منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   يظنوني سيجارة !! (https://www.liilas.com/vb3/t133863.html)

لأني أحبك 30-12-09 08:15 PM

يظنوني سيجارة !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



في ليلاس الذي أتيته يوماً بأول رد لي على قصة الكاتبة صوت وصدى ثم تتالت قراءاتي في صرحه المجيد الممتلئ ، صدقاً لم أتوقع أن أكتب فيه يوماً ، ولكن دعوة غسلت قلبي من قبل إرادة الحياة جعلتني أراجع قراري .

منتديات ليلاس

هاهي ذي قصتي بين أيديكم وأعرف أنكم لن تخذلوها كما فعلتم مع كل قصص الصرح :liilas:

؛؛؛

أطال القلم الركود وشنٌق للحظات الحلم !
كل شيء انتهى !
كل ما في الدنيا مسألة وقت ، حتى إن طالت لن تُطيل ...

سأبدأ من جديد وبأمل جديد ، في قصة تشبه مصداقية قصتي السابقة ، وتوازي لغتها العربية أو تتفوق ، الأحداث الرئيسية بالقصة حقيقية اقتبستها من احدى ما عاينت ، أما البروتوكول والتجهيزات فقام بها عقلي ...

تابعوا لتفهموا كيف أنهم يظنونها سيجارة ..

مقدمة عن أهم أبطال القصة

1


هل توقفت الأمطار ! ؟
لن أعير هذه المتهورة أي اهتمام ، أتظن أنها بكلماتها وابتسامتها وما ارتدته الآن سيجعلني أرضى ببساطة !
يكفي ما في عقلي من أهوال وتشويش ، لا أستطيع التركيز معها حتى ، وحزينُ أنا لأنها بدلاً من أن تساعدني وتهون علي تراكم الأمور ، تزيدني وتفاقم التشويش في عقلي !
خاب ظني بها !
لا تُفلح هذه المرأة إلا بالمراوغة وجذبي كذكر لها !
أما فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية وحتى النفسية لا أجدها مجدية أبداً !
أندم أحياناً لأني تزوجتها ، ولكني ما ألبث أن أحمد الله ليلاً أنها هي زوجتي دون غيرها ..

؛؛؛
منتديات ليلاس

2

بتمردها الذي اعتاده الشارع العام !
خططت على أن تنوم زوجها لتذهب مغافلة له إلى الحجاج المتذمر في الحانة الملتصقة بالخطيئة !
نام بحزنه على أهله الذين لم يتقبلوا بعد زواجنا !
ونام بحيرته في أمري !
لا يهمني الآن ! الآن فقط ، ففي أوقات أخرى جليلة يكون هو أهم ما يهمني ....
ولكن بحزنه وحيرته لا أحتاجه ، فأنا امرأة لا تعرف الحدود ولم تستعصي المستحيل بعد ....

نام سي السيد كما يطلقون عليه في بلده غافلاً عني ، وعن ما أحتاجه ، أحتاجه طوال الوقت ...
خرجت أبحث عن مرادي ، في تلك الحانة التي أسلفت عنها الحديث ، كان الدخان يعبأ جو المدينة ، رغم الحرب ، ورغم الموت ، لازالت الحانة تعمل وروادها لم يتوقفوا زيارتها وفتح باب رزقها اللعين !
أكنت أتحدث عن الدخان مسبقاً ، نعم إنه دخان المدافع ولكنه ليس صافي تماماً فأرى خلاله غبار الدمار وضباب البرد !
بكل حال أنا دوماً أتحدث عن أشياء لا أكملها ، ولا أتابع السير على خطاها !
فقد أقسمت لزوجي النائم الآن قبل سنه على أن لا أفعل ما فعلته معه مع رجل غيره ، بينما أنا الآن بقدمي واختياري وإرادتي ذاهبة إلى حانه قد تجمعني برجل آخر في أي شكل من الأشكال ، حتى لو خفت أو زادت وتيرة ما فعلته مع زوجي سابقاً !

؛؛؛

3


في الساحة التي ضمت أكثر من روح ، تنبض بشتى الأشكال !
إحداهن كانت روحي مع وقف التنفيذ ، تنبض دون أن أسمعها وتتألم دون أن تستشيرني ، وتعذبني كما يحلو لرغبتها ..
طردني اليوم ذاك اللعين ، خرجت باكية دامعة مع أهوال حقيقتي وحزني وقطعت أكثر من أربعمائة وستين كيلو وحدي !
على قدمي بالبداية ، ثم ما لبثت أن صعدت الشاحنة الكبيرة المكتظة بوهم الدخان الذي ينفثه سائقها في روحي أولاً !!

أوتظنون أني أبحث عن روحي ؟؟
نعم أنا أفعل ولكن حتى بالبحث أبحث مع وقف التنفيذ !

؛؛؛

4

كمشت كرة البيسبول من صديقي ، لا أعرف بعد إن هو صديق أو مرافق ، لا يهم الآن فأنا بتفكيري منشغل بتلك #### التي تشبه هذه الكرة بيدي ، حتى أنها تكون كما هذه الكرة بيدي ، ولكني لست دوماً أعرف كيف أرميها للهدف ، ولكنه آتي ذاك اليوم الذي ستصيب الهدف من رمية واحدة فقط ....

؛؛؛

من يريد القراءة ليعش عالم خيال ، فليبتعد من ساحة المعركة هذه فهي تخوض حرب عالمية وحروب داخليه واقعيه حد الوجع ...

لاتنسوا أن تكون الردود كما تشعرون تماماً مع مقتضيات الأحداث ..

* ترقبوا القادم *


محبتكم ،، لأني أحبك

:mo2:


لأني أحبك 30-12-09 08:20 PM

الرجاء من القراء والزوار عدم نقل القصة أو استخدامها بأي شكل دون الرجوع لي ،

اللهم بلغت ، اللهم اشهد ،

شبيهة القمر 30-12-09 08:52 PM

السلام عليكم..
حياك الله اختي في ليلاس بيتك الثاني ..ومبروووك مولودتك التي نتمنى لها
الاستمرار والاكتمال ..
القصه يشوبها الغموض منذ البدايه ..بانتظاار الاحداث لتفصح لناماذا تخبئ تحتها

همسه ..
اتمنى تكبرين الخط شوي >>النظر لك عليه شوي ..

ومشكووره يالغاليه ..

بوح قلم 31-12-09 07:14 AM

من البداية سيطر الغموض عالمكان

شكلنا بنشوف الاكشن في هالقصة

تسلمين حبيبتي

نترياج

وجه النهار 31-12-09 04:25 PM

مرحبا


شخبآرج يا قلبو ؟

عسـآج الا بخيـر ..!

وجه النهار 31-12-09 04:29 PM

^^

الرد انضآف بالغلط

بس بغيت اسآلج .. انتي تكتبين في المنتدى الثآني..

و وقفتي القصه ..!

هل المحتوى لازال مثـل ما هو .. ..!!

.

بالتوفيج لج يا قلبو

مُتآبعه ان شاء الله

ارادة الحياة 31-12-09 05:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الورد
حللتي اهلا ونزلتي سهلاااااا
تلبيتك لدعوتي امر اعتز به لأقصى الحدود فحروف اسمك التي خطت بالون مختلف هو تميز لكي ولعبق سطورك
مرحبا بك غاليتي
عندما قرأت العنوان تواردت في ذهني عددة صور
الصورة الاولى
رئيت رجل متوسط العمر رث الثياب يلتهم السيكارة لكي ينتقم منها وينتقم من نفسه بها ويظن انه يجد راحته عندها ولكنها تنتهي ولايجد الراحة فيبحث عن اخرى دون جدوى فهل سوف يكتشف ان راحته بفراقها
الصورة الثانية
صورة لرجل متنفذ اتخذ من السيكارة وسيلة لبيان ثراءه فهو يختار افضل الانواع وربما اكبرها يتفنن في مسكها ويتلذذ في تديخنها وتزهو نفسه عندما ينفث دخانها ولكن هل هو يشعر بالراحة معها وهل هي منحته زهوا ام منحته مرضا
الصورة الثالثة
لمراهق صغير تلتوي السيكارة بين اصابعه في كل نفس تتخذ وضع مختلف وفي كل نفس يشعر بأنه رجل يستطيع اتخاذ القرارت ويستطيع مجادلة اقوى الرجل
فهل ياترى سوف تمنحه هذه السيكارة الرجولة المطلوبة ام انها سوف تنقص من عمره ولايصلها !!!!!!!!!!!!!
الصورة الثالثة
لامرأة وجدت في السيكارة تسلية واختلاف وجدها من حولها تسلية لغاية فقط
تتسلى بالسيكارة ويتسلون بها لذا فهي والسيكارة واحد مصيرهم سلة المهملات واقدام عابري الطرق
اخر الصورة
هي للمجني عليها والجانية السيكارة التي يأتون لها راغبين ولنقودهم دافعين ثم ينبذوها متذمرين لا عنين وواضعين اسباب عللهم عليها هي جاني ام مجني عليها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

غاليتي انتظر ما خلف العنوان
واتمنى من كل قلبي ان تصلي بقصتك للميناء الذي ترغبي ان ترسوا فيه
بالتوفيق ان شاء الله


ملهمة شاعر 01-01-10 10:28 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

BENT EL-Q8 01-01-10 11:01 PM

مساء الورد..
هلا بمدعوين ابلة ارادة..منورة ياجميلة..قصتج باين انهـا تهبـل..عنوان عجيب ويجذب..ومقدمة روعـه..

المشهد الاول..فهمت منـه..ان هالمرة متحكمة بريلهـا..وشنو ما سوت..شي مايعجبـه..بتقدر بدقيقتين ترضيـه..
المشهد الثاني..تقول ان اهله ما تقبلو زواجهم..اتوقع بسبتهـا..عشان سمعتها..ولا مستواها مادري..واهي الظاهر ماخذته مو عشان تحبـه..كثر ماهي محتاجة له..يعني مصلحة هع..وبالوقت الي يكون فيه جذي..ومايفيدها بشي..تطلع تدور غيـره..لي متى بتم مستغفلته مايندرى..
المشهد الثالث..من الي طردها..اممم شكله زوجهـا..وشكلها بعد وايد عانـت معـاه..طلعت تدور عن روحهـا..عسى تلقاها..بس
المشهد الرابع..من الي يتكلم عنهـا..يوم قال انها مثل الكرة بايده..يعني اهو متحكم فيهـا..تقريبا..بس الله يستر من الهدف الي بصيبـه فيهـا..

..سجليني من متابعينج..


بنووتة

لأني أحبك 02-01-10 08:02 PM

ستكون بإذن الله القصة على مراحل ، وبالمرحلة جزءان والله أعلم ..

* ترقبوا اليوم الجزء الأول من المرحلة الأولى *

لأني أحبك 02-01-10 08:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل من سطر هُنا حرفاً فكان بزهاءه كبريق أخضر من آخر الطريق ، إلى كل من شجعني ووصف قلمي بالغموض ، ودعى لي بالتوفيق ، إلى كل من مر هٌنا زائراً أو تاركاً بصمته شكراً من عمقي ، شكراً من قلمي .

وإلى وجه النهار الغالية بإذن الله سأضيف هٌنا المرحلة الأولى وبإذن الله يوم الخميس سأضيف المحتوى الجديد المختص بالمرحلة الثانية .

بنوته & ارادة الحياة

جزيل كرمكما وردكما سأعود به يوماً ما إذا ما اقتربت النهاية لأخبركم تفاصيل تحليله :friends:

شكراً أحبائي :flowers2:



تفضلوا مع تمنياتي لكم بالمتعة المنقطعة النظير :dancingmonkeyff8:



أقدم جزئي الأول لكل قارئ أعرفه ولا أعرفه ، وإلى كل من كنت أقصده بكلماتي ، وإلى كل من سيشعر أن كلماتي له !

بسم الله أبدأ بالجزء الأول من المرحلة الأولى وهي أقصر مرحلة بإذن الله ..
كما وأن هذه المرحلة هي مرحلة ما قبل البداية ، وكنت قد فكرت بالبدء بالمرحلة الثانية ثم العودة للأولى ، ولكني أخيراً سأبدأ بالأولى .

المرحلة الأولى لبزوغ كل بطل !


أخذه صديقه إلى الحانة الضبابية ليشرب الخمر وينسى !
أي شيء يستدعي ذلك !
في عقولهم آلاف الأشياء تستدعي ، وآلاف الأشياء تضعفهم وترميهم تحت أحذية الدمار ...
شرب معين ما يقارب الثلاث كؤوس ، شربهم بصعوبة ، ولكنه أراد ذلك ، معللاً أسبابه بنسيان أمر رسوبه في مادتين في هذا الفصل الدراسي ..
كان يظن أنه كأس وينتهي الأمر ، ويعود كما كان ، بل أفضل ، سيتوب بعد ذلك ، فهو مسلم ، أتى هذه البلاد لغرض الدراسة فحسب ولن يتجاوز ذلك ، ما يحدث اليوم تجاوز بسيط سيزول حتماً بزوال مسببه !
ولكن من قال أن الأخطاء لا تؤدي إلى الأخطاء ، إن الأخطاء لا تؤدي إلا إلى الأخطاء ..
ونحن في غفلة ،
ومعين أخذته الغفلة إلى ذروة الأخطاء ...

أتته النادلة بالكأس الرابعة وهي تبتسم تلك الابتسامة التي لابد أن ترسمها على كل محياها تأدية لشرط من شروط عملها ، ومهما كانت حالتها ولو ماتت أمها اليوم عليها بهذه الابتسامة ، التي توهم الزبون أنها له خاصة ، لكي تشد الزبون للقدوم كل يوم ، لكي يكتمل الخطأ بآخر ، وتبدأ سلسلة الأخطاء أو المعاصي !
ظن البسمة تخصه حقاً ، وأنشآه ذلك وأسعده !
وبخ نفسه كيف يفكر بالنادلة التي هي من أسوأ فتيات المجتمع على الإطلاق !!
ولكن الخمرة التي أسكرته ، والشياطين المعبأة بجو الحانة أراحت ضميره الذي صحا غفلة منه ، ليدخلونه بغفلة من السلامة ، وهو يرد لها ابتسامتها وقلبه يطرق بجذل !!
يظنها أعجبت به خاصة ومنحته الابتسامة ، ثم الغمزة التي تلت ابتسامته لها !!
سنتين في هذا البلد لم تعره فتاة أي انتباه ، لتأتي هذه الفتاة بعينها تبتسم وتغمز له !!
والتي يظنها مميزة فهي مطلوبة من الجميع ، ونادلة ببار !!!

كثير على قلبه الطري الضعيف، كثير...



اعتاد ارتياد الحانة كل مساء، ليس كي يشرب، ولكن بغرض أن يحافظ على حبه الجديد للنادلة ويراها وتراه،

ولكن لأن الولوج بأي شيء دائماً يوصلنا لذروته ، فهو كان يشرب الخمر أيضاً كي لا يظهر أمامها بشكل مضحك ، أو فقير لا يملك قيمة المشروب !
ولأنها كانت تسأله عما يريد ، فلم يجد ما يطلب إلا المشروب المُسكر !!

أغرقته ببسماتها وغمزاتها ، حتى تولع بها بجنون !!

*×*ّ*

- أرجوكِ أمي لا مزيد من العتاب أنا الآن في يوغسلافيا وانتهى الأمر ، ثم ماذا سيحدث لي ؟؟؟ ! أتظنني سأموت ؟ الموت في كل مكان إنه في الأردن وفي يوغسلافيا ، لم تقلقين بهذه الصورة ؟؟
- لأن يوغسلافيا بلد غير آمن ، الحروب قائمة فيها منذ سنين !
- حسناً ، لا حرب قائمة الآن ! ولا تخافي لا أظن أن في هذه السنة التي سأتواجد فيها ستندلع حرباً !


*×*ّ*

- أكان اسمك أوشيا ؟!
- أنت تتعلم بسرعة أيها العربي ....
- إن كنت أنتِ معلمتي ، فكيف لا أتعلم !
- وماذا علمتك أنا ؟؟
- الحب ! وهل هناك أعظم منه !
- ومن تحب يا معين ...
- وهل في حبي لها خلط منعك من معرفتها فوراً !! أنتِ يا أوشيا أحبك فوق الحد ودونه ... أتفهمين ؟؟
- أقدر مشاعرك فعلاً ....


*×*ّ*

- أنت تعرف أني كذلك ! ماذا تريد الآن ؟؟؟
- أريد أن أتزوجك ، أحبك يا أوشيا أحبك جداً !
- أنسيت أنك عربي ! مردك إلى بلادهم ! لن يعترفوا بي ، وسيهينون أصلي ، أرجوك قد لا أتحمل التجريح ولا أظنك ستتحمل ردة فعلي من تجريحهم إياي !! معين غادرني أرجوك ..أعرف أنك أنت أيضاً قد تثور علي يوماً لأني لست عذراء!!
أنت لنــــــ ...
- أوشيا لا يهمني أي شيء أريدك كما أنتِ ، يكفيني وعدك إياي أنكِ لن تعودي لهذه الأفعال أبداً بعد اليوم ..
- ماذا عن أهلك ، ألن يعترضوا و ..
- دعي أهلي ، سأتدبرهم ويقعون تحت الأمر الواقع بالنهاية ، ولو أطرني الأمر سأتخلى عنهم للأبد وأحتفظ بكِ ثقي بي ...



*×*ّ*

هاتفته مساءً لتخبره أن المحتلين عادوا ليجوبوا البلاد ويظهروا فيها الفساد ، وأنها تظن الدولة ستستسلم ولكن بعد أن لا يبقِ العدو مقدار أنمله غير مهشم !!
أغلق الهاتف بذهول فقبل أسبوع فقط حادثته أمه خائفة من الحروب وطمأنها بأنها لن تندلع في السنة التي سيتواجد فيها !!! كم تغرينا الملذات بسهوه !!
منذ أسبوع فقط كان الأمن مستتب، وكنت أظن أن لا شيء قادر على إيقاف طموحي وخطوتي القادمة !!
أدار التلفاز ليسمع فوراً ما يؤكد مخاوفه : " لقد طالت الحرب المنطقة الجنوبية من البلاد بأكملها ، من نجا بنفسه فهو حي ، ومن هرب قبل التفجيرات فهو حي ، أما من سواهم فهم أموات لا محالة ، فالحرب لم تبقِ حتى النباتات !! "

أطفأه وسؤال واحد مستحوذ على عقله ( ما الخطوة التالية ؟؟ )

*×*ّ*


لا أريد يا رشاد لا أريد ، طفلتي لا أفرط بها .
- صوفيا اهدئي هذا ليس تفريط أنا أحميها هكذا ، لا تجعلي الأمر يبدوا سيئاً ساعديني بذلك !
- ولكنه سيء ، سيء جداً يا رشاد ، أي هذيان هذا الذي يجعلني أرمي بابنتي في ملجأ أطفال !!!!
- صوفيا عزيزتي ، أنا لا أرميها أنا أحميها من الحرب ، بيتنا المتهالك لن يحميها ، قطعاً لن يحميها ، أريد لها الحياة ، وإن مت أنا وأنتِ ... أتفهمين ؟ هُنا لن تموت ! فلن يقصفوا الملاجئ ، وإن كُتب لنا حياة بعد تبخر الحرب سنأخذها ، سنأخذها يا صوفيا هي ابنتنا وهذه حالة مؤقتة ، مؤقتة جداً ..
- فلتمت معنا إن متنا ، لم عليها أن تعيش دوننا !؟
- صوفيا ما بك ؟؟! ماذا تقولين ؟؟؟! أتريدين لها الموت !! هذه الطفلة يجب أن تعيش ، أعرف أنك حزينة وقلقة لذلك تقولين ذلك .. اهدئي وثقي بي .... ثقي بي يا صوفيا ..


دخلا باب الملجأ الذي سيحوي ابنتهما الصغيرة على الأقل مدة الحرب ، فالحرب تندلع الآن في يوغسلافيا من المحتلين وكأنها تتمشى في الأزقة لتخرج منها دون أن تبقي على شيء ، فتقتل الأبرياء الضعفاء وحتى الأقوياء ، تترك كل شيء ميت ، البشر والحيوانات وحتى النبات ...
حتى يظن من يرى يوغسلافيا أنها مدينة جديدة اكتشفت للتو ولم يسكنها أحد بعد ....

بعد أن ولجا مكتب المديرة نطق رشاد بقوة مستقطعة من حبه لابنته :

- وجدنا الصغيرة بالأزقة ، يبدوا أن كل أهلها ماتوا وشاء الله لها الحياة ، تفضلي يا سيدة !

مد ابنته لها ، دون حتى أنا يقبلها ، أو تقبلها زوجته صوفيا ، أما صوفيا فكانت تكتم صراخها ، تريد أن تصرخ ، أن تقول هذه ابنتي احتفظوا بها لحين عودتي ! أريد لها الحياة ، وكانت عيناها حينها منفرجتان تبحلقان بخوف وصدمة بابنتها التي سلمها زوجها بكل بساطة ، ودون تردد لمديرة الملجأ ...

أخذتها المديرة بروتينه ولم تزد حرفاً فالحرب أخرست بعض الحلوق !

- انتهى عملنا ، فلنخرج يا صوفيا .

يقودها ، أو يقود ما تبقى من روحها التي ظلت متعلقة بابنتها التي لا تعرف كيف حالها الآن !
ما أن خرجت من باب الملجأ الرئيسي حتى التفت لزوجها بروح خالِية من أي شيء وهمست بصوت غائب :
- كيف لم تعطهم أسمائنا ، كيف أنكرت ابنتي ؟ كيــــف ؟!! أيــها ##### .
- صوفيا أرجوك ، أرجوكِ اهدئي لن يأخذوها منا لو علموا أننا على قيد الحياة ..
كان صوته يتهدج وشعرت بذلك ، ولكنها علا صوتها بطاقة غريبة جاءتها تواً لتقول :
- ولمَ لم تخبرني أننا سننكرها بالداخل !! ماذا تنوي يا رشاد ماذا تنوي !!!! تباً لك ، تباً لك !!! كيف سنأخذها فيما بعد ؟؟؟ كيف !!! أتريد لها الحياة من دوني !!! أم تريد أنا أحيا أنا دونها !!! ماذا تريد يا رشاد ..
- صوفيا ما بكِ ، أنا أريد أن تبقى على قيد الحياة في مكان آمن ، أرجوكِ تفهمي ذلك ، إنني ...........
- سأدخل وآخذ ابنتي !! أنا لن أفرط بها ، اذهب أنت وغادرنا ، سأحميها ، سأحميها أنا !! أنا قادرة على ذلك ...
كانت قد سالت دموعها المتجمدة أخيراً وكانت تهتز بعنف أثار زوجها وآلمه بشدة وشعر بعجز ساحق ، عجز مؤلم ، مؤلم بشدة ....

- صوفيا اهدئي لا تستطيعين أخذها لا دليل معك ، لا دليل ، ثم إني تصرفت كذلك بقوة حبي لها ، لا تقلقي ستكون بخير هنا ، وسأعيدها لحضنك ثقي بي ...
- إنها ابنتي ! ألا يكفِ هذا الدليل !!!!

كان قد أمسك بكتفيها وجرها معه ، بينما هي تواصل التمتمة بآمال تسعى بها لإعادة ابنتها لحضنها بأي ثمن ...


*×*ّ*


دخل البار مترقباً ، ولكن الجو بالداخل لا يعطي أي انطباع أن الحرب لا تُبقِ على شيء بالخارج ، بكل حال خارج وداخل الحانة الغبار والضباب سيد الموقف !!
فالناس لا تتوقف معاصيها وآثامها في الحرب ، بل أظنهم يزدادون ليتمتعوا بآخر أيامهم !!!
وأظن أنه أثرت بي الحياة هُنا ، فالحرب لم توقفني ، بل على العكس هي من دفعتني !!



أوشيا تزوجيني ! وبزواجك مني تهربين معي إلى الأردن وتنجين بحياتك .. أرجوك ِ

- ماذا عن أهلك هناك ، ألن يجبروك تطليقي !!
- تزوجيني الآن وسأتدبر الأمر ...
- أي كنيسة تعمل الآن !!
- إذاً أنتِ موافقة ، سنتزوج بطريقة إسلامية ، سأحضر شيخاً ، ولا داعي للكنائس !!


الزواج منها حلم ما أن يتحقق حتى ترى أن حلمك لم يكن صحيحاً وعظيماً بالقدر الذي تصورته !!
فهي بكل حال لم تكن لترضِ كل جوانب الحياة !!
وبكل حال ، قبل الزواج منها كانت برأسي لن ترضي جوانب الحياة بأكملها ، فهي فتاه بار !!!


*×*ّ*

أمسك كتفيها يجرها إليه وهو يصرخ :
- ألم أشبعك بكل شيء !!! ماذا تريدين بعد ألم تحققي ذاتك ؟؟؟
- أنت لم تفعل شيء ، لم تفعل شيء !!

شد أسنانه بغضب وتكلم وحفيف كلماته كانت كسكين حادة :
- لم تملكي يوماً بيتاً ولا طعاماً نظيفاً ولا مأوى ! ولا نظافة في علاقة مع أي رجل !! ولا حتى أمان !!
أطعمتك وآويتك وأسكنتك ، وطهرتك من براثين القذارة ، وأنفقت علي كل ما أملك !! وطمأنتك وحميتك وحجزت لك تذكرة للهرب من الدمار في بلدك ، وقبل كل شيء تزوجتك ورضيت بكل شيء ..
- طلبت منك ألا تتزوجني ، لم أجبرك على شيء !!
- أوشيا أنا أحبك يا مجنونة !!!! ما الذي أصابك ؟؟ وأنتِ أمطرتني بالحب ، أليس كذلك ؟؟
- أنا أيضاً أحبك ولكنك .............. لم أتوقع ....


لمعت عيناه بشدة عند آخر حرف تعثرت به ثم أعاد الفحيح لصوته وهو ينطق :
- اغربي عن وجهي أوشيا ، لا أريد أن أراك هذه اللحظة ، ابتعدي عن طريقي ......


كانت تعلم أنها مخطئة ولكنه يظن نفسه سي السيد !!!
لا إنه جيد ولكنه ........... ولكني أنا لم أعتد هذه الحياة !! حياتي كما قال كانت مليئة بألف عهر قبله !!!
ثم أنه يمنيني أنه أنفق علي !! وأسكنني !!
هذا واجبه ، أليس زوجي !!

أوه ، سأذهب لإرضائه .


" هل توقفت الأمطار ! ؟ "


لن أعير هذه المتهورة أي اهتمام ، أتظن أنها بكلماتها وابتسامتها وما ارتدته الآن سيجعلني أرضى ببساطة !
يكفي ما في عقلي من أهوال وتشويش ، لا أستطيع التركيز معها حتى ، وحزينُ أنا لأنها بدلاً من أن تساعدني وتهون علي تراكم الأمور ، تزيدني وتفاقم التشويش في عقلي !
خاب ظني بها !
لا تُفلح هذه المرأة إلا بالمراوغة وجذبي كذكر لها !
أما فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية وحتى النفسية لا أجدها مجدية أبداً !
أندم أحياناً لأني تزوجتها ، ولكني ما ألبث أن أحمد الله ليلاً أنها هي زوجتي دون غيرها ..

لم يعيرها انتباهاً مما أغضبها أخيراً لتعود قافلة تفكر بتصرفها التالي .


*×*ّ*

بتمردها الذي اعتاده الشارع العام !
خططت على أن تنوم زوجها لتذهب مغافلة له إلى الحجاج المتذمر في الحانة الملتصقة بالخطيئة !
نام بحزنه على أهله الذين لم يتقبلوا بعد زواجنا !
ونام بحيرته في أمري !
لا يهمني الآن ! الآن فقط ، ففي أوقات أخرى جليلة يكون هو أهم ما يهمني ....
ولكن بحزنه وحيرته لا أحتاجه ، فأنا امرأة لا تعرف الحدود ولم تستعصي المستحيل بعد ....

نام سي السيد كما يطلقون عليه في بلده غافلاً عني ، وعن ما أحتاجه ، أحتاجه طوال الوقت ...
خرجت أبحث عن مرادي ، في تلك الحانة التي أسلفت عنها الحديث ، كان الدخان يعبأ جو المدينة ، رغم الحرب ، ورغم الموت ، لازالت الحانة تعمل وروادها لم يتوقفوا زيارتها وفتح باب رزقها اللعين !
أكنت أتحدث عن الدخان مسبقاً ، نعم إنه دخان المدافع ولكنه ليس صافي تماماً فأرى خلاله غبار الدمار وضباب البرد !
بكل حال أنا دوماً أتحدث عن أشياء لا أكملها ، ولا أتابع السير على خطاها !
فقد أقسمت لزوجي النائم الآن قبل مدة على أن لا أفعل ما فعلته معه مع رجل غيره ، بينما أنا الآن بقدمي واختياري وإرادتي ذاهبة إلى حانه قد تجمعني برجل آخر في أي شكل من الأشكال ، حتى لو خفت أو زادت وتيرة ما فعلته مع زوجي سابقاً !

*×*ّ*


الأجدب ظن أنه لو أشبع حاجاتها كما سلم " ماسلوا " الذي درس عنه في علم الاجتماع ستصير امرأة أخرى !!
إنها كما هي كما كانت قبلك يا معين !


*×*ّ*

رسالة نهائية للقارئ :

إن ذكر البلدان هُنا لا يعني شيئاً إلا أن صارت القصة كذلك كما عاينتها ، وإن أي خطأ يصدر من جنسياتهم لا يعني أن المدينة كذلك ، فكل بلد معبأة بالأخيار ومعبأة بالكفار ..

تكفي كلمة الكفار لتصف حالتهم وإن حملت هوياتهم ديانة الإسلام .

كما وآمل أن تؤخذ القصة كعبرة وتفضيل بين كل بطل وبين من يقرأ ففينا الكثير من الأخطاء وإن اختلفت الطريقة .


* بقية المرحلة غداً بإذن الله *


:mo2:

محبتكم ،، لأني أحبك

بوح قلم 03-01-10 09:41 AM

تسلمين حبيبتي عالبارت:flowers2:


بدت القصة توضح اكثر

اوشيا وريلها

انته قاهرني من غلطة لغلطة اكبر منها.. ونسيت ان الاخطاء تجر بعض تتحرى انها تعتدل جان وفر لها كل مقومات الحياة بس نسى شي مهم.. انها المفروض تكون مقتنعة قبل كل شي انها كانت غلطانه.. وانتي قاهرتني.. امودره ريلج وامروحه للحرام.. ترى الشي اللي بدايته غلط مستحيل يتعدل الا جان تاب راعيه

رشاد وصوفيا

بالرغم من قسوة الموقف الا اني وياه.. صح انه تخلى عن بنته بس اهم شي انه يضمن لها الحياة الامنة.. صوفيا قطعتي قلبي الله يردها لكم بالسلامة ويجمع شملكم

نترياج حبيبتي

لا تطولين:flowers2:

ارادة الحياة 03-01-10 08:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الورد
لأني احبك
سطور عميقة جدا ورسائلها كثيرة جدا
اولا
يشربون الخمر ناسين نص قرأني واضح
احد الذين سافروا إلى خارج سألوه اصدقاءه الاجانب كيف تشرب وهو محرم عليكم
لم يعرف ماذا يجيبهم لانه ببساطة لايعرف الاجابة او لايريد إن يعرفها الله يهديهم
ثانيا
هي عضة لعاشق ذهب العشق بعقله قبل قلبه فأصبح لايميز بين المرأة الطاهرة وتلك التي امتهنت البغاء واتخذته وسيلة رزق
صحيح من تاب تاب الله عليه
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه
لو كانت هذه الفتاة احدى اقاربه ووقع خطأ بحقها واغتصبت رغم انفها
هل كان سوف يرضى بها زوجة له وام لاطفاله وهو يعرف أنها أرغمت ولم تفعل ذالك بملأ ارادتها
يبدو إن الحب اصبح لا عقل له ايضا
يتراكضون خلف فتيات بار وراقصات وبائعات هوى
تاركين العفيفات الشريفات قابعات في بيوتهن
زمن العجائب
طرح موفق
ثالثا
عندما يحوم الموت حولنا وامامنا وخلفنا وصغير لنا هو نبض الحياة بالنسبة لنا ماذا نفعل معه
لاخبرك قصة حدثت معي
في حرب تحرير العراق او غزو الامريكان دائما اقول التسمية لاتهم المهم ما حدث
كنا نعتقد إن هناك ضرب كيماوي
وهناك من قال اعملوا كمامات ملح وفحم وتصبح مثل الفلتر
المهم عملت الكمامات على عدد افراد اسرتي كان ابني الصغير عمره ثلاثة اشهر
في احاديث لنا قال لي زوجي انو الصاروخ اذا وقع على مقربة من منزلنا
صغيرنا سوف يتمزق قلبه من شدة العصف
بصراحة في وقتها كنت اتمنى إن أجد ملجأ يأوي صغاري واعود واخذهم بعد الحرب
المهم انتهت الحرب ونحن سالمون ورحم الله موتى المسلمين

اعتقد انهم فعلوا الصواب في وقت ينفقد فيه الصواب ولابد من اخطاء

بالتوفيق غاليتي
ننتظرك

لأني أحبك 03-01-10 11:50 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعزائي وأحبائي ، أعتذر لتأخري لساعات اليوم فقد تجاوزت الساعة الثانية عشر ، بكل حال هاأنا أتيت متلهفة لكم ولنبضكم فشكراً من الأعماق لارادة الحياة وبوح القلم ، للارادة المنبعثة من الأوصال والبوح النابض العزيز .

لوهلة ظننت من احدى الردود أن تصرف رشاد وصوفيا غير واقعي مع أنه من صلب الواقع والحقيقة ، وكل الفواصل الأساسية بالرواية هي واقعة وأنقلها كما عاينتها ، ولكني أرى هُنا أن المزيد من الأهالي تصرفهم كما ذلك .

أحبائي :friends:

لابد أن تراقبوا البقية فالبقية تشفع بشكل مخيف .

تفضلوا مع الأماني بالمتعة لكم ،



تتمة المرحلة الأولى


يوغسلافيا

- إنه النهائي والأخير !
- سأحاول تقبله ...
- إنه أفضل لكِ كي تحافظي على جسدك ورشاقته للسنتين المقبلتين على الأقل بلا أطفال وولادة ورضاع ..
- أهذا هدف الزواج عندكم أيها العرب ؟
- هه ، ما بكِ أوشيا ليس هو السبب ولكنه مهم ، و البنون هم زينة الـ .......
- حسناً ، لا تسترسل فهمت .

دخلا معاً باب الملجأ الذي سينقذهما من الفراق بعد العودة لوطنه !
- سيدتي أريد السفر لبلادي مع زوجتي ، ولكني أود أخذ أحد الأطفال كحماية له ولعلي أكسب أجره .
- جزاك المولى خير ، تواً وصلت فتاه رضيعة بقيت رغم موت كل أهلها ، أتريدها ؟
- بالتأكيد ، هدفي النجاة بأحد الأرواح فتاة أم صبي ..
- سأحضرها حالاً ..

مضت الاجراءات بسهولة غريبة ، إن الحرب بالخارج ترغم أنوفنا على تصرفات غريبة ، غريبة جداً ، مليئة بالرضوخ والمسالمة وبعض من الهروب .

حملت أوشيا الطفلة برفق دون أن تنبس بكلمة ، وخرجت وهي تضمها بغرابة أيضاً وهو يتبعها .
أوقف سيارة أجرة لتقله لمسكنه الذي سكنه لسنتين وخلال أيام قلائل سيغادره !
انشغلت أوشيا عنه تماماً وهي أخيراً تقبل خدي الطفلة برقة ، وعقلها يجوب ملامحها القريبة جداً منها !!! أأربي أنا يتيمة ؟؟!! ولآجل ماذا ؟! أ أكفر عن ذنوبي وآثامي ؟! أم أني متمسكة جداً بمعيـــن ؟؟؟ من أنت يا معين !! من ؟؟

يحبها جداً ، حنانها يظهر من قبلها الرقيقة للطفلة ، وأه من هذه الطفلة ، هي البرهان الوحيد الذي سيجعلهم جميعاً يصمتون ويسلموا ..
لا يمكن أن يربي الطفلة بلا أمها ولا يمكن أن تذهب طفلته ليوغسلافيا دونه ، هي الرابط الذي سيقنع أهله بأوشيا ويربط أوشيا المتمرده به ، ولو كان رابط افتراضي مصطنع بخطة !
حقاً الحرب كسرت تمرد الكثيرين ممن يعيشون هذه البلدة المعبأ جوها بدخان المدافع وضباب البرد .
*×*ّ*

الصمت سيد ، لانملك إلا استأذانه قبل كسره ! لذلك سارعت أنا بالاتصال بأهلي قبل أن يفعلوا ، أظن أن الأسبوع الماضِ كاف لايصال خبر الحرب في يوغسلافيا إلى الأردن ، فالراديوا القديم الروسي لابد أنه أوصل خبر الحرب هُنا لأهلي وأقربائي .

- خليل كيف حالك يا أخي ، هل لك اعطائي أمي ..
- معيـــــن !! أ أنت معين ، أ صابك شيئاً من القذائف ، هل أنت بخير ؟؟؟

لم أتمهل الرد عليه لأن صوت أمي المسرع المتلهف وصلني بغرابة أيضاً وهي تصرخ :

- معين بني أ أنت بخير ، عد سريعاً لا تمهل نفسك سو.......
- أمي سأعود ولكن ....
- ولكن ماذا ، معين لا وقت لذلك آلاف المدنين ماتوا ماذا تنتظر !!
- أنتظر ترحيبكم بزوجتي وابنتي ، لأني لن أعود دونهم ...
- ماذا تقول ؟؟؟؟ أي زوجة يا معين ؟؟؟؟!!
- زوجتي يا أمي ولا تنسي ابنتي أيضاً .
- ابنتك ؟!!
- نعم ، ما رأيك أ أعود أم أبقى مع أسرتي الصغيرة هُنا ..
تهدج صوتها الذي أتاني أخيراً يحمل انكسار ، أعرف أني لويت ذراعها بقسوة ولكن لا سبيل لدي إلا ذلك !!
- عد يا بني ، عد سريعاً ، قبل أن ينالك شر أعداء الدولة !!
- سأعود ، ولكن أريد ترحيب وموافقة أبي كذلك .
- لا عليك ، سأتولى أمره ، أرجوك بني ارأف بحالي عد وسأتدبر أنا كل شيء .... أعدك أن ............
- أسف أمي ، إن سمعت موافقة أبي سأعود غدا صباحاً ، و إلا لن أتخلى عن زوجتي وابنتي أبداً .


*×*ّ*

الأردن – العقبة -

- يا أبو هيثم الله يصلحك هاد ابنك ، ما النا غيره ولا الو غيرنا الله يخليك ...
- لا تخافي عليه عندو غيرنا وعنا غيره ، الحمدالله عندي أربع شباب غيره وهو فضل زوجته من هديك البلاد علينا ..
- بس لا تنسى عندو بنت ، حفيدتك معقول يتركها ، بحلفك بأغلى شي انك ترضى عليه وتوافق يرجع مع زوجته ، بلاش ما يروح منا الله يخليك ..
- وابنك ليه ما أخد موافقتنا بزواجته يروح الله لا يرده
تفاقم الحزن بعينين الأم الدأوب وتفاقم الألم بصوتها وهي تنطق برجاء خالص :
- لا تدعي عليه دخيلك قلبي مش ناقص ، مقروص قرص على هالولد ، دخيلك ، دخيل عشرتنا تخليه يرجع ..



*×*ّ*

يوغسلافيا

- سنعود وننجو من الموت هُنا ، طمأني قلبك الذي يعيشني ..
ابتسمت بوجل ونظرة تفهم هي مقتضاها ، انتشى بها معين وزاد تصميمه ، بينما هي لا تعبأ بالأمر برمته ، إن كان يهمها شيء فهو الهروب من الغيم هُنا والدخان ولا بأس بتجربه حانات الأردن ورجالها ..

- أمي بقلبها الرحوم مؤكد ستقنع أبي ، وأبي بالنهاية سيرضخ لها ، سأحميك ولن أوصلك هناك إلا معززة ومكرمة ، ويحفى بكِ أفضل استقبال ..

أعادت ذات الابتسامة ، ففي عملها بعض الايحاءات والغمزات والبسمات أفضل من النطق كثيراً ، وهي مؤكد اعتادت ذلك حتى الثمالة .

سمعا فجأة صوت غريب ، وذات نظرة التساؤل لاحت على وجهيهما ، وما هي إلا لحظات حتى ضحكت أوشيا ببساطة وهي تسرع إلى غرفة النوم قائلة :
- إنها الطفلة ..

وكأن ضحكتها انتقلت له ، كما كل شيء بها ينتقل له ، ضحك بصوت عالي وهمس وهو يقترب من الغرفة :

- لماذا استيقظت الآن ، أريد أن أنام .

*×*ّ*

في الفضاء الواسع بين يوغسلافيا والأردن
كما توقع معين هاتفه والده طالباً منه العودة لبلده حتى ولو أنه تزوج وأنجب دون علمهم وأخذ فتاة من تلك البلاد !!
ظل هو مستيقظ طوال الرحلة ، أما زوجته وابنته المزعومة فنامتا فور دخولهما الطائرة ، وقد يعود ذلك لأنهما لا تعرفا أبداً ماذا ينتظرهم بالأردن وأي حياة سيحيون بعيداً عن بلدهم ، وبعيداً عن انتمائهم ، ولكنه يعرف تماماً ماذا سيجد وكيف سيحيا ، لذلك بقي متيقظاً وساهماً بنفس الوقت تأخذه أفكاره من محيط إلى محيط وكلا المحيطين بعديين تماماً عن بعضهما البعض !
فأول محيط تغمره سعادة تفوق العادة وهو المحيط الذي يرجوا أن ترسوا سفنه عند موانئه ، أما الآخر ينخره ألم مضاعف ويزداد يرعبه التفكير فيه ولكنه للأسف مصيطر كذلك على تفكيره ويخشى طرده ليجد نفسه محاطاً بالصدمة !

فأي حياة ستحيا يا معين مع زوجتك هذه ؟؟ أي حياة ؟!!

*×*ّ*

الأردن – العقبة -
كانت تتوقع الأسوء من حديث معين عن أهله ، ولكنها ترى حفاوة طبيعيه بها حتى بالرغم من أن وجوههم تحمل معاني لا تمت لأفعالهم وحديثهم بصلة ! لم تستغرب فطريقة معين الخبيثة في لوي ذراع أهله وإرغامهم على الرضوخ له ولزواجه حقاً تدل أنني وهو متساويان ، متساويان في المكر والخبث والنذالة ! ولو اختلفت أغراضنا الذاتية ..
قد تكون ساعدته الظروف بشكل أو بآخر ولكنه بالنهاية وصل لما يريد ، سأتعلم منه كيفية استغلال الحوادث الطبيعية والاصطناعية ، حتى ولو كانت حرباً !!
بمناسبة الحرب تذكرت بلدي ، بكل حال لم أشتق لها بعد ، ولكنها مجرد ذكرى وخاوية أيضاً ، سأحاول ايجاد ما كان يسليني هناك في هذه البلد ، ولا ضرر بالتغير في النوعية ، فهذا يساعدني في كسر الروتين .

*×*ّ*

- لم أتوقع من أهلي كل هذا الاحتفاء ، ولكني سعيد جداً لذلك .
- حتى أنا ، كلامك أوحى لي بأن الأمر مصيبة !
ضحك بخفة وهو يجيب :
- وهو كذلك ، ولكني استجلبت رضاهم بالقوة ! ألا ترين ذلك .
- نعم أرى ذلك جيداً ..


*×*ّ*

بعد مرور أسبوع على وجودهم بالأردن – العقبة -

- ما الذي لا تطيقينه ؟ اعتني بالطفلة والزمي البيت أنت الآن بالعقبة ولست بيوغسلافيا !! المسموح هناك عار هُنا !! أتسمعين ؟
- معين ما بك ، لم تحادثني بهذه الطريقة ؟؟ أين حبك المعهود ؟؟ ثم أنت تعرف أني أعتني بالطفلة جيداً وأحببتها أيضاً ولكني لا أستطيع العيش دون عمل !!
- وماذا تعملين !! في بار !!!! عن أي حب تتحدثين وأنتي تدفعيني للجنون !! ماذا ستعملين ، تخدمين في بار !! تمارسين العهر ؟؟ وأنتِ زوجتي ؟؟ وبالأردن ! وأمام أهلي الذين على مضض تقبلوكِ ؟؟؟
- لماذا تجرحني هكذا ؟؟ ألم أعمل هذا العمل من قبل ورضيت بي !! ثم .....
- أوشيا لا تستفزيني أكثر من ذلك ؟؟؟ كنت في يوغسلافيا والمجتمع يختلف وأحببتك ورضيت بك امرأة ليست بكر ليس كي أدعك تواصلين ذلك !!! أنا أحميك بهذا ماذا تريدين أكثر ؟؟!!!
- لا أريد هذه الحماية !!

اقترب منها ثائراً وصفعها بكل الغضب الذي بداخله لتتهاوى أمامه على الأرض وهي تصرخ :

- حقيـــــر ، كيف تجرؤ !!!

تنفس بسرعة وهو يحاول منع نفسه من ضربها أكثر بينما نظراته لها ثاقبة محملة بوجعه وغضبه وضياعه ، وخرج سريعاً من الغرفة صافقاً الباب خلفه بكل قوة .

فالرجل الشرقي عاد بعودته لوطنه ، عاد بعودته لمجتمعه وأهله ، ولم يعد يستطيع سماع ما تقوله ببساطة دون أن يثور ، دون أن يغضب ، دون أن يضربها ، ولولا قلبه ولولا خطواته الكثيرة التي فعلها من أجلها لطلقها دون تردد !!

ولكن ليس بعد أن فعل الكثير لأجلها ، ليس بعد أن غصب أهله على تقبلها ، وليس بعد أن سلمها قلبه ، ولكنه يشعر بضياع بين حبه وبين شرقيته ومجتمعه وكلا الأمرين محكمين قبضتهما على عنقه بكل قسوة !!

لعله رد دين يا معين .
لعله !

*×*ّ*

- حسناً ، أريد أن أعمل أي شيء ، ليس في بار !! أي شيء يا معين ، لا أطيق الجلوس هكذا دون عمل !!!
- لا يوجد نساء هُنا يعملن !! أتعرفين هذا ..
- أعدني إلى بلادي يا معين ، أ أتيت بي هُنا لاذلالي !!!
- ماذا تقولين !! عن بلاد تتكلمين ؟؟؟ هه ، أتقصدين دمار بلادك ؟؟ أتظنين أنه لازالت هناك حانة في بلدك على قيد الحياة بعد ؟؟
- حقيــــــــــــــر .

يلوى ذراعي أنا كذلك ، كما فعل بأهله ، ولمَ لا أليس هذا طبع فيه !؟ أليس هذا من أخلاقه وقيمه ومجتمعه أيضاً !! تباً لك يا معين .

*×*ّ*
اعتدلت بجلستها وهي تستعيد نظرات وسام المتيمة والمعجبة بها وبجمالها ، فهي تواعده دوماً وقت غياب معين في عمله بعد أن التقته في احدى المحلات التجارية وأعجب بها وبادلته الاعجاب تحادثا ولم يحتاجا وقتاً لأخذ معلومات بعضهما فهما بلغا من العمر ما يجلعهما يثقون بتصرفاتهم ويعرفون رغباتهم وما يريدون تماماً ، وهما حقاً تلاقت رغباتهما كما يبدو ، فالاثنين متزوجان ، والاثنين طموحان لأكثر من الزواج ، لعلاقات متعددة لشيء سري قد يوصلهما بشكل أو بآخر لرضى نفسي غريب ، بالرغم من أن السعادة لا تمت للاثنين بصله ولكنهم يتسترون تحت أقنعة توهمهم أن السعادة في لقاء شريك آخر يستطيع من خلاله فضح كل الخفايا وتفجير مشاعر متأصلة به ، فالبداية في حياة كلاهما كانت مريبة .
تنتظر حضوره الآن بعد أن نامت الطفلة التي بلغت الآن ثلاث سنوات .


*×*ّ*

أرجوكِ يا طفلتي لا تشبهي أحبائي أرجوكِ
– خارج عن النص – لأنه من صميمي لها .

استيقظت الطفلة باكية ، تحاول النزول من السرير الكبير دون أن تقع أرضاً وتؤلم نفسها .
متعثرة خطواتها ،،
متلكلكة كلماتها ،،
تحاول الوصول لأمها لتعلن عن استيقاظها ، تبحث عنها في أرجاء المنزل كي تحضنها بقوة ثم تطعمها ..
حتى وصلت لها لتجدها بين أحضان رجل ، ولكنه ليس أباها !
لا يعني ذلك شيئاً لها ، ولكن أمها تذمرت بشدة وهي تنسحب من أحضان وسام وترمي له نظرة من نظراتها التي تعلمتها في الحانة في موطنها يوغسلافيا وهي تهمس :
- سأتخلص منها وأعود !

يعرف هو أنها ليست ابنتها يعرف كل أسرارها ، فهي اتخذته خليلاً لهذا السبب ، وهو اتخذها خليلة لذات السبب أيضاً .

حملت الطفلة بسرعة وهي تقول :
- لماذا استيقظتي ؟!!
- ماما أريد حليب ..
أعادتها لسريرها وهي توبخها بحدة لأول مرة لأنها قطعت جلستها مع حبيبها وهذه أول مرة تفعلها هذه الطفلة وتزعج جلستهما :
- نامي الآن ولا تتحركي من مكانك ، سأطعمك لاحقاً .

ولكن الفتاة ما أن غادرت أمها حتى عادت لتتبعها ولكن هذه المرة بخطوت حذرة ودون كلمات متشتتة صغيرة ، وهي تنظر إليها من خلف الستارة تضحك مع الرجل الذي كرهته فبسببه أمها تركتها وحدها ووبختها ولم تطعمها .
لم تكن مشاعر الطفلة بهذا الوضوح ولكنها بكل بساطة لم تحب الرجل الذي جعل أمها تذهب إليه وتتركها .

*×*ّ*

يوغسلافيا

الغبار يتلاشى مع نقاء الجو ، ومع توقف منبعه بالتأكيد .. فالحرب بعد سنتين من المد والجزر توقفت ولكنها لم تتوقف إلا بعد ما رأت أن لا شيء على حاله وأن كل شيء ميت .

- هل تكون على قيد الحياة طفلتي ؟ أرجوك ، أريد الذهاب لها الآن .
- أرجوكِ تحملتِ الكثير ، اصبري يومين لعل الجو يهدأ أكثر ، دعيها هي الآن بسلام ...

نامت الأم الملكومة بأمل غريب ، أن تعود رضيعتها لأحضانها بعد سنتين كاملتين ، تبلغ الآن طفلتي ثلاث سنوات ، مؤكد تغيرت وكم أتحرق لرؤيتها .

*×*ّ*

لم تحترق السيجارة بعد ، لأنها ستشتعل مع بداية المرحلة الثانية بإذن الله ..

تابعوني ،، لأني أحبك

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً[27]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً[28]لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان:27ـ29].


هو اتخذها خليلة .
وهي اتخذت وسام خليلاً سرياً .
ووسام أخذها خليلة .
فإلى أيــن يقودهم هذا ؟؟؟
إلى أين ؟!

وقد جاء التعبير بلفظ الظَّالم دون الكَافر ـ والله تعالى أعلم ـ ليشمَل الكَافر وغيره مِمَّن ينتسب إلى الإسلام، وقد ظَلم نفَسه بالذُّنوب والعِصيان، أو ظَلم غيره بالإفْك والإعتِداء والغٍيبة والنَّميمة والبُهتان.. وعَضُّ اليدين جَميعاً كِناية عن شِدّة الندم والألم والخُسران..


ارادة الحياة 04-01-10 09:05 AM

صباح الورد
سطور رائعة عزيزتي
اوصلتي لنا الصورة واضحة جدا
معين
صحى الرجل العربي داخله ووجد إن زواجه غلطة يصعب اصلاحها فالحب تمكن منه حوله إلى رجل مغفل ينتهك عرضه
بصراحة لا ادري كيف يفكرون انا لا اعترض على الزواج بأجنبية مطلقا ولكن على الاقل اختار فتاة ممكن إن تصون نفسها قبل إن تصون عرضك مسألة تقبل المرأة لرجل غير زوجها في حياتها مسألة نفسية بحته حتى في الغرب ليس كل النساء هكذا
ربما يرتدين ملابس لا تسترهن لان طبيعة المجتمع هكذا ولكن مسألة تقبل الرجل في حياتهن ليس كما تبدو في الافلام
فلأخلاق ثابته في هذا المجال وربما اوشيا هي فتاة ظاهرة في مجتمعها اما في مجتمعنا امثال اوشيا موجودات ولكنهن يعملن بالخفاء
هنا المسؤولية تقع على الرجل مهما احب وعشق لابد إن يأتي يوم ويجد الحب غير كافي لاستمرار حياته مع شريكة لا ترغب بأستمراها ولا تسعى لتغير رغباتها
عندها ينقطع اخر خيط بينهم
خاصة وفي مجتمعات متحفظة فتاة اجنبية تكون مراقبة واهل الولد عيونهم رقيبة تترصد حركاتها ولابد من إن يأتي يوم ويواجهوه بما تفعل زوجته >>وجهة نظر
رشاد وصوفيا
اية خيبة أمل واي الم سوف يواجهون صبر ثلاثة سنوات سوف يتبخر
كيف سوف يواجهون الخبر وكيف سوف يتصرفون
ننتظر لنعرف
بكل الشوق انتظرك

بوح قلم 04-01-10 10:20 AM

هالبارت نقلنا نقله كبيرة

تسلمين حبيبتي:flowers2:

معين

قاده الشيطلن لطريق مغلق.. فقلبه معلق بها.. ولكن ان لذلك العربي الخامد فيه ان يصحى.. ليبددذاك الظلام ولكن بعد فوات الاون.. فهاهو الان يتجرع الاسى على حاله

اوشيا ووسام

وهل للخطا ان يقودنا لغير طريقه.. ان ياخذنا لدنيا الطهر.. كلا والف كلا.. فمن اعتاد التلذذ بالمعصية.. وامتهن الرذيلة هيهات له ان يعود لطريق الصواب.. لم تستغن عن مهتنها فوجدت خير شريك

رشاد وصوفيا

ويبدا كابوس الفراق.. ذلك الذي حسبتما انه قد افل وانتهى ولكن هذه نهاية لبدايه اقسى من قبل....

نترياج حبيبتي

لاتطولين علينا:flowers2:

لأني أحبك 08-01-10 01:38 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الغاليات ارداة الحياة وبوح قلم ، شكراً لاستمرار حضوركما وتحليلكما ومدحكما ، شكراً مني ومن قلمي ومن ابتسامات الصباح .

وشكراً لكل زائر مر سريعاً ولم يترك بصمة ، شكراً للجميع .


تفضلوا

هذه المرحلة الثانية بدأت




عمان

تستوحيني الأفكار ،

أبحث عنها حيناً ، ثم أنبش بين أوراق بالية ، ولا ألبث اللجوء لعمق أحزاني ، وعمق أفكاري .


كان ذلك بعد مرور الكثير من الوقت ، حيث أن السيجارة المعنية أمسك بتلابيبها المدخن وأوشك اشعالها ….........................


*

في حدا بدو خيار !؟؟

ضحكت هدى بملإ صوتها وهي تنظر بمكر لرنا وتهمس لرولا :

*

هالبنت أكيد عندها عرق عجمي !!
*

يمكن والله ليش لأ !
*

يا الله اسكتوا بدكم خيار ولا لأ
*

بس أنا عندي سؤال ليه بتنطقي الراء هيك !!
*

كيف هيك ؟؟!!!
*

يعني فيه شي ناقصه مو متل الأردنين ولا متل اللاجئين للأردن !!
*

يوووه حِلو عني أنا هيك بحكي الي عاجبه عاجبه والي مو عاجبه ينتف حواجبه ، بعدين عندك شك اني أردنية !!!

ضحكت هذه المرة رولا وبدأت تدندن :

*

هل عندك شك أنك أحلى و و … و ايش نسيت ..
*

فظيعة انتي اسمعي مني ، هل عندك شك أنك أحلى وأغلى امرأة بالدنيا ، هل عندك شك وأهم امرأة في الدنيا ….
*

أغلى ، بشك بهالكلمة شو أغلى خطأ مكانها .
*

لا مو خطأ .
*

روحي بس هلا بضويلك الغنية على الجوال واسمعي .


انسحبت رنا بفجأة بعد أن رن هاتفها المحمول لتجيب بصوت هادئ يشوبه خجل غريب :

*

علاء حبيبي ليه اتصلت هلأ ؟؟؟
*

مشتقلك مشتقلك مشتقلك مشتقلك كثير ، أكثر مما تتصوري .
*

بدك تشوفني ؟؟!!
*

ياريت رنا ، بكرا رايحة الجامعة ؟؟؟
*

لأ ، مو مفكرة أروح بتعرف مبارح وصلت من العقبة وحاسة انو ما فيني بدي أريح شوي بالسكن ويمكن بعد بكرا أداوم .
*

يعني بعد بكرا بشوفك .
*

ليه انتا شو عندك بجامعتي ؟؟
*

عندي انتي .
*

علاء عنجد لا تيجي ما فيه داعي .
*

ليه عم تمطي اسمي هيك ، بتعرفي عشانك هيك نادتيني رح أجي وياويلك لو غبتي ، دراسة الصيدلة مو هينه يلا سلام .


هي أبعد ما يكون عن ناصية الخضوع ، هي من خرجت من حشائش الإعتراض ، هي الفتاة التي تأبى إلا الفرار ثم يلتحم صوتها بغته بؤس مع حواف الإنحدار .

أما هو ، فالذي يلعب لا يمل ، ويتنقل كالنحل ولكن أزهاره مختلفة كنوعيته البشرية .


كما يقول المثل بالطول وبالعرض أيضاً تسير بعض الأمور ، ولكن لمَ ؟! أبداً لم تعرف لمَ حياتها تتمشى على قارعة الطريق تنضح طولاً وعرضاً .

ولكن صديقاتها ، أو لا هن لسن صديقات وسأذكر ذلك لاحقاً ، يعرفن أن هناك خلل ، فهذه الفتاة مليئة بالتناقضات والأفكار المعادية والطرق الغريبة التي تؤكد أنها ليست سوية أحياناً كثيرة .

آلاف المنحدارت أحياناً تجبرها على ذلك ، ترميها تحت رصيف الخطايا ، وتحملها على ارتكاب ألف إثم .

فالماضي الذي يلاحق توابعها يتملص بين أوردتها رافضاً إلا أن يكون في الفطرة التي تحولت ، تحولت تماماً .

ولكن مع كل ذلك لا تبرير ، لا دواعي خارقة أو دواعي مخترقة لها ولتصرفاتها ولتعنتها .

ّّّّّّّ


لوحت بالقطنة المبللة لصديقتها وهي تجلس على حافة السور الممتلئ برسومات وكلمات يدونها كل من مر بها تقريباً مشوهاً مظهر الحائط بأكمله ومشوهاً لنفسه بطريقة أو بأخرى ، تقدمت رنا مسرعة شاهقة وهي تقول :


*

رأيته ، حاول مسك يدي ومنعته ، ولكني أحبه ، المرة المقبلة سأسمح له ، لم أحتمل حزن عينيه عندما منعته ، أسيل حقاً علاء يحبني .


ردت بسخرية وهي تحك جبهتها وكأنها تمحص بالأمر :

_ أتظنين ذلك فعلاً ، ألم تقولي لنا أنهم يكذبون علينا ، أنهم مخادعون ، أنهم معسلون الكلام خلف نوايا مخيفة !!


زمت شفتيها مغلقة عينها ونطقت بعد نفس طويل تستجمع به كلماتها الضائعة :

*

أنتِ تعرفين إذاً أني أعرف ذلك عن الشباب ومؤكد تعرفين أنني عرفت أنه مختلف ، صدقاً أسيل هو مختلف ، مختلف جداً .


قاطعتها صارخة :


*

رنـــــا ألف قبلك قالت " إنه مختلف " يكفي غباءً أرجوك .


عادت لتزم شفتيها قائلة :


*

أسيل أنا أعرف كيف هم مخادعون وهو مختلف .


كادت أسيل أن ترد ولكن وصول بقية البنات وسؤال بنيان لرنا أوقفها :


*

من المختلف ؟!!


ردت رنا ببساطة تجعلها تخبر ذلك على الملأ وأمام كل البنات المتواجدات :

*

حبيبي !


التزمن الصديقات ، أو كما قلت هن لسن صديقات ، الصمت ولكن واحدة فقط وهي بنيان التي سألت أضافت بدهشة :

*

حبيبك !!! كيف .


أعطت أسيل نظرة تدل على أنها لا تود كشف الكثير من الأوراق أمام بنيان فسؤالها المتعجب أزعجها :

*

أحببته وأكلمه عبر الانترنت فقط .
*

فقط !!! تتكلمون بماذا ؟؟!


زاد انزعاج رنا وهي ترد :


*

ماذا برأيك ليس عن الأدوية والصيدلة طبعاً عن الحب .


ألقت بنيان على رنا نظرة فيها ألف معنى وتوقفت وهي تضيف قبل أن ترحل :


*

وهل حجابك وصلاتك يشفعان لك التحدث معه ؟!!!


نادتها رنا عندما رأتها تمشي مبتعدة :


_ بنيان أنا لا أصلي ، ثم إني أكلمه عبر الانترنت فقط ، يعني لا حرام بالأمر ، لا يسمع صوتي ولا يعرفني حتى !!!! هل قرؤاءة كلماتي حرام !!!! كأنه يقرأ كتاب ويرد عليه !! حاولي أن تفكري بطرق أخرى .


*

أتدري رنا حبيبتي ، سأرحل الآن ولكن يوماً ما وقريباً جداً سأجلس معك لآخبرك الكثير ، اتفقنا .


ردت رنا بسخرية وهي تنظر للبقية :


*

اتفقنا .


أكملت بنيان طريقها ، بينما رنا التفتت للبقية الصديقات الاتي ابتسمن لها قائلة :


*

مو ناقصني إلا متخلفين يحاسبوني .


ضحك البقية مؤيدين لها ، مع أنهن صديقاتها ولكنهن لسن الصديقات الصدوقات ، مع أن الغريبة تقريباً بنيان كانت أصدق لها ، وستأتي البقية .


رحلت بنيان وهي تردد قوله تعالى ( وما ظلمناهم ولكن كانو أنفسهم يظلمون )


سأخبرك قريباً كيف ذلك يارنا .


ّّّّّ


بعد انتهاء الدوام اليوم الخميس ستعود رنا لبيت أهلها بالعقية ، وتنتظرها الكثير من المفاجآت .




ّّّّ


العقبة


عندما تقام التجهيزات في هذا المنزل فالترتيب يكون بشكل غريب !

فربة المنزل الأم لا تتوقف عن الصراخ ولأتفه سبب وبنتها في العاشرة من عمرها تمارس الأسئلة ذات المغزى الغبي حتى الحزن ، أما ابنها في الثامنة فيواصل نشاطاته الاعتيادية في الشيطنة وتخريب أي شيء يصادفه ، أما هي رنا فتقوم بالترتيبات بشكل سطحي وهي تتأفف ...


حكت السيدة أوشيا طرف أنفها وهي تصرخ برنا قائلة : الفطيرة ستحترق ألم أخبرك أن تخرجيها من الفرن ، بسرعة أخرجيها يا غبية .

بينما سيل كلمات السيدة متواصل تكون رنا قد أخرجت الفطيرة ووضعتها بعيداً عن الفرن وهي تمسح جبينها وتلوي فمها عيناها تنظران للسقف بصبر أيوبي على أمها التي تعدم عقلها عند أي مناسبة ..

*

ماما كيف تلفين الفطيرة بشكل جديلة ؟؟؟

سألت الفتاة ذات العشرة أعوام فردت أمها بعصبية :

*

في مناسبة غير هذه سأناديك يا أسيل لترِ كيف ألف الفطيرة بهذا الشكل .
*

ماما ، هل قدمت دعوة لابن عمتي هيثم ؟؟؟
*

قدمنا دعوة لكل عائلته .
*

ماذا عنه !! قدمتم له دعوة أم لا ؟؟؟!!

تأففت رنا وأجابت هي هذه المرة بصراخ : أسيل ، هل تريدين منا تقديم دعوة لطفل عمره سبع سنين !!!!!!


ّّّّ


غادر المدعون وهم يتمنون لرنا أيام سعيدة وامتداد بالعمر ، فقد أنهت اليوم عامها الواحد والعشرون .

أوشكت صعود الدرج لتهرب من الضجيج والتعب إلى سريرها ، ولكن صوت والدها أوقفها قائلاً : رنا ، ألا تريدين معرفة هديتي !!

*

لا داعي يا أبي ، أعرف أنك نسيت أن تحضر لي هدية ، بكل حال تكفي هدية ماما .
*

لم أنس يا رنا ، يوماً لم أفعل ، تعالي لأخبرك ما هديتك هذا العام ، إنها مختلفة وستفاجئك حتماً .

عادت رنا إلى كرسيها لتجلس عليه وهي تترقب مفاجأة أباها .

*

هل نام كلاً من أسيل ووليد ؟

ردت أمها بهدوء يعكس أن المناسبة والتجهيز لها انتهى أخيـــــــراً : نعم صعدوا لأسرتهم .

*

إذاً ، هل أنتِ مستعدة يا رنا لتسمعي المفاجأة ؟
*

تفضل أبي ، أنا متشوقة جداً .
*

تعلمين أن أمك من يوغسلافيا ! أقصد السيدة أوشيا .
*

أبي ما الفرق بين أمي والسيدة أوشيا .
*

هناك فرق يا عزيزتي وكبير جداً ... لقد تزوجت السيدة أوشيا غصباً عن أهلي ، وخشيت عندما عدت من يوغسلافيا أن يجبرني أحد أهلي على تطليقها ، لذلك اضطررنا أن نظهر لهم وكأن معنا مولود لا يمكن أن يعيش دون أمه وأبيه .
*

هل انتظرتم إذاً حتى حملت بي أمي وأنجبتني ؟؟
*

ذكيه يا رنا ، دوماً أنتِ ذكية ولكننا لم ننتظر ، فالحرب كانت قائمة وبانتظارنا قد نموت وقد تموتين أنتِ أيضاً .

بهت وجه رنا وهي تحاول أن لا تفهم ما قاله أبوها ! أو الذي في مقام أبوها ! تستجدي عقلها ليخونها ، ليتوقف عن أشغاله ، ليتمنع عن التفكير والتحليل .


أضافت أمها أو السيدة أوشيا بعد صمت وأد قلبها : أنقذناك من المكوث في الملجأ والموت الذي حاصر كل يوغسلافيا ، وجئنا بكِ هُنا .


توسعت عيناها بذهول وعقلها يردد كلمه واحدة فقط ( أحقاً !! أحقاً ؟؟ أحقاً ما أسمع )


أكمل والدها أو السيد معين بجدية : أكملت الواحد والعشرين من عمرك ، لا أظننا قادرين على تحمل مصروفك أكثر من ذلك .


يتابع عقلها التحليل بينما فمها الصغير يتوسع أيضاً كما عينيها " أ هذه هديتي ؟! "


*

خاصة وأنكِ تدرسين في تخصص الصيدلة ومصاريفه أكثر من أي تخصص آخر .
*

نعم ونحن غير مسئولين عن المزيد من المصاريف .
*

أعطيناكِ الكثير والكثير حتى الآن ، وأهم ما أعطيناكِ هو الحياة والنجاة من الموت المحتم في يوغسلافيا ، والتخلص من العيش بملجأ أيتام ولقطاء !!

تتوالي كلماتهم عليها ، وروحها لم تعد تميز كل سطر أو جملة ممن تصدر ، أمنه ! أم منها ؟؟ أم صوتهما التحم بصوت واحد وفكرة واحدة وطلب أوحد !

وعقلها لا يفتر عن التفكير " لازلت لا أفهم ما يحدث ، تباً إني أفهم كل شيء ، كل شيء وهذا ما يقتلني ، يمزق أوردتي !

ماذا أفعل الآن ! ما المطلوب مني بالتحديد ؟! "


*

ليس عليك الشكر أو الكلام بأي شيء ، غادري يا رنا ، غادري وحالاً ، فإن بت الليلة هُنا لن تكوني قوية كما لو خرجتِ حالاً واعتمدتِ على نفسك !
*

غادري يا رنا فأنا لست أمك وهذا لم يكن يوماً أباكِ ..


" أ أوحيت لأحدهما أني أريد الشكر أو التحدث ؟! تـــــــباً ، وتباً .... ما الذي يحدث لي ، أي نهار وأي مساء هذا ؟

أأصعد لغرفتي الآن ، أم أخرج جرداء بملابسي التي أرتديها ، بنعلي الذي أنتعله !!

ألا يجب أن أوضب حقيبة ؟!

ما بال عقلي أصابه الخرف مع مقتضيات ما يحدث !

حقيبة وأين سأضعها ، فلأخرج ، فلأخرج ثم سأتصرف ببقية التوافه ، فالأولى أن أعرف أين أذهب بنفسي ، ثم أنظر في أمر حقيبة تجمع ملابسي !!!


نظرت إليهم ، لم أكن أراهم ولكن عيناي تنتقل بينهما بين أمي وأبي أو بين السيد معين والسيدة أوشيا !!

ثم التفت موليه إلى باب المنزل وفتحته لأخرج منه وأقفله دوني !


ّّّّ


ما أن أقفلت الباب بعدها حتى التفت له ، تنظر إليه ، وكأنها تتمنى لو يفتحونه ويخبرونها أن ما صار خدعة أو مزحة من العيار الثقيل !

أطالت وقفتها وبالها يتساءل ما بهم ألن يفتحوه ، أيطردونني من منزلي ، من مأواي !!

وبأي سبب ؟؟؟


لم تشعر بقدميها حين انزاحتا عن عتبه الباب أخيراً لتغادرا هذا المنزل ، ولكنها هذه المرة ستغادره للأبد !

مشت طويلاً ، دون أن تشعر بشيء ، ودون أن تبكي ، ودون أن تعيد حسبة الأمور في رأسها ، ودون أن تخطط لوجهة تمشي لها !! فلمن تذهب ؟؟؟

ألابن عمتها ! هو ليس ابن عمتها ، لن يتزوجها بعد ما صار ، قطعاً لن يفعل !

أتذهب لأبواها في يوغسلافيا !!

كيف تجدهما ؟؟

أهما على قيد الحياة !

لا تعرف شيئاً ، لم تعد حتى تفهم شيئاً ، تود فقط لو تعود لمنزلها ، أو للمنزل الذي عاشت به سنين لتسأل الأبوين اللذان أديا الدور لسنين ، لتسألهم آلاف الأسئلة ، هناك الكثير لتسأله !!

فهي تشعر بخيانة وجهل وغرابة ، لمَ صار ذلك ؟ ولمَ فعلوا ذلك ؟ ولمَ هي بالذات ، ومن أبواها الحقيقين ؟؟؟

وماذا تفعل بنفسها الآن ؟؟


لا بد أن تحادث علاء ، هو الوحيد الذي تستطيع اللجوء له ، هو دون سواه ، هو حبيبها ، من تحبه ويحبها وتخاف عليه ويخاف عليها ..

ولكنها لا تحمل معها ولا حتى هاتفها النقال ، ومؤكد لا يوجد بالجوار وفي هذه الساعة أي هاتف لتحادثه منه ، بكل حال هي لا تحفظ رقمه أصلاً !

وجدت قدماها تقودانها باتجاه عمان ، ولكن هناك أربعمائة كيلو على الأقل تحتاج لأيام حتى تصل هناك على قدميها !

الساعة الثانية عشر مساءً ، كيف تجد سيارة أجرة ، لا يهم ، لن تجد ، ولا تملك نقود لتنقد السائق حتى !


على الأقل لو كانت في عمان لمرت بها السيارات فهي مدينة تظل حتى هذه الساعة ساهرة ولكن هُنا !!


عند الإشارة الجرداء إلا منها ، عرفت كيف تكون دموع الذل ، وعرفت كيف يشعر المشردون ، وعرفت أن أكبر حق على الأبناء على والديهم النسب ، فالآن هي مجهولة النسب بشكل أو بآخر ، الآن هي لا تعرف إن كانت لقيطة أم يتيمة أم ماذا .

الآن هي توازي تشرد آلاف الفلسطنين والعراقين عن بلدانهم ، ولكنها متشردة عن بلادها وعن أهلها ، الآن فقط أحست أن الأردن لا تتسع لها وهي غريبة فيها أو هي غريبة عنا .


أتدرونت ماذا !!!؟ أبكاني النص ، ولكن عدت بمخيلتي إلى أنها رغم كل ما عرفت تواً إلا أنها غفلت عن الكثير . >> خارج عن النص .

ّّّّّ

في الطريق بين العقبة وعمان


عند نهاية شهر شباط ، في آخر يوم منه ، الثامن والعشرون !

نام جفنها بعد أن توقف سيل الأمطار وانجراف دموعها ...

نامت تفترش بلاط الشارع وتلتحف غطاء السماء ..

نامت أرضاً ولديها أمين وأبين !

في قلب الأردن أبوان وفي قلب يوغسلافيا أبوان ....

تستغيث الطريق المعبأ بدخان البرد ، وتبكي الحلم الذي لم يكمل التفافه بعد .

غفت عينها ، ذليلة ، مهانة ، باكية .


،،،،،،


أتمى لكم القراءة بمتعة منقطعة النظير ،،


محبتكم ،، لأني أحبك





ice princess 08-01-10 04:39 PM

بدأتي بضحكة جوفاء من أصدقاء غير أصدقاء..
مرورا بأغنية ..
دون أن ننسى أجمل عنصر في أي قصة ..
علاء ..
يالها من مفاجأة !
كبرت الطفلة المجهولة بالنسبة لي ..إلى شابة اسمها رنا !
فتاة أردنية ..طبيعية ..لديها أم وأب يتصرفان كأم وأب ..
لكنها لا تنطق الراء بشكل صحيح !
أهناك خلل فيها يتجاوز خلل حروفها؟
والحب هل هو "مختلف "كما تظن رنا ؟وكما لا تظن بنيان ؟
حبيب "مختلف" هل يوجد رجل يحب بشكل "مختلف" ؟
شوقتني لرؤية علاء..هل هو "مختلف " ؟>>>> لقد اثارته مط حروف أسمه !
أم سيكون هو من يشعل السيجارة ويسحقها بقدمه ؟
بدأت رنا تشبه السيجارة أكثر وأكثر ..
أخذها معين وأوشيا لأسباب أنانية وحرماها من أبويها ..
وحين انتفت الحاجة وأصبحت مصاريف الصيدلة "مكلفة " ..
رميا السيجارة وسحقاها بقدميهما ..
هنا أثار عجبني سرعة تخلصهما من الطفلة التي ربياها أكثر من عشرين سنة !ألا توجد عاطفة في قلبيهما للطفلة ؟
لقد أعجتني وصفك تخدر تفكير رنا ..في موقف كهذا سأشعر وكأني في حلم ..وأشعر بتخدر أطرافي وتفكيري ..
يالقسوة معين وأوشيا !
هدية عيد ميلادها هي طردها من البيت ؟
وهدية مختلفة وستفرحها حتما ؟
ياإلهي شعور صدمتي يتجاوز شعور صدمة رنا بقسوتهما !!
أضيف أني توقعت أن الحوار بينهما يكون أطول وأكثر واقعية يا عزيزتي" لأني أحبك "..
نقاش ..أسئلة منها وأجوبة منهما ..أسباب أخذهما لها ..ورميهما لها بمشاعر
..مشاعر ..توتر ..دموع ..صراخ !
لو أتى أبوك وأمك وقالوا لك أخرجي من بيتنا أنت لست أبنتنا ومصاريف دراستك مكلفة ؟
هل ستخرجين من البيت من دون كلمة ؟صراخ ؟دموع ؟توسل أن تبقي ؟توسل أن تفهمي ؟
ربما عليك أن تزيدي التوتر بالموقف !
ربما لو تتناولي معين وأوشيا وشعور الندم يتأكلهما ..
أليسا بشر؟ ويملكان ضمير ؟
لكن قد يكون ضميرهما متحجر ..
...
كم أتشوق لرحلة رنا نحو المجهول !
لن أحب ان أكون مكانها حتما ..لكن كقارئ أتشوق لرؤية منطقها ونضجها يظهران في موقف كهذا ..
ليتك يا عزيزتي أعطيتي رنا ردة فعل أعنف من مجرد صمت مستسلم وخروج من المنزل بهدوء !
هل هذا يعود إلى الخلل فيها الذي لمحتي إليه ؟أنها مليئة بالتناقضات والأفكار الغربية وأنها غير سوية ؟
غير سوية !
أنت في تقدم مستمر يا عزيزتي ..وبدأت تدخلين أعماق النفس الإنسانية التي برعتي فيه شفهيا وها أنت تبرعين فيه كتابيا !!
أحب قلمك ..واللون الأخضر الذي تختارينه ..أحب مزجك العامي والفصحى ..
أحب تداخلاتك الخارجة عن النص !!
أختك مي

بوح قلم 10-01-10 07:17 AM

تسلمين حبيبتي عالبارت:flowers2:

وتستمر دوامة الحياة.. لتاخذنا معها عبر الزمن.. وتمضي السنين.. لتبدا بدايه النهاية.. نهاية لقصة فتاة عاشت وسط عائلتها.. بل وكانت هي ثمرة تلك العاءلة.. لتكتشف انها مجرد خطة.. ضحية.. ويجرفها سيل الاحزان.. ولكن اين سترسي سفينة احلامها المحطمة.. وهل من ميناء لها بعد ان رماها من كانت تعتقد انهم اقرب الناس لها

معين واوشيا

وتستمر قافلة الخطايا بالمضي.. لقاكما كان غلطة.. توجتماها بالزواج.. وسفركما ترك خلفه غلطة اخرى.. وكبرتما وكبرت معكماالخطايا


نترياج حبيبتي

لا تطولين:flowers2:

صمـــ الجروح ـت 12-01-10 08:18 PM

البدايه راااااااااااائعه جدا
لي عوده لتعليق بعد القراءة

لأني أحبك 28-02-10 05:03 PM

الغالية أسرتني عينيك ،،

لطالما أحببت أسئلتك بطريقتها المعكوسة التي تحوي سؤال وجواب في بعض الأحيان ، وترمي كثيراً لأبعد نقطه وإن اقتربت .
الأسئلة التحليلية هذه المرة أبهرتني ، حتى و صلت للسؤال الذي لا يخص أبطالي بل بخص قلمي بشكل خاص .

لمَ قصر الحوار ؟! ولمَ ردة الفعل ضعيفة ؟!

قد تكونين من أجابني مسبقاً ، فالتخدر الذي أصابها من هول المفاجئة وقوة الموقف وجدية الأبوين مع الترسبات الأزلية بأن شيء لم يكن حقيقي في حياتها أوضحته في خطابها مع صديقاتها حيث صرخت بهن هل عندكن شك أني أردنية !!!!!!؟

نعم هي غير سوية !
ولكن ليس هذا ما جعلها تغادر موليه ، لأن كونها كذلك هي لا يهمها ، وهي ستفعل المزيد من التصرفات الغير طبيعية اتجاه الأبوين الأردنين وبطرق غير متوقعه فهي بالنهاية غير سوية !

تعرفين أحب احضار الجديد قبل القديم ، لذا تريثي ، فكم يستهوني صدمة الموقف بلا تحليل له وتوسع عين القارئ في الصدمة الجديدة دون معرفته الماضي القديم .

لكِ مني الود والاحترام ،، لأني أحبك

لأني أحبك 28-02-10 05:48 PM

غاليتي بوح قلم ،،

قلمك الرنان يترك في نفسي صدى آخر لمعاني حروفي ، كلماتك تزرع فيني حبور مصحوب برضا عن أن حديثي الغامض هناك عيون تفهمه .

شكراً لعبق حضورك المميز .

أختك ،، لأني أحبك

لأني أحبك 28-02-10 05:50 PM

غاليتي صمت الجروح ،،

أنرت المكان ، أنتظر تعليقك .

أختك ،، لأني أحبك

لأني أحبك 28-02-10 05:51 PM


ترقبوا الجديد في هذه الليلة وهذا التاريخ الغريب الذي صادف فيه نوم بطلتي طريحة الشارع مهانة تلتحف السماء

أخر يوم في هذا الشهر

28\2\2010

مجبتكم ،، لأني أحبك

لأني أحبك 28-02-10 10:15 PM

السلام عليكم ورحمة الله

أتيت إليكم حافية مسرعة بملء يدي جزءٌ فاض بي ، فتفضلوه كما هو .

تذكروا لازلنا في المرحلة الثانية


.
.
.

قربد

في ليلة الثامن والعشرون من شهر شباط استفاقت فزعة ، رأت نفسها مسجونة في قفص عصفور ، ولكن كيف اتساع لها !!!!! يا لعقلها البالي بماذا تفكر الآن ، نظرت حولها وتأكدت تماماً أنها طليقة ، طليقة وحرة إلى درجة الأختناق . لا أحد حولها طريحة الأرض نائمة ، وحيدة كانت نائمة ! أين الذئاب عنها والكلاب الضالة !! أين متسولي الخطيئة عن جسدها الملقى بالشارع !!

تحركت مسرعة ثم وبخت نفسها !! ولمَ السرعة ؟ لا ينتظرها شيء ، بل إن كل شيء توقف كما توقفت الآن مكعبات حياتها عن الدوران .

أين تذهب وكيف تتصرف بلا نقود ولا مأوى ولا أهل ولا شيء !!!

ستستغل العتمة والسكون وتقطع أميال لا بد منها أن تقطعها حتى تصل عمان ، يجب أن تغادر العقبة ، لا عيش لها فيها ، لا عيش لها هُنا بعد اليوم .

مشت بتوتر وخوف وعقلها حتى اللحظة يستذكر أحداث الساعات القليلة التي مضت !! أباها طردها وأمها تجردت منها !! وهي خرجت موليه بكل بساطة !!!

تذكرت غباءها وانتظارها خلف الباب ، تذكرت أملها بأن يفتحوا الباب ويخبرونها أنها مزحة !!


تراكم الإحباط داخلها وتوطن أكثر وهي تسرع بخطاها المتوترة وكلمة الغبن تتردد داخلها كالطنين .


تشعر أنها غُبنت ! عاشت ربع قرن مع أهل ليسوا أهلها !! وعندما قرروا أن يعطوها الحقيقة قرروا ذلك بأبشع طريقة ، وطردوها وسحبوا منها حق اكتمال الحقيقة !!

شعرت لوهله أنها عالة عليهم !

أن لسانها خُرس !!

وأنها تود الهرب !!


ولكن بواقي الأمل الغبية سيطرت عليها وألجمتها بانتظار أن ينكروا كل ما قيل !!


ولكن أحداً لم ينكر ، وأحداً لم يتوانى عن اضافة جرعات تعذيبها !!


خرجت دون حرف !! خرجت مغبونه ! مطرودة ! بحقيقة ناقصة جوانبها !!


فأي يوم ستصلني البقية !!


سترى يا معين يا من كنت يوماً أباً لي ، لن أصمت !! سأعرف كيف أصل لك ، سأعرف كيف أصل لمعلوماتك أيها النذل !!

صوت صرير ناثر كل أفكارها بعيداً ، التفتت برهبة لتجد شاحنة نقل ضخمة تعبر الطريق ببطء ، أمل ممزوج برهبة وخوف صيطر عليها ولكنها بلا شعور أشارت للسائق ليتوقف .


توقف السائق بالطبع فالساعة بيده تشير للرابعة صباحاً !!!




- فيه حدا بيتمشى هالوقت وبهالمكان !!


- شايفني بتمشى !! أنا مقطوعة لوين رايح انتا ؟؟؟!!


- بدي أوصل عمان وقربد !!


- فيك توصلني على عمان ؟؟


- ليه ؟


- والله اني مقطوعة بآخر هالليل ، ساعدني .


- خايف تبليني ببلوة ! وين أهلك عنك ؟!!


- الله يخليك بس وصلني وبعدين ما راح تشوف وشي أبداً ولا راح أسوي شي


- اركبي خلصينا .


دخان السائق أوشك على خنقي تماماً فهو مصحوب بدخان هذه الراكبة الأسود اللعين .


ما أن ركبت بالكرسي الأمامي الوحيد حتى انتابني خوف فظيع !! ماذا لو هو أذاني ؟! كيف أحمي نفسي منه !! ما أغباني !!! الرجل خاف مني وأنا لم أفكر بالخوف منه !!!


اختلست النظر إليه ، كان يقود المقود الكبير بكسل وعيناه نصف مغمضتين وما أن حرك يده حتى حبست أنفاسي ولكني أطلقتها فوراً بعد أن رأيته يشغل مذياعه على أغنية قديمة جداً لا أعرف من يغنيها ولا أذكر كلماتها .

.


.


.


عمان


قايضته على السعر !

ولكنه أبى إلا أن يأخذ أجر ايصاله لي !!!!!!!!! حلفت له أني مقطوعة ولا أملك فلساً واحداً وأخيراً رضخ لي وأعطاني رقم هاتف وقال لي عندما تملكين مال اتصلي بهذا الرقم لأوافيك فلي عندك عشرة دنانير على الأقل !!!


دعوت في سري عليه وأنا آخذ الورقة وأهز رأسي ، أين النخوة والشجاعة !! أخبرته أني مقطوعة ! ثم إنه لا يعمل بسيارة أجرة !! أيريد أن يتكسب من فتاة مقطوعة !!!


ما بال الأردن تطبق خناقها علي بشدة !

أشعر أني أود الفرار إلى يوغسلافيا بأسرع وقت !! ولكن كيف ؟؟؟


ها أنا الآن في عمان ولكن ما خطوتي التالية !!!؟؟


.

.

.



قربد



عندما تنظر إلى ابنتها لا تشعر كما بقية الأمهات ، فهي الخليط بين الكُره والشفقة والحب المدفون بين جنباتها ، ابنتها أسيل وبِكرها ، تنظر إليها متشككة ابنه من هي ؟؟؟ أ ابنه معين أم وسام ؟؟؟

يتردد دوماً صدى هذا السؤال في أمعاء ابنتها المتبناة رنا ، ولكنه اليوم يزورها بعد أن شطبت رنا على أسمائهم بخط أحمر .


أتشكك فيكِ ابنتي أسيل ، أراك حيناً بِكُره ، ثم يطوق عيني حب غريب لك !! أود الانتقام منك لأنتقم منه ، وأود حمايتك لأتمسك بأشلاء معين !! فابنته الأولى متبناة والثانية غُبن فيها !! غبنت أباك وخدعته ، وهو يظُنك ابنته ، ولكنك حتى لو أنك ابنه وسام اللعين ، أجزم أن لك من كروموسومات معين الخبيث ، فهو يقحم نفسه في كل شيء ، منذ أن رأيته في البار ذات يوم حزين لرسوبه .


*

ماما جارتنا أم خالد أتت وأدخلتها إلى الصالة و أخبرتها إنك بالمطبخ تحضرين الشاي .


لا تتواني عن كلماتها وغباءها هذه الأسيل ، إنها ابنتهم معاً .


خرجت لأم خالد وبيدي قدح شاي واحد ناولته لها بنظرة كسلى وتمتم فمي دون شعور :




- أي رياح ألقتك في صالتي الآن ؟


رفعت حاجبها ولوت فمها تجيبني :




- إنها رياح وسام !! رأيت أسيل تلعب في الشارع وأيقنت تواً أنها ابنته .


- اخرسي يا امرأة ، أخرسي فمك اللعين .


- أتوق يا أوشيا أن أرى وجه معين وهو ينقل عينيه بين أسيل ووسام .


- اللعنه عليك ، اخرجي من بيتي ، اخرجي إنها ابنته ! ابنه معين ، اخرجي .


- بيتك !!! هه ستطردين منه يوماً ، وموعدك قريب .


خرجت اللئيمة وهي تلقي آخر كلماتها في أذني ، صُمت أذناي وأغشيت عيناي ، لا أريد المزيد فالحياة كلها أوشكت الفرار مني !! لم أعاشر سواه !! كانت أخطائي قليلة منذ وصولي الأردن ، اقتصرتها في رجل واحد لمدة سنتين ، ثم اقتصرتها مكالمات مع بضعة رجال ومواعيد لا تصل المعاشرة !!


ولكنها ابنته ، ابنتهم الاثنين !! ووليد ابنه وحده ! ابن معين فقط ، ولم يشترك به وسام ! ألا يكفي هذا !!


علمتني الحياة ألف مسرب ! ولكنهم الآن فُرادى وهلكى !!

أفردوني بتفردهم !! وأهلكوني بهلاكهم !

أود منذ هذه اللحظة أن أتوقف عن ممارسة الحياة ،، فهي من ذلتني ! لها ذلتني وأهانتني أيضاً دون توقف ولا تواني ولا رحمة !

آمل أن أبتعد ، أبتعد دون عودة ! أن أتفرد بوحدتي ، أن لا أرى من ساندوني دون مساهمة في هلاكي !


ماذا يفيد ندمي !!

تأخر ندمك يا أوشيا ! فات الآوان وصار طريق العودة محال !

أود كآخر أمنية أن أعود ليوغسلافيا ! وأكفر خطيأتي بحبس انفرادي واختياري .


.


.


.


الأمنيات قليلاً جداً ما تحقق ، لكِ هذا الحديث أوشيا ورنا أيضاً .



.

.

.


عمان


غسلت جسدها بسرعة ونشفته بفوطة صغيرة ارتدت بنطلون جينز مع قميص أبيض يصل إلى ردفيها وربطت حجابها الأبيض بعد أن وضعت ما يثبت شعرها كأسنمة اليخت !


خرجت مسرعة من سكن الطالبات تقتادها قدماها إلى الجامعة !! يجب أن تقابل علاء !! لا تجد رقمه وتتمنى أن يوافيها اليوم بالجامعة ، فالأبوين الأخرقين اختارا توقيت لعين لطردها ! فالشهر في نهايته والسكن والجامعة إن لم تتدارك الأمر ستطرد منهما .


يجب أن تستشير حبيبها علاء وأن تجد عملاً خلال يومين !! الجامعة قد تنتظرها لشهر ولكن السكن لن ينتظر فأين مأواها !!!!!


تمشت بين الأشجار الكثيفة تبحث عنه ، ابيضت عيناها خوفاً وهي تشعر أنها اليوم دوناً عن الأيام لن تجده !!!




- رنـــا .


تلفتت حولها بلهفة لتسمع المزيد من هذا الصوت .




- أنا هنا ، أنا بنيان ، رنـــا انتظرتك طويلاً أريد أن أخبرك ….........

!ّّّّّ


خيبة الأمل زرعت في وجهها وهي ترى أن من ناداها لم تكن سوى بنيان !!! تباً لها ، أين أنت يا علاء ، قاطعتها بحدة :




- بنيان رجاءً لا وقت لدي لأسمع أي شيء أنا في ورطة ، اغربي عني !!


- في ورطة ، سأحاول مساعدتك رنــــا …..................


قطعت كلمتها قبل أن تتعدى فمها بينما رنــا غادرتها بسرعة ورأسها لا يفتأ يتلفت بلهفة ولكن الاحباط عاودها بشدة والأمل يغادرها من ايجاد علاء اليوم !!!


خرجت من الجامعة مسرعة وهي تريد التباطؤ !! تريد أن تفكر لوهله كيف تتصرف ؟؟ ومن تسأل ؟ وأين علاء ؟؟ لم تحضر أي محاضرة لهذا اليوم ، ولكنها معتادة على ذلك فهي لا تحضر محاضراتها وتثبت وجودها بالاختبارات التي تقدمها بمهارة ، فهي تدرس وحيدة في سكنها بشكل جنوني .


سوف تتصرف دون مساعدة من علاء !! اعتادت الاعتماد على ذاتها ولا غريب بالأمر ! ستشتري صحيفة المبوبة وتبحث فيها عن عمل وتتصل بالأرقام فوراً أو تذهب للعناوين على قدميها .


.

.

.


يوغسلافيا


البرد القارص يزيد الرعب المتمسك بها !! تحاول سماع كلمات زوجها لكن دون جدوى !

تشعر من فرط الرعب أنها حقاً تود التخلص منه ، فوق طاقتها ، فوق طاقتها بكثير هذا الرعب !!

تريد التخلي عنه حتى لو تخلت معه على سببه وهو الخوف على ابنتها !!!



- لم تعد زوجي !! أنت لست زوجي !! أنت خائن كاذب !! بسببك فقدت ابنتي !! أنت حرمتني منها ، يوماً لن أسامحك ، اخرج من هنا .


دفن يده خلف رقبته وعيناه المطعوجتان هماً أغمضهما تماماً وهو يزفر بضيق ثم ما فتأ فتح عينيه وهو يهمس بوجع :




- صوفيا ، إنها ابنتي كذلك ، كنت أحاول حمايتها !


- عشورن عاماً !!!!! والملجأ تهدم !!! أخذتها بيدك إلى الموت !! وأنا طاوعتك ، اخرج يا رشاد لا أريد رؤيتك ولا تحاول العودة هُنا مرة أخرى بحجة أني زوجتك !!!


- صوفيا ارحمي ضعفي ! صوفيا أنا أبوها وقطعاً لم أرد ايذائها !


- رشاد أنت لست أباً ولست زوجي منذ اختفاؤها .

تهدج صوتها باكية والرعب يتفاقم وهي ترى وجهه كأنه مجرم :



- رشاد أشعر بها تتعذب الآن !!! أين ابنتي يا رشاد أين هي !!!؟؟؟؟


فاضت عيناه دمعاً وهو يقرر أخيراً الخروج من مضجع زوجته الذي لازمته سنوات طوال !


غريب أمر الضعفاء ، فهم لا يستسلمون إلا لو تحققت رغبتهم ، فرشاد خرج بعد أن شكت له زوجته عذابها !

وهي لم تنطق باستسلام إلا بعد أن رأت مقلته ملأها الدمع .


.

.

.


عمان


انتهى نهارها دون أي تقدم وكأن البلد لم يعد فيها مقعداً شاغراً لها !!

تذكرت آخر مقابلة لها مع مدير شؤون الموظفين في شركة الحسابات البنكية ، تذكرت نظراته الحقيرة الدنيئة ، خرجت موليه مسرعة من الباب دون أن تزيد حرفاً كان يريد منها أن تعمل ولكن غرضه الخفي جبرها أن تخرج هاربة !

كانت ترى فيه أوشيا اللعينة !! التي مارست أمومتها عليها لأعوام !!

تحملت تلك الأم كثيراً !! انزاح ثقل خطاياها عني !! كانت تشتت نظري وتضعف نفسي وتنمي الخوف بداخلي !!!


ليتك ما جعلتني ابنه لكِ !!

أكرهك يا أوشيا ، أكرهك جداً !!

وفخورة أنا أني اعترفت أخيراً بهذا السر لنفسي !!

فخورة أنكِ ما عدت أمي !!

المدير الذي قابلته اليوم هو أنتِ وأنتِ هو !!

أنتما عملة واحدة !! أكرهها وأتمنى زوالها من وجهي للأبد ..


غفت هذه الليلة بأمل بسيط رسمت فيه عملاً ستصل إليه بالغد ويداً باردة ستطفئ غليلها ، كانت يد علاء !


مغفلة أنتِ يا حبيبة علاء ، مفغلة وأنا أكرهك >> خارج عن النص .


.

.

.


عمان


أصبحت باكرة على صوت تحركات صديقاتها وهن يحشون شعورهن ويجهزن أمورهن قبل انطلاقهن للجامعة .

تسللت إلى غرفة احداهن بعد أن خرجت !! كانت الثقة تربط بين الصديقات الغير صدوقات ، يتركن غرفهن مفتوحة لبعضهن بحرية تامة ! حتى أن بعضهن يملكن أرقام خزنة البعض الآخر .

تسللت بخفة إلى الغرفة وتلفتت فيها براحة طبيعية جداً ، فتحت الدرج الصغير في أقصى الدولاب وأخذت طقم من الملابس الداخلية وحشرته داخل معطفها الشتوي وخرجت مغلقة الباب خلفها ببساطة عائدة إلى غرفتها لتطوي الطقم بعناية ثم تخبأه داخل أكثر من كيس أسود ثم ترفعه فوق الدولاب .


ثم خرجت من غرفتها ثم من سكن الطالبات بأكمله متوجهة إلى الجامعة .


حالفها الحظ ووجدته وكانت العلاقة قد آن قطافها حقاً بالنسبة لعلاء ! فكرة البيسبول لا تحتاج إلا بعض لمسات الآن فقط .


منذ أن وقعت عيناها عليه حتى غض طرفها بخجل مفاجئ افتراضي له خاصة .

توسعت ابتسامته وهو يراها بشوق ويهمس :




- أخيراً ، اشتقتك جداً يومين لم أرك .


- وأسوأ يومين يا علاء ، أسوأ يومين يا حبيبي .


كان قد تهدج صوتها بآخر كلمة وتجمعت دموع سريعة في عينيها ومدت يدها في محاولة أولى لها أن تمسك هي يده !!

رفع حاجبه بدهشة ولكن لم يفته الأمر ، تابع معها بسهولة الأمر ووضع يده الأخرى على كتفها يطبطب عليه وهو يهمس بخفوت :




- ما الذي جرى لك حبيبتي !! هل أصابك مكروه ؟؟!! هل أنت بخير .


لمست فيه الدفئ والخوف والحنان ، وهذا ما تحتاجه هذه اللحظة حتى لو كان تمثيلاً منه أو مأرباً !

اقتربت منه أكثر بحركات غير إرادية حتى كادت تحضنه وهو يتابع حركاتها ويجاريها وينتفض الرعب في عينيه عليها جزافاً ، أخذها معه بسرعة متعمقاً إلى آخر شجرة في الحرم الجامعي الكبير . أجلسها تحت شجرة الصنوبر الضخمة وهو يجلس بجانبها محيطاً كتفها بيديه .




- اهدأي صغيرتي ، اهدئي .


تهدج صوتها أكثر ثم شهقت وهي تنطق :




- علاء أنا في ورطة ، علاء لا أعرف كيف أتصرف علاء …...........


- صه ، اهدئي قليلاً والتقطي أنفاسك ، اهدأي وسأفهم بعد قليل كل شيء .


دفنت وجهها في صدره تمسح دموعها في قميصه ، لم تجد سواه معزياً لها !! عاطفاً عليها ! واقفاً بجانبها .


هكذا هو الانسان ، بضعفه يحتاج من يسند له عوناً ، ولكنه دوماً لا يختار المعين الصحيح ! ودوماً ضعيف بدرجة تُغمض عينيه عن قوة الله >>> خارج عن النص .


.

.

.


لم يأخذ المدخن إلا نفساً واحداُ من سيجارته ، فمتى يحرقها ويدوسها ، أشتاق ذاك اليوم .


ترقبوا القادم


أتمنى لكم قراءة منقطعة النظير


محبتكم ،، لأني أحبك


لأني أحبك 28-02-10 10:46 PM


ترقبوا في الجزء القادم :

- البارات الليلية هي الوحيدة التي تعطيني أجراً عالياً وتتناسب مع مواعيد جامعتي .

- ماذا عن عذريتك ؟؟؟؟ سأكون أو قاطف لها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

\
/

محبتكم ،، لأني أحبك

بوح قلم 03-03-10 06:39 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اعتقد ان موعد تصفيه الحسابات والاحساس بالذنب اقترب للبعض في الوقت الذي بدات فيه دوامه الحياة بجرف الاخرين...

نترياج فديتج

لأني أحبك 05-03-10 10:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2194057)
تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اعتقد ان موعد تصفيه الحسابات والاحساس بالذنب اقترب للبعض في الوقت الذي بدات فيه دوامه الحياة بجرف الاخرين...

نترياج فديتج


غاليتي بــوح القلم ،،

مدينة أنا لك بحضورك في زخم غياب الجميع >> وأيضاً الفيس راعي الورود

وأعتقد أنك تقرأين حقاً ما أكتب تقرأين خلف السطور وتفهمين المعاني الخفية التي تختبئ بقلمي ذو الكتابة الرمزية ، وتكفيني قارئة كأنتِ .

كان ردك بسطرين ولكن عميق بحيث فسر المضمون .

شكراً من القلب للقلب ،

انتظري البقية يوم الثلاثاء إن شاء الله :friends:

لأني أحبك 09-03-10 08:50 PM

غاليتي بوح القلم كما وعدتك ها أنا قادمة بنهاية المرحلة الثانية مخصوصاً لكِ أنت . واهداء لكِ أنتِ .


تفضلي وكل القراء .

تابعوني أعزائي

لأني أحبك 09-03-10 09:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله

ها أنا محملة بالجديد ، وهو نهاية المرحلة الثانية :mo2:


يسعدني حقاً أني أنهيت مرحلتين وتبقى ثلاث فقط ، فالقصة بطبيعة الحال ليس طويلة جداً ، بل هي فكرة وددت ايصالها وحقائق عاينتها .

تفضلوا أحبائي ، إلى بوح القلم في المقام الأول ، وإلى بقية القراء الذين أنتظرهم بشغف وآرائهم .



عمان


أخبرته بكل التفاصيل وكانت تشهق بين كلماتها ، أخبرته أنها رفضت وهربت من العمل الذي وجدته أخيراً لأن رب العمل كانت له أغراض خفية لم تعجبها .
كان جلياً له ضعفها بهذه اللحظات ، كان يرى أن كل ما أخبرته به من تفاصيل أيامها القليلة التي مرت تصرفت بطبيعية غريبة ولا مبالاة أحياناً وتظاهر بالقوة حيناً آخر ، ولكنه الآن يعرف جيداً أنها ضعيفة ، ضعيفة بجرعات متزايدة مخزنة من أيام بداخلها .

ويعرف أنها انهارت بشكل كبير ، وحصونها التي أبت إلا بنائها تتهدم في لحظة سؤال منه .

لم يحتج منه الأمر إلا أن يسألها برد فعل طبيعي " ما الذي جرى لكِ ؟ " قد تكون مكانته داخلها ساعدته أيضاً .

إنه اليوم يصل لمبتغاه ! هذا الذي أراده أن تضعف تحت أي ظرفٍ كان ! إنها الضربة التي انتظرها طويلاً أملاً أن يحين قطافها ، ولكن الأمر الغريب أنه لا يشعر الآن بذلك ، بل ينازع في نفسه هذه الأفكار ، وكأنه بات يرفضها !!

لا يريد بهذه اللحظة أن يستغلها ، ولا يريد مغافلتها ، ومنازعتها في رغبتها ، لا يريد أن يكون سبباً في زراعة المزيد من الأسى فيها ، أن يكون مع الجميع ضدها .

أيعقل بعد كل الوقت الذي ظل يرتجي هذا اليوم وينتظره ؟؟!! يشعر أنه لن يخذل من لجأت إليه وشكت له ، أيعقل أن يكون هذا داخلك يا علاء ؟؟!!

ّ*ّّ

عمان

حلقت أفكارها قبل أن تغفو هذه الليلة في الحياة التي قضتها في منزل لم يعد لها ! ولم يكن لها يوماً ، كانت محطة سريعة عبرت خلالها بسرعة أيضاً دون أن تشعر بالأيام ودون أن تشعر بهذه العائلة .

وما أن غفت حتى زار كابوسها يومُ مستعرة نيرانه ، مطفأة أنواره !

كانت تسمع الصراخ الحاد الذي أصم أذنيها ، ثم تسمع أصوات زجاج يتكسر ، ثم تشعر وكأن أحداً يبطش ويضرب الآخر !!

ثم ترى في نفس المنام امرأة تقبل رجلاً وتحتضنه في السرير ! وطفلة تنظر إليهما بخوف باكية ، تنتظر الرجل حتى يرحل لترحل هي إلى حضن نفس المرأة !

ثم يزور حلمها أطفال يلعبون ويمرحون وهي مربوطة قدماها ، لا تستطيع اللعب .


استيقظت فزعة من نومها وهي تصرخ بخفوت ، حتى تساقطت دمعاتها متوالية بحزن ، وضيق شديد ، تشعر أن كابوسها يُعاد ! وحلمها الخرافي يزاول حرفته بالتوالي !

الساعة الرابعة فجراً ولكن لم يهمها هذا بقدر اهتماهها بضيقها وحزنها الشديدين ، اتصلت بعلاء وانتظرته حتى يجيب ، ولم يخب أملها حين أجابها بصوت هامس :

- رنا ألم تنامي بعد ؟؟؟!!
- علاء رأيتهم وكأنهم كابوس !! كابوس مزعج يا علاء مزعج …...

تناثرت كلماتها وهي تشهق بدموعها التي صارت سهلة هذه الأيام وهو يجيبها بقلق حقيقي :

- من هم الذين رأيتهم يا رنا ؟؟!!
- أوشيا ومعين ، أمي وأبي الكذبيين !! إنها تعذبني يا علاء تعذبني ، أمي تعذبني !!
- اهدأي حبيبتي ، لمَ تعذبك ؟!!
- لأنها …...... لأنها ….. علاء تعال اليوم إلى جامعتي أريد رؤيتك ، وداعا .

أغلقت هاتفها واجله تنظر حولها لتتأكد أن أحداً لم يسمعها !! أن أحداً لم يقرأ أفكارها !!

ستفضح أمها ونفسها !! ولكنها هي كذلك !! ولم تعد أمها بعد اليوم ، لا أريدها أمي بعد اليوم ..

سبحت أفكارها إلى ما يبعد عنها بثلاثة عشر سنة ، حيث جلست والدتها التي تبنتها في مقعد أثيري وهي ترتدي ملابس قصيرة وتضحك بشدة مع من يكلمها على الهاتف ، ثم أغلقته فجأة وذهبت للباب تفتحه ، دخل الرجل إلى ذات الحجرة وجلس مع والدتها وقبلها واحتضنها حتى توارات هي هاربة بين خطواتها الحزينة !!

توالي المشهد حتى تجاوزت الثمان سنوات !! كان يتكرر أمامها ببساطة وهي تنظر إليه دون أن يصل لعقلها الصغير مغزى ما ، حتى اعتادت الأمر .

لتسأل أباها بالتبني ذات مساء ببساطة زرعت بين حروفها الندية :

- بابا لمَ تنام ماما معك ومع الرجل الطويل ولا تنام بجانبي ؟؟!

الكدمات في جسدها الصغير بعد هذه الكلمات لازمتها طويلاً فأمها وأباها بالتبني ضربوا جسدها الصغير بوحشية يفرغون شحناتهم المعادية لأحدهما الآخر في عقابها الغير مجزي !!

استجوبها أباها بينما نظرات أمها توبخها وتسلطها عليها بوهرة مخيفة !

كان صراخهم حاد حين يحادثون بعضهم البعض ، وكانت ترى الزجاج المتكسر على الأرضية يلمع وتلقطه بأناملها الصغيرة ، وذات صباح رأت وجه أمها أزرق تماماً كالبقع التي يمتلئ به ظهرها ويداها وحتى فخذاها تحت قائمة العقوبات التي تلقتها من والديها بالتبني بعد أن سألت سؤالها الأخرق ذات مساء .


كيف تخبر علاء بذلك ؟؟!! كيف ؟! كانت الأعوام القديمة وما يقارب الثلاث عشرة سنة كمثابة الخبرة التي تعلمت فيها معنى ما حصل ! وعرفت تماماً لمَ ضُربت ولمَ عوقِبت ولم نزل أبواها عند حافة التضارب !

لايمكن أن تخبره أن أمها كانت ***** !! لا يمكن !!!!

قفزت من أفكارها العقيمة إلى الحمام لتغسل أسنانها قبل ذهابها للجامعة ، ولكنها عادت لسريرها وأفكارها بعد أن تذكرت أن الساعة لم تتجاوز السادسة صباحاً !!!



ّ*ّّ

يوغسلافيا


قررت أن تعود لعملها ، كانت دوماً تتركه ثم تعود إليه فالعمل التطوعي بأي وقت يفتح أبوابه لأي متطوع ! كانت تبحث عن الخير ، وتبحث عن ابنتها .
طوال خمسة عشر سنة عملت مدرسة متطوعة في مركز أيتام ، وحيناً تتركه سنة أو سنتين ولكن ما تلبث أن تعود ، كانت نفسيتها متقلبة ودائمة الإنزعاج ، الأيام التي نعمت فيها براحة كانت معدودة قليلة ، كانت تفكر بالعودة للعمل من أجل الأطفال المليئون بالبراءة ، البراءة التي كانت ترسمها على وجه ابنتها طويلاً بكل حب ، ها هي ترسمها على وجوههم وتقرأها حيناً ، وتشعر بالراحة لوجودها ولو اقتصرت على الأطفال .

تقدمت من مبنى الإدارة بوجه جامد كعادته الأزلية ، طرقت الباب بخفة قبل أن تدخل قائلة :

- سيدتي ، هل مازال مكاني شاغراً لي ؟؟؟
- أوه ، صوفيا مرة أخرى ، افتقدتك يا امرأة .

ابتسمت بود لها وهي تكمل :

- مكانك محفوظ ، وحتى لو شغله أحداً ما ، سيظل لكِ مكانُ هُنا فالأطفال يحتاجون لكِ ما أن تصلين هُنا .

أومأت صوفيا برأسها وهمت بالانصراف ووجهها حتى اللحظة لم تلح عليه أي ابتسامة أو حتى انشراح بسيط بين شفتيها .


.
.
.

عمان


- سيدي أرجوك أنا بحاجة لهذا العمل ، أحتاجه بشدة صدقني !!!
- نعم أصدقك وأصدق كل من هم مثلك ولكن ما المطلوب مني !! لا نحتاجك هُنا !!
- ولكني قرأت أن هُناك عملاً لمربية في الحضانة هُنا !!
- هذا الاعلان قديم وانتهى أمره منذ فتره ، تستطيعين الانصراف .
- سيدي أرجوك ، أي عمل أستطيع عمله ، أنا …..
- ألا تفهمين !!! هل تودين أن أعطيكِ وظيفتي مثلاً ؟!!!! هل أتخلى عن عملي لكِ !؟؟؟
- لا …. أقصد سأذهب .

خرجت باكية للمرة التاسعة !! لمَ كل شيء ضدها !! لمَ ؟؟؟؟
عادت إلى السكن الطالبات خائبة كما كل مرة ، عادت مشياً على الأقدام فهي الآن لا تملك بحوزتها حتى أجرة سيارة توصلها أو حتى باص عمومي !!

ما أن وصلت لسكن الطالبات حتى أتاها اتصال من علاء فطلبت منها مشرفة السكن أن تأتي لتجيب ، نزلت مسرعة لبهو السكن وأجابت علاء الذي قال بسعادة :

- رنا وجدت لكِ عملاً !!
- أحقاً !! علاء كل الشركات والمدارس التي ذهبت لها حتى الآن لم يقبلوا بي !!! ولا حتى مربية في الحضانة ولا كاتبة للرسائل ولا أي شيء !! أظن أني أحتاج واسطة حتى أجد عملاً !!!
- لا بأس حبيبتي ، ستجدين عملاً ، قرأت اليوم في الجريدة يريدون موظفة استقبال في شركة مقاولات .
- في جريدة !!! ظننتك وجدت عملاً من خلال أحد معارفك !! احتاج واسطة الجرائد لم تفدني !!
- لا بأس حاولي معهم ، لا تيأسي سريعاً !!!


.
.
.

يوغسلافيا


دخلت إلى الفصل الصغير بطلابه القلائل ، ابتسمت أخيراً وهي تتفحص في وجوههم المحببة ، وتبحث بين حنايا نظراتهم عنها !! عن ابنتها التي فقدتها طويلاً طويلاً .

كانت الفرحة تلون وجوه الصغار وهم يتذكرون هذه المدرسة الحنونة التي تأتي وتغيب ولكنها تعود !!

- سنعزف اليوم لحناً صيفياً يا صغار ، أريدكم أن تتعملوه جيداً لأننا سنحتاجه في نزهتنا الصيفية القادمة ، اتفقنا .

صاحت أفواهم موافقين سُعداء ..

وهي ترى فيهم أطفالها الصغار ، وكأنها أمُ لكل يتيم هُنا ولكل لقيط !
بينما تتردد بداخلها أمنيتها العزيزة أن تكون ابنتها على قيد الحياة وهناك من يحنو عليها كأم حنون .

.
.
.

عمان

ذهبت بأمل طفيف إلى شركة المقاولات في منطقة الصويفية وما أن ولجت المكان حتى استشعرت فخامته المفرطة ورقي تصميمه ولكنها تذكرت أن هذه المنطقة بعمان وكذلك منطقة عبدون من أرقى المناطق ولا عجب بوجود مثل هذه الشركة وفخامتها .
توجهت لموظفة الاستقبال التي تتضاحك مع زميلها وهي ترتدي برمودا قصير وقميص قطني ضيق بلا أكمام ، وشعرها منثور عن آخره على كتفيها وتضع في وجهها أصباغ خفيفة بدت فيها جميلة ، سألتها بلطف عن العمل المذكور بالجريدة ، ولحسن الحظ رحبت بها وطلبت منها الإنتظار وستقوم بايضالها بعد قليل لغرفة المقابلة !

انتظرت بصبر وأمل غريب وما أن دخلت إلى رجل أربعيني حتى بدأ بسؤالها عن شهاداتها ومقوماتها وعمرها وسكنها ووضعها الاجتماعي ، كانت نظرة الإزدراء ظاهرة عليه !
أخبرته أنها تجيد الطباعة وتجيد الانجليزية ولكنه رد أخيراً :

- عملنا لا يحتاج من يدرُس ويعمل في وقت واحد !! نحن نحتاجك في الصباح والمساء أيضاً !!

قال ذلك ونظرته تتردد في أنحاءها ، نظرت بتوتر إليه دون أن تنبس بحرف فأكمل :

- من يشغلون هذه الوظيفة يشغلونها لأغراض تختلف عنك ، أنتِ مرفوضة !

ولغرابتها لم تهرب هذه المرة رغم كلامه المحشو سماً ورغم أنه لمح على أن الأمر يتعدى العمل ، واجهته بصرامة قائلة :

- هذا سبب غير مجدي !!! أنت ترفضني بغير سبب !!

نظر إليها بشراسة وقال أخيراً من بين أسنانه :

- هل توافقين على وضع أرطال من الأصباغ على وجهك كل صباح ومساء ! هل تملكين ملابس تكفيك لعدم تكرارها ؟؟؟ هل ستظهرين القليل من شعرك !! هل ستضعين حجابك باهمال ؟؟؟ هل ستذهبين لحفلات مع رؤساءك وهناك …........................ يكفي ذلك !! هذا خارج عن الموضوع ولكنك أجبرتني عليه ، من البداية طلبت منكِ الإنصراف .

أدرات ظهرها أخيراً وشعور الاحباط يغرز كغرزة سميكة داخلها ولكن استوقفتها لهجته المسهزأة وهو يقول :

- أنصحك بالعمل في بار لسنة ، ستصبحين غنية وتستطيعين العمل هُنا .

لم تلتفت إليه ولكنها شعرت بغصة قوية في حلقها وشعرت بطعم ملوحة حاد في معدتها وهي تخرج وتصفق الباب خلفها دون شعور منها .

.
.
.

العقبة

تجمعت العائلة في الصالة المتواضعة بأثاثها ، النساء يرتدين ملابس تغطي أجسامهن ولكنها ضيقة مع حجابات ملونة ، والرجال بلباسهم المعتاد بناطيل قماش وقمصان ، يجلسون معاً يتسامرون ويتضاحكون ، مع كل أخطائهم ، وكل حسناتهم ، متناسين كل شيء ، متجاهلين لأخطاء بعضهم البعض .

فتاريخ حياتهم الطويل بأعمارهم الأربعينية والخمسينية مليء بألف خيط ، بألف خطأ ، وألف عيب ، وكلٍ منهم قد يعرف الكثير من مقتضيات قريبه ولكن يتغافل ويتجاهل ببساطة .

- كيف دراسة الولاد بالمدرسة يا إم عمّار ؟
- بخير يا إم وليد ، إنتي كيف ولادك وكيف رنا بالجامعة ؟
- الحمدالله ماشي الحال .

التقطت مسامعه اسمها بين الحديث والتفت لأبيه يشير أليه أن يفاتح أباها بالأمر .
فهم أبوه ما يريد ولكنه تجاهل ذلك لوهلة وما لبث أن وجه حديثه لأبو وليد قائلاً :

كيف رنا بالجامعة يا أبو وليد ؟ ما شاء الله يوم ميلادها كانت بتجنن .

ابتسم بطبيعيه وكأن شيئاً لم يكن بينما يجيب :

- ماشي حالها ، وإن شاء الله بترجعلنا بالعلامات والشهادة .
- إن شاء الله ، شو بدي أقولك يا خوي ، متل ما انت عارف هالولد بدو رنا من زمان ، شو رأيك نسوي شي لخطوبتهم هسه على بين ما تخلص رنا .

كان يتكلم ويشير لأبنه الذي ابتسم بنصر وفخر .

تردد معين وارتبك وهو يرد على أخوه بنبرة حيادية نوعاً ما :

- إن شاء الله خير يا خوي ، بنشوف تتيجي البنت لهون بيصير خير .

ارتاح من رد أخوه وأجابه ليأكد عليه :

- على الأقل بنقرأ الفاتحة هسه وبعدين بنشوف ايمتى بنكتب الكتاب .

كانت أوشيا تسمع وهي تشعر بسعير وكره !! لا تعرف لمَ تشعر أنها لا تود أن تعود هذه الفتاة لحياتها لا تريد أن تراها بعد اليوم !! ولكن هل سيوافق معين ويحضرها هُنا لتتزوج ابن أخيه !!!

ّ*ّ

عمان


رأته بالجامعة كما العادة وقالت له ما صار معها في آخر محاولة لها في شركة المقاولات !

وأضافت أخيراً ببؤس :

- أحتاج أن أغادر الأردن ، فكل يوم أشعر أن مخالبها تمزقني أكثر !! إنها لا تتسع لي .

افترب علاء بشفقة حقيقية منها واحتضنها بشدة ، تفاجآت من تصرفه ولكنها لم تمنعه !!
وداخلها يشعر أن هذا هو المفروض ، قد يكون علاء أيضاً يريد ذلك ، قد يكون احتضانه لها وتعزيته بهذه الطريقة مقدمة لمبتغاه الذي مؤكد لا يختلف عنهم !!
لا يختلف عن أوشيا وحبيبها ووسام وبقية من كانت تكلمهم !
لا يختلف عن رب العمل في شركة المقاولات ولا في الشركة الثالثة التي زارتها !!!

تشعر أنها هي المختلفة ، وأن الكون من حولها تمحور في فكرة واحدة !!

العالم صار يمشي كما تمشي أوشيا !!!

احتضنته هي كذلك ودفنت نفسها بين أضلاعه !! فإن كانت لهم مآرب ومصالح ، فهي كذلك ستحقق مصلحتها وتبحث عن ما تريد !
تريد من يهتم بها ويحبها ويقف بجانبها ، ويأويها ، ويسكنها ، ويطعمها !!!

التمعت الأفكار في رأسها ودموعها بدأت تلامس قميص علاء الخفيف ، شعر بها وبدموعها ولكنه لم يحرك ساكناً وشدد من احتضانه لها كمؤازرة حقيقية منه .

لمَ لا تبحث عن مصالحها !! مقابل تقديمها مصالح لمن يقدمون لها ما تريد !!
فتقدم لعلاء ما يريد ويحميها ويدفئها ويحبها !
وتعمل كما قال ذاك الرجل في الشركة وتجني المال وتسكن وتأكل وتدرس !

ابتعدت عنه فجأة وهي تقول بنبرة غريبة :

- علاء …..........

ضاعت كلماتها وصمتت فقال لها يقويها :

- ما بكِ !!! أخبريني كل ما في داخلك ، لا تترددي .
- علاء ، لا أريدك أن تفهمني بشكل خاطئ ولكن كل محاولاتي في البحث عن عمل باءت بالفشل .

رد وهو يرفع حاجبه الأيسر :

- ماذا تقصدين ؟!!
- أي عمل سأعمله لن أوفق بينه وبين الصيدلة !! ولا أجر يكفيني لأدفع للسكن وللجامعة ولطعامي !!

التمع شيئاً في ذهنه وهو يجيب :

- هل برأسك فكرة يا رنا ؟!!
- علاء أنوي أن أعمل في مكان ما ولكني مترددة … لا لست مترددة ! أنا أكيدة أن لا شيء سوى هذا العمل أستطيع أن أعمله .
- أي عملُ هذا يا رنا ؟!!
- في ملهى ليلي .


تفاجأ بشدة وشعر أن لسانه عُقد برباط غليظ وهو ينظر إليها وكأنه يحاول التعرف عليها من جديد ! أهذه هي رنا ؟؟!! اهذه من كنت ألاحقها لأخذ منها بعض من مآربي ؟؟!! استسلمت ببساطة للحياة !! ظننت أنني أحتاج وقت لترويضها !! وكنت مخطئ ، كنت أستطيع الوصول لكل شيء منذ زمن !! فها هي أمامي ضعيفة !! ضعيفة بشكل مؤلم ، نعم آلمني ضعفها الشديد وحفز حواسي .

- علاء ، سيعطوني مبلغ جيد ، أستطيع تصريف حياتي به ، وأعمل بالليل لأدرس صباحاً بكل راحة .

نطق أخيراً :

- رنا ، ماذا عن عذريتك .

شعرت أنه بكلمته انتزع قلبها من مكانه ودفنه تحت قدميه !! ما الذي جرى لي !! أنا بدأت ذلك !! أنا بدأت ! لمَ أشعر أنني لا أستطيع سماع ذلك !! لا أستطيع تحمل ذلك !!!
لا أريد ذلك ، لا أريد !!
ولكني خضته وانتهى الأمر .

لم يتورد خدي كما كان يغازلني ولكنه احتقن بلون قاني غاضب وساخط ! أنا غاضبة ، غاضبة من نفسي بالمقام الأول .

أردت أن أنطق باسمه ولكنه لم يخرج من فمي ، تكاسل عن طرف لساني اسمه وتهاون عن الخروج !!! كيف أنطق وأكلمه بعد ما قال !! ألهذه وصلت علاقتي به !!
من هو ؟؟؟
من هو علاء ليحدثني عن عذريني !!

رميتني بسهم يا علاء ، سهم أصاب قلبي بالمرض !
ولكنه بكل حال حقيقي !

- إنـ …..... سو....... ما دخل ذلك !!

تباطأت كلماتي في خروجها وخرجت منحدرة تخبئ خلفها ما تريد .

- رنـــا ، هل تظنين أن عذريتك ستبقى بعد أن تدخلي ذاك المكان !!!؟؟؟
- ولمَ لا !!

قالتها فوراً وكأنها تتابع لأفكارها .

- هذا المكان ليس لك ، ليس لك يا رنا ، انسي الأمر .

تراجعت قليلاً وهي تنظر إليه بحقد غريب وكأنها يوماً لم تحبه ، و لم تعجب بتفاصيله ، و لم تتودد إليه :

- لن أنسى .

مشيت موليه له خلفي لأسمعه يشتم قائلاً :

- إذا فعلت سأكون أول قاطف لعذريتك يا رنا .




تدحرجت دموعي سراعاً وأنا أتلقى سهمه الثاني !!
ما بال الأمور كلها تنقلب على عقبيها ، تنقلب بطريقة مخيفة !! لم أتصورها يوماً !!
فكيف لعلاء أن يكون هذا الشخص ؟؟؟
وكيف لأوشيا ومعين أن يكونا ليس أبواي !!

ألا يستحقون أن أدوسهم بقدمي !!

بلى يستحقون ، يستحقون .

مشت مسرعة بينما كلمات من لحن أخرق تتردد في أذنيها :


سهلة ، سهلة جداً صارت دموعي !
حد الوجع !
لا تبالي بالمكان ولا بساعات الزمن !
لم تعد تعبأ بالشخوص ولا حتى العتب !
تهلكني بانذلالها ، وتبكيني بانحدارها !
ولى فكر الرخاء وشُطبت أحلام الرضا ! فلغيت أوتار السعادة !

لأني أحبك


ّ*ّ

ها هو ينفث نفسه الثاني من السيجارة …....

ترقبوا القادم ، مع تمنايتي لكم بقراءة ممتعة .

محبتكم ،، لأني أحبك

بوح قلم 10-03-10 09:28 AM

تسلمين عالبارت والاهداء فديتج<< فيس يبوسها

رنا

ما زالت دوامة الحياة تتقاذفها.. بين فكيها.. لاتختار اقسى الدروب وابشعها.. لترمي بنفسها بين الذئاب.. ولكن اتوقع ان تبتسم لها الحياة.. بعد هذه الماسي

علاء

كنت نعم الصديق.. لم تتوانا في مواساتها.. ولكن سهامك مزقهتا اربا.. للاسف لم تختر الطريق الصحيح لاقصائها عن رايها


نترياج<< الفيس بو ورود

لأني أحبك 12-03-10 10:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2204477)
تسلمين عالبارت والاهداء فديتج<< فيس يبوسها

رنا

ما زالت دوامة الحياة تتقاذفها.. بين فكيها.. لاتختار اقسى الدروب وابشعها.. لترمي بنفسها بين الذئاب.. ولكن اتوقع ان تبتسم لها الحياة.. بعد هذه الماسي

علاء

كنت نعم الصديق.. لم تتوانا في مواساتها.. ولكن سهامك مزقهتا اربا.. للاسف لم تختر الطريق الصحيح لاقصائها عن رايها


نترياج<< الفيس بو ورود

غاليتي بوح قلم ،،

أعتز حقاً وأُسعد بحضورك وعبقه المميز :flowers2:

رنا وعلاء هُما الشخصين الذين اجتمعو بطريقة أخرى عن من حولهم فحبهم المخالف للدين حاصره المزيد من التعقيدات التي لن يكون التصرف سليم ناحيتها للسبب الأوحد وهو أنهم مع بعضهم البعض الذي كان بسبب عدم الدراية بالدين والايمان بالله .

تابعي غاليتي مادامت القصة تنال رضاك .

احترامي وودي ،، لأني أحبك

لأني أحبك 12-03-10 10:11 PM

نسيت اخبارك بما إنك المتابعة الوحيدة هُنا أن موعدنا القادم مع المرحلة الثالثة يوم الخميس بعد منتصف الليل إن شاء الله وأحيانا :)

.
.

لأني أحبك 19-03-10 12:04 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وصلت لكم اليوم كما وعدت بعد انتصاف الليل ، لنبدأ بالمرحلة الثالثة من القصة ، وها نحن نبدأ بانتصافها ، فانتهينا من مرحلتين وتبقى بعد الثالثة مرحلتين .

تفضلوا أول جزء من المرحلة الثالثة :


قراءة ممتعة



ّ**ّ


نُكشف دائماً عندما ننسى أمر أخطاءُنا !


تمشت بين ردهات سكن الطالبات بتنورة قصيرة وكنزة قطنية واسعة تدفئها ، تضم يديها لصدرها ، تستشعر الدفئ وتبحث عنه ، ثم تبدأ بالغناء :

" يا طيب القلب وينك "

تتوقف ألحانها ما أن تخرج رنيم من غرفتها وتقفلها وتشير لها بيدها قبل أن تغادر ، تلتمع الأفكار برأسها !!!

سأفك عقدة الحزن في نفسي على طريقتي الديموغرافية !

تتجه مسرعة إلى غرفة صديقتها رولا وعقلها يشير إليها أن هذه الصديقة مؤكد قي أحد صفوف الجامعة الآن .

تدخل بحرية مطلقة إلى الغرفة ، تنظفها كما عادتها ، دوماً تحب أن تنظف غرف صديقاتها وترتبها بعناية فائقة جداً .

الملابس المترامية هُنا وهُنا ، تجمعها وتفرز النظيف منها والمتسخ ، وتجمع الأكواب وتنظفها ، وتنفض الفراش وترتبه بطريقة الفنادق الفاخرة .

تأخذ عيناها نظرة حولها إلى ما صنعت وابتسامة تغتالها وهي تنظر إلى نظافة الغرفة ، تشعر أن النظافة تعطيها نوعاً من الاستقرار النسبي .

تهم بالخروج ولكنها تعود للداخل وكأنها نست شيئاً ، تفتح الدرج في أقصى الغرفة تبش فيه وتتخير ما يعجبها ثم تأخذ منه طقم من الملابس الداخلية بلون ليموني ، و تغادر ببساطة وكأنها كانت في غرفتها الخاصة ، فطبيعة تصرفاتها لا تدل إلا على ذلك .

نذهب أخيراً لغرفتها وتضع طقم الملابس الداخلية في كيس أسود وتغلقه بإحكام ، ثم تحضر كيساً آخر وتغلف الأول بالثاني ، تصعد الكرسي وتضعه جانب الأكياس الصغيرة المحكمة الإغلاق فوق الدولاب .

ّ**ّ

تأخذها الأفكار بينما يتسلقها الألم من جديد ! لمَ لا ينفك عنها !!! ألم تضع له حداً قبل قليل في غرفة رولا !!!

سأطرد من هذا السكن كما طردني معين اللعين ! وأفصل من الجامعة !!! وأرمى مع كلاب الشوارع دون مأوى ولا ملجأ ! سأتسول وأنام تحت ركن عمارة !

سيحصل بي كل هذا دون أي خطوة مني لمساعدة نفسي ! مكتوفة الأيدي أنظر لفشلي وضعفي وهواني على من حولي !

من سينظر إلي ويساعدني ! لا عمل ولا سكن ولا دراسة ولا شيء !

ألا يحق لي الجنون الآن ؟؟!!

ألا يفترض بي أن أجن لأدخل مستشفى المجانين وأعيش بالمجان ، وأنام بالمجان !!!
ويتساءلون لمَ يجنُ البشر !!!

وإن لم أصب بالجنون ، فسألجأ للإجرام !!
هو الحل الثاني ، كي أعيش في سجن النساء بالمجان أيضاً !!
هه ، ويتساءلون كيف يقتل البشر بعضهم !!! قضية السرقة لن تبقيني في السجن طويلاً ، ولكن القتل وحدة من يحكم لي بالسجن المؤبد أو القصاص !

يكفي أيه الألم ، يكفيك طعناً بي ! ألهذه الدرجة هانت نفسي علي ؟؟؟

أ أبحث لها عن خلاص بجنون وقتل ؟؟!!

ألهذه الدرجة أنا وحيدة بلا أي بشر أو مساندة أو أي شيء !!!!

أ أريد أن أعيش في مصح عقلي لأتخلص من ضياعي !!

أو في سجن نساء متعفن ؟!

ويقول لي علاء انسي الأمر !!!

فلأعمل ببار وإن طلبوا عذريتي ، فلهم هي !!

ماذا أريد بها !!! أليسوا من سيطعموني ويأوني !!! وسأنام في أحضانهم .

يكفي ذلك ، هذا كفيل بجعلي أفعل لهم مقابلاً لمَ ما لم يقدر أحداً على فعله معي !!!

فمعين وأوشيا اللذان سرقاني رموني كقرطاس لعلبة فول !!!!

أي فول هذا الذي يغزوا أفكاري !

وعلاء ، هه ، من هو علاء ، لا يستطيع فعل شيء لأجلي !! لا يستطيع !!!

كفاني !!

كفاني طعناً في أنوثتي ، وشرفي ، وعقلي !!

ّ**ّ

تدفقت الأفكار ، أو الذكريات البائسة لعقلها وهي تبحث في داخلها عن ما تقوله لعلاء اليوم .

كانت ترى أوشيا وهي في حضن وسام ،
ثم يرسم معين نفسه في ذكرياتها وهو يضربها ثم يطردها ليلاً ،،
يتوالى ذهابها في البحث عن عمل في ذهنها ، حديثهم الموجه لها !!
رفضهم لها !!
طردهم لها !
واستهزائهم بها !
وآخر من ذهبت له قال لها ببساطة أن تعمل في بار !!!
تتخيل والديها الحقيقين ، تتخيلهم أموات تحت التراب ، تخلوا عنها أيضاً قبل أن تعرفهم !!
ولكنها تعود لتخيلهم وهم أحياء يرزقون ، يعيشون برتابة متناسين أمر وجود ابنه لهم !!
قد تكون ابنه غير شرعية ، قد يكون أبوها بوادٍ وأمها بآخر !!!
استهانوا بكل شيء ، لم يهمهم شيء !!
تناسوها !
ورفضوها !
ولم يضحوا لأجلها بشيء !!
هكذا هم الأباء ؟؟!
أم أن أبويها فقط كذلك ؟
ثم تتماثل لها الرغبة في عيني علاء ،

- رنا ، حبيبتي هل تراجعت عن قرارك ؟


تنظر إليه بعد أن اخطتفها من أفكارها البائسة ، وفكرة واحدة أخيرة تتمحور في عقلها ، هو أيضاً كذلك ، وبسببه هو أيضاً ستفعل ذلك ، وستقدم نفسها قرباناً له ، ليقطف زهرة طهارتها .

كُنت صادقة يوماً .
حقاً كنت صادقة .
ولكنه خدعني !
كنت أعرف أن الرجال كذلك ، أعرف ذلك جيداً ، فالعينات أمام عيني أثبتت لي !
ولكنه خذعني !!
جعلني أشعر بطهر نواياه الدنيئة !!
جعل عيني مغشية عنه !

إنه هو من …...........

- رنا ماذا بكِ ؟؟؟

ركزت نظرها في عينيه أكثر وثبتت نظرتها وشعرت أنها في عالمه وليس في عالمها وهي تقول بحزم لم يعش فيها إلا من أفكارها الجديدة :

- هل لديك مكان لتقطف به عذريتي ؟

نظر إليها بصدمة ، هو حقاً لم يعد يعرفها !!!!!! لم يخطر بباله يوماً أن يفعل ذلك ، أن يصل بعلاقاته لهذا المدى ، كان يريد أن ينازعها في رغبتها ، أن يأخذ ذلك منها في لحظة ضعف منها ، أن لا يأخذ كل شيء !!
أن لا يكون التصريح بالأمر كذلك ، أن يكون نتاج طبيعي لتطور العلاقة وبعد أن يزرع حبه فيها ، كما سابقتها ، علاقاته السابقة لم تأخذ إلا المجرى الذي حدده وخطط له ، ببدايته وذروته ونهايته !!!
ما بالها هذه تهدم خططه وتطلعاته !!!
قد يشعر بالإثارة لذلك ، ولكنه زرعت في نفسه شيئاً مختلفاً !!
كان يريد ضعفاً وقدمت له القوة والحزم !!
كان يريد المنازعة وقدمت له تفويض خالص !!
كان يريد أن يجعلها حزينة لفراقه في نهاية المطاف وحزينة لما قدمته له ونادمة ولكنه يرى أنه هو من سيندم وهو الخاسر !
الأمور قلبت على عقبيها معها ،
ولم تكتفِ بالقليل !! إنها العذرية بأكملها !!!!!

- رنا !!! ما الذي تقولينه ، هل أنتِ جادة ؟؟!!!!!!

كانت النظرة الأخيرة التي ألقتها عليه وهي تجيبه كفيلة لكي يسكنه ألمٌ غريب ، غريب :

- ألا تريد أن تكون أول قاطف لها ؟؟؟؟! إن لم تشأ فهذا شأنك !!
- رنا لا أقصد ذلك !! هل صدقتي ما قلت ؟؟؟؟ كنت أريد بذلك منعك من ما أقدمتي عليه !!!
- وأنا جادة ، وأعرف أنك تريد ذلك !! لا داعي لما تقوله ، الأمر واضح !!
- رنا لن أسمح لكِ بعد في العمل هناك !!!!
- ومن قال أني أنتظر إذناً منك ؟؟؟؟؟
- رنا هل أنت قادرة على تجاهل ما أطلبه منكِ ؟؟؟؟ أين حبك لي ؟؟؟! وتنفيذك لكل ما أطلب ، هذا الطلب بالذات أطلبه لأجلك وليس لي !!!
- وأين حبك وأنت تقول لي سأكون أول قاطف لها !! أظن أن علاقتنا بدأت بمرحلة جديدة ، جديدة عن علاقات الحب حتى !! فلنكن صريحين أكثر !!!
- ما الذي تقولينه ؟؟؟؟؟؟ رنا لو كان هذا هدفي ، لماذا الآن أطلب منكِ العكس ؟؟؟؟! رنا لا أريد لكِ ذلك !! تعرفين الفتاة في هذا البلد مستقبلها أسود بلا عذرية وبلا شرف ، أهلها قد يقومون بقتلها !! وقتل من فعل بها ذلك !!

صرخت بحدة بعد أن تلبسها الهدوء في السابق :

- علاء !! يكفي هذا هراء !! أنا لا أهل لي !! ولا مجتمع يعرفني ليتكلم عني وعن سمعتي !! أنا لا مستقبل لي !!! أنا مقطوعة !! وأظن أن مكاني الطبيعي مع بنات الشوراع أو بنات الليل !! لن أنفع لشيء آخر !!! ولا يهم شيء ، بكل حال أنا بلا عائلة ولا مجتمع !
- اهدئي قليلاً ، عليك التفكير جيداً ، انسي الأهل ، ولكن ماذا عن الناس ماذا عن ….....

عادت لصراخها وهي تقاطعه :

- علاء ، اصمت ، أنا لا أنتمى لهؤلاء الناس ، أنا لست أردنية ، ولا أهل لي !!! أنا في بلد غريب ,, ومقطوعة بلا شيء .
- أنا موجود على الأقل .
- اخرس علاء ، أنت أيضاً لا شيء !!! أنت لا تمثل بحياتي شيء ، فالأوراق الآن مكشوفة أمامي وواضحة .
- أنت الآن غاضبة وأقدر ذلك ، لكنك ستندمين لاحقاً ، فكري بروية ، وابحثي عن عمل آخر ، سيسير الأمر وتتسهل الأمور صدقيني .


كانت كلماته بلا معنى في نفسي ولكن قلبي وبعض ذرات من حبه التي أظنها الآن تتطاير مع نسمات الهواء يمثلان لكلماته ، يعيدان ترتيب الأمور ، ولكنها لا تحتاج لذلك ، لا وقت للانتظار ، أنا لا شيء بالنسبة للأردن وبالنسبة لأهلها وبالنسبة لعلاء !!!
أنا أعرف جيداً أن الرجال لا يتزوجن من صديقاتهن !! بل يتزوجن فتيات طاهرات لا يعرفنهن !! ولكن حبه الغبي أغشى بصيرتي ، تناسيت كل شيء !! كل شيء .
ها أنا أصحو ، ولن يأثر بي شيء ، حتى وإن كانت الذرات المتبقة من حبي له تلح علي بسماع ما يقوله لي وتنفيذه .

ستتناثر !
ستتناثر بقية الذرات مع النسمات فلمَ العجلة !


غادرته وهي في أوج غضبها وسخطها من نفسها واعدة نفسها أن تقدم نفسها له أولاً ، فهو أولى !!!!


( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )
كلما ابتعدنا ، زاد عذابنا ، وكلما ظننا أننا وصلنا قمم الحياة تلقينا من عليائها !!
غافلين ، ظالمين .

نظلم أنفسنا بجهلنا ، بغفلتنا ، باعتقادتنا البالية .


ّ***ّ

قابلت بنيان قبل أن تخرج من الجامعة ، استوقفها ذلك ونادتها بصوت خافت ، ولكن بعد أن التفت إليها بنيان ورأتها ، تساءلت لمَ نادتها !! ماذا تريد هي من بنيان ، كانت تنظر إليها بنظرات تائهة .
استحثتها بنيان بابتسامتها وترحيبها لتقول لها أخيراً قبل أن تغادر :

- كُنتِ صادقة يوماً .

صدم ذلك بنيان التي أرادت اللحاق بها ولكنها اختفت من أمامها بسرعة ، أنبت نفسها لأنها لم تستبقيها لتفهم ما الأمر ، وهي في آخر مرة رأتها أخبرتها أنها في ورطة !! ثم إنها قررت منذ فترة أن تحاورها بأمر حبيبها وما تفعله من حرام !! ولكنها حتى اللحظة لم تفعل !! قد يكون الوقت لم يسمح ولكنها الآن مؤكد تعاتب نفسها ، فلو أرادت حقاً أن تفعل شيء لفعلته حتى لو اقتصت الوقت اقتصاصاً !!
تشعر أنها تأخرت ، تأخرت جداً فكلمة رنا ، إن دلت ، دلت على أنها في أوج محنتها أو ما قبل نهايتها !!

فهل ستفعل شيء !!!! ؟


أحياناً ينقصنا الإصرار يا بنيان ، الإصرار ما ينقصنا لنقوم بأفعال عظيمة ، فالكل قادر على صنع ما يشاء وبناء ما يشاء وفي الوقت الذي يشاء >>>> خارج عن النص .

ّ**ّّّ


ردت على علاء في بهو السكن ونظرات المشرفة المناوبة تراقبها ، قال لها بسرعة وكأنه لا يريد أن يغير ما قرره أخيراً :

- رنا قابليني غداً تمام التاسعة صباحاً عند الدوار السابع مقابل البنك ، اتفقنا ؟
- هل تقصد ما طلبته منك ؟
- نعم ، سأفعل .
- إذاً اتفقنا .


عادت لغرفتها وهي تشعر أن جزءً منها بدأ بالتلاشي ، حقاً تشعر بذلك بطريقة غريبة جداً !
ماذا لو أتى الغد ؟! هل ستشعر بتلاشي كلها ؟!!!


لن تضعف ، ستواصل ما قررته ، إنه القرار الصائب .

إنه لا شيء مقابل ما فعلته أوشيا ، أوشيا خانت زوجها بلا هدف ولا غرض ولا حاجة !!! وأنجبت طفلة لا تخصه وخانته حتى في طفلته !!!! خانته كما خانني هو وإدعى أبوتي !!!

وأمي وأبي أنجبوني بلا هدف ولا غرض !! بأنانية ، لم يفكرا بي وفي حياتي للحظة واحدة ، ثم رميا بي في ملجأ !

لن أكون أفضل بكثير ، سأفعل كما فعلوا ولكني على الأقل لي غرض وفائدة ، لن أخطأ و أنجب أطفالاً ، أنا فقط أريد أن أعيل نفسي وأجد مسكن ومأوى ، فقط !!!!!


ّ**ّ




قطعت ميلاً من الحب ،
ثم قطعت آخرُ يشبهه ،
وواجهتني آلاف التقاطعات ،
مشوشة ،
مشوكة ،
متعرجة ،
أياً كانت مررت منها بطريقة أو بأخرى ،
لا فرق ، بالحب الأمر سيان !

قادها حيث الشقة التي حجزها ، مشى بها غريباً !
لا يصدق ،
وهي مصدومة ،
تتساءل نفسها إن كان ما يحدث فعلي ، وينفذ بكل بساطة ،
أدخلها حجرة النوم ،
تركت يده وتوجهت إلى السرير ، جلست بجمود وعيناها تستجدي البلاط وأخشاب الأثاث وأي جماد إلا الرجل الواقف أمامها لا ينظر إليها !
وهلة تفكير عقيمة ، سقيمة ، مشبعة بآخر أشكال الطهارة ، تبعها وقفة سريعة قامت بها ، فكت حجابها بسرعة أيضاً ، ونثرت شعرها بقسوة ، ثم وبخت نفسها فليكن كل شيء قبل أن أعدم الطهر رقيق ، فما بعدها لن يعاني إلا من القسوة !
ابتسمت بجذل لنفسها ثم للرجل الحبيب الذي يقابلها بنظراته ، وما لبثت توسعت ابتسامتها وانفرجت شفتيها ببطء وهي تقول : أنا لك ، افعل ما تشاء .
تراخت عضلات ساقها وعادت للسرير لتجلس ببؤس أو ضراعة !
تقدم منها بخطوات لا يعرفها ، غريبة هي عنه ، انحنى بجسده وجلس بين ساقيها على الأرض ورفع وجهه ينظر إليها : حبيبتي رنا ، معشوقتي رنا .
توقف حيث شاهد لمعه عينيها ! إنه الخبث فيها ، واللؤم !
بدأت تتحول بسرعة عجيبة ، قبل حتى أن يلمسها !
فكر بسخرية " متعجبة هي لأني أجلس على الأرض وأرتكز ركبتي ! وأرفع رأسي أنظر إليها ، وكأنها الأميرة التي يطلب منها الخادم لمس يدها !
لا أستطيع أن أفعل شيء ،
أرغب بها !
ولكن الرغبة محصورة بالحب ،
فحبي أعظم ،
أعظم بآلاف الأميال "
طالت نظرته إليها وأخيراً أخفض رأسه وهو يقول : رنا لا أستطيع ! أحبك هل تفهمين ؟ هل تعين ذلك ؟ أحبك ، أحبك جداً وجداً و جداً ، رنا أريد أن أفعل ذلك بعد أن تكوني زوجتي ! أتفهمين ذلك ؟ رنا أريدك زوجة ، أريدك أماً لبناتي وصبياني ، رنا أحبــــك يا صبيتي يا طفلتي يا زوجتي يا معشوقتي هل تفهمين هذا الحب !
لا أستطيع ، لن أفعل شيء ......
أوشكت أن تقطع كلماته وترد عليه ولكنه ولأنه يجلس على الأرض وهي على السرير ضم خصرها بقوة ودفن رأسه ببطنها وهو يستجديها : رنا سأفعل أي شيء ، ألستِ زوجتي سأتصرف ، سأصرف عليكِ وألبسكِ وأدرسكِ وسأذاكر لكِ دروسك أيضاً ، رنا لا تقطعي أوصالي ، لا تنحرين الشرايين المتبقية فيني !
أرجوكِ فلنخرج من هُنا ، فأنتِ زوجتي التي سأحمي أنا شرفها ولن أكون سبباً في ضياعه ولو اضطرني الأمر حياتي ، لن أبخل عليكِ بشيء لا من مالي ولا عمري !
أبعدت رأسه ببرود ، وسحبت حجابها وارتدته بهدوء تام وخرجت وهو يتبعها .

ّّّ



صفقت باب غرفتها بحدة قبل أن تدخل غرفتها وفوضى مشاعرها تجعل منها منحوته قديمة مجوفة !

لم يحصل شيء !!

انتهى الأمر بسلام !

ولكن ليس هذا السلام الذي أريده ، ليس هذا ، سأذهب للبار وأعمل به حتى لو لم يمسني علاء !

هل كل هذه الفوضى تجوف داخلي ؟؟؟!

تجعلني خالية !!

جسد خارجي فقط بلا أمعاء وكليتين وقلب ودماء بالداخل !!

منحوته !؟ منحوته مجوفه !!

أظنه يحبني !! أيعقل ؟؟!

لكنه لم يمسني ، إذاً يحبني !؟؟

لا ، علاء لم يحبني أراد غرضاً من وراء هذه العلاقة !!

وماذا غرضه إن لم يكن عذريتي ؟؟؟! إنه رفض ، قال أنه يحبني ويعشقني ويريدني أماً لأولاده ..

نعم يحبني .

لمَ لا أبكي الآن ، ألا أحتاج لبعض الدموع ، لأواسي نفسي ، وأفرح لهذا الحب الغريب الذي انتشلني !!؟؟

هل أستطع جمع ذرات حبه من نسمات الهواء وأعيدها داخلي !!

ألا يشفع له ما فعله اليوم ؟؟!!

إني أود لو أسلمه نفسي ، سأكون راضيه بعد ذلك ، راضية عن نفسي وعن ما قدمته له !
بكل حال هو يستحق ، أليس كذلك ؟!

علي نزع هذه الأفكار من رأسي ، طهارتي وشرفي سأحافظ عليهما لأجله ، هذا ما يستحقه فعلاً .

ولكن الآن كيف أعيل نفسي !!!؟


التفت للباب الذي فتحته رولا بقوة والشرر يتطاير من عينيها لتقول بحدة :

- رنا عنجد إنتي انسانة مو طبيعية !!

وتكمل هدى من خلفها :

- زودتيها وكتير استحملناكي !!!

كانت عيناها مشوشة وهي تنظر لصديقتيها في السكن وهم يمطرانها بصراخهما ، ولكنها أجابت بصوت منخفض جداً :

- شو مالكم !! ليه بتصرخوا !!!؟

أجابتها رولا بغضب صافي :

- ولك انتي ما فيه عندك زرة حيا !!!! ولا مريضة نفسياً !!!! كيف ماخدة تيابنا الداخلية ومخبياها فوق خزانتك بكياس سودة !!!!!!

أضافت هدى صارخة وهي تكتف يديها فوق صدرها :

- انتي أكيد فيكي شي مو طبيعي !! هاي الأمانة عندك !! فاتحينلك غرفنا ليل نهار وصاحبات عالفاضي !!!!

كانت حقاً غير قادرة على الرد ، كانت تشعر بصدقهما ، هي مريضة نفسياً ، شعرت أنها تريد البكاء ، أخيراً تريد البكاء ، تستحق أن تبكي قليلاً ، لمَ لا تواسي نفسها بدموعها ، هي فتاة غير سوية ، ومريضة نفسية !! وتتصرف بفوضى وغباء !

ولكن صوتاً آخر لا تعرفه رد عليهما بضراوة وغضب :

- انقلعوا من وجهي ، حلوا عني ، انا مو ناقصيتكم ، متخلفين ، من وين جبتوا هالحكي !!!!

ردت هدى بصدمة :

- شو من وين جبناه !! لقينا تيابنا فوق خزانتك !!! ولقت رولا كياس سود تحت تختك !!! إنتي مجنونة والله وكمان بتنكري !!!!

نظرت لها بشراسة وهي تجيبها :

- وانتو ليه عم تبحبشوا بأشيائي !!! شو وصلكم لفوق خزانتي وتحت تختي !!! والله مو عارفة مين الحرامية ؟؟؟؟؟ انتو و لا أنا …

أضافت رولا بغضب :

- فوق حقو دقو !!!! انتي وحدة وقحة وما بتستحي عدمك !!!!

نظرت هدى لرولا و أضافت وكأنها تواً اكتشفت ذلك :

- ومو بعيد بتنضف غرفنا على أساس شوفوا أديش أنا منيحة معكم !!!!
- والله إنك حقيرة .

أجابتهما أخيراً وصراخها يعلوا :

- انقلعوا من غرفتي ، حلوا عني ، انقلعوا .

خرجتا وهما تصفقان الباب وهدى تقول لرولا :

- أصلاً المفروض ما نحكي مع وحدة مجنونة !! ولا نناقشها !


ها هي دموعها تتدحرج معلنة حضورها الفوري .

آن لها أن تستقر فوق خديها ، وتحرق روحها !

تبكي جنونها !

وتبكي مرضها النفسي !

وتبكي أهلها !

وأهلها المتبنون !

وتبكي علاء !

كم من مرة وبخت نفسها ومنعتها عن البكاء !

آن لها ، فلا داعي لحبس دموعها أكثر ، إن الأمر يستدعي الدموع !!

فما أن عادت بفوضى مشاعرها من مشوراها مع علاء ، حتى وصلتا لها هدى ورولا بجديد معرفتهما لها !!

لمَ الآن !!

كنت أود لو أشتكي لكما عن ما حصل معي !!

لا أنا كاذبة ، ما كنت سأفعل .

ولكني أعذب نفسي ، أخبرها أني أود اخباركما وأنا لم أرد ذلك !!

حقاً الأردن تطبق على عنقي بشدة هذه الأيام ، فتخيرني إما الهرب وإما الإعدام .

تمتمت بكلمات أغنية فجأة من بين دموعها " إني خيرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو بين دفاتر أشعاري ، اختاري الحب أو اللا حب ، فجٌبن ألا تختاري ، لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار "

حقاً أنتِ مجنونة المشاعر ، مسكينة ولكني حتى اللحظة أكرهك >>> خارج عن النص .


ّ**ّ

- ياخي إنتا عنجد مجنون !!!! من كل عقلك ؟؟؟ وأهلك شو بدك تحكيلهم ؟؟
- لا مجنون ولا اشي ، عادي ، بحكيلهم رسبت هالفصل ، والفصل الجاي بكون دبرتها !!!
- أنا مش مصدأ !! عنجد مش مصدأ ، هلأ هاي البنت إلي كنت عم تستنى الفرصة الها ؟!!! وين تخطيطك ، وين الرمية القاضية !!! ولا بس وصلت اللقمة للتم بطلت بدك اياها !!؟؟؟ ، يا خي خلص إذا ما بدك اياها شوف غيرها ، ليه تضيع مستقبلك عليها !! و دراستك ؟؟؟؟؟

تنفس بعمق موجع وهو يهمس بألم :

- ماجد افهمني هالبنت غير ، مسكينة ، أنا وعدتها أساعدها ، وأنا قد كلمتي .
- فهمنايا سيد علاءإنك رجال وأنا شاهد ، بس بالله على حساب مستقبلك ودراستك ؟؟؟!! بدك تصرف عليها عشان هي تدرس وإنت تقعد من غير دراسة ؟!!!! إن شاء الله عمرها ما درست !!!!
- أنا لا حق على الدراسة ، أبوي ما بتفرق معه ، حيبعتلي مصروفي ومصروف السكن ومصروف الجامعة وما حيهمه سنه وسنتين !!! خليني أخلصلها دراستها وبعدين أنا بدرس !!!!
- طيب وبس تخلص هي انتا شو بتعمل !! بتدرس وبتتركها ؟؟؟! بتنتهي مهة الصرف عليها ؟؟؟
- ماجد بس تخلص بتشتغل بشهادتها ، البنت عم تدرس صيدلة ، تخصص منيح !!
- يا ابن الحلال ما في شي منيح بالأردن ، إن كترت بيعطوها 300 دينار بالشهر !! إلا إذا حضرتك ناوي تفتحلها صيدلية باسمها !!
- يا ربي ، ولك حل عني فقعتني ولا تبلشلي بهالموال ، بتاخد راتب منيح إنشاء الله .
- ولك علاء ليكون مفكر رواتب الأردن بتشبه راتب أبوك بالخليج !!!!!!!
- لأ مو مفكر ، وحل عني ، واخرس بديش أسمع ولا كلمة .

ّّّ***ّ


ألجمتها الصدمة منذ أن عرفت بقرار علاء !!! سيوقف دراسته ويعطيها ما يرسله له أبوه لمصاريف الجامعة لتدرس هي وتسكن وتأكل !!

حتى الآن لا تصدق ما قاله !!!

ألن يدرس هو !!!

لأجلها ؟؟؟!

أيعقل لشاب أن يفعل ذلك ؟؟!!

لأجل من !!

لأجلي ؟؟

لأجل صديقته ؟؟

حبيبته ؟!!

التي أجزم أنه لن يتزوجها ؟؟؟!! حتى لو حملت بطفله !!!

كما فعل وسام ، ولكن كيف لوسام أن يتزوج أوشيا وهي زوجة معين ؟؟؟

بئساً لأوشيا ، دائما تحفر لها خندقاً داخلي بمفارقاتها مع حياتي .

أ يفترض أن أكون سعيدة بما سيفعله علاء من أجلي ؟! وفخورة أيضاً ، فخورة به !

" علاء إن حبك بات داخلي هذه الليلة ، وقد يزوني في منامي "

نامت أخيراً بينما أفكارها مستقرة في حبها لعلاء .

ّّ**ّ


احترقت نصف السيجارة ، وشارك في حرقها أكثر من نفس .

كونوا بالقرب ، لنصل معاً .

أختكم ،، لأني أحبك




لأني أحبك 19-03-10 12:28 AM

أنتظركم جميعاً ، فلا تبخلوا علي بآرائكم مهما كانت

أختكم ،، لأني أحبك

بوح قلم 21-03-10 06:18 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

هل بدات شمس رنا بالشروق ام ان علاء سيكون مجرد نقله نوعيه لها تخلص من الضياع الذي تعيشه..

نترياج فديتج<< الفيس راعي الورود

http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

لأني أحبك 22-03-10 10:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2223183)
تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

هل بدات شمس رنا بالشروق ام ان علاء سيكون مجرد نقله نوعيه لها تخلص من الضياع الذي تعيشه..

نترياج فديتج<< الفيس راعي الورود

http://www.liillas.com/up3//uploads/...29afe633ce.gif

أهلاُ غاليتي بوح قلم ،،
:flowers2:

أود كما أنتِ أن يكون علاء كذلك ، ولكن هناك تحليلات أخرى لتصرفاته لربما تصدق !

كوني دوماً :flowers2:

محبتكم ،، لأني أحبك

بياض الصبح 07-11-11 05:08 AM

تنقل للأرشيف بــ سبب تأخر الكاتبة


..
..
..




الساعة الآن 08:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية