منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   125 - إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t122412.html)

Rehana 12-11-09 08:31 AM


5 – المفاجأة




في اليوم الثالث , خرجت ساره وحدها فالباقون ذهبوا الى ميدان سباق الخيل هوبي هورس هول . اما هي ففضلت التنزه وزياره مخازن باي ستريت . اخذت تتأمل المجوهرات المعروضة والأحجار الكريمة من الجاد والعاج وغيرها وتتساءل عن الشعور الذي ينتاب الاغنياء عندما يكون بمقدورهما شراء كل ما يريدون ...وفجأة رأت بيتر لازلو يتجه نحوها :
-صباح الخير يابيتر .
- ساره ؟ آه صباح الخير؟ كيف حالك ؟
رد عليها التحية لكنه لم يرد لها ابتسامتها . فخيل اليها انه غاضب من لقائها ..

فقالت لتكسر ثقل الصمت بينهما :
- لقد انفقت 500ليرة استرلينيه على الحلي ...ولكن بالخيال فقط بعض هذه المخازن مقتصرة على الأثرياء ..
فبدأ على وجه بيتر الأرتياح نوعاً ما .
- هكذا اذن ...تلعبين دور الصبية المتزوجة من الرجل الكهل الوفير الثروة , الذي لايرفض لك طلباً ؟
ابتسمت ساره ...فلو كانت المناسبة فلو كانت المناسبة مختلفة لأجابته , لكنها فضلت ان تحمل جملته محمل المزاح :
- علي ان اعود ...لدي حاجات اشتريها .
- لا يا ساره انتظري ...هل لديك بضع دقائق . يجب ان اقول لك شيئاً .
- ماذا ؟
- ليس هنا . تعالي نجلس في مقهى ما , ارجوك .
- حسنا , لكني لا استطيع ان اتأخر .

امسكها بذراعها وسألها وهما يمران من امام مخزن الجواهر .
- هل هذا هو المخزن الذي بذرت فيه اموالك ؟
- نعم ...لكني لست معجبة بأثمن الحلي ...فقد اعجبني هذا السوار العاجي الصغير .
- اذن لماذا ؟ لاتشتريه ؟
- اوه ...لأني املك أشياء كثيرة مثله , علي ان اتعلم كيف اتحكم برغباتي الشرائية .

حاولت ساره اخفاء الحقيقة ..لاتستطيع شراءه لأن المال ينقصها , ذهبا وجلسا على شرفة احد المقاهي وطلب بيتر قهوة مثلجة , واشعل سيكارته فسألته بحشرية :
- ماذا تريد اخباري ؟منتديات ليلاس




*********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:38 AM

فتردد لحظة واصابعه الناعمة تعبث بالولاعة ثم قال :
- لقد زارتني اختك ذلك اليوم .
- انجيلا ؟
- انا ايضا دهشت .
- لكنها لم تخبرني بشئ .
- لأن الأمر سري بالنسبة اليها .
- أي يوم كان ؟

سألت متعجبة مما يقول بيتر .
- كانت معك اذن
- لم ترد ان اخبرك يا ساره , ولو لم التق بك اليوم لما فتحت الموضوع امامك .ولكن عندما اتصلت بي , شعرت بأنني جرحت شعورك .
- لم تجرحني فعلا لكني وجدتك بارداً ...كما انك لم تفرح عند رؤيتي اليوم .
- ثقي بأن صداقتي لك مازالت موجودة لكني وعدت انجيلا بعدم رؤيتك .
- وعدت انجيلا ..ولكن ..ما معنى هذا ؟
- يخيل الي اختك اني مهتم بك بسبب مالك , فأكدت لها انها مخطئة لكن لم تصدقني ...وفي النهاية وبعد جدل طويل توصلنا الى اتفاق .
- هل تقصد انها دفعت لك مالا كي لا تراني ؟

امتقع لون ساره ثم تمالكت نفسها وشدت على اصابعها :
- نوعا ما ...لا لا تذهبي بعيدا بأفكارك يا ساره ...لم يكن الأمر مادياً .
- ماهو اذن ؟
- قبلت بعدم رؤيتك ووعدت انجيلا بعد ما قبلت اختك بالسهر معي ...

فتحت ساره عينيها على مداهما :
- ماذا ؟ ولكن لماذا ؟ لا افهم .
- الأمر سهل ياصغيرتي ...منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها شعرت بجاذبية حادة نحوها .
- نحو انجيلا ؟ لكنك لم تعجبها , لمست ذلك بنفسك . فهي لاتعيرك أي احترام .

فضحك بيتر بصوت مرتفع .
- آه ياساره . كم انت بريئة السبب الذي تجاهلتني انجيلا من اجله هو شعورها بالجاذبية ذاتها نحوي ..وهذا الشعور ارعبها لذلك جاءت لتراني لأنها خافت عليك ولأنها لم تستطع مقاومة رغبتها في رؤيتي ...تماماً كما تجذب النار الفراشة .
القت ساره رأسها على مسند الكرسي الذي جلست عليه وحركته لتعي ماذا يحدث وتستفيق من دهشتها ...ما قاله بيتر الآن كان غير متوقع لدرجة جعلتها لاتصدق
- هل تعني انك تحبها ؟
- الحب كلمة تحمل فيها اكثر من شعور وأكثر من احساس ...بالنسبه الى فتاة ناعمه مثلك , يدخل الحب في اطار مغامرة حلوة هدفها الزواج . لا اعتقد انك تسمين حباً ما نشعر به .
- ماذا سيحدث الآن ؟ هل ستراها مجدداً ؟
- القرار عائد لها ...عندما يفعل الأنسان اشياء تتناقض مع مبادئه يجب ان يجد مبررات لما يفعل .

تساءلت ساره عن طريقة تفكير بيتر بالمبررات التي تختلقها انجيلا لرؤيته ...فسألها بيتر بنعومة :
- اما زلت غاضبة ؟بعدما عرفت الحقيقة ؟ هل تعتقدين انني خنت صداقتنا ؟

********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:45 AM

- لا ..انا فقط مندهشه . انت وانجيلا ؟ كنت مقتنعه بأن احدكما يكره الآخر .
- لأنك لم تمري بالتجارب الكافية بعد . ولأنك تحكمين على المظاهر . ستتعلمين يوما بأن الشخصين الذين يشعران بجاذبية قوية يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ....
في معظم الأحيان , لايعيان حقيقه مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما .
فتمتمت ساره متنهدة :
- الحياة معقدة احياناً .
فضحك بيتر ووضع يده على يدها محاولاً حمايتها وتهدئتها :
- لاتأبهي , ولاتقلقي لن تكون معقدة بالنسبة اليك ستلتقين بلا شك الرجل الذي تحبين وسيخفق له قلبك بسرعة وستعرفين انه هو الذي تحتاجين اليه سيطلب منك ان تتزوجيه وستقبلين ...وكما في الروايات والحكايا سترزقان بعدد كبير من الأولاد وتعيشون سعداء هانئين .
- هل تعقد ذلك ؟
- انا متأكد...
وتابع وهو ينادي الخادمة ليطلب الحساب :
- ماعليك الا الأنتظار ...سأتركك الآن , والا تأخرت عن درسي ...
للأسف لن استطيع ان اعطيك دروساً مع كونك تلميذة ممتازة تعد بمستقبل باهر .
- شكرا على كلامك يابيتر ....انا مسرورة لأنك فسرت لي كل ما حدث .
اخذ يدها وقبلها قائلاً :
- الى اللقاء يا ساره ...انتبهي الى نفسك .
عندما ذهبت نزلت ساره الى الشاطئ محاولة التفكير بما اكتشفته . كانت تجد صعوبة في تصديق علاقة اختها ببيتر ...كيف ترفض هذا الرجل لخوفها منه ومن جاذبيته ؟
وهي غارقة في افكارها وسط ضوضاء الشواطئ الملآنة , التي كادت تضيع فيها مشياً لو لم تمسك يد سمراء قوية وتوقفها :
- هذا ليس المكان المناسب للغرق في الأحلام ...هناك خطر الوقوع في المرفأ.

نظرت ساره الى ستيفان راند بعد ما انقطع حبل افكارها وفجأة وبعدما حاول مسك ذراعها لأبعادها عن عربة خضار مرت قربهما شعرت برعشة قوية ..كانت تستعيد كلمات بيتر : عندما يلتقي شخصان يشعران بجاذبية قويه يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ...في معظم الأحيان لايعيان حقيقة مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما ...اذن هذه هي الحقيقه هذا هو سبب ارتباكها ورعشتها ...عرفت في لاوعيها انها منذ اللقاء الأول في هذا المرفأ بالذات وقعت في حب ستيفان .
فسألها متعجبا :
- مابك ؟ تبدين كممتقعة اللون .
- لا . لاشئ ...لقد فاجأتني .
- لو دق رأسك في احدى البواخر الراسية لكانت مفاجأة اكبر .هل انت وحدك ؟
- نعم . لقد ذهب الباقون الى سباق الخيل .
- وهل كنت متجهة نحو الشاطئ ؟ لقد ذهبت الباخرة التي تقل الركاب ..سأوصلك بنفسي.

*********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:53 AM

- لا .
جاء رفضها لاشعورياً لدرجة ادهشت ستيفان الذي لم يقل شيئاً .
- لا ...لست ذاهبة ..اعني ...كنت انوي الذهاب لكني غيرت رأيي . لقد قمت ببعض المشتريات .
- حسناً , فلنذهب اذن في نزهة .
وقبل ان يترك لها مجالاً للرد او الرفض , امسكها ومشى معها حتى وصلا الى قارب صغير ثم ساعدها على النزول اليه فسألته بعد ما صار في عرض البحر:
- كم باخرة وقارباً تملك ؟
كان هذا اول سؤال مر في رأسها ...سألته ونفسها يتسارع وكأنها امضت يومها بالحركة والسباحة ولم ترتح بعد .
- هذا القارب هو ملك الفندق , الباخرة لي ولدي يخت صغير في فلامنكو .
- لاشك بأن المراكب الشراعية مسلية .
- جداً ...خلال شهر آذار . مارس يتم سباق قوارب وهذا اكبر حدث في السنة . كل القوارب تتجه نحو الجنوب لتنطلق من هناك ويبدو مرفأ جورجتاون لكثرة القوارب فيه , كأنه قريه عائمة .

فكرت ساره :
-اذار مارس ...اين ستكون في آذار ؟ في لندن بلا شك وأكثر تعاسة من قبل ..ولن يتذكر ستيفان حتى اسمي ....واذ به يقاطع افكارها ويسألها :
- كيف حال دروس التزلج المائي ؟
- لم اكمل تماريني . ليس لدي الوقت .
- اليس لدينا كل الوقت في العطلة اجمالاً ؟
- فهمت ماذا اعني ؟
- تعنين انك مرتبطة بآل ستيفنست .
- لديهم دائماً الكثير من المشاريع للنهار . وليس لطفاً مني ان اتركهم لأنهم كانوا لطفاء جداً معنا .
- الفنادق مثل بواخر الشحن ...اول انسان يضع يده عليه هو الذي يحصل على اكبر محصول منه انا لاأتهم ستيفنست لكني متأكد من ان عطلتكما كانت مختلفة بدونهما .
- لا ادري ...ربما كانت عطلتنا اقل لهواً ..وكانت سهراتنا اقل .
ابتسم ستيفان على اثر جملتها .
- كثيرون في ناسو يودون الخروج معكما .
كان البحر رائعاً في ذلك اليوم ..أشعة الشمس أسدلت الوانها عليه وأعطته اللون الزهري الممزوج بالأزرق والأحمر والأصفر وأخذت تختفي تحت امواجه ...عندها وصل ستيفان وساره الى الشاطئ ..كانت تجلس وراءه وتتأمل جسمه تحت السماء الزرقاء ..شعره الأسود القصير وبنيته القوية وبالرغم منها ارادت تسجيل كل تفاصيله الدقيقة التي استطاعت تدوينها وهي بصحبته ...

على فكرة يا ساره , في الأسبوع المقبل . ننظم حفلة تنكرية على احد الشواطئ . انصحك بالبدء بالتفكير بالزي ...هناك مخزن في المدينة يؤجر ثياباً من هذا النوع . بعض النساء يعذبن أنفسهن ويخترن ثياباً معقدة ...الأفضل هو الأبسط . فاختاري ثياباً تتحمل التراب والماء .
- كيف نذهب الى هذه السهرة ؟
- نستأجر بواخر اضافية ننقل الناس فيها . عليك ان ترتاحي بعد ظهر ذلك اليوم لأن الحفلة تنتهي في الساعات الأولى من الصباح .

******************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:59 AM


- بأي زي ستتنكر ؟
- لا ادري ..لاشئ مهم جداً . ليس من عادتي الذهاب الى حفلات كهذه . لكني سأكون هناك هذه السنة .
قفز قلب ساره ثم عاد الى طبيعته ...سيكون بسبب فاليري ...
وعندما عادت الى الفندق اول من التقت به كان فاليري لانغدن اوين . كانت على الشرفة بصحبة شاب مهتم بها . وما ان رأت ستيفان حتى قاطعته .
- ستيفان ..فتشت عنك في كل مكان تعال واشرب معنا شيئاً ...اقدم لك غي كاستيل , ستيفان راند .
فوقف غي كاستيل مسروراً لأنه بصحبة فاليري , وسلم على ستيفان ووضع كرسياً لساره .
وأكملت فاليري بعد ما جلس الجميع :
- ستيفان . الكاميرا التي معي معطلة . فهلا صلحتها لي ؟ انا متأكدة من ان العطل بسيط لكني لا افهم شيئاً في الميكانيك .
فأذا بغي كاستيل يقول :
- استطيع اصلاحها لك يافاليري , فهذه هوايتي الأساسيه :
- احقاً ؟
وأدارت ظهرها لتتوجه بالحديث الى ستيفان :
- ماذا فعلت بعد ظهر اليوم ؟
- تنزهت في القارب بكل بساطة .
فنظرت فاليري الى ساره . بتمعن , هذه المرة وبطريقة تنتبه اليها النساء فقط وسألت :
- هل تبدأ عطلتك يا آنسه غورون ام هي على وشك الأنتهاء ؟
فعرفت ساره ان فاليري اكتشفت نوع وسعر ماترتديه ودرست كل التفاصيل المادية المتعلقة بها وأجابت باتزان :
- سنبقى عشرة ايام اخرى وأنت ؟
- مشاريعنا غير واضحة .
ففهمت ساره الأسس التي توضح مشاريعها وفجأة ظهرت انجيلا من باب مقهى الفندق انيقة ونضرة :
- آه , انت هنا ياحبيبتي .
ووقف الشابان وقدم ستيفان انجيلا للجميع ودعاها للجلوس معهم .
- هل تودين شرب عصير ما او مشروب ساخن .
- ليموناضة ومعها عدد كبير من قطع الثلج ...لقد امضينا كل النهار في ميدان السباق .
كان الطقس شديد الحرارة ناهيك عن الغبار
وجود انجيلا ادهش ساره خاصة وأنها رأت فاليري على الطاولة لكنها فرحت عندما رأت ان جمال فاليري الأصطناعي اختفى امام نضارة اختها الكبرى ...تابعت فاليري الحديث :
- انا اعرف ان رأيي رجعي جداً , لكني اكره سباق الخيل ..كل السباقات تضجرني ...آنسة غوردون انا متأكدة من انني رأيتك قبلاً ..هل تسكنين لندن ؟
التقطت ساره انفاسها اثر هذا السؤال لكن انجيلا بدت مرتاحة للغاية . وبعد ما خلعت قبعتها الثمينة ورمتها على الطاولة بدون اكتراث . وكأنها تتتساوي بنظرها مع أي قبعة صوفية اخرى قالت :
- عندنا منزل في لندن .
لكن فاليري اصرت :
- يبدو لي اني اعرف ملامحك .

***********************

يتبع


الساعة الآن 12:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية