منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   قنديل الضباب.... (https://www.liilas.com/vb3/t128971.html)

روح الامس 15-12-09 10:07 PM

قنديل الضباب....
 
قنديــــل الضبــــــــاب

ضحت كولين بمستقبلها و تخلت عن طموحاتها لتؤمن لشقيقتها الصغرى مستقبلا ناجحا ولكن كل تضحياتها بدت مهددة بأن تذهب هباء و السبب :روجيه بوشين
اوضح لها اليأس ما يجب ان تفعله
ستقتحم عليه قصره وستفتح معركه في عقر داره لكي تخلص اختها من براثنه فمن يظن هذا الرجل العابث نفسه؟
ولكن كيف لكولين أن تفلت بعد ان وقعت هي نفسها في شباكه؟؟



هادي اول رواية انزلها لكم
ان شاء الله تعجبكم

يلا لاتنسوا التعليقات الحلوة
منتظراكم



:8_4_134:

فجر 16-12-09 07:01 AM

موفقة بإذن الله في كتابتها

Rehana 16-12-09 12:18 PM

يعطيكـ العافية..روح مقدما

وبإنتظار الرواية

روح الامس 16-12-09 02:23 PM

امرأة من الزمن الغابر
نظرت كولين الى كومة الغسيل التي بدأت تتناقص كانت قد تأخرت في عملها ذلك الثلاثاء و أحست بالامتنان لالة الغسيل التي توفر عليها الكثير من العناء ولكن لا شك ان هذه الالة المسكينة ستعمل دون توقف حين يعود التوأم الى المنزل وكانت تراهن ان مارك لم يغسل منديلا خلال اقامته المطولة في مخيم العطلات اما مارشا توأم مارك التي تصغره ببضع دقائق والتي تقضي عطلتها مع عائلة فرنسية فقد تكون اكثر تعقلا
كانت تجد امامها الكثير من العمل مع ان اخاها واختها بعيدا وليس معها غير ابيها والمشكلة ان التوأم سيبدآن الجامعة في تشرين الاول والتحضير لهذا عمل كامل
لم يكن مارك مشكلة بالنسبة للثياب فلو ترك الامر له لارتدى قميص التيشيرت ذاته ولابنطلون الجينز اسبوعا بعد اسبوع لكنها لم تكن تسمح له بهذا اما مارشا فأمر اخر فمعزوفتهاالدائمة لاشيء عندي لارتديه وكان هذا المشهد يتكرر يوميا وبالتحديد منذ ان اكتشفت ان الثياب ليست مجرد شيء ترميه هنا وهناك في اكوام مبعثرة
لوت ابتسامه رضى فم كولين الجميل اللطيف فلسوف تصرخ مارشا من فرط السعادة حين ترى الملابس الجديدة التي خاطتها لها والتي تملأ الخزانه فلقد عملت ماكنة الخياطة بلا توقف منذ او اوصل الوالد مارشا الى العبارة التي ستقلها الى فرنسا
تلاشت ابتسامه فم كولين لانها تذكرت تصرف مارشا الدرامي حين اصر الوالد على عدم ذهابها الى فرنسا حينها تحول جارد بوكستر الى اب عنيد فتطور الجدال واصبح عنيفا فقد كان يرى ان الوقت مبكر لطفلة العائلة على ترك العش الامن وقضاء اجازتها في فرنسا حتى شهر تشرين الاول
اعدك بان تقيمي سنة كاملة في فرنسا وسيكون هذا جزءا من تعلمك اللغة و عليك القناعة بهذا
و لانها احست بانها ستخسر الجدال غيرت مارشا طريقتها فحاولت التملق والمخادعة والتزلف و لان اباها ظل على عناده انفجرت دموع الغضب واخذت تصيح بشكل درامي: ساموت لو لم تتركني اذهب ثم صعدت الى غرفتها
تنهد جارد قائلا لابنته الكبرى :لو ان امك حية
هو ومارك ومارشا متشابهون الطباع وكولين هي الوحيدة التي ورثت طباع امها الهادئة وكان الوالد دائما يقول لكولين حين تغضب مارشا :اذهبي وتكلمي معها
كانت كولين تتحمل جزءا من المسؤولية ولم يكن هذا من دون سبب فقد كان للجميع يد في افساد مارشا و الافراط بتدليلها يومذاك وجدت اختها مستقلية في سريرها و وجهها الى الاسفل تنتحب من اعماق قلبها ولم تستطع سوى ان تشعر بالشفقة عليها لانها كلما حاولت ان تتصرف بطريقة تدل على انها كبرت كانت تفشل فشلا ذريعا خاصة حين لا تستطيع تنفيذ ماتريد
راحت كولين تهدئها بنعومة : هيا الان طفلتي ليس الامر سيئا الى هذا الحد
انتحبت مارشا : انه لا يفهم ....لا احد ...منكم يفهم ..
مالذي لا نفهمه
لعبت كولين دور سيدة المنزل منذ ست سنوات اي منذ وفاة امها لكن حبها لاختها بدأ قبل ذلك بكثير ابدت افكارها عن المحنة التي تلت موت امها وقالت متملقة : اخبريني حبيبتي
انتم لا تفهمون او لا تريدون ان تفهموا كم احتاج الى تعلم الفرنسية قبل ان اذهب الى الجامعة
وعادت تجهش بالبكاء
تعرف كولين مدى المجهود الذي بذلته مارشا في دروسها لتكسب مكانها في الجامعة لكن اختها كسبت من الدراسة مافيه الكفاية و يجب ان تستريح قبل بدء الدراسة لكنها لم تقل شيئا مما تفكر فيه بل بدل من ذلك تعاملت معها بالطريقة التي طالما تعاملت بها مع ازمات مارشا سألت بهدوء : ايمكن ان تقولي لي لماذا تعتبرين الامر مهما الى هذا الحد؟
انت تعرفين لماذا
قالت كولين بصبر دون ان تعرف مالذي يدور في راس اختها : اخبريني مرة اخرى
ردت مارشا بغضب :ولماذا اخبرك مرة اخرى
قالت كولين :لانك اذا لم تفعلى لن اتمكن من فهم وجهة نظرك
بعد ربع ساعة عرفت كولين ماكان يعتمل في نفس مارشا فقد بذلت مجهودا شاقا لتقبل في قسم اللغة الفرنسية في جامعة "يورك" المرموقة لكن هذا الانجاز فشل في اعطائها الثقة بقدرتها على النجاح في دراستها الجامعية
وكانت مارشا تعتقد انها لن تتمكن من احراز النجاح حين يبدأ العام الجامعي اذا لم تقض العطلة في فرنسا حيث تتحدث يوميا بالفرنسية وهذا ماجعل كولين تعرف بطريقة ما انها ستضطر الى اقناع ابيها بالسماح لمارشا بالسفر فاختها الصغيرة لن تبقى ثائرة وغاضبة فحسب بل ستجعل الحياة في المنزل جحيما للجميع وما من احد يستطيع البقاء غاضبا مثل مارشا واذا كان السفر سيمنحها الثقة التي تنشدها فسيكون هذا تعويضا صغيرا عن الاوقات الصعبة التي مرت بها
فلطالما كانت مارشا مصابة بالربو الخفيف في الثانية عشرة حين توفيت امهم المحبوبة اصيبت مارشا باول نوبة لها كانت مذعورة جدا وهي تشهق وتعمل جاهدة لتتنفس وكانت كولين التي تكبرها باربع سنوات تخاف ان تخسر اختها كما خسرت امها اما الاب الذي كان مصدوما من فقدان زوجته فقد ترك كل شيء على عاتق كولين التي اعتنت باختها اعتناءا كبيرا
حين استعادت مارشا عافيتها كانت راحة كولين عظيمة لكن نوبة ثانية لحقت بالاولى وبقيت كولين بعيدة عن مدرستها لتعتني بها ثم مالبثت ان ابتعدت مرة اخرى عن دراستها في النوبة الثالثة لكن بعد خروج مارشا من محنتها لاحظت كولين ان جميع افراد الاسرة يتألمون ولا ام تهدئ من روعهم
رغم جهودها الشاقة لتوفق مابين الطبخ والتنظيف و تدبير المنزل وتنفيذ وظائفها الدراسية كان يبدو على المنزل الكبير جو من الاهمال لقد املت كولين الذهاب الى الجامعة يوما لكن حين رأت اخاها مارك الذي كان عفريتا لا تغادر الضحكة فمه يبدو الان تعسا ومرتبكا يدور في المنزل على غير هدى عرفت ان على التعليم ان ينتظر علمت ان امامها طريقا طويلا تسير فيه وحدها فقد اصبح والدها منطويا على نفسه بحيث بات من الضروري ان يدفع للذهاب الى العمل كليوم واخيرا توصلت كولين الى قرار سريع لا رجوع عنه فهي في السادسة عشرة وهذه سن قانونية لترك المدرسة
في الصباح التالي ولم تكن قد قالت كلمة لابيها اتصلت بمدير المدرسة لتقول له انها لن تعود الى الدراسة
رد عليها بلطف :لايمكنك فعل هذا
كان يعرف انها تواجه مشاكل منزلية لكنها قالت بحزم وادب : لقد اتخذت قراري سيد لاكر
يومذاك ظنت ان والدها سيضرب راسه في السقف حين يعرف لكن بسبب اغراقه في الحزن لم يكن اي شيء قادرا على التأثير فيه وكان كل ما قاله "ربما هذا افضل " ولم يكن هناك سبب يدعو كولين للندم على قرارها ففي تلك الستة الاولى عصفت بالعائلة ازمتان استلزمتا كل وقتها فقد اصيبت مارشا بأسوأ نوبة ربو عرفتها و نقلت الى المستشفى و حين عادت الى المنزل كانت متوترة واخذت تتوسل الى كولين ان لا تتركها تعود الى المستشفى ثانية
اما الشيء التالي الذي حدث فهو ان والدها فقد فرصة حصوله على قسمه الخاص في مركز الابحاث فبسبب قلة اهتمامه بابحاثه الكيميائية نال شخص اخر الترقية قبله
قال لابنته متذمرا :لن يحظى من هو في مثل عمري بفرصة اخرى لكني لا ابه لذلك
في العالم التالي ثاب والدها الى رشده فعاد الرجل الذي كان قبل ان تحل به الكارثة لكن المرض الذي ظل يهدد مارشا التي كثيرا ما تغيبت عن المدرسة اما مارك الذي كان يتلقى عنايه خاصه من اخته الكبرى فقد عادت البسمة الى وجهه وما ان اقترب عيد ميلاد التوأم الخامس عشر حتى حدثت المعجزة وودعت مارشا داء الربو ..
و صدقت كولين ما قاله الطبيب وهو ان خمسين بالمئة من مرضى الربو يشفون منه بعد ان يكبروا في السن ومر اسبوع ولم تحتج اختها الى اي دواء لكن حين ظهرت كل الدلائل ان مارشا شفيت وبدأت تشارك مارك حديثه عن دخول الجامعة أخذت كولين فجأة تفكر في دراستها التي لم تنته فكرت ان الكثير من النساء يدرن بيوتهن بنجاح وفي الوقت عينه يعملن بدوام كامل فقررت ان تفاتح والدها في الموضوع
اذاعدت لدراسة السكرتاريا فهل سيشوش ذلك برأيك امور العائلة كثيرا فلربما حصلت على عمل فيما بعد
لم يخطر ببا ل الاب يوما ان كولين تريد شيئا من الحياة تكثر من العناية بهم لذا سألها وتعابير الدهشة تظهر على وجهه: أتريدين الخروح للعمل ؟
ردت بسرعة : لن يتغير شيء هنا ما عدا ان التوأمين سيضطران لاطعام نفسيهما ريثما اعود في المساء لكنهما كبيران كفاية ليتمكنا من صنع كوب من الشاي و سندويش اذا لم يستطيعا الانتظار للعشاء
بعد حصولها عل مباركة والدها بدأت كولين بدراسة السكرتاريا في الاسبوع الاول من دراستها اظهرت مارشا السخط اما مارك فأظهر شيء من التحفظ اما كولين فظنت انهما لن يابثا ان يتعودا لكن ذلك لم يحصل..
فبعد شهر على دراستها عادت الى المنزل فوجدت مارك ومارشا يتشاجران مارشا تحب سماع موسيقى البوب اثناء القيام بواجباتها المدرسية ومارك لا يحب هذا لذا ذهب الى غرفتها ليطلب منها خفض صوت الجهازكلمة من هنا وكلمة من هناك حتى وصل الامر ان صفعت مارشا اخاها ولشدة غضبه نسى مارك اهتمامه بها واعاد لها الصفعة ثم هجمت مارشا بغضب الى غرفته وبدأت برمي كتبه واغراضه على الارض ورد عليها مارك بنفس الطريقة
رأت ان دروس السكرتاريا مهددة بالابتعاد لذا احست كولين بغضب يكاد يدفعها الى ضرب رأسيهما معا لكن مارك كان عنيدا ورفض الاعتذار و مارشا تحدته ولم تعتذر لكن كولين استطاعت ضبط اعصابها بطريقة ما وتعاملت مع الازمة بهدوء كما تعاملت مع ازمات سابقة و لكنها لم تستطع كتم ما حصل عن والدهم فقد شكا كلا التوأمين مطولا خلال وجبة العشاء وكان ان يتصور جارد ان المنزل ينقلب الى حلبة مصارعة خلال غيابه وغياب كولين لذا لم يكن غريبا ان تقول كولين وهي تبلع ريقها ان الوقت غير مناسب لمتابعة دراستها
لكنه احتج : ليس من العدل ان تتوقفي عن الدراسة لان هذين الاثنين لا يتصرفان بشكل متمدن
وجدت كولين نفسها تدافع عنهما : انهما يمران بمرحلة حرجة من تطورهما النفسي
لكنك لم تمري قط بهذه المرحلة كنت اكبر منهما حين ماتت امكم وتحملت ...كل....
وماتت الكلمات ما ان استرجع ذكرى زوجته التي عاش معها طويلا في الاشهر التالية بدأت كولين تعي انها ربما تضطر للتخلي عن دراستها وعرفت انها لم تكت مخطئة قط حين قالت ان التوأم يمران بمرحلة صعبة من نموهما
مارشا مزاجية دائمة التقلب و هي قادرة على افساد كل شيء لكن كولين تعلمت منذ زمن كيف تتصرف حين تبدأ شقيقتها الصغرى بافتعال المشاكل اما حين اصبح مارك هو المشكلة الكبرى فقد شعرت انها كاد تخرج عن طورها فجأة اصبح كثير الجدل مزاجيا وقد حاولت كولين جاهدة ان تتفهم عدوانية الشباب التي حلت في نفسه الا ان هذا لم يكن امرا سهلا ولان مارك اصبح يعترض كثيرا على كل شيء وصل الامر الى مواجهه عنيدة مع ابيه
ففي احدى المرات تحدى مارك سلطة ابيه كما يتحدى كل شيء بجده امامه كاد جارد يضربه لكنه قال لابنته بعدهدأت المعركة :انت اكثر صبرا مني كولين فهل يمكنك التفاهم معه ؟
لم تكن تعلم ان كانت قادرة فعلا على ذلك لكن بعد مرور سنة عاملت كولين خلالهمارك بكثير من الصبر بدأ مارك يتغلب على مزاجيته وفي احد الايام جاء الى المطبخ ورمى بباقة زهور بين يديها وقبلها وتمتم بشئ لم تفهمه ثم اختفى فاحست كولين كانها تلقت هدية ملوكية توالى شريط الذكريات في مخيلتها فاحست بالدمع يحرق مقلتيها وكانت هذه الدموع اليد التي طرقت على باب الذكريات فايقظتها منها وتذكرت كل ماعليها فعله اليوم فليس لديهت الوقت لتقف متكاسلة غارقة في الذكريات لكنها لم تستطع الا الشعور بالرضا فبالرغم من كل المحن يبدو كل شيء مسقرا الان عما قريب سيبدأ مارك دراسته الهندسية المدنية في جامعة اوستن بينما مارشا وبمساندة منها موجوده الان في النورماندي تبني ثقتها بنفسها وستعود عما قريب لتبدأ دراستها في جامعة يورك حتى والدهم الذي كان قد تخلى عن كل امل في الترقية سيحصل على فرصة اخرى فبعد الغد سيواجه مجلس الترقيات اما بالنسبة لها فقد رأت ان جوا من الاستقرار يخيم على العائلة وادركت ان منزلها لم يعد بحاجة ماسة اليها لذا قررت العودة الى دراسة السكرتاريا في الشهر القادم
كان الشعور بالرضا يغمر نفس كولين وفيما كانت مستغرقة في العمل لمحت ساعي البريد يدخل الى الحديقة فذهب فورا الى الردهة لقد استلمت يوم الجمعة الماضي بطاقة بريدية من مارك لذا من غير المحتمل ان تستلم منه شيئا في وقت قصير هكذا اما مارشا فقد مر وقت على اخر اتصال لها واضح ان اختها الصغرى تستمتع بوقتها فهي لم تكتب الا رسالة واحدة
كان الظرف الذي دسه ساعي البريد في صندوق البريد معنونا لها ولابيها معا وهو يحمل طابعا بريديا اجنبيا اخذته كولين بلهفة واسرعت تفتش عن فتاحة الرسائل فتحت الرسالة فلاحظت ان اختها كتبت رسالتها على اوراق مضيفيها الخاصة المعنونة باسمهم ثم بدأت تقرأ..
شهقت كولين بذهول ثم تابعت قراءة الرسالة للمرة الثالثة كانت كل دلائل الرضا اختفت عن وجهها تهاوت على اقرب مقعد وبدأ تفكر في اختها التي تملك موهبة كبيرة في اختلاق المشاكل ولم تستطع الا ان تتساءل كيف سمحت لنفسها بالتفكير في ان الاوضاع في العائلة تسير على خير ما يرام فما اقدر مارشا على القضاء على هذا الهدوء العائلي حتى وهي بعيدة عن المنزل وعن انكلترا لم تفقد شيئا من قدرتها على افساد الامور
قرأت كولين رسالة مارشا مجددا يبدوا ان مارشا تتصور نفسها واقعة في حب السيد روجيه بوشين مضيفها واعادت كولين قراءة ماكتبته اختها الصغرى عنه وعن روعته عن تحذلقه وعن اسفاره الكثيرة وتجاربه المتنوعة واستوقفتها عبارة مارشا : انا واقعة في حبه بشكل بائس لكنها لم تصدق ما قرأت فمارشا التي لم تكمل يوما شيئا حتى نهايته ظنت نفسها تحب اكثر من مرة ولكن تسرعها لم يكن يدوم اكثر من بضعة اشهر
ولعل اكثر ما ذهل كولين بهذا الافتتان هو انجرافها الشديد فقد اعلنت مصممة " قلبي هنا في فرنسا اعرف انكما ستتفهمان الامر وتتمنيان لي السعادة حين تعرفان انني قررت ان لا اذهب الى الجامعة وان لا اعود اصلا الى انكلترا بل قررت ان ابقى هنا مع حبي ...روجيه"
تتمنى لها السعادة ! احست كولين برغبة في ان تصفع اختها بحدة بدل ان تتمنى لها السعادة واذهلها ان تفكر مارشا بعدم الالتحاق بالجامعة خاصة بعد كل هذا الجهد الذي بذلته للحصول على مقعد هناك



غــلا 19-12-09 05:45 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

روح الامس 19-12-09 10:45 PM

سرت رعشة خوف في جسم كولين عندما ادركت ان الدروس الجامعية قد تبدأ قبل ان تفيق مارشا من احلامها الوردية وتعرف ان المسيو ليس رائعا كما تظن وتعود الى وطنها
تذكرت بوضوح ذعر مارشا من انتبدأ الدروس قبل ان تصبح متمكنة من اللغة الفرنسية وفي الواقع لم يسمح لها بالذهاب الى فرنسا الا لهذا السبب و تصورت كولين الذعر الذي سيحل بمارشا لو اضطرت الى بدء دراستها بعد بقية الطلاب بشهر او شهرين هذا اذا ابقت الجامعة مكانها شاغرا
لم تكن مارشا ناضجة كما يجدر بفتاة في مثل سنها ولم يكن هذا يقلق كولين التي اعتقدت ان مارشا ستنضج بعد ان تلتحق بالجامعة وترى الحياة بعد امعان التفكير قطعت كولين عهدا على نفسها بان تفعل المستحيل لتذهب اختها الى الجامعة في الوقت المحدد
فجأة خطرت على بال كولين فكرة ازعجتها لم تكن قد فكرت فيها ما دور روجيه بوشين في كل هذا ..؟
حين كانت مارشا في السابق تظن انها واقعة في الحب كان ذلك الحب متبادلا فالفتيان الذين تعلقت بهم من قبل بدوا جادين فهم كانوا يمطرونها بالاتصالات الهاتفية او يحومون حول منزلها اما على الهاتف او على عتبة الدار لكن روجيه بوشين ليس بالفتى الصغير بل هو رجل واذا كان وصفها صحيحا فهو رجل مثقف متحذلق يعرف خبايا الدنيا
آه ...يا إلهي ! وبدأ الذعر يستبد بكولين حين تذكرت ان روجيه بوشين يدير مؤسسة فخمة ناجحة في باريس ويمتلك عددة عقارات في النورماندي ! وهو الى ذلك قد ترك مقاعد الدراسة منذ زمن بعيد ! هل من الممكن ان يحب فتاة في الثامنة عشرة من عمرها ؟ وازداد ذعر كولين حين خطرت في بالها فكرة اخرى ...هل اوهم مارشا بانه يحبها لكي تسمح له بتنفيذ اغراضه الخاصة معها ؟؟
راجعت ما كتبته مارشا مرة اخرى لكنها لم تجد في اي مكان اي دليل على انه اعترف لها بانه يحبها وهذا يعني انه لم يحبها ولو فعل هذا لما اغفلته اختها الطائشة ابدا
لكن هذا لم يشعر كولين بايه راحة ثم هدأ سخطها قليلا لانها تذكرت رسالة الرجل الفرنسي لوالدها التي وافق فيها على استضافة مارشا في قصره لحين بداية دراستها
كان روجيه بوشين قد كتب ان هذا سيكون مفيدا لكليهما فشقيقته مدام ديكلان تتوقع ان ينضم اليها زوجها في وقت لاحق ليمضي اجازته في الشاتو مع ابنتهما فيفيان التي تماثل مارشا سنا والتي تتطلع شوقا لرفيق تستطيع معه ان تقوي لغتها الانجليزية
اذن لابد ان مدام ديكلان وابنتها فيفيان في القصر وهذا ما اكدته مارشا في الرسالة بعثت بها بعد اسبوع من وصولها الى النورماندي وذكرت فيها ان مضيفها اعزب حينذاك لم تلق كولين او والدها بالا للامر فقد تكلمت مارشا عن رحلات مضيفها المتكررة الى باريس لابقاء عينه على مصالحه العملية كما تحدثت عن جمال النورماندي لكن القسم الاكبر من الرسالة كان يدور عن اناقة فيفيان الفرنسية وعن النشاطات التي تقوم بها الفتاتان
خف ذعر كولين قليلا حين تذكرت وجود السيدة ديكلان في الشاتو فبسبب وجود ابنتها التي تماثل مارشا عمرا فستكون مضطرة للاشراف على مارشا ايضا واستمرت كولين تفكر ماذا ستفعل
تعرف انها اذا كتبت تطلب من مارشا ان تعود فورا الى الوطن فلن تحصل على نتيجة فهي تعرف ان اختها سستحداها فكرت في ان تتصل بوالدها لتسأله رأيه ولكنها عدلت عن رأيها فقد حدد موعد مقابلة الترقية يوم الخميس وهو متوتر الاعصاب سلفا لذا اخر ما يحتاج اليه الان هو ان تكدر مارشا صفو افكاره
لكن كولين فكرت انه سيعرف على اي حال فلا طريقة تستطيع فيها اخفاء رسالة مارشا عنه وادركت انها لن تستطيع البقاء مكتوفه اليدين حتى يعود والدها الى المنزل ليلا لابد ان تفعل شيئا لتخفف من صدمته حين يقرأ الرسالة
نظرت الى الرسالة مجددا واحست بالغضب من مارشا لقد سبق ان كتبت لها لتخبرها عن حصول والدها على فرصة اخرى لترقية ومن السيء ان تكون اختها مهملة الى هذه الدرجة الا تعرف ان هذه الاخبار ستشغل باله وهذا اخر ما يحتاج اليه الان ؟
فجأة لمحت كولين على طرف الورقة التي استخدمتها اختها للكتابة رقم هاتف شاتو بوشين امامها فعرفت فورا ماذا ستفعل
اتجهت الى الهاتف وهي تأمل ان يكون لديها ما تقوله لابيها ينقذه من الذعر حين يقرأ الرسالة
استجمعت هدوءها وطلبت الرقم وسرعان ما بدأ الخط يرن
كانت مادة الحساب الموضوع الرئيسي لدراستها في المدرسة اما اللغات فكانت ضعيفة فيها
عندما رد عليها شخص لم تفهم من كلماته شيء فسارعت تقول : انا لا اتكلم الفرنسية ..هل تتكلم الانجليزية؟
جاءها الرد" نعم ...بالطبع"
ثم اضاف الصوت بانجليزية صحيحة ولكنة فاتنة ألغت ارتياحها : عم تودين ان تتحدثي؟
تعاظم الشك في نفس كولين ..لا شك ان هذه الفتنة قد تحول مارشا الى بلهاء
سألت : انت مسيو روجيه بوشين ؟
سادت لحظة صمت ..ثم أجاب وأدب فاتن في صوته : روجيه بوشين في خدمتك مدموزيل...؟
أنا كولين بوكستر ...شقيقة مارشا
منعها ولاءها لاختها ان تقول له شيئا عن الرسالة لكن التفكير في ما جاء فيها جعل صوتها باردا مجددا وهي تسأل:
هل لي ان اتكلم مع مارشا ارجوك ...مسيو؟
يؤسفني انك لا تستطيعين الان مدموزيل
دل صوته على انه سئم الحديث معها او ربما لم يعد يهتم لها كثيرا بسبب طريقتها الباردة في الحديث ..أردف : شقيقتك ليست هنا الان ..فإذا كانت هناك رسالة ملحة ...
قاطعته: وهل خرجت مع فيفيان ؟
ازداد قلقها حين قال روجيه بوشين باللهجة المؤدبة ذاتها : لسوء الحظ ان لويس والد فيفيان مرض منذ بضعة ايام واضطرت فيفيان وامها لترك قصري لتكونا الى جانبه
دفعتها طبيعتها الحساسة الى السؤال عن صحة المسيو ديكلان وكانت تهم بالتمني له بالشفاء العاجل حين انعقد لسانها فجأة ..فجأة ادركت ان مدام ديكلان التي يفترض بها ان تكون في الشاتو للاشراف على مارشا قد تركت القصر لذا فهناك امور اخرى يجب ان تشغل بال كولين اكثر من صحة السيد ديكلان
سألت غير قادرة على اخفاء ذعرها: ومارشا ..أما زالت في الشاتو معك ..؟
جاء الرد الحاد: بالتأكيد هذا ما اتفقت عليه مع والدك اليس كذلك؟
لكن ...
قاطعها روجيه بوشين : اوه ...فهمت ..
الواضح انه لاحظ ذعرها لكنه لم يعرف السبب الحقيقي وراءه
فقال كأنه يريد ان يخفف من مخاوفها : مارشا بخير ..تبدو سعيدة هنا ولم تذكر قط انها تفتقد فيفيان كما تبدو قانعة تماما برفقتي الوحيدة
أتقول ان مارشا ليس لها رفيق في منزلك سواك مسيو؟
طبعا هناك الخدم ..لكني لا اعتقد ان اختك تميل للامور المنزلية
يبدو انه متمكن من الانكليزية كتمكنه من الفرنسية لذا فان استخدامه لكلمة تميل كان متعمدا احست كولين انه يسخر منها كما تعاظم شكها بان افتتان مارشا ليس من جانب واحد فقط وباتت شبه متأكده من ان شيئا ما يدور بين الاثنين
بذلت جهدا لتبقى هادئة مهذبه : لا اظن مسيو ان من الملائم ان تعيش شقيقتي بمفردها معك في منزلك..
ابلغته وجهة نظرها وانتظرت الرد ولم تنتظر طويلا ولكن يا للذهول !! لم يكن الرد بالكلمات بل ....بالضحك ! صعقت وادهشها ان يجد ماقالته مسليا ..وهذا ماجعل من الصعب عليها اكمال الحديث بأدب وقور
قالت ببرود: مسرورة انك تجد الموقف مسليا مسيو ..ولكن ..
قاطعها والتسلية مازالت في صوته : هل فهمتك بشكل صحيح ؟ هل قلت انك شقيقة مارشا؟
أكدت بحدة : هذا صحيح ..لماذا تسأل؟
رد: قالت لي مارشا ان شقيقتها في الثانية والعشرين مع ذلك يصدمني ان تتحدثي معي كجدة اكثر منك كاخت
لم يكتف بهذا بل سألها محاولا كتم ضحكة تكاد تنفجر: ألم يقل لك احد مدموزيل اننا الان في الربع الاخير في القرن العشرين
يالوقاحة هذا الرجل البارد ! كيف يجرؤ على السخرية منها ! لكنها تمكنت من منع نفسها عن الرد بوقاحة مماثلة : قد نكون في اواخر القرن العشرين مسيو لكننا هنا في انكلترا نميل الى الاهتمام بما يحدث لصغارنا
عندها اختفى المرح من صوته وسمعته كولين يرد بصوت بارد فيه لمسه من العدوانية : أتلمحين أننا في بالدنا لا نهتم بصغرانا؟
ردت محاولة اختصار الجدال معه : ما ألمح اليه مسيو هم ات تقول لشقيقتي ان تعود الىالوطن فورا
لم تعجبه طريقة كلامها اذ قال بخشونه ونفاذ صبر : اقتراحك مدموزيل يبدو لي امرا ..
افهمه كما تشاء اريد ان تعود شقيقتي الى انكلترا دون تأخير
اكتشفت كولين فيما بعد ان هذه ليست الطريقة المثلى للكلام مع سليل البيوتات النبيلة في فرنسا لكن لم يسبق ان كدرها احد مثل هذا الرجل مع ذلك صدمت حين تخلى عن ادعاء الادب واجابها بالعجرفة ذاتها : انا لا اخذ اوامر من احد اذا كنت تريدين شقيقتك مدموزيل بوكستر اقترح عليك ان تأتي بنفسك لتأخذيها بنفسك وأقفل سماعة الهاتف
بعد مرور ساعتين كانت كولين لا تزال ترغي وتزبد مما قاله روجيه بوشين من انها من بقايا القرن السابق واصبحت كراهية هذا الرجل الفرنسي تسري في دمها لكن ماذا ستفعل بخصوص مارشا؟
استعادت حيثها مع روجيه بوشين اللعنة على الرجل ! انها متأكده من انه لن يرسل شقيقتها الى موطنها
فهل من الممكن ان يخبر مارشا ان شقيقتها قلقة عليها ؟
اوه ماعساها تفعل بشأن مارشا ؟

posy220 25-12-09 12:05 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية :flowers2:

اسماء88 25-12-09 05:15 PM

جزاك الله الف خير

ايبرو 30-12-09 02:27 AM

:يسلموعلى المجهود الرائع
اناقريت الملخص واواواواواواوا
ياليت تتكمل علشان ابلش قرايه

safsaf313 30-12-09 01:13 PM

روح حبيبتى روايتك روعه وشدى حيلك الكتابه صعبه شويه هههههه بس مع تشجيع البنات هتختفى صعوبتها وانا اول المشجعات ليكى ومستنيه التكمله يا قمر

روح الامس 03-01-10 01:31 PM

يا بناااات
اااااسفة
بقفل الرواية لين اخلص امتحانات
بس دعواتكم ويااااي اخلص امتحانات بتفوق
وانزلها لكم كاااااملة ان شاء الله
بس لا تنسوني من الدعوات
ترا محتاجة لها كثييير
و تعويض عن تأخيري راح انزل كم رواية ثانية يجننوا
بس برضو بعد الامتحانات

dali2000 05-03-10 08:11 AM

مرحبا

تم فتح الرواية من قبلي

موفقة بالتنزيل

قماري طيبة 19-03-10 08:27 AM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ايبرو 04-04-10 07:07 PM

وينك ياعسل ماكن هالاختبارات طولت
اتمنى تكوني بخير وتكمليلنا الروايه
تقبلي مروري :cool:

اعتمادات 04-04-10 11:15 PM

رواية جميلة

تسلم ايديكى وبارك الله فيكى


http://i166.photobucket.com/albums/u.../ty/ty0807.gif

Cheer 14-05-10 04:43 AM


يعطيك الف عافية اختي

بس يآريت تكملينها لنا ..

في وحدة آذتني عليها لوووووووول




الرحمه سر الحياه 24-07-10 03:32 PM

شكراااااااااااااااااااااا

lolita07 01-11-10 08:12 PM

فييييييييييييييييييين بقية الروابة لو سمحتواا

Rehana 06-02-11 09:24 PM

صاحبة الرواية تعتذر عن تكملة الرواية

تنقل الى الإرشيف


الساعة الآن 06:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية