لكنه شئ يقلقه ! ما هذا الذى يشعر به تجاهها !
اهذا هو الحب ؟
ستكون امه مبتهجة للغاية لو وقع فى الحب واصبح لديها كنة تعجبها حتما وتتباهى بها امام مواطنيها الايطاليين 0
اوووه ، يالها من افكار خطرة حمقاء تتجاوز فى راسه وفى لحظة جنونية ! تساءل عما اذا كانت امه نفذت تهديدها وجعلت حكيمة القرية توجه اليه بعض سحرها المتعلق بالحب 0
وعبس ليو . انه يريدها ، وبطريقة لم يعرفها من قبل 0
انه يريدها . يريدها ... يا الله كم يريدها !

*****
تاوهت جودي بخفة اثناء نومها ، وشفتاها تشكلان اسم ليو ، ثم استيقظت فجاة ، فمحت حقيقة وضعها بهجة حلمها الضائع 0
كانت تشعر بامان اكثر عندما كان ليو يجهل هويتها . عندما كان لسبب ما ، يظنها متفقة مع جيريمى دريسكول . جيريمى دريسكول ! وارتعشت ... ياله من رجل كريه!
احدى النساء اللاتى سيشتركن فى المظاهرة ، قالت فى اجتماع اللجنة انها رات جيريمى فى المصنع ، خارجا من غرفة المخزن غير المستعملة . قالت انه لم يرها ، لكنه كان يتصرف بشكل ماكر يثير الشكوك 0
لم يكن اى من العمال يحب جيريمى ، وقد تساءلت جودي عما كان يفعله بعد ان اصبح المصنع ملكا لليو . لكن هذا شئ لا يعنيها ... ما يعنيها هو اقرب الى ذاتها من ذلك 0
كانت على وشك ان تفضح نفسها هذا المساء عندما اخذ ليو يحقق معها . لقد كادت تخبره بانها انجذبت اليه منذ اللحظة الاولى . لو عرف شعورها نحوه عندما راته فى ردهة الفندق ، فانها ستموت من الخجل والمذلة 0
جذبت الاغطية فوقها ، وكان ايقظها حلمها بانها بين ذراعى ليو وهو يعانقها برفق زائد ...
ماذا تراها تكون ؟ مراهقة تغرقها الاحلام ؟ انها لن تحلم به مرة اخرى ، ابدا 0

*****
اول ما علم ليو عن المظاهرة ، كان حين تلقى اتصالا تليفونيا من محطة الراديو المحلية تساله ان كان يريد ان يعلق على الوضع 0
ومن عدة اتصالات اخرى علم ان المظاهرة غير عنيفة وانها تطالب بعدم اقفال المصنع 0

dede77 03-02-10 11:19 PM

الاجتماعات التى سبق له ترتيبها مع مجموعة كبيرة من ناقلى البضائع الذين اهتموا باحتمال امتلاك المصنع الواقع عند شبكة الطرق ، كانت تعنى ان ليو لايستطيع ان يذهب بنفسه الى فراميتون الا فى اخر النهار ، لكنه تحدث مع قائد المجموعة لاقامة اجتماع معهم لبحث الوضع 0
رغم انه غير مستعد لقول هذا فى هذه المرحلة ، الا انه قرر فعلا ان يبقى مصنع فراميتون مفتوحا . وطبعا ، ليس لهذا القرار صلة بجودي مارش 0
وفى اخر النهار ، عندما اتصلت به الشرطة لكى يبلغوه انهم ينوون مراقبة الوضع فى المظاهرة ، اخبرهم بانه واثق من ان الامور ستحل بسلام . كانت الساعة الرابعة ولا سبيل لمغادرة لندن قبل الخامسة . وابتدا يتساءل : ماالذى تفعله جودي الان ؟ انه حقا بحاجة الى ان يتحدث اليها 0

*****

نظرت جودي خلفها بشئ من القلق . لقد اشتركت فى المظاهرة منذ ساعة ، قادمة مباشرة من المدرسة . كانت الامور فى البداية هادئة ، واخبرها القائد بان ليو جفرسن اتصل به لترتيب اجتماع فى اليوم التالى . ثم ، لدهشة الجميع ، منذ نصف ساعة وصل جيريمى دريسكول . طلب ، فى البداية ، فتح بوابة المصنع للسماح له بالدخول ، وعندما رفضوا ، خرج جيريمى من سيارته وتلا ذلك بعض الهرج والشجار لكن سمح له فى النهاية بان يدخل الى مبنى المكاتب 0
كان مايزال فى داخله ، ولكن بعد عشر دقائق وقفت سيارة شرطة على بعد عدة ياردات من المظاهرة وسرعان ما تبعها مصور ومخبر صحافى من الجريدة المحلية0
تغير الان مزاج المعتصمين المسالم الى مزاج عدوانى ، عندما خرج جيريمى من المبنى فراه احد المتظاهرين الذى كان جيريمى شتمه بكلمات بذيئة ، وهو فى طريقة الى داخل المصنع 0
وسمعته جودي يتحدى زميلها المتظاهر بقوله : لا اظنك تعتقد حقا ان هذا التظاهر يمكن ان يجعل جفرسن يغير رايه فلا يغلق المصنع 0
فرد عليه الرجل : لقد وافق على الاجتماع بنا عند الصباح 0
-وانت تظنه سيصغى الى ما ستقولونه له ؟ يالك من مخدوع ! لقد سبق وقرر ان هذا المكان عقيم . ومن يلومه بالنسبة الى عماله الكسالى الذين لا يصلحون لشئ ، عمال مثلكم جميعا ؟ لقد اضطررنا الى بيع المصنع بسببكم . كل شخص يعلم هذا ...
شهقت جودي ساخطة وهى تسمع ذلك ، وقاطعته بحزم : هذا غير صحيح 0
فالتفت جيريمى اليها وقال بصوت خافت : يالهى ، اهو انت ؟ كان على ان اتكهن بذلك 0
وشخر ساخرا وهو يلقى على جسمها المكسو بالبنطلون الجينز والقميص المقفل نظرة فاسقة ، ثم يتابع : هذا لن يزكيك لدى اللجنة المدرسية ، ولكن ، طبعا ، سيقفل مدرستك الغالية مع المصنع ، اليس كذلك ؟ ساحصل على قطعة الارض لاننى فوقها 0

dede77 03-02-10 11:20 PM

وابتسم منتصرا وهو يسير نحوها . وحاول البعض ان يمنعه لكنه كان اسرع منهم ، مع ان احد الرجال حاول ان يقف بينهما ليحميها . كان فتى صغير السن لا يعادل القوة التى دفعه جيريمى بها جانبا 0
رد الفتى الصغير على الاذى بمثله . وفجاة بدا لجودي وكان جهنم فتحت ابوابها ، فقد اخذ الناس يصيحون ويتدافعون ، وانفتحت ابواب سيارة الشرطة . ثم وقبل ان تتحرك ، كان جيريمى قد امسك بها واخذ يجرها فى فناء المدرسة 0
حاولت ان تقاومه وقد تملكها الذعر ، واخذت تضربه بيدها بينما تعمد هو استعمال العنف معها . كان خوفها يشابه خوف اى امرأة من رجل تعرف انه عدوها ، وليس له صلة بدورها فى المظاهرة . جرها جيريمى نحو احد ضباط الشرطة الاماميين مدعيا بانها شتمته ، وسمعته جودي يقول وهو ينظر اليها بلؤم : اصر على ان تقبض عليها يا سيدى الضابط ، وربما ارفع دعوى قذف 0
حاولت ان تحتج ببراءتها ، لكنها كانت قد دفعت نحو فان الشرطة التى كانت تزعق وهو تتوقف بجانب السيارة 0
وطرفت جودي بعينيها ازاء وهج ضوء الكاميرا بينما المصور الصحفى ياخذ صورتها 0
*****

كان مخفر الشرطة مزدحما ، ولم تكن جودي تصدق ما يحدث لها . واخذ رقيب اول رزين الهيئة لا تعرفه يلقى اتهاماته على الجميع . كانت جودي تشعر بالغثيان والصداع والخوف والوضاعة وعلى ذراعها رضة من اثر قبضة جيريمى العنيفة 0
-الاسم ...
اجفلت جودي عندما اخذ رجل الشرطة يتحدث اليها 0
-جودي مارش 0
لم تستطع ان تفكر فى ما سيظنه بها اباء التلاميذ المتحفظين ، هذا عدا السلطة التعليمية او مجلس ادارة المدرسة 0
-المعذرة ، يا حضرة الضابط 0
كانت حتما على وشك الاغماء وهى تسمع صوت ليو جفرسن الذى لا يمكن ان يخطئه سمعها ، ياتى من خلفها مباشرة 0
شئ فى تصرف ليو الهادىء اثار الضابط ، فوضع قلمه ونظر اله 0
وصل ليو الى بوابة المصنع فى الوقت المناسب ليسمع من الذين مازالوا موجودين ، ما حدث 0
قال له احد الشهود : نعم ، حتى انهم اخذوا معلمة المدرسة 0
وتساءل المتكلم عما جعل قوله هذا الرجل يستدير عابسا على الفور عائدا الى سيارته 0
قال ليو يقدم نفسه الى الضابط : انا ليو جفرسن ، صاحب المصنع 0
فقطب الضابط جبينه : صاحب المصنع ، حسب ما هو مسجل لدينا ، السيد جيريمى دريسكول الذى ابلغنا بان هناك مشكلة 0

dede77 03-02-10 11:21 PM

فاجاب ليو بحزم : ربما ، ولكن من المؤكد اننى انا صاحب المصنع . هل لك ان تخبرنى بالضبط . عما حدث يا حضرة الضابط ؟ المظاهرة ، كما فهمت ، كانت مسالمة وقد رتبت انا الامر بحيث اجتمع معهم صباح غد 0
-حسنا ، ربما هذا ما حدث ، يا سيدى ، لكننا تلقينا اتصالا تليفونيا من المصنع من السيد دريسكول قال انهم لم يسمحوا له بالمغادرة وانه ، هو والمصنع ، مهددان بالعنف ... وعندما ذهبنا الى هناك حدث بعض الهرج ، وهذه السيدة الشابة حاولت ان تشتم السيد دريسكول 0
توهج وجهها لهذه الاهانة وقفزت على الفور للدفاع عن نفسها بانكار ذلك : انا لم افعل شيئا كهذا . انه هو الذى هاجمنى ...
وتملكها الذعر وهى تشعر بالدموع تملا عينيها بشكل صبيانى وكان ليو جفرسن يقول : اظن فى الامر خطا 0
منتديات ليلاس
رغم انها لم تستطع ان تنظر اليه ، شعرت به يزداد اقترابا منها ولسبب جنونى شعرت بجسدها يحاول ان يستمد الحرارة والحماية منه 0
قال ليو كاذبا بهدوء : انا اعرف الانسة جودي مارش جيدا جدا . وهى فى الواقع ، كانت فى المصنع بالنيابة عنى ، وبصفتها نائبة عنى لا اتصور لحظة ان من الممكن ان تشتم السيد دريسكول 0
قطب الرقيب اول جبينه : حسنا ، رؤسائى ابلغونى بانه يصر على القبض عليها . قال انه يريد ان يرفع دعوى قذف عليها 0
اطلقت جودي شهقة صغيرة مختنقة 0
وقال ليو : فى هذه الحالة ، سيكون على ان ارفع دعوى ضده بتهمة التعدى على املاك الغير ، ذلك انه لم يحصل قط على اذن منى بدخول المصنع ، كما اننى اتصور ان مصلحة الضرائب سيهمها جدا ان تعلم ماذا كان يفعل هناك . ان هناك بعض دفاتر الحساب المفقودة هم متلهفون جدا لرؤيتها 0
اجفلت جودي قليلا لسماعها هذا ، والتفتت اليه على الفور تخبره بسرعة : والدة احد تلاميذى ذكرت انها راته يخرج من احدى غرف التخزين فى المصنع 0
وتلاشى صوتها وهى ترى كيف كان ليو ينظر الى ذراعها ثم يسالها بصوت مخيف : هل دريسكول هو المسؤول عن هذا ؟
ودون انتظار جواب منها قال بحزم وتصميم : فهمت انك ربما عليك ان تتهم الانسة مارش يا حضرة الرقيب اول . ولكن لا ادرى ان كنت تستطيع ان تطلق سراحها على كفالتى واعدك ان لا ادعها تغيب عن نظرى 0
اخذ الرقيب يتفحصهما ، هما الاثنين . لم تكن لديه زنزانة خالية ، ولم يرى مانعا من ان يطلق سراح جودي اذا كان ليو جفرسن مستعدا ان يكفلها 0
-حسنا جدا ، لكن عليك تحمل مسؤوليتها كاملة ، والتاكد من عودتها الى هنا صباح الغد لكى توجه اليها التهمة رسميا اذا اصر السيد دريسكول على متابعة الدعوى 0
-لديك كلمتى ضمانا لذلك 0
وقبل ان تقول جودي شيئا ، ادارها وهو يقودها الى الباب برفق لخرجا الى هواء الليل 0

dede77 03-02-10 11:23 PM

تملكها الذعر وهى تكتشف انها كانت تبكى . وسمعته يقول لها وهو يقودها الى السيارة : انها الصدمة . ستكونين بخير عندما ناخذك الى البيت 0
-اريد ان اغتسل ، واريد ايضا بعض الملابس النظيفة 0
-يمكننى ان اقدم لك الحمام ، اما الملابس فعلينا ان نمر لا حضارها من بيتك فى طريقنا الى بيتى 0
-بيتك ؟ لكننى اريد ان اذهب الى بيتى 0
-يؤسفنى انك لن تستطيعى ذلك ، فقد افرج الضابط عنك بكفالتى كما تعلمين . على ان اخذك اليه صباح الغد 0
-ولكن لا يمكننى البقاء معك 0
-اسف جودي ، انت مضطرة لذلك 0
-انا لم اشتم جيريمى حقا . انه الذى ...
وسكتت تعض شفتيها وهى ترى العنف فى عينى ليو وهو يلتفت ليتاملها : لو كان سبب لك ضررا ... هل فعل ذلك جودي ؟
عندما حولت نظراتها عنه شتم نفسه لعنف لهجته ، فقد صدمها واخافها بشكل واضح . هذا بالاضافة الى خوفها السابق هذه الليلة . وقال وهو يتجه عائدا الى القرية : ظننت المظاهرة ستكون مسالمة 0
-كانت كذلك ، لكن جيريمى واجه الامر بعنف ، بشكل ما خرجت الامور عن السيطرة . هل صحيح انه استدعى الى التحقيق ؟
-نعم ، ولكن ما كان لى ان اقول ذلك فى الحقيقة 0
عندما وصلا الى كوخها اصر على الدخول معها ، وانتظر حتى حزمت بعض ضرورياتها ، وكانت مشتتة الذهن للغاية فلم تستطع المعارضة 0
تصرف جيريمى نحوها جعلها تشعر بالعجز ، وتذكرت حين ربحت معركتها معه بشان الارض كيف هددها بالثار . كان رجلا منتقما خطيرا . وفى هذه الليلة بالذات ، على الاقل ، رغم اشمئزازها ، عليها ان تعترف بالواقع ، وهى انها ستشعر بالامان اذا هى نامت تحت سقف ليو جفرسن ، اكثر بكثير من شعورها بذلك تحت سقفها
0
*****

انتهى الفصل

eanas 04-02-10 03:47 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
بانتظار التكملة

dede77 04-02-10 07:52 PM

بارك الله فيك و يعطيك الف عافيه

ايناس


وجزاك الله الف خير

dede77 04-02-10 07:53 PM

6- غرد عصفور القلب 0


-متى اكلت اخر مرة ؟
سالها وهو يفتح باب بيته ويشير اليها بالدخول ، فنظرت اليه مترددة ازاء سؤاله العادى هذا ، وكانت تقوى نفسها لمواجهة عدائه او على الاقل بعض الاسئلة الحادة العنيفة 0
-منذ الغداء ، لكننى غير جائعة 0
اجابته بذلك دون وعى بينما انتباهها موجه الى مشاعر اعمق مستوى 0
فقال بلطف : هذا لانك مازلت مصدومة . المطبخ من هذه الجهة 0
فى ظروف اخرى ، كانت ستبتهج لرؤية داخل المنزل الذى يفتنها ، لكنها شعرت الان بان قدرتها على تناول اى شئ قد محته احداث هذا النهار 0
وكما قال ، رات انها ، فعلا ، تعانى من صدمة والا لماذا تسليمها ليو قيادها فى القيام بكل شئ لاجلها ؟ تركته يقودها بحزم الى المطبخ ويدفعها للجلوس على كرسى ، بينما اخذ يشغل نفسه بفتح الخزائن ثم الثلاجة ، مصرا بان العشاء الخفيف الذى سيطهيه سيساعدها على النوم ، مضيفا بعد دقائق وهو يقدم اليها طبقا لذيذا من البيض المقلى : وهذا يذكرنى مع الاسف ، بان عليك ان تنامى فى غرفتى ، لانها الوحيدة المفروشة حاليا . يمكننى انا ان انام على اريكة فى الطابق الاسفل 0
-لا 0
اعترضت على الفور راجية ان لا يدرك سبب احمرار وجهها فجاة . مجرد التفكير فى ان تنام فى سريره يرعبها 0
وتملكها الذعر وهو يهز راسه لرفضها الغريزى ويقول بهدوء : لاباس : يمكننى ان اخمن ما تفكرين به ، ولكن لا ينبغى ان تقلقى 0
اجفلت ، كيف يمكنه ان يعلم ما تفكر فيه ؟
واذا كان يعرف ، كيف يجرؤ على ان يعاملها وكانها ... ؟
وعندما حاولت ان تستجمع افكارها بشكل منطقى لتتحداه ، سمعته يتابع : فرقة التنظيف جاءت اليوم ، وغيروا اغطية السرير 0
انه لم يدرك ما كانت تفكر فيه . لكن كلامه منحها على الاقل وقتا تستعيد فيه افكارها ، وتتذكر ان المفروض فيها انها فتاة ناضجة متعقلة 0
منتديات ليلاس
وقالت له بصوت حاولت ان تكون عمليا هادئا : لايمكن ان احتل سريرك 0
-ولماذا لا ؟ لقد فعلت هذا من قبل 0
قال هذا بلطف وهو ينظر اليها متهكما . فشحب وجهها ثم عاد يتضرج احمرارا ، وشعرت بيديها ترتجفان بشدة . دعابته هذه لم تخجلها فقط ، وانما جعلتها تشعر بالمذلة ايضا كما شعرت ان عيناها تغرورقان بالدموع وتهددان باظهار ضعفها له . ولكن ، وهى تغالب دموعها هذه بعنف ، كان هو يعتذر : اسف ، ما كان لى ان اقول ذلك 0
وسكت وهو يتاملها ، معنفا نفسه لجرحه مشاعرها . لقد حيره سرعة تغير مشاعره نحوها حالما علم بخطا تقييمه الواضح . اخر ما يريد ان يفعل هو ان يؤلمها باى شكل

dede77 04-02-10 07:54 PM

قال بهدوء : انا اعلم انه ربما هذا الوقت غير مناسب لقولى هذا . لكننا حقا بحاجة الى ان نتحدث يا جودي ...
فوضعت فنجان الشاى من يد غير ثابتة وسالته بقدر ما يمكنها من عنف : هل لهذا احضرتنى الى هنا ؟ لكى تحقق معى ؟ اذا كنت تظن انك بانقاذى من قضاء ليلة فى السجن ستجعلنى اعترف لك باسماء المشتركين فى المظاهرة ، الافضل ان تعيدنى حالا الى المخفر ...
فقاطعها بما امكنه من رفق : جودي ، لا اريد ان اتحدث معك عن مشاكل المصنع و المظاهرة 0
عندما راى الارتياب فى عينيها تساءل عما ستقوله لو انه اخبرها ان ليس فى ذهنه حاليا سوى مشكلة واحدة وشخص واحد هو هى ، جودي . وقال بهدوء : سبق ورتبت عقد اجتماع مع ممثلى عمال المصنع غدا ، حيث انوى مناقشة عروض لمستقبل المصنع معهم 0
فشعرت بارهاق مفاجئ لم تعد معه تستطيع التفكير : نعم سمعت بذلك . ماذا هناك اذن تتحدث عنه معى ؟
راى ليو مبلغ تعبها فعنف نفسه لانانيته . انها مازالت تعانى من الصدمة ، وهى بحاجة الى راحة واسترداد قواها ، وليس لان يزعجها بالاسئلة . فقال بلطف : هذا غير مهم . اسمعى ، لماذا لا تذهبين للنوم ؟ تبدين منهكة تماما ...
ومد يده يساعدها على النهوض عن الكرسى . وعندما شعرت بانه سيلمسها ، تاهبت حواسها للدفاع ، مدركة تماما اى ضعف سيتملكها لدى اى احتكاك بينهما الان . قفزت واقفة فكادت تتعثر فى سرعتها لتتجنب الاحتكاك به ، فتقع فى نفس الامر الذى كانت تريد ان تتجنبه . وعندما تقدم ليجنبها السقوط ، امسك بذراعيها ، فسقطت عليه 0
لم يمر سوى اسبوع على معرفتها به ... قبضة من الايام ، وهذا كل شئ ، فما الذى جعل ردة فعلها تجاهه وكانها تكاد تموت حبا به ، كلما حدث اى احتكاك مفاجئ بينهما ؟ كان الاستلقاء على صدره يشعرها بالسعادة والامل ... يجعلها تشعر بالعافية مرة اخرى ، بالقوة البالغة والضعف العاجز . شعرت بانها وجدت هدف حياتها الذى خلقت لاجله ، وفى نفس الوقت كرهت نفسها لمشاعرها نحوه 0
وبصمت ، اخذت تدفعه عنها تريد التحرر منه 0
اطاعها ليو وسالها بصوت اجش : هل انت بخير ؟
-نعم ، انا باتم خير 0
قالت هذا وهى تبتعد عنه ، مستترة بالظلال كيلا يرى المشاعر على وجهها 0
كيف وصلت الامور الى هذا الحد ؟ ومن اين جاءتها هذه المشاعر التى كانت غريبة عنها تماما بعنفها وحدتها ؟
امسك ليو لها باب المطبخ لتمر ، فخرجت الى الردهة وهى ترتجف . ورافقها الى اسفل السلم فصعدت وقلبها يخفق بعنف ولم تجرؤ على النظر اليه ولا ان تفعل شيئا يفضح شعورها نحوه 0

dede77 04-02-10 07:55 PM

-الباب الثانى الى اليسار . وستجدين مناشف نظيفة وكل شئ فى الحمام . ساحضر لك حقيبتك واضعها عند باب الغرفة 0
ادركت انه بقوله هذا ، وكانه يقول انه سيعاملها بلطف لا بشك وريبة كما حدث فى المرة الماضية 0
وقف يراقب مشيتها المتعبة ، متلهفا الى الذهاب خلفها واحتضانها بين ذراعيه يحميها . ثم استدار سائرا نحو سيارته ليحضر حقيبتها 0
عاد بالحقيبة الى جودي حيث وضعها قرب باب الغرفة ونقر الباب ثم عاد يهبط السلم ويحبس نفسه فى غرفة الجلوس 0
كانت جودي واقفة عند النافذة تنظر منها عندما سمعت صوت النقر . عدت الى العشرة ، ببطء بالغ ، قبل ان تذهب لتفتح الباب وجدت المكان خاليا دون اثر لليو 0
بعد ان اصبحت بمفردها ، اخذت تفكر فى الصباح وامكانية مواجهة الاتهامات التى هدد جيريمى بمواجهتها بها . وهى توقعات مثبطة للهمة فى الواقع ، ولكنها لا تماثل فى التثبيط اعترافها بمبلغ قوة شعورها نحو ليو 0
تكومت فى سرير ليو ، كانت ملاءات السرير تنطق بالنظافة ، خالية من اى اثر لليو كالغرفة نفسها . اغمضت عينيها وهى تتكور فى منتصف السرير لكنها بالرغم مما يتملكها من ارهاق ، جافاها النوم 0
كانت اكثر تعبا من ان تنام ، وادركت ان القلق يملا افكارها رافضا ان يسمح لها بالراحة . واغمضت عينيها واخذت تتنفس ببطء وعمق 0

*****
وفى الطابق الاسفل ، كان ليو مثلها يعانى من الارق . كان لدية عمل يملا افكاره ووقته ، لكنه وجد نفسه يذرع ارض غرفة الجلوس مفكرا فى جودي ، قلقا لاجلها وليس فقط لهذا الوضع الشاذ بالنسبة اليهما معا بسبب قضائهما ليلتهما معا 0
ذلك الرضّ فى ذراعها الذى احدثه جيريمى دريسكول جعله يتمنى لو يمزق ذلك الرجل عضوا عضوا ويلقى بجثته الى اول وحش مفترس ، مجرد التفكير فى انه حتى لمس جودي ...
توقف فجاة عن السير . ما الذى حدث له ؟ هل هو حقا بحاجة الى هذا السؤال ؟ وسخر من نفسه . انه يحب .. هذا هو الحب ... لقد تحول الى رجل تقوده مشاعره . رجل هو حاليا ...
جمد مكانه وهو يسمع صوتا فى الطابق الاعلى ، ثم اسرع نحو الباب يفتحه فى الوقت الذى سمعه فيه مرة اخرى . انه صوت حاد مرتفع يعبر عن تعاسة امرأة 0
صعد ليو السلم درجتين درجتين ، ليفتح باب غرفة النوم بدفعه واحدة ثم يدخل متوجها الى حيث ترقد جودي وسط السرير . وكانت مستيقظة ، فقد راى عينيها تلمعان فى الظلام وهى تستلقى صامتة لا تجرؤ على الحركة او حتى التنفس 0
-جودي ، ماذا حدث ؟
تملكتها موجة من الارتياح وهى تسمع صوت ليو . وكانت ترتجف ، فقد كانت تحلم بجيريمى دريسكول . وكان كابوسا فظيعا مليئا باشخاص وتفاصيل مرعبة للغاية ،

dede77 04-02-10 07:56 PM

وكانت صرختها المرتاعة للغاية هى التى ايقظتها ليتسارع خفقان قلبها بعد دخول ليو ظنا منها انه جيريمى 0
لكن صوته الان طمانها ، بددا ذلك الكابوس تماما . وجعلها الارتياح التام لا تفكر الا فى انه انقذها من ذلك الكابوس المرعب . واستدارت اليه تخبره : رايت كابوس مرعبا للغاية عن جيريمى دريسكول ...
مجرد ذكرها اسمه جعلها ترتجف وهى تجاهد للجلوس بشكل صحيح لكى تستطيع وصف الامر لليو الذى كان الان مائلا على السرير نحوها 0
رات القلق فى عينيه بعد ان اعتادت عيناها الظلام 0
-اسفة لازعاجى لك 0
وسكتت وهى تراه مازال فى كامل ثيابه 0
هل اريكة غرفة الجلوس غير مريحة ما جعله لا يزعج نفسه بمحاولة النوم عليها ، ام انه مازال مترديا ثيابه فقط لانها فى منزله ؟ هل هو خائف من ان تحاول ان تغويه للمرة الثانية ؟
-ما هذا ؟ ماذا حدث ؟
السرعة التى قرا فيها افكارها فاجاتها . وبالاضافة الى احداث النهار ، انهكها هذا تماما ، فقالت بصوت خافت : انت مازلت مرتديا ثيابك . انت لم تذهب الى السرير . اذا كان ذلك بسبب ... ؟
فقاطعها : هذا لان السرير الوحيد الذى اريد ان ارقد فيه هو محرم على ، الا اذا غيرت رايك وشاركتنى فيه 0
كان يعلم انه يفعل بالضبط ما نهى نفسه عن عمله باى شكل ، وانه يتصرف كقطاع الطرق ، مستغلا ضعفها واعتمادها عليه ، لكنه مع ذلك لم يستطع منع نفسه . مجرد منظرها جالسة فى سريره ، وذراعاها تطوقان ركبتيها وهى تنظر اليه بتشكك ، كان كافيا لكى يعلم انه مستعد لان يدخل جهنم وكل جهنم بعدها فى سبيل ان ياخذها بين ذراعيه مرة اخرى ، ويحتضنها ويعانقها 0
شعرت بانها ترتجف الا انه تاوه هاتفا باسمها بعد ان لم يعد يستطيع منع نفسه عنها . مد يديه ياخذها بين ذراعيه وقد ضاع اسمها على شفتيه 0
كانت تعلم ان عليها ان تقاومه ، وان تصر على ان يتركها ، فلماذا هى تتعلق به دون خجل ؟ بينما قلبها يغرد ، كانت تشعر الان بين ذرراعيه وكانها ميت قد بعثت فيه الحياة ، فقد كان يعانقها بشكل كاد قلبها يتوقف معه 0
اخذت جودي ترتجف ، وسمعت نفسها تقول دون اقتناع : هذا خطا 0
-اعلم هذا ، لكننى لا استطيع منع نفسى 0
-لا اريدك ان تمنع نفسك 0
احقا قالت هذا ؟ اذهلها عدم تمكنها من التحكم فى نفسها . مالت الى الامام تضمه اكثر ، وعاد قلبها يغرد . ما هذه القوة التى يملكها هذا الرجل عليها ...
شعر ليو بنفسه يرتجف من راسه حتى قدميه ، غير قادر على السيطرة على عنف تجاوبه معها . شعر وكان كل احساس فيه قد تضاعف الف مرة 0

dede77 04-02-10 07:57 PM

ادرك ان هذا ليس شهوة . هذا هو الشئ الكبير الاكبر . وهى ، جودي له ، وحده . لكنه ادرك بالغريزة انه لا يستطيع ان يخبرها بذلك . ليس الان . الوقت لم يحن بعد ، ما كانا يبنيان بينهما ما يزال هشا للغاية 0
-جودي 0
همس باسمها مرة اخرى وهو ياخذها بين ذراعيه ، وشعرت هى وكانها ستنفجر لقوة المشاعر التى تختاج فى اعماقها 0
حدثت نفسها بانها حسنة الحظ لانها ليست مراهقة والا لخدعها ظنها بان طريقة نظره اليها تعنى انه يحبها حقا 0
منتديات ليلاس
كانت تعلم ان عليها ان تنهى الان ما يحدث بينهما قبل ان تصبح الامور صعبة . وكانت تشعر بالخوف ... ماذا تفعل ؟ وماذا سيظن بها ؟
كانت خائفة من نفسها ومنه ومن كل شئ وكانت تشعر بالضياع ... ما تفعله يخالف مبادئها . انها مديرة مدرسة ... انها ... ولكنها تريد ... وتصارعت جميع الافكار فى راسها ... وفجاة بدات الدموع تنهمر من عينيها وتحول بكاءها نحيبا ... اين احترامها لنفسها 0
شعر ليو بدموعها فارتد عنها ... وعندما راى نحيبها ، شعر بالذنب ... فقد كان منذ قليل يستغل ضعفها ليحصل على ما يتوق اليه قلبه ... اهو بلا شفقة ؟ ... اهكذا يحول الحب المرء ؟... كان يشعر بالذنب يتاكله 0
-جودي ... اعتذر منك . لقد تماديت 0
وعندما اراد ان يضع عليها يده ... شعر بارتجافها 0
-حسنا ، ساتركك الان تستريحين وغدا سيكون لنا حديث0

*****

انتهى الفصل السادس

eanas 05-02-10 03:27 AM

الله يعطيكي العافية ديدي على مجهودك المتميز
وعلى الرواية الممتعة
بانتظار الباقي على نار

moura_baby 05-02-10 04:38 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ammy200 05-02-10 09:44 PM

ارجوكى التكمله فى اسرع وقت
وشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
على المجهود الرائع

dede77 06-02-10 12:53 AM

7- الحب جنون 0


ابتسم ليو راضيا عندما وضع سماعة التليفون بعد حديث مع الشرطة استمر نصف ساعة 0
وقبل ذلك امضى خمس دقائق متوترة حازمة يتحدث تليفونيا مع جيريمى يبلغه بحقيقه انه سيرفع دعوة ضده لدخوله املاك الاخرين اذا استمر فى اتهامه لجودي باى شئ . ثم ساله ان كان لديه دليل مادى على ذلك القذف المفترض من جودي مثل الدليل المادى على ذراعها لمزاولته العنف معها ؟
منتديات ليلاس
وحاول جيريمى ان يتهرب متعلثما لكنه اذعن اخيرا 0
لكن المناقشة مع الشرطة كانت اقل سهولة . اولا ، الضابط الاعلى قال له ببرودة انهم لا يتساهلون ابدا بالنسبة الى العنف فى المظاهرات 0
اعترض ليو بقوله انهم كانوا ينوون ان تكون المظاهرة سلمية وانه بصفته صاحب المصنع لم يجد ضرورة للشكوى من عماله ، ولهذا من المؤكد انه بامكانه السماح للقضية بان ترتاح . وكما يبدو ، اكتشف ليو ان الشرطة لم تحجز ايا من المتظاهرين لقضاء الليل فى المخفر ، فقط جودي ربما كانت الوحيدة التى تواجه الاتهام . وذلك لدعوى القذف التى تقدم جيريمى بها ضدها 0
وفى النهاية وافق الضابط على انه مادام جيريمى مستعدا لاسقاط دعوى القذف ، لم تعد هناك قضية حقيقية تستدعى حضور جودي الى المخفر . ولم يعد لدى ليو سوى ساعة على موعد اجتماعه مع عمال المصنع 0
بعد ان اغتسلت وارتدت ملابسها وقفت جودي على قمة السلم مترددة فهى لا تفهم ما يحدث لها ...
مع قلقها لما ستواجهها عندما تذهب الى المخفر ، كانت اكثر اهتماما بالنسبة الى مشاعرها نحو ليو . مشاعرها ؟ متى ستكون لديها الشجاعة لتسميها باسمها الحقيقى ؟
حبها !
صوت ضئيل يتراوح بين الانكار والتاوه حدثها بهذا من اعماقها . فقد عاملها بشهامة البارحة وتركها تنام ... انه رجل شريف ... لو تصرف معها بغير تلك الطريقة لكانت لديها حجة للابتعاد عنه 0
عندما ابتدات تهبط السلم ، ظهر ليو فجاة فى الردهة ووقف يحدق فيها ما جعلها ترتجف لاهثة ضعيفة ازاء قوة حبها له 0
-انهيت لتوى التحدث مع الشرطة 0
-نعم ، لم انس ان على ان اعود الى المخفر 0
قالت هذا بسرعة وقد استطاعت ان تمنحه نظرة متكبرة متوترة : لا ادرى ما هى الرسميات التى على ان اتبعها ، واظن ان على استدعاء محام 0
وكان صوتها متهدجا رغم محاولتها السيطرة عليه 0
-لا فائدة من ذلك ...
وسكت وهو يرى القلق فى عينيها وقد شحب وجهها ، فسارع يقول : جودي ، كل شئ على ما يرام . انا ... حسنا ، قررت الشرطة ان لا حاجة بك للذهاب الى المخفر 0

dede77 06-02-10 12:54 AM

لم يكن ليو يدرى تماما لماذا قرر ان لا يخبر جودي عن دوره فى ذلك القرار . شعر فقط بان ذلك هو الصواب 0
-لا حاجة بى الى الذهاب ؟
لم يكن صوتها وحده الذى كان يهتز ، فقد راى ليو جسدها يرتجف ارتياحا . الحافز الذى شعر به كان يدفعه الى ان ياخذها بين ذراعيه ويخبرها بانه لن يسمح ابدا لاى شئ بان يخيفها او يؤلمها مرة اخرى ، هذا الحافز كان من القوة بحيث جعله يتقدم بضع خطوات قبل ان يستطيع ارغام نفسه على التراجع 0
كانت جودي مقتنعة بانها لابد اساءت فهم ما قاله لها : اتعنى ان لاضرورة لذهابى حاليا اليوم ؟
-اعنى ان ليس عليك ان تذهبى على الاطلاق . انتهى الامر يا جودي وليس عليك ان تقلقى لذلك 0
-ولكن ماذا بالنسبة الى جيريمى دريسكول 0
-يبدو انه غير رايه 0
واستدار مبتعدا عنها اثناء كلامه . لم يكن يريدها ان تشعر بضغط عليها على الاطلاق 0
انه يعتقد ان لديه الحق فى ان يشرح شعوره الان وكيف ان مقاومته مشاعره عائدة ، جزئيا ، الى سوء حكمه عليها ، لكنه لن يستعمل اى نوع من الابتزاز ليرغم جودي على القول بانها تشعر بنفس الشئ 0
-اسمعى يا جودي ، على ان اذهب قريبا ، ولكن قبل ان ذلك هناك شئ اريد ان اقوله . اعتذر لاننى حاولت اغواءك الليلة الماضية ... ما كان لى ان استغل ضعفك ... انها غلطة منى 0
كانت تقوى نفسها للعاصفة التى تعلم انها على وشك الهبوب 0
-فلندخل المطبخ .اعددت قهوة وانت لابد جائعة 0
-جائعة !
-ظننتك مستعجلا للخروج 0
-لدى موعد على ان احضره ، ولكن بامكانى ان اتكلم اثناء تناولك الطعام 0
تاكل ؟ انها تعلم ان لا سبيل لها الى ذلك . ومع ذلك سمحت له بان يضع طبق الحساء امامها ، وسكب القهوة لهما معا قبل ان يبدا القول بهدوء : فى المرة الاولى التى اجتمعنا فيها اسات الحكم عليك كليا يا جودي . ليس بالنسبة الى الوضع فقط ، بل اليك انت ايضا 0
سكت وكانه يبحث عن الكلمات المناسبة بينما تصلب جسدها دفاعا : انا قلق يا جودي ، وهذا بشان ... تاثيرنا فى بعضنا البعض ....
وسكت وهز راسه : اسمعى يا جودي ... ما احاول ان اقوله هو اننى رجل ... لا اريد ان ...
خفق قلبها بعنف ونظرت اليه بذهول صامت . ماذا يريد ان يقول ... لا اريد ان اراك ! ... ايخاف من تاثيرها فيه ، ويريد الا يراها ثانية ؟

dede77 06-02-10 12:56 AM

برد الدم فى عروقها . كانت تتوقع منه ان يخبرها بانه كاد يخطئ بحقها الليلة الماضية ... فهو لا يريد ان يتورط معها ... وان رغبته فيها ليست سوى رغبة جسدية بحتة عليها الا تحملها على محمل الجد . ولكن ان تعلم ان تفكيره وصل الى حد الرغبة فى عدم رؤيتها ابدا ... المها . المها اكثر مما تستطيع احتماله . وفى نفس الوقت اغضبها اكثر من اى شئ اخر قاله او فعله 0
ما الذى كان يقلقه حقا ؟ ان تستغل رغبته فيها لتحقيق مارب مادية ؟ ..
ودون تفكير قالت بحدة وسرعة : لا يمكن لى ... ان اسمح بحدوث شئ كهذا 0
كان تصرفها غريزيا فوريا . كيف يمكنها ان تستمر فى حبه وهو لا يريدها ؟
بدت متاكدة مما تقول الى حد قطب معه جبينه 0
-لا تفهمينى خطا !
-لا لقد فهمتك جيدا ... ماذا تظننى ؟ فتاة شارع قد تستغل علاقتها بك لتحصل على مآرب مادية . انت ... انت شخص وضيع 0
قالت هذا وقفزت من مكانها مندفعة الى خارج المطبخ وهى تقول فى برودة بالغة : ساجمع حاجياتى واخرج فى هذه اللحظة . ولا اريد ان اراك مرة اخرى ابدا . منذ اللحظة التى جئت بها الى فراميتون جئت بالتعاسة وجعلت الحياة صعبة بالنسبة لكل انسان ، ودعنى فقط اقول لك ان لاسبيل الى ان ترانى ثانية ... اعدك بذلك 0

*****

-هل انت واثقة من انك ستكونين على ما يرام ؟
حملقت جودي فيه وهو يفتح لها باب السيارة لتصعد . اغاظها الى اقصى حد ان يرغمها على ان يوصلها الى بيتها بسيارته ، بعد انفجارها فيه ذاك 0
-حسنا ، ساكون فى بيتى احسن كثيرا مما كنت فى بيتك 0
قالت هذا بلهجة ثلجية وهو يصر على ان يحمل حقيبتها الى باب بيتها ليطمئن على دخولها بسلام 0
وعندما خضعت برغمها للاغراء بان تنظر اليه يبتعد بسيارته تملكها الخوف البالغ على مستقبلها ، والغضب من نفسها 0
انها بالتاكيد ، انضج بكثير من ان تستسلم لهذه العواطف الحمقاء 0

*****

عندما ابتعد ليو عن كوخ جودي ، اكتشف انه كان يصرف باسنانه . اخر ما يفكر فيه الان هو الجلوس الى مائدة المناقشة الشئ الوحيد الذى يريده هو ان يمسك جودي ويخبرها بشعوره نحوها ، وكيف ستكون حياته من دونها 0
لقد فهمت كلامه على غير محمل حين قال انه يخشى منها ان تستعمله ماديا ـ يالهى – لا ادرى كيف يعمل عقل المرأة !
( لا تغلطى ، يا جودي مارش ، انت تريديننى )
وتملكه الذعر وهو يدرك انه يحدث نفسه بصوته الذى كان يملا السيارة . لا عجب فى قولهم ان الحب نوع من الجنون !

*****

dede77 06-02-10 12:57 AM

انهكها كل ما حدث اكثر مما تريد ان تعترف به ، واكتشفت فجاة انها متلهفة الى الخلاص بالنوم . انها بالغة الطاقة فى العادة ، لكنها فى اليوميين الماضيين شعرت بانهاك جسدى 0
ما ايقظها فى النهاية هو صوت جرس الباب . اذ ادركت انها استغرقت فى النوم بكامل ملابسها ، هبطت الى الطابق الاسفل وقلبها يخفق وهى تتساءل عما اذا كان هذا ليو 0
لقد المها بشدة ان تعلم لهفته للابتعاد عنها وحرصه على ان تعلم انه لا يريد رؤيتها وانه يخشى تاثيرها فيه 0
على كل حال ، لم يكن الزائر ليو بل كان نايجل ابن عمها . وعندما ادخلته كان يلوح امامها بصحيفة 0
-انت على الصفحة الاولى ؟ واخذت منه الصحيفة تتصفحها ، ووجهها يشتعل ذعرا وارتباكا وهى تتفحص الصورة التى تبدو فيها مقبوضا عليها 0
قال نايجل مازحا وهو يسير الى المطبخ : كنت متوقعا ان اضطر الى كفالة ابنة عمتى المتزمتة لتخرج من السجن . لكن ليو سبقنى ، كما فهمت 0
-من اخبرك بذلك ؟
فنظر اليها ساخرا : اتصلت بمخفر الشرطة ، ومن القراءة بين السطور ، بدا ان ليو زاول ضغطا جهنميا على جيريمى دريسكول ليجعله يتراجع عن دعواه ضدك 0
ان يتراجع ؟ وقطبت جبينها : لكن ليو قال ان جيريمى غير رايه ؟
-نعم ، ولكن ربما فقط بعد ان انذره ليو انه ان لم يفعل ذلك ، سيغيره هو له ، ويبدو ان ليو تحدث تليفونيا مع الشرطة قرابة نصف الساعة هذا الصباح ، مصرا على انه لا يريد توجيه اتهامات لك او لاى من العمال . يبدو لى انه لابد يفكر فيك كثيرا جدا ، يا ابنة العم ، لكى يزعج نفسه الى هذا الحد لاجلك . الا يمكن ان تكون هذه هى القصة القديمة المعتادة عن الحب بين خصمين ؟
وضحك ، لكنه سكت وهو يرى الياس على وجهها الشاحب . فسالها : هل انت بخير؟
فاجابته كاذبة : باحسن حال 0
-اتحبين ان نخرج الليلة لنتعشى خارجا ؟
فهزت راسها : لا . لدى اعمال على ان انجزها للمدرسة قبل الاثنين 0
كان نايجل قد اصبح عند الباب عندما عاد يلتفت اليها : كان ليو فى اجتماع مع ممثلى المظاهرة هذا الصباح . هل لمح لك بما قرره ؟ بالنسبة للمصنع ؟
-لا ، ولماذا يفعل ؟
راته ينظر اليها بقلق : هناك شئ خطا . انت لست كعادتك 0
-لاشئ خطا ، انا متعبة فقط وهذا كل شئ 0
شعرت بالذنب لكذبها على نايجل الذى مكان احسن اصدقائها الى جانب انه ابن عمها . ولكن ماذا بيدها ان تفعل غير ذلك ؟ تبع انكارها هذا صمت قصير غير مريح ، واستدار بعده ليفتح باب الخروج 0

dede77 06-02-10 12:58 AM

نظرت جودي اليه وهو يخرج . كانت حادة الطبع معه وعليها ان تعتذر له وتشرح امرها ولكن ليس الان . حاليا هى غير قادرة على ان تقوم باى شئ معقول ، كل ما تريده هو ان تفكر فى ليو وما اخبرها به نايجل 0
شغل بالها ان تعلم انه تدخل مع الشرطة لاجلها . بينما جعلها تعتقد انهم هم اللذين اتصلوا به وليس العكس ، كما قال نايجل . وغاظها ان تعلم انها مدينة له ، وان يكن هذا لم يشكل اى فرق ازاء ما عناه هذا الصباح . لاسبيل الى ذلك ، انها لن تصفح عنه لسوء رايه بها . لكنها كانت تعلم ان عليها ان تشكره لما فعله لاجلها وكلما اسرعت بهذه المهمة كان ذلك افضل !
وصرفت باسنانها ثم صعدت لتغتسل وتغير ملابسها 0

*****
راى ليو جودي وهى تسير صاعدة الطريق الى الباب الامامى لبيته آشتون هاوس . كان واقفا فى غرفة مكتبه وقد انهى لتوه اتصالا تليفونيا مع شريكه الجديد فى عملية نقل البضائع وتوزيع الاعمال الذى ينوى تعيين مواقعها عند المصنع الواقع على شبكة الطرق 0
وكما ابلغ ممثلى عمال مصنع فراميتون منذ فترة ، قرر الان ابقاء ذلك المصنع مفتوحا ، لكن عليهم ان يثبتوا له انه قام بالامر الصواب ، وذلك بزيادة الانتاج ليضمن ان يبقى عمله فى مستواه التنافسى مع منافسيه خارج البلاد 0
رغم انه كان يوما صيفيا حارا ، كانت جودي ترتدى بذلة ببنطلون رسمية المظهر للغاية ، وتحت السترة قميص ابيض 0
وبعكسها كان ليو قد غير ملابسه الى ثياب خفيفة لكن هذا لم يمنه جودي من التفكير فى مبلغ قوته ورجولته الفياضة ، عندما فتح الباب لها قبل ان تلمس الجرس ، يدعوها الى الدخول 0
لماذا ، آه ، لماذا شعورها هذا نحوه ؟ المها لحبها له كان مرتبطا بغضبها الشديد من قسوة رفضه لها هذا الصباح . وعندما دخلت المنزل خلف ليو ، قالت بحزم : جاء نايجل لرؤيتى ، قال ان على ان اشكرك لاننى لم اضطر للذهاب الى المخفر هذا الصباح 0
الطريقة التى قالت بها هذه الكلمات ، بتلك النظرات المحاربة ، جعلت ليو يشتم ابن عمها نايجل بصمت 0
-جودي ...
لكنها هزت راسها تقاطعه : هل هذا صحيح ؟
فقال بلطف : لقد وافقتنى الشرطة على ان ليس هناك سبب لتعقيد الامور 0
-الامر صحيح اذن ؟ لماذا فعلت ذلك ؟ هل لتجعل لك فضلا على ؟ ولماذا تريد ذلك ؟ لتنفض يدك منى نهائيا ؟
قالت هذا متهكمة فقال : اسكتى للحظة 0
وجاء دورها لتسكت بينما اخذ يحملق فيها بغضب بالغ 0
هل تظنه حقا يريد منها الابتعاد عنه ؟ وخلف غضبه ، فى اعمق اعماقه ، كان يشعر بالم يمزق قلبه 0

dede77 06-02-10 12:59 AM

حدثت جودي نفسها بانها لن تتراجع ، او تجعله يشعرها بانها على خطا . عليه ان يتحمل وجودها . فهى لن ترحل ولو طلب منها ذلك 0
كا العذاب الذى يشعر به تدفق فى داخلها . فقالت متجاهلة التوتر الذى بينهما والغضب المتوهج فى عينيه : انت لا تهتم ، اليس كذلك ؟ المشاعر ، حياة البشر ، كل هذا لايهمك . فانت سعيد جدا بان تغلق المصنع وتترك الناس دون عمل ...
فى اعماقها كانت تراه بطلا ، رجلا غير عادى ، يملك كل الفضائل التى تعشقها نساء العالم ، خصوصا غريزة حماية من حماية من هم اضعف منه . وهكذا المها ان تدرك كم كانت مخطئة للغاية 0
سمع ليو ما يكفيه . كيف تجرؤ على اتهامه بالخلو من المشاعر ؟ لو كان قاسيا عديم الاهتمام كما تتهمه ، حالا ستصبح بين ذراعيه ... وهو ...
عندما اخذ يجاهد للسيطرة على مشاعره العنيفة لم يستطع ان يمنع نفسه من القول بعنف : اذا كانت هذه طريقتك فى اقناعى بان ابقى المصنع مفتوحا ، دعينى اخبرك بان الطريقة التى استعملتها فى غرفتى فى الفندق هى اكثر تاثيرا بكثير 0
ادرك ليو من ذ اللحظة التى نطق بها بهذه الكلمات انه اخطا ، لكن الوقت فات لاستعادتها 0
اهى آهة تلك التى صدرت عنه ؟ تساءلت بغضب انثوى عنيف . حسنا ، انه يستحق ان يتالم 0
غضبها فقط هو الذى منعها من الانفجار . كيف انحدر الى حد ان قذفها بتلك الكلمات ؟ حسنا ، سيعلم حالا ان بامكانها ان تكون كريهة مثله !
-لو كنت اظن ان هذه الطريقة ستنجح ، وانك لن تنكث بالعهد فى اى اتفاقية تعقد من وحى اللحظة ، لجازفت بذلك 0
وقالت ذلك بحلاوة مصطنعة سرعان ما تحولت الى برودة وهى تقول بصوت متنفذ : لكننى لو كنت مكانك ....
-هل كنت ستقومين بالامور بشكل مختلف ؟
فالتفتت اليه والقت عليه نظرة اخيرة غاضبة وهى تقول : حسنا ، لو كنت مكانك لتاكدت من حقيقتى قبل ان القى بالتهم حولى . لن اسمع المزيد من هذا 0
ثم خرجت قبل ان يستطيع منعها ، تاركة اياه وهو يشتمها ذهنيا ويشتم نفسه 0
لماذا لم يخبرها ببساطة انه وجد طريقة يبقى بها المصنع مفتوحا ؟ لماذا ؟ لان كرامته اللعينة الغبية لم تسمح له بذلك 0

*****

انتهى الفصل السابع

eanas 06-02-10 09:51 PM

مشكورة ديدي والله يعطيكي العافية
بانتظار التكملة

dede77 06-02-10 10:45 PM

ميرسى انوس وسمحينى على بطئ لانى بكتب روايتين فى وقت واحدودة جزء جديد يارب يعجبك 0

dede77 06-02-10 10:47 PM

8- كلمة تجرح .. وكلمة تداوى !


كانت جودي تسمع همهمة متحمسة تدور بين مجموعة من الاباء والامهات قرب بوابة المدرسة . نظرت اليهم بحيرة ، يوم الاثنين كانت العادة ان يتم تسليم الاباء العمل لبعضهم البعض بهدوء . لكن المزاج هذا الصباح كان متفائلا جدا بعكس مزاجها وهى تقف ، عندما سمعت من يناديها باسمها من امهات التلامذة : هل سمعت الاخبار ؟ اليس هذا رائعا ؟ لم اكد اصدق عندما عاد جون صباح السبت وقال لى ان ليو جفرسن اعلن انه سيبقى المصنع مفتوحا 0
حدقت جودي اليها 0
منتديات ليلاس
هل فعل هذا ؟ لكنه اخبرها ... وقبل ان تتمكن من التفكير بوضوح ، اشتركت معهما فى الحديث ام اخرى ضحكت بحرارة وهى تهنئ جودي على دورها فى المظاهرة عند المصنع : لقد دهشنا جميعا وتاثرنا بالطريقة التى تحدث بها ليو جفرسن عنك للمخفر ، واخبرهم بانه لاينوى ابدا ان يجعل الامور تتفاقم ، ثم علمنا انه ينوى ابقاء المصنع مفتوحا . لقد غير هذا راينا قيه جميعا 0
وابتسمت وهى ترمق جودي بنظرة لم تفهمها هذه ثم تتابع : وطبعا كنت تعلمين قبلنا جميعا ان هذا سيحدث 0
وابتدا وجه جودي يتوهج . بينما اخذت المرأتان تتاملانها بتسلية ، ما جعلها تدرك ، دون فكرة مسبقة ، لماذا لم تسمع الا الان فجاة ميرا فانشاو تهتف بحرارة : حسنا ، انا شخصيا اعتقد ان هذا من عدم اللياقة كليا . امرأة فى مركزها ... معلمة مدرسة . مديرة مدرسة ... تطلق لنفسها العنان فى علاقة من هذا النوع . لكننى يجب ان اقول اننى لست مندهشة ، تماما . فانا لم اوافق ابدا على بعض مناهجها فى التدريس 0
كانت ميرا تتحدث الى احدى الامهات وظهرها الى جودي . وعندما اقتربت جودي ، همست المرأة الاخرى لميرا شيئا بسرعة وقد توهج وجهها ارتباكا . ولكن يبدو ان ميرا لم تشاركها ارتباكها هذا فقد القت براسها الى الخلف وقالت بصوت اكثر ارتفاعا : حسنا ، تصرفها بهذا الشكل ... حيث تمضى الليل فى جناحه فى الفندق بشكل مكشوف ، ثم تحاول ان تقنعنا جميعا انها تمثل الفضائل جميعا !
شعرت جودي بالاشمئزاز وهى ترى الانتصار الحاقدة فى عينى المرأة الاخرى . لم تحبها ميرا قط ، وهى تعرف هذا ، وايضا على جودي ان تعترف بانها هى ايضا لا تحب ميرا 0
ذكرت نفسها ، وان تكن بغير حاجة الى من يذكرها ، بوضعها ومسؤولياتها بصفتها مديرة مدرسة . تنفست بعمق ثم تواجهت المرأة الاخرى : اظننى موضوع حديثكما ، وفى هذه الحالة ...
فقاطعتها ميرا بفظاظة : لن تستطيعى انكار ذلك فهذا لن ينفعك . ايلى ، موظفة الاستقبال فى الفندق التى راتك فى الفندق عند وصولك وعند مغادرتك فى الصباح التالى ، ايلى هذه هى ابنتى بالتعميد وقد عرفتك على الفور من صورتك فى الجريدة . لم تصدق ما قرات من انك اشتركت فى مظاهرة عند المصنع وهى تعلم انك امضيت الليل مع صاحبه 0

dede77 06-02-10 10:48 PM


هبط قلب جودي . ما تسمعه اسوا مما توقعت ، ورات من وجوه النساء الاخريات انهن ذهلن جميعا مما سمعن 0
كيف تدافع عن نفسها ؟ واية ظروف مخففة يمكنها ان تذكرها للتوضيح ؟ وتملكتها الكابة وهى تدرك ان ليس هناك مما تقوله يمكن ان يحسن الوضع . وقول الحقيقة . يجعل الامور اسوا !
وتابعت ميرا تقول : هل تعلمين انه ، بالنسبة الى مركزى فى مجلس ادارة المدرسة ، سيكون متوجا على ان اذكر الشكوك التى اثارها سلوكك فى نفسى وكذلك صلاحيتك لتعليم اولادنا ؟
-انا لم ...
حاولت جودي ان تقاطعها لتدافع عن نفسها لكن ميرا هزمتها بقولها بصوت مرتفع : وفوق كل شئ ، قبض عليك البوليس . اعتقد انه ينبغى ابلاغ السلطة التعليمية بالامر ، والا سيتملكنى القلق على اخلاق ولدى التلميذ . لو كنت مكانك ...
وكانت تقول هذا مظهرة شعورا عميقا بالتقوى ما جعل بعض الامهات يحملقن فيها باعين مستديرة 0
تملك جودي الارتياح عندما قرع الجرس يدعو التلامذة الى صفوفهم ما منحها عذرا للهرب من معذبتها 0
ربما من معذبتها ، ولكن ليس من العذاب نفسه ... كما فكرت بعد نصف ساعة من وقوفها امام النافذة دون حراك 0
لقد رات النظرات ابتداء من الرثاء وانتهاء الى الفضول والنظرات الداعرة الكريهة ... وذلك من الامهات اللاتى كن يتابعن ردة فعلها ازاء فضح ميرا لاسرارها . كانت تعلم ان لدى ميرا السلطة لجعل الحياة صعبة امامها وامام اسرتها . من الطبيعى ان يهتم بقية اعضاء مجلس الادارة باستقامة وسلوك مديرة المدرسة . ورغم انه لم يكن من الممكن احالتها الى مجلس التأديب ، الا انها لم تكن تحب طبعا ان تكون على خلاف مع اعضاء مجلس الادارة او تحب ان يجلب طراز حياتها سمعة سيئة للمدرسة . اما بالنسبة لما قالته ميرا عن السلطة التعليمية ، فقد تشككت فى ان يكون مجرد تهديد ، لكن ضميرها لن يسمح لها بان تبقى فى المدرسة ضد رغبات اباء التلاميذ او فى وضع يشعرهم بانها غير مناسبة لتربية اولادهم 0
وهبط قلبها . اذا كان على هذا ان يحدث ... ! اذا اصبحت فى وضع تجد فيه ان من الاشرف لها ان تستقيل ، بعد كل ما قامت به ، وكل ما تحملته من مشقة ... ولكن بماذا تدافع عن نفسها ؟ وتملكتها الكآبة 0
ابتدا الصداع يتملكها 0
كلام ميرا محا كل شئ ما عدا شعورها عندما علمت انه بعكس ما اخبرها ، قرر عدم اغلاق المصنع . لماذا تركها تتهمه بهذا الشكل ؟
كان وقت الغداء تقريبا عندما علم ليو بما حدث لجودي . فقد انشغل مع محاسبيه معظم الصباح ، يراجعان نفقات التغيير الذى احدثه فى مصانعه التى اشتراها 0

dede77 06-02-10 10:49 PM

ولكن كل ما كان يفكر فيه حقا فى الصباح ، ويقلق لاجله ، كان جودي والخصام الذى نشا بينهما امس . لماذا تركها تذمب بذلك الشكل ؟
كان لديه اجتماع فى المصنع ، وعندما وصل الى هناك ، اكتشف ان جيريمى دريسكول كان ينتظره ليراه 0
واجه ليو بغضب بالغ قائلا : اريد ان اخذ بعض الاوراق التى تركتها هنا . لكن اولئك المعتوهين الذين تركتهم للحراسة رفضوا السماح لى بدخول المخزن ، والله يعلم تعليمات من هذه 0
فقال ليو برصانه : تعليماتى 0
كانت هناك نسخة من الجريدة المحلية على المكتب ، وقطب ليو جبينه وهو يرى صورة جودي على الصفحة الاولى 0
ويبدو ان جيريمى راها هو ايضا ، فشخر ساخرا وهو يقول : الانسة الصغيرة الطيبة ! حسنا ، قريبا سيعرف حقيقتها كل انسان 0
راى ليو الحقد فى عينى جيريمى الزرقاوين ، فساله : ماذا تعنى ؟
فاجابه هذا ضاحكا : ماذا تظننى اعنى ؟ لقد راوها تغادر جناحك فى الفندق ، متسللة فى الصباح الباكر . قد يكون لهذا تاثير جيد عليك لكننى لا اظنه كذلك بالنسبة الى اباء التلاميذ عندما يعلمون . مديرتهم تتسلل الى جناح رجل فى فندق ولاتغادره حتى الصباح ... لن تدهشنى ان يطلبوا استقالتها 0
هبط قلب ليو وهو يصغى اليه . كان ، جيريمى بالغ الثقة بنفسه وهو يتباهى بهذا الشكل . يبدو ان هناك من راى جودي وهى تغادر جناحه فى الفندق 0
اخذ ذهن ليو يبحث بعنف وسرعة عن طريقة يدافع بها عنها . لم يكن هناك سوى شئ واحد يمكنه ان ينفع 0
سمر جيريمى بنظرة باردة ضجرة وقال لله بهدوء : آه ، لا اظن ذلك . وعلى كل حال ما هو الخطا فى ان يمضى خطيبان الليل معا ؟
نظر اليه جيريمى بحيرة ثم قال متحديا : خطيبان ؟ اذا كان الامر صحيحا لماذا لم يعرف به احد ؟
-لاننا اتفقنا على عدم اعلان ذلك حاليا ، وان كان هذا ليس من شانك او شان اى احد اخر . آه ، وبالمناسبة ، فهمت من المحاسبين فى المصنع ان مصلحة الضرائب اتصلت بهم بسبب التلاعب فى جهاز المحاسبة الذى كنت وضعته مكان الجهاز القديم الذى التهمته النيران ، بطبيعة الحال . وقد طمان المحاسبون لدى مصلحة الضرائب باننا مستعدون لاعطائهم كل العون الذى قد يحتاجونه 0

*****

نظرت جودي امامها على المكتب بتعاسة . هناك اجتماع لاهالى التلاميذ هذا المساء حيث المفروض فيها ان تتحدث عن خطط لزيارة نشاطات المناهج المدرسية المعدة للتلاميذ . وتملكتها رجفة 0
يمكنها ان تتصور مقدار الانتقاد والاستنكار اللذين سيواجهانها فى الاجتماع ، محدثه نفسها بانها تستحق ذلك 0

dede77 06-02-10 10:50 PM

دخولها جناح ليو دون اذن منه ، وشربها الكحول حتى ثملت ، ثم النوم فى سريره ، وكان كل ذلك لم يكن كافيا ...
وقررت بتعاسة انها ليست اهلا لتكون معلمة ولا لتتسلم هذا المركز . كانت ميرا فانشاو على صواب وهى تنبهها الى ان اهل التلاميذ سياخذون عنها فكرة قاتمة للغاية لما فعلته 0
ياليت صورتها لم تظهر فى الجريدة ! لكن هذا ما حدث . واجفلت وهى تسمع نقرا خفيفا على بابها . احمر وجهها عندما اطلت هيلين ريدنغ ، اقدم المعلمات لديها ، اطلت براسها من الباب تسالها غير واثقة : هل انت بخير ؟ فقط ...
فقط ماذا ؟ اخذت جودي تتساءل بانكسار ... انها فقط سمعت بالاقاويل فهى تتساءل ان كانت صحيحة ... واذا كان كذلك ، ماذا يمكنها ، هى جودي ، ان تفعل ؟
وردت عليها : اسفة . انه دورى فى درس الرياضة ، اليس كذلك ؟
قالت متجنبة عينى المرأة ، عالمة جيدا ان غرضها من القدوم الى المكتب ليس تذكيرها بذلك 0
فهتفت هيلين : آه ، لكنك لم تتناولى غداءك . يمكننى ان انوب عنك فى هذا الدرس اذا شئت 0
وسكتت برهة ثم قالت بارتباك : ميرا فانشاو فى الملعب مع بعض الامهات ...
وعندما قطعت كلامها فجاة قالت جودي : لاباس يا هيلين . يمكننى ان اخمن ماذا يجرى . واظنك وبقية زميلاتك ، سمعتن الاقاويل ...
شعرت جودي بشجاعتها تفارقها . وقالت هيلين باهتمام حقيقى : لايبدو عليك انك بصحة جيدة . لماذا لا تذهبين الى بيتك ؟
وتساءلت جودي بمرارة ان كانت هيلين تعنى ان تذهب الى بيتها قبل ان يزداد وضعها ضعفا فلا تجد امامها سوى الذهاب الى بيتها ... نهائيا ؟
اجابت : كلا ، لا يمكننى ان افعل ذلك 0
وابتدات تشعر بالمرض . الاقاويل ، خصوصا هذا النوع من الاقاويل ينتشر كالنار فى الهشيم . متى تراها تصل الى مسامع اسرتها واصدقائها ؟ ابن عمها ؟ واسرته ؟
امها وابوها يستمتعان بتقاعدهما برحلة جول اميركا . لكنهما لن يغيبا طويلا بكل تاكيد ، ذلك انهما مزهوان بها وبكل ما انجزته للمدرسة . ولكنها ستخبرهما بالحقيقة وسيفهمان الامر ... ولكن ماذا عن الناس ؟ وعندما غادرت هيلين مكتبها واغلقت الباب خلفها ، تنهدت جودي مشمئزة من نفسها 0
هل ما تشعر به نحو ليو مجرد انجذاب ؟ ولكن الانجذاب لا يؤثر فى المشاعر كما تاثرت مشاعرها . الانجذاب لا يوقظ الشخص من احلامه فى الليل باكيا من الالم والخسارة لانه اكتشف حقيقة الشخص الذى يحبه 0
شعرت وكان جودي تلك تنتمى الى حياة اخرى ! كيف جعلت نفسها فى وضع كهذا ؟ كانت تسمع دوما ان الحب نوع من الجنون . الحب ! انها تدرك الان انها كانت على وشك ان تفقد سيطرتها على الواقع . لاسبيل الى ان تداوم على التفكير فى انها تحب ليو جفرسن ... لاسبيل الى ذلك !

*****

نونا المجنونه 07-02-10 02:53 AM

شكرا علي المجهود الرائع
وفي النتظر التكمله

الماسه نجد 07-02-10 03:47 PM

تسلم ايدينك ننتظر التكمله

dede77 07-02-10 11:28 PM

نظر ليو الى ساعته . كان يحضر اجتماعا طوال بعد الظهر ، لكنه اصبح حرا اخيرا 0
كان واعيا تماما الى ان من الفطنة البالغة ان ينبه جودي الى خطبتهما ، ولكن بعد طريقة افتراقهما اخر مرة ، تملكه الشك فى ان الاتصال بها تليفونيا سينفع . لابد ان المدرسة الان اقفلت لهذا النهار لم يبق امامه سوى الذهاب الى بيتها فى القرية ليخبرها بما حدث ، راته عندما يتبدد الغضب العام ، يمكنهما ان يعلنا بهدوء انتهاء خطوبتهما . مجرد تذكره نظرة جيريمى دريسكول الداعرة وهو يخبره عن الاقاويل التى تتناول جودي ، كان يكفى ليشعر ليو بالاجرام وبان له الحق فى ان يحمى جودي بالطريقة التى يختارها هو ، وحتى الان رايه ان احسن ما يمكن عمله هو ان يضع خاتمه فى اصبع يدها اليسرى .... خاتم الزواج . كان ايطاليا حقا اكثر مما كان يدرك ، وكان يفكر فى ذلك عابسا وهو يتوجه الى سيارته 0
وهذا ذكره بان عليه ان يتصل باسرته تليفونيا . الزيجة التى وعد امه بها يجب ان تؤجل ... على الاقل حتى يطمئن الى ان جودي بخير 0
-فهمت انك ستحضرين الاجتماع هذا المساء 0
اجفلت جودي عندما تركت ميرا فرانشاو امهات التلاميذ المجتمعين قرب بوابة المدرسة لكى تواجهها : الان بعد ان حصلت على خطيب ثرى تهتمين به ، لا اظنك ستهتمين بمستقبل المدرسة او تلاميذها . اليس كذلك ؟
خطيب ثرى ؟ لها هى ؟ ما الذى تفعله ميرا ؟
كانت جودي تتساءل بملل . انها لاتتذكر انها شعرت يوما ، بعد انتهاء اليوم الدراسى ، بمثل هذا الانهاك ، لكن هذا اليوم لم يكن عاديا طبعا . وهى تشعر بان كل ماتريده هو ان تنام 0
كانت ميرا الان واقفة امامها ، وعيناها الصغيرتان الباردتان تضيقان بالعداء وهى تتابع : ارجو ان لا تظنى لانك مخطوبة لليو جفرسن ، لن توجه اليك اسئلة معينة ، من الامهات ان لم يكن من مجلس الادارة ، و ....
فاسكتتها جودي بحدة : لحظة واحدة ، ما الذى تعنينه بالضبط عن اننى مخطوبة لليو جفرسن ؟
اخذت تتساءل من اين حصلت ميرا على هذه الفكرة الخيالية الفظيعة لتنشرها فى الانحاء باسرع ما تستطيع كما رات من مراقبة الموجودين لهما 0
فقالت ميرا بازدراء : لقد فات الوقت الان على ان تتخذى صفة الحذر او البراءة ، انما لابد لى من القول باننى ، بصفتى اما ، اظن ان امرأة فى مركزك كان يجب ان تتخذ الصفتين معا بدلا من جلب سوء السمعة للمدرسة 0
-ميرا ...
ابتدات جودي تقول عابسة . ثم سكتت عندما تراجعت مجموعة صغيرة من الامهات عن البوابة للسماح لسيارة مرسيدس كبيرة بان تقف خارجها . وعندما خرج ليو منها ، اعلنت ميرا تقول : ها قد جاء خطيبك . ارجو ان لا يظن ، لانه اشترى المصنع بثمن بخس ، محتالا على الاسرة ليبيعوه المصنع رغم ارادتهم ، كما اخبرنا جيريمى

dede77 07-02-10 11:29 PM

... فهذا يعطيه اى نوع من المركز او السلطة محليا ! كان جيريمى محترما جدا من عماله ..
قالت ذلك بعدم اعتبار للحقيقة ما جعل جودي لا تصدق اذنيها 0
كان ليو قد وصل اليهم الان ، ولسبب لم تكن جودي تريد ان تحلله ، اكتشفت ان جزءا صغيرا منها شع بالرضى لوجوده 0
لكن هذا لايعنى ان لديه الحق فى التواجد هنا ، ليزيد الوضع سوءا بوضعه يده على ذراعها بشكل المتملك ، ثم ينحنى ليمسح وجنتيها بقبلة وهو يهمس فى اذنها : ساشرح لك الامر عندما نكون وحدنا ....
ثم ابتعد عنها قليلا ليقول بصوت مرتفع : اسف لتاخرى ، يا حبيبتى ، هناك ما اعاقنى 0
ودون ان يمنحها فرصة تقول فيها كلمة ، قادها الى سيارته واصعدها اليها قبل ان يصعد هو الى مقعد القيادة بجانبها 0
انتظرت حتى اصبحا خارج مرمى الانظار ثم سالته وهى ترتجف : هل لك ان تفسر لى ما يجرى ، ولماذا تظن ميرا فانشاو اننا مخطوبان ؟
فسالها بحيرة : ميرا فانشاو ؟
-المرأة التى كانت معى عند وصولك 0
قالت هذا بفروغ صبر . وكانت تشعر بالتعب والاستياء والجوع ورغبة سخيفة فى ان تتوسل الى ليو ليوقف السيارة لتستطيع ان تريح راسها على كتفه ثم تستغرق فى بكاء عنيف هو من القوة بحيث كاد يهزمها كليا 0
-انها صديقة حميمة لجيريمى دريسكول و ...
-آه ، احقا ؟ لاعجب فى انها تعلم بخطبتنا 0
فتاملته غاضبة : خطبتنا ؟ اية خطبة ؟ لسنا مخطوبين 0
-ليس رسميا 0
فقاطعته ثائرة : ولا باى شكل 0
فقال بهدوء : لم يكن لدى خيار ، يا جودي . فقد اخبرنى جيريمى دريسكول انهم راوك خارجة من جناحى فى الفندق ذلك الصباح . وكان يبدو ....
وسكت لايريد ان يخبرها كيف كان وضع جيريمى وافتراضه كريهين ، فقالت بحرارة : انا اعلم ما تريد قوله . راونى اغادر غرفتك ، ما يعنى اننى امرأة ساقطة وغير صالحة كليا للتعليم فى مدرسة اطفال ابرياء . بالله عليك ، كل ما فعلته هو النوم فى سريرك لا معك ... وهذا لا يعنى ....
وذعرت عندما اغرورقت عيناها الدموع وبدت مشاعرها العنيفة فى صوتها ... فحاول ان يطمئنها : جودي ، انا اعرف تماما ما يعنى هذا وما لايعنى . لكن تلك المعرفة هى بيننا نحن الاثنين فقط . انت تعلمين ما اقوله اليس كذلك ؟
سالها هذا برفق ، وعندما لم تجب بل حولت نظراتها عنه الى خارج النافذة ، راى احمرار وجهها فتالم لاجلها 0
-لا اظنك ستهتمين بشكل خاص لو اننى اعلنت فى صفحة كاملة من الجريدة المحلية بان لا شئ حدث بيننا فى تلك الليلة 0

dede77 07-02-10 11:29 PM

-هذا لا يعنى ان عليك ان تدعى باننا خطيبان 0
-فعلت هذا لاحميك 0
لكى يحميها ! كيف يدعى هذا بينما المح سابقا بانه يريد الا يراها ثانية ... وتملكتها التعاسة ... هل هذا مجرد خدعة ساخرة ؟
فقالت بغضب : انت غير مسؤول عن حمايتى 0
-ربما ليس فى نظرك 0
قال هذا بجد مفاجئ بطريقة جعلت قلبها يخفق بمشاعر انثوية خالصة نحو رجولته البالغة وقوته ، ومبلغ تلهفها الى الاعتماد على قوته والتماس السلوى والحماية والحب ...
لكنها لا تستطيع طبعا ! ولاينبغى لها ذلك ... !
-فى نظرى اؤكد لك اننى اعتبر ذلك مسؤوليتى تماما . انت لست وحدك التى تملك سمعة عليها ان تصونها ، كما تعلمين 0
قال هذا بصوت موجز الى حد مؤلم جعلها تلتفت اليه ، وسرعان ما ندمت على ذلك بعد ان اثار مشهد جانب وجهه الشوق فى نفسها طاردا اى شعور اخر 0
يجب ان لا تشعر نحوه بشئ كهذا ، كما حدثت نفسها بذعر . عليها الا تتوق اليه ، او نحبه ...
وصدرت عنها آهة هى بين الالم والياس فقال : كيف تظنين تاثير ذلك على عندما ينتشر بين الناس ، اننا انا وانت ... ؟
-اتعنى انك تقوم بهذا لاجل نفسك وليس لاجلى ؟ هذا هو الامر اذن ؟
فقال بحزم : انا افعل هذا لانه خيارنا الوحيد 0
شعرت بنفسها تضعف . ستكون راحة كبرى لها ان تدع ليو يستلم المسؤولية ... ان تدعه يقف بينها وبين استنكار الناس 0
وان تدع الناس يعتقدون انه يحبها وان ...
لا . لا يمكنها ان تفعل هذا ! لانها اذا فعلت ستصبح فى خطر تصديق ذلك هى نفسها 0
وهزت راسها رافضة بعنف : لا ! لن اختبئ خلفك ليو ، لن اكذب ، لن ادعى ... قد يكون وجودى فى غرفتك خطا وغير اخلاقى فى نظر بعض الناس . ولكن فى نظرى ، الاسوا من ذلك هو ان اكذب بشانه . اذا شاء الناس ان ينتقدونى او يدينونى على اذن ان اقبل حكمهم على ، وان اقبل نتيجة سلوكى 0
عندما اخذ ينظر اليها فيرى الخوف يتصارع مع الكرامة فى عينيها ، امتلا اعجابا بصدقها واشفاقا على ضعفها . كانت صادقة للغاية وساذجة للغاية ، وعليه ان يحميها من نفسها بقدر ما هو من الاخرين 0
وعندما اتجه بسيارته نحو منزله آشتون هاوس قال لها بخشونة : سيصلبونك . هل تريدين حقا ان تخسرى كل ما عملت لاجله يا جودي ؟ المدرسة وكل انجازاتك 0
فقالت مجاهدة لاخفاء الالم الذى شعرت به : هناك مدارس اخرى 0
اوقف سيارته فادركت اين هما : لماذا احضرتنى الى هنا ؟ اريد ان اذهب الى بيتى 0

dede77 07-02-10 11:30 PM

وسكتت وهزت راسها قائلة بعجز : لايمكننا ان نكون خطيبين . هذا ليس ... نحن لا ....
فقال مبددا ما بقى لديها من ضبط للنفس : علينا ان نكون كذلك يا جودي . لا نستطيع ان نكون غير ذلك 0
فقالت بتعاسة : خذنى الى بيتى . لدى اجتماع الليلة ، فاذا لم اذهب سيكون لدى ميرا فانشاو مناسبة رائعة للكلام ضدى 0

*****

جلست جودي على اريكتها الصغيرة . كان الاجتماع من السوء بقدر ما كانت تخاف بالضبط حيث حاولت ميرا فانشاو بوضوح تحوله الى مناقشة اخلاقية تريد بذلك ان تخجل وتذل جودي قدر امكانها . لكن جودي لم تكن دون مساندة فهناك عدة اشخاص جاؤوا يهنئونها على خطبتها بحرارة حقيقية 0
وقالت احدى الامهات متعاطفة معها : لابد ان الامر بينكما كان صعبا ، حين كان خطيبك يريد ان يغلق المصنع بينما انت ملتزمة بان تبقيه مفتوحا . على كل حال ، الحب يهزم كل شئ ، كما يقولون 0
اخذت جودي تفكر بتعاسة فى ان الحب قد يفعل هذا ، لكنها لن تعرف ابدا ما دام ليو لا يحبها 0
رن جرس تليفونها ، وهذ ه المرة توقعت ان يكون المتكلم نايجل . رفعت السماعة ، فقال : انت جواد رابح ، اليس كذلك ؟
فهبط قلبها : انت سمعت اذن 0
-طبعا سمعت ... كل المدينة سمعت . آه ، وبالمناسبة ، اتصل الابوان بى يسالان متى بامكانهما ان يتعرفا الى الخطيب . اظن امى ستتصل بك عصر هذا النهار 0
فصرخت بذعر : ماذا ؟ لكننى لا اريدهما ان يعلما ....
فقال بحيرة : ماذا ؟
-اعنى اننى لااريدهما ان يعلما الان ، لاننى اريد ان اخبرهما بنفسى وبكل ما حدث بهذه السرعة ...
-نعم ، وبسرعة بالغة ، لقد صدمت قليلا عندما علمت انك امضيت ليلة مع ليو فى فندقه ، خصوصا بعد ان عاملته امام الناس فى حفلة العشاء وكانه عدوك رقم واحد 0
-آه ، يا نايجل 0
ثم سكتت . كيف يمكنها ان تشرح لابن عمها ما حدث ؟ واذا لم تستطع ان تشرح له هو ، كيف يمكنها ان تفعل هذا لاى شخص اخر ؟
عندما اخبرت ليو انها لاتريد ان تورط نفسها فى الخداع او تختبئ خلفه ، كانت تعنى ما قالت ، لكنها ادركت الان فجاة ان الامر ليس بهذه السهولة ، وان هناك اناسا اخرين فى حياتها عليها ان تراعى مشاعرهم 0
مضت عدة دقائق بعد انتهاء حديثها مع نايجل ، وهى تعض باجمعها ترتجف ، وقالت بصوت اجش : انا جودي . كنت افكر فى ما قلته بالنسبة الى ... الى خطوبتنا ... وانا الان موافقة ...

dede77 07-02-10 11:32 PM

وعندما لم يجب ليو ، جف فمها . ماذا لو انه غير رايه ؟ ماذا لو لم يعد يهتم بسمعته او يشعر بمسؤوليته ، كما كان قال عن حمايتها ؟
ثم سمعت صوت السماعة توضع مكانها فجاة فتملكها الغثيان . لقد غير رايه !
ماذا ستفعل الان ؟
وبعد ذلك بعشر دقائق وكانت قد تكومت على اريكتها ، قطبت جبينها وهى تسمع جرس الباب يدق 0
لابد انه نايجل ! وسارت لتفتح الباب . ولكنه كان ليو ، وعندما خطا الى ردهتها وعندما حدقت اليه ذاهلة قال : ما اعلمه ان على الخطيبين ان يحتفلا بخطبتهما ، مع الانعزال والسرير . والافضل ان يكون السرير واسعا والعزلة طويلة الامد ، ولكن بما ان خطبتنا لن تكون عهدا مدى الحياة ، فسنلغى الانعزال والسرير 0
ونظر اليها ، فشعرت ان وجهها كان يحترق ليس بالخجل بل بالغضب ، كما ادركت مع شعور بالذنب 0
منتديات ليلاس
فنظرت اليه ساخطة : ما افضله هو ان لا اكون فى هذا الوضع على الاطلاق 0
وعندما ابتعدت عنه تساءل عما ستقوله لو انه حملها بين ذراعيه وسار بها الى مكان منعزل ليبقيها هناك حتى يشبعها حبا ...
ثم ماذا ؟ تخبره بانها تحبه ؟ تساءل ساخرا من نفسه ثم سالها بلطف : كيف سار اجتماع الامهات ؟
فقالت بجفاء : منحت خطبتنا المجال لمختلف وجهات النظر 0
ولم تخبره بان ميرا قررت ان واجبها الاخلاقى بدفعها الى ابلاغ السلطة التعليمية عن الوضع 0
فقال ليو برقة : انها مجرد زوبعة فى فنجان . بعد ستة اشهر سيكون كل شئ منسيا 0
ليس هذا ما قاله عندما اصر على ان السبيل الوحيد الى حماية وظيفتها هو ان يعلنا خطبتهما . وعضت شفتها . ومع ذلك ، قد ينساها ليو فى ستة اشهر لكنه هى لن تنساه ابدا 0
-بل علينا ان نحتفل . ماذا لديك لنشربه ؟
-انا اكره الادعاء والخداع ، ولهذا من الخطا ان نحتفل بهذا التقليد الشاعرى بشئ هو مجرد زيف ... وادعاء ...
-جودي !
بعث صدقها الصريح غير المتوقع غصة فى حلقه . بدت حزينة للغاية ، رصينة العينين وحبيبة الى حد اراد ان ياخذها بين ذراعيه و ....
-هذا ليس ...
-ارجوك ، لا اريد ان اناقش هذا اكثر من ذلك 0
ثم نهضت واخذت تسير فى انحاء الغرفة بقلق 0
كانت تعلم ما سيقوله ، وان عدم الصدق غير مهم بالنسبة الى الظروف . ربما هو غير مهم بالنسبة اليه لكنه مهم بالنسبة اليها خصوصا ان هناك شئ مؤلم بشكل لا يطاق ... وقالت بصوت مختنق : اريد ... اريدك ان تخرج الان 0
تردد ليو لحظة ، بدت له ضعيفة هشة للغاية الى حد اراد ان يبقى معها ... كما بدت شاحبة متعبة ايضا ...
اخذ يتفحصها مرة اخرى مقطبا جبينه : جودي ، لا ادرى ما اقوله لك الان 0
فقالت بحدة : لاتقل شيئا 0
تملكتها المرارة . لو كانت تساءلت ، عما اذا كانت اساءت الحكم عليه ، فقد اثبت لها الان انها لم تسئ الحكم . واذا كانت ايضا من الحماقة بحيث رات نوعا من العاطفة فى حضوره الى بيتها الليلة والاشياء التى قالها لها ، اذن فقد ادركت خطاها تماما 0
فقالت بفتور : انا متعبة واريدك ان تخرج ....قال هذا وسارت الى الباب ، فتبعها . وعندما جلس فى سيارته اخذ يتساءل عما كان يرجو ان يستفيد من تصرفاته تلك . هل ظن حقا ان مجرد اتصال تليفونى منها ليحتفلا بخطوبتهما الزائفة سيغير من عدم حبها له ؟ وقرر وهو يعود الى بيته انه ربما كان احمق لكنه مازال رجلا شريفا ، ويريد ان يطمان تماما الى ان جودي وسمعتها مصانتان ، سواء شاءت هى ذلك ام ابت . اما الان فهما خطيبان فى نظر الناس ، وقريبا ستلبس خاتمه لاثبات ذلك
0
*****

انتهى الفصل الثامن

غــلا 08-02-10 04:15 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

eanas 08-02-10 04:57 PM

مشكورة حبيبتي ديدي
بانتظار التكملة

moura_baby 08-02-10 09:57 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

dede77 08-02-10 09:58 PM

9- مشكلة اسمها الحب 0


لم تستطع جودي ان تمنع نفسها من ان تحدق فى الخاتم الماسى السوليتير الهادئ المتالق والذى لا عيب فيه ، الذى تلبسه 0
كانت قد عارضت ان يشترى ليو خاتما لها ، لكنه رفض الاذعان ، وما لبثت ان اذعنت هى ضعفا وجبنا 0
دعاها عمها وزوجته مع ليو الى حفلة عشاء ، وكانت تعلم ، كما كان ليو نبهها ، ان عمها وزوجته ، يتوقعان ان يريا الخاتم فى اصبعها 0
ولهذا فقط سمحت لليو بان يشترى لها خاتما . واصرت فى البداية على ان يكون الخاتم زائفا رخيصا ، لكن اقتراحها هذا اغضب ليو الى حد صدمها فاذعنت 0
لم يسمح لها بان تعرف ثمن الخاتم الذى اختاره لها ، حاولت اولا ان تختار اصغر ماسة ، لكن ليو اصر على ان تجرب عدة خواتم قبل ان يعلن ان الخاتم السوليتير هو الذى اعجبه 0
منتديات ليلاس
كان اختياره صدمة اخرى لجودي ، لان هذا الخاتم هو ما كانت ستختاره هى فى ظروف مختلفة . والان ، وهى تجلس بجانبه فى السيارة ، لم تستطع منع نفسها من ان تلمسه بخجل عندما اخذت الماسة تتالق فى الضوء 0
لم تكن متشوقة الى حفلة العشاء هذه رغم حبها لعمها وزوجته . فقد كانا تقليديين للغاية ، وخصوصا زوجة عمها التى كانت حتما ستلقى عليها اسئلة كثيرة صعبة 0
وقالت لليو مرتبكة وهى ترشده الى طريق البيت : ما كان لك ان تفعل ذلك . كان يمكننى ان اعتذر . وعلى كل حال ، مع استسلام ....
فقد انتشر فى القرية الان ان مصلحة الضرائب تحقق مع جيريمى دريسكول . ولكن حتى هذه الاقاويل لم تسكت ميرا فانشاو عن مداومة الاشارة الى قلقها من سلوك جودي 0
*****

-اتريدين ان تتحدثى الى السيد ليو جفرسن ؟
سالت سكرتيرة ليو الجديدة فى المصنع المرأة المتصلة بليو والتى قالت انها لم تستطع الاتصال به الى تليفونه الخليوى وانها لم تسمع منه خبرا منذ ايام 0
-اسفة لانه غير موجود حاليا ، ربما اقفل تليفونه الخليوى لانه ذهب لمقابله خطيبته 0
ومن الناحية الاخرى من الخط ، اوشكت السماعة ان تسقط من يد لويزا جفرسن ، والدة ليو : خطيبته ؟ آه ، حسنا ... طبعا !
-هل اخبره باتصالك ؟
-آه ، هذا ليس ضروريا 0
ووضعت لويزا السماعة وذهبت تبحث عن زوجها الذى كان بجانب البحيرة . فقالت له : على ان اذهب الى انكلترا لارى ليوناردو 0
*****

dede77 08-02-10 09:59 PM


كانت السهرة جيدة فقد ضحك ليو ، تادبا ، من نكات عمها ، ومدح طهى زوجة عمها باخلاص جعل من الواضح انهما سيتقبلانه فى اسرتهما بكل ترحيب 0
وكانت جودي تراقب كل هذا بتسامح ساخر . وعند تناول القهوة فى غرفة الجلوس سمعت زوجة عمها تسال : والان ، متى سيكون العرس ؟ الم تحددا الموعد بعد ؟
-لا 0
-نعم 0
عندما تكلم الاثنان فى وقت واحد نقلت زوجة عمها نظراتها الحائرة من وجه ليو الى وجه جودي الرصين 0
فقالت جودي : لقد عقدنا خطبتنا لتونا 0
وقال ليو : ساتزوج جودي غدا لو وافقت 0
ونظر باتجاة جودي بابتسامة مشرقة ماكرة جعلتها تريد ان تصرخ ، وهى تراه يستمتع بذلك 0
واجابت زوجة العم : طبعا على جودي ان تنتظر عودة والديها . وماذا بالنسبة الى والديك ليو ؟
فاجاب بلهجة صادقة : اريد ان اخذ جودي الى ايطاليا لتتعرف اليهما وذلك باسرع ما يمكننى . لكننى ادرك انهما سيحبانها بقدر ما احبها . ثم امسك بيدها 0
شعرت جودي بمشاعر تبعث الرجفة فى جسدها منذ لمسها اذهلها ذلك واخافها ، كما اغضبها جدا . غضبت من ليو لانه جعلها تحبه ، وغضبت من نفسها ايضا ، ومع ذلك لم تستطع ان تمنع نفسها من ان تقبض عينيها وتتمنى لو ان كل هذا كان حقيقة ، وانه يحبها ، وان مستقبلهما سيكون معا حقا 0
ودعهما عمها وزوجته عند الباب ، وكان ليو قد احاط خصر جودي بذراعه وهما يسيران الى الباب ومن ثم الى السيارة خارج المنزل . وعندما وصلا الى السيارة قالت له : يمكنك ان تتركنى الان . لا احد سيرانا 0
سالها برقة : وماذا لو اننى لا اريد ان اتركك ؟
كان ضوء القمر كافيا لكى ترى جودي حرارة المشاعر تلمع فى عينيه وهو ينظر اليها 0
تراجعت نحو السيارة وهى ترتجف وقلبها يخفق بشدة ، ولكن ليس من الخوف 0
قالت تعترض : ليو 0
لكنه كان قد تسلل بيديه ببطء الى ذراعيها فاذا بها ترتجف ، ومشاعرها من التوتر بحيث خافت مما قد تفعل . مجرد ملامسة عفوية من يديه تجعلها تشعر بهذا الشكل0
لكنها تحبه ... تحبه كثيرا !

dede77 08-02-10 10:00 PM

قال هامسا : اننا خطيبان ، لاتنسى ، وبالتالى مسموح لنا بهذا العمل ... بل هو متوقع منا ... ثم اننى والله يعلم ، اريد ذلك !
قال ذلك بصوت اصبح يلتهب بالمشاعر ما جعل جودي ترتجف مرة اخرى ، فقالت : لكن خطيبتنا ليست حقيقية 0
-ربما ، لكن مشاعرى حقيقية 0
ووضع يده على خصرها بينما احاط وجهها بيده الاخرى ... وامسكت هى انفاسها واذا به يخفض راسه ويعانقها 0
متى بادلته عناقه المحموم ؟ متى اغلقت تلك المسافة الصغيرة بينهما ، ويدها الطليقة تمسك بذراعه عندما سحق الشوق فى داخلها دفاعاتها ؟
-ما الذى فيك يجعلنى اشعر بهذا الشكل ؟
كان ليو يسالها بصوت مخنوق ، لكن جودي كانت تعلم ان هذه الكلمات المثقلة بالشوق لا تقاس بما تشعر هى به 0
وسمعت ليو يقول بصوت اجش : حاليا يمكننى ....
وصاحت بومة فوق راسيهما فاجفلا ، وفجاة ابتعد ليو عنها وتركها تشعر بالبرودة والوحدة وهو يسير ليفتح باب السيارة 0

*****

فى الطابق الاسفل سمعت جودي حركة ساعى البريد يضع رسائلها فى صندوق البريد . لقد انتهى اخيرا الفصل الدراسى ، وبهذا لم يعد عليها ان تسرع للذهاب الى العمل . انهت لبس ثيابها ثم نزلت الى الطابق الاسفل ، جامعة رسائلها فى طريقها 0
هناك بطاقة من والديها ، ومجموعة كاملة من بريد تافة لا اهمية له . وكان عليها ان تجلس قبل ان تنظر الى البطاقة ... والداها ؟ عليها ان تخبرهما بما حدث معها ... قبل ان تصل الاقويل الى مسامعهما 0
كانت قد طلبت من عمها وزوجته ان لا يذكرا شيئا عن خطبتها فوالديها اذا تحدثا اليهما ، قائلة انها ستخبرهما بنفسها . ثم ، لعلمها بانهما لن يعودا الى الوطن قبل شهرين على الاقل ، اقنعت نفسها بان لديها وقتا كافيا لاستعادة حياتها الطبيعية قبل عودتهما ، انما الان ... !
سيحبها ابواها ويصدقانها فهما يعرفان من اية طينة هى 0

*****

eanas 09-02-10 12:57 AM

مشكورة على الرواية الرائعة
بس كبري الجرعات شوي هههههههه
بانتظار التكملة على نااااار

dede77 09-02-10 10:13 PM

هاى انوسة
علشان عيونك يا قمر دة باقى الرواية
ويا رب تعجبك
وبتنمى قراءة ممتعة للجميع مع نهاية الرواية

dede77 09-02-10 10:14 PM

-امى !
اخذ ليو يحدق فى زائرته التى لم يتوقعها وهو يفتح لها الباب . كان اخبر والديه انه انتقل الى منزل استاجره فى فراميتون وانه سيعيش فيه حتى يحل كل التعقيدات العائدة للعمل . كان يعلم بانه لم يستطع ان يفى بوعده ويذهب لزيارة والديه مرة اخرى فى ايطاليا ، لكنه حتما لم يتوقع ان يرى امه على عتبه بابه 0
سالها وهو يقطب جبينه حين راى سيارتها الاجرة تتوارى : اين ابى ؟
-جئت وحدى . ولن استطيع البقاء اكثر من ايام معدودات ، لكنها تكفى للتعرف اثناءها الى خطيبتك ؟
وكان ليو ينحنى ليحمل حقيبتها فوقف فجاة وحدق اليها 0
عدة اجوبة تواثرت الى ذهنه ، لكن امه هى امه . وهى امرأة بالغة الفطنة والدهاء كما عرفها طوال اكثر من ثلاثين سنة وقدرها 0
امسك بذراعها يدعوها الى الدخول . ورافقته امه ثم قالت : هذا المنزل يمثل بيت اسرة جيدا جدا ليوناردو . انه قوى حسن البناء والاولاد سينشأون هنا بشكل حسن جدا وقد اعجبتنى الحديقة رغم حاجتها الى اصلاح . هل تحسن العمل فى الحديقة خطيبتك هذه ؟ هذا ما ارجوه . المرأة التى تطعم حديقتها ستطعم زوجها واولادها 0
كانت امه الشخص الوحيد فى العالم الذى يناديه باسمه الكامل ليوناردو . واخذ ليو يفكر فى ذلك وهو يدخلها الى الردهة ، وراها تنظر متاملة الى زهرية فيها ازهار كانت جودي تسقيها على منضدة الردهة منذ ايام عندما اخذها ليو الى بيته وهما فى طريقهما لزيارة عمها وزوجته ، وبهذا امكنه ان ينهى بعض اوراق العمل . وكان قد جاءه اتصال تليفونى استغرق بعضا من وقته ، وعندما انضم اليها وجدها قد جمعت بعض الازهار من الحديقة ثم نسقتها فى فاز ، قائلة له ان من المؤسف ان تترك هذه الازهار تموت دون تقدير او حب 0
قالت امه : خطيبتك اذن ربة منزل ماهرة . هل تطهى لك طعاما ؟
بدت له امه فى محاولتها معرفة صفات جودي الانثوية والامومية ، بدت له ايطالية للغاية . وتنهد وهو ياخذها الى المطبخ : ماما هناك شئ يجب ان تعلميه ... وان اخبرك به سيستغرق بعض الوقت ..
فقالت بحزم : هناك شئ واحد يجب ان اعرفه ولن يستغرق منك قوله سوى وقت قصير جدا . هل تحبها ؟
ظنت ، لحظة ، انه لا يريد ان يجيب . وذكرت نفسها باسف بانه رجل على كل حال وليس صبيا . واذا به يكشر بشك هزلى وهو يدفع شعره عن وجهه الى الخلف ما ذكرها بحركة لابيه ثم قال : نعم ، لسوء الحظ . انا احبها 0
-لسوء الحظ ؟
-هناك مشكلة 0
حضور امه غير المتوقع كان تعقيدا للامور لم يكن ينتظره ، ولكن بعد ان اصبحت هنا اكتشف ، بشعور من المذلة انه يريد حقا ان يتحدث اليها عن جودي ، ليطلعها ليس فقط على حبه لجودي ولكن ايضا على قلقه وارتباكه وتشوش اموره 0

dede77 09-02-10 10:15 PM

اجابت امه هازلة : دوما هناك مشكلة فى الحب ، والا فهو ليس حبا . اخبرنى اذن ما هى مشكلتك ... الا يحبك ابوها ؟ هكذا الاب مع ابنته . وانا اذكر ان ابى ....
-لم اتعرف بعد الى والد جودي يا ماما ، وعلى كل حال انا اخبرتك باننى احب جودي ، اما ما لم اخبرك به بعد فهو انها لا تحبنى 0
-لا تحبك ؟ لكنكما مخطوبان ، ولابد لى من القول ان معرفتى بخطبتك من السكرتيرة لم يعجبنى ، على كل حال ...
-ارجوك يا ماما . دعينى اشرح الامر 0
وعندما فعل ، كان حريصا على ان يهذب قصته كى لا تقفز امه الى استنتاج خاطئ عن جودي كما فعل هو لكنه شعر بانها ليست راضية تماما عن شرحه للاحداث 0
-انت تحبها ، لكنها رضيت بالخطبة لتصون سمعتها حيث انها صادف ان نامت فى سريرك فى غرفتك فى الفندق . ثم راوها تغادر غرفتك فى الصباح الباكر ؟
وارتفع حاجباها بطريقة اظهرت كل انواع المشاعر ، ما جعل قلب ليو يهبط : يهمنى جدا ان اقابل خطيبتك تلك يا ليوناردو 0
-حسنا ، لا استطيع ان اعدك بان تريها . على ان اذهب الى لندن فى عمل عصر هذا اليوم وسامضى هناك عدة ايام . يمكنك ان تاتى معى اذا شئت ان تتسوقى 0
فنظرت اليه شرزا : انا اعيش فى ايطاليا الان وعندنا مدينة ميلان فانا لست بحاجة الى التسوق . بينما انت فى لندن سانتظرك هنا حتى تعود . اين تعيش خطيبتك ؟
فتنهد : انها تعيش هنا فى فراميتون . انا اعلم ان نيتك طيبة ، ولكن ارجوك ، اريدك ان لا ... لا ....
-لا اتدخل ؟ انا امك ، يا ليوناردو ، كما اننى ايطاليا ...
-افهم هذا ، لكننى ارجو ان تفهمى ان ذلك ، ما دامت جودي لا تحبنى ، لن يسبب لى سوى المذلة والاحراج اذا علمت باننى احبها ، وانا لااريد ان ابعث هذه المشاعر فى نفس اى منا ... ما ساخبرك به يا امى بينى وبينك فقط واريد ان يبقى كذلك ، وان لا تذهبى للبحث عن جودي لتناقشى ايا من هذا معها . لا اريدها ان تتكدر او تحرج باى طريقة ومن اى شخص 0
مضت لحظة ظنها فيها سترفض ، لكنها تنفست بعمق ووافقت : لن ابحث عنها 0
-شكرا 0
وعندما انحنى ليقبلها سمعها تقول متذمرة : عندما دعوت الله ان يجعلك تقع فى الحب ، لم اكن اعنى ان يحدث كل هذا 0
-اعلم انك تريدين احفادا 0
وابتسم محاولا ان يبعث المرح فى حديثهما 0
-نعم ، اريد احفادا ، لكن ما اريده اكثر هو ان اراك تتزوج امرأة تحبها . اريد ان تكمل حياتك وتسعد بنفس نوع الحب الذى عشنا فيه ، انا وابوك . اريد لك ما تريده كل ام لابنها . اريدك ان تكون سعيدا 0
قالت هذا بعنف وعيناها تتالقان بحب وحنان الامومة 0

*****

dede77 09-02-10 10:17 PM

لايمكن ان ترغب امه له هذه الاشياء التى وصفتها اكثر مما يرغب هو فيها لنفسه ، كما اقر ليو وهو يقود سيارته بعد ساعتين نحو فراميتون فى طريقه الى لندن . وكان قد ترك امه تنسق الورود بعد ان رفضت ان تصغى الى اى اقتراح منه بانها بامكانها ان تعود الى ايطاليا 0
وفى القرية كان الاغراء بان يتحول الى بيت جودي من القوة بحيث اخذ يتمسك بعجلة القيادة بكل قوة لكى يكبحه . لن تكون حياته الان سعيدة ابدا ، كما اخذ يفكر باكتئاب ، من دون جودي وحب جودي ، وحضورها وحرارتها 0

*****

جلست جودي امام شاشة الكمبيوتر تقرا بعناية رسالة الاستقالة التى امضت فى كتابتها ثلاث ساعات . وقد انهتها الان ، ولن يمنعها شئ من طباعتها وارسالها بالبريد 0
لكنها ، لامر ما ، لم تستطع ان تحمل نفسها على القيام بهذا العمل ...
نهضت ثم اخذت تسير فى انحاء الغرفة ، وفجاة ، التقطت مفاتيحها وسارت نحو الباب 0
كان نهارا صيفيا رائعا ، وحدائق الاكواخ فى القسم الذى تسكن فيه من شارع القرية تفيض بالازهار ، مشكّلة مشهدا رائعا 0
عادة ، كان هذا المشهد يرفع معنوياتها ويجعلها تفكر كم هى محظوظة فى العيش هنا ، وان تكون بشخصيتها هذه ، شخصية امرأة ذات عمل تحبه ، واسرة تحبها ، وحياة تحبها 0
ولكنها ليست مع رجل تحبه ... الرجل الذى تحبه . وقريبا ، لن تكون مع العمل الذى تحبه ايضا ... مع ان المدرسة والعمل كانا يهمانها جدا ، الا انهما لا يقارنان بعنف حبها لليو 0
انشغالها بالتفكير لى ليو ، جعلها تسير دون وعى نحو المدرسة وكان امامها ، خارج الكنيسة ، مقعد خشبى مستطيل جلست عليه ، واخذت تنظر فى انحاء المكان الذى كان يعنى الكثير لها ، والذى طالما جاهدت لاجله 0
لم تكن من الغرور بحيث تعتقد ان ليس لمعلمة اخرى مثل قدرتها فى التعليم ، ان لم يكن اكثر . ولكن هل هناك معلمة اخرى تحب مدرستها بقدر حبها هى لمدرستها ؟
وهل ستحب امرأة اخرى ليو بقدر حبها هى له ؟
اغرورقت عيناها بالدموع ، وعندما اسرعت بفتح حقيبة يدها لتخرج منديلا لتمسحها به ، انتبهت الى امرأة جاءت وجلست على نهاية المقعد الذى تجلس عليه 0
-هل انت بخير ؟ لم استطع الا ان الاحظ انك تبكين 0
تملك جودي الحذر . ذلك ان ليس من عادة الانسان الانكليزى ان يعلق على حزن شخص غريب ، مهما كان شعوره بالعطف او الفضول بالغا 0
رفعت جودي راسها بكبرياء ثم التفتت الى المرأة : انا باحسن حال ، شكرا 0
لكن الذعر تملكها عندما انفجرت من عينيها دموع جديدة سالت على خديها واخذ صوتها يرتجف . ادركت انها ستنفجر بالبكاء فى اية لحظة الان كاى طفلة صغيرة 0

dede77 09-02-10 10:18 PM

وقالت المرأة بحنان : لا ، انت لست كذلك . بل انت متكدرة جدا كما انك غاضبة منى لقولى هذا ، ولكن احيانا ثمة فائدة من الحديث الى الغرباء . رايتك تنظرين الى المدرسة ....
-نعم ، انا ... انا اعلم فيها ... كنت كذلك ... اما الان ...
وعضت شفتيها 0
-الان قررت ترك العمل . ربما وقعت فى الغرام فانت مضطرة الى الانتقال الى مكان اخر ، وانت تبكين لانك ستفتقدين هذا المكان الرائع الجمال 0
احست جودي ان هذه المرأة ليست انكليزية رغم انكليزيتها الممتازة . ربما هى زائرة ... امرأة مارة فى المتطقة ... امرأة لن تراها ، هى جودي ، ابدا بعد الان 0
وفجاة ، لسبب متعذر تفسيره ، اكتشفت جودي انها تحب ان تتحدث الى هذه المرأة لكى تخفف عن نفسها ولتبحث ، ان لم يكن عن تفسير لما يحدث لها ، فعلى الاقل عن التفهم من انسان اخر . شئ ما حدثها بان هذه المرأة متفهمة . رات ذلك فى دفء عينيها وتشجيع ابتسامتها 0
-انا احب ، لكنه حب غير متبادل ... الرجل الذى احبه لا يحبنى 0
فقالت المرأة بحزم : لا يحبك ؟ انه مجنون اذن . كل رجل لا يحب المرأة التى تحبه هو مجنون 0
وابتسمت لجودي مرة اخرى ، فادركت هذه ان المرأة اكبر سنا مما خيل اليها فى البداية . ربما فى اواخر الخمسينات من عمرها 0
-لماذا لا يحبك ؟ هل اخبرك بالسبب ؟
وجدت جودي نفسها تبدا فى الابتسام : تقريبا ، لقد المح الى ....
-لكنكما عشيقان ، اليس كذلك ؟
شعرت بوجهها يحمر وهى تعترف : لا ، لم يصل الامر الى هذا الحد ، مع اننى حاولت اغواءه مرة عن غير قصد ....
وسكتت وعادت تعض شفتها . هناك اشياء لم تستطع التلفظ بها ، ولكن لم يبد على جليستها مثل هذا العائق : اغويته ؟ كيف ذلك ؟
بدت متسلية اكثر منها مصدومة ، وعندما نظرت اليها جودي رات ضحكا فى عينى المرأة السوداوين : حسنا ، كنت ... فاجاته تقريبا . فقد رقدت فى سريره ، ولم يكن هو يعلم باننى هناك . وعندما استيقظت ورايته و ....
وسكتت . وجدت متنفسا فى ما تفعله وذلك بافضاء ما يثقل صدرها الى امرأة اخرى . وابتدات تقول بصوت منخفض : كنت رايته قبل ذلك فى ردهة الفندق ، لم اكن اعرفه حينذاك ، ولكننى ....
وسكتت ، فقالت المرأة : هل انجذبت اليه ؟
فاومات جودي موافقة بحماسة : حرك مشاعرى بشكل لم يفعله رجل اخر ... واعتقد اننى احببته من اول نظرة وقد يبدو هذا جنونا ، واظننى عندما استيقظت ووجدت نفسى معه فى السرير ... لابد ان جسدى تذكر شعورى السابق نحوه ، و ... لكنه ، حسنا ظننى فى البداية ... تركنى وقد ظننى مومسا تحاول اغواءه لتحصل على المال . ما كان لى ان ادخل الى غرفة رجل مهما كان السبب . لقد شعرت ببالغ الخزى !

dede77 09-02-10 10:18 PM

فسالتها المرأة وهى تهز كتفيها : هل لوقوعك فى الحب ؟ ولماذا يتملكك الخزى من ذلك ؟ هذا شئ طبيعى جدا 0
-ربما ليس لوقوعى فى الحب ، ولكن لسوء تصرفى ... كيف لامرأة مثلى ان تقضى ليلة فى غرفة رجل ... هل سيصدقنى احد لو اخبرته بان سخريه القدر ادت الى ذلك ؟
وهزت راسها وغصت بريقها واخذت تغالب دموعها . لكن المرأة عادت تسالها : وهكذا جتمعت بالرجل الذى احببته . انت تقولين انه لايحبك . ولكن هل انت واثقة ؟
-تماما 0
-وها انت ذى هنا تبكين لانك لا تطيقين العيش بدونه 0
-نعم ، ايضا لاسباب اخرى 0
-اسباب اخرى ؟
فسحبت نفسا مرتجفا : بعد ... بعد ان ادرك اننى لست كما ظننى فى البداية ... حسنا ، عندما ادرك حقيقتى ، لمح الى انه يخشى من تاثيرى فيه وانه لا يريد ان يرانى ثانية 0
-لمح ؟ اتقصدين انه لم يقل ذلك بالحرف ؟
-نعم ولكننى فهمت ... انه يخاف ان استغله 0
وعضت شفتها وحولت نظراتها وقد عادت عيناها تغرورقان بالدموع : حدثت نفسى بان من المستحيل ان احب رجلا مثله ، رجلا يسئ الظن بى بهذا الشكل ... انا امرأة شريفة ولايمكن ان استغله ابدا ... ولكن الاغنياء يظنون ان كل شئ هو المال 0
وهزت راسها بينما سالتها المرأة : ربما انت مخطئة بشانه ... لقد قلت انه لمح ولم تقولى انه قال . لعل عقلك اوحى لك بذلك ... عقل المرأة يفكر بغرابة احيانا 0
-اؤكد لك اننى فهمته جيدا 0
-ربما انت مخطئة بحقه 0
-انه رجل شهم بطبيعته وهذا ما دفعه الى حمايتى . كان على ان اواجه تحقيقا رسميا لان هناك من رانى اغادر غرفته فى الفندق واشياء اخرى . وبصفتى مديرة المدرسة ، من المتوقع طبعا ان اكون ... هذا هو السبب الذى جعله يقول اننا مخطوبان . لاجل الاقاويل وليحمينى 0
ورفعت جودي يدها اليسرى حيث كانت ماسة ليو تتالق كدموعها المنهمرة 0
قالت لها المرأة : ولكن كيف يقدم اليك الحماية وهو لا يريدك فى حياته ... بماذا تفكرين ؟
فجذبت جودي نفسا عميقا : قررت ان انتقل من هنا وابدا حياة جديدة فى مكان اخر 0
-دون ان تخبرى حبيبك بذلك ؟
تساءلت جودي كيف يبدو كل هذا الاستنكار على المرأة بعد كل ما اخبرتها به : ولماذا اتحدث الى رجل لا يريدنى ؟
لم يكن لديها فكرة كم مكثت هنا تفضى الى هذه المرأة الغريبة ، لكنها شعرت الان بالانهاك والتعب فارادت العودة الى البيت لترتاح 0
وقفت وهى تقول للمرأة بابتسامة متعبة : شكرا لاصغائك الى 0

dede77 09-02-10 10:20 PM

فسالتها المرأة وهى تهز كتفيها : هل لوقوعك فى الحب ؟ ولماذا يتملكك الخزى من ذلك ؟ هذا شئ طبيعى جدا 0
-ربما ليس لوقوعى فى الحب ، ولكن لسوء تصرفى ... كيف لامرأة مثلى ان تقضى ليلة فى غرفة رجل ... هل سيصدقنى احد لو اخبرته بان سخريه القدر ادت الى ذلك ؟
وهزت راسها وغصت بريقها واخذت تغالب دموعها . لكن المرأة عادت تسالها : وهكذا جتمعت بالرجل الذى احببته . انت تقولين انه لايحبك . ولكن هل انت واثقة ؟
-تماما 0
-وها انت ذى هنا تبكين لانك لا تطيقين العيش بدونه 0
-نعم ، ايضا لاسباب اخرى 0
-اسباب اخرى ؟
فسحبت نفسا مرتجفا : بعد ... بعد ان ادرك اننى لست كما ظننى فى البداية ... حسنا ، عندما ادرك حقيقتى ، لمح الى انه يخشى من تاثيرى فيه وانه لا يريد ان يرانى ثانية 0
-لمح ؟ اتقصدين انه لم يقل ذلك بالحرف ؟
-نعم ولكننى فهمت ... انه يخاف ان استغله 0
وعضت شفتها وحولت نظراتها وقد عادت عيناها تغرورقان بالدموع : حدثت نفسى بان من المستحيل ان احب رجلا مثله ، رجلا يسئ الظن بى بهذا الشكل ... انا امرأة شريفة ولايمكن ان استغله ابدا ... ولكن الاغنياء يظنون ان كل شئ هو المال 0
وهزت راسها بينما سالتها المرأة : ربما انت مخطئة بشانه ... لقد قلت انه لمح ولم تقولى انه قال . لعل عقلك اوحى لك بذلك ... عقل المرأة يفكر بغرابة احيانا 0
-اؤكد لك اننى فهمته جيدا 0
-ربما انت مخطئة بحقه 0
-انه رجل شهم بطبيعته وهذا ما دفعه الى حمايتى . كان على ان اواجه تحقيقا رسميا لان هناك من رانى اغادر غرفته فى الفندق واشياء اخرى . وبصفتى مديرة المدرسة ، من المتوقع طبعا ان اكون ... هذا هو السبب الذى جعله يقول اننا مخطوبان . لاجل الاقاويل وليحمينى 0
ورفعت جودي يدها اليسرى حيث كانت ماسة ليو تتالق كدموعها المنهمرة 0
قالت لها المرأة : ولكن كيف يقدم اليك الحماية وهو لا يريدك فى حياته ... بماذا تفكرين ؟
فجذبت جودي نفسا عميقا : قررت ان انتقل من هنا وابدا حياة جديدة فى مكان اخر 0
-دون ان تخبرى حبيبك بذلك ؟
تساءلت جودي كيف يبدو كل هذا الاستنكار على المرأة بعد كل ما اخبرتها به : ولماذا اتحدث الى رجل لا يريدنى ؟
لم يكن لديها فكرة كم مكثت هنا تفضى الى هذه المرأة الغريبة ، لكنها شعرت الان بالانهاك والتعب فارادت العودة الى البيت لترتاح 0
وقفت وهى تقول للمرأة بابتسامة متعبة : شكرا لاصغائك الى 0
واستدارت لتذهب لكن المرأة وقفت بدورها ، وادهشت جودي حين عانقتها بحرارة وبكل حنان : تشجعى ، كل شئ سيصبح على ما يرام . انا واثقة من ذلك 0
وعندما ابتسمت لها ، ساور جودى شعور غريب بان هناك شيئا فى المرأة هذه مالوف بشكل ما . لكن ذلك شئ سخيف طبعا ، فهى تعلم انها لم ترها قط من قبل 0

*****

انتهى الفصل التاسع

dede77 09-02-10 10:21 PM

10- رجل فى سريرها 0


-ليوناردو ، عليك ان تعود الى فراميتون حالا 0
فاعترض قائلا : ماما 0
-الان ، على الفور يا ليوناردو . وقبل ذلك هل لك من فضلك ان تفسر لى كيف ان المسكينة جودي تعتقد انك لا تريدها بحياتك ؟
-ماذا ؟ انا لا اريدها ... من اين جاءتها هذه الفكرة ؟ ...
-هى قالت لى ذلك ... وهذا يؤلمها كثيرا فهى تظن انك تخشى ان تستغلك بسبب ثاثيرها فيك . انها حقا تظنك لا تحبها ، وهى تتالم لانها تظن نفسها تحب رجلا لا يحبها 0
-لا ادرى كيف يمكنها ان تعتقد ذلك . اننى ابدا ...
فقاطعته : اعرف هذا طبعا ، ولكن يبدو ان جودي لا تعرف 0
-ماذا ؟ ... نعم ... طبعا ، ما الذى جعلها تفسر كلامى باننى ...
-عليك ان تتحدث اليها هى يا ليوناردو وليس الى . والافضل ان تسرع . انها مصممة على مغادرة المنطقة ، وعند ذلك ...
-انا قادم . اذا جرؤت على ان تقولى شيئا لها قبل وصولى ، فانت محرومة من رؤيتى عامين 0
وعندما وضعت الام السماعة ، كانت تبتسم بانتصار 0
ثم عادت ترفعها وتطلب رقم بيتها فى ايطاليا . وعندما اجاب زوجها ، والد ليو ، قالت تحييه : مرحبا ، ربما قريبا تصبح جدا 0
*****
منتديات ليلاس
-آه ، هيا جودي . اكاد اموت جوعا واكره الذهاب الى المطعم وحدى 0
-لكننى متعبة يا نايجل 0
قالت تعترض حين اتصل بها فجاة ، يطلب منها الخروج معه للعشاء : ويمكنك حتما ان تخرج مع احدى صديقاتك 0
لكنه اذعنت فى النهاية ، واستطاعت ان لاتعترض حتى بعد ان اصعدها الى سيارته ، واكتشفت فجاة انه اسقط محفظة نقوده عند عتبة بابها ، فعاد ليحضرها 0
ولكن الان ، والساعة تقريبا ، كانت مرهقة تتثاءب ، ولم تستطع ان تلوم نايجل وهو ينظر اليها خلسة الى ساعته . لكنه عندما قال : حسنا ، فلنذهب ، وذلك بعد ان نظر الى ساعته للمرة الثانية ، طرفت بجفنيها 0
وسالته : الا تريد ان تنهى قهوتك ؟
-ماذا ؟ آه ، كلا ... فانا اراك متعبة 0
كان طوال المساء فى مزاج غريب ، كما رات جودي ، فهو متوتر ويتجنب النظر اليها مباشرة . لكنها كانت من التعب بحيث لم تساله عن السبب . وبدلا من ذلك ، سمحت له بان يخرجها من المطعم بسرعه الى سيارته . وعندما وصلا الى بيتها ، دعته الى الدخول لكنه هز راسه معتذرا 0

dede77 09-02-10 10:22 PM


وعندما سمعت سيارته تبتعد ، رات ان تصعد الى سريرها . وفى غرفة الجلوس كان الضوء المنبعث من شاشة الكمبيوتر يضئ ما حوله ، لكن جودي كانت من الانهاك بحيث لم تعبا بالنظر داخل الغرفة ، وهكذا لم تشاهد الاطفال الباسمين وهم يتقافزون على شاشة الكمبيوتر حول لوحة كبيرة مكتوب عليها : احبك ، احبك !
وفى غرفتها ذهبت الى الحمام مباشرة حيث ازالت زينة وجهها واغتسلت ثم دخلت الى غرفة النوم المعتمة المالوفة بحيث لم تعد بحاجة الى اشعال الضوء فيها 0
كانت قد نامت فعلا حتى قبل ان تزيح غطاء السرير . وتكورت فى سريرها ، السرير القديم المريح البالغ الاتساع الذى يكاد يملا الغرفة والذى اصر نايجل بمكر ان يشتريه لها بصفته هدية من ابن عمها . كان سريرا لم يرقد عليه احد سواها ، مع ان هناك شخصا يرقد فيه الان !
كان شخصا يمكنها ان تعرفه فى اى مكان حتى دون ان ترى وجهه . انها ستعرفه من رائحته ، من الجو الغامض الساحر الذى يحيط بليو ويطوقها كلما كانت معه 0
ليو ! ليو هنا ، مستغرق فى النوم فى سريرها ! لا ، هذا غير ممكن ! انها فى طريق الجنون ... تلك تخيلات ... احلام يقظة !
وشهقت عندما التفت حولها ذراعان حقيقيتان دافئتان تشدانها الى صاحبهما بالفة رائعة الرجولة 0
-ليو !
همست باسمه يضعف ، فانطلق صوتها بالوان قوس قزح التى كانت تلون مشاعرها . وسمعته يسالها بصوت رقيق : كيف امكنك ان تعتقدى باننى لا اريدك ... وباننى لا احبك ؟ فانا مجنون بك ! وساحبك الى الابد . كنت اظن انك انت التى لا تحبينى ، لكنهم يقولون ان اشياء كثيرة تؤثر فى قدرة المرأة على التفكير منطقيا ....
-ليو !
هتفت تعترض وقد ازداد ضعف صوتها . لم تستطع ان تستوعب ما كان يحدث ، والاهم من ذلك ليس لديها فكرة كيف حدث هذا : كيف ؟ ماذا ؟
ولكن لم يكن مزاج ليو يسمح له بان يجيب على اسئلتها 0
كان يهمس بكلمات الحب والمرح فى اذنها : كيف امكنك ان تظنى اننى اريدك ان ترحلى عنى ؟
حاولت ان تجيب ، ولكنه منعها من ذلك ، وعلى كل حال ، ما اهمية الاسئلة والكلمات 0
-اول تعارفنا سرقت طريقك الى سريرى وقلبى 0
قال هذا وهو يلامسها برقة وحنان ومشاعر ملتهبة : ومنذ ذلك الحين لم يمض يوم ولا ساعة لم يلهينى فيها الشوق اليك . ولم تمر دقيقة لم يعذبنى فيها شوقى اليك !
وكانت جودي ترى وتشعر بتوتره وهو يكبح مشاعره 0

dede77 09-02-10 10:23 PM

قال : شكرا لنايجل الذى ساعدنى على التسلل الى فراشك ، وانبهك يا جودي الى اننى غير مستعد لمغادرته الا بعد ان اتسلل الى قلبك ايضا واسمع من فمك انك تودين ابقائى فيه ... فى قلبك ، فى حياتك ... الى الابد !
-الى الابد 0
قال : كنت اظن حبى لك كان عذابا ، لكننى ادرك الان ان العذاب الحقيقى هو ان افقدك . اتعلمين شعورى تجاهك ؟
قالت : لا ، لا اعلم 0
ثم ، بعد ان اخبرها مرة بعد اخرى كم يحبها ، واصر عليها بان تخبره بانها بانها تبادله مشاعره ، قالت : اوضح لى ما حدث .... وكيف ....؟
وسكتت وهزت راسها بارتباك وحيرة : يبدو وكأن جنية ساحرة حركت عصاها السحرية و ....
فقاطعها : لم تكن تلك جنية ساحرة ، وانما كانت امى 0
-ماذا ؟ اريد ان اعلم ماذا يجرى 0
فتنهد بخيبة امل ساخرة : جاءت امى من ايطاليا لترانى ، فقد سمعت عن خطبتنا من سكرتيرتى الجديدة ، وحيث انها ام ، قررت ان تتعرف الى خطيبتى ... الفتاة التى استجابت الى دعائها وعمل تلك المرأة الساحرة فى القرية التى زاولت سحرها على . ارادت امى ان تعرف كل شئ عنك فاخبرتها ما هو ضرورى ، اخبرتها باننى وقعت فى غرامك كليا ، كما اخبرتها بانك لا تبادلينى الحب . وكما تعلمين كنت مضطرا الى الذهاب الى لندن فى عمل ، ودعوتها لتذهب معى لكنها رفضت ، مصرة على البقاء . ولما كنت اعرفها جيدا ، اخذت عليها عهدا بان لا تبحث عنك لتراك مهما كانت الظروف ، ولكن يبدو مما اخبرتنى به ان الحظ تدخل . فقد ذهبت لتتمشى فى القرية عندما رات ، حسب قولها ، امرأة شابة تعيسة الملامح . وكان من الطبيعى ان ترغب فى ان تساعدك ، وهكذا جلست بجانبك و ....
فقاطعته وقد ابتدات تفهم : هل كانت تلك امك ؟ شعرت فعلا بان فيها شيئا مالوفا ، لكننى لم اعرف ما هو 0
وتابع : حالما تركتك اتصلت بى تليفونيا الى لندن ، تطلب ان تعرف ما قلته لك فجعلك تظنين اننى لا اريدك خشية ان تستغلى تاثيرك فى 0
ونظر اليها برزانة والالم فى عينيه : ما الذى جعلك تظنين اننى ....
فقالت تدافع عن نفسها عن نفسها بحزم : انت قلت شيئا عن هذا ....
-كنت افكر بشئ مختلف كليا . كنت افكر فى الكنيسة للزواج . هذا ما كنت افكر فيه لا فى الابتعاد عنك . انا احبك يا جودي مارش ، واريد ان اتزوجك 0
وابتسمت : وانا ايضا احبك يا ليو جفرسن واريد ان اتزوجك 0

*****

انتهى الفصل العاشر

dede77 09-02-10 10:25 PM

الختام 0

-هل مازلت تنوين التعليم فى مدرستك ؟
من فوق راس حماتها ، ابتسمت جودي فى عينى ليو بينما الحماة تناغى مبتهجة حفيده الطفل 0
كان عيد انقضاء عامين على زواج ليو وجودي ، وكانا قد ذهبا الى ايطاليا ليحتفلا به مع والديه 0
فاجابت جودي : حاليا ، ولكن بدوام غير كامل فقط فانا الان ام 0
رسائل المساندة التى تلقتها جودي من امهات التلاميذ ملاتها بهجة ، ثم ، كما سبق واتفقت مع ليو ، هى تدين لكل من ساندها لكى تبقى فى المدرسة حتى يجدوا البديلة المناسبة لها 0
قالت لليو باسمة : وعلى كل حال ، سيذهب اولادنا الى هناك 0
وكان ليو اشترى منزل اشتون هاوس 0
واتى والدا ليو الى فراميتون من ايطاليا لحضور مولد الطفل ، ومعها ضيفة غير عادية الى حفلة التعميد ، وكان السرور بها واضحا على والدة ليو ، كما كانت التسلية على وجه والده 0
-اسمها ماريا ، وهى تقول انها ستصنع لك شرابا خاصا لك لتشربيه وهو يضمن لك ولليو واولادكما السعادة 0
همست لويزا جفرسن بذلك فى اذن كنتها جودي وهى تقدم ساحرة القرية عندهم الى جودي 0
منتديات ليلاس
وقد اجابت جودي حينذاك بابتسامة تتالق ثقة وحبا نحو زوجها : سعادتى مضمونة مادام ليو معى 0

*****

dede77 09-02-10 10:26 PM

انتهت بتمنى قراءة ممتعة لكل عاشقات روايات احلام

الماسه نجد 10-02-10 11:25 AM

تسلم ايدينك روايه رائعه جدا شكرا

eanas 10-02-10 11:59 AM

رواية رائعة جدا خصوصا اخرها حبيت المفاجاة
مشكورة ديدي على الرواية الرائعة
الله يعطيكي العافية

غــلا 11-02-10 01:48 AM

رااائعه بانتظار جديدك

dede77 12-02-10 02:51 PM

انوسة يعطيك الف عافية على متابعتك المستمرة 0
النهاية بالفعل مفاجاة وخصوصا ان امه هى السبب فى الجمع بينهم 0
فى انتظارك فى ردودك فى الرواية القادمةان شاء الله 0

dede77 12-02-10 02:52 PM

ميرسى غلا على مرورك 0

Rehana 12-02-10 04:35 PM

ربي يعطيك العافية ..ديدي

على مجهودك المميز وروايات المكتوبة والحصرية

دمتِ بوود..:flowers2:

moura_baby 13-02-10 11:00 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

simran 14-02-10 01:50 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وردة الزيزفون 14-02-10 10:38 AM

واو عن جد رواية رائعة

ايدن 15-02-10 12:47 PM

مشكوررررررررررررررين:mad:

الحالمة دائما 15-02-10 06:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميلة جدا
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 16-02-10 07:26 PM

يعطيك الف عافية قمر الليل 0

ميرسى لكى على كلماتك الرقيقة والجميلة زيك 0

فى انتظارك فى روايات اخرى 0

dede77 16-02-10 07:30 PM

مورى بابى
، سمران
والجيتار

يعطيك العافية على مرورك

وميرسى على كلامك الجميل

dede77 16-02-10 07:32 PM

وردة الزيزفون الحمد لله ان الرواية عجبتك عقبال القادمة 0


ايدن الشكر ليكى حبيبتى على مشاركتك 0

dede77 16-02-10 07:33 PM

الحالمة دائما وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته0

بارك الله فيك , يعطيك الف عافيه0

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

جنة الروضة 17-02-10 04:18 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ورده وبس 18-02-10 09:49 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جنة الروضة 20-02-10 03:28 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .الرواية جميلة ورائعة واالاحساس بين الابطال جميل

قماري طيبة 18-03-10 01:16 PM

يعطيك الف عافية ،من جد من اجمل الروايات التي قرأتها..... بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه..... موفقة بإذن الله ...... لك مني أجمل تحية .

الهيفاء 03-04-10 12:14 PM

رواية مشوقة ورائعة جدا، سلمت يداك وشكرا...

dede77 09-04-10 10:32 PM

جنة الروضة 0
وردة وبس 0
الف شكر على مروركم 0
فى انتظار ارائكم فى روايات اخرى 0

dede77 09-04-10 10:37 PM

قماري طيبة

ميرسى لك على كلامك الجميل اتمنى لك قراءة ممتعة للرواية الجديدة وتعجبك هى الاخرى

dede77 09-04-10 10:39 PM

الهيفاء

الحمد لله ان الرواية عجبتك اتمنى تعجبك باقى الروايات
شكرا على مررورك حبيبتى

سفيرة الاحزان 10-04-10 01:10 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 12-04-10 09:07 PM

جزاك الله الف خير سفيرة الاحزان
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

حجر فيروزي 02-06-10 02:15 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 04-06-10 06:23 PM

اهلا بكِ حجر فيروزى 0
شـكـــــرا لك ... لك مني أجمل تحية على متاعتك المستمرة
.

سفيرة الاحزان 22-06-10 03:03 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

المغتربه 30-06-10 11:51 AM

روايه رائعه يسلموا

karim alami 01-07-10 05:31 PM

رواية رائعة جدا ألف شكر

الشــــوق 03-07-10 01:02 AM

رواية رااااائعة

شكرا لك غاليتي وبارك الله فيك

dede77 09-07-10 12:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيرة الاحزان (المشاركة 2352959)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكرا لك 0 ولك منى الف تحية

dede77 09-07-10 12:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المغتربه (المشاركة 2363420)
روايه رائعه يسلموا


تسلمى من كل شر مغتربة

dede77 09-07-10 12:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim alami (المشاركة 2364502)
رواية رائعة جدا ألف شكر


الف شكر على مرورك كريم 0
فى انتظار مشاركات اخرى منك 0

dede77 09-07-10 12:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشــــوق (المشاركة 2365406)
رواية رااااائعة

شكرا لك غاليتي وبارك الله فيك

شكرا حبيبتى وبارك الله فيك 0

rofidah 10-07-10 11:18 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 12-07-10 10:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rofidah (المشاركة 2375947)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 0
شكـ وبارك الله فيك ــرا ... لك منى اجمل تحية 0

"ريري" 22-07-10 11:00 PM

مشكووووووووووووووووورة على الرواية والله يعطيكي الف عافية

قلب حائر 07-09-10 05:45 PM

رائعة جدا جدا الرواية تسلم الايادي

saba_samim 08-09-10 09:06 PM

رواية حلوة جدا.... تسلم الايادي

samahss 12-09-10 05:16 AM

روايه جميله تسلمى

ليلياسكوم 13-09-10 10:49 PM

يسلم اديكي على هالروايه الروعة :8_4_134:

صفاء القلوب الحزينه 14-09-10 09:50 AM

رووووعه جداااااااااااااا
شكراااااااااااااااا لك المجهود الراااائع

dede77 15-09-10 03:34 PM

[QUOTE="ريري";2390424]مشكووووووووووووووووورة على الرواية والله يعطيكي الف عافية[/QUOTE]

[SIZE="5"]
شكرا زيزى على مرورك الجميل 0
[/SIZE]

dede77 15-09-10 03:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب حائر (المشاركة 2437551)
رائعة جدا جدا الرواية تسلم الايادي

انت الاروع قلب حائر . وتسلمى من كل شر حبيبتى .

dede77 15-09-10 03:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saba_samim (المشاركة 2438522)
رواية حلوة جدا.... تسلم الايادي

ما فى احلى منك . تسلمى يا عيونى 0

dede77 15-09-10 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iraq flower (المشاركة 2439816)
:55::55::55::55:

شكرا لك على كل هذا التصفيق .

dede77 15-09-10 03:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2440828)
روايه جميله تسلمى


تسلمى من كل شر .

dede77 15-09-10 03:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلياسكوم (المشاركة 2442417)
يسلم اديكي على هالروايه الروعة :8_4_134:

تسلمى . اتمنى انتكون عجبتك .فى انتظار رايك فى رواية اخرى .

dede77 15-09-10 03:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء القلوب الحزينه (المشاركة 2443169)
رووووعه جداااااااااااااا
شكراااااااااااااااا لك المجهود الراااائع

انت الاروع صفاء القلوب . شكرا لك ويعطيك العافية .

المشتاقةإلى الجنة 15-09-10 03:49 PM

مشششششششششششششششششششششششورين

المشتاقةإلى الجنة 15-09-10 03:54 PM

روعه---شكرااااااااااااااااعالرواية

انكوى قلبي 15-09-10 11:26 PM

تسلم ايدك الروايه رائعه جدا ويعطيك الف عافيه حبيبتي

sara00 14-10-10 03:26 PM

شكــــــــــــــــــرا

زهرة منسية 11-01-11 10:25 PM

شكرا دىدى زى ماعودتينا ذوقك جنان الروايه حلوه كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير وممتعه تسلم ايدكى

كشخه زود 12-01-11 10:51 PM

روووووووووووووعه

مشكوووره على كتابة الروايه

ساكنه 24-01-11 11:46 AM

:friends::9jP05261::welcome4::rdd12zp1::iU804754::13125::rdd 2lq9:وااااااااااااااااااااااااااااااااااو بجد رهيبة مررررررررررررة شكلهاحماااااااااااااااااااس احلا تحية الك من الاعماااااااااااق ودمتي الى قلوبنا سكنة

ساكنه 24-01-11 09:31 PM

:8_4_134::friends::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:او ووووووووووووووووووووووووة نهاية مممممدهشة تسلم الايادي يقمر ويسلمنا هذي المنتدى ويسلمونا كتبات وكتاب ومؤئلفين الروايات الرمنسية بجد ابدعو ودام الجميع في قلوبناسكنة التوقيع سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااكنة القلوب

سماري كول 25-01-11 11:30 PM

مشكورة فديتج ع الروايه بس مو كأنه جودي وااايد ذلت ليو موول ما فيها صبر .. تسلم ايدينج :flowers2:

الدلوعة بنو 26-01-11 04:26 PM

قصة رااااااااااااااائعة
يسلمو يا وردة

سومه كاتمة الاسرار 27-01-11 09:45 PM

رووووووووووووووووووووعه سلمت اناملك ياقمر وموفقه دائما
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

هدىgb 04-02-11 07:18 AM

وااااااااااااااو رووووووووووووووووعه والله الروايه

تسلم ايدك والله يعطيك الف عافيه

جوريات111 04-02-11 08:26 AM

تسلم ايدك والله يعطيك الف عافيه

طيف السما 07-02-11 02:45 AM

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا:8_4_134:

dede77 12-02-11 06:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقةإلى الجنة (المشاركة 2444449)
مشششششششششششششششششششششششورين

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقةإلى الجنة (المشاركة 2444453)
روعه---شكرااااااااااااااااعالرواية

شكرا لك المشتاقة على كلامك الجميل .
الاروع مرورك العطر حبيبتى على الرواية 0

dede77 12-02-11 06:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انكوى قلبي (المشاركة 2444754)
تسلم ايدك الروايه رائعه جدا ويعطيك الف عافيه حبيبتي


تسلمى من كل شر حبيبتى .
ويعطيك الف عافية على مرورك 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sara00 (المشاركة 2483128)
شكــــــــــــــــــرا

العفو حبيبتى وشكرا لك 0

dede77 12-02-11 06:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2596656)
شكرا دىدى زى ماعودتينا ذوقك جنان الروايه حلوه كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير وممتعه تسلم ايدكى



العفو نونا . تسلمى حبيبتى من كل شر .
ميرسى على ذوقك وعلى كلامك الجميل .





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كشخه زود (المشاركة 2597744)
روووووووووووووعه

مشكوووره على كتابة الروايه

انت الاروع كشخه . الشكر لك على مرورك الجميل 0

dede77 12-02-11 07:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكنه (المشاركة 2614498)
:friends::9jP05261::welcome4::rdd12zp1::iU804754::13125::rdd 2lq9:وااااااااااااااااااااااااااااااااااو بجد رهيبة مررررررررررررة شكلهاحماااااااااااااااااااس احلا تحية الك من الاعماااااااااااق ودمتي الى قلوبنا سكنة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكنه (المشاركة 2615208)
:8_4_134::friends::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:او ووووووووووووووووووووووووة نهاية مممممدهشة تسلم الايادي يقمر ويسلمنا هذي المنتدى ويسلمونا كتبات وكتاب ومؤئلفين الروايات الرمنسية بجد ابدعو ودام الجميع في قلوبناسكنة التوقيع سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااكنة القلوب

اجمل تحية لك مع اجمل ورود الحمد لله ان النهاية عجبتك وتسلمى من كل شر دومتى دائما بحب ومودة 0
:29ps:

dede77 12-02-11 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماري كول (المشاركة 2616951)
مشكورة فديتج ع الروايه بس مو كأنه جودي وااايد ذلت ليو موول ما فيها صبر .. تسلم ايدينج :flowers2:

العفو حبيبتى وسمحينى لان بعض الكلمات مش عارفة معناها 0
بس عندك حق هى ادللت عليه شوية بس هو كمان مقدرش يوصل لها انه بيحبها الاعندما عرف من امه0
تسلمى حبيبتى0





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدلوعة بنو (المشاركة 2617882)
قصة رااااااااااااااائعة
يسلمو يا وردة


انت الاروع دلوعة . تسلمى يا قمر 0

dede77 12-02-11 07:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2618879)
رووووووووووووووووووووعه سلمت اناملك ياقمر وموفقه دائما
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

انت الاروع سومة . تسلم يا جميل وشكرا لمرورك العطر 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدىgb (المشاركة 2626256)
وااااااااااااااو رووووووووووووووووعه والله الروايه

تسلم ايدك والله يعطيك الف عافيه

شكرا هدى على كلامك الجميل . والاروع مرورك وتسلمى من كل شر 0

dede77 12-02-11 07:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوريات111 (المشاركة 2626262)
تسلم ايدك والله يعطيك الف عافيه


يعطيك الف عافية . وتسلمى من كل شر 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف السما (المشاركة 2628717)
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا:8_4_134:

العفو حبيبتى . شكرا لك على مشاركتك 0

hoob 14-02-11 04:52 PM

انا اول مرة اقرا احلام فيها باين عليها حلوة كتير موفقه

تسنيم15 14-02-11 06:52 PM

سلمت يداك وبالتوفيق:flowers2:

تسنيم15 19-02-11 07:22 PM

شكرا عاى الرواية الجميلة والرائعة:8_4_134:

السمحة 20-02-11 09:47 PM

رواية جميلة جدا تسلمي

arajit 21-02-11 02:37 AM

yeslamo 7elwaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa aaaaaaa

زهرةفلسطين 18-08-11 05:31 PM

thank you vary much

سنيفير 22-08-11 02:48 AM

يسلموووووووو

omdaeme 11-09-11 06:09 AM

لا اعرف ان كنت سوف تقرأين رسالتى ام لا و لكن على كل .. فقد استمتعت كثيرا بقرائتها ...و استمتعت اكثر بوجود شخص يحب ان يمتع الاخرين ... بالرغم من ذلك يحتاج الى مجهود...
شكرا لمجهودك قبل الشكر على اختيارك..
اسف للاطالة........

:55::55::dancingmonkeyff8:

أميرةالاحساس 11-09-11 10:11 AM

شكرا على الرواية الحلوه ويعطيك العافيه على الكتابة المميزة
جزاك الله خير...

شووقهـ 16-09-11 11:57 PM

يعطيك العافية يا عسل

رووووعة

مودتي لكِ

dede77 17-09-11 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2635778)
انا اول مرة اقرا احلام فيها باين عليها حلوة كتير موفقه



اتمنى ان تكونى قد قراءتى غير لان احلام مثل عبير بها الكثير من الروايات الجميلة . وشكرا لك على قراءتها .




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم15 (المشاركة 2635861)
سلمت يداك وبالتوفيق:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم15 (المشاركة 2641360)
شكرا عاى الرواية الجميلة والرائعة:8_4_134:

شكرا لك تسنيم وتسلمى من كل شر . الاروع والاجمل تواجدك بالمنتدى حبيبتى 0

dede77 17-09-11 07:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السمحة (المشاركة 2642557)
رواية جميلة جدا تسلمي


تسلمى سمحة من كل شر .




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arajit (المشاركة 2642953)
yeslamo 7elwaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa aaaaaaa


الاحلى وجودك ومشاركتك 0




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرةفلسطين (المشاركة 2846346)
thank you vary much


العفو زهرة واهلا بك فى المنتدى . وفى انتظار ارائك دائما فى الروايات التى اختارها 0

dede77 17-09-11 07:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنيفير (المشاركة 2850836)
يسلموووووووو



تسلمى حبيبتى من كل شر 0

dede77 17-09-11 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرةالاحساس (المشاركة 2865923)
شكرا على الرواية الحلوه ويعطيك العافيه على الكتابة المميزة
جزاك الله خير...


العفو اميرة الاحساس على احساسك المرهف . وجزاك الله الخير الكثير .



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2873164)
يعطيك العافية يا عسل

رووووعة

مودتي لكِ


الاروع وجودك يا احلى شووقها . لك كل حبى وقبلاتى .

ندى ندى 15-01-12 04:45 AM

روووووووووووووووووووووووووعه

سهر اليل 19-01-12 07:17 PM

يااااااااااااااا الله شو حلوه هالرواية
يعطيكي العافيه ياقمر ,,

one star 31-01-13 02:33 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة)
 
تسسسلم اناملك يا عسل

ايدن 31-01-13 09:51 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة)
 
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررين:55::dancingmonkeyff 8:

إيناس الوجود 05-05-15 11:15 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
الشكر موصول لكم احبتى

بهاروش 06-05-15 04:14 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
يعطيك ألف عافية على كتابة الرواية

fati halim 07-05-15 02:15 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dede77 (المشاركة 2165552)
انتهت بتمنى قراءة ممتعة لكل عاشقات روايات احلام

chokran jazilan kanat riwaya ra2i3a

ميرين 07-07-15 03:46 AM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
رواية روعة

تسلم يدك

شكرا

ملكة على عرش ابي 23-09-15 07:07 PM

قصة جميلة جدا

jamila hind 10-04-16 12:00 AM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
ktirrrrrrrrrrrr hilwaaaaaaaaaaaaaaa
merciiiiiiiiiiiiiiiiiii

فرحــــــــــة 12-09-16 01:30 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
غاليتى
dede77
قصة جميلة راااائعة
احببت والدة ليو الايطالية
سلمت يداكى على حسن اختيارك
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

زيزو علي 28-04-17 01:55 PM

رواية رائعة وإختيار موفق

ام رجوان 17-02-18 07:01 AM

تسلم ايدك 💖💖💖مع كل الشكر والامتنان

paatee 18-04-19 02:17 AM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
تسلم الانامل ياعسل شكرالك ننتظرجديدك

اسيل فلسطين 28-03-20 06:33 PM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحالمة دائما 26-05-20 03:31 AM

رد: 334 - ليلة مع العدوّ - بيني جوردان ( كاملة )
 
تسلم ايدك يا قمر جميله جدا


الساعة الآن 03:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية