منتديات ليلاس - حالات العقم تنخفض تدريجياً مع تطور التقنيات الطبية... ونسبة العقم التام لا تتجاوز خمس

يثير موضوع العقم مخاوف الأزواج الذين يحلمون بإنجاب الأطفال وتكوين أسر تحمل أسماءهم وتضمن استمرار عائلاتهم من بعدهم إلا أن تطور العلوم والتقنيات الطبية الحديثة جعل المستقبل يحمل وعودا للأزواج الذين لم ينجبوا أو لديهم عقم بتزايد فرص الإنجاب بعد إيجاد حلول هامة للعديد من الحالات المرضية لدى الرجل والمرأة وانخفاض نسبة الحالات التي لا أمل لها في الإنجاب.

هذا ما اكده الدكتور محمد أنور شنن أخصائي التوليد والجراحة النسائية والعقم في لقاء مع وكالة سانا حول موضوع العقم وأنواعه وأسبابه وطرق علاجه موضحاً أن العقم يعني أنه ليس هناك أمل في الإنجاب وهذا النوع لا تزيد نسبته على 10 بالمئة من العقم وأن هذه النسبة تتناقص مع الوقت وتطور الأبحاث.

وقال إن العقم هو عدم حصول الحمل خلال مدة سنة من الزواج غير الموقى وإن 90 بالمئة من الأزواج يتم الحمل لديهم في السنة الأولى مع العلم أن الخصوبة وهي احتمال حدوث الحمل خلال الدورة الواحدة هي 20-25 بالمئة وتتناقص هذه النسبة تدريجياً مع التقدم في العمر بدءا من العقد الثالث ويتسارع هذا التناقص في بداية الرابع.

وأضاف أن نسبة العقم لدى الأزواج تبلغ 10-15 بالمئة وهي في تزايد حيث يراجع للعلاج منهم 43 بالمئة و24 بالمئة منهم فقط يراجعون عيادات تخصصية و 2 بالمئة يخضعون لتقنيات الحمل المساعد كطفل الأنبوب وغيرها من التقنيات الحديثة وبالتالي فإن استقصاء ودراسة ما نسميه نقص الخصوبة يتم بعد مرور 12 -18 شهراً من الزواج .

وأوضح الدكتور شنن أن للعقم نوعين بدئيا و ثانويا، البدئي هو الذي لم يحدث فيه الحمل إطلاقاً أما الثانوي فهو الذي يحدث بعد حصول الزوجين على ولد واحد على الأقل، ولاستقصاء ودراسة أسباب نقص الخصوبة لدى الزوجين يجب دراسة الزوجين معاً كون الأسباب المشتركة موجودة لدى 40 بالمئة من الحالات ونؤكد على ضرورة البدء بدراسة الزوج في المجتمعات الذكورية.

وأضاف: للعقم أسباب عدة نصنفها ضمن ما نسميه عوامل العقم وهي العامل الذكري ونسبته 25-40 بالمئة والعامل الإباضي ونسبته 30-40 بالمئة من الأسباب الأنثوية وتتم دراسته بالأمواج فوق الصوتية وبتحليل عيارات الهرمونات، بالاضافة الى العامل العنقي ونسبته 5 بالمئة وخلل أو التصاقات بالبطن أو عدائية جوف البطن تجاه الخلايا التناسلية كما في الاندومتريوز أو ما نسميه داء الانتباذ البطاني ونسميه العامل البريتواني البوقي ونسبته 30-40 بالمئة من العوامل الأنثوية ويدرس بوسائل استقصاء غازية هي الصورة الظليلة للرحم وتنظير البطن الجراحي ولا يجوز إجراء مثل هذه الاستقصاءات الغازية قبل مرور ما لا يقل عن 18 شهراً على الزواج، وتشوهات جوف الرحم ونسميه العامل الرحمي نسبته حوالي 5 بالمئة ويدرس بالصورة الظليلة، والعامل المناعي للعقم للشريك الآخر ونسبته 13 بالمئة واخيراً العقم غير المفسر ونسبته 5 بالمئة.

وأوضح الدكتور شنن أن الوسائل الاستقصائية تقسم إلى وسائل غازية لا يجوز إجراؤها قبل مرور 18 شهراً على الزواج مع مراعاة عامل العمر لدى الزوجة، وأخرى غير غازية يمكن إجراؤها بعد مرور سنة على الزواج على أن يتم اجراء الوسائل الاستقصائية خطوة بخطوة وألا يجري تجاوز خطوة معينة، وقال إن تشخيص الطبيب من النظرة الأولى يدفعه للتوجه لشيء معين إلا أنه في موضوع العقم بالذات يجب استقصاء الأسباب واحداً تلو الآخر لأنه أحياناً يكون هناك 40 بالمئة من الحالات تكون فيها أسباب مشتركة لدى الزوجين، وفي موضوع العقم يجب الموازنة بين خصوبة الزوج وخصوبة الزوجة والجدير ذكره أن الخصوبة المثالية في عالمنا الحالي اصبحت قليلة لأسباب عديدة.

وأضاف: بعد استقصاء الحالة بشكل جيد نحدد الأسباب ونضع خطة العمل بالنسبة للعلاج والقاعدة الذهبية لعلاج العقم أن نكون حكيمين باختيار وسائل العلاج واللجوء في حالات معينة الى الحل الدوائي قبل الذهاب للجراحة التي يمكن ان يترتب عليها اثار جانبية يمكن ان تكون هي نفسها سببا للعقم، وفي نفس الوقت هناك حالات متقدمة كثيراً أو حالات العمر فيها لا يساعد يمكن ان نلجأ فيها للجراحة لحرق المراحل مؤكداً ضرورة الانتقال خطوة بخطوة في العلاج كما في الاستقصاء عن السبب وعدم الانتقال مباشرة إلى وسائل الاخصاب المساعد.

وأشار الدكتور شنن إلى ضرورة تحديد الطبيب الأولويات والسير بخط علاج محافظ وإعطاء فرصة له لرؤية النتائج علّها تكون جيدة، وحل عوامل منع الحمل عاملاً تلو الآخر لأن كثيراً منها لا يمنع الحمل مئة بالمئة وهي نسبية في تخفيض الخصوبة، مشيراً إلى أن العلاج يقسم إلى نوعين علاج محافظ وهو العلاج الطبي أو الدوائي وآخر هو العلاج الجراحي وتقنيات الحمل المساعد أو طفل الأنبوب.

وقال إن العقم قد يكون بسبب هرموني أو مناعي بشكل عام ولهذه الحالة أدوية معالجة ونحن نعالج الخلل الهرموني الحاصل ونعطيه فرصة لبيان النتائج قبل أن ننتقل للعلاج الجراحي وخاصة الجراحة التنظيرية التي أصبحت في هذا الوقت هي الحل الأمثل بالنسبة لحالات العقم التي تتطلب جراحة لأن الدخول على البطن يكون بثقوب محددة نفك فيها الالتصاقات لتصحيح الخلل او لعلاج بؤرة الاندومتديوز مؤكداً ضرورة عدم المغالاة بالتنظير إذا كانت الحالة استطباباً لطفل أنبوب في النهاية نظراً لآثارها الجانبية المترتبة عن الحرارة المستخدمة في التنظير والتي يمكن أن تكون سببا للعقم بحد ذاتها .

وأضاف أنه على الرغم من التطور الكبير في تقنيات الحمل المساعد بالنسبة لعلاج العقم في العالم وخاصة التي تعتمد على الخلايا الجذعية والتي أثيرت حولها الكثير من الشكوك إلا أن الإنسان لديه حدود تتسع يوماً بعد آخر مع تطور العلم منوهاً بأن أي عملية تحافظ على الانساب اذا كانت محفوظة بضوابط دقيقة وشديدة يجب الاستفادة منها.

واختتم الدكتور شنن بقوله يجب أن يكون الطبيب حكيما في انتقاء زمن الاستقصاء ووسائله اللازمة والضرورية وخطة العلاج المناسبة وأن يوازن بين الإيجابيات والسلبيات لأي إجراء سيقدم عليه من أبسطه وحتى أعقده ليصل الى المطلوب بأقل الخسارات والكلف وبأكثر الطرق. يذكر أن نسبة العقم التام في سورية كان عام 2001 وفق مسح مديرية صحة الأسرة 5 بالمئة.

ووصلت النسبة بين السيدات ممن سبق لهن الزواج وهن ضمن فترة الإنجاب 5,8 بالمئة مع الاشارة إلى أن معدلات الخصوبة انخفضت من 3,8 بالمئة لكل ولادة حية عام 2000 إلى 3,6 بالمئة عام 2008.

وبدأت وزارة الصحة وهيئة تخطيط الدولة والمكتب المركزي للإحصاء ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وصندوق الأمم المتحدة للسكان مسحاً صحياً يشمل عدداً كبيراً من المؤشرات والبيانات السكانية والصحية والاجتماعية التي يمكن الاعتماد عليها في صنع القرار وتحديد الأولويات ومن المتوقع أن ينجز هذا المسح في نهاية العام القادم وفق التقديرات الأولية.

فلك حمزة ـ سانا