منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 169- لحن الجنون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t122524.html)

Rehana 19-11-09 05:53 PM

تمتمت تاي:" أجل..أعتقد أنني أعرف".
أضاف جوزف:" حين رأيت صعوبة حالته لم أعد أشعر بخيبة الأمل لأنني لن

أرث الأملاك، أعتقد أنني فهمت أنه بحاجة إلى المكان أكثر مني..كان بحاجة

إلى مكان يذهب إليه..بيت يختبئ فيه حتى يسترد عافيته..فكان أن رتبت أمر

مجيئه إلى هنا، ثم رحت أعتني به أنا وبيلا كما كنا نعتني بجايسون لايتبون".
- إنه لطف منكما.
- هذا أقل ما أقدمه لشخص من لحمي ودمي.. أنا لا أحب من لا يساعد

أفراد عائلته.
- لكنني أعتقد أن هناك شخصاً ما عاش معه حين جاء، أخبرتني أختي أن

امرأة أقامت معه فترة.
رد بصوت ملؤه الاحتقار:
- تلك الساقطة! لقد ظهرت بعد انتقاله إلى هنا، يبدو أنها كان صديقته مرة

على أي حال ، أقامت معه فترة ..لا أعرف ماذا حدث ولكنهما تشاجرا

يوماً ورحلت، أظن أن ميردت لم يرغب أن تعيش معه.
- لا يبدو سعيداً جداً بما أخبره به الجراح عن نظره.
- وهل أخبرك عن هذا؟ يبدو أنه مال إليك إذن لأنه لايتحدث عن مشاكله

مع أحد.
سمعت قمر الليل صوت المكابح وتوقفت السيارة أمام مفترق الطريق..

انعطف جوزف بالسيارة إلى شارع تحف به الأشجار وماهي إلا لحظات قليلة

حتى أوقف الشاحنة أمام أكوام الثلج على مدخل الفندق.
قالت:" أشكرك لأنك أقليتني".
- أهلاً بك.. اعتني بنفسك.
ترجلت من الشاحنة ولوحت له مودعة، ثم أخذت تعرج في الطريق الداخلية

الضيقة التي نظفها أحدهم من الثلج حتى باب الفندق، ودخلت إلى الردهة

المكسوة الجدارن بالخشب، وأطبق عليها دفء المكان وجعلها تحس

بالترحاب.
نادت قمر الليل:" كينان..كينان..لقد عدت".
خرجت كينان مسرعة من المطبخ:
- شكراً لله، شكراً لله لأنك حية! أين كنت؟ ماذا حدث؟ مرضت من شدة

قلقي عليك.. ولم أنم لحظة ! خرجنا أنا وشاركي لنبحث عنك.
ولكن العاصفة كانت سيئة فعلقت سيارته بنا ونحن في الطريق إلى المنارة

فاضطررنا للعودة سيراً، آه! لا أعرف ما كنت سأفعل لولا بقاؤه معي!
- أنا آسفة..عرفت أنك ستقلقين، لكنني لم أستطع فعل شيء، أتري؟ لقد

آذيت ركبتي ولم أستطع السير، وكان هاتف ميردت لايتبون معطلاً..لذا لم

أستطع السير، وكان هاتف ميردت لايتبون معطلاً..لذا لم أستطع الاتصال

بك.
- ميردت لايتبون؟ كنت في منزل لايتبون؟
- أجل، كنت قريبة من منزله عندما وقعت وآذيت ركبتي..وكان المكان

الوحيد الذي أستطيع اللجوء إليه، لو كان لديه سيارة لحاولت الرجوع،

لكنه لايملك سيارة لأنه لا يرى.
- إذن كيف جئت إلى هنا الآن؟

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fff3217524.gif

يتبع

Rehana 19-11-09 05:54 PM

- أقلني جوزف ماك كاب الذي يعمل عند ميردت.
تأوهت كينان:
- أوه..ياإلهي! سينتشر الخبر في كل القرية بأنك أمضيت الليل مع ميردت

لايتبون.. وسيظن الناس بك أسوأ الظنون.
- حسناً.. لم أستطع تجنب هذا ولم أسمع إلى أن أعلق في منزله بسبب

العاصفة.
- أعرف هذا.. تعالي إلى المطبخ لتناول الفطور و أخبريني ما خطب

ركبتيك.
ضمتها بحنان وتابعت:
- أوه..ليس لديك فكرة عن مدى شعوري بالراحة لرؤيتك! كانت محنة لك

بلا ريب كما كانت لي، أرجو أن يكون ميردت لايتبون قد أحسن أدبه معك

و عاملك معاملة لائقة.
- عاملني بفظاظة في البداية، ولم يسمح لي بدخول منزله لاستخدام هاتفه..

ولكن عندما أدرك أنني فعلاً مصابة أصبح من مهذب.
عرفت تاي ولحقت بكينان إلى المطبخ، وهناك في المطبخ وقف الرجل الرمادي

الشعر وصاحب الوجه النحيل.
وقالت كينان بشيء من الخجل:
- تاي.. أريد منك أن تتعرفي إلى شاركي سوبر.
قال شاركي وهو يصافح تاي:
- تسرني سلامتك..كنا نفكر في إخطار الشرطة بأنك مفقودة.. أعتقد أنني

قادر الآن على الذهاب إلى فناء المراكب..فقد آن لي أن أبدأ بالعمل.
تورد وجه كينان:
- أجل..أجل..بكل تأكيد .
مدت تاي ساقها اليمنى أمامها.. وأضاف شاركي:
- سأعود مساء..لنتكلم عن هذه الخرائط.
- شكراً شاركي.. وشكراً لك لأنك بقيت معي.
نظر إلى كينان نظرة لم تستطع تاي تجاهلها لأنها ذات مغزى.
- في أي وقت..أراك فيما بعد.
أقفلت كينان الباب وراءه بهدوء، ثم ابتسمت لنفسها واتجهت إلى الطباخ

لتشعل أحد رؤوسه وباشرت بوضع الزبدة في مقلاة، ثم سألت:
- أتأكلين البيض؟
- قد آكل منزلاً، هل من قهوة؟
- بالتأكيد.
تقدمت كينان لتصب القهوة في الكوب لأختها، ثم عادت إلى الطباخ.
قالت تاي:" إنه لطيف..".
ردت كينان وهي تصب المخفوق في المقلاة:
- من؟ ميردت لايتبون؟
- لا أيتها الحمقاء..بل شاركي سوير.. هل تحبينه؟
ردت كينان ببطء:
- لا أعرف..قد أحبه، ولكننا الآن مجرد صديقين.
- هكذا يجب أن تبدأ كل العلاقات الرومنسية.. بالصداقة.
سخرت كينان منها:
- أوه..اسمعوا من يتكلم! هل تتكلمين عن تجربة؟ أم من خلال ما قرأت من

قصص غرامية مؤخراً؟ أخبريني عن ركبتك.
فهمت تاي أن كينان لا تريد مناقشة أمر صداقتها بشاركي سوير فأغرقت

بالحديث عما أصاب ركبتها، ثم قررتا الذهاب إلى القسم الخارجي في

المستشفى ما إن تنهي طعامها وتغير ملابسها.

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fff3217524.gif

يتبع

Rehana 19-11-09 05:57 PM

أخذتها كينان بسيارتها إلى المستشفى، حيث فحصها الطبيب المناوب وطلب

صورة أشعة لركبتها.. وأظهرت الأشعة شقاً برفع الشعرة قال الطبيب إنه

سيشفى بسرعة طالما لا تسير على قدمها اليمنى كثيراً.
قال:" سأضع لك جبساً لئلا تحركيها..لكن إن كنت مستعدة لإطاعة

تعليماتي فلا ضرورة إلى هذا، أريحيها قدر المستطاع، وإذا اضطرت إلى السير

استخدمي عكازاً..عودي بعد أسبوع لألقي نظرة عليها".
سرت قمر الليل لأن إصابتها غير خطيرة..بعد ذلك ذهبت مع أختها إلى

الصيدلية المحلية فاستأجرت عكازين طبيين، ثم عادتا إلى الفندق.
مرت الأيام ببطء وبدون أحداث تذكر، في البداية سرت تاي بالاستلقاء في

الصالون وساقها مرفوعة و لتسلي نفسها راحت تقرأ أو تعزف على

الكلارنيت.. وكانت أختها تجالسها حين تكون غير مشغولة بالطبخ للزائرين

المحليين الذين يأتون خلال الأسبوع للغداء أو العشاء في مطعم الفندق.
لكن مع مرور الوقت أصبحت أقل اهتماماً بالقراءة، ووجدت نفسها غارقة

بالتفكير في ميردت لايتبون الذي بدأ يغزو عقلها وكيانها كله.
كيف هو؟ ماذا يفعل؟؟ هل ستراه مجدداً؟ هل يفكر فيها و يتساءل عما إذا

كان سيراها مجدداً؟
لاشك أنه نسي كل شيء عن تلك الغريبة التي أوت في منزله ليلة.. بل لربما

نسي أنها باتت في منزله.. ويجب أن تتعلم هي كذلك أن تنسي.
ولكن هل هي قادرة على نسيانه؟ أو نسيان ذاك التجاذب الذي شدها إليه

بشكل غريب؟
آه يجب أن تنسي..يجب..أم لعلها ستعود إليه راكضة ما إن تشفى ركبتها؟
نادتها كينان من الطبخ :" تاي..؟ اتصال هاتفي لك، استخدمي الجهاز الآخر

عندك".
- لي أنا؟
فجأة عرقت يداها وارتجفتا واحترقت وجنتاها..أيكون ميردت هو المتصل

أخيراً؟ أتراه يريد أن يسألها عن سبب رحيلها قبل أن يراها؟
- من المتصل؟
- دون بور تلاند.
كانت خيبة الأمل موجة باردة طافت فوقها، مدت يدها إلى الهاتف والتقطت

السماعة لتتكلم.
قال دون إنه يتصل بها ليذكرها أن المجموعة الموسيقية ستلتقي في منزله ذلك

المساء وإنه سيكون مسروراً بحضورها ووعدته تاي بهذا، فشكرها و أنهى

المكالمة.
أقلتها كينان إلى منزل بورتلاند وهو منزل على شكل كوخ في شارع باي

الشرقي يطل على مصب النهر وعلى التلال الخضراء القريبة من الشاطئ..

في غرفة الجلوس شاركت تاي مقعداً مزدوجاً مغطى بالمخمل مع شاب اسمه

كرايغ روغان يعزف " الشيلو".
قال دون:
- الليلة أحب أن نناقش مستقبلنا..آمل أن تتمكن العضوة الجديدة من

تقديم بعض الأفكار و البدائل، وأنا مسرور بأن أخبركم أننا وجدنا عازف

شيلو أخيراً، وبه يكتمل القسم الوتري من الفرقة..وبهذا تكون على استعداد

لتقيم حفلة موسيقية في الشهر القادم، أي في أول حزيران.

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fff3217524.gif

يتبع

Rehana 19-11-09 05:57 PM

وهذا يعني أن أمامنا شهراً فقط للتمرين وعلينا في هذا الوقت إيجاد مكان

مناسب للحفلة..لقد تفقدت الكنائس الثلاثة في القرية ولكنني لم أجد أياً

منها.
تبع هذا النقاش طويل و سأل أعضاء الفرقة دون أي نوع من الأماكن يراه

موقعاً ممتازاً للحفلة، عندما كانت تصغي وجدت تاي أنها تذكر الغرفة

الطويلة و النوافذ الطويلة التي تتفتح على الشرفة المطلة على الخليج و التلال

الكندية.. ما إن توقف النقاش قليلاً حتى مالت إلى الأمام تقول:
- في منزل لايتبون بيانو "شينواي" كبير وجميل.. وفيه أيضاً غرفة طويلة هو

الكراسي للمستمعين.
نظر دون إليها بحدة من عينين بنيتين صغيرتين:
- هل رأيتها؟ هل كنت في ذلك المنزل؟
- أجل.. كنت هناك.. أظنه مكاناً رائعاً لإقامة حفلة موسيقية.. في الواقع

بسبب كل تلك الغرف و بسبب الأرض المحيطة، يمكن تطوير المكان وجعله

مركزاً ثقافياً صيفياً.
- تقصدين شيء مثل مركز "وولف تراب"؟
مال جاد باشيمو إليها وعيناه تبرقان بحماس:
- هذا ماكنت أحلم به لمثل هذا المنطقة، ولهذا بدأت بتجميع المجموعة

الموسيقية.
هزت تاي رأسها:" أجل، شيء مثل "وولف تراب".
تعرف جيداً المركز الذي يقدم الفنون التي يعود ريعها للوطن، والواقع أنها

عملت هناك مع برنابي في أحد مواسم الصيف في أوركسترا للآلات النفخية.
قال فايكلاند:
- ولكن الأملاك في بيكرنغ بوينت هي سكن خاص، أما الرجل الذي يملكها

فشخص لا يمكن الاقتراب منه في الوقت الحاضر..لا أتصور ميردت لايتبون

يسمح لأي منا بدخول المكان، إنه منعزل كلياً عن العالم.
نظر إلى تاي باستغراب:" كيف تعرفين شكل المكان في الداخل؟".
ردت قمر الليل ببرود:
- كنت هناك يوم الاثنين الماضي.
سألت كولييت ليستر وهي عضو جديد في المجموعة:
- ميردت لايتبون؟ هل هو الرجل عينه الذي صور الفيلم الوثائقي عن

القتال في الشرق الأوسط؟ ذلك الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي إخباري

منذ بضع سنوات؟
قال تود:" هو نفسه".
صاحت كولييت بانفعال:
- لم أعرف أنه يعيش في نورثبورت..
ارتدت نحو تاي:
- هل تعرفينه جيداً؟
- لا..لا أعرفه جيداً.
قالت شيلا فايكلاند:
- أوه.. عنت لي فكرة عظيمة..إن استطعنا إقناع ميردت لايتبون بتقديم

المكان لنا فقد يستطيع أن يصور الحفلة لتبث عبر شاشة التلفزيون.

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fff3217524.gif

يتبع

Rehana 19-11-09 06:01 PM

قال زوجها : إنه أعمى.. وقد ولت أيامه.. من الأفضل أن ننسى الفكرة..

فكما قلت إنه رجل منعزل كثيراً.
نظر جاد إلى تاي:
- لا ضرورة من سؤاله.. أنت تعرفينه، فهل أنت على استعداد لتسأليه؟
نظر دون إليها أيضاً بلهفة و أمل:
- هل تكلمينه؟ فمن خلال ما قلته لنا يبدو لي المكان مثالياً.
- أعتقد أنني أستطيع الذهاب لرؤيته.
قال جاد بحماس:" عظيم".
سألت قمر الليل :" لكن..متى تريدون نعرفة الجواب؟".
- قبل نهاية الشهر طبعاً.. ولكننا في هذا الأثناء سنتابع التفتيش عن مكان

مناسب آخر .. والآن قبل التمرين.. أرغب في مناقشة أمر إضافة القطع

الجديدة التي تشملك تاي و تشمل كولييت.. لديكما بكل تأكيد قطعاً

موسيقية مفضلة مكتوبة للآلات النفخية تحبان عزفها بمصاحبة بيانو أو آلة

وترية.
مضت الأمسية في الحديث و العزف، خلالها قدمت زوجة دون القهوة و

الكايك وقبل منتصف الليل غادر الجميع وكان أن أقل جاد ياشيمو تاي

بسيارته.
ما إن دخلت إلى الفراش، حتى استلقت مستيقظة تتساءل عنا زجت به

نفسها عندما عرضت أن تسأل ميردت ما إذا كان راغباً في تقديم غرفة

الجلوس في منزله للفرقة الموسيقية.. من أين أتتها الفكرة؟ هل أوحى لها بهذه

الفكرة عقلها الباطني لتتخذ من الأمر حجة حتى تراه مجدداً؟
لكنها لن تستطيع هذا.. لن تستطيع الذهاب إليه وطرح السؤال عليه وجهاً

لوجه لذا ستتصل به أولاً..
في الأيام التالية ظلت مترددة وكانت تحفظ عن ظهر قلب ما ستقوله له..

ولكنها كلما التقطت السماعة خانتها شجاعتها فتعدل عن الأمر.
زارت المستشفى لتعاين ركبتها مجدداً وبعد صورة أشعة أخرى تبين لها أنها

تتحسن بشكل جيد، ونصحها الطبيب بالسير عليها على ألا ترهقها بالسير

كثيراً.
مرت أيام أخرى وحلت نهاية أسبوع، ومعها جاء الزائرون إلى الفندق .. وفي

هذا اليوم جاء دون وجاد فسألاها ما إذا اتصلت بميردت لايتبون، ترددت

قمر الليل في الإجابة ثم وعدتهما بالاتصال به غداً.
وجاء الغد وظلت مترددة.. عندئذ أسرت لكينان بمسألة الذهاب لسؤال

ميردت عما إذا كان يرغب في تقديم غرفة الجلوس في منزله للفرقة.
قالت كينان ساخرة:
- أنت مترددة لأنك خائفة من الذهاب إلى الأسد في عرينه..لماذا أنت خائفة

منه؟
- أنا لست خائفة منه.. لكنني لا أريد أن يعتقد أنني أحاول الاستفادة من

تعارفنا القصير..آه! ليتني لم أقترؤح هذا..لماذا أقحمت نفسي بهذا كينان؟

لماذا أزج نفسي دوماً في مواقف مربكة؟ لماذا لا أتعلم إطباق فمي؟

- لأنك متهورة وكريمة و لأنك تظنين دائماً أن بإمكانك المساعدة.
نظرت كينان إلى أختها باستغراب:
- ربما تريدين في عقلك الباطني مساعدة ميردت لايتبون و إخراجه من عزلته

يجعله يهتم بالمجتمع الذي جاء ليعيش فيه، فطالما ساعدت الكلاب المصابة.منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fff3217524.gif

يتبع


الساعة الآن 08:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية