منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t127238.html)

Rehana 11-12-09 01:19 PM

رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up3//uploads/...91ee5da58f.jpg

السلام عليكم


رجـــل الغــابـــات

للكاتبة: مارغريت روم

للأمانة رواية منقولة من العضوة ..ورده قايين

الله يعطيها العافية

يلا نبدأ .....

الملخـــص

كوروبيرا...رجل الغابات, لاعجب فكرت ريبيل بأن يطلق قبائل الامازون البدائيين هذا الاسم على لويس مانشنت, انها لم تلتق شخص يشبهه ابداً...متحضر وبدائي في نفس الوقت.
حيث يعيش في الغابات حياة رجل بدائي تناقضها حياته المتحضره بعيداً عن الغابات.
يفهم الحياة البسيطة للشعب الهندي, وكان هذا ما لاحظته ريبيل عندما وجدت نفسها وحيده معه في قلب مملكة الادغال حيث وجدته ساحراً..ولكن مع الايام تعلمت ريبيل بأن حبه وعشيقته الوحيده كانت وستبقى غابات الأمازون.

Rehana 11-12-09 01:22 PM

الجزء الأول



" لن يطول الوقت حتى نهبط , سنيوريتا , واعتقد بأن
الطائرة سوف تهبط خلال خمسة عشرة دقيقة"
" كيف تستطيع التأكد "
قالت ريبيل ذلك , بينما كانت الطائرة تعبر فوق بحر من الغابات كوحش اخضر ممل يطغي على كل حدود الأفق ,وادي الأمازون او حوض الأمازون واحد من الأماكن القليلة التي لم تطأها قدم انسان والتي مازالت مجهولة لديه , تحتوي على مناطق كثيفة لم تطأها قدم الرجل الأبيض , حيث الطرقات الوحيدة كانت الأنهار 0
وحيث كانت هناك اقاليم اطلق عليها اسم اقاليم غير مستكشفه على الخارطه الرازيليه , ولقرون جذبت هذه المنطقه المستكشفين كما المغناطيس وكذلك المغامرون بحثا عن الأرض الخرافيه المسماة الديابلو حيث الخيول
مصنوعه من لذهب والفضة وحيث الأحجار الكريمه تصطف على طول الطريق0
وبينما نظرت الى الكرسي المقابل لها , حيث والدها يجلس وفمه يفصح عن ابتسامه في الحقيقه كان والدها نموذجا للبروفسور النموذجي , وكان ايضاً ضحية لجنون الأمازون , كان واحداً من كتيبه رجال اسرتهم هذه العشيقة , الجميلة المكتنفة بالغموض والأسرار0
" انا لست خبيراً في علم البحار , سنيوريتا " ضحك تلميذ العلوم مضيفاً " لايهم كم من المرات قمت بهذه الرحلة , حيث مازلت اجد نفسي مذهولاً كما تبدين انت بعد اميال من الخضرة ذاتها 000لا انها هذه " هز الساعة حول معصمه وقال " ذلك يخبرني بأن وصولنا اصبح وشيكاً "0
*********************************
" كان لطفاً منك ان تتولى رحلة متعبة كهذه من اجل ان تلقانا في المطار " قال ذلك البرفسور ستورم بأبتسامة وأضاف " انا وأبنتي ندين لك بالشكر , سيد دومينيك "
" ارجوك اسمي باولو "
حث الشاب البرازيلي البرفسور بينما عيناه فوق وجه ريبيل .
" لاداعي للشكر ...يسرني ان اكون تحت الخدمة والى جانب ذلك ...." افصح عن ابتسامة وأضاف " لقد كنت انفذ اوامر رئيسي "
" آه , نعم لقد سمعت الكثير عن السنيور لويز مانشنت" وكل ما سمعته كان جيداً , انني اتطلع للقاءه , اخبرني " انحنى ناحيته وأضاف " هل هو على اطلاع تام بعادات شعب الأمازون الداخلي كما يقولون ؟ هل صحيح يزور ويتشاور مع قبائل صائدي الرؤس ماقبل التاريخ ؟"
" اجل برفسور "
اومأ باولو مؤكداً , وتعابيره اصبحت جدية .
" انه يصبح كتوماً عندما يصبح هؤلاء القوم محور الحديث "
" ولكن لماذا ؟
بدا البرفسور مذهولاً وأضاف " بالتأكيد كواحد من الرجال البيض القلائل لكي يكتسب ثقة هؤلاء المتوحشين فأنه بالتأكيد بالواجب مرتبط لكي يتشارك معرفته الخاصه مع باقي العالم ؟"
" لا استطيع التأكيد ...انه رجل يصعب سبر اغواره ....انا لا اقصد اية اهانة " اكد لهم مضيفاً .
" يستطيع ان يكون عابساً , حتى الأستبداد وهو لايظهر اهتمام بكسب الثقة , ولكننا نحترمه فوق كل شئ ؟"
مد باولو يديه في اشارة استعاذه مشيراً الى انه يهيمن فقط .
" السنيور كما تعرفون انه ذو رتبة في المجلس الوطني لباحثي الأمازون , وهي منظمة وجدت لتحمي الهنود ولتمنع المستكشفين البيض من استغلال الحدود الغنية للغابات "
"لتحمي صائدي الرؤوس من الرجال البيض ؟" قالت ريبيل ذلك ثم أضافت " لابد انها الطريقة الأخرى ؟".

" على العكس سنيوريتا "
شرح باولو , يشجعه على ذلك اهتمامها .
" ان عدد الهنود الذين يعيشون اليوم هو فقط جزء مما كانوا عليه في بداية القرن السادس عشر عندما قدم الرجال البيض وهم يحملون الأمراض الأوروبية والتي ابادت كل القبائل , الحصبة , حالياً هو المرض الذي يغزو الأطفال هذه الأيام , وهي قاتلة بالنسبة للهنود الذين ليس لديهم شئ مضاد للجرثومة , الأنفلونزا قاتلة ايضا , في ضوء هكذا تجربة , انه من السهل تفهم معارضة السنيور القاسية لخطة الحكومة في فتح الأدغال عن طريق رئيسية لمساعدة وترقية التعدين والأستكشاف , انه واحد من ارستقراطينا , وفي هذه اللحظات لقد اصبح شره بعضهم يطغي على حاجات الأمة , ان رفض السنيور في سماحه للغرباء في الدخول الى قلب الأدغال هو على ما اعتقد معارضته الشخصية شد الخطة والتي هو معارض لها بشدة "
" انا خائفة في انه سوف يرفضنا ايضاً " قاطعته ريبيل مضيفة " لأن سلطة اعلى منه اجازت بعثتنا الى الداخل "
تردد باولو , ضائع في اعجابه بالفتاة , والتي ادار جمالها رأسه , وجهها الذي يشبه الوردة و وعيناها الزرقاوان مثل براعم الجاكراندا , ولكن كان تاج شعرها الأشقر الذي سحره تماماً بينما كان يتخيل شعرها المربوط منسدلا حتى خصرها .
احمر خجلاً عندما ادرك نفسه , متذكراً الأوامر المعطاة له , وببطء جمع افكاره ثم استمر في حديثه .
" في هذه المنطقة ليس هناك سلطة اعلى من سلطة السنيور مانشنت ...هنا كلمته هي القانون , وبالنسبة للشعب هنا فهو معروف بأسم كوربيرا والتي تترجم بروح الغابة , او كما يدعوه بعضهم الرجل المتوحش ".

اشتعلت عينا ريبيل بشعلة زرقاء , لم تكن لتقول شيئاً , لقد علمها والدها ان تبقي عقلها مفتوحاً , ان تدرس بحرص كل ماتراه , تسمع وتختبر قبل ان تقوم بالتشخيص والدراسة لأي موضوع , بما فيهم الأشخاص ولكن في هذه اللحظة طارت نصيحة والدها , لقد حور باولو دون ادراك صورة الرجل الذي كانوا يتكلمون عنه , والذي يفترض ان يكون مضيفهم وكذلك دليلهم داخل الأمازون كملك الأدغال الأستبدادي , رجل سمح لقوته التي يمارسها فوق هؤلاء الجهلة ان تصبح قوة وسلطة دائمة .
" ان مديرك يبدو قاسياً ....ولكن اذا كان يتوقع منا نفس القبول بقراراته التي يلبيها لأبناء هذه الأرض فأنه سوف يفاجأ تماماً "
" الآن , ريبيل ...."
تكلم والدها بحدة مضيفاً :
" كم مرة علي ان احذرك بأن تضبطي لسانك ؟ انت تعرفين كم يعني لي نجاح هذه المهمة , كيف يمكن لك ان تكرهي شخص لم تلتقي به ؟ كم ستبدين غبية يا عزيزتي , اذا ما كان لطيفاً , ساحراً ومقدراً , والذي لا املك أي شك بأنه سيكون ذلك , ارجوك , باولو تجاهل كلام ابنتي , انا اكيد انها سوف تغير رأيها عندما تلتقي بالسنيور مانشنت , اليس كذلك .......؟ "
بدت عينا باولو وكأنهما تمرحان وقال " سوف يكون اللقاء ...مثيراً , مع مفاجأت لكلاهما , ربما مع الكيميائيات من السهل معرفة أي عنصرين يمتزجان وأي عنصران ينفجران , ولكن مع الأشخاص فهذا شئ صعب . من يستطيع معرفة أي انطباع سوف تعطيه ريبيل لكوربيرا ؟"منتديات ليلاس

يتبع...

Rehana 11-12-09 01:23 PM

الجزء الثاني

انتهت المناقشة فجأة عندما أشار الطيار انه على وشك الهبوط , ثبتت ريبيل نفسها في المقعد خلال هبوط الطائرة قبل ان تقف بثبات في مكانها وبينما ساعدها باولو على النزول كان انطباعها الاول كمن يخطو داخل منزل خصيب , حار واسع ممتلئ بحرارة استوائية عالية , من على الأرض كانت الأشجار الكبيرة تفرض علوها الرهيب , مظلة اوراقها الخضراء تنتشر عالياً تقاتل من اجل الضوء , تاركة الجذوع عارية تماماً , كان داخل الغابة مظلماً وعلى الأرض تستلقي تتمدد وكأنها تبحث عن غنيمه .
" ها قد اتت لجنه استقبالنا "
واومأ باولو الى جمهور من السكان يسير نحوهم . حاولت ريبيل ان لا تظهر ارتباكها بينما كانوا يقتربون ,لم تكن هذه اول مرة تقابل شخصيات قبلية , ولكن هؤلاء الأشخاص بدوا وكأنهم يخرجون مما قبل التاريخ , عراة ما عدا اقمشة صغيرة مع صباغ احمر فوق وجوههم , نسائهم , ايضا عراة , ولهم رسومات فوق اجسادهم , مع صباغ احمر فوق وجوههم واقدامهم , , ولكن عندما ابتسموا , مشكلين دائرة حول زوارهم , بدا واضحاً ان لهم طبيعة اطفال سعداء , فضوليون فيما يتعلق بالغرباء , خجولين مع اهتمام واضح بأي شئ جديد يدخل الى عالمهم الواسع المغلق .
بعد دقائق كان هناك صوت لطبول خفية , حيث ظهر رجل من مبنى مشيد على الطرف , صورة مستقيمة طويلة , داكنة وغير منحنية كما الأشجار العملاقة ،و
شيطان يخرج من جحيمه الأخضر .
مهتمة بتحذير ابيها , نبذت ريبيل التفكير الجيد وعلمت نفسها ان تكون عادية بينما ابيها ذو ردة فعل هادئه , لاشئ جيد يمكن ان تحصل عليه في اظهار العداء , فيما مساعدة الرجل لهم شئ حيوي لمهمتهم , وكان يجب عليها ان تظهر ودودة من جراء رؤيته .
" سنيور مانشنت ؟"
تقدم والدها ويده ممتدة :
" كم يسرني ان اقابلك أخيراً "
" وأنا مثلك بروفسور "
حمل صوت السنيور اللهجة والرنة التي توقعتها ريبيل , عميق كما البرك , واثق كالصخور المنتشرة على ضفاف النهر , بارد كما الهواء فوق الشرفات وسمعته ريبيل يضيف " انني معجب جدا بكتابك حول حقل علم الأنسان ولقد قرأت كل الكتب التي الفتها حول هذا الموضوع "
" لماذا ... شكراً لك , سنيور " قال البروفسور بفرح ظاهر .
" بالنسبة لرجل يحمل معرفتك وخبرتك , اعتبر نفسي عادياً , هل تسمح لي ان اقدم لك ابنتي ؟"
استدار لكي يحثها على التقدم .
" ريبيل ..." قدمها بفخر .
" هذا السنيور لويز مانشنت ...عالم مستكشف . وخبير في الحياة البرية ...والآن منشغل بأقامة مزرعة اشجار اختبارية هنا في الغابة , سنيور مانشنت , اليك ابنتي , ريبيل ستورم "
"سنيوريتا ستورم "
رأت شفتيه تلتويان عند ذكره اسمها , ولكن عندما ينحني ثم يرفع رأسه لايظهر هناك اية أشارة عن الأستمتاع على الوجه النحيل مع ملامح داكنة وحادة وكأنها نحتت من الخشب الماهاغوني , ارادت ان تبعد يدها عن قبضته ذات العضلات , ولكنها اجبرت اصابعها على البقاء ثابته , تجبرهم على عدم الأرتعاد .
" مزرعة أشجار اختبارية في قلب الأدغال , سنيور ؟
ارادت ان تنطق السؤال بتهذيب , ولكنها لاحظت عندما رأت تجهم والدها بأن كلماتها حملت لهجة احتقار .
كان موقفه الذي يجب ان يلام ...عقلياً , اظهرت دفاعها انها ليست مختالة "
" ان حيرتك مفهومة , سنيوريتا "
وببرودة ادرك خشونتها .
" غالباً ما اجد نفسي مضطراً لأن اشرح للدخلاء , لماذا , نحاول ان ننمو . ان اسواق خشب العالم هي مجهزة للخشب الناعم كما ترين , ولكن لسوء الحظ فقط شجرة واحدة من كل عشرة تنمو في الغابة هي صالحة تجاريا , انه املنا بأن الأشجار التي تنمو عن طريق البذور سوف تكون اقل مهاجمة من قبل الأمراض , وتلك هي خطتنا , انه من السابق لأوانه القول ما اذا كانت تجربتنا ستنجح مستقبلا ام لا , انه مع مناهج العلم الحديث سوف نروض الوحشية او انه علينا ان نذعن ونترك كل شئ على ماهو عليه "
" انني اكيد , سنيور مانشنت " قاطع والدها الحديث قلقا من لهجة صوت ابنته وأضاف " انه اذا كان هناك شخص سينجح من ترويض جزء من الغابة دون تدميرها فهذا الشخص هو انت "
شعرت بأنه قد تم زجرها عندما وصفها هذا الرجل بالدخيلة , وأخضعها غضب والدها , التزمت ريبيل الصمت بينما كانوا محروسين على طول العمر عبر الغابة والتي قادت تدريجيا الى نهر حيث , هناك فيلا معبرة, منزل نباتي مبني من الحجر , مع قرميد بلون الحشيش , ودرجات تتقود الى شرفة واسعة , وبينما اقتربوا حضر خادم يرتدي معطف ابيض لتقديم الشراب على طاولات خيزران منخفضة , كراسي خيزران مع وسائد ملونة سميكة , تحث الزائر على الجلوس فوقها .
غرقت ريبيل وعيناها واسعتان في كنبة مظللة وحدقت حولها , تتساءل اذا ما كانت قد تاهت حتى وصولها الى فيلم ذهب مع الريح .
على ما يظهر , بدت افكار والدها وكأنها تتجه في نفس الأتجاه حيث قال " مذهلة ...انا لم اتوقع ان اجد هكذا اسلوب من الهندسة في اعماق الغابات "
" وبالكاد هذه الأعماق " صحح السنيور بابتسامة وأضاف " هناك العديد من هذه المنازل في البرازيل القديمة " شرح وهو يرخي طوله فوق احد الكراسي .
في وقت واحد جهزت بلادي معظم اقطار العالم بالسكر , لقد احتاج المزارعين القدماء الى اشخاص ليزرعوا , يقطعوا ويطحنوا قصب السكر
, ولكن الشعب الهندي لم يكن في متناوله , لذا بدأو يبحثون في اماكن اخرى عن اعمال , قبل ان يتم ابطال العبودية , العديدمن العائلات احضرت من ساحل الغرب الأفريقي ,والحياة في البرازيل كانت مشابهة للحياة في ايركا الشمالية , العديد من القصص عن الجنوب الغابر قد رويت عن طريق روائي زنجي في البرازيل , وكذلك العديد من المزارعين الأغنياء رووا عن بلاد أبناء عمهم الأميركين الشماليين "
" هل تعترف بأن احد اسلافك كان تاجر عبد , سنيور ؟"
" لا , سنيوريتا , انني لا افعل "
نظر اليها نظرة فولاذية وأضاف ,
" لا أستطيع ان اقر بما لا اعرفه , لقد امتلكت عائلتي حقول السكر في يوم من الأيام , بالتأكيد لا اعتقد أي عضو من عائلتي قد اتهم بأنه يستفيد من بؤس البشرية "وردة قايـين
بهزة من كتفيه استطاع ان يعزلها كليا , بينما ارتشفت من الكأس الكبيرة , طبخ لذيذ من قصب السكر , عصير الفواكه , السكر والرز المطحون , وحاولت ان تقرر من هو هذا البرازيلي , الأستبدادي الذي لم تحبه , والذي اعتبرته يعيد تماما جو التفوق لديه ."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 11-12-09 01:27 PM


الجزء الثالث



الا يمكن ان يكون السنيور لويز مانشنت كارهاً للنساء ؟ هل يمكن ان يكون ذلك هو السبب وراء تجهم نظراته , والفم العابس .

تحدث مع والدها بسهولة , وعلى ذكر الغد تقدمت منهما وبدأت تسمع .
" اذا ما كنت تشعر بذلك , نستطيع ان نبدأ بعد شروق الشمس في رحلة زراعية انا اكيد انك ستجد العمل الذي تقوم به مثير , ولكن ربما تفضل ان ترتاح لبضعة ايام من اجل ان تستعيد نشاطك بعد رحلتك الطويلة من انكلترا ولتعطي نفسك الوقت لتعاد على درجة الطقس ؟"
" انه لطف منك , سنيور , ان تظهر اهتمام نحوي "
ابتسم والدها وأضاف " ولكنني اعتقد انك قد نسيت انني قد قضيت معظم حياتي اسافر حول مدن العالم , وتغيرات الطقس لاتؤثر بي وكذلك بالنسبة لأبنتي " اومأ باتجاه ريبيل وأضاف " هي طفلتي المسكينه تعلمت ان تقبل بينما يحصل ان اعمل في المنزل , ان زوجتي تصر دائماً على ابقاء العائلة مجتمعة , لقد كانت ترافقني اينما اذهب , حتى عندما كانت تحمل طفلنا , والذي هو ابنتنا التي ولدت في استراليا , ارض مستعمرة من قبل شعب روحي لايتردد في التعبير عن خطأ يراه علي ان اعترف بأن ضميري كان يتعذب احياناً من جراء فكرة ابعاد ابنتي عن حياتها العادية .

مع انني اعزي نفسي بالمعرفة بأنه كان هناك تعويض كما ترى , سنيور ان ابنتي مسافرة خبيرة , سيدة مدركة تماماً , خبيرة في العمل الذي اختارته بدون خبرتها كمصورة , لم تكن لتجد كتبي ملونه بتشويق وأثارة "
متأثرة من كلام والدها وضعت ريبيل الكأس فوق الطاولة ووقفت على قدميها .
" انني اكيدة ان السنيور غير مهتم بقصة حياتي , يا ابي "
بدا صوتها اكثر حدة مما كانت تقصد وأضافت " لاشئ اكثر مللاً من أب يتدحث عن أبنه او ابنته "
ندمت على ماقالته عندما نظرت الى وجه ابيها العابس , اطلقت شفتيها لتعتذر , لتشرح بأنه الأمتنان وليس أي شئ أخر كانت تريد التعبير عنه "
ولكن ردة فعل السنيور كانت سريعة قاطعهة بأزدراء ...
" صح , سنيوريتا , ان والدك كان محقاً في قلقه حول الفجوات في تعليمك حيث انه لو منحت فرصة كافية لتدرسي اعمال شكسبير , شامرك الأنكليزي الشهير , لكنت قد ارتبطت بفائدة ما يقول في قوله " ان الأكثر قساوة من لسعة الأفعى , هو الحصول على طفل ناكر للجميل "

كان داخل المنزل الهام لريبيل نصب لتحدي الأنسان في نقل الحضارة الى الأدغال ومن محتويات كل غرفة استطاعت ان تتقفى اثر عائلة مانشنت , منذ القرن السادس عشر , حيث ملأت الغرف بالعاج واحجار الجاد والتي احضرها المستكشفين من الشرق "
ذهب واقداح مرصعة بالأحجار الكريمة والتي اكتسبوها من المستعمرين الذين قدموا من البرتغال ليستقروا في البرازيل, خزف صيني وصحون فضية احضرها المزارعين الأثرياء وبقايا الذهب والتي لم تدم سوى لقرن واحد , واعمال فن رائعة استطاعت ان تلاحظها وقد رسمها انطونيو فرنسيسكو ليزيوا , غات برازيلي مشهور معروف في العالم تحت اسم الكسيح الصغير .

كانت ارض غرفة النوم التي قدمت لها مغطاة ببلاط ازرق ساحر , ثم جلست على طرف السرير وضربت بطرف الترف الغير المتوقع للحمام والدوش باللون الأخضر مثل كل شئ يظهر عليه الفن مثل اعماق البحار , البرد في كل مكان ولكن التدفئة موجودة عند الحاجة , السرير القطن الثقيل , ستائر شبكية ...في الحقيقة كل مايوفر راحة الأنسان موجود .
لأول مرة تصبح ريبيل فضولية فيما يختص بعدم وفاءها لخزانتها عندما علقت فساتينها القليلة الى جانب وفرة القمصان الرجالية في الخزانة , لم تأتي محضرة نفسها لهذا الترف , لم يمتلك اباها قط اكثر من بذلة فاتحة اللون والتي كانت تسعفه احياناً .
" آه ...حسنا "
اهتزت , وهي تختار الثوب من بين الثلاثة الذي اعتبرته الأفضل " على الأقل لن يكون هناك مباراة لتقييمي ...واحدة من المكافأت القليلة في العيش داخل رجل يسيطر عليه الرجل "
لم تحمل في حياتها شك ابدأ بأنها تعيش حياتها كما يجب ان تعيشها تماماً , غير مكبلة بالروابط العائلية , حياة حرية استقلال ورضا عن كل شئ , كانت طفلة غير ممتنة ! لقد امتلكت كل ماحلمت به فتاة , واكثر من بعضهن , على كل حال ماذا هناك بعد غير زوج , بيت وأطفال..اشياء غريبة عن حياتها مثل الأدغال .

استحمت ريبيل وبدلت ملابسها التي اختارتها, حدقت في المرآه عندما انتهت لأنها عرفت كيف يبدو ثوبها ...
بسيط وعادي , ولكنها استغرقت وقت اطول في تسريح شعرها الذي اصبح لامعاً , ذهبياً , وبحرص لفت شعرها فوق رأسها ثم جلست تحدق في انعكاس صورتها .
" ليس هناك من فائدة في شبك القمر , يافتاتي!" عنفت نفسها بجدية وأضافت " عليك ان تجيبي علي , ولكنني اعرف انه لن تتم ملاحظة ملابسي "
ولكن عندما حان الوقت لتأخذ طريقها الى الأسفل كانت تشعر بأنها اكثر بهجة , واقنعت نفسها بأن قلقها كان في غير محله , لقد علمتها التجربة بأن الرجال الذين يقضون اوقاتهم في البراري لايهمهم المظهر , ويجدون جهداً في استبدال ملابسهم بقميص نظيف قبل تناول وجبة العشاء .
فزعها كان غير ضروري , وعندما خطت باتجاه الصالة الكبرى , حيث صدرت اصوات محادثة ترتفع , ثم وقفت على المدخل وبدت , مرتعبة وهي تواجه مجموعة الرجال الذين ارتدوا بدلات جاكيتات بيضاء وسراويل مكوية , لمحت والدها , بينما كان يصغي لحديث صديقه , قبل ان تستدير بذعر لكي تهرب .
-" آه , سنيوريتا ستورم ".
قالها صوت كريه بينما تقبض على كوعها .
-" دعيني اقدم لك شراب قبل ان اقدمك الى الموظفين لدي والذين كانوا ينتظرونك باكراً ."

للحظة تحولت عينا ريبيل الى الأزرق , تتهمه في انه جعلها تظهر تماماً كما شعرت , غير مؤهلة اجتماعياً ولقد اختار ان يعاقبها لأنها لم تخضع لسلطته .
_ " لماذا , شكرا لك , سنيور ...اقدم اعتذاري اذا ما جعلتك تنتظر ".


نظرت نظرة شجاعة حول الغرفة , تومئ وتبتسم للأشخاص المجتمعه , ولكن لاترى اكثر من لطخات لوجوه مهملة ..حتى وقع نظرها فوق المرآة حيث لم تستطع تجاهلها , التقت نظرة مجبرة وقع المفاجأة مزدرية .
-" لاحاجة بك للأعتذار سنيوريتا ..نحن الرجال نعرف الوقت التي تستغرقه النساء في ابراز مظهرها ".
كان يضحك لها الآن مضيفاً " اولاً علي ان اقدمك الى سافيرا دي باس, الأنثى الوحيدة ضمن المجموعة . قربها قليلاً بينما كان يزيد ضغط يده فوق معصمها .
-" سافيرا"."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 11-12-09 01:30 PM

الجزء الرابع


قدم الجميله اللاتينيه والتي ارتدت حرير وريش مثل طائر الفلامنغو:
" هذه الفتاه الشابه تكون ابنة البرفسور ستورم, الذي التقيته منذ قليل وهي كما اعتقد مسرورة باسم ريبيل "
" بشكل خاص....؟ "
وبينما مدت سافيرا دي باس يدها رفعت احد حاجبيها واضافت:
" انك تبدو عارفاً بشخصية وطبيعة السنيوريتا ستورم...لويز هل انا مخطئة في قولي بأنها وصلت بالطائرة منذ حوالي الساعتين؟ "
" لا انت لست مخطئة... ولكن السنيوريتا ستورم تسترد نشاطها بسرعة "
ابتسمت ريبيل وراء قناع مصطنع من التهذيب بينما سمعت سافيرا تقول:
" هل هذا صحيح؟ على كل سوف تكون لك رفقة مع احد الاحصنة "
وبينم انقضت السهره اكتشفت ريبيل ان الغرفه التي بدت مزدحمة منذ النظرة الاولى كانت تحتوي في الواقع على اشخاص اقل من دزينة, العشاء كان عملاً مفرحاً حيث اصبحت الاحاديث سريعة اكثر.
وبرغم من جلوسها قريباً من لويز, قاومت ريبيل كل محاولات الرجال فتح محادثة معها, باقية في هدوءها حتى استسلموا وتركوها وحيدة.
" ما الذي تعتزم اكتشافه بالضبط داخل الامازون بروفسور ستورم؟ "
سمعت سافيرا دي باس تسأل والدها, والذي بدا مبتهجاً تماماً.
" معلومات...مواد من اجل سلسلة كنت قد بدأت كتابتها منذ سنوات وتتعلق بعادات وسلوك الرجل البدائي. وبما ان هذا سيكون كتابي الاخير, فأنا احبه ان يكون مميزاً, والذي اتمنى بالطبع مع مساعدة السنيور مانشنت بأن يكون شعب الامازون الهندي موضوعه الاساسي "
رد باولو على حديث البروفسور قائلاص:
" سوف يكون امتيازاً لي ان اساعد بكل طريقة ممكنة, بروفسور عندما تصبح جاهزاً سوف ارافقك الى مخيمات القبائل الذين يعيشون قريباً من هنا والتي رؤسائهم مازالوا يتذكرون العديد من الشعائر القديمه والتي سمح لها ولسوء الحظ بأن تزول.
حاولت ان تقاطعه, تفهم السبب وراء تجهم وجه والدها.
" ذلك ليس ما اريده بالضبط سنيور...ان القبائل التي تشير اليها لكي تدرسها بعمق... ان هدفي ان ازور الهنود والتي لم تصل الحضاره اليهم, الأشخاص والقبائل التي تعيش عميقاً في داخل الغابات والتي توجد غالباً في سلوك رجل ما قبل التاريخ "
طغى سكوت تام فوق المجموعه, كل العيون اتجهت نحو لويز مانشنت والتي كانت ملامحه غامضه كما منحوتة هندية بدائية من الخشب.
" ذلك لن يكون ممكنا بروفسور "
قيمة ريبيل هيئة السنيور مانشنت الاستبداديه وقالت بغضب مكتوم:
" المستحيل كلمة لا نعيرها اهتمامنا...سنيور "
توقعت اعتراض والدها ولكنها اضافت:
" انا ووالدي واجهنا العواصف الرملية الهائلة, وقلة مياه الصحراء في تركستان, البراكين الناشطة والوحوش الكاسرة في وادي افريقيا العميق, قرش السواحل, غابات ومستنقعات بورنوي معا في مهمات لا يمكن حصرها...وكلها واجهنا فيها المستحيل "
كل الحضور ما عداها هي ولويز مانشنت تراجعوا وبقيت هي وكانها في حلبة تنتظر ان ينقض عليها النمر الهائج. قضمته عندما يثور تصبح متوحشة, وسمعته يقول:
" وهل توقفت لتفكري ما يمكن لك ان تتركيه في اثرك سنيوريتا ستورم؟ هل حصل لك مره ان الرائحة التي طردتها كجرثومة باردة في اسبوع واحد كانت ولمدة قرون بين القبائل؟ هل انت انانية متسلطة, يعميك طموحك الى درجة انك ترفضين احترام آراء الخبراء والذي بالرغم من تضحيتهم بحياتهم في سبيل مساعدة هؤلاء الاشخاص التعساء قد عينوا حديثاً. اننا مقتنعون بأنه في كل وقت يكون لنا اتصال مع قبيله فاننا نساعدهم بذلك نحو تدمير الشيء الاكثر صفاء ونقاوه التي تمتلكه القبيله "
"النقاوه "
خرجت الكلمه من بين شفتيها لتصل الى الرجل الذي كان يكتم غضبه المشتعل مثل الديناميت واضافت:
" ان لدى القبائل البدائية اشياء كثيرة لتقديمها كما لديهم اشياء كثيره للحصول عليها منا يستطيعوا تعليمنا الكثير سنيور. المعرفة غير المنفصلة مهمة جداً لأشخاص مثلك "
تجرأت ان تستهزأ به وهي تضيف:
" الذين ينزلون اطراف اقدامهم في نهر الاكتشاف ثم يدعون انهم اصبحوا سابحين, والذين يدعوا عيشهم على الارض بينما في الواقع لا يستطيعون الاستمرار دون الحصول على عصير الليمون والكركند الطازج يومياً "
تنفس عالي صدر من شفاه احدهم, لم تتحرك يد ولم ترمش عين وكأنهم ينتظرون بتوقع ردة فعل لويز مانشنت. ولكن ردة فعله كانت مفاجئة, وكانت بسيطة ولكن عميقة:
" هل تتهمينني بالنذالة والجبن, سنيوريتا؟ "
" فقط اذا سمحت للنقد بان يهدأ, سنيور مانشنت, اذا ما اخطأت في حكمي عليك فانه من السهل عليك ان تظهر لي انني على خطأ! "
ابتسم فجأة قائلاً:
" ذلك لن يكون شهماً, انه معتقدي بأنه على الولد المخيب للآمال ان يتم نهره خاصه الذي يتوق الى استرعاء الانتباه, فتاة صغيرة لم تلعب باللعب تستحق الشفقة تماماً كامرأه محرومة من الاطفال "
لم تعطى لها فرصه لتنقض اقواله, وقفت سافيرا دي باس حيث ارجع الرجال كراسيهم, تاركين الطاولة, ثم بدأوا ينسحبون نحو الغرفة المجاوره.
" ريبيل! "
استدارت لتواجه والدها الغاضب
" اعتقد انه الوقت المناسب لكي نتحدث بأكثر جدية. ان الموقف الذي تحملينه تجاه السنيور مانشنت لا يطاق...انه لن...."
" الان, الان, برفسور...."
اقتربت سافيرا دي باس تلمع بقوة قائلة:
" ليس عليك ان تؤنب عصفورتك الصغيره لأنها تحاول فرد جناحيها, ذلك الحديث كان طا لويز...اليس برجل عدواني, رجل مسيطر تمام, لقد رأيت ذلك يحدث مرات عديده "
تنهدت بنعومة واضافت:
" الفتيات اللواتي يعتقدن انه بأستطاعتهن ترويض غير المروض يبدان باغاظة النمر, ثم يركضون مرتعبين من مخالبه القاتلة, سوف يكون من الجيد لك ان تتذكري سنيوريتا "
نصحت ريبيل الصامتة واضافت:
" بان الرجال الذين يعرفونها جيداً دائماً يعودون اليها, الأمازون امرأه...ان لويز متزوج من الامازون "
كانت ريبيل ما تزال تحدق بسافيرا وهي تتراجع عندما قاطع صوت والدها افكارها:
" هناك اوقات...وهذا واحد منها, عندما افتقد امك بقوة, اني آسف عزيزتي لم يكن لدي فكره...ان هكذا وضع لم يحصل من قبل "
" ولن يحصل الآن! ""منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 11-12-09 01:31 PM

الجزء الخامس


قالت ذلك وهي ترتاح:
" شكراً للسماء, ابي انه من الضروري لي ان انكر كل شيء قالته المرأة؟ لابد انها مجنونة تهذي... ضحية جنون الامازون... اذا كانت تعتقد بأنني اصغر قضمه تستميل الشيطان الذي يحكم هذا الجحيم الاخضر .
وقفت على قدميها وغادرت الغرفة تنبذ كلمات سافيرا دي باس, لسبب ما لم تحبها المرأة البرازيلية وكان تحول تعارضها مع لويز مانشينت الى سلاح من السخرية.
تجمعت الدموع في عينيها, تعيش في عالم الرجال اولاً كطفلة محمية ثم كزميلة معجبة بشجاعتها ومهارتها كمصورة.
دون ان يلاحظها احد, هربت خارجاً الى الشرفة حيث وجدت هواء الليل بارد. كان القمر يلمع بقوة, يرسم خط فوق اشجار النخيل والتي كانت بيت للقرود الليلية, ورائها السماء الداكنة كانت ملتهبة, كانت ريبيل شاردة لكي تلاحظ ضوء السيجار الذي كان يلمع في نهاية الشرفة حيث الصورة بدأت تقترب منها. وجد هواء الليل البارد, كان القمر يلمع بقوة, يرسم خط فوق اشجار النخيل والتي كانت بيت للقرود الليلية, وراءها السماء الداكنة كانت ملتهبة. كانت ريبيل شاردة لكي تلاحظ ضوء السيجار الذي كان يلمع في نهاية الشرفة حيث الصورة بدأت تقترب منها.
" مثل الحرباء انك تبحثين عن الارضية الاسلم لطبيعتك, سنيوريتا ستورم "
" نفس الشيء يمكن قوله لك سنيور مانشيت "
جعلت نظرها يسرح الى حيث اضواء الفيلا المترفة حيث كان ينبعث صوت موسيقى, ضحك ومحادثات مختلفة.
" ان اكثر ما اراه في هذا المكان, الاسهل لكي افهم ترددك في هجر حياة متعة كهذه "
سحب نفساً عميقاً من سيجاره الذي اضاء بعمق تحت عيناه الداكنتين, شعرت فجأه بالبرد, وتعرف بأن عيناه الثاقبتين ربما تلاحظان ذلك.
" انه من غير الحكمة ان تخرجي في الليل دون شال, قبل ساعتين من بزوغ الفجر كان الطقس في اقل درجات حرارته, اذا كان عليك ان تقضي الليالي في الغابات, سنيوريتا, عليك ان تتحضري لكي تبقي قريباً من رفاقك بحثاً عن الدفء "
" انك تعتبر ذلك مشقة, لقد كنت في اوضاع اسوأ بكثير ولقد واجهتها كما يفعل الرجل تماماً "
" اني اصدقك "
قال ذلك بلطف حيث لم تلاحظ اهانته المبطنة.
" ان الامازون يأخذ اسمه من عرق اسطوري. من محاربات, واللواتي كان يصفهم السكان بالجلد الشاحب والشعر الباهت, واللواتي كن قادرات على محاربة عشرات الرجال, ان الهنود يقسمون بأن هكذا نساء موجودات وهم يعبدونهم كالآلهة, ولكن شخصياً لا اجد شيء لاعجب به في النساء اللواتي يحاولن اغتصاب دور الرجل كصياد, لقد كان واليك مخطئين في حرمانك من العابك, سنيوريتا , لقد ارجعك السفر ومعايشه الرجال الى مزيج من الصلابة والانوثة, لديك جسد جميل ولكنك قطة تطوف الغابات بحثاً عن فريسة, اني معجب بنفسي كوني رجل بكل معنى الكلمه كما الرجل الآخر "
نبذ سيجاره وسحقه تحت قدميه بينما كان يضيف:
" ومع ذلك فأنا اكيد بأن قضاء ليلة في سريرك لن تؤثر على اقل ارتفاع في حرارتي "

وجدت ريبيل والدها وحيداً عندما انضمت اليه على الفطور في صباح اليوم التالي, ومع ان الوقت كان مبكراً, كان لويز قد تناول فطوره وترك الفيلا...ولقد تأكدت من ذلك عندما راقبته من نافذه غرفتها وبينما اصبح على بعد اميال عن الفيلا نزلت الى الاسفل.
" لقد غادر لويز للتو "
" لويز؟! هل اصبحت صديقا للسنيور المتعجرف؟ "
اومأ قائلاً:
" انني احب الرجل "
قال ذلك وهو يرفع باتجاهها الطعام واضاف:
" بعد ان فكرت كثيراً بالموضوع وجدت ان هناك حقيقة كبيرة فيما يقوله, من وجهة نظره, فان اصرارنا في تعقب اهتماماتنا لمعرفه عادات الهنود اناني جداً "
ترددت بينما قالت بعد لحظات:
" انت لا تخبرني بأنك سوف تنبذ مشروعه, ان تترك سلسلة كتبك غير المنتهية فقط بسبب رأي رجل واحد. لا يسمح لك ان تصبح ذو عقل مسير يا والدي "
" لا, انا لا اقول شيئاً... لقد وعدني لويز ان يوفر لي كل الملاحظات التي جمعها عبر السنين والذي اكد لي انني سوف اجد كل المعلومات التي احتاجها عن عادات وتقاليد واسلوب حياة القبائل المنسية. ان ذلك شيء مقبول نوعاً ما....ولكن اذا علمتني الحياة شيء, هو ان هناك اوقات عندما يتوجب عليك تنتحي. انا اعتقد يا عزيزتي ريبيل بأن نجاح العمل الذي قمنا به حتى الآن قد جعلنا فخورين بأنفسنا, مع ادراكنا بأن كل ما نفعله هو منفعة لكل شخص "
وبحرص مسح فمه بفوطة قبل ان يتابع كلامه :
" انني مستعد لكي اعترف بأنه يمكن لي ان اكون مخطئاً, ولكن اتمنى بأن تعترفي انت بما اعترف به انا "
دفعت صحنها جانباً وقد فوجئت بملاحظة والدها, والذي تعادل رغبته في اتمام كتابه الاخير رغبتها, والذي الآن مستعداً للخضوع لرغبة وارادة رجل مستبد معتاد على معرفه أن كلمته ورغبته تعتبر قانون الغابة هنا.
" ربما انت محضر ان تتلق الاوامر من السنيور مانشيت, ولكن انا لا! يجب المحافظة والتمسك بالقواعد, لقد كنت تقول دائماً بأن صوري اساسية للقارئ, كما كتاباتك, وبينما انت تعمل فوق ملاحظاتك, كيف لي بحق السماء ان انتج صوراً دون ان يكون هناك موضوع لتعويده؟ لا, اذا رفض لويز مانشيت مرافقتي الى حيث اريد فعلي ان ابحث عن شخص اخر ليفعل ذلك "
عبس والدها غير مسرور وقال:
" لماذا عليك ان تكوني عنيدة؟ لو كان بارادتي ان ادعوك لدعوتك ذات فطنة بدلاً من اسمك ريبيل "
ولكي يوقف المجادلة توقف عن الطاولة وبدأ يأخذ طريقه باتجاه الباب.
" آه برفسور ستورم! "
اوقفه صوت على العتبة والذي اضاف:
" لدي رسالة لك من السنيور مانشيت, انه يقول انه حاضر الآن لكي يأخذك في جولة حول المزارعين, واذا سمحت ان تلتقي به خارج الاسطبلات عندما تريد ذلك "
" بسرور "
قال والدها بلهجه جعلت باولو يرفع جفونه:
" ليس هناك وقت ملائم كما الآن"

" ان والدك يبدو غريباً هذا الصباح "
قال باولو ذلك لريبيل واضاف:
" هل يؤثر عليه الطقس؟ هل تعتقدين ذلك؟ "
" لا...لقد ازعجته, انني خائفة "
" مستحيل, قال ذلك وهو يتناول كرسي والدها واضاف:
" ان رؤيه وجهك الجميل تجعل اعصاب اي رجل تهدأ "
" اشك بأن يتفق معك والدي على ذلك, وحتى السنيور مانشيت, منذ وصولي الى هنا سبب القنوط للجميع "
" ليس لي يا عزيزتي "
قال ذلك بينما كان يمد لها يده
" تعالي, دعيني اكون اول من يقدمك الى اعاجيب الغابة "
" احب ذلك كثيراً...فقط اعطني لحظات لابحث عن كاميراتي ""منتديات ليلاس

" وغلاف لا يدخله المطر "


يتبع...

نونا المجنونه 11-12-09 10:47 PM

بليز بليز بليز يا قمر
كمليها بسرعه

Rehana 12-12-09 03:18 PM

أهلين نونا ..هلا باأكمل تنزيل

Rehana 12-12-09 03:19 PM

الجزء السادس


قال ذلك بينما كانت في نصف طريقها واضاف:
" اننا متأكدين بأننا سوف نحصل على المطر هذا الصباح "
وبينما مشوا على طول الممر والذي يقود الى حيث تجثو الطائرة, اخذ باولو يدها,

وبعد تردد قبلت اشارته الى الصداقة.
تابعوا مسيرهم على الطريق المتشعبة, يعيقهم هنا وهناك اشجار مبتورة وجذوعها

تمتد على الارض, روائح قوية ونبات صغير وشجيرات كثيفة الخضرة.
" كم تبدو الغابة صافية "
همست ريبيل بينما رجع صدى صوتها.
" بارادا "
قال باولو بصوت ضعيف, تجمدت ريبيل وشعرت بالرعب عندما كانت هناك افعى

بطول اثنا عشر قدما تحت اقدامهم.
" آه...."
استرخى باولو وهو يضيف:
" انها فرخ بالكاد "
" فرخ.....؟ "
اخذ بيدها متابعاً المسير وهو يقول:
" حنش, غير مؤذي بتاتاً حيث تجدين بعض البيوت تحتفظ بالصغار منها "
" انا اعتقد...بأنني سوف اتخلى عن عاده اقتناء الكلاب والقطط "
علت ضحكته, وصداه يرجع من وراء الاشجار التي ليس لها نهاية. كان هواء

الصباح منعشاً تماماً ومتناقضاً لبرودة الليل القاسية, وبينما تقدموا الى الامام, الى

اعماق الغابة الخضراء, بدأت ريبيل تلاحظ بأن الامازون عالم مستقل بذاته والذي

شعرها تجعل بالعزله, وبدأت تشعر بأنه لم يعد من جديد في هذا الكون, وبينما

باولو يتصرف كدليل لها, يتوقف ليريها عصفور وهو يطعم فراخه, عيناه تبحثان

عن فريسة لاصطيادها, طيور غريبه تنتشر على مسافات, وغزال ناعم يرفع رأسه

يستشعر الخطر, كان الامازون مختلفاً كما كوكب آخر.
وبينما ارشدها باولو حول شجرة ساقطة, توقفت لتصوير رزم من زهور مختلفة

الالوان, فقط لترجع بمفاجأة بينما كانت تقترب من ازهار تعلن عن نفسها كحشد

احضر فراشات بيضاء وصفراء.
" سوف تلاحظين بأن الامازون يحمل الكثير من هذه المفاجآت...انه عالم مكتمل

مستقل بنفسه, مع قوانينه الخاصة وشروطه الفريدة وحتى اسبابه هنا لا تجدين

صيف, ربيع, خريف او شتاء فقط فصول رطبة وجافة, اشجار تظلل اوراقها

براعم تتفجر كأزهار, ريش عصافير وحيوانات مختلفة, كلها في نفس الوقت وبعد

حمام مطر سوف ترين البراعم تظهر وتذكرك بالربيع وفي وسط النهار تذبل الاوراق

وتموت الازهار وكأنها في الخريف, ومع ان الغابات غزيرة, فأنها تنتج القليل

الصالح للأكل, ولكي يبقى الهنود احياء في بحثهم الدئم عن الطعام "
وكأن الطبيعة ارادت اثبات كلماته, انفصلت الاشجار فجأة مظهرة مجموعة غريبة

من النباتات .
" مانديوكا...نبات نشوي والتي تؤلف مع الاسماك قواعد لغذاء لكابولكوس "
عندما ظهرت امرأه على الباب, لمست ريبيل الكاميرا بأصابعها غريزياً, وجهت

كاميرتها, ثم ترددت بأنه تسأله.
" هل تعتقد بأنها سوف تمانع؟ "
" انا اكيد بأنها لن تمانع.... "
وبينما اقتربوا اكثر لاحظت ريبيل بأن المرأه كانت كبيرة كما بدت منذ النظرة

الاولى, بدا وجهها متعباً ومضني بالهموم, كان جلد ذراعيها مشدود, عيناها

البنيتان واضحتان, عندما اشارت بأنها ترحب بهم في داخل كوخها.
وبينما تحدثت المرأه مع باولو بلهجة الامازون, ابتعدت ريبيل بعيدة, وبعد طلب

من باولو, ركعت المرأه على الارض وهي تضع سلال عميقة بين ركبتيها, ثم بدأت

تفرك قطع من مانديوكا المجففة.
" بعد القيام بعمل كثير…سوف تنتج مادة بيضاء خشنة والتي تشبه الطحين "
امضوا ساعات ممتعة يتحدثون الى المرأه الذكية, والتي شاركتهم غدائهم المؤلف من

الساندويشات والقهوة, بينما تولى باولو مهمة المترجم بأن اولادها وزوجها كانوا

الآن عند النهر يصطادون السمك.
وبينما كانوا يرجعون قالت ريبيل:
" ما لا افهمه هو كيف اصبحت خرافة الالدواردو حقيقة, وكيف اعتبر

المستكشفين الاوائل الابنية الملكية, والمدن اللامعة المثيرة في وسط الادغال "
" السراب والاواهام…لم يتم ايجاد اي دليل للتأكد بأن الالدواردو سبق ان

وجدت, وكذلك لم يتواجد اي دليل سلبي عن اسطورة النساء المحاربات ذوات

الشعر الباهت, الامازون الذي يعطي النهر اسمه وهنا يستنتج الانسان بأن

المستكشفين القدماء كانوا اما هذيان…او يرجعون الى التصور الذي احمل وهو

انهم سراب. وكذلك فان نهر الامازون واسع جداً حيث تختفي الضفاف عن مجال

الرؤيه والجزر فوق الافق البعيد تبدو وكأنها معلقة في الهواء. ذات مرة لم استطع

تصديق عيناي عندما رأيت برج كنيسة ضخمة فوق ضفة النهر "
اتسعت عينا ريبيل الزرقاويين من جراء الفارق الشاسع بين هذا الاقليم والاقاليم

الاخرى الغير متحضرة من العالم.
كان الامازون بالحقيقة امرأة, مع حب المرأه للغموض, ويحمل شيء ما يرجع الى

الشجاعة والاستعباد…وكان شيئاً عظيماً ان هذه المرأه ولقرون عديدة مازالت

تسحر الرجال.
كانوا يستريحون امام شجرة نخيل ضخمة بينما يراقبون ببغاوات زرقاء وقرمزية

تطير قرب الفاكهة.
كان باولو يجلس بهدوء, واعتقدت انه سقط في غفوة حتى شعرت بأصابعه الحارة

فوق عنقها وصوته يقول:
" ريبيل..انك جميلة جداً, علي ان اقبلك ببساطة "
وبدون ان يعطيها مجال للاعتراض, سحبها نحوه ثم قبلها وهي مندهشة كلياً, كأن

القرار له.
أغلقت عينيها عندما فكرت بأنه يمكن لها ان تستغل باولو والذي بدت عواطفه غير

ناضجة كما عواطفها, لم تقاومه.
واخيراً ابتعد عنها, عيناه تلمعان, وبتنهيدة رجع الى جذع الشجرة حيث كان

رأسها يرتاح فوق كتفه.
" باولو…."
"نعم, يا حبيبتي…"
" … اذا كان عليك ذلك, هل تستطيع ان تجد طريقة عبر الادغال الى القبائل

المنسية؟ "
" ربما…اذا كان علي ان افعل ذلك… ذات مرة رافقت السنيور, ولكنني لم ارى

شيئاً, ولم اسمع شيئ. كما امرني ان انتظر هنا حتى يعود "
" ولكنك تستطيع ان تجد طريقك الى هناك؟ "
حثته, غير قادرة على كبت اثارتها.
" نعم…."
" اذا ارجوك, ارجوك باولو "
استدارت لتواجهه, ثم قالت وهي ترخي له عينيها:
" هل تأخذني الى هناك؟ نستطيع ان ننسل بعيداً بهدوء…فقط نحن الاثنين…ثم عند رجوعنا نفكر بعذر لغيابنا.. بتلك الطريقة استطيع ان احصل على صوري ""منتديات ليلاس



يتبع..

Rehana 12-12-09 03:21 PM

الجزء السابع

لم يستطع باولو أن يجادلها لأن وجهها كان قريباً منه يرجوه ,متيقظة لضعفه قالت

ريبيل.
"لقد إستمتعت برفقتك كثيراً , باولو ....فقط لو تعدني بانك سوف تساعدني ,

فسوف أعتبر هذا أجمل يوم من أيام حياتي ".
" كما سأفعل أنا يا عزيزتي "
همس ثم أضاف " اذا كان وعد مني يجعلك سعيدة ,اذا فانا اعدك ".
" أوه , شكراً لك , باولو ".
وتساءلت ريبيل بينما كانت تنظر اليه اذا كان من الحكمة استغلاله ,كان باولو

يافعاً وغير ناضج , ولكنه كان ايضاً برازيلياً ,مع دم لاتيني يجري بحرارة فى عروقه.
هبت الريح عبر الغابات , تضرب رؤوس الاشجار بجنون , حتى وهم يركضون فى

الغابة بحثاً عن ملجأ ,تجمعت الغيوم وسقط المطر بجنون ,يضرب سطح الغابات

بصوت يشبه أصوات الثيران وهي تصارع داخل حلبة المصارعة .
وبينما كانا يركضان يدا بيد على طول ممر الغابة ,كانت الاوراق والجذوع تعيقهم

عن التقدم , ثم توقفت العاصفه فجأة كما بدأت , وبدأ البخار يرتع من سطح

الغابة.
عندما أصبحت الفيلا على مراي منهم , ضعفت قدمي ريبيل ثم توقفت.
وهي ترتعد , ليس بسبب الملابس التي تغطي جسدها , ولكن لسبب غير معروف

ذكرها بالرجل الذي تدعوه القبائل كوروبيرا .....الرجل المتوحش ...اسمعه يشير

الي رجل يختبرالموت ويعايشه في ظل حكم الادغال وعواصف الغابات اللانهائية.
لأول مرة في حياتها كانت ريبيل تختبر الخوف ,والذي كان ذو طعم جاف و قاسي

في فمها , عندما ارتعشت ولمده ثلاث ليالي داخل كيس نوم والذي امن لها الحماية

من الحشرات التي تظهر في الليل مع بزوغ القمر.
كان هناك على ضفاف النهر تكاثر لأسراب البيرنا .....أسماك خطرة والتي تنهش

اللحم عن العظام والتماسيح التي طافت فوق سطح المياه مثل جذوع خشبية غير

مؤذية , كانت سبب ثاني فى خوف ريبيل والذي كان يكبر مع مرور كل يوم

والذي يثبت بانهم ضاعوا في مطر الغابات , وبان باولو نسي او لم يتأكد تماماً من

الطريق الواجب سلوكها .
في أول يومين لها انهمكت ريبيل في تهيئة نفسها لكي تعتاد على الاحساس الغريب

بالشيئين الوحيدين الذين يحيطان بها ....الماء والغابة.......عندما فروا بادئ الامر

بعيداً عن المزارع ,كان قاربهم الذي تناولوه من مخازن لويز مانشنت , لقد تأكد

باولو من الجو قبل المباشرة في الرحلة , ولكن بعد مرور عدة ساعات ,على

دهشتها ودهشته , وبدلاً من الاستمتاع بالنجاح , بدأ القارب يتحرك الي الوراء ,

يجسده ضغط هائل الي ان أصبح القارب ياخذ طريقه.
"ماذا...ماذا علينا ان نفعل الآن ؟".
"انت اخبريني ".
تحداها باولو بعدم رضي واضاف "انت الخبيرة , المستكشفة المدركة التي تهكمت

عندما حاولت ان اظهر لك مخاطر هذه المحاولة........"
حدقت ريبيل عبر كتفيه , ولكن جدران الغابات كانت تسد عليها الطريق ليس

من ورقة او صوت يحييها .
حاولت ان تهدئ الشاب الذي بدأ يثور الآن.
"انني آسفه باولو ,ان ذلك خطأي , لم يكن علي ان اطلب منك اصطحابي الي هنا

, لقد اعترفت انك كنت مجنوناً بموافقتك علي هكذا خطة , اغفر لي ارجوك ".
كانت تخبئ خوفها وراء قناع من الهدوء .
"ارجوك لا تغضب مني باولو , انني افضل ان اضيع في الادغال مع صديق بدلاً من

عدو".
حتي في وسط الكابوس ,كان مزاج ريبيل مرتبكاً صعب مقاومته.
"لا استطيع ان اسمح لك بتحمل الملامة كلها ,ان القسم الاكبر من الخطا يعود لي "

اصر علي ذلك عندما راها تهز رأسها .
"ان السنيور مانشنت اثر فينا جميعاً واكد لنا مخاطر الدخول الى الادغال دون دليل

, لقد فكرت بان بوصلة احساس عالي من الادراك ستجعلني قادراً علي اختيار

الطريق المناسب, ولكنني على طول الطريق ,فقدتها علي ان اعترف بذلك ريبيل ,

باننا قد تهنا في جحيم اخضر هائل "
كان عليها ان تقاوم بشدة , موجة الرعب التي هددت شجاعتها , تحولت عيناها

الى الاخضر ,حيث بدأت تتخيل ما يحيط بهم , الجذور المستلقية بقربهم , رؤوس

الاشجار تهتز , وكانها تريد ابعاد الضوء , ولتحرمهم من الهواء الذي يتنشقونه ".
"لا تكن سخيفاً يا باولو " قالت غير متأكدة من نفسها , تطمئن نفسها.
"انك تسمح لمخيلتك ان تذهب بعيداً ,ان اول ما علينا فعله " صممت , ان تأخذ

المبادرة بنفسها .
"هو ادارة دفة القارب الى احد ضفاف النهر حيث نستطيع ان نحصل على ما نخزنه

, وانا اكيدة عندما ستتناول طعامك فسوف لن تكون متشائماً لهذه الدرجة".
شجعته كلماتها على تقبل الامر الواقع , حيث وبعد مدة من الوقت اضرم النار ,

وطبخت ريبيل قطع من اللحم مع عجين , وبدأت عيناها تظهران اقل خوفاً واكثر

راحة .
"انك تجعلينني اشعر بالخجل " قال ذلك وهو يتناول وجبته.
"يفترض ان يكون النساء الجنس الاضعف , مع انك اظهرت تحمل اكثر من عدة

رجال " ابتسمت وكانت على وشك الاجابة عندما التقطت صوت بعيد .
"ما هذا.........؟ " قال باولو بعصبية .
"هل تسمعين شيئاً؟".
"اهدأ".
دفعت صحنها جانباً لكي تركز اكثر , لم يسقط الليل بعد , اذا فإن القرود لم تبدأ

مطاردتها الليلية , الصوت الوحيد سببه نسيم يتداخل بين الاشجار ....يخلق ضجة

مشابهة لموسيقي وحيدة.
ثم التقطت الصوت مرة ثانية والذي اثار اهتمامها , خافت تماماً ولكنه يكبر.
"انه صوت احد المراكب".
قفز باولو على قدميه واضاف " مركب السنيور , شكرا لله .....لابد انه تبعنا ,

لو عرفنا ذلك منذ هربنا ".
سوف اقفز الى النهر واخاطر بوجود سمك البيرانا , قررت ريبيل ذلك , ثم شعرت

بالخجل من تفكيرها , بدون وصول لويز مانشنت , ربما كانوا في اعداد الموتي من

الجوع , كان المركب يقترب اكثر.
بدا باولو يرخي الطيور لجذب الانتباه ويحث القرود على الحركة , وكما هو متوقع

, اهتدي المركب الى مكانهم بالضبط.
كان لويز مانشنت وحده برفقة هندي بدا مريضاً , يحمل نظرات عصبية حوله ,

بينما خطي خارج المركب امام الرجل الآخر , حضرت ريبيل نفسها , بينما باولو

اصبح اخرس , يدرس الغضب الذي يظهر على الرجل القادم نحوهم."منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 12-12-09 03:23 PM

الجزء الثامن

ولكن هدوء لهجته صدمتهم اكثر من أي شيئ آخر , وقال لباولو دون ان ينظر

اليه .
"امشي بهدوء حتي حافة النهر , واصعد الى القارب , لا تحاول الكلام , فقط افعل

كما امرتك ودع الهندي يرجعك الى الفيلا حيث تستطيع ان تؤكد للبروفيسور

ستورم بان ابنته في خير الآن , اذهب فوراً".
سد اعتراض باولو محاولاً السيطرة على صوته , واضاف " اتمني ان يقوم رؤساء

القبائل بتحويل لحم جسدك الى زيت للطبخ !".
لم تسبب له تنهيدة ريبيل أي تانيب ضمير .
راقبت ريبيل باولو والهندي ياخذان القارب , تاركين اياها تحت رحمة شيطان في

جحيمه البربري.
"اجلسي وانهي عشاءك ".
امرها بهدوء , جلست غير قادرة علي مقاومة نظراته العديدة القاسية , ولكنها

قالت بعد فترة صمت مخيفة ."اشك , سنيور بان هذه الميلودراما قد تم تمثيلها

كنوع من العقاب , ولم يكن هناك من سبب ان نترك باولو يذهب وحده ".
وبلذة راته يمضغ قطعة لحم , ويبتلعها قبل ان يقول "في هذه اللحظة نحن مراقبين

من قبل جمهور اقدره بحوالي عشرة اشخاص , وسوف يبقون يراقبوننا ما دمنا هنا ,

ولكن اذا حاولنا المغادرة الآن فسوف يظهرون حالاً , ولهذا علينا ان نتصرف

كرهائن حتي يتأكد باولو من ذهابهم.
" ولكن انت تعرف هؤلاء الاشخاص , انهم يتقبلونك كصديق , لقد سمعت والدي

يقول ذلك ".
" ولهذا انا هنا حتي الآن , لم انتهك صداقتهم " قال ذلك محاولاً البقاء علي طبيعته

بينما اضاف :" وعندما انتهي من الطعام فسوف انقذ اكياس املاحي من اجل

طعامهم , ثم بعد وقت قليل سوف اتحقق اذا ما تم قبول ذبيحتي , اذا ما قبلوا بها ,

فسوف اعرف بان سؤالي لهم في زيارة قريتهم قد تم قبوله ,واذا لا..."
هزة كتفيه جعلتها تشعر ببرد كبير , وسألته بجدية "ولكن الم يقوموا بقبولها دوماً

؟".
"بالطبع حتي الآن "
اوما مضيفاً "والا ما كنت ابداً جالساً هنا اتحدث اليك, ولكن في كل زيارة كنت

اذهب وحدي , وهكذا فانا لا اعرف كيف سيتصرفون عندما اقدم لهم غرباء في

قريتهم........امرأه غريبة, لا يستطيع المرء ان يفهم بان ارادتهم الحسنة تعني

الترحيب ".
"انني ارفض ان اسمح لنفسي بان اخاف من مبالغتك القاسية".
تذكرت ريبيل ليلة وصولها , عندما وقفت على الفراندا التابعة لمنزله تراقب بعينين

خائفتين شغب وقوة عاصفة كهربائية , خرج الضوء من خلال الغيوم الرمادية.
واذاما كان الحظ بجانبنا , سنيوريتا , فسوف نجد الكافي من الوقت لننتبادل

الاهانات , والآن هذا الشاب سوف يخسر وظيفته بسبب التي كانت قبل وصولك

".
"أوه, لا بالطبع أنت لا تعني ان تطرد باولو؟".
"لا استطيع ان اوفر الوقت لأكون خادماً لأحد اعضاء طاقمي , لقد تم تحذير باولو

عدة مرات فيما يختص في الغابات والادغال من مخاطر , الضفادع السامة ,

العناكب الخطرة والنباتات التي تمتص الانسان بسهولة فائقة , بالكاد يستطيع ان

يشتكي ".
وباشارة تدل على ان صبره قد طفح , توقف على قدميه ومشي ناحية المركب ,

قبل ان يرجع بعد قليل يحمل سلة من القدور.
ثم بعد ان قام باستكشاف المكان حوله قام بالجلوس مرة ثانية امام النار , وقالت

ريبيل وهي محتارة.
"وهل انت انسان ام آلة ؟ ربما ستجلس هناك تنتظر هؤلاء المتوحشون اذا ما كانوا

سيقوموا بقتلنا ام لا , ولكن انا لا ! في أي حال , لقد بدأت اشك بوجود هكذا

متوحشون , ولهذا قررت ان اركض نحو المركب , هل ستاتي ام لا ؟"
تحدته بتهور وسمعته يرد عليها بهدوء .
"لا تفعلي.........لا تدعيني اوقفك ".
لم تحب ما قاله , كانت قدماها تضعفان وقبل ان تقوم بتنفيذ ما قالته , سمعته يقول

لها بتحذير .
"قبل ان تقومي باي شيئ خاطئ , سنيوريتا ستورم,انصحك بان تنظري حولك

برهه من الزمن ".
ادارت رأسها في الاتجاه الذي اشار عليه , ثم تراجعت بذهول , تحملق بعينان

واسعتان في المساحات الفارغه حيث ذبيحته كانت منشورة بشكل واضح .
"الافضل ان تنامي الآن , اذا اردت سنيوريتا ".
لم تلاحظ كم كانت متهورة , الا عندما سحب احد يديه , فوق جبهته ومسح

حبيبات العرق الباردة , فوق جبينه .
"لايتوقع منا بان نقبل دعوة الهنود في زيارة قريتهم حتي الصباح".
كانت نار المخيم قد اطفات ,وعلقت الاراجيح ووضبت , وتم غسل الصحون التي

استعملوها في الافطار .
كان لويز مانشنت مشغولاً في اخفاء المركب , بينما جمعت ريبيل معدات التصوير

خاصتها .
كانت تشعر بالخوف وفي نفس الوقت تائهة , فقط قبل يوم من مغادرة المزرعة

اخبروها عن المرأة في الامازون , واحدة من اعضاء قبائل الهنود والتي اعتبرت مع

السنين عنصر هام , والتي ضربت والدها بالهراوة حتي الموت من اجل تحريره من

ارواح الشياطين والتي اقتنعت بانها هي سبب مرضه .
كانت يديها تهتزان باثارة بينما كانت تعلق حقيبتها حول كتفها وتبحث عن لويز

مانشنت , مشتاقة ان تبدأ المغامرة , تثيرها من انها ستكون اول شخص سوف يرى

ويصور ويختبر عادات واخلاق القبائل الوحيدة المتبقيه قبل التاريخ.
"هل انت جاهزة , سنيوريتا ؟".
عندما مشى امامها كادت ان تبتسم له , ولكن بعد نظرة فوق عينيه الرماديتين

الباردتين عدلت عن ذلك , ببطء يختبرها ,يبحث عن اخطاء في مظهرها , لم تلاحظ

كم كانت مشدودة تنتظر شرحه , حتي استدار فجأءة , مشيراً عليها ان تتبعه.
تخيلت ان تكون القرية الهندية قريبة من هنا , ولكنهما صارعا الادغال ولساعات

طويلة , يتوقفوا احياناً من اجل التأكد من الطريق ومن سلامتها , لابد انهم غطوا

اميال عديده قبل الآن , وباشارة رضى ,اشار لويز مانشنت الى آثار اقدام فوق

عشب الغابات , غير مهتما لقرارها عدم الاعتراض.
وللحظات سمعت شيئ غير عادي , ثم التقطت اذنيها قرع طبول خافتة , على ريتم

واحد كما ضربات قلبها .
"أصوات مثيرة".
قال وهو ينقل مكان بندقيته المجهزة فوق كتفه , وعندما انطلق في اتجاه الصوت ,

تتبعه ريبيل بضجر ,أي رجل آخر كان انتظرها لكي تمشي بمحاذاته.
ضربت اسنانها , مشت خلفه , مدركة لتعبها وللحرارة العالية وكذلك صوت

المسيقي التي علت تدريجياً , كانت متعتها ومفاجاتها اكبر عندما ثاروا بدون تحذير

ورأوا اقتحام بحت , مياه عذراء تندفع من اعال صخرة سوداء الى بركة بلون

الكريستال الصافي.
"كم هي جميلة !".
قالت ذلك وقد نسيت تعبها .
"علي ان اصور هذه"."منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 12-12-09 03:25 PM

الجزء التاسع

بدأت تحضر كاميراتها عندما سمعته يقول "صبراً , سنيوريتا!".
بدا صوته مفاجأ لها تماماً.
"المياه كانت تزئر فوق الصخور السوداء وتختفي في غيمة من الضباب منذ بدئ

الخليقة , نفس هذا المنظر ربما اثار اوائل الرجال لاستكشاف الامازون ,لذا تأكدي

بان المنظر موجود لتصويره , بعد ان نتناول بعض المقبلات , الا توافقين".
استلقت علي معدتها فوق حافة البركة , وهي تترك يدها لتلعب بالماء بينما

يتشاركان في القهوه.
حاولت ريبيل ان تحافظ على نفسها هادئة بالرغم من اعصابها المتوترة.
"انني اتساءل كيف تتدبر هذه النباتات الرقيقة في ان تعيش مع قوة هكذا مياه

منتشرة حولها".
سمعت اسنانه تكسر قطعة بسكويت , ثم قال " هكذا نباتات لا تستطيع العيش في

أي بيئة اخري , انها تحتاج ان تغمرها المياه بشكل دائم , وهي تثبت بانها اكثر

قساوة مما تظهر عادة ".
بدا الدم يسير في عروقها بسرعة , وسمعت ضربات قلبها القوية حيث لم تستطع ان

تميز صوت قلبها عن صوت الطبول القريبة , احست بنظرة عينيه فوق حنجرتها ,

ثم مررت احد يديها والتقطت ياقة قميصها بينما عينه تجعلانها تحس بخجل شديد.
"ما الخطب ,سنيوريتا ستورم".
قال بهزء ثم اضاف " لم يبدو وجهك خجلاً , ولماذا تنظرين بعيداً عندما تلتقي

عيناي بعينيك؟".
لماذا تشعر ريبيل بانه قد تم اصطيادها , خداعها من قبل هذا الرجل حيث ابتسامته

تبرز بوضوح رغبته في معاقبتها.
ادراك خفي جعل دوافعه واضحة , بالطبع !قراءته للوضع بينها وبين باولو كانت

وراء التغير المحير لموقفه! البارحة قال بانها تبدو خبيرة , والآن بانها هشة , لم يكن

أي مما قاله صحيحاً , القلائل من النساء تسافرن بعيداً يرون ,يسمعون او يختبرون

كما تفعل هي , بدون أم تعلمها,ووالدها الذي شل في ملاحظه ابنته الصغيرة تنمو

امام عينيه كانت ريبيل ذات فرص لا بأس بها , ولكنها بقيت بريئة كما اليوم

الذي ولدت فيه.
ولكن لويز مانشنت لم يعرف ذلك ! حتي هي لا تنوي ان يقع سلاح تعذيب كهذا

بين يديه .
"انت تناقض نفسك , سنيور....في لحظه تتهمني بانني صلبة ثم تقول انني خجولة ,

لماذا علي ان اشعر بالخجل منك؟".
واجهت التحدي في عينيه الرماديتين وأضافت " على كل حال ,انت رجل آخر ,

واحد من المسافرين العديدين الذين عبروا بحياتي".
اجبرت عيناها على البقاء ثابتة, بينما عيناه تضيقان بنار حارقة.
"لقد أصبح من السهل فهم لماذا باولو قد وقع تحت تاثيرك , سنيوريتا ستورم

اعترف انني في المرة الاولي وجدت الامر صعباً في ان اقرر انك طفلة مشاغبة ام

امرأة ماكرة , ولكن الآن لم اعد اتساءل , منذ وجود الرجل على الارض اصطاد

ليحيا , ولكن انت لا تملكين نفس العذر , اشك بان تكوني في قلبك جبانة , وبان

نجاحك كصيادة يعتمد على اختيارك المميز للعبة , واريد ان اسألك هل كان كل

ضحاياك يافعين وعديمي التجربة مثل باولو؟ انني اتحداك سنيوريتا "
كان نفسه فوق عنقها بارداً واضاف " اتحداك ان تبرزي ذكاءك , مهارتك

وتجربتك ضد عدو اكثر رهبة ...! تواجهين الخطر , وان تجرؤي على قبول

التحدي وتكتشفي لنفسك الفرحة السرية في التمتع بالحياة حتى الثمالة باختبار

القبضة الباردة للخطر".
بقيت ريبيل متوترة كأرنب وقع تحت نظر افعي , يعرف ان أي استجابة سوف

تتسبب بموته, ماذا بالضبط كان يتحداها ان تفعله ؟ ان تبرز خدعها الانثوية في

مواجهة رجوليته سريعة التاثر , خبرتها في مواجهة مهارته , بان تغير عواطفه كما

يعتقد بانها اغرت عواطف باولو ؟ كأن نمر يتحدي فأرة ....ولكن فأرة فخورة

وعنيدة.
رفعت ريبيل رأسها وهي تقول له .
"انتم الرجال اللاتينيون تنبئون بالعاطفة الشديدة , ويبدو لي مع اخطار الغابات

المحيطة بي , بأنك سوف تكون حكيماً بان تتبع تعليماتي , وتوجه طاقات نحو

التكامل النفسي ".
قفزت على قدميها وخطفت كاميراتها , تحركت مسافة خطوتين عندما وضع يديه

فوق كتفيها , يديرها لكي تواجه عبوسه الغاضب , واضح ان كلماتها قد اصابت

الهدف .
" سواء كنت متجمدة او انك تبرزين صداقتك من اجل اجتذاب الرجال ....

فانت لا تتركين لي أي خيار سوى بان اكشف لنفسي الحقيقة كاملة ".
فيما بعد , لم تستطع ريبيل ان تقيس التأثير الاكيد لقبلته على مشاعرها لقد

لاحظت , بينما كان يقبلها , غيوم داكنة تتجمع في مكان واحد في السماء ,

ولكنها لم تكن مستعده بعد للدفاع , ارتجاج الارض تهتز تحت قدميها ذلك فقط

يتوافق مع الانطباع العقابي لفمه .
غريزياً قربت نفسها من جسده العضلي , اصابعها تقيس كتفيه كان ذلك عطاءه ,

عفه بدائيه فوق شفاهها والتي سببت لها أحاسيس محيره.
مبللين تحت المطر, سمعت ريبيل ضحكته ترددها السماء , تيقظت , تضرب كفها

بأصابعها , بينما كانت تنتظر بان يقول عنها بأنها مبتدئة , ولكنه فاجأها بقوله.
"إن عاطفتك تحجر حاجاتك".
كانت لازال تشعر بوقع لمساته فوق جلدها , ولأثارة قبلته.
"عندما لا يمكن التحكم بالعواطف , تصبح عندها خطيئة سنيور".
"هناك قدرة علة الخطيئة لدى كل منا .....الفضيلة والرذيلة شريكين متقاربين

ومن الصعب فصلهم".
ارتعدت ريبيل من الغضب , التقطت كاميراتها ومشت بعيداً , ترغب في التقاط

فيلم للنباتات المنتشرة حول البركة والتي تطفو على سطح المياه , معظم نباتات

الغابة بدت وكأنها تغزو بحثاً عن ضوء الشمس , نبات ذات أوراق ملونة تصبح

مجنونة , أوراق زهرة السوسن تضئ بواسطة زهرتها , وجذوع وقرميات من

فطريات غير اعتيادية , بعضها على شكل نجمة , وبعضها مثل الصبير, وبعضها

ترتفع عالياً مثل مظلات ملونة .
واعية لعينيه النافذتي الصبر , ابتعدت وهي متوترة , توقفت للحظات شاردة ,

عندما تكلم قريبا منها .
"لا تخدشي " التقط معصمها وأضاف " ما الذي يزعجك , هل هي حكة أم

لسعة؟".
ارتعشت من جراء لمسته عندما راح يتفحص قطرات دماء فوق جلدها.
"إنها لا شيء".
عندما حاولت الابتعاد , ضاقت أصابعه حول معصمها , وبصمت , عانت من

اقترابه وسمعته يقول "لقد لدغتك ذبابه صغيرة جداً , لا يمكن رؤيتها وتعيش قرب

المياه , تعالي بعيداً عن الشلالات".
ضاقت عيناه وأضاف " في الحقيقة سوف نبرد كلانا اذا ما سبحنا , سوف تجدين

أقصى البركة آمناً نظيفاً ومنعشاً تماماً"."منتديات ليلاس


يتيع...

Rehana 12-12-09 03:41 PM

الجزء العاشر

بدت الفكرة جيدة يصعب مقاومتها ، واومأت ثم ترددت وقالت :
"انا لا احمل ملابس للسباحة "
" ولا انا ... لكن بالطبع خلال اسفارك العديدة تعلمت بان الراحة تأتي قبل

المظهر؟"
لقد تعلمت ، وفي اية ظروف اخرى ، لما ترددت ابداً باأن تستحم ، ولكن في هذه

اللحظات ، ومع ان البركة كانت آمنة ، شكت بأن لا يكون هو كذلك ،

وبالرغم من انه لايوجد قانون في الادغال ، كان هناك بين المستكشفين شفيرة ادبية

من اجل حماية النسوة المرافقات.
"حسنا"
خضعت ريبيل ، تثق بالغرابة في ان لويز ما نشئت كان ايضاف مسكتشف شريف

.
"استدر ارجوك ، بينما اخلع ملابسي ... سوف اقول لك عندما اصبح جاهزة".
كانت المياه تشعر ببرودتها ، تنظف كل انش من جسدها ، كانت حريصة ان تبقي

ظهرها مواجها لرفقته المزعجة، واثقة بأنه لن يسترق نظرات الى جسدها.
"هل تحبين استعمال صابونتي."
" نعم ارجوك ... احب ان اغسل شعري " نبذت الشامبو خاصتها .
"لكي اوفر عليك الارتباك ، سوف ابقي عيناي مغلقتان..."
ارتفعت الدماء حارة في وجنتيها عندما ادركت انه غطس تحت الماء وكان يتحرك

الآن باتجاهها ، بيأس نظرت حولها ، تبحث عن شيء يحميها ، وبنتهيدة ارتياح

خطفت ورقة نبات كبيرة جداً ، عندما كان مايزال الوجه الاسمر بادياً تحت الماء ،

حملت الورقة قريباً منها تماماً وقالت "تستطيع ان تفتح عينيك ادا ما اردت "
فتح عينيه بحيرة وقالت مضيفة " آسفة ان اخيب امالك سنيور ... الواضح انك

تقرأ اكثر مما في دعوتي"
رمى الصابونة باتجاهها ، حيث جعلها عصبية من جراء صمته ، وقالت وذكرى

كلماته ماتزال تتردد في رأسها .
" انا الفتاة التي لا تستطيع ان ترفع حرارتك ، تذكر !"
عرفت ريبيل من صوته حركاته انه يترك البركة والآن اصبحت وحيدة ، سبحت

بحرية ، قبل ان تغادر البركة .
وبينما كانت تحاول الوصول الى ملابسها عبست ، خائفة من صف الوجوه البربرية

البشعة التي برزت امامها فجأة من داخل الاشجار المتداخلة ، وحاولت المحافظة

على هدوءها حين رأتهم يأخذون طريقهم ناحيتها حيث صرخت بأعلى صوتها.
"لويزا!"
ثم ركضت بسرعة الى المكان الذي رأته فيه لآخر مرة .
استجاب بخروجه من بين الاشجار حيث اصبح مواجهاً لها ، ثم اهتز عندما اندفعت

باتجاهه.
"لويز ... لويز"
قالت بخوف ، غير مدركة وهي خائفة بانها كانت تناديه بإسمه.
"انهم يأتون خلفي ... هناك بين الاشجار ... جمع من المتوحشين الاشرار"
طوقتها ذراعيه ... وسمعته يضحك وهو يقول " انك لغز محير يا عزيزتي ، ان

شجاعتك لايمكن انكارها ، حيث ان قوتك العظمى تقف في نداءك لنوبة الضعف

الانثوية لديك !"
جففت حرارة الجو من رطوبة ربيبل، بينما كانت تتوارى خلف الاشجار الكثيفة

حيث دفعها لويز ما نشئت ، وتلمست ملابسها وهي تستجمع شجاعتها قبل ان

تعود الى الخلاء .كان يقف وظهره لها ، ويحيطه المتوحشون العراة ، اجسداهم

ملونة بصور ورسوم حيونات مختلفة ، وبدوا مخيفيين بالنسبة لريبيل كانوا يتحلقون

حوله، يقبعون ويقفزون بوحشية ، ولكنه بدا هادئاً، كان حتى يشير ، ويبتسم لهم

بحرارة وبدت القبائل التي قابلتها هي ووالدها بعيدة عن هذه تماماً.
كانت هذه غريبة ، لم يسكن منظر نظراتهم النارية التي جعلتها ترتجف بينما كانت

تحضر نفسها ليقدمها لويز، ولكن نظرة لويز المحيرة.
كانت ردة فعل الهنود على وجودها مدهشة ، وفوراً نظر اليها احدهم وتوقعت

ردة فعل عدائية ، ولكنهم اذهلوها نزلوا على ركبهم وانزلوا رؤوسهم حتى

لامست الارض .
"ماذا بحق السماء ...؟"
قالت ذلك للويز ، الذي شق طريقه من بينهم لكي يلاقيها.
" وان افعالهم ليست مثيرة للدهشة ... حاولي ان تتخيلي نفسك في مكان هؤلاء

الرجال ، يعيشون بين الاشجار، والارض والمياه ، وحتى بضع سنوات مضت

كانت المخلوقات الوحيدة التي اتصلوا بها الحيونات ، ولهذا فان ظهوري قد

فاجأهم وجعلهم في موضع شك ، ومع ذلك ، فان احتكاكهم بعضو من جنس

آخر لم يكن كافياً لتحضيرهم لرؤية شخص ذو بشرة شاحبة كالحليب شعر لامع

ذو لون غريب ، يرتفع من اعماق البركة ليظهر في عيونهم مثل الملاك الذي يؤمنون

به ، انهم يرونك معجزتهم الخاصة ، سنيوريتاه"
سكت للحظات ثم اضاف " تجسيد الآلهة الأمازون التي عبدوها لقرون"
سارت ريبيل مع لويز عبر الغابة بحراسة الاشخاص الذين فؤجئوا بألهتهم تظهر

ثانية.
" لا استطيع ان اصدق ان ذلك يحدث" قالت ذلك وهي تمرر يدها فوق عيناها.
" كيف استطيع ان احيا في عيونهم كملاك؟"
" هناك نوعين من الملائكة " ذكرها بجفاء واضاف " من اجل سلامتنا ، اتمنى ان لا

يشكوا بانك لست واحدة من المخربين ، والا فإن زيارتنا وبدلاً من ان تكون فترة

ذات وقت قصير واحداث نادرة ، ربما ستنتهي نهاية غير مشكورة ابداً ".
كانت قرية القبيلة تحيطها اشجار الادغال الكثيفة ، كانت منازلهم كهية المركب

ذات سقف من جذوع اشجار النخيل ، ومنتشرة حول ساحة القرية ، وكان هناك

بلطات حجرية ، قضبان صيد بدائية ، اقواس من شجر النخيل وكذلك كان هناك

قصعات كبير للطبخ.
وبينما اقتربوا من الساحة تجمع حوالي خمسين شخص من الاهالي وراء رجل ذو

وشم حيث غزارة الرسومات والاشخاص المرسومة فوقه جعلته زعيم القرية ، ثم

رأته وبقية الاهالي يتراجعون بلهثة غريبة الى الوراء بينما كانت ريبيل تبتعد عن

مكان مظلل لتظهر شاحبة في جوار رفيقها الاسمر ذو الشعر الداكن .
" ها نحن ثانية ، همهم لويز ما نشئت ثم اضاف .
" حاولي ان تتخذي موقف مبجل اذا ما استطعت"
واشكري لحومك المحظوظة بأنك ولدت ذات بشرة شاحبة. عينين زرقاوين وشقراء

، لانك لو كنت ذات هيئة امرأة مختلفة لكنت معلقة على احد الاشجار القرية .
" ومالخطب، ستيور ؟ انك تبدو هادئ ، هل ذلك بسبب انثى تدبرت ان تسرق

منك رعدك ... ربما انت اعمى فيما يختص بسحري ، ولكن الواضح ان الاهالي

هنا ليسوا كذلك!"
" آسف ، ان اخيب آمالك ... ولكن اذا اعتقدت ان هؤلاء يرونك كرمز الاقوى

، فأنت مخطئة تماماً، الاقوى الاحسن جسدياً ، تظهرين كما شريحة خوخ لرجل

اعتاد على البطيخ""منتديات ليلاس


يتبع...

نونا المجنونه 12-12-09 07:13 PM

يلا ربنا يعينك
انا عارفه ان الكتابه متعبه

jooody 12-12-09 08:32 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 13-12-09 09:26 PM

الجزء الحادي عشر

لديه القدرة دائماً على هزيمتها ، في كل معركة ، كلاماً كانت ام نظرات يزداد وضعها سوءاً ، وبينما كان يقودها من اجل تحية رئيس القرية وجدت نفسها تتمنى لو لمرة واحدة ان تحصل على الفرصة في ان تهزمه كما يفعل هو ، ان تقلبه عن قاعدته.
ولكن مواهبه كانت خارقة ، كان عليها ان تعترف بذلك ، عندما بدا يتحدث بطلاقة مع رئيس القرية ، الذي بدا غير قادر على ابعاد عينيه عن وجه ريبيل الرزين الشاحب .
سيطرت على نفسها وهي تتبع تعاليم لويز مانشئت وحاولت ان تبدو هادئة ، وشعرت ليندا بقوة نظرات الرئيس عليها فسألت لويز :
" ماذا يقول؟"
"يتوقع من الهته ان تشعر اقل برهاناً.. ولكن الآن بما انه اكتشف انك من لحم ودم ، يريد ان يعرف ما اذا كان جسدك قد تم تغطيته دائماً لانك مختلفة عن النساء الاخريات ، ام ان ملابسك الرجالية هي تذكير لي بأن الجنس من الالهة هو محرم.
ارسل اللون الاحمر الذي علا وجنتيها نظرات تساؤل من اهل القرية حيث شكلوا حلقة فضولية حولها.
وبدون ارادتها بأشمئزازها في ان تبعدهم بعيداً ، وعندما صفق الرئيس ، توقف الاهالي على اقدامهم واختفوا داخل اكواخهم ثم حث بعض الطبول على القرع فيما الفتيات والنسوة مزخرفات بريش مطلي واحجار ذات الوان مختلفة
اشار لريبيل ولويز بانه يريدهم ان يجلسوا ، جلس الرئيس القرفصاء على الارض وكذلك اخذ بعض العازفين اماكنهم حول الحلقة ، وبينما الطبول بدأت تضرب بخفوت ، ومجموعة من الشباب والفتيات يرقصن داخل الحلقة حيث بدأت حركاتهم تزداد مع سرعة دقات الطبول .
جلست ريبيل وعيناها واسعتان ، بينما كان يعبرون عن فرحهم بوصولها بأعلام لا يحتاج الى كلام ، مستعملين لغة الرقص ليعبروا عن فرحهم ، عجبهم وعشقهم العميق للآلهة التي شرفتهم بزيارة.
حدقت وعيناها تلمعان ناحية لويز وتفاجأت بأن تراه عابساً .
" لايبدو انك تتمتع بالرقص ، سينور"
" انا لست سعيداً فيما يتعلق بمقدار العاطفة الحارة التي يظهرونها " اعترف ببطء ثم اضاف
" القبائل البدائية ترقص لتعبر عن موقفها العاطفي فيما يتعلق بحدث ماتؤمن به كل القبيلة ، في هذه اللحظات ، يبدون متعاطفين مع ما حصلوا عليه ، وبالنسبة الى منشدهم ، فأن اللعبة سوف ترمي بنفسها فوق سهامهم ، وسوف تخرج الاسماك اليهم ، وسيكون هناك مايكفي من الطعام يكفي حاجاتهم، حتى لو لم تتحقق هكذا امنيات ...فأن فلسفتهم الطفولية ، سوف تقنعهم بأن اعطاء الوقت لآلهتهم سوف يحقق لهم المعجزة."
حدقت ريبيل فيه، محاوله استيعاب كلماته ، وقالت بجدية وهي ترتعش.
"انت تحاول ان تجعلني مضطربة ... هل تعني بأننا عندما نجهز للرحيل سوف نواجه صعوبة في اقناعهم بالسماح لنا بالذهاب؟"
" ان اي شيء له تأثير في تأمين طعامهم له اهمية رئيسية لديهم ، بالرغم من ان الغابات تبدو مدهشة بشدة ، وبسبب فقر الارض والتربة ، على الاهالي ان يبحثون بكل قساوة عن طعامهم ، وكل ما يتدبرونه بعض حقول الاعشاب والخضار ، نبات الموز والبلح وقليل من القطن والتبغ، الحظ بالنسبة لهم يتمثل في سمكة والتقاط ديك حبش يعتبر حظ كبير".
وبينما مر الوقت وتوقف الراقصون واطفأت نار القرية ، اشار عليهم ان يتبعوه ، وقاد الزعيم الطريق امامهم ، ثم اشار بفخر الى احد الاكواخ في اقصى القرية .
في داخله ، كان هناك فتاة شابة تعقد خيطان قطنية حول جذوع احد اشجار النخيل ، وقد انهت زوج من الاراجيح .
" هل تفضلين ان تنامي في الارجوحة العلوية ام السفلى؟"
قال لويز ذلك بنظرة كسولة وهو يتمتع بالخجل الذي علا وجنتيها.
" لقد اوعزت الى الرئيس بانك امرأتي ، ولكن من اجل ان اتجنب ملاحظاتك فقد شرحت لهم بأن الآلهة التي تدعي الانسانية ، ترث كل انواع البشر."
" ولكنك سوف تجد ذلك صعباً ان تشاركيني في كوخ واحد؟ اذا ما كنت لاتميل الى النوم مع الاهالي فخذ شرشف ونم في احدى العليقات."
انتظر حتى خرج الرئيس وكانوا وحدهم في الداخل ، وتذكرت ريبيل ماذا كان يمكن ان يحصل لها لو لم تكن هنا الآن"
"مما انت خائفة؟"
هز لويز رأسها واضاف " من العقاب؟ خائفة من ان يوم الحساب قد اتى ، ولن تتمكني من الهرب هنا؟ لك وعدي ، سنيوريتا ، بان لا تخافي مني.... حتى لو كنا نتشارك في سرير واحد."
لم تصدقه احاسيسها المذعورة ، ليس بعدما حرقت اثارة قبلته شفتيها ، ليس بعدما سيطرت رجولته على كامل المكان .
ولكن يبدو انه مصمم على البقاء ! ويبدو انها لن تستطيع اخراجه بالقوة ، ولم يكن هناك احد لتستعين به، الا اذا...!
وحالاً حاولت تنفيذ ما فكرت فيه ، ركضت الى مدخل الكوخ ، وصرخت قدر ما تستطيع في اتجاه المخيم حيث استطاعت ان تتبين ظلال لمجموعة من الاهالي.
" ساعدوني ، ارجوكم ساعدوني ...!"
ان لغة المساعدة عالمياً تقريباً ، وفي لحظات كان الاهالي يتجمعون ، ينقلون نظرهم منها الى لويز والذي ظهر على باب الكوخ .
اشارت ريبيل بأصبع الاتهام الى لويز ، ثم اشارت على الاهالي ان يأخذوه بعيداً .
"لماذا، انت تائهة ايتها الشيطانة ، الصغيرة ...؟"
وبغضب مشى ناحيتها بخطوات واسعة ، تعابير مخيفة وسمعها تقول بانتصار .
" اخير سينور ... وجدت طريقة لكي اجازيك على غطرستك ، على اهاناتك واهمها على الخدعة المثيرة التي لعبتها من اجل ان تعاقبني على الطريقة التي تخيلت انني خدعت باولو فيها!"
ولكن خمس دقائق وحدهما داخل الكوخ ، الداكن ، كانت كافية لاقناعها بأنها كانت غبية تماماً ، جلست على حافة الارجوحة ، محاولة عدم الاصغاء الى الاصوات الخارجية ، الضفادع الكبيرة قرب النهر القريب ، وكذلك جرس الصمت والذي بدى يكبر تدريجياً .
في شيء واحد كان لويز ما نشنت محقاً ، لقد كانت تفتقد رفقة والدها ، ولاول مرة في حياتها كانت وحيدة في مكان موحش وخطر يفوق كل الامكان التي اكتشفوها... في رفقته كانت اسفارهم بمثابة لعبة فرح مع قليل من الخوف والخطر ، لقد كانت حقيقة الامازون اكثر درامية مما تخيلت ريبيك وبينما استلقت في الارجوحة ، شعرت بأنها تغرق عميقاً في وحشة غريبة وبأنها سوف تعلق ولن ترى مرة ثانية الحياة."منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 13-12-09 09:29 PM

الجزء الثاني عشر

ضجة عالية جعلتها تقف بعصبية على قدميها ، هل كانت افعى تزحف نحوها في الليل ؟ سيطرت عليها الهستيريا ، يالها من غبية في ان تسلم لويز مانشنت الى ايدي هؤلاء الوحوش ، ماذا لو قاموا بإذيته قتلوه ربما!
لم تخطر على بالها فكرة كهذه ، علقت صرخة في حنجرتها بينما تقفز من الارجوحة ونسيت كل احقادها وركضت في اتجاه ساحة القرية، ولم تنتبه للظل الاسود الذي مال نحوها ، ثم قبض عليها من كتفيها ، عندما كانت على وشك الفرار ، وعلقت اليد على فمها ، تخنق الصرخة في شفتيها ، ثم همس صوت عميق مألوف في اذنها .
" من اجل السماء ، حافظي على هدوءك! انه انا ، لويز ... في اي حال ، لماذا تركضين خارجاً هكذا؟"
"لويز...!"
لهثت محاولة السيطة على نفسها من الارتعاش الذي يهز جسدها .
"لقد كنت خائفة من ان يقوم الاهالي بإذائك ... لم يخطر على بالي ذلك عندما قمت بخدعتي الغبية ! اوه ، لويز ، انا سعيدة جداً انهم اطلقوا سراحك "
شعرت بتردده ، وسمعت لهثة دهشة ، ثم رفعت فجأة عن الارض واصبحت قريبة من صدره المثير."
"لم يكن هناك من حاجة بك لان تخافي "
قال لها وهو يطمئنها ، ومشى ناحية الكوخ المظلم .
" انني افعل مايقوم به الازواج في جميع انحاء العالم، لقد شرحت للأهالي بأن عراكنا لم يكن اكثر من مشادة بين حبيبين ، ولقد برهنوا لي على حدسي بأن قالوا لي بأن اجرب حظي ثانية ، انا سعيد انني انفذ نصيحتهم ، يا عزيزتي ان الرجال يعرفون القليل عن النساء ."
اعترف وهو يتنهد ويضيف.
" من الاعاجيب بأن جنس النساء قد التجأ الى الامازون، حيث هي ايضاً يمكن ان تفتن وتشدد ، وتنعش وتنكمش ، تثير ، تغيظ ، وتقسو ، وعندما يعتقد الرجل انه يعرفها تماماً ، يستطيع ان يقهر بشخصيتها المحيرة تماماً "
دخل الى الكوخ ، عيناه الداكنتين تبحثان عن الارجوحة ، ثم وبعد ان وضعها برقف داخلها تراجع هو يحثها بقوله " نامي جيداً، ايتها الامازون الصغيرة الارتباك الاعظم للرجل".
ان اليوم التالي منعشاً ، ولكن ريبيل انتظرت حتى بعد الظهر عندما بدأت اشعة الشمس تميل ، قبل ان تتناول كاميراتها وتذهب في اتجاه النهر ، لقد ارادت ان تذهب وحدها ، ولكن بينما كانت تغادر الكوخ ، رأت لويز مانشنت يمشي باتجاهها مباشرة.
"الى اين انت ذاهبة "
عاين مجموعة الآلآت التي تلتف حولها وسمعها تقول " هناك صور اريد ان التقطها للنهر ، وفي هذا الوقت يكون الضوء ممتازاً " قالت ذلك وهي تتذكر بأنه امرها ان لا تذهب وحدها بعيداً عن القرية ورأته يمشي بجانبها وهو يقول .
" استطيع ان اذهب معك ... غالباً ما درست الصفحات الملونة من كتب والدك ، متسائلاً عن مهارة المصور وقدراته على اسر الموضوع ، بتأثير رائع كهذا ... يستطيع المرء ان يشعر بالصور حية ، حركات الرياح والاشجار ، بعض صورك كاملة لا عيب فيها حيث انني لا اتعب من النظر اليها ، ربما انت لست بمستكشفة ماهرة ، ولكن لا يمكن لاحد ان يشك بمهارتك في التصوير ، اذا سمحت لي، فأنا احب ان ادرس تقنيتك ، واعدك ان لا اعترض طريقك".
"بالطبع ... انت لن تزعجني"
اكدت له بخجل واضاف " في الحقيقة يجب ان انبهك انني حالما اجد موضوع مناسب اصبح اسيرة عملي ولا انتبه لاحد حولي ".
وبينما اخذو طريقهم خلال الادغال الخضراء ، فوجئت وهي تكتشف بأنه كان مهتماً وعازماً بعملها ، اختفى خجلها كلياً بينما ركزت على تقديم معلومات وشروحات لاسئلته الذكية وقالت بجدية .
" مع ان هكذا موضوع يبدو جميلاً ... ولكنك لا تحصل في نتيجة احياناً على صور جميلة ، هنا جزء كبير يعتمد على مدى قدرة المصور على التحكم بكاميرته ، وهذا العصر احب ان اتخذ صوراً تغطي انطباع عن سقوط المياه المتلألئ فوق من خلاف الاوراق المرقطة ، ولكن اذا اردت ان احقق تأثير رقيق عليّ اولاً ان انظم الكادر بفحص لكي يأتي سقوط المياه تتمة لخلفية الاوراق ..."
" وكيف تتجنبين الخطأ في عدم جعل الاوراق تغطي على الموضوع الاساسي ؟"
" بواسطة وضع الكادر في العناية القصوى ، وكذلك تقطيع الصور بحيث تبقى الصخور وأوراق النباتات حادة ، هذا هو السر في احضار مشهد من الحياة ، معظم الصور التي التقطها جاءت عبر كشف مضاعف ، لقد كان هناك لدي في التصوير تجعل الاوراق وكأنها ترقص فوق الاعشاب ، هذا هو الاسلوب الذي انوي ان انفذه الآن..."
فجأة ادركت كم كانت هائجة ، اطرقت لكي تعتذر وهي تحمر خجلاً .
" يجب ان تعذر سرعتي هذه ... ليس هناك اكثر مللاً من الاصغاء الى شاعر يتلو اشعاره ".
"يالك من مجموعة متناقضات .... ان لك الكثير مما هو مشترك مع شعب الامازون ، سنيوريتا ، النهر الذي وبسبب روافده التي تفيض احياناً ليس دائماً هو نفسه ".
وبالرغم من رفقته وملاحظته عملها ، كان هذا اليوم من افضل ايام التي صورت فيها ، وبدا سهلاً ان تعجب بالجمال البنفسجي لما يحيط بهم وتجاهل الاخطار المحدقة .
عندما ارتفعت حرارة الظهيرة ، ارتاحوا لفترة ، حيث فرش لويز شرشف صغير قرب النهر ، متأكداً من خلوه من النمل قبل ان يبدأ بجمع غصون اشجار الموز جاعلاً منها مجلساً لهم.
لمدة قصيرة جلسوا صامتين ، وخرجت ريبيل من احلام اليقظة على صوت عواء كان بعيداً في الغابة .
" فقط تحذير القرد يمكن ان يكون معتدي لكي يبعد الوحشة عنه ".
هزت رأسها ، محاولة معرفة مصدر الصوت والذي بدا أتيا من وراء رأسها .
" اليس هناك حيونات ضخمة في الغابات ؟"
قالت ذلك وقد ادركت فجأة بأن المخلوقات الوحيدة التي شاهدتها كانت الحشرات ، الطيور وبعض الزواحف الصغيرة .
"قليل جداً " احابها واضاف بعد قليل " وهذه توجد في اماكن بالكاد يمكن ان يرى احداها شخص ما ، ولهذا تلاحظين ندرة حصول الهنود على اللحوم ، ان سبب ندرة الحيونات الوحيدة التي تحيا هي التي تتكيف مع ظروف وشروط الاقليم يجعل بيوتها في اعالي الاشجار ، او على طوال ضفاف النهر حيث الضوء والطعام .
" انت تعني ان اكثرهم يعيش هناك؟"
نظرت عالياً الى سقف الادغال ووجدت القرود تتسلق من غصن الى آخر .
" حتى النمر الاميركي والبوما بالكاد يمكن رؤيتها ، في الليل تمتلئ الادغال بزئير القطط البرية ، ولكن بعد حين ، انا غالباً ما اتساءل ...؟"."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 13-12-09 09:32 PM

الجزء الثالث عشر

فوجئت ريبيل من وجهه الاسمر ، وقساوة تعابيرة عندما تابع بعبوس .
" بعد وقت قليل ، وربما غداً ، كما الهنود سوف يتم نقلها ارهاقها ثم تحطم اخيراً بواسطة ظلم الانسان "
انقطع نفسها في لهثة بينما درست تاثير افكاره.
كوروبيرا ، رجل متوحش ، حتى الآن كانت تعتبراللقب درامي كثيراً فيما يختص بالسنيور البارد والذي يبقى لجام مشدود فوق عواطفه، الآن شعرت بقوة غضبه الداخلي , قوة اعتباره لشعب هذه الارض, وبعواطف مشتعلة بقوة، لويز مانشئت يستحق ان يلقب بالرجل المتوحش.
" انك تعتبر هجوم الحضارة على هذه الارض خدعة اكثر منها منفعة؟" تعاطفت معه، ثم امسكت انفاسها ، تتحضر لانفجار سخطه، ولكن وقع اجابته كان اكثر تاثيرا حيث قال :
" انها مأساة بدون شك "
اخبرها ببساطة وأضاف " جريمة ضد الشكل البسيط الوحيد للانسانية، فقط من اجل ارضاء غرور الانسان في الثورة ، لقد تم اغتصاب الامازون ، وجرد مكن نقاوته , لقد داس الغزاة والذين لايستحقون اكثر اماكنه خصوبة وابداعاً ، ولكن مطر الغابات لن يكون قادراً على الزراعه ... وكما تم اثبات ذلك مرات عديدة ، فان الهنود الذي كانو يزرعون الغابات ولمئات السنين ، ومع ذلك فإن الخراب قد استمر ، الآلات والشاحنات تقطع طرقات الامازون , ومئات الاميال من الغابات قطعت وحرقت من قبل الانسان الذي يرفض قبول فكرة ان الامازون لايمكن تدجينه ، وباتها تفضل ان تموت بدل ان تخضع الى تحقير العبودية ".
حدقت ريبيل بدون ان تتكلم , تحسد الامازون على عاشقها العاطفي ، تتساءل باشتياق كيف يمكن لامرأة مصنوعة من لحم ودم ان تأمل في ان تنافس في الحصول على حب الرجل ، التي تمتلكه عشيقته هذه كلياً .
" انك تشير الى الامازون وكانه امرأة ... المرأة الوحيدة التي احببتها "
ابتسامته جعلت قلبها يضرب بقوة , واعترف بشجاعة .
" شيء محبوب اخاف ان افقده ... ان مايجعلني ممتنا هو ان نتائج عملك سوف تساعد في حفظ ذكراها"
ومع الوقت , اخذت ريبيل صور كافية للمنظر الذي قررته ، كانت السماء تظلم والرياح تهب ، مسببة برودة مفاجئة ، وعندما اقترح لويز بانه حان الوقت للرجوع , ولكن ريبيل سمعت صوت تساقط مياه.
" هل لنا ان نتقدم قليلاً ... اعتقد انني اسمع شلالات قريبة "
ومن اجل راحتها لم يعترض ، وانما اشار الى قارب يرسو على ضفة النهر.
" علينا ان نستعمل هذا ... انه يبدو بدائي ، ولكنه آمن ، يمنعك من ان تهزي القارب تذكري"
لم تريد ريبيل ان تهز القارب ، وبدا ان علاقتهم قد بدأت تصفو, مرة او مرتين ناداها ريبيل بعفوية ، ولقد حاولت ان تنطق اسمه .
وكرجل وجدته مثير للغاية بالحقيقة ، لاول مرة في حياتها بدأت تحلل مشاعر الارتباك ، الخوف والاثارة في كونها مع انسان من الجنس الآخر، لفتاة حرمت من انت تلعب بالعاب الاطفال حتى ، كان من الصعب ان تستنتج انها واقعة في الحب ... في الحب مع رجل والذي اختبر في اكثر من مناسبة اختلافها الكامل .
ومع ذلك , عندما اصبحوا فوق المياه رات ريبيل العالم اكثر عظمة , اكثر اتساعاً ، واكثر اثارة ، لابد ان سعادتها قد انعكست في عينيها ، حيث انها عندما استدارت بحثاً عن كاميرتها التقت بنظرته السريعة وشعرت بسعادة خفية .
" جذف قليلاً قريباً من التيار "
رجته ريبيل ، ويداها تهتزان باثارة ، بينما ركزت كاميرتها فوق المياه الداكنة المظللة ، بدأت تصور المشاهد ، من كل زواية قبل ان تضيف اشعة الشمس الغاربة .
" احترسي , ريبيل !"
لويز ! صرخة تحذير اتت متاخرة لكي تمنعها من الانحناء فوق زاوية حادة جداً ، حتى عندما صرخت انقلب القارب , مغرقاً اياهم في المياه .
كل مافكرت فيه ريبيل هو سلامة كاميرتها ، وبيأس ضغطت يد واحدة فوق المياه ، وهي ترفع الكاميرا بينما كانت تضرب بيدها الأخرى للوصول الى ضفة النهر ، ولكن عندما التقطتها يد خشنة ، استرخت وطافت على سطح المياه بينما لويز يجرها الى المياه الضحلة ، وبعد ان وصلت الى حيث سحبها سمعت غضبه ينفجر.
" ايتها الغبية الكبيرة ، كيف تستطيعين ان تجازفي بحياتك من اجل موضوع تافه ، لو لم اصل اليك في الوقت الملائم ، لكان آخر ما رايته منك يد تحمل كاميرا ؟"
لمع شعره الاسود كما الغيوم السوداء فوق هيئته المهيبة ، وفكرت به كقط بري وهذا التفكير جعلها تضحك .
وضحكت عالياً حتى لاحظت عبوسه فقالت " آوه ، لويز آسفة اذا اخفتك ، ولكن ليس هناك من حاجة لأن تبدو هائجاً ... ان كل ما تعاني منه هو الضيق ."
ثم احست ريبيل بأن السماء ، الأشجار والماء انفجرت حولها عندما التقطت وهزت بقساوة حيث شعرت برأسها وكانه سوف يقتلع من كتفيها ، الضربات التي سمعتها اختفت فجأة , تبتلعها حرارة غضبه وسخطه.
" اليس لديك احساس من الشرف ؟"
مشت قليلاً محاولة اقامة حاجز بينهم .
" هل انت مدرك لدورك هنا ؟ لقد عشت طويلاً بين هؤلاء الشعوب ؟"
هزت كتفيها محاولة ابعاد الالم الذي سببته اصابعه .
" انت تحتاج ان تكون ساخراً بين حين وآخر ، فقط من اجل تذكيرك بانه في بلاد العميان يكون الرجل ذو العين الواحدة ملكاً "
" مثلك ، سنيوريتا ، تحتاجي ان يقوم احد بتذكيرك لأن تتصرفي كما يتوقع من المرأة ان تفعل ، بدلاً من التصرف كولد يفضل البنطال على التنورة "
حاولت ان تخفي دموع الالم ، كانت ردة فعله لما ستقوم به سريعة ، كان واعياً لها .
ربما لو كان اسمها يدل على البصيرة لكانت ترددت في ان تتهكم عليه.
" على كل الرجال ان يتدربوا على الاحتمال "
" كما على كل النساء ان يتعلمن كيفية البكاء "
وشعرت بكتفيه القاسيين يسحبانها على جذع الشجرة ، ربما غفرت مع الوقت قبلته الاولى .
امواج من الثورة والاستجابه حذرتها بينما كانت ترتعش تحت لمسة الرجل الخبيرة والذي لايقف في وجهه اماكن سرية ، مستكشف قاسي مصمم قوي وذو حكمة شديدة.
ثم ، وبينما صارعت ضد قبلاته المثيرة ، شعرت بجسدها يرتعش وسمعت انفاسه تتسارع ، ولاحظت بانها كانت تستجيب له وكان كل منهم يلعب دوره ، المعرفة جعلتها ترتاح ، انه يحبها ! انه يريدها . بدون شك ليس من اجل اثاث تفوقه بل لانه لم يعد قادراً على كبت عواطفه ومساعدتها !."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 13-12-09 09:34 PM

الجزء الرابع عشر


أطلقت صرخة صغيرة من المتعة ، وذابت وهي تضغط بشفتيها الخجولتين فوق فمه القاسي ، وبتنهيدة تشبه الزمجرة ابعدها عنه .
" يا إلهي ، سنيوريتا انك تفاجئينني ، انا لم اتوقع ان يلاقي التحدي الذي اعلنته نشاط واندفاع كهذا ، اولاً واجهت عرض من السباحة العارية من اجل اثارة شهيتي ، ثم جوع جسدي يهز قدرة الرجل ، للحظات وجدتك جذابة ، ولكنني تذكرت الرجال وهم يتحدثون ويعلنون بأن هناك شيء كما امرأة غير جذابة في أعماق الأدغال !".
مسحت ريبيل نقاط العرق عن عينيها ، كانت تأخذ طريقها الى حافة النهر مع رزمة من الغسيل ، ليست المرة الأولى التي تحسد الأهالي على عريهم ، والذي يجعل حاجة الملابس تافهة ، لقد احضرت جهاز واحد معها الى الأدغال ، والذي يعني بأن ملابسها سوف تحتاج للغسل كل يوم بسبب الحرارة والرطوبة من اجل ان تنعش ملابسها .
لم يكن غسل ملابسها ناجحاًبسبب فقدان الصابون ... ان الصابونة الوحيدة التي كانت معهم استهلكوها للغسل الشخصي ... ولكن على الأقل فأن مجرد الغسل سوف ينظف ملابسها .
لويز قام بما يريده ويحتاجه ، وكان يفاجئها بظهوره الدائم منذ عراكهم من حوالي اليومين ، بقي الجو بينهم جافاً ، لقد خرج تلك الليلة من الكوخ بدون اي توضيح ، تاركاً ريبيل لتنام وحدها مع ظلال سوداء ، لأنه يشك بوفرة حاجات الهنود كان يقوم هو بطبخ الوجبات لهم ، ولكن يأكل منفرداً ، ولذا لم يتبادلا احاديث طويلة منذ النقاش الذي ترك مشاعرها مهوسة كما زهرة اقتلعتها الرياح .
ولهذا كانت مشوشة عندما ركعت على ركبتيها فوق ضفة النهر ورأته يقف فوق مقدمة القارب يحرك المياه بعصا طويل ، باحثاً عن السمك .
كان قد خلع قميصه ، ولا ارادياً كانت عيناها تحمل الاعجاب لعضلاته المفتولة تحت جلده الذي يلمع داكناً كالهنود ، بينما كان يسحب القارب ناحيتها .
"صباح الخير ، سنيوريتا ."
كانت تحيته مختصرة ، ثم شعرت بغياب الموقف الذي ذكرها ولليومين الماضيين بذكرى قبلاته.
"هالو" قالت وهي تمزح .
"هل تريدين مساعدتي في التقاط بعض الاسماك."
"نعم ، ارجوك ... سوف انهي غسل ملابسي اولاً ، اذا استطعت فسوف انشرها فوق العليقات لتنشف ."
لم يظهر اي اشارة تذمر ، انتظر لويز حتى انتهت ، ثم ساعدها في تسلق القارب ، وقال وهو يساعدها ويشير لها الى سلة مصنوعة من القصب .
"في هذه اللحظات هناك غزارة اسماك في النهر ، ان الأسلوب البدائي في الصيد يعطي نتائج مذهلة ، عندما احرك المياه الضحلة بهذه العصا سوف تخاف الاسماك وتطفو على السطح ، فاستعدي لالتقاطها بالسلة التي بقربك."
ولدهشتها ، كان للاسلوب البدائي سحره ، في البداية كانت متقيظة ، ولكن بعد فشل واحد أو اثنين ، نجحت في غرفة سمكة من الحجم الوسط والتي جعلتها تصرخ فرحاً بينما كانت تراقب تململ السمكة في قعر السلة .
" انها صالحة للأكل ، الا تعتقد ذلك ؟"
قالت ، وعيناها اللامعتان تجعلانه في سرور خفي .
"اجل ، انها صالحة للأكل ، لقد رأيت الأهالي يأكلون اسماك شبيهة لها ... ولكن ارجوك ان لاتسأليني تسميتها ، لأن نهر الأمازون يحمل مئات الأصناف ، حيث هنا يجدون دائماً أصناف جديدة لم يتم اكتشافها ."
"اذاً على الأقل ليس هناك خوف في ان يجوع الأهالي."
"لسوء الحظ ، غالباً ماتفشل عمليات الصيد ، وكثيراً في الطقس الممطر ."
وبينما حاول توجيه القارب في اتجاه آخر ... عندما يحدث ذلك ... ركزت تفكيرها على ماكان يقوله .
" ان مجتمع الهنود في محاولته جذب السمك بواسطة رمية حجر سحري في المياه ، او باستعمالهم الأسلوب الأكثر تأثيراً في ضرب سياج مع نبات سام والذي يجذب المياه ، حيث يموتون ، ويغرفونها في السلال حين تطفو على السطح ."
وبعد حوالي الساعة من المتعة ، حصلت ريبيل على مايكفي من الاسماك ، كانت سلتها في المياه ، عندما صدمت وهي تلعن بحدة ، ورأت لويز يتخلى عن العصا ويلتقطها من معصمها ، ساحباً اياها من الماء .
" ماذا بحق السماء ...!"
قالت بذهول وهي مصدومة من سرعة وقوة تصرفه .
" انظري هناك ."
اومأ ، وتعابيره اكثر عبوساً .
وبطاعة حدقت في الاتجاه الذي اشار اليه وارتجفت عندما رأت مايظهر على انه افعى كبيرة تأخذ طريقها في المياه ، كان طولها حوالي ستة اقدام ، ونظراتها تحمل تعابير شيطانية .
" أوه ... انها تثير السخط ."
" تقدمي ... انها حناكيش كهربائي . واذا ما كنت قد لامستها فأنك سوف تفقدين وعيك من جراء الصدمة ."
سرت رعشة في جسد ريبيل ، وفجأة ذابت متعة الصيد ، وكل ما ارادته هو ان تعود الى اليابسة ... ان تعود في الواقع الى أمان المنزل ، حيث النباتات و الزهور يمكن ملامستها دون التفكير في السم الذي لا تحمله ، وحيث ضجة الحيوانات الوحيدة تأتي من نباح الكلاب وحيث يعيش الناس في المنازل حيث النساء تطهو الطعام لأزواجهم وتحضر الاطفال ، هذا النوع من البيت لم تعرفه أبداً . ولم تحب أبداً ان تعرفه .
وجه لويز القارب في اتجاه ضفة النهر ، وبينما ساعدها على الترجل منه كانت نظرته حادة عندما قال.
" ما الخطب ، ألا تشعرين انك بخير ؟"
ابقت رأسها منحني ، رموشها تغطي عينيها وعرفت بأنها تعكس ألم ويأس افكارها وهمست بضعف .
" اعتقد ان زيارتنا قد خدمت هدفها ، متى سنعود الى ديارنا ؟"
سكت لوقت طويل قبل ان يجيب .
" اذاً لقد قررت بأن القليل الذي عرفته عنا يعتبر كافياً ... كافي ليمنعك من معرفة المزيد ! حسناً ، سنيوريتا ."
اصبح صوته اكثر جفاءاً .
" سوف افحص درجة حرارة المياه ، واريد ان اعرف ردة فعل زعيم القرية ."
" هل تعتقد بأنه سوف يمنعنا من مغادرة المخيم ؟"
" ألم تلاحظي ، ايتها الإلهة الشابة ... سيدة الغابات ؟"
وبكره عبر عن سخريته مضيفاً " بأنه منذ وصولك تمتع الأهالي بوجودك ، وحتى اصبحوا يعتقدون بأن النبات الصالح للأكل بدأ ينمو بوفرة ؟"
عندما وصلوا الى القرية ، تركها لتحضر وجبتهم ، بينما ذهب باحثاً عن الزعيم ، كان قد قام بتنظيف الأسماك ، ولم يبق على ريبيل سوى ان تلفهم بأوراق سميكة ووضعهم على حجر واسع ذو حرارة ، ومن ثم حضرت شرحات من ثمرة الافوكاتو ."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 13-12-09 09:40 PM

الجزء الخامس عشر

عاد لويز بينما كانت تنقل السمكة الى صحون ، جلس وقبل حصته برضى، مع ان الأخبار التي كان يحملها كانت مزعجة .
" ان الرئيس غير راضي ."
اخبرها باختصار ، مركزاً على الوجبة امامه ، انتظرت ثم نفذ صبرها وسمعته يقول .
" ان طعم هذه السمكة جيد ."
وضعت صحنها جانباً ، غير قادرة على الموافقة ، تعد نفسها بأنها حالما ترجع الى الحضارة ، فأنها لن تأكل السمك ثانية ، ودفعت شعرها الى الوراء وهي تقول .
" مذا تعني بأنه غير راضي ؟ هل الرئيس مريض ؟"
عرفت عندما نظرت عيناه الحادتين الى وجهها انه لم يعرها اهتمامه .
" لا ، انه ليس مريضاً ... ان ذلك صعب شرحه ، ولكن اعتقد الأفضل لي ان احاول ،ان زوجة الزعيم على وشك الولادة، ويعتقد الهنود بأنه من المهم ان يتظاهر الوالد بأنه يقوم بالجزء المتعلق بالأم ، ان المعتقد يسود بأن سلوك الوالدين قبل وبعد الولادة ، يؤثر على الطفل ، وهكذا فإذا تناول الوالدين لحوم حيوانات معينة فأن خصائص هذا الحيوان سوف تنتقل الى الطفل ، واذا تناول الوالدين لحم البوما فأن الشجاعة و القوة سوف تكون صفات ولدهم ."
وكأنه انتظر منها ان تسجل عدم اعتقاده ، كان قد خاب ظنه ، اتسعت عيناها الزرقاوين ... ولكن الإثارة كانت السبب ، وبسرعة اخبرته .
" لقد سمعت والدي يشير الى العادة عندما يقوم الرجال بتبني دور الأم لفترة من الوقت ، بالنسبة اليه ، ولكن هذا تدريب غير متصل بالأمازون فقط ، سنيور ، لأنه كان معروف منذ اجيال بأن الأباء البدائيين في اجزاء عديدة من العالم بأن يخضعون الى شروط معينة في الطعام و المعاملة في بعض الأحيان ، ويتابع الوالد استلقائه بعد ولادة الطفل ، حتى عندما ترجع الزوجة الى واجباتها بعد الولادة ، كم سيكون رائعاً اذا ما تمكنت من تصوير مهرجان الولادة ! ان ابي سوف يكون مسروراً ، اذا ما تمكن في كتابه الاخير بأن يزوده بأدلة عن بقاء هذه التقاليد ."
" اشك بأن يسمح الأهالي بحضور المرأة المفترض انها الآلهة خاصتهم..." عبس لويز وأضاف .
" ان جوهر العمل هو للوالد حيث انه يجذب اهتمام ارواح الشياطين بأدعائه انه الأم ، ان امرأة ضعيفة معرضة اكثر للمؤثرات السحرية ، لذا ففي حال ظهور الشيطان فسوف يجد نفسه في صراع مع رجل صحيح البنية ، وهكذا من يعرف ماذا ستكون ردة فعل الزعيم اذا ما وضعت الكاميرا في مواجهته ؟ لا !"
توقف على قدميه واضعاً حد للمحادثة بقوله .
" لا استطيع ان اسمح بذلك ! عليك ان تنبذي الفكرة من رأسك ، سنيوريتا ، انها مخاطرة حقيقية ."
أوامره القاسية جعلتها اكثر تصميماً على تجاهل نصائحه ، ولكن عندما تركها تسير عبر القرية لم يخطر على باله بأن تعابيره كانت قناعاً مبهماً.
كانت مدركة تماماً بأن حياة المتوحشون منظمة بواسطة مبدأ التحريم ، وبأن فترات محددة واحتفالات مثل الولادة ، الزواج ، و الموت ، الاحتفالات السرية يجب ان تكون محصورة ، ولكن كان هناك فرصة في تنفيذ ما تريده ، فكرت بذلك بينما كانت تتبع خطوات لويز باتجاه القرية ، في حالتها هذه ربما يتحضر الأهالي لقبول ذلك لأنها بالنسبة لهم كانت آلهة ، روح الغابة تتخذ شكل انسان .
تنهدت ريبيل تتمنى لو تستطيع محادثتهم بلغتهم حيث تستطيع ان تبعد وحدتها كما خوفها ، ولكن حتى محاربيهم الشجعان لا يترددون في مجابهة الأسود او النمر بأقواس وسهام من القصب من اجل حماية انفسهم واقتربت وهي تدنو من ام شابة والتي كانت تقوم بغسل ولدها بمياه باردة ، كان الولد يضحك بفرح ، وانضمت اليه ريبيل لا ارادياً ، رفعت الأم رأسها عالياً، ثم بنظرة رعب حملت ولدها وركضت الى كوخها الصغير .
مرفوضة من جانب ، وشاعرة بأنها معزولة اكثر من ذي قبل ، راحت ريبيل تنظر داخل كل كوخ ولم تهتدي الى كوخ الزعيم ، كادت ان تنهي رحلتها الى القرية عندما استرعى انتباهها طفل صغير منهمك في لعبة دون ان يلاحظ وجودها ، كان هناك عنكبوت كبير يزحف على الأرض حول قدميه ، كان ينظر اليه وهو يركع ، يحكم على هدفه بينما سهم في يده ، ثم صوبه في اتجاهه ، وبكل فخر الصياد الماهر حدق باعجاب في السهم الذي اصاب العنكبوت بضربة قاتلة .
" برافو ."
صرخت دون تفكير ، تظهر بإعجاب عن طريق التصفيق.
وبدلاً من ان يتصرف الولد كباقي الأهالي ، نفخ صدره وعبر عن فرحه ، ثم جحظت عيناه ، بحثاً عن مصدر الإعجاب ، الإلهام قاده الى كوخ قريب ، وعندما وصل الى بابه ، نظر من وراء كتفه وكأنه فضولي ومدرك بأنها سوف تتبعه .
لبت ريبيل نداءه الصامت ، بأن اقتربت بما يكفي لتنظر الى الداخل ورأت داخل الكوخ وقد امتلأ برائحة قوية حيث استطاعت ان تميز مجموعة من النسوة يركعون قرب امرأة تستلقي على الأرض ، والواضح انها في آخر عملية الولادة .
ابتعد الولد ، ولكن ريبيل وقفت ساكنة مسحورة من مشاهدتها الأولى لطفل يخرج من رحم امه ، مع صرخات الفرح التي اصدرتها النسوة المساعدات، بعضهم يخدمن الأم ، وبعضهم الأخر يغسلون القادم الجديد ، وبعد لحظات انكشف الغموض الذي اكتنف الدخان ، عندما اصدر المولود سعال مسموع ، واستجابت النسوة بأن تفوهوا بغناء غير مفهوم وفهمت ريبيل معنى صغير وهو " حيث يذهب الشيطان ."
في حال سبب وجودها جفاف وراء هذا الحدث السعيد ، ورأت بأن هذه التجربة تركتها وألم يضرب داخلها ، وهي تأخذ طريقها الى كوخها حيث رأت لويز ينتظرها .
" اين كنت ؟"
عيناه الداكنتين تتساءلان حول الكاميرا المعلقة فوق كتفها.
" اراقب معجزة ."
اجابت ببساطة ، وعيناها تحملان الإعجاب وأضافت
" لقد تمتعت بأمتياز في رؤية زوجة الزعيم تلد طفلها ..."
رأت شفتيه ترتعشان ولكنها اضافت " كان ذلك رائعاً ... نتيجة رائعة وجميلة لزواج عن حب ."
" الولادة عملية طبيعية معجزة ، سنيوريتا ، كلاهما الإنسان و الحيوان يعطيان الحياة في كل دقيقة و ساعة ويوم ."
" كم انت مثالي لتمزج الحيوان مع الإنسان ... ان الحيوانات تتجامع بالكاد لتؤكد على جنسها ، بينما البشر و اطفالهم هو تعبير عن حب الوالدين ، ان العلماء سريعين في تفسير عاطفة كالجنس ، لكن الحقيقة هي ان الحب عاطفة ، اعمق و اكبر من ان يفهمها رجال باردين امثالك ."
" اذا كنت تقدمين نفسك ، فأنا اعتقد انك مجنونة ."
" لقد اتهمتني مرات عديدة بأنني متناقضة ، سنيور ...""منتديات ليلاس


يتبع...

little girl 14-12-09 08:45 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
وننتظر التكملة .

Rehana 14-12-09 09:35 PM

شكرا لمروركـ .. little girl

وهذا ثلاثة فصول من رواية

Rehana 14-12-09 09:36 PM

الجزء السادس عشر



طول النهار كانت الطبول تقرع ، وكانت ترجع اصدائها في رأس ريبيل " انها تشبه ضربات قلب العملاق " اخبرت نفسها وهي تدفع خصلة من شعرها الى الوراء ، كان الجو حاراً ، صعب الاحتمال كما الذي بينها وبين لويز ، والذي جعلته ساخطاً ، طوال الصباح كان يطوف بالمكان كما النمر مع غضب مكتوم .
" الن تتوقف هذه الضجة ؟"
" ليس دائماً يقوم هؤلاء الشعوب بالاحتفال ."
استدار لكي يعاقبها ببرودة.
" ان الطبول تنشر بشائر جيدة وتنقلها الى قبائل اخرى في نفس المناطق ، تخبرهم بأنه بعد انجاب عدة بنات ، حضي الزعيم بمولود ذكر اخيراً، وكذلك يرسلون الدعوات الى عيد سوف يتم اليوم على شرف آلهتهم البيضاء المخلوقة الخارقة والتي ينسبون معجزتهم اليها ."
عندما تحرك بعيداً ، وكأنه يحضرها ليوم آخر من العزلة ، رجته بعصبية .
" هل تمانع في انضمامي اليك ، انا لست معتادة على اطالة فترات الركود ، ان ذلك سوف يقودني الى الجنون ."
" اعتقد بأن ذلك غير ممكن ."
رفضه كان على درجة عالية وأضاف " ان الأهالي سوف يصدمون في حال اصطحابي امرأة الى بعثة الصيد ... انهم بالطبع غير مدركين لمهارتك في لعبة التعقب ."
كان اصرار لويز حاداً في ان باولو كان اساء الى عمله ، وقد وعدت ريبيل نفسها بأنها سوف تدافع عنه ، وبأنها سوف تفعل المستحيل من اجل ان يغير هذا الرجل رأيه ، ولكن الغريزة حذرتها بأن تنتظر حتى يأتي الوقت الملائم.
" مؤسف ."
قالت بصوت عالي ، محاولة ان تظهر نفسها بأنها استسلمت ، ثم قالت " ان اسلحة الصيد هي اسلحة الحرب ... هل تراني كعدو عندما توجه سهامك السامة ؟"
" انني اوظف السموم كترياق للأمراض ، ان ارجع نفسي الى مؤثرات الغش التي ساعدت على عرقلة باولو !"
تركته ريبيل ومشت عبر المخيم مع كاميرتها الملازمة لها ، مصممة على تصوير الرجال وهم يحضرون سهامهم للصيد ، كان مايزالون غير متأكدين من نواياها ، ورأت ريبيل بأن السم الذي كانوا يستعملونه كان علاجي و الذي يستخرجونه من بعض نباتات الغابة من قبل نساء القبيلة ، ثم يستخرجون السم الصافي تماماً .
عندما رأت رحلة الصيد تاركة القرية خالية سوى من بعض النسوة و الاطفال محاولة ابقاء عينيها مفتوحتين لأي اشارة عن اخبار الزعيم الذي لم يترك القرية حتى انجاز كافة الطقوس التي تحمي ولده الى الأبد .
ترددت ، انتظرت مع نفسها بينما رأت عدد من النسوة يقومون بحركات على الأرض لا تعرف معناها ، حتى استقامت النسوة لإظهار حصيرة مصنوعة من ورق الاشجار ثم لفها لتصبح على شكل عباءة .
وحالاً ظهرت نتيجة عملهم ، عندما بدأت النسوة يركضن وهن في حالة ضحك ويدخلون الى الكوخ حيث انجبت زوجة الزعيم ولدها ، وظهروا مع الأم الضاحكة ، التي استسلمت لهم في دفعها وهي تسجل فيلم عن احتفال التطهير الذي كان جوهرياً قبل ان تقترب المرأة من زوجها ثانية ، اجتمعت كل نساء القرية على ضفة النهر ، ثم حمل عدد منهم زوجة الزعيم الى الماء حيث قاموا بغسلها ، ثم عندما اعادوها الى اليابسة قاموا بتدليكها بزيت جوز الهند ، حتى بدا جسدها ناعم ولامع ، ثم مشطوا شعرها وشبكوا فوقه الأزهار ، قبل ان يكسوها بالعباءة .
عندما عاد لويز بعد ساعات ، وجد ريبيل تنسخ الفيلم وتضعه في علبة لتحميه من الرطوبة حيث شعر برضاها الداخلي.
"هل حضيت بيوم عمل ؟ الست في خطر في اخراج الفيلم ... يبدو انك كنت تعملين منذ يوم وصولنا ؟"
" بقي لدي فيلم واحد فقط ... وانا احتفظ به ل..."
"... لماذا ؟" قال ذلك وعيناه تضيقان بخطر .
" أوه ، فقط لأي شيء مهم ممكن ان يحصل ."
في حال قرر ان يبدأ توبيخها مجدداً ، فأنها سوف تكون اكثر تقبلاً له .
" كيف كانت رحلة الصيد ... ناجحة ؟"
" جداً ... لقد اصطدنا زوج من الغزلان ، ولاحقاً تستطيعين ان تتناولي لحم الصيد ."
بدا مرتاحاً وفي نفس الوقت مبتهجاً ، وكأن اثارة البعثة ، و الشجاعة القوية لرفاقه المتوحشين حررته من التوتر وجعلت عروقه تنبض بالحيوية .
" هل عليك ان تجعل من هكذا مخلوقات بريئة ضحايا ؟"
" انه قانون الادغال ."
هز كتفيه وأضاف " على الضعيف ان يستسلم دائماً للقوي ، في اي حالة ... ان ايامهم معدودة ، حيث اننا ايضاً نقيض على البوما الذي يتأهب للهجوم ، اذا كان ضميرك يعذبك ، فعليك تعزية نفسك بفكرة انه على الاقل فأن سهامنا تحررهم من ألم الأنياب الذي ينهش حناجرهم ."
لم يتأثر بارتعاشة التبدل ، حيث ارتد الى سؤاله السابق .
" اخبريني عن يومك ... هل قمت بأي مشروع ؟"
بدأت ريبيل تجمع معداتها ، بينما اخبرتها الأحداث التي قادت الى احتفال التطهير .
" عباءة التطهير ."
قال بسخرية ، عندما انتهت من وصف العباءة المنسوجة من تبلات الزهور.
" لاشيء يبدو اكثر جمالاً بالنسبة للرجل من العري الغير خجول ، منظر جميل ، وجه جميل ."
تحركت فجأة وقد اذهلتها كلماته ووضعت يدها على خصرها وسمعته يسألها " ما الذي تفكرين به ، الحورية اللذيذة ؟"
قال ذلك وهو يمرر اصابعه في شعرها الذهبي .
" ان الخجل علامة الذنب ، هل تذكرت احداث تشعرين بالخجل منها ؟"
" انها تلك التي اشرت اليها ؟"
ارادت ان تخبئ وجهها ولكنها وجدت الشجاعة لتثبيت رأسها .
" ان الأهالي يقسمون بأن حالة الذهول غالباً ما تحل بالشخص الذي يحدق بحورية ما ."
همهم ، وهو يحني رأسه الداكن باتجاهها.
" رغبة متوحشة للشيء البعيد المنال ، هل تعتقدين بأن هذا ما أجده مسحيلاً في أن ألوث وامحي ذكرى جسدك الناعم وهو يخرج من الماء . ياعزيزتي ؟ اذا كان كذلك ، فأنها ليست مباركة في انك واحدة من الحوريات والتي تعترف لنفسها بالغنج والتي تتباهى في استمتاعها بألفة العديد من الرجال ."
كادت ان تشتمه وهي تتألم ، وقد لاحظت متأخرة ، كما كانت متهورة في تعنيف بدائي الأدغال هذا ، ان تتهم رجل خطر كهذا لا يهتم لشيء.
" ارجوك ، سنيور ..."
بدون ان يحاول جعلها ترجوه مضيفة " ارجوك دعني اذهب !""منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 14-12-09 09:38 PM

الجزء السابع عشر


ضحك ، صوت ناعم في حنجرته كان مزيج من الهرهرة والتناغم ، قربها منه اكثر ، وحدقت في عيناه الرماديتان بعاطفة ظاهرة ، ثم اغلقت عينيها عندما التقت شفتاه بشفاهها في قبلة والتي نقلت لها رسالة تحمل مشاعره التالية .
" انني رجل بمعنى الكلمة , وانا اريدك !"
عالقة بين ضغط يديه ، مذهلة من اتصال شفتيه بشفاهه ، كانت غير قادرة على مقاومة تيار سريع من الاثارة بينما كان يبعد عزلتها بقبلة وعندما وضعت ذراعيها بخجل فوق عنقه ، كانت همهمة رضاه اشارة على تحذيره ، واعتبرت ريبيل بانه كان يعترف انه يحبها كما تحبه ..
كانا يقفان وهما يتعانقان على عتبة الكوخ ، بعيداً بما يكفي عن القريه ، ليبقيا على بعد عن نظر اي مراقب ، في تيار عواطفها ، كانت منسية من الجميع ، عدا الرجل الذي اعادتها قبلاته الى الحياة ، حيث اثارته جعلت الدماء تجري حارة في عروقها ، وسمعته يقول وكانه يذكرها .
" عليك ان تذهبي الى الداخل ، ياعزيزتي ، همهم ويداه تضغطان بالم فوق خصرها.
" لانه بالرغم من موقفهم تجاء العري ، فان الاهالي يعيشون هنا وفق شعار الاخلاق ، ان الشيء الوحيد الذي يجب على العشاق القيام به , هو ان ينبذوا اي شارة محبة امام الآخرين "
كانت ريبيل واعية لموانعها تختفي بسرعة ، وقفت على اطراف اصابعها لتطبع قبلة حنونة فوق فمه المبتسم وقالت .
" كم انهم ذو حظ سئ لانهم لايتعلمون فن التقبيل ... اي نوع من التودد يمحون به ، على ما تعتقد ؟"
انهم يفعلون هذا "

عض طرف اذنها واضاف " وهذا ..."
" وهكذا كما ترين فهم ليسوا مجردين تماماً " ضحك بنعومة واضاف .
" وهم يؤمنون بانه حتى لو كان اثنان متحابان ، فعليهم في العلن ان لايسيروا جنبا الى جنب ، ولكن الواحد وراء الآخر ، وكذلك ليس عليهم امساك الايادي الملاطفة ، او حتى النظر الى بعضهم والحب في عينيهم ، والرادع خاصتهم يعوض عن نوع من السرعة والتي اشعر بها الآن ... اية سرعة في الحصول عليك سريعاً "
كانت ريبيل متيقظة تماماً عندما قام برفعها الى ذراعيه وحملها الى داخل الكوخ ، وحالما وضعها مجدداً على قديمها .
" يا الهي ، ان الشخص يعتقد انك كنت مبتدئة لماذا لا تتعاونين ؟"
صدمه كلماته لم تكن قوية جداً ، بقدر دهشتها مما يتوقعه الرجال البرازيليون من العروس ، خط دقيق يفصل بين النساء العفيفات عن النساء اللواتي يتخذن منهن زوجات . ان ملاحظتها في ان لويز اعتبرها من الطبقة والصنف الرخيص صدمتها بقوة ، وتجمد الدم في رأسها حيث تجمدت اصابعها ، عندما ابعدتهم عن عنقه لاحقاً ، كان عليها ان تدرك معنى الغضب ضد اهمال والدها والذي ابتهج في مشاركتها المعرفة الذي اكتسبها خلال حياته وهو يدرس الانسان ... وحتى بعد قرون من نشر كتب عن غرائز الحيوان ، ولكن في هذه اللحظات لديها مشاكل اعمق في رأسها ، مشكلة ضبط عواطفها .
لمسة اصابعه ارسل ارتعاشة قويه في جسدها ، وانسبحت بعيداً عن مكانه وكان عليها ان تصارع لكي تتغلب على الدموع في عينيها قبل ان تتكلم .
" انني آسفة لويز "
اخيرا استطاعت الكلام
" ولكنني خائفة من ان هذا التصرف هو غلطة رهيبة "
شعرت به يتصلب ، وحيث رأت نفاذ صبره يتبل الى تهديد .
" انني اوافق بانها غلطة خطيرة تقود رجل عطش الى الماء ، ثم تحرمه من ان يشرب "
ارادت ان تشرح له بانها لم تكن مغتاظة ، بانها كانت الآن تستوعب الوضوح بين ان تكون محبوبة وان تمارس الحب لمجرد ممارسته ، ولكنها لم تستطع ايجاد كلمات لتصف وضعها .
"ان الوقت متاخر لادعاء الذكاء "قال بسرعه وهو يقطع المسافة بينهم بخطوتين .
" منذ دقائق كنت تذوبين بين ذراعي ، والآن تتخذين موقف الملاك"
يدان تتلذذان بالقوة قبضتا على اكتافها واضاف " انا لن اتوقف لاحصل على امرأة رغما عن ارداتها ... ولكن للمرة الاولى اشعر بالشفقة نحو الرجال الذين قادتهم خيبات آمالهم الى التوحش، ان النساء اللواتي من نوعك يستحقون الاحتقار "
حررها بقوة الى درجة وقعت على الارض وسمعته يضيف " ربما ترتاحين من فكرة بان صرخة واحدة منك قادرة على احضار قبيلة من المحاربين لمساعدتك "
سكت للحظات ثم اضاف متهكما .
" ولكن ضعي هذا في عقلك ، سنيوريتا ستورم ، انا لا اتغاضى عن الديون الظاهرة ، حالما نترك هذا المخيم سوف يكون امامنا اربعة ايام من رحلة العودة ... انني اضمن لك بانه حالما نصبح وحدنا فسوف لن تجدينني مذعنا كما وجدت باولو!"
على كل النساء ان يتعلمن كيفية البكاء ! اكتشفت ريبيل بان لويز مانشنت معلم ممتاز، بينما استلقت بدموعها تمتزج بغبار الارض حيث تركها ، تقبض عليها عاطفة جديدة تماماً ، الم الدموع بالكاد اختبرتها خلال مراحل حياتها .
ولكن بينما شعرت بضربات قلبها ، لم تشعر باي أسف لعبور السنين التي كانت عواطفها محبوسة ، لقد اغراها لويز مانشنت لحياة مثيرة ، الألم الذي تعانيه كان جزء غير مرئي من الالام حبها له .
لان الاهالي كانوا يبحثون عن اماكن المياه كمصدر للحياة ، كان الاحتفال سيتم حول البحيرة حيث سترتفع آلهة المياه خاصتهم ، ولكن من اجل ابعاد ارواح الشياطيين ، كانت المشاعل النارية يحملها السكان لترشدهم عبر الظلام حيث المخلوقات الجهنمية تحتشد .
لم يكن هناك اشارة لوجود الزعيم ، عندما اتخذت ريبيل مكانها كضيفة شرف على رأس الموكب وحاولت ان لا تحدق الى جانبها حيث ملامح الرجل البماهوغوني والذي تعتبره القبيلة زوجا لها ، اتخذت زوجة الزعيم مكاناً خلفهم ، عباءتها المزهرة تتناقض مع عري بعض النسوة .
عندما جلسوا في دائرة نصفية تواجه البحيرة ، سطحها يلمع قرمزياً مع انعكاس المشاعل النارية ، موسيقى الغابة تضفي انسجاماً على المشهد ، وكان هناك صمت مطبق يمتلىء بتنهيدة كوروبيرا ... روح الغابة التي ينسب اليها السكان كل الضجة التي لايستطيعون شرحها ."منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 14-12-09 09:40 PM

الجزء الثامن عشر

وبينما شاركت جذع شجرة مقطوع مع الرجل العابس ، بدأت ريبيل ترتعش بعصبية ،ولكن تدريجياً بينما لاحظت السعادة فوق وجوه الرجال ذو الاجساد الذهبية ، والفتيات ذوات الجسد المغطى بالزيت ، واختبرت شعور العيش في الفترة ماقبل التاريخ ، شعور تقبلته اخيراً .
ولكن عاصفة كانت تئن داخل الرجل الذي يجلس قربها ، جسده المشدود يبدو وكأنه يضبط الغضب العالي لعاصفة امازونية والتي فرضت جوا من الصمت .
وجدت ذلك صعباً تقبله ، رفعت احد يديها الى حنجرتها وارتعشت عندما سمعته يقول .
" انك تتشاركين مع القرود ولع التململ ، اشك بان الحياة بين البدائيين ليست ماتوقعته ، ربما ستعرفين الآن بأن تصميمك المتهور في رؤية حياة السكان بنفسك قد كان خطأ... وغير ضروري ، باستطاعة والدك مقارنة كل المواد التي يحتاجها من ملاحظاتي ومن المجموعة التي جمعتها من ادواتهم وممتلكاتهم ، عاداتهم واسلحتهم ، والقليل من حرفهم الخشنة."
كانت لهجة المزدرية كما الملح فوق كبرياء ريبيل ، رحلتها الى الداخل كانت قاسية كما يريدها هو ، ولكنها لن تسمح له بـأن يخمن بأن كل جزء مرتعش من جسدها كان يصرخ معترفاً بأنه على حق".
" انا لا اوافق"
تحدته بشجاعة واضافت "المتاحف تحتشد بالمجموعات النادرة ، ولكن المستندات المصورة تساعد في نفخ الحياة داخل عادات السكان واسلوب حياتهم ، تساعد الناس في تقدير اختلافاتهم ، في فهم عقليتهم ، وجعلهم اكثر تعاطفاً تجاه غيرهم ، وهو ماتريد تحقيقه اليس كذلك...؟"
رفعت ذقنها بتمرد ، تتحداه ام ينكر منطق كلماتها ، ولكن المجادلة قطعت بوصول فتيات القبيلة يحملون اوراق شجر فوقها الطعام... واحد لآلهتهم ، والاخرى لكوروييرا.
وبينما انتزعت قدم ديك حبش مشوي ، احتارت من رؤية الخيبة مرتسمة على وجه الفتاة التي قدمت الطعام للويز وذهبت مبتعدة .
"لماذا لم يقدم لي ما في القدر؟"
"ايبينا يأخذها الرجال فقط ،" قالها بجفاف مضيفاً "انها من بذور النبتة الخجولة والتي تطرد الاعتداء بأن تقدم هلوسة مطمئنة".
"انا مندهشة في انك لم تجرب القرصة..."
عاقبها على تهورها .
حاولت ريبيل ان تتجاهل نظراته التي جعلت وجنتيها تشتعل بأن مدت يدها والتقطت شراب الفاكهة وشربته بنهم.
عندما اصبحت متيقظة لذلك ، تخيلت بأن الصوت المنخفض كان داخل رأسها ، لكن بينما ارتفع الصوت لاحظت بأن كامل القبيلة شاركوا بقوة في التعبير عن عواطفهم الفرحة بالمشاركة مع موسيقى الطبول، وكانت صور الرجال طويلة وكل منهم يقدم نمطا معيناً من رجال الغابة.
ثم وعندما ازداد اصوات الطبول بدأ يعلو غناء الاهالي ، ايديهم تصفق بجنون ، والرجال والفتيات يفصلون انفسهم عن الحشد ، شعرت ريبيل بتفحص لويز لجانب وجهها، وبعد لحظات اصبحت متيقظة بأن الرقص لم يكن اكثر من شكل من اشكال الضيافة الاجتماعية بل هو فرصة للذكور في اظهار رجولتهم ، ولكي يقدموا للفتيات فرصة اظهار رغبتهم بالزواج ، وعندما قام احد الرجال بترك الرقص والاقضاض على شريكته وسحبها الى الغابة ، خانت تنهيدة ريبيل حرمة عمله.
استجاب لويز بضحكة تحمل استمتاعه بالمنظر .
"اتحداك ان تريني فتيات القيبلة ، بانهن وقحات ... ان رمز فلسفتهم تمنعهم من الغيظ ، ان رقص المغازلة يتطلب حبس جدي"
"ربما ... ذلك لانهم يعرفون بان الحبس يتشاركونه كلياً ... وبأنهم ليسوا دمى ".
وقفت ريبيل فجأة على قدميها وهربت من ظل لويز المنحني ، جو العشق الذي كان يحمل تأثير المخدر فوق احاسيسها يشعل النار في رغباتها المكبوتة ، فرت عبر الغابة ، تتعثر بالجذوع ، خائفة بشدة من الصياد الذي شعرت به يقترب منها في ظلام الليل.
في مكان ما فوق مظلة الغابات الشجرية ، كان القمر يضيء سماء الليل ، ولكن ارض الغابة كان داكناً عدا رقع متقطعة حيث ضوء القمر احدث ثقوباً من خلال اوراق الشجر ، حافظت ريبيل في ركضها على الممر الذي اعتقدت انه يصل الى القرية ، تبارك الحقيقة بأن الامازون يختلف عن غيره من الغابات التي زارتها من قبل ، حيث الحيونات المفترسة تختبئ وراء كل شجرة، وحيث الافاعي تتدلى كما الاغصان ، القليل من الحيونات الضخمة بقيت ولمدة طويلة داخل الامازون ، حيث كثافة الاشجار .
كانت عائق اضافي كلما تهدد الخظر ، حتى الحيوانات الصغيرة بقيت مختبئة حتى جعل الغسق استحالى في رؤيتهم والقبض عليهم ، ولكن كان يمكن سماعهم ، الطيور تزعق ورائها بينما كانت تركض على طول الممر والقرود تثرثر وتنتقل من جذع الى اخر .
لم تدرك ريبيل بأن الممر قد قادها بعيداً جداً عن القرية الا عندما وصلت الى مكان حيث كوخ ذو مظهر غريب ومخيف ، قشعريرة والرموز الاخرى المختلفة المرسومة فوق الجدران الصلصالية للكوخ والذي ارتفع عن ارض الغابة بواسطة جذوع اشجار ضخمة ، سقفه المصنوع الساحر حيث يقوم بتركيب ادويته وسمومه وحيث يرغب في استشارة الارواح.
غريزياً تراجعت بعيداً بينما تذكرت الوجه المخيف المرسوم ، الجسد الذي يرتدي كساء غريب للرجل الذي يحمل له المتوحشون احترام عظيم وكبير ، شاركتهم خوفهم ، لانه في كل مرة يتم عبور ممراتهم كان رجلهم يغضب ، شعرت بغضب الطبيب الساحر ، وقرأت رسالة فوق شفتيه الداكنة تركتها متأكدة بأنه لايشارك رأي الاهالي في كونها آلهة.
كانت على وشك الفرار ، مستعدة لتواجه غضب لويز الحارق ، عندما صدر صوت غاضب مزق سكون الليل ، تصلبت من الخوف ، وقفت ثابتة تراقب هيئة الدكتور وهو يرقص بحقد بينما اوما بكراهية وهو تحت سقف كوخه .
مثل ضحية من ضحاياه السحرية ، وقفت عابسة بينما تقدم نحوها وخطواته تحمل التهديد حتى بقي هناك اقل من يارد يفصله عنها ، كانت صرخاته غير واضحة لأذنيها ، بينما اصابعه تشير في اتجاه الجماجم التي تحيط كوخه والتي تؤكد اتهامه على من يعتدي على ارضه .
"انني آسفة ... انا لم انوي ابداً ان اتطفل ، لقد اضعت طريقي ...!"
اجابتها الركيكة بدت وكأنها تزيد غضبه ، حيث هبطت يده فوق خنجر ملطخ معلق حول وسطه ، ثم توقف وهو يتمتم بكلمات ، وقبض الخوف على ريبيل بقسوة ووجدت نفسها تصرخ بقوة ."منتديات ليلاس



يتبع...

ammy200 14-12-09 10:25 PM

حرام الى انت بتعمليه فيه ده
هههههههه
بجد القصه مشوقه جدا
واتمنى التكمله باسرع وقت
وشكــــــــــــــــــــــــــــــرا ليكى على المجهود الرائع يقمر

Rehana 15-12-09 02:13 PM

شكرا لمروركـ ياعسل

وهذا ثلاث الفصول الأخير

تحياتي لكـ

Rehana 15-12-09 03:11 PM

الجزء التاسع عشر

وكأن الصوت ابهجه حيث كشر واندفع في اتجاهها ، وشعرت ريبيل بقسوة يده

فوق شعرها، تتنشق رائحة جسده الكريهة.
"ريبيل".
الصوت الذي وخز سمعها لم يكن غير مألوف حيث سمعته يضيف " افتحي عينيك ،

ياعزيزتي، لاحاجة بك ان تخافي ، لقد ذهب الدكتور الساحر."
التودد اللاتيني لمس اعصابها جاعلاً اياها حية من جراء الشعور باليدين القويتين

تقبضان على كتفيها ، ضوء القمر غمر المكان ، مسبباً الواناً فضية فوق شعرها ،

قاومت انطباع نظرته بما يكفي لكي تؤكد بأن الصوت القلق ينتمي فعلاً هذا

الرجل، ثم غطت عيناها بروموشها لكي تختبئ تأثيرها هذا.
الرجل عليها ولكن لم يكن هنا طريقة وسمعته يقول بينما كان يساعدها على

الوقوف بثبات.
" ماذا علي ان افعل بك ، ايتها الجنية المتمردة ؟ "سألها بنعومة مثل تنهيدة قرب

اذنيها.
" هل انا مخيف جداً لدرجة انك تفضلين رفقة دكتور ساحر غيور على رفقتي؟"
" غيور...؟"
سألته باستغراب وهي مدركة لذراعيه وهي تمسكها بلطف.
"لماذا عليه ان يشعر بالغيرة الى درجة الاقدام على قتلي؟"
تذكرت قسوة يده فوق شعرها ، هبوط السكين بين يديه الحاقدة ، ارتجفت

واقتربت اكثر منه ، شعرت به يطوقها وتساءلت لماذا يبدو صوته مجهداً عندما

يجيبها.
"لانك اغتصبت مركز سلطته بين القبيلة ، قبل وصولك، اي شيء ، وكل شيء

كان يشير الى الحظ السعيد كانوا يؤمنون انه يعود اليه، فقط لانه يملك قوة غامضة

، فقط لانه يستطيع ان يزود زعيم القرية بمولولد ذكر، ولكنك كنت مخطئة في

تفكيرك بأنه كان ينوي قتلك..." اكد لها وهو يرفع يده ليبعد شعرها عن جبينها.
"ولكنه هددني بواسطة سكين!" اعترضت مضيفة :" لقد رأيتها تهبط ناحيتي قبل ان

يغم علي، مالم تتعقبه انت..."
"ولكنني لم افعل..."
اجابها بهزة من رأسه واضاف "لقد وصلت في الوقت الذي رأيته فيه يلمس شعرك

الذهبي ويقطعه طبيعي... عندها وقع نظري عليك وانت تستلقين دون حراك على

الارض، فقفدت كل اهتمامي بالساحر ... لقد كنت اولى اهتماماتي.
كان وجهه مبهم التعابير بينما لاحظت نبرة الم تعبر كلماته وعيناه تلمعان ، هل

رآهم الساحر.
"لماذا قص شعري؟"
"لان القبائل البدائية تؤمن بأن اي خصوصيات ، اي ممتلكات محببة... قطع الشعر

او الاظافر ، مثلاً، يجب ان تتلف او تدمر بأية طريقة حيث لايبقى هناك اي خطر

يهم يقع بين ذراعي الاعداء، حيث يتم استعمالها في السحر المدمر، الضحايا تقع

ضحية المرض وربما ضحية... الموت، مالم يتم اتخاذ خطوات تحرره من التأثير

السحري، اليس لدي شك بأنه اذا مابحثنا بجد فسوف نجد شعرك معلق فوق احد

الاشجار كتعبير عن حقد الطبيب الساحر.
وبالرغم من ريبتها ، سرت رعشة خوف داخل جسدها ، بينما تذكرت شرح

والدها عن الموت المواضح لسكان استراليا الاصليين حيث تمت ملاحقتهم حتى

الموت.
"ماهي التحذيرات التي يجب مراعاتها؟"
من اجل اطمئنانها لم يهزء من بساطتها، ولكن عزاها وهو عابس .
"هكذا اشياء مازالت متروكة للأهالي ، حالما يدركوا ماهية عمله المتهور ، فسوف

يبحثون لكي يقطعوا اي نشاط له وذلك بقتله ثم تعذيبه، ولكن لاتقلقي."
اسرع لكي يهدئ عيناها الخائفتين.
"ان حدسي ،بانه حالما يعي الطبيب حماقة عمله فأنه سوف يضع اميال كبيرة بينه

وبين القبيلة التي اساء الى آلهتها."
بقى صامتا بهدوء ،بينما تعقبوا خطواتهم وهم يسيرون بمتاخمة البحيرة حيث ما زال

الاهالي يحتفلون ويمرحون حتى دخلوا اخيرا الى قريتهم ، كانوا مايزالون خارج

كوخها عندما حطم لويز الصمت.
"بعد ان فكرت بالوضع جيدا ، قررت انه علينا ان نغادر المخيم عند فجر الغد،

فسوف يستغرق الاهالي في النوم لساعات عديدة يقتنعون مع الوقت بأ، حضورك

كان هلوسة ، وبأنك كنت مجرد احلام، تلك الطريقة سوف اكون قادرا على

المحافظة على ثقتهم، سعادتهم...
اريدك ان تكوني جاهزه باكرا قبل طلوع الشمس.
ولكن طلوع الشمس التي ستقضيها وحيدة في ظلام كوخا مع ذكرى الطبيب

الساحر ، قادها التفكير بذلك الى اليأس والقنوط ، وتوقفت ريبيل فجأة على

رؤوس اصابعها لتفاجئة بقبلة خجول وسألته برجاء.
"الاتستطيع ان تبق معي بقية الليل؟"
سقطت يداه القاسيتان فوق كتفيها لكي يبعدها بعيدا
"لاتفعلي ذلك ثانية!"
قال بقسوة واضاف "انا لا املك قدرات هرقل ، سنيوريتا ، مع ان هناك اوقات

تجعلينني اشعر فيها انني اشاركه جزء من حمله... وهو ايضا يملك قوة ارادة على

نفسه ، وعندما يحاول ان يحركها يكشف قوة تحمله".
بعد مضي ساعتين، وبالرغم من ان كبرياءها كان مايزال مجروحا ، تذكرت ريبيل

احداث المساء بينما كانت تتسكع حول كوخها ، تجمع اشياءها المبعثرة.
اشتعلت الاثارة داخلها ، كان هناك ساعتين قبل انبلاج الفجر... وقت كافي لها

لكي تعود الى كوخ الطبيب الساحر، وتعود بالصور التي تشتهيها كاميراتها ،

واكثر مافكرت به هو انه لايجب عليها ان تضييع هذه الفرصة، كل الدلائل تشير

الى مساعدتها ، الطبيب الساحر، لقد اكد لها لويز بأنه سوف يكون بعيدا جدا

الان، وكذلك فأن الاهالي مشغولون بما يعقب الاحتفال، وهي لديها ساعتين

لتملأهما بما يفيد ، وكذلك سوف تفرح والدها بأن تحضر له دليل عن الطقوس

والذي ما يزال حتى الان ملعونا من الدهر.
لطالما اتهمها والدها بالعناد ، وبينما انسلت عبر الغابة وهي تلتقط كاميراتها بيد

ترتجف ، سوف يكون لويز هائجا اذا ما اكتشف هروبها ، ولكن الن بينما تذكرت

الطريق ، لم يبدو كوخ الطبيب الساحر بعيدا جدا، لذا شعرت بالثقة بأنها تملك

الوقت الكافي لالتقاط الصور والعودة الى القرية قبل ان يتسن له ملاحظة غيابها .
ان ردة فعل الزعيم هي مايقلقها ، هل سيقبلها كجزء من السحر، ام هل سيقوم

عقله البدائي بالتفكير في هجومها القاسي على ولده؟ رفعت ريبيل من روحها وهي

تعتقد بأن الزعيم يعتبر ان لها الفضل في حصولها على مولود ذكر، وعبرت الان

البحيرة الصامتة حيث يستلقي الاهالي بسكون بين الطبول وحطام الاحتفال،

نائمون على الارض ، والنساء منهكات من الرقص.
كان المكان عندما وصلت اليه اشبه بمكان مسكون ، لا اجنحة ترفرف مسببة

سقوط اوراق الشجر، كان الامر وكأن عالم الحيونات قد تقبل فكرة ان هذا المكان

كان محرما، مقاطعة مهجورة من الجميع عدا الطبيب الساحر وارواحه المسكونة .. "منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 15-12-09 03:13 PM

الجزء العشرون


باحتراس, ضرب قلبها بسرعه كعصفور خائف.
وضعت احدى قدميها فوق السلم المصنوع من الحبال, وبدت الصعود نحو المنصة

الخشبية, لم يفاجئها اي صرير بينما وضعت رؤوس اصابعها في اتجاه الباب المفتوح,

وقد ركزت كاميرتها نحو الداخل المظلم, ثم اخذت صورتها.
كان ضوء الفلاش كما الذكرى في عقلها كما كانت الصرخة البربرية للغضب

الذي انفجر من حنجرة الزعيم الذي كان يستلقي في ارجوحته يرتدي الاسود من

رأسه حتى قدميه ويضع على رأسه شعر طويل مستعار وكذلك يضع في معصميه

ورسغيه خلخال من اجل طرد الارواح الشريرة.
نفس الضوء الذي اعاد الزعيم الى عماه المؤقت, انعكس ايضاً فوقها من جراء

الادراك المفاجئ بأنها قد اخطأت جدياً, انها تستخلص قوه ثقتها الى الاقتناع بأن

الزعيم سوف يعتبرها صديقة ولكن بينما اضاء النور الكوخ, بقيت ريبيل تحت

الظلال, تعطيه الانطباع بأنه قد تمت مهاجمته بواسطه عدو غير مرئي!
وبتهور, وبدون ان تنتظر لتبرر ما فعلته, وحتى دون ان تظهر عن نفسها, ركضت

ثم اخذت طريقها نزولاً فوق السلم المصنوع من الحبال وهي مصممة على الهرب.
كانت في منتصف الطريق قبل ان تعي نزول المطر الغزير, لقد تجمعت غيوم

العواصف التي بدأت ترب غصون الاشجار وتخفض الممرات المائية نحو الارض

العطشة.
ارتفعت فيها غريزة البقاء حية وشعرت وكأنها قضت ساعة ألم قبل ان تتعثر خلف

حاجز من الاشجار وهي تركض كغزالة مجنونة, تضع يدها فوق اذنيها لتصرخ

بصوت شابه صرخات الزعيم الغاضب. غير واعية ما اذا كان يتبعها ام لا, وخائفة من ان تقف لتستكشف الامر.
تابعت الركض بالقدر الذي يسمح به الظلام, تتخبط بين جذوع الاشجار والذي

بدا من المحال تجنبها, تدوس فوق الجذور وبدأت تسمع صرخات الحيوانات

الصغيره وكذلك هبوط بعض اغصان الشجر, وكانت ردات فعل الحيوانات لا

تقل خوفاً عنها وهي تنزلق فوق الممرات الرطبة, وكانت ريبيل طوال الوقت تحاول

حماية كاميرتها من المطر الغاضب.
المنظر الذي احياها عندما ولجت داخل كوخها كان لويز الذي وقف وسط الارض

وهو يحمل مشعل مضاء, واضح انه كان ينوي البحث عنها.
" اين كنت بحق الشيطان؟ "
وقفت ثابتة تحدق ونظرة حيوان تم اصطياده ترتسم في عينيها, بقيت صامتة,

مصعوقة تماماً لتبحث عن كلام, بينما لويز ينظر اليها من شعرها المبلل الى وجنتيها

المحمرتين, والملابس التي التصقت بجسدها مثل جلد ثاني, ثم استدارت نظراته

الحادة, تغرق كالمغناطيس في اتجاه اليدين التي كان من الواضح انها كانت تخبئهما

وراء ظهرها.
" ماذا تخبئين؟ "
بدت لهجة صوته ناعمة, مغلفة بالخطر والتهديد ايضاً
" انا... لا شيء...."
قالت ثم بلعت ريقها كما طفل وقد تمت ادانته بالجرم المشهود. امتدت يد قوية في

اتجاهها.
" دعيني ارى...."
امرها مضيفاً:
" احب ان اتفحص اللاشيء المهم, والذي جعل عيناك ترتعبان مدركة بأن اللعبة

قد انتهت "
استسلمت ثم وبتنهيده تعب سحبت يديها من خلف ظهرها وسلمته الكاميرا

بصمت.
للحظات بدا لويز تائهاً, لا يعرف ما السبب الذي جعلها تحمل الكاميرا, وصل الى

استنتاجه قائلاً:
" لقد قلت بأن لديك سبب خاص يجعلك تحتفظين بالفلم الاخير لديك "
اتهمها بشكل مبطن, وبدا منزعجاً من تصديق الكلام الذي نطق به
" حتى لو تدبرت امر معرفة اختباء الزعيم, ولا انت حتى بهذا الغباء لتعودي الى

كوخ الطبيب الساحر...مع كاميرتك من اجل اقتحام ؟ "
كان الصمت الذي تبع سؤاله ثقيل جداً
" ولكنك فعلت, الم تفعلي؟؟؟ "
اصابع غاضبة انغرزت في اللحم الرقيق لكتفيها بينما نفس من غضبه بأن هز

جسدها. وبدون اي علامة نحيب قاومت ريبيل العاصفة التي ضربت رأسها

والعبوس القاتل علامة الاحتقار وسمعته يقول بغضب مكتوم:
" هل انت ذات عقل بسيط الى درجة انك لم تلاحظي بأن هؤلاء القوم متوحشون,

صائدي الرؤوس, بعيدين جداً عن الحضارة الى درجة انهم لا يترددون في قتل

وتعذيب اعدائهم؟ انك تجرؤين على الارتعاش من لمستي؟ ان غباءك قد ورطنا في ان

يتم احراقنا احياء او تعليقنا تحت شجرة حتى يجف جلدنا ويصبح كما البودرة عند

طحنه, ثم يهرس مع الموز ليأكل كتحلية الموت "
صدمتها كلماته, وزال القليل من غضبه عندما شحب وجهها بشدو مثل ازهار

الزنبق التي تطفو على سطح البحيرة.
" لا تفعل..."
تنهدت ثم اضافت:
" انني آسفة, انني ادرك بأني كنت مخطئة في القيام بما فعلته, ولكن ارجوك لويز

اوقف ذلك, لا استطيع تحمل سماع المزيد من ذلك...! "
وبردة فعل عاطفية سقطت في اتجاهه, وللحظات سمح لها ان تذرف للدموع ثم قال

بصوت قاسي:
" ليس لدينا المزيد من الوقت لاضاعته, سوف اسمح لك بخمس دقائق من اجل

تبديل ملابسك, ثم علينا المغادرة حالاً "
لم تجرؤ ريبيل على الاعتراض, حيث كان المشعل المضاء الوحيد الذي انار الغابة

اضافه الى بزوغ نور الشمس.
كانت تنتظر وهي تحمل كاميرتها على كتفيها ورأت لويز وهو يومئ لها بصوت

هامس:
" اتبعيني وانتي قريبة مني وهادئة بقدر المستطاع, ان فرصتنا الوحيده للبقاء احياء

تتمثل في الزورق ذو المحرك. علينا الوصول اليه والخروج بعيداً عن مناطق القبائل

هنا مع ادنى حد من التاخير, جاهزة...؟ "
قال ذلك وهو يتحضر لاطفاء المشعل
" جاهزة "
" حسناً..."
بدا فمه على وشك ان يبتسم وسمعته يقول:
" دعينا نذهب اذا "
توقف المطر واصبح القمر عالياً في السماء بينما بدأو يتلمسون طريقهم في الغابة,

حريصين على عدم احداث جلبة, يتجنبون العليقات التي يمكن ان تعرقل هروبهم.

وبينما وصلوا الى حدود البحيرة, شاهدوا من خلال المشاعل المنطفئة بأن الاهالي لم

يستيقظوا بعد من نومهم العميق. بدأ قلب ريبيل وكأنه سوف يخرج من صدرها,

وكانت تتبع لويز على رؤوس اصابعها حتى اصبحت البحيرة ورائهم.
وبعد لحظات سمعوا صوت عالي. ربما كان الزعيم وهو يتحضر لمواجهة عدوه, او

انه حيوان ضخم, نمر ربما يبحث في الليل عن طعام, ولكن مهما يكن, كان لويز

يركز على الطريق امامه, انتظر حتى اختفى الصوت."منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 15-12-09 03:16 PM

الجزء الحادي والعشرون


ولم يستريح لويز حتى أصبحت القرية على بعد ميلين منهم في ضوء القمر كان

جانب وجهه داكنا كانت ريبيل تتوقع ان يثور بوجهها ولكن صوته بدا هادئاً وهو

يقول .
" لغاية الآن اعتقد أنه يمكن لنا ان نعتبر انفسنا آمنين ان الزعيم لن يخرج بعيداً عن

القرية لوحده دون عدد من المحاربين ارتاحي قليلاً... خمس دقائق لا أكثر"
ذكرها عندما استرخت بارتياح كلي على الأرض.
" وعندما يطلع النهار سوف يمكن لرجال القبيلة تعقبنا بسهولة ولهذا علينا ان

نصل الزورق قبل الفجر"
" ولكننا لم نعرف لغاية الآن ما اذا كان الزعيم قد رأنا!"
حاولت ان تبرر لنفسها بيأس وأضافت " في الحقيقة ان اكثر ما افكر فيه واكثر ما

انا متأكدة منه هو انه عند اضاءة ضوء الفلاش حتى عندما هربت من أمامه كان

الضباب يلف المكان لذا لن اشك فيما رأه"
سمعت انفاسه ورأت عضلاته يديه ولاحظت انه تجاهل كلماتها ثم قال بعد لحظات.
" ربما يكون افتراضك صحيحاً ولكن في المقابل قد لا يكون. واذا كان الزعيم قد

فشل فعلاً في ملاحظتنا فأن القبيلة لن تترك ألهتها بدون معركة انهم يرونك

كأسطورة تتمثل حية امامهم كدليل على الحظ السعيد."
" لا أستطيع ان اعترف بأنني سيدة الحظ ولكن بالتأكيد هناك اوقات عندما تصبح

رفقتي ذات منفعة جيدة"
كانت تفكر في حياتها عندما تحادثوا بجدية وهم يضحكون مع بعض بسبب

اكتشافهم في انهم يتشاركون في الشعور بالشرف وفجأة وصل اليهما وقد التقطها

بيده حيث قربها من جسده الغاضب القاسي.
" ليس هناك من منفعة يمكن ان يكتسبها الشخص من رفقة بخيل " ادانها بحدة

واضاف .
" امرأة لا تقدم من عواطفها شيء"
عندما انخفض فمه نحو فمها استجاب كل عضل ووتر من جسدها لحاجته المثيرة .

لقد تخيلت كثيراً وحلمت بالإثارة التي يمكن لها ان تعرفها وهي تشاركه عواطفه

كان حبها له قوياً ولكنها كانت تتردد للحظات وهي تشاركه عاطفته الحارة.
هزة رأس منتصر جعلتها ترجع الى الوراء, وقالت بحدة
" هناك تفاهم بين المسافرين سنيور... وهو قانون غير مكتوب يقول بأنه يجب على

الرجال ان يحترم عواطف النساء المسافرات برفقتهن"
هز رأسه بكبرياء كان كبرياءه ارستقراطياً.
" استميحك عذراً سنيوريتا لم تكن نيتي ابداً ان اعاكسك اذا ما اغضبتك فأنا

آسف على كل حال يجب ان اذكر بانه كل انسان يريد ان يحيا اكثر من حياة

ليس عليه بتاتاً ان يشتكي اذا ما توجب عليه ان يموت اكثر من مرة .
كانت ريبيل تترنح من الانهاك عندما بدأت اصابع الشمس الحارة تتبدد زنار البرد

الذي كان يلف الغابات كل ماء وبينما تمايلت امام الرجل الذي بدت قدرته على

السيطرة لا حدود لها .
وبذلت جهد لكي تفتح عيناها وتمنع عنهما النوم ثم ركزت بصعوبة فوق ظهر لويز

القاسي في محاولتها البقاء ثابتة مصمة على عدم اعطاء الفرصة في سماعها تشتكي بأنها باردة رطبة جائعة وينهكها التعب تعزيتها الوحيدة كانت في اقتناعها بأنهما كادا ان يصلا الى النهر حيث كانت تسمع خرير المياه وارتطامها بالصخور اشارة الي انهم كانوا يقتربون من مبتغاهم واقل من ميل حيث كان المركب يرسو على ضفة النهر

.
وبعد مضي ساعة اشار لوبز في اتجاه جذع شجرة مرمي على الارض
" أجلسي هنا بينما انقب في كيس المركب لارى ما اذا كان هناك فطور "
كارهة سرعته في الحركة غياب تعبة تماماً انحنت ريبيل ناحية الجذع وممددت قدميها

لاراحتها.
" زوج من علب البسكويت هذا كل مايمكن لنا ان نتشاركه" عبس في مواجهة

كيس الركب الفارغ وأضاف " مالم نتدبر التقاط بعض الأسماك او الباكا فأننا

سوف نبقى جائعين لليومين المقبلين"
" ماهي الباكا".
" قارض لذيذ الطعم... ويعتبره الهنود وجبة فاخرة"
سكنت ريبيل ورفعت رأسها الى سقف الغابة ووجدت كثافة هائلة من الأشجار

الطاغية بلونها الأخضر.
" لقد شاهدت القليل من الأزهار في الغابة ... مع ان رائحتها القوية هي كل ما

حولنا"
" ان زهورها لا ترى في وضح النهار"
اومأ لويز عالياً في اتجاه تاج الأشجار وأضاف " ان الحديقة السرية غزيرة بالأجناس

لا تحصى من الأزهار معروفة للأهالي على أنها بنات الهوى والأجناس الأنثوية

الوحيدة لاطراء الذكور"
" ان قدرتك على التمييز لا بد ان تكون على حدود الخطأ اذا ما نعت كل النساء

بالغباوة والسخف"
تأسفت على ملاحظتها حالما وقعت ضحية احتقار عينيه الرماديتين.
" هل تجرؤين على الادعاء بأنك استثناء لهذه القاعده؟ "
جفلت من النظرة الحادة التي جعلتها متيقظة لكل تجعيدة عابسة قاسية منه"
" ليس لدي شك بأنه حتى تهذيب الأعشاب الضارة تجعلها تدعي بأنها تضاهي

الزهور"
احمرت خجلاً وقفزت على قدميها لكي تعبر عن غضبها قائلة.
"أنك انسان مكروه سنيور! قاسي غير حساس كما اسلافك الذين يكبحون ارواح

الرجل بواسطة السوط... لقد قالت سافيرا ذات مرة بأنك متزوج من الأمازون...

كما ينبغي ان يكون حيث ان الأمازون يملك خصائص مشابهة للتي لديك تماماً...

صدفة متحضرة خارجياً تخفي داخل بربري متوحش وقاسي"
" اذا انا الوحش الذي يهدد بأن ينهب الغزالة الرقيقة ايه؟" تشرق بكلامه مضيفاً.
" ان موهيتك في التمثيل تستحق الاعتبار سنيوريتا ولكنك تتهمين قدرة جمهورك

على التصديق بواسطة تغيير دورك على كل حال معظم الناس... مع استثاء

المبتدئين مثل باولو... سوف يعتبرون انتقالك من ظبية الى ظبية طليقة سجينة شيء

متناقض يصعب تصديقه!"
مع ان اسلوبه كان في رأي ريبيل خاطئاً ارادت ريبيل ان توضح له خطأه في فهم

العلاقة بينها وبين باولو الذي يقف كحاجز غير مرئي بينهم
" لقد تعبت من تسميتي بالمخادعة... لقد اخطئت تماماً في فهم الوضع بيني وبين

باولو حتى المجرم له الحق في ان يسمع ولكنك اتخذت ذلك حكم نهائي دون اعطائي

الفرصة للدفاع ولو قليلاً عن نفسي"
" لكي تطالبي بظروف تخفيفة؟"
تقوست شفاهه وهو يضيف.
" وفري علي الميلودراما سنيوريتا استطيع ان ارى بأنك تبغين لعب دور البريئة"
" انك لا تحتمل... انك تكرهني لأنك لا تعرفني انت لن تعرفني اذا ما تعلقت

بكرهك لي ""منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 15-12-09 03:18 PM


الجزء الثاني والعشرون


عرفت انها أثرت فيه عندما وجدته يدافع بقوة.
" أنني اتصرف كضحية تجربة سوف احاول ان لا اتمعن في الحقيقة كونك حرباء

حيث الوانها تتكيف مع الظروف المحيطة بها"
شعرت بأنها يجب ان تقنعه فقالت " منذ لحظة لقاءنا الأولى اظهر باولو اشارات بأنه

معجب ولكنني لم افعل شيء لأشجعه على ما كان يقوم به ولكن بالرغم من عدم

تشجعي له اظهر باولو بأنه شاب يعتقد بأنه ناضج "
"ناضج كفاية ليمارس الحب معك ؟"
كان سؤاله ذو وقع خطير.
" لقد قبلني... مرة واحدة " قالت ذلك وهي تتساءل عن الأفكار التي تسكن

رأسه.
" وأنت الم تعتبري القبلة اشارة تشجيع؟"
شعرت بنفسها فجأة تتخبط.
" حسنا نعم ربما... ولكنني كنت يائسة انت ترى ... يائسة من شخص ما يرشدني

الى قرية الهنود لقد اعتبرت بأن سمعة والدي اصبحت على المحك سلسلة كتبه

حازت على تفوق واعجاب عالمي وشيء طبيعي ان يريد ان يكون كتابه الأخير ذو

تأثير كما كتبه السابقة لقد اردت ذلك ايضاً الى درجة انني اعتقدت بأن باولو

دليل بارع... حتى ااني رفضت الاصغاء عندما فقد اعصابه في اللحظة الأخيرة

وحاولت الرجوع لقد كنت مخطئة في اغرائه ضد ارادته"
اعترفت ريبيل ترجوه داخلياً وهي تنظر الى عينيه الرماديتين اللتين لم تظهران اي

اشارة لين.
" لقد كان خطأ مني ايضاً ان اشجعه على عدم احترام وإطاعة أوامره لهذين

الخطأين اعتذار منك ولكنني لم أستطيع ولن اقبل عفو على خطأ لم ارتكبه"
" هل تسألينني ان اصدق بأن باولو خاطر بسمعته , مهنته, وحتى حياته من أجل

حصوله على قبلة واحدة؟"
" لما لا؟ " سألته بهدوء وأضافت " عندما يشير كل شخص يعرفه الى لطفه

ومساعدته"
" ربما يمتلك باولو العديد من الصفات الجيدة ولكن كلها انسانية ... انك

تتكلمين عنه كصبي ثم في اللحظة التالية تصفينه بصفات خارقة دون اقتراف اي

خطأ في ذلك سنيوريتا لايوجد رجل, مهما كان عمره يستطيع قضاء ايام في تقارب

واضح مع فتاة جميلة, ويقبل بأن يضبط عواطفه. "
بالرغم من تعبيره كان بارد كانت كلماته إشارة لها بأن يرتفع الأمل لديها لقد

عانت من الألم العذب, المتوحش لقبلاته.
أمل جديد ولد في عينيها في تقوس فمها عندما تابعت كلامها وهي ترجوة.
" أرجوك لويز"
بدا اسمه بين شفتيها رقيقاً وهي تضيف.
"لا تلقي لعبة اخطائي على كتفي باولو ! انت تعرف ان اللوم يقع علي كلياً لذا

اذا ما ارادت معاقبة أحد فيجب ان يكون انا"
كانت محتارة من الغضب في العينين الرماديتين:
" اذا ما اراد ان يصبح ذو شخصية اكثر تطوراً من اجل تدجين ثائرة فعلية ان

يتعلم ان يقبل عقابه كرجل... لقد اوضحت بأن كراهيتك أصبحت ظاهرة ولكن

هكذا عواطف ليست بتعويض عن العاطفة التي يمكن ان يثيرها "
اشتعلت ريبيل بنيران الخجل عندما تذكرت ما كان يثير فيها.
" هل انت ذو تفكير سطحي سنيور الى درجة انك لا تستطيع ان تغفر لرجل شاب

نزوة او اعجاب عابر؟ او ان تصرفك غير المسؤول يرجع الى الحقيقة بأنك تجد من

الصعوبة ان تعذر غبي تصرف بطيش؟ اذا كان باولو يستحق ان يعاني من عواقب

قبلة واحدة في هذه الحال ماهو عقاب الذي ينتظرني؟"
بدت الغابة حولها وكأنها طوق اخضر بينما كانوا يحدقون في بعضهم البعض وقد

تناسوا تعبهم وبدا لويز ذو الفك القاسي والنظرة المرعبة و الخطرة في مواجهتها

وسمعته ينهرها قائلاً:
" توجهي نحو النهر بسرعة... مالم اكن مخظئاً فعلينا ان نجد المركب يرسو على بعد

مئات الياردات فقط من هنا"
اياً كان سبب اقواله هذه شعرت ريبيل بيده تلتقط كوعها تدفعها بخشونة وشعرت

بأن عمله هذا كان مسيراً من قبل الحاجة وليس الكره خضعت له دون اعتراض

وشعرت بأن قدميها كانتا تستجيبان للسرعة المطلوبة .
كانت البحيرة عندما وصلوا اليها ساكنة كما تركوها تماماً لم يضيع لويز وقته في

الكلام بل كرح كيس الطعام على الأرض ثم تفحص المركب الذي اعتقدت ريبيل

بأنهم سوف يأخذون وقتهم في اكتشافه.
وعندما شعرت بما يشعر به من ضرورة الإسراع والخطر المحدق بهم قامت بمساعدته

في إبعاد اوراق الشجر و النباتات التي تغطي المركب وكانت سعيدة بأن تطيع

أوامره كان صوت محرك المركب كما الموسيقى بالنسبة لأذنيها وفجأة رأت مجموعة

من سكان الغابات يقتربون من ضفة النهر .
ومن منتصف البحيرة كان مستحيلاً عليها ان تتبين الغضب الذي يرتسم على

وجوههم وما اذا كان اذرعهم تظهر الترحيب ام التهديد لها وللويز.
نظرة الى جانب وجه لويز اكدت بكل وضوح بأنه كان ايضاً غير متأكداً وفي نفس

الوقت حذراً لسنوات كدس اهتمامه كله وحياته لخير وسعادة القبائل المنسية

محاولاً بناء ثقة وصداقة ابدية بينه وبينهم ولكن الآن بدا كل ماقام به يرتكز على

حد هذه الصداقة هل مازالوا يعتبرونه كصديق حيث زياراته كانت تعزز هذه

العلاقة؟ او هل اصبح الآن شخصاً مكروهاً الرجل الذي انتزع منهم آلالهة

خاصتهم؟.
شعرت ريبيل بالتوتر حيث توقفت على قدميها تواجه الشعب ويداها مفتوحتان

بشدة.
" ياإلهي, اجلسي!"
صرخ لويز عبر كتفيه بينما كان يتحكم بالمركب.
" اننا مانزال في مجال انابيب نفخهم"
كانت ريبيل مصممة على عدم الاستسلام حيث بدأت تلوح لهم اشارة الوداع

وهي تنتظر منهم اشارة ودودة بدأت اجساد الأهالي تنخفض الى أسفل حيث

الضفة عندما تناقل نسيم البحيرة صوت انشادهم وعندما اطفأ لويز محرك المركب

بهدوء مركزاً اذنيه نحو مصدر الصوت شعرت ريبيل بقدميها تسقطان تحتها.
" ماذا يقولون؟"
رجئته قائلة هي تتفرس في جانب وجهه الغامض.
كان تركيزه شديداً وبدا انه لم يسمعها ثم وكأن حرارة نظرتها قد اذابت قناع

الجليد وابتسم قليلاً وبدا غير مستعجلاً في الايضاح لها. الضربات الكسولة للمياه

على جانبي المركب غناء الأهالي يخفت مع المسافات الأشعاعات النارية للشمس

تلون جانب وجهه باللون الذهبي كما قناع وجهها وقف بكبرياء قبل ان يقول.
" انك امراة شجاعة جداً سنيوريتا ستور لأنك اظهرت الرصانة والحكمة التي

يتوقعها اهل الأمازون فها هم الآن ينشدون الكلام بأن آلهتهم ربما سترجع قريباً"
"أوه....". "منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 15-12-09 03:21 PM

الجزء الثالث و العشرون


بقي فمها مقوساً تعبيراً عن الدهشة بينما كانت عواطفها تضرب بشدة حباً

واعجاباً بهذا الرجل وكأنه هو أيضا، كان يصارع عواطف غير مألوفة، استدار

لويز ليشغل المحرك، ثم ركز انتباهه في توجيه المركب من خلال المخرج الضيق

للبحيرة.
بعد مضي ساعة سفر صامتة خلال عالم من المياه والغابات، رأت ريبيل لويز وهو

يهز كتفيه علامة على الافتخار بهذه الغابات التي بقيت على حالها منذ عصر ما قبل

التاريخ، حيث جذورها تنغرس عميقاً في الماضي.
وسمعته بعد لحظات يذكرها قائلاً :
ًٌَ"اذا ما كنتي تقارنين الأمازون بغيره من الغابات الاستوائية التي ربما قمتي

باستكشافها في افريقيا او الشرق الأقصى فعليك أن تضعي في رأسك الحقيقة بأن

هذه المنطقة بعيدة عن الانتهاك لملايين السنين،وكذلك حيواناتهاالمختلفة التي لا يمكن

لك أن تجدي مثيلاً لها فمعظم الأحيان "
"انني اتمنى لو انني لم استعمل كامل الفلم خاصتي "قالت ريبل ذلك وهي منزعجة

من تطويل المحادثة بينها وبين هذا الغريب الذي مازال يشعرها بالخجل الشديد.
"هل هناك اي سهو تريدين تصحيحه ؟"
"احب ان على المؤثرات المسرحية لكي احرك المخيلة ...مثل نقاط المطر تلمع فوق

أوراق زهرة اللوتس"
حركت تحد يديها في الهواء مضيفة"احب ان اقوم بتصوير عدد من اجناس الازهار

البرية حيث ترتفع عالياً في مناطق شتى من الغابات ،وخاصة التى تقول عنها بأن

الاهالي يطلقون عليها اسم بنات الهوى "
تساءلت عن الدافع الذي دفعه الى ايقاف المركب على ضفة النهر.
"انتظري هنا،سوف لن اتأخر"
بصمت راقبته يدخل الغابة ،ثم بعد لحظات ارتعشت من الخوف عندما سمعت

بضربات اجنحة لطيور كبيرة تظهر في الغابة.
كانت صدمتها اكثر عظمة عندما رجع ، ليضع زهرة في كفها ، زهرة قطفها من

حديقتها الابدية ، رائحتها ثقيلة كما المغناطيس . زهراتها الحمراء الداكنة تتدلى

بكل سحر وإثارة.
"كم هي جميلة..."
تنفست وكادت تبكي لبادرته اللطيفة هذه ، ثم لاحظت بان هديته كانت عرض

سلام وهدنه منه،عندما احنى رأسه بالقرب منها قائلاً:
"أي زهرة قادرة على اثارة الانسان، ولكن اعجابي انا اخبئه للزهور الجميلة

الجريئة التي تعطي سحرها كله في وجه الخطيئة"
حالما غابت الشمس ،بدأت القرود تثرثر فوق الاشجار كان لويز قد اضاء نارين ،

واحدة قريبة من ارجوحة ريبيل والاخرى بعيده عنها حوالي اليارد والتى كانت

تخصه ، بينما استلقت ريبيل تحدق في اشجار النخيل التي انارها القمرمشكلاً منها

اشباح طويلة ونحيفة ذات رؤوس تتدافع نحو السماء الداكنة.
ارتعش وتكورت حول نفسها في محاولة للتغلب على قشعريرة باردة اصابتها من

تأثير هواء الليل الذي كان يضرب كيس نومها ، شعرت بالتعب بينما كان عقلها

يمنعها من ان تنام بتاتاً .
منذ الحادث عندما قدم لها الزهرة ،أصبح لويز كتوم للغاية ..فبعد ساعات الصمت

وجه المركب نحو الاماكن الضيقة ،اميال لا تحصى من المياه ، واحياناً كانت

الممرات تضيق بشكل كبير ،وفي مرات عديدة تتسع بشكل واضح.
تركز انتباه ريبيل على لويز، الذي ومنذ اعتزالها ، بقي جالساً قرب نار المخيم

يحدق في السنة اللهب التي عكست النظرات الشيطانية في عينيه ، ورسمت قناع من

الذهب فوق ملامحه ، وبدا سعيداً بنفسه ، وكانت ريبيل قد غيرت مكانها وبدأت

تتحرك بقلق محاولة النوم ،استرعت حركات ارجوحتها انتباه لويز ، ورأته يتوقف

على قدميه، ثم توترت اعصابها عندما رأته يأخذ طريقه نحوها.
"ألا تستطيعين النوم ؟"
كانت لهجة صوته باردة مثل ظله، مغلفة تماماً
"أعتقد انني غير قاردة على ذلك"
اجابته من خلال اسنانها التي بدأت تصطك ،ثم لهثت عندما انزلقت اصابعه تحت

عمودها الفقري.
تردد بينما كانت تعابيره غامضه ،وشعرت بعبوسه وسمعت تنهيدة احجام في صوته

، وسمعته يقول آخيراً .
"هل تحبين مشاركتي السباحة؟"
"سباحة...؟"
جلست من شدة صدمتها وأضافت"ولكن الطقس بارد... وخطر!"
"انها عادة القبائل ان يستحموا في هذا الوقت من الليل ، حيث تكون الحرارة في

الغابة في ادنى درجاتها، وحيث تصبح المياه أكثر راحة من برودة الجو التي يحملها

هواء الليل ، وأيضاً .." شرح لها مضيفاً "عندما كنا نقوم بنصب المخيم ،

اكتشفت جدول سري غير ملوث بتاتاً ،مياه نقية بما يكفي لشربها "
"حسنا ...اذا كنت متأكداً"
شدت ريبيل على اسنانها لكي تضبطها ،بينما ساعدها لتخرج من الارجوحة .
"اي شيء سيكون افضل من الاستلقاء هنا عرضة للموت برداً"
وضعها على قدميها، ثم انسحب ، راقبته يسير في اتجاه الغابة ،وهي تصارع امواج

القلق والارتباك التي سببها تغير موقفه ،في بداية هذا النهار اعتقدت بأن علاقتهم

قد اتخذت منحى افضل بكثير ،ولكن لسبب ما ،انسحب لويز الى دائرة من

الصمت والتهذيب ...وهذا ما ضايقها كثيراً ،وجعلها تسترجع قبلاته الحارة التي

جعلتها تذوب طائعة بين يديه .
اما الآن ، فليس هناك من سبب يجعلها تشعر بالارتباك من جراء وجوده، عندما

ارتعشت وهي تخلع ملابسها وتضع اصابع قدمها في مياه الجدول، لم يكن هناك اي

اشارة للويز عندما غطست عميقاً في المياه الباردة ، وعادت ترجع الى سطح المياه ،

ولكن لدهشتها ،وبينما وطأت المياه في محاولة لاستراجع رصانتها قبل ان تسبح

يإتجاه الضفة ،شعرت بوخزت دفء تنتشر خلال اطرافها ،ثم تدريجاً بينما اخذت

وقتها لتستوعب الجمال الخفي ذو الاثارة لجدول الغابة ، شعرت بدفء المياه تزداد

حتى بدأت تستمتع بالاحساس المثير للسباحة عارية في خابية من النبيذ الاحمر

الدافيء .
ضاعت في حلم جميل بين هذه المياه المنعشة،كان سروروها كاملاً الى درجة انه

عندما رفع لويز رأسه خارج مياه الجدول ومضت عيناها ، وهمهمت وهي تحلم ،
"باشوس ، أله العاطفة والمتعة ،يرتدي وقت السلام رداء قرمزي، وفي الحرب جلد

النمر المرقط "
للحظات بدا عقله فارغاً،ثم ابعد شعره عن جبهته وقال "باشوس ،كان معتمداً عن

طريق ارتدائه للعيد من العباءات ،وبينهم عباءة الشيطان الجن، وكذلك أمير القدر

، سوف لن أربكك بأن أسألك اي واحدة من هذه الصفات تناسبني""منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 15-12-09 03:26 PM

الجزء الرابع و العشرون


لم يعطها وقت لكي تختار, بل استدار لكي يغطس في المياه وهو يقول من وراء

كتفه.
" لقد حان وقت الخروج من المياه ايتها الشابة, لقد سبحت بما يكفي "
بأمتناع نفذت ريبيل ما قاله لها, ولكن عندما وصلت الى الضفة وخرجت من

الجدول, شعرت وكأنها خطت نحو قبضة جليدية قبضت على عروقها حتى تجمد

دمها.
حاولت ان تضع ملابسها فوق جسدها الرطب, ثم حاولت ان تلغي حماقتها بأن

تدلك اطرافها ببطء.
" هل انت جاهزة؟ "
خرج لويز من وراء صف اشجار, ولكن عند رؤيته لوجهها الذي اصبح ناصعاً من

شدة البرد, كتم اللعنة التي كادت ان تخرج من فمه وعبر عن غضبه بنفاذ صبره

عند رؤيتها نصف عارية, لم يضيع وقت في الكلام بل خلع قميصه واستعمله ليلفها

فيه, وبدأ يدلك شعرها حتى عاد اليه رونقه السابق.
بعد لحظات رفعها بين ذراعيه ومشى بها نحو المخيم, حيث وضعها قرب النار التي

مازالت تحترق مرحبة.
بأمتنان جثت ريبيل على ركبتها, شعرت بجسدها ضعيفاً من جراء اتحاد البرودة مع

معاملة لويز القاسية لها.
" ان اوقات مثل هذه تثبت بأن النساء غير ملائمات للتعب والصراع الذي يسببه

السفر الشاق! لماذا لا تستطيع النساء ان ترضى بأن تفعل ما تستطيع فعله

بمهارة؟....وبالتحديد اكثر البقاء في البيت وانجاب الاطفال "
لم تفهم ريبيل السبب الذي جعله غاضباً بشدة.
" هذا سؤال غالباً ما اسأله لنفسي...خاصة عندما اشعر بالطفل في داخلي "
شعرت بدموعها تتساقط رغماً عنها, وسمعت تنهيدة وراء رأسها, ثم سُحبت على

قدميها بقبضة توقعت ان تكون قاسية, والتي وجدتها ناعمة على غير توقعها.
" انك متعبة وباردة...باردة جداً لتتركيني لكي تنامي وحدك. اذا كنت تتذكرين,

سنيوريتا, لقد حذرتك بأنه سيكون هناك ليالي في الامازون عندما يتوجب عليك

ان تشاركي رفيقك حرارة جسده...ان ذلك يبدو...وكأن هذه الليلة هي واحدة

من هذه الليالي "
لم يظهر اي اشارة عاطفة, بينما فتح كيس نومه قريباً من النار وساعدها لكي

تدخله, ولكنه لم يهمها مساعدته لها, لأنها كانت باردة جداً, وليس لها القدرة

لتهتم ولا حتى عندما استلقى بجانبها حاولت ان تبتعد عنه.
فقط فكرة وحيدة مزعجة جعلتها تهمهم
" هل سنكون بمأمن من حشرات الليل, هل تعتقد انها تطير عالياً في الغابة؟ "
" لا تقلقي, سوف ابقي بندقيتي قريبة من يدي "
" نعم, لكن....."
بدأت تعترض لكنها سمعته يقول:
" سوف تكونين بمأمن تماماً, سنيوريتا "
اصر على ذلك ثم وكأنه قرأ افكارها, قال مضيفاً:
" استطيع ان اعدك بأنني لن اقع نائماً "
كان صوت تنفسها مريحاً خلال الليل, وكانت في لحظات معينة تهمس اسمه فوق

شفتيها, ثم تغرق في هوة دافئة, مثيرة يؤكدها صوت تنفس ثابت وجسد قريب.
عندما لامست اصابع الفجر جفونها, همست, ثم عبست, تشعر بغياب الدفء,

غياب دقات قلب ما, قوي كما المحرك, والذي خلق حياة جديدة في جسدها

القاحل.
" صباح الخير, سنيوريتا "
كانت لهجة صوت لويز باردة بما يكفي لتجعلها تتساءل ما اذا كانت قد قضت

الليل بطوله تحلم, ام انه فعلاً قد شاركها كيس النوم.
" صباح الخير "
جلست خجولة من ان تنظر اليه لترى هيئته المسيطرة, ولتدرك بأنه قد اخذ حماماً

منعشاً هذا الصباح.
" لقد تدبرت ايجاد بعض الموز من اجل الفطور...لقد انتهت علب البسكويت,

وهناك مياه فقط للشرب...ولكننا على الاقل محظوظين بذلك, لأنه في اجزاء

عديدة من الغابة تكون المياه غير صالحة للشرب "
" الا يجدر بنا ان نملأ الآنية قبل ان نذهب؟ "
" لسوء الحظ, ان سرعتنا في مغادرة القرية قد جعلتنا ننسى الآنيه هناك "
اخبرها بجدية واضاف:
" ومع ذلك, ففي هذا الوقت من السنة هناك مساعدة تقدمها لنا الانهار, لذا فاذا

ما اسرعنا فاننا سوف نتجنب الضيق الذي تسببه لنا قضاء ليلة في الغابات "
لقد قال بصمت, ولكن ما عاناه يعني الكارثة, فكرت ريبيل ذلك بينما راقبته

يركز اهتمامه الكلي فوق الطريق النهرية امامه.
وبينما المركب تعبر المياه, شعرت ريبيل بالحاجة لأن تعتذر لسكان الغابة الساخطين

الذي تم ازعاج سلامهم بواسطة مستكشفة شابة.
توقفوا لمرة واحدة, من اجل استكشاف الغابة بحثاً عن الطعام والشراب فقط

ليكتشفوا ما اكتشفه الهنود من قبلهم, بان اجزاء الامازون الخصبة كانت قاحلة

كما الصحراء, كانت ريبيل تزحف على طول ضفة النهر, عيناها تبحثان بقلق عن

شيء صالح للاكل, عندما داست على جذع, وغريزياً يدها لتجنب الوقوع, وخز

الم الابر الحمراء الساخنة كفيها, عندما حاولت ان تتمسك بشجرة قريبة, كان

جذعها ذو رؤوس مسننة من اسفله حتى اعلاه, اطلقت صرخة الم, وقامت محاولة

لأزاله هذه الابر, ثم حدقت بعينين واسعتان نحو يديها بخوف وهلع.
غريزياً لويز الذي كان حريصاً على ان تبقى قريباً من سمعه, التقط صرختها, وكان

بجانبها في غضون لحظات.
" ما الذي حصل....؟ "
عيناه الجاحظتان تفحصتا وجود افاعي بالقرب منها, ثم ارتاح عندما اطمئن الى

عدم وجودها وسمع ريبيل تقول:
" انني آسفة اذا بدت صرختي رهيبة, لقد ارعبني طير خرج من احد الأعشاش "
ازداد توردها, وبدلاً من ان يبدو راضياً, بدأ يدرس وجهها, وبدا راضياً عما

وجدته عيناه. حاولت ان تهرب بأن تتحرك الى جنبها, تتسال لماذا يجب على رجل

ان يكون قاسياً ليغش في نواحي عديدة, بينما تردد في ان يصدق نواياها.
" انتظري....."
عندما هزت يده معصمها, لاحظ على الفور فزعها وبدون اي كلمة, قبض على

يدها بأصابع فولاذية ثم ادارها من اجل ان يستكشف كفيها, انتظرت بيأس ان

يسقط فأس كلماته فوقها.
ولكنه بدا ذو صفات غريبة وتحضر واضح, حيث انه بعدما قاوم صدمه تفحص

كفها, قال لها بجدية:
" هناك صندوق ادوية في المركب, الأفضل ان نتوجه اليه "
بدت لهجة صوته خالية من التعبير الذي احست به, هل كان غير مهتماً؟ هل يعتقد

بأنها انسانة مزعجة؟ ام هل يمكن مقارنة هدوءه بهدوء ما قبل العاصفة.
وبالرغم من رغبته في ان يصل الى البيت قبل هبوط الليل, جلس لمدة نصف ساعة

وهو ينتزع الابر من كفيها, ثم فرك مرهماً على الجروح, وزودها برباط بسرعة تدل

على خبرة واضحة.
" الآن...هل تسمحين في البقاء داخل المركب بينما ابحث عن شيء نأكله وشيء ما

نشربه؟ ""منتديات ليلاس



يتبع...

Rehana 15-12-09 03:28 PM

الجزء الخامس و العشرون



راقبته ريبيل محتارة , بينما كان يأرجح نفسه فوق أحد جانبي المركب ويمشي دون

ان ينظر خلفه , فعلت ما أمرها به , شعر بأمواج آمره انبعث منه , يتحدها ان

تتبعه , حتى عندما صرخت الببغاوات شعرت رايبيل بأنها مشغولة بافكارها .
لم يمض أكثر من عشر دقائق عندما عاد يحمل زوج من قصب السكر حيث سلمها

واحدة وقام هو بمضغ الثانية .
ترددت ان تفعل مثله , متسائلة عن طعمها .
" انها ذات طعم لذيذ , وكأنها مياه " .
رفعت رايبيل ما بيدها و بدأت تمضغها , كان هذا القصب يحمل الكثير من الماء ,

إلى درجة أن ريبيل أرتوت بما يكفي .
حتى قبل ان ينهي طعامه , شغل المحرك وبعد لحظات شعرت رايبيل باسماك تشبه

الدلافين حولهم وقالت بفرح :
" هناك العديد منها " .
" ذلك لأن عددهم محمي من قبل الأسطورة "
حاول إن يعلو صوته فوق صوت المحرك .
" مع إن لحم الدلافين صالح للأكل , فأن الأهالي لا يأكلونه لأنهم يعتقدون بأن

أكله سيجعلهم مذنبين " .
للحظات سمح لها ان تبق بجانبه , تتمتع بالهواء يلعب بشعرها .
" الأفضل أن تعودي الى مقعدك " .
اعاد سرعة المركب ما كانت عليه , وهو يعبس بين اللحظة والاخرى . وبينما كان

يتولى القيادة , رأت بأنهم كانوا يسيرون بين مياه تتكوم على سطحها أعشاب

خضراء , أحست ريبيل بتوتر لويز يناور ليحصل على عبور سليم خلال هذه المياه

التي أعاقت تقدمهم وأحست بعد لحظات بتنهيدة ارتياحه بينما كانو قد تخطو

الاعشاب , حتى تركوها اخيراً وراءهم .
وبعد مرور ساعات عديدة , بدا لويز متأكداً من سلوكه الطريق الصحيحة , كان

قادراً على ملاحظة علامات مألوفة تدل على ما يريد .
وبمزيج من الفرح والحزن رأت منصة للرسو تلوح من بعيد , وسمعت ضجة المحرك

تزول , وشعرت بخبطة عندما اصطدم المركب بهدوء بطرف المنصة الخشبية ,

وعرفت أن والدها , باولو وسافيرا دي باس وشخص أخر كانوا على بعد دقائق

منها .
وكأن هو أيضاً , شعر وكأنهم وصلوا إلى نهاية الفصل , بعض الأجزاء تمنى أن

يدونها خطياً , لم يقفز لويز مباشرة ولكنه جلس مواجهاً لها , وجهه غير واضح من

الظلام .
" لقد وصلنا " .
اخبرها وكأنه يضع نهاية ذات خشونة واضحة للرحلة .
" إني متأكدة أنك لست متأسفاً " .
همست وهي على وشك البكاء وأضافت " إنهم يقولون بأن الأمازون بمثابة امرأة

.. امرأة لا يستطيع أي رجل ان يتنكر لها ... "
" لقد وصلت الى استنتاج , سنيوريتا "
اجابها بقساوة وأضاف :
" وهو ان الامازون وأنت لا تتجزأن , توأمان متشابهان يتشاركان بنفس

الخصائص . نفس التناقضات , نفس القدرة على الجذب والمدافعة , بالنسبة

للمسافر الذي يعبركما تستطيعان ان تكونا متوحشتين ولطيفتين , تشجعان ثقة

الرجل حيث يسير دون خوف على طول الممرات المألوفة , افكارك , كما

الأمازون وطرقه المائية المحيرة , هي ضالة , افعالك لا يمكن التنبوء بها كما عواصف

الأمازون , نعم ان الأمازون بمثابة امرأة ... "
قال ذلك بثقة وتأكيد وأضاف .
" المرأة الوحيدة التي اتشارك بها ومعها بملئ ارادتي ... الوحيدة التي انا مستعد من

اجلها ان القب بواحد من عشاق كثيرين "
رفعت ريبيل عنقها لتتفحص الصور الجديدة التي قامت بتظهيرها . في الايام التالية

حاولت ريبيل ان تبق واحدة , هاربة من الاسئلة العديدة التي تراها , النظرات

الفضولية , ولكن افضل ما ساعدها على تجنب لويز مانشنت الذي عاد الى لعب

دور السنيور من لحظة دخوله عتبة داره ... صورة قاسية عن السلطة .
وكادت ان تصدق بأن الأحداث التي تشاركاها كانت أوهام من نسج خيالها ,

ولكن الصور كانت تؤكد لها غير ذلك .
لسوء الحظ , انتهى عملها الآن , بينما علقت أخر فيلم في الغرفة المظلمة ليجف ,

وحدقت بإثارة باهتة الى وجه الزعيم , الممتلئ بالغضب , والى شعره القاسي

المستعار , التقطت انفاسها بينما تفحصت الصورة والتقطت للمرة الأولى الانطباع

الكلي لغضب الزعيم ... اليد السوداء تلتقط انبوب النفخ ! هل خاطرت فعلاً في

عواقب هيجان غضب بدائي كهذا ؟ لا عجب ان لويز قد اشار الى غبائها , يؤلمها

ان تعرف بأنه يضعها في درجة احترام منخفضة , خاصة عندما يتوجب عليها ان

تعترف بأنه يجب عليها ان تلوم نفسها فقط .
" ريبيل ......! "
ضرب باولوا على الباب , بينما نادى اسمها .
" هل استطيع الدخول ؟ "
" انتظر لحظة ! "
قالت ذلك , وهي تعود الى افكارها , وضعت الصور داخل ظرف .
" حسناً , المكان آمن الآن لتدخله ! "
بينما خطى داخل الغرفة المظلمة , استطاعت ريبيل ان تتبين انه كان مبتهجاً ,

لعدة ايام عاش في ظل التوبيخ الذي ينتظره , ان يتم طرده من العمل الذي يحبه ,

ويخلص لله , لقد ابقاه لويز في حالة شك وارتياب , منذ وصوله الى البيت , امضى

معظم اوقاته في مكتبة , وشعرت ريبيل بأنه لو اراد طرد باولو , لكان هذا اول

شيء فعله منذ وصوله .
" لقد كنت اتكلم مع السنيور "
ابتسمت مرتاحة .
" كيف تدبرت الأمر ؟"
اتكأ على طرف الطاولة , واطلق تنهيدة , كانت مزيج من الدهشة وعدم التصديق

, ثم بدا يتكلم ببطء .
" حسناً , لقد وجدته مفاجئأ لي بتعاطفه , بعد ان ظل عابساً لعدم إطاعة أوامره ,

غير رأيه تماماً وبدأ يتكلم معي مثل عم هولندي ’ مدركاً ما أنا اعانيه "
لهثت ريبيل تنهيدة ألم , تعرف تماماً بأنها هي من كان يشير إليها .
" في الماضي , كنت أعجب دائماً بقدرة السنيور في الفرض والحكم القوي , ولكن

هذه في اللحظات .... "
اكد لها بصوت ووجه مضطرب .
" حكمه اصبح اكثر تعاطفاً وإدراكاً , لقد اخبرته ذلك ! "
وقف على قدميه , وهو يقول بفخر .
" لقد أوضحت له , انه حتى في قيامي بمخاطره فقدان عملي ، فأنا لن أستيطع

الاصغاء دون الاعتراض على كلام خاطئ , بشأن الفتاة التي أنوي الزواج منها ! "
كان عقل ريبيل منشغلاً , وهو يتمسك بالمعرفة التي تقول بانها اصبحت في درجة

اقل مما كانت بالنسبة للويز, وبعد لحظات قربها منه بقوة عندما ادركت معنى

كلماته قالت بجدية :
" لا ياباولوا ليس عليك ان ..... "
كانت تبعد فمها عن فمه .
" كيف تستطيع ان تقول هذا الشيئ , انا لم اعطك أي سبب لتعتقد .... " قالت

ذلك ثم ارتجفت وهي
تتساءل ماذا يفكر بها لويز مانشنت الآن , كم سيصبح موقفه قاسياً من جراء فهمه

بأنها قد خدعته ."منتديات ليلاس


يتبع...

Rehana 15-12-09 03:31 PM

الجزء السادس و العشرون


كان عليها ان تشعر بالإشفاق نحو الولد , الذي كانت تعابيره انعكاس لما تشعر به

... الأذية , والاكتئاب الكلي .
" لقد اعتقدت .... "
بدأ يتكلم , ثم تردد ولكنه عاد الى الكلام .
" بأنني قمت بمزيج من الأعمال , ألم أفعل ؟ "
تقبل الوضع بحزن ثم أضاف " بينما كنت انت بعيدة في الأدغال , كنت قلقاً

عليك بشدة , لقد ملأت افكاري كل دقيقة من ايامي , الى درجة بدا ان

الاستنتاج المنطقي لذلك بأنك أصبحتي فتاة هامة عندي الى درجة ان تصبحي

زوجتي , اني احبك , ريبيل "
بدأ يرجوها بيأس .
" لم يبدو لي انك تحبينني في المقابل "
بعد مرور لحظات ألم عديدة , أخذت طريقها الى غرفة نومها .
عندما خطت فوق العتبة , وهي تبحث عن السكينة اصطدم بوجود والدها في

الغرفة .
" ريبيل , يا عزيزتي "
قال ذلك , ثم انحنى باتجاه صندوق موضوع على رأس السرير .
" لقد احضرت لك هدية ... وبعض الأخبار الجيدة "
" شكراً لك يا أبي "
بذلت جهداً لتبدو ممتنة .
" بما ان هناك العديد من الأخبار الجيدة , سوف أسمعها الآن . ثم أفتح الهدية "
" كيف تستطيعين قول ذلك ! "
ارتفع حاجباه مضيفاً " لقد وصلت من رحلتك آمنة , ومع صور موفقة , افضل

كثيراً من مما تخيلت , ومع ذلك ما زلت غير راضية , ماهو الطموح القادم الذي

تريدين تحقيقه "
كانت على وشك أن تخبره الحقيقة , تخبره بأن التحدي في استكشاف اماكن

مجهولة قد افقدها كل جاذبية , وبأن فكرة قضاء كامل حياتها تطوف مثل متشردة

, لالتبقى في مكان واحد بما يكفي لغرس جذورها , قد جعلتها تشعر بأنها في حالة

يأس كبير وحزن لا ينتهي . كانت تفكر في والدها , لكنه كان سعيداً , مسروراً

جداً لكونه وصل الى نهاية الكتاب , كانت ببساطة غير قادرة على احباط عزيمته .
" كما ذكر السنيور مانشنت ذات مرة , فأنا بائسة غير ممتنة "
" لا .... انتِ لست كذلك , انك تشعرين بحزن عابر , هذا كل شيئ ... ردة

فعل طبيعية بعد رحلة مثيرة , لحسن الحظ , ان لدي المقوي الذي تحتاجينه "
وضع احد يديه في جيبه , وسحب رزمة جرائد , واشار الى المقال بواسطة قلمه

الرصاص .
" هل تذكرين الصور التي اخذتها لجبل كينابالوا عندما كنا نعمل في بورنيو السنة

الماضية ؟ حسناً , واحدة من هذه الصور , صورة درامية قد ربحت جائزة أفضل

صورة لهذة السنة "
" حقاً ... ! "
تمنت ريبيل لو تستطيع ان تشاركه حماسه الفخور .
بدا غير منتبهاً لعدم اهتمامها , حيث تابع " لما كنا عرفنا بهذا الأمر , لو لم أطلب

من باولوا ان يبحث لي عن أي مجلة انكليزية تقع عليها يديه , حيث اضطر ان يطير

الى عاصمة الأعمال , بالكاد استطيع تصديق عيناي عندما أقرأ المقال , صغير جداً

ليلاحظه الإنسان , ان ذلك يجعلني فخوراً جداً , وممتن جداً حيث انني سألت باولو

ان يشتري لي هدية حتى قبل ان اعرف أمر نجاحك انه ثوب .... "
قال ذلك وهو يشير الى العلبة على السرير .
" انك لم تظهري اهتمام كافي بمظهرك , ياعزيزتي , ربما لأنك حرمت من تأثير

الأنثى وهي في مقتبل العمر , انه يسرني ان راك جميلة كما تستحقين , لذا ارتدي

الثوب هذا المساء حيث سيكون عشائنا الوداعي , اذا كان علينا ان نصل الى

لندن لاستلام الجائزة في الوقت المناسب "
لم تزعج نفسها بفتح العلبة , إلا بعد وقت طويل لذهاب والدها ولكنها جلست

ولمدة ساعات مصعوقة من فكرة انجذابها للويز يجب ان تفصل بينه الأدغال والبحار

وبين , كان العشاء هذه الليلة ربما سيكون آخر وجبة يتشاركان في تناولها .
وبدون ان تدرك مايحدث , امتلأت الغرفة بضلال ليلية . كان لويز يحب تناول

العشاء متأخراً , وقضت ريبيل وقتها بتحضير نفسها وغسل شعرها بالشامبو .
كان باولو قد اختار لها ثوب طويل ذو لون ازرق داكن , حدقت في المرآة ,

خجولة من مظهرها المتواضع .
وبعد حوالي نصف ساعة وضعت احمر شفاهها لتتفحص النتيجة النهائية , تحدق

بأستغراب في المرآة وهي تشعر بالغرابة .
لقد رأت صور مشابهة لها في صفحات المجلات الشهيرة , اخذت طريقها مباشرة الى

الصالة الصغيرة حيث الضيوف يتجمعون لتناول شراب ماقبل العشاء , كان في

سهراتها دائماً حشد من العلماء حيث كانت تضيع بينهم , ولكن عندما خطت

داخل الغرفة , بدت الغرفة خالية , ترددت متسائلة ما اذا كانت قد نزلت باكراً

أو ان الشراب يقدم في غرفة اخرى , كانت على وشك ان تستدير عائدة عندما

التقطت اذناها هسهسة صوت حاد بقساوة , وجهت رأسها في اتجاه الصوت

بإرتعاشة هلع لاحظت بأنه كان لويز , انيق على غير عادته في جاكيت السهرة

وبنطال من المخمل الأسود , حيث برز شعره الاسود .
للحظات بدت ابدية ’ حدقا في بعضهما البعض , حذرين ومتوترين كقطط

الأدغال البرية , ثم وكأن لويز قد تذكر دوره كمضيف , اصبحت عيناه اللامعتين

اكثر ليونة , بينما كان يعرض عليها قائلاً :
" هل استطيع تقديم شراب لك ؟ "
ومضت عيناها عندما رفع غطاء ليتناول اكواب الشراب .
" عصير الفواكه سيكون جيداً , شكراً لك "
قالت ذلك وهي تشعر بالخطر يكبر من حولها , مشى على الأرض وكأنه نمر في

قفص , ثم ناولها كوب ممتلئ حتى الشفه "
" انك تبدين جميلة جداً هذا المساء "
كان المديح غير متوقعاً الى درجة فاجأها .
" لا يجب عليك ان تتلفي ثوبك "
كان وجهه غامضاً بينما ارتشفت العصير وهي تحمل فوطة صغيرة .
" لقد اخبرتني سافيرا بأن باولو قد صرف وقت كثير في بحثه عما يشتريه لك ,

اعتقد سنيوريتا , بأن التهاني في موقعها ؟ "
بدا صوته كالجليد .
ادركت بأن والدها لابد وأن يكون أخبره عن الجائزة , شعرت بوجنتيها تتوردان

سلفاً .
" نعم ذلك صحيح "
حدقت في كأسها متسائلة لماذا عليه ان يكون متشدد فيما يختص بنجاحها .

" هكذا تغير الظروف مرتبط بتداخل عملك , لدي الانطباع بأنك مسافرة كرست

حياتها لعملها , ولكن بالتأكيد بما انك قبلت بالمسؤوليات الجديدة , فأنك مجبرة

على الاستقرار ؟"
للحظات ارتبكت , ثم تذكرت واحدة من الفوائد المرتبطة بالجائزة ... فرصة ان

تصبح مدربة ومعلمة للتصوير لغيرها من الهواة .
" ربما يشعرني ذلك بأني مقيدة في البداية ... ولكنني سوف اتذكر الحقيقة بأن

حريتي لن تكون مقيدة للأبد , بعد وقت قصير , سوف أكون قادرة على

الاستمرار كما في السابق , ولكن مع معطيات أكثر "
هز لويز رأسه على الخلف
" في الحقيقة سوف تفعلين , سنيوريتا ستروم , لقد قمت بواجباتك كما ينبغي ...

يوماً ما سيصبح باولو رجل غني جداً ! "
بعد مرور عشر دقائق , اخذت ربيبل مقعدها على الطاولة العشاء , عقلها المذهول

مازال يصارع لكي يستوعب فكرة أنها ولويز قد وصلا الى نقطة تتضارب

مصالحهما .
تحملت ريبيل ان تبدو طبيعية وهي تتناول العشاء , ولكن خلف قناع التهذيب ,

كانت تسترجع كلماتهما معاً .
" ان ابنتك ليس لديها الكثير لتقوله لنفسها هذا المساء , بروفيسور "
خدش صوت سافيرا سمع ريبيل حيث سمعت والدها يجيب .
" انها ليست طفلة ذات كلام كثير ... اذا ما كان من الممكن توظيف الكاميرا

لوسيلة اتصال فسوف تجدينها محدثة لبقة "
" عليك ايضاً ان تسمحي للحقيقة بأن السنيوريتا لها عقل يزن كل شيء "
التقط الجميع انفاسهم , ثم تحطم الصمت من قبل باولو والدها .
" اعذر سهوي , سنيور ... لم تسمح الفرصة لي لكي .... "
" ممر الى الزواج "
قاطع والدها مضيفاً " ياصديقي , هذا ممر احب ان أرى ابنتي تعبره , ولكن لا

اعرف ... ليس هناك من دلائل تشير الى ان هكذا شيء ممكن ان يحصل "
ارادت ربيبل ان تهرب من الغرفة , مدركة ليد لويز القاسية تضغط على السكين

التي بين يديه .
شعرت ريبيل بعد لحظات وقد خفت قبضته حول السكين عرفت انه كان يتعذب

من جراء تذكره الأحداث التي غرست في عقلة فكرة البرابرة , وبأنه كان يقارن

افعاله مع وحوش الأدغال هؤلاء الذين يقبضون على كل فرصة تتيح لهم اصطياد

ضحيتهم .

ارادت نظرته ان تصرخ بأن ذلك لايهم , وبأن كل ما فعله قد ألغي بواسطة نظرته

البيضاء التي دلت على رسالة ذنب .
نظرت سافيرا الى ريبيل ووجدتها توجه نظرة كراهية في اتجاهها وعندما لاحظت

نظرات لويز قفزت قائلة .
" انتم الرجال مخادعين , انتم ترون البراءة حيث ترى المرأة الذئب , تبقون عميان

فيما يختص بالحقيقة في النظر الى وجوهكم "
وضعت الكرسي جانباً الى درجة انها سقطت , وبدت وكأنها قد جنت لم يكن لديها

الوقت الكافي لتزول عنهم الدهشة قبل ان تستدير وهي تحمل ظرف كبير ,

لاحظته ريبيل على الفور .
خمنت نوايا سافيرا , حاولت ان تعترض , لكن كان كل مافعلته تنهيدة ألم .
" اذا كانت ابنتك البريئة سلسة فيما يختص بكاميراتها , بروفيسور " قالت ذلك

وهي ترمي بمجموعة صور على الطاولة .
" فما الرسالة التي تستطيع قولها فيما يختص بهذه الصور ؟ "
اغلقت ريبيل عينيها متجنبة النظر الى الصور , صور للويز وهو ضاحك , عابس ,

مبتهج , جدي , لويز يستلقي تحت ضوء الشمس , يسبح في البحيرة , ينظف

بندقيته , لويز يقف بين اطفال صغار
يمارسون رياضة كرة القدم , دزينات اخرى اخذت للويز سرياً , لكي تحتفظ في

الذاكرة , امرأة تحتفظ بصور الرجل الذي تحبه .
شعرت فجأة بأنها غير قادرة على مواجهة نظرات لويز الحيرى .
نظرة سافيرا الساخرة , تبقى عينيها ممتنعة , تركت ريبيل مقعدها وركضت نحو

الباب , عندما ضرب يدها بعقدة الباب , فتحته ثم فرت , تاركة ورائها في الغرفة

الغارقة في صمتها الثقيل ... صدى قلب محطم .
كانت ردة فعل ريبيل الأولى أن تهرب إلى غرفتها , ولكن بينما كانت في منتصف

القاعة , غيرت رأيها واتجهت الى أقرب مخرج , تشعر بجدران المنزل تعلق حولها

كما السجن تماماً .
في الخارج , كانت سماء الليل تشتعل بالأضواء , حتى القرود بدت ساكنة على غير

عادتها , بينما ركضت ريبيل في اتجاه الغابات , اذا ماتوقفت لتدرك غباءها في

الاتجاه نحو الغابة , ولكنها لم تهتم .
وبعد ان قطعت عدة ياردات داخل الغابة , وشعرت بأن تنورتها تتشابك مع

الأغصان ,حيث حاولت ان تحرر نفسها , ومن جراء ذلك ازدادت وقوعاً في شرك

الأعشاب والجذوع .
" يبدو سنيوريتا , بأنني سوف أقضي حياتي , اخلصك دائماً من نتائج حماقاتك "
سببت ردة فعلها العنيفة صرخة حطمت الصمت المحيط بالمكان بينما وجدت لويز

يقف مارداً أمامها , مسيطراً كما صياد تمكن من اصطياد وتدجين فريسته .
" اليس هناك حدود لغبائك ؟ "
قال ذلك وهو يمشي بوحشية ناحيتها .
" ألم تقتلي صبري بالذهاب وراءك دائماً الى داخل الأدغال , لكي أبعدك عن

غضب القبائل , ألم تفكري بالخطر الذي يحدق بك من جراء قضاء ليلي أخرى في

الغابة , خاصة في ثوب شفاف كهذا يظهرك وكأنك عارية ؟ "
انتزعها بعيداً عن قبضة الأعشاب , حيث خلع جاكيتته , ثم لفها حول كتفيها .
" هل تشعرين بالدفء الآن ؟ "
سألها بينما كانت احد عضلات فمه تنقبض بوضوح.
" دافئة بما يكفي لتسمحي لي بأن أحتجزك لفترة لكي تعطيني اجوبة على اسئلة

اعتبرها هامة ؟"
" نعم , لكن ... "
" ليس هناك من لكن , اذا ما سمحت , فقط اريد اجوبة صادقة "
بدأت ترتعش ريبيل فجأة , ليس بسبب البرد , بل لأن دمها كان يجري بسرعة ,

وجسدها يشعر بحرارة الجاكيت , التي حملت دفء جسده , نطق لويز بلعنة عابرة

ثم انزل يديه عن كتفيها , ليحتضنها في عناق يعبر عن رغبته في ان يرتاح , رغبة في

ان يعبر عما به .
لم تستطع ان ترا وجهه , ولكن كلماته بدت واضحة عندما اتهمها قائلاً :
" لماذا سمحت لي ان اعتقد بأنك تنوي الزواج من باولو ؟ "
" انا لم افعل "
قالت ذلك وهي تشعر بالاضطراب من جراء قربه المثير .
" على الاقل ... عندما اثرت انت الموضوع , اعتقدت بأنك تشير الى الجائزة "
" وأي عذر تستطيعين تقديمة لأغواءك الرصين "
تحدها بخطروأضاف " لماذا حاولت بصعوبة ان تظهري صورة محبة العالم , لا بد انك

عرفت انني اكره هذه الاساليب , لماذا ؟"
شعرت بأنه عليها ان تخفي مشاعرها , ربما في المستقبل , هو وسافيرا سوف يتفقان

.
وبكبرياء , رفعت رأسها لتحدق في العينان الرماديتان كما غيوم العاصفة .
" ما الذي جعلك تعتقد انني كنت ألعب , سنيور ؟ استطيع ان اعذر لوالدي سوء

ظنه احياناً , لم يخطر في بالي ابداً بأنك انت أيضاً كما والدي يمكن ان تخسر

اوهامك "
" انك تفعلينها مجدداً "
قال ذلك وهو يغرس يده في وسطها بقساوة .
" ان ذلك يثبت بأن نظريتي على حق , حيث انك قطة تبحث عن فريسة "
صارعت ريبيل بقوة محاولة تجنب قبلاته , والتي كانت وكأنها العقاب نفسه , لكنه

قربها من جسده بيدين فولاذيتين , ثم امسك برأسها مثبتاً إياه , بينما كان يعاقبها

دون رحمة .
بدأت تشعر بقلبها يرقص فرحاً لقربها منه وهو يقبلها بنهم وسمعته يهمهم .
" كوريدا ... لم اتخيل ابداً بأن الحب يمكن ان يكون عذاباً , ألم من الشك وعدم

الثقة "
اهتزت مشاعرها وكأنها مخدرة , وحاولت ان تتكلم قائلة :
" انا لا افهم ... هل تحاول ان تجعل مني غبية , سنيور ؟ "
" لا , يامحبوبتي , انني لا افعل "
انكر ذلك بمزيج من الغضب والجدية .
" ولكن هل تستطيعين الشكوى ما اذا كنت افعل , منذ ان دخلت حياتي شعرت

بها قد تغيرت ... لقد كان علي ان اتعامل مع عواطف جديدة , لقد جعلتني

مرتبكاً , متوحشاً , غاضباً , وخاصة الأيام الأخيرة "
غطت الدموع الرؤية عنها , بينما حدقت الى الوجه الذي بدا منحوتاً من

الماهوغوني , تعرف بأنها تجد من السهل ان تصدق بأنها تعيش في حلم , وليس

حقيقة .
" قولي شيئاً يا عزيزتي "
شعرت بأن عواطفها لم تعد قادرة على الكبت , وقالت بعد قليل .
" كيف استطيع ان اصدقك عندما اظهرت لي قليل من الاحترام مثل رجال القبائل

يظهرون لزوجاتهم ؟ ايضاً ..."
" لقد احسست انك امرأة خطيرة وبأنك سوف تؤثرين على جسدي وقلبي وعقلي

منذ ان رأيتك لأول مرة . وعندما لاحظت انسجامك مع باولو اعتقدت انني

خسرت المرأة التي ولأول مره اعجب بها وبهذه السرعة ففكرت ان اعاملك بقسوة

كي انتقم من اختيارك لباولو . ولكني على مايبدو نجحت ولو بانتصار قليل "
" لم اكن منسجمة مع باولو كنت بادئ الأمر احاول ان استغله كي يقوم معي

بدور الدليل حتى استطيع ان اجمع الصور وكل ما انا بحاجة له من اجل كتابي .

ولكن عندما عرفت انه فتى ولا يعرف شيئاً عن الغابات ندمت وقد دفعت ثمن

ندمي معك على ما اعتقد "
" هيا ياصغيرتي يبدو ان القدر ارسلك الي وهو يعلم اننا وجهان لجسد واحد "
" اه لويز كم احبك "
" وانا ايضاً ياصغيرتي , سوف تعتادين على العيش هنا لأن حب المغامرات

والأدغال ممزوج بدمك مثلي تماماً "
" اه لويز ... لويز "
ثم غابا في قبلة طويلة كافية لتعلن انهما زوجاً وزوجة ."منتديات ليلاس




تمـــــــــــــــــت

Rehana 15-12-09 03:39 PM

تمـــــــــت الرواية

أتمنى لكم قراءة ممتعة..:flowers2:

وأتمنى أن تتابعوني في روايتي القادمة " دليلي" من روايات عبير

القديمة و الحصرية على ليلاس

تحياتي لكم

little girl 15-12-09 09:31 PM

رواااااااااااااية مررررررررة روووووووووووووووعة
. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 16-12-09 12:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة little girl (المشاركة 2119338)
رواااااااااااااية مررررررررة روووووووووووووووعة
. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الأروووع مروركـ

وحياكـ الله دائماً

اسماء88 16-12-09 03:35 PM

جزاك الله الف خير

Rehana 16-12-09 06:59 PM

العفو..أسماء

شكرا لمروركـ العطر

زهرة الماس 17-12-09 12:15 AM

يسلمووووووووووووووووووووووو000000000000حبيبتي 0000تحياتي لكي

Rehana 17-12-09 10:30 AM

حياكـ الله ..زهرة

سعدت بمروركـ

نونا المجنونه 17-12-09 10:13 PM

يسلموه ياقمر

نونا المجنونه 19-12-09 12:58 AM

شكرااااا
يا قمر المنتدي

Rehana 19-12-09 12:05 PM

الله يسلمكـ ..نونا

سعدت بتواجدكـ

وردة الزيزفون 23-12-09 11:22 AM

واو رواية نايس تسلم ايدك يالغلا

Rehana 23-12-09 12:42 PM

الله يسلمك ..وردة

نورتي الرواية بتواجدك العطر

الجبل الاخضر 23-12-09 10:10 PM

تعجزالكلامات عن وصف شكري لي مجهوداتك الرائعه يا قمر القمر

Rehana 24-12-09 12:47 PM

تسلمين خضراء على كلامتك الذوق و المشجعة

تحياتي لك

قماري طيبة 01-01-10 06:06 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 10-01-10 01:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قماري طيبة (المشاركة 2132580)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حياك الله ..قماري

sabd 30-05-10 10:34 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رومنسية زمانها 07-06-10 08:07 AM

يسلمو يسلمو الف شكر استمتعت فيها حيل بارك الله فيك

Rehana 08-06-10 01:21 PM

الله يسلمكم ويحفظكم يارب

بحيرة الدموع 30-09-10 08:45 AM

شكرا عاشت الايادي

deemaah 01-10-10 08:40 PM

روايه ممتعه

hamesha 27-12-10 05:07 AM

wawwwwwwwwwww rewayaa fadi3aaaaaaaaaa rwa3aaaaaaaaa chokrann lakii o5tiiiiiii

Rehana 29-12-10 01:32 PM

العفووووووووووووو
شاكرة مروركما يااحلى ناس

انكوى قلبي 31-12-10 10:35 PM

تسلم ايدك يا ريحانه دائما بتفاجئينا بابداعك
الروايه اكثر من رائعه
لك مني اجمل تحيه

Rehana 01-01-11 11:27 AM

الله يسلمك يارب..كلك ذووق وانتم اعضاء تستحقوا هذا المجهود
وحيااك الله يالغلا

سنيوريتا 01-05-11 07:10 PM

حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووه

Rehana 04-05-11 05:12 AM

الاحلى مرورك .. سنيوريتا

orjowan 04-05-11 02:15 PM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

ندى ندى 05-05-11 12:17 AM

رووووووووووووووووووووووووووووووعه

Rehana 10-05-11 02:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة orjowan (المشاركة 2730835)
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

العفووووو
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 2731375)
رووووووووووووووووووووووووووووووعه

الاروووع مرورك ..ندى

hell girl 11-11-11 07:49 PM

رواية حلوة كتير
مشكوررررررررررررررررررة :lol:

boba rose 14-11-11 07:34 PM

روايه رااااااااااااااااائعه

Rehana 08-01-12 02:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hell girl (المشاركة 2925834)
رواية حلوة كتير
مشكوررررررررررررررررررة :lol:

الاحلى مرورك
والعفوووو

Rehana 08-01-12 02:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boba rose (المشاركة 2928526)
روايه رااااااااااااااااائعه


الاروووع تواجدك فيها

hoob 11-01-12 01:48 AM

جميله جددددددددددددددددددددددددددا

عصافير الجنة 22-01-12 07:36 PM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1:

Rehana 02-03-12 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2975308)
جميله جددددددددددددددددددددددددددا

الاجمل مرورك هووب

Rehana 02-03-12 01:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصافير الجنة (المشاركة 2986740)
:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1:

العفوووووووووو >> عصافيري

ماهيناز 05-11-12 08:50 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
مشكورة على القصة الرائعه سلمت يمينك

الملآك القاسي 04-12-12 12:22 AM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
شكـــرا يا مبدعه شكرااا

شمعة السماء 07-12-12 12:45 AM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
شكرا كتييير روووعة كتييير يسلمو على تعبك

Rehana 23-06-13 03:17 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهيناز (المشاركة 3206493)
مشكورة على القصة الرائعه سلمت يمينك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أجنحة الوميض (المشاركة 3227385)
شكـــرا يا مبدعه شكرااا

العفووو يا بنات

Rehana 23-06-13 03:17 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمعة السماء (المشاركة 3229580)
شكرا كتييير روووعة كتييير يسلمو على تعبك

العفووو والله يسلمك يارب

سنيوريتا 21-04-14 08:28 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
رائعه جدا جدا شكراا كتير ريحانه

جوهرة الدانة 26-04-14 04:13 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة)
 
رووووووووووووووووووووعة تسلم ايدك

همس الملااااك 07-06-15 11:10 AM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
رواية رائعة جدااااااااا جداااا وممتعة

منى على سيد 13-06-15 12:21 AM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
رواية جمميلة جدا

فرحــــــــــة 02-06-16 09:04 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
غاليتى ريحانة
اختيارتك متنوعة وموفقة دائما
فلك منى كل الشكر والتقدير
مع مزيد من التقدم والازدهار
دمتى بكل الخير
فيض ودى

موزموز 08-06-16 08:40 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
رواية جميلة جدا اعجبتني

nabila bahi 15-07-16 11:30 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
:8_4_134:شكرا ليكم

موزموز 01-09-16 02:23 PM

رد: رجل الغابات - مارغريت روم - روايات عبير الجديدة - عدد ممتاز ( كاملة )
 
شكرا قرات جزء منها

زهرة آب 28-09-16 07:55 PM

تحميل الروايه لمارغريت روم رجل الغابات


الساعة الآن 07:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية