الا الى السيد كولتر نفسه . السيد كولتر كراين الذى يشتهر بانه اكثر الرجال سحرا وتاثيرا فى النساء ... انه مزيج ، يذيب عظام الاناث 0 ما ان دخل روبرت كليفس المكتب الكبير من باب مكتبه المشترك حتى دبت النشوة فى رؤوس الفتيات . كان يرتدى سروالا رماديا ضيقا وقميصا احمر ، وبدا فى هذه الملابس ساحرا كعادته 0 بالطبع تظاهرت الفتيات بالطباعة على الالة الكاتبة بسرعة تحاول كل واحدة منهن التاثير به بكفاءتها . لكن عيونهن بقيت مسمرة على الباب الذى عبره متابعا سيره ، والذى سيظهر منه بعد عودته من جولته ... عندما حلت تلك اللحظة ارسل للفتيات الخمس العاملات معا ابتسامة مدمرة ، ثم توقف امام طاولة ناتالى . مال نحوها ، ولمس خدها تحببا : امازلت تحافظين على ورود وعسل الريف فى خديك ؟ ثم تابع سيره ... لكن الورود والعسل اصبحت اشد احمرارا من الشمندر ، او هذا ما احست به ناتالى ... لكن شارون ، كبيرة العاملات الصغيرات ، همست : هاى ... ماذا يجرى ؟ فارتسمت بسمة على وجه ناتالى ، وساحت عيناها فى حلم وردى واستسلمت الى الخيال ونسيت نفسها وما يحيط بها ... ربما جذبته اخيرا ... ! فهل سيشير اليها فى المرة القادمة ؟ ماذا لو دعاها حقا الى الغداء او العشاء ؟ او لحضور السينما ... او الى نزهة فى الريف فى سيارته الفاخرة ... ماذا ستحس يا ترى لو عانقها ... ؟ -اتحلمين ثانية يا ناتالى ؟ اجفلت ناتالى لانها لم تسمع احدا يدخل الشقة ... ولكن جاين ، احدى الفتيات الثلاث اللواتى يشاركنها الشقة ، دخلت الغرفة مبتسمة ... ثم جلست قربها متنهدة ، بعدما بعدما بقيت صامتة للحظات ، ثم سالتها بعفوية : هل لديك ما تفعلينه الليلة؟ فالتفتت ناتالى بعنف نحوها : اذا كنت تعنين اننى قد اساعدك فى تنظيف الشقة ... فلا ! انه دورك ! ضحكت جاين : لم اكن ساطلب منك هذا ... لدى اقتراح افضل بكثير لهذه الليلة 0 سالتها بارتياب لانها تعرف طريقة احتيال جاين عندما تريد شيئا : مثل ماذا ؟ |
اتذكرين اننى ذكرت لك اليكس سميث ، منتج التليفزيون ؟ !-وكيف انسى ؟ ... حسنا ما بشانه ؟ -لديه قصة مسلسل جديد ، ويظن ان لى دورا رائعا ... ويريد رؤيتى الليلة 0 -مبروك ! كان سرور ناتالى حقيقيا ، فزميلتها جاين ممثلة طموح ، مضى عليها وقت طويل دون عمل دائم ، وقد اضطرت للقبول بعدة اعمال بعيدة عن طموحها ... لكن ، كما تقول جول ، ابنة عم ناتالى واحدى الفتيات الثلاث المشاركات فى الشقة ، جاين قادرة على العناية نفسها ... -شكرا ... لكن لسوء الحظ لن استطيع الذهاب 0 -لن تستطيعى الذهاب ! ... لماذا ؟ -من المفترض ان اكون فى مكان اخر ... اوه ... لو عرفت انه سيتصل بى ، لما قبلت بهذا العمل الجديد ! هل لك ان تساعدينى ... ارجوك ناتالى ؟ -لكن ... كيف ؟ -قومى انت بعملى الجديد الليلة ، وساحبك الى الابد 0 -اى عمل ؟ انا لست ممثلة جاين ؟ -هذا العمل لا يتطلب منك ان تكونى ممثلة ! الامر سهل جدا ... كل ما عليك فعله هو الخروج الى العشاء الليلة ... فى ملهى " زمردة الكاريبى " ... انه ذلك الملهى الجديد ... -عشاء ؟ من ؟ انا ؟ فى ملهى ... عم تتكلمين جاين ؟ -الامر سهل حبيبتى ... لا تتوترى ! اسمعى ... جاد ، وكيل اعمالى ، دبر لى هذا العمل فى الصباح ، وهو غالبا ما يقوم بذلك لنا ... انه يعنى على الاقل خمسين دولارا وعشاء فاخرا مجانا . لكن اليكس اتصل بعد الظهر ، وعندما حاولت الاتصال بجاد لاتخلص من هذا العمل لم اجده ... والفرصة امامى لن تتكرر ثانية ، اليكس منتج تليفزيونى مشهور ، انتاجه معروف فى العالم كله ... وقد يوصلنى العمل معه الى هوليود ! اوه ... ارجوك ناتالى ... قولى انك ستقبلين |
فهزت ناتالى راسها : دعينى افهم جيدا ... سيدفع لك المال مقابل الخروج للعشاء هذه الليلة فى " زمردة الكاريبى " لكن مع من ؟ فهزت جاين كتفيها : لست ادرى ! اشخاص مهمون يزورون المدينة ، يحتاجون الى رفقة امرأة فى امسياتهم . فعلت هذا من قبل ، فيه اجر وفير ، وعشاء مجانى0 توقفت جاين ، ثم انفجرت ضاحكة وهى ترى بغتة وصدمة وجه ناتالى الصغير 0 -يالبراءتك ! لن نشاركهم فراشهم الا اذا شئنا نحن ذلك . فى الواقع قابلت بعض من سحرنى فى هذا المجال 0 -صحيح ؟ اوه ... لا ... انا اسفة جاين ، لا استطيع فعل هذا ! ... لا استطيع 0 وقفت ناتالى وبدات تلملم اطباق الطعام والقهوة ... وساد صمت لا يقطعه سوى صوت تحرك جاين على الاريكة ، ثم قولها بحزن : هذا ما كنت اخشاه ... باتى لديها موعد الليلة ... كانت ستذهب بدلا عنى دون تردد . اوه يا ربى ... ماذا افعل؟ اجابت ناتالى بصوت عطوف : لست ادرى ... تمنت من كل قلبها لو تستطيع مساعدتها ، لكن ماذا ستقول جول عنها ؟ جول تحس ببعض المسؤولية تجاة ناتالى الصغيرة نسبيا ... بل ماذا ستقول جدتها لو عرفت ؟ عادت جاين الى الكلام : ها قد كررتها ثانية ! ... قلت لاليكس اننى سالقاه عند الثامنة بينما من المفترض ان اكون فى فى الفندق فى الوقت نفسه اسال عن السيد كاربنتر . فكيف ساكون فى المكانين معا بحق الله ؟ فليخبرنى ... احد ! راحت تندب حظها العاثر فالتفتت ناتالى اليها : اوه ... انت لم تفعلى هذا بالتاكيد ... هل وافقت على الموعدين ؟ -وماذا كنت اقول لك اذن ؟ بالطبع هذا ما فعلته . كنت واثقة ان باتى ستحل مشكلتى ... فهى مدينة لى بجميل . لكننى نسيت ان لديها حفلة خاصة الليلة ... ولن تعود الى الشقة . اوه ... ناتالى ... ! سيغضب جاد كثيرا اذا خذلته الليلة ، انا مدينة له ! وان خذلت اليكس فسيعرف انه لايمكن الاعتماد على ولن احصل على فرصة اخرى 0 |
فعضت ناتالى شفتها ، ثم سالت : وماذا ... تفعل فتاة المرافقة هذه ؟ -اوه ... لاشئ ، ترتدى افضل ما عندها ، تحاول ان تكون ودودة حلوة ساحرة . تاكل ما ياكلون ، اعنى ... اذا ارادوا اكل الضفادع او ما شابه ، لا تظهرى الاشمئزاز ... بامكانك فعل هذا بسهولة ناتالى . ارقصى معهم اضحكى لنكاتهم ، حتى ولو كنت قد سمعت هذه النكات منذ سنوات . ثم اصرت على وضعك فى تاكسى عند منتصف الليل تماما ... اظن ان رجل الليلة من تكساس ، وانت فتاة ريفية ... ربما ستجدان شيئا مشتركا بينكما 0 ابتسمت ابتسامة شاحبة وفى عينيها رجاء . فقالت ناتالى بصوت ملؤه الشك : ايمكن هذا ؟ -بالطبع ... لكن انسى الامر . ما كان يجب ان اطلب منك هذا . شكرا لاهتمامك ... انت فتاة طيبة ، ارجو الا تفسد الحياة طيبتك 0 وقفت جاين ، واستدارت مبتعدة ... فجاة توصلت ناتالى الى قرار ، فصاحت : لا ... انتظرى ! لكننى اريد فقط التاكد من شئ واحد ... لو قبلت ، فهل انت واثقة ... ان الامر ليس كما سمعت ... ؟ اعنى اننى لن اضطر الى ... ؟ فبدات جاين تضحك : اوه ... يا حبيبتى ! لا ! الامر كما قلته لك تماما . كل ما عليك فعله هو الحفاظ على توازنك ، والتاكد من ركوب التاكسى عند منتصف الليل تماما . اسمعى ... لن يغوى رجل فتاة فى ملهى مكتظ بالناس او على حلبة الرقص ! ولو اصر على تمديد السهرة الى ما بعد منتصف الليل فاصرى على ان اسمك سندريلا وانك لا تظنينه قادرا على لعب دور الامير هذه الليلة . واذا واجهت مشاكل ، قولى له صراحة انك نفذت ما عليك من الاتفاق واطلبى من بواب الملهى استدعاء سيارة اجرة لك . وهذا كل شئ ! صمتت ناتالى فترة طويلة ، ثم ضحكت : انت دون شك تحسبيننى ساذجة ! فهزت جاين راسها : فى الواقع اظنك حكيمة . لكن من السهل التورط باعمال ملتوية اذا كنت لا تعرفين طريق الخلاص ... طبعا بعض الفتيات يفعلن اى شئ مقابل المال . لكن هل تعنين حقا انك ستقومين بهذا العمل عوضا عنى ؟ هزت ناتالى راسها ايجابا ، فصاحت جاين فرحة : اوه ... انت ملاك رائع ! سارد لك الجميل يوما . اعدك ... والان ... ماذا سترتدين ؟ |
بعد نصف ساعة ، كانت ناتالى تقف امام المرآة مذهولة وهى ترى فستان جاين عليها ... فستان بسيط من الحرير ينضم فى الاماكن المناسبة وسنتشر حرا فى اخرى ... وكان من الافضل جدا ، الا ترى كم يكشف ظهر الفستان من الخلف . قالت لها جاين ببعض الحسد : انه يبدو اجمل عليك ... لديك جسد رائع ! يالك من محظوظة ! احمر وجه ناتالى ووضعت يدها على صدرها المكشوف خجلا . لم تعتد الحديث عن سحر جسدها هكذا ... ماذا ستقول جدتها ؟ ... وهذا ماجعل جاين نضحك دون ارادة 0 -اوه ... ناتالى ... انت لاتقدرين بثمن ... حذار ان تتغيرى ابدا . يوما ما سيقع رجل سمارى فى حب براءتك وسيمضى الليالى الهانئة فى تعليمك معنى الحياة 0 فقالت ببرود : اعرف كل شئ ... والان اليس من الافضل ان نتحرك ؟ تراجعت جاين الى الخلف تتاملها : اجل ... لن تكونى افضل مما انت عليه ، تذكرى فى المستقبل عندما تشترين قيابك ان تتجنبى ما هو مبتذل ورخيص منها ... فالرجال يكرهون ما هو مبتذل فى الملابس 0 نظرت من جديد الى ناتالى الجديدة واحست بسعادة سرية وهى ترى تسريحتها الجديدة التى اعدتها لها جاين والماكياج الذى وضعته لها باصابعها البارعة الخبيرة ... فقالت : بدات احس كاننى ساندريلا ... -عظيم ... لقد وصلت عربتك ... هل كل شى معك ؟ تعالى ساوصلك الى السيارة 0 لكن ما ان جلست فى التاكسى وصدى صوت جاين يتمنى لها حظا سعيدا حتى راحت تفكر فى ما ورطت نفسها به ؟ ملابس مزخرفة مستعارة ، عشاء فى ملهى حديث ... لم تسمع به او بامثاله قط فى قريتها ... ماذا لو كان من ستقابله شخصا كريها ؟ ماذا لو لم تستطع التفكير فى شئ تقوله خلال السهرة ؟ شقت السيارة طريقها عبر المدينة وصولا الى وجهتها . وتوقفت فى المكان المحدد فترجلت قلقة من ارتجاف ساقيها ... ونقدت السائق اجرته ثم قصدت مدخل الفندق ، تحاول ان تبدو وكانها معتادة على دخول اماكن كهذه يوميا 0 لكن الامر كان اسهل مما كانت تخشاه ... اذ اسرع اليها رجل قبل ان تصل الى الاستعلامات يسال : عذرا ... هل انت الانسة ماك كاى ؟ |
الساعة الآن 01:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية