منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   125 - إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t122412.html)

Rehana 08-11-09 02:25 PM

125 - إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up2//uploads/...90ac6ff9ae.gif


السلام عليكم


إمرأة لكل الفصول

للكاتبة: آن ويل

من روايات عبير القديمة

وللإمانة رواية منقول من الأخت ..وردة قايين


الملخص

قلب للبيع ....انجيلا عرضت قلبها للبيع رغبة منها في الثروة
والخلاص من الفقر . سافرت الى جزر الباهاماس مع شقيقتها ساره
بحثا عن العريس الذي تقدم له قلبها على صحن من فضة ....
هل يباع القلب كما تباع الأشياء الأخرى ؟؟

انجيلا اعتقدت ان قلبها في يدها تعطيه للعريس المناسب ..
لكن القلب متمرد .. مجنون ...يهوى من يدغدغه ويجيد لغته ...
ويتجاوب وخفقاته هذه اقوال سارة التي تعتبر الوقوع في الحب من اهم

شروط الزواج
الأختان كالماء والنار لا تلتقيان .
انجيلا اعلن قلبها العصيان عليها ... وأوقعها في حب لازلو البوهيمي في غفلة

منها وسلمه مفتاح حياتها .
اما سارة فمنحها الحب من نعمه وهداياه الشئ الوفير حين احبت ستيفان راند

. لكنها احترقت لوعة بعد ظهور
فاليري الجميلة في حياته .
فهل تغير الغيرة من مسار القلب ؟؟؟
منتديات ليلاس

تمارااا 08-11-09 07:45 PM

يسلمووو حياتي
متابعين...

Rehana 08-11-09 08:50 PM

الله يسلمك ..تمارااا

يلا نبدأ

Rehana 08-11-09 09:00 PM



1- الارث



انجيلا , استفيقي يا انجيلا
واستفاقت انجيلا غوردون من حلم لذيذ على صراخ شقيقتها ودفنت وجهها في الوسادة , فصرخت سارة:
-انجيلا انهضي لقد حصل الأمر وقد حمله البريد الينا 0
- ماذا , ماذا حصل ؟
- الفلوس طبعاً، فلوس عمتي دوروتي 0
دفعت انجيلا غطاءها عند سماعها كلمة فلوس واستوت على سريرها قائلة :
- هل هذا صحيح ؟
والتقطت الأوراق الثبوتية من سارة وسألت :
- أرني كم معنا ؟منتديات ليلاس




********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:03 PM

فأجابت سارة :
- الفان وستمئة جنيه ويزيد0
ماتت عمة الصبيتين منذ سنتين تاركة لهما جميع ما تملك : بيت عتيق في ضواحي مدينة فيفان واثاث رث لا يصلح إلا للمجموعات الاثرية وأوان اخرى لا فائدة فيها ، مما جعل انجيلا وسارة غير مهتمتين بالامر . وكان الكاتب العدل قد نبههما الى ان قانون الارث يستوجب وقتاً قبل تنفيذه وانه ، بعد احتساب المصاريف المتوجبة لا يبقى لهما شئ يذكر . لذلك نسيت سارة الارث ولم تتذكره إلا عندما لمحت الرسالة الرسمية الكبيرة في علبة البريد . وبحماس قالت :
- يجب الاحتفال بالامر . سندعو اصدقاءنا واطلب من ديك ان يجلب اسطواناته وسأحضر طبقأ من المعكرونة ونشتري عصير الفواكه و. .. . ما بك ؟
- يبدو انك غيرمتحمسة للامر يا انجيلا . . . هل انت متعبة ؟

والقت انجيلا نظرة تائهة على شقيقتها ممسكة بطرف قميصها الشفاف . وقالت وهي تفكر وتعبث بحليها :
- كنت اتمنى ان نحصل على خمسة آلاف جنيه على الاقل 0
-خمسة آلاف ؟ انا اعتبر الالفي جنيه ثروة.. قالت انجيلا وقد اعترى وجهها بريق اهتمام :
- حسنأ سنتدبر الامر .
- نتدبر الامر؟ انه مبلغ لم نحصل على مثله في حياتنا . سنعيد تزيين البيت ونذهب في اجازة و. . . نفعل اشياء كثيرة .
-يا الهي انظري الى الساعة0
- ستتاخرين عن الموعد . ساحضر الفطور بسرعة . . .
كان المطر ينساب على الزجاج ولم تكن المدفأة تشيع جوأ من الدفء في الدار، لكن ذلك لم يمنع سارة من ان ترتب الطاولة وهي تغني .
كانت تكسب معيشتها من الضرب على الآلة الكاتبة لدى شركة للتأمين ، بينما كانت انجيلا تعمل بائعة في مخزن ازياء في حي نايتبردج مما جعل حياتهما تدور بصعوبة ، فبالرغم من اقتصاد سارة ، كانت المصاريف المفاجئة تذيب المال المدخر ، لم تكن الاختان فقيرتين ولكنهما لم تستطيعا ادخار مبلغ من المال يقيهما العوز, وتركة العمة تسمح لهما الآن بمجابهه جميع الكوارث لذلك شعرت سارة بانها شبه غنية ، انها اصغر من اختها بثلاث سنوات لكن ثقل المصروف كان يقع دائمأ على عاتقها هي وغالبأ ما كانت تتمنى ان تكون اختها مقتصدة نوعأ ما , واقل ميلاً الى التبذير وذلك عندما كانت تجد صعوبة في الانفاق حتى آخر الشهر .
صحيح ان السلع الرخيصة تصبح اكثر كلفة على المدى الطويل بفعل الاستعمال , ولكنها لم تكن تستطيع ان تفهم ان احذية جوردان وحقائب هرمس وادوات التجميل ديور كانت تباع بأسعار باهظة خصوصأ وان انجيلا كانت بالغة الجمال بحيث انها لم تكن بحاجة إلى اثواب انيقة او تجميل خاص لتبدو غاية في الاغراء0.
خرجت انجيلا من الغرفة وشعرها مبعثر بذوق واجفانها مرسومة بعناية فائقة , فقالت سارة:
- خسارة ان تكوني مضطرة للذهاب الى العمل اليوم0


مكان عمل سارة يقفل يوم السبت في حين ان انجيلا تعمل في ذلك اليوم حتى الظهر . فاجابت انجيلا بتثاقل وهي تسكب لنفسها فنجان قهوة :
- لا عليك , لن اتاخر كثيرأ .
- ماذا تقصدين ؟
- ساقدم استقالتي . . . واستقالتك انت ايضاً.

*****************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:04 PM

فارتبكت سارة وكادت ترمي مقلاة البيض أرضاً :
-استقالتك ؟
فردت انجيلا بنفور المتسلط :
-أجلسي , كلي واسمعيني ،سنترك وظيفتينا المرهقتين واللتين لا تؤديان الى شئ ، سنتخلى عن هذا الكهف التعيس ونبدأ حياة جديدة 0
- ولكن 000انجيلا 00
- سنشتري حقائب وملابس للبحر ونصف دزينه فساتين سهرة وحالما أنتهي من دراسة التفاصيل سنستقل الطائره الى باهاماس 0
ظلت سارة فاغرة فمها وصامتة هنيهات ثم تفرست في وجه اختها وتمتمت بصوت خافت :
- انت مجنونه تماماً 0
- أبدا بالعكس , فأنا افكر بهذا المشروع منذ عدة أشهر وهو مناسب جداً 0
-لكننا لانستطيع التخلي عن كل شئ 0 الفا جنيه 000شئ عظيم لكننا اذا توقفنا عن العمل فلن يبقى معنا شئ بعد سته أشهر 000
فردت انجيلا بهدوء :
- الم يذكر أحد امامك بأن صيد الأسماك يتم بالطعم ؟ فلوس العمة دوروتي ستشكل الطعم الكبير الذي يجعلنا نصطاد السمكة الكبيرة 0


وقفت سارة متسائلة اذا ما أثرت رسالة الكاتب العدل على عقل اختها لكن انجيلا تابعت حديثها بالهدوء ذاته :
- ستعترفين بنفسك ان الحياه لم تكن غاية في البهجة في الفترة الأخيرة وليس هنالك بريقاً أمل لتحسين الوضع اذن هذه فرصتنا لنتحرر ونخرج من هذه الدوامة 0


- تقصدين ..أن نبذر كل ما لدينا خلال أسابيع , للرفاهية ؟ وماذا سيحدث اذا اضطررنا للعودة الى الأرض الواقع ؟
- بالتحديد ، اذا سار كل شئ على مايرام , لن نضطر للهبوط ثانية او على الأقل ليس في مكان تعيس كهذا 0
رفعت سارة يديها الى شعرها الكستنائي القصير محاولة اخفاء حيرتها التامة .
- اسمعي , انا لا افهمك 0 ماهو قصدك ؟ بماذا تفكرين ؟.
فسكبت انجيلا لنفسها القهوة ثانية وأشعلت سيكارة .
- عمري 25 سنة حتى الآن عرض علي الزواج ثلاث مرات لم اكن لأقبل بأحدهم ولو من بعيد والرجل الذي أردت الزواج منه كان متزوجاً 0
رأت سارة مسحة من الحزن في عيني أختها التي اكملت :
- اذا صدق المثاليون وأذا انتظرت كثيراً فسأقع حتما على فتى احلامي 0 لكن ما اريده الآن هو زوج مريح كثير المال طبعه متساهل ولهذا السبب ياصغيرتي الحبيبة , سنطير معاً نحو بلاد الهند الغربية المشمسة 0
فصرخت سارة :
- هل تنوين جدياً تبذير كل رأس مالنا لتحاولي الأمساك برجل غني ؟ أنت فعلاً مجنونة 0
أجابت انجيلا بجدية :
- انها طريقة خشن وفظة للتعبير , لكن هذه نيتي في الاجمال ، فلا ترتعبي هكذا ياحبيبتي ،لن اتزوج رجلاً كهذا لمجرد انه غني لكنني اعتقد انه بامكاني ايجاد رجل مقبول , ليس في لندن لأننا لانعاشر الأوساط الراقية , لكن ناسو عاصمة باهماس , تقدم لنا خياراً مهماً مغرياً

******************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:05 PM

- انك تهزأين بي ، انا لا اصدقك.
فأطفأت انجيلا سيكارتها ووقفت :
- يجب ان اسرع في ارتداء ملابسي 0
عادت الى الغرفة تاركة سارة مصعوقة من الدهشة ,لاقابلية لها للأكل ومتأكدة بأن اختها لم تكن تمزح بل تتكلم بجدية 0
عشر دقائق مرت , ظهرت بعدها انجيلا بفستان اسود , انيق فوقه شال من الحرير الأبيض 0
سألت اختها :
- هل راقت لك الفكرة ؟ اتتصورين فكرة قضاء شهر في الشمس ؟انه الصيف كل السنة في الباهاماس 0
فأجابت سارة بصوت يرتجف:
- وأذا رفضت الذهاب معك ؟ لاتنسي ان نصف هذا المال لي 0
ارتدت انجيلا معطفاً واقياً من المطر وقالت بصراحة والأبتسامة تعلو شفتيها :
- ليس لديك خيار يا حبيبتي ، فأنا استطيع ان انظم سفري بثمان مئة جنيه لو أردت ، لكنه يصعب علي تركك وحيدة هنا 0
- آه لا تخدعيني فأنت تعرفين انك لن تسافري لوحدك 0
لبست أنجيلا قفازيها وأمسكت بحقيبتها السوداء اللماعة 0
فاكتشفت سارة عند اختها تعبيراً لم تعهده من قبل ، كانت عيناها المتوحشتان تلمعان من الحنق 0
- لاداعي للنقاش يا سارة فأنا افكر بهذا منذ وصلتنا اول رسالة من الكاتب العدل وأنا مصممة على تنفيذ مشروعي ، بامكانك الأعتراض حتى آخر نفس من انفاسك فلن اعدل من قراري ، أما الآن فسأودع المال في المصرف ويوم الأثنين سأشتري بطاقتي سفر .......أمهلك حتى ذلك الوقت لتقرري مجيئك او بقائك هنا , وأتمنى ان تتعقلي وتأتي معي 00والا ذهبت كل واحدة منا في طريق ...وما كادت سارة تستوعب حدة هذا الأنذار حتى كانت أنجيلا قد خرجت من الشقة 0
بعد مرور الأسبوع الأكثر اثارة وحركة في حياتها كانت سارة جالسة في مقهى في ريجنت ستريت تنظر الى اختها 000وبعدما جادلت وتوسلت وناقشت بقسوة وفاضت الدموع من عينيها رأت نفسها في نهاية الامر مضطرة للرضوخ والآن بعدما تركت الأختان محلهما وبيتهما شعرت سارة بأنها مركب صغير تكسرت حباله وجرفه تيار خطير ، وأذ بأنجيلا تقول:
- اشتريت البطاقتين والحقائب اللائقة وحجزت غرفة في الفندق فعليك الآن ان ترتدي ملابسك فمن غير الضروري ان ابدو انا رائعة اذا لم تكوني انت على المستوى المطلوب يجب ان نبدو نحن الأثنتين وكأننا معتادان على الرفاهية وحتى الآن لا أمل فيك من هذه الناحيه ، لا اريد ان تغضبي لكنك بعيدة عن مظهر الفتاة التي تنعم بمال والد وافر الثروة 0
- لأن الأمر ليس كذلك وهذا حالك 0
- لا ,لكن هذا هو الأنطباع الذي نريد اعطاءه فأول خطوة هي تصفيف شعرك وترتيب يديك 0
- ماهي ملاحظاتك على شعري ؟ وما بهما يداي ؟
على عكس انجيلا التي ورثت جمال امها كانت سارة تشبه والدها عينان عاديتان جميلتان وأسنان ناصعة لكن انفها كان قصير جداً يعلوه النمش .

********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:06 PM

اجابت انجيلا :
- افضل ما يمكن , هو قصة شعر ناجحة ويجب ايضاً ان تطلي أظافرك وتفركي يديك بالمرهم ، وأذا ماحدثك أحد عن آلة الطباعة فيجب ان تتظاهري بعدم معرفة ماذا يعني ، تعالي سنرى اذا كان من الممكن تزيين شعرك الآن وسنمضي بعد الظهر في شراء الأثواب لك 0
في ذلك المساء وبينما كانت انجيلا تستحم جربت سارة بعضاً من ملابس عطلتها وبما ان شعرها كان مجعداً كانت تغسله بنفسها وتصففه ولاتذهب عند المزين الا مرة كل شهرين لتقصه 0
كانت سارة تفكر دائماً بأن الفرق بين صالونات التزيين في الشوارع الكبيرة والصالون الذي تصفف فيه شعرها في زاوية الشارع هو الديكور الهندسي الأجمل والاسعار الفائق الارتفاع ولكن كان لابد من الأعتراف بأن المزين بربطة عنقه وحركاته كان فناناً بالفعل ، الغرة الجديده الخفيفة جملت وجهها وخففت من عرضه 0
شعرت سارة بنوع من الرعشة في جسمها وهي تنظر الى نفسها في المرآه مرتدية سروالاً مرجانياً مع قميص حريري ابيض .
كانت مقتنعة تماماً منذ البداية ان مخطط اختها لعين ولابد ان ينتهي بكارثة ......لكنها انسانية ولهذا شعرت بالفرح عندما رأت نفسها بهذه الأناقة متخلصة من رتابة عملها وسلبيات شتاء لندن .
خرجت انجيلا من الحمام تفوح منها رائحة العطور الثمينة وجلست على السرير ترتب أظافرها 0
- هذا اللون يليق بك ياحلوتي , لكنك بحاجة لتجميل وجهك اكثر ، حاولي ان تضعي لونا على اجفانك اضافة للكحل 0
فانتزعت سارة ملابسها وارتدت ثوب نومها بعدما طوت بترتيب ثيابها الجديدة 0
- انجيلا ......قلت في ذلك النهار انك أردت الزواج من رجل واحد ،هل هو روس اندرسون ؟سألت سارة ذلك بصوت متردد متذكرة ذلك الشاب الجذاب الذي جاء ليخرج مع شقيقتها مرتين او ثلاثاً خلال الربيع وذات يوم لم يعد يتصل فبدت انجيلا مضطربة بعض الشئ لفترة ، غير أن شيئاً لم يدل ان انجيلا كانت ضحية صدمة قوية ولا ان هذه القطيعة أغاظتها 0
- أكاد لا أصدق انك تتذكرينه .
تمتمت انجيلا دون ان ترفع رأسها :
- الأفضل ان تعرفي كل شئ الآن مع ان احداً لايتعلم من اخطاء غيره ولكن ....تعرفت عليه عندما قدمنا تلك المجموعة الكبيرة في آذار فهو يعمل في احدى دور الملبوسات الجاهزة وكنت أجهل حينها انه تزوج ابنة رب العمل ليتعلم المهنة قبل التربع على كرسي مريح في مجلس الأدارة 0
- كيف عرفت ذلك ؟
فأجابت انجيلا :
- لحسن الحظ , رآنا شخص معاً فأخبرني بذلك ...لولا ذلك لكنت ارتكبت خطً هائلاً ...فقد كان روس اندرسون يعتقد بأني على علم بزواجه 0فلو خبأ عن قصد وضعه , لكان ثقل الحزن اقل علي والمزعج هو ان تري نفسك واقعة في حب رجل يعتقد انك من نوع النساء اللواتي يجدن لذة في المغامرات مع رجال غيرهن 0
لزمت سارة الصمت هنيهة ، كان يخيل اليها انها تعرف أختها ولكن الآن تراها غريبة أمامها ، لم تترك انجيلا المجال مرة واحدة ليكتشف احد أساها وخجلها العميقين وردت على اختها بنعومة :
- ولكن ياحبيبتي ليس كل الرجال من هذا الصنف ، فمن الجنون ان تدمري حياتك بسبب خطأ 0
- ليس في نيتي تدميرها 0
- بامكانك ذلك اذا تزوجت بلا حب 0

*********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:07 PM

- لم تقعي في الحب بعد ياحلوتي فلا تتكلمي عنه اذن 0
- ممكن , لكني اعرف ان النهاية ليست دائماً سيئة 0
فما كان من انجيلا الا ان ردت :
- حتى ولو توصل الاثنان الى الزواج بعد حب كبير فماذا يحدث ؟ بعد خمس سنوات ينكسر الرونق ويفقد الأثنان كل مالديهما من نقاط مشتركة ، اما اذا كان الزواج عن سابق تفكير فلا مجال لخيبة الأمل او بالأحرى لايتوهم الواحد بخصوص الآخر 0

فلم ترد سارة ظانه في نفسها ان الطريقة الوحيدة لكي تغير انجيلا رأيها بهذا الموضوع هي ان تقع في الحب مرة ثانية 0
أقلعت الطائرة من مطار لندن ومعظم المسافرين كانوا أزواجاً متقدمين في السن الرجال منهم صلع , اما النساء فظهرن بملابس راقية مغطيات بالفراء الثمين 0
وبعد الأقلاع مباشرة انطفأت الأضواء الفردية وتمركز المسافرون في كراسيهم للنوم ، لكن أنجيلا كانت قد بدأت تتنفس بانتظام اذ سبقتهم الى الرقاد بينما بقيت عينا سارة مفتوحتين غير قادرة على السبات 0
كانت الساعة قد قاربت الثانية عندما استطاعت اغماض عينيها ونامت بعمق لدرجة ان انجيلا اضطرت الى هزها عدة مرات لايقاظها ، كان النهار قد طلع وعلى الآف الأمتار من اجنحة الطائرة والأطلسي الشمالي يشع تحت الشمس 0
بعد الفطور ثرثرت انجيلا مع المسافرة الجالسة في الصف الموازي بينما اطلعت سارة على الدليل السياحي الذي تقدمه شركه الطيران للمسافرين ومنه خارطة لارخبيل باهاماس بكامله .......مع أسماء الجزر : غراند اباكو , ماياغانا , ايلوتير ...........وفكرت وهي تقرأ هذه الأسماء بأن الامر يسهل اذا اخذت مع شقيقتها باخرة ودارتا في هذه الجزر المتوحشة بدلاً من البقاء في مركز سياحي كبير 0
كان من المتوقع ان تحط الطائرة في نيو بروفيدنس ظهراً ، وما كادت تقترب من المطار حتى فاجأها اللون الفيروزي الذي غطى المحيط وأبصرت سارة الجزيرة التي كونت نقطة غامقة تحت المساحة الزرقاء ...
- آه انجيلا ,انظري .
لكن انجيلا كانت مأخوذة بطلاء شفتيها بالأحمر , فلم تكترث.
بعد نصف ساعة كان الركاب يطأون السلم للنزول ...خيل لسارة أنها في عالم آخر ...تحت الشمس الساطعة ورائحة الصيف ونسيمه ..لم تصدق أنها بين ليلة وضحاها انتقلت من سماء لندن الكئيبة الداكنة الى هذا الجو الاازوردي الصيفي 0
الفندق الذي حجزت فيه انجيلا غرفتهما , آمنت خدمة السياحة الوصول اليه ، فما أن خرجتا من الجمارك حتى استقبلهما رجل باهامي أسود البشرة , يرتدي بزة بياضها ناصع كأسنانه قادهما الى عربة بيضاء يقودها حصان وغطت مقعدها خيمة زهرية فاقعة 0
فالتفت السائق باسماً وقال بصوت هادئ بلهجة بلده :
- الهواء عندنا دائماً مؤاتياً للمراكب الشراعية في الجزر يا أنستي 0
ذهلت سارة عند مرورها في شوارع ناسو العاصمة . من وجود الزهور في كل مكان ..فالاصفر والاحمر الفاقع والنباتات المنقطة بالذهبي والألوان الزهرية والبيضاء ..حدائق كيفما ادارت رأسها ..هكذا كان انطباعها وهي تسير بين السيارات الأمريكية الكبيرة والأنكليزية الأصغر 0
لما وصلتا الى الفندق في باي ستريت , شارع المدينة الرئيسي , اقتربت انجيلا من اختها هامسة :
- لاتندهشي ياسارة , فهنالك بلا شك الكثير من الناس في البهو والأنطباع الأول هو الأهم 0


**********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:08 PM

فتبعت سارة اختها بدون ان تبدي حركة اعجاب الى قسم الأستقبال الذي دلهما الى غرفتهما التي تطل شرفتها على الخليج واقعة في قسم ذكر سارة بفندق في فنيس لأن البحر كان يصل الى شرفة الطابق الأرضي حيث كان عدد من الزبائن يتناولون طعام الغداء 0 ورأت سارة باخرة ذات محرك واحد تتوقف ويصعد ركابها على درجات المطعم ليتناولوا طعامهم على الطاولات المحجوزة سلفاً 0
لحقت أنجيلا اختها الى الشرفة وقالت :
سنتناول غداءنا في الغرفة ونرتاح بعد الظهر ، فأنا لم انم جيداً كما يبدو الأرهاق عليك انت ايضاً 0
لكنني لست متعبة وأستطيع ان ابدأ السياحة 0
لاداعي للأسراع ، سنظهر ساعة ابتداء السهرة ، اطلبي الغداء الآن 0 سأستحم 0
كانت سارة تريد ان تقول بأنها ليست هي التي تبحث عن زوج ثري فلا بأس اذا لم يعجب بها أحد ، لكنها لم تقل شيئاً 0
بعد قليل استلقت انجيلا على احد السريرين واضعة قناع التجميل على وجهها , بينما جلست سارة تستمع للضحكات الخارجة من الشرفة الأرضية وفكرت بالأستفادة من وقتها ,فحرام ان يذهب هذا المصروف سدى , فقررت بعد نصف ساعة من الأنتظار ان تخاطر وتنزل حتى لو كان غضب انجيلا هو الثمن .
فاختارت ملابس رزينة بنطلوناً من القماش الأبيض وقميصاً بسيطاً وخرجت الى الشمس . وبعدما تجولت في باي ستريت متأملة المباني القديمة وصلت الى الخليج حيث رأت بواخر من جميع الأشكال والأنواع ابتداء من تلك التي تنقل السياح الى الجزر المختلفة مرورا بالبواخر الخصوصية الى الشراعية 0 فجلست سارة على حافة لتراقب منها قدوم ورحيل البواخر , والهواء يدغدغ شعرها ويجعل كل خصلة تتطاير والشمس تحرق كتفيها , على نغم صوت رجل باهامي يغني الكاليبسو الغناء الوطني . وبينما كانت تتبع بنظرها باخرة تجتاز الخليج باتجاه جزيرة هوغ سمعت صوتاً يناديها :
-هاي , انت , فوق , اربطي لي هذا , أرجوك 0
وشعرت بأن ربطة الحبال وقعت على ركبتيها آتية من مركب وصل الى المرفأ ......فلما فهمت سارة ماحدث , لم تر الرجل الا ظهره القوي العضلات من خلال غرفة قيادة المركب ، لم تكن تعرف كيف تربط حبال المركب فحاولت جهدها 0
- لا , ليس هكذا 0
كان الرجل قد قفز ووقف امامها , أسمر البشرة , عيناه رماديتان باسمتان وجلده غامق لوحته الشمس ..
- اعتذر ..فأنا لا اعرف ..
- سأعلمك ،انظري , هكذا .
اخذ الحبل وأراها كيف تربطه ثم سألها بعدما استعاد وقفته :
- لست معتاده على البواخر اليس كذلك ؟
- لا ..لأنني لم أركب باخرة في حياتي 0
فضحك وأعاد ترتيب قميصه الازرق الباهت على صدره القوي ونظم سرواله الذي ناله بياض ملح البحر0
- إنه اعتراف مخجل في هذه البقعة من الأرض فالباهاميون يعتبرون من أفضل بحارة العالم يخافون من خيالهم لكن البحر لا يخيفهم فيه شيء ،فالصبي هنا يركض كيلومترين إذا تخيل أن شبح يتبعه بينما يفرح إذا اجتاز عاصفة بحرية هائلة.
أخرج الغريب علبة سكائر أمريكية وقدم واحدة إلى سارة
- شكرا لك لا ادخن .منتديات ليلاس





************************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:09 PM

وبينما هو يشعل سيجارة فاستطاعت سارة أن تتأمله وتتفحصه
فكان يبدو انكليزياً في 30 من عمره ولكنه أمضى بلا شك أيام حياته في الهواء والشمس
تجاعيد صغيرة بيضاء بدت حول عينيه وقاطع أفكارها سائلاً:
- اهذا اليوم الأول لك هنا ؟
- نعم كيف عرفت؟
- عرفت أن طائرة حطت اليوم من لندن .. هذا ما فضحك.
وضع يده السمراء على مقربة من يديها التي لم ترى الشمس منذ زمن فبدأت بيضاء باهتة
- يجب أن تجلبي نظارات الشمس أو قبعة فهذا النور يسبب وجع في الرأس لغير المعتادين عليه .
فأجابت سارة:
- نسيت نظارتي السوداء في الفندق فعلاً هذه الشمس محرقة ....آه هل ذهبت قبلاً إلى جزيرة غرين ترتل؟
- نعم ...طبعاً.... إنها في شمالي اباكو ..هل يهمك أمرها ؟ وسألها مازحاً:
- هل اعطاك أحد طريقة للعثور على كنز فليبستري ؟
- لقد قرأت اسمها في دليل الطائرة هل هناك كنز فعلاً ؟
- من يدري فيمكن الحصول على الكنوز في أي جزيرة....عندما كنت طفلاً كنت أمضي وقتي في التنقيب والنبش مازالت هنالك الكثير من المناطق غير منقب فيها... حيث يمكن العثور على أي شيء..
- من المؤكد أن تمضية الطفولة في مناطق كهذه شيء رائع أود لو أجد الوقت لرؤية هذه الجزر المتوحشة.
- المخاطرة جميلة بالنسبة إليك واكتشاف الغابات مغر ولكن الاناس المعتادين على الرفاهية يضجرون بسرعة بعض السياح يأتو إلى أماكن كهذه لكنهم بعد يومين يتعبون ويسعدون باللقاء من جديد مع المخازن وملاهي الليل .
خيل إلى سارة أنه تعود على نوعية معظم زائري ناسو وتساءلت إذا كان يعتبرها أبنة مدللة من المجتمعات الراقية فلم ترق لها هذه الفكرة وجدت نفسها تقول:
- السبب بلا شك هو أن معظمهم متقدمون في السن.
- مما يعني من الثلاثين وما فوق بنظر ابنت السابعة عشرة مثلك؟
- لست في السابعة عشرة بل في الثانية والعشرين.
وما أن لفضت سارة هذه الجملة حتى على خدها احمرار خجل لأنها تذكرت بأنها أفصحت لمجهول بأشياء شخصية حتى في ناسو التكلم مع مجهولين غير مرغوب فيه. فقالت في لهفة:
- يجب أن أعود إلى الفندق إلى اللقاء.
- في أي فندق تنزلين ؟
طرح عليها هذا السؤال وهو يمشي معها بكل بساطة ولم تستطع إلا أن تجيب بالبساطة ذاتها.
- هل يعجبك هذا الفندق ؟
- نعم كثيراً فعندنا منظر رائع على الخليج.
- اذا اردت التأمل الى منظر جميل فعليك الصعود إلى فورت فنكاسل .
وتابع ممازحاً:
- 22 عاماً إنها فعلا سناً متقدمة.
وما كاد ينهي جملته حتى خرج صبي أسود مجعد الشعر من شارع فرعي واصطدم في سارة حتى كاد يرميها أرضاً لو لم يمسك بها رفيقها من خصرها ويسندها فشعرت الصبية الشابة بحرارة هذا الرجل القوي وتمتمت وعلى شفتيها ابتسامة مترددة:
- شكراً , لو كانت الضربة الأقوى لوقعت أرضاً.
لما اوصلها إلى شارع العام ودعته مجدداً وتوجهت إلى الفندق.

********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:10 PM

ولما التفتت وراءها بضعة أمتار شعرت بحرج إذا رأت عيني الشاب المجهول تتبعان خطواتها فشعرت بالنار في خديها وعجلت في سيرها .
- بالله عليك أين ذهبت؟
- نزلت إلى المرفأ . اعذريني يا انجيلا ولكن النوم كان مستحيلاً علي.. ثم ما الذنب الذي ارتكبته ؟
- الأمر يتوقف... أتمنى ألا تكوني قد تكلمت مع أحد؟
- رجل واحد فقط يربط مركبه قرب المكان الذي جلست فيه ولا أمل من ملاقاة هذا الشاب في الفندق هنا.
- من غير المسموح به أن تنزلي لوحدك خاصة وأنني حددت أننا سننزل معاً في المساء.
- أنا لم أهرب من الفندق ولا تنسي أنها عطلتي أنا أيضاً.
فهمت أنجيلا إن لهجتها الشديدة لم تكن في موقعها فحاولت تخفيف حدة الحوار.
- أعتذر منك فأنا متوترة الأعصاب لأني لم أجدك عندما استيقظت فخطرت على بالي الف فكرة و فكرة.
- أي نوع من الأفكار؟
- أنت تجهلين نفسك تتعرفين على أشخاص وتقيمين معهم علاقات صداقة وتخبرينهم قصصاً..لم يكن لهذا أهمية في لندن لكن هنا الأمر مختلف... إذ شك احداً بوضعنا الحقيقيي لا اعتقد بأننا نبحث عن المغامرة.
فأجابت سارة:
- ونحن مغامراتان في الواقع ..أنت.. أنت لن تكذبي على الناس بكل بساطة أليس كذلك؟
- لا ..ياحبيبتي لأن أحداً لن يطرح علي الأسئلة مباشرة فيكفي أن ندعي أن هذه هي طريقة عيشنا العادية الطبيعية.
- يبدو لي هذا غير صحيح. لماذا يتوجب علينا الإدعاء؟
- يا إلهي كم أنت بسيطة ألا تفهمين أن نخبة الناس يعيشون في دوائر مقفلة لا يخترقها الا منهم فيها؟
وردت سارة بحزن:
- لا أدري إذا كنت أود فعلاً دخول عالم هذه النخبة وهذا المجتمع.
- أما أنا فأريد ذلك .هيا اذهبي واستحمي الآن . سأبدأ الآن في تزيين وجهي وسأرتدي فستاني الموسلين الأخضر واقترح أن ترتدي أنت فستانك الحريري الأبيض وبهذا تكمل إحدانا الأخرى.
وانتهت سارة من ارتداء ملابسها بينما كانت إنجيلا ترتب رموشها. لم يكلف فستانها الحريري الأبيض مبلغاً كبيراً لكنه كان بسيطاً لدرجة تغش الناظر فيه فيفكر أن دار ازياء كبيرة صممته وهو عبارة عن صدر ضيق بلا أكمام وتنورة واسعة مثنية . وانتعلت ساره معه صندل بنفسجي وتحلت بحلق من اللون نفسه ورثته عن أمها.

لم تتذمر ساره من انتظار اختها على الشرفة لمدة ساعة لأن المنظر كان جميلاً يضج بالناس والحركة ولما دخلت الغرفة لم تستطع إلا أن تبدي دهشتها عند رؤية جمال أختها وروعة تصفيف شعرها على شكل تاج
وقوامها الرشيق المغطى بالموسلين فصرخت:
- أنت رائعة.
فأجابت إنجيلا وهي تنظر الى ظهرها العاري في المرآة:
- ارجو ذلك لكن هنالك خطر المنافسة فأنت لابأس بك أبداً يا حبيبتي.
فإن استطعت تمالك نفسك وإذا برهنت عن ثقة في النفس لاستطعنا إدهاش الجميع.

*********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:11 PM

وبينما هما تنزلان إلى قاعة السهرة شعرت ساره بنفسها متضايقة وطالما فضلت العودة والمكوث في غرفتها
كانت قاعة السهر مليئة عندما وطأت أنجيلا عتبة الباب وساره وراءها بقليل.
وفجأة صمت الحضور هنيهه ونظرا الموجودون إلى الفتاتين فاضطربت ساره وافتعلت إضاعة شيئ ما أخذت تبحث عنه في حقيبتها .
بعد ذلك تقدمت إنجيلا نحو الكراسي الحمراء الفارغة بهدف الجلوس على أحدها وتابع الحضور الحديث بينهم
وألقت ساره نظرة عامة على وجوه الناس حولها فلاحظت أن معظمهم كركاب الطائرة متقدمون في السن ماعدا فريقا من الشبان والشابات المجتمعين حول طاولة وبعض الشبان وحدهم هنا وهناك.
كل شيء حتى الآن كان هادئاً وناعماً وتساءلت سارا وهي تأكل بعض الزيتون الذي وضعه خادم أمامها عن موعد العشاء فقد فتح الهواء والبحر قابليتها للأكل.
في هذه الأثناء اقتربت من سارة سيدة ممتلئة القوام زرقاء الشعر ترتدي ثوباً أبيض مطرز الأطراف وطلبت من الخادم شراب بلهجة أمريكية واضحة ثم التفتت وتوجهت موجهة بحديثها إلى جارتها.

- ياالهي .. ما هذا اليوم ذهبنا هذا الصباح لنقوم بنزهة في الحديقة الكبرى بعد الظهر اصر رونالد وشدد لكي نزور معا أعماق البحار وحدائقه وفي منطقة ليفورد كاي يجب يا عزيزتي زيارتها بأي ثمن فهي هائلة ....يذهب المتفرج إلى أعماق البحار بواسطة بواخر زجاجية شفافة ويتمتعون بألوان لا مثيل لها ...عفوا لا أعتقد إني رأيتك قبلاً. هل وصلت اليوم؟
لم تجد سارة جواباً بل أدهشها هذا الكلام الكثير وأثر على رأسها مفعول عطر هذه المرأة الغريبة فأكتفت بالابتسام.
- آه.. أنت إنجليزية لقد زرنا أنكلترا السنة الماضية خلال دورتنا حول أوربا.
وقد أعجبتني كثيراً كل شيء في بلدك جميل وهاديء كأننا في عالم آخر.
سأعرفك على نفسي اسمي اميلي ستيفنست.
ألقت سارة نظرة على إنجيلا لتحاول معرفة ردة فعلها على تصرف هذه السيدة وردت بأدب:
- تشرفنا بمعرفتك اسمي ساره غوردون وهذه أختي أنجيلا .
- آه... هاهو رونالد.
وأومأت السيدة بيدها متجهة بنظرها نحو شاب طويل بلباس سموكنغ حاد عن الباب ليترك الممر لسيدتين أنيقتين وما أن اقترب من امه حتى قالت الأخيرة:
- هذا إبني رونالد....رونالد اقدم لك آلأنستين آنجيلا وسارة غوردون.
وصلتا آليوم من إنجلترا.
رونالد ستيفنست شاب عمره بين 25 و 30 عاماً لم يكن جميل المظهر بشعره الأحمر ونظاراته الكبيرة لكن ابتسامته الجذابة جعلته ينال إعجاب سارة مباشرة بعد الانتهاء من تقديم ابنها الى الصبيتين قالت السيدة ستيفنست:
- رونالد عندما كنا في لندن التقينا بالسيد والسيدة غورودن هل تذكر ؟ وأنا متأكدة من أنهما كلمانا عن ابنتيهما كان ذلك في وستبوري فهل من الممكن أن تكونا أنتما الأبنتين ؟ يا للصدف!!
فتمتمت سارة:
- إن والدينا متوفيان للأسف.

- أنا آسفه أعتذر لقد أخطأت بسؤالي ..إذا أنتما لوحدكما ؟ رونالد الا تؤمن بشجاعتهما فتاتان صغيرتان لوحدهما .... إذن والحالة هذه ستتعشيان معنا الليلة فأنا اعرف كم هو صعب النزول في فندق لا تعرفان أحداً فيه.

*******************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:13 PM

تساءلت ساعتها عن الطريقة التي ستتخلص فيها إنجيلا من هذه الدعوة وتعجبت عندما رأتها تجيب بابتسامة عريضة:
- إنه لطف كبير منك ياسيدة ستيفنست ولكي أكون صريحة معك فنحن نشعر ببعض الضياع فهي المرة الأولى التي نسافر فيها لوحدنا... فاالسنة الماضية...
قطعت إنجيلا حديثها وعضت على شفتها محنية رأسها بينما فاضت شفقة السيدة ستيفنست:
- يا لها من كارثة محزنة افهمكما جيداً واعي رغبتكما في ترك أوربا في هذه الفترة من السنة.
وهذا تماماً ما فعلته عندما فقدت السيد اوتواي زوجي الأول ..رجل طيب كريم ..كان علي أن اطير فوراً إلى هاواي لأنسى الصدمة. علينا الآن أن ننسى هذه القصص المحزنة وأن نتعلم كيف نعيش معها ونتطلع إلى المستقبل الأفضل أليس كذلك؟
خلال العشاء تبادلت إنجيلا أحاديث عديدة مع رونالد بينما تحملت سارة أحاديث السيدة ستيفنست الكثيرة وهي تروي وتسلسل حياتها وتأكل في الوقت ذاته وجبة دسمة من الأطباق المحلية التي أرادت تقديمها للصبيتين
بعد العشاء كانت السيدة فنسينت وابنها متواعدين مع أصدقاء أمريكيين ليذهب الجميع إلى نادي ليلي في أحد الأحياء الوطنية فقالت إنجيلا بعدما وجهت السيدة فنسينت لهما الدعوة.
- إنها فكره رائعة.. كنا نود الذهاب معكما لكن ساره تشعر بنوع من الإرهاق منذ مدة وعليها أن تنام باكراً فالنوم في الطائرة لا يكفي أليس كذلك؟
نظرت السيدة فنسينت إلى سارة:
- خيل إلي إنك متعبة ونحن نتناول طعام العشاء فأنا حساسة لكل ما يصيب أحداً حولي فعليك أن تفعلي ما نصحتك به أختك الكبرى.. لا شيء أفضل من النوم لأسترداد العافية.
في هذه الأثناء وجهت إنجيلا ركلة الى رجل اختها التي فهمت دورها ولعبته دون نقاش:
- لكنك ستذهبين ياإنجيلا أليس كذلك ؟ أنا متأكده أنك لست متعبة.
- طبعا لا يا حبيبتي لكني لن أتركك وحدك.. سننام معا باكراً هذا ألمساء.
- لا داعي لذلك فأنا متأكدة بأنك تحبين الذهاب أقنعيها أرجوك ياسيدة فنسينت.
- أجل تعالي معنا يا انجيلا فستنزعج أختك إذا عرفت أنها السبب في حرمانك من السهرة.
فكرت سارت في نفسها والغضب يكاد يخنقها... أحقا انتظري ياإنجيلا حتى تعودي من سهرتك..
- إذا كنت متأكدة من عدم ضرورة وجودي بجانبك ياسارة...
- طبعا لا ضرورة لذلك يا حبيبتي والآن عن اذنكم ...
ما أن وصلت سارة إلى غرفتها حتى تركت العنان لغضبها ،بعثرت احذيتها في زاوية الغرفة ورمت بنفسها على السرير.
لم تفهم قصد أختها بهذا التصرف ولكن مهما كان القصد فعلى إنجيلا أن تقنعها وهمت بالخروج وحدها ،لكنها بعد التفكير فهمت أن نآسو مدينة من غير المستحسن أن تخرج فيها فتاة بمفردها في المساء فعلقت ثيابها بتأن وارتدت ثياب النوم.

*********************

يتبع

Rehana 08-11-09 09:14 PM

كانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة ليلا عندما دخلت عن الشرفة ولم ترجع إنجيلا من سهرتها ألا بعد ذلك بساعتين فما كان من سارة الا ان أضاءت الضوء الصغير المجاور لسريرها وقالت:
- أتمنى أن تكون قد أمضيت سهرة ممتعة.
- أنا آسفة يا حبيبتي خفت أن أزعجك.
- تزعجينني بصراحة أريد أن أصرخ من الغضب إنجيلا ..أنت...
- إسمعي لقد تصرفت هكذا من أجل مصلحتنا لم أكن أريد حرمانك من السهرة على العموم تعرفت على شاب ملائم جداً لك.
- شكر جزيلا على طيبتك التي أخجلتني هل لي الآن أن اسألك لماذا تصرفت هكذا؟ لماذا جعلتني مريضة وطفلة بحاجة إلى النوم؟؟
- لأني لم أريد أن تغرقك أميلي في بحر من الأسئلة.. الواقع أنها بمجرد الانتهاء من قصة حياتها ستبدأ بالاستفسار عن حياة الآخرين فوددت أن تطرح الأسئلة علي اولاً... على فكرة... سنتناول الغداء معهما ومع أصحابهما غداً لقد بدأنا أفضل مما كنت أتوقع.
- ظننت أنك ستتتخلصين منهم فهم لا يعطون انطباع النخبة من المجتمع.
- إنهم ليسوا أفضل وأرقى العائلات الأمريكية... هذا ليس هدفي الم تري الماس في يديها؟
- إنه يشبه البحص النهري.
- غريبة أنت يا سارة لاتفرقين بين الياقوت والزجاج الأحمر إنه ماس رائع.
- إنجيلا.. لا تهدفين على إلقاء شباكك على رونالد ؟
- إنه لطيف وأعتقد أني أعجبه لكني أود دراسة الأحوال كلها قبل القرار ..غيره أقل جمالاً ورونالد لابأس به.
نظرت سارة بقلق إلى أختها وهي تخلع ملابسها وتزيل مساحيق التجميل عن وجهها بدأت إنجيلا أقسى قليل من السابق مما خلق عند سارة شعوراً بالكارثة القريبة.منتديات ليلاس




*********************

يتبع

posy220 09-11-09 02:28 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 09-11-09 03:34 PM


2- اللقـــــــاء


استيقظت سارة في إلساعه السادسة
فمنذ 15 يوماً كانت تحلم بالنوم العميق دون التفكير بهم تنظيف البيت أما

اليوم وبما أنها ليست مضطرة للقيام باكراً شعرت بنشاط وجرأة غريبة لبدء

نهار جديد
كانت إنجيلا قد أخبرتها بأنهم سيحضرون الشاي في الغرفة في الساعة الثامنة

فقررت سارة النزول للسباحة لأن المدينة ما زالت هادئة ولأن لديها ساعتين

من الوقت قبل الفطور وتركت هذه المرة لشقيقتها كلمة على طاولة الغرفة

تعلمها بمكان وجودها.
خرجت سارة من الغرفة بهدوء وحاملة منشفة البحر وثياب السباحة تحت

ملابسها.
لم يكن في الفندق حوض سباحة لكنها سمعت السيدة ستيفنست تقول أن

الجميع يذهبون إلى مسبح باراديس بيتش على جزيرة هوغ وبما أن مكتب

استعلامات الفندق كانا مقفلاً لم تجد سارة أحداً يدلها على كيفية الذهاب

للمسبح
اتجهت الصبية نحو المرفأ باحثة عن أحداً يدلها ووجدت نفسها في المكان الذي

جلست فيه البارحة و المركب الأبيض فلامنكو أمامها راسياً في النقطة ذاتها

وعرفت أن المجهول الرمادي العينين مازال في ناسو وخفق قلبها بخفقة غير

عادية.
- هل تبحثين عن مركب أو وسيلة تنقلك الى الشاطيء؟
قفزت سارة وأدارت رأسها وفتحت عينيها على وسعهما عندما عرفت من

يتكلم كأنه المارد خرج من المصباح فكرت فيه فحضر.
- خدمة بواخر الفندق تبدأ في السابعة لكني وللصدف بالاتجاه إلى شاطئ

تستطيعين ألمجئ معي.
- أه ... شكراً جزيلاً.
أخذ الغريب حقيبة سارة وقفز بها الى المركب وبعدما وضع الحقيبتين مد يده

لضيفته ليساعدها على الصعود إلى المركب
فشعرت سارة للمرة الثانية بيديه الكبيرتين الدافئتين على خصرها.
ببعد 20 دقيقة ركضت سارة على الرمال ورمت نفسها في المياه الخضراء

المشعة
كانت ترتدي لباس بحر أصفر أجبرتها أختها على شراءه اذ كانت تفضل شراء

لباس اكثر حشمة
وبعد استمتاعهما بالسباحة مدة نصف ساعة غير مكترثة لوجودها مع هذا

الغريب اكتفت بنشوة الرياضة الجسدية في هذه المياة الدافئة الهادئة.
وخرجت من الماء لترى مرافقها يجلس على الشاطئ بجانب ترمس زرعه في

الرمال.
فصرخت سارة بعدما نزعت قبعة السباحة:
- أه ... رائع .. من غير المستغرب أن يسمى هذا الشاطئ باراديس.منتديات ليلاس




********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:35 PM

فقدم لها الشاب فنجان من القهوه أخذته وقالت بعدما غطت ظهرها بمنشفة .

أمسكت ببعض الرمال بيديها :
- لماذا لون الرمل زهري هنا ؟
- لأنه من المرجان المقشر . يجب أن يكون أحد أجدادك من رموز البحار.
فطريقة سباحتك رائعة.
- تعلمت السباحة في سن صغيرة جداً وأنا اعشق البحر لكن التمرين

ينقصني فقد توقفت منذ ان سكنا لندن .
فسألها الغريب بعدما قسم بينهما ما تبقى من قهوة:
- ألا تعتقدين أن الوقت قد حان لنتعرف على بعضنا اسمي ستيفان راند 0
- وأنا ساره غوردون.
- ساره ....اسم يليق بك. فا بالرغم من لباس السباحة المتعجرف الذي

ترتدين والطلاء الذين يخفي أظافرك تبدين خجولة ورصينة.
فشعرت ساره بالحرارة تصل إلى خدودها لكنها تابعت محاولة إدعاء اللا

مبالاة:
- خجولة ورصينة؟ تعبيران قديمان جداً.
- تعبيران قصدت أن أمدحك بهما. ففي ناسو نسأم من الأناس المتعجرفين

الفارغين.
- هل تأتي كثيراً إلى هنا؟ اعتقدت أنك تسكن في الجزر الصغيرة؟
- بيتي في فلامنكو كاي . لكني أشتغل في ناسو.
- فلامنكو كاي ... اسم جميل لجزيرة , لم أرى دواسا زهري اللون الا في

السينما طبعاً.
وابتسمت سارة وكأنها تذكرت حادثة معينه وأكملت:
- هل تعتقد أن الدواس عصفوراً ناعم؟
فرفع حاجبيه بين علامة النفي:
- طبع لا ... إنه من نوع العصافير الفائقة الأناقة والترفع .
بعد ذلك حدثت سارة استيفان عن السيدة ستيفنست بدون قصد الإساءة

ولكن فقط لأنها أرادت إن يشاطرها تسليتها فرحت عندما رأته يقهقه

بصوت عال بعدما أخبرته عن وصف السيدة الأمريكية لحدائق ما تحت

البحار وخاصة ليفورد كاي وصندوق مجوهرات رمز البحر.
- لا أريد أن أكون شريرة فاالسيدة ستيفنست سيدة فاضلة فعلا لكني لا

أستطيع تمالك نفسي من الضحك عندما أفكر بأنها قامت بدورة في أوربا في

3 أسابيع وتعتقد أنها تعرف كل شيء.

- أنا أعرف هذا النوع من الناس جيداً في الواقع أفضل طريقة لمعرفة أعماق

البحار هي الغوص هناك نزهات بحرية منظمة توصلك الى الصخور تحت

سطح البحر فبواسطة قناع وجهاز تنفس تستطيعين الغوص والتنزه تحت الماء

لساعات وساعات . هناك باخرة لهذا الغرض تبحر من أمام فندقك بعد

الفطور.
- رائع ..سأذهب.. ولكن ..لا.... فقد اتفقت مع أختي أن نتناول طعام

الغداء على متن لست متأكدة أي باخرة أمريكية يالسوء الحظ ويا له من

عبء ثقيل .
- لابأس فقاع البحر لن يهرب واليخوت الكبيرة تروح وتجئ بلا توقف,

ستكتشفين الأعماق مرة ثانية.
- بالرغم من كل هذا أفضل الذهاب إلى صخور المائية.
وقف استيفان ومد يده لسارة.

*******************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:36 PM

- هيا بنا يجب أن اعود الآن وإلا قلقت عليك اختك .
- تركت لها كلمة على الطاولة أعلمها اين أنا.. أرجوك أن تنتظرني دقيقه

واحدة فقط لأرتدي ملابسي فنزلاء الفندق لا يحبذون فكرة التنزه بلباس بحر

مبلل .
احتاجت سارة لدقيقة واحدة لتختفي وراء شجرة نخيل لتخلع لباس البحر

وعندما عادت كان ستيفان قد إرتدى سرواله وقال لها بعدما أصبحا في

المركب :
- إذا أردت أن تسبحي غداً صباحاً فسأمر حوالي السابعة.
معظم الناس يمضون سهراتهم في النوادي الليلية وينامون قبل الظهر لذلك

تكون الشواطئ خالية في هذه الساعة.
- شكراً لهذه النزهة وللقهوة.
- رفقتك تشرفني ويوماً عندما تتخلصين من ارتباطاتك على اليخوت

والبواخر سأخذك واعرفك على جزيرتي
- أنتظر هذا بفارغ الصبر هل هي فعلاً لك؟
- نعم تستطيعين أنت استئجار جزيرة إذا اردت بشرط أن يكون فيها ماء

صالح للشرب وإذا كنت لا تخافين من نظام يقتصر على الأسماك وفواكه

البحر, بإمكانك العيش بثمن بخس جداً في كوخ من قش سطحه من نخيل.
- ياليت.. ارجو ذلك ولكن عندما ينتهي المال الذي معنا....
تمتمت سارة هذه الجملة وعرفت خطأها فاستطردت بصوت عال لتغطي أثر

ماقالته :
- هذا مشروع عظيم لكن من غير المعقول أن ينقطع الإنسان مرة واحدة عن

الحضارة فأنا لا أتخيل نفسي أعيش وحيدة أبدياً بلا كتب ولا موسيقى مثلاً.
- تستطيعين إيجاد رفيق لك ثم تستطيعين أخذ الكتب والراديو معك0
- اذا كان هذا معقولاً بنظرك ,فلماذا لاتمضي كل وقتك على جزيرتك ؟
- لأنني مثلك بحاجة الى رفيقة . فحتى الآن لم أعثر على فتاة تقبل بغسل

الثياب في الساقية , وطبخ الأكل على نار الحطب ...كلهن في انحدار مستمر

, يتوقف مصيرهن على الغسالة الكهربائيه والطباخات الألكترونيه .
عندما وصلا الى المرفأ استطاعت ساره رسي السفينة كما يجب او بالأحرى

كما علمها ستيفان عند اول لقاء لهما فقال لها وهو يناولها حقيبة البحر :
- الى اللقاء غداً واستمتعي بوقتك مع الأميركيين الأثرياء .
دخلت ساره غرفتها في الثامنة الا خمس دقائق , وبينما أنجيلا ماتزال نائمة .

ولم تتذكر ساره كلمات ستيفان الا بعد ما رمت الورقة التي تركتها لأختها .

عليها ان تعود باكراً كي لاتشغل بال اختها ....
وبينما أخذت تغسل لباس البحر انتبهت انها لم تكلمه عن انجيلا ....فكيف

عرف ان لديها أختاً ؟
أحضرت موظفة الفندق الشابة الشاي والكعك والبرتقال المقشر للفتاتين

فشكرتها ساره . وبدأت تسكب لنفسها الشاي عندما استيقظت انجيلا

ومططت جسمها كالهرة :
- آه ...هذه هي الحياة الحقيقية .
- لقد عدت الآن من البحر حيث سبحت .
- ياالهي . في هذه الساعة ؟ هذا جنون فعلاً .
البحر كان دافئاً .
حتى ولو كان دافئاً . انا لا أبلل لباس البحر وشعري لايحتمل الماء المالح .

**********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:37 PM


أمضت الفتاتان قبل الظهر في التنقل بين المخازن الأنيقة وزيارة السوق في

الهواء الطلق , الذي اعجب سارة أكثر من محلات باي ستريت اشترت

لنفسها قبعة الكبيرة من القش بينما اهتمت إنجيلا بفارق الأسعار بين ناسو

ولندن فاشترت لنفسها عطر الجزر.
كان يخت بليركرفي في عرض "شاطئ الحب"في الناحية الشمالية الغربية فقاد

رونالد الصبيتين في سيارة الكادلاك التي استئاجرها جلست أنجيلا بقربه

وساره في الخلف قرب السيدة ستيفنست التي ارتدت ثوبا يتناقض مع عمرها

وغطت نفسها بالمجوهرات ..كان شاب باهامي بانتظارهم لينقلهم الى اليخت

, وهم في طريقهم كانت الضحكات تعلو على بعضها والضجيج يعلو من

اليخت الراقي فذهبت أفكار سارة في النزهة الحلوة التي توصلها إلى أعماق

البحاروالذي تخلت عنها بسبب هذه الحفلة.
اتى معظم المدعوين ساعة ابتداء المشروب وبعد قليل لم يبق إلا 5 أشخاص

فقط.
بالرغم من توقعات أنجيلا لم يكترث السيد بيتر بساره تماما كعدم اهتمامها

هي به عند الساعة الرابعة وبما أن أحداً لم يهم بالذهاب اعتقدت سارة أن

انسحابها لن يؤثر على أحد ولن يلاحظه أحد فذهبت تسبح لوحدها على

الشاطئ القريب وبعدها جلست على الرمال واضعة يديها على ركبتيها .

كان الماء نقياً هادئاً كالزيت. مال لونها الى الليلكي في المنطقة التي غطتها

ظلال إليخت .
اغمضت ساره عينيها ووضعت خديها على ركبتها لترتاح لكن صوتاً ما

جعلها تفتحهما من جديد وإذ ببيتر لازلو يقترب منها سائلاً بأبتسامة:
- هل يضجرك الأمريكيون ياآنسة غوردون ؟
- لا ..لأ ..أبدا إنهم لطفاء لكنني شعرت برغبة في المجيء إلى هنا.
- هل تسمحين لي بالجلوس معك ؟ أو تفضلين البقاء وحدك ؟
فإجابت بأدب :
- أرجوك. تفضل .
فتناول علبة الدخان من بنطلونه القصير الذي كان يرتديه .
- أعتقد أنك لا تدخنين .
وجلس قربها بعدما أشعل سيجارته غير أنها كانت الأولى التي تقطع الصمت

بينهما :
- من اي منطقة من أوربا أنت يا سيد لازلو ؟
- كنت من هنغاريا ...اما الآن فأنا بدوي رحال إذا صح التعبير .
- أعتذر لأني سألتك هذا .
فأدار رأسه وحاول معرفة ما وراء أفكارها.
- لماذا الاعتذار يا آنسة غوردون ؟
فأحمر وجه سارة:
- لأنك فقدت بلدك.
فأجابها وهو يحرك يده باتجاه البحر:
- ألا تعتقدين إن كل هذه الشواطئ وهذا النخيل والبحر الرائع ...أليست

كل هذا أفضل من شتاء أوربا الوسطى؟
- انا ...لا اعرف؟

*********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:38 PM

- هذا لاشك فيه , فالإنسان يجد هنا كل ما يشتهيه و كل ما تقدمه الدنيا.
قاله هذا ونظر بعيداً في الأفق فحاولت سارة تأمله للتعرف إذا كان فعلا بهذه

السطحية واللامبالاة أو أن كلامه إدعاء.
- في الجزر الصغيره ربما لكني لا أفكر هذا عن ناسو, ومع ذلك فنشوة

الشمس ليست كل شيء.
أجابها بنوع من السخرية:
- حقاً ؟ ماذا تطلبين من الحياة غير ذلك يا آنسة غوردون ؟
- لو كنت رجلاً لشعرت بوجوب القيام بعمل ما. بعمل مهني .
- أتعتقدين أن التسلية الدائمة هي نوع من الانحطاط؟
- انحطاط وضجر..
- أود لو اشاطرك الرأي لكن بالنسبة إلي المضجر هو العمل بالدرجة الأولى.
- ماذا تفعل في الدنيا؟
فرفع كتفيه مبدياً عدم الاكتراث:
- أعطي دروساً في التزلج المائي وقد كانت الأمريكية الصغيرة تلميذتي .

وأنت يا آنسه غوردون ماذا تفعلين ؟ أنا متأكد من أنك لا تتسلين كل

الوقت.
أحرج سؤاله سارة لأن انجيلا انذرتها من ضرورة عدم التكلم عن حياتهما في

لندن . فحاولت تغيير مجرى الحديث :
- لا شيء جدير بالذكر فبالنسبة للنساء الزواج هو أحلا مهنة ألا تعتقد

ذلك؟
فنظر إليها قبل أن يبتسم ويجيب :
- نعم أعتقد هذا في ما يتعلق بك.
لم تعرف ساره كيف تحور جوابها, لذلك فضلت تغيير الحديث والموضوع:
- كلمني عن التزلج المائي هل هو صعب التعليم؟
- هذا يتوقف على التلميذ فبالنسبة إلى فتاة مثلك لاتخاف الماء تتعلمين

التزلج المائي بعد جلستين أو 3. بعد ذلك يجب ممارسة هذه الرياضة للتمكن

منها والقيام بحركات طموحة.
- هل تودين ان تجربي يوماً ما؟
طالما أرادت سارة التزلج كالهواء أمام مركب سريع كان عرضه فكرة رائعة

لكنها خافت ألا يكفيهما المال لأكثر من درس واحد لذلك أجابت بنوع من

اللامبالاة:
- أخشى ألا يكن لدي وقت للتعلم الذي اريده فعلاً هو الغوص في أعماق

البحر .
- فعلاً هذا منظر يجدر اكتشافه.
وإرتاحت سارة لأنها ابتعدت عن المواضيع الشخصية لكن السيد لازلو

سرعان ما أعاد الحديث عن حياتهم الخاصة قائلاً:
- أنت مختلفة جداً عن شقيقتك يا آنسة غوردون . لا اتكلم عن جمالها فأنت

لديك جاذبيتك الخاصة. أنا أقصد فرق النفسية فهذا يهمني.
- تتكلم وكأنك عالم نفسي. الفرق بيننا غير مستغرب. إنجيلا تشبه أمنا وأنا

اشبه ابينا .
- هل والدكما معكما هنا ؟
- لا , نحن هنا وحدنا .
وتمتمت ساره وهي تهم بالوقوف:
- والدانا متوفيان.. علي أن اعود إلى اليخت فربما أراد الباقون الانسحاب

بعد قليل , وسبحت سارة عائدة وهو يتبعها :
- إذا غيرت رأيك بالنسبة إلى تعلم التزلج المائي ,أنذريني فيسرني .ان اعلمك

***********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:39 PM

ما صعدا على متن اليخت لاحظت سارة إن إنجيلا غاضبة لكنها لم تعرف إذا

كان انسحابها هو السبب أو إذا كان قد حصل حادث ما في غيابها.
أوصلت عائلة ستيفنست الفتاتين الى ناسو في السادسة وعرفت ساره في

الطريق أن سهرة راقصة تقام مساء في الفندق حيث يرقص النزلاء على

الشرفة الكبيرة غير أن حفلة كبيرة كانت تقام مرتين في الأسبوع مع

أوركسترا واستعراض.
وعندما دخلت الفتاتان غرفتهما, قالت إنجيلا لأختها:
- حقا ياسارة أنت جافة وفظة الطبع , كيف تذهبين بعد الظهر دون

استئذان؟
- اعتقدت أن أحداً لن يلاحظ غيابي.
- وكنت أيضاً وقحة مع بليكر الشاب .
- أبداً... لكنه لم يعجبني ... هذا كل ما في الأمر.
- أتصور أنك تفضين لازلو البشع.
- بالتحديد.
- أنت فعلاً غريبة.. وغير معقولة... انتي أسوأ من الأطفال يجب أن تعرفي

من هو..
فردت سارة مرتبكة:
- ماذا تقصدين؟
نظرت إليها إنجيلا بطريقة يائسة و قالت:
- الأمر واضح هذا النوع من الرجال موجود دائماً في أماكن مماثلة فهو يتبع

الأغنياء ويعيش على حساب النساء..
- ما هذه التفاهة ما هذه الفكرة قال لي إنه إستاد في التزلج المائي.
- وعرض عليك دروساً ..أنا أراهن على ذلك.
- بالفعل.. ذكر ذلك.
- أيتها الحمقاء طبعا ذكر ذلك... فهو يعتقد أنك مثل تلك الأمريكية

الصغيرة ابنة رجل يمشي على الذهب. فالفتيات الصغيرات مثل دولوريس

بلبيكر الضحيات المثاليات. فهي تنفق كل مصروفها لتشتري له هدايا . ولو

كانت أكبر سناً لأقنعها بأنها مغرمة به وسحب منها ومن والدها اموالاًً

كثيرة.

نظرت ساره إلى اختها بدهشة , متأثرة بالأسلوب وبنمط صوت انجيلا السام

أكثر منها بالتعابير المستعملة وحتى لو كانت شكوكها صحيحة لماذا تحكم

بهذه القساوة على الرجل؟
عندما نزلت الفتاتان في المساء كان المكان مهرجان من الفساتين المتعددة

الألوان والتطريز اللماع والمجوهرات البراقة. اختارت إنجيلا فستاناً من

الساتان المطرز الأكتاف وارتدت سارة فستانا من ألأورغندي الأصفر.
وقف رونالد فينسنت الذي كان جالساً مع والدته ليستقبل الصبيتين , أما

عن والدته فعدا عن المجوهرات العديدة وبالرغم من الطقس الصيفي فقد

ارتدت معطفاً من الفراء الأبيض سرعان ما أسندته على طرف كرسيها .
بعد العشاء دخل الجميع إلى قاعة الرقص حيث كانت الفرقة تعزف موسيقى

الكاليبسو. وبعدما طلب رونالد الشراب صرخت أمه:
- هاهو السيد لأزلو الجذاب . لم يقل لنا بأنه سيأتي.
رونالد اذهب واطلب منه الانضمام إلينا. سيكون رفيق سارة فلا عجب في

ذلك فأنا اعتقد إنه أتى من اجلها .
وأضافت متوجهة بالحديث إلى سارة:
- لاحظت أنه تبعك اليوم الى الشاطئ ..لا شك أنك أعجبته .

*********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:41 PM

أحمر خدا ساره وألقت نظرة إلى أختها التي كانت تشعل سيكاراً وعلي

وجهها تعبير لا يفسر.
- أه ..برافو . لقد نجح ابني رونالد بأحضاره إلى طاولتنا .
قبل بيتر لازلو يد السيدة الأميركيه بأناقة اعجبتها , ثم ابتسم لسارة وهنأها

على أناقتها , وكتفى بانحناءة بسيطة أمام إنجيلا . وقبل أن يجلس الرجلان

بدأت الفرقة بالعزف فدعا رونالد انجيلا للرقص فقالت السيدة ستيفنست :
- لقد خبأت علينا نيتك في الحضور هذا المساء ياسيد لازلو 0
- لم أكن أنوي ذلك قبلاً, ثم قررت في آخر لحظة . هل تودين الرقص يا

سيدتي ؟
- هذا لطف منك , لكني متأكدة من انك تفضل الرقص مع ساره ....اذهبا

معا فيجب ان يتسلى الشبان و الشابات ....انا افضل البقاء هنا ...لقد

تعبت اليوم .

- هل تتفضلين علي بهذه الرقصة آنسه غوردون ؟
ترددت سارة لكن السيدة ستيفنست اصرت:
- هيا أسرعي فلا بد أن قدميك يرقصان سلفاً.
كانا قد دار حول المرقص مرة واحدة عندما سأل الهنغاري :
- هل تحبين الرقص يا آنسة غوردون ؟
فأجابت سارة:
- لا امارسه كثيراً.
ارتاحت الصبية عندما شعرت بسهولة اللحاق بخطواته لأنها لم تكن تعرف

الكثير عن خطوات الرقص وزاد ارتياحها عندما لاحظت إنه لم يختار

الخطوات المعقدة.
- الا تخرجين كثيراً في لندن؟
- بلى لكني أفضل الذهب إلى السينما أوالمسرح ماذا تفعل أنت في أوقات

فراغك ياسيد لازلو ؟
- ارجوك .. ناديني بيت في نآسو لاوجود ولا ضرورة للأصول الجميع في

عطلة الوقت يمر بسرعة فحرام إضاعة بالتعقيدات المماثلة.
تساءلت ساره إذا كان بيتر حور الحديث بهذه الطريقة قاصداً عدم الإجابة

على سؤالها ...إن وضعه الظاهر كاذب فعلاً, أو أن حكم أنجيلا عليه جعلها

تشك في أمره .
- حسناً إذا كانت هذه ارادتك .
- بالطبع.
توقفت الموسيقى وأعادها إلى الطاولة ممسكا بذراعها . ولما بدأت الرقصة

التالية دعا رونالد سارة بكل أدب فقبلت وبعد لحظات لمحت سارة إنجيلا

ترقص مع بيتر ولم تستطع إلا ملاحظة جمالهما معا على عكس تناسق أختها

مع رونالد ستيفنست .
كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل عندما أعادت ساره الرقص مع بيتر .

وفجأة كاد نفسها ينقطع وأحست بالدهشة تخرج من عينيها ...ستيفان راند

هنا ..., يقف قرب الباب مرتدي سموكينج ابيض , كادت لا تصدق إنه هو

... كانت باحة الرقص مليئة لدرجة جعلتها تضيعه, ومع كونه آخر من

فكرت بإمكانية وجوده في تلك السهرة فأنها تأكدت إنه هو بلحمه ودمه إلا

اذا كان له أخ توأم , ماذا جاء يفعل في هذا القصر؟
عندما رأته قرب البحر في اليوم السابق وفي صباح ذاته لم تكن تتخيل إنه

يملك ثياب سهرة ...هل اتى من ........؟..لا مستحيل مستحيل فقد كان

لطفاً منه أن يأخذها معه الى الشاطئ... أظهر بعض الأعجاب بها لكنها لا

يمكن أن تتخيل إنه أتى الليلة ليراها .

**********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:42 PM

- مساء الخير ساره .
- اوه ..ستيفان ...بيتر ..اقدم لك ستيفان راند ...ستيفان ...السيد لازلو

...
- مساء الخير هل أستطيع أخذ ساره منك لازلو؟
وهي تنتقل بعينيها من الواحد الى الآخر فهمت ساره ببعض الأنزعاج ان

الرجلين يعرفان بعضهما
وبينهما نوع من الفتور المتبادل.
اعتقدت للحظة ان بيتر سيعترض ..ثم وبعد ما انحنى معتذراً لتركها وقال

بصوت لا نبرة فيه :
- طبعاً ....الى اللقاء يا ساره.
وبعد أن أخذها بين ذراعيه للرقص سألها ستيفان هادئاً :
- تبدو عليك الدهشة من رؤيتي؟
- بالفعل ...نعم ....ماذا تفعل هنا ؟
- الم تحزري ؟
ابتسامته والطريقة التي كان يشدها فيها إليه , جعلت خفقات قلب ساره

تزداد ......
- كيف كأن غداؤك ظهر اليوم ؟
- جيداً ...ممتعاً جداً...كدت لا اعرفك بهذا الزي.
- انا دهشت ايضا ....لم أتوقع رؤيتك ترقصين مع لازلو .
- تعرفنا عليه اليوم على متن اليخت لماذا ألا يعجبك؟
- ليس لي اي موقف ضده , لكنه لا يصلح كصديق لك .
- لماذا؟
- كاد يجيب على سؤالها عندما صمتت الموسيقى وأطفأت الأنوار في القاعة

تدريجياً, فقال ستيفان محاولاً حماية سارة من الناس العائدين إلى طاولاتهم :
- سيبدأ الاستعراض.
فكرت سارة بأنهما سيتجهان أيضا نحو الطاولة التي جلسوا عليها مع آل

ستيفنست لكن ستيفان أخذها الى الناحية الثانية من القاعه وجلس الأثنان

على كرسيين في موقع يريان منه استعراض بوضوح .
استغرق استعراض الفرقة الوطنية نصف الساعة أعيدت بعدها الأضواء الى

القاعه وعادت الموسيقى.
- لا أعتقد إني أستطيع النهوض باكراً والخروج للسباحة إذا نمت في الثانية

صباحاً .
فسألها ستيفان وهما يدوران معا ببطء على نغم رقصة الفالس.
- هل تودين الصعود إلى أراضي الصنوبر غداً بعد الظهر؟
- هذه فكرة جميلة لكني أجهل مشاريع أختي للغد .
- اذن عليك دائماً أن تفعلي ما تريده هي ؟
- لا ..ليس فعلاً ...لكنها هي التي تقرر المشاريع اجمالاً.
- اذن يجب تقديمي اليها... أين الطاوله التي تجلسون حولها ؟
- كانوا هناك قرب الباب ..... ستيفان .. لست مدرساً في التزلج المائي

..ولا شيء من هذا القبيل اليس كذلك؟
فأبتسم مستغرباً ثم رأت في عينيه تعبيراً قاسياً :
- أعطيت بعض الدروس لبعض الناس لكن من باب الهواية وليس الاحتراف

لماذا تسألينني هذا ؟

************************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:43 PM

- لا ادري .. هكذا.
انتظرت وتأملت أن يقول لها ماذا يفعل في الحياة ليكسب عيشه, ولم تعرف

اذا كان يتجاهل حشريتها أو إذا كأن يرفض فهم السئوال,
لم يخيب آل ستيفنست ظنها , استقبلوا استيفان بلطفهما وحسن ضيافتهما

المعهودة, وكانت إنجيلا مؤدبة , بسيطة , لم تظهر شعوراً بالأنزعاج كما

فعلت مع لازلو .
- هل أنت هنا بصدد عمل معين أم أنك في عطلة يا سيد راند ؟
فأجاب ستيفان السيدة ستيفنست :
- أنا أعيش هنا .
- فعلاً ..هذا شيق.. يجب اذن أن تكون عشت جو العواصف الهائلة التي

كلموني عنها اليوم.
- عواصف الخريف نعم من الممكن أن تكون شديدة القساوة .
- آه ... هذا مثالاً ساطعاً عن أسلوبك البريطاني في تصغير الأشياء.. أكد

الشخص الذي أخبرني والذي لم اذكر من هو أن العاصفة تهب بسرعة 150

كيلو متر في الساعة , أتمنى من كل قلبي ألا تحدث عاصفة مماثلة خلال

مكوثنا هنا .
فاجأب ستيفان مطمئناً الأمريكية المضطربة :
- هذا غير وارد ففصل الأعاصير هذه تراوح بين آب وتشرين الأول وقلما

هبت لتعكر الفصل السياحي. عندنا بعض العواصف لكنها لا تقارن

بالأعاصير.
فتدخلت إنجيلا سائلة:
- ماذا يحدث عند هبوب أعاصير مماثلة؟
- نختبئ وننتظر مرور العاصفة ..سآخذ سارا غداً إلى أراضي الصنوبر فهل

تودون مرافقتنا ؟
القت إنجيلا نظرة على أختها ولكن قبل أن تتفوه بكلمة قال رونالد :
- الآنسة إنجيلا وأنا سنقوم بالصيد تحت البحر الا تريد المجيء معنا يا سيد

راند ؟
فأنت بلاشك تجيد هذا الصيد ما دمت تسكن هنا. سنذهب في الساعة

العاشرة وسنبقى طيلة النهار.
فنظر ستيفان إلى ساره قائلاً:
- اتفضلين هذا؟
وتخلل نظراته نوعاً من السخرية اذ إنه كان يعرف أنها تفضل البقاء معه ,

لكن تنقصها الجرأة للبوح بذلك.
ولحسن الحظ أخذت السيدة ستيفنست القرار بدلاً عنها:
- أعتقد أن يوماً بكاملة في البحر يتعب ساره . بينما تريحها نزهة طويلة في

الغابة. لذلك أقترح عليكم أن نلتقي جميعاً للعشاء وبعد ذلك نستطيع

الذهاب إلى نادي ليلي...
لم يعترض أحد على هذا المشروع ولكن استيفان أضاف:
- حسناً جداً سأنتظرك في في باحة الفندق غدا ظهراً يا ساره .
وبعد وقت قليل أقنع السيدة ستيفنست بالرقص معه تبعهما رونالد وانجيلا ,

بينما بقيت ساره وحدها مع بيتر .
كان ينظر إلى كأسه منذ عدة دقائق ولو دعا ساره للرقص لخيل اليها انه غير

سعيد .
- سأبقى هنا هذه المرة.. أشعر بالكسل.
- ربما تشعرين بالحر هل تريدين التنزه قليلاً على الشرفة؟
كانت طاولات العشاء قد نقلت واستبدلت بمجموعات من الكراسي الخالية

من الناس عندما وصلا إلى الشرفة فجاءت نسمات البحر ناعمه منعشة بعد

جو قاعة الرقص العابق بالعطور والدخان .منتديات ليلاس




***********************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:44 PM

كانت الساعة قد قاربت الواحدة صباحاً ولكن في مكان ما على الطول المرفأ

كانا أحد الباهاميون السود يغني الكاليبسو بصوت جميل والبحر الفضي

اللون تحت القمر المنير يدغدغ بصوت امواجه أطراف السفن واليخوت

الراسية, وعندما رفعت سارة رأسها رأت سلسلة هائلة من النجوم.
- ما أروع هذا المنظر.
ودارت صوب جزيرة هوغ وفكرت بنزهتها الى باراديس بيتش مع ستيفان

حيث سبحت في صباح اليوم نفسه. .. فتمنت لو كانت هناك الآن تسبح

تحت ضوء القمر وتشعل ناراً من الأخشاب الموجود وتشوي اللحم ..على

شاطئ البحر.
وقاطع بيتر أفكارها وكأنه عرف ماذا يدور في رأسها:
- أحياناً تنظم الفنادق حفلات عن الجزر الصغيرة تؤكل فيها اللحوم المشوية

على الفحم .
هل تعرفين ذلك؟ على حاضريها الاستراحة والنوم بعد الظهر... فا الباخرة

التي تقلهم تذهب في منتصف الليل ولا تعود إلا مع طلوع الشمس.
- حقاً علي ان استعلم فهذا مسل جداً .
- الا تشعرين بالبرد بعد حرارة قاعة الرقص؟
قال هذا محاولاً تغطية كتفيها بيده .
- لا أبداً فهذا نسيم منعش.
- في كل حال أعتقد إنه من الأفضل العودة فربما لن تستحسن أختك فكرة

بقائنا معاً مدة طويلة.
فنظرت ساره اليه بطريقة شكت فيه بمصدر شعوره.
- لماذا تقول ذلك ؟
- إنه انطباع شخصي.
فشعرت الصبية ببعض ألأنزعاج كان يتكلم بدون اكتراث لكن الاحتمال

كبير بأن تكون انجيلا قد استفادت من الرقص معه لتضع النقاط على

الحروف مبدية انزعاجها من برودة هذا الشاب تجاهها .

- إنجيلا غير منفتحة على الغرباء ... هذا تصرفها الطبيعي مع كل من تجهله

.
- ربما هي غاضبة لأني لم اضطرب أمام جمالها فهي بلا شك معتادة على

الإعجاب الدائم فيها .
- هي معتادة على ذلك لكنها بعيدة عن الادعاء والكبرياء .
فأجاب بيتر متهكماً :
- المرأة الجميلة متكبرة دائماً ... إذا لم يقع الرجل في غرامها ..مطلق رجل ,

لصدمت وأصابها الحزن والقلق.
- أنا لست من رأيك ... هذا صحيح عن بعض النساء ولكن ليس عن إنجيلا

.. فليس لأنك لا ...
صمتت ساره فجأة ...
- ماذا؟
- علينا أن نعود بسرعة.
رافقها بيتر ولكن قبل الدخول إلى قاعة الرقص قال لها :
- إذا كنت وحيدة غداً صباحاً ربما وددت تعلم التزلج المائي إجمالاً لا أعطي

دروساً قبل الغداء لذلك وبما أنني أعرض عليك الدروس بصفتي صديقاً

تستطيعين البدء غداً .
كان العرض مغرياً لدرجة منعت ساره من المقاومة مهما كلف الثمن مع

أختها .
- آه ...شكراً , شكراً جزيلاً, يسعدني ذلك .
- عظيم انتظرك اذن في مكتبي تحت الشرفة في العاشرة صباحاً .
والآن سأعيدك الى اصدقاءك استأذن منهم.

*************************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:45 PM

بعد ذهاب بيتر بقليل تمنى لهم استيفان ليلة طيب بدوره وانسحب . وما ان

ادار ظهره حتى قالت السيدة ستيفنست :
- هل تريدون رأيي ؟ هذا الرجل الصورة أصلية التي أتخيلها عن رجل

انجليزي . هل تفهمون ما أعني؟ هذه اللهجة الجميلة والحركات الأنيقة.
فساءلت إنجيلا أختها :
- اين عرفته يا ساره ؟
- على المرفأ ..فقد .. فقد أخذني معه على الشاطئ.
فبان العبوس على وجه إنجيلا ولكنها لم تتفوه بكلمة لكن السيدة ستيفنست

سألت :
- أتساءل من هو.... أحد أعضاء الحكومة ربما..
فأكمل ابنها مع مسحة تسلية في عينيه:
- لماذا لم تسئليه يا أمي؟
- سألته بطريقة غير مباشرة لكنه من نوع الذين لا يحبون التكلم عن أنفسهم

فتهرب من سؤالي .
وتابعت إنجيلا مقطبة حاجبيها :
- أتمنى أن لا يكون في خروج سارة معه غداً خطراً عليها ؟
فطمأنتها الاميركية:
- أنا متأكدة من إنه رجل محترم.
فاقترح رونالد :
- اذا كان من سكان هذه المنطقة أو هذا الفندق فنستطيع الأستفسار عن

اصله .
فصرخت سارة:
- آه ..لا..
التفت إليها الجميع فأحمر خداها :
- أعتقد أني راشدة وأستطيع اختيار أصدقائي دون...دون ضرورة

الاستفسار عنهم.
على العموم اشعر الآن بالنعاس سأصعد الى الغرفة.
تبعتها إنجيلا بعد نصف ساعة ولما لم ترغب ساره في التحدث اليها افتعلت

النوم العميق.
استفاقت الفتاتين متأخرتين ولما نزلتا الى الشرفة كان رونالد قد بدأ فطوره ,

وبعد بضع دقائق جاءت امه بسرعة ولهفة وكأنها تريد إعلان نبأ مهم جداً:
- لا أريد أبداً أن تعتقدي ياعزيزتي ساره بأني اتدخل في شؤون غيري , لكني

لاحظت اضطراب انجيلا في ما يتعلق بموعدك بعد ظهر هذا اليوم , لذلك

نويت التكلم مع موظفة الأستقبال الخدومه عن الشاب , فغضبت ساره

ولكن السيده ستيفنست أكملت :
- لقد كنت كتومه جداً وحريصة في حديثي . فسرت للموظفة أنني تعرفت

على سيد راند في الحفلة الراقصة وإنني أود الحصول على عنوانه لدعوته إلى

حفلة في بيتنا , وبنظري أحسنت في خطوتي هذه والا لبدونا كلنا كالبلهاء

أمامه , كان يجب رؤية وجه الفتاة الهازئ عندما سألتها عنه. تخيلو أن هذا

الرجل هو صاحب الفندق الذي نحن فيه.
استقبل النبأ بصمت قصير قالت بعده سارة:
- صاحب الفندق ؟ لا ..لا يمكن...
فاندهشت السيدة من ردة فعلها.
- ما بك ياسارة ؟ لماذا امتقع لونك هكذا ؟ يا إلهي هل أنت مريضة ؟ ربما

ذهبت الى النوم متأخرة.
- لا ...لا .. أنا بخير.. فقط صداع بسيط.. سأتناول حبة دواء أعتذر ..

*************************

يتبع

Rehana 09-11-09 03:50 PM

فصعدت ساره بسرعة إلى غرفتها و لما دخلتها اتكأت على الباب بعد أن

أقفلته بقوة.
بعد لحظات ارتسمت على وجهها ابتسامة مرة ساخرة... هكذا اذن . بعيداً

عن كونه رجلاً من الجزر لا تقبل به إنجيلا كان استيفان أحد أكبر أثرياء

أصحاب الفنادق في ناسو. على مستوى غنى رونالد ستيفنست .... إذا لم

يكن أكثر... سرواله وقميصه المهترئان لم يكونا إلا طعماً جذباها إليه.... يا

لها من بلهاء .. تنغر بالمظاهر .. لم يكن في الواقع من نوع الرجال الذي

تحب.. بل من النوع الآخر. الثري, السطحي ,الناجح, المادي. ...

********************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:06 PM


3 - المغامرة


عندما ذهبت إنجيلا بصحبة ال ستيفنست الى الصيد ارتدت ساره ثياب

السباحة تحت قميصها وسروالها
وحضرت حقيبتها ونزلت إلى صالون المراسلة . بعد أن مزقت العديد من

أوراق الرسائل الراقية المطبوع عليها اسم الفندق استطاعت كتابة بضع

كلمات وجهتها الى ستيفان راند معتذرة عن عدم مقدرتها على مرافقته إلى

غابة الصنوبر.
ابتسمت لها موظفة الاستقبال عندما رأتها اتية نحوها :
- بماذا أستطيع أن أخدمك يا آنسة غوردون ؟
- أود لو سمحتي أن تعطي هذه الرسالة إلى السيد راند .
- بكل سرور لكنه موجود الآن في الفندق اذا اردت التكلم معه .منتديات ليلاس




*****************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:08 PM

- لا ..لا .. الأمر غير مستعجل .
شعرت بالراحة عندما رأت بيتر يصل في الوقت المحدد . فعندما كانت تنتظره

على شرفة الفندق خافت أن يراها استيفان ويلحق بها . خاصة وأنها كانت

ستجد صعوبة بالرد عليه اذا سألها عن سبب إلغاء موعدهما.
زورق بيتر كان من النوع القوارب المتينة القوية واسمه وايتسبرايت وهو

لونان أسود وفضي.
جلس فيه رجل باهامي بلباس بحري خاص ممسكاً بالدفة الخشبية وإلى جانبه

رجل أسود يراقب قطر السفينة ابتسم عندما رأى بيتر يحمل ساره إلى

القارب . وعندما ابتعدا عن الشاطئ امسك بيتر بأدوات التزلج وبدأ بتعليم

ساره
:
- اذا وقعت في اثناء التزلج يجب ترك الحبل مباشرة فتقعين مسببة دوياً كبيراً

دون أن تتضرري أو تتألمي ونذهب بعدها لننتشلكي من الماء . عليك الا

تهتمي بأدوات التزلج . فهي تطوف وحدها أهم شئ هو ترك الحبل . إحدى

التلميذات بعدما شعرت بقرب وقوعها تمسكت بالحبل فكانت إصابتها لا

بأس بها . لم يجرها القارب بعيداً لأن السائق لاحظ ما حدث فخفف سرعة

سيره . لكن التلميذة أرتعبت وخافت .
- بأي سرعة يسير القارب عندما يجر متزلجاً ؟
- حوالي 30 عقدة عند الراشدين طبيعي أن تكون السرعة أخف مع

الأطفال الذين يتزلجون على ألواح خشبية اصغر .
- 30 عقدة ؟ بدأت أشعر بالخوف.
- لأتأبهي فسأكون بجانبك وعندما تعتادين على هذه الرياضة ستودين

ممارستها طيلة اليوم.
عندما صار القارب في عرض البحر نزل الأثنان وسبحا لتمرين العضلات ,

ثم أعطاها الشاب الأسود الواح التزلج .
فسأل بيتر ساره عندما كان الأثنان في الوضع الصحيح لبدء التمارين:
- مستعدة؟
فهزت ساره رأسها بالإيجاب وشدت يديها على مسكة الحبل الخشبية .

كانت شبه جالسة على الهواء والواح التزلج أمامها قليلة الأنحناء .
- حسناً.. والآن سنبدأ لا تنسي ان تبعدي ركبتيك عن بعضهما .
بالرغم من كونها سابحة جيدة لم تستطيع ساره أن تتمالك خوفها عندما بدأ

القارب يبتعد كانت أصابعها تشد قبضة الحبل الخشبية ورجلاها تغرقان في

المياه فوق لوحي التزلج شعرت بأن عضلاتها مشدودة متقلصه استعداداً...

وفجأة وبسرعة هائلة اشتد الحبل وشعرت بأن القارب يتأرجح صعوداً

ونزولاً على سطح الماء وهي تتبعه فصرخت بشكل لا شعوري ثم أحست

بنفسها ضائعة في رغوة هائلة.
أخبرها بيتر في ما بعد أن منظرها كان مضحكاً لدرجة كاد يقع من جراءه

فلم تصدق ساره أنها واقفة على الماء .... وحتى لو وقع بيتر لم تكن لتلاحظ

ذلك... ولما أصبحت مستقيمة على الماء غابت عن العالم الخارجي وتركت

لنشوتها العنان .. تلك النشوة والتي لا توصف ... الجريان على سطح الماء

تحت شمس رائعة في جو عطلة وراحة لم يسبق لها أن نعمت بها .... كان

الهواء يدغدغ خصلات شعرها وطعم الملح والهواء على فمها.

********************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:09 PM

بعدما خفف القارب سرعته وبينما كان الأثنان يسبحان سألها بيتر :
- هل اعجبك التزلج المائي ؟
فهزت ساره رأسها وكانت ماتزال تحت تأثير تجربتها الجديدة محمرة الخدين

وفي عينيها بريق سعادة لايخفى :
- آه بيتر . هذا رائع كنت اود الا اتوقف ابداً ان التزلج المائي اسهل مما

يبدو عليه .
- رائع . كنت متأكد انه سيعجبك . تعالي . سنجرب مجدداً .
بعد دورات عديده شعرت ساره بانها اكيدة من قدرتها لدرجة انها بدأت تتبع

بيتر وتتعلم منه الحركات الصعبة ...فكان فرحها اكبر وسرورها اعمق

وسرعتها على سطح الماء اقوى .

مر ذلك الصباح بسرعة هائلة وأصيبت ساره له بخيبة أمل عندما حاولت

التزلج وهي ممسكة بالقبضة خشبية بيد واحدة اذ عرف بيتر ان الوقت صار

متأخراً وعليه العودة إلى الفندق.
- حقاً حان وقت رجوعنا؟ شكرا يا بيتر ... لا أعرف كيف أشكرك.
ساعدها على الخروج من القارب قائلاً:
- لا شكر على واجب فأنت موهوبة جداً. توازنك رائع ولا يصيبك الخوف

مثل الأخرين. مع بعض التمارين الإضافية ستصبحين مستعده للقيام

ببهلوانات على الماء .
فخجلت ساره من هذا الإطراء .
- هل تعتقد هذا فعلاً؟ كم أود ذلك.
لو لم تكوني مأخوذة بعد الظهر لأكملنا التمارين خاصة وأن تلاميذي قد

اعتذرو عن الحضور
- لكني غير مرتبطة بعد الظهر.
- الست ذاهبة إلى الغابة مع راند ؟
فنفت ساره بحركة رأسها .:
- حصل تغير في المشاريع.
ثم أكملت مغيرة الحديث :
- بيتر ... لا أستطيع أن أقبل منك الدروس دون مقابل .
فأجابها بلهجة صارمة:
- تستطيعين وستفعلين فلا أحد يقبل المال من أصدقائه والآن هل نعيد الكرة

.
كانت الساعة قد قاربت الواحدة عندما قال بيتر :
- لو عرفت أنك ستبقين معي لجلبت بعض الأكل. ما رأيك لو نذهب

ونأكل في بيتي؟ تستطيعين بعد ذلك الاستراحة في الحديقة متفادية بذلك

ضربة شمس .

يسكن بيتر في إحدى الفيلات البيضاء الصغيرة المتعددة المحيطة بالشاطئ

وبينما كانت ساره تصعد من الشاطئ إلى حديقة بيت بيتر فكرت في أنجيلا

ستقتلها إذا رأتها ففي لندن كانت انجيلا نفسها تتردد في قبول دعوة رجل

تكاد لاتعرف عنه شيئاً . لكن هنا في الباهاماس وفي جو مماثل تختلف

الاعتبارات و طريقة التعامل عموماً كانت ساره متأكدة من شعورها مهما

فكرت أختها : بيتر رجل اهل بالثقة.
تأكدت ساره من حدسها فيما يتعلق ببيتر عندما رأت داخل منزله .. لم تكن

هناك أي دلالة على كونه رجلاً يلحق النساء ويود اغراءهن بما يملك في بيته.

كل ألأثاث غاية في البساطة . بعض المقاعد وطاولة منخفضة خشبية وبعض

النباتات الخضراء . والذي يفرق هذا البيت عن غيره من البيوت المجاورة هو

بعض معدات التزلج والغوص وآلة تسجيل واسطوانات ... هناك أيضاً

الكثير من الكتب والمجلات وبندقيتا صيد مائي.

********************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:10 PM

اعتذر بيتر عن الفوضى ودل سارة على الحمام الذي كان يستعمله كغرفة

سوداء لتظهير الصور . .. وكان ينشر بعضها فوق المغطس .
غسلت ساره يديها وجهها ووضعت بعضاً من أحمر الشفاه وسرحت شعرها

الرطب ولما عادت إلى غرفة الجلوس رأت بيتر يحضر لها عصيراً من الفواكه:
- اعتذر يا ساره فالخادم غائب اليوم , لذلك لن أستطيع أن اقدم لك وجبة

طعام شهية.
- هل تريد مساعدة؟
فأجابها ضاحكاً:
- الفوضى عند رجل عازب مثلي توقظ شعور سيدة البيت عندك .
- لا.. أبداً في كل حال أنا لا أسمي هذا فوضى.. المكان مريح وقريب إلى

القلب.
- حسبتك حساسة أمام الفوضى واعتقدت إنك شديدة الاهتمام بالترتيب .
- إذا كنت هكذا فالأمر يعود إلى الضرورة أكثر منه إلى الذوق الشخصي .

بيتنا كان صغيراً لدرجة أن ترتيبه كان واجباً والا غرقنا بالأغراض

والحاجيات ... فالبيت بكامله كان بحجم هذه الغرفة...
بعد هذا الاعتراف البرئ وبعد الغداء خرج بيتر بصينية القهوة إلى الشرفة

المطلة على البحر وجلس مع سارة على كرسي قماشي طويل.
- بعد الظهر, سأصورك , وهكذا عندما تعودين إلى لندن تتذكرين هذه

العطلة.
- وأنت ماذا ستفعل؟ هل تنوي الأستقرار هنا وقضاء كل حياتك ؟
- من يدري؟ أنا لا أقوم بأية مشاريع. إني مرتاح هنا أحب المكان . وأكسب

عيشي بطريقة تعجبني ... أما المستقبل فيبرهن عن نفسه بنفسه لم أعد شاباً

لأحلم .
- كم عمرك يا بيتر ؟
- واحد وثلاثون عاماً .
- ليس كثيراً .
- عدد السنوات ليس مهما ... المهم هو طريقة التي يعيش بها الإنسان.
حتى الآن لم تكن سارة قد تجرأت على سؤاله عن حياته فلا بد أنها ستوقظ

عنده ذكريات مؤلمة . لكنها أسرعت بالسؤال حتى لا تغير رأيها :
- ماذا كنت فعلت لو لم تترك هنغاريا يابيتر ؟ هل كان لديك عمل تحبه ؟
أمسك بيتر إبريق القهوه وسكب لهما من جديد :
- هل تعرفين التوكاي؟
- أعتقد أنه شراب أليس كذلك؟
- بالتحديد إنه نوع من عصير العنب أهلي كأنو يملكون كروماً منذ اجيال

عديدة . ولما كنت صغيراً علمني أبي كيفية زراعة الكروم . لكن حياتنا بدأت

تصعب بعد موته حتى قبل الثورة وعلمت حينها أنني من غير الممكن أن أبقى

هناك فأن يكون الإنسان بلا وطن شيء صعب بلا شك لكن البقاء في وطنه

والشعور بالتعاسة شئ أصعب .
كان يتكلم ويتأمل البحر في وقت في واحد شعرت ساره ببعض الحزن عليه

خاصة وإن ثنيات فمه عبرت عن تأثره البالغ .

********************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:11 PM

وفجأة نظر إليها مقاطعاً مجرى الحديث والتفكير :
- يكفي التكلم عني الآن ....اذا كنت مستعدة سنعود الى القارب لمزيد من

تمارين التزلج المائي...عليك قبل ذلك وضع الزيت على جسمك , فحرام ان

يحترق جلد بطراوة جلدك .
في نهاية بعد ظهر ذلك اليوم ., استطاعت ساره بمهارتها التزلج ويديها على

خصرها وقبضة الحبل الخشبية بين رجليها . عند اول محاولة لها لهذا التمرين

, فشربت الكثير من ماء البحر لكنها اعادت المحاولة ونجحت . وعندما

رافقها بيتر الى الفندق ليوصلها , قال لها ممازحاً ان عدم مشاركتها له في

التعليم خسارة اذ انها تستطيع تمرين الرجال وهو تمرين النساء ....
في الوقت الحاضر . ليس لدينا معلمات جميلات ...وهذا التجديد في اسلوب

التعليم لابد ان يلاقي رواجاً كبيراً .
فأجابته :
- اود لو استطعت البقاء .
كانت تشعر بنشوة التعب الجسمي الممزوج بالأكتفاء المعنوي من جراء يوم

ملئ بالشمس وهواء البحر.
- ولم لا تبقين ؟ لست مجبرة على العودة الى لندن , اليس كذلك ؟
فردت مبتسمة وهي تفكر بردة فعل انجيلا اذا سمعت بمشروع كهذا :
- لا . لست مجبرة على الرجوع .
فلم يشدد بيتر وسأل :
- في أي ساعة تعود اختك من رحلة الصيد ؟
- لا اعرف , لقد تكلموا عن عشاء متأخر ثم الذهاب الى ناد ليلي للرقص .
- ربما تأخروا اذا كان يوم الصيد ناجحاً . هل تودين العشاء معي ؟
اذا كنت تحبين الأكل الصيني , لدينا الخيار بين مطعمين جيدين : غولدن

دراغون وبلاك بير .
- اود ذلك يابيتر لكنني افضل انتظارهم .
- لابأس . سنذهب معاً في مساء آخر .
عند عودتها الى الفندق , ارادت ساره الصعود بسرعة الى غرفتها خوفاً من

رؤية ستيفان راند لكن مفاجأتها كانت عندما صادفت اختها انجيلا في المصعد

.
- مساء الخير يا انجيلا . هل استمتعت بوقتك ؟
حاولت ساره اخفاء المفاجأة عند رؤية اختها لكن شعورها خانها .
- نعم كثيراً . لقد اصطدنا العديد من الأسماك .. كانت نبرة صوت انجيلا

محببة ومقرونة بابتسامة ولكن ما ان اصبحت لوحدها مع اختها غيرت نبرتها

:
- ماذا فعلت اليوم ؟ التقينا الآن السيد راند الذي أنبأنا بأنك الغيت موعدك

معه ؟
- فعلاً , لقد غيرت رأيي .
- كيف يمكنك يا ساره ان تكوني بهذا الحمق ؟ ماهو العذر الذي اعطيته ؟
-لم اعط أي تفسير , قلت له بكل بساطة انني لن اكون معه اليوم . ولما

دخلتا الغرفه صرخت انجيلا بغضب :
- بعض الأحيان تتصرفين بعدم شعور بالمسؤولية . اود ان تتذكري ان

افعالك تقع عواقبها علي ...هلا قلت لي ماذا فعلت اليوم ؟
فاعترفت ساره وهي تفك ازرار قميصها :
- تزلجت على الماء مع بيتر لازلو . ولو كان عندي القليل من الذوق لقبلت

دعوته على العشاء...فكان هذا اكثر تسلية لي من رؤيتك عاقدة الحاجبين

طيلة السهرة .

*********************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:12 PM

وللمرة الأولى لم يزد غضب انجيلا . كانت على وشك الصراخ . لكنها

حركت كتفيها , دلالة على عدم الأكتراث وقالت ببرودة :
- في اية حال اذا قررت القيام بكل ما تريدينه فليس بيدي حيلة , لكن

حذار ان تطليبي مساعدتي اذا ما خلق لك هذا الأنسان مشكلة وانصحك

بتفادي ستيفان راند فهو ليس من نوع الرجال الذي يقبل بتصرف مثل

تصرفك .
خلال العشاء توقعت ساره رؤية ستيفان لكنه لم يظهر ...
عندما تركوا طاولة الأكل , كان مفروضاً ان يأخذها آل ستيفنست الى ناد

ليلي
وبما أن هذا النادي لايفتح قبل الساعة الحادية عشرة ذهب الجميع إلى مقهى

الفندق بعد نصف ساعة تذمرت انجيلا من الحرارة الشديدة
فاقترح عليها رونالد القيام بنزهة بحرية على الكورنيش وسأل أمه بعد ما

وافقت انجيلا :
- وأنت يا امي ؟
- لا ياحبيبي فأنا اشعر بالتعب . اذهبا معا وإذا لم تجدانا هنا عند عودتكما

سوف تجدوننا في الصالون الكبير.
فأخذ رونالد انجيلا بينما مالت السيدة ستيفنست مبتسمة نحو ساره و قالت

:
- أتمني ألا تكوني حانقة علي لأني لم أقترح عليك التنزه معهما ياعزيزتي .

لكني متأكده أنهما بحاجة للبقاء وحدهما ... أو بالأحرى هذا ما يريده رونالد

.
- طبعا أنا أفهم ذلك.
- هل تعرفين أنني قلقة بشأنه.. حتى أيام الجامعة قليلاً ما يخرج مع صبايا في

سنة. وفي الفترة الأخيرة كان منهمكاً بأعمالنا لدرجة لم تعطه دقيقة واحدة

للراحة. وقد تعذبت كثيراً في اقناعة بالمجئ معي الى هذا المكان في عطلة.
توقفت السيدة ستيفنست عن الحديث لحظة لتشرب الشراب , بينما

تساءلت سارة عن هدف هذا الحديث .
- أنا متأكد إن ابني ليس نادماً الآن على ن المجيء ولن افاجأ إذا كانت هذه

العطلة تاريخية في حياة رونالد ...
- ماذا تعتقين انت يا ابنتي الصغيرة ؟
فردت ساره بنوع من الأرتباك وعدم الراحة :
- لا اعرف .
- الم تقل لك اختك شيئاً ؟ ربما لا ...انتم الأنكليز اكثر تحفظاً منا ...حتى

بين ابناء العائلة الواحدة . فتخيلي ....
وقاطعت الأمريكيه حديثها وعلى وجهها علامة مضايقة مفاجئة :
- آه ....ياإلهي , ليتني لم آكل فواكه البحر ...فهذا النوع من الأكل يزعج

كبدي ..هل تعرفين ..ساره يا حبيبتي اكون لك شاكرة اذا صعدت الى

الغرفه وجلبت لي ادويتي ...فأذا تناولت حبة دواء فوراً , تكون عواقب

العشاء سليمة .
- طبعاً , حالاً ..
اجابتها ساره وفي نفسها فرحة لاتوصف لأنها ستهرب من هذا الحديث ولو

قليلاً .
- هذا مفتاح غرفتي , تجدين الأدوية على طاولة ادوات الزينة في علبة

صغيرة ملونة ...لايمكن اضاعتها .
بعد ضجيج طابق الفندق الأرضي وجدت ساره نفسها غارقة في هدوء الطابق

الأول . دخلت ساره الى غرفة السيدة فيسنت وفتشت عن زر الكهرباء

...طاولة الزينة كانت مخبأة بعدد هائل من زجاجات العطور والمراهم

وادوات الزينة مما اضطرها للبحث مطولاً قبل العثور على العلبة الصغيرة

الملونة . تساءلت ساره عما تفكر الخادمات عندما ترين غرفاً مثل هذه ..

***************************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:13 PM

ولاحظت بأن الغرفة بكاملها كانت بهذه الفوضى... فنفخت على العلبة

المغطاة بالبودرة ومشت نحو الباب عندما ارعبها صوتاً أت من خلفها:
- مساء الخير يا آنسة غوردون .
شعرت سارة بالخجل والانزعاج واستدارت لتواجه ستيفان راند كان يرتدي

بدلة خفيفة رمادية فاتحة مع قميص من الحرير الأبيض وربطة عنق غامقة من

لون واحد .
- لقد ندمت كثيراً لأنك لم تستطيعي المجيء معي الى الغابة.
كانت ساره مرتبكة لدرجة أنها قالت أول كلمة مرت في رأسها :
- كنت ...كان عندي صداع .
فرأت جفنا من جفنيه يرتفع بقصد الهزء :
- اذن أنا أخطأت فقد كنت على متن باخرتي بعد الظهر وخيل إلي إنك

كنت تتزلجين على الماء .
لم تعرف ساره أين تذهب بوجهها لم يكن الكذب من عاداتها .
قالت ما قالته لأن هذا الرجل الواقف أمامها يفقدها توازنها ...
- نعم هذا صحيح. اعتذر الآن لإني أتيت لآجلب شيئاً للسيدة ستيفنست .
كان المصعد والسلم ء عن يمينها مما جعلها مجبرة على المرور أمامه.
فما أن تقدمت حتى وقف في عرض الممر وسألها :
- هل تلغين مواعيدك في بصورة دائمة؟ عندما يعرض عليك مشروع أفضل؟
فازداد احمرار خدي ساره : لم يسد راند الممر نهائياً بوجهها لكنها شعرت أنه

لن يلبث ان يفعل .
فأجابته ببرودة:
- لم يكن هذا السبب.
- ما هو السبب اذن ؟
فترددت بين الهروب منه اوالإجابة بصراحة. فقررت الانتهاء من الموضوع:
- كان عليك أن تقول الي بأنك صاحب الفندق.
ابتسمت لكن عيناها كانتا تبرقان وجسمها يرتعش .
- لماذا؟ لإنك تعتقدين أن أصحاب الفنادق غير اهل بالثقة ؟
فتفاجأت ساره بتحليله وفتحت عينيها بغضب :
- طبعا لا .. فأنت تعرف أن هذه ليس السبب.
- عفواً لكني لا أجد علة أخرى.
- ارجوك السيده ستيفنست تنتظر دواءها.
- تستطيع أن تنتظر قليلاً.
- أريد أن أعرف ما يحدث ؟
- السبب بسيط لا أحب أن يهزأ مني الناس.
فضحك ستيفان راند بقوة مما زداها حيرة:
- اعذريني لكنني لاافهم.... كيف توصلت الى هذا التحليل الغريب؟
- عرفت إنني من نزلاء الفندق ...مع هذا لم تقل لي شيئاً... جعلتني أصدق

إنك تسكن جزيرة صغيرة..
- إذا كانت ذاكرتي جيدة... اعتقد أنني قلت لك أنني أعمل في ناسو ..
- لكنك لم تقل لي ماذا تفعل في ناسو ؟
- لإنك لم تسأليني عن ذلك.
- آه .. كل هذا بلا جدوى لافائدة للنقاش.
- فعلاً... لاجدوى لهذا لكنني أريد أن أؤكد لك أني لم أهزأ منك. فلنبدأ من

الصفر .منتديات ليلاس




*************************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:14 PM

- ما رأيك بزيارة إلى جزيرتي غداً؟
سألها راند هذا السؤال بابتسامة جعلتها تتأكد أكثر وأكثر من جماله و

جاذبيته مما زاد ارتباكها :
- اوه ...لا .. لأعتقد إني أستطيع اسمع... علي أن اخذ الدواء الى السيدة

ستيفنست وإلا قلقت علي .
- حسنا سآتي معك وافسر لها كل شيء.
لم يترك لها ستيفان الوقت لتعترض اذ امسك بيدها وقادها نحو المصعد . وعند

وصولهما وبعد اعتذار ساره عن تأخرها قالت السيدة الأمريكية:
- مساء الخير يا سيدي راند ... هل تود الجلوس معنا ..؟ لقد أكلت كثيراً

هذا المساء.. لكن ماكولات فندقك لذيذه لدرجة لا يتمالك الإنسان

نفسه...
فرد استيفان وهو يجلس والتسلية بادية على وجهه:
- هذا شرف لي يا سيدتي . اسمحي لي أن أقترح لك عليك علاجاً افضل من

هذه الأدوية مجتمعة .
أشار إلى أحد الخدم وأعطاه أوامر بصوت منخفض ثم أكمل :
- هل تودين مع ابنك والآنستين القيام بنزهة معي. في الغد إلى جزيرتي؟
- هذا لطف منك .. يسعدنا ذلك اليس كذلك يا ساره؟
شعرت الصبية ان استيفان يراقبها . فتفادت النظر إليه لكن السيدة

ستيفنست لم تترك لها فرصة التعبير عن رأيها إذ سألته عن كيفية مجيئه للعيش

في باهاماس :
- أنا أدرس دائماً الأماكن التي نزورها بهدوء... البارحة مساء قرأت في

سريري تقارير مذهلة عن تاريخكم المحلي , تدور حول أول من جاء إلى هذه

الجزر واستعمرها وغامر فيها ... هل أنت من سلالات أحد أولئك المغامرين

؟
- اوه...لا ... أن عائلتي منحدرة من أحد اللصوص المشهورين واسمه جاك

راند لونوار ...
فبدا الرعب لوهلة صغيرة على وجه السيدة ستيفنست وظلت فاغرة فاها .

هنيهة قبل اطلاق صرخة عبرت عن دهشتها :
-أه ...طبعا يا سيد راند ....لا اصدق لا استطيع ان اصدق . نظراً لكتبي

التي قرأتها كأن هؤلاء الناس مذهلين , هائلين ,مخيفين . ... على العموم

أعتقد أن الميول الوراثية قد اختفت منذ مدة بعيدة .
فأجاب ستيفان ساخراً:
- خاصة منذ تلك الفترة البعيدة .
في تلك اللحظة جاء الخادم حاملاً الوصفة التي اوصاها ستيفان ... كوب

مليء بالسائل بلون الكراميل البني .
- لا تخافي ياسيدة ستيفنست طعم هذا السائل لذيذ .
فنظرت إليه الأمريكية بطريقة حذرة منه ومن الشراب . خاصة بعدما أعلن

عن السلالة التي ينحدر منها ثم ذاقت السائل وقالت :
- آه ... طعمه لذيذ .
عندها نهض ستيفان عن كرسيه:
- المعذرة علي الانصراف فلدي الكثير من الأعمال ستكون الباخرة جاهزة

في الساعة الحادية عشر .. إذا أردتم المجئ معي .
- حسنا... مساء الخير... ليلة طيبه يا ساره .
فانحنى بأدب وخرج مسرعاً من الصالون.
- أعتقد بأيمان ساطع أن هذا الشراب قام بمفعول إيجابي .
وبعد وقت قصير قالت :
- اشعر بالتحسن البارز . ألا تعتقدين إني جرحته بكلماتي البلهاء ؟ فلو

شككت لحظة بأن أحد جدوده لص لما سألته . اتساءل إذا كان كتابي يذكر

جاك راند لونوار .... يجب أن أعيد قراءة هذا المقطع.

************************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:17 PM

- السيد راند كان يمازحنا يا سيدة ستيفنست .
- لا.. فهذا ليس موضوع مزاح.. أنا مندهشه من كيفية اعترافه بأصل

كهذا؟ إذا أردنا القيام بهذه النزهة معه علينا النوم باكراً . انتي متعبة أيضاً ..

مارأيك لوصعدنا؟ سنقول لخادم هنا أن ينبئ رونالد وانجيلا بأننا نائمتان فأنا

متأكدة من أنهما لن يغضبا بل على العكس سيفرحان.
في اليوم التالي حوالي الساعة الثالثة كانت سارة تستكشف الجزيرة, صغيرة

,مهجورة ,وضائعة في زرقة المحيط الكبير.. بين نيوبرفيدس والوثير . كانا

آخرون يتفيأون تحت شمسية بحر كبيرة مركزة في المركب والأشجار الكثيرة

تخبئهم عن عيني سارة ... وعندما اختفى صوت الراديو الذي حمله رونالد

معه خالت سارة نفسها وكأنها ضائعة وحيدة في هذا العالم بعيدة عن كل

الحضارات.
هذه الجزيرة كانت صغيرة نوعاً لتمثل الانزواء والانطواء المثالي .
كان طولها 800 مترا على 100 متر عرض مليئة بالأعشاب الشائكة

وبعض أشجار النخيل التي يمكن لمن يريد السكن في الجزيرة استعمال أوراقها

كسقف .
انتصبت سارة واقفة بعدما نظرت إلى قعر حوض بين الصخور ورأت ستيفان

يأتي نحوها من بعيد . كان يرتدي سروال بحر قصير . عاري الصدر وعلي

كتفيه منشفة . شعرت لوهله دون أن تدري السبب برغبة بإهماله وكأنها لم

تره . والاختفاء وراء أكوام الأعشاب .
عدا تحية صباحية مؤدبة . ومساعدته لها في النزول إلى المركب للذهاب إلى

الجزيرة لم يعرها ستيفان أي انتباه . وخيل إليها في بعض اللحظات إنه

يتجاهلها عن قصد. جلست على الرمل تنتظره وأعصابها شديدة التوتر . ولما

وصل رمى بنفسه قربها وقال:
- هل تعرفين إنك من بعيد تحت القبعة الكبيرة التي تعتلين تبدين وكأنك

صبياً في العاشرة من عمره يصطاد السلطعون ؟
- حقا ؟
اغرقت سارة أصابع رجليها في الرمل الدافئ . وأخذت تتأمل المركب الراسي

أمامها. كانت قد خلعت تنورتها البرتقالية التي يتماشى لونها مع قميصها .

وابقت سروالاً قصير ابيض ... اعطى تناقضاً جميلاً مع لونها العسلي الذي

أقرت عليه أشعة الشمس خاصة بعد درس التزلج المائي الذي أعطاها إياه بيتر

. مما جعل لون رجليها جميلاً جذاباُ.
أشعل استيفان سيكاره ولاحظت أنه على عكس رونالد الذي كان يحمل

علبة مذهبة رائعة مخصصة للسكائر وولاعة ذهبية متناسقة كان استيفان

مكتفيا بالعلبة الأصلية وبولاعة بسيطة قديمة لا قيمة لها.
- الآن وبعدما رأيت بعض الجزر الصغيرة ما رأيك ؟ هل مازلت تحلمين

بمنافسة روبنسن كروز ؟
- طبعاً . هذا لا يزعجني . لكني اعتقدت أنك ستأخذنا لنتفرج على

جزيرتك .
- كنت فعلت ذلك لو اتيت لوحدك .
- الا تحب آل ستيفنست ؟
- أنا ارى العديد من السياح في نآسو.
- وأنا أيضا سائحة .
- لكنك لست امريكية سمينة ثرثارة .

************************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:18 PM


فأحنت ساره رأسها ورسمت شكلاً من التراب .
- لم يكن لطفاً منك ان تهزأ منها البارحة مساء . ربما هي محدودة الأفكار

نوعاً ما لكنها طيبة القلب .
- اهزأ منها .
- تتذكر ...عندما قلت لها انك تنحدر من قرصان لص . لقد صدقتك ؟
- وانت ...الم تصدقينني ؟
فرفعت ساره رأسها ونظرت اليه بطريقة يائسة ثم بدأت تضحك .
- طبعاً لا ؟
- ولم لا ؟ لا ارى السبب.
- اوه ...انا اعرف ان هذا ممكناً طبعاً . لكنه يخيل الي انه اذا بقى قراصنة في

هذه البحار لانتهوا على المشنقة . في كل حال اعتقدت انهم في المنطقه الأكثر

جنوباً ...في جزر الانتيل .
- نعم ..كان الجنوب مركز عملياتهم . لكنهم لم يهملوا الباهاماس . خلال

خمسين عاماً كانوا يحكمون هذه المنطقه اذا صح التعبير . ويسنون فيها

القوانين . اكثرهم بطشاً شنقوا في فور شارلوت . لكن الكثيرين منهم تعقلوا

وتمركزوا هنا واصبحوا محترمين جداً .
- بما فيهم جاك راند لونوار ؟
فأجابها بهزء :
- بلا شك ..والا لما كنت هنا اليوم لأروي القصة والتاريخ . بديهي اني لم

اكن مجبراً على البوح بأصلي الحقيقي . كان بوسعي مثلاً ان اقول لها ان ابي

جاء هنا بهدف شراء الأراضي واستثمارها قبل وفود السياح اليها ...لكن

هذا الأمر لم يكن ليهمها ؟
- هل تعلم انها ستردد ماقلته لها على مسامع الجميع ؟
فابتسم ستيفان بقوة :
- سيزيد هذا بلا شك عدد نزلاء الفندق .
ثم اكمل حديثه مستعيداً جديته :
- ماذا اتى بكما الى ناسو , انت وأختك ؟
- انها فكرة انجيلا . اعتقدت ان ناسو تغير جو حياتنا .
تأملها ستيفان واكمل :
- لايمكن تصوركما كأختين .
- نعم ..هذا ما يقوله بيتر لازلو ....وما يقوله الجميع .
فجلس عندما سمع الأسم الذي ذكرته وقال بنبرة غريبة :
- على فكرة ..نسيت امر لازلو .
- يخيل الي انك لاتحبه .
- فلنقل انه لو كانت لدي اخت شابة طيبة القلب وساذجة مثلك , لما

شجعتها على الأهتمام به .
فعبست ساره وقالت بانزعاج :
- انه رجل مؤدب وشيق .
- حقا ؟ هل كلمك عن هجرته المشهورة من هنغاريا ؟
- لم يخبرني عن كيفيه هروبه والطريقة التي ترك فيها بلاده فهذه بلا شك

ذكريات يريد نسيانها .
- هذا ممكن ..
بعد جواب ستيفان الامبالي شعرت ساره بنوع من الأحتقار بصوته فغضبت

وقالت :
-يبدو لي انه بحاجة الى الشفقة اكثر منه الى الشك .
فلم يخفف ستيفان تسليته بالحوار الذي يدور وقال :
- اتساءل اذا كانت هنالك امرأة واحدة في العالم قادرة على الصمود امام

لهجة اجنبية غريبة وامام انطباع الشجاعة عند الرجل .

*******************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:20 PM

- لا يعجبك لأنه ربما اثر على السياح. فمن غير الأئق ان يذكرهم بان الحياة ليست عبارة عن حفلات وسهرات وحمامات شمس . تكون مخطئاً اذا قلقت , فبعد الذي رأيته حتى الآن معظمهم يهزأون ولا يبالون ابدابصعوبات غيرهم , فهم منهمكون بسرورهم واكتفاءتهم الذاتية .
- انت مثلهم على الأرجح . اشك بأن نصيب ومستقبل هنغاريا منعك من

النوم قبل لقائك بصديقنا لازلو .
- هذا ممكن , لكني على الأقل لم احتقر احداً لأنه فقير او غير مهم .
- ياه ..دقيقة ...انت تغضبين بسرعة دون سبب . انا لا احتقر لازلو ....

على العكس فهذا الشاب يعجبني وانا اقدره .
- بكل تواضع .
رأت ساره فم ستيفان يلتوي وبرقت في عينيه قلة الصبر . شعرت انه غضب

ولسبب ما بدأ قلبها يخفق بسرعة اكبر واحست بأن حوارهما اخذ اطار اخطر

مما توقعت . كان عليها ان توقف الحديث لكن حدساً آخر جعلها تكمل :
- اعتقد انه لو كانت عندك اخت صغيرة بلهاء وطيبة وساذجة وسهلة القياد

. لكنت شجعتها على بعض الأمريكين الأثرياء مثل رونالد المسكين ...
لم تكد تنهي جملتها حتى ندمت على جنونها العفوي . تبعت هذه الجملة فترة

صمت ثقيل جعلها تحمر اكثر من الأنزعاج . لم تجد الشجاعة الكافية لتسمع

جواب ستيفان بل وقفت بسرعة :

- علينا اللحاق بالباقين ..

- لا ...انتظري ...

قال قال هذا وامسك يدها بيده السمراء مجبراً اياها على الجلوس من جديد .

كان ستيفان قد غير ملامح وجهه فلم تعد ترى فيه قلة الصبر بل تعابير

اخرى ...تعابير جعلتها ترتجف من التأثر ...فقالت محاولة التكلم ببرودة دون

التوصل الى التحكم بصوتها :

- ارجوك..اتركني ...

هل تعرفين انك تبحثين عن المتاعب ؟ لا ادري أي دواء افضل لك , ضربة

على كتفك او هذا ....لم يعطها الوقت الكافي لتجيبه ..ترك يدها واخذها

بين ذراعيه ...لم تفكر او بالأحرى لم تستطع ان تفكر بمقاومته .. كان اقوى

منها بكثير ما جعل مجهودها لمقاومته يذهب سدى ...زد على ذلك ان قبعتها

وقعت وجعلت الشمس تصب اشعتها في عينيها مباشرة ...لم تقدر على

تحريك رأسها رفضاً لأنه امسك بذقنها وشد باصابعه على ذراعيها ازدادت

غضباً عندما فكرت بان حدسها وشعورها اتيا بها الى الوضع الذي قبلت به

ورفضته في الوقت نفسه..

- الأمر ليس جديراً بالخوف يا صغيرة لكن هذه التجربة البسيطة ربما تجعلك

تعين الحقيقة والواقع ...مازلت طفلة يصعب عليها معاشرة الذئاب .

- اوه ....

انتشلت قبعتها من يده وترددت ثم صرخت في وجهه :
- انت افظع مخلوق التقيته في حياتي .
ونظرت اليه بطريقة كادت تدفنه فيها تحت التراب , تركته واكملت سيرها

على الشاطئ .

************************

يتبع

Rehana 10-11-09 04:20 PM

كانت السيدة ستيفنست وحيدة في المكان الذي اختاروه ليجلسوا فيه عندما

وصلت ساره .
- اعتقدت انك مع ستيفان يا ساره . رونالد وانجيلا اختفيا ...اظن انهما في

الناحية الثانية من هذا المكان .
فتمتمت ساره وهي تفتش في حقيبة البحر :
- حقا ؟ اشعر برغبة في السباحة .
ذهبت لتغيير ملابسها وراء بعض الأشجار . كان قلبها لا يزال يخفق بقوة

ويداها ترتعشان لدرجة انها وجدت صعوبة في ترتيب ملابسها . كان ستيفان

في الناحيه الثانية من الشاطئ عندما نزلت الى الماء . بعد بضع دقائق وبعدما

قامت ببعض التمارين في الحوض الهادئ استرجعت هدوء اعصابها .
الرجال مثل ستيفان راند عندهم مناعة ضد الكره ...غضبها الهاه وسلاه

افضل شئ هو نسيان الحادثة التي حصلت اليوم وتجاهلها وكأنها لم تكن

....ندمت لأنها لم تتحكم باعصابها وتظل على هدوئها ...لكن الندم لا ينفع

الآن بعد فوات الأوان ...بعد قليل رأت رونالد واختها عائدين اليد باليد

انجيلا تضحك على كل ما كان يخبرها اياه ..
عندما عادت ساره الى الشمسيه التي جلسوا تحتها كان ستيفان موجوداً

...قامت بمجهود هائل لتنظر اليه وترد على نظرته الساخرة بنظرة كثر

سخرية ..عندما حان وقت العودة تركته يساعدها على الصعود الى المركب

دون اظهار شعورها ..
هذا الشعور بالتأثير الشديد عندما يمسك يدها او يقترب منها او يشعرها

بوجوده بجانبها .
عندما وصلوا الى نيوبروفيداس كانت الساعة تقارب السادسة حين رأو

باخرة لوكارونيان تصل الى المرفأ ..اوقف ستيفان مركبه قرب سلم الفندق

وقفز الى الأرض ثم مد يده ليساعد السيدة ستيفنست على الخروج وتبعها

الباقون . وبينما هم يشكرونه على اليوم الرائع الذي امضوه ظهرت شابة

بصورة مفاجئة ونادته ضاحكة :
- ستيفان ...لماذا لم تأت لاستقبالنا ؟
كانت طويلة القامه من عمر انجيلا تقريباً بلا شك احدى القادمات على

لوكارونيان , لأن الشمس اثرت على بشرتها . على عكس السياح الأتين

من اوروبا بالطائرة مع لون بشرتها وشعرها الأسود وعينيها السوداوين بدت

وكأنها غجرية رائعة , اضافة الى فستانها الأحمر والحلق الذهبي في اذنيها .
- فال . كم انا مسرور لرؤيتك . هل كانت سفرتكم ممتعة ؟
- رائعة .لكنني لم اصدق اللحظة التي وصلت فيها . ابتسمت ابتسامة

عريضة ابرزت اسنانها الناصعة البياض .
ونظر ستيفان الى الباقين :
- اسمحوا لي ان اعرفكم بالآنسة فاليري لانغدن اوين ...فاليري اقدم لك

السيدة ستيفنست .
حياها الأمريكيان بطيبة , كعادتهما لكنها لم تكترث لهما بل التفتت مجدداً الى

ستيفان .
- تعال لتحيي ابي وامي. تعال بسرعة .
فأجابها ناظراً الى ساعته ومعتذراً من الآخرين :
- طبعا . اعذروني .
عندها لاحظت ساره وجه اختها والتعبير المندهش المرتسم عليه . كانت

انجيلا ممتقعة اللون بصورة استثنائية . تتبع فاليري اوين بنظرة حقد وهي

تبتعد .منتديات ليلاس




**********************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:48 PM

4- السر



عندما صارت الفتاتن في غرفتهما . رمت انجيلا بحقيبة السباحة على السرير وبنفسها على الكرسي وقالت :
- يالحظي السيئ. كل شئ كان على مايرام قبل ان تأتي هذه القذرة . الأفضل لنا ان نعود الى بلدنا .
- هل تعرفينها ؟ يبدو انها لم تعرفك .
- آه طبعا . وعندما تحول نظرها لحظة واحدة عن ستيفان راند . ستتعرف علي ....اذا لم ترني حتى الآن فلأنها لم تتوقع رؤية بائعة بسيطة .
- من هي ؟
اشعلت انجيلا بغضب سيكاره وهي التي لاتدخن الا بعد وجبات الطعام او في المساء احياناً . لكن منذ تحولت حياتهما ازداد استهلاكها للدخان . وفي اليومين الأخيرين دخنت السيكاره تلو الأخرى ...فشكت ساره بأن تكون اختها متوترة بالرغم من مظهرها الهادئ .منتديات ليلاس




*****************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:49 PM

- هي وأمها اسوأ زبونتين في المخزن ....كانتا تبذران الكثير من المال لكن صعوبتهما في الشراء جعلت الجميع يستاؤون منهما ....حتى صاحبة المحل كانت تضطرب عند رؤيتهما انهما أبعد انسانتين أردت وجودهما في هذا المكان .
فقالت ساره :
- ليس عليك معاشرتهما . لم نكلم احدا هنا باستثناء آل ستيفنت .
- لاتعرفين السيدة لانغدن اوين الأم ...عندما تكتشفان انني هنا وتعرفان وظيفتي السابقة ,ستجدان غبطة كبيرة في سرد قصتي امام الجميع .
- وما العيب في ذلك ؟ العمل في المخزن ليس مدعى للخجل .عديدات من الفتيات يشتغلن هذه الأيام ..وفي المخزن الذي عملت فيه كانت هناك فتاة مبتدئة بالعمل .
- نعم لكنها لم تكن مضطرة للبقاء ..فقد تركت العمل عندما ضجرت منه ...آل ستيفنست يجهلان اننا عملنا ويعتقدان اننا مبتدئات .
-ةلم تقولي لهم هذا اليس كذلك يا انجيلا ؟
- لا لكنهما يعتقدان ذلك ... ولأكملا في تفكيرهما لو لم تأت هذه اللعينة . الا تفهمين ان رونالد ليس كائناً خيالياً تحلم به الفتيات لكنه يشكل نصيباً جيداً .
- لا احب سماعك تتكلمين هكذا يا انجيلا . تبدين باردة غير مكترثة بينما طبعك الأساسي مختلف .
لم تسمع انجيلا ما قيل بل وقفت ونظرت الى نفسها في المرآه وبين حاجبيها عقدة اضطراب وتمتمت قبل النظر الى اختها :
- اذا ارادت تخريب مشاريعي فسأعرف كيف اتدبر امرها ..ليس هناك مدعى للسرور يا ساره فسبب وجودها في ناسو واضح .
- ما قصدك ؟
- لست عمياء يا ساره ..الا ترين انها مهووسة بستيفان ؟
- ماذا تريدين ان افعل وبماذا يؤثر ذلك علي ؟
- آه ...عفواً لأنك لست مهتمة بأمره . في نهاية الامر هكذا أفضل . اعرف انك حزت على اهتمامه لكنك لن تصلي الى مركز فاليري عنده ...

في المساء لم يظهر ستيفان ولا عائلة لانغدن اوين في الفندق . بعد العشاء فكر آل ستيفنست ان يشربوا قهوتهم في الحديقة بصحبة الصبيتين . وما ان جلسوا حتى جاء الخادم ينبئ ساره بأن احد يطلبها على الهاتف . فوقفت لتتبعه الى مكان المكالمة لكنه قال لها انها تستطيع تلقي المخابرة في مكانها فوضع الهاتف على يمين كرسيها وطلب من الأستعلامات اعطاءها المخابرة . لم تتعجب ساره عند سماع صوت بيتر لازلو لأنها لم تتعرف على احد غيره من خارج الفندق . طلب منها ان تخرج معه في ذلك المساء . فترددت خاصة عندما صمت الجميع ونظروا اليها ثم قررت وقالت لأنجيلا وهي تقفل الخط :
- انا خارجة مع بيتر لازلو . سيمر ليأخذني بعد عشرين دقيقة .

ولم تمر عشر دقائق حتى انبأها الحارس بأن السيد لازلو بانتظارها .
فتمنت للجميع سهرة سعيدة وتساءلت عما تخبئه ابتسامة اختها . ثم ذهبت لتلاقيه في المدخل قرب مكتب الأستقبال .
- آه . مساء الخير ياستيفان , لقد أمضينا وقتاً رائعاً اليوم .

*****************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:50 PM

ثم مرت امامه شامخة الرأس ثم ابتسمت ابتسامة عريضة لبيتر ومشت معه بعدما امسكت بيده فقال لها وهو يفتح باب السياره :
- تبدين نشيطة جداً هذا المساء .
- فعلا .
وبينما دار بيتر حول السيارة ليحتل مكان القيادة القت ساره نظرة الى مدخل الفندق لكن ستيفان كان قد اختفى . فتساءلت اذا توصلت الى اثارته في المسرحية الصغيرة التي قدمتها امامه ...ثم أجابت نفسها بالنفي ...الآن وبعدما دخلت فاليري اوين الى الساحة لم يعد يهتم بغيرها .
- ماذا تفعل اختك هذا المساء ؟
- اعتقد انها تخرج مع رونالد .
- هل يجذبها فعلا هذا الأمريكي؟
فكرت ساره بأن هذا السؤال في غير موضعه ودليل حشرية غير واضحة لذلك فضلت الا ترد عليه .
- انه لطيف جداً.
ثم تابعن مغيرة محور الحديث :
- الى اين نذهب يا بيتر ؟
- فكرت انه ربما يهمك رؤية برج اللحية السوداء ..انه عبارة عن اطلال مهدمة لكن زيارته مهمة ..المكان منزو قليلاً , لكن لا تأبهي فنواياي ليست عاطلة .
قال هذا وحول نظره نحوها مبتسماً . فاحمرت ساره وقالت :
- لم تخطر ببالي فكرة من هذا النوع .
فضحك بيتر :
- ببالك انت . طبعا لا . ولكن ببال اختك بلا شك .
- لا يجب الاهتمام بكل ماتقوله . بما انها تكبرني بثلاث سنوات تعتقد انها مجبرة على مراقبتي .
- معها حق .فأنت شديدة الثقة بالآخرين . وهذا سئ في مدينة مثل ناسو .
- انا متأكدة من ان ناسو ليست اكثر خطراً من لندن ..ثم ان الثقة عامل مهم في الحياة والا لكانت هذه الأخيرة لاتطاق .
- برج اللحية السوداء مقر سياحي موجود على قمة التلة في طرف الجزيرة .
اخبر بيتر سارة ان اسم هذا القرصان الحقيقي هو ادوارد تيتش وان البرج كان قلعته ..
فتمتم ساره وهما في طريق العودة الى السيارة :

- اتساءل أي نوع من الرجال كان هؤلاء القراصنة ..اتكلم عن الرؤساء ...لم يكونوا كلهم سيئين ...فهنري مورغان مثلاً اصبح حاكم جامايكا .
- اشك في كونه شخصية رومنطقية خيالية كما يصورون في السينما .
- طبعا لا .
- اعتقد في الواقع انك فتاة خيالية رومنطقية جداً ..من النوع الذي يحلم بلقاء رجل الأحلام والهروب معه .
- كل الفتيات يحلمن بذلك بالرغم من معرفتهن بأن هذا غير وارد .
- كلهن ؟ لست متأكداً ...فأختك مثلاً ليست من هذا النوع .
- انت تعرفها منذ مدة قصيرة جدا ....فكيف تعرف بماذا تحلم ؟
- تبدو لي واقعية .
- وأنا . الا ابدو واقعية ؟ شكراً انت تمدحني حقاً .

******************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:51 PM

ضحك بيتر معها على هذه الجملة :
- اعذريني ...لم اقصد جرحك ...لاينقصك التفكير والتعقل لكنه يخيل الي ان قلبك هو الذي يقود تصرفاتك .
- تقصد ان تقول ان رأسي ليس فوق كتفي ؟
ثم سألته ساره وهي تنظر اليه نظرة ناعمة :
- قل لي ...اذا لم يكن في رأسك ايه نية بشأن هذا المساء لماذا دعوتني ؟
لم يجب بيتر مباشرة على السؤال صادف سؤالها في الوقت الذي خبأت القمر غيمة عابرة لذلك لم تر تعابير وجهه .
- منذ زمن بعيد لم أصادف فتاة مثلك يا ساره . تذكرينني بالفترة التي كنت احلم فيها .
- هل وقعت في الحب يا بيتر ؟
لم تعرف لماذا طرحت عليه هذا السؤال وخافت ان يسخر منها لكنه أجابها بجدية :
- آه , طبعاً صادفت حباً كبيرا في حياتي .
- هل تقصد في هنغاريا ؟؟
ضحك على سؤالها هذه المرة دون ندم . ولم تشعر بنفسها مرتبكة وبلهاء مثلما شعرت البارحة مع ستيفان .
-لا الأمر عادي , لم اجد يوماً ما شقيقيتي بالروح , ولم اصب بخيبة امل عاطفية . كنت دوماً السبب بايقاف قصصي الغرامية وذلك بسبب عدم ثبوتي على انسانية معينة ...وخيبات املي كنت انا سببها ....سهل جداً ان يقع الأنسان في الحب لكن الصعب هو الأبقاء على هذه العاطفة . لم اصادف حتى الآن المرأة التي اريد تمضية حياتي معها .
صعد الى السيارة واقترح بيتر ان يعودا الى المدينة ويذهبا الى الجهة الثانية .

- يجب الا اتأخر في العودة الى الفندق .
- مازال الوقت باكراً .
قادها بيتر الى ناد ليلي للرقص في الهواء الطلق وكل طاولة فيه مغطاة بشمسية .
كانت الموسيقى هادئة وبطيئة ...وبيتر يجذبها اليه كلما رقصا معاً .
فرأت ساره امامها رجلاً هادئاً ,رقيقاً , انيقاً , لطيفاً , وبعد رقصه معها , لم يترك يدها وهما عائدان الى الطاولة ..اعتقدت انه من السهل الوقوع في حبه ..لكنها كانت على يقين بأن هذا لني يحصل لها , بيتر جذاب , لكن شيئاً ما كان ينقص بينهما .
رقصا وتكلما ورقصا ايضاً حتى نظرت ساره الى ساعتها ...انها الواحدة صباحاً .
- ياالهي ..بيتر ...الوقت تأخر كثيراً .
- هل الأمر خطير لهذه الدرجة ؟ انت لست سندريلا ...لا شئ يجبرك على العودة عند الساعة الثانية عشرة .
- قلت انني سأعود باكراً ...سيقلقلون ارجوك ...علي ان اعود .
عندما رآها مستعجلة جدا دفع بيتر الحساب وذهب بصحبتها .
كان الفندق مشعاً عندما وصلا ففي ناسو الناس يبدأ الناس سهرتهم في منتصف الليل .

وعندما هم بيتر بالنزول ليفتح لها باب السيارة قالت :
- لا , لاتزعج نفسك ....لقد امضيت سهرة رائعة ...شكراً .
- متى نعاود الكرة ونتقابل ؟ هل تستطيعين المجئ غدا لمزيد من التزلج المائي ؟
- لا ادري . الأفضل ان تخابرني ...شكراً ايضاً والى اللقاء .

*********************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:52 PM

اسرعت ساره في الدخول الى الفندق وفي اجتياز المدخل وشعرت بالراحة عندما انبأها عامل الأستعلامات ان آل ستيفنست لم يرجعوا بعد من سهرتهم ...لم يكن مفتاح غرفتهم معلقاً , فقالت له :
- هكذا افضل ...شكراً ...تصبح على خير .
هرولت ساره الى المصعد فرحة لأن اختها لن تعرف الساعة التي عادت فيها . وبما ان المصعد كان مشغولاً استقلت السلالم هادئة ونادمة على الخوف الذي اظهرته امام بيتر بسبب التأخير ثم غرقت في ذكريات سهرتها الحلوة وهي تدندن اغنيه على ايقاع الكاليبسو وتبتسم , واذ بها تكاد تقع بين يدي ستيفان راند الذي سألها وهو ينظر الى خديها الموردين وشعرها المبعثر من الهواء :
- مساء الخير يا ساره ...هل امضيت سهرة ممتعة ؟
فجأة فقدت بسمتها وثقتها بنفسها :
- نعم ..نعم ...شكراً .
ثم استعادت هدوءها :
- لقد ذهبنا الى نادي كرواسان دولون ...هل تعرفه ؟
- نعم ترددت عليه ثلاث مرات واعتقدت انه سيأخذك اليه .
كان ينقص ساره الخبرة في هذا النوع من الجدل الكلامي لذلك كانت تفقد اعصابها بسهولة .
- ماذا تقصد ؟
- الرقص في الهواء الطلق على ضوء القمر ..هذا يدخل في سياسة لازلو للتقرب .
رفعت ساره رأسها ولحسن الحظ تحكمت بغضبها :
- حقا ؟ لكن اسلوب التقرب اللطيف الأنيق هو افضل من سياسة رجال الكهوف ..اليس كذلك ؟
- كم ارادت ان تفقد ستيفان اعصابه بجملتها الأخيرة ...كم حلمت بذلك ..وفرحت عندما لاحظت بالرغم من ابتسامته الدبلوماسية تعابير و الغضب في عينيه .
- بما انني رجل ولست فتاة يصعب علي معرفة الأفضل ..انت متعبة بلا شك بعد هذا اليوم الطويل ....تصبحين على خير يا ساره .
انحنى بأناقة صاحب الفندق الذي يحيي احد زبائنه ثم مضى امامها قبل ان يختفي وراء احد الأبواب . تبعته ساره بعينيها ثم اكملت طريق صعودها الى الطابق الأعلى متنهدة لم يكن التعب الجسدي هو الذي ارهقها وهي تخلع ملابسها بل الضغط المعنوي الذي جعلها تشعر برغبة في الأرتماء على سريرها والبكاء .
وفي صباح اليوم التالي انتظرت مكالمة هاتفية من بيتر حتى الساعة العاشرة . لم يخابرها فقبلت بمرافقة الآخرين الى بارادايس بيتش معتقدة انه منهمك في اعطاء دروس سباحة ..لم تذكر انجيلا أي شئ عن سهرتها في المساء الماضي ..فقالت ساره ان اختها مشغولة بمشاكلها الخاصة ولا وقت لديها لتسألها عن امورها .
عندما صعدت الى الغرفة بعد الغداء لتجلب حقائب الشاطئ لاحظت انجيلا ان نظاراتها مكسورة :
- علي ان اذهب لأشتري نظارات جديدة . اذهبي يا ساره مع آل ستيفنست وانا سألحق بكم .
عندما روت ساره نية انجيلا غضب رونالد وقال بسرعة :
- سأرافقها ..ربما لاتدري من اين تلحق بنا وتأخذ المركب
- بلى ..في كل حال لقد ذهبت الآن .
- حقا ؟
قال ذلك واختفت من وجهه ملامح السرور والبهجة . بدا مندهشاً ومفجوعاً وكأن الدورة في مخازن باي ستريت رحلة لاعودة بعدها . بعدما وصلوا الى الشاطئ بنصف ساعة بدأ رونالد يصرح عن قلقه :
- كان عليها ان تصل الآن اذا ذهبت لتشتري نظارات ..ربما حصل لها حادث .

******************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:53 PM

- لاتتكلم هكذا يا بني ...ربما قامت بدورة في كل المخازن لتشتري حاجات اخرى او تتفرج على الجديد .
- سأذهب وراءها ...ربما هي مريضة خاصة وان لونها كان ممتقعاً هذا الصباح .

نظرت اليه السيدة ستيفنست ضاحكة وهو يترك الشاطئ :
- مسكين رونالد . لم اره في حياتي على مثل هذه الحالة ...انه فعلاً مغرم اتمنى الا يقع من احلامه ويصطدم بالواقع الأليم .
تفوهت بالجملة الأخيره ناظرة الى ساره نظرة امل بينما تنهدت هذه الأخيرة .
- تبدين مستعجلة على زواج ابنك ...مع ان الأمهات يخشين الفتيات اللواتي يجذبن ابناءهن.
- كثيرات لديهن ذا الشعور ...بعض صديقاتي ذقن الأمرين عندما وقع ابناءهن في الحب وأرادو الزواج . انا لست من هذا النوع عندما سيتزوج سأكون اكثر سعادة منه .
رجعت السيدة ستيفنست وساره الى الفندق ظهراً عندما لم يعد رونالد مع انجيلا . فوجدت الأمريكية سبباً لغيابها عندما دخلتا الفندق :
- ربما فضلا البقاء وحدهما ... لن نراهما بعد الظهر آه ..من ارى ؟
فعرفت ساره ان سبب الجملة الأخيرة كانت رؤية رونالد يتهافت نحوهما عند رؤيتهما صارخاً :
- هل هي معكما ؟ هل رأيتماها ؟
- ماذا ؟ الم تجدها ؟ لقد حصل لها مكروه بلا شك ....فهي لا تذهب دون ترك خبر ...
- لقد حصل لها حادث .بحثت عنها في كل مكان . صعدت الى غرفتها ولم اجدها .
- لاتقلق هكذا يا حبيبي ...ربما ذهبت عند مصمم الشعر . الف أمكانية وأمكانية يمكن ان تؤخرها ....هل سألت الأستعلامات اذا تركت لك رسالة ؟
- طبعاً ..لا خبر ولا رسالة , هل تكلمت أمامك يا سارة عن مصمم الشعر ؟
- لا . لكني اكيدة من ان شيئاً لم يحصل لها ..لماذا تخشى الحادث ؟؟
- لم لا ؟ سأتصل بالمستشفيات .
وركض نحو مكتب الأستقبال .
- ربما كان ابني على حق ...غريب ان تختفي هكذا ....تعرف اننا نقلق عليها .
- آه ...هاهو السيد راند الجذاب ...ربما اقترح علينا حلاً .
استمع ستيفان بجدية الى قصة السيدة ستيفنست ثم التفت نحو ساره :
- هل اخذت اختك حقيبتها عندما خرجت ؟
- اعتقد ذلك ...انا متأكدة , تركت حقيبة البحر لكنها اخذت حقيبة يدها .
- اذن معها تذكرة هويتها وجواز سفرها ..وأشياء مماثلة .
- لا ادري ..انجيلا مرتبة جداً . لاتحمل الكثير من الأوراق معها .

******************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:54 PM

تدخلت السيدة ستيفنست في الحديث :
- عليها على الأقل ان تحمل جواز سفرها .
- انها تتركه دائماً في غرفتنا وتقفل عليه بالمفتاح .
- هذا غاية في الوقاية....كيف تختفي هكذا دون اعلامكم ؟ اعتقد اننا نستطيع ان ننتظر قليلاً قبل المبادرة في البحث . اذا لم تعد بعد الغداء ....
-وتوقف ستيفان عن حديثه عندما رأى تاكسي يتوقف امام الفندق فصرخت السيدة ستيفنست :
- آه ...هاهي . ياالهي ...الحمد لله على راحة بالنا , رونالد انها هنا . وكان منظر انجيلا اكبر دليل على عدم اكتراثها عند خروجها من التاكسي وفي طريقة دفع اجرة السائق . كأنها لم تشك في حالة القلق التي انتابتهم خلال غيابها . عندما ركض رونالد وأمه ليسألاها عما حصل لها . كانت بعيدة كل البعد عن الأعتذار .
- لم يكن هناك أي داع للقلق . فأنا راشدة وبأمكاني الأهتمام بنفسي .
فرد رونالد وهو يمسح قطرات العرق عن جبينه :
- كنا سنفقد عقولنا يا انجي .
- لاحظت ساره مسحة من المقت تمر على وجه اختها , لكنها خبأتها بسرعة
- آه رونالد ...اعتذر يا حبيبي فأهمالي لا يغتفر .
- ولكن اين كنت ؟
- ذهبت لشراء بعض الحاجات ...ثم توقفت ساعتي عن الدوران ولم انتبه للوقت . وكأن هذا التصريح الأخير اعاد الى رونالد ابتسامته وقال :
- هل تعرفين انك بحاجة الى حارس خاص يا حبيبتي ...هل هذه تصرفات فتاة ؟ الأختفاء طيلة اليوم من دون التفكير بقلق الأخرين . اتساءل كيف استطيع تحمل صدمات مماثلة . وأنت يا راند ؟
- فأجاب ستيفان بأدب لكن ساره شعرت بأنه , مثلها يشك بأمر غياب انجيلا :
- اتساءل انا ايضاً عن هذا ...المعذرة يجب ان اترككم الآن .
وأمسك رونالد بذراع انجيلا قائلاً :
- كلنا بحاجة لشرب شئ الآن . في المرة المقبلة عندما تدورين في المخازن يا عزيزتي سأكون بقربك متتبعاً خطواتك .
لم تستطع ساره التكلم مع اختها بهدوء الا بعد الغداء , اذ ان رونالد قرر الذهاب الى البحر والتعويض عن سباحة الصباح , بينما فضلت والدته زيارة فور شارلوت بصحبه ساره .
- ماذا حدث حقاً هذا الصباح يا انجيلا ؟
- لقد اخبرتك ..لم انتبه لمرور الوقت .
- ارجوك انجي ...حتى لو توقفت ساعتك فالشوارع مليئة بالساعات . والجدير بالذكر اني رأيتك تعبئين ساعتك بعد الفطور .
فالتفتت انجيلا الى اختها صارخة :
- لاتناديني انجي .
- اعتذر ...لابد اني تعلمت هذا الأسم من رونالد .
- انسي هذا الأسم اسمي انجيلا وليس انجي .
- حسناً لاداعي للغضب .
تنفست انجيلا بقوة بعدما هزت كتفيها علامة الندم .
- اعذريني يا حبيبتي , في الواقع عندي صداع هائل مؤلم .
- سأحضر لك الدواء .

********************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:55 PM

ذهبت ساره لتجلب كوباً من الماء لأنجيلا وعندما عادت وجدت اختها متكئة على طرف طاولة الزينة وذقنها بين يديها والتعابير الحالمة تكسو وجهها فتمتمت وهي تشرب الدواء :
- شكرا يا صغيرتي , معك حق ساعتي لم تتوقف عن العمل واخطأت في الأختفاء هكذا ....
- لكنني كنت بحاجة للبقاء وحدي لل....للتفكير .
- هل تقصدين انك غيرت رأيك فيما يتعلق برونالد ؟
لم تجب انجيلا بل اخرجت بعض المرهم من الأنبوب .
- اسمعي يا انجيلا , لا تغضبي ..لكني يجب ان اقول لك شيئاً , اذا بدأت تفهمين بأنك لاتستطيعين الزواج من رونالد عليك ان تخبريه بذلك ..كان قريباً من الجنون هذا الصباح بسبب قلقه عليك . من الخطأ ان تشجعيه يا انجيلا , ربما صدمته جدياً .
بالرغم من هدوئها وضياعها الممزوجين , سمعت انجيلا كلام اختها وضحكت بحزن عندما انهت ساره جملتها :
- القلوب لاتكسر يا حبيبتي ...انها تنطوي قليلاً ثم تستعيد حجمها الطبيعي .
- لكن لاداعي لجرحه بلا جدوى .
اخبرت ساره اختها عن الحديث الذي دار بينها وبين والدة رونالد على الشاطئ , ثم اكملت :
- اذن ...هل يستحيل عليك تكملة هذه العلاقة ؟
- طبعا استطيع ...وأنوي القبول بالزواج منه عندما يعرضه علي . خاصة بعد بروز عائلة لانغدن اوين ...فكلما اسرعنا كان ذلك افضل . بيني وبينك اعتقد ان كلام هذه العائلة لن يغير كثيراً في مجرى علاقتي برونالد لأنه متيم في حبي , لكنني لن اتأكد الا بعما ارى المحبس في يدي , واذا أعادت والدته الحديث بعد الظهر , افهميها بطريقة غير مباشرة وبلباقة , بأني مغرمة ومتيمة بحب ابنها .

صدمت ساره من هذا الحديث :

- ولكن ...انجيلا .

- هذه حياتي يا ساره ...انا حرة فيها . استطيع ان اسيرها كما اريد . لن تغيري رأيي مهما قلت والآن فلنسرع ارجوك .

بعد ظهر ذلك اليوم حملت ساره ثقل حزنها وألمها معها , وهي تدور مع السيدة ستيفنست في فور شارلوت وتتبعها في الغرف , تحت الأرض , في تلك القلعة القديمة , عرفت بعض وقبولها قرار السفر مع اختها ... والا لما وصلتا الى هنا .

عندما عادت الى الفندق كان رونالد مازال على الشاطئ مع انجيلا , ارادت والدته ان ترتاح ساعة قبل حفلة المساء ونصحت ساره بأن تفعل مثلها . لكن الشابة بعدما اخذت حمام وطلت أظافرها . لم تشعر برغبة في النوم او في البقاء وحدها مع افكارها . فارتدت فستاناً ليلكياً ناعماً ونزلت . فكرت بالذهاب الى غرفة المطالعة لتطلع على بعض المجلات الأمريكية لكنها رأت المقهى ما زال يعمل فجلست على طاولة في زاوية المقهى حتى دخل رجل وسيدة متقدمان في السن , وجلسا على الطاولة المجاورة . في بادئ الأمر لم تكترث لهما لكن سرعان مالفت انتباهها جملة قالتها السيدة :

- هذا شئ عظيم بالنسبة اليها ياروبرت , فاليري اصبحت في الخامسة والعشرين وحان الوقت لكي تتزوج .

*********************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:55 PM

- ففكرت ساره بان هذين هما بلا شك والدا فاليري لانغدن اوين , فأخذت تستمع الى الحديث ببالغ الأهتمام :

- هذا الأمر يتعلق بك ياعزيزتي . لكننا لن نراها بكثرة اذا استقرت هنا .

- علينا الرضوخ للأمر , الأهم هو ان تستقر ...المشكلة هي ان الجميع في بلادنا يعرفون بمغامرتها مع وودوارد .

- ياله من صبي احمق . اود لو اضع يدي عليه .

- لاداعي لفتح الدفاتر القديمة ياروبرت . لكن لسوء الحظ عندما تدخل الفتاة في مسألة طلاق بشعة مثل هذه . تففقد الأمل في الزواج من رجل تحلم به . نشكر الله لأن فاليري نسيت هذه المأساة عندما تعرفت على ستيفان .

- هل تعتقدين انه مغرم بها ؟

- اعتقد ان امرها يهمه ...الباقي يتوقف عليها .

وقفت ساره وخرجت بسرعة من المقهى . كانت شبه مريضة من شدة القرف . لم تستطع ان تفهم كيف يتكلم الأهل بهذه الطريقة عن ابنتهما . لقد كفاها تفكير اختها السطحي بأمور كهذه ..لك الأهل الذين يفكرون بزواج ابنتهم بهذه الطريقة هذا مثير! شعرت بأنها محاطة باناس باستثناء آل ستيفنست لايعني الحب والشعور لهم شيئاً ...بعد العشاء اقترح رونالد مشروع الذهاب الى السينما .

لكن انجيلا اعتذرت بسبب الصداع وصرحت بأنها ستذهب وتنام فوراً , الفيلم المقترح كان الملحة الأكثر دراماتيكية وحزناً في تاريخ سينما تكساس ...وبالرغم من صوت اوراق الشوكلاته التي ابتلعتها السيدة ستيفنست اثناء الفيلم . ومن غضب رونالد من جراء غياب انجيلا . امضت ساره سهرة ممتعة . كانت تعشق افلام الكاوبي وخلال ساعة ونصف استطاعت نسيان مشاكلها والأهتمام بمشاكل الممثلين وادوارهم . ولما عادت الى الفندق شربت كوباً من العصير وشكرت آل ستيفنست وصعدت ....

دخلت الغرفة بهدوء حتى لاتوقظ انجيلا ففوجئت بالسريرين فارغين , دخلت الحمام وخرجت الى الشرفة لكنها لم تجد احداً ..ثم لاحظت ورقة على طاولة التجميل .

- ساره حبيبتي لا استطيع ان انام ...سأخرج قليلاً واقوم بدورة على الشاطئ , ارجوك لاتخبري رونالد والا اخبر الدورية البحرية وعساكر المنطقة وبوليس الشاطئ ....انجيلا ...

طوت ساره الورقة ورمتها في سلة المهملات ...كانت متأكدة من ان هذه السطور تخبئ قصة ... وتأكدت من شكوكها عندما فتحت الخزانة فالثوب الناعم الذي ارتدته انجيلا اثناء العشاء كان معلقاً ....لكن الثوب المفقود هو الحريري الأبيض الأنيق الذي لم ترتده انجيلا حتى اليوم . تاركة اياه لمناسبة مهمة ...الصداع اذن كان عذراً , ويبدو انهم ما ان ذهبوا الى السينما حتى صعدت انجيلا وارتدت اجمل ماعندها وذهبت لتلهوا وتتسلى على طريقتها ..بقى سؤالان : مع من سهرت انجيلا ؟ وما السبب او الهدف ؟ في نهاية الأمر , وبعدما حاولت ساره ايجاد الأجوبة حسب المعطيات التي لديها توصلت الى ربط حادثة غياب اختها في الصباح مع سهرتها في المساء ...ماذا لو التقت انجيلا بأحد اعجبها وقبلت لقاءه ؟ هذا لم يكن ممكناً فقط بل مرجواً , لأنها اذا قامت بهذا المجهود للقاء ذلك الأنسان فهذا يعني انه يعجبها لدرجة تستطيع ان تحبه .

**********************

يتبع

Rehana 11-11-09 06:56 PM

عندما عادت انجيلا الى الغرفة كانت ساره نائمة ..وفي اليوم التالي تفادت التكلم عن الرسالة التي تركتها على الطاولة لكنها لاحظت بأن انجيلا كانت تغني في الحمام وبأنها من وقت لآخر وبينما هي ترتدي ملابسها كانت ترتسم على شفتيها ابتسامة سرية , خفية , غير معهودة ... وقبل النزول الى شرفة الفندق لتناول الفطور حيث ينتظر الباقون مع لائحة مشاريع اليوم انسحبت ساره وذهبت الى غرفة الهاتف لتتصل ببيتر لازلو .
- الو بيتر , انا ساره غوردون . هل باستطاعتك اعطائي درساً في التزلج المائي . درساً ادفع تكاليفه لك .
على عكس نبرة صوتها الممازحة : رد بيتر بجدية :
- اخشى ان اكون منهمكاً طوال النهار يا ساره . انتظري لحظة سأرى مواعيدي على دفتري .
- وهي تنتظر عودته , تفحصت ساره مظهرها على زجاج غرفة الهاتف الشفافه . كانت سمراء حقاً ولونها الجديد اعطى قيمة اكبر لأسنانها البيضاء ولعينيها الرماديتين .
وعاد بيتر وقال :
- اعتذر يا ساره , لأني مأخوذ حتى الساعة السادسة .. وغداً ايضاً .
- حسنا لابأس ...سأحاول الأتصال بأحد منافسيك .
- وتوقعت ان يعرض عليها السهر معه لكنه لم يفعل .
- اعتذر لأني ازعجتك ..الى اللقاء .
- انت لاتزعجينني ...الى اللقاء يا ساره .
- اقفلت ساره الخط متعجبة من برودته معها . مر اليومان التاليان بهدوء . لم تتغيب انجيلا من الفندق , بل على العكس . ظهرت في غاية الطيبة والأغراء مع رونالد مما خيب امل اختها وجعلها تخشى ان يطلب يدها بين لحظة وأخرى ...كانت كلما رأت ستيفان رأت بصحبته فاليري لانغدن اوين , على متن باخرته يضحك معها في المقهى او جالساً بصحبة اهلها على الشرفه الفندق , يتعشون ....فتساءلت اذا كان يشك بنية السيدة
اوين فيما يتعلق به وبالتالي كان معهم لتمضية الوقت . او انه ان فعلاً مغرماً بفاليري ويود الزواج بها .منتديات ليلاس




*****************************


يتبع

Rehana 12-11-09 08:31 AM


5 – المفاجأة




في اليوم الثالث , خرجت ساره وحدها فالباقون ذهبوا الى ميدان سباق الخيل هوبي هورس هول . اما هي ففضلت التنزه وزياره مخازن باي ستريت . اخذت تتأمل المجوهرات المعروضة والأحجار الكريمة من الجاد والعاج وغيرها وتتساءل عن الشعور الذي ينتاب الاغنياء عندما يكون بمقدورهما شراء كل ما يريدون ...وفجأة رأت بيتر لازلو يتجه نحوها :
-صباح الخير يابيتر .
- ساره ؟ آه صباح الخير؟ كيف حالك ؟
رد عليها التحية لكنه لم يرد لها ابتسامتها . فخيل اليها انه غاضب من لقائها ..

فقالت لتكسر ثقل الصمت بينهما :
- لقد انفقت 500ليرة استرلينيه على الحلي ...ولكن بالخيال فقط بعض هذه المخازن مقتصرة على الأثرياء ..
فبدأ على وجه بيتر الأرتياح نوعاً ما .
- هكذا اذن ...تلعبين دور الصبية المتزوجة من الرجل الكهل الوفير الثروة , الذي لايرفض لك طلباً ؟
ابتسمت ساره ...فلو كانت المناسبة فلو كانت المناسبة مختلفة لأجابته , لكنها فضلت ان تحمل جملته محمل المزاح :
- علي ان اعود ...لدي حاجات اشتريها .
- لا يا ساره انتظري ...هل لديك بضع دقائق . يجب ان اقول لك شيئاً .
- ماذا ؟
- ليس هنا . تعالي نجلس في مقهى ما , ارجوك .
- حسنا , لكني لا استطيع ان اتأخر .

امسكها بذراعها وسألها وهما يمران من امام مخزن الجواهر .
- هل هذا هو المخزن الذي بذرت فيه اموالك ؟
- نعم ...لكني لست معجبة بأثمن الحلي ...فقد اعجبني هذا السوار العاجي الصغير .
- اذن لماذا ؟ لاتشتريه ؟
- اوه ...لأني املك أشياء كثيرة مثله , علي ان اتعلم كيف اتحكم برغباتي الشرائية .

حاولت ساره اخفاء الحقيقة ..لاتستطيع شراءه لأن المال ينقصها , ذهبا وجلسا على شرفة احد المقاهي وطلب بيتر قهوة مثلجة , واشعل سيكارته فسألته بحشرية :
- ماذا تريد اخباري ؟منتديات ليلاس




*********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:38 AM

فتردد لحظة واصابعه الناعمة تعبث بالولاعة ثم قال :
- لقد زارتني اختك ذلك اليوم .
- انجيلا ؟
- انا ايضا دهشت .
- لكنها لم تخبرني بشئ .
- لأن الأمر سري بالنسبة اليها .
- أي يوم كان ؟

سألت متعجبة مما يقول بيتر .
- كانت معك اذن
- لم ترد ان اخبرك يا ساره , ولو لم التق بك اليوم لما فتحت الموضوع امامك .ولكن عندما اتصلت بي , شعرت بأنني جرحت شعورك .
- لم تجرحني فعلا لكني وجدتك بارداً ...كما انك لم تفرح عند رؤيتي اليوم .
- ثقي بأن صداقتي لك مازالت موجودة لكني وعدت انجيلا بعدم رؤيتك .
- وعدت انجيلا ..ولكن ..ما معنى هذا ؟
- يخيل الي اختك اني مهتم بك بسبب مالك , فأكدت لها انها مخطئة لكن لم تصدقني ...وفي النهاية وبعد جدل طويل توصلنا الى اتفاق .
- هل تقصد انها دفعت لك مالا كي لا تراني ؟

امتقع لون ساره ثم تمالكت نفسها وشدت على اصابعها :
- نوعا ما ...لا لا تذهبي بعيدا بأفكارك يا ساره ...لم يكن الأمر مادياً .
- ماهو اذن ؟
- قبلت بعدم رؤيتك ووعدت انجيلا بعد ما قبلت اختك بالسهر معي ...

فتحت ساره عينيها على مداهما :
- ماذا ؟ ولكن لماذا ؟ لا افهم .
- الأمر سهل ياصغيرتي ...منذ اللحظة الأولى التي رأيتها فيها شعرت بجاذبية حادة نحوها .
- نحو انجيلا ؟ لكنك لم تعجبها , لمست ذلك بنفسك . فهي لاتعيرك أي احترام .

فضحك بيتر بصوت مرتفع .
- آه ياساره . كم انت بريئة السبب الذي تجاهلتني انجيلا من اجله هو شعورها بالجاذبية ذاتها نحوي ..وهذا الشعور ارعبها لذلك جاءت لتراني لأنها خافت عليك ولأنها لم تستطع مقاومة رغبتها في رؤيتي ...تماماً كما تجذب النار الفراشة .
القت ساره رأسها على مسند الكرسي الذي جلست عليه وحركته لتعي ماذا يحدث وتستفيق من دهشتها ...ما قاله بيتر الآن كان غير متوقع لدرجة جعلتها لاتصدق
- هل تعني انك تحبها ؟
- الحب كلمة تحمل فيها اكثر من شعور وأكثر من احساس ...بالنسبه الى فتاة ناعمه مثلك , يدخل الحب في اطار مغامرة حلوة هدفها الزواج . لا اعتقد انك تسمين حباً ما نشعر به .
- ماذا سيحدث الآن ؟ هل ستراها مجدداً ؟
- القرار عائد لها ...عندما يفعل الأنسان اشياء تتناقض مع مبادئه يجب ان يجد مبررات لما يفعل .

تساءلت ساره عن طريقة تفكير بيتر بالمبررات التي تختلقها انجيلا لرؤيته ...فسألها بيتر بنعومة :
- اما زلت غاضبة ؟بعدما عرفت الحقيقة ؟ هل تعتقدين انني خنت صداقتنا ؟

********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:45 AM

- لا ..انا فقط مندهشه . انت وانجيلا ؟ كنت مقتنعه بأن احدكما يكره الآخر .
- لأنك لم تمري بالتجارب الكافية بعد . ولأنك تحكمين على المظاهر . ستتعلمين يوما بأن الشخصين الذين يشعران بجاذبية قوية يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ....
في معظم الأحيان , لايعيان حقيقه مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما .
فتمتمت ساره متنهدة :
- الحياة معقدة احياناً .
فضحك بيتر ووضع يده على يدها محاولاً حمايتها وتهدئتها :
- لاتأبهي , ولاتقلقي لن تكون معقدة بالنسبة اليك ستلتقين بلا شك الرجل الذي تحبين وسيخفق له قلبك بسرعة وستعرفين انه هو الذي تحتاجين اليه سيطلب منك ان تتزوجيه وستقبلين ...وكما في الروايات والحكايا سترزقان بعدد كبير من الأولاد وتعيشون سعداء هانئين .
- هل تعقد ذلك ؟
- انا متأكد...
وتابع وهو ينادي الخادمة ليطلب الحساب :
- ماعليك الا الأنتظار ...سأتركك الآن , والا تأخرت عن درسي ...
للأسف لن استطيع ان اعطيك دروساً مع كونك تلميذة ممتازة تعد بمستقبل باهر .
- شكرا على كلامك يابيتر ....انا مسرورة لأنك فسرت لي كل ما حدث .
اخذ يدها وقبلها قائلاً :
- الى اللقاء يا ساره ...انتبهي الى نفسك .
عندما ذهبت نزلت ساره الى الشاطئ محاولة التفكير بما اكتشفته . كانت تجد صعوبة في تصديق علاقة اختها ببيتر ...كيف ترفض هذا الرجل لخوفها منه ومن جاذبيته ؟
وهي غارقة في افكارها وسط ضوضاء الشواطئ الملآنة , التي كادت تضيع فيها مشياً لو لم تمسك يد سمراء قوية وتوقفها :
- هذا ليس المكان المناسب للغرق في الأحلام ...هناك خطر الوقوع في المرفأ.

نظرت ساره الى ستيفان راند بعد ما انقطع حبل افكارها وفجأة وبعدما حاول مسك ذراعها لأبعادها عن عربة خضار مرت قربهما شعرت برعشة قوية ..كانت تستعيد كلمات بيتر : عندما يلتقي شخصان يشعران بجاذبية قويه يفتعلان عدم الأكتراث في بداية الأمر ...في معظم الأحيان لايعيان حقيقة مشاعرهما لكن حدسهما يحميهما ...اذن هذه هي الحقيقه هذا هو سبب ارتباكها ورعشتها ...عرفت في لاوعيها انها منذ اللقاء الأول في هذا المرفأ بالذات وقعت في حب ستيفان .
فسألها متعجبا :
- مابك ؟ تبدين كممتقعة اللون .
- لا . لاشئ ...لقد فاجأتني .
- لو دق رأسك في احدى البواخر الراسية لكانت مفاجأة اكبر .هل انت وحدك ؟
- نعم . لقد ذهب الباقون الى سباق الخيل .
- وهل كنت متجهة نحو الشاطئ ؟ لقد ذهبت الباخرة التي تقل الركاب ..سأوصلك بنفسي.

*********************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:53 AM

- لا .
جاء رفضها لاشعورياً لدرجة ادهشت ستيفان الذي لم يقل شيئاً .
- لا ...لست ذاهبة ..اعني ...كنت انوي الذهاب لكني غيرت رأيي . لقد قمت ببعض المشتريات .
- حسناً , فلنذهب اذن في نزهة .
وقبل ان يترك لها مجالاً للرد او الرفض , امسكها ومشى معها حتى وصلا الى قارب صغير ثم ساعدها على النزول اليه فسألته بعد ما صار في عرض البحر:
- كم باخرة وقارباً تملك ؟
كان هذا اول سؤال مر في رأسها ...سألته ونفسها يتسارع وكأنها امضت يومها بالحركة والسباحة ولم ترتح بعد .
- هذا القارب هو ملك الفندق , الباخرة لي ولدي يخت صغير في فلامنكو .
- لاشك بأن المراكب الشراعية مسلية .
- جداً ...خلال شهر آذار . مارس يتم سباق قوارب وهذا اكبر حدث في السنة . كل القوارب تتجه نحو الجنوب لتنطلق من هناك ويبدو مرفأ جورجتاون لكثرة القوارب فيه , كأنه قريه عائمة .

فكرت ساره :
-اذار مارس ...اين ستكون في آذار ؟ في لندن بلا شك وأكثر تعاسة من قبل ..ولن يتذكر ستيفان حتى اسمي ....واذ به يقاطع افكارها ويسألها :
- كيف حال دروس التزلج المائي ؟
- لم اكمل تماريني . ليس لدي الوقت .
- اليس لدينا كل الوقت في العطلة اجمالاً ؟
- فهمت ماذا اعني ؟
- تعنين انك مرتبطة بآل ستيفنست .
- لديهم دائماً الكثير من المشاريع للنهار . وليس لطفاً مني ان اتركهم لأنهم كانوا لطفاء جداً معنا .
- الفنادق مثل بواخر الشحن ...اول انسان يضع يده عليه هو الذي يحصل على اكبر محصول منه انا لاأتهم ستيفنست لكني متأكد من ان عطلتكما كانت مختلفة بدونهما .
- لا ادري ...ربما كانت عطلتنا اقل لهواً ..وكانت سهراتنا اقل .
ابتسم ستيفان على اثر جملتها .
- كثيرون في ناسو يودون الخروج معكما .
كان البحر رائعاً في ذلك اليوم ..أشعة الشمس أسدلت الوانها عليه وأعطته اللون الزهري الممزوج بالأزرق والأحمر والأصفر وأخذت تختفي تحت امواجه ...عندها وصل ستيفان وساره الى الشاطئ ..كانت تجلس وراءه وتتأمل جسمه تحت السماء الزرقاء ..شعره الأسود القصير وبنيته القوية وبالرغم منها ارادت تسجيل كل تفاصيله الدقيقة التي استطاعت تدوينها وهي بصحبته ...

على فكرة يا ساره , في الأسبوع المقبل . ننظم حفلة تنكرية على احد الشواطئ . انصحك بالبدء بالتفكير بالزي ...هناك مخزن في المدينة يؤجر ثياباً من هذا النوع . بعض النساء يعذبن أنفسهن ويخترن ثياباً معقدة ...الأفضل هو الأبسط . فاختاري ثياباً تتحمل التراب والماء .
- كيف نذهب الى هذه السهرة ؟
- نستأجر بواخر اضافية ننقل الناس فيها . عليك ان ترتاحي بعد ظهر ذلك اليوم لأن الحفلة تنتهي في الساعات الأولى من الصباح .

******************

يتبع

Rehana 12-11-09 08:59 AM


- بأي زي ستتنكر ؟
- لا ادري ..لاشئ مهم جداً . ليس من عادتي الذهاب الى حفلات كهذه . لكني سأكون هناك هذه السنة .
قفز قلب ساره ثم عاد الى طبيعته ...سيكون بسبب فاليري ...
وعندما عادت الى الفندق اول من التقت به كان فاليري لانغدن اوين . كانت على الشرفة بصحبة شاب مهتم بها . وما ان رأت ستيفان حتى قاطعته .
- ستيفان ..فتشت عنك في كل مكان تعال واشرب معنا شيئاً ...اقدم لك غي كاستيل , ستيفان راند .
فوقف غي كاستيل مسروراً لأنه بصحبة فاليري , وسلم على ستيفان ووضع كرسياً لساره .
وأكملت فاليري بعد ما جلس الجميع :
- ستيفان . الكاميرا التي معي معطلة . فهلا صلحتها لي ؟ انا متأكدة من ان العطل بسيط لكني لا افهم شيئاً في الميكانيك .
فأذا بغي كاستيل يقول :
- استطيع اصلاحها لك يافاليري , فهذه هوايتي الأساسيه :
- احقاً ؟
وأدارت ظهرها لتتوجه بالحديث الى ستيفان :
- ماذا فعلت بعد ظهر اليوم ؟
- تنزهت في القارب بكل بساطة .
فنظرت فاليري الى ساره . بتمعن , هذه المرة وبطريقة تنتبه اليها النساء فقط وسألت :
- هل تبدأ عطلتك يا آنسه غورون ام هي على وشك الأنتهاء ؟
فعرفت ساره ان فاليري اكتشفت نوع وسعر ماترتديه ودرست كل التفاصيل المادية المتعلقة بها وأجابت باتزان :
- سنبقى عشرة ايام اخرى وأنت ؟
- مشاريعنا غير واضحة .
ففهمت ساره الأسس التي توضح مشاريعها وفجأة ظهرت انجيلا من باب مقهى الفندق انيقة ونضرة :
- آه , انت هنا ياحبيبتي .
ووقف الشابان وقدم ستيفان انجيلا للجميع ودعاها للجلوس معهم .
- هل تودين شرب عصير ما او مشروب ساخن .
- ليموناضة ومعها عدد كبير من قطع الثلج ...لقد امضينا كل النهار في ميدان السباق .
كان الطقس شديد الحرارة ناهيك عن الغبار
وجود انجيلا ادهش ساره خاصة وأنها رأت فاليري على الطاولة لكنها فرحت عندما رأت ان جمال فاليري الأصطناعي اختفى امام نضارة اختها الكبرى ...تابعت فاليري الحديث :
- انا اعرف ان رأيي رجعي جداً , لكني اكره سباق الخيل ..كل السباقات تضجرني ...آنسة غوردون انا متأكدة من انني رأيتك قبلاً ..هل تسكنين لندن ؟
التقطت ساره انفاسها اثر هذا السؤال لكن انجيلا بدت مرتاحة للغاية . وبعد ما خلعت قبعتها الثمينة ورمتها على الطاولة بدون اكتراث . وكأنها تتتساوي بنظرها مع أي قبعة صوفية اخرى قالت :
- عندنا منزل في لندن .
لكن فاليري اصرت :
- يبدو لي اني اعرف ملامحك .

***********************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:06 AM


- يخلق من الشبه اربعين .
وأضافت انجيلا بعد اول جرعة ليموناضة :
-آه ...هذا لذيذ جدا ومنعش .
لم تقل فاليري شيئاً وفهمت ساره بأن انجيلا على حق ..المسألة مساله وقت قبل ان تتعرف عليها فاليري ..بعد ذلك اعتذر ستيفان ولحقته فاليري بصحبة غي .
- ماذا كنت تفعلين مع هؤلا الثلاثة ؟
ففسرت لها ساره لكن انجيلا لم تسمع ولم تعلق على خروجها مع ستيفان :
- انا امضيت وقتاً ممتعاً . كان يجب ان العب لأربح . فراهنت على خيول ربحت ...الحياة ممتعة حقاً ...وتمكننا من معرفة تعاسة وحزن حياتنا القديمة .
- بعد مرور وقت على هذه الحياة , وعندما تصبح قديمة ستجدينها بلا شك مملة وتعيسة . فربما لم تلاحظي انه بالرغم من الفراء والمجوهرات الألماسية لاتعبر وجوه الناس هنا عن فرحة كبيرة .
- مشاكلهم مشاكل قرحة او زيادة وزن ..تعالي لنبدل ملابسنا . ارجو ان تكوني قد لاحظت بأي عدم اكتراث تخلصت من هذه المخلوقة المزعجة ..اما انا فلن تنقصني الأناقة والمجوهرات بعد اليوم .
اخذت كل واحدة منهما حماماً وحضرتا ملابس المساء عندما قالت انجيلا بهدؤ :
- آه بالفعل , نسيت ان اخبرك بأن رونالد طلب يدي بعد الظهر .
فاستدارت ساره نحوها :
- انجيلا , بماذا اجبت ؟
فضحكت انجيلا بقوة :
- لقد اخطأت في اختيار مهنتي ...كان علي ان اختار التمثيل المسرحي ..في البداية تفاجأت ثم تلبكت وفي النهاية رجوته ان يترك لي وقتاً للتفكير ...رونالد اكيد تقريباً من جوابي ...تقريباً ...
فصرخت ساره :
- كيف تستطيعين ان تكوني مجرمة قاسية بحق الناس الى هذه الدرجة ؟
- اسمعي ..من غير المعقول ان اوافق فوراً ...فأنا لا اعرفه جيداً.
عقدت ساره يديها وصممت على صنع المستحيل لأقناع اختها بالعدول عن مشروع الزواج من رونالد فسألت :
- وبيتر ؟
- بيتر ؟ أي بيتر ؟
لكن بريقاً عبر في عيني انجيلا قبل استدراكها ...لاحظته ساره من خلال المرآة :
- التقيت بيتر لازلو في الطريق اليوم وروى لي كل شئ .
- وهل غضبت ؟ لقد فعلت هذا من اجلك حبيبتي .
- كنت صدقتك لو لم يفسر لي العامل الذي من اجله زرته .
- أي عامل ؟ زرته لأطلب منه ان يدعك وشأنك ...هذا كل ما في الأمر .
فردت ساره بهزء :
- حظي كبير ...لدي اخت تخاف علي لهذه الدرجة لكنك نسيت تفصيلاً صغيراً ...انا فعلاً شابة وبسيطة وطيبة القلب ...لكن بيتر لازلو مختلف عني ...وكما يقول , لم تكوني لتقبلي باتفاق كهذا . لو لم تشعري سرياً بجاذب نحوه ..انت تبادلينه شعوره نحوك ...

********************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:12 AM

فشعرت انجيلا انها وقعت في الفخ :
- ماهو شعوره ؟
- كنت متأكدة من سؤالك ..فلو كنت فعلاً غير مكترثة به , لاكتفيت بحركة اكتاف ...انه يحبك يابلهاء .
بعد لحظة صمت كانت ردة فعل انجيلا غير متوقعة فقد تنهدت طويلاً وحركت رأسها .
- حسناً ..اعترف انني شعرت بجاذبية كبيرة نحو بيتر ...لم اعرف ان الأمر سيوصل بي الى هنا ..ولكن ..هذا ما حدث ...
- اذن لماذا لاتكونين معه ؟
- لأن علاقتنا لن تدوم ..فالذي بيننا ليس حباً كما تتصورين , لكنه جاذب حسي قوي ..فبعد هدوء العاصفة لن يبقى شئ .
- طبعا فالعاطفة والشغف لايدومان ..فلا تعتقدي ان الناس المتزوجين منذ عشرين سنة يرتعشون بمجرد ان ينظر احدهما الى الآخر ؟ الحب يهدأ ...لكن لكي يهدأ يجب ان يكون عاصفاً في البداية .
كانت ساره تتكلم بلهجة اقناع قوية جعلت أختها تتساءل عن السبب .
- انت على حق يا ساره . لكن بين الحب والجاذب عالم مستقل .
- كيف تعرفين ان ما يحدث بينك وبين بيتر مجرد جاذب عابر ؟ لاتستطيعين معرفة ذلك الا اذا عاشرت بيتر وتعرفت على الأشياء التي يحب قراءتها وسماعها , وأطلعت على تفاصيل حياته التي تتقارب او تتنافى مع شخصيتك ...لا حق لك في رفض كل هذا مسبقاً .
- كفى يا ساره . لست محتاجة للأنتظار كي اعرف ان هذا مستحيل , بيتر غريب , لاجذور له , يعيش ليومه , بعد ستة اشهر سيكون في طريقه الى البرازيل ليبحث عن الزمرد او يرحل الى بقعة اخرى من العالم .
- لا , ليس في حال استقراره وزواجه من امرأة يحبها ..فبيتر ليس مغامراً , وهذا واضح عليه . الحياة هي التي اجبرته على هذا الوجود الضائع التائه ..ولو كفاه حبك لتغير كيانه .
- لايغير الحب الناس ...اذا احببت شخصاً , قبلت به على حاله , ثم اني اردد اني لا احبه ...فأرجوك تركيني وشأني .
انتهى الحديث بين الأختين مع هذه الجملة وأخذت انجيلا كيس التجميل ودخلت الى الحمام مغلقة الباب وراءها بقوة .
بعد اربع ساعات , ندمت ساره على الحديث الذي دار مع انجيلا . كان افضل لها لو صمتت ...بعد ان رأت رونالد يعود مشرقاً من نزهة بعد العشاء بصحبة انجيلا .. وبفرح منقطع النظير قال لها :
- ساره . عزيزتي ..لقد اصبح لك صهر امريكي .
في اليوم التالي نزل رونالد مع انجيلا الى السوق واشترى لها خاتم خطبة رائعاً من الزمرد المحاط بالماس ومعه الحلق والعقد المناسبين . وعندما صعدت ساره الى الغرفة لتغسل يديها قبل الغداء وجدت الغرفة مليئة بالأزهار وكأن رونالد اشترى كل ما يخطر على البال من انواع الأزهار والوانها اضافة الى علبة شوكلاته كبيرة وزجاجة عطر جوي من جان باتو .
قبل العشاء شرب كل نزلاء الفندق نخب العروس والعريس على حساب السيد ستيفنست الذي قدم هدايا لوالدته ولساره مما زاد في انزعاج الأخيرة فقالت والدته وهي تقفل سوارها المذهب الجديد :
- رونالد ...ماهذه اللفته الحلوة منك ..انا متأكدة ان هذا ذوق انجيلا .

**********************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:33 AM

اما هدية ساره فكانت عقدا من اللؤلؤ الأصلي الجميل .
- شكرا رونالد , هذا لطف بالغ منك .
- هذا شرف لي يا عزيزتي . ستشعرين ببعض الوحدة يا ساره , اليس كذلك ؟ لكن لاتقلقي فلن يغير زواج انجيلا شيئاً . ستأتين وتعيشين معنا الوقت الذي تريدين .
وأضاف ضاحكاً :
- انا لم اقصد اننا سنأخذك معنا في شهر العسل . فشهر العسل لشخصين فقط . اليس كذلك يا انجيلا ؟
فوعدته والدته :
-خلال شهر العسل , سأخذ ساره الى نيويورك وأجعلها تزور كل المدينة . - اين تنويان قضاء شهر العسل ؟
- لم نحدد بعد تاريخ الزواج يا امي .
- لا ارى سببا للتأجيل , الا اذا رغبت انجيلا في السفر الى انكلترا لتعرفك الى عائلتها .
- لستما طفلين ...بل تعرفان ماتريدان . فبرأيي , باستطاعتكما الزواج فوراً .
- هذا ايضا رأيي ...ما رأيك يا حبيبتي ؟
كانت انجيلا تشرب ما يحتويه كأسها هادئة حالمة , جالسة قرب النافذة وعلى وجهها نور زادها جمالاً . رفعت يدها لتضعها على كتف رونالد ...فاذا بحبة من الزمرد تبرق راسمة على وجه انجيلا ابتسامة اكتفاء ذاتي . ثم اقتربت بكل مافي الدنيا من تودد وقالت :
- لم لا ؟
خصص رونالد قبل ظهر اليوم التالي في انهاء المعاملات الرسمية المطلوبة لزواج امريكي وبريطانية بينما دارت والدته بصحبة انجيلا في مخازن المدينة بحثاً عن ملابس جديدة للعروس بينما نجحت ساره في التخلص من هذه الورطة بابداء رغبتها في الذهاب الى البحر .
حوالي الساعة العاشرة وبعد ذهاب الآخرين كانت في غرفتها تحضر ملابس السباحة عندما دق الباب ...وبما انها اعتقدت ان عاملة التنظيفات هي وراء الباب صرخت لها بالدخول . لكنها فوجئت بستيفان راند يقول :
-صباح الخير . هل انت ذاهبة للسباحة ؟
قفزت ودارت نحوه :
- آه ستيفان , نعم .
- تعالي معي وقومي ببعض تمارين الغوص . انا ذاهب الى فلامنكو حيث سأقضي النهار .
لأول مرة منذ اربع وعشرين ساعة شعرت ساره بنوع من الراحة وكأن همومها زالت .
يوم بصحبة ستيفان راند في فلامنكو ...هروب من الواقع ...فردت ببساطة :
- اكون مسرورة .
ففاجأته بدورها عندما قبلت دعوته .
- حسنا , بعد ربع ساعة في المكان المعهود .
- ولكن ستيفان لا املك قناعاً ولا ادوات غطس .
- لا اهمية لذلك لدي كل ما يلزم .
بعد نصف ساعة وبعد ما ابتعدا عن نيوبروفيداس وأصبحا في وسط البحر الهادئ الرائع استرسلت ساره في نشوة الحاضر .
- كم من الوقت لدينا قبل الوصول الى جزيرتك يا ستيفان ؟
- ساعة تقريباً ..الا تريدين قميصاً ؟

*******************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:39 AM


فحركت ساره رأسها بالنفي اذ كانت تهب عليها نسمات منعشة تختلط برذاذ البحر مبللاً ذراعيها والشمس ناعمة مما جعلها بغنى عن القميص .
- بعض هذه الجزر يحاط بالصخور لدرجة تصعب الوصول اليها .
اكمل ستيفان تفسيره:
- لحسن الحظ لجزيرة فلامنكو مدخل خاص يسهل علينا الأمر .فهذه الصخور تخفي بين طياتها وتحتها ألوفاً من الأسماك ويخال الناظر لأول مرة عن قرب انه في عالم مختلف .
- اعتقدت اننا بحاجة الى غواص للغوص عميقاً .
- نعم , للذهاب الى العمق . لكن ذلك يتطلب تمريناً قاسياً ..اشك بمقدرتك على النزول كثيراً اول مرة ...فهناك خطر الضغط على الأذنين .
- ماذا يحدث اذا غصنا الى العمق ؟
- هنالك خطر الأصابة بضعف السمع او الدوخة او الصداع ..لكن لا عليك ساراقبك .
كلمها ستيفان بنبرة جعلتها تشعر بالرعشة الدافئة تجتاح جسمها .
بعد عشر دقائق مد يده نحو الشرق قائلاً :
- هاهي فلامنكو .
استطاعت من بعيد ان تلاحظ انها جزيرة مختلفة عن غيرها ..
- الزراعة فيها مختلفة : هناك الصنوبر والنخيل الهائل الكبر .
وهما يقتربان من شاطئ الجزيرة فوجئت ساره برؤية سدود من الأحجار البيضاء تحيط بالخليج على شكل هلال , اضافة الى بعض الجماعات من الناس على الشاطئ , فقالت :
-خلت انك تسكن الجزيرة وحدك .
- عندنا خمسة وعشرون شخصاً ..عائلة واحدة ..ماعداي .
وما ان رسى قاربه حتى ركض نحوهما ستة اطفال سمر لأستقبالهما . يتبعهم كل سكان الجزيرة .
اول الوافدين كان رجلا مسناً رمادي اللحية أسمر البشرة , القى التحية على ستيفان وانحنى بأدب امام ساره .
- هذا صاموئل جونسون . لقد اتى الى فلامنكو مع جدي وهو احد اقدم أعضاء العائلة ...سام , اقدم لك الآنسه ساره غوردون .
- اهلا بك في جزيرتنا يا آنسة ساره .
قال صاموئيل الملقب بسام بصوت ناعم , وأكمل :
- أورورا في المنزل يا سيد ستيفان . لقد حضرنا كل شئ . كما طلبت منا .
فأمسك ستيفان بذراع ساره وقال لها :
- سأعرفك على المنزل . ثم نتناول طعام الغداء . وبعد ذلك نغوص ..
صعد الأثنان نحو غابة صغيرة تغطيها الأشجار بينما تبعهما الأولاد قفزاً على اقدامهم . ووصلا الى البيت الذي تحيط به حديقة مزروعة في وسطها شجرة قديمة وتحيط بجذعها مقاعد خشبية وحولها أزهار زهرية اللون وأشجار صغيرة .
كانت السيدة اورورا جونسون بانتظارهما على عتبة الباب...
انها سيدة متقدمة في السن . بنية اللون , سمينة ترتدي العديد من الألوان في وقت واحد . وبعد ما قدمها لساره قال ستيفان :
- أورورا أفضل طباخة في الباهاماس . تضرب بأفضل طباخ عرض الحائط . لا يضاهيها احد ...لو استطعنا اقناعها باستلام مطبخ الفندق . لأصبحت غرفنا محجوزة على مدى عشر سنوات .

فضحكت اورورا بشدة لأن هذه دعابة قديمة , اعتادت عليها من ستيفان .

*******************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:44 AM


- انت تعرف يا سيد ستيف اني اكره المدينة ولو كان طبخي يعجبك لهذة الدرجة لبقيت في فلامنكو كل الوقت بدلاً من الذهاب يميناً ويساراً .

بعد ذلك نادت اورورا زوجها وذهبت لتحضر الغداء . لم تفكر ساره يوماً كيف يمكن ان يكون بيت ستيفان , لكن عندما زارته تساءلت لماذا لم تتخيله .
كان جو البيت عائلياً جداً يعكس نفسية صاحبه . احد الأجنحة احتوى على ثلاث غرف نوم للأصدقاء والجناح الجنوبي خصص لستيفان وفيه غرفة نوم ومكتبة كبيرة بدل احد جدرانها بالزجاج الشفاف وغطي بالبرادي العصري عندما رفع ستيفان البرادي لتدخل الشمس عبرت ساره عن فرحتها بصرخة عفوية . لم تنتبه ان الغابة الصغيرة اجتازت كل الجزيرة . لكن هذه الشرفة جعلت المكتبة تطل على منظر رائع ملون .
- آه ستيفان ...هذا رائع ..خيالي .
- عرفت ان المنظر سيعجبك .
قدمت اورورا الغداء في غرفة الطعام وبقيت واقفة وراءهما لترى ردة فعلهما على اكلها ...
وكانت قد حضرت لهما وجبة هائلة اختارتها خصيصاً من بين أفضل ما تحسن طبخه وكللته بألذ حلوى لديها . بعد آخر لقمة تنفست ساره وتنهدت مستحسنة .
- اذا فكرت بالسباحة الآن لغرقت فوراً بلا تردد .
- سنشرب قهوتنا في المتكبة وترتاحين بعدها ساعة من الزمن . علي ان اذهب لأرى أحفاد صاموئل..ارجو الا يزعجك ذلك .
- لا بالعكس . ارجوك ان تذهب , مع اني اتساءل كيف يمكنك ان تمشي لأنك اكلت أكثر مني .
- السبب بسيط , لقد ربيت على مطبخ اورورا وأكلها .
بعد القهوة وضع ستيفان بعض الأسطوانات وأعطى ساره بعض المجلات وتركها . لكنها اكتفت بالأستلقاء على المقعد الطويل متأملة المنظر في الخارج .
بعد لحظات قليلة نامت ولم تستيقظ الا على صوت ضحكات الأطفال . وعندما فتحت عينيها وجدت ثلاثة رؤوس سمراء غريبه على الشرفة ...ما لبثت ان هربت لكن الضحكات استمرت وأختفت تدريجياً قبل ان يظهر ستيفان .ارتدت ساره ثياب السباحة نزلا معاً الى الماء وفسر لها ستيفان طريقة استعمال ادوات الغوص طالباً منها ان تبلل رأسها حتى يلتصق القناع به . وعندما اقترب منها ليساعدها على ضبطه شعرت بحرارة جسمه اكثر من مرة ..ثم اعطاها ادوات اخرى منها الأحذية المخصصة .
فتساءلت ساره كم وكم فتاة قبلها اتت الى فلامنكو كاي لتتمرن على الغوص معه ...وفكرة كونها واحدة من الفتيات جعلت هذا اليوم المشمس اسود . لكن عندما أصبحت في الماء لم يعد لديها مجال للتفكير ..فعليها الأنتباه الى استعمال جهاز التنفس وحركة الرجلين ..كل هذا كان سهلاً على سابحة جيدة مثلها لكن كان ينقصها بعض التمارين والممارسة .منتديات ليلاس




*********************

يتبع

Rehana 12-11-09 09:49 AM

عندما اجادت ساره التمارين الأولى بدأ ستيفان يعلمها كيف تقترب من الأسماك دون ان تهرب الحيوانات منها . بعد ذلك اخذا قارباً شراعياً وذهبا نحو الصخور . حيث الغوص أصعب ..وكانت اول محاولة غوص حقيقية في حياة ساره . وأول اكتشاف لها لعالم ما تحت البحار ...أصبح كل ما رأته في التلفزيون بالأبيض والأسود زائلاً ..فغنى الألوان تحت البحر لايوصف ...ولا يقدره عقل ...والأسماك الموجودة فيه غريبة بأشكالها وألوانها وأنواعها ...وكأنها تعيش متصلة بالعالم الخارجي ,منظر جميل وكأنه حلم , الا ان ستيفان أجبر ساره بعد ساعة على الصعود الى القارب فخاب أملها .
أمضيا بعد الظهر في التنقل من جزيرة الى اخرى حتى اعلن ستيفان ان وقت شرب الشاي قد حان . لكنهما لم يعودا الى فلامنكو بل توقفا عند جزيرة مجاورة حيث انزل ستيفان ساره وأجلسها على صخرة . ثم وأمام دهشتها الكبيرة وتسليته الأكبر . ارتدى ثياب الغوص وغاص من جديد ...وبعد نصف ساعة , كانت السمكة الكبيرة التي اصطادها تطبخ في حلة كبيرة .
عندما عادا كان البيت خالياً . فدل ستيفان ساره على غرفة الحمام قائلاً :
- تودين بلا شك اخذ حمام . لكن لا تتأخري , اريد العودة الى الفندق قبل الليل .
بعد ما غسلت ساره شعرها من ماء البحر . ونشفت جسدها بمنشفة حمراء اللون . سمعت فجأة صوتا أتيا من الحديقة . ثم عدة اصوات مضطربة . فارتدت ملابسها بسرعة بعد ما سرحت شعرها ووضعت بعضاً من احمر الشفاة . فرأت ستيفان آتيا من غرفة الطعام فسألته :
- ماذا حدث ؟
- حادث . أحد الصبية قطع ذراعه بالمنشار الكهربائي ...اخذوه الى المستشفى بالقارب. صاموئيل يعتقد ان ريحاً ستهب هذا المساء . فلن أخاطر باعادتك الى الفندق . ستضطرين الى تمضية الليلة هنا .
- لكني لا استطيع .
صرخت ساره مفكرة بقلق انجيلا اذا لم ترها في الفندق . فرد عليها بجفاف :
- ليس لديك أي خيار . لاداعي للجنون . اورورا رفيقة مثالية .ولكن هدئي من روعك . سأنام في الغرفة المجاورة للشاطئ .
ثم مر امامها ودخل الى مكتبته مقفلاً الباب وراءه .
لم تفهم ساره سبب غضب ستيفان , فاكتفت بالنظر الى الباب المقفل مدهوشة . ومجروحة من قسوة كلماته.
**************************

يتبع

Dark Star 13-11-09 02:59 AM

روااااااااااااااااااااية كتيييييييييييييير جميلة شكراااااااااااااا على المجهود مستنينك بس لا تتأخرى علينا

Rehana 14-11-09 12:25 PM

شكرا لمرورك ..Dark Star

تحياتي لك

Rehana 14-11-09 12:30 PM


6- الخلاف




بصوت مرتفع وبتأثر فائق . فسرت اورورا لسره ما حصل .
فسبب الحادث ان احداً نسى وضع جهاز الأمان حول المنشار الكهربائي . ولحسن الحظ كان زوجها قرب مكان الحادث وعندما رأى ما حصل , عرف انه لاوقت لديه ليذهب وينادي ستيفان , فحمل الولد ونقله بالباخرة بأقصى سرعة . فقالت ساره :
- هذا مروع يا اورورا . انا آسفه . اين اخذوا الولد ؟ الى ناسو ؟

فمسحت السيدة السمينة دموعها بطرف كمها وقالت ان مستشفى الوثير اقرب من ناسو في احوال طارئة كهذه . ثم تنهدت قائلة :
- ليس بوسعنا الا الصلاة . اذا اخذ الله امانته وفقد هذا الولد الحياة . لفقد ستيفان عقله . فقد جاء بجو وهذا اسمه من المدينة وكان عمر الصبي شهراً واحداً وما زالت له مكانة الخاصة عند السيد ستيفان . وعلى الأرجح هو جالس الآن قرب جهاز الراديو القديم حيث سيبقى حتى تصله انباء من المستشفى .
ارتاحت ساره وارتفعت معنوياتها لأنها عرفت بأن كلامه معها بجفاف هو بسبب خوفه على الصبي وقلقه ..اذ لا سمح الله مات جو فلن يغفر ستيفان لنفسه كونه بعيداً عنه ..لكنها لم تجرؤ على اللحاق به الى المكتبه لتسهر الى جانبه .
بعد ساعتين تقريباً جاء الى المكان الذي كانت تجلس فيه ..كانت ملامحه قاسية . ورمى بنفسه على كرسي طويل وأغمض عينيه دون ان ينظر اليها .
لم تعرف ساره كيف تتصرف ..كان ستيفان ممتقع اللون ضائعاً لدرجة اخافتها ففضلت الا تكلمه حتى تتفادى الجفاف في صوته . ثم لم ترد ان تظهر غير مبالية بما حصل . فتمتمت بخجل :
- انا آسفه فعلا يا ستيفان .

ادار رأسه نحوها ففهمت انه نسيها تماماً , ثم قال بهدوء :
-آه ساره ..هل اهتموا بأمرك ؟

ارتعشت شفتاها بالرغم منها , ارادت ان تساعده . ان تخفف عنه , لكنها شعرت بأنها غريبة لا بل متطفلة . فوقف ستيفان معلناً :
-يجب ان ابعث برسالة الى ناسو والا قلقت اختك عليك .
- لا ارجوك ..لا اهمية لذلك ...سنتدبر الأمر بعدما ..
- لكن ...ساره ...لماذا تبكين ؟
- لا ..ابدا لكن اورورا اخبرتني بتعلقك بالصبي ..يبدو لي ..انني جلبت لكم الشؤم معي ..ليتني لم آت معك .منتديات ليلاس




*********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:32 PM

على العكس . فاذا لم نأت معا لكان الأمر اسوأ . فلو لم نعطه دماً ..
- هل تعني انه ..لم يمت ؟
- طبعا لا ..من اين خطرت لك فكرة كهذه ؟
- لكن اورورا قالت ..
- اورورا تفقد عقلها اذا رأت جرحاً صغيراً , فالرسالة الالسلكية التي ارسلوها لي تذكر ان الجرح عميق جداً لكنه ليس مميتاً ولا خطراً ...

فتنفست ساره الصعداء وفتشت في جيبها ثم اخرجت منديلاً جففت به دموعها ووجهها .
- لو عرفت انك تفكرين بالأسوأ لأخبرتك منذ البداية , هل هو التفكير بأن صبياً اصيب بجرح مميت جعلك في هذه الحالة ؟

فأخفضت ساره رأسها , ارادت ان تبوح له بأن حالتها تتعلق به وبسبب قلقها عليه هو لكنها اكتفت بالقول :
- حوادث الأطفال تؤثر عليك كثيراً ...كم عمره ؟
- عشر سنوات .
- قالت لي اورورا بأنك اتيت به وهو رضيع . من ناسو . هل كان يتيماً ؟
- نوعا ما . كانت امه مصابة بالسل توفيت بعد ستة اشهر من ولادته . والده مسجون في نيوبرفيداس ....كان مكتوباً على جوان تربيه جدته في كوخ صغير يعيش فيه اربعة عشر شخصاً . ففضلت المجئ به الى هنا .

فتساءلت ساره كم شخصاً في مركز ووضع ستيفان , كانوا قد اهتموا بمستقبل طفل متروك , خاصة وأن والده له ماض حافل .
- اعتذر يا ساره , لقد كنت قاسياً معك في الكلام ..اعذريني .
- لاداعي للأعتذار ...كنت قلقاً على جو , ولابد انك وصفتني بالأنانية لكنني لم اعرف بأنك تملك جهازاً لاسلكياً فاعتقدت ان انجيلا ستقلق علي .
- لا ...لم اصفك بالأنانية .

ومرت ثوان قليلة قبل ان يكمل :
- الآن سأبعث الرسالة الى اختك .
كان الليل قد غطى الجزيرة عندما تناولا طعام العشاء في المكتبة .
لم يظهر في تلك الليله للقمر اثر ..بل امطرت السماء وعصف الهواء بقوة . لكنها لم تكن كافية لأقفال نوافذ البيت المخصصة للعواصف , فبنظر ستيفان ان هذا الهواء هو عبارة عن متبقيات من اعاصير الشتاء الفتاكة المدمرة .
امضيا قسماً من السهرة يستمعان الى الأسطوانات وحوالي الساعة العاشرة , بعدما هدأ الهواء نادى ستيفان اورورا لتدل ساره على غرفتها .
كان السرير مغطى بملاية زرقاء اللون , لكن اورورا ارادت ان تمضي ساره ليلة مريحة .
فبعدما ارتدت ثياب النوم , التي استعارتها من ستيفان , جاءت اورورا وفي يدها فنجان فيه سائل ساخن بني :
- هذا السائل يساعدك على نوم اعمق يا آنسة ساره .

لم تسأل ساره عن المواد التي صنع منها هذا السائل , كانت رائحته غير مشجعة وطعمه اسوأ ..لكنها ومن باب الأدب شربته دون تذمر ...وحصلت على نتيجة ايجابية فقد ارتاحت على اثره من ضغط النهار وشعرت بثقل في جفونها , وتغلغلت في فراشها ورائحة الياسمين تدغدغ انفها ..وقبل ان تستسلم للنوم شعرت بأن شيئاً ما . قاسيا يضايقها تحت مخدتها .

*********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:32 PM

عند استيقاظها , كانت الشمس تملأ الغرفة وزرقة السماء رائعة وبينما كانت تتهيأ للنهوض , رأت قرب كتفها ..كيساً صغيراً جلدياً محكم الأقفال ...وكأنه يحتوي على بحصه ...فوضعته في جيب تنورتها لتعطيه لأورورا خلال الفطور ولتسألها عما فيه ومن اين اتى . بعد ذلك اطلت من النافذه وتصبحت بعصفور جاء يطير امامها على اغصان شجرة . كانت رائحة الأرض منعشة بعد الشتاء , ولون البحر براقاً وكأنه حجر كريم كبير .
عندما خرجت من الغرفة , كان ستيفان بانتظارها في غرفه الطعام فسألها وهو يسكب لها القهوة :
- هل نمت جيداً ؟
- جدا ..اعطتني اوروررا سائلاً شربته ونمت على اثره مباشرة . هل قلت شيئاً مضحكاً ؟
- لا , عفواً ..لكن مساحيق اورورا سيئة الطعم اجمالاً .
- بالفعل ...انها بعيدة عن اللذة ..اتمنى الا تكون مصنوعة من مواد غريبة .
- هل تفكرين بكبد الضفادع الممزوج بدماء الأخطبوط ؟ لا , لا اعتقد , فقد شربت الكثير منها عندما كنت طفلاً ولم تؤثر علي سلبياً حتى الآن ...على فكرة لقد عاد المركب وصموئيل يقول ان جو افضل بكثير من البارحة ..عندما تصبحين جاهزة سنذهب .

عندما اقتربا من ناسو تذكرت ساره الكيس الجلدي في جيبها فأعطته لستيفان .
- ما هذا ؟
- احدى خزعبلات اورورا . رغم انها مؤمنة كثيراً بالله لكنها تخاف من السحر عند الضرورة .
- اذن وقع منها الكيس دون انتباه على سريري .
- اعتقد انها تركته لك .
- لماذا ؟ ماذا سأفعل به ؟
فضحك متسلياً :
- يجب ان تسألي اورورا عن ذلك .

ففرحت ساره . لابد ان هذا يعني انه سيعود بها الى فلامنكو .
لما وصلت ارتاحت لأن انجيلا لم تعلق كثيراً على غيابها . اما السيدة ستيفنست فسألتها عن بيت ستيفان راند وهندسته . اما سبب هذه الامبالاة فهو ان رونالد تلقى انباء سيئة من احد معامله حيث يهدده العمال باضراب شامل , لذلك قررالعودة في نهاية الأسبوع .
قبل رحيل رونالد بليلة واحدة , تناول الجميع طعام العشاء باكراً وصعدوا الى غرفهم ليتنكروا استعدادا للسهرة المنتظرة . انتهت ساره من استعدادها قبل شقيقتها , فقد ارتدت لباساً بسيطاً جداً . زي مساعد قرصان السفينة ...لم تتأمل ساره ان تفوز بالجائزة الأولى لكنها مرتاحة بملابسها .
بنطلون ابيض ضيق على الخصر يربطه زنار احمر عريض مع قميص اسود وعلى رأسها مشلح اسود وأبيض منقط ..على وسطها سيف من ورق وضع اللمسة الأخيرة على تنكرها ..وانتعلت حذاء رياضة ...سألت اختها عند ما انتهت :
- كيف ابدو يا انجيلا ؟
ردت انجيلا بعدما ازالت عن وجهها المسحوق المنظف .
- رائعة ..بما انك انتهيت اركضي واسألي السيدة ستيفنست اذا كانت بحاجة مساعدة للدخول في ثوبها .
- تريدين ان تتخلصي مني ...
قالت ساره هذه الجملة لأن انجيلا رفضت الأفصاح عن الزي الذي اختارته .
- نعم افضل البقاء وحدي . لكن اميلي بحاجة الى عون . فالزي الذي استأجرته اصغر بكثير من قياسها .

************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:33 PM

-حسناً . لكن لا تتاخري والا مرض رونالد .
بعد نصف ساعة وبعدما ساعدت ساره السيدة ستيفنست في اقفال فستانها رأت انف رونالد يطل من باب الغرفة .
- تستطيع ان تدخل يا عزيزي ..كيف ابدو ؟
كانت السيدة الخمسينية تتصرف وكأنها مراهقة تتحضر لسهرتها الأولى . لكن ساره لم تستطع الا ان تفكر بسوء اختيارها لزيها .
- انت رائعة يا امي .
اما رونالد فعلى غرار ساره وضع راحته في المرتبة الأولى واختار زي صياد .
كان الصالون مليئاً مكتضاً عندما نزلوا ..في تلك الناحية سيدة متنكرة بلباس راكيل والش والأخرى راقصة من تاهيتي ..هناك امبراطور روماني او سلطان او امبراطورة مدججة بالحلي ..بدأ رونالد يفقد اعصابه قائلاً ان المراكب ستسبقهم , عندما بدأت انجيلا ..صمت رونالد من شدة الأعجاب وساره حبست انفاسها عندما رأت اختها . لم تر بحياتها انجيلا بهذا الجمال . وكان الصمت الذي حل اكبر دليل على انها لم تكن الوحيدة المدهوشة في القاعة . ارتدت انجيلا زي كليوباترا . ثوب طويل من الموسلين والحرير الأبيض . ممسوكاً بمشبكين لماعين تتدلى منهما شرائط الأطلس .
اظافر يديها ورجليها مطلية بالذهبي تماماً كلون صندالها .
صممت شعرها الجميل بطريقة ادخلت فيه حبات لؤلؤ وريش ذهبي ووضعت على عينيها الزينة المذهبة والكحل الأسود , ما عدا شفتيها وشعرها , كانت انجيلا كلها بيضاء وذهبيه . فقالت السيدة ستيفنست :
- انجي . حبيبتي . انت رائعة ..رائعة ..خيالية .
- شكراً , اميلي , انت انيقة ايضاً , رونالد . هل استطيع ان اشرب شيئاً ؟
تشربين ؟ آه ..اي شئ تطلبين ..انت خيالية ..رائعة ..اشكر السماء على اننا سنتزوج قريباً والا سرقتك هوليوود مني .
تأملتها ساره وقالت في نفسها ان الفرق بين زيها هذا المساء يبرهن عن الفرق بين شخصيتيهما . عندما صعد الجميع على متن الباخرة رأت ساره فاليري لانغدناوين تصعد بصحبة غي كاستيل . كانت متنكرة بزي اسبانية بفستان احمر متعدد الكشاكش , يتماشى مع اسلوبها الغجري . زينت شعرها بمشط كبير اسود زرعت فيه وردة حمراء ووضعت في أذنيها حلقاً كبيراً ...لم يكن قد ظهر اثر لستيفان عندما وصلت الباخرة الى الشاطئ .
فشاهدت سارة الترتيبات التي وضبت للسهرة .
مكان شاسع للرقص على الأسمنت تحت خيمة قماشية هائلة . انير المكان بالأضواء اليابانية ورائحة اللحم المشوي تملأ المكان . الذي تولى امره شابان اسودان وقفا قرب نار حطيبة .
على احدى اشجار النخيل انتصب مكبر الصوت بينما جلست السيدة ستيفنست قرب ساره على كراسي وضعت امام ساحة الرقص وضمت يديها السمينتين على صدرها قائلة :
- يالها من جلسة رومنطيقيه تذكرني بفيلم شاهدته .
ثم بدأت تروي لساهر قصه هذا الفيلم ..ويالها من قصة معقدة طويلة لاتنتهي.

*************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:34 PM

اجبرت ساره نفسها على الأستماع بقدر الأمكان او بالأحرى ادعت الأستماع بينما كانت تراقب الناس الموجودين وتتفرس بالبهلوان والكاوبوي ودراكولا وكل المتنكرين . لكنها لم تجد ستيفان .
وفجأة بينما وصلت السيدة ستيفنست الى ذروة القصة , شعرت ساره بيد تمر على كتفيها فاستدارت ورأت رجلا بزي لص خبأ عينيه بقماش اسود ولبس حلقة ذهبية بالأذن اليسرى وتحلى بشنب اسود غامق ..كان التنكر متقناً لدرجة انها لم تستطع معرفة الرجل الذي قال منحنياً امام السيدة الأمريكية :
- ادوارد تيتش بخدمتك يا سيدتي.
- ياالهي ..السيد راند ...لقد اخفتني ...تبدو شرساً بهذا الشارب .
فابتسم ستيفان وتحت الشعر المستعار بدت اسنانه اكثر بياضاً .
دعا ساره الى الرقص واخذها الى طرف الباحة حيث فك زناره العريض وتخلى عن سيفه وطرحهما ارضاً . بعد ثانية كانت ساره بين ذراعيه .
- انت مساعد قرصان جيد جداً . سأجد لك عملاً معي .
فابتسمت ساره واجابت :
- انا لا اعمل الا مع البواخرالناقلة المحترمة . ياكبتن تيتش .
- في هذه الحالة ستجدين نفسك تحت امري دون ان تختاري ذلك .
فضحكت ساره وتساءلت اذا فهم ان ماقاله هو الصحي بالنسبة اليها . .كانت تحبه وكانت تحت امره ولم تختر ذلك بحياتها .
الساعات التالية كانت عظيمة بالنسبة اليها ..وكلما توقفت الموسيقى واتى اناس ليحدثوها خافت من رؤية ستيفان يعتذر ليذهب مع غيرها . لكنه بقى بقربها وعندما كان يحدث اناساً آخرين كان ينظر اليها محركاً شفتيه بطريقة محببة طالما جعلتها تسبح بالنشوة . وطالما فكرت في نفسها انه لن يتصرف هكذا لو انه لا يحبها .
وراء نار الحطب حيث كانت تشوى اللحمة رأت ساره فاليري اوين تتحدث مع تايدور بعدما نجحت في التخلص من غي كاستيل ....لكنها كانت تنظر الى ستيفان ..بعد مدة قصيرة استأذنت من محدثها ودارت حول النار .
- ستيفان ...يا وقح.
نادته ضاحكة ثم قالت له جملة , بصوت خافت , لم تستطع ساره سماعه .
- هل تريدين ان ترقصي ؟
سأل هذا السؤال لساره رجل متنكر بزي فقير معدم متقدم في السن .
لم يعطها فرصة للرفض بل اخذها من يدها وجرها نحو باحة الرقص .
- اليست دعوتي فكرة جيدة ؟
فردت ساره محاولة اخفاء غضبها :
- طبعا . فكرة جيدة جداً .
لحسن الحظ وبعد نهاية الرقصة , جاء احد ليتكلم مع رفيقها فاستطاعت الهرب , واتجهت الى الشاطئ باحثة عن آل ستيفنست ..لم تقم بأي ضجيج اثناء سيرها اذ كانت تطأ الرمل بخفة . وبينما هي في طريقها , سمعت ضحكة امرأة فدارت عفوياً ..ما رأته كاد يجعلها تصرخ الماً ..مختبئان عن عيون الناس , رأت رجلا وأمرأة يعانقان بعضهما بشغف .
لكن مفاجأتها لم تكن من هذا المنظر العادي .. ولكن بالرغم من الظلام , تعرفت على الفستان الأحمر الأسباني وعلى رجل مخبأ الوجه , وفي اذنه اليسرى حلقة ذهبية ..
في اليوم التالي قالت ساره باتزان لأختها وهي تنظر اليها تشرب قهوتها الصباحية :

***********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:35 PM

-اريد العودة الى لندن يا انجيلا .
- الى لندن ؟
نعم الى لندن في انكلترا .
وقفت ساره وذهبت الى النافذة , كانت قد ارتدت ملابسها ووضعت بعضا من الأحمر استعارته من اختها حتى تخفي آثار ليلة متعبة مليئة بالتفكير والأنزعاج.
- لاداعي لكي ابقى مدة اطول اليس كذلك يا انجيلا ؟ انت توصلت الى هدفك اما انا فبدأت اشتاق الى البلد .
- لكن لابيت لنا هناك .
- سأجد غرفة ووظيفة لنفسي . استطيع ان اتوظف في شركة ترسلني لأحل محل سكرتيرة مريضة او غائبة ...هذا شئ يعجبني لأني لا احب المكوث في عمل واحد .
- لكنك لم تعودي بحاجة للعمل , اميلي ورونالد يعتقدان انك ستأتين معي الى نيويورك ستمضين وقتاً رائعاً ..سهرات وشبان وسفريات .
- لا استطيع ان اعيش على حسابهم ..فلن اكون مرتاحة .
- اسمعي يا ساره اعرف انك لم توافقي يوماً على كل هذا . لكن لاجدوى لعنادك . لن تعودي لوحدك الى انكلترا . عليك المجئ الى الولايات المتحدة ...قالت اميلي اننا نستطيع الرجوع مع رونالد ..على الأرجح غداً في طائرة المساء .
- لست مجبرة على أي شئ . لقد نظمت حياتك ..انا سأنظم حياتي ...سأرجع .
بقيت انجيلا صامته هنيهة :
- لاتستطيعين العودة . الا اذا قبلت ان تدفع اميلي بطاقة عودتك
- انت مجنونه ..بطاقة عودتي ...بطاقة عودتي معي .
- لا , فأنا اخذت بطاقتي مجئ فقط ...
- ماذا ؟ لا . مستحيل ..لم تفعلي هذا .
تناولت انجيلا سيكارة بهدؤ تام ..في تلك اللحظة فهمت ساره كيف يرتكب الناس جرائم من جراء غضبهم ..اخذتها رغبة امساك اختها وهزها وضربها . ثم تناولت بيدين مرتعشتين حقائبها من الخزانة واخذت ترمي اثوابها الواحد تلو الأخر ..كان عندها هدف واحد فقط : ان تترك اختها وآل ستيفنست بأسرع وقت ممكن .
بعد دقيقتين , انتهت من التوضيب غير آبهة باعتراضات انجيلا .
- اين تذهبين هكذا ؟
- ليست لدي ادنى فكرة ..لكني لن اذهب معك الى الولايات المتحدة .
- تعقلي يا حبيبتي .
هدأتها انجيلا لأنها فهمت اخطاءها , فصرخت ساره وهي تضع الأحذية فوق الأثواب :
- اتعقل ؟ انت تتكلمين عن التعقل ؟ التعقل بالنسبة اليك هو التصرف على هواك ..اهنئك ..فقد نجحت , عندك الزوج الثري الذي تمنيت والمال الذي طمحت له .
- ليس لي فقط , اردت ذلك لك ايضاً .
- شكرا جزيلا...لكن المال ليس طموحي .
اقفلت ساره حقيبتها بقوة وذهبت لتأتي بباقي اغراضها من غرفة الحمام .
- اسمعي يا ساره . غير ممكن ان تذهبي هكذا ..فليس معك مال .

********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:36 PM

- طالما استطيع الضرب على الآلة الكاتبة , لن اموت من الجوع .
- هل تتكلين على استيفان لمساعدتك ؟
فأزاحت ساره اختها من دربها وامسكت بثياب نومها ووضعتها مع الأغراض .
- من الآن فصاعداً , اتكل على نفسي فقط .
- هل سبب رفضك المجئ الى الولايات المتحدة هو ستيفان ؟ لاتدعي عدم الأكتراث به ..انت مجنونى بحبه . كل الفندق يعرف ذلك .
احمرت ساره من الغضب والخجل معاً وارتعشت شفتاها , لكنها اكملت توضيب اغراضها , ثم , مع ما تبقى لديها من قدرة تمالك اعصابها :
- الوداع يا انجيلا ارجو ان تجدي ما تطمحين له
ارادت اختها ايقافها لكنها لم تفلح , خرجت من الغرفة حاملة حقيبتين , سائرة باتجاه الممشى .
عندما رجع بيتر لازلو الى بيته في الساعة الحادية عشرة مساء , تفاجأ برؤية صبية نائمة على كرسي طويل في الشرفه , وبعدما انار الضوء فوق الباب , تعرف على ساره غوردون التي افاقها الضوء نظرت اليه :
- ماذا تفعلين هنا يا ساره ؟
كانت قد تخلصت من وهم النوم وتذكرت سبب وجودها هنا عندما قالت :
- بيتر , هل استطيع تمضية الليلة هنا ؟
فرفع حاجبيه من وقع المفاجأة ثم اجاب بلا تردد :
- طبعاً , اذا اردت ذلك . لكني سأحضر لك شيئاً تشربينه وتأكلينه . - اعتقد اننا سنكون افضل في غرفة الجلوس ...الهواء بدأ يعصف .
سكب فنجان قهوة لها بعد ان عاد من المطبخ مع بعض الأكل , لم يحاول استجوابها , لكنه جلس بهدؤ واشعل سيكارة .
وقبل ان تفسر له ماذا حصل , فضلت ان تأكل خبزاً مع جبنة وترشف قهوتها خاصة وانها لم تأكل شيئاً طيلة اليوم ثم قالت :
- اذا سمحت لي بالبقاء هنا هذه الليلة سأجد بلا شك عملاً غداً . اعرف انني ازعجك لكن لامكان آخر لدي سوى دائرة الشرطة .
- لا . لا انزعاج ابداً ...اهلاً بك في أي وقت . لكن أفضل ان تدعيني اقرضك بعض المال اذا انه باستطاعتك ايجاد غرفة في فندق ما في ناسو .
فاحمرت ساره فجأة .
- هل تعتقد ان الناس سيفهمونني خطأ اذا رأوني خارجة من بيتك في الصباح ؟ اعتذر . لم افكر بذلك ..
- هذا غير مهم بالنسبة الي . فالناس حكموا علي للأسف , اما انت فبالنسبة اليك الأمر مختلف.
خافت ساره من فكرة البحث عن فندق خاصة وان حالتها النفسية لم تكن تساعدها على ذلك .
- ارجوك بيتر..دعني ابقى , فكلام الناس لا يخيفني ..ارجوك .
- حسناً ..تعالي ..ستشعرين بتحسن اذا اخذت حماماً ..وفي هذه الأثناء سأحضر لك سريراً مريحاً .
وبعدما ارتاحت ساره بفضل الحمام الساخن , رأت بيتر ينتظرها قرب غرفة الجلوس .
- القاعة ليست انيقة جداً ..لكن السرير مريح . واذا تناولت هذا الدواء فستنامين بطريقة اعمق وافضل ...منتديات ليلاس




**************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:37 PM

لو عرض عليها بيتر النوم في المطبخ لما اثر ذلك فيها بعد اطول واصعب يوم في حياتها ,,شربت الدواء المهدئ وشكرته :
- انت لطيف جداً يابيتر , اعتذر لأني ادخلتك في قصة من هذا النوع .
فأمسك بيتر كتفيها وشدها نحوه بشعور اخوي صادق .
- حاولي الا تفكري كثيراً ..غداً يوم آخر ..ناميي جيداً يا صغيرتي .
وطبع على جبينها قبلة حنونة ثم تركها ..لكنها بالرغم من الدواء والتعب لم تستطع ان تنام الا بعد وقت طويل . فقد دارت في رأسها الف فكرة وفكرة . فقصتها مع اختها لم تكن السبب الأساسي في وضعها الحالي ...كانت غاضبة ضد نفسها وضد ضعفها فقد علمت ان اساس تعبها وتوترها هو ستيفان ..ستيفان ...حتى ذكرى ستيفان تعذبها .
كانت مستعدة لتدفع من ايام حياتها لتجد بقرب ستيفان الراحة التي يعطيها اياها بيتر . استيقظت ساره في غرفة تغمرها الشمس .
دق بيتر الباب دخل مع صينية الفطور . كان مرتدياً ملابسه وكأنه استيقظ منذ مدة طويلة .
- يالهي . كم الساعة يا بيتر ؟
- العاشرة فقط ..الراحة جلبت لك النفع . فوجهك مرتاح ..لدي انباء لك .
- من انجيلا؟
- لا . هل تعتقدين انها عرفت انك عندي ؟
- لا اعرف . ماهي اخبارك ؟
- اعتقد انني وجدت لك عملاً . انه مؤقت لكنه يسمح لك بتحسين اوضاعك .
- آه بيتر ..انت رائع ..اي نوع من العمل ؟
- اعرف سيدة تملك مخزن ثياب . اتصلت بها هذا الصباح لأسألها اذا كانت سمعت بوظيفة شاغرة . ولحسن الحظ . مساعدتها غائبة سنذهب للقائها بعد الظهر . سأتركك الآن تلميذي بانتظاري .
- هل تتولين امرك حتى بعد الظهر ؟ على فكرة السيدة تؤمن لك مأوى ايضاً .
- بيتر , لا اعرف كيف اشكرك , اشعر بالخجل من المجئ هكذا وفرض نفسي . فأنا بلا شك آخر انسانة تود وجودها بقربك .
- بسبب انجيلا ؟
- نعم .
- قولي لي . هل تعتقدين انها ستتزوج رونالد بعدما رفضت مرافقتها ؟
- لا ادري ..ربما اصبحت الثروة مرضها . لقد تغيرت لدرجة لم اعد اعرفها . بيتر , هل ما زلت ت...؟
سألت هذا السؤال وعضت على شفتيها مخافة ان تكون قد تدخلت في امر لا يعنيها فابتسم بيتر وقال :
- نعم ..هذا جنون ..اليس كذلك ؟ لم اكن اعتقد يوماً بأنني في هذه السن استطيع ان اقع في الحب كمراهق .
بعد الظهر قادها بيتر الى مخزن السيدة السا التي وظفتها فوراً بالرغم من عدم خبرتها . ساعدها بيتر على حمل حقائبها عندها وبدأت بالعمل مباشرة . كانت ساره متأكدة من ان انجيلا لن تذهب قبل محاولة صلح ..فبعدما فتشت عنها في كل الفنادق وانتظرت منها خبراً في اليوم التالي . لم يظهر اثراً لأنجيلا

************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:38 PM


عندما انتهت من الغداء لم تستطع تمالك نفسها . ركضت الى المقهى المجاور وطلبت مكالمة هاتفية . كان بيتر غائباً عن منزله واكد لها خادمه انه لم يترك اية رسالة وان احداً لم يتصل .
اقفلت ساره الخط وجمعت شتات جرأتها واتصلت بالفندق :
- اريد ان اتكلم مع الآنسة انجيلا غوردون من فضلك ..غرفة رقم 33 .
- لحظة واحدة من فضلك ..اعتذر لكن الآنسة غوردون تركت الفندق .
- ماذا ؟ غير ممكن . اين ذهبت ؟
- لحظة ..سأحولك على الأستقبال .
انتظرت ثم سمعت صوتا آخرا :
- مكتب الأستقبال . بماذا نستطيع خدمتك ؟
- ارجوك يجب ان اتكلم مع الآنسة غوردون .
- اعتذر لكنها تركت الفندق مساء امس .
- الى اين ذهبت ؟
- اعتقد ان الآنسة غور...
وأذا بصوت آخر يدخل على الخط ويأخذ المخابرة :
- ساره , اين انت ؟
وكان صوت ستيفان ..ارتجفت وكادت تقع من الدهشة ..
- لايهم اين انا ..اين انجيلا ؟ يجب ان اكلمها ..يجب ..
لقد اخذت الطائرة الى ميامي مع السيدة ستيفنست البارحة مساء وتركت - لك رسالة ..اين انت بالله عليك ..ماذا يحدث يا ساره ؟
كانت قد اقفلت الخط ...شعرت بالجليد في جسمها واستندت الى الحائط , جاءت خادمة المقهى لتسألها اذا كانت تشعر بوعكة صحية . فصرخت ساره من الألم ثم هرولت خارجة.

**************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:39 PM


7- البداية




- كيف ستحصلين على الرسالة التي تركتها انجيلا؟ قولي لراند اين انت ...
كانت ساره تجلس مع بيتر على الشاطئ تحت منزله... مر عليها بعد انتهاء عملها وعندما رأى وجهها عرف انها على وشك الأنهيار.
نظرت اليه نظرة تائهة وكأنها فقدت كل احتكاك مع الواقع وكأنها لم تفهم سؤاله:
_ الرسالة...؟ أوه...لا أهمية لها...ماذا يمكن ان تقول لي انجيلا فيها؟
_ اتساءل ماذا قالت لستيفان مفسرة رحيلك المفاجئ.
_ ليست لدي أي فكرة... على العموم لادخل له بهذا بيتر. سأذهب الى غرفتي. يجب ان انام باكراً.
لاحظ بيتر تغير نبرة صوتها عندما ذكرت ستيفان.
_ يبدو انك تخافين هذا الرجل الا تريدين المجئ بالرسالة مخافة رؤيته ولقائه؟
وقفت ساره وأزالت التراب عن رجليها:
_ لا ...ماهذه الفكرة؟
ولما عادا الى بيت بيتر قال لها :
_ لديك متسع من الوقت لشرب القهوة ..الساعة لم تشر الى التاسعة بعد.
تركها على الشرفة ودخل الى المطبخ...أغمضت عينيها وأخذت تسمع صوت مطحنة القهوة والفناجين..ثم استرسلت في أفكارها...وفجأة قاطع أفكارها صوت باب يقفل في الشارع.
لم تعر ذلك انتباها لكن شعوراً ماجعلها تركض الى المطبخ.
_ مابك؟
لم يكد ينهي سؤاله حتى دق الباب. فقالت ساره بصوت منخفض:
_ انه ستيفان.
_ وما أهمية ذلك ؟ لقد أتى ليسألني أذا كنت اعرف أين انت.
_ لاتخبره...لا أريد أن اراه.
ومر بيتر أمامها ليفتح الباب فأمسكت بذراعه:
- عدني ألا تدعه يدخل.
_ حسنا. حسنا...ولكن ألا تعتقدين..
كان ستيفان قد دخل الى البيت قبل ان يكمل بيتر سؤاله..لم تجد ساره الوقت لتختبئ .منتديات ليلاس




*************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:40 PM

- مساء الخير ..عرفت اني سأجدك هنا يا ساره .
بالرغم من نبرة صوته الهادئة . رأت ساره نفسها تتجه وتحتمي ببيتر سائلة :
- ماذا تريد ؟
افضل ان اكلمك على حده اذا سمح لي لازلو .
- لا اخفي شيئاً على بيتر .
- حسناً .
فاقترح بيتر وهو يمسك بيد ساره ليطمئنها :
- فلنذهب اذن الى قاعة الجلوس .
ولما جلس الجميع سأل بأدب :
- هل تريد ان تشرب شيئاً يا راند ؟
- شكرا , هذه ليست زيارة عادية , الأفضل ان تقدم شيئاً لساره فهي تبدو بأمس الحاجة لذلك .
- الآنسة غوردون لم تكن على ما يرام ..كنت على وشك ارجاعها الى بيتها ..هلا فصحت عن سبب زيارتك ؟
- في هذه الحالة , سأخذها انا ..فنستطيع التكلم ونحن في طريقنا .
فقالت ساره :
- افضل التكلم هنا ..هل استطيع ان ادخن سيكارة يا بيتر ؟
تفاجأ بيتر من هذا الطلب لكنه قدم لها علبة السكائر ..تناولت ساره بيد مرتجفة ..ولما اقترب ستيفان ليشعلها لها تجاهلته وانتظرت ان يشعلها لها بيتر . عندها تناول ستيفان من جيبه مغلفاً .
- هذه رسالة اختك .
- شكرا ..لم تكن مضطراً لكل هذا الأزعاج . كنت أخذتها من مكتب الأستقبال .
- بلا شك ..حتى لاتواجهي سؤالات صعبة مني .
- لا افهم أي سؤالات ؟
- سبب وجودك هنا بينما رحلت اختك الى الولايات المتحدة ؟
- الا تعتقد ان هذا من شأننا فقط ؟
- ربما ..لكن أختك طلبت مني الانتباه لك.
- لا أصدق..لماذا طلبت ذلك منك؟
- لأنها قلقة عليك على الأرجح .
رفعت ساره رأسها عندما سمعت صوتاً غريباً في المطبخ آتيا من آلة القهوة ...فركض بيتر ليتدبر الأمر . وما ان تركها حتى امسك ستيفان بيدي ساره :
- لاتلعبي معي ..ماذا حدث بينك وبين انجيلا ؟ هل خطوبتها هي السبب ؟
- اتركني ..كيف تسمح لنفسك بالمجئ الى هنا لتسألني اسئلة من هذا النوع ؟
حاولت التخلص منه لكن قبضته كانت اقوى منها .
- لا استطيع البقاء هادئاً عندما اراك تتصرفين مثل البلهاء ...وهذا الذي تضعينه في فمك ...ستجعلك تصابين بالسعال ...
ترك يدا من يديها ليتناول السيكارة من فمها بقوة ويرميها من النافذة . فاستفادت ساره من هذه الفرصة لتحرر يدها الثانية ..وبعد ما وقفت قالت مستاءة :
- طفح الكيل . انت مجنون ...منفصم الشخصية . يخال اليك انك تملك حق اللحاق بزبائن فندقك الوسخ في كل انحاء الجزيرة ؟
وقف ستيفان لكنه لم يتراجع خطوة واحدة ...كان قريباً جداً منها ,وبالرغم من غضبها ونقمتها عليه , شعرت ساره بوجوده قربها .

*********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:49 PM


- خيل الي في فترة من الفترات انك لاتكرهين اللحاق بك ..
بعد هذا التأكيد بصوت ساخر , لم تستطع احتمال ما قاله ولم تعد تتمالك نفسها , فصفعته بقوة لا واعية دون ان تشعر بما فعلته .ولحسن الحظ عاد بيتر في اللحظة الحاسمة والا . لكانت العواقب وخيمة , خاصة وان ملامح وجه ستيفان برهنت على ارادته في الرد بطريقة او بأخرى .
- افضل لك ان تذهب , راند .
- ليس بدونها .
- اذن ستنتظر كثيراً يا سيد راند ...اود ان اخبرك انني خطيبة بيتر واذا احتجت الى مساعدة سأطلبها منه .
مرت امام ستيفان وذهبت وأمسكت بذراع بيتر . فنظر اليها ستيفان وخافت الا يصدقها . عندها , وبصمت بالغ وعلامة اصابعها ما زالت على خده خرج من البيت . وبعدما سمعت صوت محرك سيارته يبتعد تنفست الصعداء .
- آه بيتر . انا آسفه . لم اقصد ماقلته ...لقد ..لقد خرجت الكلمات من فمي , هل انت غاضب ؟
- لا يا صغيرتي . لكنك اخطأت ..فأنا لم اكن قد فهمت بعد انك مجنونة بحب هذا الرجل .
كانت لهجته مقنعه مما جعل ساره تلقي رأسها على كتفه وتبكي حبها الضائع .
في الأسبوع التالي , قرأت ساره عدة مرات رسالة اختها الخالية من أي وعد او امل .
" عزيزتي ساره .
الآن بعد ما ذهبنا , لابد انك فهمت انني سأكمل الطريق الذي اخترته دون تردد .
تجدين طية ما تبقى من مالنا . رجوت ستيفان ان يسهر عليك ويهتم بك . قلت له حقيقة مشاعرك نحو زواجي ومعارضتك له . اميلي تعتقد انك ذهبت الى لندن لأنهاء اعمالنا .
عندما تصبحين جاهزة لتقبل الواقع ابرقي لي على العنوان التالي ..عندها اتدبر امر سفرك ...
التوقيع : انجيلا "

خيل لساره ان عليها الأختيار على حساب قناعاتها المعنوية احد الأمرين : اما القبول بزواج اختها واللحاق بها الى الولايات المتحدة او البقاء وحيدة والعيش حياة صعبة ...لم تكن تكره آل ستيفنست بل على العكس , كانت متأكدة من انهما سيقومان بكل ما بوسعهما ليسعدا اختها ..كانت ضائعة تأكلها الشكوك عندما دخل ستيفان الى المخزن الذي تعمل به :
- ماذا تريد ؟
واذ به يقفل باب المخزن , فتراجعت وراء طاولة البيع :
- ارجوك , اذهب . لاحق لك في المجئ الى هنا .
- فضلت الا يكون الأمر ضرورياً ...اخشى ان تكون أخباري لك سيئة يا ساره .
- اخبار سيئة ؟ ...هل ...هل حصل مك...مكروه لأنجيلا ؟
- لا . لا . لايتعلق الأمر بأختك ...انه لازلو ..لقد تعرض لحادث سيارة ..اذا اقفلت المخزن سأخذك الى المستشفى .
- طبعاً ..السيدة السا ليست هنا لكني أستطيع ترك المفتاح في المخزن المجاور مع ذكر مكان وجودي ..هل اصابته خطرة ؟
- يصعب القول ..لكنني اذا فهمت جيد , ستجرى له عملية جراحية .

*********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:51 PM


سألت ساره وهي في السياره :
- كيف عرفت بشأن الحادث وكيف عرفت مكاني ؟
- من الصعب اخفاء شئ في ناسو فأنا اعرف مكانك منذ زمن . اما في ما يتعلق بحادث لازلو , فقد اتصل بي المستشفى بسبب وجود رسالة كانت في جيبه ...رسالة من الولايات المتحدة ؟؟؟؟..من اختك ..ارسلتها له من الفندق .
- لماذا لم تحضرها لي طالما عرفت اين تجدني .
- فكرت انك تفضلين ان يجهل الناس اين انت.
بعد دقائق وصلا الى المستشفى ...وأوصلهما البواب الى قاعة الأنتظار مضى وقت قبل ان يهتم احد بهما فأخذت ساره تمشي في القاعة ذهاباً واياباً .
- لاتقلقي كثيراً , فهو قوي ..والخدمة عظيمة في هذا المستشفى .
- الاتعرف شيئاً آخر ؟ كيف حصل ذلك ؟ هل كان الحادث خطيراً ؟

قبل ان يجيبها دخلت ممرضة تعرف ستيفان من قبل اذ حيته ونادته باسمه ...فعرفها على ساره :
- هذه الآنسة غوردون ..انها خطيبة لازلو .
- اخاف الا يكون بامكانك رؤيته , فهو مازال في غرفة العمليات , لكننا سنعلمكما حالما يخرج . سأجلب لك بعض الشاي . هل انت باق معها يا سيد راند ؟
- نعم بالطبع ..الاتستطيعين اضافة شئ عن حالته ؟
- كان معه ثلاثة اشخاص في السيارة , اصيبوا بجروح طفيفة لكن اصابته هي الأكبر .
ترددت فقال لها ستيفان :
- اعتقد ان الآنسة غوردون تفضل معرفة ماذا سيحصل له .
فلملمت ساره شجاعتها وتمتمت :
- هل ..سيموت ؟
- لا . طبعا لا ..انه شاب قوي . والدكتور كونواي جراح عظيم . لكن جراحه خطيرة واعتقد انه سيمكث طويلاً عندنا .
عندما ذهبت الممرضة رمت ساره بنفسها على كرسي وتنهدت :
- لا يأتي النحس الا مرة واحدة .
ثم رفعت رأسها نحو وجه ستيفان القلق :
- اشكرك لأنك نويت البقاء معي ..لكن لاداعي لذلك ..انا متأكدة من انك منهمك باشياء اخرى .
- كل الأعمال تنتظر ..سأتركك لحظة واحدة ..لأرى ماذا فعلوا برسالة اختك .
لما ذهب اتت مساعدة ممرضة بكوب من الشاي . تناولته ساره ضاحكة بسخرية مرة :
-شاي انكليزي اصلي ...يشفي كل الأمراض ...من الم الرأس الى الم القلب المجروح !
عاد ستيفان مع الرسالة وأعطاها لساره ثم ابتعد بهدؤ وأشعل سيكاره ..كانت الرسالة مختصرة : وصفت انجيلا منزل آل ستيفنست وأعطت انطباعاتها الأولى عن مينابوليس . قالت ايضاً ان موعد زواجها قد حدد في الشهر المقبل . في النهاية رجت اختها ان تكتب لها لتطلعها على مشاريعها .
مر على وجودهما ساعة . فتح باب بعدها الدكتور بلباسه الأبيض . فانتظرت ساره حكمه بفارغ الصبر .
- اعتذر لأني جعلتك تنتظرين طويلاً ..لكنني سعيد باخبارك ان خطيبك تغلب على جراحه وان حالته في تحسن .

*********************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:51 PM

- هل استطيع رؤيته ؟
- الأفضل ان تذهبي وترتاحي في منزلك فهو ما زال تحت تأثير المخدر . سنتصل بك حالما يستفيق نهائيا .
- حسناً ..ولكن هل زال الخطر عنه ..نهائياً يا دكتور ؟
- لاتقلقي يا آنسة غوردون ..اعدك بان نخبرك اذا طرأ تغير على حاله .
جواب الدكتور لم يكن مطمئناً ..ثمة نبرة في صوته جعلت ساره تشك في حقيقة ما يقول .
- ارجوك ..قل لي يا دكتور كل الحقيقة ..لن يغمى علي .
فنظر الطبيب الى ستيفان :
- قلت لك الحقيقة يا آنسة غوردون . ففي ظروف كهذه . ونسبياً لأصابته , السيد لازلو في افضل الأحوال ..ولكن ..حسناً هنالك شئ آخر فابألأضافة الى كسر في عظام الرأس هناك اصابة في رجله اليسرى ...قمنا بكل مابوسعنا لأنقاذه , لكن هناك خطر ال...
- آه لا . لا . لايمكن ان يصبح مقعداً . لقد خسر اشياء كثيرة في حياته حتى الآن .
فأمسكها الطبيب واجلسها .
- لاشئ يبرهن لنا بأننا سنضطر الى قطع رجله . لكنك طلبت مني ان اكون صريحاً للغاية .
- نعم ..اشكرك . لكن بيتر لاجئ من هنغاريا فقد عائلته ووطنه ...فأذا حصل له مكروه ...
نظر اليها الدكتور نظرة تفهم وشفقة :
- افهم شعورك واقدره . لكن اذا استطعنا انقاذ رجله اليسى عليك البقاء بقربه خلال فترة النقاهة . هل لدينا عنوانك ورقم هاتفك ؟
- ستكون في فندقي .
امام جواب ستيفان الصارم لم تستطع الا ان تسأل :
- والمخزن ؟
ستجد السيدة السا مساعدة اخرى . لاعليك سأفسر لها كل شئ .
كان يكلمها بنوع من السلطة والحزم .كانت منهمكة بمشكلة بيتر . لذلك فضلت الا تجادل ستيفان . عندما عادوا الى الفندق ادخلها ستيفان الى
غرفته الشخصية وأجبرها على شرب فنجان قهوة ساخن . عندها لم تجد مانعاً من قبول مساعدته لكنها قالت :
- ستيفان , لطف منك ان تعرض علي البقاء هنا لكني افضل العودة الى بيتي .
- انت تسكنين عند السيدة السا . اليس كذلك ؟ اشك في قبولها في ابقائك في البيت طالما توقفت عن العمل معها , واشك ايضاً ان تستطيعي البقاء قرب بيتر مع احتفاظك بوظيفتك .
- استطيع ايجاد غرفة في مكان ما ؟ ثم ...ليس لدي المال الكافي لأدفع اجرة غرفة في فندقك .
- سأعطيك غرفة تستطيعين دفع ايجارها اذا عملت كموظفة في الفندق , في كل حال نحن بحاجة الى موظفة هذه الأيام ..لست محباً لأعمال الخير , فلا داعي للتفكير بهذا الأتجاه لو عرفت انك بحاجة لعمل , لعرضت عليك هذه الوظيفة . وحتى لا ازعجك ..سأذهب الى فلامنكو وأمكث فيها ...هل يعجبك هذا الحل ؟
فترددت ساره . كان على حق . فمن غير الممكن ان تبقى عند السيدة السا . كما ان بيتر انذرها بصعوبة ايجاد غرف رخيصة في ناسو ..فالمدينة مخصصة للزائرين الأثرياء ...لا مكان فيها للمصروف المحدد .

*******************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:52 PM

- حسناً ...اشكرك .
- لا داعي لذلك ..فهذا يسمى بتبادل الأعمال . والآن ارجوك اعطائي عنوان السيدة السا ..سأجلب امتعتك من عندها وأضعك بين يدي مدير اعمالي .
فأعطته ساره المعلومات المطلوبة وسألته :
- هل استطيع ارسال برقية لأختي ؟
- طبعا . اذا اردت . اكتبيها على هذا الدفتر وسترسلها لك السيدة المسؤولة . اعتذر لحظة .
لما اصبحت وحيدة عضت ساره على قلمها ولما قررت كتبت لأختها :
-" مستحيل ترك ناسو .بيتر مجروح في حادث سيارة . مرضه خطير بعد العملية . مستشفى الجنرال . الأميرة مارغريت . يسأل عنك ".
بعد يومين وحوالي الساعة صباحاً .,سمعت ساره الباب يفتح وهي تغسل شعرها في غرفتها ...فصرخت معتقدة ان عالمة الأستقبال .ماريان . هي التي دخلت عليها :
- هل اتصل بي احد يا ماريان ؟
- لا ادري .
فتركت ساره المنشفة التي في يدها وأزاحت شعرها المبلل ونظرت في المرآة ...لم تكد تصدق ما رأته , ثم ادارت وجهها :
- انجيلا ...هل اتيت ؟
فنظرت الأختان هنيهة الواحدة الى الأخرى ثم ركضت انجيلا وضمت ساره اليها بقوة .
كانت كل واحدة تبكي وتضحك في الوقت ذاته ...وتتكلمان معاً وتصرخان معا من الفرح .
ثم رجعت انجيلا الى الوراء ومسحت وجهها :
- آه ساره .. كم كنت بلهاء ليتك علمتني درساً اكبر ..ليتك تخليت عني ...
فهزت ساره رأسها :
- لقد اخطأنا معاً ...لو كنت اقوى مما كنت عليه لما حصل كل هذا . لكن الأهم الآن هو ان تذهبي الى المستشفى . اتيت بسبب بيتر ...اليس كذلك ؟
- لقد رأيته . فقد ذهبت الى المستشفى مباشرة من المطار ...خفت ان اصل متأخرة .
قالت هذا وأجهضت بالبكاء ..فكانت دموع الحزن ممزوجة بكل مالديها من ذكريات اليمة واعتراف بالخطأ ..فأخذتها ساره بين ذراعيها بنعومة وحنان وبعد وقت قصير هدأت انجيلا :
- اعذريني ..لا ادري لماذ انا بلهاء لهذة الدرجة ..ربما لأنني سعيدة جداً .
- هل تعنين انك وبيتر ..
فهزت انجيلا رأسها بالايجاب واعترفت :
- مازلت مؤمنة بأن هذا جنون من جهتنا ,فنحن لانعرف بعضنا الا منذ فترة قصيرة , لكن ...ماباليد حيلة .
- اعرف ماذا تقصدين .
- ساره .حبيبتي ..اريد ان ابوح لك بشئ ..في اليوم التالي الذي تركت فيه الفندق , بعد خلافنا ...
- لا اهمية لذلك ..فلننس هذه الذكرى .
- بلى الأمر مهم . ماقلته عنك وعن ستيفان لا يغتفر .
فدارت ساره نحوها .

*************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:54 PM

- كنا متضايقتين منزعجتين ..وكنت ايضا قاسية معك .
- كنت اهلا لدرس من هذا النوع ..اما انت فهل تحبينه ؟
اخذت ساره مشطاً وحاولت تمشيط شعرها المبلل :
- لاتأبهي..مرحلة وتمضي .
- عندما قيل لي انك هنا , اعتقدت ان شيئاً جديداً قد حصل .
ففسرت لها اختها بكلمات قليلة ماذا حصل خلال غيابها وانتهت بهزة كتف يعتقد ستيفان انني خطيبة بيتر .
- هل مازالت فاليري لانغدن اوين هنا ؟
- لا ادري انا لا انزل الا للعمل في المكتب .
- هل ستبقين هنا ؟
- لا ادري , لم اقم بأي مشاريع ..كل شئ يتوقف على شفاء بيتر وعلى بقائك .
- سأمكث في بيت بيتر وعندما تتحسن صحته سنتزوج . ثم من يدري ....ولكن مهما فعلنا فستكونين معنا الا تريدين المجئ معي الى بيت بيتر الآن ؟
- لا استطيع ان اترك المكتب دون انذار ستيفان وهو في فلامنكو الآن ..- سأفكر بالأمر عندما يعود .
انتهت ساره من تسريح شعرها وارتدت قميصها .
- انجيلا ..ماذا حدث مع آل ستيفنست هل تأثروا برحيلك ..؟
- نعم ..كثيراً .لم اجرؤ على مواجهتهم لكنني عرفت انني الحقت بهم كثيراً من الأذى ..لذلك اعترفت لهم بكل شئ ...ساره هل تعتقدين اننا سندفع ثمن اخطاءنا ..يخيل الي ان حادث بيتر هو بسببي وانه لا يحق لي ان اعيش سعيدة ..فالمستشفى قالوا لي ان الخطر زال لكنه غريب ومتعب ..هل تعتقدين انني ربما اكون السبب في ...؟
تخلل صوت انجيلا نوعاً من الأرتعاش ثم وضعت يدها على عينيها :
- يا حبيبتي ماهذه الأفكار السوداء ؟ بيتر افضل حال من قبل من الطبيعي ان يكون متعباً ..فالحادث كان خطيراً ولكن الآن وبعد ماعدت اليه سيتحسن بسرعة اكبر .
عندما ذهبت انجيلا الى بيت بيتر بقيت ساره سارحة بأفكارها تسأل نفسها بدون توقف كيف يمكن تخطي هذا اليأس ؟لكن شجاعتها كانت تخونها . فهي متأكدة من عدم قدرتها على نسيان ستيفان وجزيرة اسمها فلامنكو كاي .
في الأسبوع الذي تلا عودة انجيلا , استفهمت ساره عن امكانية دفع ثمن بطاقة عودتها الى انكلترا وذلك بأتمام عمل ما . لكن وكالات السفر الجوية والبحرية أجابتها بالرفض .
امضت انجيلا كل وقتها في المستشفى بجانب بيتر . فبدت وكأنها انسانة اخرى . حتى مغامرتها الحزينة مع روس اندرسون والتي كانت السبب في مجيئها الى ناسو . لم تغيرها بهذا الشكل انجيلا اليوم تركت كل انانيتها مما زادها جمالاً . وغطت حرارتها الأنسانية على برودتها المعهودة مما اسرع في شفاء بيتر .
اكتشفت ساره ان عائلة لانغدن اوين تركت الفندق . فاستعادت املها . لكنها سرعان ما فكرت بأنها بلا شك في فلامنكو مع ستيفان . لم تستطع ان تتخيل فاليري في تلك الجزيرة . واقترحت على نفسها التسلل في احدى البواخر المتجهة نحو الجزيرة .

*************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:55 PM


ذات مساء وهي خارجة من غرفتها بقصد التنزه على الشاطئ . اصطدمت بستيفان . فمد يده نحوها عندما رآها ستفقد توازنها وتقع . لم تستطع ان تتحمل حرارة يده فأبعدته عنها وركضت نحو سلم الخدم .
- ساره ..
لحق بها والتقاها بعد ما هبط طابقين .
- ساره , بالله عليك
حاربته وكأنها حيوانة مفترسة لدرجة ان كم فستانها تمزق . لوهلة قصيرة خفف ستيفان ضغطه عليها فكادت تفلت منه لكنه عاد وأمسكها وأسندها الى الحائط . ثم ضمها الى صدره بقوة وغضب وشغف .
وبعد وقت طويل , عندما شعرت بيدي ستيفان ترتخيان قليلا استفاقت من هذا الحلم , فرفع رأسه قائلاً :
- الآن لديك سبب وجيه للغضب .
وفجأة اصبح كل شئ بسيطاً وواضحاً ..اي رجل في العالم حتى ستيفان لا يتصرف بهذا العنف دون سبب ...والسبب واضح .
- آه ...ستيفان .
كان بريق عينيه ينم عن نار حبه الكبير ابتسم وقال :
- ساره ...
وضمها اليه بقوة ممسكاً بها . خائفاً من اضاعتها من جديد .وبعد هذه اللحظات الحالمة , ابتعد عنها ليرى تعابير وجهها .
- اذا كنت خائفة من غضب خطيبك , فلا عليك يا حبيبتي انا اعرف كل شئ .
- تعرف ..اتعرف حقاً ؟
ذهبت لرؤيته في المستشفى فوجدت اختك . وبمجرد ان رأيت ما رأيت , فهمت على ان قدرته على الشفاء فائقة .
- اذن اخبروك كل شئ ...كل الحقيقة ؟
- قسما منها . اعتقد انهما يجهلان القسم الأكثر اهمية بالنسبة الي .
- أي قسم ؟
- السبب الذي من اجله ترفضينني منذ مدة طويله ..لماذا يا ساره ؟
- آه يا ستيفان و هناك اسباب عديدة جداً . فكيف كان بامكاني ان اعرف انك .
- اني احبك ؟ انت بلا شك محدودة التفكير يا قلبي .
- لا ..كنت غامضاً . ولما رأيتك ..
فتوقفت عن الكلام واحمرت بينما ابتسم ستيفان :
- المكان غير مناسب للتكلم عن مواضيع مهمة كهذه . تعالي ...فلنذهب الى بيتي ..في جو غرفته الخصوصية الهادئ اجلسها ستيفان وضمها اليه .
- الآن..قولي لي مالذي رأيته والذي سبب لك هذا الهرب ؟
- كان ذلك ليلة السهرة التنكرية .
- احقا ؟ عرفت ان هذه السهرة هي اصل مشاكلنا . كان كل شئ قبلها على مايرام . كنا على وشك التوصل الى نتيجة عندما بدأت تتراجعين .
- لم يكن الأمر مشجعاً ..فقد رأيتك تعانق امرأة اخرى .
- رأيتني ماذا ؟
- رأيتك مع فاليري لانغدن اوين .
صمت الأثنان قليلاً ثم اخذ ستيفان يضحك .
- ولهذا تحولت الى قالب ثلج معي ؟ لم اعانق احداً في ذلك المساء ولا حتى فاليري ..اردت في تلك السهرة ان اكون معك انت .ليس الكذب من عاداتي ..لقد رأيت فاليري مع احد القراصنة , ربما ...لكن ليس معي , كان هناك العديد من القراصنة.منتديات ليلاس




****************************

يتبع

Rehana 14-11-09 12:56 PM

ففهمت ساره انه صادق ...
- الم تحز على اعجابك ؟
- هذا النوع من الفتيات لا يعجبني .
- اكاد لا اصدق انني انا من نوع النساء الذي يعجبك .
فقال ممازحاً :
- انا لا اصدق ذلك . لكن اورورا متأكدة من انك تمثلين الزوجة الصالحة لي ..وانا احترم حكمها .
- وماذا تعرف اورورا عني ؟
- لديها الحاسة السادسة فيما يتعلق بهذه الأمور ...في الليلة التي امضيناها في فلامنكو , وافقت تماماً على علاقتنا . اتذكرين السائل الذي شربته والكيس الذي وجدته تحت وسادتك ؟ هذا ماتسميه اورورا بجاذب الحب .
- هل عرفت شعوري تجاهك ؟
- سألتها ..فطلبت مني ان اتأكد بنفسي . لكني للأسف لم اسمع كلامها فوراً . والا كنت قبلت في الليلة ذاتها وكنا وفرنا على نفسينا كل هذه المتاعب .
- كنت قبلت قبل تلك السهرة بكثير .
وبعدما تبادلا العديد من النظرات الحالمه تمتمت ساره بصوت هادئ :
- اكاد لا اصدق ..منذ ساعة من الزمن كنت يائسة , حزينة . فكرت برمي نفسي في البحر والآن ...
تنهدت مرتاحة ...كانت يد ستيفان تدغدغ خدها .
- والآن ...ماذا ؟
- هل ...هل تعرف ...
- لا , لا أعرف ..قولي لي ..
ضمها بنعومة وحنان بينما ظلت ساره صامته هنيهة ثم وقفت :
- لا ..اريد ان اخبرك بشئ جدي ..
فاستمع اليها ستيفان بدون ان يقاطعها ..اعترفت له بكل القصة منذ البداية ..لكنه لم يعلق ..شعرت ساره بخوف كبير من فقدان سعادتها الجديدة ..
وأخيرا سألها :
- هل هذه كل القصة ؟
- نعم ..هذا كل شئ ؟
فاقترب منها وأخذ وجهها بين يديه ونظر في عينيها وضحك مقهقهاً :
- هل تقصد ان قصتي لم تؤثر عليك ؟ لم تصدمك ؟
- اثرت علي كثيراً ..لكني في الواقع شعرت بها منذ البداية فمهنتي تجبرني على معرفة الناس والحكم عليهم .
- اذن كيف حكمت علي ؟
- انك الفتاة التي اريد العودة اليها بعدما انتهي من عملي كل يوم ..
ثم اكمل بجدية :
- اسمعي , اريد ان اطلب منك شيئاً آخر .
- ماذا ؟ اطلب ..
سألته هذا وقلبها يخفق خوفاً من ردة فعل عنده غير منتظرة :
- متى تريدين ان نتزوج ؟
فبدت على وجه ساره ملامح السعادة ..بريق الدنيا في عينيها ..وعلى فمها ابتسامة لاتوصف ..اخذت تتامل وجه ستيفان الذي طالما ارادته وحلمت به وأمضت ليالي طويلة تتعذب من اجله ...فوضعت يديها حول عنقه :
- ستيفان , حبيبي , انت صاحب الأمر ...

*********************


تمــــــــــــــــــــــت

Rehana 14-11-09 12:57 PM

أتمنى لكم قـــــــراءة ممتعة

aghatha 14-11-09 02:36 PM

thanks darling for this sweet novel

Dark Star 14-11-09 06:03 PM

رواية كتيييييي:flowers2:يييير ظريفة شكراااااااااا لجهودك :8_4_134:

Rehana 15-11-09 01:10 PM

شكرا لمروركم حبيباتي

مووودتي

momak 17-11-09 12:51 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 17-11-09 12:26 PM

حياك الله..أخي

جيرمون111 18-11-09 10:01 PM

شكراً لك على الطرح والكتابة , وعلى هذا المجهود الرائع الذي لن ينساه لك كل من في ليلاس

Rehana 19-11-09 09:54 AM

شكرا لمرورك و تعليقك المميزو تشجعيك لي

تحياتي لك

ايدن 23-11-09 05:20 PM

شككككككككككككككككككككككككككككررررررررررررررررررا

Rehana 24-11-09 09:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايدن (المشاركة 2103630)
شككككككككككككككككككككككككككككررررررررررررررررررا

عفوا

تحياتي لك

زهرة الماس 27-11-09 08:16 PM

يسلموووووووووووووووووووو0000000000تحياتي لكي

Rehana 01-12-09 10:34 PM

الله يسلمكـ ..زهرة

سعدت بمروركـ

قماري طيبة 31-12-09 03:21 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 31-12-09 08:39 PM

حياك الله ..قماري

سفيرة الاحزان 07-05-10 02:47 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 16-06-10 01:27 PM

حياك االله .سفيرة

الهيفاء 17-06-10 11:17 AM

رواية مميزة ورائعة، سلمت يداك وشكرا...

Rehana 18-06-10 12:55 AM

الأرووع مرورك الهيفاء والله يسلمك يارب

sadeka 21-06-10 10:50 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 24-06-10 08:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sadeka (المشاركة 2351258)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حياك الله..صديقة

زهورحسين 28-06-10 03:15 PM

امراءة لكل الفصول
 
شكرآياوردة على هذي الروعة:55::55:

Rehana 28-06-10 04:04 PM

الأرووع مرورك ..يازهور العراق كلها ^-^

سعيدة إن تكون أول مشاركة لك في احدى رواياتي المكتوبة

habibaa 15-07-10 07:17 PM

بجد حلوة جدا

شاهد 17-07-10 12:36 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 23-07-10 10:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة habibaa (المشاركة 2382147)
بجد حلوة جدا

الأحلى مرورك الحلوووو

Rehana 23-07-10 10:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2384508)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حيااك الله..شاهد

زهرة منسية 03-02-11 08:50 PM

تسلم ايدكى

Rehana 06-02-11 07:12 PM

الله يسلمك يارب

فجر الكون 08-03-11 11:28 PM

يسلـــــــــــــــــموااا ,,,

Rehana 09-03-11 01:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الكون (المشاركة 2665646)
يسلـــــــــــــــــموااا ,,,


الله يسلمك فجر .. منورة الرواية

الجبل الاخضر 11-03-11 04:39 AM

:55::55:برافو :55::55:برافو:55::55: برافو:55::55::8_4_134: :friends::flowers2:تسلميم :lol:وشكرا:flowers2: على مجهودك:7_5_129: واتخيارك الرائع :mo2:وننتظر:dancingmonkeyff8: جديدك:8_4_134::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

Rehana 12-03-11 12:31 PM

شكرا لكل هذا التشجيع عزيزتي خضراء
ماننحرم منك.. لك وودي

fairbeauty 12-03-11 07:35 PM

جميلة
تسلم الايادي

Rehana 16-03-11 05:04 AM

الله يسلمك يارب.. الاجمل مرورك

سومه كاتمة الاسرار 20-03-11 01:56 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه
:liilase:

Rehana 21-03-11 05:09 AM

الأرووع حبيبتي مرورك العطر
دمتي بحفظ الرحمان

ندى ندى 22-11-11 04:16 AM

رووووووووووووووووعه

Rehana 11-01-12 10:06 PM

الاروووع مرورك .. ندى

عميشه 12-01-12 08:37 AM

يسلمووووو كتيررررررررر:8_4_134:

كن فيكون 13-01-12 01:25 PM

الله يعطيك الف عافيه
الروايه مثيره ومشوقه

Rehana 27-02-12 06:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عميشه (المشاركة 2976742)
يسلمووووو كتيررررررررر:8_4_134:

الله يسلمك يارب.. عميشة
منورة الرواية

Rehana 27-02-12 07:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كن فيكون (المشاركة 2977851)
الله يعطيك الف عافيه
الروايه مثيره ومشوقه

الله يعافيك يارب
سعيدة ان الرواية نالت استحسانك

غنجة بيا 16-03-13 09:23 AM

رد: 125- إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
مشكورة
حلووووووة مرة
سلمتي حبيبتي
:peace:

Rehana 26-03-14 09:55 AM

رد: 125- إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
العفوووو والله يسلمك يارب

كفاية 20-10-16 11:48 PM

رد: 125 - إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
يسلموا الايادي ان شاء الله

فرحــــــــــة 03-11-16 11:27 PM

رد: 125 - إمرأة لكل الفصول - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
غاليتى القديرة
ريحانة المنتدى
قصة رومانسية جميلةمع انها تتشابه فى السمات العامة لقصص كثيرة
الا انها تختلف فى التفاصيل الدقيقة للقصة باحداثها وشخصياتها
استمتعت بها كثيرا
فلك منى كل الشكر والتقدير
على هذه المتعة الابداعية من يدك القديرة
دمتى بكل الخير
فيض ودى


الساعة الآن 04:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية