منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   قسم تحت ضوء القمر (https://www.liilas.com/vb3/t132915.html)

الوفى طبعي 26-12-09 07:10 PM

قسم تحت ضوء القمر
 
الخيط رفيع بين الكذب والحقيقة, فماذا يحدث ان تجاوزنا الحد المنشود؟
هذا ما حصل ما الجميلة جيني والتر, اذ كذبت كذبة وارتدت عليها في النهاية.
لقد ادعت ان صغيرها جوي هو ابن المليونير غاري ويلسون,فماذا يحدث لو اكتشف غاري الحقيقة؟
وما هي الحقيقة المجردة من اي غبار؟

الوفى طبعي 26-12-09 07:17 PM

الفصل الاول-

في تلك الليلة خرجت جيني والترمن غرفتهالتجلس على كرسيها المفضل لتنظر الى القمر الساطع الذي ينير هذه الليلة المظلمة واخذت تقول لنفسها:
"كيف يمكن لهذه الكرة الصغيرة ان تنير هذا العالم المظلم؟ فالشوارع مطفئة ولا يوجد اي شيء يرى لولا هذه الكرة الصغيرة, ايعني هذا ان النور لابد انه أت بعد هذا الظلام الدامس؟ ايعقل ان العدل قادم بعد هذا الظلم الشاسع؟

اخذت تكرر قسمها الذي بدات تقسمه منذ سنوات, وبالتحديد اربع سنوات, كانت تجلس على هذا الكرسي رافعة يديها الى السماء قائلة:"سوف انتقم منه, نعم سوف افعل".

حسن الخلق 29-12-09 04:54 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
:097ga:

يا ريت تكملى و تضعى بارت طويل عشان ندخل الجو العام للقصه
بدايه مشوقه و لكن صغيره جدا لا تكونى بخيله علينا :lol:
فى الانتظار باذن الله
دمتى بود

الوفى طبعي 10-01-10 04:04 PM

بدات جيني بالبكاء قائلة :" يا الهي , كيف حصل هذا؟ كيف كنت عمياء وسمحت هذا؟... لا , لا استطيع بدء حياة جديدة دون ان اقلب صفحة الماضي, لا استطيع ان اسعد مع احبائي وان انتقل الى مكان اخر دون ان اترك الاطياف ورائي".

اشرقت الشمس فاستيقظت الحسناء التعسة من نومها, وهي تعلم ان الوقت قد حان للقيام بالامور المستعجلة وعليها ان تفعل هذا قبل الرحلة المنتظرة . ارسلت بيدها الرفيعة والصغيرة الى الخزانة لتلتقط منشفة للذهاب الى الحمام.

"يا الهي, لم يبق سوى ساعتين, علي ان اسرع". هذا ما قالته جيني عند دخولها الحمام مستعجلة لتخرج بعد دقيقتين وهي تغطي نفسها بالمنشفة, ففتحت الخزانة لتخرج بنطلون جينز مع قميص ابيض ذو فتحة قصيرة, ارتدتهما بسرعة وارتدت ايضا حذاء ذا كعب منخفض ومن ثم اتجهت الى غرفة ملتصقة بغرفتها وهي ترفع شعرها بشريطة صغيرة الى الاعلى ومن ثم لترميه كذيل على ظهرها.

"هيا حبيبي, حان وقت النهوض".

هذا ما قالته لحظة دخولها الغرفة, فاقتربت جيني من حبيبها واذا به طفل صغير لم ييتجاوز الثالثة والنصف من العمر. حملته بين ذراعيها وهي تطبع على وجنتيه اجمل القبلات واروعها والتي تؤكد مقدار حبها ولهفتها اليه.

وضعت في حوض الاستحمام وهي تقول:" اني افعل هذا لاجلك فقط عزيزي, حتى اكون مرتاحة البال, وذلك حين تسالني يوما عن الحقيقة, والتي انا متاكدة ان هذا الامر سرعان ما سياتي".

مرت عدة دقائق وهي تحدث الطفل في وقت استحمامه, بعد ذلك اخذته الى غرفة باردة وفارغة من الاشياء الاساسية التي يحتاجها الطفل وذلك بسبب تجميع اغراض المنزل بهدف الانتقال الى دولة اخرى, والبسته الملابس التي حضرتها منذ الليلة الماضية, وهي تقول:"حان الوقت, اليس كذلك؟".

بعد ان شعرت الفتاة الشابة بانها جاهزة للذهاب, امسكت بورقة وكتبت تقول:" عزيزي, اضطررت للذهاب للقيام ببعض الامور, سوف اقابلك في المطار, لا تخف لن افوت هذه الرحلة مهما حصل, احبك".

ومن ثم دلفت بها تحت باب غرفة ثالثة واخذت الطفل مغادرة وهي تعرف ان هذه اخر مرة ستغادر بها من هذا الباب.

غادرت جيني المنزل مع الطفل وحاولت ان تصل الى سيارة اجرة باسرع وقت الا انها لم تكن تعلم ان الطرق مزدحمة بهذا الوقت وعلمت انها قد ارتكبت غلطة بعدم الاتصال بالسيارة قبل خروجها, فالتفت نحو المنزل وتقدمت عدة خطوات حتى تذكرت ان هناك احد في المنزل غير موافق على ما هي مقدمة عليه وقد يحاول ثنيها عن فعل هذ وهي بغنى عن النقاش في الوقت الحالي, لذا اسرعن تركض نحو الشارع وهي ممسكة بالطفل بشدة واذا بها تصادف سيارة اجرة فاوقفتها قائلة :"لابد ان هذا يوم سعدي".

ركبت السيارة وهي تخبره بوجهتها واذا بها تصل بعد ثلث ساعة, وطلب السائق اربعون دولارا, وكانت على وشك الدفع له, والسماح له بالذهاب, الان انها قد شعرت ان هناك امرا ليس صحيحا, وان هناك امرا سيئا سيحدث, فاعطته ما طلب كما انه قد طلبت منه البقاء.

فقال السائق:" سوف انتظر انستي, لكن عليك ان تعي ان العدد ما زال يعمل".

"نعم, اعرف, شكرا لك".

توجهت جيني نحو الباب الرئيسي لتطرقه بقوة واذا بالحارس يفتح لها.

"معذرة, سيدي, انني ابحث عن صاحب المنزل".

"انا اسف , انستي, فلا احد موجود هنا , فالجميع في الكنيسة".

"الكنيسة؟!". سألت.

"نعم , انستي , الم تعلمي ؟ سيتزوج السيد هذا اليوم".

علت الدهشة على وجه جيني , فكيف تفوت هذا الخبر , فلا بد انه قد نشر في العديد من الصحف , فكيف امكنها ان تغفل خبر بهذه الاهمية؟".

نظرت الى الحارس وقالت:" نعم, اعرف هذا, فانا صديقة مقربة منه, فهو قد دعاني بنفسه , لكنني قد ظننت انه سيتزوج في القصر".

"لا , انستي".

"من فضلك , انا لا اعرف في اي كنيسة , هل لك ان تخبرني , من فضلك".

"لا اعرف . لا اعرف ان كان يجدر بي فعل هذا...". لاحظ الحارس الحزن على وجه جيني فاكمل حديثه قائلا:" حسنا... لكن لا تخبري احدا انني من اعطاك العنوان, لانني قد اقع في ورطة كبيرة وقد اخسر عملي , سوف يقام الزفاف في كنيسة سانت باربرا , بعد ساعة".

شكرت جيني الحارس مؤكدة له الا يقلق فلن تخبر احد ومن ثم غادرت وهي تفكر ما الذي ستفعله في هذه الساعة . كما انها ايقنت انه عليها ان توقف زفاف ذلك اللعين , فهو لا يستحق السعادة بعد ان فعل ما فعله.

توجهت جيني نحو السيارة ومن ثم طلبت منه ان ياخذها الى الكنيسة واعطته العنوان. نظرت جيني من حولها بعد ان انصرف السائق بحال سبيله ورأت ان المدعوون ما زالوا يتوقفون امام الكنيسة فايقنت ان عليها الانتظار مدة اطول بعد , فمن صبر لسنوات يستطيع الانتظار لعدة دقائق.

فرات عن قرب مقهى فاتجهت نحوه بالطفل وجلست الى طاولة قريبة من النافذة المطلة على الكنيسة وهي تفكر ان الانتقام عليه ان يكون مريرا وما افضل من انتظار اللحظة الاخيرة لوقف الزفاف, اما الان فعليها ان تنتبه الى صغيرها علها تنسى ذلك الحقير لبعض الوقت, وهذا ما فعلته, ولم تنظر الى النافذة الا حين انتبهت الى ساعتها وهي تلاحظ ان الوقت قد حان.

اخذت تراقب المدعوون وهم يدلفون الى داخل الكنيسة , وعندما دخل اخر المدعوين, حملت الطفل بين ذراعيها وولجت هي ايضا.

التفتت الى العريس واذا به رجل طويل القامة, عريض المنكبين, اسمر جذاب ووسيم, اتجهت بنظرها الى وجهه لترى توتره فقدرت ان السبب يعود الى وقوفه امام المذبح.

كانت تقف الى جانبه امراة انيقة وحسنة المظهر , امراة قد تكون في اواخر الخمسينات الا انها ما زالت امراة فاتنة جدا, وعلمت انها امه.

ارتفع صوت الموسيقى فذهبت جيني بعينيها الى رجل يعزف على البيانو فاعجبه عزفه, ومن ثم التفتت الى حيث ينظر الجميع.

فقد دخلن فتيات صغيرات وسرن على الممر وهن يرمين الورد الى كل جانب, وبعد ان جلسن , دخلت ثلاث قتيات يرتدين فساتين مماثلة بلون الوردي, وايقنت انهن الاشبينات, كما ايقنت جيني ان هذا الزفاف لابد ان يكون من افخم الاعراس على الاطلاق وذلك من حيث الاناقة والمبالغة في التزيين والديكور.

وها اخيرا تقدمت فتاة شابة شقراء وهي ترتدي فستانا ابيضا طويلا, مكون من قطعة واحدة مرسعة بالالماس المزيف مما يزيد من جماله ورونقه, كانت ممسكة بذراع رجل عجوز فعرفت انه لابد ان يكون الوالد الفخور.

اعادت جيني نظرها الى العريس فراته مبتسما فرحا, فشعرت ببغض شديد, واذ بالموسيقى تتوقف فجاة, وليقول الكاهن:" سيداتي , آنساتي, لقد اجتمعنا اليوم لنحتفل بجمع الحبيبين غاري ويلسون وبريندا جاكسون, وما جمعه الله لا يمكن لاحد ان يفرقه , فمن لديه سببا لوقف هذا الزفاف فليتكلم الان او ليصمت الى الابد".

عرفت جيني ان هذه فرصتها الاخيرة للكلام, الا انها لم تجرؤ على فعل هذا , واخذت تراقب المدعوين على امل ان يعارض احد غيرها, الا ان هذا لم يحدث, لذا اراد الكاهن ان يتابع عقد القران , الا ان غضبها قد تغلب على كل ذرة منطق لديها حين نظرت الى العريس لتراه مبتسما,فصرخت قائلة:" انا اعارض هذا الزفاف".

حسن الخلق 10-01-10 06:57 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

شكراا جزيلااا على هذا البارت المشوق
الغموض مسيطر على الاحداث بشده و هذا فى حد ذاته جميل ناهيك طبعا عن جمال اسلوبك
افترض ان هذا المدعو غارى هو والد الطفل و انه تسبب بالتعاسه لجينى كأن يكون تخلى عنها مثلا و لذلك فهى تنتقم منه عبر حرمانه من السعاده
افتراض يحتمل الخطا طبعا لان الاحداث ما زالت مجهوله بالنسبه لى
القصه جميله و شدتنى جدا اتمنى تكمليها للنهايه باذن الله
فى انتظااااااااااااااااااااااارك :flowers2:

الوفى طبعي 11-01-10 01:23 PM

الفصل الثاني:

اخذ الجميع من حولها ينظر اليها بنظرات مملوءة بالغضب, فشعرت بقدميها يخونانهاالا انها ايقنت انه لم يعد هناك مجالا للتراجع, فتقدمت الى الامام بخطوات ثابتة وهي تأكد قولها للكاهن انها تعارض هذا الزفاف.

ومن ثم ارسلت بنظراتها الى غاري الذي كان محتارا بامرها, فمن هي هذه الفتاة الشابة يا ترى؟ فهو لا يذكر انه قد قابلها يوما فمن هي؟

تقابلت نظراتها بنظراته وهي تقول له بصوت مرتفع على امل ان يسمع الجميع كلامها دون استثناء :" انا ادعى جيني والتر... وهذا الصغير ما هو سوى ابن غاري ويلسون".

لابد ان جميع الحاضرون صدموا لهذا الخبر , لكن ليس اكثر من غاري , الذي اخذ ينظر اليها غير مصدقا .

سبق له ان كان على علاقة مع هذه الفتاة ؟! هذا مستحيل , فلو كان كذلك لما سمح لها ان تفلت من يديه , فهي ملاك ساحر بعينيها الخضراوين وبشعرها الاسمر الطويل وبصوتها الرنان ذلك.

هز غاري رأسه ليبعد هذه الافكار التي اجتاحت عقله , فهذا ليس الوقت لينظر الى عينيها بهذه الطريقة , بل عليه ان يحاول فهم ما يحدث هنا , لذا اراد ان يسألها عما تقوله الا ان والدته اسرعت مستفسرة سائلة :"عذرا ؟! ".

اجابت جيني باستخفاف قائلة :" انا اعذرك ... اخبرني يا غاري من بين جميع الفتيات اللواتي قابلتهن , هل تذكر فتاة مراهقة قد استمتعت برفقتها ومن ثم تخليت عنها ؟".

لقد اطال غاري النظر اليها مفكرا انه لو قابلها ذات يوم لما استطاع نسيانها , فهي امراة صاحبة حضور وتأثير كبير , لذا لم يستطع ان يجيب مما جعل جيني تكمل قائلة

:" حسنا , في الحقيقة لم اتوقع ان تتذكر لذا سوف اساعدك .. لقد كنت في جزر الكاريبي , طبعا قبل اربع سنوات .. بشأن عمل ما , على الاقل هذا ما قلته , وعندما فرغت منه لم ترد العودة , بل بحثت عن مغامرة صغيرة , وقد كنت اناالمعنية بهذا . كنت انت رجلا ناضجا ومسؤولا بينما كنت انا مجرد فتاة مراهقة بلا تجارب وسخيفة واستطعت انت اغوائي ".

عاد غاري بذكره تلك اللحظات الصعبة في حياته والذي حاول جهده نسيانها , الا انه لم يستطع ان يتذكر جيني او ما حصل بينهما, لكن شعور قوي في داخله انبأه انها تكذب , لكن ما السبب ؟

اعاد نظره اليها واستطاع ان يسأل بصعوبة :" ما هذه السخافة التي تتفوهين بها ؟"

"لا بأس , حضرت الى هنا وأنا اعرف انك لن تستطيع ان تتذكرني , فلا بد انه قد مر عليك العديد من الفتيات قبلي ويعدي , فأنا مجرد ساقطة بالنسبة اليك, اليس كذلك ؟".

اراد غاري ان يحتج على كلام جيني والتي تصفه على انه وحشا خاليا من الاحاسيس الا انها قد كانت اسرع منه واكملت حديثها قائلة :" كنت انا اجلس وحدي على احدى المائدات واذا بك تقترب وتسألني "لماذا يجلس هذا القمر وحده في ليلة مقمرة كهذه ؟"

هيا لا تخبرني انك تستعمل هذه الجملة المبتذلة مع كل فتاة يقع نظرك عليها؟".

لم يتذكر غاري انه قد استعمل هذه الجملة مع اي فتاة قط , فكما تقول جيني فأن هذه الجملة فعلا جملة مبتذلة , وعندما يحاول ان يوقع بفتاة ما فلديك طرقه الخاصة ولكن اي منها لا تشمل هذه الجملة.

عرفت جيني ان غاري لا يستطيع التذكر وهذا ما قرأته في عينيه العسليتين , وابتسمت بسرها وقالت :"ما زلت اذكر تلك الفترة التي قضيناها معا , يا لها من عطلة جميلة .. هذا ليس مهما الان , فأنا اتيت الى هنا لاسباب اخرى".

تمعن غاري بنظر جيني فعلم بغريزته انها تخفي شيئا ما فما هو يا ترى , الا انه كان متاكدا من انه لم يرها من قبل , لذا قال لها :" اخبريني جيني , هل لديك ما يؤكداننا سبق وكنا على علاقة غرامية ؟".

تظاهرت جيني بالالم وقالت وهي تخرج صور من حقيبتها :"طبعا معي دليلا , لكنني لم اكن اعرف انك ستنكر كل شيء وبهذه الطريقة ... انظر الى هذه الصور".

اخذ غاري الصور من يدها وهو مستعد ان يقسم بانها تكذب , الا انه قد صدم وهو ينظر الى الصور فهذه صوره , واعاد النظر اليها وهو لا يفهم شيئا مما يدور حوله , مما جعل امه تأخذ منه لصور وهي تقول :"ان هذه الصور ممزقة".

"طبعا , انها كذلك , فعندما تخلى عني ابنك اصبت باحباط شديد ... انتظري اتظنينني اكذب ؟ ان هذه الصور لم يسبق لابنك ان أخذها سوى معي وفي تلك الرحلة , هيا اساليه ".

لم يكن امام غاري سوى الاعتراف بصحة كلامها مع انه ما زال متشكك بهذا , كما يبدو ان العروس قد افاقت من صدمتها واخذت تسأل بغضب :" وما الذي تريده الان ؟ هل تتوقعين منه ان يتزوجك ؟ الهذا اوقفت الزفاف ؟".

لم يخطر ببال جيني ان بريندا ما زالت تريد غاري مما شكل لها صدمة , فهي لم تكن تريد هذا , بل ارادت منها ان تتركه وهنا على المذبح.

بعد ان افاقت جيني من افكارها قالت :" لا , ليس هذا اريده , ففي الحقيقة ما اريده هو شيء اخر تماما , سوف انتقل اليوم الى فلوريدا ولن اعود , فقد استقلت من

عملي وبعت المنزل لذا فضلت ان اتمم كل شيء لابدا حياة جديدة وهذا يشمل غاري ايضا ".

انزلت جيني الصغير على الارض واكملت قائلة :" بعد ان مزقت الصور , عرفت ان ابني سيسألني عن والده يوما ما , لذا احتفظت بها, لكن الان...".

توقفت جيني عن الكلام حين اخرجت من حقيبتها مسدسا ووضعت يدها على الزناد مستعدة لاطلاق النار , فهلع الجميع من حولها ما عدا غاري الذي التمعت عيناه بالسخرية , وذلك لانه قد قرأ المتعة في عينيها مما جعله واثقا ان المسدس لعبة صغيرة

لذا قال :"هذه لعبة جميلة".

ابتسمت جيني وقالت :"انها لعبة ابني".

"حقا ؟ ولما هي معك الان ؟".

" هذا فكرتي للمستقبل , اخرج المسدس امام طفلي ,قبل الانتقال من هذا البلد , وان سألني عنك يوما فسأقول "عزيزي , الا تذكر ذلك اليوم حين كان والدك يتزوج ؟ لقد اطلقت عليه النار وهربت".

اراد غاري الضحك باعلى صوته , الا انه شعر ان الوقت غير مناسب لهذا بتاتا , انما هذا لم يمنعه من الاقرار ان جيني والتر هذه فتاة مثيرة للاهتمام حقا , لذا ابتسم قائلا :"هذه فكرة لطيفة , لكن الم تقولي ان الصور للصغير ؟ هذا يعني انه سيعرف الحقيقة يوما من التلفاز او الصحف ".

"لا اعتقد هذا , عائلتي ليست من هذا النوع .. الان اعطني هذه الصور فلدي رحلة علي ان الحق بها ".

لسبب ما كان صعبا على غاري ان يعطيها الصور , ايعقل انه اراد لهذه التمثيلية ان تستمر , وان يجعلها تفوت الطائرة ؟ ما الذي دهاه , فها هي بريندا تقف امامه وما زالت مستعدة للزواج منه رغم ما حدث , فما الذي يحدث له؟

تراجعت جيني الى الخلف بعد ان حملت طفلها الا انها توقفت بعد عدة خطوات قائلة :"عذرا على السؤال ,انما علي السفر الى المطار وصعب جدا ان اجد سيارة اجرة في هذه المناطق , هلا يعيرني احد سيارته ؟ بعد الزفاف يمكنه الذهاب الى المطار لاخذها .. اعدكما سوف اعيدها لكم".

لقد تعجب الجميع من وقاحة جيني ومن ضمنهم غاري ووالدته التي اسرعت قائلة :"خذي سيارتي , كن عليك الرحيل من هنا وبسرعة".

امسكت جيني المفاتيح من يد السيدة ويلسون واذا برنين هاتف يرن , نظر الجميع اليها ببرودة لذا ارادت الانكار ان هذا الهاتف لها فهي لا تملك هاتف خلوي, لولا انها قد تذكرت ان الصغير قد وضع هاتف مايك والذي هو من كان ينام في الغرفة الثالثة في حقيبتها قبل النوم , لذا قالت عوضا عن ذلك :"يا لفظاظتي , لقد نسيت ان اغلق الهاتف في الكنيسة , لكن علي ان ارد فقد يكون الاتصال مهما جدا".

"الو... مايك , لقد انتهيت من الاعمال التي كان علي القيام بها , سوف احضر في غضون عشر دقائق".

قال مايك بخوف واضح :" معم , انجي , لكن اين انت ؟ سوف تقلع الطائرة بعد نصف ساعة".

"هيا عزيزي , لا تقلق , قلت لك انني لن افوت هذه الرحلة , وحين احضر سأخبرك بكل شيء , وداعا , احبك".

"... عذرا على هذا ".

اطفئت جيني الهاتف واتجهت الى الخارج , الا انها عادت وقالت :" انا اسفة , لقد نسيت اعطائك هذه , انها شهادة ميلاد طفلنا".

ومن ثم تحولت جيني بنظراتها الى العروس قائلة :"انا اسفة على افساد زفافك , لكن صدقيني انا متاكدة انك تستحقين شخصا افضل من هذا الرجل , كما انني اتمنى ان تجدي رجلا يحبك حقا , فغاري غير قادرا على حب اي شخص سوى نفسه".

فجأة شعر غاري برغبة انها هذا غير صحيح , الا انه لم يستطع , فهو صحيح كان على وشك الزواج من بريندا الى انه لم يكن مغرما بها حقا , مع انه يكن لها الكثير من الاحترام.

فصرخ السيد جاكسون قائلا :" انت محقة انستي ...".

تركته جيني مغادرة الكنيسة وهي تتمنى لو تستطيع البقاء لتشهد تدمير حياة الحقير غاري ويلسون, الا انه عليها الانطلاق الى المطار فهناك ينتظرها مستقبلها.

غادرت جيني الكنيسة وهي تظن انها ستغادر البلاد دون رجعة , تاركة غاري يغرق بحيرته وتساءلاته عن تلك المراة الغامضة التي تدعي انها ام طفله والتي تركت تاثيرا كبيرا عليه , ولم يخرج من شروده سوى على شهقة استغراب امه التي لاحظت شيئا مثيرا في شهادة ولاد الطفل.

حسن الخلق 11-01-10 04:03 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

مرحباااااابك اختى الوفى طبعى
بارت جناااااان و ملئ بالمتعه و الاثاره
القصه تاخذ منحنيات قمه فى التشويق
لا استطيع التوقع .... ماذا ؟ هل كان فاقد للذاكره ؟..... هل له اخ توءم ؟ ..... و ماذا فى هذه الفتره التى يريد نسيانها ؟ ..... و من هو مايك اتمنى ان يكون اخاها او مجرد صديق
لا اقوى على الانتظار حتى افك غموض هذه الاحداث المذهله
بلييييييييييييييييييز لا تطولى يا ريت بارت طويييييل
فى انتظارك بكل شوق
دمتى بود :flowers2:

الوفى طبعي 12-01-10 10:18 AM

"لماذا تأخرت ؟ هيا لنذهب ".

"عليك ان تعذرني عزيزي , فأنت لا تعلم ما الذي صادفته اليوم؟".

ابتسم مايك قائلا :" لما ينتابني الشعور انك لم تدعي الامور على حالها ,

وانك ذهبت للتحدث مع المدعو غاري ويلسون ؟ لماذا تفعلين بي هذا؟".

ضحكت جيني ضحكة عريضة قائلة :"نعم , انت محق , هذا ما حدث ,

وأنت لا تعرف كم استمتعت بفعل هذا؟".

"اخبريني".

"توجهت الى منزله, فأخبرني الحارس بمفاجأة غير متوقعة , انه سيتزوج

اليوم ".

غضب مايك وصرخ قائلا :" هذه كانت ردة فعلي بالضبط , وازداد اصراري

على الانتقام منه , مع انني خشيت ان اتراجع في اللحظة الاخيرة . والاسوأ

من هذا كله انه لم يتذكر اي شيء من تلك الرحلة , لا تلك الليلة التي تعرف

بها على فتاة ما ولا الليلة التي جعلها تحمل منه".

"ما الذي فعلته انجي ؟ هل كذبت ؟!".

ابتسمت جيني ابتسامة باهتة وقالت :" انت تعرفني , وتعرف انني اكره

الكذب والكذابين , الا انني اضطررت باخفاء جزء بسيط من الحقيقة".

ابتسم مايك رغم عنه لكلام جيني فهو اكثر شخص يعرفها في هذا الكون , لذا

قد عرف انها قد كذبت باكثر من جزء بسيط , فلاحظت جيني ابتسامته تلك

وقائلة مدافعة عن نفسها :"حسنا , لقد كذبت كذبة بيضاء , هيا لا تقل لي

الان انك تشفق عليه بعد كل هذا , فهو السبب في عذابنا كما انه السبب في

انتقالنا الى فلوريدا".

"انا لا اريد ان اتحدث بهذا الامر صغيرتي , الا انني ارجو الا ترتد الكذبة

عليك في النهاية , فغاري ويلسون شخص ذو نفوذ كبيرة , ويستطيع تدمير

حياتك ان اراد هذا , فاحذري".

" لن نعود لرؤيته بعد الان , فهذا الفصل من حياتنا قد انتهى والى الابد ".

"انتباه , انتباه , الى جميع المغادرين الى فلوريدا , الرجاء التوجه الى

البوابة الثانية الى اليمين ".

"علينا التوجه الى البوابة".

حمل مايك الصغير على ذراعه اليمنى بينما حمل بيده اليسرى حقيبة كبيرة ,

اما جيني فحملت بيدها اليمنى حقيبة سفرها الصغيرة وفي يدها اليسرى

حقيبة كبيرة .

فهذا ما بقي لهما من هنا, فقد تركا كل شيء وراءهما ما عدا الملابس والام ,

فاقتربا من منطقة التفتيش لتفتش حقائبهما.

اخذت جيني تفكر ان الاوان قد آن للرحيل , كما انها قد تذكرت استقالتها

واستقاله مايك من العمل وبيع منزلهما , فلا مجال للتراجع الآن, فهنا الكثير

من الالام والجروح البليغة.

فالقت بنظرها الى مايك وهي تعلم انه اكثر من يتعذب هنا , اكثر من الجميع

, لم تثق يوما بالجمال الا انها قد ظنته يلازم السعادة , لكن هذا ليس صحيح

فمايك شخص جذاب ووسيم جدا , وهو يملك سحرا خاصا به , والعديد من

النساء يتمنين نظرة واحدة من عينيه الزرقوين, الا ان كل هذه الصفات لم

تمنحه يوما السعادة او حتى ذرة واحدة منها.

"انتظري جيني والتر , انتظري".

صرخ غاري باعلى صوته محاولا وقفها عن المرور , فهو لن يسمح لها

بمغادرة البلاد قبل ان يفهم الحقيقة وبالاخص بعد ان رآها الآن مع هذا الرجل

, فمن هو؟

شعرت جيني بالخوف لان ما يحدث في هذه اللحظة, لم يكن بالحسبان , فهي

لم تتوقع ان يلحق غاري بها, فارادت الالتفات الى الوراء لتواجهه الا انها لم

تستطع التحرك وبقيت قدماها مسمرتان في الارض فالتفت مايك عوضا عنها

"لابد انك غاري ويلسون".

"نعم " اجاب غاري باجحاف وبرودة حين اجابه هذا الغريب بدلا من جيني

بل واكثر ان هذا الرجل يحتضن طفله كما لو كان الاب .

لكن هذا غير صحيح فلدى غاري الدليل القاطع على ان هذا الطفل ابنه ,

فشهادة الميلاد والاسم يثبت هذا , صحيح انه ما كان لينتبه الى هذه النقطة

لولا ان امه قد جذبته اليها , كما انه الان بالنظر الى ذلك الصغير فيعرف

بشكل مؤكد انه ابنه , فلديهما الشعر والعينين ذاتهما , لكن ما لا يفهمه الآن

كيف اقام علاقة معها وتركها , او حتى نسيها ؟ فهذا لا يمكن.

استجمعت جيني قواها والتفتت الى غاري ويلسون واثقة انها قادرة على

قراءة افكاره فسألت :" ما الذي تفعله هنا غاري ؟".

اجاب غاري بسخرية قائلا :" ماذا تظنين ؟ جئت لأخذ ابني ".

"ما الذي قلته ؟! انت تعلم اننا على وشك الصعود الى الطائرة ".

"يا للعجب , انا اعرف هذا , لكن ان ظننت انني سأسمح لك بأخذ ابني الى

الخارج فأنت تحلمين , هل جننت ؟".

"طبعا سأخذ ابني معي ".

"لكن عزيزتي , الم تقدمي لي الادلة على ان الصغير ابني ؟ ومع النفوذ التي

املكها استطيع الاتصال بالقاضي ليصدر لك امرا بعد السفر معه , وان

تمكنت من اقناعه انك تنوين السفر دون رجعة , استطيع اتهامك بالاختطاف

".

"لا يمكن ان يحدث هذا , اليس كذلك مايك؟".


"اخشى انه قادرا على فعل كل هذا عزيزتي , الم اقل لك ؟ ومع الادلة التي

يملكها
والتي انت من قدمها له , فلا مجال للتراجع الان وحتى لو قلت انك

كنت تكذبين فلن يصدقك احد ".

"لكن ... ماذا سأفعل ؟ انا لا استطيع التخلي عن صغيري ".

"ليس عليك فعل هذا ".

لمحت جيني نظرة اسى في نظر مايك فسألت :" ما الذي تعنيه ؟".

"انت لا تستطيعين التخلي عن الصغير بسبب غاري والذي هو والده الشرعي

, كما انك لا تستطيعين السفر معه بسبب غاري ايضا , فالحل الوحيد

المتوفر هو ... البقاء ".

شعرت جيني بطعنة في قلبها بعد سماعها هذا الكلام , فكيف تقو على ترك

مايك وحده فقالت :" انا لا استطيع فعل هذا , وعدا ذلك ... اين سنعيش ؟

فقد بعنا المنزل , الا تذكر ؟".

امسك مايك جيني من كتفيها وهو يقول :" انا اذكر هذا , فقد ظننا اننا لن

نبقى هنا اكثر , لذا ...".


نظر مايك الى غاري وتابع حديثه قائلا :"
علي العيش مع غاري ".

صرخت جيني بدهشة وهي تلتفت الى غاري :" ماذا ؟! لا اريد البقاء مع

هذا الرجل ".

اكمل مايك قائلا بألم :" اعرف انك لا تريدين فعل هذا , والله الشاهد على

انني ايضا لا اريدك ان تفعلي هذا , لكنني لا استطيع البقاء هنا , وانت اكثر

من يعرف هذا , لذا علي المخاطرة في ابقاءك معه ".

لا يعرف غاري لماذا كان يشعر كما لو ان احد يطعنه بظهره وهو يسمع هذا

الكلام , لذا اضفى السخرية على المه قائلا :" انا لا اخيف احدا جيني , كما

انني لا اعيش بمفردي".


ابتسمت جيني بسخرية مماثلة قائلة :"لقد نسيت ان اسألك ماذا حصل

بالكنيسة , واين هي سعيدة الحظ ؟".

" وأين تظنيها ؟ فبعد ان غادرت انفتحت علي النيران من كل اتجاه , فأمي

من جهة ,والسيد جاكسون من جهة اخرى ".

ارتسمت على شفاه جيني ابتسامة عريضة وسألت :" وما الذي حدث؟".



الوفى طبعي 12-01-10 10:19 AM

"لماذا تأخرت ؟ هيا لنذهب ".

"عليك ان تعذرني عزيزي , فأنت لا تعلم ما الذي صادفته اليوم؟".

ابتسم مايك قائلا :" لما ينتابني الشعور انك لم تدعي الامور على حالها ,

وانك ذهبت للتحدث مع المدعو غاري ويلسون ؟ لماذا تفعلين بي هذا؟".

ضحكت جيني ضحكة عريضة قائلة :"نعم , انت محق , هذا ما حدث ,

وأنت لا تعرف كم استمتعت بفعل هذا؟".

"اخبريني".

"توجهت الى منزله, فأخبرني الحارس بمفاجأة غير متوقعة , انه سيتزوج

اليوم ".

غضب مايك وصرخ قائلا :" هذه كانت ردة فعلي بالضبط , وازداد اصراري

على الانتقام منه , مع انني خشيت ان اتراجع في اللحظة الاخيرة . والاسوأ

من هذا كله انه لم يتذكر اي شيء من تلك الرحلة , لا تلك الليلة التي تعرف

بها على فتاة ما ولا الليلة التي جعلها تحمل منه".

"ما الذي فعلته انجي ؟ هل كذبت ؟!".

ابتسمت جيني ابتسامة باهتة وقالت :" انت تعرفني , وتعرف انني اكره

الكذب والكذابين , الا انني اضطررت باخفاء جزء بسيط من الحقيقة".

ابتسم مايك رغم عنه لكلام جيني فهو اكثر شخص يعرفها في هذا الكون , لذا

قد عرف انها قد كذبت باكثر من جزء بسيط , فلاحظت جيني ابتسامته تلك

وقائلة مدافعة عن نفسها :"حسنا , لقد كذبت كذبة بيضاء , هيا لا تقل لي

الان انك تشفق عليه بعد كل هذا , فهو السبب في عذابنا كما انه السبب في

انتقالنا الى فلوريدا".

"انا لا اريد ان اتحدث بهذا الامر صغيرتي , الا انني ارجو الا ترتد الكذبة

عليك في النهاية , فغاري ويلسون شخص ذو نفوذ كبيرة , ويستطيع تدمير

حياتك ان اراد هذا , فاحذري".

" لن نعود لرؤيته بعد الان , فهذا الفصل من حياتنا قد انتهى والى الابد ".

"انتباه , انتباه , الى جميع المغادرين الى فلوريدا , الرجاء التوجه الى

البوابة الثانية الى اليمين ".

"علينا التوجه الى البوابة".

حمل مايك الصغير على ذراعه اليمنى بينما حمل بيده اليسرى حقيبة كبيرة ,

اما جيني فحملت بيدها اليمنى حقيبة سفرها الصغيرة وفي يدها اليسرى

حقيبة كبيرة .

فهذا ما بقي لهما من هنا, فقد تركا كل شيء وراءهما ما عدا الملابس والام ,

فاقتربا من منطقة التفتيش لتفتش حقائبهما.

اخذت جيني تفكر ان الاوان قد آن للرحيل , كما انها قد تذكرت استقالتها

واستقاله مايك من العمل وبيع منزلهما , فلا مجال للتراجع الآن, فهنا الكثير

من الالام والجروح البليغة.

فالقت بنظرها الى مايك وهي تعلم انه اكثر من يتعذب هنا , اكثر من الجميع

, لم تثق يوما بالجمال الا انها قد ظنته يلازم السعادة , لكن هذا ليس صحيح

فمايك شخص جذاب ووسيم جدا , وهو يملك سحرا خاصا به , والعديد من

النساء يتمنين نظرة واحدة من عينيه الزرقوين, الا ان كل هذه الصفات لم

تمنحه يوما السعادة او حتى ذرة واحدة منها.

"انتظري جيني والتر , انتظري".

صرخ غاري باعلى صوته محاولا وقفها عن المرور , فهو لن يسمح لها

بمغادرة البلاد قبل ان يفهم الحقيقة وبالاخص بعد ان رآها الآن مع هذا الرجل

, فمن هو؟

شعرت جيني بالخوف لان ما يحدث في هذه اللحظة, لم يكن بالحسبان , فهي

لم تتوقع ان يلحق غاري بها, فارادت الالتفات الى الوراء لتواجهه الا انها لم

تستطع التحرك وبقيت قدماها مسمرتان في الارض فالتفت مايك عوضا عنها

"لابد انك غاري ويلسون".

"نعم " اجاب غاري باجحاف وبرودة حين اجابه هذا الغريب بدلا من جيني

بل واكثر ان هذا الرجل يحتضن طفله كما لو كان الاب .

لكن هذا غير صحيح فلدى غاري الدليل القاطع على ان هذا الطفل ابنه ,

فشهادة الميلاد والاسم يثبت هذا , صحيح انه ما كان لينتبه الى هذه النقطة

لولا ان امه قد جذبته اليها , كما انه الان بالنظر الى ذلك الصغير فيعرف

بشكل مؤكد انه ابنه , فلديهما الشعر والعينين ذاتهما , لكن ما لا يفهمه الآن

كيف اقام علاقة معها وتركها , او حتى نسيها ؟ فهذا لا يمكن.

استجمعت جيني قواها والتفتت الى غاري ويلسون واثقة انها قادرة على

قراءة افكاره فسألت :" ما الذي تفعله هنا غاري ؟".

اجاب غاري بسخرية قائلا :" ماذا تظنين ؟ جئت لأخذ ابني ".

"ما الذي قلته ؟! انت تعلم اننا على وشك الصعود الى الطائرة ".

"يا للعجب , انا اعرف هذا , لكن ان ظننت انني سأسمح لك بأخذ ابني الى

الخارج فأنت تحلمين , هل جننت ؟".

"طبعا سأخذ ابني معي ".

"لكن عزيزتي , الم تقدمي لي الادلة على ان الصغير ابني ؟ ومع النفوذ التي

املكها استطيع الاتصال بالقاضي ليصدر لك امرا بعد السفر معه , وان

تمكنت من اقناعه انك تنوين السفر دون رجعة , استطيع اتهامك بالاختطاف

".

"لا يمكن ان يحدث هذا , اليس كذلك مايك؟".


"اخشى انه قادرا على فعل كل هذا عزيزتي , الم اقل لك ؟ ومع الادلة التي

يملكها
والتي انت من قدمها له , فلا مجال للتراجع الان وحتى لو قلت انك

كنت تكذبين فلن يصدقك احد ".

"لكن ... ماذا سأفعل ؟ انا لا استطيع التخلي عن صغيري ".

"ليس عليك فعل هذا ".

لمحت جيني نظرة اسى في نظر مايك فسألت :" ما الذي تعنيه ؟".

"انت لا تستطيعين التخلي عن الصغير بسبب غاري والذي هو والده الشرعي

, كما انك لا تستطيعين السفر معه بسبب غاري ايضا , فالحل الوحيد

المتوفر هو ... البقاء ".

شعرت جيني بطعنة في قلبها بعد سماعها هذا الكلام , فكيف تقو على ترك

مايك وحده فقالت :" انا لا استطيع فعل هذا , وعدا ذلك ... اين سنعيش ؟

فقد بعنا المنزل , الا تذكر ؟".

امسك مايك جيني من كتفيها وهو يقول :" انا اذكر هذا , فقد ظننا اننا لن

نبقى هنا اكثر , لذا ...".


نظر مايك الى غاري وتابع حديثه قائلا :"
علي العيش مع غاري ".

صرخت جيني بدهشة وهي تلتفت الى غاري :" ماذا ؟! لا اريد البقاء مع

هذا الرجل ".

اكمل مايك قائلا بألم :" اعرف انك لا تريدين فعل هذا , والله الشاهد على

انني ايضا لا اريدك ان تفعلي هذا , لكنني لا استطيع البقاء هنا , وانت اكثر

من يعرف هذا , لذا علي المخاطرة في ابقاءك معه ".

لا يعرف غاري لماذا كان يشعر كما لو ان احد يطعنه بظهره وهو يسمع هذا

الكلام , لذا اضفى السخرية على المه قائلا :" انا لا اخيف احدا جيني , كما

انني لا اعيش بمفردي".


ابتسمت جيني بسخرية مماثلة قائلة :"لقد نسيت ان اسألك ماذا حصل

بالكنيسة , واين هي سعيدة الحظ ؟".

" وأين تظنيها ؟ فبعد ان غادرت انفتحت علي النيران من كل اتجاه , فأمي

من جهة ,والسيد جاكسون من جهة اخرى ".

ارتسمت على شفاه جيني ابتسامة عريضة وسألت :" وما الذي حدث؟".



الوفى طبعي 12-01-10 03:44 PM

"كنت احاول ان اقنع نفسي انك تكذبين , وان ما جرى في الكنيسة مجرد مسرحية لا اعرف الغاية منها , لكن هناك ما لفت انتباهي في شهادة الميلاد وهو اسم الصغير "جوي" , وهذا الاسم لطالما قلت بانني سأطلقه على اول طفل لي".

لم تصدق جيني حظها السيء هذا , فغاري اتى الى هنا بسبب الاسم , وهو
ما كان صدفة بحثة , فمايك من سمى الطفل الصغير باسم جوي , وذلك
بسبب احد البرامج التي كان يتابعها في تلك الفترة ... يا له من حظ سيء جدا.

" نداء , نداء ...".

رجعت جيني الى الواقع بعد ان انزل مايك الطفل وهو يقول :" هذه رحلتي".

نظرت جيني اليه وهي تقول :" ستغادر .. هذا قرارك الاخير ؟".

عانق مايك جوي ومن ثم عانق جيني وهو يقول :" علي هذا , ارجوك اهتمي
بنفسك واهتمي بالصغير , فقلبي يؤلمني بمجرد التفكير انني اترك ورائي , اهم شخصين في حياتي , عائلتي ".

ارادت جيني البكاء , الا ان الدموع تحجرت في عينيها , لانها كانت تعلم ان مايك مستعد للبقاء , ما ان يرى دموعها , لكنها لا تريد هذا ... فأن بقي هنا , فسيزداد عذابه , علي ان يتغلب على كل ما يحدث في حياته , وانذاك سيعود دون حتى ان تضطر لطلب هذا منه .

" من الجيد البكاء احيانا صغيرتي ".

بلعت جيني ريقها وهي تقول :" لا تتوقع مني هذا , فأنا لا اؤمن بهذه الامور ".

تنهد مايك وهو ينظر اليهما مرة اخرى ومن ثم قال :" انتم لا تعرفون كم ساشتاق اليكم , فانتم ما يحلم به اي رجل , عائلة مثلكم ".

شعرت جيني ان هناك دمعة على وشك النزول فابعدتها بسرعة وهي تفتح
حقيبتها لتخرج منها عدة صور لتعطيها لمايك وهي تقول :" عندما تشعر انك وحيد , انظر الى هذه الصور ... لتتذكر ان هناك سبب يدفعك للعودة ".

اخذ مايك الصور وهو يسمع النداء الاخير للمغادرين وقال وهو يلتفت الى الوراء :" لن انسى هذا ابدا ... علي الذهاب ".

ارادت جيني البكاء وهي تراقب مايك مغادرا , لكنها لم تستطع , بسبب مايك الذي التفت اليها ملوحا لها وللطفل.

امسك جوي بجيني من قدمها وهو يقول :" امي , لماذا يرحل مايك ؟".

لم يعرف لماذا فرح غاري وهو يسمع جوي ينادي مايك بإسمه , فهذا يعني
انه لم يكن ابدا والد له . فشاهد جيني وهي تنزل الى الارض لتقول :" سيعود عن قريب عزيزي ".

ومن ثم امسكت بيده واتجهت نحو الزجاج ليقفا ويلوحا بيدهما , وما ان قلعت الطائرة حتى شرعت جيني بالبكاء فالتفت اليها جوي وقال :" امي , انت تبكين ".

شعرت جيني بدمعة تنزل على خدها بدون قصد , فمسحتها بقوة ومن ثم قالت لصغيرها :" لا بني , لقد دخل شيء في عيني ".

" يا له من موقف مؤثر , هل افهم ان هذا حبيبك ؟".

شعرت جيني بالغضب يجتاحها فنظرت الى غاري بنظراتها المشتعلة وقالت
:" ان مايك من اهم الاشخاص في حياتي , كما انه من قام بالدور الذي كان يفترض بك القيام به ".

علم غاري ما تقصده جيني فغضب غضبا شديدا , فهو لم يقم بواجبه تجاه
جوي لانه لم يعلم بوجوده حتى قبل فترة وجيزة , فتظاهر بالهدوء وقال
ببرودة اعصاب :" لا داعي الان للدرامة , أنذهب ؟".

صمتت جيني من دون اي حراك , ودون ان تعرف ما عليها فعله , فالمكوث
في منزل غاري لم يكن شيء يخطر ببالها , كما انها كانت تعرف ان السكن في منزله سيسبب لها المتاعب الكثيرة , وما لو ...

استيقضت جيني من شرودها عندما تقدم منها غاري واخذ من يدها الحقيبة
بينما حملت هي جوي وتوجها الى خارج المطار , ليتوقفا امام سيارة جيب رمادية اللون .

"هيا , اركبي ".

اجابت جيني وهي تحاول ازعاجه :" ماذا عن سيارة والدتك ؟".

نظر اليها غاري ولاحظ التمرد والتسلية في عينيها وقال :" سأبعث باحدهم لاخذها ".


الوفى طبعي 16-01-10 12:55 PM

مرحبا للجميع , اعتذر لعدم كتابة الجديد في هذه الايام كما واعتذر على كوني ساغيب فترة من الزمن بعد وذلك بسبب ظروف عائلية , لكن ارجو من الجميع قراءة ما كتبته حتى اكتب الجديد

حسن الخلق 16-01-10 10:59 PM

فى انتظارك اختى العزيزه
اتمنى لك التوفيق :flowers2:

الوفى طبعي 19-01-10 04:39 PM

ركب الثلاثة السيارة واتجها إلى المنزل , فأخذت جيني تحاول التفكير بالمصيبة التي حلت بها , فما الذي دهاها لتذهب إلى الكنيسة وتدمر زواج غاري , لماذا أدخلته إلى حياتها وحياة الطفل بعد كل هذه السنين ؟

يا ليتها لم تفعل هذا , لكانت الآن برفقة مايك , تبا لما كان عليها أن تصغي إلى مايك وتسمي الصغير جوي , لماذا لم تسميه بليك أو ما شابه بدل هذا الاسم الذي تمسك به غاري بكل هذه القوة .

لم تنتبه جيني إلى أنها قد وصلت إلى بوابة المنزل الكبير الذي أتت إليها في الصباح , إلا حين سمعت غاري يطلب منها المفاتيح .

"المفاتيح؟ ".

لاحظ غاري شرود جيني منذ أن ركبا السيارة لكنه لم يرد إزعاجها بالسؤال عن حالها فحالته مشابه لها , كان يعرف أن مكوث جيني في منزله سوف يسبب المتاعب الكثير ويحدث جلبة رهيبة وبالأخص في قلبه , فهز رأسه لإبعاد هذه الأفكار وهو يقول :" مفاتيح سيارة أمي ".

نظرت جيني من حولها لتتصادم نظراتها بنظرات الحارس الذي كانت مصدوما لرؤيتها , وأخرجت المفاتيح من حقيبتها ولتناولها لغاري , فشعرت بنظرة إحسان وشكر في عيني الحارس لكونها لم تشي به .

"أريدك أن تخبر ستيفن بالذهاب إلى المطار لإحضار سيارة أمي ".

"سمعا وطاعة سيدي".

أكمل غاري طريقة إلى المنزل فسمع جيني تقول بسخرية :" هل من الضروري جدا أن يقول "سمعا وطاعة سيدي " ؟".

"من المفروض أن يحترم الجميع مخدومه".

لقد أوقف غاري السيارة بالقرب من درج المنزل ومن ثم طلب من جيني النزول , فأيقنت جيني أن لا مكان للتراجع الآن , ولكي تنجو من المتاعب
فعليها الحرص على الابتعاد عن طريق غاري ويلسون هذا , فنزلت تحمل جوي وتوجهت إلى الباب حيث طرق غاري وإذا برجل يبدو انه في الخمسينات من العمر يفتح لهما.

"مرحبا , لويس , أين السيدة؟".

"إنها تنتظرك في الصالة ".

"سألحق بها , وأريدك أن تنزل حقائب الآنسة والتر من السيارة , تركت المفاتيح فيها ".

"نعم سيدي"

"أرى أن الجميع هنا يطيعون أوامرك".

"نعم أتوقع هذا من الجميع ... دون استثناء". ومن ثم توجه إلى الصالة حيث تتواجد أمه , فشعرت جيني أن الحديث عن الطاقة يشملها إلا أنها فكرت أن على غاري أن ينتظر وقتا طويلا ليحصل على هذا منها.

"أمي , أعرفك على حفيدك جوي , ووالدته جيني والتر ".

أخذت السيدة ويلسون تراقب تحركات جيني وشعرت بغريزتها الأنثوية , أن هذه المرأة الشابة ستغير كل شيء في هذا المنزل, كما أن هناك أمرا مريبا بها , فهناك قلق ممزوج بالتمرد في عينيها وهذا ما لم تلاحظه في الكنيسة فمدت يدها قائلة :" تشرفت بمعرفتك ".

نظرت جيني إلى اليد الممدودة فظنت أن السيدة ويلسون تسخر منها لذا أجابت بسخرية حادة :" لا اعتقد هذا سيدتي , ففي الحقيقة إن أتت امرأة ذات يوم لتفسد زواج ابني جوي , لغضبت كثيرا ولما تشرفت بمعرفتها , لذا هل لنا أن نتجنب كل هذه الأكاذيب ولنتحدث بصراحة".

غضب غاري كثيرا من اهانة جيني لوالدته فامسك بذراعها لتواجهه وهو يقول :" لن اسمح لك أبدا بجرح مشاعر أمي , هل فهمت ؟".
شعرت جيني بالصدمة من نبرة كلام غاري , فعلمت انه على الأقل يحترم والدته كثيرا بل وأكثر انه مستعد لفعل المستحيل لأجلها , وهذا ما يناقض فكرتها عنه , فنظرت في عينيه لترى كيف اسودت نظراته , فشعرت بالخوف , إلا أنها سرعان ما تمالكت نفسها حين تركها غاري وذلك بعد أن قالت أمه :" اتركها غاري , فهي محقة .... كما أنها تبدو صريحة جدا , لذا فهي تعجبني كثيرا ... والآن جيني , هل تسمحين لي بمناداتك باسمك المجرد؟".

هزت جيني رأسها وهي تنتظر أن تتابع السيدة ويلسون كلامها :" الحقيقة حين استيقظت هذا اليوم توقعت شيئا مختلفا ... اقصد أن يتزوج ابني وتحضر بريندا إلى هنا ككنتي ... لكن لم يحدث هذا , بل حضرت إلى هنا أنت ومع حفيدي ".

توقفت السيدة ويلسون عن الحديث وهي تنظر إلى جوي وتقول :" لقد حان الوقت لنسمع ضحكات طفل في هذا المنزل , وان نراه يركض في جميع الأنحاء ... فبعد فقدان طفلي جوي ... ".

راقبتها جيني وهي تمسح دموعها فحزنت لهذه الأم التي فقدت طفلها فهذا أفظع شيء, وهي لا تعلم ما قد تفعله أن خسرت ابنها , وهذا ما قد تفعله إن بقيت في هذا المنزل , كما أنها اكتشفت الآن سبب رغبة غاري بتسمية طفله الأول جوي , وذلك لذكرى أخيه.

كما لاحظت جيني أن الفرق شاسع بين السيدة ويلسون وغاري , فالسيدة امرأة بيضاء البشرة ذات عينين زرقاوين كما أنها امرأة متفهمة وحنونة تحمل في نظراتها الرقة والدفء , فشعرت أنها تعرفها منذ مدة طويلة وكأنها تذكرها بأحدهم , لكن من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

"هل تريدين أن تحملي حفيدك الأول سيدتي؟".

ابتسمت السيدة ويلسون وقالت :" بما أننا متفقات منذ البداية ما رأيك أن تناديني مارثا بدلا من السيدة ويلسون".

تقدمت جيني من مارثا ووضعت جوي بين أحضانها قائلة:" عزيزي ,
أعرفك على جدتك مارثا ".

بينما كانت جيني منتبهة إلى جوي وجدته دخلت فتاة جميلة جدا ولا يبدو أنها قد تجاوزت الثانية والعشرون فتوجه غاري إليها بالحديث قائلا :" اندريا , هلا تأخذين الآنسة والتر إلى غرفتها ؟".

"لا تناديني الآنسة والتر , فهذا يذكرني بالسيدة تيلر معلمة الصف الثالث , ناديني بجيني كما يفعل الجميع".

وقفت اندريا محرجة غير واعية لما تفعله فأكملت جيني حديثها قائلة لتبعد عنها الحرج :" أنت لا تعملين عندي , وأنا هنا مجرد نزيلة ولا اعرف إلى متى , فانا هنا لأجل طفلي ".

عرف غاري أن جيني تحاول أن تغيظه بهذا القول لكنه لم يستطع أن يرد عليها بسبب جميع الموجودين , فتمنى لو انه ... ليته.............

رافقت جيني اندريا إلى غرفتها وذلك بعد أن تركت جوي مع جدته ولم تستطع أن تحال دون التفكير في أن اندريا قد تكون إحدى عشيقات غاري , كما أنها لم تستطع تمالك نفسها من سؤال اندريا نفسها وذلك عند وصولهما إلى الغرفة .

ابتسمت اندريا وقالت :" أنا عشيقة للسيد ويلسون؟ كيف تفكرين بهذا؟".

"لا اعرف , أنت فتاة جميلة , ومن عادة غاري أن يغري كل فتاة يراها جميلة".

"أنت مخطئة جدا بالنسبة إلى السيد , جيني فهو شخص جيد فعلا , لكنه ارتكب خطئا فظيعا بحقك , لكن الجميع يرتكب الأخطاء , وذلك بقصد أم لا".

"أنا لا أريد مناقشة هذا الأمر الآن .. هل لك أن تأخذيني إلى غرفة الصغير؟".

أخذت اندريا جيني إلى غرفة جوي ووجدتها الأخرى غرفة مذهلة جدا,
كما أنها مليئة بالألعاب والدمى فقالت:" كيف رتبت هذه الغرفة بهذه السرعة؟".

"في الحقيقة عندما حضرت السيدة قالت أن الزفاف قد الغي وانه علينا تحضير غرفة لضيفة, أما هذه الغرفة فقد كانت بحاجة إلى تنظيف فقط فهي...".

"لجوي أخ غاري؟".

"نعم . سمعت لويس وهو يقول أن هذه الغرفة لم يطأها أي شخص بعد ما حصل, لكن لا احد يتحدث عن موت الطفل".

"هل لويس هنا منذ مدة طويلة؟".

"نعم, هو مرافق السيدة حتى قبل أن يولد السيد ويلسون ... جيني علي أن أعود إلى العمل , إن احتجت إلى أي شيء أرسلي في طلبي".

غادرت اندريا غرفة جوي الجديدة , فبقيت جيني وهي تنظر من حولها علها تستطيع أن تكتشف شيئا عن شخصية جوي المرحوم , فتساءلت في داخلها عن موته ولما يجعله الجميع يبدو كما لو كان سرا خطيرا, إلا أنها في النهاية أبعدت هذا الأمر عن ذهنها واتجهت إلى غرفتها منتظرة وصول لويس بالحقائب.

مرت عدة لحظات حتى مجيء لويس العجوز فشعرت جيني بوجوب الحيطة منه فهو مع العائلة منذ فترة ببعيدة جدا كما لو انه فردا منه لذا سألت :" أنت لا تقدرني كثيرا , أليس كذلك؟".

"أنا لا أعرفك لأكوّن انطباعا عنك".

"لكن مجرد سماعك أنني أفسدت زواج غاري يجعلك تأخذ هذا الانطباع, أنت كفرد من العائلة, إذن اخبرني ما الذي تقوله عني".

نظر لويس إلى جيني وقال :"عندما سمعت ما الذي قلته وفعلته في الكنيسة
شعرت أن هناك شيئا اكبر, وتساءلت عن الأمر... كنت تستطيعين إخباره من فترة طويلة, لماذا اخترت هذه اللحظة بالذات؟".

"في الحقيقة لم أرد إخباره أبدا, لكنني شعرت أنني مدينة لابني بذلك , لذا أخبرته قبل أن أسافر".

"هيا, لقد اخبرني بيلي....".

"بيلي؟".

"نعم, الحارس. كان يشعر بالذنب فاخبرني انك أتيت إلى المنزل وانه من أخبرك بزواج السيد وذلك بعد أن أقنعته بأنك صديقة له, كما انه اخبرني أن هذا حصل قبل ساعة من الزفاف, لما لم تأتي فورا وأعلمته؟".

استمرت جيني بالنظر إلى لويس فقد كان محقا, إذا لما انتظرت. فرأى لويس ترددها وقال :" اعتقد انك تبحثين عن الانتقام؟ لكن لما؟ ألانه تخلى عنك؟ لكنك فتاة قوية وتستطيعين تدبر أمرك كما فعلت حتى الآن".

"أنت لا تدري ما الذي تقوله".

" يوجد شيء مريب بشأنك, سوف أراقبك".

ما أن نطق لويس بهذه العبارة حتى ذهب في حال سبيله , فأخذت جيني تشعر بالقلق , أيقنت أن عليها إيجاد طريقة لمغادرة هذا المنزل قبل أن تفعل ما قد تندم عليه .

لكنها فضلت التفكير بهذا الأمر لاحقا لان ما عليها الآن فعله هو الاستحمام وتفريغ الحقائب فاختارت الأمر الثاني أولا.

أمسكت إحدى الحقائب لتفرغ محتواها فأخرجت منها ملابسها ووضعتها في الخزانة, إلا أنها قد تركت لها فستانا مكونا من قطعتين, تنوره قصيرة حمراء وبلوزة خضراء, ووضعتهما على السرير ومن ثم أخرجت علبة
الماكياج لتضعهما على المنضدة , وأخيرا فتحت الحقيبة الأخرى لتخرج منها الأحذية والملابس الشتوية؛ لتضع الأحذية في الدرج السفلي من الخزانة ولتعلق الأخرى وفي النهاية أخذت الملابس المتبقية في الحقائب والتي هي ملك لجوي إلى غرفته لتضعها في خزانته.

لقد دخلت جيني الحمام الموجود في غرفتها لتستحم , وبسبب وجود جوي مع مارثا لم تقلق وأخذت وقتها تحت الماء , فبدأت بالتفكير أنها حين قالت بأنها ستبدأ بحياة جديدة لم تعني السكن مع غاري , لكنها اتفقت مع القول انه من الأفضل أن تجعل صديقك قريبا لكن عدوك اقرب.

ولوهلة ظنت جيني أنها سمعت طرقا على الباب إلا أنها لم تكن متأكدة , لذا انتظرت بعض الوقت علها تسمعه مجددا, وحين فعلت أسرعت بالخروج من الحوض لتمسك منشفة وتلفها على نفسها وبعدها ركضت لتفتح الباب.

"أنا آسفة لإزعاجك جيني".

"لا باس, ما الأمر؟".

"يطلب منك النزول لتناول طعام الغذاء".

"حان الوقت؟ لابد أنني لم انتبه إلى الساعة . حسنا سأنزل بعد قليل".

نظرت جيني إلى ساعتها ووجدتها الثالثة, ولم تصدق هذا, فمنذ قليل أوقفت زفاف غاري.

عرفت أن عليها الإسراع فلا احد يريد الانتظار, فلبست ملابسها وسرحت شعرها وتركته مرميا على ظهرها ومن ثم وقع اختيارها على جزمه سوداء من الجلد وارتدتها, وفي النهاية وضعت القليل من احمر الشفاه, لكنها لم نضع غيره من الماكياج.

"عذرا على التأخير".

لاحظت جيني النظرات نحوها فسألت:" امن مشكلة؟".

ابتسمت مارثا وقالت :" أنت فتاة جميلة جدا , إن الأخضر يناسبك تماما".

لقد لاحظ غاري هذا بالمثل إلا انه لم يتجرأ على البوح بهذا فاكتفى بالنظر إليها.

"شكرا ".

ابعد غاري نظراته عنه ومن ثم قال :" لويس اطلب من اندريا أن تباشر بتقديم الطعام".

"أين جوي ؟".

"أراد أن يرى الحديقة فطلبت من إحدى الخادمات أن تصطحبه, أرجو ألا تمانعي ".

"لا , لا باس , لكنني أردت أن أطعمه فقط".

"لقد اهتممت بهذا, فهو حفيدي".

ابتسمت جيني لمارثا وهي تقول لنفسها أن ليس عليها الغيرة من حب مارثا لجوي بل بالعكس عليها أن تفرح لأنها قد تقبلته كحفيد لها . ومن ثم لاحظت الطعام وهو يتدفق, ووجدت انه مكون من أجمل المأكولات مثل لحم البقر المشوي, دجاج, حبش, أرز مطبوخ وعدة أنواع سلطات من الخضار وغيرها.

عرفت أن هذا لابد أن يكون طعام الزفاف لذا قالت بوقاحة:" يبدو أن الطاهي لن يطهو أي شيء هذه الفترة, فالطعام يكفي لأيام عديدة".

انتبه غاري إلى السخرية في كلام جيني وأراد الرد لولا صوت أنثوي جميل وعذب صرخ يقول :" ماذا؟ّّّّّ ما الذي تفعله هذا الساقطة هنا؟".

حسن الخلق 19-01-10 10:01 PM

السلام عليكم و رحمه الله
عزيزتى اهنيكى القصه رائعه فعلا و مشوقه
انتظر المزيد من الاحداث المشحونه
سلمت يداك
دمتى بود

دنيتي غير 19-01-10 11:33 PM

/







السلام عليكم ورحمة االله وبركاته ...


مراحـــب الوفا طبعي

الرواية مبينة من البداية انها روعه مشاللله ،،

ماراح اتوقع شي لان لحد الان في جوانب غامض في شخصياتك والاكيد انها راح تتتوضح معاي

بعد كذا بارات ’’



الوفا طبـعـي..

تسلم يدينك على الرواية ....ًً

وبأذن الله راح اكون من متابعنك على طول

نتظرك ببارات اكشنات ها وركزي على الاكشنات يالغلا:YkE04454: ,,,


موفقه قلبي ...


ودي لكِ.....{:flowers2:}






*



الوفى طبعي 20-01-10 11:53 AM

الفصل الثالث

نظرت جيني إلى صاحبة الصوت وإذا بها بريندا العروس التي تركت غاري أمام المذبح لكنها أكثر بساطة , فهي ترتدي بنطلونا اسودا مع بلوزة قصيرة سوداء ومن الظلال التي تحت عينيها قدرت جيني أنها قد بكت كثيرا.

"سألت ماذا تفعل هذه الحقيرة هنا؟". كررت بريندا سؤالها وهي تشير بإصبعها إلى جيني ومن وقاحة الأخرى الزائدة قالت :" أنا أتناول طعامي".

صرخت بريندا مرة أخرى ومن ثم قالت :" غاري ألن تشرح لي ماذا يحدث هنا؟ ظننتها رحلت".

رغبت جيني بإحراج غاري أكثر فأكملت قائلة :" نويت السفر , لكن ماذا افعل إن لم يطق غاري بعدي عنه".

"هيا جيني اصمتي , بريندا أنستطيع التحدث على انفراد؟".

"لما ؟ تستطيعان التكلم هنا؟".

غضب غاري من جيني كثيرا فصرخ بوجهها مما دفع بريندا للقول :" هذا جيد . يبدو انك لا تطيق فعلا الابتعاد عن هذه الطفلة ".

شعرت جيني أن هذه اكبر اهانة أن يقال عنها طفلة لذا قالت :" أنا لست طفلة , ولو كنت كذلك لما رغب بي غاري".

"حقا ؟ أنا ما زلت لا اصدق أي كلمة مما تقولين, فأنت فعلا طفلة غير ناضجة وسخيفة".

نهضت جيني من مقعدها قائلة بغضب :" تريدين التحدث بهذه الطريقة ؟ أنا أصلا في الثانية والعشرون مما يعني أنني حين تعرفت على غاري كنت قد بلغت سن الرشد, أما أنت فأظنك تعرفينه من مدة طويلة, إن كنتما على وشك الزواج, لكن ما زال يبدو انه يبحث دائما عن فتاة جديدة,
ما الذي يعنيه هذا عنك؟".

"ماذا؟!".

"اعتقد انك تقبلين أن يخونك غاري طالما يعود إلى أحضانك في المساء".

"جيني! إني اطلب منك الصمت , وأنت بريندا لا تعيريها الانتباه ولنذهب لنتحدث".

اخذ غاري بريندا من ذراعها بقوة لوقف النقاش بينها وبين جيني بينما جلست الأخيرة على مقعدها وهي تقول :" أنا لا اصدق أن هناك فتاة بهذه الغباء, كيف يمكنها البقاء مع رجل لا يقدرها ولا يقدر حبها له؟".

"إن ما يجمع بين هذين الاثنين قوي ولا يستطيع احد أن يفرق بينهما؟".

"ماذا؟ الحب؟ حتى الحب لا يستطيع أن يجمع بين شخصين".

"أنت مخطئة فالحب...".

"اعذريني مارثا, الأغبياء فقط من يظنون أن هناك ما يسمى الحب, لأنه لا يوجد شيء كهذا, فالجميع يتحجج بهذه الكلمة لكي يبرروا تصرفهم الأخرق... أنا اعرف امرأة فضلت البقاء وحدها لتربي طفلتيها بدلا من أن تتزوج وتعيش حياتها وذلك بعد أن تخلى عنها زوجها لصالح امرأة أخرى, وفتاة ما تظن حبها مستحيلا فتهرع لأحضان أول رجل تصادفه, وأخر يكتشف أن حبيبته تبادله الشعور ذاته لكن بعد فوات الأوان... أنا لا اعرف لماذا لا يكون الهدف الوحيد للزواج هو إنجاب الأطفال؟".

"ما الذي حصل؟".

انتبهت جيني أنها كانت تتحدث دون وعي ودون أن تنتبه لما تقوله لذا سألت:" حصل لمن؟".

"للأشخاص الذين ذكرتهم".
التقت عينا جيني بعينا مارثا وعرفت أنها قالت أكثر مما يجب لذا صمتت
قليلا وهي تعيد خصلات شعرها وراء أذنيها ومن ثم قالت :" في الحقيقة لا ادري عما كنت أتحدث فهذه مجرد أمثلة".
"أنا لا اعتقد هذا ف...".

"اعذريني علي الذهاب للبحث عن جوي, لابد انه يتساءل عني".

"ماذا عن الطعام؟".

"لقد فقدت شهيتي".

*****
"هيا غاري, ألن تتكلم؟".

نظر غاري إلى بريندا صديقته وخطيبته قائلا:" أنت تعرفينني وتدركين انه كان علي فعل هذا".

"أتصدقها ؟ ربما كانت تكذب".

امسك غاري بذراعي بريندا وقال محاولا أن يخفف عنها :" لا إنها لا تكذب , فجوي ابني , أنا واثق من هذا فما أن انظر إليه حتى اتاكد".

"يا الهي, لا اعرف ماذا افعل".

"ما الذي يقوله والدك؟".

"في البداية كان غاضبا جدا, لكنني أقنعته انه حين خرجت مع تلك الفتاة, لم نكن أنا وأنت تجمعنا علاقة عاطفية, وانك في تلك الفترة, لم تكن تدري ما الذي تفعله, لذا أنت لا تذكرها".

"هذا صحيح".

"أصدقك القول إن احترامه لك قد تزايد بعد أن هرعت إلى المطار لوقفها, لكنني لم اعلم انك قد أحضرتها إلى هنا, إلى هذا المنزل".

"لم اعرف ماذا افعل غير هذا لمنعها من السفر, فانا لست قاسيا لإبعاد
طفل عن أمه".

"إلى متى ستبقى هنا؟ أنا لا احتملها".

عانق غاري بريندا قائلا :" لا تخافي سوف أجد حلا ما".

"لن يتغير شيء بيننا, أليس كذلك؟".

لم يعرف ما الذي يجيبه لكنه أيقن أن بريندا مهمة جدا له لدرجة أن يعدها بالزواج طالما تقبل به, ولا يعير ذلك الشعور الذي بدأ يكنه لجيني والذي لا يدري ما هو لذا قال :" طبعا, ن يتغير أي شيء".

"هذا جيد... فقد خفت أن تحاول تلك الفتاة إغوائك نكاية بي".

ابعد غاري خصلات شعر بريندا وهو يقول لا تقلقي".

خرجت جيني إلى الحديقة وأخذت تلتفت حولها علها تجد ابنها وحين رأته توجهت إليه معاتبة تقول:" أرى انك قد نسيتني عزيزي".

هرع جوي إلى جيني فأوقعها على الأرض معانقا إياها سائلا :" أين كنت أمي؟".

أخذت جيني وجوي بالتدحرج معا وبالضحك وإذا بجسم ثقيل يقفز على جيني واخذ يداعبها فنظرت إليه وإذا به كلب اصفر كبير فابتسمت له ومن ثم مدت يدها لتضعه وراء أذنيه.

"أمي, هذا توفر انه يعيش في هذا المنزل".

"الآن عرفت لماذا قضيت اليوم في الخارج".

ضحك جوي وقال وهو يرمي الكرة:" هيا توفر تعال إلى هنا".

ركض توفر وراء جوي ومن ثم رماه على الأرض فابتدأت جيني
بالضحك ومن غير قصد التفتت وإذا بها ترى غاري وبريندا متعانقين
فعرفت جوي أن سعيها للتفريق بينهما قد باء بالفشل لذا قالت:" أنت تحلم غاري إن ظننت أنني سأسمح لك أن تكون سعيدا, لكن الآن كل ما أريده قضاء ما تبقى من اليوم مع ابني".

ركضت جيني نحو جوي لتلعب معه وأخذت بمناداة توفر ليلحق بهما , رمت الكرة وإذا بها تقع في المسبح, فقفز توفر فيه فتطايرت المياه عليهما وتبللا ومن ثم طلب جوي من والدته القفز هو الآخر وبعد العديد من التوسلات سمحت له.

"هيا أمي , ادخلي إن الماء جيد".

"لا استطيع هذا".

"هيا".

ابتسمت جيني وفي النهاية دخلت المسبح وبدأت باللعب مع الاثنين .

"أقنعني مايك بعد محاولات كثيرة لشراء هذه الملابس ولم أتوقع إتلافها بهذه السرعة, سوف أطالبك بشراء غيرها يوم ما".

"أظن أن الوقت ما زال مبكرا على هذا الكلام".

التفتت جيني لترى غاري , فابتسمت وهي تقول :" سأحاول تذكر كل شيء ارغب به لأطالبه من جوي حين يكبر".

"عندما يأتي الوقت سيحضر لك العديد من الأشياء دون حاجة لطلبها".

ضحكت جيني ومن ثم التفتت إلى ابنها وهي تقول :" هيا جوي , حان وقت الخروج من الماء".

"لا, أمي أريد البقاء قليلا واللعب مع توفر".

"لا, أنا لا أريدك أن تمرض.... حسنا , إن خرجت من الماء استطيع السماح لك بالنوم مع توفر".

فرح جوي كثيرا فاقتربت منه جيني ونشلته خارجا وبعدها أخرجت توفر وقالت:" اذهب واجلس على إحدى تلك الكراسي".

بينما غطست هي بالماء متظاهرة بعدم سماع غاري وهو يتحدث:" أنا اعرف انك تسمعينني".

خرجت جيني بعد دقائق غير معدودة لتسأل :" كم مكثت تحت الماء؟ أنا أحاول تحقيق رقم قياسي".

"لما فعلت هذه المسرحية أمام بريندا؟".

"أتعرف أنني لم أكن يوما في المسبح... بالأحرى لم ادخل البحر حتى, لطالما كنت مشغولة, لذا لم اخرج كثيرا".

سئم غاري لعب جيني المستمر فسأل بنفوذ صبر :"ألن تجيبيني؟".

"عادة يعتقد الناس أنني استمتع بوقتي إلا أن هذا غير صحيح , فانا من صغري كنت اذهب من المنزل إلى المدرسة وأعود من المدرسة إلى بيتي أو بيت مايك, لكن بعد وفاة أمي سكنت مع مايك وجوي , ولم اخرج سوى معهم".

حاول غاري عدم الاهتمام بما تقوله جيني رغم انه قد بدأ يؤثر به فقد اكتشف أن ما يربط بين جيني وجوي وبين مايك رباط قوي جدا.

"ما زلت تغيرين الموضوع".

"هل ذهبت؟".

ابتسم غاري وقال:" هل هذا طبعك؟ أن تلفي وتدوري؟ نعم لقد ذهبت".

"أنا آسفة".

الوفى طبعي 20-01-10 03:51 PM

علت البسمة على شفاه غاري وقال:" أنا لا اصدق اسفك, اعتقد أن احدهم قد أخبرك انه يسمح ارتكاب الأخطاء طالما انك تعرفين الاعتذار".

مدت جيني يدها لتلتقطها غاري ويساعدها على الخروج من المسبح وهي تقول :" أنا لا اقصد الاعتذار عما ارتكبته بل اعتذر لان بريندا ما زالت لا تعرف حقيقتك ... وأيضا لا اعتقد انك تعرفني لتستطيع تحليل شخصيتي, بل سيلزمك وقت طويل لفعل هذا ".

توجهت جيني إلى جوي قائلة :" هيا علينا تغيير ملابسنا قبل أن نمرض نحن الاثنين".

اتجهت إلى غرفة جوي وأحضرت له ملابسه وعادت بعد دقائق إلى غرفتها لتجده يلاعب توفر على الأرض فشكرها الصغير لسماحها له باصطحاب الكلب.

اقترب جوي من أمه ليدعها تبدل له ملابسه وليسأل السؤال الذي انتظرته جيني كثيرا لكنها كانت تفضل أن يسأله في وقت لاحق .

"أمي, هل هذا السيد والدي فعلا؟".

نظرت جيني في عيني ابنها وأجابت :" هذا السيد يدعى غاري ويلسون , وأنت جوي ويلسون , نعم هو والدك ... تظنني سأكذب بهذا الخصوص؟".

"لا, إنما...".

"ماذا عزيزي؟".

"أين كان كل هذه الفترة؟ لماذا كان مايك موجود بدلا منه؟".

"نحن الكبار نعاني أشياء كثيرة ويصعب علينا أحيانا أن نقول الصدق مثل الأطفال, لكن هذا كله من الماضي, وما عليك فعله الآن هو أن تحب أباك مثلما تحبني وتحب مايك".

"نعم , أمي".

ابتسمت جيني وقالت :" علي تغيير ثيابي وفي هذا الوقت ابق هنا والعب مع صديقك الجديد".

فتحت جيني خزانتها وأخرجت منها بنطلونا ابيضا وبلوزة حمراء ذات ياقة حمراء مثلث وذهبت إلى الحمام وهي تفكر :" هل حانت اللحظة لإخبار جوي الحقيقة ؟ لا , لا استطيع فعل هذا فانا لا أريد خسارته , وعدا ذلك إن اكتشف غاري الحقيقة سوف يسلب مني كل ما له قيمة , وبالأخص ابني".

غيرت جيني ملابسها وخرجت بعد عدة دقائق لتجد جوي شبه نائم على سريرها وبجانبه توفر فدارت من حوله وسألت:" كيف أبدو؟".

ضحك جوي وأجاب :" تبدين جميلة , بل رائعة كما يقول مايك دائما".

"حقا؟". سألت وهي تضحك من ابنها الذي تراه الآن يكبر بسرعة.

"نعم. هل اتصل مايك؟".

تنهدت جيني قائلة :" لا لم يفعل , لكنه سيتصل حين يرى الوقت مناسبا".

"لما لا نتصل به نحن؟".

"لأنني لا اعرف إلى أين علي الاتصال, فهو قد نسي هاتفه الخلوي معي, لذا لا اعرف رقم هاتف منزله الجديد أو عمله".

قال جوي وهو يتثاءب:" أريده أن يتصل ".

"نعم. نم قليلا".

لابد أن جيني ألقت بتعويذة على جوي لأنه قد نام بسرعة البرق , لذا ذهبت إلى النافذة لتنظر إلى الخارج ولتشعر أنها على مقربة من لمس الحرية إلا أنها سرعان ما قالت وهي تنظر إلى طفلها :" أنا لست قوية, ما الذي علي فعله؟ هل علي الابتعاد والبدء مجددا؟... لكنني لا اقدر أن افعل هذا فغاري لن يوافق أن يبتعد عنك, وان اكتشف الحقيقة يوما سأفقدك إلى الأبد... لا استطيع تحمل هذا , علي أن أكمل خطتي بجعل غاري يدفع ثمن كل ما فعله".

ومن ثم اقتربت من ابنها لتعيد الغطاء إلى مكانه, فقد أبعده عنه من كثرة تحركه ومن ثم قبلته على وجنتيه وهي تقول:" نم عزيزي, فهذا أروع ما يواجهه الصغار فهم لا يعلمون ما يدور من حولهم... وأنت توفر اهتم بصغيري".

ضحكت جيني بعد أن نبح توفر موافقا على طلبها ومن ثم اتجهت إلى الخارج. نزلت من على السلالم ولم تدري إلى أين تذهب فاختارت في تقوم بجولة في أنحاء المنزل.

هذا المطبخ ويبدو انه من الحجر العتيق فكل شيء يؤكد أن المنزل قد بني في القرن الثامن عش , ومن ثم تابعت التجوال فذهبت إلى الصالة وركزت على الأشياء التي لم تعيرها الانتباه حين تواجدت فيها قبلا , ومن ثم قاعة الطعام, وغيرهما وفي النهاية وقع بصرها على ممر فذهبت به فوجدت به بابا خشبيا صلبا, وضعت يدها على المقبض لتفتح الباب فسمعت اصواتا في الداخل أرادت أن تغلق الباب فتوقفت حين سمعت اسمها.

"ما هو رأي بريندا بوجود جيني في هذا المنزل؟".

تنهد غاري مطولا قبل أن يرد على سؤال أمه:" تفهمت الأمر مع أن لديها بعض المخاوف".

"أي مخاوف؟".

"تخاف أن أعجب بجيني".

نظرت مارثا إلى غاري ولتسأله بقليل من الشك:" وهل ممكن أن يحدث هذا؟".

"أنت تعرفين كل شيء عني وعن بريندا, كما تعرفين انه مستحيل علي أن أؤذيها وان اجرحها , وعدا ذلك , فأنني أرى جيني كفتاة صغيرة".

"لم يكن هذا رأيك في السابق حين جعلتها تحمل منك... أم انك لا تظن الطفل ابنك؟".

"بلى هو ابني ... هيا أمي افهميني أرجوك".

"حسنا, ما الذي ستفعله مع الاثنتين؟".

"سأحاول أن اهدأ من روع بريندا, أما بالنسبة إلى جيني فسأبحث لها ولجوي عن بيت امن وقريب من المنزل".

أغلقت جيني الباب دون أن تخرج أي صوت واتجهت نجو الخارج غاضبة وهي تقول:" إذا أنا طفلة, وتسعى لإخراجي من المنزل, عليك أن تنسى هذا, فانا لا اخرج من هنا آبدا, حسنا على الأقل حتى عودة مايك... سوف افعل المستحيل للبقاء وتدميرك غاري".

جلست جيني على إحدى الكراسي لتنفس عن غضبها وإذا بلويس قادم ليسأل :"هل تحتاجين إلى شيء, آنستي؟".

"صعب عليك أن تناديني بجيني, أليس كذلك؟".

"علاقتنا ليست وثيقة لأناديك باسمك الخاص".

ابتسمت جيني وقالت:" لا اعتقد انك تريد أن نتقرب من بعضنا لأنك تظنني مجرد ساقطة أتت لتدمير حياة سيدك... لا باس. احضر لي كاس من عصير البرتقال فانا لم أتناول طعام الغذاء لكنني أظن أنني استطيع التحمل حتى موعد الغذاء".

"حالا".

ما أن ذهب لويس حتى حضر غاري قائلا:" عليك أن تعذري لويس فهو كفرد من العائلة كما انه يقلق علي كثيرا".

ردت جيني عليه بسخرية :" الست أنت من تعطيه الأسباب للقلق؟".

الوفى طبعي 20-01-10 04:52 PM

جلس غاري بجانبها وحسن من قعدته وهو يقول:" ماذا علي أن افعل لأغير رأيك بي؟".

"لا اعتقد انك قادرا على عمل شيء".

نظر غاري إلى جيني وتقابلت عينيهما فرأت جيني نظرة غريبة في عينيه عندما كان يتحدث:" أتعرفين أن بريندا لم تخطيء عندما قالت انك طفلة؟ في الحقيقة عندما قابلتك أول مرة في الكنيسة أنا أيضا ظننتك كذلك بدوري لذا كنت متأكدا انك تكذبين".

"أنت لم تظن هذا في السابق". أجابت جيني وهي تحاول التهرب من نظراته وأكملت حديثها بقليل من الخبث إذ قالت:"إن كنت لا تصدق أن جوي ابنك يمكنك أن تجري التحاليل المناسبة, اقصد فحص الأبوة, أنا متأكدة انك ستطمئن".

"لا يوجد داع لفعل هذا, لو لم أكن متأكدا لما لحقت بك إلى المطار ومنعتك من السفر".

تذكرت جيني تهديده لها لكي يمنعها من الرحيل فتنهدت وهي تتذكر مايك وقالت دون وعي منها:"لو انك لم تمنعني لكنت الآن برفقة مايك".

"أنت تحبينه كثيرا, أليس كذلك؟".

نظرت جيني إليه وعادت لتنظر إلى الفراغ مجددا وهي تفكر :" هو من أعطى لحياتي معنى, تعرفت عليه حين كنت اصغر من جوي... انتقلنا إلى كاليفورنيا وسكننا أنا وعائلتي في البيت المجاور لبيته, كان هو آنذاك يتيم الوالد ويعيش مع والدته, كانت أمه تعمل وتضع مايك في كل مرة في بيت مختلف, حتى طلبت أمي منها أن تضعه عندنا, شعرت انه يأخذ حب أمي مني حين كانت أمي تساعده في انجاز وظائفه المدرسية".

توقفت جيني عن قليلا وهي تفكر بحزن ومن ثم أكملت تفكيرها قائلة :" ... لكنني فهمت هذا حين انقلبت الأدوار, بدأت أمه تعمل في المنزل فهي قد أصبحت كاتبة, أما أمي فاضطرت إلى البحث عن عمل حين تخلى أبي عنها من اجل امرأة أخرى, مرت السنوات وعداوة الأطفال تنشا بيني وبينه أو هكذا ظن هو".

رسمت جيني ابتسامة بريئة وهي تفكر بمايك في تلك الفترة:" لطالما أردت أن أكون مثله لهذا كنت أطارده في كل مكان وأحيانا كنت أساعده مع الفتيات, أما صداقتنا الفعلية بدأت حين فضلني, ساعدته بالخروج مع فتاة لطالما أعجبته... طبعا لم اسمح له أن يذهب في هذا الموعد وحده إذ راقبته من بعيد, كنت اقفز على الحاجز الذي يبعد القليل فقط عن المكان الذي كان موجود به, فوقعت على يدي, رآني وهرع إلي, أخبرته أنني لا استطيع أن أحرك يدي اليسرى لذا حملني بين ذراعيه وأسرع بي نحو المنزل تاركا موعده, اتصل بالطبيب ومن ثم بوالدتينا وجبرت يدي. جراء ذلك عوقب مايك ولم يسمح له بالخروج ولا أن يلعب بأجهزة الفيديو أو حتى أن يرى التلفاز لمدة شهر, بل عليه أن يكون معلمي الخصوصي, أما أنا فقط ظنتا أن التواء يدي عقابا كافيا لي. لم يغضب مايك من ملازمته لي طوال الوقت بالعكس اخبرني انه سعيدا لحصوله على أخت صغيرة مثلي حتى لو عنى ذلك فقدان فتاة أحلامه".

"جيني؟".

انتبهت جيني إلى غاري وسألت:" ماذا؟ آه , نعم, أنا أحبه جدا".

"كنت تفكرين فيه, أليس كذلك؟ لو أنني لم أمنعك..".

"نعم. كما فكرت أيضا في كيفية تعرفي عليه, وانه لم يتصور أحدا إننا قد نصبح أصدقاء".

"أنت تعرفينه منذ مدة طويلة, فهو كان بمثابة أب لجوي".

"إن جوي ابنه بالمعمودية".

قاطع لويس حديث كل من غاري وجيني الصريح محضرا لهما العصير , فامسك الأول الصينية من لويس ومن ثم قال:" شكرا لك لويس , إن احتجنا إلى شيء سوف نطلبه منك".

"إن لويس لا يحبني بتاتا". قالت جيني وهي تتابع بنظراتها لويس مبتعدا.

ناول غاري كوب العصير إلى جيني وهو يقول:" أنا متأكد أن الأمر سيختلف مع الوقت".

رشفت جيني من الكوب وقالت مؤكدة :" لا تكن واثقا".

فكر غاري إن جيني مختلفة جدا عما بدا له أول مرة, فرغم جرأتها ووقاحتها فهي تحمل أسرارا كثيرا في داخلها مما تظهر عينيها المتمردة ألمها الشديد, وعلم أنها لا بد أن تكون فتاة قوية جدا لتتحمل كل ما تعانيه.

وضعت جيني الكوب على المنضدة القريبة ونهضت إلا إن غاري امسك بها من رسغها فشعرت برعشة فابتعدت عنه محاولة سحب ذراعها وإذا بها تقع في المسبح نتيجة لذلك, بدأ غاري يضحك عليها وإذا بها تصرخ به وفي داخلها شقاوة خفية :" ألن تخرجني من هنا؟".

مد غاري يده لإخراجها فأمسكت هي به لتجره إلى الداخل أيضا.

حسن الخلق 20-01-10 05:55 PM

السلام عليكم و رحمه الله

شكرا عزيزتى الوفى طبعى على الاجزاء الرائعه
القصه تزداد حلاوه يوم بعد يوم اهنيكى من كل قلبى

اعتقد ان الطفل ليس ابن جينى بل ابن صديقه عزيزه عليها توفيت مثلا بعد ولادته فاخذت على عاتقها تربيته و الانتقام من الوالد الذى هجر امه فى اعتقادها و لكن فى الامر سر اتطلع الى معرفته

كما اتوقع ان تحاول جينى ان تجعل غارى يقع فى حبها لكى يتالم عندما تتركه و لكن السحر سينقلب على الساحر و تغرم هى به رغم عدم اعترافها بالحب لان المسكينه تالمت كثيرا فى حياتها

القصه مشوقه جدا و الاحداث روووعه
فى انتظارك دوما
دمتى بود :flowers2::flowers2::flowers2:

الوفى طبعي 01-02-10 12:31 PM

"لا اصدق انك فعلت هذا".

ابتسمت جيني قائلة:" اترى؟ هذا دليل على انك لا تعرفني على الاطلاق".

"انتظري حتى امسك بك, سوف اريك".

علمت جيني انه صادقا في توعده لذا ولت بالفرار بينما اسرع هو للحاق بها وكان الاسرع. امسكها من رجليها وادخل راسها في المارة تارة واخرجه تارة اخرى.

"هل رايت ما استطيع فعله؟".

ابتسمت جيني وقالت :"خذ هذا". اخذت ترشقه بالماء الدافئ وسرعان ما فعل هو بالمثل فاستمتعا لدرجة انهما قد نسيا الوقت ولم يشعرا بالخطوات التي تتجه نحوهما الا حين تحدثت بريندا سائلة :" هل ازعجكما؟".

"بريندا؟ ماذا تفعلين هنا؟".

"الم تدعني انا وابي الى العشاء؟ ارى انك لم تعد تتذكرني".

شعر غاري بالذنب جراء بريندا فاراد الاعتذار لولا ان جيني لم تزد الامر سوءا بقولها :" يا الهي , لا اعتقد انني سارتدي ملابسي في المرة الاخرى".

دهشت بريندا من كلام جيني فنظرت اليها سائلة:" ماذا تعنين؟".

"انت لا تعرفين كم استمتعت بوجودي في المسبح اليوم, اتعتقدين ان هذه المرة الاولى؟ طبعا لا, لقد غيرت ملابسي قبل قليل, لكن الان علي تغييرها مرة اخرى... بسبب غاري".

علمت جيني ان من حديثها قد تظن بريندا انها في المرتين كانت مع غاري لذا فكرت ان ليس عليها ان تشرح الامر لها ما دامت تريد الفصل بينهما.

خرج غاري من المسبح وهو ينظر الى جيني نظرة غضب لكي يحاول ان يفهم بريندا انه قد حصل سوء تفاهم, غزادت جيني الامر تعقيدا بقولها :"
عزيزي , هلا ساعدتني على الخروج".

مد غاري يده لاخراج جيني فشكرته بدورها وهي ترتجف ومن ثم وضعت يديها على كتفها لتؤكد شعورها بالبرد, فلاحظ غاري فعلتها هذه فصدقها فامسك بمنشفة من على الكرسي واعطاها لها, بينما اشتدت نظرات بريندا حدة وغضب.

"شكرا لك بريندا على اعرتي خطيبك هذا اليوم". قالت جيني وهي تطبع على خد غاري قبلة طويلة , ومن ثم توجهت الى المنزل وهي تعض على
شفتيها من الخبث وذلك بعد ان سمعت بريندا وهي تقول :" ما الذي لديك الان قوله لتدافع عن نفسك؟".

تقدم غاري من بريندا فامسك بذراعيها وهو يقول :"اسمعيني بريندا...".

نزلت دمعة من عيني بريندا وهي تقول :"ارجوك غاري لا تعذبني اكثر... سبق لقلبي ان تحطم مرة فلا تحطمه مرة اخرى, ان كنت تريد تركي فافعلها الان وليس لاحقا".

لجزء من الثانية تمنى غاري لو انه لم يطور علاقته مع بريندا ولو انها ما زالت صديقته المفضلة لكي يخبرها بالحيرة التي تتملكه وعن سعادته في تلك اللحظات القصيرة مع جيني , لكن ما نيل المطالب بالتمني , لذا قال وهو يتمنى ان يكون صحيحا:" انا احبك لريندا, واكثر مما تعتقدين, لذا لن اؤذيك ابدا ".

ابتسمت بريندا من بين دموعها وهي تقول:"لن اتحمل تحطم قلبي مرة اخرى".

"انا اعرف هذا". عانقها غاري وهو يفكر انه قد يقتل نفسه قبل اذية بريندا, لكن...

دخلت جيني الغرفة فاستقبلها توفر بنباحه فطلبت منه الهدوء , فغيرت ملابسها المبللة بسرعة لترتدي فستانا كتانيا من قطعة واحدة, فستان طويل اسود, كما لبست حذاءا ارضيا ومن ثم ايقظت جوي لتناول العشاء.

نزل الثلاثة السلالم واتجها الى قاعة الطعام , فرأت بريندا وغاري قد تصالحا اذا كانت تمسك بيده بكل حب ومودة فتساءلت عن السر الذي يجعل الفتيات جميعهن يقعن في شركه.

"ارجو الا نكون قد تاخرنا".

ابتسمت مارثا قائلة:" لا لم تفعلا, بل وصلتما في الوقت المناسب, تعال جوي اجلي بجانبي".

لكزت جيني ابنها وهي تقول:" اذهب عزيزي, فهي جدتك".

الوفى طبعي 01-02-10 01:08 PM

اتجه جوي ليجلس الى جانب جدته فرات جين ان لديها العديد من خيارات الجلوس؛ الى جانب بريندا او الى جانب مارثا واما الجلوس على رأس الطاولة مقابل غاري فضلت الخيار الثالث والذي علمت انه لن يسر بريندا, فلحق بها توفر وهو ينبح فعلمت جيني انه جائع لذا قالت:" عليك ان تنتظر تقديم العشاء".

لم يعجب ما فعلته جيني بريندا لذا علقت قائلة:" هناك ما يسمى آداب المائدة".

"حقا, انا لم اعرف هذا, وما هي تلك الاداب؟".

اجابت بريندا ساخرة :"لا اعتقد ان عقلك الصغير قد يستوعب ما ساقوله, لذا لا داعي لهذا".

وضعت جيني قبضتها تحت ذقنها وهي تقول:" لا , لا اعتقد هذا, ربما كان عقلي اكبر من قدرة فتاة ساذجة على استيعابه".

"هيا , الم تكتفيا مما جرى عند المسبح؟ بريندا لما لم يحضر والدك؟".

نظرت بريندا الى غاري ومن ثم اعادت النظر الى جيني وهي تقول:" قال ان الوقت ما زال مبكرا على المجيء وبالاخص بعد الفضيحة التي حصلت عند المذبح".

علمت جيني انه من المستحيل التفاهم مع بريندا كونها مغرمة بغاري, وان مهمتها تدميره باي شكل, لا بريندا هي من اوقعت نفسها بهذه المصيبة.

تم تقديم الطعام , وتناوله الجميع رغم معارضة بريندا لتوفر . فمرت الليلة على خير دون مواجهة بين جيني وبريندا وذلك كون بريندا قد قضت كل الوقت في المكتبة مع غاري مما اثار غضب جيني, الا انها رات في النهاية ان هذا لمصلحتها. فاخذت تراقب جوي وتوفر وهما ممدان على الارض في الحديقة واخذت تتذكر مايك وهي تتكنى لو انه يضع حزنه جانبا ويتصل قريبا الا انها ايقنت انها ستعره ان لم يفعل.

كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليلة الا ان جيني لم تستطع النوم, فنهضت من فراشها وذهبت الى غرفة جوي لتغطيته, فشاهدت ان الصغير قد انام توفر بجانبه على السرير ففرحت لان توفر كان خير رفيق له في هذا المنزل , ومن ثم خرجت من غرفة جوي ولم ترغب بالهاب الى الفراش لا ربطت رباط قميص نومها ونزلت السلالم.

ظنت جيني ان الجميع نيام لا فضلت الذهاب الى المسبح, اتجهت الى الخارج فرات ضوء القمر يتلالا مع تيار الماء فخلعت نعلها البيتي ومن ثم جلست على الضفة وادخلت كعبيها في الماء الدافيء.

"انت لا تفكرين في الدخول؟".

التفتت جيني الى القائل واذا به يرتدي ملابس مريحة اكثر من الملابس التي قد راته يرتديها اليوم فابتسمت قائلة:" لقد اكتفيت من الماء هذا اليوم".

"هذا جيد".

سكتت جيني لانها احتاجت الى لحظة هدوء واملت ان ينصرف غاري الا انه قد خيب ظنها بحيث انه قد جلس وخلع حذاءه وادخل قدميه الماء هو ايضا.

"الم تستطيعي النوم؟".

التفتت جيني الى غاري وقالت:" اعتقد ان علي سؤالك السؤال ذاته".

"لم استطع فعل هذا, حدثت امور عديدة هذا اليوم, امور جعلتني افكر كثيرا".

سألت جيني بعد التفكير مطولا :" اخبرني... لو انني لو اتي لادمر زفافك , اين كنت لتكون الان؟".

ضحك غاري وقال:" يا لك من فتاة وقحة لا تعرف الخجل مطلقا".

"ان الخجولات غير صادقت بتاتا".

"حقا؟! اذا لو قلت لك انني اود معانقتك وتقبيلك, ماذا ستقولين؟".

"هذا بسيط, كنت ساقول انني لست بريندا واننا لسنا في شهر العسل".

نهض غاري ومد يده لتمسكها جيني ولتنهض ومن ثم توجها لكي يجلسا على الكراسي.

"كنت لاكون الان في لندن, لدي عملا ملحا هناك, عندما انتهي كنت ساتفرغ لبريندا".

اخذت جيني تهز راسها وهي تقول:" يا لكم من مخادعون ايها الرجال, حتى في اهم اوقات المراة انتم تنشغلون في الاعمال".

"ان النساء لسن افضل منا".

"انت تضحكني".

"اخبريني , ماذا عنك؟ لو تزرجت وكنت ستسافرين الى شهر العسل الى اين كنت ستسافرين؟".

ابتسمت جيني قائلة:" هذا سهل , كنت ساسافر الى لاس فيغاس لالعب القمار".

لاحظ غاري السخرية في كلام جين لذا اكمل اللعبة سائلا :" واين سيكون سعيد الحظ؟".

"سيكون لجانبي يعطيني المال لاقامر به , وعندما اخسر ساطلب منه سحب المزيد من المال وهكذا سكون الحال طوال الشهر".

"اذا سيفلس الرجل حين يكون معك لمدة شهر, يا ترى , كيف سيكون الوضع لو بقي معك فترة اطول؟".

"كان ليكون مدينا بمبلغ طائل من النقود".

شعرت جيني انها لا تستطيع ان تستمر في هذه اللعبة لذا صمتت قليلا لتقول بعدها :" كلا, في الحقيقة كنت لاكون في المنزل مع طفلي وزوجي".

"لن تخرجي في شهر عسل؟".

"من البديهي انني ساتزوج من رجل فقير لا ما كنا لنبذر النقود على اشياء تافهة".

"اشياء تافهة؟!" اتظنين ان قضاء الوقت مع الشخص الذي تحبينه شيء تافه؟".

"من قال انني اؤمن بالحب؟ الحب مجرد كلام ستعمله الرجل والمراة لنيل مبتغاهم".

"لا يعقل ان يكون هذا رأيك".

"لما؟ هذه الحقيقة.. اخبرني هل تحب بريندا؟".

"طبعا, فهي صديقتي المفضلة وامراة اسراري, هي المراة التي اثق بها واستطيع تخيل حياتي بجانبها".

"صحيح انك تحبها, لكن هل انت مغرم بها".

الوفى طبعي 01-02-10 01:30 PM

صمت غاري ولم يستطع ان يرد لذا اكملت جيني كلامها وهي تنظر الى وجهه لترى ملامحه تحت ضوء القمر :" هل ترى؟ انت لست مغرما بها , عدا ذلك لو كنت تفعللما كنت قادرا على خيانتها".

"من قال لك انني قد خنتها؟".

"كذبت عليك حين اخبرتك انني لا اقرا الصحف , لانني افعل ...قليلا, وقد رايت صورة لك مع احدى النساء , وهي لم تكن بريندا".

"ما هو مفهومك عن الخيانة؟".

"ما الذي تقصده؟ هل يسمح لك بخيانة بريندا طالما تجد طريقة لاخبارها, حتى لو كان ذلك عن طريقة الصحيفة؟ اذا كنت نحقة حين قلت ان بريندا تسمح لك بخيانتها طالما تعود اليها في المساء".

"انت مخطئة بحق بريندا, وعدا ذلك ان تلك الصورة لم تكن ...".

" لم تكن صورتك؟".

"بلى , هي كذلك. انما الامر ليس كما تظنين, هذا الفتاة كنت قد خرجت معها في السابق وذلك قبل تطور علاقتي ببريندا, لا اعرف من قد يكون قد ارسل تلك الصورة الى النشر".

ابتسمت جيني وقالت:" احقا لا تعرف؟ انها الفتاة بعينها".

"لا اعتقد هذا , هي صديقة لي الان, ولدينا عمل مشترك".

"صديقة؟ هيا لا تكن ساذجا, ان كانت تحبك فلا بد انها قد ارسلت الصورة لتحاول الفصل بينك وبين بريندا .. حسنا, اخبرني , طوال معرفتك ببريندا لم تخنها ابدا؟ ولا مرة واحدة؟".

"انا لم اكن اخرج معها من البداية كعشيق , انما كنا منجرد اصدقاء فانا اعرفها منذ ما يزيد عن ستة اعوام, اكننا علا علاقة غرامية منذ سنتين فقط".

"هذا الدليل, انت لست مغرما بها, بل اقتنعت انها الفتاة المناسبة لك".

"انتظري, تقولين ان لا احد يستطيع تحليل شخصيتك, لكنك تفترضين انك تستطيعين تحليل غيرك؟ هيا لنغير الموضوع".

"حسنا".

اطبق السكون على المكان وذهب كل منهما الى عالم مختلف فارسلت جيني بنظراتها نحوه ولاحظت شروده فقالت:" انا لم اخبرك , لكن من غير قصد سمعت محادثتك مع والدتك".

ابتسم غاري ومن ثم قال:" عن غير قصد؟ انت تدفعينني الى الضحك".

"انها الحقيقة". وقد اكملت جيني حديثها بنبرة جادة وهي تقول:" وقد سمعت ما لم يعجبني, اولا تناديني بالطفلة ولاحقا تحاول اخراجي من منزلك".

"لقد فهمتني خطئا".

"في اي جزء؟".

"امسك غاري يد جيني وهو يقول :" اهدئي , اردت مصلحتك حين قلت انني ساشتري لك ولجوي منزلا , فانا لم ارد ان تشعري بعدم الراحة والطمانينة , لكن ان اردت البقاء يمكنك ذلك ولاثبات حسن نيتي ستقام حفلة بعد شهر , كانت من المفروض ان تقام بعد رجوعنا من شهر العسل".

"انت تدعوني؟ بعد كل شيء؟".

نهض غاري على قدميه ناظرا اليها وهو يقول:" وبالنسبة الى الامر الثاني... لو كنت قد رأيتك سابقا مثلما اراك الليلة تحت ضوء القمر لما قلت ابدا انك طفلة لانك تبدين كما لو كنت اميرة الاساطير فانت جذابة وفاتنة الى حد انك تفقدينني صوابي".

نهضت جيني من مكانها لتستطيع الرد على كلامه الا انه قد غادر مسرعا دون ان يسمح لها المجال, فعادت جينيالى الجلوس مجددا وهي تبتسم لانها ايقنت ان ما قاله غاري لم يزعجها بل اسعدها ... وجدا.

حسن الخلق 01-02-10 09:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

الوفى طبعي 02-02-10 12:49 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك حسن الخلق... لك مني أجمل تحية .

شكرا لك على متابعتي كما انني اشعر انني مدينة لك بشكل خاص باعتذار شديد, لكن في الحقيقة لدي اسبابي.

فانا لا املك جهاز حاسوب خاص بي وفي منزلي بل اضطر الى الذهاب لمكان اخر للكتابة , كما انني لا املك وقت فراغ كبير.

ارجو منك تحملي بعض الوقت وسوف احاول كتابة لك كل يوم بارت , طبعا بدا من الغد.

حسن الخلق 02-02-10 06:06 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اختى العزيزه الوفى طبعى لا تعتذرى ابدا فانا اقدر ظروفك و اعذرك حبيبتى
و ان شاء الله ساظل بجوارك الى النهايه اساندك و اتمتع بعملك الراقى الجميل
حقيقى القصه رائعه و مشوقه سلمت اناملك و افكارك
فى انتظارك دائما متى سنحت لك الفرصه ستجدينى فى الجوار
دمتى بكل حب

http://www.9ower.com/uploads/images/...cadfde97f5.gif

الوفى طبعي 03-02-10 11:47 AM

الفصل الرابع:

مرت الايام والاسابيع بثقل وبطء شديد , وازدادت حدة النقاشات بين جيني وبريندا مما دفع غاري الى الجنون, ورفض التدخل فيما بينهما وهروبه الى العمل , هاربا من شعور غريب يغزو كيانه تجاه الاولى وشعوره بالذنب تجاه الاخرى.

خرجت جيني الى الحديقة من الباب الخلفي لتجلس على طاولة من الخشب, واذا بظل يقترب منها بعد ساعة من التامل.

" اخبرني لويس اين اجدك".

ابتسمت جيني بسخرية قائلة:" توقعت هذه, فهو يفضل ان تكوني انت سيدة هذا المنزل... ماذا تريدين بريندا؟".

"اريد ان اسالك ان كنت عازمة على النزول الليلة؟".

نظرت جيني الى بريندا ومن ثم سألت بحدة:" هل اخبرك غاري انه دعاني؟".

ابتسمت بريندا ومن ثم جلست لتقول بتاكيد:" طبعا انه يقول لي كل شيء".

التقت عينا جيني بعينا بريندا وسالت بخبث ومكر :" هل انت متاكدة انه يخبرك كل شيء؟".

" ماذا تقصدين؟".

" لا شيء, انما اتساءل ان كان قد اخبرك انه قد قضى معي ليلة تحت ضوء القمر؟... اقصد بعد حضوري الى هذا المنزل طبعا".

" انت تكذبين".

"لا, لا افعل, انها الحقيقة, اساليه لنرى ان كان سينكر ان واجهته بالامر... وعدا لك هل تعلمين اننا حين كنا نخرج معا اخبرني انني افضل امراة قد تعرف بها وانه لن يجد مثلي ابدا؟ ولا تنسي انه قد تعرف عليك قبل ذلك بسنتين... انا اعرف كل شيء عنكما, انت صديقته وامراة اسراره... تسلينا كثيرا بالتحدث معا عنك".

" انت امراة حقيرة ودنيئة جدا".

" هنا انت مخطئة, كل ما في الامر انني لست فتاة ساذجة مثلك, هلا تخبريني لما لم يتزوج غاري بك حتى الان؟ صحيح انني قد اوقفت زفافك , لكن لما لم تتزوجا لاحقا؟ انت تعرفين السبب... غاري لا يحبك, فهو كفراشة ينتقل من امراة الى اخرى, الفرق بيني وبينك انني قد اعترفت انني كنت لغاري مجرد امراة اخرى في طابور العديدات, اما انت غير مستعدة لفعل هذا".

"لن اسمح لك بتدمير علاقتي بغاري".

"لن افعل الكثير, فهو لن يتغير, اتريدين نصيحة؟ احضري برفقتك اليوم رفيق لتتكئي عليه عندما يكون غاري برفقة نساء اخريات, والان اعذريني علي الذهاب للاطمئنان على ابني".

نهضت جيني من مقعدها وابتعدت عدة خطوات الا انها عادت لتأخذ الهاتف الخلوي الذي نسيته فاستغلت بريندا هذا لتقول:" انا اراك تحملين هذا الهاتف ذهابا وايابا طوال الوقت, الم يتصل حبيبك بك بعد؟ انا متاكدة انه قد اكتشف حقيقتك وهي انك مجرد مخادعة لعينة".

مع ان جيني كانت تنتظر اتصال مايك بكل شوق الا ان نبرة صوتها لم تتغير وهي تقول بحدة:" انت محقة, فهو قد اكتشف انني اخونه مع غاري".

اسعدت نظرة الغضب والشك الموجودة في عيني بريندا جيني الا انها لم تعيرها الانتباه واتجهت الى داخل المنزل وهي تفكر انه بعد خمسة ساعات الحفلة المنتظرة.

دخلت جيني وهي ترى جميع العاملين منشغلين ومستعدين للحفل, ومن ثم سألت اندريا عن صغيرها:" انه في غرفة السيدة , ارادت ان تعتني به الا انه رفض الذهاب معها دون توفر وفي النهاية انصاعت لمطالبه".

ابتسمت جيني قائلة:" انه ابني, لا يسمح لاحد ان يقول له ما يفعله, اخبريني هل استطيع المساعدة بشيء ما؟".

" لا جيني, سنهتم بكل شيء".

"حسنا , انا في غرفتي ان سأل عني احدهم".

ذهبت جيني الى غرفتها وتمددت على سريرها وهي تحمل هاتف مايك دون ان تقطع الامل من اتصاله, واذا بها تغفو دون ان تعي الوقت. فشعرت ان احدهم يقفز على سريرها ففتحت عينيها لتجد انه جوي بينما توفر يجلس على الارض , فامسكت بابنها لترقده على السرير وتشبعه من قبلاتها وهي تقول:" انا الوحش, من الذي يفسد نومي؟".

" انا. نمت كثيرا".

اجابت جيني:" هذا غير صحيح".

" بلى. حضرت قبل ساعتين الى غرفتك, اردت ايقاظك الا ان جدتي قالت انك قد سهرت في الامس وانه علي تركك تنامين".

نظرت جيني الى ساعتها, فعلمت ان جوي محقا فالساعة السادسة مساءا فوضعت الملامة على مايك فهي فعلا لم تنم في الامس, وذلك لانها كانت تفكر به وبصحته وفيما اذا كان سيتصل قريبا ام انه مازال يرفض ان يمنح نفسه فرصة العيش.

"ما الذي فعلته اثناء نومي؟".

"خرجت للعب مع توفر, رايت كل التزيين فاخبرتني اندريا انه ستقام اليوم حفلة, لا علي ان اتناول طعامي والنوم باكرا".

"هذا صحيح. سوف اغسل وجهي , لاطعمك واللعب معك قليلا قبل موعد الحفلة". استعادت جيني نشاطها ومن ثم طلبت من اندريا تحضير عشاءا لجوي وبعد ان تناوله صعدت الى غرفته للعب معه.

"امي كم بقي من الوقت للحفلة؟".

نظرت جيني الى الساعة وقالت:" لم يبق وقت كثير, سوف يبدأ المدعوين بالولوج بعد اقل من نصف ساعة".

"لما لا تذهبي لتجهيز نفسك؟".

تعجبت جيني من سؤال ابنها وقالت:" ايها الصغير, ما الذي تتكلم عنه؟".

"لقد حكى لي مايك لي قصة لي عن اميرة جميلة استحوت على عقول الرجال , لما لا تكوني مثل تلك الاميرة؟".

ضحكت جيني قائلة:" اولا لن اسمح لمايك ان يحكي لك هذا القصص لانك طفل, وثانيا انا لا اعرف كيف افعل هذا".

"اطلبي المساعدة من اندريا فهي تبدو جميلة حين تخرج مع حبيبها ايام الاحد". لم تستطع جيني الامساك بجوي اذ انه قد هرع مسرعا خارج الغرفة.

"جيني, هل استدعيتني؟".

"اردت استشارتك بشيء... انا لا اعرف ماذا علي الارتداء للحفلة".

"انا اعرف, لقد لمحت لك مرة فستانا جميلا مخبئا في الخزانة".

اتجهت اندريا الى غرفة جيني بينما لحق بها جوي ووالدته وتوفر! ففتحت الخزانة لتخرج منه فستانا مثيرا للغاية قائلة:" هذا يبدو مناسبا".

"لا, ليس هذا فهو مغر جدا, وانظر الى لونه فهو احمر فاقع ولا اظن ان احد سيسر برؤيته علي".

"انت مخطئة. لا بد ان الرجال سيتهاتفون عليك وسيرغبون بمراقصتك, هيا ارتديه لنراه عليك".

دخلت جيني الحمام لتخرج بعد دقائق وهي تشعرانها عارية في هذا الفستان اذ كان يلاءم خصرها بدقة ويكشف بعض من مفاتنها, وكان ذا فروجا من الجانبين حتى الركب.

" اشعر انه ضيق بعض الشيء".

"لا امي انت جميلة".

"لا اعتقد انك بحاجة الى رايي بعد ما قاله ابنك, لكن علي وضع بعض المساحيق والبعض من الحلي".

"لن اسمح لك باقناعي هذه المرة".

لا تعلم كم من الوقت استغرقت اندريا وهي تجهز جيني الا انه عند نزول السلالم شعرت جيني انها امراة مصطنعة وانها ليس ذاتها, خرجت جيني اولى الخطوات الى الحديقة واذا بالعيون المختلفة ترمقها بنظرات لم تستطع المعرفة ان كانت هذه عيون الاعجاب او الاشمئزاز الا انها لم تعيرها الانتباه.

انتبهت الى المدعوين ولاحظت من بعيد غاري وهو يقف مع بريندا ووالدها, وامراة اخرى فعلمت جيني انها فتاة الصورة, فهي لم تنسى شكلها, امراة طويلة , رشيقة, وسمراء , اتجهت نحوها , وفي الطريق اخذت البعض من اطراف الحديث الذي يتبادله المدعووين وعلمت انهم يتحدثون بالاعمال.

"مساء الخير. ظننت ان الجميع اتوا للاستمتاع, لكنني ارى ان الرجال لديهم نية اخرى".

"هذا من عادة الرجال. مرحبا, انا سارة كوينز".

"تشرفت بمعرفتك و انا جيني والتر, كيف تتدبر النساء امرهن هنا؟".

ابتسمت سارة وقالت:" انهن يتشاورن كيف يكن زوجات افضل".

ابتسمت جيني ومن ثم نظرت الى غاري والاخرون وهي تقول:" انت وسيم جدا الليلة غاري, وانت بريندا تبدين جميلة... اظن انك السيد جاكسون ".

"تقابلنا في الكنيسة, لكن لم تسنح لنا الفرصة بالتحدث فعلا".

"لا اظن انك كنت تريد محادثتي فعلا. اعذروني اريد ان اندمج مع الاخريات لاعرف من الزوجة الفضلى, وانت سارة سعدت بلقائك".

ابتسمت سارة ومن ثم اتجهت جيني الى المشرب لتطلب لها ما تشربه.

بينما كان الساقي يحضر لجيني مبتغاها اخذت تراقب الحديقة المضاءة من التزيين وعلمت انه لابد ان مارثا قد طلبت العديد من الموظفون واخذت تبحث بنظراتها عنها ووجدتها , كانت تحدث احد الرجال البارزين في المجتمع.

"طلبك أنستي".

اخذت جيني الكأس وهي تراقب نظرات الاعجاب التي كان يرسلها لها الساقي فابتسمت.

"مرحبا.. اتتمتعين بوقتك؟".

"طبعا".

نظرت سارة الى جيني وهي تقول:" كان رائعا ما فعلته في الكنيسة".

تفاجات جيني فنظرت الى سارة قائلة:" ماذا؟!".

ابتسمت سارة واكملت قائلة:" انا احب غاري, وقد خرجنا معا قبل فترة, لكن بسبب تلك اللعينة بريندا انفصلنا, لقد رمت بمتاعبها على كتفه وسلبته مني".

وضعت جيني كاسها على المشرب ومن ثم شبكت ذراعيها ووضعتهما على صدرها وهي تقول:" ان كان ما تقولينه حقيقي, فلما لم تمنعيها؟".

"الم تتعرفي على بريندا؟ انها فتاة مثالية بالنسبة الى اي رجل, فهي حساسة, بريئة, وساذجة جدا, من لا يرغب فيها... اعتقد ان غاري فضلها علي لانها فتاة طيبة ولن تزعجه بكثرة اسئلتها, بعكس اي امراة اخرى, فهما لا يحبان بعضهما حقا, ان بريندا تتمسك به ليكون لها درع في هذا العالم القاسي... ما كنت لاتغلب عليها".

علمت جيني ان سارة تحقد على بريندا كثيرا فرغم كل شيء فهي من فازت بالرجل الذي تحبه, لكن هل هذا صحيح ما تقوله؟ ارسلت بنظراتها الى بريندا وغاري ووجدتهما يرقصان ولاحظت ان بريندا سعيدة جدا كما انها فعلا فتاة رائعة ولو كانت الظروف مختلفة واجتمعا في مكان وزمان اخرين لاصبحتا افضل صديقات.

"انظري اليها... تظن نفسها ملكة الحفل". قالت سارة ذلك وهي تنظر الى المكان التي تنظر اليه جيني وعادت الى النظر الى الاخيرة وهي تقول:" اريدك ان تفعلي كل ما بوسعك للفصل بينهما جيني".

دهشت جيني وسألت :" ماذا؟!".

"هيا, انا افهمك جدا فكلتانا جرحتا من قبل غاري, اريدك ان تبعدي بريندا السخيفة عنه لاحظى انا به".

"انت؟!".

"وهل تريدينه انت؟".

هزت جيني راسها بالنفي مما دفع سارة ان تقول:" احذرك من المحاولة, ابعدي مخالبك عنه".

ابتسمت جيني لهذه التفاهات وقالت:"ان اردت يمكنني الفوز به, فانا املك ما لا تملكه اي منكما انتما الاثنتين".

"حقا؟! وما هو؟".

وضعت جيني يدها على بطنها قائلة:" لقد سبق ان حملت بطفله في احشائي, وان اردت استطيع فعل هذا مرة اخرى".

غضبت سارة وانصرفت بينما ابتسمت جيني وتوجهت حيث تقف مارثا.

اخذت جيني كاسها ومشت بخطوات ثابتة وبطيئة وحين وصلت قالت:" ارجو الا اكون قد ازعجتكم".

ابتسمت مارثا قائلة:" انت لا تزعجينا على الاطلاق. انا اعرفك على ارنست صديقي ومحامي العائلة".

"تشرفت بمعرفتك ارنست".

"وانا بالمثل جيني, واسمحي لي بالقول انك تبدين فاتنة جدا. والان اسمحن لي ايتها السيدات الجميلات لقد رايت شخصا ابحث عنه من بعيد".

ما ان ذهب ارنست حتى قالت جيني :" دائما تجتمعون لاجل العمل؟".

"هذا هدف الحفلات. ماذا تشربين؟".

رفعت جيني كاسها الى فمها وشرفته شرفة واحدة ووضعته على احدى صواني الشراب التي يقوم بتنقيلها النادلون ومن ثم قالت :" عصير التفاح, الا انني بحاجة الى شرب الويسكي لتمر هذه الليلة على خير".

ابتسمت مارثا وهي تضع يدها على كتف جيني متجهة الى حيث يقف غاري وقالت:" تبدين جميلة جدا اليوم".

"ساعدتني اندريا في اختيار لباسي ووضع المساحيق".

وصلت كل من مارثا وجيني الى غايتهما بعد لحظات , فوقفت جيني امام غاري ليحصل ما لم تتوقعه ابدا.

"انجي هيملتون؟!".

التفتت جيني الى الوراء فرأت رجلا وسيما وراءها مبتسما , رجل من الماضي لم تتخيل ان الحياة قد تضعه في طريقها مجددا.

الوفى طبعي 03-02-10 12:57 PM


"انت انجي هيملتون.. كنت اراقبك طوال السهرة, تحركاتك كلها؛ لديك نفس الابتسامة, تمايل الجسد, انت حتى تشربين مثلها, لذا انا متاكد كليا ان ما كنت تشربينه سابقا هو عصير التفاح, يا الهي لما تخيلت ابدا ان اراك مجددا فكيف هنا وانت ترتدين هذه الثياب ... لقد تركت شعرك ينمو , هذا جيد فهو يزيد من جمال عينيك الخضروتين".

التفتت جيني الى الجميع لترى في اعينهم نظرات التساءل وقالت:" ان اسمي الحقيقة انجلينا هيملتون".

"ماذا؟!". سأل الجميع ما عدا غاري الذي بقي ينظر اليها بصمت منتظرا تعليلها.

"الا تعرفون اسمها؟".

قالت بريندا بسخرية تحمل معها الخبث اذ انها ظنت انها قد نالت من جيني :" قالت انها تدعو جيني والتر".

"هذا اسمها فعلا".

"ماذا تقصد ديفيد؟". سأل غاري بتمعن.

"ان اسم جيني يدل على غضبها من ابيها , كانت تطلب من الجميع الكف عن مناداتها انجي ا كان من اختياره".

"ان اسمي هو انجي والتر هيملتون وانا استعمله في الامور القانونية فقط".

"لابد انك محظوظا جدا بوجودها في حفلتك غاري".

استغربت سارة من هذا المشهد لذا سألت:" من اين تعرفان بعضكما؟".

"كان مدرسي في الثانوية".

"لم اكن مدرسك فقط جيني, بل كنت الرجل المغرم بك".

صمت ديفيد قليلا ومن ثم اكمل حديثه الى جيني بسبابته:" ان هذه الفتاة التي ترونها امامك قد سلبت عقول الشبان جميعهم , وبما انني المدرس لم استطع الاعتراف لها بحبي الا انني راقبت الجميع وهم يتجادلون فيما بينهما عن الشخص الذي سيفوز بها, كانت فتاة ذكية وجميلة وقد تكون اجمل امراة وقع نظري عليها, وهذه الصفات صعب جدا ان نجدها في امراة واحدة؛ اعذريني على هذا القول اختي سارة... اتعرفون ما هو اكثر غرابة؟".

سأل ديفيد وهو ينظر الى الجميع ليرى من سيجيب وحين راى انهم ينتظرون اجابته قال:" انها لم تعرف يوما مدى جمالها, بل واكثر ان جميع الفتيات في المدرسة اردن التشبه بها".

هذه المرة لم تستطع جيني البقاء صامتة لذا قالت:" ان ديفيد معتادا على المبالغة لذا ارجو الا تصدقوا كل ما يقوله".

ابتسمت سارة وقالت:" لا داعي لقول هذا لي , فانا اعرف اخي جيدا".

ضحك ديفيد وهو يضع يده على كتف جيني وقال:" اخبريني ما الذي حصل معك في هذه السنوات الاربعة؟ فانت تبدين مختلفة , بالاحرى ان وجودك في هذه الحفلة يدل على مدى الاختلاف".

"حصلت امور عديدة, امور لم تخطر على بال احدهم, والحقيقة انني لا اريد التحدث عنها الان".

"هذا جيد, لانني اود الحصول على الرقصة التي لطالما تمنيتها".

ابتسمت جيني وقالت:" من سيتوجه الى قاعة الرقص اولا؟".

ابتسم ديفيد بدوره وامسك بيد جيني ليتجه الى القاعة وهو يقول:" ليستعد الجميع لرؤية افضل ثنائي على الاطلاق".

وضعت جيني ذراعيها على كتفي ديفيد بينما وضع هو يديه وراء ظهرها قائلا:" لا اصدق انني احصل اخيرا على هذه الرقصة".

خافت جيني ان يكون ديفيد قد صدق حين قال انه كان مغرما بها, وخشيت اكثر عندما فكرت انه ما زال يحمل هذه المشاعر لذا قالت:" ديفيد انت لم تقصد ما قلته؟ انك كنت مغرما بي؟".

رسم ديفيد ابتسامة طريفة على شفتيه وقال:" بلى, لقد قصدت, كان هذا في السابق, لم استطع الاعتراف به لكنني الان قادرا".

"في السابق, يعني انك لم تعد؟".

"هذا صحيح".

انفرجت اسارير جيني وقالت:" هذا جيد , لكنني لست مستعدة بعد لبناء علاقة عاطفية مع اي شخص".

"هذا ما ظننته. هيا, انااشعر بالفضول , اخبريني ما الذي تفعليه هنا؟".

نظرت جيني لديفيد مطولا ومن ثم سألت:" الم تكن بزفاف غاري؟".

"لم استطع, بسبب سارة؛ كانت تخرج مع غاري وحلمت بالزواج منه, الا انه قد اختار بريندا, لذا لم تستطع حضور الزفاف واجبرتني على السفر معها الى الخارج, لكن لاحقا سمعنا ان الزفاف لم يتم وذلك بسبب احدى النساء التي اتت حاملة طفل بين ذراعيها مدعية ان... انتظري هل انت المقصودة؟".

"اصبت".

"انا لا اصدق هذا, انت وغاري؟".

"هل تغيرت نظرتك الي؟".

"ليس هذا, انما انا لا اصدق انك قد اصبحت اما في هذه السن... اخبريني كيف هي الامومة؟".

"رائعة, بل مذهلة. عندما تستقر وتتزوج ستنجب اطفالا وقد تشعر بهذا الشعور".

"لا اعتقد ان ها سيحدث اجلا, فالامور لم تنجح بيني وبين الفتاة التي احبها".

"هل تخلت عنك لاجل رجلا اخرا؟".

قرب ديفيد جيني اليه بالقوة قائلا بغضب مصطنع:" هل كان عليك قول هذا بصوت مرتفع؟ سوف القنك درسا".

ابتسمت جيني ومن ثم وضعت راسها على كتف ديفيد لتستمتع بالرقص معه وهي تعلم ان هذه المرة الاولى التي تشعر بها بالامان في هذا المنزل.

"جيني, متى سمعت اخر اخبار جورج؟".

رفعت جيني راسها لتنظر اليه وتقول :" حين انجبت جوي, ابتعدت عنه قليلا , لكن حين احتجت الى رفقته اكتشفت انه قد ترك التعليم ولم اجد له طريقا".

"اذا ام تعودي لسماع عنه اي شيء؟... حسنا, لدي لك مفاجاة".

"مفاجاة؟ ما هي؟".

توقفت الموسيقى فاخذ ديفيد جيني الى حيث بقف غاري وبريندا الا ان هذه المرة كانا يقفان مع شخصان مغايران, لم تستطع جيني التعرف عليهما من بعيد لانها لم تكن قد رات ملامح وجهيهما مما كانت تلك مفاجاة صاعقة بالنسبة اليها.

"جيني؟ انا لا اصدق هذا".

قال الرجل الغريب لجيني فبدات الاخيرة بالابتسام بينما سمحت له باخذها بين ذراعيه ويقول:" لا اصدق انك هنا, بعد كل هذه المدة السنوات".

"جورج, لا تعرف كم اشتقت اليك".

استمر العناق قليلا من الوقت وحين شعرت جيني ان هناك شخصا اخر عليها معانقته ابتعدت عن جورج لتعانقها واذا بها فتاة بقامتها اي قصيرة بعض الشيء وقالت:" عليك ان تعذريني درو, لا اريدك ان تشعري انني اسلب زوجك منك".

ابتسمت درو قائلة:" لو لم تكوني انت من عرفنا على بعض وزوجنا لكنت قد شعرت بالغيرة كثيرا".

"من الجيد ان هذا السبب فانا لا اريد ان اشعر ان جاذبيتي قد قلت او ان حبك لي قد قل". قال جورج وهو يعانق زوجته ليكمل موجها الى جيني :" كم تغيرت في السنوات الماضية".

ابتسمت جيني وهي تقول:" نعم. اخبراني ما الذي تفعلانه هنا؟".

"استقلت من عملي كمدرس, وامتهنت المحاماة وانا الان محامي غاري, لكن انسي امرنا.. ما الذي تفعلينه انت هنا؟...".

قاطعته درو قائلة:" واين مايك؟".

ابتسمت جيني وقالت:" لم اكن مخطئة بشانكما ابدا, فانتما تكملان احدكما الاخر... ان مايك ليس هنا , بل في فلوريدا".

"ماذا؟! اذا انتما فعلا تذهبان الى اماكن مختلفة؟".

ارسلت جيني نظرة الى غاري وهي تقول:" فقط هذه المرة جورج. يا الهي انظري الى نفسك درو, في اي شهر انت؟".

وضعت درو يدها على بطنها لتقول:" ما زال الامر مبكرا, لكن في الحقيقة لدينا ثنين اخرين؛ انهما توامين".

"ارى ان هذه عدوى تصيب الجميع هذه الايام".

انتبهت جيني الى الفكاهة بكلام ديفيد وقالت:" اصمت انا من تتكلم".

"ماذا يحدث هنا جيني؟".

"ليس انتما وحدكما من لديه المفاجات".

"ديفيد؟". صرخت جيني بديفيد ليصمت ومن ثم نظرت الى زوج المحبين وقالت:" ان مايك لم يتركني وحدي كما تظنون...".

"ماذا تقصدين؟".

ابتسمت جيني وقالت:" لدي مفاجاة مذهلة , هيا تعالا معي, وانت ديفيد تستطيع الحضور لانني اعرف انك ما زلت الشقي نفسه".

اتجهت جيني بالثلاثة الى داخل المنزل بعد ان لمحت نظرة التساؤل في عيني غاري, واخذت التساءلات تتزايد بين الزوجين عن كيفية معرفتها بالمنزل وحين وصلا الى اعلى السلالم سألت:" الم تكونا في الزفاف؟ اقصد زواج غاري؟".

نظرت درو الى زوجها وقالت معاتبة:" كان مشغولا جدا, لذا لم ارد الذهاب وحدي, لكننا علمنا ان الزواج قد الغي لان...".

لم تكمل درو كلامها واخذت تنظر الى جيني التي قامت بفتح باب غرفة جوي وهي تقول:" عليكما التزام الهدوء, فهو نائم".

علمت جيني انه ليس عليها شرح كلامها لانه قد اصبح واضحا للجميع سبب وجودها في هذا المنزل. لقد بدأ توفر بالنباح الا ان جيني قد طلبت منه الهدوء ومن ثم ادخلت اصدقاءها سائلة اندريا:" هل استيقظ؟".

"كلا, بقي نائما كالملاك".

"لو يراه احد حين يكون مستيقظا لما صدق ها الكلام... رفاق اعرفكم على حياتي؛ جوي".

اقتربت درو من الصغير لتقول:" انه جميل جدا".

بينما اقتربا الرجلين منه ليقولا:" انه يشبه اباه".

"هيا, علينا ان نذهب قبل ان نوقظه... اندريا لست بحاجة لان تراقبيه طوال الوقت, اذهبي واستمتعي بالحفلة, لكن ارجوك تعالي للاطمئنان عليه من وقت الى اخر".

"حسنا".

"ما زلت لا اصدق ان الجميع قد اصبح والدا سواي". قال ديفيد هذا وهو يجلس على طاولة بعيد عن المراى برفقة الاخرين.

"انا لا اصدق ان جيني اما". رد جورج قائلا وهو يضع يده على كتف زوجته بينما قالت الاخرى:" هل تعلمين ان جوي تقريبا بعمر التوامين؟ يستطيعون اللهو معا".

"حقا, هذا جيد, فليس لديه اصدقاء حاليا".

"نعم, غدا الاحد احضريه الى منزلنا للتعرف عليهم, بينما نستطيع نحن الكبار التحدث والتعويض عما فاتنا".

"ارجو ان اكون مدعوا".

"طبعا انت كذلك".

"تستطيع اخذنا من البيت".

"سيكون هذا من دواعي سروري".

ابتسمت جيني له ومن ثم سالت:" لم تقل لي بعد ماذا تفعل هنا؟".

ضحك جورج وقال:"الم يخبرك؟".

"بماذا يخبرني؟".

نظر ديفيد الى الزوجين اللان يسخران منه واجاب:" الحقيقة انني لست فقيرا كما اوهمت الجميع في المدرسة الثانوية, انا غني".

"ماذا؟!".

"انها اكثر من ذلك, هو اكثر ثراء من غاري".

دهشت جيني من هذا الخبر وسألت:" كيف هذا؟ انت مجرد مدرسا, و...".

"انا احب التدريس, واحب ان يكون لي وقت فراغ , كما انني لا احب ارتداء البذلة والجلوس وراء المكتب طوال اليوم, انا احب الحركة واحب ان اخرج من عملي ساعة اشاء فانا لا اريد ان اشعر انني مقيدا".

"انا لا اصدق ها".

"عليك ها جيني, ان ديفيد يتظاهر امام الاخرين انه غير ناضج حتى لا يعارض احدا على اسلوب حياته".

"لماذا يتدخلون؟ ان كان يحب التدريس فليفعل هذا".

"لدى الجميع العقلية نفسها, انهم يظنون ان على المرء التقيد بالقوانين".

"اذا ان كنت تحب التدريس , فمن يهتم بمصالحك؟".

"قسم ابي الورثة بيني وبين اخي واختي, لذا فاخي يتولى زمام الامور كعادته, كما ان غاري وجورج يساعدانه واحيانا سارة".

"ان سارة لا تذهب للعمل , بل تذهب لمطاردة غاري".

"هيا, اصمت جورج".

الوفى طبعي 03-02-10 01:31 PM

ابتسمت جيني لهذه المناقشة وهي سعيدة جدا لحضورها هذا الحفلة والتقاءها باصدقائها القدامى.

حان الان موعد العشاء, فاجتمع جميع المدعوون للجلوس على طاولة تكفي لمائة شخص, وحاولت جيني قدر الامكان التهرب من النظرات التي كلن يرسلها لها غاري في العديد من الاوقات الا انها لم تستطع, وكذلك لم تفهم معناها. الا انها نجحت بالاستمتاع بما تبقى من السهرة بالرقص مع جورج تارة وديفيد تارة اخرى.

حان الان موعد الرحيل فبدا الجميع بالمغادرة , حتى بقي ديفيد وسارة , جورج ودرو, واخيرا بريندا ووالدها.

"سوف اراك غدا, لان علينا الرحيل, لا اعتقد ان الحاضنة ستبقى لفترة اطول".

ابتاسمت جيني وهي تعانقهما قائلة:" بعد ان اصبح جورج محاميا, اصبح راتبه اكبر, لذا لا اظنه يمانع تبذير بعض النقود لاجل ابنيه".

"لا تكوني متاكدة, فهم ما زال البخيل ذاته, حتى انه يرفض دفع ثمن العشاء حين نتناول الطعام في الخارج".

"هذا لانك تملك نقود اكثر مني ديفيد".

ابتسمت جيني وصافحت سارة ومن ثم عانقت ديفيد مودعة:" ساراك لاحقا".

"كنت اود اليقاء معك لوقت اطول, لكن لدينا كل الوقت, اليس كذلك؟".

"اما زلت مغرما بها كالمراهق؟".

"اخرس جورج".

ضحكت جيني وعلمت ان جورج ودرو كانا يعرفان بمشاعر ديفيد لكنهما لم يخبراها وهذا جيد والا لما استطاعا ان يكون صديقين, فاخذت تراقبهما وهو يتوجهون الى سياراتهما يتجادلون مازحزن بينما اخذت بريندا تعانق غاري وهي تقول:" ساراك غدا حبيبي".

لم يبق في النهاية سوى غاري وجيني وحدهما دون مارثا التي شعرت انها متعبة ومن ثم خلدت الى النوم. وقفا بجانب بعضهما في الشرفة دون اي كلام يلفهما جو من الصمت الا ان في النهاية اقتربت جيني منه وقبلته على خده وهي تقول :" انا اشكرك كثيرا على هذه الدعوة, فقد تمتعت جدا".

اخذت جيني تنظر الى غاري فلمحت بقايا احمر الشفاه فرفعت راسها قليلا نحوه لتزيله وهي تقول:" هناك شيء على خدك, سامحوه".

تلاقت عينيهما في هذه الفترة وقلصت المسافات بينهما ومن دون وعي سمحت جيني لنفسها بالغرق بين سحر عينيه, فانزل غاري وجهه ليقربه منها, فاستطاعت جيني ان تشعر بتنفسه الحار على خدودها المشتعلة, كما استمتعت برائحة فمه المنعشة, فلم ترد منع هذه اللحظة اذ ارادت ان تعرف كيف ستشعر لو قرب غاري شفتيه منها اكثر وقبلها بشغف جارف, وكيف كان جسدها سيتحرك لو عانقها بقوة , الا ان اندريا ظهرت فجاة ودون سابق انذار لتمنع حدوث هذا.

"جيني... ذهبت للاطمئنان على جوي كما طلبت مني, انه نائم, لكن حين مررت بالقرب من غرفتك سمعت رنين الهاتف...".

هرعت جيني الى اندريا لتاخذ الهاتف, كانت متاكدة ان هذه هي المكالمة التي كانت تنتظرها , انه مايك, فلا احد سواه يعرف الرقم.

"مايك؟!".

"مرحبا انجي, كيف حالك؟".

"انا لا اصدق انني اسمع صوتك, سوف اقرص نفسي".

سمعت جيني ضحكة مايك على الطرف الاخر ومن ثم قال:" الم اقل انني ساتصل؟".

"بلى. لكنني لم اعرف متى, غضبت منك كثبرا سابقا, لكنني تفهمت الامر".

"اخبريني كيف حالك؟ اظن انك تقطنين مع غاري؟".

نظرت جيني الى غاري وقالت:" نعم, انا اسكن معه".

اخذ غاري بالنظر اليها , فشعرت جيني انه يريد قول شيء الا انه ذهب وهو يقول:" تصبحين على خير".

"جيني, اما زلت على الخط؟".

"نعم. نعم , كل ما في الامر انني مرهقة... اسمع انتهت الان حفلة جميلةجدا, انت لا تعرف ما الذي حصل...".

اخذت جيني تسرد الاحداث التي حصلت معها الليلة لمايك الان انها تجنبت التحدث عما كاد ان يحدث مع غاري فايقنت ان هذه المرة الاولى بحياتها التي تخفي فيها شيء عنه, فشعرت ان هذا للافضل ومن ثم اكملت حديثها متطرقة لما حصل في الشهر السابق بينها وبين بريندا.

"اذا ما رايك؟".

"انها لا تستحق اهاناتك".

"لكن هذه الطريقة الوحيدة لاذاء غاري فهي مهمة جدا له".

"لا اظن انني استطيع تغيير رايك, اليس كذلك؟".

ابتسمت جيني قائلة:" لا. ماذا يحدث معك؟".

"المعتاد, من العمل الى الشقة, وهكذا".

"لم تخرج مع نساء بعد".

"ما زال الامر مبكرا, هيا اخلدي الى النوم, عليك ان تستريحي فغدا لديك يوما طويلا".

ضحكت جيني وقالت:" نعم, ثلاثة اطفال".

"ساتصل بك لاحقا, اخبري جوي انني احبه وانني اشتقته له كثيرا".

"نعم. اغلقت جيني الهاتف واذا بها تضرب بكفها على راسها وهي تقول:" كم انت غبية جيني, لما لم تطلبي منه رقمه لتتصلي به متى تشاءين؟".

اتجهت جيني الى غرفتها وهي تفكر ان مايك قد فعل ها متعمدا وانه لو اراد اعطائها الرقم لفعل, لكنها مستعدة للانتظار كل الوقت اللازم ليرجع مايك الرجل المضحك الذي عرفته سابقا؛ قبل ان يدخل غاري حياتهما, فاتجهت افكارها الى الامر الذي قاطعته اندريا دون قصد.

علمت جيني ان عليها الشعور بالندم على هذا الا انها دهشت من نفسها اذ ان الشعور الوحيد الذي تشعر به هو الاسف, لان اندريا حالت دون حدوثه....

حسن الخلق 04-02-10 02:51 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

بارت رائع كالعاده و زاد الاحداث تشويقا

اعتقد ظهور ديفيد و اهتمامه بجينى سوف يزعج غارى و يولد شعور بالغيره
مسكينه بريندا صعبانه على لان ملهاش اى ذنب فى ما حدث اما سارة فانا مش مرتاحه لها بسبب حديثها مع جينى
متشوقه للزياره التى ستكون حافله بالحركه و الشغب من الاطفال

شكرا اختى الوفى طبعى على هذه الاجزاء المميزه و فى انتظارك ان شاء الله
دمتى بكل حب :flowers2::flowers2::flowers2:

الوفى طبعي 09-02-10 10:12 AM

الفصل الخامس:

استيقضت جيني من نومها الساعة الثامنة والنصف واتجهت الى الحمام لتستحم ومن ثم فتحت الخزانة لتخرج لها ما تلبسه فوقع عينيها على بنطال جينز مع قميص اسود ومن ثم لبست حذاءا رياضيا وخرجت من الغرفة.

لقد اصطدمت جيني بلويس في طريقها للنزول فقالت:" صباح الخير لويس, ان هذا ليوم مشرق ورائع, اليس كذلك؟".

لاحظ لويس سعادتها المفرطة فلم يجب باي كلمة الا انها لم تدع شخصا لا يحبذ وجودها في هذا المنزل يفسد فرحتها لذا اكملت حديثها قائلة:"ساذهب الان لايقاظ جوي".

"هذا ما جئت لقوله, ان الجميع ينتظرك على الفطور".

نظرت جيني اليه فشكرته ومن ثم نزلت الى الاسفل.

"ارجو الا تكونوا قد انتظرتم طويلا". ومن ثم جلست الى جانب ابنها وداعبته قائلة:"كيف استيقظت هذا الصباح عزيزي؟".

"تبدين مختلفة اليوم عزيزتي".

التفتت جيني الى مارثا فاجابتها :"انا لم اضع المساحيق اليوم و...".

"ليس هذا ما عنيته, انت تبدين اكثر سعادة واشراقا مما كنت عليه من قبل".

"هل استمتعت في الحفلة امي؟".

"نعم, حبيبي".

"ارى ان مقابلتك لاصدقائك القدامى قد افرحتك".

ارادت جيني الاجابة على مارثا الا ان جوي اسرع بطرح الاسئلة المتراكمة عليها:"هل قابلت اصدقاء؟ من هم؟ هل يعرفون مايك؟".

ابتسمت جيني وقالت:"هون عليك يا عزيزي, ان هؤلاء الاشخاص قد تعرفت عليهم منذ سنين, لكن سوف اخبرك عنهم لاحقا, ففي الحقيقة ليس هم سبب سعادتي".

"اذا ما هو السبب؟".

نظرت جيني الى جوي وهي تبتسم:"انه مايك, اتصل في الامس".

"مايك اتصل؟ لما لم تدعيني اكلمه؟".

"لقد اتصل في وقت متاخر , حين كنت غارقا في النوم, لكن لا تخف فقد قال انه سيتصل قريبا".

"لكنني مشتاقا اليه كثيرا".

"اعرف, وهو ايضا مشتاقا لك, الان تناول طعامك, فانت لا تريدني ان اخبره انك لا تتناول الطعام؟".

عرفت جيني ان ما قالته لجوي قد اعطى فائدة ا انه هرع الى تناول طعامه بسرعة , كما لاحظت ان غاري قد استطاع المعرفةانها تتجنبه وانها تفضل الا تتحدث عما جرى في الليلة الماضية.

"اين اندريا؟".

"انها تساعد العمال على النظافة".

"حسنا, ساذهب لمساعدتها".

"ماا عن الفطور؟".

"لست جائعة مارثا, هلا تعتنين بالصغير ريثما اعود؟".

"نعم, طبعا".

توجهت جيني بنظراتها الى جوي وهي تقول:" طلبت التعرف على اصدقائي, وسوف تنال مطلبك, سوف اخك اليوم للتعرف عليهم, وعليك ان تعرف ان بعضهم يملكون اطفالا بعمرك , لذا تستطيع اللهو معهم كما تشاء".

"هل استطيع احضار توفر؟".

ابتسمت جيني وهي تقول:" نعم, وطبعا سوف انتظر ردة فعل جورج حين يراه, انا اتخيله منذ الان".

غادرت جيني غرفة الطعام وهي متوجهة الى الخارج بحثا عن اندريا, وها هي قد وجدتها , فاتجهت نحوها وهي تقول:" هل تحتاجين الى المساعدة؟".

ابتسمت اندريا وقالت:"يدفعون لنا مبلغا اضافيا مقابل هذا العمل, ولا اظنهم يتوقعون ان ندع ضيفة المنزل تقوم به".

"اريد ان اقوم بعمل مفيد. اخبريني لما لم تخرجي اليوم مع حبيبك كالمعتاد؟".

رفعت اندريا راسها وقد توقفت عن الحركة قائلة:" اتصدقين انه اخبرني انه لا يستطيع مقابلتي اليوم لانه سيرجع الى قريته لرؤية والديه؟".

"لا اظنك تصدقين هذا الكلام".

"انا لا اريد ان افقد ثقتي به لذا احاول تصديقه قدر الامكان ... الان انت تريدين المساعدة, ابدئي بوضع القمامة التي هناك بهذه الاكياس".

لم تكن جيني تؤمن بالحب لذا لم ترد مضايقة اندريااكثر مما هي متضايقة فلم تقل لها ما تفكر به عن كون حبيبها قد غدر بها وما الى ذلك لذا اخذت الاكياس وذهبت لتقوم بما طلب منها , فانجزته باتقان كما اخت تساعد بالاعمال المختلفة.

عندما انتهى الجميع من الاعمال المترتبة عليهم في غضون ساعتين شعروا انهم يستحقون الراحة لذا جلس كل منهم على بقعة مختلفة من العشب الاخضر بينما احضرت لهم احدى خادمات المنزل عصيرا لينتعشوا بينما جلست كل من جيني واندريا على الطاولة التي سبق لجيني ان جلست عليها عدة مرات في السابق.

"الحقيقة لنني لم اتوقع ان تنجزي هه الاعمال".

"لما؟ لا تقولي انك تعتقدينني مجرد فتاة غنية ومدللة؟".

"الست كذلك؟".

ابتسمت جيني ومن ثم قالت:" لم اكن يوما, بل بالعكس كنت اعمل من ان كنت مراهقة, لم اكن اريد ان اثقل والدتي بالمصروف لذا كنت لحصل عليه بنفسي, في البداية عملت كمدرسة خصوصية في المساء, وفي المساء كنت اساعد الاساتذة بابحاثهم , ولاحقا اصبحت اعمل كحاضنة , لكن بعد موت والدتي وسكني مع صديقي المقرب مايك اصبحت اعمل بعدة وظائف في الوقت نفسه, طبعا بدوام جزئي, مع انه كان يقول لي انه يستطيع تدبر امره وكل ما علي فعله هو الاهتمام بدراستي , لكن حين حصلت على جوي علمت ان المصاريف قد ازدادت لا علي ان اعمل بدوام دائم وبراتب كبير وهذا ما حصل, فعندماكنت على وشك ترك الجامعة ساعدني احد مدرسيها بالحصول على عمل في شركة اعلانات وعملت بها حتى استقلت قبل فترة فقد كنت انوي السفر الى الخارج , وذلك قبل يغير غاري كل مخططاتي".

ترددت اندريا في الكلام الا انها لاحقا قالت:" جيني بخصوص الامس...".

"اندريا لا اريدك ان تظني انني منافقة , فانا اعلم انني قد اخبرتك انني اكرهه انما...",

"لا تخافي, لن احكم عليك ابدا, لانني اعرف كم من الفتيات وقعن في غرام السيد".

اسرعت جين الى الانكار بشدة لتقول:" لست مغرمة به".

ابتسمت اندريا وقالت:" انت تقولين هذا. الان علي ان اذهب لانني ارى ان هناك من يريد التحدث اليك عما جرى في الامس اكثر مني".




الوفى طبعي 09-02-10 11:40 AM

راقبت جيني اندريا وهي تذهب مسرعة فلمحت غاري اتيا من بعيد , اردت الرحيل الا انها قد علمت انه لابد من النحدث .

جلس غاري امام جيني على المقعد ذاته الذي كانت تجلس عليه اندريا فاستمر بالنظر اليها مطولا فعلمت جيني انه ينتظر منها ان تتكلم الا انها خيبت امله مما دفعه هو للتكلم.

"لا تريدين محادثتي؟".

"ما الذي دفعك لقول هذا؟".

ضرب غاري كفه على طاولة الخشب بقوة ليقول:"علينا ان نتحدث عما حصل في الليلة الماضية".

"لم يحصل بيننا شيء". قالت جيني هذا وهي تنهض من مقعدها فامسك غاري بها واجلسها قائلا:" انت تعرفين انه لولا مجيء اندريا لحصل بيننا امر لم نتوقعه".

"لكن اندريا قد اتت ولم يحدث شيء, هذا للافضل".

"هذا ما تظنينه؟".

"طبعا. لا ادري ما الذي حصل لي, لابد انني كنت ثملة...".

"انت لا تشربين الكحول , على الاقل هذا ما قاله ديفيد بالامس, عدا ذلك انا لم اشم اي رائحة فانا قد كنت قريبا جدا منك".

نظرت جيني الى عيني غاري المليئة بالسخرية ولم تستطع ان تنكر قوله الا انها قالت:" لقد شعرت بالوهن والحيرة, حسنا؟ هذا ما اردت سماعه مني؟ لكن عليك ان تعرف انني قد نضجت ولم اعد اشعر نحوك بشيء ولو كان شخص اخر مكانك لفعلت الامر ذاته".

"انا لا اصدقك".

"هذا لا يهمني, انت قد حطمت فيًٌَُُّ كل ما هو جيد , واذا ظننت انني قد اسمح لك او لغيرك باستغلالي فلابد انك قد جننت... عدا ذلك لما لا تذهب الى بريندا لتتحدث معها هي عما جرى في الامس؟".

علمت جيني انها قد تعدت الحدود فقرات الغضب الشديد في عينه, الا ان سرعان ما حل مكانه السخرية الاذعة وهي يقول:" اذا انت تظنين ان دورك قد حان لاستغلال الاخرين؟ ها جيد فضحيتك الاولى قد وصلت".

نظرت جين وراءها حيث ينظر غاري فنهضت وهي تبتسم وتقول:" ديفيد؟ ما الذي تفعله هنا؟".

"اليس بيننا موعد؟ اردت الحضور مبكرا لكنني واجهت بعض المشاكل... هل انت جاهزة؟".

ضحكت لنبرة حديث ديفيد بينما نظر هو الى غاري ليقول:" صباح الخير غاري, ارجو الا تمانع ان اصطحب معي جيني وابنك؟".

نظرت جيني الى غاري فابتسمت على مغض وهي تقول:" انه خائف ديفيد, يظنني اريد استغلالك".

"ارجو ان تفعلي هذا عزيزتي, فانا احب ان يتم استغلالي فكيف لو كنت انت الاستغلالية؟".

ابتسمت جيني ومن ثم قالت:" انا جاهزة للانطلاق, تعال ساعرفك عل جوي".

وضع ديفيد يده على خصر جيني وهو يقول باستخفاف :" لنذهب للتعرف على ابني المستقبلي".

تقبلت جيني مزاح ديفيد لانها كانت واثقة انه لا يحبها بل يتصرف على طبيعته المرحة.

عرفت الاثنان على بعض ولم تتوقع ان ينال ديفيد رضا جوي بهذه السرعة بل واكثر ان الصغير قد قبل ان يكوناصديقان.

صعدت جيني وجوي السيارة مع توفر فبدا ديفيد بالضحك وهو يفكر كيف ستكون ردة فعل جورج ازاء الكلب ومن ثم غير الموضوع ليبدا بقص القصص الطريفة على جوي , وفي لحظة ما لم تعد جيني تصغي الى الحديث بل اخذت تفكر فيما قالته اندريا سابقا على انها قد تكون مغرمة بغاري الا انها بدات بالضحك بصوت مرتفع فانتبه لها الاخرون فسال ديفيد:" لاحظت من البداية انك في عالم اخر, هلا تخبرينني ما الذي يضحكك؟".

نظرت جيني اليه وقالت:" اضحك على نكتة افضل الاحتفاظ بها بنفسي".

"حسنا كما تشاءين. وصلنا".

اوقف ديفيد السيارة امام منزل صغير محاط بالاشجار والزهور المذهلة , فنزل الجميع ليجدوا عائلة شبه مثالية في انتظارهم.

"جيني, جوي اعرفكما على طفلي تشارلي وراسل".

"مرحبا".

اندمج الاطفال الثلاثة معا فاخا يلعبان في الحديقة بعد ان اقتنع جورج بفكرة وجود توفر في منزله الا ان بعض الشكوك ما زالت تتملكه.

جلس الاشخاص الناضجون في الداخل بعد ان قامت جيني بالقيام بجولة في انحاء المنزل وقد اعجبها كثيرا وهي تقول انهما قد حققا حلمهما الذي لطالما حلموا به.

تحدث الجميع عن كل ما حصل معهم في السنوات الماضية الا ان جيني بقيت متحفظة عن عدة امور تتعلق بحقيقة ابنها, امور لم ترغب بالبوح عنها كما انه شعرت انها ليست الوحيدة التي تتحفظ عن هكذا امور اذ ان ديفيد ايضا لم يتحدث عن حبيبته السابقة المفترضة.

حانت الان ساعة الغذاء فتناول الاطفال وتوفر غذاءهم المكون من سندويشات النقانق والجبن في الحديقة بينما تناول الكبار الطعام الدسم على مائدة الطعام.

وبع الانتهاء من الطعام خرج الجميع الى الخارج بينما احضرت درو المثلجات, كما لو كانت هذه نزهة تقوم بها عائلة سعيدة موحدة مما جعل جيني تفكر بمايك والنزهات التي كانا يقومان بها قبل وبعد ولادة جوي.

"ابي, اريد كلبا مثل جوي".

نظر جورج الى جيني معاتبا قائلا:" ها ما كنت اخشاه".

"نعم ابي, نريد كلبا , نريد كلبا".

اخذ جورج ابناءه بين راعيه ليقول لهم بغضب مصطنع:" لما ترغبون دائما بما يملكه الاخرون؟".

بدا الجميع يهزا من جورج ويسخر منه حتى ايقن في النهاية انه لن يستطيع الهرب من مشاغبة ابنيه هذه الا اذا اقتنى كلبا لذا وعدهما بشرائه في نهاية الشهر, فاستمر اللعب ومشاغبة الاولاد لفترة لا باس بها من الزمن حتى حانت لحظة الذهاب فوعدت جيني الزوجان لوكهارت بالزيارة مجددا وقريبا جدا اذ ان الاطفال قد تصادقا.

اوص ديفيد جيني والاخرون الى منزل غاري بعد نصف ساعة, وحين اوقف السيارة ليسمح بنزولهما لسرع جوي وتوفر الى الحديقة بينما بقيت جيني في السيارة.

"ما رايك بتناول العشاء معي الليلة؟ انت وجوي؟".

نظرت جيني الى ديفيد ومن ثم قالت:" لا استطيع الليلة, عدا لك لقد تعب جوي كثيرا اليوم. ما رايك ان اتصل بك انا عندما اشعر برغبة في الخروج؟".

ابتسم ديفيد وهو يخرج من جيب قميصه بطاقته ليقول:" اتمنى ان تتصلي قريبا".

قبلت جيني ديفيد على خده وهي تقول:" لا تخغ, سافعل". ومن ثم خرجت من السيارة لينطلق ديفيد مسرعا.

توجهت جيني الى الحديقة حيث توجه جوي قبل قليل فراته يستمتع بوقته مع ابيه, فضمت ذراعيها فوق بعضهما واخذت تبتسم مفكرة في عدم المقاطعة اذ ان هذه من اللحظات القليلة التي يمضيانها معا فغاري مشغولا دوما في عمله.

لذا فقد اكتفت بمراقبتهما من بعيد لفترة ومن ثم توجهت الى الشرفة حيث كانت تجلس مارثا فجلست بقربها .

"كيف قضيت يومك؟".

ابتسمت جيني وقالت:" استمتعت كثيرا وكذلك جوي".

"هذا جيد, فمنذ وصولك الى هنا لم تخرجي ابدا, بل حبست نفسك في هذا المنزل".

"اني اقضي الوقت مع ابني, وهذه متعة كبيرة بالنسبة لي".

"لست بحاجة لاثبات لاحد انك ام رائعة فالجميع يعرف هذا, انت ما زلت صغيرة عليك الخروج والاستمتاع بوقتك".

"وجوي؟".

ابتسمت مارثا وقالت:" ان جوي بعهدتي , استطيع الاعتناء به جيدا".

ضحكت جيني وقالت بهدوء :" لقد دعاني ديفيد الليلة للعشاء , لكنني قلت له في مرة اخرى".

"اذا اسرعي للاتصال به قبل ان يغير رايه".

"تتصل بمن؟".

نظرت المراتان الى صاحب الصوت الغليظ فقالت مارثا :" بديفيد, لقد دعاها للخروج".

"ان ديفيد شخصا طيبا ابي, وهو يحكي القصص الطريفة".

نظرت جيني الى غاري فتلاقت عيناهما فقرات فيهما الغضب الشديد الا انها لم تبالي بل قالت:" جوي ستبقى الليلة مع جدتك بينما ساخرج انا مع ديفيد".

"يسعدني انك قد اتصلت بي جيني".

"نعم, اقنعتني مارثا بهذا. ما هذا المطعم؟".

"سمعت عنه من احد الاصدقاء , هل يعجبك؟".

"طبعا انه جميل, يحمل طابع الخصوصية والرومانسية ايضا".

"يسعدني ذلك, اذا ما الذي تشربينه؟".

"ما رايك بكاس من الويسكي؟".

تعجب ديفيد واخ ينظر الى جيني قائلا:" يا للعجب, ان انجي هيملتون تشرب فعلا".

"فقط بالمناسبات الخاصة".

ابتسم ديفيد وهو يرفع يده لمناداة النادل وقال:" يعجبني ها الامر, ان تقولي عن رفقتي مناسبة خاصة".

ابتسمت جيني واخذت تمعن النظر في ملامح ديفيد وهو يطلب لهما ما يشربانه فلمحت في عينيه الحزن والاسى وعلمت ان ديف يحاول دائما ان يتظاهر بالسعادة جتى لا يعرف احد عن حقيقة مشاعره. انتبه ديفيد الى شرود ذهن جيني فامسك بيدها ليقول:" بما تفكرين عزيزتي؟".

"ديفيد ماا حصل مع حبيبتك؟".

سحب ديفيد يده وقال:" توقعت ان تسالي هذا السؤال".

"اذا؟".

اطال ديفيد النظر الى جيني وفي النهاية قال:" اتعلمين ؟ اردت ان اترك التعليم لاصبح رجل اعمال مهم , فعلا اردت ها, اردت ان تفخر بي ساندي...".

"ساندي؟".

"ساندي ريد. الفتاة التي احبها بالاحرى الفتاة التي اعشقها بجنون, كنت سعيدا بمعرفة انها تبادلني الشعور ذاته".

"احبتك؟ اذا ما الذي حصل؟".

"هل اخبرتك ان لدي اخا؟ ارادت عائلتي ان تندمج العائلتين معا, اقصد عائلتها , وماا افضل من المصاهرة؟ طلب والدها من ابي ان يزوجها من عائلتنا , وطبعا قال ابي انني غير مسؤول وان اخي البكر هو الشخص المناسب لها, وهكذا اصبحت ساندي خطيبة اخي ولم يعد لي الحق بالتفكير بها, ولذا لم اعلم احد بحبي لها, واستمررت بكوني الشخص الفاشل الغير الناضج والمسؤول".

"قلت انها احبتك؟".

شرب ديفيد الكاس الذي احضره النادل شرفة واحدة واكمل قائلا بحزن:" من دون علم احد كنا نخرج سويا, قالت ان علي التغيير ليقبل ابها بي , وحتى ذلك الوقت علينا ان نخرج سرا , لكنني قد تاخرت , اليس كذلك؟".

"انا اسفة".

"لست المذنبة في شيء".

"لكنني ما زلت لا افهم , لما لم تعارض هي على هذه المخططات؟".

"لا تستطيع ان تخالف اوامروالدها, عليها ان تفعل ما يقوله لها".

"ان حياة الاغنياء معقدة جدا".

ابتسم ديفيد باسى ومن ثم قال ساخرا:" هل سنمضي هذه السهرة هكذا؟ هيا لنرقص".

امسكت جيني بيد ديفيد وتوجها الى حلبة الرقص. امضت جيني بقية السهرة وهي تتحدث مع ديفيد بمواضيع كثيرة ومختلفة كما انها كانت مفرحة فاستغربت من قدرة الاخير على التحمل فقدرت انه يستطيع ان يكون ممثلا بارعا.

كما انها ازدادت اصرارا على كون الحب امرا مقرفا, وحرت نفسها من الوقوع فيه, فاهون عليها الموت الف مرة على ذلك.

مرت الاسابيع والايام بسرعة كبيرة واستطاعت جيني التهرب من غاري بشكل رائع اذملئت وقتها بالاشغال فمرة تخرج مع ديفيد ومرت تكون هي وجوي مع عائلة لوكهارت تساعد درو التي اصبحت الان في الشهر السابع على العناية بالاولاد الثلاثة.

"هل ستخرجين الليلة؟".

نظرت جيني الى غاري وقالت:" مع ان هذا لا يعنيك, الا اننا لن نخرج , لان هناك اجتماع للمدرسين لكننا سنتقابل مساء الغد".

"الا تلاحظين انك بدات تخرجين كثيرا مؤخرا, وانك بدات تهملين جوي ؟".

غضبت جيني وقالت :" انا اقضي وقتا مع جوي اكثر مما تقضيه انت معه طوال الاسبوع, لذا انا ارجوك , اياك ان تكرر هذا الكلام... اه نعم كيف حال بريندا؟ فانا لم ارها من اسبوع تقريبا".

هربت جيني من غضب غاري الا ان المناقشة قد ازدادت حدة في اليوم التالي, فاقسمت جيني على الا تسمح لاي احد بالتحكم بها , لذا خرجت في المساء مع ديفيد.

"مرحبا ديفيد".

رفعت جيني راسها الى الاعلى لتنظر الى اين ينظر ديفيد فرأت رجلا ممسكا بيد امراة شابة جميلة, رجلا غريبا الا ان نظرات ديفيد لم تقل الامر ذاته .

الوفى طبعي 09-02-10 12:48 PM

نهض ديفيد ليقول:"مساء الخير هاريسون, ماذا تفعل هنا؟".

"خرجنا لنتناول العشاء في الخارج, انت تعلم لنغير الجو, الن تعرفنا على صديقتك؟".

ابتسم ديفيد وقال:" بلى جيني اعرفك على اخي هاريسون وخطيبته ساندي ريد. اخي اعرفك على صديقتي جيني والتر".

نهضت جيني لتصافح هاريسون فوضع يده بيدها وقال:" الست عشيقة غاري؟ اخبرتني سارة انك تعيشين معه".

ازداد ايقان جيني ان غاري قد احسن فعلا بتفضيل بريندا على سارة فتلك الفتاة حرباء وافعى سامة كما انها علمت انها لن تتفق مع هذا الشاب لذا اجابت بسخرية لاذعة:" كنت عشيقته لكنني اكتشفت ان ديفيد اكثر ثراء لذا غيرت مخططاتي".

"كان علي ان اخبرك هاري ان جيني تصبح اكثر وقاحة واكثر فظاظة حين يهينها شخصا ما. ساندي تبدين جميلة جدا هذه الليلة".

"شكرا".

راقبت جيني اللقاء بين الحبيبين السابقين وشعرت ان شعلة الحب ما زالت بداخلهما, ففكرت باسى لصديقها العزيز وازداد احتقارها لاخيه الاكبر الذي لا يفهم ما يدور من حوله.

"هيا هاريسون , انضما الينا".

"لا نريد ازعاجكما".

اجاب هاريسون وهو ينظر باستهتار الى جيني فوضعت جيني يدها على كتف ديفيد لتقول:" انتما لا تزعجانا, اليس كذلك حبيبي؟".

نظر ديفيد الى جيني وابتسم ومن ثم قال :" طبعا لا حبيبتي ... هيا اجلسا".

لمحت جيني الحزن في عيني ساندي الا انها فكرت ان هذا للافضل فهي لا تريد العذاب لاي منهما وكلما اسرعا بالفهم انهما لن يكونا لبعضهما كلما كان ذلك افضل.

اتى النادل وطلب الجميع العشاء فاقترح ديفيد الرقص بينما يجهز الطعام, ومن ثماخذ بيدي جيني بينما نهض هاريسون مع خطيبته.

"شكرا".

"انا لم افعل شيء".

"بل فعلت الكثير, لم يعد من حقي التفكير بساندي , لذا عليها الكف عن التفكير بي, وان ظنت ان بدات احب غيرها فستسمح لنفسها ان تحب اخي".

"لا اعتقد ان هذا سيكون سهلا".

"لا اقول ها, كل ما اقوله ان علينا ان نفهم انه لا يوجد مستقبلا لنا معا".

تابعت جيني الرقص بصمت مع ديفيد , وحين انتهت الرقصة اتى هاريسون ليقاطعهما ليرقص مع جيني بينما ترقص ساندي مع ديفيد.

"اذا, انت الفتاة التي كان ديفيد مغرما بها منذ سنوات؟".

"وما همك من هذا؟".

"اعتقد ان اخي يستطيع ان يحب فتاة افضل".

"جميع الفتيات يرغبن ان يلتفت اليهن ديفيد".

"حقا؟!".

اكملت جيني قائلة:" ان ديفيد افضل منك بكثير , عليك ان تعلم ان الفتيات لا يحببن الرجل الاناني بل يرغبن برجال مثل ديفيد الذي يستطيع ان يواسيهم ويضحكهن".

"انت تضحكينني".

"ليس عليك ان تسخر مني , انظر الى ساندي, لا اعتقد انك الرجل المناسب لها".

"حقا؟".

"كما انني لا اعتقد انها النوعية التي قد تغرم بها انت يوما, فانت تحب المراة التي تستطيع ان تمثل تحديا بالنسبة لك , الفتاة الوقحة والعنيدة".

"تقصدين مثلك؟".

"ما كنت لاقبل رجلا تافها مثلك ابدا, فانا احب الرجل الذي ياخ قراراته بنفسه وليس الرجل الذي يعتبر ان المراة جزء من صفقة مهنية".

"انت تظنينني فعلا رجلا كالذي تصفينه؟".

نظرت جيني الى عينيه فرات بهما شيء لم تفهمهفارادت الاستفسار عما يعنيه واذا بها يقول:" علينا الجلوس".

انتهت الرقصة فجلس الجميع في مقاعدهم واا بالهاتف يرن , اخرج هاريسون هاتفه من جيبه ليرد عليه وليعود بعد ذلك ليقول:" علي الانصراف, طرا امرا خطيرا , ديفيد هل تستطيع ان تصطحب ساندي الى منزلها؟".

"نعم, طبعا".

ذهب هاريسون في حال سبيله بينما قال ديفيد:" هل تريدان شرب شيء؟".

نظرت ساندي الى ديفيد وقالت:" عليكما عذري فانا اريد الذهاب الى المنزل, يمكنكم البقاء وانا ساستقل التاكسي".

"ما هذا الذي تقولينه؟".

"يبدو انكم تستمتعان بوقتكم وانا لا اريد ان افسد سهرتكم".

لم تعرف جيني ما الذي تفعله, صحيح ان على ديفيد وساندي الابتعاد عن بعضهما, لكن ليس الليلة, فهي متاثرة جدا فمن جهة تملك خطيبا لا يهتم لامرها ومن ناحية اخرى هناك رجلا تعبده ويعبدها ولا يستطيعان ان يكونا معا, فحمدت نفسها لكونها لا تؤمن بالحب, لا قالت:" انت لا تفسدين شيئا, ففي الحقيقة اريد الذهاب لاطمئن على ابني, هيا لنذهب ديفيد".

نهض الجميع فترك ديفيد مبلغا محترما من المال ومن ثم توجها الى السيارة, ففضلت جيني الجلوس في الخلف بينما تجلس ساندي بالمقدمة بحجة انها تريد الاستلقاء قليلا.

اوصل ديفيد جيني الى المنزل الساعة التاسعة والنصف فاتفقت معه على الالتقاء غدا ومن ثم دخلت الى المنزل وهي تتساءل عما ستحدثان في الطريق, فعلى الاقل يحتاجان الى التحدث لاخر مرة.

"هل استمتعت بالسهرة؟".

قابلت جيني مارثا على السلالم حين كانت متحهة الى غرفتها , مشت معها وهي تقول:" نعم, لكنني قابلت اخاه".

"هاريسون, انه شخصا جديا اكثر من اللازم".

"اظنه افضل مما يبدو".

"هل هذا مدح ام ذم؟".

ابتسمت جيني وقالت:" لا اعرف لكنني لمحت شيئا في عينيه ... لم افهمه".

"بينما تحاولين الوصول الى الحل علي ان اخبرك ان بريندا كانت هنا وهي مدعوة الى الافطار غدا, لذا اتمنى ان تكوني لطيفة قليلا معها".

"انا دائما لطيفة".

افترقت جيني ومارثا لدى وصول مارثا باب غرفتها فاتجهت جيني الى غرفة جوي لتقبله قبلة المساء ومن ثم اتجهت الى غرفتها, اصبحت الساعة العاشرة والنصف ولم تستطع جيني النوم دون ان تطمئن على ديفيد, لذا اخذت هاتف مايك الخلوي ونزلن الى المسبح, جلست على الكرسي لتتصل فتراجعت حين فكرت ان على ديفيد ان يكون هو الاخر مستعدا للبوح عما لديه.

اخذت جيني تنظر في الفراغ وتتساءل عن الحياة والحب وهي تقول انه من المفروض ان يمنح الحب السعادة وليس الشقاء. فجاة رن الهاتف واسرعت لتجيب وهي تعلم ان هذا بالتاكيد مايك.

"مايك؟".

"مساء الخير جيني".

"انت لا تعلم كم استقت لك, وكم اشتاق الصغير".

"انا ايضا اشتقت اليكما, فانتما تشغلان تفكيري طوال الوقت, انا افكر بكما عندما استيقظ وحتى اخلد الى النوم, انا احمل الصور معي دائما منتظر اليوم الذي ساقابلكما فيه".

"اذا لما لا تعود؟ انا لا استطيع تحمل بعدي عنك اكثر".

"جيني...".

"كلا مايك, حان الوقت لنتحدث عما حدث, لحبتك دي فعلا, ارادت اخبارك بان الامر الا انها ظنت ان الوقت متاخرا".

صمت مايك ليعاود التكلم وهو يسال:" ماذا تقولين؟".

"انها الحقيقة, اردت دائما ان اجد الوقت المناسب لاحدثك عن الامر الا انك قد وضعت حاجزا حولك ولم تسمح لاحد بتجاوزه, هل تذكر ذلك اليوم الذي عدت فيه الى المنزل سكيرا؟ حصل هذا بعد ان عرفت بوضعها , عدت الى المنزل لتصرخ بصوت مرتفع انك مغرما بها حتى الجنون...".

"انا لم افعل هذا ابدا".

"بلى, كنت تحدثني ومن البديهي ان دي سمعت كل شيء, وحين فقدت الوعي على الاريكة اخبرتني بهذا, ارادت اخبارك انها ايضا مغرمة بك, الا انها لم تجرؤ".

"لما لم تخبرني يوما بهذا, لم خرجت مع رجال اخرين؟".

"لطالما ظنت انها مجرد فتاة مراهقة وصغيرة بالنسبة لك وانك لن تلتفت اليها, لذا بدات بالخروج مع الاخرين لتحاول نسيانك فقط".

"لما لم تخبرني حين علمت بحقيقة شعوري؟".

"كانت تظن انها لم تعد ملاءمة لك, وان الاوان قد فات, لكن بعد ان تدهورت حالتها , شعرت ان نهايتها وشيكة وان الفرصة لن تسنح لها ابدا ان تخبرك بما تشعر به, لذا طلبت مني ان اخبرك بهذا ذات يوم, وان اخبرك انها كانتت تتمنى لو ترقص معك للمرة الاخيرة كما ترقص المراة العاشقة مع حبيبها وانها كانت تتمنى لو بقيت معانقة اياك طوال الليل".

"اظن ان الاوان قد فات , اليس كذلك؟".

شعرت جيني بالحزن بكلام مايك وخافت ان يكون للذي قالته عواقب وخيمة وتساءلت في داخلها ان كان بامكان مايك ان يفعل شيئا بنفسه لذا قالت لخوف :" مايك؟".

"انا اشعر بالتعب جيني, واريد الخلود الى النوم, وداعا".

"مايك؟".

اغلق مايك الهاتف فنهضت جيني من مقعدها لتصرخ بصوت مرتفع وهي تقول:"الا نستطيع ان نكون سعداء يوما؟".

نظرت جيني الى المسبح واقتربت منه لتقفز , بقيت تحت الماء لبرهة فقط ومن ثم اخرجت راسها لتستنشق الهواء.

بعد ذلك ذهبت الى غرفتها خلعت ملابسها المبللة , واخيرا دخلت تحتغطاء السرير وهي تتمنى لو انها لم تقل ما قالته لمايك.


الوفى طبعي 09-02-10 02:08 PM

الفصل السادس:

اشرقت الشمس وارسلت اشعتها الى غرفة جيني فابت النهوض من فراشها فهي لم تستطع النوم ليلة امس, الا انها في النهاية اضطرت للنهوض بسبب ابنها الذي يحتاجها لتكون قوية وبالاخص حين لا يكون مايك موجودا ليمدها بالقوة.

حملت المنشفة واتجهت الى الحمام لتخرج بعد ربع ساعة ومن ثم فتحت الخزانة لتخرج لها بنطلونا ابيض مع بلوزة بنية صغيرة تحمل على الصدر عبارة "انا احبك" , فلبستهما ومن ثم اتجهت الى غرفة جوي بعد ان ارتدت الجوارب وحذاءها الرياضي.

"صباح الخير صغيري".

"صباح الخير امي, اريد ان ارتدي ملابسي وحدي هذا اليوم ايضا".

ضحكت جيني وقالت:" ما زلت تريد ان تثبت انك اصبحت كبيرا, حسنا سانتظرك على مائدة الطعام".

خرجت جيني من غرفة جوي وهي تتذكره صغيرا , اتجهت الى السلالم لتنزل ولتستقبلها اندريا وهي تقول :"جيني , ان هذا السيد...".

"مايك؟". صرخت جيني وهي لا تصدق ان مايك يقف اسفل السلالم فابتسمت له وهي تناديه بصوت مرتفع وحاد:" انت هنا؟ لا اصدق هذا".

ركضت جيني اليه الا انها تعثرت في منتصف الطريق فهرع اليها مايك ليمسكها وليحول دون وقوعها, ومن ثم ضحك قائلا:" انت لم تتغيري مطلقا, ما زلت مندفعة".

وضعت جيني يدها على صدره لتلمسه وهي تقول:" انا لا احلم اليس كذلك؟ انت هنا".

عانقها مايك وهو يقول:"ان كنت تحلمين, هل كنت ستشعري بقوة عناقي؟".

"مايك؟".

نظر مايك الى جوي فهرع اليه ليحمله ويدور به وهو يقول:" لا تعرف كم اشتقت اليك عزيزي".

ابتسمت جيني لهذا الموقف وسألت:" لا تفهمني خطا, لكن ما الذي تفعله هنا؟".

وضع مايك جوي على الارض لينظر اليها ويرد مجيبا:" فهمت انه لا داع لجعل عائلتي تنتظر اكثر من ها".

"هذا جيد , فقد غبت كثيرا".

نظر مايك الى جوي :"هذا غير صحيح".

"بلى".

نظر مايك الى جيني معاتبا فقالت جيني :" انا لم اقل له ان يقول هذا , اقسم لك".

"حسنا. اسمعوا لقد اتى بابا نويل مبكرا هذا السنة , ومعه هدايا وهو يريد ان يعرف من منكما كان ولدا جيدا".

"انا كنت مؤدبا , اما امي فلم تكن كذلك".

"يا لك من مخادع".

"اذا هل كنت فعلا ولدا طيبا؟".

"نعم. اسال امي".

"انا لا انصحك بهذا".

ابتسم مايك وقال:" انا اصدقك, لذا احضرت لك هدية لطالما رغبت بها".

"ما هي؟".

"انها هدية طلبتها فبل اشهر وقلنا انا ووالدتك انك ما زلت صغيرا".

يبدو ان جوي قد فهم المقصود لا اخذ يقفز من الفرح بينما ابتسمت جيني وهي غير مصدقة حتى الان ان مايك قد عاد.

"اين هي؟".

"انها تنتظرك في الخارج".

اراد جوي الركض خارجا الا ان جيني اوقفته قائلة:" عليك الان ان تخبره انني كنت فتاة جيدة ليعطيني هديتي".

اخذ جوي يلتفت الى مايك تارة والى جيني تارة اخرى فقال في النهاية :" نعم , ما الذي احضرته لها؟".

وضع مايك يده في جيب قميصه وهو يقول: انا اعرف كم حزنت حين فقدتها , لا عندما كنت اتجول في الشوارع وجدت متجرا صغيرا للمجوهرات فدخلته ومن ثم رايتها, علمت انك ستفرحين لدى رؤيتها لذا اشتريتها".

اخرج مايك من جيبه سلسلة ذهبية واعطاها لجيني.

رات جيني النقوش التي عليها فاجهشت بالبكاء من الفرحة فهي تحمل صورة ام ممسكة بابنها بين ذراعيها بينما قال جوي:" انها مثل الاولى".

"هذا صحيح".

امسكت جيني السلسلةووضعتها على عنقها ومن ثم وقفت امام مايك لكي يغلق الفتحة وبعد ان فعل هذا عانقته شاكرة.

"هل يمكنني ان اراها امي؟".

"طبعا".

اخ جوي يتفحصها بدقة ناسيا امر هديته , فذكره مايك بها, ومن ثم هرع الى الخارج بينما وضع مايك ذراعه على كتف جيني لاحقا به.

"انها رائعة مايك".

"لكنك ما زلت صغيرا على ركوبها".

تقدمت جيني من هدية ابنها فراتها دراجة صغيرة زرقاء , معها خوذة الامان للراس , واغطية الذراعين والركبتين, وقالت :" ان مايك قد احضرها لك, لانك قد طلبتها , لكنك ما زلت صغيرا".

"اعرف ها, لكن هل استطيع الركوب عليها قليلا في الحديقة؟".

ابتسمت جيني ومن ثم نظرت الى مايك لتعود النظر الى جوي وتقول:" ستركبها تحت اشراف احدهم, لكن ليس الان".

فرح جوي بينما سال مايك:" اخبراني ما الذي حصل في غيابي؟".

"اكتسبت صديقا جديدا".

"حقا؟".

ما ان نادى جوي على توفر حتى حضر راكضاومن ثم اوقع مايك المذهول على الارض ليبدا بمداعبته.

"صديقك كلب؟ ماذا حصل ايضا؟".

نهض مايك من على الرض لينظر الى ما وراء جيني, فالتفتت الاخيرة الى الوراء الى حيث ينظر مايك فرات مارثا تقف الى جانب غاري وبريندا وهي تتساءل ان كانوا قد راوا ما حصل على السلالم , ومن ثم التفتت الى مايك لتسال:" هل تريدالتعرف الى العائلة؟".

حمل مايك جوي على راسه فتبع جيني الى الامام.

"مايكل برايس, اعرفك على مارثا, جدة جوي, وبالطبع تعرف غاري, وهذه خطيبته بريندا جاكسون".

صافح مايك مارثا ومن ثم مد يده الى بريندا, فلم تتوقع جيني ان تقبل بمصافحته الا انها فعلت وقالت ايضا:" سعيدة بمعرفتك سيد برايس".

"هل ستقف طوال اليوم هنا؟ هيا لنذهب لتناول الافطار, وانت ايضا مدعو سيد برايس".

"ان مارثا لا تقبل الرفض عزيزي, هيا لنذهب".

دخل الجميع الى قاعة الاكل فجلس غاري على المائدة وجلست بريندا ومارثا الى جانب بعضهما بينما جلس مايك وجيني متجاورين يفصل بينهما جوي.

"هل اتيت من فلوريدا فورا الى هنا؟".

"ليس بالضبط".

"هل ستعاود السفر مجددا مايك؟".

ابتسم مايك واخذ يداعب شعر جوي وهو يقول:" لا , جوي, لن ارحل لقد سأمت بعدي, لذا لن ابتعد عنكما مجددا مطلقا".

فرحت جيني وقالت:" كم يسرني هذا, لكن اين ستسكن؟".

اسرعت مارثا لتقول:" لدينا العديد من الغرف الاضافية هنا, تستطيع الاقامة بها حتى تجد مسكن خاص بك".

"لا اقبل ان اكون عالة على الاخرين".

"الا يجدر بك قول هذا الكلام لصديقتك العزيزة".

نظر مايك الى بريندا ومن ثم نظر الى غاري وقال:" ان صديقتي ما كانت لتكون هنا لولا غاري, فهو من لحق بها ومنعها من السفر, لذا ارجوك وجهي هذا الكلام الى خطيبك".

سكتت بريندا بعد رد مايك هذا ولم تتجرا على قول المزيد الا ان جيني لم ترد ان تفسد هذه اللحظة السعيدة لذا قالت:" اذا ما الذي ستفعله؟".

نظر مايك الى جيني وقال:" سوف اذهب الان للبحث عن شقة ملائمة".

"هل سنسكن معك كالسابق؟".

"لا اظن هذا, فوالدك لن يسمح, لكن تستطيعان الهاب معي للبحث , وسنجد شقة ملائمة للاطفال, حتى تقيمان معي متى اردتما هذا, وقد تبقيا لنهاية الاسبوع, ما رايك؟".

"ها رائع, ونكون معا كالسابق.. مايك هل كنت مع امي اثناء الولادة؟".

نظرت جيني الى مايك لترى ردة فعله وهي تتمنى الا يجيب على هذا السؤال بينما نظر اليها غاري ليعرف مدى القرابة بينها وبين مايك.

ابتسم مايك وقال:" طبعا كنت معها".

"اذا لما لم تكن انت ابي؟".

نظر مايك الا غاري فاصطدمت نظراتهما وقال:" كنت اود ذلك, لكن كان هذا ليكون غريبا".

"لما؟".

"انني اعرف امك منذ ان كانت بعمرك بل واصغر, وقد اعطيتها صفة الاخت الصغيرة واصبح الجميع ينادونها هكذا, لذا تخيل ردة فعلهما لو انني سجلتك على انك ابني وابنها".

"هذا صحيح. هل امي كانت مثلي حين كانت في عمري؟".

"لا اريد ان يتحدث عني احدهم بالسوء".

اقترب مايك من جوي ليقول:" كانت اسوا منك لكثير , فهي قد كانت فتاة فظة ووقحة جدا".

"اذا كيف اصبحتم اصدقاء؟".

"هذا سهل, عندما كنت في التاسعة في الخروج مع الفتيات...".

"اغلقي الموضوع جيني".

"لما؟ انت من بدا بالتحدث عن هذا الموضوع".

"ما الذي حصل؟".

"لا شيء جوي , ان امك ثرثارة قليلا".

"عذرا؟ ان كررت هذا الكلام مرة اخرى , سوف اقضي عليك".

"ماذا؟ انك ثرثارة ووقحة وفظة جدا...".

"ماذا؟!".

"وانني احبك رغم كل شيء؟".

ابتسمت جيني عندما سمعت هذا القول قالت:" انا ايضا احبك, والان ساذهب لاغير ملابسي ان كنا سنخرج".

"ان ملابسك ملائمة جدا, فانا اريد البحث مشيا".

"هذا جيد".

الوفى طبعي 09-02-10 02:11 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

عذرا لجميع القراء ..............

فقد اضطررت لوقف الكتابة لقاء غدا باذن الله.............

جزاك الله الف خير............

dali2000 09-02-10 04:11 PM

الله يعطيكي العافية ،،اعجبني هذا المقطع من ناحية المفهوم


"بل فعلت الكثير, لم يعد من حقي التفكير بساندي , لذا عليها الكف عن التفكير بي, وان ظنت اني بدات احب غيرها فستسمح لنفسها ان تحب اخي".

"لا اعتقد ان هذا سيكون سهلا".

"ل كل ما اقوله ان علينا ان نفهم انه لا يوجد لنا مستقبل معا".




موفقة


حسن الخلق 10-02-10 12:19 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

شكرااااااا جزيلاااااااا على تعبك عزيزتى الله يعطيك الف عافيه على الاجزاء الروعه

دخول اخو ديفيد على الساحه هيعمل انقلاب كبير و شكله هينافس غارى

موفقه حبيبتى و فى انتظارك
دمتى بكل حب :flowers2::flowers2:

الوفى طبعي 10-02-10 12:19 PM

خرج مايك بصحبة جيني وجوي بعد ان اشار الى عدم عودتهم قبل موعد العشاء. فحمل الصغير على راسه في منتصف الطريق اذ لم يرده ان يتعب من المشي. اما جيني فقد اشترت جريدة الصباح لتنظر الى الاعلانات علها تجد شيئا يهم مايك, فاخذت تملي عليه الاعلانات ومن ثم اقترح الذهاب لرؤية العديد منها وهذا ما جرى.

ذهبوا الى الشقق ولم يعجبهم اي منها , فهذه صغيرة , وهذه كبيرة, غير مناسبة لتربية الاطفال, هذه قذرة... وغيرها.

حانت ساعة الغذاء فاشترى مايك ثلاثةسندويشات مع ثلاثة علب عصير, فتناول الجميع الطعام, ومن ثم اخذ مايك جوي الى المنتزة ليستمتع بوقته بينما جلس هو وجيني على احد المقاعد.

"يسرني عودتك فعلا".

"اعرف هذا. لم استطع البقاء بعيدا وانا اعرف ان هذا لا يفيد". نظر مايك الى جيني واكمل قائلا:" ان البعد لا يمحو شيئا بل بالعكس فهو يزيد من الاحزان".

"انت تلم الان انها احبتك, هل يغير هذا من شيء؟".

"كان بودي لو ارجع الماضي لاخبرها انني احبها بالرغم من كل شيء ولو انني استطعت تحقيق امنيتها الاخيرة".

"انا نادمة الان لانني كنت بعيدة , كان علي ان اكون قريبة منها".

وضع مايك ذراعه على كتفها وقال:" انت لست المخطئة".

"لكن...".

"كلا انجي, انا اعرف انها اختك, لكن ما كنت لتقدري ان تجعلي الامور تسير بشكل افضل".

"عندما تركنا ابي , غضبت منه كثيرا ولم ارد التحدث عنه , لكن شعور دي كان مختلفا كان تسمح له بمكالمتها بل واكثر كانت تسافر معه وتعيش مع عائلته الجديدة لمدة اشهر , لم افهم هذا ابدا, لذا كنت اجادلها كثيرا".

"كانت تعتبر والدك بطلها ولم تسمح لاحد ان يدمر الصورة المثالية التي رسمتها له".

"نعم, هذا صحيح , لذا عندما توفيت امي اخذت تقول عن نفسها انها الملامة لانها كانت بعيدة و...".

"امي, تعالي اركبي معي على الارجوحة وانت ايضا مايك".

"علينا ان نغلق الموضوع انجي, وان نعيش الحاضر. هيا لنستمتع مع الصغير كما اعتدنا".

ابتسمت جيني وامسكت بيد مايك وهي تفكر في انه قد يكون محقا, فقد حان الوقت لكي تعيش .

في الساعة الرابعة عاد مايك وجيني استئناف البحث الا انهما لم يجدا الشقة المناسبة , وقررا الاستمرار غدا لان الصغير قد تعب.

حمل مايك جوي بين ذراعيه لينام بهدوء ومن ثم ارجعهما الى المنزل, فتحت جيني الباب ليدخلا واذا بديفيد يخرج من الصالة ليقول:" كنت انتظرك , اخبرتني اندريا انك قد خرجت مع صديق لك وانها لا تعرف متى تعودين, ففضلت انتظارك".

"مايك اعرفك على ديفيد كوينز, مدرسي في الثانوية وصديقي, ديفيد اعرفك على اقرب شخص لي في هذا العالم".

"تشرفت بمعرفتك, اخبرتني جيني الكثير عنك".

"وانا ايضا سمعت عنك الكثير من جورج".

"كيف حاله؟ منذ مدة لم اره".

"بينما تتحدثان , اريد ان اخذ الصغير لاضعه في سريره". اخذت جيني جوي وحملته بين ذراعيها وصعدت به الى غرفته وهي تعلم ان مايك وديفيد سيتفقان جيدا معا , فهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما.

وضعت جيني جوي في فراشه ومن ثمهبت الى غرفتها لتغير ملابسها , وبعدها نزلت الى الاسفل فوجدت ديفيد ومايك يتحدثان في الصالة, فاقتربت جيني لتجلس على الطرف فوق راس مايك فامسك الاخير بيدها ليقبلها بينما احضر لها ديفيد ما تشربه قبل موعد العشاء.

"شكرا...لم الحظ احد هنا".

"حين اتيت سمحت لي مارثا بانتظارك هنا وقالت انها ستذهب الى المكتبة لقراءة كتاب مفيد قبل العشاء, اما غاري فقد اخبرني ان له عملا مهما عليه انجازه وانه سيعود لاحقا".

استمتع الاصدقاء بالسهرة حتى قال ديفيد:" حان وقت ذهابي , هناك حفل عشاء في المنزل لا يجدر بي ان افوته".

نهض مايك ليقول:" علي ان اذهب انا ايضا".

"اين ستمضي ليلتك هذه؟".

"قبل ان احضر في الصباح الى هنا ذهبت الى احد الفنادق لاضع حقائبي. ديفيد هل يمكنك ان تقلني في طريقك؟".

"طبعا".

عانقت جيني الاثنان مودعة ومن ثم اتجهت الى المكتبة لتجد مارثا جالسة وهي تحمل في يدها كوبا من الشاي.

"هل ازعجك؟".

ابتسمت مارثا وقالت:" طبعا لا. هل ذهب رفاقك؟".

"نعم".

سكبت جيني لها كاس شاي بينما بدات مارثا بطرح الاسئلة عليها.

"هل وجد السيد برايس شقة؟".

"كلا, لذا سينام الليلة في الفندق".

"انا اتعجب من هذا, لما لم ينم هنا؟ فهو مرحب به".

"ان مايك يحب الاعتماد على نفسه كثيرا, فمن صغره كان يتصرف بنضج ومسؤولية".

"هل كان يعمل ليجني المال؟".

ضحكت جيني وقالت:" انا لا اقصد ها. لقد كانت امه تعطيه ما يريد...".

"امه؟".

"توفي والده حين كان صغيرا , في الخامسة من عمره...اتريدين ان اخبرك امرا؟ انها ليست عائلته الحقيقة , بل لا احد يعلم من هي".

سالت مارثا بتمعن وحرص شديد:" ماذا تقصدين؟".

"ربته جولي برايس كما لو كان ابنها الحقيقي, وعندما اصبح في الحادية والعشرون من عمره تعرضت لحادثة سير مؤسفة, كانت في حالة خطيرة مما دفع الاطباء الى القول انها لن تنجو, لذا استدعته لتحدثه على انفراد, لاحقا بعد الجنازة اخبرني انه قد قالت انها ليست والدته وانها قد عثرت عليه هي وزوجها في احدى المناطق لذا اشفقا عليه واخذاه الى منزلهم, ولانهم لم يستطيعوا الانجاب احتفظا به... يمكنك ان تتخيلي ردة فعله عندما اكتشف الحقيقة, لكنه ما زال يحبها وقال انه لن يستطيع حب ام اخرى".

"كم كان عمره حين وجداه ؟ هل اخبرته جولي اين وجدته؟".

نظرت جيني في عيني مارثا لتجيب الا ان اندريا طرقت الباب لتقول:" جيني ان هناك رجلا يريد محادثتك,, يقول ان اسمه هاريسون كوينز".

نظرت جيني اليها وسالت مندهشة:" هل اخبرك ما الذي يريده؟".

"كلا, كل ما قاله انه يريد التحدث معك بموضوع مهم".

"حسنا اخبريه انني ساحضر حالا, وفي ها الاثناء اساليه عما يريد شربه".

انتظرت جيني هاب اندريا لتسال مارثا:" لماذا تظنيه قد اتى؟".

"لا اعرف , اذهبي لكي تكتشفي السبب".

خرجت جين من المكتبة متجهة الى الصالة لتجد ان اندريا قد سكبت لهاريسون كاسا بل واكثر ان غاري قد وصل في هه اللحظة ليسال:" ماا تفعل هنا هاري؟".

"في الحقيقة اتيت للتحدث مع الانسة جيني والتر".

سال غاري وهو ينظر اليها :" تحدثها؟ ولما؟".

تقدم هاريسون من جيني ليقول:" بداية اريد الاعتذار عما بدر مني في الامس , ثانيا... هل نستطيع ان نتكلم في مكان اخر؟ اني ادعوك العشاء".

نظرت جيني المندهشة الى غاري التي تقدح عينيه غضبا فقالت:" لا استطيع ف...".

"من فضلك, هناك امرا خطير اريد محادثتك به".

لمحت جين الجدية في كلامه لذا وافقت قائلة :" حسنا, دعني احضر حقيبتي واطلب من مارثا تفقد الصغير".

" الن تتحدث؟ نحن هنا من بعض الوقت وحتى الان لم تنطق ببث شفة".

"لا اظنك الفتاة الملائمة لاخي, واريدك ان تبتعدي عنه".

"عذرا؟".

ابتسم هاريسون وقال:" انا اتكلم بجدية, انه ليس مغرما بك, ولا يفكر بالزواج منك لا اظن انه عليك اختصار الطريق وهذا افضل للجميع".

امعنت جيني النظر في عيني هاريسون واخيرا قالت:" تبدو واثقا ان ديفيد لا يحبني و...".

"انت مخطئة انا لم اقل هذا, فهو يقدرك كثيرا لكنه قد سلك قلبه لامراة اخرى".

"يا الهي , ايعقل ان هاريسون يعرف ما كان بين ديفيد وساندي؟" هذا ما اخذت جيني تفكر به لذا سالت:" من قال انه مغرم بامراة اخرى وليس بي؟".

"هناك امر لم استطع البوح به الا لشخص واحد, لذا ساقوله لك علك تبتعدين عنه قليلا".

"ما هو؟".

"ان ديفيد يحب خطيبتي, وعلي القول انها تبادله الشعور ذاته".

استغربت جيني لذا قالت:" انت تعرف بهذا الخصوص؟".

نظر هاريسون اليها وسال:" اذا انا اعرف؟ هل تريدين القول انك تعرفين مسبقا؟ اذا لما تواعدين... انتظري لقد اخبرك ديفيد بكل شيء, طبعا فانتما صديقان".

"انا لا اعرف لما يظن الجميع انه عندما يخرج رجل وامراة معا انهما على علاقة غرامية؟".

ابتسم هاريسون وهو يسال:" متى اخبرك بهذا الامر؟".

"عندما تقابلنا لاول مرة في الحفلة, لكنه لم يكثر من التفاصيل لكن لاحقا عندما اعتدنا على الخروج معا سالته عن الفتاة التي يحبها والتي تخلت عنه من اجل اخر, فاخبرني انها قد اصبحت خطيبتك . لكنني لا افهمك كيف تخطب فتاة وانت تعلم انها حبيبة اخاك, هذا يدل على انك رجلا حقيرا".

"لن اجادلك في قولك, لكن عليك ان تعلمي ان لكل قصة جانبين".

"وما هو جانبك؟".

"عن طريق الصدفة اكتشفت ان ديفيد وساندي يخرجان معا. قد كان لي لقاء عمل في المكان ذاته الذي كانا به , وبع ان انتهى اللقاء اردت ان اذهب الا انني لمحت اثنان اعرفهما جيدا, كانا يرقصان متعانقين ويتبادلا القبل, فاستغربت الامر, فلوقت طويل كنت اسمع عنك وعن حبه لك , فاردت ان اعرف مشاعره الحقيقة تجاه ساندي, لذا ذهبت الى والدها لاخبرها عما يحدث بينهما فاستشاظ غضبا, ا انه كان يعرف ان ديفيد رجلا غير ناضج ومسؤول لكنني اقنعته ان علينا ان نسعى لمعرفة الحقيقة عن علاقتهما لذا...".

"لذا ابتكرتما خطة الخطوبة؟".

"نعم, اردنا ان نرى ردة فعله , اكر انه كان غاضبا جدا وحين سئل عن السبب اخذ يكذب , وبعد ذلك سمعنا عن غير قصد محادثة بينه وبين ساندي ومن خلالها اتضح ان يحبها جدا وانه كان على وشك التغير من اجلها, واناك اردت ان اوقف اللعبة عندما لاحظت مدى عذابه الا ان السيد ريد اخبرني انه علينا مساعدة ديفيد على التغيير لذا علينا ان نجعله يشعر بالغيرة مما يدفعه للقيام بشيء جنوني".

"لكن عندما دخلت انا الصورة , احترتما في امركما".

"هذا صحيح".

"الهذا عاملتني بلؤم عندما تقابلنا؟".

"انا اسف لهذا".

"هيا لننسى الموضوع, ساساعدك بالجمع بين العاشقان, لكن عليك دعوتي الى العشاء, فانا جائعة جدا".

خلدت جيني الى النوم تلك الليلة وهي تفكر ان هاريسون كوينز افضل بكثير مما فكرت به اول مرة, بل واكثر انه قديكون الرجل الذي تستطيع التفكير به كحبيب محتمل , اذ انها اعجبت به وبشدة.

الوفى طبعي 10-02-10 12:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارجو المعذرة فيداي قد تعبتا من الكتابة واريد الاستراحة اليوم, ولكوني هنا اجلس على هذا الجهاز اريد ان اقرا قصة ..................

ومنكم السماح.....................

جزاكم الله الف خير

حسن الخلق 11-02-10 12:29 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

مرحبا بك اختى العزيزه و شكرا جزيلا على التكمله الرائعه
سلمت اناملك على هذه الكلمات المبدعه الرقيقه

تطور خطير فى جزء اليوم ما اعترف به هارى و معرفته بحب ديفيد و ساندى و اعتقد انه سوف يوجه اهتمامه نحو جينى

ايضا اعتقد ان اخت جينى هى ام الطفل الحقيقيه و لذلك يحبه مايك و يهتم به

شخصيات جديده و احداث مثيره اهنيك على ابداعك الرائع
فى انتظارك دوما باذن الله
دمتى بكل حب :flowers2::flowers2::flowers2:

الوفى طبعي 15-02-10 11:50 AM

الفصل السابع

مر اليوم أفضل مما قدرت جيني, إذ أنها قضته بالسكينة والراحة التي لم تحصل عليها منذ فترة طويلة, لقد خرج غاري مع بريندا إلى الخارج منذ الصباح , بينما حضر آل لوكهارت واصطحبا جوي معهما إلى مدينة الملاهي واقترحا أن يقضي الليلة معهما, ورافق لويس مارثا إلى نادي بريدج كما كل نهاية أسبوع.

استغلت جيني وقتها ودخلت في المسبح لتسبح لبعض الوقت ومن ثم خرجت لترتدي بنطلونها الجينز الأزرق وبلوزتها الخضراء ولتجلس على الكراسي لتفكر بهاريسون الرجل الناضج والفريد من نوعه والذي خرجت معه في الأمس. أخذت تبتسم وهي تتذكر الأفكار التي خالجتها بخصوصه أثناء نومها.

"ها أنت".

التفتت جيني إلى صاحب الصوت لتراه يرتدي بنطلون جينز مع بلوزة بيضاء, فقالت:" ما الذي تقصده؟ أنا موجودة هنا منذ الصباح".

"لقد اتصلت بك في الأمس لادعوك إلى العشاء، لكن إحدى الخادمات قد أخبرتني انك قد خرجت وإنها لا تعلم متى تعودين. أين كنت؟".

ابتسمت جيني وقالت:" خرجت مع هاريسون".

جلس مايك على الكرسي بقربها ومن ثم التفت إليها ليقول:" هاريسون؟ أنا لم اسمع بهذا الاسم سابقا، من هو؟".

التفت جيني إليه وقالت:" انه هاريسون كوينز. أخ ديفيد. لقد تعرفت عليه قبل عدة أيام".

عرفت جيني أن مايك قد استطاع ملاحظة لهفتها أثناء تحثها لذا قد استطاعت التنبؤ بردة فعله إذ تنهد تنهيدة طويلة وهو ينظر إليها ومن ثم اطرق بحديثه قائلا:" ما الذي حصل لك انجي الصغيرة؟".

"ماذا تقصد؟".

"تعرفين جيدا ماذا اقصد، هذه المرة الأولى التي أراك فيها متحمسة تجاه رجل وأنا أعرفك منذ مدة طويلة جدا، إذن لابد أن يكون هاريسون مختلف عن البقية، اخبريني، كيف تعرفت عليه؟".

بدأت انجي بالتحدث عن طريقة مقابلته وقالت أنها لم تحبه في البداية إلا إنها قد غيرت رأيها حين عرفت حقيقته المذهلة، أخبرت مايك عن ساندي وعن ديفيد وعن خطة الزواج التي اتبعها هاريسون وما زال يتبعها حتى هذا الوقت وفي النهاية قد ختمت الكلام بقولها أنها قد وعدته بالمساعدة بالجمع بين المحبان.

"لقد علمت الآن سبب إعجابك به، انه مثلك، وقح ومخادع، وعندما يحب أحد فهو يحبه فعلا ومن أعماق قلبه".

ابتسمت انجي وهي تلتفت إليه وتقول:" أنا آسفة لأنني لم أكن موجودة حين احتجتني في الأمس، اخبرني ما الذي فعلته؟ هل أغلقت على نفسك أبواب غرفتك وبدأت بمشاهدة قناة المشتريات؟".

انتبه مايك إلى السخرية في كلام انجي وعلم أن قصدها واضح إذ إنها تلومه على طريقة عيشه حياته، لذا وضع يده على ذقنه وهو يبتسم قائلا:" لم أبق وحدي كما تظنين، اذ انني حصلت على رفقة ممتعة".

دهشت انجي من كلام مايك واخذت تنظر اليه لتحاول ان تقرأ ملامحه لتعرف ان كان جادا في كلامه، لقد حثته على الخروج مع الفتيات منذ مدة طويلة ولم تفلح، هل فعلا خرج مع احداهن في الامس؟ نظرت اليه مطولا وفي النهاية سألت:"هل كنت فعلا مع امراة؟ من هي؟".

"لا تستعجلي الامور ، انا لم اقل ابدا انني كنت مع احداهن ".

أسكتت انجي لهفتها الزائدة وأردفت تقول :"ربما لانني تمنيت دائما ان تعثر على فتاة احلامك وتكون سعيدا معها، لذا هذا اول ما جال في خاطري، اذا مع من كنت؟".

لقد علم مايك أن اجابته سوف تزعج انجي لذا سكت قليلا ومن ثم أردف يقول:" لقد ذهبت الى احد المقاهي لأتناول الطعام فرأيتها تبكي، لذا توجهت اليها لمحادثها".

"أنت تتكلم بطريقة تجعلني أظن أنني أعرفها".

"أنت تعرفينها, انها بريندا جاكسون".
صرخت انجي بقوة وشعرت كأنها قد طعنت في قلبها لذا نهضت وهي تنظر الى مايك وتقول:" كنت مع بريندا؟ انا لا أصدق هذا. لابد أنها قد رأتك وبدأت بتصنع البكاء، انها تريد أن تؤذيني حتى ولو عنى ذالك أن تتقرب من أهم شخص في حياتي".

"أنت مخطئة انجي، انه مثلك، حساسة وجريحة وتحاول أن تتماسك بكل قوة، لقد أخبرتني أنها أغرمت سابقا بأحد الشباب الذي استغلها بسبب مال أبيها، أخبرتني أن غاري بالنسبة اليها كان سبيل الأمان لذا وافقت على الزواج به، فهو كان صديقها المفضل، وقدومك الى الكنيسة جعلها تشعر أن سبيل الأمان الذي كانت تتمسك بها قد غرق وغرقت هي بدورها أيضا".

"انها تكذب، ألا تلاحظ ؟ أنها تحاول أن تستغلك لتعرف السر ألذي يتعلق بحياتي ، لكي تحصل على غاري بمفردها، انها لا تصدق ما قلته أن جوي ابن غاري ، هي تظن انه ان أعجبت بها سوف تخونني من أجلها".

نهض مايك واقترب من انجي وعانقها لكي يهدأ من روعها وقال:" ان غاري مجرد صديق بالنسبة اليها ، وسوف تتخلى عنه، لقد أخبرتني ان لا أحد منهما مغرم بالاخر، وكل ما بينهما مجرد ثقة وود".

تشبثت انجي بقوة بذراعي مايك حتى لا يفلت منها ومن ثم قالت باكية:" انها كاذبة ،هل تعلم أنه خرجت مع غاري منذ الصباح ولم تعد حتى الآن؟ لقد راقبتها خلال الأشهر الماضية، وقد أخبرتك بالمناقشات التي حصلت بيننا، انها مغرمة بغاري".

لقد أبعد مايك انجي عنه قليلا ومن ثم قال مبتسما:" أنت تعرفينني منذ مدة وأصبحت تعلمين أنني لست غبيا".

"وأعلم أيضا أنك مختلف عن البقية، إن الآخرون يتعلموا الثقة في الناس اما أنت فتمنح الثقة منذ البداية ولاحقا ترى إن كان هذا يستحق المخاطرة أم لا. صدقني إن بريندا ستخيب أمالك كثيرا".

أخذ مايك انجي ليجلسها على الكرسي وجلس بجانبها على الكرسي الآخر وقال:"لا أريد أن نتشاجر، لذا فلنغلق الموضوع اخبريني أين الصغير؟".

لم تستطع انجي أن تمنع نفسها من التفكير ببريندا والخوف على مايك، لكنها أجابت قائلة:" لقد اصطحبه جورج ودرو مع التوأمين إلى الملاهي وسوف يقضي الليلة في منزلهم".

"وما رأي غاري بهذا؟".

"انه فعلا يحب جوي، إنما لا يعرف كيفية التعبير عن هذا، انه لا يعرف كيف يكون أبا، لذا أنا أساعده قدر ألإمكان أظن أنه اعتقد في السابق ان وظيفة الاب منح النقود، لكنه بدأ يعرف المطلوب هو الحب والرعاية، لذا هو يحاول كسب ود جوي".

"أرجو أن يفلح بهذا، صحيح أنني لا أحبه ، لكن جوي بحاجة إليه، فلا شئ يحل مكان الأبوين... انا أسف انجي فأنا لم اقصد شئ".

"لا عليك، إنها الحقيقة، فانظر إلى نفسك وانظر إلي، من يدري ربما كنا لنكون أفضل حالا".

"لا اعتقد هذا، فأنتما شخصان رائعان".

التفت مايك وانجي إلى الوراء فوجدا مارثا تقف على بعض خطوات، فاقتربت منهما وهي تقول:"انا آسفة، لم أقصد استراق السمع. مرحبا سيد برايس، هل وجدت مكان لتسكن به؟".

نظرت انجي وانتبهت إلى مايك وأيقنت أنها نسيت أن تسأله لذا نظرت إليه لتسمع إجابته، فنظر إليها مايك ومن ثم جال بنظره إلى مارثا وقال:"بداية، انا لا أحب الرسميات، نادني مايك ، وثانية نعم لقد وجدت. لقد أخبرتني بريندا عن منزل لإحدى صديقاتها، لذا قد أخذتني في الأمس لكي أراها وسوف أوقع العقد اليوم".

لقد دهشت انجي من هذا فأرادت أن تستعلم أكثر إلا إن دخول غاري مندفعا وغاضبا نحو مايك جعلها تتراجع عن ذلك.

اقترب غاري غاضبا وهو يصرخ ويقول:" ما الذي تريده من بريندا؟ اخبرني هل تريد أن تسرقها أنت الآخر؟".

غضب مايك كثيرا ورفع قبضته على وجه غاري وهو يقول:"لن أسمح لك أبدا بإهانتي، أتسمع؟".

لقد اشتدت اللكلمات بين الاثنين، فشعرت انجي أن مايك ينفس عن الغضب الذي كان يمتلكه منذ سنوات عدة، الغضب الذي كانت تتمنى أن ينفس عنه بالتحدث معها ، لقد لاحظت آثار اللكمات القوية على وجه غاري فخافت كثيرا إلا أن خوفها لم يكن شيئا مقابل الخوف الذي شعرت به حين رأت وجه مايك وقطرات الدم التي كانت على بلوزته البيضاء، فبسرعة بديهتها والتي لم تكن تملكها سابقا وقفت في المنتصف لتمنع الضربات فضربها ومن دون وعي منه مايك على وجهها.

كانت تعلم انجي جيدا أن الشجار الذي يخوضه مايك، لم يكن شجارا بسبب بريندا بل بسبب شئ آخر ، وكانت متأكدة أن مايك لا يدري ما الذي يحدث وأنها إن لم تتدخل فسيقتل مايك غاري.

لقد إستيقظ مايك من نوبته ولاحظ الضربة التي أعطاها لأنجي، اقترب منها ووضع يده على خدها وقال بأسى:"هل أنت بخير ، عزيزتي؟".

نظرت جيني إلى مايك وعلمت انه قد عاد من الماضي لذا قالت:"انا بخير، المهم أن تكون بخير ".

عانق مايك انجي بكل حب بينما قال غاري:"أريدك أن تبتعد عن بريندا، هل تفهمني؟ بل وأكثر انا لا أريدك في هذا المنزل ولا حتى بقرب ابني".

أرادت أن تصرخ انجي بوجهه وتقول إن لمايك حقوق أكثر منه إلا أن مارثا التي كانت تمسك بغاري قالت:" هيا غاري، أنا لا أريدك أن تقول أشياء تندم عليها لاحقا".

أمسكت مارثا بغاري واتجهت به إلى الجانب الآخر من المسبح لتعالجه بينما أجلست انجي مايك على الكرسي القريب وقالت بحدة:" هيا إخلع بلوزتك".

"لا...".

"لا أريد أن أسمع رفضا، هي اخلعها كما طلبت منك".

لقد انصاع مايك إلى أوامر انجي لأنه كان يعرف ما هي قادرة على فعله، خلع بلوزته ورماها على الأرض. أمسكتها انجي وغطستها في الماء بحدة فرفعت بعينيها نحو مارثا وغاري اللذان نهضا ليتوجها إلى الداخل، فاستطاعت انجي أن تلاحظ أن ما حصل سابقا لم يعجب مارثا إذ أنها كانت مضطربة جدا.

أخرجت انجي البلوزة من المسبح ومن ثم اقتربت من مايك لتضعها على الكدمات دون أن تبت ببت شفة ، اخذ مايك ينظر إليها ولاحظ الكدمة على خدها وقال:" انا من فعل هذا؟ انا متأسف جدا، انجي، لم أقصد هذا".

"اعلم".

رفعت انجي رأسها لتنظر في عينيه وقالت:" في مرحلة ما أيقنت أن سبب الشجار قد اختلف، فخشيت أن تقوم بقتل غاري".

"كنت على وشك القيام بهذا. لم أعرف ما الذي حصل، كل ما أعرفه أن المشاعر التي كانت مدفونة في داخلي قد خرجت دفعة واحدة. انا أشكرك لأنك أوقفتني عن عمل أمرا كنت سأندم عليه لاحقا".

ابتسمت انجي وقالت:" هذه الكدمات سوف تبرز لوقت طويل".

وضع مايك إصبعه على صدره وقال:" لاأظنها أنها ستخلف أثرا مثل هذا".

التفتت انجي لتنظر إلى الندبة التي على صدر مايك، يبدو أنها بقايا حرق، لطالما سألت مايك عن سرها إلا أنه قال انه لا يذكر، وانه ربما تعرض لحرق في صغره.

أخذت انجي بلوزة مايك ووضعتها في المسبح بعد أن نظفت آثار الدماء من على وجهه، أخذت تفركها لتنظفها وبعد ذلك عصرتها وقالت:"سوف اعرضها إلى أشعة الشمس قليلا حتى تجف وفي هذا الأثناء، أريد أن تخبرني عما حصل بينك وبين بريندا بالضبط".

جلست انجي على الكرسي لتنظر إلى مايك وهي تنتظر إجابته بفارغ الصبر، فتنحنح قليلا ثم قال:" لم يحدث شيئا من المفروض أن يغضب غاري بهذا الشكل،كل ما في الأمر أن بريندا قد سألتني إن كنت قد عثرت على شقة للسكن، وحين أجبتها بالنفي أخبرتني أن إحدى صديقاتها ستنتقل إلى بلاد أخرى، وأنها على وشك بيع بيتها، لذا إن اردت تفحصه سوف تقوم باصطحابي إلى هناك، وهذا ما حصل، لقد تجولت في المنزل وقابلت صاحبته ، خلاصة الموضوع، اتفقنا على توقيع العقد اليوم، وسوف انتقل فيه بعد يومين".

"لابد أن هناك شيئا قد حصل ليجعله يثور بهذه الطريقة، هل تظن أن بريندا قد أخبرته أنها قد قابلتك في الامس، وقد ظن أن انفصالهما عنك ناتج عن ذلك اللقاء؟".

"لا أدري، والحقيقة، أنني لست مهتما لمعرفة السبب".

" هل ستسمع برأيه؟ أقصد هل ستبتعد عن هذا المنزل وعن جوي؟"

"أرجو ألا يفعل".

التفتت انجي إلى غاري كما فعل مايك ومن ثم نهضا. مد غاري يده إلى مايك ليعطيه بلوزة خضراء وهو يقول:" إنها كبيرة بعض الشئ، لكنها ستفي بالغرض".

ساد الصمت في الجو بعض الشئ إلا أن غاري قطعه بقوله:"أرجو أن تعذرني على ما بدر مني، لقد أخبرتني بريندا أنها معجبة بك فخشيت أن تقوم باستغلالها ، ليست واسعة الخبرة كما تبدو، لقد عانت كثيرا في الماضي ولم أشأ أن تعاني أكثر ، صحيح أننا قد انفصلنا لكنها ما زالت صديقتي المفضلة وكاتمة أسراري".

مد مايك يده ليأخذ البلوزة وهو يقول:" شكرا. أما بالنسبة إلى بريندا فأنا أبادلها الإعجاب ذاته فنحن مجرد أصدقاء لا أكثر. لذا لا داعي للقلق. والان عزيزتي انجي علي توديعك، فانا مضطر إلى المغادرة".

"هل ستذهب لتوقيع العقد؟".

عانق مايك انجي وقال:"نعم،سوف أراك غدا".

ذهب مايك في حال سبيله بينما وقفت انجي وهي تنظر إلى غاري وتتساءل فيما بينها عن سبب تغير تصرفاته الغربية.

جلس غاري على أحد المقاعد بينما استمرت جيني بالنظر إليه في عينين فزعتين تملأهما الخوف والشك، لقد لاحظ غاري نظرات جيني إليه فابتسم ومن ثم قال:" لماذا تنظرين إلي هكذا؟ هل تخافين أن اضمر الشر لمايك؟ أنت كنت حاضرة أثناء المشاحنة وتعرفين أن مايك قد يتغلب علي في كل جولة".

-
"بكل بساطة أنا لا أصدقك، فما الذي حصل في خلال هذه الدقائق التي مرت , ما الذي غير بمايك؟".

"لم اكن اعرفه".

ابتسمت جيني بسخرية وقالت :" وعلى القول انك لم تتعرف عليه في هذه الدقائق ايضا , صدقني صعب علي وعلى مايك أن نصدق تمثيليتك هذه".

اشار غاري باصبعه اليها وقال :" هذه هي احد الأسباب التي جعلتني أغير رابي, أنت. يبدو إن مايك مهم لك ولجوي, كما اعرف انه لولا وجودي في هذا العالم لكان مايك والد ابني , وصدقيني انا اعلم ما معنى ان يكون احد الوالدين غائبا".

" اتعني والدك ؟".

ابتسم غاري بمغض وقال : " في حالتي الابوين معا ... ان مارثا ليست والدتي كما تظنين ".

صدمت جيني لهذا الخبر الذي لم تكن تتوقعه فجلست على الكرسي المقابل لغاري وقالت :" ماذا تقول ؟ هذا لا يمكن , انها ...".

"تحبني كما لو كنت إبنها ؟ نعم هذا صحيح".

سكت غاري قليلا ومن ثم تابع حديثه قائلا:"لولا قصة حب والدي ومارثا لفقدت الامل بوجود الحب الحقيقي في هذا العالم. تعرفا على بعضهما حين كانا مجرد شابين فوقعا في الحب، لكن عائلتهما كانتا قد حضرت لهما مخططات أخرى، تزوجت مارثا رجل آخر قد فرض عليها كما فعل أبي وقد توفيت امي أثناء الولادة، بعد عدة سنوات قرأ أبي في أحد الصحف أن زوج مارثا قد توفي وذهب لمواستها، لم يخطر بباله أن يجمعا الشمل بينهما مجددا، لكن هذا ما حصل، واجه أبي عائلته بالامر وقال أن الحياة قد أعطته فرصة ثانية مع مارثا وإنه لا ينوي أن يضيعها وهكذا تزوجا، طوال حياتها حلمت مارثا أن تنجب طفلا لأبي لكن القدر لم يساعدها في ذلك، لقد تعرضت لحادثة مما جعلها تفقد القدرة على الإنجاب".

"لكن هذا لا يعقل، لقد أخبرتني أن لديك اخ يدعى جوي".

"ان جوي ابن مارثا من زوجها الاول. عندما عرف ابي ان مارثا حامل اخذنا جميعنا في رحلة الى احد الفنادق الفاخرة في كاليفورنيا، هناك هناك تعرضت مارثا الى الحادثة وفقدت الجنين كما فقدت القدرة على الانجاب كما سبق ان اخبرتك، وما لم يساعد ابي، تعرض مارثا الى صدمة، وفي اليوم الذي اردنا ان نترك الفندق اخذت مارثا جوي وغادرت الفندق وحدها، لقد بحث ابي عنها مطولا، لكن عندما عثر عليها لم يجد جوي بل واكثر لم تكن تتذكره، لذا وضعها ابي في احد المستشفيات لكي تتعالج بينما استمر هو بالبحث عن جوي، بعد عدة اشهر فقد ابي الامل في العثور عليه بينما لم يفقد الامل في رجوع مارثا الى سابق عهدها".

أشفقت جيني على حال غاري إنما أرادت أن تسمع بقية القصة لذا سألته:" عندما قلت احد المستشفيات، هل قصدت مستشفى للأمراض العقلية؟".

ابتسم غاري ابتسامة مملوءة بالحزن وقال:" أحب أبي مارثا حب جنوني، حتى انه قد تخلى عن عائلته عندما طلبت منه أن يطلق مارثا، لذا
كان دائما يزورها في المستشفى. بعد عدة اشهر بدات مارثا بتذكر القليل من الأمور، لقد تذكرت أبي وقصتها معه، الا انها لم تتذكر انها قد تزوجت غيره، لذا استغل ابي هذا الامر واعادها الى المنزل واخبرها انهما قد تزوجا وانهما قد انجباني وطلب من لويس الذي كان مرافقها قبل الزواج من ابي ان يغلق غرفة جوي وعدم السماح لاحد الدخول اليها بالاخص مارثا".

"لابد ان هذا صعب على مارثا الا تتذكر ابنها".

"انها تتذكر. في احد الايام حين كان ابي في العمل، رغبت ان تدخل الغرفة المحرمة، كانت مارثا فضولية جدا لذا من البديهي ان تدخل الغرفة وفي تلك اللحظة تذكرت كل شئ، لكن هذه المرة لم تصب بصدمة، بل فرحت لان الحياة قد وضعت بحياتها شخصا يحبها بهذا القدر".

"هذا صحيح، يبدو ان والدك كان يضحي بنفسه من اجلها".

"نعم ،لذا استانف البحث عن جوي من جديد، لكن لم يجدي ذلك نفعا، لذا بعد عدة سنوات اخذ ابي يظن ان جوي ربما يكون متوفى، لكن مارثا قالت انه حي لانها تشعر بهذا، فالام تشعر بهذه الامور، انما تتمنى ان يكون سعيدا اينما يكن، فبهذا القول توقفت عملية البحث وعدنا الى حياتنا، لكن من فترة الى اخرى كانت مارثا تشعر بما يشعر به جوي، وكانت تخبرنا بذلك، كان ابي يظن فعلا ان جوي قد توفي الا انه كان يستمع اليها دون أي تعليق لانه كان يريد من مارثا ان تكون سعيدة".

"ان مارثا محقة، فالام تشعر بهذه المشاعر، وان كانت تشعر ان جوي على قيد الحياة، فلابد ان هذا صحيحا".

"على ما يبدو، اخبرتني انه حين راته شعرت بشئ في داخلها، شئ لم تعرف كيف تفسره".

سألت جيني بلهفة تدل على اصغاءها للقصة:" قابلته؟ متى وأين؟".

"في هذا المنزل".

"يا الهي، يا لهذا القدر، تخسر ابنها وتجده في هذا المنزل، لكن هل هي متأكدة انه ابنها؟".

"عندما تزوج ابي من مارثا، كان جوي في الثانية من عمره، وكنت اكبره بسنتين، اذكر اننا قد اقمنا حفل شواء وبدون قصد قد اوقعت الفحم المشتعل على صدره، لقد صرخ واستطاع ابي ان ياخذه الى المستشفى انما بقي اثر الحرق بارزا".

اسرعت جيني تقول من دون وعي ودون ان تفكر في كلامها:"مثل مايك...".

توقفت جيني عن الكلام حين خرجت هذه الكلمات من فمها لتنظر الى غاري الذي يهز برأسه مشيرا الى ان جيني قد فهمت ما يريد قوله، لذا نهضت من مقعدها وهي تهز برأسها بقوة وهي ترفض ان تصدق ان مايك هو جوي أخ غاري هذا لا يعقل، حتى ان مايك سيرفض هذه الفكرة اذ انه يكره غاري لانه السبب في تدمير حياته.

نظرت جيني الى غاري وقالت:"هذا لا يعقل ان مايك ليس اخاك، لا يمكن".

نهض غاري من مقعده ليمسك بيد جيني ويقول:" اخبرتني امي انك قد اخبرتها ان مايك ليس من عائلة برايس، كم كان عمره حين عثر عليه؟ ثلاثة سنوات؟ أين عثر عليه؟ في جنوب كاليفورنيا؟".

ايقنت جيني ان ما يقوله غاري صحيح اذ ان هذه الاجوبة ذاتها التي اعطتها جولي لمايك حين كانت على فراش الموت ، نظرت في عيني غاري وقالت:" ان مايك لن يقبل بهذا الواقع".

"لماذا؟ لانه يكرهني؟ لقد عانت امي كثيرا لتعثر عليه. شعرت به منذ اول مرة قابلته لذا طلبت منه البقاء للعيش هنا، ولذا استفسرت عنه منك، لكنها تاكدت حين خلع مايك بلوزته. اخذتني الى المكتبة وقالت لي ان مايك ابنها لذا علي ان اكون صديقا له، وانه علي التراجع عما قلته".

تذكرت جيني مارثا حين دخلت الى الخارج متوترة ومضطربة وعلمت ان هذه كانت ردة فعلها حين علمت ان شكوكها قد تأكدت اذ انها قد رات ندبة مايك. اخذت تنظر في عيني غاري لتفكر بالفراغ الذي سيشعر به مايك حين يعرف، واخذت تلوم نفسها لانها هي من اتت الى غاري ".

"على مايك ان يعلم الحقيقة، ان مارثا تحتاج الى معانقة ابنها ولو لمرة واحدة".

"انت لا تستطيع ان تخبر مايك هذا بكل بساطة ، انت لا تستطيع ان تذهب اليه لتقول مايك اسمعني , لدي شقيق يدعى جوي وقد توفي، حسنا لقد كنت مخطئا اذ انه قد اتضح انك هو المقصود".

"اعلم انني لا استطيع ان افعل هذا، لكن يمكن انت ان تخبريه".

"ماذا؟! اتعرف ماذا تطلب ؟ انت تطلب مني ان اطعن مايك في الصميم ، وانا لا استطيع فعل هذا".

"يمكنك ايجاد طريقة ما لاخباره دون ان تضطري الى جرحه".

فكرت جيني بما ستفعله الا انها قد تذكرت مارثا التي كانت طيبة معها طوال هذه المدة، التي لا تستحق ان تتعذب بهذا الشكل. اتجهت الى المقعد لتجلس وهي لا تعلم ما الذي ستفعله الا انه قد اتتها فكرة، نظرت الى غاري الذي كان يقف منتظرا اجابتها فقالت:" لدي فكرة لاخباره، انما اريدك ان تعدني بشئ".

اقترب غاري منها ليجلس على جانبها وسال:"بما علي ان اعدك؟".

نظرت جيني اليه فتصادمت نظراتهما فقالت:"سوف اسال مايك ان كان يود التعرف بعائلته الحقيقية، طبعا لن ادخل في صلب الموضوع فورا، ان كانت اجابته نعم سوف اخبره الحقيقية، لكن ان رفض اريد منكم ان تحترما قراره".

"لا اعرف ان كنت قادرا على وعدك بهذا الامر، فالقرار يعود الى امي".

"اعرف هذا لذا اريد ان تسألها. انا لا اريد ان اواجهها لانني افهم شعورها، واخشى ان تقوم باقناعي، انما علي التفكير بمايك، فانا مدينة له بالكثير من الاشياء".

اخذ غاري ينظر اليها بنظرة غريبة لم تعرف معناها الا انها قد فهمتها حين سالها:" كيف كان؟ اقصد مايك".

ابتسمت جيني وهي تنظر اليه ومن ثم نظرت الى المسبح وكانها تفتح صفحة الماضي وقالت:" لقد تعرفت اليه حين كنت في الثالثة من عمري، لقد كان يكبرني بستة سنوات، لم يعجبني في البداية لكن لاحقا اخذت اقدره لذكائه وطيبة قلبه، كل ما استطيع قوله اننا مع السنوات اصبحنا اعز الاصدقاء، لقد توفيت جولي حين كان في الواحد والعشرون من عمره، لقد كان بالغا الا ان امي قد شعرت انه يحتاج الى عائلة بقربه وكنا بجانبه في الظروف الصعبة كما كان هو وجولي بجانبنا حين تخل عنا والي لصالح امراة اخرى. لقد كان مايك افضل ما حصل لي قبل ولادة جوي ، كان الاخ والاب والصديق ، لقد كان كل شئ بالنسبة الي".

"اذكر انك قد اخبرتني انك قد سكنت معه حين توفيت امك".

"نعم، هذا صحيح. كنت قد بلغت سن الرشد وأصبحت قادرة على اتخاذ قراراتي بنفسي، لكن الجميع كانوا يرددون انني ما زلت طفلة وانني ما زلت بحاجة الى حماية . اتى والدي الى الجنازة وطلب مني ان اسكن معه، لكنني رفضت وسالت مايك ان كان يستطيع ان يسكنني معه وقد وافق، لكنني عرفت انه يطمئن ابي علي من وقت إلى آخر. انا لست غاضبة منه لانني اعلم انه يحبني فعلا".

"اظن ان وجود مايك في حياتك لم يمنعك ان ترافقي اصدقاء آخرين".

ابتسمت جيني وقالت:" اتعني ديفيد وعائلة لوكهارت؟ القصة غريبة بعض الشئ، لم اكن صديقة مقربة من ديفيد، لطالما كانت هناك حاجز بيننا، اما بالنسبة الى جورج فهو بالنسبة الي اكثرمن معلم ، لقد كنت اساعده في أبحاثه مقابل بعض النقود وكانت علاقتنا تتعدى هذا لذا كان يخبرني عن حياته الشخصية ومن حديثه فهمت ان هناك فتاة واحدة تلائمه وهي درو الفتاة التي كنت اعمل معها كنادلة في احد المطاعم، كانت درو تتعلم في الجامعة علم النفس وكانت في السنة الاخيرة لذا قد جمعت بينهما وقد كنت محقة، عدا ذلك لم يكن لدي أصدقاء، لقد كان هناك العديد من الاشخاص اللذين دعوني الى الخروج لكنني كنت ارفض، لم يكن السبب انني مغرورة، إلا أنني لم أكن ارغب بالخروج".

ابتسمت جيني قليلا ثم قالت:"في حفلة التخرج، لم يدعني أي شخص، اظن انهم قد فقدوا الامل، والحقيقة انها المرة الاولى التي كنت اود الخروج فيها، يا لسخرية القدر، اليس كذلك؟ لكن امي قد قالت ان مايك يستطيع ان يذهب برفقتي وقد ذهب، في تلك الحفلة علمت مدى جاذبيته، اذ ان جميع الفتيات اردنا الرقص معه".

"هل اغرم مايك في حياته يوما؟".

نظرت جيني الى غاري، لم ترد الإجابة إلا أنها قد فكرت ان هذا يوم الاعترافات لذا قالت بالم:" لقد اغرم رة واحدة.كانت تدعى ديلين وكنا ندعوها دي. انها شقيقتي، كانت تكبرني بسنتين فقط، لم نكن متقاربتين اذ انها كانت تعتبر ابي بطلها، في الوقت الذي كنت فيه احقد انا عليه. كانت تسافر اليه في العطلات بينما ابقى انا مع مايك. لقد اغرم بها مايك بجنون، كان يعتبرها اميرة الاساطير التي كان على الجميع ان يحبها، لم اعرف يوما عن مشاعره لانني كنت وما زلت اعتبر الحب اكذوبة، كانت ديلين تخرج برفقة العديد من الفتيان، لكن هذا لم يمنع مايك من حبها او حتى ان يكون صديقا لها. قبل عدة سنوات تعرضت ديلن الى مشكلة عويصة، عرف مايك بها فذهب ليسكر ، عاد في منتصف الليل وهو ثمل واخذ بالصراخ معلنا انه مغرما بديلن من اللحظة الاولى التي وقع نظره عليها، كان صغيرا لكنه علم انه الفتاة التي سيتزوجها، وقد سمعت دي كل شئ، لاحقا اخبرتني انها ايضا مغرمة بمايك انما كانت تظن انه ليس مغرما بها بل انه يعتبرها مجرد فتاة صغيرة، لكنها شعرت ان الاوان قد فات لاخباره هذا، وعلى شفير الموت طلبت مني ان اخبر مايك بمشاعرها".

"انا اسف جدا جيني، لم ارد ان اؤذيك باسئلتي".

مسحت جيني دمعتها من على خدها وقالت بحزن:" لم استطع يوما ان اخبر مايك بما طلبت مني دي الا قبل فترة، لانه قد بنى من حوله حاجزا، لذا قد سافر الى فلوريدا لينسى".

"ان البعد لا يساعد على النسيان،بل يزيد من الآلام".

ابتسمت جيني بمرارة وقالت:"هذا ما قاله مايك بالتحديد، كما انه اعتاد على القول انه من الافضل ان يحب الشخص وان يفقد هذا الحب على ان لا يحب ابدا".

امسك غاري من يد جيني وقال:" لا اظنك توافقينه القول؟".

اجهشت بالبكاء لتذكر ديلين وعذاب مايك فاقتربت من غاري لتعانقه بقوة، الا انها سرعان ما ابتعدت عنه معتذرة على ما بدر منها الا ان غاري اعادها الى ذراعيه قائلا:"من الجيد ان يجد الانسان كتفا للبكاء عليه".

لقد استيقظت جيني من نومها على اثر طرق الباب، اخذت تنظر من حولها دون ان تدري كيف وصلت الى السرير، اخذت تنظر من حولها ورات انها قد خلعت حذائها، عادت لتتذكر سرد الاحداث فتذكرت بكاءها على كتف غاري وسرعان ما تذكرت ان قوتها قد خارت اذا لابد ان غاري من حملها الى غرفتها وخلع عنها الحذاء، اتجهت الى الباب حافية القدميت وفتحته، واذا بها اندريا تحمل صينية الطعام.

"مساء الخير جيني، اخبروني انك متعبة وانه علي تقديم الطعام لك في غرفتك".

ابتسمت جيني وفتحت المجال لتسمح بدخول اندريا وقالت:" ارى انك اليوم اكثر فرحا اندريا، هل حصلت تطورات جديدة مع حبيبك؟".

"اذهبي لتغسلي وجهك ومن ثم ساخبرك كل شئ بالتفصيل".

لقد لاحظت جيني ان السعادة بادية على وجه اندريا لذا اتجهت الى الحمام لتغسل وجهها ولتعود بعد عدة دقائق لتجد اندريا تجلس على السرير وهي تمسك بيدها صينية الطعام موجودة على المنضد.

"ما هي اخبارك؟".

ابتسمت اندريا وقالت:"هل تذكرين حين سالتني عن ماكس؟ اخبرتك انه قد سافر منذ فترة ليزور عائلته".

"اذن؟".

"كانت الحقيقة. لقد ذهب ليخبرهم عني وعن رغبته في الزواج مني".

ضحكت جيني وقالت:"ارجو ان تقولي لي انه قد طلبك للزواج وانك قد وافقت".

نهضت اندريا من على السرير وهي تبتسم , فمدت يدها الى جيني وقالت :" اصبح الامر رسميا . اه , جيني انت لا تعرفين كم انا سعيدة ".

" سوف اعمل بقية الشهر هنا , ومن ثم ساسافر مع ماكس الى بلدته حيث سيعمل مع ابيه بينما انا اهتم بشؤون البيت مع والدته . ان ابويه يسكنان لوحدهما , اخبرني اننا سنحصل على خصوصيتنا التامة . الحقيقة انني مستعدة للمخاطرة بعلاقتي مع ماكس ".

عانقت جيني اندريا وهي تقول :" انا سعيدة جدا لاجلك ".

لقد فكرت جيني ان هذه هي الاخبار الوحيدة الجيدة التي حصلت عليها اليوم , جلست على السرير لتتناول الطعام وقد طلبت من اندريا مشاركتها الا ان اندريا اجابت بالنفي فعادت جيني لتسالها :" هل اخبرت مارثا بالاخبار الجديدة؟".

" نعم . واخبرتها ايضا انني ساترك العمل , اظنها تقبلت الامر مع انني قد لاحظت انها متعبة وحزينة ".

لقد غادرت اندريا الغرفة تاركة من دون علمها جيني في حيرة من امرها , بدات جيني تفكر فيما عليها فعله, فهي لا تريد ان تجرح أي من مايك ومارثا , شعرت جيني انها قد فقدت شهيتها , لذا اعادت الشوكة والسكينة الى طبقها ومن ثم حملته وخرجت الى الخارج.

توجهت جيني بطبقها الى المطبخ , فوجدت عدة خادمات فيها سلمت عليهن ومن ثم وضعت الطبق لتغادر في حال سبيلها . لم تشعر بالنعاس , فارادت ان تشغل وقتها , لذا قد توجهت الى المكتبه لتحضر لها ما تقراه ,فتحت الباب للدخول , واذا بها تجد الشخص الذي كانت تحاول جاهده تجنبه ,مارثا .

"انا اسفة، لم اعرف ان احدهم موجود هنا".

ارادت جيني الانصراف الا ان مارثا قد نادتها قائلة:"من فضلك تفضلي، انا اريد التحدث معك".

اغلقت جيني الباب ودخلت للتحدث مع مارثا بعد ان اشفقت عليها، جلست على الاريكة بقرب مارثا وقالت:" لقد اخبرني غاري كل شئ، وانا اسفة فعلا، انما انا بدوري لا استطيع ان اؤذي مايك".

مسحت مارثا دموعها بحزنوقالت:"انا اعرف كم تحبين جوي ، اقصد مايك ، لذا انا اوافق على ما اقترحته، انت اكثر من تعرفه، لذا ان رايت انه من مصلحته عدم معرفة الحقيقة فلن نخبره".

حزنت جيني لحزن مارثا التي غادرت باكية غرفة المكتب وتمنت لو ان هناك طريقة تبعد الحزن عن كليهما مثل ان يقبل مايك بالتعرف على عائلته الحقيقية، انما معرفة جيني بمايك تخبرها انه لن يقبل.

مر اسبوع كامل دون ان ترى جيني مايك او تسمع عنه شيئا فقدرت ان السبب يعود الى مشاجرته مع غاري، الا انها كانت مشغولة بجوي الصغير اذ انه قد عاد من منزل عائلة لوكهارت وهو يطلب ان يذهب للحضانة كما يفعل تشارلي وراسل.

تذكرت جيني خروجها قبل يومين برفقة غاري وجوي، لقد كان غاري يحاول ان يقوي علاقته مع ابنه، لذا اصطحبهما الى مطعم فاميليا الذي كان ملك لاحد الرجال المكسيكيين، والذي كان يشتهر بمطعم العائلة. لقد كان المطعم يلائم الكبار والصغار ، اذ كانت توجد هناك استراحة تخص الاطفال.

اخذت جيني تتذكر تصرفات غاري، لقد كان حقا شخصا نبيلا اذ انه لم يعد يطلب منها التحدث مع مايك، بل العكس كان يتصرف كما لو كان يخرج نزهة مع عائلته دون أي هموم، نعم هذا ما كانوا عليه عائلة موحدة وسعيدة!

بدأت نوبات الذنب تخالج جيني اذ انها قد علمت انه لا توجد عائلة كذلك هنا، وخافت من فكرة فقدانها ابنها ان حصل يوم وخرجت الحقيقة الى النور.

بدأت جيني تفكر بما عليها فعله، هل تقول الحقيقة ام لتصمت وليكن سكوتها الى الابد، لقد رن الهاتف الخلوي فاسرعت جيني للرد لانها قد علمت من المتصل.

"مايك؟ كنت اتوقع ان تتصل قبلا".

سمعت جيني ضحكة على الطرف الآخر وقال:"آسف، كل ما في الأمر إنني انتقلت قبل الأوان وكنت مشغولا أيضا بامور اخرى، ولهذا اتصلت بك، أريد أن اخذ رأيك بموضوع".

ما إن أغلقت جيني الهاتف ووضعته على السرير جانبها حتى حلت التعاسة على شفتيها بدل الابتسامة التي كانت سابقا إذ انه أخذت تفكر إن الوقت قد حان لإخبار مايك الحقيقة عن عائلته ، أو على الأقل المحاولة، وهذا ما كانت تحاول تأجيله خلال الأسبوع الماضي.

لقد أتى وقت الغداء دون إن يحضر مايك فأيقنت جيني انه لم يذكر في أي ساعة سوف يأتي لذا توجهت إلى المكتبة لتحضر لها ما تقراه، فوقع نظرها على رواية لفيوليت وينسيير"الزوجة الغربية"، والتي تدور أحداثها عن فتاة ضائعة لا تعلم ما الذي تريد فعله بهذه الحياة، إلا
إن القدر قد وضعها في طريق عائلة مليئة بالمناقضات.

تنهدت جيني وهي تتمنى لو كانت الحياة مجرد قصة في نهايتها تنتهي المشاكل ويعيش الجميع في سعادة الأبد، فابتسمت لسذاجتها. طرق الباب فأذنت جيني بالدخول وإذا بها اندريا تعلن قدوم مايك. ارجعت جيني الرواية إلى مكانها السابق ومن ثم رافقت اندريا إلى حيث مايك موجود.

اتجهت جيني إلى الصالة فوجدت مايك يتكلم مع مارثا، أخذت جيني تراقب مارثا عن بعد فاستطاعت ان تلحظ الالم والعذاب اللذان تشعر به، فشعرت إن مارثا كانت صادقة بوعدها حين قالت انها لن تخبر مايك بشي. تقدمت جيني من مايك لتعانقه، بينما دعت مارثا مايك للبقاء على الغداء.

لقد راقب مايك انسحاب مارثا من الصالة ومن ثم عاد ينظر إلى جيني قائلا:" عما تريدين استشارتي؟".

نظرت جيني إليه وقالت بنبرة حزينة:" لا نستطيع التحدث هنا، ما رأيك بالصعود إلى غرفتي؟".

ابتسم مايك ووضع يده على كتف جيني قائلا:"هذا جيد، فبهذا استطيع إن استغل الفرصة لرؤيتها".

ابتسمت جيني بالمقابل ، ومن ثم اصطحبت مايك عبر السلالم لرؤية غرفتها،فتحت الباب لتجد جوي واندريا يجلسان على السرير بينما يجلس توفر على السجادة.

نهض جوي واقترب من مايك ليعانقه ومن ثم قال وهو يحمل البوم صور قديم:" إني أري صور العائلة لاندريا ، ارجوا لا تعارض أمي".

ابتسمت جيني ابتسامة عريضة لابنها وقالت:"طبعا يمكنك فعل هذا، وفي هذه الأثناء، سوف اصطحب مايك إلى غرفتك، فهو لم يرها حتى هذا الوقت".

ضحك جوي ومن ثم عاد ليجلس على السرير بجانب اندريا التي ابتسمت لجيني. خرج مايك وجيني من الغرفة ليتوجها إلى الغرفة المجاورة، فتحت جيني الغرفة لتدخل بينما وقف مايك قليلا على الباب لينظر إلى الداخل بنظرات غريبة، أخذت جيني تنظر إليه دون أن تمنع نفسها من التساؤل إن كان مايك يشعر بشي لدى دخوله غرفته من جديد.

"هل أنت بخير؟".

نظر مايك إلى جيني وكأنه يراها لأول مرة، سكت لبرهة ومن ثم عاد إلى سابق عهده وليقول:" نعم، أنا بخير، إنما هذه الغرفة اكبر مما توقعت".

ابتسمت جيني له بمرارة وهي تشعر إنها هذه المرة الأولى التي يكذب بها مايك عليها، ولم تعرف إن كان السبب يتعلق بحياته السابقة أو انه يشعر إن غاري قد استطاع إن يمنح جوي ما لم يستطع إن يمنحه له. دخل مايك الغرفة ليجلس على السرير ومن ثم نظر إلى جيني ليسال:" إذن عزيزتي انجي، هل ل كان تخبريني عما تريدين استشارتي؟ ما الذي يحدث؟".

سكتت جيني لفترة دون إن تعرف ما الذي عليها قوله إلا إن نظرات مايك التي كانت تنظر إليها حثتها على التحدث بسرعة، لذا اقتربت منه للتمدد على السرير وتقول:" لقد ذهبنا إنا وجوي قبل يومين إلى احد المطاعم برفقة غاري كان الموقف غريبا ومثيرا في الوقت نفسه، لم أتخيل يوما إنني قد استمتع لدى خروجي معه، لكن المشكلة هي بما شعرت به لاحق، شعرت أنني فتاة كاذبة واستغلالية".

نظر إليها مايك الذي كان يجلس على طرف السرير الآخر وقال:"لماذا تقولين هذا؟".

نظرت جيني إليه بطرف عينيها وقالت بحدة:"أنت تعلم جيدا لماذا! أخبرني شيئا مايك ، هل تظن أن علي إخبار الحقيقة لجوي".

استغرق مايك في التفكير قليلا ثم أردف حديثه قائلا:" لا اعتقد إنني الشخص الملائم الذي يستطيع أن يرد على أسئلتك هذه".

رفعت جيني رأسها إلى الأعلى وهي تفكر أن الوقت قد حان لذا ضمت شفتيها لتبللهما ومن ثم قالت بهدوء:" لو كنت مكان جوي، هل كنت ترغب بمعرفة عائلتك الحقيقية؟".

تمدد مايك على السرير بقربها وقال:" أنا لا أعرف لماذا تشغلين نفسك بهذه الأفكار السوداء، أنت العائلة الوحيدة التي يملكها جوي وهذا لن يتغير ابدا".

"اخبرني بصراحة ودون أن تقلق لي، هل كنت لترغب بمعرفة عائلتك؟".

"نعم".

فكرت جيني أن هذه اللحظة الحاسمة وإن عليها إخباره أن مارثا أمه، إلا أن مايك عاد ليتابع حديثه قائلا:" بالتأكيد كنت أتمنى أن اعرفهم ، وأعرف لماذا لم أعش معهم، إنما أنا لست مستعدا بعد لمعرفة هذه الأجوبة. وبالنسبة لجوي، لا اعتقد إن الوقت مناسبا على الإطلاق، سوف يعرف الحقيقة، لكن ليس الآن، إما بالنسبة إلى غاري، أنا لا اعتقد انه قد يتقبل الحقيقة في أي وقت، إذ انه قد تعلق بجوي كثيرا وأكثر سوف يشعر انك قد خنته وانك قد استغفلته".

وضعت جيني على خصرها وهي تفكر إن مايك قد زاد من آلامها وحيرتها، وشعرت إنها ألان في مصيدة وضعتها بنفسها يوم قررت أن تأتي إلى المنزل الكبير لأخبار غاري إن جوي ابنه، ويا للمصادفة الكبيرة إذ يتضح إن جوي اسم لطالما رغب به غاري، فلم تعرف إن كانت هذه نقمة أم نعمة إلا إنها قد علمت إنها لا تستطيع أن تغير الماضي وان المهم هو الحاضر والمستقبل.


حسن الخلق 15-02-10 06:22 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

شكراااا جزيلاااا حبيبتى على هذا البارت المذهل
لقد توضحت فيه العديد من الاشياء و كان زاخر بالمفاجات
بس لسه اهم حاجه و هى حقيقه جوى و هل غارى والده ام ماذا ؟ بصراحه حيرتينى

حاسه ان ممكن تنشا قصه بين مايك و بريندا و دى الحاجه الوحيده الى ممكن تخرجه من قصه حبه السابقه

اما جينى فانا محتاره هل ستتعلق بغارى و لا هارى بصراحه انا افضل غارى

تسلمى حبيبتى على هذا المجهود و الابداع الشيق
فى انتظارك باذن الله
دمتى بكل حب :flowers2:

الوفى طبعي 22-02-10 11:03 AM

الفصل الثامن:

خلدت جيني تلك الليلة الى النوم وهي تفكر بما حصل على الغذاء , فقد كانت مارثا هادئة على غير عادتها , واما غاري فلم يبث الا بعدة كلمات حين كان يجيب على الاسئلة التي يطرحها جوي, اما بالنسبة الى مايك فقد كان يعتبر الموقف غريبا ان يجلس على المائدة نفسها مع غاري وبعد كل ما جرى بينهما.

تذكرت كيف احتالت على مايك ان يتناول الغداء معهم, اذ كانت دوافعها انانية فهي لم تستطع ان تواجه مارثا وان تخبرها ان مايك غير مستعد لمعرفة الحقيقة , كما انها فكرت ان مجرد وجوده على الطاولة يقول انه لم تخبره.

لم تستطع جيني النوم حين تذكرت كلام مايك وهو يقول:" اما بالنسبة الى غاري , لا اعتقد انه قد يتقبل الحقيقة في اي وقت , اذ انه قد تعلق بجوي كثيرا بل واكثر سوف يشعر انك قد خنته واستغفلته".

اخذت تتقلب في فراشها وهي تتنبا بردة فعل غاري ان علم الحقيقة, سوف يسلب منها ابنها اذ انها قد قدمت له كل الادلة الحاسمة والتي تثبت ان جوي فعلا ابنه. ففي تلك اللحظة لن يهتم غاري لدوافعها والظروف التي جعلتها تقدم على فعلتها بل هدفه سيكون جرحها كما جرحته وهذا ما لن تتحمله.

ارتعشت جيني فجاة حين سمعت الطرق على الباب فنهضت من فراشها وربطت رباط قميصها ومن ثم اقتربت من الباب لتسال بصوت مخنوق يكاد ان يسمع.

"من هناك؟".

تنفست جيني الصعداء حين اتاها صوت اندريا قائلا:" هذه انا , احتاج الى محادثتك , هلا تفتحين الباب؟".

فتحت جيني الباب واخذت تتطلع الى وجه اندريا الشاحب تحت ضوء الغرفة الخافت, فانتابها الهلع لذا سالت مسرعة:" اندريا , هل انت بخير؟ تبدين شاحبة ومتوترة . ماذا حصل؟".

جمعت اندريا يديها ومن ثم وضعنهما على صدرها فلاحظت جيني انها تمسك شيء فيهما فخشيت ان تكون قد قطعت علاقتها بخطيبها الا انها سرعان ما عادت لتحزر من جديد عندما لمحت الخاتم قابعا في مكانه. عادت لتنظر الى وجه اندريا القلق وقالت:" اخبريني, لقد بدات تخيفيني".

ابعدت اندريا يديها عن صدرها لتريها ما الذي تحمله بيدها, واذا بها صورة لمايك حين كان في الثالثة والنصف من عمره, ففهمت جيني ما الذي ترمي اليه , فلابد انها قد رات صورة لجوي ابن مارثا , لذا اقتربت لتاخذ الصورة وهي تقول :" اذا اصبحت تعلمين ان مايك هو جوي اخ غاري؟".

جلست اندريا على السرير وقالت:" عندما اخبرني جوي ان هذه صورة السيد برايس لم اصدق, فانا قد رايت سابقا صورة لجوي المرحوم , لذا لم استطع النوم دون ان اتي لمحادثتك".

ابتسمت جيني وقالت:" انا لم اعلم بهذا سوى قبل اسبوع عندما اخبرني غاري, كان الامر بمثابة صدمة بالنسبة لي, فقد حصلت مشاحنة بين الاثنين خلالها طلب غاري من مايك عدم المجيء الى هنا مرة اخرى, لذا كان غريبا ان يعود ليتراجع عما قاله سابقا , ف...".

اكملت جين القصة لاندريا التي كانت تصغي بكل انتباه, وحين انتهت سالت الاخيرة :"اذا ان السيد برايس لا يعلم , انا متاكدة انها ستكون مفاجاة غير متوقعة بالنسبة له".

استيقظت جيني من النوم الساعة السابعة والنصف, فاغتسلت وارتدت ملابسها ومن ثم اتجهت الى غرفة ابنها لتجهزه للذهاب للمدرسة وفي الساعة الثامنة والنصف نزل الاثنان الى الاسفل, فعلمت ان مايك قد اتصل لدعوتها الى فطور متاخر.

قبلت جين الدعوة بكل سرور الا انها احتاجت الى سيارة ولم تجرؤ على طلب هذا من غاري, وكما لو ان غاري قد شعر بترددها اذ نظر اليها وهو يقول:" يمكنك اخذ سيارتي الجيب بينما اخ انا سيارة الجاغوار".

انتظرت جيني انتهاء الصغير من طعامه ومن ثم اصطحبته الى المدرسة لتذهب اخيرا الى جوردان المطعم الذي اعتاد مايك على احضارها اليه منذ ان كانت في السادسة عشر من عمرها , اوقفت الجيب ومن ثم دلفت الى الداخل فلمحت مايك جالسا بجانب النافذة فاتجهت اليه لتعانقه وتقبله على خده ومن ثم جلست وهي تسال:" ماذا يحدث؟".

ابتسم مايك وقال:" انه امر رائع جدا".

نظر جيني الى مايك وهي تسال:" هل حصل شيء مع بريندا؟".

قهقه مايك بصوت مرتفع وهو يقول ضاحكا:" يا الهي , كم انا بارع, عرفت ان هذا اول ما سيخطر ببالك, واريد ان اطمئنك بالقول ان الامر الذي اريدك لاجله لا يتعلق ببريندا, مع اننا قد وططنا صداقتنا في هذه الفترة".

"اذا؟".

"اشتريته, ذلك المستوصف ".

ابتسمت جيني ابتسامة عريضة وهي تقول:" هل فعلت هذا حقا؟ هذا مذهل , متى فعلت؟".

"قبل يومين, ذهبت اليه فانا لم احتمل البقاء دون عمل اكثر من ذلك, لذا اشتريته وبهذا الشكل نستطيع ان نحقق الحلم الذي لطالما راودنا , ان تكون لنا شركة خاصة بنا. متى تريدينه رؤيته؟".

نهضت جيني من مقعدها ومن ثم حملت حقيبتها للخروج من المطعم ,وحين وصل مايك برفقة جيني الى السيارة تفاجا كثيرا فاخبرته جيني ما حصل على الفطور بل واكثر سالته ان كان يريد ان يقودها فوافق مشيرا الى ضرورة شراء سيارة جديدة له, ومن ثم اكمل حديثه قائلا ان هناك شريكا اخر لهم.

خشيت جيني ان يقول مايك ان الشريك هي بريندا, الا انها سعدت كثيرا حين عرفت انه ديفيد, فهذا سيخدم مهمتها في ارجاعه لساندي ريد.

وصلت سيارة الجيب الى هدفها في غضوت ربع ساعة وهناك تقابل الشركاء الثلاثة, وقاموا بجولة في المستوصف واتفقوا على الشياء الضرورية للمكتب الجديد, فمر الوقت بسرعة الى درجة ان جيني نسيت الغذاء , ففطنت الى وجوب احضار جوي من الحضانة, فودعت الاثنان وغادرت في حال سبيلها.

جلست جيني على مائدة الطعام لتخبر كا من غاري ومارثا عن المكتب الجديد وعن شراكتها مع مايك وديفيد , وبدا ان الامر لم يسر غاري , وفي النهاية اتممت جيني كلامها ان جوي قد رغب بالذهاب الى آل لوكهارت والنوم في منزلهم.

وصلت اندريا بعد قليل معلنة ان السيد كوينز يود الحديث مع جيني على الهاتف, نظرت جيني الى غاري الذي ما لبث ان سال:" ديفيد؟".

الوفى طبعي 22-02-10 11:38 AM

فكرت جيني انه لابد ان يكون كذلك, وانه قد اتصل ليلغي تناول العشاء الذي سبق ان اتفقا عليه فابتسمت جين تذكرت قوله ان جورج من سيدفع ثمن العشاء, فالتفتت الى اندريا منتظرة الجواب, فدهشت حين علمت ان المتصل هاريسون , فاسرعت لتاخذ الهاتف من يد اندريا وخرجت الى قاعة الطعام.

جلست على المقعد في الشرفة فابتسمت قائلة:" ظننتك قد قطعت اتصالك بي".

"ما هذه الحماقة, انت تعرفين انني استمتع برفقتك, لكنني كنت مشغولا هذه الايام".

صمت هاريسون قليلا ومن ثم قال:" بعد اسبوع ستقام حفلة في الشركة احتفالا على مرور ثلاثون عهاما, واريد ان اتكرم بدعوتك".

ابتسمت جيني لهذه الدعوة الا انها اجابت بالنفي قائلا:" لا استطيع القبول, انا لا اريد ان يعرف غاري انني صديقة لك".

"اتخافين ان يظن انك مخادعة؟ انا افهمك, لذا علينا ان نحاول الجمع بيند ديفيد وساندي بسرعة".

ضحكت جيني اذ خطرت لها فكرة مذهلة لفهل هذا, هزت راسها وقالت ببطء :" سنؤسس شركة خاصو بنا, اقصد ان ومايك و.. ديفيد".

"ديفيد؟!".

"نعم, قد اخبرني انه لا يريد ان يكون محاصرا وانه يريد ان يتحكم بوقته, لذا انظم الى شركتنا وهذا لن يؤثر على عمله في التدريس, سوف ندخل مجال التصوير لتسنح لنا الفرصة لنكون في اهم لحظات الناس, اقصد اعياد الميلاد والزفاف, ولحظات العمادة... حسنا ليس هذا ما اردت قوله, سنتقابل جميعا اليوم على العشاء, انا ومايك وديفيد وايضا آل لوكهارت, فجورج من سيدفع".

"كم كنت اود رؤية هذه اللحظة, التي يخرج بها جورج محفظته".

"هذا ما احاول قوله, عليك الحضور وبصحبة سانيد, سيكون الامر كما لو كانت صدفة جميلة, اللقاء سيكون في مطعك كرواتي الذي تقابلنا فيه اول مرة وطبعا من حسن اللياقة ان ندعوكما للجلوس معنا و..".

تابعت جيني سرد الخطة على مسامع هاريسون وقد نالت اعجابه كثيرا , اغلقت جيني الهاتف وهي تبتسم الا ان الابتسامة سرعان ما زالت حين اتى غاري ساخرا قائلا:" هل قررت من ستختارين من بين الاخوين كوينز؟".

نظرت جيني الى غاري الذي جلس بجانبها وقالت بغضب ترافقه السخرية ردا على كلامه :" ما زلت محتارة, لذا اخرج بصحبتهما هما الاثنين, ان غاري شخص طريف وممتع وبالمقابل هناك هاريسون الشخص التقليدي الجاد , الناضج والمسؤول ان المراة تحتاج الى بعض الانضباط..".

"كم انت امراة حقيرة".

نهضت جيني من مجلسها لتلتفت الى غاري قائلة وهي تبتسم:" اظن ان الامور قد اختلطت عليك, اخبرني بما انك الان اعزب, هل بدان سارة كوينز بملاحقتك؟ قابلتها لدقائق معدودة خلالها اكتشفت حقيقتها, انها مجرد حقيرة فعلت المستحيل للتفريق بينك وبين بريندا, انا لا افهم كيف لم تعرف هذا حتى الان".

ارتسمت على شفاه غاري ابتسامة سخيفة , فالتفتت جيني الى الداخل الا انها لم تبتعد كثيرا لتهرب مما قاله:" لا احد يعرف المحتال سوى المحتال ولا احد يعرف الحقير سوى الحقير".

دخلت جيني غرفتها باكية ورمت نفسها على السرير لتسمح لدموعها بالنزول كما تشتهي, فتقلبت وهي لا تدري السبب الذي يجعلها تبكي بحرارة كما تفعل الان.

ايعقل ان يكون السبب ما يفكره غاري عنها؟ الا انها سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها ومسحت دموعهابكفيها وهي تقسم انه مهما كان السبب فلن تبكي بعد الان.

فضلت جيني ان تاخذ قيلولة بعد الظهر حتى تستطيع ان تجمع طاقتها لهذه السهرة, اغمضت عينيها لتنام فحلمت بالحلم الذي سبق ان حلمت به مرات عديدة.

تجلس هي على نافذة غرفتها لتنظر الى النجوم المتلالا والقمر الساطع واذا برجل لم تستطع تباين ملامحه من شدة سواد الليل يقف على بعد امتار عنها, يسير على ضفة البحر يراقب تكسر الامواج وكانه يتامل الكون, اخذت جيني تمعن النظر به , واذا به رجل طويل القامة, عريض المنكبين.

بدات تتامله وتتامل تحركاته والتي تشير الى ان صاحبها رجل كثير الثقة في نفسه.

ارتعشت جيني عندما مظر اليها ذلك الرجل فشعرت كما لو انها كالقط الذي وقع بالفخ بسبب فضوله, ارادت التراجع الا ان قدميها لم تسمح لها فتسمرت في مكانها ولم تقو على الحركة, فاستغلت الفرصة لتستمر بتامله, كان يرتدي قميص مع بنطلون ابيض , وكم شعرت بالبرد يلفحها حين ابتسم لها ذل\اك الرجل فقد اصفرت ابتسامته عن اسنان ناصعة البياض, فايقنت جيني انه لابد ان يكون ملاك في المكان الخاطىء.

لقد كان بعيدا فتمنت جيني لو يقترب منها علها تستطيع ان تعرف الرجل الذي كان يستولي على احلامها كل ليلة, الا انه قد خيب املها كالمعتاد فغادر بلمحة البصر, وبقيت جيني واقفة على النافذة تفكر بمن عساه ان يكون الرجل الغامض ذاك, وسرعهان ما استولت على افكارها صورة هاريسون كوينز.


الوفى طبعي 22-02-10 12:51 PM

استيقظت جيني من قيلولتها, وبدات بتجهيز نفسها للسهرة وكان عليها الاستعجال فسيحضر مايك وآل لوكهارت لاصطحابها بعد ساعة.

اخرجت لها فستان ازرق طويل مصنوع من الحرير , وجلست بعد ان ارتدته امام المراة لتسرح شعرها , امسكت المشط واذا بها تتذكر ذلك الحلك الجميل واخذت تتساءل عن سبب ظهور هاريسون في حلمها, ايعقل ان تكون قد اغرمت به دون وعي منها؟

ابعدت جيني هاريسون عن تفكيرها وانشغلت بوضع المساحيق الخفيفة على وجهها ومن ثم اعادت وضع السلسلة الذهبية التي اعطاها اياها مايك والتي خلعتها قبل الاستحمام, وبعدها فتحت الدرج السفلي لاخراج لها حذاء مناسب ووقع نظرها على حذاء دون كعب.

نظرت جيني اخيرا الى نفسها وشعرت انها مستعدة للتوجه الى الاسفل, فلم ترى اي من غاري ومارثا فسالت عنهما اندريا والتي اخذت تمدح جمالها.

"لقد ذهبت السيدة ويلسون برفقة لويس الى النادي لملاقاة بعض من رفيقاتها ام السيد فانا لم اره منذ فترة الغذاء".

"حسنا, ساذهب الى المكتبة لاسلي نفسي بالقراءة, وعندما يحضر مايك اخبريني".

توجهت جيني الى المكتبة وهي تنوي قراءة تلك الرواية التي سبق ان راتها"الزوجة الغريبة". قرات في الامس الاختصار ونوت ان تقراها الا ان الفرصة لم تسنح لها, وما ان دخلت المكتبة حتة ندمت اذ انها قد وجدت غاري نائما على الاريكة.

راقبته جيني اثناء نومها وعلمت انه لا يختلف كثيرا عن غاري الرجل اليقظ, اذ يبدو انه المسيطر حتى في نومه فكل حركة يقوم بها كما لو انها تطيعه, فتذكرت قوله عند حضورها هذا المنزل اول مرة انه ينتظر من الجميع الطاعة دون استثناء.

استمرت بمراقبته وحين تحرك الى الجانب الاخر ارادت ان تخرج من هذه الغرفة الا انها كانت بطيئة كعادتها, فقد استيقظ غاري من نومه واخذ ينظر اليها بعينين تحملان تعبير لا تفهمه, فشعرت بالخجل حين فكرت انه يعلم بمراقبتها له, فلم ترد التفكير بسخريته الجارجة فتقدمت الى الامام لتخرج الرواية.

اقترب غاري منها ليقول:" ان هذه الرواية جيدة, فشخصيتها فتاة صغيرة ضعيفة, اخبريني هل تتضامنين مع الشخصية؟".

ارادت جيني الابتعاد عنه الا انها شعرت انه ملتصقةبها وكانت انفاسه الحراة تلفح رقبتها فالتفتت اليه وهي تقول بصوت حازم:"لم اقراها , اعجبتني الفكرة لكن لم تسنح لي الفرصة".

"انا متاكدة انها ستحجبك , عدا ذلك فهي فتاة حائة ايضا, فهي لا تعرف لمن ستسلم قلبها , لذلك الرجل الساخر دوما روبرت , ام ذلك الطبيب الطيب ايفري؟ هما الاثنان ايضا من عائلة واحدة فهم ابناء عم, الا تبدو لك القصة معروفة؟".

فهمت جيني الآم يلمح , فنظرت في عينيه لترى السخرية الحادة وارادت وقفه عند حده الا ان اندريا دخلت معلنة قدوم مايك, ممات دفعها لتنظر اليه باحتقار وبعدها تبعت اندريا الى غرفة الجلوس.

اقتربت جيني من مايك الذي يرتدي بذلة سوداء تزيد من جاذبيته, فقبلته بينما اخذ الاخير يدها ودارها حول نفسها وهو يقول :" انت جميلة جدا".

"شكرا, وانت ايضا لا باس بك".

"يكفي مجاملات , ان جورج ودرو ينتظراننا في السيارة".

صعدت جيني الى غرفتها لتحضر حقيبة يدها وهي تبتسم وتفكر ان على جورج ان يدفع ثمن عشاء شخصين اضافيين, وحين صعدا السيارة سالت جيني عن ديفيد وعلمت انها سيقابلهما في المطعم.

ابتسمت جيني وقالت مازحة:" انا اشفق عليك جورج , سوف تدفع ثمن باهضا الليلة".

ادار جورج السيارة وقال مبتسما:" يسعدني هذا, فهناك اسباب كثيرة, اولا احتفل بنجاح اصدقائي, ثانية دخول اطفالي الى الحضانة اما ثالثا وهو الاهم, حصول درو على علاوة في عملها".

ضحكت جيني منه ساخرة ومن ثم التفتت الى درو سائلة :" كيف الصغير؟ ارجو ان لا يكون قد سبب المتاعب".

"لدي اخرين , هل تذكرين؟ تركتهما مع الحاضنة , واخبرتها اننا قد لا نعود باكرا".

تكلم الجميع اثناء الطريق لقتل الوقت, عن كل ما خطر ببالهما حتى وصلوا المطعم, فترجلوا من السيارة فاعطى جورج المفاتيح لاحد العاملين لكي يوقفها في مكان اخر, ومن ثم دخلوا.

اراد الجميع الجلوس على طاولة من ستة مقاعد الا ان جيني ارادت الجلوس على طاولة ذات ثمانية مقاعد بحجة انها الابعد عن جهة المدخنين, وهذا افضل لدرو.

استدعى جورج النادل وطلب كل الموجودين الطعام الذي يوده وفي اثناء الانتظار طلب لهم جورج شرابا ليحتفلوا بالاسباب الذي سبق ان ذكرهم.

اخذت جيني تنظر الى ساعتها بخفة وهي تقول ان هاريسون قد تاخر كثيرا , واذا بها تراه عندما رفعت راسها ونظرت نحو الباب برفقة ساندي التي كانت ترتدي الفستان الابيض القصير, فتوجهت جيني بنظراتها اليه واذا بها تتذكر الحلم.

وفي النهاية ابعدت بصرها حتى لا يكتشفها احد, وانتظرت بفارغ الصبر قدوم هاريسون نحوهم.

"اصبحت هذه عادة ان نتقابل هنا".

رفع ديفيد بصره لينظر الى اخيه ومن ثم الى ساندي , فاستطاعت جيني رؤية المه لرؤية الاثنان معا, فابتسمت ابتسامة استطاع مايك رؤيتها فقرب راسه اليها وقال:" هذه خطة جميلة صغيرتي الغالية".

"ماذا؟".

"هيا عزيزتي, انني اعرفك جيدا".

ابتسمت جيني لمايك ابتسامة تدل على اعترافها بذنبها ومن ثم نهضا كما فعل الجميع.

"اردنا انا وساندي بعض الخصوصية لذا اتينا الى هنا, لكننا لم نتوقع ان نراكما جميعا , هل من مناسبة خاصة؟".

ابتسم ديفيد وقال:" اننا نحتفل بتاسيس شركة خاصة بنا, جورج من دعانا".

ضحك هاريسون وقال:" جورج من سيدفع؟ انا لا اصدق هذا... حسنا سنترككم وشانكم".

هم هاريسون وساندي بالرحيل الا ان جيني قد اوقفتهم قائلة:" نحن لا نمانع ان انضممتما الينا , اليس كذلك رفاق؟".

لم يمانع احد على هذا الاقتراح فعرفت جيني كل من مايك وهاريسون وساندي على بعضهما البعض, ومن ثم جلس الجميع. ازاح هاريسون الكرسي القريب منه والذي بجانب ديفيد سامحا لساندي لكي تجلس , ومن ثم لف من حول الطاولة ليجلس بالقرب من مايك ومقابل جيني.

انشغل هاريسون عن ساندي كما لو انه قد نسي وجودها واخذ يتحدث بشكل عام مع الجميع سواها كما كانت تنص الخطة, فحزنت جيني لضيق ساندي فاقتربت من ديفيد وقالت:" هيا ديفيد حارب من اجل حبيبتك, فهي لا تعني لهاريسون شيء".

"انها خطيبته".

"انه لا يستحقها, يبدو انه لا ولن يغرم بها ابدا, هل ستحكم عليها بالتعاسة؟".

انتبهت جيني الى هاريسون الذي كان يحدثها طالبا منها الرقص , فامسكت بيده متجهة الى الرقص وهي تنظر الى ديفيد وكانها تقول :" انه حتى لا يلتفت اليها".

"اظن ان الخطة تنجح, ان تصرفاتك تغضب ديفيد كثيرا".

"هذا جيد... انت تبدين جميلة جدا هذه الليلة".

ابتسمت جيني واخذت تراقص هاريسون , فلاحظت جورج يرافق درو الى قاعة الرقص بينما بقي مايك وديفيد الغاضب وساندي الحزينة.

انتبه هاريسون الى حيث تنظر جيني وقال:" كنت اود لو استطيع ان امحو الالم الذي يشعران به , انما علي ان احث ديفيد على التصرف".

"انا اوافقك الراي, لذا اظن ان عليك مراقصة درو بعد انتهاء هذه الرقصة".

"اتظنين هذا جيد؟".

"هذا سيثبت لديفيد انك لا تهتم مطلقا لامر ساندي مما يزيد من غضبه".

انتظرت جين انتهاء الرقصة حتى يستطيع هاريسون الرقص مع درو الحامل بينما رقصت هي مع جورج, كانت تذهب بنظراتها من وقت الى اخر نحو ديفيد وساندي, ها قد ذهب مايك وبقي الاثنان معا, رات جيني ديفيد يمسح دموع محبوبته من على خديها واخيرا اللحظة التي كان تنتظرها, قبل ديفيد ساندي.

فرحت جيني ونظرت الى هاريسون الذي كان ينظر اليها واشارت اليه براسه ان ينظر الى المائدة, وحين فعل ابتسم بدوره.

انتهت الاغنية وعاد الزوجان الى المائدة, فدهشا جراء ما يحدث فنظرا الى هاريسون الهادىء.

من شدة اشتياق ديفيد وساندي لبعضهما وانتظار اللحظة التي يكونا فيها معا لم ينتبها للرؤوس التي تقف فوق راسيهما مما دفع هاريسون للعطس معلنا وجودهم.

نهض ديفيد محاولا الشرح لهاريسون الا ان الاخير اوقفه قائلا ليبعد الحرج عنه:" كنت اتساءل متى ستفعل هذا".

"ماذا؟!".

"انا لست اعمى, لاحظت منذ وقت طويل انكما مغرمان ببعض, لذا كان علي القيام بعدة امور".

"ماذا تقصد؟".

حضر مايك وراى الجميع واقفون لذا سال:" ماذا حصل هنا؟".

ابتسمت جيني قائلة:" اخيرا تجرا ديفيد على المحاربة من اجل محبوبته".

نظر كل من درو وجورج الى بعضيهما وقالا:" هناك شيء يحدث ولا علم لنا به".

جلس الجميع وشرح هاريسون كل شيء كما اخبر جيني سابقا , وحين انتهى من حديثه نظر ديفيد الى جيني وسال:" اكنت تعلمين هذا؟".

ابتسم مايك وقال:" من تظنه دبر كل شيء هذه الليلة؟ اتفقا معا, اقصد تصرفاته الانانية".

نظرت جيني الى ديفيد وقالت:" انت صديق عزيز علي, لذا عندما اخبرني هاريسون الحقيقة رغبت بمساعدتك".

"هل يعلم ابي شيئا؟".

صمت هاريسون قليلا ومن ثم قال بنبرة جافة :" في الحقيقة لا, فالشخصان الوحيدان اللذان كانا يعلكان هما انا والسيد ريد, عندما اتى الى ابي بالخطة التي سبق ان رسمناها معا فضل ابي ان تقوم انت بخطبتها, لقد فكر انها تستطيع ان تقومك, لكن السيد ريد رغب ان تقترن ساندي بشخص مسؤول لذا قلت لابي انني معجب بها وارغب بالزواج منها, والباقي اصبحت تعرفه".

ها قد حضر العشاء فابتسم جورج وقال:" لديكم انتم ايها الاخوة اسباب اكثر للاحتفال, لذا اعتقد ان عليكم الدفع".

انتهت السهرة على الف خير وقد دفع جورج الحساب بما ان الدعوة دعوته, فغادر مايك برفقة آل لوكهارت بينما اصطحب ديفيد ساندي الى منزلها مما جعل هاريسون يرافق جيني.

ارقف هاريسون السيارة اما منزل عائلة ويلسون ومن ثم التفت الى جيني وقال:" هل توافقين على دعوتي للعشاء غدا؟".

"لا استطيع, غدا الاحد واريد قضاء اليوم مع ابني, اشعر كما لو انني لم اعد اقضي وقتا طويلا معه وذلك من ان دخل الحضانة".

"اذا اظن انني ساراك في الحفلة يوم السبت القادم, يمكنك دعوة مايك".

"سوف افكر, الى اللقاء".

شمس المملكة 22-02-10 01:24 PM

رووعة

أنتظر التكملة

الوفى طبعي 22-02-10 01:34 PM

اتى يوم السبت فقررت جيني الذهاب الى الحفلة حين علمت ان مارثا ستذهب هي الاخرى, وطلبت من مايك مرافقتها لكنه اعتذر قائلا انه سيخرج مع بريندا , فارتعبت جيني من هذه الفكرة الا انها تذكرت قول مايك حين قال انه ليس غبيا.

جهزت نفسها وشعرت بالراحة عندما اقترحت اندريا البقاء مع جوي , فقد اعتبرت ان هذه مهمتها الاخيرة اذ انها ستغادر غدا دون رجعة.

نزلت جيني اولى السلالم لتجد غاري يقف اسفل الدرج فقد كان بانتظارها فتوقفت جيني في مكانها فهي ظنت انها ومارثا سيذهبان برفقة لويس.

تقابلت نظراتهما, فاقشعر بدن جيني دون ان تفهم السبب, فلاحظت انه يبدو اكثر جاذبية هذه الليلة كما لاحظت البريق ذاته الذي سبق ان لاحظته في المكتبة الا انه سرعان ما اختفى.

راقب غاري نزول جيني برشاقة , وحاول ان يتمالك نفسه , فقلبه ما زال ينبض بشدة, فكيف يمكن لهذه المخلوقة الصغيرة ان تسحره بهذا الشكل, فهو لم يعد حتى قادرا على عمل اي شيء, سوى التفكير بها.

انه يرغب الان بالركض اليها وامساكها من كتفيها وتقبيلها, فمنذ تلك الحفلة وهو يفكر بهذا الامر, يا ليت اندريا لم تقاطعهما في تلك الليلة, لاستطاع معرفة كيف الشعور حين يقبل الرجل المراة الوحيدة التي جعل قلبه يدق بهذه القوة, لدرجة انه يخرج من صدره.

انها تبدو اليوم جميلة جدا بهذا الفستان الاخضر, اااااااااااه لو كانت زوجته لما سمح لها بالخروج ولابقاها داخل المنزل, لكن هيهات لهذه ان يحدث, فهذا الجمال كله للاخوة كوينز.

وصلت جيني الى جانب غاري وقالت :" مساء الخير, اين مارثا؟".

"انا هنا".

نظرت جين الى مارثا وابتسمت قائلة:" انت جميلة جدا مارثا".

"شكرا لك عزيزتي".

ابتسم غاري وقال:" علي ان احذر اليوم, فلدي اجمل امراتان على الاطلاق".

دهشت جيني لهذا القول فنظرت اليه الا انه لم يعيرها الاهتمام ولم تدري ان غاري قد نطق بهذا الكلام من دون وعي يظهر عدم تحمله بنفسه حين تكون بالقرب منه.

ركب الجميع السيارة وتوجها الى الحفلة, فراقبت جيني الاجواء وراتها مختلفة بعض الشيء عن الحفلة التي سبق ان حضرتها في منزل غاري.

"مرحبا عزيزي".

اتت سارة كوينز لتستقبلهما وهي تطبع قبلة قصيرة على خد غاري, فلاحظت جيني انها كانت تبدو انيقة جدا بفستانها الاسود الطويل, فايقنت انه قد قصد سارة بقوله اجمل امراتان وليس هي.

"كنت اخشى الا تحضر".

ضحك غاري وقال :" لما فكرت بهذا؟".

ابتسمت سارة ومن ثم سلمت على مارثا وجيني قائلت:" مرحبا مارثا, مرحبا جيني, اتبحثين عن اخوتي؟".

لاحظت جيني السخرية في كلامها فارادت ان ترد عليها الا ان سارة اكملت قائلة:" هناك شخص علي ان اقابله حبيبي, ساراك لاحقا".

نظرت جيني الى غاري فوجدته غاضبا فلم تفهم السبب, ولم تشعر بالراحة لوجودها امامه لذا فرحت عندما تقدم منها ديفيد, فعانقها قائلاا:" كنت اتمنى ان اراك هنا, لم اشكرك كما يجب جراء كل ما فعلته لاجلي".

"لم افعل شيء, اذا اين هي سعيدة الحظ؟".

ابتسم ديفيد وقال مازحا:" لقد ذكرتني علي البحث عنها فانا لا اريدها ان تخطف مني".

ما ان ذهب ديفيد حتى سال غاري:" من تقصدين بسعيدة الحظ؟".

نظرت مارثا الى غاري وقالت:" الم يخبرك احد انه قد اصبح لديفيد خطيبة؟".

"خطيبة؟!".

"نعم, انها ساندي ريد, يبدو ان خطبتها لهاريسون مجرد خطة لدفع ديفيد بالاعتراف بحبه لها, وبفضل جيني قد فعل".

نظر غاري الى جيني فعادت للمح تلك النظرة التي سبق ان راته, هل هي نظرة الاعتذار؟ الا ان الفرصة لم تسنح لغاري ان يتحدث اذ ان هاريسون قد حضر.

وضع هاريسون يده على كتفها وقال:" يسعدني حضورك".

ومن ثم سال الجميع عن صحتهم, كما وتحدث مع غاري عن الصفقة التي سيتم توقيعها يوم الاثنين واخيرا طلب من جيني الانضمام اليه الى قاعة الرقص.

"هل اخبرتك انك تبدين مذهلة هذه الليلة؟".

نظرت جيني الى هاريسون وشعرت بالخجل حين تذكرت انه قد دخل احلامها كلها هذا الاسبوع , الا انها سرعان ما تمالكت نفسها وقالت مازحة:" فقط عشرة مرات حتى الان".

تابعت جيني الرقص على انغام الموسيقى مع هاريسون بكل راحة حتى اتى غاري ليقاطع الرقصة طالبا منها مراقصته ورغم كل المشاكل التي يواجهانها وافقت.

"لماذا لم تخبريني عن خطبة ديفيد؟".

نظرت جيني الى وجه غاري الذي كان يبدو هادئا بصورة مخيفة فقالت:" انا لم ارك كثيرا هذا الاسبوع, بالاحرى لم ارك مطلقا, كما انني اراك على علاقة طيبة مع سارة لما لم تخبرك هي؟".

"هل تشعرين بالغيرة؟".

لمحت جيني السخرية في كلامه لذا هزت راسها قائلة:" كلا. كل ما في الامر انني غاضبة, بقي جوي يسال عنك طوال الاسبوع, وفي الحقيقة لم اعرف ما الذي علي قوله. ان كنت لا تستطيع ان تتصرف كاب لما لا تسمح لنا بمغادرة منزلك؟".

"لتذهبي وتسكني مع مايك؟".

"لما لا؟ ان مايك يحبه كما لو كان والده, وسوف يهتم به على هذا المنوال, كما كان يفعل طوال سنوات".

"اتظنينني لا احب ابني؟".

"بلى انا اعرف انك تحبه, لكن هذا فقط لانه من المفترض بك فعل هذا فانت ابيه".

"انت مخطئة جيني, انا احبه كثيرا فهو اهم مخلوق في حياتي, وانا لست مستعد لسماع غير هذا".

غادر غاري االقاعة تاركا جيني وحدها متحسرة على ما بدر منها واخذت تتساءل بينها وبين نفسها عن السبب الذي يجعلها ترغب بمشاجرته في كل مرة تراه فيها, وايقنت ان السبب لم يعد الانتقام الذي كانت تطمح له منذ فترة طويلة , لكن ما هو السبب الحالي؟

شمس المملكة 22-02-10 10:21 PM

جيني يبدو عليها بأنها سوف تقول الحقيقة عاجلا ام أجلا

يسلمووووو على الباارت

حسن الخلق 23-02-10 12:08 AM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

الف الف شكر لكى حبيبتى على الاجزاء الجديده الروعه
القصه تسير فى منحنى رائع تسلمى على المجهود الكبير

اصبح من الواضح ان هاريسون منافس خطير لغارى على قلب جينى
و لكنى متاكده ان من يزور جينى فى احلامها هو غارى و ليس هاريسون
و لكنها مبلبله الفكر و تبعد عن ذهنها فكره الاعجاب بغارى بسبب فكره الانتقام المسيطره عليها و ايضا السر الذى تخفيه عنه

انتظر ابداعك القادم بلهفه
دمتى بكل حب :flowers2:

الوفى طبعي 23-02-10 10:55 AM

الفصل التاسع:

لقد كان هذا الشهر مليئا بالاحداث والتطورات, اولا مغادرة اندريا المنزل, وثانيا التحضيرات التي كان يقوم بها كل من مايك وديفيد مع عمال الصيانة, واخيرا الوضع الذي كان يسوء من وقت لاخر بين جيني وغاري.

غير غاري كل تصرفاته مع جوي واخذ يعامله كما لو كان الوحيد في حياته, الا انه كان يتحاشى جيني طوال الوقت ولم يتحدث معها الا عندما يكون جوي موجودا وذلك كي لا يلاحظ الصغير التوتر السائد بين والديه وعدا ذلك الاثنان يرغبان بمصلحته.

وبالمقابل فان الصداقة بين جيني وهاريسون كانت تتوطط مع الايام, وكان الاخير يحاول بكل جهده الحصول على مودة جوي كما فعلها ديفيد من قبل لذا فقد كان يصطحبه هو ايضا الى مطعم فاميليا مع جيني واحيانا كان الراشدان يخرجان للسهر وحدهما.

اتت فترة الغذاء ولم يتواجد على المائدة سوى غاري وجيني اذ ان اليوم السبت وقد خرجت مارثا الى النادي, اما جوي فقد فضل قضاء الوقت مع ال لوكهارت, لذا كان الموقف غريبا ومتوترا جدا.

عرفت جيني ان الوضع تازم بهذا الشكل بسببها , صحيح ان الوضع كان سيئا بينهما سابقا لكن ليس الى هذه الدرجة, لذا فقد اخذت على عاتقها تصحيح الامور او ارجاعها الى سابق عهدها.

"ما الذي قررته مارثا بشان مايك؟".

نظر غاري الى جيني واجاب بهدوء:" بعد ان جلس على المائدة ذلك اليوم , ايقنت امي انك لم تخبريه, لا فقد احترمت الوعد الذي قطعته عليك رغم عذابها... فعلت هذا متعمدة, اليس ذلك؟".

"ماذا تقصد؟".

"طلبت من مايك مشاركتنا".

سكتت جيني قليلا الا انها اردفت قائلة :" لم اتجرا على قول ما قاله لها".

"هذا ما قالته امي ايضا".

لاحظت جيني ان غاري اكثر هدوءا فاستغلت الفرصة للاعتذار منه لذا قالت :" غاري؟... انا اسفة على ما قلته سابقا".

"لا عليك".

" انت لا تقصد هذا. انا احاول ان اعتذر منك الا انك تبعدني عنك بعيدا, ما الذي تتوقع مني فعله؟".

"اخبرتك ان هذا لم يعد مهما , ماذا تريدين اكثر؟".

لاحظت جيني الغضب في كلام غاري وعينيه فلم تهدا الا انها غضبت ورفعت صوتها قائلة:" انا اريدك ان تقصد كلامك, لا اريد ان تعتبرني مجرد حمل تريد التخلص منه كما تتخلص من القمامة".

"يا اااااااااااالهي, لماذا تحاولين اخراج الكلمات من فمي بالقوة, وتقولين اشياء لم اقلها, هل تريدين ان تكوني محقة دوما؟".

غادر غاري المائدة دون ان ينتظر اجابة جيني فعلمت انها قد افسدت الامور مجددا بينها وبينه وغضبت من نفسها كثيرا وسرعان ما لامت غاري انه يستخلص منها كل ما هو سيء فيها.

اتصلت درو بعد نصف ساعة لتطلب الاذن من جيني ان تصطحب جوي مع الصغار الى فندق خارج البلدة وقد قالت انهم سيعودون غدا مساءا فوافقت جيني لانها لم ترد ان يلاحظ ابنها كم تسوء العلاقة بين والديه,

لم تشا جيني المشاجرة مع غاري اكثر لذا اتصلت بهاريسون طالبة منه ان يصطحبها للعشاء وقد وافق برحابة صدر.

" ما هذا المطعم؟".

ابتسمت جيني وقالت:" انه مطعم اعتدنا انا ومايك المجيء عليه, اذكر اول مرة احضرني الى هنا, كان قد تخرج من الجامعة بامتياز, لذا اتينا هنا للاحتفال, لم تستطع امي مرافقتنا بسبب العمل, لم يملك الكثير من المال ومع ذلك قال لي ان اطلب ما اشتهي وقد فعلت, كانت الفاتورة باهضة الثمن لذا اضطر الى غسل الصحون, لا تعرف كم استمتعت ذلك اليوم".

ابتسم هاريسون وسال:" وماذا كنت تفعلين حين كان يغسل؟".

ضحكت جيني وقالت:" طلب مني ملازمة الطاولة وهذا ما فعلته".

"كم كنت انانية".

"كنت فتاة مطيعة لا اكثر".

انتبه جيني الى سعادة الماضي حين تحدثت عن الماضي لذا سال:" انت تحبين مايك كثيرا, فهل حصل ان فكرت به كحبيب؟".

"طبعا لا".

"اذا هل احببت يوما؟".

نظرت جيني الى هاريسون واجابت:" لا , لم افعل, لم اؤمن بالحب , ولم اجد الرجل الذي يغير نظريتي بهذا الشان, ماذا عنك؟".

ما ان توقفت جيني عن التحدث حتى علمت الاجابة , نعم لقد فعل, لكن ما يبدو انه قد عانى كثيرا جراء هذا فارادت ان تغير الموضوع الا ان هاريسون اطرق قائلا:" لم اكن الرجل ذاته الذي يجلس امامك, بل كنت شخصا مستهترا وفاسدا و...".

"يصعب علي تصديق هذا".

اكمل هاريسون حديثه قائلا بغضب وسخرية تصاحبهما نبرة الحزن:" لم اكن اريد ان اصبح رجل اعمال, في الحقيقة لم اعرف ما الذي اريده, فقرر ابي عني, اجبرني على دخول الجامعة لتعلم التجارة واذكر انني كرهته كثيرا , وعندما تخرجت من الجامعة تعرض ابي لنكسة صحية واجبرت على العمل بدلا منه, لذا سعيت وراء الانتقام, كان قد هددني ان لم ادخل الجامعة وانصاع الى اوامره فسوف يحرمني من الميراث, وفي تلك الفترة من حياتي كنت اعتمد عليه كثيرا من الناحية المادية, لذا فقد استغليت مرضه لافعل ما اشاء, كنت ابذر النقود على النساء والمشروبات, كما كنت اغازل جميع الموظفات الجميلات, واخيرا نشرت اعلان ابحث فيه عن سكرتيرة شخصية وبصراحة لم اكن لاهتم بسيرتها الذاتية , كنت اريدها ان تكون جميلة لا غير, تغير موقفي عندما حضرت هي, فتاة جميلة, لكنها لم تكن من نوعي المفضل, لكن النظرة الحزينة في عينيها جعلتني اوظفها فورا, كنت اجبرها على تدبير المواعيد لي, ارسا بطاقات اعتذار انفصل فيها عن امراة ما, شراء الورود.. وما الى ذلك, فقد كنت اعلم مدى احتياجها للعمل.
ساءت حال ابي مع مرور الاشهر الا انني لم اهتم لانني كنت اريده ان يعاني لذا استمريت بتبذير الملايين".

"هاريسون, انا..".

"ذات يوم تعرضت لصدمة قوية, فقد احضرت لي مغلفين, الاول انذار انها ستترك العمل في الاسبوع المقبل, والثاني دعوة لحضور زفافها بعد اسبوعين, انا لم اكن اعرف حتى انها مخطوبة, فشعرت فجاة بطعنة في قلبي, وخشيت فقدانها الى الابد, كيف سيمر يوم دون مقابلتها, ان اجادلها, اسخر منها, فاكتشفت انني واقع بحبها حتى العضم, فاخبرتها بذلك, فبدات تتهمني انني مجرد شخص اناني يرغب بالحصول على ما هو ملك لغيره, وانني كاذب, فانا لم اهتم اليها ابدا, انما طعنت كرامتي, حاولت ان افهمها ان هذه ليست الحقيقة, لذا عانقتها رغم عنها, ورغم انني شعرت بتجاوبها مع قبلاتي في مرحلة ما, فقد ابتعدت عني وتركت العمل في اليوم ذاته, اصبحت اخرج مع نساء كثيرا لكي انساها لكن في يوم زفافها عرفت ان علي ان اقنعها بحبي, لذا ذهبت الى الكنيسة لكن الاوان قد فات, فقد تزوجت... علمت ان تصرفاتي هي من ابعدت المراة التي احبها عني, لذا علي ان اتغير, اسمي كان قد تلطخ وعلاقتي مع والدي اصبحت شبه معدومة ولم يعد احد يثق بي, ففعلت المستحيل لارد الثقة للشركة ومن ذلك الوقت اصبحت الرجل الذي ترينه الان, لكن طوال تلك السنوات كانت في داخلي رغبة ان اقابل تلك الفتاة لاخبرها انها كانت مخطئة وانني احببتها حقا".

"وهل فعلت؟".

ابتسم هاريسون بمرارة وقال:" نعم, لكن هذا لم يفد بشيء".

اخذت جيني تفكر بهاريسون ولم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير ان هاه ما زال يحب تلك الفتاة ام لا, فهي لا تريد ان تتعلق برجل قلبه ملك لاخرى.

الوفى طبعي 23-02-10 11:13 AM

كانت الساعة التاسعة مساءا حين كانت جيني جالسة بجانب المسبح وهي تفكر بهاريسون وما اخبرها به, فكرت انه كان عليها ان تساله ان كان ما زال يحب تلك الفتاة ام لا الا انها خشيت الجواب, واذا ببريندا اتية كالصاعقة قلقة وخائفة فنهضت جيني لتسالها:" بريندا ما الذي حصل؟".

"هل سمعت شيءا عن مايك؟".

شعرت جيني بالذنب اذ انها لم تفكر اليوم به الا عندما كانت تتحدث عنه مع هاريسون لذا اجابت :" كلا, لما؟".

"لقد اتصل بي عصر اليوم ليدعوني للعشاء واخبرني انه سيمر لاصطحابي في الساعة السابعة, اصبحت الساعة السابعة والنصف ولم يحضر, ظننت نفسي قد فهمته خطئا وانه كان يجدر بي مقابلته في منزله, لذا ذهبت الى هناك ولم اجده كذلك, اتصلت به على الخلوي ولم يجب ايضا, انا لا اعرف اين هو".

خافت جيني كثيرا الا انها حاولت تهدئة بريندا قائلة:" لا تقلقي لابد انه اضطر الى القيام بامر ما ولم يجد الوقت ليتصل بك".

"هل بقي امور يجب انجازها للشركة؟".

لم تستطع جيني الكذب لا قالت:" سنفتح الشركة يوم الاثنين".

"يا الهي, اين هو؟".

وضعت جيني يدها على كتف بريندا وقالت :" هيا الى الداخل, سنحاول الاتصال به".

"اخبرتك انني فعلت هذا".

"لا ضرر ان حاولنا مجددا".

اصطحبت جيني بريندا الى الداخل فاتصلت بمايك الا انه لم يجب فبدات تشعر بالخوف الشديد, نزل غاري من على الدرج فسال:" ماذا هناك؟".

تقدمت بريندا منه لتعانقه وهي تبكي وتسرد عليه ما يحصل الا ان جيني بقيت تنظر اليه فهي لم تكن تعرف انه في المنزل, فمنذ ان غادر وقت الظهيرة لم تره, يبدو انه كان مستلقيا منذ مدة فقد كان يرتدي بنطلون اسود من التريكو وبلوزة قصيرة رصاصية اللون.

حاول غاري ان يفهم من جيني ما حصل فهو لم يفهم شيء من بكاء بريندا فقالت:" ان مايك مفقود".

"ماذا تقصدين بهذا, ماذا حصل؟".

نظرت جيني الى مارثا المهتاجة كما فعل غاري فقالت بهدوء:" يبدو ان مايك قد اضطر للقيام بامر ما ولم يتصل ببريندا لالغاء الموعد".

شعر كل من في الغرفة ان جيني نفسها لا تصدق ما تقوله لا فقد نظرت اليها مارثا وسالت:" هل حصل هذا سابقا؟ اقصد هل تخلف مايك يوما عن موعده؟".

لم تستطع جيني ان تكذب لذا فقد اشاحت بوجهها بعيدا عن مارثا ولم تنظق باي كلمة. ساد القلق الغرفة لوقت طويل فاقترح غاري ان يوصل بريندا الى المنزل واخبرها انه سيتصل بها حالما يعرف شيئ.

بقيت جيني وحدها مع مارثا الام الخائفة على ابنها بصورة هستيرية, فاقنعتها الاولى بالذهاب لذا غرفتها ومن ثم طلبت من لويس ان يحضر لها مهدئا وبعد فترة اقناع طويلة شربت مارثا المهدئ ونامت كالطفل الصغير.

خرجت جيني الى الشرفة لتفكر اين عساه يكون مايك فهو لم يتاخر ابدا عن اي موعد معها او مع غيرها, كما انه يهتم فعلا لامر بريندا لذا لا يمكنه التخلف عن موعد معها.

"هل تنتظريني؟".

الوفى طبعي 23-02-10 12:35 PM

نظرت جيني الى غاري فلمحت السخرية في عينيه فلم يكن لها مزاج في مشاجرته لذا امتنعت عن التحدث, فجلس غاري الى جانبها وقال بنبرة قلقة:" انت فعلا قلقة عليه, اليس كذلك؟".

"اني اخشى ان يكون هناك امرا سيئا, فهو لا يتاخر ابدا, فقد فعلها ذات يوم فحاول قدر المستطاع ان يتصل ليبلغ عن تاخره, انا لا اصدق انه يتخلف عن الموعد دون ان يقول شيئا. ماذا حصل مع بريندا؟".

"اوصلتها الى المنزل فاعطاها والدها مهدئا لكي تستطيع النوم".

"هذا ما حصل مع مارثا ايضا. اني افهم شعور الام فهي لا تستطع ان تستريح قبل الاطمئنان على ابنها, فلو كنت مكانها وشعرت انني فقدت ابني لما عرفت ما الذي سافعله".

امسك غاري يد جيني وقال:"لا تقلقي صغيرتي انا متاكد ان مايك بخير".

شرعت جيني بالبكاء فقربها منه غاري لكي يعانقها بكل عطف يسمح لها بالاتكاء على كتفه.

لم تقدر جيني على النوم تلك الليلة, لذا نزلت مبكرة الى الاسفل, فتوجهت الى المطبخ لتحضر ابريقا من القهوة, سكبت لها كوبا وجلست على الطاولة واذا بغاري يدخل هو الاخر.

نظرت جيني اليه فرات حالته المزرية وعرفت انه لم ينم ايضا, فنهضت من مقعدها وسكبت له كوبا من القهوة, فشكرها ومن ثم سال عن مارثا.

"ذهبت الى غرفتها اثناء الليل عدة مرات , انها نائمة بكل هدوء, اظن ان المهدئ قد اعطى مفعوله".

"اني اخاف ان تعود الى حالتها السابقة".

"اتقصد الحالة النفسية التي تعرضت لها عندما فقدت جنينها؟".

"نعم, لقد تعذبت كثيرا حتى عثرت على ابنها الضائع, لذا لا يمكنني تخيل ماذا سيحدث ان لم يظهر مايك اليوم".

"اتصلت بمنزله تثناء الليل, لكنه لم يجب".

صمت غاري قليلا ومن ثم قال بحزن:" توفي ابي عندما اصبحت في الثانية عشر من العمر, حزنت كثيرا لانني كنت مقربا منه, الا ان امي وقفت بجانبي وضحت بكل شيء من اجلي, لدرجة انني كنت اشعر ان ابي ما زال معي.
اتعرفين؟... الكثيرون دعوها الى الخروج الا انها كانت ترفض دوما لاجلي, حتى ان المحامي انرست قد عرض عليها الزواج مرة الا انها رفضت لانها كانت تعيش على ذكرى ابي, لهذا السبب ما زلت متمسكا بالامل لايجاد الحب".

استمرت جيني بالنظر الى غاري ولكي تبعد افكارها السوداء عن مايك ومارثا سالت غاري عما اذا احب سابقا ام لا.

"نعم, تعرفت اليها في احد الملاهي فعرضت عليها الرقص, ودعوتها للخروج معي في اليوم التالي, شعرت ان هناك العديد من الامور المشتركة بيننا لذا بعد فترة وجيزة اصبحنا على علاقة جدية".

"ما الذي حصل؟ لما انفصلتما؟".

ابتسم غاري بمرارة واجاب:" لما تظنين؟ الم املك المالي الكافي؟ الم اعجبها؟ هذه الافضل لقد تخلت عني لاجل رفيقي المفضل؟".

ما ان نظرت جيني في عيني غاري حتى عرفت الاجابة, نعم, خانته حبيبته مع صديقه فعلا, اذا لا عجب ان غاري قد اصبح رجلا حقيرا يستغل النساء, انه يظنهن متشابهات, فتذكرت حديثه عند المسبح حين قال ان النساء مخادعات مثل الرجال ولم تعرف ما عليها قوله.

ارادت الامساك بيده لتواسيه ومعانقته كما فعل بالامس معها, ارادت ان تبعد تلك الخصلة الحرة على جبينها وتعيدها الى مكانها, وتقول له ان حبيبته تلك لعينة وليس الجميع مثلها الا انها لم تجرؤ على فعهل اي مما تفكر به.

"بما تفكرين؟".

"ان النساء لسن متشابهات كما تظن".

"لا؟".

"نعم".

ارادت جيني ان تحاول اقناع غاري بكلامها الا ان دخول الخادمات قد منعها من التحدث, فاستاذن غاري ومن ثم هب لكي يستحم, فانهت جيني كوبها ومن ثم غسلته ووضعته في النشافة.

اتجهت جيني لتصعد السلالم وفي نيتها الاطمئنان على مارثا الا ان جرس الباب قد اوقفها, فنظرت الى ساعتها فوجدتها السابعة والنصف وتساءلت من عساه يحضر للزيارة في هذا الوقت المبكر.

اتجهت الى الباب لتقوم بفتحه واذا به مايك يقف على المدخل مبتسما, فاسرعت جيني الى معانقته وهي تدرك انه بخير, الا انها سرعان ما ابتعدت عنه لتبدا بضربه على صدره بكفيه وهي تقول:" اين كنت؟ اقلقتنا جميعا, وبالذات بريندا التي بقيت تبكي خوفا من ان تكون قد تعرضت لمكروه".

انتظر مايك جيني ان تهدا ومن ثم قال:" تعالي لنجلس على الشرفة, لاخبرك ما جرى".

نظرت جيني الى مايك فوجدته مختلفا, فهو سعيد على غير عادته, ولانها ارادت ان تعرف اين كان وما سبب هذا التغيير رافقته للشرفة.

" اذا ماذا حصل؟".

ابتسم مايك وقال:" قضيت الوقت معها".

تفاجات جيني من قوله وتساءلت فيما بينها ان كان مايك يعرف فتاة غير بريندا, الا انها شعرت بالخوف حين اكمل حديثه قالئلا انه كان مع ديلين, ارادت جيني ان تذكره ان اختها متوفاة الا انه تابع وهو يقول:" انا اعرف ما ستقولين, انها ميتة, اكنها الحقيقة, كنت معها في الامس...
عدت الى المنزل واتصلت ببريندا لادعوها الى العشاء, اردت ان اخذ قيلولة لذا ارتميت على السرير لكي اغفو, وفجاة سمعت صوت المسجل, ظننت انها بريندا اتت لمفاجئتي, فنهضت من السرير لمقابلتها الا انني توقفت قليلا لسماع الاغنية, هل تعلمين اي اغنية كانت؟ انها "اي بي الويز لاف يو" انها الاغنية التي رقصت مع ديلين على انغامها اول مرة. خشيت ان اتوجه الى الصالة لاجد ما لا اتوقعه, لكنني تشجعت ووجدتها.
كانت ترتدي فستانا ابيضا طويلا , وقد كانت ترمي شعرها على ظهرها كما كانت تفعل دوما, آآآآآآآآآه جيني كانت جميلة كالمعتاد, تقدمت منها لارى ان كان ما يحدث مجرد حلم جميل, لكنها تقدمت بدورها ومن ثم وضعت ذراعيها على كتفي".

توقف مايك قليلا ومن ثم ابتسم قائلا:" تحققت امنيتها الاخيرة جيني, راقصتها كرجل مولع يحتضن حبيبته لاول مرة, وعندما توقفنا عن الرقص, جلسنا على الكنبة متعانقين واخذنا نتحدث عن كل شيء, عنك وعن جوي, وفي النهاية تحدثنا عن بريندا".

"بريندا؟".

"هذا غريب, اليس كذلك؟ اخبرتني ديلين انها سعيدة لعثوري على الفتاة المناسبة والتي ستسعدني وتبقى معي الى الابد, في السابق ما كنت لاتصور ابدا انني ساجرؤ على الاعتراف لها انني مغرم بغيرها".

"انا ايضا لم اتصور هذا, اذا ماذا حصل في النهاية مايك؟".

نظر مايك اليها وقال:" اعرف انك تظنينني كنت احلم, وانني تخيلت كل هذا, وتعلمين ماذا؟ قد تكونين محقة, لكنني شعرت ان كل شيء حقيقي. استيقظت في الصباح ووجدت نفسي على السرير في المكان ذاته الذي استلقيت فيه وقت الظهيرة".

"لا يحق لي ان اقول لك ان كان الامر حقيقي ام لا, وكل ما يهم هو ما تصدقه, وان كنت تؤمن انك قد قضيت الليلة مع ديلين فلابد ان هذه الحقيقة.. اذن ماذا ستفعل الان؟".

"ساذهب الى بريندا, لكنني حضرت لاستاذنك بشيء".

شعرت جيني بماذا سيطلب منها مايك فانتظرته ليكمل حديثه قائلا:" لكي يكون هناك علاقة بين شخصين عليهما الا يخفيا شيئا عن بعضهما, وان كنت اتوقع الاستمرارية لعلاقتي مع بريندا على ان اخبرها بكل شيء... انا لا استطيع اخبارها دون ان اطلب الاذن منك".

"اتظن انها ستحفظ السر؟".

ابتسم مايك وقال:" عندما خرجت برفقتها علمت انها ستسعى للحقيقة باي ثمن لذا كنت متحفظا بعض الشيء, اردتها ان تقع بحبي وانتظرت حدوث هذا على مهل, انها الان مغرمة بي لذا اثق بها فعلا".

"اتمنى ان تكون محقا".

اقترب مايك من جيني لكي يعانقها بينما اخذت الاخيرة تامل ان يكون مايك على صواب في ثقته ببريندا, وبدات تتذكر ما حصل في الامس وردة فعلها, فتذكرت مارثا".

نعم مارثا, عليها ان تعلم ان مايك بخير, لذا نظرت اليه وقالت بخبت:" ان مارثا متعبة بعض الشيء, واريد ان احضر لها الفطور لاخذه الى السرير هل ترافقني؟".

نظر مايك الى جيني ببعض الشك وقال:" لما لا؟ انا لم ارها منذ فترة".

فرحت مارثا برؤية مايك ورجعت لها روحها الفرحة التي فقدتها بالامس, فغادر مايك بعد ساعة وذهب الى حيث علمت جيني, ذهب الى بريندا ليخبرها بكل ما ترغب بمعرفته.

رجع جوي وتوفر من الرحلة وسعدت جيني كثيرا, وقررت ان اليوم يومهم اذ انها ستكون مشغوله منذ الغد, وها اخيرا قد حضر اليوم الاول للافتتاح الخاص بالاصدقاء وبدا اليوم بشكل غير متوقع.

حضرت بريندا الى مكتب جيني وجلست على الكرسي المقابل للاخرى وقالت بسخرية :" عرفت السر الذي كنت تحتفظين به, لا تعرفين ماذا كنت سافعل حتى اعرف هذه الحقيقة, فعندما رايت ماذا حصل ذلك اليوم على الدرج علمت مدى اهمية مايك لك , كما علمت انني اذ اذيته سيكون الامر كما لو انني اؤذيك".

نظرت جيني الى بريندا واخذت تتسائل في نفسها ان كان قد اخطا مايك الى هذه الدرجة بثقته ببريندا لذا سالت:" ماذا تنوين ان تفعلي بهذه الحقيقة, هل ستذهبين بها الى غاري؟".

نظرت بريندا وقالت مبتسمة:" كنت اود هذا, لكن الاوان قد فات".

دهشت جيني التي ما لبثت ان سالت:" ماذا تقصدين؟".

"وقعت ضحية مؤامرتي ووقعت بحب مايك, لا اعرف كيف حصل هذا لكنني متاكدة من مشاعري, لذا اعتقد ان عليك انت اخبار غاري الحقيقة والا فلن يسامحك مطلقا".

"اعرف هذا, لكنني لا اجرؤ على فتح فمي امامه".

نظرت جيني الى بريندا وهي تفكر ان هناك شخصا اخر يهتم لامر مايك لذا قالت:" بما ان مايك قد اصبح جزءا من حياتك, فعليك ان تعرفي شيئا عنه".

"اتقصدين مارثا؟".

صدمت جيني من كلام بريندا وارادت ان تعرف ان كانت تعلم طوال الوقت الا ان بريندا اكملت حديثها قائلة:" تفاجات تلك الليلة من ردة فعلها واستفسرت عن الامر من غاري هندما اوصلني الى المنزل, فاخبرني الامر, كما انه قد اخبرني انك قد قلت ان ليس من مصلحة مايك ان يعرف الحقيقة... جيني انت اكثر من نعرف مايك وان كنت تظنين هذا فلابد انك محقة".

"اني اخشى ان يعرف مايك انه وغاري شقيقين, لن يتحمل هذا".

تنهدت بريندا وقالت:" انت محقة, فمايك يكره غاري حقا, لكن غاري ايضا يحتاج الى انضاف".

"اخبرني بالامس عن حبيبته الخائنة".

"توقعت ان يفعل".

"لم يخبرني بكل التفاصيل, هلا تقولين لي ماذا حصل فعلا".

"هل اخبرك انهما كانا على وشك الزواج؟".

صدمت جيني من هذا الخبر فاخذت تنظر الى بريندا التي قد عرفت اجابتها واكملت حديثها قائلة:" كنا قد تعرفنا منذ فترة وجيزة وقد طلبت منه ان يصطحبني الى الرقص, وهناك تعرف اليها. كانت فتاة فائقة الجمال وقد سحر بها فورا, فدعاها للرقص وامضى السهرة بطولها وهو يتحدث معها, لاحقا اخبرني انه سيخرج معها في اليوم التالي.
بعد ستة اشهر, عرض عليها الزواج ووافقت. يمكنك تخيل ردة فعله. لكن الامور ساءت فعلا وذلك عندما ذهب غاري الى منزل صديقه بعد يومين من خطوبتهما, وجد الباب مفتوحا لذا دخل, توجه الى الصالة فوجدهما معا يرقصان ويتبادلان القبل, ومن هذا الموقف ايقن غاري انه قد تعرض للخيانة. اتضح في النهاية انها قد استغلته لاثارة غيرة صديقه".

"لا اريد ان اكون مكانه في تلك اللحظة, ماذا فعل؟".

"تشاجر مع صديقه ومن ثم سافر الى جزر الكاريبي متحججا بالعمل".

فهمت جيني الام ترمي بريندا فاكملت الاخرى قائلة:" في تلك الفترة كان غاري ضائعا ولم يعرف ما الذي يفعله لذا, انا ارجوك جيني حاولي ان تغفري له ما جناه, انه يستحق هذا".

اخذت جيني تتذكر كلام بريندا قبل عدة ايام في المكتب وتساءلت ان كان يجدر بها فعلا مسامحته, لكنه اذاها كثيرا فما الذي ستفعله, فجاة شدها الموقف الذي يجري قريبا منها في الواقع.

فقد وقع طفل يبدو انه في الثامنة من العمر من على الارجوحة فاسرع هاريسون اليه ليمسكه وليحاول تهدئته, ارادت جيني الذهاب الى مساعدته الا ان ام الطفل قد اتت مسرعة.

نظر هاريسون والام الى بعضهما قليلا وبعدها نزلت على الارض لتكلم ابنها, واذا باحد موظفي المطعم يحضر بصحبته علبة الاسعافات الاولية, ففتحها هاريسون واخرج منها لاصقا طبيا ليضعه على ركبة الطفل حيث جرح.

وقف الطفل اخيرا على قدميه ليقف الى جانب اخيه التوام, فتقدم جوي الصغير الى جانب هاريسون وامسك بقدميه بينما مدت الام يدها الى هاريسون شاكرة له معروفه.

ذهبت الام مع طفليها من المطعم بينما تقدم هاريسون من جيني ليجلس ومعه جوي.

"لقد فعلت عملا جيدا هناك".

"شكرا".

اوصل هاريسون الاثنان الى المنزل وقال انه سيكون مشغولا في هذه الايام وهذا ما حصل, مر اسبوعان بكاملهما دون ان تسمع اي خبر عنه حتى اتصل بها في المكتب قائلا انه يود دعوتها الى العشاء.

كانت نبرة صوته مختلفة جدا عن المعتاد وبدات جيني بالتفكير متى بدا التغيير الجذري هذا الذي حصل له؟ وعلمت انه قد حدث في مطعم فاميليا عندما قام بمساعدة ذلك الفتى, لكن لماذا؟

فانتابتها فكرة غريبة, ان سبب التغيير هو تلك الام, نعم, انها هي, اخذت جيني تتذكر كيف كانا ينظران الى بعضهما قبل ان تقترب الام من ابنها واعادت في عقلها سرد الاحداث فلاحظت النظرات التي ارسلتها كل من الام وهاريسون الى بعضهما حين غادرت الام المطعم.

ايعقل ما تفكر به؟ اتلك الام هي الفتاة التي كان يحبها؟

نعم, هذه هي الاجابة الصحيحة, ان تصرفات هاريسون تدل على ان ذلك الحب ما زال ينبض بصدره, صحيح ان السنين قد مرت, لكنه مازال مغرما بها.

اتى هاريسون الساعة الثامنة ليصطحب جيني, وقد ارتدت الفستان الاصفر وارتدت فوقه سترة سوداء مع قفازات وذلك لتمنع البرودة الشديدة والقارصة والتي تاتي عادة في فصل الشتاء.

اخذت بالنظر اليه وراته مشغول البال وعلمت ان ما توصلت اليه هو الحقيقة, ان تلك الفتاة هي الفتاة التي لطالما احبها وهي الفتاة التي تملك قلبه في هذه اللحظة.

فترقبت حديثه بفارغ الصبر وهي ترغب بمعرفة ما الذي قرره في هذين الاسبوعين , وحصل ما لم يتوقعه احد اذ اخرج من جيبه علبة حمراء, ففتحها ومن ثم امسك بيد جيني وهو يقول:" جيني والتر, هل تقبلين الزواج بي؟".

نظرت جيني الى هاريسون غير مصدقة ما جرى , الا انها سرعان ما ابتسمت ابتسامة عريضة للفكرة التي جالت في خاطرها.


الوفى طبعي 23-02-10 12:59 PM

الفصل العاشر:
اخذت جيني تفكر كم كانت مغفلة بظنها ان رجل احلامها هو هاريسون كوينز, كيف يمكنها ان تفكر بهذا , فقد بدات احلامها تراودها عندما اتت الى منزل ويلسون لاول مرة وانذاك لم تكن قد تعرفت على هاريسون.

ايعقل ان حقدها على غاري جعلها ترفض اي فكرة تتعلق به؟ ولذلك لم تلاحظ انها قد اغرمت به من كل جوارحها؟

عرفت جيني الان السبب الذي يجعلها تتشاجر مع غاري في كل مرة تراه فيها, ان عقلها يرفض ان تحب غاري, نعم, هذا هو السبب لكن لماذا ظنته هاريسون؟ ابسبب لون البشرة والحجم العريض لكل منهما؟

ان السبب الان لا يهم, كل ما يهم هو انها قد اكتشفت حقيقة مشاعرها مما يعني ان الوقت قد حان لاخبار غاري الحقيقة المتعلقة بها وبابنها, يجب عليها ان تخبره.

"طرحت عليك سؤالا جيني, الن تجيبينني؟".

ابتسمت جيني وقالت:" لفترة ظننت ان هذا ما انتظره, ان تسالني واوافق".

استغرب هاريسون كلام جيني وقال:" ماذا افهم من هذا؟".

"الاجابة التي ترغب بها, لا استطيع الزواج منك".

"ولماذا تظنين ان ها ما اريدك ان تقوليه؟".

امسكت جيني بيد هاريسون وقالت ضاحكة:" هذا دوري في علاقتي مع الاخوة كوينز, انا ابقى معهم اوانسهم حتى تظهر الفتاة التي يحبونها حقا".

"ماذا تقصدين؟".

"ماذا عن تلك الام هاريسون؟ هل هي الفتاة التي تشغل تفكيرك منذ مدة طويلة؟".

لاحظت جيني الحزن البادية على وجهه فاكملت قائلة:" لم اعر الحدث انتباها في باديء الامر, لكنني اعدت الشريط عندما لاحظت تغيرك البارز, وتوصلت الى تلك النتيجة, انها هي, الست محقة؟".

وضع هاريسون يده على ذقنه قائلا بحزن:" لم اتوقع رؤيتها ابدا".

"الهذا السبب نظرت اليها مطولا ذلك اليوم؟ ظننتك تنظر الى جوي, لكن..".

"عندما رايتها لاول مرة لم اصدق انها هي, لذا اخذت انظر اليها بتمعن واراقبها, ابتسامتها الفريدة التي كنت استمتع بها, انها ابتسامتها البريئة والتي تظهرها دائما كمظهر فتاة صغيرة, والعيون الحزينة التي جعلتني اقبلها الى العمل لجانبي, عندما مدتن يدها الي شاكرة معروفي ظننت انها لا تتذكرني, لكنني لاحقا قابلتها في احد المطاعم فعرفتها بنفسي, فاخبرتني انها تتذكرني, لكنها ظنت انني قد نسيتها مع عائلتي الجديدة".

"عائلتك الجديدة؟".

ابتسم هاريسون بنرارة وقال:" ظنت ان جوي ابني وانك زوجتي".

"اما زلت تحبها؟... اذا لما عرضت علي الزواج؟".

اجاب هاريسون بعصبية :" لانني اريد نسيانها جيني".

"لديها زوج؟".

"انها ارملة".

الوفى طبعي 23-02-10 01:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

هذا هو الفصل العاشر, وبان الله سانهيه غدا, ليبقى الفصل الحادي عشر والاخير.

ارجو من الجميع متابعة اخر الاحداث فهنا الامور اكثر تشويقا, وردود الفعل غير متوقعة, فما الذي سيحدث؟

ما هي الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وماذا ستكون ردة فعل غاري ازاءها؟؟؟؟؟؟؟؟

لمن الطفل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من الخاسر ومن الرابح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل سيجتمع الحبيبان معا ام ان للقدر راي اخر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حسن الخلق 23-02-10 07:17 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

ما هذه الروعه يا صديقتى لقد حللت مشكله هارى ببراعه
كنت خايفه عليه ينجرح لما ترفضه جينى و لكن قضيه حبيبته السابقه هذه حلت المشكله و هكذا يكون هاريسون و ديفيد وجدا السعاده كما بريندا و مايك
لم يعد باقيا الا البطلين العنيدين جينى و غارى و السر الذى يهدد علاقتهما

نترقب بلهفه الفصل الحادى عشر لكى نرسو معا على شاطىء النهايه السعيده باذن الله
لانى اتمنى ان يسامحها غارى على كذبها عليه
كما اتمنى ان يتقبل مايك عائلته بدون احقاد

انتظر بشوق و كلنا بجوارك باذن الله
دمتى بكل حب :flowers2:

الوفى طبعي 02-03-10 10:32 AM

كم تفاجات جيني من اجابة هاريسون و ان كانت حبيبته عزباء فلماذا لا يقاتل من اجلها؟ انه يحبها فما الذي يمنعه؟ فاجاب هاريسون الذي قرا السؤال في عينيها :" لديها عائلة الان وهي الاهم بالنسبة لها, وهي لا تريد ان يحظى اولادها باب غريب".

"هل تذكر ما حصل مع جوي؟ ان الاطفال يتاقلمون بسرعة, وانا متاكدة انهم سيقبلون بك ان حاولت فقط".

"جيني؟... لا اريدك ابدا ان تفكري انني استغليتك لان هذا غير صحيح, عندما تعرفت اليك ظننت فعلا انك الوحيدة القادرة على اسعادي بعد التجربة الاولى الفاشلة لي في الحب, لكن عندما رايت اليزابيث امامي ايقنت ان مشاعري لم تتلاشى بل كانت تنتظر اللحظة المناسبة للظهور مجددا.

"انا افهمك, عندما تعرفت عليك انا ايضا ظننتك الوحيد بالنسبة الي, لكن الامر اصبح واضحا الان و خرجت معك فقط لانني لم اسمح لنفسي بالتورط في علاقة مع شخص لطالما ظننت انني اكرهه".

غاري؟".

ابتسمت جيني وقالت:" ان الحياة غريبة, انت تفقد محبوبتك وتعود لايجادها حين تقرر بدء حياة جديدة, وانا اكنشف انني مغرمة بغاري في الوقت الذي ظننته احقر رجل في العالم, لذا انا اشكرك, فلولاك لما فهمت حقيقة مشاعري".

ابتسم هاريسون وقال:" اظن اننا مدينان لبعضنا البعض".

استمتعت جيني بما تبقى من السهرة وفي الساعة الحادية عشر اصطحبها هاري الى المنزل واعدا ان يحاول الفوز بفتاة احلامه, اذ انه لم يعد الرجل ذاته الذي كان سابقا, وطلب منها القيام بالامر ذاته.

دخلت جيني المنزل فلم ترى احد ففكرت ان الجميع قد خلدوا للنوم مبكراو فخلعت حدذاءها العالي والذي اذى قدميها فهي ليست معتادة على لبس الاحذية هذه و لكن هذه الليلة كانت مختلفة فدرو من اهدتها اياه وطلبت منها ان تجربه.

صعدت الى الطابق العلوي وهي تخلع سترتها بينما تمسك حذاءها باليد الاخرى, ارادت الدخول لغرفتها لتنام, الا انها سرعان ما عدلت عن رايها واتجهت الى غرفة جوي.

فتحت الباب بكل هوء لتدخل فوجدت غاري جالسا على طرف السرير يراقب جوي, فتقدمت منه ومن ثم وضعت يدها على متفه لينتبه لها.

اخذت تنظر اليه كامراة عاشقة تنظر الى حبيبها بعيون مليئة بالحب والشوق وبدات تتساءل بينها وبين نفسها كيف لم تلاحظ ابدا انها وقعت في صريع هواه.

"لما تتسللين؟".

لم ترغب جيني بمشاجرته الان, وهذه الليلة بالذات, فهي قد اصبحت امراة بكل معنى الكلمة, فهذه المرة الاولى التي تقع بالحبو وبهذا الشكل الكبير, لذا قالت بهدوء:" انا لا اتسلل, اتيت لاطمئن على جوي واقبله قبلة المساء كما افعل عادة, وكنت اعرف انه نائم فلم ارد ايقاظه, لذا دخلت ببطء".

"الهذا السبب خلعت حذاءك ايضا؟".

لاحظت جيني النبرة الغاضبة التي يتحدث بها فعلمت ان هناك شيئا قد اغضبه فلم تستطع تمالك نفسها اذ انها فكرت انها ليست الملامة ان حصل له امرا سيئا, فقالت بغضب يماثل غضبه:" خلعت حذائي لانني لست معتادة على ارتداء هذه النوعيى من الاحذية وقد الم قدمي".

راقبت جيني صمت غاري ولم تهدا بل نظرت اليه وهي مكملة كلامها:" لماذا في كل مرة نتقابل بها نتصادم؟ لماذا تحب ان تستخلص مني كل ما هو سيء؟".

"انا لا فاعل هذا, عدا ذلك من يشعر بالخزف والتوتر عادة يكون لديه سبب ليشعر بهذا".

نظرت جيني اليه فعلمت انه محقا وان هذا الوقت لاخباره الحقيقة لكنها تراجعت تفكر ان عليه ان يعرف الحقيقة في زمن ومكان اخر لذا نظرتاليه وقالت بهدوء:" اتريد ان تعرف ما الذي اخبئه غاري؟ حسناو سوف اخبرك, لكن ليس الليلة وليس هنا في هذا المنزل, ما رايك ان نتقابل غدا في مكان ما لنتحدث بصراحة عن كل شيء؟".

اخذت جيني تنتظر اجابة غاري الا انه بقي صامتا ولكن عندما تحدث لم تكن هي الاجابة التي رغبت بها.

الوفى طبعي 02-03-10 11:24 AM

" انا لا استطيع ان اقابلك غدا او في اي يوم من هذا الاسبوع لان لدي عملا كثيرا, لكن عندما ارغب بسماع ما لديك من اسرار ساحضر اليك لتخبرينني كل ما تريدينه".

انتظرت جيني خروج غاري من الغرفة ومن ثم جلست على سرير ابنها حيث كان يجلس غاري سابقا وقالت:" على غاري ان يعلم الحقيقة عزيزي, حتى لو عنى هذا ان تخسر احد ابويك, وانا اتمنى ان تستطيع ان تسامحنى ذات يوم بسبب هذه الكذبة التي قد كذبتها".

خلعت جيني قفازاتها ومن ثم اتجهت الى غرفتها, فوضعت حقيبتها وسترتها على المقعد بينما رمت حذاءها على الارض, ومن ثم ارتمت على السرير بملابس السهرة.

لم تعرف بما تفكر, بالسبب الذي جعل غاري يثور وينفس عن غضبه عليها؟ ام الاكتشاف الذي توصلت اليه هذا المساء؟

ابتسمت جيني ابتسامة جميلة وهي تقول:" استطيع الان ان ارى بوضوح ذاك الغريب الذي يستولي على احلامي ويتملكني كل ليلة".

توجهت جيني الى الحمام لتخلع ملابس السهرة ولترتدي ملابس النوم متوقعة ان تحلم بغاري طوال الليل, دون اي هموم او شكوك فغاري من تحب وتريد.

استيقظت جيني من نومها سعيدة ومرحة على غير عادتها, الا ان الابتسامة سرعان ما زالت حين تذكرت قول مايك " اما بالنسبة الى غاري....

"لا, لم يعد هناك مجالا للتراجع, علي ان اخبره الحقيقة و من حقه ان يعرف هذا, حتى لو عنى ان يكرهني طوال حياتي, علي ان اخبره من اجل جوي ايضا".

توجهت جيني الى غرفة جوي لتساعده في الاستعداد الى المدرسة وذلك بهد ان جهزت نفسها مسبقا واخيرا نزلا الى الاسفل.

فشعرت بخيبة امل حين علمت ان غاري اضطر للذهاب للمكتب مبكرا الا انها غيرت رايها حين تذكرت الاحلام التي راودتها في الامس وفكرت انه من الجيد انه ليس موجودا اذ انها كانت ستشعر بالخجل الشديد.

اصبحت الساعة الثالثة ظهرا وما زالت جيني تفكر بما عليها فعله, فارادت ان تاخذ راي مايك, فاتجهت الى مكتبه فوجدته يوقع بعض المعاملات بينما تنتظره بريندا لكي يخرجا الى الغذاء.

طرقت جيني الباب واستانت بالدخول , وحين دخلت سالت عن احوال العاشقين, فلاحظ مايك توترها لذا قال:" ما بك عزيزتي؟ تبدين شاردة الذهن".

"عرض علي هاريسون الزواج".

"انا لا ارى خاتما في اصبعك, اذا ماذا حصل؟".

"انه مغرما بفتاة اخرى, لذا لم استطع قبول عرضه".

استطاع مايك قراءة افكار جيني كما كان يفعل دائما لذا سال:" انجلينا هيملتون, اخبريني عن السبب الحقيقي الذي جعلك ترفضين عرض هاريسون".

فكرت جيني بمايك نظرة المذنبة والخائفة في الوقت ذاته, الخائفة على صديقها المفضل الي عانى الكثير في المدة الاخيرة وتساءلت عن ردة فعله حين تخبره انها مغرمة بغاري, الا انها تشجعت وقالت:" لم استطع ان انفذ ما قلته دوما, ان اتزوج فقط لاحصل على اب لجوي, لان القلب كان له مخططات اخرى, فانا من دون ان اعلم وببطء شديد وقعت في حب.. غاري".

عض مايك على شفتيه ونظر باتجاه بريندا ليعود ويقول بسخرية:" كنت اعلم هذا".

"علمت؟".

لاحظ مايك حيرة جيني وقال:" انا اعرفك منذ مدة طويلة يحيث اصبحت قادرا على قراءة مشاعرك قبل ان تعرفيها انت, لن اكذب واقول انني سعيد لانك اغرمت به بالذات انما جزء مني كذلك وذلك لكونك اخيرا امنت بوجود الحب في هذا الكون".

ابتسمت جيني وبكت من الفرح ومن ثم اقتربت منه لتعانقه , فابعدها ببطء عنه ومسح دموعها وهو يقول:" انت تعلمين ماذا يعني هذا".

"نعم, ساخبره كل شيء وليحدث ما يحدث, لكن اولا علي ان اتحدث مع جورج بصفته محام, انت تعلم انني قدمت كل الادلة التي تثبت ان جوي ابن غاري لذا علي ان اعرف اين اقف من الناحية القانونية".

مر اليوم كالمعتاد بالنسبة الى جيني, ففي الساعة الثالثة ذهبت الى المدرسة لتحضر الصغير ومن ثم اصطحبته الى المنزل وتناولت الغذاء معه ومع مارثا لتعود لاحقا الى الشركة.

وفي الساعة السادسة وعند موعد الذهاب الى المنزل انعطفت الى منزل جورج.

فتحت لها درو التي على وشك الانجاب في اي لحظة وهي سعيدة برؤيتها الا ان جيني لم تبادلها السعادة وقالت بحزن:" هل جورج بالبيت؟ عل ان اتحدث معه لامر مهم؟".

خلدت جيني الى النوم وهي تتذكر ردة فعل جورج عندما اخبرته الحقيقة لقد صدم, واخبرها ان في مثل هذه المواقف من الصعب جدا ان نعلم مع اي صف سيصطف القاضي, الا انه لن يحب ابدا كذبها وفي المهاية تمنى ان يعذرها ويسامحها غاري.

لم تستطع النوم هذه الليلة بسبب القلق الذي زرعه جورج في قلبها الا انها علمت ان السبب الحقيقي هو عدم عودة غاري الى المنزل حتى الان.

فقد اصبح الوقت متاخرا وتعدى منتصف الليل ولم يعد بعد وتالمت لكونها لم تره اليوم بتاتا.

شعرت جيني بالعطش ونظرت الى ابريق الماء بجانبها ووجدته فارغا فامسكت به ومن ثم توجهت الى الاسفلو نزلت اولى السلالم واذا بها تسمع صوت تحرك مقبض الباب وعلمت ان غاري قد عاد.

اخذت تنظر اليه وهو يترنح من كثرة الشراب فايقنت انها المرة الاولى التي تراه بهذا الشكل.

راقبته وهو يضع معطفه ومفاتيحه على المنضدة فاخذت تفكر في السبب الذي يدفعه للقيا بهذه الامور, توقف غاري عن التمايل عندما تصادمت نظراتهما, فعلمت جيني انها وبسبب حبها الكبير له لا تستطيع ان تتحمل رؤيته هكذا لذا فقد نسيت الماء واسرعت باكية الى غرفتها.

ارادت جيني اغلاق الباب الا ان قدم غاري الثما حالت دون ذلك, ففتحته وهي تقول:" ما الذي تريده؟ انت متعب اذهب الى النوم".

وضع غاري يده على الباب وقال:" لن اذهب قبل ان نتحدث".

علمت جيني انها ان لم تسمح له بالدخول فسوف يثير فوضى هي بغنى عنها لذا ادخلته قائلة:" اخبرني عما تريد التحدث".

دخل غاري ووقف في منتصف الغرفة فنظر اليها وهي ممسكة بالباب وقال بسخرية:" انا جاهز لسماع اسرارك عزيزتي, هيا اخبريني بها".

لم تجد جيني ان الوقت ملائم لاخباره بكل شيء لذا وضعت الابريق على المنضدة ومن ثم قالت وهي ممسكة بالباب وتشير الى الخارج بيدها الاخرى:" لكنني لست مستعدة للكلام, فهذا ليس الوقت المناسب لذا من فضلك, اخرج من هنا".

تقدم غاري منها فلمحت في عينيه الفراغ والسراب والذي يدل على انه ضائعا, ارادت ان تواسيه الا انها لم تجرؤ , اقترب منها اكثر ومد يده الى الباب وهو يقول:" انت لم تفعلي هذا".

ارادت جيني ان تساله عما يقصد الا انه لم يترك لها المجال, اذ اطبق عليها بذراعيه القويتين وقبلها, ارادت جيني ان تبعده عنها الا انها سرعان ما تجاوبت مع قبلاته.

رفعت يديها وشبكتهما وراء عنقه, وقربت جسدها منه اكثر, كانا روحين في جسد واحد, كان كل منهما يشبع رغباته واحلامه التي تمناها من فترة طويلة, كان غاري يشعر بجسدها العاري تحت هذا القميص الشفاف فايقن ان هذا هو ما كان يحتاجه ليعيش, ان يشعر بها, بتحركاتها, بتنهداتها وبكل صوت يصدر من فمها اللذيذ هذا, بينما كانت جيني ترقص طربا للمسته وقبلاته الجارفة, لطالما تساءلت ما الذي كانت لتشعر به لو ان غاري قبلها والان علمت الاجابة, لقد انساها كل شيء, ترددها, حيرتها
كل ما ارادته الان هو ان تكون ملكه, ان تثبت له مدى حبها الكبير له..

فجاة فهمت جيني شيئا, انها لا تستطيع ان تسمح له بالتمادي اكثر, انها تريده ان يعرف الحقيقة, لكن ليس بهذه الطريقة, فان واصل الاثنان القيام بما يفعلانه فسيحدث ما لا يتوقعه احد, فجيني ما زالت...

الوفى طبعي 02-03-10 12:42 PM

"ابتعد عني".

رفعت جيني ييها ودفعت غاري عنها بقوة وهي تقول:" لا اريدك ان تلمسني ابدا".

اخذ غاري ينظر اليها مندهشا من تغير الوضع اذ انها كانت تتجاوب مع كل لمسة من لمساته قبل قليل, اراد ان يسال ما الذي تغير الا انها بدات بالصراخ طالبة منه الانصراف حالا.

انتظرت جيني ذهاب غاري حتى بدات بالبكاء, ارادت ان تكون معه فعلا الا انها لم ترغب ان تكون حقيرة وتستغل الام الاخرين كما فعل غاري من قبل, كما انها لم تشا ان يعرف الحقيقة بتلك الطريقة.

ازداد الجو رطوبة في اليوم التالي فعجزت جيني عن النهوض اذ انها لم تنم من كثرة التفكير الا انها اقسمت على اخبار غاري بالحقيقة كاملة ما ان تسنح لها الفرصة ولن تتراجع هذه المرة رغم كل شيء.

جلست على مائدة الطعام مقابل غاري وحاولت كل مجهودها ان تتهرب من نظراته الغابة, الحائرة والتي لم تفهم ما حصل في الامس.

رن جرس الباب فذهب لويس لفتحه فنظرت جيني الى غاري لتطلب منه ان يقابلها اليوم الا انها تراجعت حين اتت سارة كوينز متالقة.

وضعت سارة ذراعيها على كتف غاري وهي تقول:" مرحبا حبيبي, ارجو ان تكون جاهزا للرحيل".

غضبت جيني كثيرا مما يحدث فنظرت الى غاري عساها تفهم ما يجري , ففي الامس كانا على وشك... والان هو بصحبة سارة! منذ متى وهما على علاقة؟

علمت جيني ان ليس من حقها ان تغضب لذا تظاهرت بانشغالها بجوي الصغير وهي غاضبة من نفسها لانها تجاوبت مع مداعباته.

غادر غاري المنزل بصحبة سارة, ومن ثم خرجت جيني لترافق ابنها الى المدرسة ومن ثم توجهت الى المكتب فوجدت مايك بانتظارها لكي يعرف ما الذي قاله جورج.

جلست جيني على الكرسي وقالت:ط ماا تظنه قال؟ اخبرني انه بعد كل شيء يستطيع غاري ان يلاحقني قانونيا وان يرفع ضدي دعوى قضائية, كما انه اخبرني انه في قضايا الحضانة تحكم المحكمة عادة للام و لكن الامور هنا مختلفةلذا فهو لا يستطيع ان يتنبا بقرار القاضي".

امسك مايك بيد جيني وسال:" اما زلت مصرة على اخباره الحقيقة, رغم كل ما قلته الان؟".

رفعت جيني يدها الى شعرها وهي تعيد الخصلات المتناثرة وقالت:" علي فعل هذا من اجل الصغير.. اتعرف شيئا؟ كان علي ان اندم لانني ادخلت غاري حياتنا مجددا, لكنني لست كذلك لانه بفضل هذا قد قابلت بريندا واصبحت سعيدا, كما اننا قابلنا مارثا التي وقفت بجانبنا طوال الوقت".

"مارثا, الا تلاحظين شيئا غريبا بها؟".

نظرت جيني اليه وسالت:" ماذا تقصد؟".

"لا ادري, اراها احيانا سعيدة جدا, فاعود لاحقا لاراها تعيسة ولا افهم سبب التغيير".

تكلمت جيني فاخبرت مايك كل ما يتعلق بمارثا الا انها تجنبت اخباره انه الابن المقصود كما انه لم تخبره اين ومتى فقدت ابنها فلاحظت الشفقة البادية على وجهه.

اتت نهاية الاسبوع فلم تجد جيني فرصة للتحدث مع غاري فاستغلت عدم وجود مارثا والموظفين في المنزل يوم الاحد, فانتظرت خلود غاري الى الراحة, فحضرت حقيبة لجوي لكي يذهب الى شقة مايك وقضاء الليلة هناك.

طرقت الباب ففتح لها مايك الباب وما ان فعل حتى قالت :" ان الرائحة زكية".

ابتسم مايك وقال:" بريندا تعد الطعام".

"بريندا تطهو؟".

"سمعت هذا جيني, تظنيني مجرد فتاة غنية مدللة؟.".

ضحكت جيني وطلبت من بريندا ان تاخذ جوي معها الى المطبخ بينما وقفت هي لتقول:" هل تسمح لجوي ان يقضي الليلة هنا؟".

"طبعا, ما هذا السؤال؟".

وضعت جيني حقيبة جوي وقالت:" ساخبر غاري الحقيقة اليوم, وانا لا اريد ان يشهد الصغير ما سيحدث".

"وهل انت متاكدة انه سيستمع لك؟ فانت قد اخبرتني انه يحاول تجنبك منذ ايام".

"ضمنت سماعه اليوم".

عانق مايك جيني قائلا :" اتمنى ان تسير الامور على خير عزيزتي".

دخلت جيني المنزل ومن ثم خلعت سترتها ووضعتها على المنضدة مع حقيبتها ومن ثم توجهت الى الصالة لتحاول ان تاخذ نفسا طويلا قبل مواجهتها الاخيرة مع غاري فوجدته هناك يحمل بيده كاسا من الشراب فقالت :" لقد استيقظت".

"اين مفاتيحي؟".

"مفاتيحك؟".

"عندما عدت الى المنزل لم يكن احد غيرك هنا, والان انا لا اجدها, مما يدفعني الى الاعتقاد انها بحوزتك".

"انها ليست لدي".

اقترب غاري منها وامسك بذراعيها بقوة وهو يقول:" انت تكذبين".

ابتعدت جيني عنه بقوة وهي تقول:" لو كانت معي لاستعملتها بدل استدعاء سيارة اجرة, عدا ذلك عليك الا تقود السيارة في هذه الحالة".

صرخ غاري غاضبا وهو يسال:" وهل يعنيك هذا؟".

"لا, لكنه يعني جويو فهو يحبك كثيرا كما انه يعني مارثا والتي احبها".

"ما الذي تريدينه انجلينا هيملتون؟".

عرفت جيني انه غاضبا جدا الا انها تشجعت وقالت:" علي ان اتحدث معك, انا احاول هذا مند عدة ايام لكنك تتجنبني".

ابتسم غاري وقال بسخرية:" ربما لانني لا اعتقد انك مهمة بحيث استمع الى ما ستقولينه, بل وايضا انه امرا تافها مثلك, والان انصرفي اريد البقاء وحدي".

اقسمت جيني ان تخبر غاري كل شيء الليلة وما زالت واقفة على موقفها لا اتجهت الى غرفتها وفتحت درج المنضدة لتخرج منها مغلف صور.

كانت الصور ذاتها التي اعطتها لغار في اول لقاء بينهما, اخذت الصور السلبية وظهرتهما في الامس استعدادا لكل شيء.

نزلت الى الاسفل واتجهت الى حقيبتها لتخرج مفاتيح غاري ومن ثم اتجهت الى الصالة وقالت بغضب:" خذ هذه المفاتيح , لكن انظر الى الصور اولا, هيا انظر اليها".

رفض غاري ما طلبته منه فقالت جيني بسخرية:" انت لا تريد ان تترك كاسك, حسنا لا تفعل, ساسهل عليك الامور".

اخرجت جيني الصور من المغلف ورمتها في الجو لتقع احداهن تحت اقدام غاري فلاحظتها جيني وقالت:" لست مضطرا لترك الكاس, انظر فقط الى الاسفل".

اخيرا نظر غاري الى الصورة فصدم, نظر الى جيني مرة ليعود للنظر الى الصورة مرة اخرى, علمت جيني انها اللحظة الحاسمة لذا قالت بسخرية:" اهو امر تافه ما احاول قوله لك؟".

"ما هذا جيني؟".

لاحظت جيني الغضب الذي يملا صوت غاري فعاد اليها كل الغضب والاحتقار والحقد الذي لطالما شعرت به تجاهه ولمدة سنوات عديدة.

"الا تكر التقاط الصور؟ الا تذكر تلك الفتاة غاري؟... انها ديلين, اخبرتك عنها, اليس كذلك؟".

علمت جيني ان غاري لا يتذكر اي شيء رغم المدة التي عاشتها معه ورغم هذه الصور لذا قالت بغضب:" عشت معك لمدة خمسة سنوات ولم تعرف ان كنت قد خرجت معي سابقا ام لا, لماذا؟ اخرجت مع نساء كثيرا بحيث انك لا تعرف عددهن؟ عندما اتيت ذلك اليوم الى الكنيسة كنت انوي الانتقام منك فاخبرتك ان جوي ابنك وانه نتيجة قصة عشتها في جزر الكاريبي, انت لم تتذكر مع من خرجت تلك الفترة, لا تظاهرت انني تلك الفتاة".

امسك غاري بالصورة وهو محتار في امرة , ماذا عن جوي؟ لذا قال:" انا لا اصدق انك كذبت بهذه الطريقة".

"قد تصدق حين تعرف انك قد سلبت مني كل ما هو جيد...
توفيت امي حديثا من جراء مرض في القلب فاكتشفت ديلين انها مريضة مثلها حين اصابتها نوبة, فاقنعناها بالسفر لتستريح لكننا لم نكن ندري انها ستقابل شخصا انانيا لا يهتم سوى بنفسه".

"لا اظن انه يسمح لك ان تنعتيني بهذه الاوصاف بعد كل ما حصل".

ارتفع صوت جيني وقالت بعصبية:" اي شخص يهتم بمن حوله, كان سيعلم باي حالة كانت اختي, كانت فتاة مراهقة وضائعة لكنك لم تهتم, كل ما اردته هو ان تنتقم من خطيبتك التي خانتك مع صديقك المفضل, لك يكن هذا اسوا شيء, فعندما عادت ديلين من الرحلة اكتشفت انها حامل لذا اتصلت بك...".

"اتصلت بي؟!".

"نعم. لكنك قلت لها انك لا تعرفها و كيف هذا وهي قد امضت معك طوال الصيف؟ لم تكن تحبك صحيح, لكنها ظنتك شخصا مختلفا وقد خيبت املها. اكتشف مايك لاحقاانها حامل فثمل كما قلت لك و الا انه حين عاد لوعيه اقتنع ان عليه ان يحدثكو لذا ذهب الى شركتك فوجدك مسافرا في رحلة عمل مع سكرتيرتك, ويمكنني تخيل نوع العمل الذي كنتما تقومان به".

توقفت جيني لترى وقع ما تقوله على غاري فاكملت حديثها بحزن قائلة:" مع مرور الوقت ازدادت حالة ديلين خطورة بسبب الحمل, اخذناها الى المستشفى فاخبرنا الطبيب ان عليها ان تجهض الطفل والا سنفقد الاثنان, لكنها رفضت. لو كنت معها في ذلك اليوك لكنت استطعت اقناعها ان حياتها هي الاهم, لكنك كنت منشغلا جدا".

مسحت جيني دمعتها بعصبية قائلة:" كيف امكنك ان تكون حقيرا الى هذه الدرجة؟ ان تكون نذلا؟ تركت دي تتعذب بينما ترافق انت النساء الاخريات, طوال فترة الحمل كانت ديلين طريحة الفراش او ترقد في المشفىو وتلومني لانني ظننت ان الانتقام سوف يعيدها؟ اتعرف معنى ان تكون برفقة اهم شخص في حياتك وهو يموت؟ فانت ترى الحياة تنساب منه, ترى روحه تغادر جسده وببطء شديدو لا يسمح لك بالبكاء حتى لا تدعه يرى مدى عذابك والمك وانت تلومني؟".

سمحت جيني لدموعها بالانسياق دون ان تحاول محوها وقالت:" اخذناها الى المستشفى حين تراجعت صحتها كثيرا, كان هذا قبل ان تموت بيوم واحد... سمح لي الطبيب ان ادخل لاراها وقد حذرني من انها لن تستطيع ان تنجو, كما انه قد اخبرني ان الوضع كان سيكون مختلفا لو لم تكن دي حاملا, انه كان بامكانها ان تعيش حياتها طبيعيا حتى العثور لها على متبرع. دخلت لاراها لاخر مرة وهي حية, فطلبت مني ان اعتني بطفلها ان حصل لها مكروه, وهذا ما حصل".

توقعت جيني ان يسال غاري عما تقصد لكنه لم يفعل لانه قد فهم ما ترمي اليه لذا اردفت لتقول:" ان جوي ابنك, لكنه ليس ابني... ربيته على انه كذلك لكنه لم يكن ابني, لن تستطع ديلين ان ترى ابنها ولو لمرة واحدة لذا فقد حملته وسرعان ما شعرت انه من صلبي. لقد سجلنا انا ومايك اسمك في شهادة الميلاد فقد كي يكون لجوي ابا لكننا لم نرد ان تدخل حياتنا.عاشت ديلين بعد موت امي معي في منزل مايك لذا مع مرور الوقت لم يعد يتحمل ما يحدث لذا اقترح الانتقال, لم استطع الرحيل دون ان اجرحك لذا اتيت الى هنا لاقابلك فغضبت كثيرا لانك كنت ستتزوج, فكرت انه ليس من حقك ان تكون سعيدا بينما نتعذب نحن, لذا اتيت الى اتلكنيسة لوقف الزفاف, لكنني لم اتوقع ان تلحق بيو فيا للصدفة ان يكون اسم الصغير جوي".

ابتسمت جيني بمرارة وقالت:" كانت صدفة غريبة, انت صدقت ان جوي ابنك فقط لانك قد ظننت انك قد اخبرتني سابقا ان هذا ما تحب ان يسمى به ابنك وفي الحقيقة قد سميناه بهذا الاسم فقط لانه الاسم المفضل لدي مايك. ظننتك ستكتشفني مع مرور الوقت وتجبرني على الاعتراف لكنك لم تفعل. اسمع لدي فكرة, لما لا تحاول تذكر كل الفتيات اللواتي خرجت معهن وتعاود البحث عنهن فربما يوجد لديك العديد من الاولاد غير جوي".

غضب غاري كثيرا فرمى الكاس على الحائط ومن ثم غادر المنزل, فرمت جيني نفسها على الاريكة وهي تبكي ونظرت الى الصور وقطع الزجاج المبعثرة على الارض فلم تعد تتحمل, لذا اتجهت الى الهاتف واستدعت سيارة اجرة ومن ثم صعدت الى غرفتها لتاخذ ملابسها وتضعهما في حقيبة وبعدها نزلت الى الاسفل لتكتب رسالة.

الي مارثا العزيزة
اضطررت الى السفر لعدة ايامو وقد بقي جوي لدى مايك هذه الليلة وسوف يصطحبه الى المدرسة غدا, هل لك ان تهتمي به عند رجوعه؟ شكرا.
المخلصة جيني

اطلقت سيارة الاجرة البوق معلنة وجودها في الخارج فذهبت جيني اليها وصعدت فيها متجهة الى المطار ومن ثم اشترت تذكرة وصعدت الى الطائرة.

لم تستطع النوم اثناء الطيران فطلبت من المضيفة ان تعطيها شيئا للقراءة, وصلت الطائرة الى مبتغاها بعد عدة ساعاتو فنزلت جيني من الطائرة لتوقف سيارة لتاخذها الى حيث تريد.

اتجهت الى منزل كبير وطرقت البابو كان الظلام حالكا مما يدل على ان الجميع نيام, فانتظرت اشتعال الضوء وما ان حصل حتى فتح لها الباب فقالت :" ايمكنني ان امضي هنا عدة ايام؟".

اخذت جيني تنظر الى الرجل الذي قام بفتح الباب , ويبدو انه في الخمسينات فشعره الابيض يدل على انه اصبح طاعنا في السن, بدات بالبكاء مما دفع الرجل العجوز ليبتعد عن الباب سامحا لها بالدخول.

شمس المملكة 02-03-10 01:29 PM

كملي

أنتظرر النهاية

حسن الخلق 02-03-10 04:56 PM

:mo2::mo2::mo2:
اووه طلع توقعى صح و جوى ابن اختها :9jP05261: شفتى انا شطوره ازاى ؟ عاوزه الجايزه بتاعتى دلوقت حالا و هيه البقيه بسرررررعه عشان مش قادره اصبر ربنا يخليك و يبارك فيكى
بليييييييييز :f63:

الوفى طبعي 03-03-10 11:18 AM

لم تستطع جيني النوم طوال الليلة اذ انشغلت في التفكير فيما حصل منذ ان اخبرت غاري الحقيقة, وتساءلت عما يفعله الان وفي هذا الوقت, وان كان سعيدا لانه قد تخلص منها الى الابد, لكنها اقسمت على فعل المستحيل حتى لا تفقد ابنها, ولكي تفعل هذا عليها ان تطلب المساعدة من ابيها, الوالد الذي رفضته طوال حياتها.

عادت جيني تتكر كيف استقبلها ابيها دون ان يسالها عن اي شيء خوفا من انزعاجها وكل ما فعله كل دلها على غرفة قائلا انه احتفظ بها من اجلها.

اخذت تتذكر ملامحه الحزينة عند استقبالها كما لمحت اثار السنين على وجهه الشاحب, فحاولت ان تتكر الصورة التي تعرفها عنه منذ ان كانت طفلة.

اشرقت الشمس وارسلت اشعتها الى غرفة جيني الجديدة, نظرت الى ساعتها فوجدتها السابعة والنصف صباحا فتساءلت عن ابنها وان كان مايك قد ايقظه, توجهت الى النافذة واغلقت الستائر وعادت الى النوم.

استيقظت جيني مجددا على طرق الباب فعادت النظر الى ساعتها فوجدتها قد تعدت منتصف النهار, فتوجهت الى الباب لتفتحه ووجدت امراة جميلة تبدو في اواخر الاربعينات وعلمت انها زوجة ابيها.

"مرحبا, لم تنزلي , لذا احضرت لك الطعام لغرفتك".

"لا رغبة لي في تناوله".

"عليك هذا, فلا بد... هل تسمحين لي بالدخول".

ابتعدت جيني عن الباب وقالت بنبرة حادة :" طبعا , فهو منزلك".

دخلت زوجة الاب الى الغرفة ووضعت الصينية على المنضدة ثم التفتت الى جيني قائلة:" انا ...".

"اعرف من انت, وارجو ان تعذريني على تطفلي في وقت متاخر".

"لا باس. كنا نتمنى من مدة ان تحضري لزيارتنا, لكنك كنت ترفضين دوما, لذا قال ابيك انه لابد انه قد حصل امر خطير يدفعك الى المجيء".

شعرت جيني انها كانت ظالمة بحق ربيكا اذ انها تبدو امراة لطيفة وطيبة جدا لذا غيرت من نبرة صوتها العصبية وقالت:" لا اريد التحدث عن هذا الان, لكنني احتاج فعلا الى مساعدته".

"انه يعرف. الان عليك ان تستعيدي نشاطك, لذا تناولي طعامك, ولن اقبل الرفض فانا لا احب ان يبقى الطعام وان يرمى الى النفايات".

القت ربيكا بجملتها الاخيرة ومن ثم اتجهت الى الباب لتخرج فاوقفتها جيني سائلة عن ابيها.

"لقد ذهب الى العمل, لديه اجتماع مهم, لكنه سياخذ اجازة لبقية النهار ليبقى معك".

انتظرت جيني مغادرة زوجة ابيها الغرفة ومن ثم جلست على السرير محاولة تناول طعامها فلم تستطع اكل سوى بعض اللقمات لذا اخذت الصينية وفتحت الباب لتبحث عن المطبخ.

اتبعت حاسة الشم, ووصلت هدفها فرات ربيكا تحضر الطعام, فاقتربت منها ووضعت الصينية على الطاولة فقالت زوجة ابيها:" اني احضر الغاء".

"اليس الوقت مبكرا؟".

ضحكت ربيكا وقالت:" نعم, انني معتادة على الذهاب الى المتجر كل بداية اسبوعين وذلك لشراء المشتريات اللازمة, كما اهب الى الكتبة لقراءة كتاب ماو فانسى الوقت, لذا اطهو قبل ذهابي. هل تريدين الذهاب معي؟".

"الى المكتبة؟".

"الى المتجر, تستطيعين شراء ما تريدين, هيا لست مضطرة لسجن نفسك بالمنزل, عليك ان ترفهي عن نفسك قليلا".

"لما لا؟ هل تريدين ان اساعدك بتحضير الطعام؟".

نظرت ربيكا الى جيني وسالتها :" هل تجيدين الطهو؟".

امسكت جيني السكين لتقطع البندورة وهي تقول:" علمتني امي بعض الوصفات, وتعلمت البقية من الكتب عندما سكنت مع مايك, انا احب الطهو كثيرا انما منذ اشهر لم ادخل المطبخ".

"ولماذا؟".

"ان العائلة التي سكنت معها لديها طاهية, وانا انشغلت بعملي الجديد, لذا لم تسنح لي الفرصة لفعل هذا".

حضرت المراتان الطعام وخرجتا الى المتجر, وبعد انتهائهما من البقالة ذهبن الى مقهى صغير لترويا عطشهما, وفي الساعة الثالثة عادتا الى المنزل لتجد جيني ان والدها قد عاد.

"اتصل مايك".

"فعل؟".

"اتصل ليعرف ان كنت بمنزلي".

"هل اخبرك بشيء؟".

"كلا, لكنه طلب ان تتصلي به, يريد الاطمئنان عليك".

خلعت جيني سترتها وقالت :" سوف اتصل به لاحقا, لكنني اريد الاستحمام اولا".

لم تغب عن جيني نظرة والدها الحائرة لربيكا وتساءلت كيف استطاعت العيش كل هذه السنوات بعيدا عنه, فايقنت انها كانت صغيرة ولم تفهم ان الحب امرا يصعب التحكم به وانه يستطيع جعل الانسان ان يرتكب العديد من الامور كما انها فهمت ان والدها لم يكن مذنبا ان وقع في الحب.

دخلت جيني الحمام واخت وقتها تحت الدش وبعدها اتجهت الى غرفتها لترتدي بنطلون احمر من الجلد وبلوزة بيضاء قصيرة ومن ثم لبست حذاءا رياضيا ابيضا واتجهت الى الاسفل, فسمعت صوت شاب يقول:" متى سنبدا بتناول الطعام؟".

"عليك ان تنتظر عزيزي, فهناك من سيشاركنا الغذاء".

"لدينا ضيف؟".

"كلا مليسا, انها...".

"مرحبا".

نظرت جيني الى المائدة والى الوجوه التي تنظر اليها, عدا عن والدها وربيكا كان يجلس شابا مراهق وقد كان اخوها الاصغر جيري فهي قد راته اول واخر مرة في جنازة ديلين, وعلمت ان الفتاة الشابة التي تجلس بجانبه هي اختها مليسا.

نهض والدها وتوجه اليها ومن ثم امسك بذراعها وهو يقول:" هيا اجلسي عزيزتي".

جلست جيني وهي تنظر الى اخوتها المندهشين من وجودها الى ان ربيكا حاولت ان تبعد الحرج قائلة:" هيا لنقرا صلاة المائدة... نشكرك يا الله على هذه النعمة التي منحتها لنا, امين".

"امين".

"مليسا, كيف كانت الجامعة اليوم؟".

"الامور العادية, انما لدي امتحان صعب يحتاج الى الكثير من الدراسة بعد اسبوع".

"ابي؟".

ابتسم والدها قائلا:" انا اعرف هذه النبرة, ماذا تريد؟".

"هناك رحلة تحضرها المدرسة, واريد الانضمام اليها".

"من صوتك يبدو انه اكثر من رحلة مدرسية, اليس كذلك؟".

"انها تشبه المخيم, انها تدوم اسبوعين كما ان التكاليف باهضة الثمن".

صرخت ربيكا وقالت:" ماذا تقصد اسبوعين؟ هل تعني انك ستنام في الخارج؟".

"هيا امي, لم اعد صغيرا, انا في الخامسة عشر من العمر".

"متى الرحلة جيري؟".

"بعد ثلاثة ايام ابي".

"هذا رائع يمكنني الدراسة دون اي ازعاج من هذا المنطفل".

"بعد ثلاثة ايام وتخبرني الان؟".

"كنت انتظر نتيجة امتحان الادب الانجليزي وظننت انه ان نجحت فسوف تسمح لي بالاشتراك".

"لن تشترك بهذه الرحلة".

"امي".

ارتفع صوت ربيكا وهي تؤكد قائلة:" لن تذهب وهذا رايي النهائي".

غضب جيري ونهض عن المائدة بينما نظرت ربيكاالى ماثيو - والده قائلة:" لا تنظر الي بهه الطريقة, لن اسمح له بالنوم خارجا وكيف اذا كان لمدة اسبوعين؟".

"انه لم يعد صغيرا".

"سيبقى طفلي الصغير حتى لو تزوج واسس له عائلة خاصة به".

"صعب على الام ان تتقبل ان طفلها قد اصبح راشدا, لكن هذا لا يعني ان نقص اجنحته".

نظر الجميع الى جيني والتي ما لبثت ان اكملت قائلة:"لن يكون وحده في الرحلة, بل سيكون مع العديد من المعلمين والمرشدين, على الصغار ان يحددوا شخصيتهم منذ الصغر, على جيري ان يكون مسؤولا ومعتمدا على نفسه, وهذا ما ستمنحه اياه هذه الرحلة, فكما فهمت فانها ستكون في الطبيعة, وهكذا سيفهم ما معنى حياة الرفاهية. لو كان الامر عائدا الي لما شاركت جوي مع اي شخص, انما من عادات الاطفال ان يتبعوا طريقة عيش ابائهم, فكيف سيعيشون ان لاحظوا ان ابائهم لا يثقون في غيرهم من الناس؟".

تناول الجميع الطعام عدا جيري الذي رفض ان ياكل, ومن ثم ساعدت جيني ربيكا في التنظيف وفي المطبخ قالت:" ارجو ان تعذريني فانا لم اقصد التطفل".

"كيف تتقبل الام ان طفلها قد كبر؟".

ابتسمت جيني وردت :" ان ابني سيبلغ الرابعة بعد شهرين ومع لك ان تصرفاته تقول انه اكبر منذلك, انه ذكي جدا وهذا ما يخيفني, انما انا احاول ان اكون صديقة له وهذا ما يساعدني على فهمه".

"انت تحبينه كثيرا".

"نعم, ولا اعرف ما الذي سيحدث ان حصل ان فقدته يوما".

وضعت ربيكا يدها على كتف جيني وقالت:" لن ياخذه احد منك, والان اعذريني علي اخذ ها الطعام الى جيري واتفاوض معه".

غسلت جيني يديها واتجهت الى الصالة , اخذت تنظر الى الهاتف وعلمت ان عليها الاتصال بمايك, لذا رفعت السماعة.

"الو؟".

لم تستطع جيني ان تتكلم الا ان مايك قد قال :" جيني اهذه انت؟".

"مرحبا".

"كيف امكنك الاختفاء هكذا؟ لقد اقلقتني".

لاحظت جيني الخوف في صوت مايك وتساءلت في نفسها عما فكره , هل فكر ان تنتحر؟ ربما كانت ستفعل لو لم يكن جوي بحياتها.

"كيف حال جوي؟".

"انه بخير, اخبرناه انك اضطررت للسفر لعدة ايام".

"وغاري؟ هل اخبره الحقيقة؟".

"كلا, لكنه غاضبا جدا, لا اظنه سيسمح لهذا الامر ان يمر بكل بساطة".

انتاب جيني القلق وسالت:" ماذا تقصد؟... هل تظن انه سياخذه مني؟".

لم يجب مايك فخافت جيني كثيرا لكنها علمت ان ستفعل كل ما بوسعها حتى لا تفقد ابنهاو وبعد ان اغلقت السماعة شرعت بالبكاء ولن تشعر بالخطوات التي اتت من وراءها.

وضع والدها يده على كتفها فنظرت اليه, ومن ثم وقفت لتعانقه ولتبكي على كتفه.

اجلس ماثيو ابنته وقال:" ماذا يحدث جيني؟".

مسحت جيني دموعها وقالت بالم :" اريد ان تجد لي محاميا بارعا".

"محاميا؟ ولماذا؟".

الوفى طبعي 03-03-10 11:19 AM

اسفة........

نسيت ان اذكر انه الفصل الحادي عشر والاخير:

الوفى طبعي 03-03-10 11:22 AM

:Sorry::52:

الوفى طبعي 03-03-10 12:14 PM

]حكت جيني كل شيء لوالدها ومن خلال حديثها علمت انه كان يعلم منذ البداية ان جوي حفيده وان امه ديلين, الا انه في النهاية اخبرها انه ابنها وانه لن يسمح لاحد ان يسلبه منها مهما كان الثمن, لذا فقد اتفق على التصال بصديقه المقرب والذي هو محامي الاحوال العائلية.

استعدت جيني في الايام التالية لمواجهة غاري واستعادت ثقتها بنفسها بسبب وجود والدها بقربها.

لقد شارك جيري بالرحلة وبقيت مليسا لوحدها في المنزل اذ ان ربيكا الحت على المجيء مع جيني وماثيو ايضا.

حطت الطائرة في كاليفورنيا في الساعة الثالثة ظهرا فاقترح ماثيو ان يذهبوا الى احد الفنادق الا ان جيني فضلت الذهاب الى شقة مايك. فاوصلها ابيها الى البناية بينما ذهب برفقة زوجته لكي يحجز غرفة في احد الفنادق.

"مرحبا بريندا".

ابتسمت بريندا معانقة جيني وهي تقول:" كم يسعدني انك بخير".

"هل مايك هنا؟".

ادخلت بريندا جيني الشقة وهي تخلع قفازات الطبخ من يدها ومن ثم قالت:" انه في العمل, فالامور ملخبطة هذه الايام".

"لما ماذا حصل؟".

ابتسمت بريندا قائلة:" الم تعرفي؟ يوم السبت الفائت انتابت ديفيد الرغبة بالهرب, لذا فقد اختطف ساندي وتزوجا في لاس فيغاس, دون حفلة او تجهيزات, اتصل بنا هاريسون واخبرنا, وليس هذا فقط, لقد انجبت درو فتاة صغيرة وجميلة, فشعر جورج بالسعادة وانه الان لا يستطيع الابتعاد عن اميرته ابدا, اما الاخبار المفاجئة جدا, هي هاريسون".

"ما به؟".

"بعد ان علم بما قام به ديفيد, اوكل ادارة الشركات لابيه ومن ثم لحق بامراة ما, يبدو انه كان مغرما بها منذ سنوات, ولم يقبل خسارتها مرة اخرى, لذا ركض اليها".

ابتسمت جيني بمرارة ومن ثم قالت:" يسعدني فعلا سماع هذا, لقد كان عليه الاختيار هذا من بين عدة امور".

نهضت بريندا عن الكنبة ومن ثم توجهت الى المطبخ لتتفقد الطعام وهي تسال:" هل تعرفين المراة المعنية؟ كيف هي؟".

"لم ارها الا مرة واحدة ومن بعيد, لكنني اظنها الفتاة التي يحتاجها هاريسون... بريندل؟ هل تسكنين هنا؟".

ضحكت بريندا بصوت مرتفع قائلة:" كلا, رغم انني اتواجد هنا معظم الوقت, تريدين السكن؟".

لاحظت بريندا صمت جيني فاردفت قائلة:" توقع مايك ها, لذا فقد جهز لك غرفة".

اخذت بريندا جيني الى غرفتها فوضعت الاخيرة حقيبتها ومن ثم اتجهت الى الخارج فاوقفتها بريندا سائلة:" اين تذهبين؟".

"علي رؤية طفلي".

امتلات عينا بريندا بالقلق قائلة:" لا اعتقد ان هه فكرة جيدة".

"انا لم ارى ابني منذ عدة ايم, ولا اعتقد انني استطيع ان انتظر وقتا اطولو لذا سوف اذهب الى منزل غاري, وليحدث ما يحدث".

خرجت جيني الى الشارع فاوقفت اول سيارة تراها وطلبت منها ان تاخذها الى عنوان غاري, وصلت جيني بعد فترة الى هدفها, فنزلت من السيارة واتجهت نحو المنزل, انتظرت برهة واخيرا تجرات على طرق الباب.

فتح لها لويس الباب فقالت دون خوف:" ايت ابني؟".

"انه ليس هنا".

دفعت جيني لويس عن طريقها بقوة وهي تقول :" انت تكذب".

صعدت السلالم واتجهت الى غرفة جوي ولم تجدهو فخرجت لتتجه الى غرفة مارثا ولم تجدهما هما الاثنان.

ارادت النزول الى الاسفل فقابلت غاري في منتصف الطريق, كان يقف على اولى الدرجات , فبدات جيني انظر اليه فراته مختلفا عن الرجل الذي تعرفه, فلمحت في عينيه الغضب والكره والحقد, الا ان هذا لم يوقفها فاتجهت اليه وهي تسال:" اين ابني؟".

"لا اظن ان لديك ابنا هنا".

امسكت جيني ذراع غاري بالقوة وهي تقول:" ان جوي ابني, ولن يسلبني اياه احد, اخبرني اين هو".

ابعد غاري يدها بعنف وهو يقول:" سبق ان اخبرتك ان لا ابن لك هنا, اما عن ابني فقد ذهب مع امي الى مكان ما, اخاف ان اقول لك اين لتذهبي وتخطفيه, لكنني احذرك من الاقتراب منه, فقد رفعت ضدك دعوى اطالب فيها ان تبتعدي عن ابني, وقد اصدر القاضي امرا بهذا الشان, وان خالفت القوانين , سوف ادخلك السجن".

"لن يستمر الحال على هذا الوضع".

جر غاري جيني باتجاه الباب وهو يقول بغضب شديد:" ان كان ما لديك قوله فلتقولينه الى القاضي, مع انني لا اعتقد ان الامر سيفيدك بشيء".

رمى غاري جيني خارجا وهو يتابع صارخا:" ابتعدي عني وعن عائلتي".

وقعت جيني بين ذراعي والدها فاحتظنته بشدة وهي تقول:" انه يقول انه ممنوع علي الاقتراب من جوي".

"اهدئي صغيرتي, لا يمكنه فعل هذا".

ضحك غاري وقال بسخرية :" لا تصدقي هذا الكلام عزيزتي, فهو يكذب عليك, انه يعرف جيدا ان القانون بجانبي".

"سوف نتقابل بالمحكمة سيد ويلسون".

"انا موافق على هذا التحدي, رغم انك ستفشل انما في الوقت الراهن عليها الابتعاد عن هذا المنزل لمسافة مئة ياردات والا سوف استدعي الشرطة".

"يا لك من حقير غاري ويلسون, ولا اصدق ان ابنتي قد وقعت في غرامك".

ابتسم غاري بمرارة ومن ثم قال:ط الم تسمع؟ استغلتني ابنتك لنسيان مايك".

نظرت جيني الى والدها وتقابلت نظراتهماو فعلمت انه يقصدها بكلامه لذا مسحت دموعها ومن ثم طلبت منه الرحيل.

غادرت جيني بصحبة ابيها وذهبا الى شقة مايك, ووجدته هناك ثائرا وقلقا, فعلمت ان بريندا قد اتصلت به فاتى مسرعاو لذا اقتربت منه لتعانقه وهي تقول باكية:" ماا علي ان افعل مايك؟ فغاري يقول انه قد حصل على امر يمنعني من الاقتراب من منزله ومن ابني".

شد مايك قبضته على جسد جيني وهو يقول:" سوف نفعل المستحيل لارجاع جوي لك, اما الان فعليك ان تستريحي".

ذهبت جيني الى غرفتها فارتمت على السرير وهي باكية, فساءت حالها مع الايام, لقد تحدد موعد قضية الوصاية على جوي بعد شهر من الان, فعلمت جيني ان القضية خاسرة, لقد لمحت هذا في عيني والدها حين كانت معه امام بيت غاري.

لم تعد جيني تاكل ولا تشرب, بل بقيت طريحة الفراش طوال النهار والليل, فحاولت عائلتها فعل المستحيل لاخراجها من عزلتهاو حتى ان مايك قد احضر لها الطبيب لمعاينتها فوصف لها المهدئات لتهدىء من روعها.

نهضت جيني من نومها, فرات من حولها علبة الادوية وبجانبها كوب من الماء, فمدت يدها لتخرج حبة لتزيل الصداع الذي تشعر به, فعلمت ان المها لن يزول ابدا بعد ان خسرت طفلها, لذا فقد افرغت العلبة في يدها ومن ثم بلعتها ولحقت بها بالماء.

كان يشعر غاري ان ما يفعله بجيني خاطئاو وان عليه ان يعذرها, لكنه لا يستطيع فكرامته جريحة واصبح كالطير الجارح الذي يجرح الكل من حوله, ان المحمكة بعد عشر ايام.

اخذ ينظر الى والدته وهي تجلس على المائدة تتناول الغذاء معه دون اي كلمة, فعلم انها حزينة جدا لما يجري, وحمد الله على ان الصغير قد شعر بالتعب وخلد الى النوم مبكرا. لانه ما كان ليستطيع التظاهر بالسعادة اكثر من هذا.

اخذ غاري يتساءل بينه وبين نفسه عن اختفاء جيني هذه الايام, ولم يصدق ان خوفها من الشرطة قد منعها من الحضور, فما الذي تخطط له؟

فجاة طرق الباب بقوة ولوهلة ظن غاري انها قد تكون جيني, فانتظر من لويس ان يفتح الباب, واذا به مايك ياتي غاضبا وصارخا واخذ يتهدد بالقول:" سوف تدفع الثمن باهضا غاري ويلسون, جراء ما فعلته بجيني, سوف اقتلك".

نهض غاري عن مقعده ليتواجه مع مايك الا ان والدته وقفت في المنتصف تقول:" مايك اهدىء ارجوك".

مر مايك يديه على شعره وهو يقول:" كيف تريد مني الهدوء في الوقت الذي تنازع جيني به الموت".

ما ان سمع غاري هذا الكلام حتى شعر بطعنة في قلبه, فما الذي يقصده مايك, اراد الاستفسار واذا بهاتف الاخير يرن.

"الو؟ استيقظت؟ سوف احضر حالا".

اسرع مايك بالخروج من المنزل فتبعته مارثا بينما بقي غاري منصدما بالاخبار التي سمعها, علي ان يعرف ما الذي حصل , عليه ان يسال احدا ما, لكن من؟

امسك غاري هاتفه واتصل ببريندا واا بهاتفها مغلق, اخذ يروح ويجيء دون اي هدف, فانتظر بعض الوقت ليتصل بوالدته, واذا به يسمع الرنين, فقد نسيت هاتفها. فانتابه الغضب كثيرا, الغضب من بريندا, امه, جيني وبالاخص الغضب من نفسه, فتذكر قول جيني ذات يوم انها لا تدري ماذا كانت ستفعل لو خسرت ابنها.


شمس المملكة 03-03-10 12:54 PM

انتظرر النهاية

نزليهاا اليووم بليزز

مرررة تحمست

الوفى طبعي 03-03-10 12:58 PM

انتظر غاري حتى الساعة السادسة مساءا حتى حضرت امه فاستقبلها بالباب ليعرف ماذا حصل.

نظرت مارثا الى غاري فقالت:"يبدو ان حالتها كانت تسوء هذه الايام وقداضطروا الى احضار لها الطبيب, وقد وصف لها بعض المهدئات..".

"نعم, تابعي, ماذا حصل؟".

"يبدو ان جيني قد استسلمت من عودة جوي لها, ومن غفلة عن الجميع, تناولت كل علبة المهدئات".

اخيرا فهم غاري ما تحاول امه قوله, حاولت جيني الانتحار, حاولت ان تقتل نفسها, فصرخ قائلا:" تلك الفتاة الحمقاء, اه سوف اقتلها, ما ان اراها ساخنقها بيدي هاتين, ماذا تظن نفسها؟ الم تجد طريقة افضل للانتقام مني؟".

اخذت مارثا تراقب ردة فعل ابنها وتاكدت من شكوكها التي كانت تراودها, ان غاري مغرم بجيني وحتى الجنون, راقبته وهو يحدث نفسه دون وعي منه, حتى التفت اليها قائلا:" في اي مستشفى هي؟".

ترددت مارثا وقالت:" هيا غاري, انت لا تستطيع الذهاب اليها الان, فهي محاطة بافراد عائلتها".

"هذا لا يهمني, في اي مستشفى هي؟"

اخذ غاري العنوان من والدته واسرع نحو هدفه, اراد ان يدخل غرفتها بعد ان عرف رقم غرفتها, فشاهد مايك يجلس على سريرها, كان حزينا كثيراو وعلم ان الرباط بينهما اكبر واقوى مما كان يظن , فجاة اقترب والدها منه وقال:" هيا مايك, لا تلم نفسك".

"انا السبب, ما كان علي ان اتركها لوحدها ابدا".

عرف غاري ان وضعها اصعب مما يظن, لذا توجه الى الطبيب ليساله فاخبره الطبيب, انه لا يستطيع علاج شخصا لا يريد الحياة, وان جيني ما زالت تعبة وضعيفة, كما انها تعاني من انهيار عصبي جعلها تدخل في غيبوبة لابد منها.

وفي الايام التالية اصبح غاري يستغل اللحظات التي تترك بها جيني وحدها ويحدثها, الا انه كان يشعر ان قلبه يتمزق في كل مرة يراها فيها, وعلم انه لن يستطيع ابدا ايذائها اكثر مما سبق ان فعل, لذا عليه ان يتخلى عن تلك القضية اللعينة.

لم تعلم جيني ما الذي حدث لها بعدها الا انه عندما استيقظت رات مايك يجلس بالقرب منها بينما يقف والدها وبجانبه ربيكا بالقرب من النافذة فطلبت الماء.

مد مايك يده لكي يرويها وهو يقول:" لقد اخفتنا عزيزتي, انت نائمة منذ اسبوع".

"علمت ان لا فائدة من الحياة بعد ان خسرت جوي".

"انت لم ولن تخسريه".

هزت جيني راسها وهي تقول:" هذا غير صحيح وانت تعلم هذا, ساخسر القضية في المحكمة".

"عندما كنت نائمة حضرت مارثا, وقد اخبرتني ان غاري قد تنازل عن القضية".

ابتسمت جيني وسالت غير مصدقة:" حقا؟".

ابتسم مايك وقال:" اتظنينني اكذب؟ انها الحقيقة, ذهبت الى غاري عندما وجدتك بتلك الحالة وقد هددته انه ان حصل لك مكروه فسوف اقوم بقتله وعندما غادرت منزله لحقت بي مارثا فاخبرتها عن حالتك وقد كانت تزورك كثيرا".

تجنبت جيني السؤال عن غاري فتابع مايك القول:" جيني, اتعلمين كم اشعر باالذنب؟".

"ليس عليك فعل هذا".

امسك مايك بيد جيني برقة قائلا بحزن:" ما كان علي ان اترك الادوية بجانبك".

"انت لم تفكر انني قد افعل هذا".

"جيني, عديني انك لن تفعلي هذا مجددا".

نظرت جيني الى ابيها الحزين وهي تقول:" اقسم".

اقترب منها ماثيو ليعانقها وقال باكيا:" ظننت انني خسرتك مجددا".

"انت لم تفقدني ابدا ابي, كل ما في الامر انني كنت غبية, انا اعلم الان ان الحب امرا غير متوقع, كما اعلم انني ظلمت ربيكا لمدة طويلة".

امسكت جيني بيد والدها وربيكا وضمتهما معا ومن ثم تابعت حديثها قائلة:" ارجو ان تسامحاني على كل الظلم الذي اقترفته بحقكما".

اعطى الطبيب موافقته على خروج جيني في صباح اليوم التالي فرغبت بالعودة الى منزل مايكو وقد نالت مرادها.

وضعها مايك في سريرها وهو يصر على موجب الراحة لها, لم تدر جيني لكم من الوقت نامت الا انها شعرت بشخص ما يوقظها, فتحت عينيها ورات جوي وتوفر يقفزان على السرير, ولم تصدق هذا فاخذت تفرك عينيها بيديها وحين تاكدت من ان هذا ليس حلما اسرعت اليه لتحظنه ومن ثم بدات تبكي.

"امي, اما زلت مريضة؟".

مسحت جيني دموعها وهي تقول:" لم اعد كذلك بعد ان رايتك".

"اخبرني ابي انك مريضة, وانه لهذا السبب تسكنين مع مايك, كما انه طلب مني ان اتي لزيارتك".

نظرت جيني الى الباب وهي تسال:" مع من حضرت؟ مع مارثا؟".

"كلا, مع لويس, انه ينتظرني في الصالة".

"ينتظرك؟ هل ستذهب مجددا؟".

"طلب ابي من لويس ان يعيدني الى المنزل في الساعة الثامنة".

تاكدت جيني من الافكار التي كانت تخالجها, وهي ان غاري ليس شخصا شريرا, بل شخصا متالما, لقد كان يتعذب عندما تعرف على ديلين, ولم يكن لديه الوقت للحب بل كان هدفه ان ينتقم لانه سمح لنفسه ان يقع بالحب, وعليها ان تعذره لهذا كما ان عليه ان يعذرها لانها ارادت الانتقام.

اصبحت الساعة الثامنة مساءا وحان وقت الرحيل, لم تعد جيني خائفة اذ انها شعرت ان هذه لن تكون المرة الاخيرة التي سترى فيها جوي, وان كل ما عليها هو ان تثق بغاري.

دخل عليها مايك بعد خمسة عشر دقيقة وهو يحمل صينية الطعام لكي تاكل فسالها عن شعورها بعد ان رات جوي.

"انت تعرفني مايك, لذا فانت تعرف انني سعيدة جدا".

"هذا صحيح, لا عليك ان تتناولي طعامك لكي تصبحي قوية وتستطيعيان تقابلي الصغير في الصالة المرة القادمة".

"لا حاجة لكي تحمني مايك, لانني اشعر انني سارى جوي مجدداو ان غاري شخصا طيبا لكنه قاسيا عندما يغضب".

"حسنا تناولي طعامك, واخبرني ما هي اخبار الصغير".

"اخبرني بالذي حصل معه في الفترة التي قضيتها بعيدة عنه, كما انني اخبرته عن جديه وقلت له انني ساعرفه بهم... مايك , اتخذت قراري, ساخبر جوي الحقيقة, فانا اعلم انه يحبني ولن يتركني مهما حصل".

"هل انت واثقة من قرارك هذا؟".

طنعم, هذا للافضل".

رفع مايك جيني واسند الوسادة وراء ظهرها ومن ثم حمل صينية الطعام من على المنضدة ووضعها على السرير وهو يقول:" هيا كلي".

بدات جيني بتناول الطعام وهي تقول:" انا انانية جدا, فقد انشغلت بمشاكلي ولم اسالك عن احوالك".

ضحك مايك وقال:" انا بخير بل افضل من ذلك".

نظرت جيني اليه وهي تسال باستغراب:" ماذا تعني؟ وما هذه الضحكة الشقية".

"كلي, وبعدها ساخبرك كل شيء".

تناولت جيني طعامها وهي تنظر الى مايك بطرف عينها واخذت تتساءل عما يحدث, وبعد ان انتهت اعطت مايك الصينية ليرجعها الى المنضدة وفي النهاية طلب منها ان تفسح له المجال ليستلقي الى جانبها.

"اذا اخبرني".

ابتسم مايك قائلا:" ما زلت فاقدة الصبر... حسنا, انا افكر ان اتزوج واستقر".

نظرت جيني الى مايك فقال الاخر:" انا اعرف بما تفكرين, ستقولين انني اعرف بريندا منذ وقت قصير و...".

"انت مخطىء, ويسعدني انك لم تعد قادرا على قراءة افكاري, كل ما اريد قوله هو انني سعيدة لانك قد عثرت على السعادة اخيرا".

"انت جادة؟".

ابتسمت جيني وقالت:" طبعا, ليس على حياتك العاطفية ان تكون سيئة لان حياتي كذلك, وانا استغرب ما الذي تفعله هنا, لما لا تذهب اليها؟".

"اتصلت بها وقلت انني سابقى معك الليلة, واتفقنا ان نتقابل غدا".

بدات جيني تتحدث عن التحضيرات للزفاف فسالت مايك عن رايه فلم يجبو نظرت اليه وراته نائما وعلمت انه قد تعب معها كثيرا هذه الايام, فبدات تراقبه اثناء نومه وسرعان ما شعرت بالنعاس واغمضت عينيها.

الوفى طبعي 03-03-10 02:17 PM

عاد غاري هذه الليلة الى المنزل متاخرا و فهو قد اهمل عمله كثيرا هذه الايام فوجد امه تجلس على الشرفة شاردة الذهن, وعلم انها نعاني, بسبب مايك وبسببه ايضا.

"مساء الخير".

"مساء الخير".

"هل عاد جوي؟".

نظرت مارثا الى غاري واجابت:" نعم, وقد كان سعيدا جدا".

ضحك غاري وهو يجلس على المقعد بجانبها وقال:"لا بد ان هذه ادخل السرور الى قلب الصغيرة".

نظرت مارثا الى وجه غاري وعلمت انه هو الاخر يتالم, وان كانت قادرة على مساعدته فسوف تفعل لذا سالت:" الم تفهم بعد لما اخبرتك الحقيقة؟".

لم يعرف غاري الاجابة رغم انه سال نفسه السؤال ذاته مرارا وتكرارا لذا اجاب بسخرية:" لا اعرف, ربما ظنت انها هكذا قادرة على ايلامي".

"من تخدع؟ انا ام نفسك؟ يا الهي كيف لم تكتشف الحقيقة بعد؟".

صمتت مارثا قليلا لتكمل قائلة:" في اول يوم قابلناها, في الكنيسة لم يصدقها احد, وذلك لسبب واضحا جدا, فقد ظنها الجميع طفلة, انا, انت, بريندا, الجميع , وقد كانت كذلك, رغم انها حاولت لبس جلد النمر, الا انها كانت طفلة, الا ان هناك سبب جعلها تخبرك الحقيقة, الا تريد ان تعرف ما هو".

حاول غاري التفكير بسبب الا انه كان مشتتا ولم يعرف, فهذه الايام السابقة جعلها تعب حتى لدرجة تمنعه من التفكير, فابعد بصره عن والدته لينظر نحو النجوم, بينما اكملت مارثا قائلة:" انت السبب غاري, لقد وقعت بغرامك".

اعاد غاري بصره نحو امه غير مصدق ما تقوله بينما هزت هي راسها قائلة:" ان جيني لم تكن تؤمن بالحب ابدا, مما دفعها بالابتعاد عن الرجال دوما, لذا فهي عذراء".

نهض غاري من مقعده وهو ينظر الى امه ويقول:" عذراء؟".

"نعم عزيزي, اعتقد ان هذا السبب الذي جعلها تخبرك الحقيقة, فان كانت عذراء فكيف تكون والدة جوي؟".

تكر تلك الليلة التي كادا ان يطارحا الغرام, ففهم اخيرا سبب تراجع جيني, لم تكن تريده ان يعرف تلك الطريقة, فاخرج مفتاحه من جيبه وابتعد عن الشرفة مسرعا.

"اين تذهب؟".

"لن استطيع النوم قبل ان اعرف الحقيقة".

"سوف انتظرك".

ركب غاري وهو لديه بصيص امل صغير, عليه ان يعرف ان كانت جيني تحبه ام لا, ولا يهم ان كانت امه مخطئة , فطالما لديه الشك فعليه ان يتاكد.

استيقظت جيني من نومها على صوت الجرس فشعر مايك بتحركها, فالتفتا الى الساعة ووجداها قد تعدت منتصف الليل وتساءلا عمن قد يكون قد اتى في هذا الوقت.

نهض مايك عن السرير, ليفتح الباب فاوقفته جيني لتشير اليه ان ياخذ صينية الطعام معه.

انتظرت جيني قليلا عودة مايك وحين رات مقبض الباب يدور سالت :" مايك, من حضر؟".

"انه انا".

عدلت جيني من مقعدها فارادت النهوض الا ان غاري اسرع اليهاو ارجعها الى مقعدها قائلا بحزم:" ابقي مكانك ولا تنهضي"

نظرت جيني الى غاري فلاحظت الحزن في عينيه وفي كلامه وسالت اول ما خطر ببالها:" اين مايك؟".

جلس غاري على الكرسي القريب من السرير ومن ثم ابتسم ابتسامة صغيرة وقال:" سالني عن امي فاخبرته انها ما زالت مستيقظة, لذا قال انه سيذهب اليها ليخبرها انه ابنها الضائع".

علت الدهشة على وجه جيني فقالت:" كيف علم؟".

"عندما سالته اخبرني انك لم تكذبي عليه سابقا وانه عنمدما كنت تتحدثين عن امي كان يعلم انك تخبئين شيئا فشعر بالامر عندما اخبرته بكل القصة, كما انه اخبرني انه قد شعر بشعور غريب عندما دخل غرفة جوي".

"علمت هذا".

صمتت جيني واخذت تنظر الى غاري وشكله المزري فسالت:" جديا غاري. ماذا تفعل هنا؟".

حك غاري انفه باصبعه وقال:" علمت انك مريضة واردت الاطمنئنان عليك".

طهيا لا بد انك كنت تريد ان تنجح عملية الانتحار حتى تستطيع التخلص للابد".

"هل تعتقدين هذا فعلا؟".

علمت جيني بداخلها ان هذا غير صحيح لكن شعورها نحوه يجعلها تتصرف بعدائية في كل مرة تراه فيها, لذا نظرت الى الجهة الاخرى من الغرفة دون ان تتكلم فاقترب غاري منها ومن ثم امسك بيدها الباردة.

"جيني لما لا تفهمينني, عندما تعرفت الى ديلين كنت رجلا تعيسا وضائعا, ولم افهم من حولي شيئا".

صرخت جيني به قائلة:" تتوقع من الجميع فهمك, لكنك لا تفهم اي شخص, كيف امكنك ان تفعل بي هذا؟ ان تحرمني من طفلي؟ وبعد كل شيء تنتظر مني الفهم".

"لقد شعرت انني مخدوعا, كنت محقة, سكنت في منزلي خمسة اشهر دون ان ادري الحقيقة, فشعرت انني مغفل, لذا غضبت ولم اعرف ما علي فعله, وكان الحل امامي وهو ان انتقم منك... لكن في الحقيقة اظنني كنت اعرف الحقيقة منذ البداية, فقد كان هناك صراعا بين عقلي وقلبي, فعقلي يقول انك فعلا حبيبتي السابقة وام طفلي بينما كان قلبي يقول لي ان هذا غير صحيح, فلا يمكن ان نكون قد خرجنا سويا, لانني لو كنت قد تعرفت اليك مسبقا لاخذتك من يدك وتزوجتك ولو بالقوة"

صدمت جيني من كلام غاري فما الذي يقوله, نهض الاول من مقعده ليكمل قائلا:" من اول مرة رايتك فيها توقفت عن التنفس, وكان قلبي ينبض بسرعة كبيرة, وعندما غادرت الكنيسة علمت ان علي ايقافك باي ثمن, لذا لحقت بك الى المطار, وقد كذبت عليك فانا لم اعرف ما الذي يحدث لقلبي وعقلي لذا قلت لك انني لحقت بك بسبب الصغير وهذا لم يكن صدقا, لانني لم انتبه له سوى في المطار, ومع الايام ازدادت حيرتي وازداد شعوري نحوك لذا بدات بالتهرب منك, وكمك شعرت بالغيرة حين دخل الاخوة كوينز الى الصورة, ااااااااااااااااه كم شعرت بالغيرة".

لم تستطع جيني التحدث فكل ما يقوله غاري غريب عنها ولم تكن لتحلم به لذا سكتت سامحة له بمتابعة الحديث.

"لقد فرحت كثيرا عندما علمت ان ديفيد مجرد صديق, وكم تمنيت لو كان هاريسون صديقا هو الاخر, لذا قد تعرضت الى اسوا الصدمات حين رايته يعرض عليك الزواج".

"رايته؟".

"نعم, كان لدي اجتماع في تلك الناحية من المدينة, وعندما رايتك تبتسمين, لم اتحمل البقاء لاراك ترتدين الخاتم, وحين رجعت الى المنزل كنت ترتدين القفازات ولم اعرف ما الذي حصل, واذا بك تطلبين مني التحدث ظننتك تريدين ان تخبرينني انك ستتزوجينه وانك ستغادرين المنزل بصحبة جوي, وما كنت لاقدر على تحمل هذا, لذا كنت لئيما جدا".

ارادت جيني تصديقه لكنها شكت انه ربما يخادعها, او يشفق عليها, وما كانت تريد هذا, فهي تحبه فعلا, وتريده لها وحدهاو وغير مستعدة لمشاركته مع اخريات, قد تقبل بها الان ليجعلها تنتظره طويلا في الامسيات عندما يكون برفقة امراة اخرى, لذا قالت بكل ما لديها من برودة:" عندما يحب الرجل امراة ما فانه يكون لها قالبا وروحا, وهذا ما لن تكونه ابدا, اخبرني ماذا عن سارة؟".

عرف غاري ان لكي يثبت لجيني ما يقوله عليه ان يتنازل عن اخر ذرة احترام لاجلها, وان عليه التضحية في سبيل ذلك, لذا توجه الى ناحية النافذة وهو يقول:" منذ ان تعرفت اليك لم استطع ان اكون مع اي امراة اخرى, حتى مع بريندا, وفي ذات يوم اخبرتني انك تلقين السحر علي, اما بالنسبة الى سارة, فقد سبق لنا ان جربنا علاقتنا معا ولم ننجح, فكيف تظنني ان قد اقيم علاقة معها مجددا, لكن وجودها كان سندا لي ذلك الصباح وهذا يعود الى كونك قد رفضتني في الليلة السابقة, حين طلبت مني المغادرة ظننت انني اثير اشمئزازك".

اسرعت جيني لتقول دون وعي منها:" هذا غير صحيح, لم اردك ان تعرف الحقيقة بتلك الطريقة".

تقدم غاري منها وجلس على السرير ينظر اليها وهي تدير له ظهرها, فوضع يده على جسدها وهو يقول:" هذا ما فطنت اليه الليلة, اخبريني جيني, لما قلت لي الحقيقة؟ فلو كنت مكانك لاحتفظن بالامر سرا, وذلك كي لا افقد طفلي, فلما بحت بالامر؟".

عرفت جيني ان يذل نفسه بهذه الطريقة مما جعلها تلتفت اليه لتخبره ما يريحه, فنظرت الى عينيه ورات ما سبق لها ان راته.

انها النظرة ذاتها التي راتها حين كان ينتظرها اسفل الدرج, وينظر اليها في المكتبة والحفلة, انها نظرة العاشق الى محبوبته, ولو كانت تعرف الحب قبلا لفهمت هذا الامر, لذا رفعت يدها الى خده وقالت:" احب نظرة عينيك هذه".

ابتسم غاري وقال فرحا:"انها ذات النظرة في عينيك, ولو لم نكن احمقين عنيدين لفهمنا ذلك".

ضحكت جيني وقالت:" لم اكن اعرف الحب يوما, لكنني مدينة بذلك لهاريسون فلولا عرض الزواج ذاك لما فهمت انني احبك وهذا كان سبب فرحتي تلك الليلة, لكنك افسدت الامور بغضبك".

"ماذا توقعت مني ان افعل؟ كنت اظن انني قد خسرتك الى الابد, لكن هذا الالم لم يوازي الالم الذي شعرت به حين علمت انك في المشفى وانك قد حاولت الانتحار بسببي. لقد شعرت بطعنة في قلبي وشعرت انني على وشك الموت , لذا ذهبت الى المستشفى لاراك".

"اذا ذلك لم يكن حلما او خيالا, فقد كنت الى جانبي فعلا, انت من اعادني من الموت, وبسبب وجودك معي, شعرت بطعم الحياة من جديد".

"ااااااااااااه جيني, لم اعد اتحمل فكرة الابتعاد عنك, فانا احبك اكثر من اي شيء في هذا العالم, وان هذا الحب الذي اشعر به لم يسبق ان شعرت به سابقا ولا حتى مع خطيبتي السابقة".

علمت جيني انه لم يعد هناك مجالا للشك فغاري يحبها كما تحبه, لذا التصقت به وقالت:" لا ادري متى وقعت بحبك غاري, لكنني كنت اعرف انه بوجودك كنت اظهر كل صفاتي السيئة, وان كلامك الجارح كان يؤثر بي ويجعلني اذرف الدموع لكنني لم اعرف السبب".

عانق غاري جيني بقوة وقال مبتسما:" لقد تمنيت هذه اللحظة لفترة طويلة, بحيث انني لم اعد اصدق شيئا".

"صدق غاري انني احبك وساحبك لكل ما تبقى لي من العمر".

تعانق الاثنان بكل حب وعلمت جيني انها قد تخطت اخيرا الخطوة الاولى والاساسية لطريق السعادة لجانب الرجل الذي تحبه من كل اعماقها.

الوفى طبعي 03-03-10 02:25 PM

:welcome_pills2::8_4_134::liilase:تمت والحمدة لله.

شكر خاص لحسن الخلق وشمس المملكة لحسن متابعتهما, وارجو ان تكون الرواية عند حسن ظنهما..........

في الحقيقة, انا اعيش في مجتمع لا يحبذ فكرة تطوير المواهب, ومنذ ان كنت في الرابعة عشر من عمري وانا اتمنى ان اصبح كاتبة, وهذا المنتدى قد اعطاني ما رغبت به دوما..............

عذرا على الاخطاء الاملائية فقد كنت مسرعة لكتابة الفصول لكم..........

اتمنى ان تشارك روايتي في مسابقة كتابة القصص...........


شمس المملكة 03-03-10 02:55 PM

رووعة النهااية


يعطيكي العافية

وبإنتظااار المزيد من الأبداع في المستقبل

حسن الخلق 03-03-10 08:25 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

مبـــــــــارك عليك و علينا النهايه :toot::toot:

جمييييله جدا جدا الله يعطيك العافيه

اشكرك شكرا جزيلا على تعبك و مجهودك فى النشر و اعرف انك كنت تكتبين بسرعه و مع ذلك التزمت و اجدت عملك فلا تعتذرى ابدا
كلنا مدينين لك بالشكر و العرفان لانك رغم الظروف انتصرت و فرضت موهبتك الخلاقه و مهما كانت الظروف قاسيه ان شاء الله هتصلى الى اعلى المراتب و هيكون لك شأن كبير فى عالم الابداع بفضل ارادتك و قوه مثابرتك
سعدت معك غاليتى و استمتعت بكل حرف قمت بكتابته
ان شاء الله انتظرك فى عمل جديد مبدع ايضا
و حتى لو كانت القصه انتهت فنحن سنظل اصدقاء دوما :friends:
دمتى بكل حب :flowers2:

fadi azar 03-09-12 03:50 PM

مشكورة على روايتك الرائعة بالتوفيق

نادين آراي 18-12-15 05:02 PM

رد: قسم تحت ضوء القمر
 
الوفى طبعي
شكرا... روايتك حلوة كثير
بالتوفيق ان شاء الله

nouriya 17-04-16 03:55 PM

رد: قسم تحت ضوء القمر
 
ملخص رائع جدااااا

مملكة الغيوم 24-04-16 01:12 AM

رد: قسم تحت ضوء القمر
 
جميله تسلم ايدك ياسمينه مبدعه احببت كل شخصياتها خصوصا مايك

ندى ندى 11-08-16 11:30 AM

رد: قسم تحت ضوء القمر
 
روايه رائعه جدا وقمة الابداع

تسلم ايدك حبيبتي ووفقك الله

فرحــــــــــة 01-01-17 08:09 AM

رد: قسم تحت ضوء القمر
 
غاليتى العزيزة
الوفى طبعى
قصة جميلة جدا والاحداث متسلسلة بكل دقة واحتراف
كم تمتعت بتلك التحفة الفنية الرائعة
فقد تمكنتى من ادواتك جيدا
فقدمتى لنا قصة جديرة بالقراءة
انتظر كل ماهو جديد لك فانا معجبة بما تكتبين
فلك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى


الساعة الآن 05:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية