منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   همسات في الذاكرة (https://www.liilas.com/vb3/t122280.html)

احلام جوليا 05-11-09 08:54 AM

همسات في الذاكرة
 
[SIZE="6"]:liilas:[RIGHT][/RIGHT][/SIZE


همسات في الذاكرة :
محاولتي القصصية الاولى : اتمنى ان تعجبكم[/U][/B][/CENTER]
الفصل الاول:عائد إلى الحياة
أسقط رأسه ما بين كفيه لتنسدل خصله من الشعر الاسود الناعم على جبهته العريضه وأسدل جفنية على نظره مريرة لم يعد يجد لها مغزي وتسائل للمرة الكم سيأتي أحدهم لينظر اليه ويفحصه بنظرات الامل ثم يهز راسه خائبا كان قد خالجه الامل هذه المرة ولكنه مني بالاحباط وعلى الرغم من طمأنه الطبيب له الا انه بدأ يفقد الامل بالفعل في تذكر اي شئ قد يفيده الان لقد مر عامان وهو ما بين جراحة وأخرى.

والغيبوبة التي استغرق فيها ثمانية اشهر ويزيد ليس حيا ولا ميتا اثرت كثيرا في حالته الصحية ومنذ افاق والشهور تمر وهو لا يدري شيئاً عن نفسه ولولا بنيته العضلية القوية ما تحمل أبدا كل هذه الجراحات المتواصلة يعتبرونه بمثابة معجزة المستشفى الساحلي فقد تحمل العديد من الجراحات وافاق وتحرك بعد ان فقد الاطباء الامل في صحوته قالوا ان له اراده قوية على المقاومة ولم يكن من السهل على من له تلك الارادة الحديديه ان يغلبه الموت
او ليس ما هو فيه الان شبيه بالموت أم هو ولاده جديدة له هل يبدأ حياته الان من جديد ام يواصل بحثه عن نفسه ولكن من اين يمكن ان يبدأ وكيف لانسان ان يحتمل ان يشعر بهذه الهوة السوداء السحيقة في عقله ليجد نفسه بلا ماض ولا مستقبل لا يملك سوى حاضر هزيل
بعد عده اسابيع سيتعافى وسيكون عليه مغادرة المستشفى وطاقم التمريض الودود ليبحث عن ذاته ولكن إلى اين منذ افاق والدكتور ابراهيم وابنه اخيه منى يساعدنه بكل الطرق للبحث عن نفسه نشروا صورته في الجرائد والقليل الذين كان لديهم شك في هويته جاءوا للمستشفى ليرونه وفي النهاية غادروا مع كثير من خيبة الامل .
تنحنح الرجل الذي فكر فيه منذ لحظات ليقتحم خلوته فأخرجه من تأملاته
- صباح الخير
- صباح الخير يا دكتور
- عرفت إن كان عندك زوار النهاردة
- ابتسم هازئا : زي كل مرة مش انا
- ايه نبره اليأس دي وبعدين احنا قلنا ايه يا سيدي بكرة تبقى انت وبعدين احنا اتفقنا بلاش احباط مش حيساعدك ومتنساش ان العملية كانت دقيقة والتجمع الدموي الي موجود بالراس نتيجة مجموعة الرضوض والعملية حيأخد وقت لحد ما يبدا يتحرك وترجع اعصاب المخ تتحسن حالاتها وجسمك كله يتعافى من العمليات وبالتدريج ان شاء الله حتبدأ تستعيد مهاراتك ومع الوقت حتستعيد ذاكرتك كمان لازم يكون عندك صبر احنا قلنا ايه ياشيخ اعتبرها فترة استجمام وراحة بكرة تندم انك افتكرت طب خليني انا افقد الذاكرة كده شوف حكون مبسوط ازاي على الاقل الواحد يرتاح من سرعة الحياة ولا ايه .
متجاهلاً كلمات الطبيب المطمئنة :
- دكتور ايه اخبار جدول الرحلات الى كانت عملاها الفنادق يوم الحادث
( استعاد الطبيب نظرته الجدية وسحب كرسيا بجانب الفراش جلس ومدد ساقيه امامه واعتدل بجلسته)
- في الحقيقة في جثتين او ثلاثة مجهولي الهوية وده زاد في صعوبة المسأله اكتر لازم تحمد ربنا على نجاتك المشكلة في حالتك ان المدينة هنا ساحلية وكل الي فيها تقريبا جاءوا من مدن بعيده او قريبه حتى علشان يصيفوا او يشتغلوا وبالتالي صعب تعرف بعد حادث كبير زي ده الاشخاص الي كانوا فيه لكن مش حنفقد الامل واكيد حنبحث تاني هدي انت نفسك بس وبعدين يا سيدي منى محضرالك مفاجأه النهاردة و محبهاش تشوفك بالشكل ده.
بنفاذ صبر اطلقت زمور سيارتها لتتحرك سيارة الاسعاف الواقفة بمدخل المستشفى واخيرا اطلقت زفرة ارتياح واندفعت بسيارتها لتتخطى البوابه دون القاء نظره على حارس الامن العجوز الذي اعتاد على تصرفها واندفاعها بتلك الصورة دخلت الى طريق جانبي في احد جوانب المستشفى واوقفت سيارتها في ممر مرصوف خط عليه علامة خاص ودفعت بساقيها خارج السيارة لتلتفت يمنى ويسرة جاذبة انتباه مجموعة من الاطباء الشباب الواقفين بالقرب من المدخل الجانبي للمستشفى فتاه طويلة القامة لها شعر حريري بلون احمر قاني وعينان نجلوتان تبدو شبيهه بعارضات الازياء ونجمات السينما تقترب من مدخل الجناح الرئيسي للجراحة في المستشفى الساحلي لتجمع اليها نظرات زوار المستشفى والعاملين فيها كانت ترتدي ثوب بلون البنفسج هفهاف يتحرك حول ساقيها برشاقة منقطعة النظير ملامحها الدقيقه وانفها المستقيم لم يتركا فيها عيبا واحدا وملابسها الغالية الثمن دلت على ثراءها تقدمت من حجرة رقم 10 في الجناح اطلت براسها مؤرجحه خصلات شعرها الناعمة على جانب وجهها الرقيق لتبتسم للجالس بالفراش ولكن ابتسامتها ذهبت هباء عندما لم تجد احد بالحجرة التفتت خلفها تبحث عن عاملة الاستعلامات التي لم تعبأ بالقاء السلام عليها عند دخولها ونادت عليها بكل تكبر ابنه صاحب اكبر المنتجعات وابنه اخ صاحب المستشفى الساحلي تسال
- فين يوسف
-ردت عليها العاملة بهدوء : بالجنينة يا هانم الدكتور سمح له انه ينزل الجنينة ونزل مع مرافق من الجناح
- ليه مستنانيش على كل حال مش مشكلة وصرفتها باطراف اصابعها المصبوغة متجهه نحو السلم المؤدي للحديقة الخلفية الهادئة.
تقدمت برشاقه الى حيث جلس شاب في اواسط الثلاثينات من عمره طويل وعريض المنكبين له بنية رياضيه ملفته للنظر خمري البشرة يلتف راسه بضماد ابيض كبير ولديه لحيه نابته وانف مستقيم وعينان كبيرتان باهداب طويله بدا وسيما وخطرا بتلك اللحيه الاشبه بالقرصان وميل فمه الساخر على جانب واحد ارتسمت في عيناه نظره تجعل من يراه يفكر في امكانية ان يقدم على قتل احدهم في تلك اللحظة وامتدت يده ليدلك صدغيه اسفل الضماد الملفوف على هذا الجانب من الراس ولم يلحظ ارتفاع نظره مرافقه للمرأه الجميلة القادمة من خلفه لتلف اصابعها المصبوغة وتغطي عيناه في حركة تدلل محببه بدا انه انزعج من تلك الحركة وعندما اشتم رائحة العطر النفاذ الذي تضعه ابتسم ابتسامة مصطنعة حتى لا يغضبها ومن قد يرغب باغضاب امراة بهذا الجمال وسحب يدها لاسفل مناديا باسمها منى
ابتسمت منى في دلال وسحبت كرسيا لتجلس عليه ونظرت بترفع للمرافق الشاب نظره جعلته ينسحب في خجل وجعلت المدعو يوسف يفكر كم هي متكبرة على قدر جمالها
- يوسف حبيبي عامل ايه النهاردة
- ابتسم يوسف : خلاص بقيت يوسف
- لم تعبأ بكلماته : ايه يا حبيبي شكلك متضايق النهاردة
- لا ابدا قالوا لك على زوار اليوم
- اه عمي ابراهيم قال لي في التليفون وانت ليه متضايق يوسف انسى بقى يا حبيبي خلينا نعيش حياتنا
- انسى ما انا ناسي عاوزاني انسى ايه اكتر من كده
اوه حبيبي ( اصدرت صوت مغناج وابتسمت له )انا عامله لك مفاجأه
- هه خير
- شوف انا عامله لك حفلة بمناسبة انك خلاص حتطلع من المستشفى الاسبوع الجي
- معقول الاسبوع الجاي
- وعازمة فيها كل اصحابي ومعارفنا وكمان جهزت لك يا حبيبي جناح خاص في الفيلا وان شاء الله لما تقدر تقوم بابا وعدني انك تروح معاه المنتجع وتشتغل معاه كمان ايه رايك بقى
- اشتغل ايه يا منى انا معنديش فكرة اصلا ان كنت بجيد اي حاجة ولا اعرف اصلا ان كنت متعلم ولا لا
- اكيد متعلم يا حبيبي اسلوبك وطريقة كلامك بتدل على كده وبعدين يا سيدي اي عمل اداري مؤقت لحد ما تستعيد مهاراتك كلها وتتعلم الشغل مع الوقت انت ذكي وحتجيد اي مهنة تمارسها
- انا مقدرش اقبل العمل ولا الاقامة معكم يا منى
- ليه بس وبعدين معك
- منى انت متعرفنيش كويس
- ازاي بس انا لي10 شهور يا يوسف بشوفك كل يوم وبقابلك وبنتكلم ونضحك ونحكي ومرينا بكتير سوا
- اسمعيني كويس يا منى انت متسرعة شوية انا لسه مش عارف اي حاجة عن نفسي وكنت بعمل ايه في مكان الحادث
- يا حبيبي ما هو انت شفت احنا قلبنا الدنيا محدش اتعرف عليك لو كنت بتشتغل هنا او في شرم الشيخ كان حد عرفك ولو كنت من المصطافين هنا كان حد عرفك في الفنادق الي عرضنا عليهم صورك انت شايف اننا جربنا كل الطرق وفشلنا الحادث كان كبير وراح ضحيته ناس كتير وفي جثث لم يتعرف عليها ومحدش عارف انت كنت راكب في اي سيارة فيهم خاصه انك قذفت خارج السيارة اثناء الحادث ويمكن ده يكون من حسن حظك علشان متكنش داخل الانفجار الي حصل لكن ده برضه كان احد اسباب ان محدش عارف كنت فين بالضبط اثناء الحادث
- زفر بتافف كفاية يا منى كفاية كل ده انا عارف بس ازاي لو لي اهل اكيد لازم يدوروا علي وليه لحد دلوقت محاولوش يوصلوا لي
- يا حبيبي عمي قال لك الف مرة ممكن تكون جي مع شلل الشباب الي جايه المصيف او الي جيين في رحلات السفاري هنا مش مع عائلات ويمكن يكون معك شاب او اكتر راحوا في الحادث في اكتر من احتمال
- وكلهم لباب مسدود مش كده
- كده كفايه ارجوك ابدا حياتك وانسى اقصد متفكرش لو افتكرت او مفتكرتش بص للدنيا بنظرة تفاؤل لولا الحادث مكنتش قابلتني ولا ايه يا حبيبي
- ممكن اكون من اي بلد تانية مش من شرم الشيخ اصلا واكون مريت بها لاي سبب
- ممكن اوي بس مصر كمان كبيرة حتلف محافظتها كلها تدور على اهلك معقول
وافرض منتاش عايش في مصر اصلا ده لولا لكنتك وكلامك كنا افتكرناك كمان مش مصري
- خلاص يا منى ارجوك كفاية كلام لحد كده
- خلاص ايه رايك نروح نشتري لك بدله حلوة للحفلة
- على حسابك
- اف يا حبيبي وبعدين معك وانا وانت ايه بس- اتنين انت بنت صاحب المنتجعات والمستشفى الخاص في شرم الشيخ وانا شخص فاقد لذاكرته ولهويته كلها ارجوك كفاية مش عاوز اي مساعده انا مصر اني الاقي شغل وابدا فورا.





]
[/COLOR]

Jάωђάrά49 05-11-09 09:46 AM

صباح الخيرات حبيبتي
ان شاء الله تكوني بخير
هذه هي ثاني رواية مصرية بقراها
الاولى كنت كثير حلوة
وهذه همسات في الذاكرة باين انها رواية ستكون مشوقة اعتبريني خلاص حجزت مكان للمتابعة عزيزتي

بالنسبة للقصة ارى ان الرجل لحد لايعرف هويته ولا اصله وتلك المنى لاتريد ان تتركه في حاله الى اين ياترى ستقوده محنته
تتصوري انتظري فعلا وبشوق القادم لاتتاخري علينا
واذا ما مريت عليك لاتفقدي الامل ان شاء الله تلاقي الردود
وانا اذا غبت ان شاء الله الاثنين اكون عندك واقرالك
يعني انا متابعاك متابعاك

احلام جوليا 05-11-09 12:53 PM

موعد الجزء الثاني
 
تسلمي يا احلى جوهرة يارب الرواية تكون عند حسن ظنك وانا بالفعل مش حطول وحنزل الجزء الثاني يوم الاحد باذن الله ويارب يعجبك
والسؤال فعلا يا ترى الواحد يحب يبدأ حياته من جديد ولا لو ده حصل حيفضل يدور برضه على الماضي حالة الرضا بيتهيالي من مستحيلات البشر انت ايه رايك تحبي تبداي من جديد ولا تستمري وتبصي لبكرة ولو اتخيرتي بين الاتنين ماضي ولا مستقبل تحختاري ايه ده السؤال الي حتجاوب عليه القصة باذن الله على الاقل من وجهه نظر البطل

حسن الخلق 05-11-09 09:22 PM

السلام عليكم و رحمه الله
اهلا و مرحبا بك و بروايتك المشوقه
انا حجزت مكان فى الصف الاول بعنى جنب جوهرة اوعى حد ياخد مكانى :lol:
ندخل فى الجد ... معاناه البطل واضحه جدا و لا اتمنى ان اكون مكانه الاحساس بالضياع و عدم الانتماء لمكان احساس فى غايه الصعوبه بالاضافه للحاله الصحيه التى عانى منها الله يكون فى عونه
منى شخصيه مسيطره متملكه تعتبره لعبه جديده حصلت عليها سرعان ما تسئم منها لو استسلم لها و لكن مقاومته لها تزيد من تشبسها به اتوقع انها هتكون السبب فى متاعب كتير و لكنها لن تكون الشخصيه المحوريه فى حياه بطلنا
ده راى مبداى قابل للتغير مع تطور الاحداث
متابعه القادم بشوق
بالنسبه للسؤال الذى طرحتيه فصعب جدا الجواب عليه فالبشر غالبا ما يتطلعون لما ليس فى ايديهم
بالنسبه لى لو كنت فى مكانه مش عارفه يمكن كنت اركز فى المستقبل لكن دائما سيظل داخلى جزء مخفى يتساءل عن الماضى فالحياه على بعضها ماضى و حاضر و مستقبل لا تتجزء
شكرا لكى و تقبلى مرورى دمتى بود

احلام جوليا 08-11-09 06:50 AM

الفصل الثاني : الامال المحطمة
 
[COLOR="Blue"]الفصل الثاني : الامال المحطمة [/
القت بالحمل الثقيل على الارض الخشبيه للاسطبل الصغير وتوجهت مباشرة نحو الفرس الاشهب القابع بانتظار صاحبته ابتسمت له ومدت يدها الى جيبها لتخرج قطعة السكر وتمد يدها بها لفم الفرس حركت الفرس راسها يمنه ويسرى لتحرك خصلات بنية وتصهل متجاوبة مع اليد الممدوة لها واكلت قطعت السكر وكافأتها صاحبتها بمداعبه راسها سحبت يدها واتجهت نحو رف صغير بأحد أركان الاسطبل وسحبت من اعلاه سله بها قفازان اصفران كبيران وضعتهما على عجل واتجهت مره أخرى لتفتح الشوال الكبير التي ألقته على الارض منذ لحظات واخرجت احد الانيه من الجوار وملأته حتى أخره بخليط من العلف والحبوب السابق تجهيزها وتقدمت لتنقلها الى الاناء الخشبي في اسطبل الخيل والتفتت لتفتح الباب الصغير وولجت بسرعة لداخل المكان المخصص لفرسها المفضل وضعت له بعض الشعير وبذر الكتان لتوازن بين غذاءه كما اخبرها البيطري وتحركت للفرسين الاخرين ووضعت لكلا منهم باقي الكمية التي معها واضافت اليها البرسيم كذلك وعادت مره اخرة لتغلق الشوال وتضعه على جانب امن بعيدا عن الماء لتستخدم البقيه فيما بعد
شعرت للحظات بالحر وبالتصاق قميصها الكتاني بجسدها المائل للامتلاء واخذتها الذكرى بعيدا لتتذكر موقفاً مشابها عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها إلى صدره ضاحكا حاولت دفعه بعيدا لتخبره بانها تشعر بالحر وتحتاج لاخذ حمام ولكنه لم يعبأ وأخذ يدس انفه في شعرها الحريري ويخبرها بأن رائحتها هي المفضله لديه تسكره اكثر من اي عطر تضعه التفت ذراعاها حوله ومنحتنه نظره كلها شوق وهيام ردا على كلماته الشاعريه ليحملها بين ذراعيه لبيت المزرعة افاقت من ذكرياتها على صوت ابنتها تناديها فظهرت لها ونادت عليها
هنا يا جمانة
ماما جعنا يالله تعالي
حاضر يا حبيبتي ثواني
ماما وبعدين
خلاص جيه حالا
تقدمت جيهان لباب الاسطبل لتلتقي بابنتها ذات العشر سنوات وتمد ذراعيها حول كتف الصغيرة وتقبل مقدم راسها وفي عينيها دموع لم تتساقط وصلت لباب البيت الصغير من الخلف لتخلع جيهان حذائها العالي الساقين المخصص للاسطبل وتضعه داخل السبت المخصص له وتلقي الى جانبه بقفازي العمل التي مازالت ترتديهما وتوجهت الى الحمام خلعت ملابسها وفتحت رشاش الماء المعلق لتضع وجهها باتجاه الماء المتدفق ليغسل دموعها ومدت يدها لتغسل شعرها بقوة ولتنزل رائحه العرق والاتربة العالقة به اطمئنت لفرك جسدها وشعرها جيدا بالصابون والشامبو لتخرج خارج الماء وتنظر في المرأه المعلقة امامها لتعكس المرآه صورة لإمراه لها شعر بني تتخلله خصلات شقراء ناعمه وعيون بنيه متغيرة اللون ورموش مكحله سوداء تتناقض مع لون شعرها بشكل مثير وجذاب بدت ملامحها كلها متناسقة وخطان اسفل العينان المجهدتان اظهرا مدى اجهاد صاحبتهما وطرق الزمن في اثبات وجوده عليها تلمست خطوط وجهها وفكرت هل كبر بها السن هل انتهت سنوات شبابها اين هي من تلك الفتاه ذات الضحكة الرنانة وشعرها الطويل الذي اهملته كثيرا واكتفت بجمعة دائما بكحكة خلف راسها ومعالم انوثتها التي اخفتها خلف الملابس الواسعة والجينز القديم واين لها بالاهتمام بنفسها وهي التي تستيقظ عند الفجر لتبدأ العمل بمزرعتها الصغيرة وبقليل من المساعدة من هذا وذاك تحصل مايكفي لسداد اقساط البنك بصعوبة
كم تتمنى لو كان معها الان الم يكن ليحل كافة معضلتها لطالما برع بحل المعضلات وهي معه لم تكن تشغل راسها سوى باسعاده وكانت تترك له دائما تدبير شؤونهم الماليه لم تكن تعترض ابدا على قراراته فقد كانت تثق في حكمه على الامور حتى عندما اقدم على تلك المغامرة باتخاذ قرض بضمان المزرعة ليستطيع به ادخال مجموعة من الابقار والعجول الصغيرة على مزرعتهم المتواضعة وافقته بلا تفكير واعتمدت دائما على رجاحة عقله وحسن تفكيره وبانه قادر على حل جميع المعضلات لم تتخيل انهم يغوصون كل لحظة في الديون اكثر واكثر وانه سيتركها في منتصف الطريق لتجابه كل هذه المشكلات وحدها والان عليها ان تكون ام واب ومحاسب ومدير المزرعة التي لطالما حلما بها سويا وكان يجب عليها ان تنسى انوثتها لو ارادت ان تعيش كما هي الان اصوات نداء ابنتها من الخارج اخرجتها من احلامها
ماما يالله تعالي الاكل برد
حاضر يا حبيبتي حالا
سحبت من المشجب القريب ثوب واسع كبير ادخلت به راسها لتخفي به كتفيها المكتنزتين وجسدها البض الجميل بشرتها العاجيه المشربة باللون الذهبي وملامحها التي لفحتها الشمس لتكتسب بشرة برونزية لامعة اعطتها جاذبية لولا خطوط الارهاق والهالات السوداء التي تجمعت اسفل عيناها لبدت اصغر بكثير من سنوات عمرها الثلاثين
فهي مازالت شابة بمقاييس كثيرة ولكنها تشعر بان قلبها هرم من عامان ويزيد
يوم فقدت حياتها كلها نفضت راسها عن افكارها الكئيبة ورسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وضربت بالفرشاه خصلات شعرها الناعمه لتتركة منسدلا على كتفيها ممتداً لخصرها حتى تحرره بعض الوقت
خرجت من الحمام منتعله خف صغير بلون دثارها البني وتوجهت الى غرفه الطعام الصغيرة المؤلفة من طاولة خشبية وستة مقاعد امام الموقد في المطبخ الصغير فقد اتخذت من المطبخ والفسحة امامه مكان لصنع الطعام واكله في نفس الوقت لتريح نفسها من عبء الانتقال ما بين الحجرة الخلفية والتي تطل على مظهر المزرعة الجميل وما بين المطبخ طالما لايوجد احد سواها واطفالها في المكان وحتى لا تذكرها بذكريات تفضل ان تنساها
نظرت بنظره رضا لابنتها التي قامت بوضع بعض الفطير والعسل والجبن وبعض الفول المطهي على الطاولة الخشبية ومع كثير من السلطة الخضراء وابتسمت لطفلتها لطالما كانت اكبر من سنها وعاونتها وكانت في كل مرة تنظر اليها تشعر انها هي التي ترعاها وانها لولا وجودها لفقدت الرغبة في الحياة ومساعدتها لها كانت اكثر من مفيده والقت عيناها على الرضيعة الصغيرة النائمة بالفراش المتنقل في ابعد مكان عن الموقد والمغسلة وابتسمت لان ابنتها نجحت في جعل اختها الصغيرة اخيرا تنام وقت الطعام لتستطيع امها تناول بعض الطعام وعلى قمة الطاولة جلس الصبي الصغير يوسف ابنها وحبيبها الصغير قرة عين ابيه وحلمه وإلى جانبه جلست جيهان لتمد يدها على الفطير الكبير وتقطعة لمجموعة من القطع ولتعطي كل طفل منها قطعة وابقت لنفسها القليل متعلله بانها تريد ان تفقد بعض الوزن الزائد وبدا الجميع في تناول الطعام في صمت
كانت جيهان اول من انتهى من تناول الطعام تكاد تكون لم تمس الطعام اصلا فهي لم تكن جائعة ولكنها لم ترد ان تكدر ابنتها فاكلت بعض اللقيمات مجاملة لابنتها
قامت جمانة لتساعد والدتها في تفريغ بقايا الطعام وغسل الاطباق ووجهت كلامها ليوسف
يوسف يالله ساعدنا ورتب الطاولة والكراسي
ما انت وماما بترتبوا كل حاجة
وانت لازم تساعدنا
انا مش بساعد يعني امال مين الي بياكل الكتاكيت كل يوم
ولو... ساعدنا
يوه كل حاجة يوسف يوسف
امال عاوز ايه حضرتك نطلب من شيرين تساعدنا ( واشارت للرضيعة)
خلاص يا جمانة يا حبيبتي سيبي يوسف انا حوضب كل حاجة ( جيهان )
لا ياماما كفاية دلع فيه لازم يتعود يساعدنا
طيب طيب خلاص كفاية انا تعبانة ومش متحملة مناقرة كل يوم
اسفة ياماما مخدتش بالي
اسف ياماما حساعدك يا جمانة
خلاص يا حبايبي الآذان اذن يالله علشان نصلي كلنا سوا
بعد لحظات استعد الاطفال والام لاداء الصلاة وتوجها جميعا للصالة الواسعة في صحن البيت
وقامت الام بفرد سجادات الصلاة وبدات تصلي مع الطفلين


--
COLOR]

احلام جوليا 08-11-09 06:53 AM

الفصل الثالث : امراة في عقلي
قفز جالساً في فراشه يتحسس جبينه المتصبب عرقاً، دافعاً بالشرشف إلى الارض ، وتناول كوباً من الماء من جانب الفراش وتنهد وارجع راسه للوسادة ثانية،،، انه ذاك الحلم المزعج يراوده من جديد " يجد نفسه في طريق من الاشجار في ظلمه عجيبة ويضل الطريق لا يعرف عندها اين يذهب وفجأه يتملكه الفزع عندها فقط يسمع صوتها صوت ناعم كالملائكة تضحك ضحكة عجيبة لم يسمع لها مثيل من قبل تظهر له من العدم وكأنها ليست من البشر صوتها يؤنسه ويطمئنة يسمعها تنادي يوسف يوسف فيتبع صوتها ولكنها تختفي ولا يجد سوى صبي صغير يبكي" فيقوم فزعاً من نومه متصبباً عرقاً ".
حركته القلقة أيقظت زميله في الغرفة مصطفى ليستيقظ متململاً في الفراش ويفرك عينيه وينظر للمدعو يوسف متسألاً :
- أيه الي صحاك كابوس تاني
وقف يوسف متوجها للحمام متجاهلا كلمات مصطفى وتقدم ليدفع المياه دفعا لوجهه محاولاً ايقاظ نفسه من حلمه المزعج
اكثر ما يزعجه هو هذا الشعور المصاحب للحلم الشعور بالضياع والخوف من ان يفقد طريقه اليها في كل مرة كان يرى حلمه المزعج كان يرفض ان يحكيه لمصطفى ويكتفي فقط بالقول انه كابوس لم يرد ان يستمع لتحليل مصطفى لحلمه فقد كان منزعجاً بما يكفي كان يتمنى لو لم يستيقظ ولتابع البحث عنها ووجدها ليسألها هل هو يوسف الذي نادته ؟ لقد سأل نفسه الاف المرات منذ بدأ يراوده هذا الحلم من تكون تلك المرأه التي لا يرى ملامحها أبدا ؟ ولماذا هذا الشعور الشديد بالخوف من فقدها ترى هل هي موجودة بالفعل في ماضيه ام ان هذا ما هو الا محاولة من عقله الباطن ليصنع له وهم ليعيش على امل تذكر ماضيه !!!!!! -كما اخبره الطبيب النفسي المتابع لحالته -
الآن عليه أن يستعد للذهاب إلى عمله ، عمله في محل النجارة الصغير والذي ساعده للحصول عليه عم حسين حارس الامن بالمستشفى حيث اخبره بأنه يستطيع ان يعمل مع اخاه في محل النجارة عندما رأه يصلح أحد الكراسي الخشبيه بالمطرقة قال له انه يبدو كمن فعل هذا الاف المرات وانه قد يكون في الاصل نجارا.
ومنذ اتى الى هنا وبدأ عمله هذا وهو يكتشف كل يوم شيئاً جديداً عن نفسه لقد اكتشف انه يجيد معظم الاعمال اليدوية بمهارة فبالامس ساعد عم أحمد في طلاء المحل من الخارج واكتشف انه يعرف الكثير عن عمليه الطلاء وكحت الحائط وسنفرته وقد اثار هذا اعجاب عم أحمد لانه وفر عليه استئجار عامل للطلاء ووعده بمكافأه نتيجة لعمله وكم اسعده هذا فهو الآن لا يعيش من احسان احد يعمل ويأخذ راتب ويتعرف على حياته من جديد فقط ما يزعجه هو غضب منى من عمله والحاحها الدائم على تركه للعمل ومجيئة معها ليعمل في منتجعات والدها وهو رافض تماما لتلك الفكرة ولكنه وعدها بان يسافر معها بعد عدة ايام لمدينة الغردقة حيث يقابل والدها على الاقل وان اراد ان يرفض العمل – وهذا ما ينويه – فليرفض بعد ان يستمع لكلماته حتى لا يغضب منى الجميلة.
توجهه لمحل النجارة وبدأ في عمله على الفور في عمل طاولة ومجموعة من الكراسي لحجرة صغيرة كان يعمل بتأودة وهو يستمع لعم أحمد ولتعليماته الدقيقة في تفاصيل الصنعة وقد وجد نفسه معجباً بالعمل واصبح الان يحاول ان يتفنن في نحت اشكال بسيطة على سيقان الطاولة وظهر الكراسي كما علمه عم احمد للحظة شعر انه وكأنه قام بهذا العمل من قبل اصاب راسه الصداع الان ولم يعد يستطيع ان يجبر نفسه على التذكر نظر الى ما صنعته يداه وابتسم لنفسه ترى لو كان نجاراً كانت منى تعلقت به كما هو الحال الآن !!!!!
لا يعلم ربما لانه غير مبالي بجمالها بالشكل الذي يحيطها به الجميع اينما ذهبت ربما لهذا السبب هي تندفع في اتجاهه،، لا يعرف حتى لماذا لا يشعر تجاهها بنفس الطريقة فقط يشعر بالامتنان لمساعدتها وعمها له ولكن ليس اكثر، فهي بشكل او اخر تفتقد لشئ لا يعرفه ربما اصرارها الدائم على تخطيط حياته كاللعبة هو السبب الرئيسي الذي يجعله جامداً من ناحيتها فهي تحاول دائماً أن تدفعه لتنفيذ ما تريد تحاول دفعه لان يعمل مع والدها تحاول دفعه لأن يحبها كما لو كانت تجبره على هذا ورغم اعجابه بجمالها وهو امر لا يستطيع اي رجل ان ينكره واعجابه كذلك بمسانتدتها له لكنه يشعر ان هناك حاجز ما بينها وبين قلبه يمنعه من الوقوع بغرامها.
كان يفكر في منى وفي مهنته الاساسية ترى هل هو نجار ام عامل محارة عند هذه الخاطرة تلفت لعم احمد ووجه له الكلام
كان عم احمد رجلا ملتحي متدين يرتدي جلباب واسع وطاقية صغيرة ويواظب على الصلاة وصيام الاثنين والخميس وقد احبه كثيرا وشعر معه بالراحة .
-عم احمد تفتكر انا في الاصل نجار
- مش شرط يا بني بس الاكيد انك بتعرف شوية حاجات مش بطالة في مهنتنا دي بتعرف تدق ازاي وفين وبتعرف تنحت حلو كانك نحت قبل كده الخشب يابني متشغلش دماغك كانت ايه صنعتك قبل كده حاول تتعلم الصنعة ومع الوقت ربنا حينور لك بصيرتك .
- عندك حق
- لا مؤاخذة يا بني انت ليه بتفكر انك نجار ليه مفكرتش تكون عامل محارة انت بتبيض ولا كأنك صنايعي بصراحة يا بني انت بتعمل كذا حاجة لكذا شغله شكلك كنت بتعمل حاجات كتير بايدك في الشغلة الي كنت بتشتغلها .
ظل يفكر بكلمات عم احمد ويتساءل ماهي نوعية الحياة التي من الممكن ان تدفع انسانا ليعمل اكثر من صنعه بيده النجارة والنقاشة عملين مختلفين اين كان يعمل يا ترى؟


--

حسن الخلق 08-11-09 02:21 PM

السلام عليكم و رحمه الله
شكرا جزيلا على الاجزاء الجديده
و ربنا يوفقك كمان و كمان ... الروايه قصتها مثيره و مشوقه و اسلوبك سهل و سلس و الاحداث تسير بطريقه مناسبه لا تجعلنا عرضه للملل
فى هذا الجزء وضح لنا طبعا ان جيهان هى زوجه بطلنا المجهول و اسرته يعيشون فى المزرعه و قد وضحت حالتهم الصعبه ببراعه بدون مط او تطول اهنيكى على براعتك
من ناحيه اخرى بدا بطلنا يستكشف ذاته من خلال حياته الجديده
ارجو لك مزيد من الابداع و التقدم و فى انتظارك عزيزتى :flowers2:

احلام جوليا 09-11-09 01:11 PM

إلى حسن الخلق
 
حسن الخلق بجد ردك اسعدني جدا لانه حسسني انك فعلا وصلك احساسي بابطال القصة ويارب يعجبك بقيتها بكرة باذن الله بنزل جزء جديد وسامحيني على التأخير

احلام جوليا 09-11-09 01:17 PM

على فكرة انا سبق ونوهت اني بكتب برضه على موقع في البلوجا باسم
/ladywispher.blogspot.com
اتمنى تتابعوني وتكوني من قراءي واشكركم لتشجعيكم

Jάωђάrά49 09-11-09 09:37 PM

السلام عليكم غاليتي
ملحوووووظة مهمة بالنسبة لمداومتك غاليتي على الكتابة بصراحة انا احببت الرواية ولااريد فقدانك والملحوظة هي انه ممنوع وضع روابط اخرى في منتدانا هذا هو شرط الاستمرارية هنا
اعلم لربما لم تقرإي التحذير لدى قلت اخبرك واتمنى ان تتغاضى فراشاتنا الجميلات عن حذف هوية كاتبتنا ان شاء الله
لاعود لروايتك الجميلة بصراحة انا اعجبت بها بشدة انت تنتقلين بالمواقف بسلاسة وسهولة وكذلك استشعرت فعلا معانات جيهان من فقدانها لقلبها اي زوجها وتحمل مسؤولية صعبة كتربية ثلاث اولاد لوحدها
اتمنى ان تكملي لان هذا دافعي لكتابتي الرد تحفيزك على المتابعة وانا مساندتك ان شاء الله

احلام جوليا 10-11-09 09:02 AM

مكنتش اعرف
 
انا اسفة جدا بالنسبة للتنويه عن موقع البلوجا وحقيقي مكنتش اعرف وشكرا انك نبهتيني واكيد مش حكررها تاني وارجو الا تسحب عضويتي لأن ليلاس موقعي المفضل وشكرا لك

احلام جوليا 10-11-09 09:09 AM


الفصل الرابع
بيت المزرعة
استيقظت جيهان مع ساعات الفجر الاولى على صوت المنبة الموجود بجانب فراشها مدت يدها لتغلق الجرس وتنظر للساعة والقت براسها على الوسادة وغطت وجهها باصابعها وتنهدت وقامت من فراشها متسلله على اطراف اصابعها حتى لا توقظ طفلتها الصغيرة النائمة بفراشها الان.

سحبت الرداء الموضوع على اطراف الفراش ووضعته على جسدها لينساب على قوامها الممتلئ الجذاب ومدت يدها لتجمع خصلات شعرها البني الحريري لتجمعه خلف راسها بتسريحة ذيل حصان معتاده عليها وتوجهت للحمام على اطراف اصابعها غسلت وجهها واسنانها البيضاء بطبيعتها وارتدت خف خفيف وتوجهت لتخرج من حجرتها.

نظرت من خلال فتحه الباب للغرفة المجاورة لتجد طفليها الاخرين نائمين يغطان بنوم عميق فابتسمت وأتجهت الى السلم الخشبي لتنزل للدور الاول من البيت لتجد نفسها بصاله واسعه وضعت فيها القليل من الاغراض مقعدان وثيران وسجاده صغيرة وصوفا كبيرة تتسع لثلاث اشخاص وتتوسط المكان طاولة صغيرة وضعت عليها بعض الازهار كمحاولة يائسة لتجميل المكان والشئ الذي كان يسر عيناها هو تلك الستائر التي غطت حائط كامل من البيت كانت قد صنعتها بمساعده والدتها من عده سنوات وكانت مناسبة بشكل كبير للمكان وان بدت اكثر الاشياء اناقة في المكان ابتسمت لنفسها برضا اذا استطاعت ان تسد قسط البنك هذا الشهر فسيتبقى معها ما يكفي لشراء سجاده جميلة تجمل بها المكان وتدفئ البيت في شهور الشتاء القادمة ونظرت بتفاؤل على الرغم من كل شئ مازال اولادها معها وهم الاهم الان من كل شئ اخر مرت بالصاله لتفتح باب يؤدي لممر صغير في اخره وجد مطبخ كبير واسع تتوسطه طاوله مستطيلة وست كراسي وبآخره وجد موقد كبير ليكفي باحتياجات المنزل وكذلك فرن يصلح للخبز على الطرق البلديه وضع في خلفيه المطبخ ويفصله عنه حائط بني من جانب واحد وبجانب الموقد وجدت مغسلتان كبيرتان للصحاف والقدور وعلى جوانب المطبخ كان هناك حائط نصفه زجاجي مغطي بالحديد المشغول للحفاظ على المكان من اللصوص ولكي لايمنع الشمس من الدخول للمكان كان يطل على ساحه مخصصه لجري الخيل واسفله دولاب يحمل بداخله مجموعة الاواني المطبخيه

توجهت جيهان لمؤخره المطبخ لتمد يدها للدولاب الموجود باعلى المغسله وامتدت يدها لكيس الطحين الموجود واخرجت اناء كبير لتضع بعض الطحين وبدات بوضع بعض الماء والخميرة لتحضر العجين انتهت من ضرب العجين وعجنه عده مرات قبل ان تتركه جانبا وتخرج بعض اللحم من البراد الموجود جانبا وبدات العمل في تجهيز اللحم ووضعه باناء يغلي وتجهيز الخضروات ووضعها جانبا وبعد ما اعدت ما يمكن اعداده لتسهيل عمليه تحضير الغداء بدات بتحضير الافطار واخرجت اللبن والبيض وزيت الزيتون المفضل لديها واستخدمت طاسه كبيرة لصنع البيض المحبب لدى اطفالها واخرجت من سبت صغير بعض الخبز وجبن رشته بقليل من زيت الزيتون ونبات الزعتر البري المحبب وضعت كل شئ على الطاولة وتوجهت لغرفة اطفالها تنادي عليهم اوقظتهم بدغدغتهم وملاعبتهم حتى افاقوا وتوجه الجميع بعد قليل للافطار افطر الطفلان الاكبر سنا بينما جيهان جلست على كرسى هزاز قديم وضع باحد الاركان وفي حضنها رضيعتها الصغيرة تطعمها بعض الحليب لتعاود النوم مرة اخرى وبسرعة وضعت الرضيعة في فراشها المتنقل وتوجهت لغرفتها لتبدل ثيابها على عجل وبدون تفكير امتدت يدها لتسحب بنطلون من الجينز القديم الباهت وقميص من الكاروهات تكاد معالمه ان تختفي وانتعلت حذاءها البوت من جانب باب البيت وعقصت شعرها بذيل حصان وغطته بمنديل صغير للراس سمعت صوت ابنتها تناديها

ماما ماما استني

ايه يا جمانة حبيبتي اتاخرت
اتفضلي انا عملت لك ساندوتش يا ماما علشان خاطري انت مفطرتيش

متشكرة يا حبيبتي قبلت ابنتها على راسها وضمتها الى حضنها للحظات قبل ان تتركها حامله الساندوتش التي اعطته لها ابنتها بيد وبالاخرى سبت صغير

توجهت على الفور الى اسطبل الخيل وسمعت الحركة الخفيفة التي تدل على استيقاظ خيولها الثلاث وصوت تمللها وبدات العمل على الفور اسرجت احدهم واعدته للركوب وتركته وذهبت لتسحب الاخر من لجامه وتخرجه من باب الاسطبل على الساحة الخلفيه التي سيجتها بالاخشاب المناسبة وصنعت مساحة معقوله لتجري بها الخيول وتتحرك وفور ان اطلقت سراح الجياد توجهت للاخر وكررت ما فعلته مع الاول حتى وصلت للجواد الذي اسرجته واخرجته من الباب الامامي ثم وبرشاقة المعتاد على ركوب الخيل رفعت قدمها لتضعها باللجام الجانبي واطلقت الاخرى لتقذف بجسدها على الفرس القوي واعتلت صهوة الجواد وخرجت به لتتحرك في المكان في البداية ابطئت الخطا حتى وصلت لمساحة من الارض جرداء من المحصول وان كانت معشوشبة بعشب اخضر قصير و قضت نصف ساعة تدور به داخل حدود مزرعتها وتركت لعقلها العنان ولخيالها الحلم لتنتقل لعالم اخر من الحلم للمزرعة منذ احدى عشر عاما عندما جاءتها لاول مرة عروساً جميله عاشقة جاءت اول مرة لتقابل عائلة زوجها ولتتعرف على حياتهم هنا وتعرفت على عيشتهم الريفية الجميلة اغرمت بحياتهم واثرتها على حياتها المرفه في بيت والدها حيث كان لديهم دائما خادمة تقوم بكل شئ ولكنها حينما احبته نست كل شئ وقررت ان تبدأ معه من أول الطريق كان عنيداً حقاً حينما قرر ان يأتي بها على خلاف راي العائلتين ليعيشوا بالمزرعة عائلته من ناحية كرهت فكرة ان تأتي فتاه البندر الشابة لتعيش عيشتهم وتتكبر عليهم وعائلتها ظنت انها تكتب نهاية زواجها بيديها حينما قبلت ان تعيش في الريف وفي هذه المزرعة الريفية المستصلحة بالقرب من مدينة الفيوم.


ولكنها هي وهو اصروا على ان يكمل حلم والده ويعيش في المزرعة التي بناها وبدأ حياته بها لاتنكر انها تعذبت في البداية وهي تتعلم على يد حماتها كيف تعتني بالافراخ الصغيرة وكيف تحلب البقرة الوحيدة انذاك في المزرعة وكيف تستطيع المساعدة في بث الحبوب في الحديقة الخلفيه للحصول على احتياجاتهم اليومية من الخضار اما المحصول الزراعي فقد كان دائما مهنة الرجال وكذلك رعاية الخيول.

كانت المزرعة صغيرة نسبيا تحتوي على ارض مستصلحة للزراعة وجزء اسطبل للخيل واما حبها هي فكان الجزء الصغير المخصص لتربية الدواجن وقد كانت حريصه هي وزوجها على تكبيره ليكون اساسي في دخل المزرعة وخاصة ان المحصول من العنب المزروع كان يحتاج لوقت للحصاد والبيع والمزرعة تحتاج لمصاريف طوال الوقت ومزرعة كهذه تحتاج بالتاكيد للكثير من ايدي عاملة ولكنها اضطرت للتخلي عن الكثير من العمال لديها بعد الحادث لعدم استطاعتها دفع الاجور بعد ازمتهم المالية وخاصة فيما يخص مناطق البيت ورعاية الحيوانات وتستعين الان ببعض العمال الموسمين في فترة الحصاد وفي فترات اسبوعية للمساعدة في تنظيف اسطبل الخيل وتحميم الخيول وفيما عدا ذلك تستطيع هي بكثير من الجهد وبمساعدة طفليها وعائلتان من الفلاحين الفقراء، اتى بهم زوجها من الريف حيث موطن والده الاصلي للمساعده في اعمال المزرعة، العمل في باقي اعمال المزرعة بتعاون وانسجام وكثير من الجهد وكانت العائلتين التين تعملان بالمزرعة قد خصص لهم زوجها كوخين في اخر الارض الزراعية ليحتفظ لبيته بالخصوصية اللازمة وكذلك ليكون هناك دائما من يمكن ان يساعد بشكل فوري في اعمال المزرعة وليضمن العمار للمكان وقد حققا له هذا .

اما ركوبها الخيل فلم يكن فقط لحبها للخيل ولهذه الرياضة ولكن السبب الرئيسي كان احتياج الحيوان للحركة ورفضها بيع الحصان الاشهب الذي كان ملكا لزوجها والذي تعود على ان يركبه كل يوم وموته جعل الحصان المفرط النشاط كثير الحركة في داخل الاسطبل يهدد بالعنف مع من حوله ان لم يحصل على نزهته الصباحية.

وصلت بالحصان الاشهب الى اخر المزرعة وهنا نزلت عن صهوة الجواد وربطته في شجرة ضخمة بجانب جدول للماء غسلت وجهها من ماء الجدول الرقيق واتجهت نحو محول الماء اوالساقية لتطمئن على فتحها لتروي المحصول وفي تلك اللحظة خرج من بين المزروعات رجلان اسمران بدا ضخمان بالمقارنة بقامه جيهان الصغيرة فشدت من قامتها ورسمت ملامح الجدية على وجهها المرهق ونادتهم باعلى صوتها باسميهما اسماعيل ومحمدين.


بدا ان الرجلين قد اسرعا الخطا وتوجها نحو الصوت وتقدم اكبرهم وقال : نعم يا ست هانم

اعطتهم جيهان تعليمات جديدة بخصوص السور الخشبي المائل في مزرعة الخيول واحتياجها لان يقوم احدهم باصلاحه باسرع وقت في نفس اليوم وبعض التعليمات الاخرى حول اعمال المزرعة ثم توجهت لفرسها المربوط

وامسكت باللجام وخطت عده خطوات مبتعدة عنهم ثم اعتلت صهوة الجواد وتوجهت بخطا وئيدة نحو مبنى صغير من الحجارة يبدو للعين اشبه ببيت صغير تعلوه عده فتحات للتهويه وشبابيك صغيرة بأعلى الحائط فتحت الباب الموصد ودخلت للدجاج الصغير وتوجهت نحو باب صغير في مؤخرة الحجرة وفتحته كما فتحت عده فتحات اخرى صنعت كلها لتسهل خروج الدجاج لعشه كبيره مغطاه جزئيا بتنده من القماش المشمع تغطي السقف بينما الجوانب صنعت من سلك دقيق مشغول يسمح بدخول الهواء ونور الشمس ولا يسمح بخروج الدجاج خارج السياج بدات الدجاجات في الحركة نحو الخارج وبدات هي بالتحرك ببطء خشية ان تطأ قدميها احد البيوض الصغيرة للدجاج وبدات تجمع ما وجدته في سله صغيرة بيدها وهي منهمكة وصل لاذنيها صوت مجادلة محببة لقلبها من طفليها الذين جاءا لمساعدتها ابتسمت ببط ونعومة مستقبله الطفلان الصغيران.





Jάωђάrά49 10-11-09 10:09 AM

السلام عليكم عزيزتي احلامي
كيف الاحوال ان شاء الله بخير
اليوم بارت رووووعة وصفك ممتاز للبيت والمطبخ وما حول البيت من مزرعة صراحة ابدعت الان بت ارى جيهان في المزرعة بشكل جيد ابدعت في جعلنا نتخيلها كاملة وايضا الدجاج
اعجبتني شخصية البطلة انسانة متابرة قوية تجابه العقبات بنظرة امل ولاتترك لليأس باب يدخل منه
تبتسم رغم حرقتها فعلا اعجبتني الرواية كثييييييييييرا اعشق الروايات المصرية كما سبق وقلت وانت ان شاء الله ستجدين ماتتمنينه في ليلاس
لاتغرنك قلة الردود انا والبت الحلة الي بحبها موت حسن الخلق ان شاء الرحمان راح نساندك
ننتظر البارت القادم بشوق لاتتاخري تحيتي لك

حسن الخلق 11-11-09 11:58 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
مرحبا مجددا يا اخت احلام فى جزء جديد رائع من قصتك المشوقه
ما زال الغموض مسيطر على الاحداث و ده فى حد ذاته يجعلنا فى شوق دائم لفك هذا الغموض و الغوص عميقا مع الابطال المميزين
جيهان اخذت قلبى برقتها الشديده التى تظهر واضحه فى رعايتها لابنائها و شغفها بهم كمان حبيت جمانه جدا و تاثرت من طريقه تحملها المسؤليه و رعايتها لامها و اخويها ..... صمود جيهان رغم الظروف الصعبه يستحق الاعجاب رغم غياب رفيق الدرب الذى من الواضح انها تظنه ميت كم احسست بمعاناتها و اشتياقها له التى ظهرت جليه من خلال العديد من الاشياء كالحفاظ على جواده المفضل مثلا و التخفيف عنه غياب صاحبه
الكثير و الكثير ما زال فى حاجه الى توضيح و نحن نعتمد علي مخيلتك عزيزتى فحلقى عاليا فنحن معك للنهايه
قد تكون الردود قليله نوعا فى الاول و لكن كونى مطمئنه فموهبتك واضحه و سرعان ما ستجدى ما يشرح صدرك فالى الامام يا صديقتى
فعلا عندك حق المرأه قيثارة من لا يحسن العزف عليها تسمعه أنغاما لاترضيه
فى انتظارك بكل شوق


احلام جوليا 12-11-09 07:42 AM

شكر للغاليين
 
الى الحبيبتان الغاليتان جوهرة وحسن الخلق اشكرك من قلبي على تشجعيكم لي فعلا انا كنت محبطة لما لقيت الردود قليلة لكن كلماتكم الجميلة والمشجعةبجد خلتني عاوزة اكتب واكتب واكتب وبجد شكرا جدا لكم ولليلاس ويارب باقي القصة تكون عند حسن ظنكم

احلام جوليا 12-11-09 08:03 AM

الفصل الخامس: الماضي يعود
 
[COLORالفصل الخامس




هاي رحت فين خليك معي نحن هنا ( تناهي صوت مصطفى إلى اذنيه فابتسم يوسف )
موجود خير
ايه رايك النهاردة حخدك اسهرك حته سهرة تجنن
انا مبحبش السهر
انت اش عرفك مش يمكن تكون بتحبه وانت مش عارف
تبسم يوسف وقد اعتاد طريقة مزاح مصطفى الثقيلة وقال:
حتسهرني فين
ايوه كده انت تقول فين وانا اقول لك في حفلة في فندق الكونكورد معي تذاكر هناك مجانية
جايبها من واحد صاحبنا جدع قوي حعرفك عليه بيشتغل في نفس الفندق ايه رايك بقى
ماشي وبعدين
ولا قابلين حنقعد ونسمع ونتفرج وننبسط ونتعشى كمان ونرجع اخر تمام وبكرة اجازة يا سيديتبسم يوسف مجارياً صديقه ماشي يا سيدي نروح
خلاص على ما تخلص شغلك اكون انا خدت حمام واتغديت تجهز ونمشي على طول
ماشي الكلام
تحرك مصطفى وهو يصفر لحنا لاغنية عبد الحليم (صدفة ) مستمتعا بها .
وابتسم يوسف ملتفتاً لاكمال ما تبقى من عمل في تركيب الشباك الخشبي الذي يعمل عليه وفكر في زميله في السكن مصطفى كان رفيقاً جيداً له منذ خروجه من المستشفى فقد التقى به اول مرة في المستشفى حيث كان يجري جراحة الزائدة الدودية .
وقد لاحظ فيه فضوله ومرحه الشديد حيث بمجرد معرفته بحالته من الممرضات وعمال المستشفى حتى سارع بمحاولة التعرف عليه ولولا مرحه ما كان استطاع ان يتقبل اسألته المتكررة ولحه الزائد وعندما عرض عليه عم حسين العمل بمحل النجارة كان مصطفى موجودا وعرض عليه ان يشاركه السكن في الغرفة الصغيرة التي يسكنها وقد اخبره بمرحه الزائد انه كان يبحث عن احد يستظرفه ليشاركه السكن في تلك الغرفة ليشاركه في دفع الايجار خاصه وهو يستعد للزواج ويريد ان يوفر كل قرش للزواج المرتقب .
واكتشف مع الوقت ان مصطفى شاب طيب القلب كثير الكلام ولديه اصرار شديد على تحقيق احلامه ونظرة ساخره لكل ما يواجهه من مشكلات وعلى الرغم من تناقض شخصيتيهما الا انهما صارا صديقان في وقت قصير .

ارتدى يوسف ملابسه بعناية فقد اختار اجدد ملابس قد اشتراها من اول راتب استلمه بنطلون اسود اللون وقميص بلون نبيتي وانتعل حذاء مناسب واصبح جاهزا بعد اخذه دوش سريع.

دخل إلى قاعة الفندق المخصصة للحفلات الساهرة رجلان شابين متناقضي الشكل احدهما خمري البشرة اسود الشعر صاحب عينان رماديتان يميلان للاسود لامعتان وفم دقيق وانف صغير طويل القامة يتخطى طوله ال 190 سم عريض المنكبين واسع الصدر اما الاخر فكان على النقيض من صديقه طوله لا يتعدي ال 175 سم ذو بشرة بيضاء يتخللها نقاط من النمش وشعر احمر اجعد وفم كبير له ابتسامه مرحة يرتدي بنطال من الجينز الاسود وتي شيرت من نفس اللون عليه رسومات بعده الوان زاهية قدما الدعوتين وتوجها مع النادل الموجود الى الطاولة الموجودة باحد الاركان ليتفرجا على عرض للشو الروسي الراقص تلاه تصفيق من الجماهير وتعليقات من مصطفى دفعت بيوسف للضحك عالياً على الرغم من عدم موافقته على تلك النوعية من الكلمات وهذا امر اخر قد اكتشفه عن نفسه في الفترة الاخيرة فهو لا يميل للمغازلة ولا محاولة إجتذاب النساء على الرغم من إنه وجد إنه قد لا يحتاج لهذا لو اراده فقامته الطويلة ووسامته جعلته محط اعجاب الجنس الاخر دونما مجهود يذكر والدليل على هذا منى التي ما كفت عن ملاحقته ومحاولتها الدائمة ان تشعر كل من حولهم بأن بينهما اكثر من الصداقة العادية ولم تكف ابدا عن مناداته بحبيبي امام الجميع ولو انه لايمانع حقاً فأيما رجل يمكن ان يمانع في ان تنجذب له امراة بهذا الجمال ومن يعلم قد تتطور علاقاتهما ويقع يوما بغرامها ولكنه حاليا يحتاج لتقييم حياته وان يصنع له خط يستطيع ان يبدأ به حياته

مابين ضحكات الصديقين دخل شاب اسمر طوله حوالي 170 سم يبدو ذو بنية ضعيفة وشعر بني قصير بالغ النحافة ذونغازتين في كلا الخدين يرتدي نظارة صغيرة الحجم بدا بشوشا بشكل خاص توجه ناحية طاولتهم وفتح ذراعيه محتضنا مصطفى ومحيياً اياه تحيه حارة لا تصدر الا من صديقين قديمين ثم استدار ليسلم على صديقه الذي أشار إليه
أعرفك بيوسف صاحبي وشريكي في السكن
خالد رضوان صاحب الليلة وكروت الدعوى المجانية
استدار خالد مبتسما وماداً يداه لينظر نظره ذاهله ويصطدم يداه بكؤوس العصير الموضوعه على الطاولة الانيقة فيسكب العصير البارد على مفارش الطاولة
الفوضى التي سببها بحركته تلك غطت على نظرة عيناه الذاهله وصوت الموسيقى العالي غطى على التمتمه التي صدرت من شفتيه
بينما مصطفى ويوسف يحاولان تجنب العصير المسكوب والابتعاد عن الطاولة فاتتهم نظره خالد اشار احدهم لخالد في تلك اللحظة فتمتم معتذراً وتوجه للحديث مع مديره
اعتذر وانسحب وصرخ فيه مصطفى :ايه يا عم ده حمتنا
وجاء نادل من جانب المكان ليقوم بتنظيف المكان ونقلهم لطاولة جديده بعد 10 دقائق جاء خالد وقد اصبح اهدأ وارزن من ما كان ووجه يده بالسلام مرة اخرى ليوسف كما دعاه مصطفى وابتسم وتكلم معه .
قلت لي حضرتك اسمك ايه
يوسف
اهلا وسهلا يوسف...........؟
سكت يوسف
فتوجه خالد بالكلام لمصطفى : اسف قلت لي يوسف ايه !!!!!
منعرفش ولا هو كمان يعرف ضحك مصطفى ممازحاً
نظرة تحذيرية من عين يوسف جعلت مصطفى يتوقف عن مزاحه
قام يوسف من مكانه وقال انه سيقوم بعمل مكالمة تليفونية
أثناء غيابه سال خالد : مش عارف ازاي انت مش بتقول صاحبك
اذا كان هو نفسه مش عارف
يعني ايه
فقد الذاكرة له سنتين
معقول انا كنت فاكر الحاجات دي مبتحصلش غير في السينما
لا بتحصل وبشكل مضحك كمان شوف يا سيدي سعادته كان راكب عربية شكلها ايه الله اعلم فاكر حادث عربية الزيت الي اتزحلقت في الشتا من سنتين على طريق مينا الغردقة
اه طبعا الجرايد كلها اتكلمت عنها
هو ده سيادته لقوه بعد الحادث بيوم وقع على الجرف الي كان على الطريق الي جانب الحادث ويظهر انه اتحذف من العربية من العربيات ووقع ومحدش من الاسعاف ولا المطافي خد باله وسط المعمعة الي حصلت وكان مغمى عليه لتاني يوم وهم بيرفعوا العربيات من الطريق ونقلوه المستشفى بتاعة شرم الشيخ على طول كانوا فاكرين نفسهم بينقلوا جثة وقالوا يودوه المشرحة هناك المسعفين قالوا نبضه ضعيف الكلام ده عرفته من صحابي في المستشفى لان زي ما انت شايف هو مبيحبش يتكلم عن الحكاية دي وبعدين يا سيدي هناك في المستشفى لقوا فيه الروح ومن عملية للتانية وصاحبك من هنا لهنا ومفيش امل ودخل في غيبوبة طويلة ولما فاق اخيرا طلع فاقد الذاكرة
طب وازاي معرفناش اقصد محدش نشر الحكاية دي في الجرايد ايامها
يا عمي الجرايد كتبت عن الحادث في وقته لكن الي حصل تاني يوم كانت الجرايد نشرت بالفعل ومحدش اهتم بجثة منقولة للمشرحة ومحدش كان متخيل انه يعيش وبعدين ملقوش معاه اي حاجة تثبت هويته ولا حتى كان فين ساعة الحادث .
اه قلت لي
على الجانب الاخر من الفندق توجه يوسف للاستعلامات وسال عن تليفون يستطيع استخدامه فدله موظف الاستعلامات على قاعة انيقة بها عده كراسي تحيط في قاعة مخصصة للتليفون في كبائن انيقة زودت بكراس وعده تليفون
اتصل بالرقم ليتناهى اليه صوت رقيق على الطرف الاخر صوت مغناج لامراة تعرف تأثيرها المدمر على الرجال وثقتها الشديدة بنفسها
آلو آلو ........
آلو منى معك يوسف
يوسف حبيبي انت فين
انا هنا في فندق اسمه الكونكورد
معقول انت قريب خالص انا جيه لك حالا
اوك انا بانتظارك

="Blue"][/Cالفصل السادس



انتهت جيهان من اعداد الغداء وخبز بعض الخبز الريفي الجميل التي علمتها حماتها كيف تصنعه من عده سنوات تذكرها وكأنها الامس وبدأت بترتيب المنزل بمساعده ابنتها جمانة عندما تناهى اليها صوت الهاتف فتوجهت إليه وعبر الأثير استمعت لصوت
الو
ايوه يا جيهان
الوه ايوه يا خالد عامل ايه ايه اخبارك وحشتنا قوي
وانت كمان يا جيهان
خير يا خالد صوتك مش طبيعي
لا ابدا بس كنت عاوز اسالك في موضوع
ايه خير
تقدري تيجي يا جيهان
اجي فين يا خالد
هنا في شرم الشيخ
شرم الشيخ ليه يا خالد في حاجة انت تعبان
لالالا ابدا بس انت فاكرة الحادث
ده سؤال برضه يا خالد وانا اقدر انسى برضه
اسف يا جيهان يمكن مكنش لازم اتصل بك غير لما اتاكد لكني اعتقدت انك يمكن تحبي تتاكدي بنفسك
في ايه يا خالد قلقتني
جيهان انا شفت شريف
ايه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تركت السماعة تسقط من بين يديها وكادت ان تهوى خلفها عندما استندت على زراع المقعد الوثير بجانبها
جلست وتناولت سماعة الهاتف مرة اخرى
جيهان جيهان رحتي فين يا جيهان
انا معك ايه الي انت قلته ده يا خالد
انا اسف انا شاكك انه شريف او يكون اكتر انسان يشبه في الكون كله
لازم تيجي يا جيهان لازم تيجي
وضعت سماعة الهاتف وهي تنظر اليه بتساؤل شريف؟؟؟؟؟
OLOR]

احلام جوليا 12-11-09 08:14 AM

الفصل السابع : اين انت يا حبيبي
 
[CENTER][B][U][COLOR="Blue"]:8_4_134:[/COLORالفصل السابع
اين انت يا حبيبي
ارجعت جيهان راسها للخلف وتركت لدموعها العنان لتذهب للماضي منذ عامان عندما كانت حامل بابنتها شيرين واتصلت على شريف لتخبره بانها تعاني من الام الوضع وقد كان تركها فقط من يومان ليذهب لاستلام سيارة اخيه الجيب من ميناء الغردقة بالبحر الاحمر كان قد ارسلها اليه من الكويت حيث يعيش ويعمل هناك وكان متحمساً للسيارة التي يستطيع بها ان يسهل حركتهم من المزرعة للمدينة لتكثر من زيارة عائلتها في القاهرة وليستطيع نقلها والاولاد بسهولة من مكان لاخر وبالاخص إلى المستشفى عند ولادتها كان فرحاً كثيراً بتلك السيارة وأصر أن يذهب ويتسلمها بنفسه وبأسرع وقت ممكن سافر وتركها بالشهر السابع مطمئناً لان ميعاد ولادتها لم يحن بعد وقد اثبت وجه نظره في حاجتهم لسيارة عندما احتاجت جمانة للذهاب للمستشفى بعد سقوطها على السلم قبلها بعده ايام وقد وجدوا انفسهم ينتقلون من مكان لاخر ومن وسيلة نقل لاخرى للذهاب لاقرب مستشفى لعلاج جمانة فكان الحل هو سيارة تتحمل الطرق الغير ممهدة بالمزرعة وما حولها وقد ساعده اخوه الذي ارسل له تلك السيارة على ان ينقلها باسمه بعد فترة عندما يسدد ثمنها .

وقد اسعده ذلك كثيرا ولكن يبدو ان الاقدار لم تمهله طويلا فقد فاجأتها الام ومضاعفات عانت منها من بداية حملها نتيجة المجهود التي تبذله في البيت والمزرعة وحاولت الاتصال عليه على هاتفه الخاص (الموبايل) لتخبره بالامها وبضرورة عودته بأسرع ما يمكن لنقلها للمستشفى وبفشلها بالاتصال بوالدتها كان عليه ان يأتي مسرعاً ليتعرض لحادث على طريق عودته يودي بحياته .
- ناقله كبيرة تنقل غاز قابل للأشتعال تنزلق على الطريق الممطر لتصطدم بحافلة سياحية وسيارة جيب حديثة ويحدث الانفجار ليصيب بعض السيارات على الطريق قله هم من نجوا من الحادث ولكن شريف لم يكن محظوظاً أبداً فقد أحترق كما اخبروها داخل السيارة ولم يتبقى اي شئ لتتعرف على جثته.

لقد انهارت تماما عندما وصلها الخبر بعد يومين فبعدما كلمته استطاعت الاتصال على اخيها الذي سارع بنقلها للمستشفى لتلد ابنتها شيرين في ولاده متعسرة وبعد يومان من ولادتها وعندما أفاقت وتسألت لما لم يأت شريف اخبروها عن الحادث لتسقط معانية من انهيار عصبي ارجعه الاطباء لضعفها الشديد بعد الولاده لم تحتمل الخبر وفقدت الرغبة في الحياة كانت تصرخ كالمجنونة : شريف عايش شريف موجود هاتوا لي شريف
وقد تمنت الموت وبعد ان قضت بالمستشفى عده اشهر للعلاج واهمها العلاج النفسي خرجت منها حطام انسان ليخبرها الجميع بان عليها واجب تجاه اولادها الذين تركتهم طوال الفترة الماضية ويطلب الكل منها النسيان لم تحضر جنازته ولم تأخذ عزاءه فقد كانت بالمستشفى وعندما عادت للحياة مرة اخرى وجدت نفسها وحيدة بدون حبيبها ومزرعته وحلمه مهدده بالديون واطفالها يحتاجونها عادت للمزرعة بمساعده عائلتها وتوقف الجميع عن ذكر شريف صارت سيرته محرمة على الجميع حتى صوره جمعتها والدتها من البيت واقصتها بعيده عن عيناها حتى تساعدها على النسيان وكأن عدم ذكره او رفع صوره سينسيها وجوده وهي التي تراه كل يوم في اولاده وفي مزرعته وتراه كل يوم باحلامها في ذكرياتهم وفي أركان البيت
عادت من المستشفى واستطاعت ان تقيم كل شئ بالتدريج وبدات بالعمل في المزرعة بقلة من العاملين وبدات بتسديد الديون ولكنها رفضت ان تبيع الخيول التي احبها زوجها ورفضت ان تبيع المزرعة لتقيم مع عائلتها فلديها عائلتها الصغيرة وكيف كان من الممكن ان تترك مكان كل ركن به يحمل ذكرى من شريف لقد حاربت طوال عامان لتستطيع الاستمرار والان ماذا يقولون شريف عايش معقول ممكن يكون شريف
كان فين طول سنتين فاتوا وازاي سابها بالشكل ده ازاي




]

حسن الخلق 12-11-09 03:47 PM

السلام عليكم و رحمه الله
اهلاااااااااااااااا احلام اوعى اسمعك تانى تقولى انك محبطه فاهمه
انت اعملى الى عليكى و اجتهدى و الباقى على الله الذى لن يضيع تعبك ابدا كونى واثقه و يا ستى بكره مش هنعرف نكلمك و نضطر نقف فى الطابور ابقى افتكرينا ههههه
اولا اشكرك على المفاجاه ... الاجزاء النهارده فعلا قنبله
دخلنا فى الجد و بدات الاثاره عرفنا سبب الحادث و ملابساته و طلع اسمه شريف
و شكلك هتتعبنا معاك يا سى شريف يعنى كان لازم تكلم منى دلوقت
بالنسبه للحادث شكله كده ركب حد تانى معاه على الطريق و هو الى مات بداله بما انه الجثه الوحيده فى السياره و كل الاوراق احترقت
متحمسه جدا لللقاء المرتقب ... احلام يا اختى اوعى تتاخرى بعد ما وصلنا الى هنا احسن انا مش مسؤله عن الى ممكن يحصل انا بقولك اهو
على فكره حبيت الفت نظرك لروايه صديقتى العزيزه جوهره احلى مغربيه (رجال فى مزرعه العشق .. دمر شموخهم الغرام ) روايه روعه صدقينى مش هتندمى
سلااااااااام

Jάωђάrά49 12-11-09 11:54 PM

السلام عليكم عزيزتي احلامي
جوديا البارتات الاخيرين روووووعة انا شخصيا حموت واعرف ايه لي حيحصل
هل شريف سيلتقي بها في شرم الشيخ هل سيتذكرها ام ستبقى على الهامش بفضل منى تلك
الله معينها على محنتها ومحنته عزيزتي سلامتك من الاحباط انا كمان صابني الاحباط بس حلفت اني مش حسيبوا يغلبني وانا اودامك بكمل خنخسر ايه لو فجرنا طقتنا
جربي واكتبي لنفسك وارضي نفسك شوية وحتلاقي ان البنات اعجبوا بكتابتك
قصتك حلوة وفي المتابعات في الخفاء ما يهمكش مادام احنا موجودين مش حنسيبك باذن الرحمان
والبت حسن الخلق الله يحفظها يارب وينولها كل لي بتتمناه يارب المسكينة تعبانة مع الكاتبات
ووالله تستاهل انها تكون قارئة الماسية على ردودها اللي بترفع المعنويات
احلامي جوديا الغالية الله يحفظك لينا لاتوقفي واكملي وكانك بتكتبي لنفسك وتقدمي بقوة
انتظر القادم
على فكرة انا اتخدت بطل القصة ليا لوحدي مفيش منى ولا اي حد شريف بتاعي انا ههههه

احلام جوليا 15-11-09 09:12 AM

بجد مش عارفة اشكركم ازاي رسمتم البسمة بجد على شفايفي وفرحتم قلبي ويارب اكون عند حسن ظنكم جوهرة حبيبتي بجد شكرا واظن شخصية شريف مع الوقت حتزدادي اعجاب بها و العزيزة حسن الخلق بجد تشجيعك رفع معنوياتي وانا حنزل الاجزاء باسرع ما يكون وانا مكنتش اعرف ان جوهرة لها رواية بتنشر حاليا وشكرا للفت نظري واكيد حقرأها وحعلق كمان وسلامي لكلاكما سلاما حارا واشكركم مرة ثانية

احلام جوليا 22-11-09 01:29 PM

الفصل السادس: اين انت
 
[SIZE="6"][/SIZE
ال
فصل السادس

اين انت


انتهت جيهان من اعداد الغداء وخبز بعض الخبز الريفي الجميل التي علمتها حماتها كيف تصنعه من عده سنوات تذكرها وكأنها الامس وبدأت بترتيب المنزل بمساعده ابنتها جمانة عندما تناهى اليها صوت الهاتف فتوجهت إليه وعبر الأثير استمعت لصوت

الو ايوه يا جيهان

الوه ايوه يا خالد عامل ايه ايه اخبارك وحشتنا قوي

وانت كمان يا جيهان

خير يا خالد صوتك مش طبيعي

لا ابدا بس كنت عاوز اسالك في موضوع

ايه خير

تقدري تيجي يا جيهان

اجي فين يا خالد

هنا في شرم الشيخ

شرم الشيخ ليه يا خالد في حاجة انت تعبان

لالالا ابدا بس انت فاكرة الحادث

ده سؤال برضه يا خالد وانا اقدر انسى برضه

اسف يا جيهان يمكن مكنش لازم اتصل بك غير لما اتاكد لكني اعتقدت انك يمكن تحبي تتاكدي بنفسك

في ايه يا خالد قلقتني

جيهان انا شفت شريف

ايه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تركت السماعة تسقط من بين يديها وكادت ان تهوى خلفها عندما استندت على زراع المقعد الوثير بجانبها

جلست وتناولت سماعة الهاتف مرة اخرى

جيهان جيهان رحتي فين يا جيهان

انا معك ايه الي انت قلته ده يا خالد

انا اسف انا شاكك انه شريف او يكون اكتر انسان يشبه في الكون كله

لازم تيجي يا جيهان لازم تيجي

وضعت سماعة الهاتف وهي تنظر اليه بتساؤل: شريف؟؟؟؟؟

ارجعت جيهان راسها للخلف وتركت لدموعها العنان لتذهب للماضي منذ عامان عندما كانت حامل بابنتها شيرين واتصلت على شريف لتخبره بانها تعاني من الام الوضع وقد كان تركها فقط من يومان ليذهب لاستلام سيارة اخيه الجيب من ميناء الغردقة بالبحر الاحمر كان قد ارسلها اليه من الكويت حيث يعيش ويعمل هناك وكان متحمساً للسيارة التي يستطيع بها ان يسهل حركتهم من المزرعة للمدينة لتكثر من زيارة عائلتها في القاهرة وليستطيع نقلها والاولاد بسهولة من مكان لاخر وبالاخص إلى المستشفى عند ولادتها كان فرحاً كثيراً بتلك السيارة وأصر أن يذهب ويتسلمها بنفسه وبأسرع وقت ممكن سافر وتركها بالشهر السابع مطمئناً لان ميعاد ولادتها لم يحن بعد وقد اثبت وجه نظره في حاجتهم لسيارة عندما احتاجت جمانة للذهاب للمستشفى بعد سقوطها على السلم قبلها بعده ايام وقد وجدوا انفسهم ينتقلون من مكان لاخر ومن وسيلة نقل لاخرى للذهاب لاقرب مستشفى لعلاج جمانة فكان الحل هو سيارة تتحمل الطرق الغير ممهدة بالمزرعة وما حولها وقد ساعده اخوه الذي ارسل له تلك السيارة على ان ينقلها باسمه بعد فترة عندما يسدد ثمنها .


وقد اسعده ذلك كثيرا ولكن يبدو ان الاقدار لم تمهله طويلا فقد فاجأتها الام ومضاعفات عانت منها من بداية حملها نتيجة المجهود التي تبذله في البيت والمزرعة وحاولت الاتصال عليه على هاتفه الخاص (الموبايل) لتخبره بالامها وبضرورة عودته بأسرع ما يمكن لنقلها للمستشفى وبفشلها بالاتصال بوالدتها كان عليه ان يأتي مسرعاً ليتعرض لحادث على طريق عودته يودي بحياته .

- ناقله كبيرة تنقل غاز قابل للأشتعال تنزلق على الطريق الممطر لتصطدم بحافلة سياحية وسيارة جيب حديثة ويحدث الانفجار ليصيب بعض السيارات على الطريق قله هم من نجوا من الحادث ولكن شريف لم يكن محظوظاً أبداً فقد أحترق كما اخبروها داخل السيارة ولم يتبقى اي شئ لتتعرف على جثته.


لقد انهارت تماما عندما وصلها الخبر بعد يومين فبعدما كلمته استطاعت الاتصال على اخيها الذي سارع بنقلها للمستشفى لتلد ابنتها شيرين في ولاده متعسرة وبعد يومان من ولادتها وعندما أفاقت وتسألت لما لم يأت شريف اخبروها عن الحادث لتسقط معانية من انهيار عصبي ارجعه الاطباء لضعفها الشديد بعد الولاده لم تحتمل الخبر وفقدت الرغبة في الحياة كانت تصرخ كالمجنونة : شريف عايش شريف موجود هاتوا لي شريف

وقد تمنت الموت وبعد ان قضت بالمستشفى عده اشهر للعلاج واهمها العلاج النفسي خرجت منها حطام انسان ليخبرها الجميع بان عليها واجب تجاه اولادها الذين تركتهم طوال الفترة الماضية ويطلب الكل منها النسيان لم تحضر جنازته ولم تأخذ عزاءه فقد كانت بالمستشفى وعندما عادت للحياة مرة اخرى وجدت نفسها وحيدة بدون حبيبها ومزرعته وحلمه مهدده بالديون واطفالها يحتاجونها عادت للمزرعة بمساعده عائلتها وتوقف الجميع عن ذكر شريف صارت سيرته محرمة على الجميع حتى صوره جمعتها والدتها من البيت واقصتها بعيده عن عيناها حتى تساعدها على النسيان وكأن عدم ذكره او رفع صوره سينسيها وجوده وهي التي تراه كل يوم في اولاده وفي مزرعته وتراه كل يوم باحلامها في ذكرياتهم وفي أركان البيت

عادت من المستشفى واستطاعت ان تقيم كل شئ بالتدريج وبدات بالعمل في المزرعة بقلة من العاملين وبدات بتسديد الديون ولكنها رفضت ان تبيع الخيول التي احبها زوجها ورفضت ان تبيع المزرعة لتقيم مع عائلتها فلديها عائلتها الصغيرة وكيف كان من الممكن ان تترك مكان كل ركن به يحمل ذكرى من شريف لقد حاربت طوال عامان لتستطيع الاستمرار والان ماذا يقولون شريف عايش معقول ممكن يكون شريف

كان فين طول سنتين فاتوا وازاي سابها بالشكل ده ازاي.

حسن الخلق 22-11-09 03:23 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
كل عام و انت بخير و اضحى مبارك ان شاء الله
اعاده الله على الامه الاسلاميه بالخير و البركات
وحشتييييييييييينى قوى و قلقت عليكى لما اتاخرت عسى يكون المانع خير و اهم حاجه انك تمام
فرحت قوى بالجزء الجديد بس للاسف طلع مكرر الظاهر انت مختيش بالك و نزلتيه مرتين عادى بتحصل كتير
مستنيه جديدك على نار و متشوقه لجيهان و شريف و ايه الى هيحصل معاهم ؟
خلصى تجهيزات العيد على مهلك بس متنسيناش :lol:
سلاااااااااااااااام

احلام جوليا 23-11-09 10:27 AM

اسفة والله على الجزء المكرر بس حعوضك عنه بجزئين جديدن وفي الحقيقة سبب عدم دخولي كان انشغالي وحزني بصراحة كنت زعلانة على المصريين الي انضربوا بعد ماتش الجزائر انا مليش في الكرة صحيح لكن زعلت ان بعد الماتش الي حصل كان جارح ومهين قوي ووجعني زي ما وجع كل المصريين وكل عيد اضحى وانت بالف صحة وعافية وربنا يديم علينا الاعياد بكل خير ومحبة يارب

احلام جوليا 23-11-09 10:29 AM

[FONT="Arial"]:8_4_134:[/FONT
الفصل السابع


اين انت يا حبيبي
ارجعت جيهان راسها للخلف وتركت لدموعها العنان لتذهب للماضي منذ عامان عندما كانت حامل بابنتها شيرين واتصلت على شريف لتخبره بانها تعاني من الام الوضع وقد كان تركها فقط من يومان ليذهب لاستلام سيارة اخيه الجيب من ميناء الغردقة بالبحر الاحمر كان قد ارسلها اليه من الكويت حيث يعيش ويعمل هناك وكان متحمساً للسيارة التي يستطيع بها ان يسهل حركتهم من المزرعة للمدينة لتكثر من زيارة عائلتها في القاهرة وليستطيع نقلها والاولاد بسهولة من مكان لاخر وبالاخص إلى المستشفى عند ولادتها كان فرحاً كثيراً بتلك السيارة وأصر أن يذهب ويتسلمها بنفسه وبأسرع وقت ممكن سافر وتركها بالشهر السابع مطمئناً لان ميعاد ولادتها لم يحن بعد وقد اثبت وجه نظره في حاجتهم لسيارة عندما احتاجت جمانة للذهاب للمستشفى بعد سقوطها على السلم قبلها بعده ايام وقد وجدوا انفسهم ينتقلون من مكان لاخر ومن وسيلة نقل لاخرى للذهاب لاقرب مستشفى لعلاج جمانة فكان الحل هو سيارة تتحمل الطرق الغير ممهدة بالمزرعة وما حولها وقد ساعده اخوه الذي ارسل له تلك السيارة على ان ينقلها باسمه بعد فترة عندما يسدد ثمنها .

وقد اسعده ذلك كثيرا ولكن يبدو ان الاقدار لم تمهله طويلا فقد فاجأتها الام ومضاعفات عانت منها من بداية حملها نتيجة المجهود التي تبذله في البيت والمزرعة وحاولت الاتصال عليه على هاتفه الخاص (الموبايل) لتخبره بالامها وبضرورة عودته بأسرع ما يمكن لنقلها للمستشفى وبفشلها بالاتصال بوالدتها كان عليه ان يأتي مسرعاً ليتعرض لحادث على طريق عودته يودي بحياته .
- ناقله كبيرة تنقل غاز قابل للأشتعال تنزلق على الطريق الممطر لتصطدم بحافلة سياحية وسيارة جيب حديثة ويحدث الانفجار ليصيب بعض السيارات على الطريق قله هم من نجوا من الحادث ولكن شريف لم يكن محظوظاً أبداً فقد أحترق كما اخبروها داخل السيارة ولم يتبقى اي شئ لتتعرف على جثته.

لقد انهارت تماما عندما وصلها الخبر بعد يومين فبعدما كلمته استطاعت الاتصال على اخيها الذي سارع بنقلها للمستشفى لتلد ابنتها شيرين في ولاده متعسرة وبعد يومان من ولادتها وعندما أفاقت وتسألت لما لم يأت شريف اخبروها عن الحادث لتسقط معانية من انهيار عصبي ارجعه الاطباء لضعفها الشديد بعد الولاده لم تحتمل الخبر وفقدت الرغبة في الحياة كانت تصرخ كالمجنونة : شريف عايش شريف موجود هاتوا لي شريف
وقد تمنت الموت وبعد ان قضت بالمستشفى عده اشهر للعلاج واهمها العلاج النفسي خرجت منها حطام انسان ليخبرها الجميع بان عليها واجب تجاه اولادها الذين تركتهم طوال الفترة الماضية ويطلب الكل منها النسيان لم تحضر جنازته ولم تأخذ عزاءه فقد كانت بالمستشفى وعندما عادت للحياة مرة اخرى وجدت نفسها وحيدة بدون حبيبها ومزرعته وحلمه مهدده بالديون واطفالها يحتاجونها عادت للمزرعة بمساعده عائلتها وتوقف الجميع عن ذكر شريف صارت سيرته محرمة على الجميع حتى صوره جمعتها والدتها من البيت واقصتها بعيده عن عيناها حتى تساعدها على النسيان وكأن عدم ذكره او رفع صوره سينسيها وجوده وهي التي تراه كل يوم في اولاده وفي مزرعته وتراه كل يوم باحلامها في ذكرياتهم وفي أركان البيت
عادت من المستشفى واستطاعت ان تقيم كل شئ بالتدريج وبدات بالعمل في المزرعة بقلة من العاملين وبدات بتسديد الديون ولكنها رفضت ان تبيع الخيول التي احبها زوجها ورفضت ان تبيع المزرعة لتقيم مع عائلتها فلديها عائلتها الصغيرة وكيف كان من الممكن ان تترك مكان كل ركن به يحمل ذكرى من شريف لقد حاربت طوال عامان لتستطيع الاستمرار والان ماذا يقولون شريف عايش معقول ممكن يكون شريف
كان فين طول سنتين فاتوا وازاي سابها بالشكل ده ازاي




الفصل الثامن
العصفور الجريح

تقدمت جيهان لشباك الحجز مرة اخرى لتسأل عن توقيت تحرك حافلة السوبر جيت المغادرة إلى شرم الشيخ وأعاد عليها الموظف نفس الكلام مرة أخرى ان السائق قادم حالا وعليها الا تقلق وتنتظر في مكانها لم يكن يعرف سوى ان تلك المرأه صغيرة الحجم نسبياً تتعجل الدقائق وتشعر بالثواني ساعات .
بالامس وفي البداية اعتراها الغضب من فكرة الا يتصل بها شريف خلال العامين السابقين وان يخبرها انه بخير ولكنها مع مرور الدقائق تليها الساعات صارت غير عابئة الا برؤيته واعتراها فرح شديد سيطرت عليه بعد ان تذكرت كلمات خالد حول عدم تأكده من هوية الشخص الذي قابله ، ولكنها عادت واكدت لنفسها ان خالد اخاها مستحيل الا يتعرف على شريف ولو بعد سنوات فزوجها شخص مميز في طلته لاتخطئه العين جمع في ملامحه الخمرية وعيناه الرماديتان المائلتان للاسود وقامته المديدة التي تتخطي ال190 سم طولا وسامة من الصعب ان تجتمع في رجل واحد.
كانت تفكر في ملامح زوجها وتبتسم كان شريف ذو جسد رياضي رائع التقاسيم منذ كان بالجامعة ويمارس رياضات متعددة من سباحة لرفع الاوزان الثقيلة الى جانب ركوب الخيل بالمزرعة كل هذا جعله يحافظ دائماً على لياقته كما انه كان يقوم بكثير من النشاطات بيديه بحكم حياتهم بالمزرعة وتذكرت كيف حملها في اول يوم لهم في المزرعة عروساً على عتبة بيتها الجديد وتمنت بل وقررت ان تجعله يحملها مرة اخرى في رحلة العودة سوياً الى المزرعة اخذتها احلامها وامانيها بعيداً لتتخيل شريف ينتظرها مع خالد في محطة الباص لتجري اليه وترتمي بين ذراعية ليحملها ويلف بها فرحاً ويعتذر لها عن السنين الماضية ستفرح به وتسامحه كما كانت تفعل دائما ً ستسامحه وسيكون لديه مبرراً تسامحه عليه ولكن ترى ما هو مبرره؟؟؟
ايكون شريف قد اصيب اصابه شوهته _ فكرت_ لا مستحيل ايمكن ان يكون هذا هو السبب في رفضه العودة اليهم حتى لا يخيف اطفالهم لا مستحيل لا يارب لا
تعالى صوتها غير واعية فلفتت انظار من حولها عند هذه النقطة قررت ان تتوقف عن التفكير انها تحب شريف ولو تحول الى مسخ فستظل تحبه وتعشقه وستعيده معها لاولادها ايا كان الثمن وستدعو الله طوال الطريق ان يشفي شريف اذا كان مريضاً ،ستدعو الله ان يعود معها شريف ، ستدعو الله ان يكون من رآه خالد هو شريف .
تحرك الباص فابتسمت وصفقت بغير وعي منها كطفل صغير فرح ولكنها احمرت خجلا عندما نظر اليها الركاب باستغراب بدت كطفلة صغيرة كما كانت مع شريف كان دائما ً يتهمها بالطفولية في التصرفات ولكن منذ..........لا لا تريد ان تقولها منذ الحادث وهي هرمت وانهارت واصبحت ميته القلب تعسه الى اقسى حد لم تعد هي..
الان تشعر ان الحياه تعود اليها بعوده شريف .

اغمضت عيناها وتركت دموعها تسقط في صمت وقلبها يناديه شريف شريف يا حبيبي عد الي والى بيتك واولادك يا شريف .

لم تستطع ان تنام طوال الليلة الماضية منذ مكالمه خالد كانت تلف بالبيت كالمجنونة لا تعرف ماذا تفعل اخرجت محتويات خزانة ملابسها وظلت تبحث عن ثوب يناسب لحظة لقاءها بحبيبها كانت في الماضي قد تخلصت من معظم ملابسها الجميلة فاحتفظت بالقمصان الواسعة والبنطلونات الجينز التي احتاجتها في عملها بالمزرعة وركوب الخيل وقليل من ثيابها الانيقة احتفظت به فقط لقيمتها العاطفية او لانها ذكرتها بشريف كانت وكأنها تعاقب نفسها وتدفن انوثتها بعد وفاه شريف ماتت معه انوثتها وكينونتها كلها صارت تعيش بلا روح مجرد ام ترعى اولادها ليصلوا لبر الامان وعندها تلحق بحبيبها - هذا ما كانت تفكر به دائما –
ولكن الان يجب ان تجد ما يعجب شريف فقد كان يحب اناقتها دائما و بعد بحث طويل استطاعت ان تجد ثوب كانت قد نسيته اهدتها اياه والدتها في عيد ميلادها السابق حتى تحضر به حفل خطبه اخيها الثوب لم يكن من نوعية السواريهات بل كان يصلح للقاءات بعد الظهر اكثر كي تستخدمه فيما بعد وضعته بالحقيبة على عجل واختارت ان تسافر في طقم من اللونين البني والبيج بتنورة قصيرة بنية اللون تصل الى ركبتيها والبلوزه الضيقة المزمومة بكشاكش على الصدر باللون الكريمي الناعم وارتدت معها سلسلة ذهبية انيقة كان قد اهداها لها شريف في عيد زواجهم وارتدت الجاكيت الخاص بالتايير والذي كان بنفس لون التنورة البني والضيق عند الخاصرة ومزموم بزرار واحد بني انيق واطلقت لشعرها العنان بعد ان صففته واعتنت بوضع مكياج خفيف
شعرت انها عادت صغيرة ثانيا وانها ذاهبة للقاء شريف كما كانت تفعل في الماضي شابة جميلة مندفعة للقاء حبيبها .
توقفت الحافلة فاسرعت بحمل حقيبتها وتوجهت للمحطة انتظار الحافلات كانت تلتفت حولها وتنظر فوق رؤؤس الناس محركة شعرها ووجهها به كل امارات امرأة عاشقة تبحث عن حبيبها كانت تبحث عن شريف .

احلام جوليا 23-11-09 10:30 AM

الفصل التاسع
 
الفصل التاسع

انتبهت لحركة يد احدهم على كتفها لتجد خالد اخاها يقف بجانبها وفي عيناه نظرة شفقة تدل على انه قرأ تعبير وجهها بوضوح فلطالما كانت ملامحها تفضح تعبيرات وجهها ولطالما عرفها اخاها جيدا ارتمت بين زراعي اخيها الممدوتين بتحية حارة اليها ونظرت إليه وبعيناها تساؤل تخشى ان يخرج على لسانها حتى لاتسمع رداً يؤلمها
بعد لحظة صمت قالت : فين شريف يا خالد
حمد لله على السلامة يا جيهان تعالي معي يا حبيبتي
ذهبت جيهان معه كالمغيبة لتركب سيارته منتظره بشوق الى اين يأخذها أخاها إلى شريف
ايه يا خالد في ايه حرام عليك رد علي متسبنيش كده ، هو شريف مش كده يا خالد
حنعرف يا جيهان ونتاكد بس الاول لازم تعرفي ان الوضع مش سهل مش سهل ابدا

توقفت السيارة امام الفندق لتنزل جيهان بعد ان استمعت لكلمات اخيها حول فقدان الذاكرة تلك القصه التي لم تتصور يوماً ان تحدث لها ابدا .
اصرت جيهان بعصبية : لازم اشوفه حالا ارجوك يا خالد
اصبري يا جيهان انا دبرت طريقة تشوفيه بها بس ارجوك متعرفيهوش على نفسك
نظرت جيهان نظره ذاهلة وكأنها لم تستوعب ما قيل لها
ليه هو مش حيعرفني
جيهان انا بقول ايه من الصبح
حتى انا
حتى نفسه نساها
كان بيقول اني اقرب له من نفسه
جيهان تمالكي اعصابك ارجوك انا حقدمك على انك اختي وجيه في زيارة مش اكتر
وحنشوف رده فعله في الحقيقة يا جيهان انا سالت دكتور في موضوعه وقال انه مش لازم نصدمه على الاقل في الاول
طيب يا لله بينا نروح له
مينفعش يا جيهان لازم لقائك به يكون صدفة
صدفة لسة حستنى صدفة
لا يا جيهان زي ما قلت لك انا دبرت لك طريقة تقابليه بها هنا بعد ساعة
ساعة
مالك بس يا جيهان ارجوك اهدي اطلعي الغرفة انا حجزت لك غرفة هنا في الفندق معي اطلعي ارتاحي وبعد ساعة نتقابل
مستحيل مش حتحرك قبل ما اقابله
طب على الاقل اغسلي وشك وسرحي شعرك وتعالي خدي عصير واهدي حتحتاجي لاعصابك لما تقابلية لازم تتمالكي نفسك
حاضر فين الحمام
توجهت جيهان للحمام غسلت وجهها كما نصحهها اخاها وباصابع مرتعشة مدت يدها لحقيبتها لتخرج منها مكياجها وضعته بايدي مرتعشة مكياج خفيف وبسيط كما احبه شريف دائما اعادت ترتيب نفسها وعادت مرة اخرى متقدمة من مكتب استعلامات الفندق عندما ظهر اخاها كان يعطي تعليمات لبعض الموظفين بخصوص احد الوفود الاجنبية القادمة بعد قليل حيث يعمل في العلاقات العامة في الفندق .
انتهى من عمله واقترب من جيهان واصطحبها الى كافيتريا الفندق كما وعدها ولكنها رفضت تناول اي عصير وطلبت مشروب من القهوة الفرنسية لتساعدها على التركيز وتتمالك اعصابها المرتعشة قليلا .
مرت الساعة ببطئ شديد وجيهان تجلس الى الطاولة وظهرها الى باب الكافيتريا عندما شعرت بتوتر خالد وارتفاع عنقه عرفت ان خلفها يقع شريف .
ارتعدت من فكرة ان تلتفت وتراه وتسالت كيف ستمنع نفسها من الارتماء باحضانه وناجت ربها في قلبها يارب ساعدني .
التفتت ببطء شديد ناظرة حيث ينظر اخاها لتراه يتقدم نحوها شريف حبيبها وقعت عيناها عليه مباشرة فلم ترى في الفندق المزدحم سواه بهامته الطويلة وشعره الاسود كان يرتدي الوانه المفضلة القديمة قميصا باللون الازرق مقارب للون البحر وبنطلون باللون الرمادي بدا مدمراً بجاذبيته كم افتقدته طوال تلك السنوات .

اقترب يوسف من الطاولة ووقعت عيناه على المرأه الجالسه مع خالد بدت صغيرة الحجم ومتناسقة القد مائل جسدها للامتلاء قليلا تضج جاذبية ملامحها غاية في الرقة والشفافية بعيون واسعة بنيه وانف دقيق وفم صغير وشعر ناعم كالحرير .
ملابسها الانيقة والجاكيت الموضوع باهمال على جانب كرسيها دلت على انها امراة لا تفكر كثيرا فيما تختار فهي بالفطرة تعرف ما يناسبها عندما وقفت راى قوامها الجميل الجذاب الملتف حوله تنورتها الضيقة وبلوزتها المضمومة بانوثه مظهرا مفاتنها ساقها المكتنزتان والكعب العالي لحذاءها مع تنورتها البنية بدت بالفعل اكثر انوثة من اي امراة قد راها من قبل.
شكر شريف الظروف التي جعلته يرتدي النظارة الشمسية والا لتسبب بالحرج لمصطفى وخالد لو رأوا تلك النظرة التي ارتسمت في عيناه حقاً انه ليس ممن يلتفتون لمغازلة النساء وخاصة مثل تلك المراة فقد راى الكثير من النساء مصريات واجانب هنا في شرم وبالتاكيد اكثر منها جاذبية وجمالا ولكنه لم يشعر بانوثتهم كان ينظر اليهم كما ينظر للصور بالمجلات وكانه ينظر للدمى والتماثيل ولا يعرف ما الذي دهاه لينظر لتلك المراة ويشغل نفسه بالحكم على انوثتها .
قرر تجاهلها حتى لا يسبب الحرج لنفسه وتقدم مادا يده لخالد ولم ينظر باتجاها حتى قدمه خالد اليها باسم : جيهان اختي
يوسف صديق
ابتسمت جيهان ونظرت له بثبات في عيناه
هز يوسف راسه ورفع نظارته لاعلى محييا اياها بتكبر ونظرة لامباليه
بانت الصدمة في عينا جيهان فاشار اليها خالد محذرا
سقطت في كرسيها صامتة متعجبه فلم يكن لديها شك بأن زوجها سيعرفها فور ان يراها وتركت نفسها تصدق حلمها حتى تجاهلها بهذه الصورة لتعرف انه بالفعل لا يذكرها .
لم تعد تسمع الحوار الدائر بين الثلاثة حتى سمعت خالد ينطق باسمها وهو يدعوهم كلهم للحفلة المقامة بالفندق مساء اليوم التالي للاحتفال بخطبة مصطفى عن قريب .
حاول يوسف الاعتذار عن الموعد ولكن خالد الح عليه
فتدخل مصطفى قائلا : يوسف مشغول مع خطيبته
عند هذه الكلمة رفعت جيهان عيناها نحو زوجها الذي يدعونه بيوسف منصدمة وصامته كما لو اخرستها الكلمات.

لا يعرف لماذا حاول ان ينفي تهمة الخطبة عن نفسه عندما راى نظرتها المتوسلة .
فقال : في الحقيقة لسه مفيش حاجة رسمي بس مصطفى بيسبق الاحداث
تدارك خالد الموقف وطلب من يوسف : خلاص تجيب العروسة معك واهو نتعرف عليها ونعزمها ومصطفى كمان حيجي ومعاه خطيبته وحننضم لكم انا وجيهان ونتعشى سوا حتبقى سهرة تجنن
وافق يوسف على اقتراح خالد وانصرف يوسف على عجل محييا خالد ومحركا راسه بحركة التحية المهذبة لجيهان.
عند انصرافه بكت جيهان ظلت تبكي حتى انهارت تماما كانت دموعها تتساقط ويداها تغطي وجهها لم تعد تتكلم فقط تبكي وتبكي وتبكي
حاول خالد تهدئتها ولم يفلح اما مصطفى الذي لم ينصرف مع يوسف فقد اصابه الذهول من رده فعل جيهان العجيبة .
اصطحبها خالد لحجرتها حتى ترتاح وتستعد للسهرة بالمساء .،، وذهب لمصطفى ليشرح له كل شئ ويطلب منه مساعدته فقد كانت صداقتهما قديمة منذ ايام الدراسة وهو يعلم جيدا ان على الرغم من الغلاف الساخر لشخصية مصطفى الا انه يملك قلبا من ذهب وصديقاً صدوقاً وقد يكون الشخص الوحيد القادر على مساعدة اخته على التواصل مع زوجها أخبره كل شئ فاقترح مصطفى ان يذهبا لمقابلة الطبيب المعالج ليوسف فقد يجدا عنده الحل وبالفعل اتصلا على الطبيب الذي يعرفه مصطفى جيدا بحكم صداقته بيوسف والذي وافق على مقابلتهم على الفور.

احلام جوليا 23-11-09 12:47 PM

الفصل العاشر

افاقت جيهان من تأملاتها على طرقات على باب غرفتها لتجد خالد ومصطفى الذي اعتذر لها عما حدث وكلماته الغير مراعية لمشاعرها واخبرها كل ما ارادت ان تعرفه عن حياه شريف الجديدة وعن منى وطبيعة علاقتها بشريف كل شئ وكانه سن مجموعة من السكاكين وغرسها في قلبها كان يتكلم ويراقب تبدل تعبيرات وجهها ما بين الالم والغيرة والغضب ثم اصطحبها مع اخيها خالد للطبيب النفسي المتابع لحالة شريف لاستشارته في امكانية مساعدتهم .
صدمتها كلمات الطبيب فرغم انه رحب بها الا انه اخبرها ان صدم شريف بوجودها في حياته لن يفيد حالته الصحية وان من الافضل تركه يتذكر على مهل وتعريفها له كزوجة قد لا يأتي بالنتائج المرجوة وربما يتسبب بشكل او باخر في مقاومته للذكريات ورفضه نفسياً أن يتذكر فإذا كان شريف قد وجد حياة افضل لحاضره ومستقبله فمن الصعب ان يتقبل ماضي يعيق حياته بهذا الشكل وخاصة بعدما عرف الطبيب عن صعوبة حياتهم ومشاكلهم المالية من خالد كلمات الطبيب اللازعة المتها وعندما عرف بموضوع الخطبة المحتملة على منى المعروفة بشكل كبير لديه فقد بان في وجهه تعبير الحسد لمستقبل شريف المزهر وبدا انه اراد ان يشفق عليها لفكرة منافسه منى .
ألمتها الكلمات والتلميحات التي قيلت وفكرت هل صارت ماضي أليم لزوجها يرفض عقله الباطن تذكره سألت الطبيب عن أفضل حل لاعاده ذاكرته قال يجب ان يجد شيئا يحبه في ماضيه عقله الباطن يعرفه فيحاول اعادة ذاكرته شيئا يرجع له ويريده اكتر من مستقبله ولكن كل هذا دون ان يعلم شيئا بشكل مباشر .
عادت جيهان الى الفندق وكلمات الطبيب المحبطة ترن باذنيها ولكن عقلها وقلبها رفض ان يصدق كلماته فحتى الطبيب لا يعرف شريف كما عرفته هي فشريف ولاخر لحظة كان يحبها حتى في ظل الخلافات التي كانت تحدث بينهم بين الحين والاخر فكل زوجين لهما خلافاتهما ولكنه احبها بشده واحب اولاده ولن تسمح للطبيب ان يقضي على امالها بتذكر شريف لماضية يوماً ولكن هل حقاً هي قادرة على منافسه مستقبله: منى المراة الشابة الجذابة الثرية التي تعد بكل ما يحلم به رجل فتي ووسيم مثل شريف.

اخرجها خالد من احلامها حينما قال: جيهان نويتي على ايه
مش عارفة بس لازم اعرف
الدكتور عنده حق يا جيهان شريف مش لازم يعرف انك مراته نهائي
ليه بتقول كده ياخالد حتى انت كمان
يا جيهان انا معك انت يا حبيبتي وده لصالحك
ازاي بس
معلش اصبري شوية وان شاء الله ربنا حيدبرها ... جيهان مش يمكن شريف مش عاوز يفتكر
فغرت جيهان فاهه وقالت مستحيل ليه بتقول كده ليه بتحاولوا تحطموني
جيهان انا بحاول افكر بطريقته لو قدامي واحدة زي منى واضح انهم بيحبوا بعض متزعليش بس لما تكون منى متاحة وثروة ضخمة ومهنة كبيرة في ادارة مجموعة منتجعات وحياه مريحة في جانب والجانب التاني انت وبيت وديون وثلاث عيال يبقى الاختيار اكيد مش صعب يا جيهان سامحيني انا مش عاوزك تعلقي امال على الفاضي
لو تحبي تقولي له الحقيقة قولي له اكيد حيلتزم اذا اثبتنا له بالصور والوثائق انه شريف اكيد حيلتزم بولاده على الاقل ومصاريفهم لكن لا اظنك قادرة على استعادته .
اطلقت جيهان صوت ساخر وقالت استعيد ماذا ممول لولادي لا شكرا ولادي مش محتاجين اب يصرف عليهم ولادي محتاجين اب يحبهم فاهم يا خالد محتاجين شريف وانت مش شريف جايز يكون ده اختيارك انت ونظرتك لحياتنا لكن دي مستحيل تكون نظرة شريف لنا ابدا







حسن الخلق 23-11-09 08:47 PM

السلام عليكم و رحمه الله
طبعا كلنا زعلنا و انقهرنا من الموقف الى صار بعد المباراه
الاهانه كبيره و الجرح عميق فى قلوب كل المصريين
لكن انا مش عايزه احنا كمان نقع فى الغلط و نتصرف تصرفات لا تليق مش معنى ان فئه غلطت اننا نرد الغلط بالغلط و نصير همج
لازم نعرف ان مش كل الجزائرين متعصبين لا فيه اخوه جزائريين فى منتهى الرقى و الاحترام يبقى منخليش فئه غلطانه تخرب علاقه بين دولتين شقيقتين
و حق مصر هتخده بالزوق و الادب
شعب مصر عمره ما كان ضعيف و لا مهزوم و يقدر يكسر و يضرب كويس قوى بس دى مش اخلاق المصريين (خير اجناد الارض) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
اوعى تعتبرى انى بردد شعارات رنانه ... لا انا بتكلم بمنطقيه بعد ما تخطيت الانفعال الاولى و فكرت كويس
اتمنى اقدر اكون عرفت اوصل لك وجهه نظرى

دلوقت بقه عايزه اشكرك جدا على هديتك الغاليه و الاجزاء الجديده

مشكلتى انى بتوحد مع شخصيات الروايه الى بقراها و تلاقينى مره بضحك و مره مكشره و مره متاثره يعنى الى يشوفنى من بعيد يقول عليا مجنونه
و النهارده عشت مع جيهان كل مشاعرها فرحت مع فرحها و ترقبت معها و انصدمت لما شريف تجاهلها و لو ظاهريا شعرت بالغيره و الغضب من منى و بكيت معها من كلام الدكتور و لكن انا متاكده ان مافيش حد يعرف شريف زى جيهان و مفيش حد يقدر يرجعه لحالته غيرها لكن الحكايه عايزه شويه صبر

مهما بلغت جاذبيه منى و جمالها مش هتقدر تمنع جيهان انها تتغلغل داخل شريف بقوه و لكن ما اخشى منه هو رد فعل منى المدلله التى لم تتعود على رفض طلب لها اخاف على جيهان منها لانها ممكن تصل الى ابعد حد ممكن عشان تحتفظ بشريف

فى انتظار الباقى بفارغ الصبر و لكى منى اجمل الامنيات و احلى الدعوات دمتى بود :flowers2:


Jάωђάrά49 24-11-09 03:57 AM

السلام عليكم
احلام جوليا كيفك عيدك مبارك وكل عام وانتي بخير
لما حبيبتي الزعل والله كلام العزيزة حسن الخلق صحيح الانسان يتنازل لانه مسلم لو انا تنازلت وانت تنازلت والاخر تنازل يا حبيبتي تلاقينا كلنا حبايب وصحاب
مثلا شوفي الاوروبين ابدا في حياتي ما رايت فريقا يتقاتل مع فريق اخر ودائما يساندون بعضهم البعض وهكذا يجب ان نكون او نحاول فمني ابدا اليك الى الاخت رهوومة الى باقي الناس تتغير الطباع وتصبح المودة شعار الجميع

لنمر الى البارتات الرروعة اهلا بجهان آه المسكينة ومعاناتها في فقدانها لحبيبها وكيف وصفت الترقب الرائع وهي في الحافلة تخيلتها ولا الومها على فعلاتها الطفوليةزيادة على ذلك دخولها المسكينة الى الفندق وترقب حضور حبيبها ونبض قلبها لتجد انه بارد لايذكرها ملأ ذكرى
خيبة امل تجرها الى انهار دموع تنتظر الخروج بحرقة
قطعت قلبي عليها
منى وما الذي يختبئ وراء دلالها ذاك ايمكن ان تعلم بانهما زوجان وتخرب عليهما حياتهما
وايضا كيف لجهان ان تتمكن من السيطرة امام شريف على مشاعرها
ننتظر قادمك بشوق ولاتتأخري علينا ننتظرك دمت لنا صديقة جميلة بروايتها الرائعة

احلام جوليا 24-11-09 10:01 AM

مش عارفة اشكركم ازاي بجد بتفرحوني وتسعدوني ربنا يبارك لكم يارب وان شاء الله مش حتاخر عليكم في النشر ويارب الكمالة تعجبكم
بالنسبة لموضوع مصر الموضوع مش ماتش كورة انا مش مهتمة اصلا بالرياضة بس الاهانة والشتايم والضرب وكمان محدش حتى قال لنا متزعلوش لا قالوا واعلنوا في وسائل الاعلام فخرهم بما فعلوا مشجعوهم يعني اهانة مزدوجة واخبطوا راسكم في الحيط يا مصريين وده الي يزعل بجد ان اخواتنا معملوش لينا حتى خاطر وقالوا حتى متزعلوش علشان كده اي رد فعل مش حيبالغ فيه وكفاية اننا نعرف ان المشجعين نقلوا اثناء الماتش بطائرات حربية يعني مجوش علشان يشجعوا بل جاءوا بعد بداية الماتش بفترة طويلة وانتظروا بالخارج ودي الحقايق الي اعترف بها السودانيين فيما بعد شفتي اخ بيستنى اخوه في الشارع علشان يقتله

Jάωђάrά49 24-11-09 10:41 AM

انا والذي ساقوله هو لا حول ولا قوة الا بالله
انت بس متتنرفزيش على شيء تافه وتابعي حياتك وارمي همهم وراك ويكون خير متفكريش كثير ومتعبيش نفسيتك وان شاء الله يتصالح الشعبين زي ما بيحصل ويكون خصامهم زي النكتة يا الله حبيبتي شدي حيلك وهاتيلنا الجزء بنستناكي

احلام جوليا 14-12-09 09:49 AM

الفصل الحادي عشر رجل وامراتين
 

الفصل الحادي عشر
رجل وامراتين

نامت جيهان بعد ليلة طويلة قضتها في البكاء واستيقظت لتجد ان شعاع الشمس الواصل اليها عبر الشرفة اصبح ضعيفا فاتها المنظر الجميل للطبيعة الساحرة والحدائق الواسعة بالفندق ومنظر البحر الازرق المطله عليه غرفتها فقد نامت معظم الصباح بعد ان قضت الليل كله تبكي وتفكر في شريف وكيف تستعيده فنامت في صباح اليوم التالي لتستيقظ وتجد انها قضت معظم النهار في نوم كالاغماء من شده ارهاقها باحداث الليلة السابقة توجهت نحو الشرفة كالمنومة وجلست على اول مقعد وجدته تركت اعصابها تهدأ بفعل المنظر الساحر امامها.
النوم اراحها قليلا وجعل اعصابها اكثر ارتخاءا تشعر الان انها ميته بالفعل كما كانت بالامس القريب قبل اتصال خالد فقدت احساسها بالفرحة وفقدت احساسها بالحياة اذا هو شريف، شريف عايش ولكنه نساها بل واحب امراة اخرى ويوشك على الزواج منها لقد انمحت هي وابناءها وماضيهم المشترك من عقل شريف وهو يبدا حياته من جديد.
ترى ايهما افضل للمرأه زوج ميت ام زوج مع امراة اخرى ؟

ل
ا اللعنة على تفكيرها لن تيأس فالافضل ان شريف حي ابو اولادها وان لم يعد حبيبا لها
القت نظره خارج الشرفه للمشهد الذي تبدل امام عيناها فالسماء اظلمت والنجوم سطعت فوق رأسها منذرة بمرور الوقت دون ان تشعر وقفت تنظر الى ساعة يدها تشير الى السابعة وقفت وبعيناها تصميم دخلت الى الحمام الملحق بغرفتها وفتحت الدش لتملأ مغطس المياه بالماء الدافئ ووضعت بعض ملح الحمام ليساعدها على الاسترخاء رفعت شعرها الناعم لاعلى ونزعت عنها ثيابها ووضعت ساقها لتقيس حرارة الماء ثم نزلت بجسدها ببطء للمغطس الممتلئ بدأت بالاسترخاء وبعد 10 دقائق كانت اكثر من مسترخية
فقامت وسربت المياة وبدأت بغسل شعرها الناعم واستخدام الصابون المعطر الذي وجدته بالحمام في فرك جسدها جيدا عندما انتهت كانت تلمع ورائحتها العطرة كما زهرة الياسمين
خرجت من الحمام مرتدية مئزر الحمام الناعم توجهت للمرآة وجلست امامها لتسحب من الدرج مجفف الشعر فالفندق الفخف لم يترك شئ لم يوفره لزواره
وبدات بتجفيف شعرها ولفه على مجموعة من اللفائف التي وفرتها لها الخادمة عند طلبها انتهت من شعرها وجعلته داخل اللفائف وبدأت بتزيين وجهها الجميل بنعومة وهي تحتسي عصير الليمون ليساعدها على الهدوء ثم توجهت لدولابها التي وجدت ان عاملة الفندق قد قامت بتفريغ حقيبتها اثناء وجودها مع اخيها وشريف بالكافيتريا كان كل شئ مرتباً فالكل يرحب بها هنا لان اخيها شخصا محبوبا ويعمل في مهنة مرموقة كمدير للعلاقات العامة بالفندق اخرجت ثوبها الذي وضعته بالامس في الحقيبة كان ثوبها باللون الاخضر الزيتوني وبه بعض الخيوط البسيطة المذهبة في ذيل الفستان الطويل وباعلى الفستان كان الصدر على شكل قلب والاكمام كانت بليسيه على شكل مروحه رقيقة،، ومن الخلف ونظرا لضيق تنورته الملامسه لقوامها الناعم فانه كان لديه فتحه تبدا من اعلى ركبتيها بقليل حتى كعب حذائها .
ارتدته وكانت سعيده بالنتيجة فمع شعرها البني المائل للاشقر وخصلاته الذهبية الناعمه وعيونها البنيه وبشرتها العاجية بدا الفستان مناسباً جدا لها وخاصة بعد ان ارتدت معه عقد به اللون النبيتي والذهبي في شكل ضفيرة معقودة تدلى منه حبه كبيرة زجاجية لامعه باللون الزيتوني وارتدت معه حذاء ذهبي ناعم به شريط يلتف حول ساقها واخذت معه حقيبة مناسبة وفكت اللفائف عن شعرها لينسدل ناعما وجعلته اللفائف اكثر حياه فصار متحركا مموجا بنعومة ورقي وارتدت قرطا ذهبيا طويلا ورفيعا جدا يمتد من اذنيها حتى كتفيها بسلاسل ناعمه بها حبات لؤلؤية صغيرة مظهرا طول عنقها الجميل ، ورفعت جانبي شعرها لاعلى لتكون اكثر من جذابه بتلك التسريحة المثيرة رسمت ابتسامة رضا عن ملامحها ونظرت لساعة يدها الذهبية لتجدها تقارب التاسعة والنصف لتعرف انه بقى القليل على موعدها مع شريف اطمئنت لطلاء اظافرها الفرنسي باكثر من لون غالب عليه اللون الذهبي وبعض النقاط باللون النبيتي ووضعت احمر شفاه بنفس اللون النبيتي فزاد من صفاء بشرتها العاجية وتقدمت لباب الحجرة عند سماعها لصوت طرقات اخيها المميزة اصطبحها خالد بعد ان القى نظره رضا على مظهرها وقال لها
جيهان شكلك واثقة من نفسك ومن الي بتعمليه لكن لازم انبهك البنت دي ( خجل خالد من ان يقول لها خطيبته ) فاشار اليها لتفهم : دي جذابة ومدمرة انا لا اقلل من شانك فانت جميلة يا جيهان لكن لازم تستعدي و لاتنصدمي منافستك قوية فعلا كلنا هنا نعرفها فابيها من اثرى الاثرياء وهي امراه من النوع الذي يتمناه اي رجل
هزت جيهان راسها ولم تتكلم ولم ترد ان تقلل كلماته من عزيمتها وتقدما معا نحو القاعة المخصصة للسهرات وإلى الطاولة المخصصة لهم كان مصطفى وخطيبته اول المتواجدين في الحفلة وقد بدت خطيبته فتاه لطيفة جدا وجميلة شعرها اسود ناعم وبشرتها خمرية تضع المكياج باتقان وترتدي ثوب من اللون العاجي يبديها جميلة وبدا ان مصطفى مفتونا بعروسه الجميلة التي ملات يديها وعنقها بسلاسل ذهبية متناسبة مع فستانها البسيط .
كان اخر الواصلين هو شريف اويوسف كما يسمي نفسه وفكرت جيهان ان اسمه وحده كافي ليعطيها الامل فقد اختار اسم ابنهما ليطلقه على نفسه وكأنه في عقله الباطن مازالت ذكرى ابنهم موجودة بداخله لم ينسى كل شئ.
بدا وصوله المتأخر تصرف مدروس من المرأة التي اصطحبها والتي ارادت ان تصبح محط الانظار المحيطة بها .
دخل يوسف متأبطا ذراعه منى الفاتنة بدت بكل المقاييس على خلاف جيهان كانت منى امراة نحيفة طويلة دقيقة الملامح ذات شفتين ممتلئتين جذابتين وعيون واسعة اجادت وضع المكياج حولهم شعرها الناعم المائل للاحمرار والتسريحة المتكلفة التي زينته بها جعلتها تبدو كما يجب ان تكون. فاتنه ،، وثوبها كان باللون الاحمر القاتم قصيراً بالكاد يصل لركبتيها وحذاءها العالي الكعبين جعلها تصل لكتفي يوسف بسهولة استندت برشاقة وتدلل على رفيقها وهي تدخل لقاعة الفندق ووصلت بتأوده إلى الطاولة .
انخلع قلب جيهان لمرأة منى فكم من امراة تستطيع ان تصبر وهي ترى حيه ناعمه فاتنه كمنى تنشب انيابها بزوجها ولا تستطيع ان تحرك ساكنا فكرت جيهان مهما فعلت فلن تستطيع منافستها في الشكل فهي بسيطة رغم كل شئ اما منافستها فبالفعل مدمرة ومتكلفة .
ولكن لا لن تستسلم يجب ان تثبت وتحاول فتلك معركتها فلتستغل نقطة اخرى مهما كانت علاقتهما فعلاقتها بشريف اطول وبالتاكيد هي تعرف طبائعه اكثر ولكن هل تبقى شئ من شخصيته القديمة حتى الان لم يظهر لها ذلك ابدا يبدو كغريباً عنها تماماً.
جلست منى بجانب يوسف مبتسمة للمرأتين ابتسامة متكلفة وبدأ الجميع ينخرط في حديث حول العرض المقدم امامهم اما جيهان فقد لزمت الخطة التي وضعتها عصر اليوم في عقلها يجب ان تجذبه ولكن كيف ؟؟
تنحنحت قليلا موجهه كلمات بسيطة باتجاه اخيها خالد حول امكانية الحصول على هذا النوع من الترفية بالفيوم كانت تريد ان تدير الحوار نحو اتجاه اخر
ابتسم خالد متجاوبا مع جيهان وقال مش عارف ياجيهان اظن عندك افكار حلوة يا جيهان لكن ده اكيد مش من ضمنها ايه اخبار الشغل هناك حصلت العمال للموسم الحالي.
نظرت له جيهان سعيدة بتجاوبه: في الحقيقة لسه انت عارف موسم الحصاد مزدحم قد ايه انا فكرت اني ادور في مجموعة القرى الابعد حوفر وسيلة نقل للعمال الي حجيبهم والحكاية مش حتاخد اكتر من اسبوع .
حوارهم حول المزرعة اثمر بنتيجة لفت نظر يوسف الذي استدار يتسأل عن المزرعة متجنبا النظر لجيهان الى يمينه لسبب حتى هو لا يعلمه كان يشعر بوجودها بشكل غريب انتابه للحظات شعور عجيب بوجوب اقترابه اكثر في الجلوس منها وكأن هذا امرا طبيعيا ورائحتها العطرة ملأت رئتيه فجعلته متوتراً مشدوداً غير قادر على التركيز على الحوار- التي تحاول ان تجذبه اليه منى - كانت جيهان أنثوية بشكل عجيب يبديها ثوبها فاتنة وفي نفس الوقت لا تبدو متكلفة فهي انثى بالفطرة وعجيب ان يشعر بها هكذا رغم انه لم يتعرف اليها سوى امس ولكنه يجد نفسه منجذباً إليها مشدوداً لكل كلمه تخرج من فمها ولكل حركة تقوم بها وكأن هناك خيوطا خفية تربطه بها وتشحذ كل حواسه نحوها .
نهى نفسه عن التفكير بها وركز اكثر على الحوار الدائر امامه فقرر ان يشترك في المناقشه عله يدفع نفسه للتركيز في شئ اخر غير المرأه التي تجلس الي يمينه .
اي مزرعة
المزرعة الي بتديرها جيهان- رد خالد متجنبا ان يذكر اي شئ عن ملكية المزرعة-
مزرعة من اي نوع
ردت جيهان : مزرعة من كل نوع احنا بنزرع الفواكة وبنربي الدواجن وعندنا ثلاث خيول اتمنى يزيد عددهم قريباً
المشكلة في الايدي العاملة
في الحقيقة في دايما ايدي عاملة لكن ايدي مدربة هي دي المشكلة اسهبت جيهان في الكلام بثقة عن المزرعة وعن الفيوم مما شد اهتمام يوسف اكثر واكثر ليستمع اليها كان مركزا على كيفية نطقها للكلمات كانت تتكلم عن المزرعة بشاعرية وكانها تحكي قصه او حدوته عن الجمال وعن مكان تعشقه عشقا وبدت تعرف الكثير من التفاصيل عن المزرعة مما اثار غيرة منى الجميلة فيوسف عادة لا ينخرط في اي حديث بكل هذا الاهتمام .
تدخلت منى في الحديث قائلة :
- معقول كل ده علشان تدار المزرعة وياترى بتحلبي البقر كمان – كلماتها الساخرة جعلت جيهان تشتعل عيناها ببريق التحدي وردت اليها بابتسامة الواثق من نفسه .
- طبعا انا اجيد كل شئ بعمله بحلب البقر واربي الدواجن وانظف اسفل الخيول وفي موسم الحصاد بنزل مع الفلاحين وبجمع المحصول كمان المزرعة دي بيتي وانا احب اعمل كل حاجة في بيتي بايدي .
اعجب يوسف برد المرأة الواثقة من نفسها بدت له في تلك اللحظة اقوى مما ظنها في البداية فهي ليست مجرد امراة خجولة وهادئة ورقيقة كما توهم عندما راها لاول مرة بالامس بل هي ايضا امراة قوية وعاملة نشيطة كذلك ترى كم وجهه سيعرف عن تلك المرأة ترآى له تفكيرة للحظات ترى هل لها وجهه اخر كذلك لم يره بعد ؟
ضحكت منى محرجة من الرد القوي الذي تلقته من غريمتها وقالت : اظن الست لازم تحافظ على انوثتها واسمحي لي كل الاعمال الي بتقومي بها تخليك اشبه بالرجال .
- ابتلعت جيهان الاهانة الواضحة بكلام منى وقالت :
- الانوثة مش معناها النعومة والا كانت الحية هي الاكثر انوثة الانوثة الحقيقية هي مجموعة حقايق الجمال والجاذبية والامومة والرعاية والحنان والمثابرة والصبر وده الي انا بعمله في الحقيقة اظن اني اكثر انوثة من اي حيه .
كلمات جيهان القوية جعلت خالد يتدخل قبل احتدام المعركة بين المرأتين فذبذبات قوية كانت تدور فيما بينهما موجهاً كلامه لجيهان حول نوعية العمالة التي تحتاجها .
كل شئ : احتاج عمال نشطاء قبل كل شئ يجيدوا كل شئ يعني عاوزة واحد يهتم برعاية الخيول يحب الخيول يركبها ويتعلم ازاي يرعاها يقدر يجمع معنا المحصول وفي نفس الوقت لو احتاجت اصلح سور يقدر يدق فيه مسمار عاوزة عمال يقدروا يعملوا اكتر من عمل هي دي طريقة الحياة في المزرعة اشخاص يجيدوا اكتر من مهنة او على الاقل عندهم استعداد يتعلموا.
رنت كلمات جيهان باذني يوسف وذكرته بكلمات عم احمد وشعر بأن ما تطلبه جيهان موجود لديه فهو يجيد اكثر من مهارة ولديه استعداد ليتعلم ولكن هل يجرؤ على ان يعرض عليها العمل لديها ولكن ماذا عن منى انها تلح عليه بمقابلة والدها والعمل معه ماذا سيكون موقفها؟
توجهه يوسف بالكلام لجيهان محتاجة كم عامل .
محتاجة على الاقل اتنين اساسين طول السنة والباقي العمال الموسمين الي بيساعدوا في الحصاد ببعت اجيبهم في موسم الحصاد او الري يعني عمال موسمين بجيبهم من القرى المجاورة وبوفر لهم طرق نقل وبيشتغلوا باليومية وبعد كده بيرجعوا قراهم تاني وده اسهل واوفر بالنسبة لي.
كان عندي في الحقيقة عامل نشيط للاسطبل قبل كده لكنه سابنا السنة الى فاتت ومفيش حد بكفاءته لحد دلوقت .
انتهزت جيهان مجرى الكلام وخطر لها فكرة فاخرجت من حقيبة يدها كارت صغير به عنوان المزرعة وتليفوناتها مدت يدها بالكارت نحو يوسف وهي تفكر في سخرية القدر ان تقدم له الكارت الذي صممه خصيصاً للاعلان بشكل انيق عن منتجات المزرعة وقالت :
اذا لقيت العامل الي بدور عليه ارجوك ابعته الي وحكون شاكرة لك كتير .
قبضت يده على الكارت ملامساً يدها الناعمه بغير قصد ليشعر بارتعاشتها واضعا الكارت بجيب بنطلونه قبل ان تمتد يدا منى اليه .
حولت منى اهتمامه اليها بمهارة عندما مالت اليه مبتسمة وكلمته بصوت لا يكاد يسمعه احد غيره ، فلمعت عيناه ، مما الم جيهان لمشهدهما .
تأسف خالد لرؤيا اخته وهي تتألم وتحارب مشاعرها لتحافظ على رباطة جأشها وهي ترى زوجها يقف متوجهاً للبست الراقص ويراقص امراه اخرى على انغام السلو الهادئ كادت الدموع تنفطر من عيناها فاقترب منها خالد محاولا مؤاذرتها واشار اليها ان تقوم لتغسل وجهها وتهتم بمظهرها بحمام النساء حتى تهدأ وكان هذا ما فعلته
عندما عادت جيهان كان يوسف ومنى قد عادا الى الطاولة بعد رقصهما سويا .

و تعالت ضحكة رجولية مرحة بالمكان اسر التعليق الذي أطلقه يوسف ممازحاً رفيقه مصطفى كان مصطفى رفيقاً جيداً ليوسف طوال الفترة الماضية وقد صار صديقين تقريباً وقد تعود على مزاحه الثقيل اما ما لم يكن يتحمله حقاً فهو نظرة الشفقة التي راها في عيون خالد صديقه تلك النظرة التي كرهها من كل قلبه .
لذا عندما بدأت منى تتكلم عن خططهم المستقبلية والمحت لاشتراك مستقبلهم معاً وجد خالد نفسه غير قادر على الصمت واراد الدفاع عن شقيقته ووجهه سؤال مباشر إلى شريف وسأله
إن كان قد كف عن البحث عن ماضيه؟
- أصابت كلمات خالد موضعاً حساساً لدى يوسف خاصه امام جيهان وسلمى خطيبة مصطفى شعر انه ضعيفاً ومكشوفاً واراد ان يغطي كبرياءه الجريحة كعادته بضحكة كبيرة بدت قاسية اكثر منها مرحة ورد بكبرياء على خالد : ومن يريد أن يبحث عن ماضي لا يعرفه وأمامه مستقبل رائع الجمال وفي تلك اللحظة أمال رأسه بإبتسامة مشرقة نحو منى ضاغطاً بيده على يدها المرتعشة وليزيل نظرة الشفقة من عينا خالد ليحل محلها نظرة غامضة هي المزيج بين الغضب والذهول .
- كالطير الذبيح تحركت جيهان عائدة من حيث اتت الى غرفة النساء بعد ان سمعت ما اعتبرته اعلان زوجها الواضح عن حبه لمنى توجهت من صاله الفندق لغرفتها على نحو مسرع ولحق بها خالد معتذرا لضيوفه ليعلن لهم بان اخته في حاجة للراحة فلم ترتح بعد من السفر.



الفصل الثاني عشر
هل تعود ؟
اسرعت جيهان الخطى على خط المرفأ الجميل لتدخل إلى احدى الشوارع الجانبية لتصل الى السوق وكانت بين الحين والاخر تنظر للورقة المرسومة بيدها والتي اخذتها من عاملة بالفندق تصف لها كيف تصل للسوق التجاري الموجود بالمكان بعيدا عن اسواق السياح المرتفعة اسعارها مشت جيهان وحدها واثرت ان تذهب في جولة بالمدينة بعيدا عن الفندق وعن خالد اخيها الذي عطلته كثيرا عن عمله كما انها ارادت ان تختلي بنفسها وخاصة بعد ان مر على وجودها في شرم اسبوع وبدأت تفقد الامل في تذكر شريف الذي تراه بين الحين والاخر ولا تجد منه اي استجابة سوى اللباقة مع امراه غريبة
تمشت على طول المرفأ ثم ذهبت الى السوق في محاولة للتفكير الهادئ كان المشي دائما رياضتها المفضلة والذي لطالما ساعدها على التفكير اقتربت من واجهات المحلات وبدات تشاهد ما يعرضونة من تذكارات عن المدينة واشكال صغيرة وشاهدت كذلك ملابس السباحة المعروضة على كل شكل ولون وادوات الغطس ومحلات لمنتجات التجميل والملابس على كل انواعها ثم استدارت في طريق جانبي لتجد محل صغير يعرض مجموعة للوحات الفنية الرخيصه الثمن وان بدت مرسومة بايدي فنان مبدع مغمور اعجبتها لوحة عن مزرعة خضراء وبمقدمة اللوحة كان هناك فرس اشهب اللون مندفعاً فوق الارض الخضراء شعره يتطاير خلفه بشكل جذاب وحوافره الضاربة بالارض تطلق رمال من خلفه وفي خلفيه الصورة هناك بيت يبدو اقرب لكوخ صغير تتصاعد منه بعض الابخرة يبدو عليه الدفء وعلى باب الكوخ وقفت امراة تنظر الى البعيد من حيث آتى الجواد ومن خلف البيت كان مشهد جبلي .
تناسق الالوان هو ما جذبها للوحة فاستخدام الفنان للون الاخضر الزرعي واللون البني للبيت والوان الشمس البرتقاليه والصفراء واللون التبني للاتربة التي تدفعها حوافر الخيل يعطي احساس بالراحة والبهجة كانت تحتاج اليها نقدت البائع ثمن اللوحة واصطحبتها معها بعد ان لفها لها بالاوراق المناسبة وتوجهت للفندق كانت قد توصلت لنتيجة بأنه لم يعد لها مكان بحياة شريف ولكن هل من حقها ان تنسحب الان لاجل حياه شريف الجديدة ان لديها واجب تجاه ابناءها هم يحتاجون الي اباهم ولكن هل لو اعادته معها قصرا لبيته هل سيسعد بهم ؟؟ بالتاكيد سيصل لاولادها احساسه برفضهم وبانهم حرموه الحياة التي ارادها الى جانب انه لا يشعر نحوهم باي شئ الان وقد نسيهم ولو عاد معها لعاد من باب الواجب لقد عانى شريف ما يكفي في حياته لقد كان المساعد الاول لابيه ولعائلته وطوال حياته وهو يكرس نفسه للآخرين افا لا يستحق ان يكون له حياه مريحة اخيرا يختارها بلا مسؤوليات ؟؟

هل تكون بهذا ظلمت اولادها ؟ وهل الافضل لهم ان تعود لهم بأب لا يعرفهم ولا يريدهم ؟
لا ان هذا قاسي عليهم ان اولادها الان تأقلموا مع وفاته ولا يجب ان تعطيهم امل لا طائل منه؟ ترى ماذا يفعلون الآن لقد سافرت على عجل وتركتهم مع الست حميدة زوجة محمدين الفلاح الذي يعمل ويقيم معهم في المزرعة هي تثق بها كفاية فقد سبق ورعتهم ولكنها تفتقدهم كثيرا يجب ان تتصل عليهم وتطمئن.
كان اول ما فعلته جيهان فور عودتها للفندق هو الاتصال على المزرعة للاطمئنان على اولادها .
رن جرس الهاتف ببيت المزرعة لتتوجهه حميده نحو الهاتف القابع بصالة البيت في حين ان جمانة لحقت بها مسرعة قائلة :
انا حرد : الو مين معايا
الو ايوه جمانة حبيبتي وحشتيني عاملة ايه
الو ماما وحشتيني اكتر يالله تعالي بسرعة يا ماما
ايه خير يا حبيبتي
شيرين يا ماما كل يوم بتعيط وشكلها سخن يا ماما
امال فين حميدة
موجودة بس حتعمل ايه
اديني اكلمها :
الو ايوه يا ست هانم دي بس شيرين شكلها بتسنن متجلجيش عليها انا معاها
حميدة خدي بالك منها واعملي لها كمادات على طول وانا مش حتاخر وخدي بالك من يوسف وجمانة
حاضر يا ست هانم
مع السلامة
مع السلامة يا ست هانم
اغلقت جيهان الهاتف وهي قلقة اكثر من ذي قبل اولادها يحتاجونها والمزرعة لن تدير نفسها بنفسها مكانها ليس هنا مكانها هناك بجانب اولادها واذا كان مقدرا لشريف ان يعود لاولاده فسيعود اما اذا كان سيبدا حياته من جديد فليس هناك من داع ابدا لكي يعرف الاولاد بوجوده على قيد الحياة الان وبعد ان ترتبت حياتهم لا تستطيع ان تفسدها بامال ليست مؤكده استطاعت اعادة شريف او لم تستطع ! يجب ان تعود !.


- الفصل الثالث عشر :
- تمايلت منى برشاقة حول الارجوحة المفروشة بالقماش الحريري الابيض المرسوم عليه مجموعة من الازهار الوردية اللون ونظرت حولها بتأفف موجهه كلماتها للرجل البدين امام اعينها
- قلتلك ميه مرة الوان فرش الكراسي مش عجباني انا عوزاها كلها بنفس درجة اللون الوردي الموجود في رسومات الحرير والشرايط الي بتربطها باللون الابيض بقماش الساتان
- اما الشموع فمن اللون الوردي
- ايه رايك يا يوسف
- الي تشوفيه يا منى
- ازاي يا حبيبي لازم تقول لي رايك
- حلو حلو يا منى بس مش متكلف شوية
- ابدا بالعكس انت مشفتش حفلة عيد ميلادي السنة الي فاتت كانت عاملة ازاي السنة دي ابسط بكتير وبعدين انا وافقت اني اعملها هنا مخصوص علشان اقلل الحرج لك من مجي الفيلا لحد ما كل شئ يبقى رسمي
- تنحنح يوسف متهربا من الحوار التي تحاول منى جره اليه ونظر نحو الطاولة امامة وسالها : والتورته حتكون شكلها ايه ؟ اخترتي التصميم
- انتبهت منى لكلماته متجاهلا الحوار الذي لم يكتمل بعد ونظرت نحو التصميمات المعروضة امامها بالمجلد، وقالت له: تفتكر احلى موديل ده ولا ده اختار معايا
- حركات منى اشعرته بانها اشبه بقطه لها اظافر طويلة وتخر بنعومة لتحصل على ما تريد وفكر ترى هل يمكن يوماً ان يقع في غرامها انها امراة مرغوبة وهي تقدم له كل شئ يريده واكثر جمالها وشبابها وهم كافين لاي شاب وان كانوا ليس كل ما تقدمه منى فمنى الوريثة للمنتجع الاكبر بشرم الشيخ وان كان حقا لايهتم بثرائها والاهم من كل هذا يطوق عنقه دين لها فهي التي اهتمت بحالته وساعدته وساهمت في إنقاذه من الغيبوبة وعلاجه فانفقت على عمليات ساعدت في خروجه من الغيبوبة الطويلة فقد تبنت حالته وساعدته وجلبت افضل الاطباء له حتى تعافى من حالته الصحية وبدأ جسده يستعيد قوته ثم بدأ يفيق من غيبوبته
- ولكن هل هذا مايريده انه يفكر دائما في حياته فيما سبق ترى كيف عاش الجزء الاول من حياته ما مهنته وهل كان له حبيبة ترى لو كان له حبيبة فكيف كان شكلها شعر بارتعاشة في جسده ذكرته بايدي جيهان الناعمة عندما ارتعشت لملامسة يداه وفكر كم يتمنى لو كانت امراته خجول وليست بجرأة منى

- انتهت منى من ترتيبات الحفل الباهظ واشارت لمسئول القاعة بتغييرات ارادتها ثم تأبطت ذراع يوسف مغادرة القاعة عندما ضاقت عيناها لمرأة المرآة الواقفة امام مكتب الاستعلامات للحصول على مفتاح غرفتها بدت بسيطة في مكياجها وترتدي بنطلون اسود من الجلد وبلوزة بيضاء ناعمة رغم بساطة ما لبسته وبساطة تسريحة شعرها المعقوص ذيل حصان وخصلات جانبية تتساقط على عنقها الا انها لا تعرف لماذا شعرت بانها لم تحبها وشعرت اكثر بان الشعور متبادل وباحساس خفي بوجود شئ يجعلها تريد ابعادها عن يوسف ولم تعرف سبب شعورها هذا نحو المرأة الأخرى.

التفتت جيهان لتجد منى امام عيناها متأبطة ذراع شريف بكل تبجح تتكلم بصوت مسموع عن عده قاعات ومميزاتها بدت لها وكأنها تحدد موعد لحفلة كبيرة قد تكون حفلة زفافها على شريف هذا ما توارد الي ذهن جيهان حاولت الانسحاب بهدوء وفي تلك اللحظة التفتت منى لتراها وتبتسم لها فاضطرت للتقدم نحوهم والقت عليهم بالتحية.
كان شريف واقفاً صامتاً متأملاً في جيهان بصمت
قالت منى : انت لسه هنا مرجعتيش مزرعتك يعني
انا مسافرة فعلا في اقرب فرصه يمكن بكرة على الاكثر
اكيد زمان الحيوانات كلها بتفتقدك
ابتسمت جيهان للمقولة الخبيثه فاكملت منى خبثها : كنا بنحجز قاعة الافراح ( بكلمات موحية) انخلع قلب جيهان من الحزن، ورددت كلماتها متمتمه : مبروك
ميرسي مش حتقدمي لي هدية من مزرعتك
لاتعرف جيهان ماالذي دفعها لهذا التصرف ولكنها نظرت للوحة بين يديها ورفعتها امام اعين منى وقالت في الحقيقة مش حلاقي حاجة انسب من اللوحة دي اقدمها كرمز للمزرعة وكاني بهديك المزرعة كلها رفعت جيهان الاوراق البنية حول اللوحة لتعرضها امام عينا شريف التي ضاقتا عندما انعكست الوان اللوحة في عيناه ونظر اليها مبتسما ولا يعرف لماذا رفع نظره لجيهان وقال : وكان اللوحة ناقصها حاجة مش عارف هي ايه
ابتسمت جيهان لتوارد افكارهم لان هذا هو نفس ما شعرت به عندما رات اللوحة وقالت:
- فعلا ناقصها الفارس الي سقط من على ظهر الحصان في مرحله ما كما يبدو
ابتسم شريف وقال اكيد تركه قبل اللوحة وياترى حبيبته الي بتنتظره في اللوحه كانت بتدور عليه
عند هذا بدا ان الحوار قد ضايق منى التي مدت يدها لتسلم على جيهان وشكرت جيهان وقالت لها : منقدرش نستنى معك اكتر من كده لسه ورانا ترتيبات كتيرة
انسحبت جيهان ولم تنسى ان تلتفت لتلقي نظرة اخيرة على زوجها الذي هو لها وان كان الان قد خسرته للمرة الثانية تساقطت دمعتان على وجنتها وتوجهت لغرفتها وقد اتخذت قرارها الآن واصرت عليه اكثر من ذي قبل بينما منى نظرت للوحة التي يحملها يوسف بتأفف وقالت : مش حنتغدى ولا ايه لوحة سخيفه ارميها من فضلك يا يوسف دي حتى ملهاش اي قيمة فنية وانا حستناك في المطعم هه حبيبي متتأخرش .
عندما استدارت منى نظر يوسف لللوحة وجد انها جعلته يبتسم ويشعر بالراحة ففضل ان يحتفظ بها فتوجه لموظف الاستعلامات الذي اصبح يعرفه جيدا من كثره تردده على المكان ولمصاحبته لمنى كثيرا وطلب منه ان يحتفظ له باللوحة في خزانة امانات الفندق حتى يعود اليه احتفظ بها الموظف المعني فانصرف شريف عائدا لمنى في مطعم الفندق.

حسن الخلق 14-12-09 06:46 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اهلااااااااا احلام الحمد لله انك بخير اشتقت لك اخبارك ايه ؟
وحشتنى القصه و كنت مستنيه بفارغ الصبر

موقف جيهان صعب جدا تتلقى الصدمه تلو الاخرى و يجرحها شريف بقسوه حتى دون ان يدرك ذلك فى محاوله منه لحمايه نفسه
و منى تلك الحيه و محاولتها الماكره فى ابعاد جيهان كل ده و هى مش عارفه حقيقه جيهان امال لو عرفت هيحصل ايه ؟
احساسى ان شريف هيروح بنفسه للعمل فى المزرعه حتى لو من باب حب الاستطلاع و لكن ماذا عن الاولاد ؟ هيعمل ايه لما يشوفهم ؟ و ما موقفهم منه ؟ و منى هيكون موقفها ايه ؟ اسئله كتير تدور فى ذهنى و متشوقه جدا للقادم

بليييييييز احلام متتاخريش علينا تانى
فى انتظارك يا قمر :flowers2:
دمتى بود

احلام جوليا 15-12-09 07:24 AM

تسلمي يا حسن الخلق متزعليش مني على التاخير يا سكر انا كان عندي ظروف منعتني الفترة الي فاتت عن الكتابة سامحيني وانا باذن الله ححاول متاخرش تاني وشكرا لمتابعتك كلامك الحلو سبب في استمراري

Jάωђάrά49 15-12-09 11:28 AM

السلام عليكم

يااااااااااااااه فين ياهانم اشتقنا ليك كثير كثير كثير
الرواية روعة وانا صراحة لم اشبع منها اه بس لو تطولي شوية
تعوضينا عن غيبتك يا حياتي
الرواية تحفة فنية اصيلة
والاوصاف ماشاء الله عليك غنية
جيهان المسكينة
عشت معها كل تلك اللحظات الصعبة كيف تزينة لكي تلفت انتباه شريف
كيف انا تصبر على نكبتها التي لاتستطيع عليها شيء غير ان يفرج الله ويستعيد شريف ذاكرته
احببت جدا تواصلهم الروحي فهذا ممكن بسبب العشرة الطويلة شعر بانجدابه نحوها اه فقط لو يدري انها حبيبته في الاصل
وصلت في لحظة انني تمنيت لو اخبرته وبثرته من ايدي تلك الافعى
لكن لايمكنها ارغامه على شيء لانه بكل بساطة لن يتاقلم كما هي تريد
لكن ذلك الزواج تلك المنى التي تريد ان تحتكره فقط لانها داوته وجلبت له افضل الدكاترة اليس هذا سيء
بل اكثر من السوء بنفسه
في الحقيقة لااستطيع ان اصف لك فقد شعرت بالالم الذي احسته جيهان في كل مواقفها ليس سهلا عليها ابدا ذلك
اتمنى ان يتوقف الزواج ان تحصل معجزة عله يعود لزوجته وابناءه
اولائك الابناء الذين يعانون من بعد الاب والان لايستطيعون العيش بعيدا عن امهم ولا يوم

ياااااااااااااااااه الرواية حلوة وطعمة وجمـــــــــــــــيلة يا ناس
الله يسهل عليك وعلى ابداعك غاليتي
ان شاء الله نستنى القااااااااااااااااااااااادم والله بشـــــــــــــــــــــــــوق كبــــــــــــــــــــــير
ولاتنسينا بلييز كملي احنا في المتابعة دائما
واعذريني على تاخري في الرد والله الوقت الديق ما بيسمحش لي باي حركة ههههههه يا الله ان شاء الله ننتظر القادم
اه اتمنى يكون اللي منعك عنا هته الايام خير وان يعطيك الله الصحة والعافية ويحفظك يا حلوة وامورة انت
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

a7b nonie 15-12-09 01:51 PM

اول مره اقرا روايه مصريه

بس مرره بطله تسلمين
وجيهان عبييطه وهبله لو منها احاول ارجع شريف يكفي انها ضحت بحياتها عشانه لازم هو يضحي كمان

منى
بيجي يوم بتطفش منه بس متى الله اعلم لان بالنسبه لها هو لعبه وبس
بتلعب فيها وترميها بعدين !

ام هنا 16-12-09 10:30 AM

السلام عليكم اختي
قصتك ماشاء الله جميله جيهان صراحه بطله انها قادره تتحمل كل الضغوطاطات الي بتمر بها
منى انا بموت في هالاسم بس ياخساره شخصيتها في القصه مش ولابد طفله مدلله مليئه بالدلال
شريف يقهر بتصرفاته بس هوا مسكين مابيده شئ
خالد شخصية الاخ صورتيها في منتهى الروعه
اتوقع ان شريف يروح المزرعه يعمل فيها ويقع في حب زوجته من جديد
منتظرينك اختي سلمت يداكي

احلام جوليا 24-12-09 11:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jawhara49 (المشاركة 2118831)
السلام عليكم

يااااااااااااااه فين ياهانم اشتقنا ليك كثير كثير كثير
الرواية روعة وانا صراحة لم اشبع منها اه بس لو تطولي شوية
تعوضينا عن غيبتك يا حياتي
الرواية تحفة فنية اصيلة
والاوصاف ماشاء الله عليك غنية
جيهان المسكينة
عشت معها كل تلك اللحظات الصعبة كيف تزينة لكي تلفت انتباه شريف
كيف انا تصبر على نكبتها التي لاتستطيع عليها شيء غير ان يفرج الله ويستعيد شريف ذاكرته
احببت جدا تواصلهم الروحي فهذا ممكن بسبب العشرة الطويلة شعر بانجدابه نحوها اه فقط لو يدري انها حبيبته في الاصل
وصلت في لحظة انني تمنيت لو اخبرته وبثرته من ايدي تلك الافعى
لكن لايمكنها ارغامه على شيء لانه بكل بساطة لن يتاقلم كما هي تريد
لكن ذلك الزواج تلك المنى التي تريد ان تحتكره فقط لانها داوته وجلبت له افضل الدكاترة اليس هذا سيء
بل اكثر من السوء بنفسه
في الحقيقة لااستطيع ان اصف لك فقد شعرت بالالم الذي احسته جيهان في كل مواقفها ليس سهلا عليها ابدا ذلك
اتمنى ان يتوقف الزواج ان تحصل معجزة عله يعود لزوجته وابناءه
اولائك الابناء الذين يعانون من بعد الاب والان لايستطيعون العيش بعيدا عن امهم ولا يوم

ياااااااااااااااااه الرواية حلوة وطعمة وجمـــــــــــــــيلة يا ناس
الله يسهل عليك وعلى ابداعك غاليتي
ان شاء الله نستنى القااااااااااااااااااااااادم والله بشـــــــــــــــــــــــــوق كبــــــــــــــــــــــير
ولاتنسينا بلييز كملي احنا في المتابعة دائما
واعذريني على تاخري في الرد والله الوقت الديق ما بيسمحش لي باي حركة ههههههه يا الله ان شاء الله ننتظر القادم
اه اتمنى يكون اللي منعك عنا هته الايام خير وان يعطيك الله الصحة والعافية ويحفظك يا حلوة وامورة انت
سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

جوهرة الغالية يا احلى جوهرة ان شاء الله بعوضك ببارت طويل حبيبتي وسامحيني على التأخير فهذه الايام امر بظروف مضيقها وقتي فلا اجد الفرصة لفتح النت نهائي فعملي لدي ضغط شديد به وبيتي رحلت خادمتي ولدي طفلان رضيعان تقريبا وابنه اكبر لديها امتحانات ولك ان تتخيلي حمى العمل التي اقوم بها كل يوم مابين القيام بكل الواجبات المنزلية والاستذكار ورعاية الصغار وقله النوم فتصل باليوم ان انام فقط 3 ساعات وفي وسط كل هذا جاءت لي حماتي ( ام زوجي ) ضيفة لدي وهي سيدة كبيرة بالسن ومريضة هذه الايام فلك ان تتخيلي كيف يكون اليوم في وسط كل هذا وتمر ايام لا اكل لضيق الوقت فسامحيني بجد بحاول انزل بارت الان طويل شوي وسامحوني كلكم

احلام جوليا 24-12-09 11:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7b nonie (المشاركة 2118903)
اول مره اقرا روايه مصريه

بس مرره بطله تسلمين
وجيهان عبييطه وهبله لو منها احاول ارجع شريف يكفي انها ضحت بحياتها عشانه لازم هو يضحي كمان

منى
بيجي يوم بتطفش منه بس متى الله اعلم لان بالنسبه لها هو لعبه وبس
بتلعب فيها وترميها بعدين !

العزيزة نوني جيهان بتحب والي بيحب بيتمنى السعادة لحبيبة وهي خايفة من رفضه لها وكمان شايفة ان مفيش في ايدها حاجة ومتنسيش انها مصدومة وربنا معاها ويارب بقية القصه تعجبك بنزل بارت جديد باذن الله

احلام جوليا 24-12-09 11:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام هنا (المشاركة 2119735)
السلام عليكم اختي
قصتك ماشاء الله جميله جيهان صراحه بطله انها قادره تتحمل كل الضغوطاطات الي بتمر بها
منى انا بموت في هالاسم بس ياخساره شخصيتها في القصه مش ولابد طفله مدلله مليئه بالدلال
شريف يقهر بتصرفاته بس هوا مسكين مابيده شئ
خالد شخصية الاخ صورتيها في منتهى الروعه
اتوقع ان شريف يروح المزرعه يعمل فيها ويقع في حب زوجته من جديد
منتظرينك اختي سلمت يداكي

العزيزة ام هنا تسلمين ياحبييتي كل الستات بطلات صدقيني احنا الامهات طول النهار في معركة مع البيت والاولاد والزوج والاهل والاقارب كان الله بعونا

احلام جوليا 24-12-09 11:52 AM

[COLOR="Blue"][/COLORالفصل الثالث عشر


- تبسم يوسف لمنى وتوجها معا إلى الفيلا حيث دعته منى بالحاح لمقابله والدها الذي عاد فقط بالامس من احد رحلاته بالخارج وكان ان تقدمها يوسف لمقابلته .
- توجهت منى على الفور إلى صالة الفيلا الفخمة بينما تردد يوسف في الدخول ناظرا للساعة الموجوده حول معصمه ليجدها قاربت الخامسة بعد الظهر الموعد المتفق عليه تقدمت منى نحو باب يقع يمين صاله القصر الفخمة المبلطه بالبورسلان الفخم لتفتح بابا خشبيا كبيرا على حجرة واسعة وفخمة بها مجموعة من الكنبات المرصوصة بشكل هلالي بيضاء اللون وطاولة صغيرة لتدعو يوسف للجلوس ريثما تمد يدها لجرس صغير غير مرئي بحافة المنضده الجانبية الموضوع عليها مصباح للاضاءة لتستدعى الخادمة الفلبينية وتسال يوسف عما يحب ان يشرب
- رفض يوسف شرب اي عصير مما ازعج منى وتخفيفا من حده كلماته وافق على مضض على شرب فنجان من القهوة منتظرا ان يقابل والدها تركته منى لتتوجه نحو باب باخر القاعة لتفتح غرفة المكتب الفخمة وتندفع نحو الرجل القابع خلف المكتب رجل في اوائل الخمسينات من العمر بشعر اسود وفودين ابيضين ويرتدي نظاره طبية باطار مذهب انيق ويفتح امامه جهاز كمبيوتر وعدة اوراق في دوسيهات ملونة رفع الرجل راسه وازاح نظارته وفتح ذراعيه لاستقبال منى التي ارتمت بين ذراعيه
- هاي دادي حمد الله على السلامة
- هاي منموني انت ليه هنا مخرجتيش مع اصحابك
- بابا انت نسيت ولا ايه
- نسيت ايه
- انت حتقابل يوسف النهاردة
- يوسف ، يوسف مين
- انا حكيت لك عنه ؟
- تقصدي المريض الي كان عند عمك ابراهيم في المستشفى ؟
- يوسف خف خلاص يا بابا ، بابا يوسف عاوز يقابلك
- نظر مطالعا ساعة يده المذهبة وقال : دلوقت
- اه بابا وفيها ايه
- منى الوقت مش مناسب وانا مشغول وبعدين انا فعلا وراي شغل بعدين يا منى بعدين
- بابا ارجوك
- استمع يوسف للحوار الذي تسبب بحرجة واستقام من مجلسه وقبل ان يلتفت ليخطو خارج الفيلا اندفعت منى خارجة من الباب
- يوسف تعالى بابا حيقابلك تقدم يوسف لباب المكتب في تردد وحرج عندما انعكس منظر المكتبة الكبيرة الممتده مابين حائطين كبيرين حتى السقف امام عيناه ونظر إلى السجادة التي غاصت بها قدميه ليلتفت عن يمينة ليجد طاولة مكتب من الخشب السندياني الباهظ الثمن باللون الماهوجني الفخم والمشغول بشغل يدوي نحتته ايدي فنان السجادة الفارسية باللون الاحمر والديكورات التي تساوي عده الاف جعلته يشعر بالانزعاج من الترف المبالغ فيه وشعر ان المكان باعث على الاختناق ، لينظر للرجل خلف المكتب تقدم يوسف نحو الرجل مادا يده ليفاجأ بنظرة التأمل من الرجل الذي اشار اليه بالجلوس ولم يبادله التحية بمد يديه
- منى اطلبي لنا القهوة من فضلك
- انسحبت منى من الغرفة
- انت قلت لي انت مين
- انا يوسف كنت فاكر منى كلمتك عني
- بخصوص
- سكت يوسف ولا يعرف حتى كيف يجيب فهو نفسه لايعرف سبب اصرار منى على تعارفهم الان
- انا عرفت من منى حالتك الصحية وياترى مين بيساعد في علاجك
- التلميح المهين الذي اشار اليه جعل يوسف يقف من مكانه ويقول انا بشتغل وبصرف على نفسي واي حد ساعدني في البداية اكيد حسدد له دينه
- تقصد بتشتغل بتوصية منى
- لا الكلام ده مش حقيقي
- انت بتشتغل في ورشة نجارة بتعليمات من منى حسب ما فهمت متستغربش منى لما تحب تعمل حاجة بتعملها حسب علمي ان منى اوحت لك ان العمل هناك عن طريق حسين حارس الامن من المستشفى في الحقيقة انا بستغرب اصرار منى على المحافظة على كبريائك وكرامتك وعدم جرحك علشان متحسش انه احسان مع اني مظنش انك تمانع ابدا .
- ابتلع يوسف غصة الاهانة وجرح الكرامة واشتعلت عيناه بالكبرياء وهم ان يرد . عندما اكمل السيد/ فوزي
- متستغربش صحيح انا كنت مسافر بره بس دايما لي عيون بتوصل لي دبه النملة حوالين منى: منى في الحقيقة طلبت مني اني اقنعك بانك تشتغل معي في المنتجع الخاص بتاعي وانا شايف ان دي فكرة مقبولة حاليا ويمكن ده يساعدك في تحسين مستواك اسمح لي العمل مع الاجانب والسياحة افضل بكتير من العمل في محل النجارة ايه رايك ؟
- في الحقيقة انا مفكرتش لحد دلوقت وكنت افضل اني ادور على شغل في اي مكان تاني واحافظ على صداقتي بمنى بعيد عن المصالح والماديات
- ده شئ يسعدني انك بتفكر بالشكل ده لكن احب اقول لك ان شرم الشيخ كلها مش بعيد عن اموالي
- راي تسمح لي اني امشى دلوقت وان شاء الله حكون على اتصال بسيادتك
- اكيد انا في انتظار ردك واعرف ان احلام منى عندي اوامر
- تحرك يوسف باتجاه الباب وهو غاضب من منى فقد احرجته عندما استخدمته كدميه ليعمل عند عم احمد بتعليماتها ومن يستطيع ان يرفض اوامر منى والان تعليماتها الجديدة ان ينتقل للعمل مع والدها الذي لايمانع ابدا في تلبية رغباتها حتى لو تعارضت مع رغباته
- اما هو فلا يحب ان يكون لعبة في يدها ايا كان .
- انطلق يوسف مغادرا الفيلا رافضا الرد على تساؤل منى التي انتظرته بالخارج
- هه عملت ايه عجبك الشغل الي عرضه عليك دادي قدملك عرض كويس؟
- نظر اليها يوسف وقال : اكيد
- يعني خلاص حتشتغل معه
- ابتسم ممازحا وتقدم للخارج كان يغلي من داخله ولم يرد ان يعطيها اي معلومة بخصوص ما دار بينهما
------
الفصل:الرابع عشر
اتجهت جيهان الى باب الفندق حاملة معها حقيبتها الوحيدة وقفت والقت نظره اخيرة على المكان عساها ترى شريف ولو صدفه ولكنه بالتاكيد غادر المكان كانت قد اتخذت قراراها بالرحيل فشريف سيتزوج منى والترتيبات الان على اهبة الاستعداد ولن تتنظر حتى تجد نفسها مدعوة للزفاف لقد اقسمت ان تتوقف عن البكاء وكفاها الليلة الماضية والتي قضتها في بكاء ونحيب على زوج نساها للابد وبدأ حياته من جديد لم تعد تعرف كيف تشعر هل تسعد لاجل شريف لانه حي ولانه منح فرصة ان يولد من جديد هل تسعد لانه بدا حياته من جديد لا لا تستطيع ان هذا كثير على قلبها لا تستطيع ان تكون سعيدة لاجله فلقد حرمتها الحياة من فرصة السعادة فحبيبها تركها وعندها من المسؤوليات ما يثقل كاهل الرجال فما بالك بها هي المرأة الضعيفة لقد انتزعها شريف من حياتها المريحة الهادئة من حياة الاحلام ووضعها في معترك الحياة صحيح انها احبته وسعدت بكل دقيقة قضتها معه وسعدت بكفاحهما سويا ولكنه الان تركها وحدها تركها اما شابة صغيرة السن بلا اي خبرات لتدير مزرعة تحتاج لكل طاقتها واطفال يحتاجون اليها تركها لتكمل حلمه وحدها لن تسامحه على هذا ابدا ابدا...............
لا من تخدع بقولها هذا لن تخدع نفسها لقد سامحته بالفعل فليس هناك من اي شئ يحتاج للمسامحة فهو منحها السعادة في اطفالهم وحلمهم فقط لو كان معها لعاشت سعيدة للابد الان اذا واجهته واعادته رغم عنه لبيته واولاده فلن تسامح نفسها فهو عاش حياة صعبة قبل ان يعرفها كان مكافحاً منذ صغره عمل وهو طفلا مع ابيه الفلاح البسيط كان يمشي عده كيلوات ليصل للمدرسة وامضى سنينا كثيرة يجمع مع ابيه المال قرشا فوق الاخر حتى يستطيع في يوما ما ان يشتري ارض زراعية ويريح اباه من العمل لدى الغير فيبدل حياته نحو الأفضل ،عندما عرفته بالجامعة كان كلا منهما له طريق مختلف هي كانت تدرس الفنون وهو كان يدرس الزراعة قابلته في احدى الرحلات الجامعية كان قد اتى مع اصدقاء له معها بنفس الكلية ليتعارفا وصفها بالمتكبرة وجرحها في وسط حوار جماعي وارادت ان تثبت له خطأه ونما بينهما شعور خفي خيط رفيع من التوتر كان تشعر به كلما وجد في الجوار وعندما ضحكت في وجهه لاول مرة كانت تضحك من نفسها عندما ارادت ان تثبت له قدرتها على ان تكون بسيطة كانوا في جولة نظمتها الجامعة لقرية ريفية للتعريف على حياة الريف وليرسم الطلاب المشاهد الريفية وكانت هي من ضمنهم اما هو فكان عاشقاً لفن النحت والحفر على الخشب ولكن ظروف والده اضطرته الى ان يدخل كلية الزراعة ليكون معيناً له ولكنه لم يتخلى عن هوايته وكان ياتي دائما للكلية ويحضر بعض المحاضرات الحرة ليتعلم كل ما يمكن ان يتعلمه عن الهواية التي يحبها في ذلك اليوم ذهب معهم في الجولة وكانت المرة الثالثة التي يراها فيها بعد صدامهم وارادت ان تثبت له انها قادرة على ان تكون فتاه بسيطة كاي ريفية وطاردت دجاجة صغيرة عندما زلت قدميها وسقطت على الارض الطينية لتتسخ ملابسها وبنطالها الانيق وشعرها ايضا طاله ما طاله من الارض وبدل ان تغضب وجدت نفسها تنفجر ضاحكة على مرآها وقد اعجبه خفه ظلها ورده فعلها ووجدته فجأه ملتمع العينان فاغرا فاهه باعجاب بمشهدها هذا وبضحكتها الرنانة بعدها بدأت خيوط الحب تنسج ما بينهما صارت عيناهما تقول اكتر مما يقول لسانيهما كانوا احيانا يتواجدن بين المجموعة لتتكلم اعينهم بينما تتعالى الاصوات في مختلف الحوارات اما هما فكانا بعالم اخر بعيدا يحلقان معا احبها واحبته وكانا لا يفترقان كانا دائما يجدان الحجج والمبررات ليقفا ويتحدثا في اي شئ وكل شئ كان ياتي ليطمئن على امتحاناتها وكان ينتظرها كل يوم خارج باب المدرج باي حجة وكل حجة ممكنة عشقته واغرم بها كان حبهما عاصفا وقد تعجب الجميع للسرعة التي جرت بها الاحداث اصرت على ان تتزوجة واصر على ان يكون باسرع وقت ممكن سارعا بعقد القران واكملت دراستها بينما هو عمل بمهنتان وقدم على قرض واستطاع شراء ارض مستصلحة في مشاريع الشباب ليستطيع بها ان يريح والده كان بدايه حلم والده الذي اراد دائما اسعاده وكان في اوقاته الخاصه يجد الوقت ليمارس هوايته بالحفر على الخشب احبته عشقت تفانيه في اسعاد الجميع حاولت ان تكون معه دائما عملا سويا بتناغم كانت تساعد والدته التي انتقلت مع والده للمزرعة قبل زواجهم وتزوجا وعاشت مع عائلته حاولت ان تكون مثله وان ترضي الجميع لاجله تعلمت من حماتها كل ما يمكنها تعلمه لتصبح زوجة جيدة له حاولت ان ترضي عائلته وخفة ظلها في مواجه معظم المشكلات جعلتهم يحبونها مع الوقت ويتقبلون وجودها بينهم وفجأه دمر الحادث حياتهم لتجد ان الحياه اعطته فرصه اخرى ليعيش حياه اكثر راحة افلا يستحقها بلا يستحق ان يكون سعيد وهي ستتركه يحيا حياته الجديدة حياه اكثر راحة وسعادة
استطاعت ان تترك الفندق وتركت لاخيها رسالة صغيرة اخبرته بضرورة عودتها قالت له

اخي الحبيب خالد
لم تكن الحياة ابدا منصفة معي او مع شريف وليس بيدي حيلة لن اقف بطريقه وكفاه ما عاناه انها فرصته الجديدة منحه الله اسما جديدا وحياة جديدة فلا تنتزعها منه دعه يا خالد يعيش كما يحب دعه يسعد ويرتاح وانا لي الله لطالما اردت ان اسعده واعوضه عن الكثير بحياته فان وجد لنفسه سبيلا اخر للسعادة فاتركه يسلكه عله يسعد به سامحني يا خالد اولادي بحاجة الي ساستقل اول حافلة اجدها واعود الى الفيوم اليوم .
اسفة لم اكن قادرة على توديعك اعلم انك ستتفهم الامر.

اختك المحبة للابد
جيهان

احلام جوليا 24-12-09 11:58 AM

استقر الحال بجيهان في المزرعة ومرت الايام بطيئة عليها تنازعتها الاشواق إلى شريف وعنادها عاد ليظهر لتفكر ربما تكون اخطأت في قرارها بترك شريف لحياته الجديدة ولكن ما الذي كان بيدها ان تفعله هل كان واجب عليها ان تخبره بهويتها الحقيقية ثم ماذا لن تتحمل ابدا نظرة الشفقة في عيناه وهو يراها لن تستطيع ان تمنع نفسها من ان تتوسل اليه ان يعود اليها ولاولاده ولحبها لن تحتمل ان تجرح كبرياءها وتتذلل له وقد اصبح غريبا عنها الان فكلما نظرت له ووجدت تعبيرات وجهه الجامد شعرت انها لا تنظر الى حبيبها شريف بل تنظر الى يوسف الرجل الغريب عنها اخطأت ام لم تخطئ فالآن لم يعد هناك اي امل في استعادته وقد يكون تزوج من منى بعد مغادرتها لشرم الشيخ فقد بدا انهما متعجلان للزفاف وهي لم تحتمل الانتظار منعت نفسها اكثر من مرة من الاتصال بخالد وسؤاله عنه وفي المرة الوحيدة التي اتصل بها خالد ليعاتبها على رحيلها اوقفت محاولته وذكره لاسم زوجها وقالت له ان يتوقف فقد مات شريف وولد يوسف وهذه هي الحقيقة التي يجب ان تتقبلها ويتقبلها خالد كذلك .
-------------------
اصبحت الآن حطام امراه تتخيل شريف مع منى فتغص بطعامها لم تعد تأكل تقريبا الا ببضع لقيمات تقتات عليها حتى تستمر حياتها هزلت وتوقفت عن المرح والضحك مع اولادها كانت تختبئ في غرفتها معظم الوقت الذي تتواجد به في بيت المزرعة وترفض ان تتكلم ،، كانت تعمل كالمحمومة بسرعة وكثير من الوقت بالامس قامت باعادة ترتيب البيت للمره الثالثة هذا الاسبوع نزعت كل فرش المنزل وغسلت وكوت الستائر ودعكت ولمعت كل الارضيات وحتى السلالم والمطبخ حتى صار البيت يلمع من النظافة ،، وكذلك نظفت اسفل الخيول مرتين وفي كل مرة تنسى انها قامت بهذا سابقا كانت تعمل لترهق نفسها حتى تستطيع ان تنام بالليل ولكن النوم كان كثيرا عليها فعندما يأتي الليل يبدا الارق والبكاء وفي النهاية عندما تغمض عيناها تحلم بشريف، تدمرت حالتها النفسية وصارت تنسى مواعيد اكلها وهزل جسدها البض الممتلئ ذبلت زهرة الياسمين الجميلة - كما كان يسميها شريف زهرة الياسمين- قلقت جمانة عليها ولكنها طمأنتها بأن كل هذا نتيجة نقص الايدي العاملة بالمزرعة مما جعلها تقوم باكثر من عمل في آن واحد ........
كلماتها الكاذبة قد تكون اسكتت الطفلة وقد تكون حاولت ان تقنع بها نفسها ولكن جيهان علمت ان استمرارها بهذا الشكل سيقتلها وارادت ان تقاوم لتحيا لاجل اولادها .

احلام جوليا 24-12-09 12:02 PM

الفصل الخامس عشر : حصار امرأة
 
الفصل الخامس عشر
حصار امراة
عاد يوسف الى ورشة النجارة التي يعمل بها ليفاجأ بعم احمد يتكلم معه بتردد حول انه لايستطيع ان يجعله يعمل معه اكثر من هذا لقلة دخل الورشة كان الرجل يتحرك مخفيا تعبيرات عيناه من الحرج وقد فهم يوسف ما لم يقله اذا صدرت تعليمات منى بتوقفه عن العمل بالورشة لتضيق عليه الخناق وهذا ما يكرهه .

تمتم يوسف ببضع كلمات شكر وتحرك متجها لغرفته التي يتشارك فيها مع مصطفى ليجد مصطفى كعادته يغني لعبد الحليم حافظ ممسكاً بيده باحدى المجلات الملفوفة لتشكل ما يشبه الميكروفون ويلف بالحجرة وهو يردد مع انغام المذياع العالي الصوت (على قد الشوق الي في عيوني يا جميل سلم ).

دخل يوسف مهموما غاضبا ينفس غضبا
اذا ضاق عليه النطاق الان وعليه ان يعمل مع والد منى قد لايكون مصيرا سيئا ولكنه بالتاكيد يكره ان يضغط عليه احد بتلك الصورة
مصطفى يتراقص مع شريط عبد الحليم : هنيني يالله
ايه خير
خلاص اتحدد ميعاد فرحي اخيرا بعد مباحثات العائلتين
الف مبروك
لا الف مبروك هنا متنفعش لازم تقولها لي هناك في الفرح
امتى
خلاص خلال الشهر الجاي انا خلاص النهاردة قدمت على اجازتي وحسافر
حديك العنوان علشان تحصلني انت امتى تقدر تاخد اجازة
اخد اجازة !! انا عندي اجازة مفتوحة
ازاي يعني :
حكى له يوسف ما حصل من تركه العمل متجنبا شرح دور منى في الامر
فانتهزها مصطفى فرصة
حلو قوي يبقى سيادتك تسافر معي نروح سوا وتحضر فرحي وبعدين ترجع بعد الفرح
يا عم
وانت فاضي لي
طبعا لا بس انت فاضي لي، وانا بصراحة محتاج كم شغلانة اخلصها قبل الفرح
وكل ما كانت الايادي اكتر خلصت اسرع ايه رايك حتيجي وتساعدني وتحضر فرحي مفيش كلام
امتى مسافر
بكرة الصبح نحجز السوبر جيت ونسافر بعد بكرة ايه رايك واهو تغير جو وتشوف القاهرة وتحول صوت مصطفى للجدية وهو يقول يمكن تلاقي فيها الي ملقتهوش هنا
التفت يوسف براسه مفكرا : ليه لا.. حاجي معك

في اليوم التالي استطاع مصطفى الحجز على اول حافلة مغادرة للقاهرة على ان يتم السفر في اليوم الذي يليه ولم ينسى ان يتصل على صديقة خالد ليحدثه بشان ميعاد الفرح وقد التمعت عيناه ليس فقط من اجل سعادته بل لاجل الفكرة التي خطرت بذهنه واراد المسارعة بتنفيذها
-------------------
في الطريق الى الحافلة وبعد ما قام الصديقان بركوب تاكسي
طرق مصطفى راسه وقال: يا خبر
رد يوسف: ايه نسيت حاجة ولا ايه
نسيت خالد
ماله
لازم نعدي عليه قبل السفر
ليه
حخد منه حاجة وطلب الى السائق التوجه للفندق
نزل الصديقان عند فندق الكونكورد الفخم وتوجه مصطفى لمكاتب قسم العلاقات العامة بالفندق بيمنا انتظره يوسف بساحة الفندق عندما ناداه موظف الاستقبال
توجه يوسف متعجبا
تنحنج الموظف : استاذ يوسف حضرتك مستردتش متعلقاتك من الامانات
متعلقاتي !!!
تساؤل يوسف عندما توجه الموظف الى خلفيه المكتب وممسكا بيدية باوراق مغلفة بنية اللون تحيط بلوحة
رفع يوسف حاجبه دهشاً كيف نسى امرها تماما وتسلم اللوحة مبتسماً شاكراً الموظف ومصطحباً إياها عندما عاد مصطفى في تلك اللحظة ومعه خالد وعلا وجهه ابتسامة عريضه
حياه خالد بحرارة غير معهودة وربت علي يده ثم توجهه لينادي احد سائقي الفندق الخاصين واعطاه التعليمات المناسبة ليتوجه مصطحبا مصطفى ويوسف الى سيارة خاصه بالفندق ليوصلهما الى ساحة انتظار ومحطات الباص المسافر .
لحق الشابان بالحافلة في موعد مناسب وبدأ طريق السفر بنوم مصطفى الذي وجد صعوبة في النوم في الليالي السابقة نظراً لحماسته واستعداده لتلك الاجازة.
اما يوسف فلم يغمض له جفن وبدا يراقب الطريق لتتوالى امامه الصور مابين البحر والصحراء والمناظر تتغير امام عيناه وعقله يستمتع بها استنشق الهواء المنعش ليرتفع صدره ممتلئاً بشهيق صحي ويخرج منه زفير مريح له وشعر انه لاول مرة منذ فترة طويلة يشعر بالراحة والمتعة في ان واحد.
كلما اقتربت الحافلة من مدينة القاهرة شعر يوسف بالالفه والراحة اكثر فاكثر لا يعلم لماذا شعر بتلك الراحة بعد مغادرة شرم الشيخ وكأنه غادر مكان اصبح حبيسا له استسلم لاغفاءه عندما شعر بيد صديقه مصطفى على كتفه يبلغه بوصولهم

حسن الخلق 25-12-09 01:38 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اهلاااا صديقتى احلام مرحبا بك يا غاليه انت و جيهان و شريف

الله يكون فى عونك و يبارك لك فى صحتك ووقتك لما عرفت الاعباء الى عليكى قلت ما شاء الله انت بطله
ده انا عندى طفل واحد و مش ملاحقه .... الله يعينك يا قلبى خدى وقتك كاملا و براحتك انا فى انتظارك دائما ان شاء الله

الجزء جميل جدا و اسلوبك روعه
لقاء شريف و والد منى كان خيالى عبرت عنه ببراعه و خلتينى اكره الرجل فعلا
لكن انا فرحت بهذا اللقاء لانه هيساهم فى بعد شريف عن منى اكثر
والدها كان قمه فى الجمود و العجرفه و اهان شريف بدم بارد و هذا متوقع لانه بالنسبه له ليس سوى لعبه مؤقته لابنته سرعان ما تسئم منها
حسيت ان اللقاء هذا سوف يسرع الاحداث و هيخلى شريف يفكر جديا فى الذهاب للمزرعه يجرب حظه و خصوصا بعد تضييق الحصار عليه من قبل منى
بفضلها الان شريف بلا عمل و ده شىء جميل فاضل بس يلاقى الكارت و يفتكر الحديث الى دار بينهم

جيهان يا عمرى عليها تقطع القلب و تضحيتها كبيره و صعب جدا موقفها و زوجها امامها و لا تستطيع القرب منه لانها غريبه بالنسبه له
جميله قصه حبهم و لن تذهب سدى
جمانه عسل بس صعبانه عليا الفرج قريب ان شاء الله

شكراااا جزيلاااا على تعبك و مجهودك و فى انتظارك على نار
دمتى بود :flowers2::flowers2::flowers2:



Jάωђάrά49 25-12-09 02:15 PM

السلام عليكم
زهرتي احلام جوليا
ان شاء الله يارب تلاقي وقت كافي للكتاب
وايضا انا اعذرك ففعلا الكتابة صعبة بحيث تكون الضروف يا قاسية او تملأ الوقت بقدر كبير
القراء يريدون الاستمتاع لكن طبعا يبقى المشكل في عامل النفسي وانا نفسيتي مش ولابد اليومين دول وزيادة على الاشغال اللي مبتنتهيش بس انا اعذرك كثيرا عزيزتي

المهم
بدى لي ان منى فعلا عقربة وكانها تريد ان تحرك شريف كقطعة شطرنج وتلعب اللعبة وحدها بحيث تضمن الربح
ولكن المسكينة جيهان يا الله قلبي تقطع عليها حتى ظنيت نفسي راح ابكي
الله يعينها امرأة عظيمة مثلها تستحق كل الخير
اتمنى فعلا ان يقوم مصطفى بتنفيذ لعبته التي ينوي عليها ويجعل من شريف وجيهان يلتقيان
وان يحاول ان يبتعد قدر الامكان عن الخانقة منى
اظن فعلا انه لمن الممكن ان يكون انتقام منى شريرا اذا كانت متملكة
لكن يجب على جهان ان تصبر واتمنى فعلا ان يلتأم شملهم

عزيزتي مشكورة على تعبك وكتابتك الرائعة
وننتظرك بكل الاشواق في البارت القادم دمتي بخير

احلام جوليا 30-12-09 12:38 PM

الفصل السادس عشر:
استقبلته عائلة مصطفى بالترحاب وتقاسم مع مصطفى الغرفة وبعد الغداء بقليل ، دخل عليه مصطفى وبدا وكأنه محرجاً ومتردداً بأمر ما، رفع يوسف رأسه المستندة على ذراعه ونظر لمصطفى منتظراً ان يتحدث فقد ازعجه فكرة ان يكون مصطفى يتردد بالكلام معه فبدأه هو بالكلام
ايه مالك يا مصطفى شكلك زي ما تكون قلقان
فعلا عندك حق انا بصراحة محتاج مساعدتك
قول يا سيدي بدأنا الطلبات عاوز ايه اساعدك فيه
شوف يا سيدي حنبدأ بالمشاوير انا مطلوب مني اعمل مشوارين واحد في الشرق والتاني في الغرب فانا بعد اذنك يعني حطلب منك تعمل لي خدمه وهي مش بعيده هي لشخص تعرفه
قول يا سيدي خدمة ايه ؟؟؟
شوف ياسيدي خالد مديني لفه مهم توصل لاخته وهي انت شفتها
تقصد جيهان
ما انت فاكرها اهوه
اه طبعا
طب يا سيدي هي مزرعتها في الفيوم وانا معي العنوان مطلوب من سيادتك تاخد اللفة والجواب وتوصلهم للمزرعة
بدا ان يوسف قد تردد وهم بان يعلق
عندما توجهه مصطفى لدولاب الملابس واخرج لفه مربعة الشكل عبارة عن علبه مغلقة ودفعها لايدي يوسف وقال : شكرا قوي يا يوسف انت مش عارف بعملك المشوار ده تبقى خدمتني قد ايه اصل خالد جمايله مغرقاني واول مرة يطلب مني خدمة ومش عاوز اخذله ومش معقول اطلب من اخته تيجي لحد هنا تاخد الحاجة الاصول اوديها لحد عندها وانا مشغول ومش فاضي ساعة والله شكرا يا عم يوسف نخدمك في الافراح
نجحت كلمات مصطفى في منع اي اعتراض طرأ ببال يوسف ووجد ان الاعتراض الحقيقى على المهمة المطلوبة منه لا يستطيع ان يجهر به لمصطفى ماذا يقول له انه يشعر بالتوتر عندما يكون قريبا من جيهان لا انه تصرف احمق منه يجب ان ينفذ طلب مصطفى ويتجه للفيوم .
وتحب اروح امتى
باقرب وقت
ايه رايك بكرة اوصلك لموقف الميكروباصات توصل الفيوم ومن هناك من الموقف تاخد لك تاكسي وتديه العنوان وتوصلك لحد المزرعة توصل الامانة
ماشي الكلام
على خيرة الله - استدار مصطفى ليخفي ابتسامة انتصار ظهرت على شفتيه مغادرا الغرفة -
ليترك يوسف مع صورة امراه تترآى له في خياله صورة جيهان الجميلة وارتعاشه يدها وابتسامه ثغرها ترى هل كتب لهم القدر ان يلتقيا بتلك الصورة ليتردد في اكمال الطريق مع منى
اسدل الليل سدوله وهدأ المنزل الصغير بضاحية القاهرة وفي منطقة شبرا التي تضج بالحركة طوال النهار هدأت البيوت ونام ساكنيها وفي احد البيوت الساكنة تحرك ظلا اسود لتمتد يد لتحرك باب الغرفة بهدوء دار مقبض الباب في اليد الممسكة به ليدخل الظل لغرفة النوم المظلمه وانتظر قليلا حتى سمع صوت ارتفاع النفس وانتظامه للرجل الممدد بالفراش توجه على الفور الى دولاب الملابس وامتدت يده لحقيبة ظهر صغيرة زرقاء اللون وفتح سحاب الحقيبة بهدوء يبحث باحدى يداه بينما تراقب عيناه النائم بعد قليل نجحت يداه في الامساك بالمحفظة الجلديه وبرزمة النقود بها سحب رزمة النقود كلها ليدسها بجيب بنطاله وتوجهه على الفور للفراش الفردي الممتد امامه ليستلقي مغمضاً عيناه لينام قبل ان يستيقظ رفيقه ويراه
------
تقلب يوسف في الفراش ليرى نفسه في غابة مظلمة ليعاد نفس الحلم الذي كان يقض مضجعه في الفترة الماضية ولكن هذه المرة سمع صوت المرأه تنادي يوسف ولحق بها لتستدير لحظة واحده لتنظر اليه ليرى في وجهها جيهان عند تلك اللحظة فزع يوسف واستيقظ من النوم لينظر حوله ليجد مصطفى نائماً بالفراش الاخر ولينظر لمعالم الحجرة التي لم يعرفها لوهلة حتى تذكر انه ببيت عائلة مصطفى مرر يداه على جبهته المتعرقة وسعل قليلاً واستقام في فراشه متوجهها للنافذه الموجوده بالحجرة فتح النافذه بهدوء واطل منها على الشارع الضيق اسفلها لينظر ليرى رجل يجلس امام محل للفاكهة يرص الفاكهة على الوانها بشكل مثير للاعجاب بعد ان خفت الحركة بالشارع، راقبه بعض الوقت حينما انتبه لصوت اذان الفجر وابتسم من ضمن الاشياء التي استجاب لها عقله هو اجادته للصلاة فعندما اراد مصطفى تعليمه الصلاه وجد نفسه يذكر كل الحركات والكلمات مما اثار استغراب مصطفى ودفعه للفرح اذا عقله لم ينسى ايمانة بالله فمهما نسى من الذكريات فهو يذكر كيف يصلي ويعلم كيف يتوضأ وحده توجه بهدوء الى خارج الغرفة ليقوم بالوضوء والصلاة وتسائل كيف تحول حلمه الى جيهان ربما كان السبب انه يعلم انه سيلتقيها في الغد فظهرت له في حلمه على تلك الصورة كم تكون الاحلام خادعة

الفصل السابع عشر
ظهرت الشمس الخجولة ساطعة من خلف المباني العتيقة لتأذن بحلول يوم جديد ويستيقظ سكان شبرا على صوت طرقات عم محمد على قدره الفول التي اختفى لونها مابين احتراقها وانصباب الفول حولها والخرقة الباليه التي كتم بها فوهة القدره كتمت معها رائحة الفول الشهي الاصوات والحركة بالبيت هي من ايقظ يوسف ليجد انه اخر المستيقظين تناول الصديقان فطورا شعبيا لذيذ من الفول والفلافل والمشكل ولمن لا يعلم ما هو المشكل (هو باذنجان بالبطاطس المقليه والقرنبيط) اكل يوسف مستمتعاً بافطاره وقام ليستعد للسفر ارتدى ملابسه ولم يهتم بحلاقه لحيته التي تركها لتطول في الفترة الاخيرة فقد كان ذهنه مشغولا مما مع شارب خفيف اعطاه شكلاً جديدا وزاد من جاذبيته الخطرة
بعد صلاه الظهر استعد الصديقان للخروج وتوجها على الفور للموقف الذي استقل فيه يوسف السيارة المتوجهه للفيوم وانقد مصطفى السائق اجرة الطريق ورفض ان يسمح ليوسف بأن يمد يده لحافظته لاخراج النقود في الطريق الى الفيوم كان كل شئ هادئا واخضر وبعد قليل من الوقت بدا يوسف يستمتع برحلته عندما بدأت رأسه تضج فجأة بصداع شديد كان ينظر في تلك اللحظة لفلاح يسحب وراءه بقره على الطريق لا يعلم ما الذي حدث له سوى انه شعر بصداع فظيع جعله يمسك براسه بكلتا يديه وتوالت في راسه صور مشابهه لرجل يفعل بالمثل يسحب بقرة خلفه ترائت له في الخيال كما لوكان يحلم صورة رجل يسحب بقرة خلفه وينظر اليه ويحدثه لم يكن يسمع صوته فقد يرى حركة شفتيه وهو يكلمه ويبدو انه كان ينهره كان الرجل ينظر له لاسفل وكانه اقصر منه تراءى له وكأنه طفل يمشي وراء الرجل تعاقبت الصور للرجل صارت في راسه كالحلم في جزء من الثانية صورة للرجل مرة اخرى ولكن هذه المرة بدا كهلاً يرفع طرف جلبابه ليضعه بين اسنانه ويحاول تحريك الساقيه كان يراه باكثر من مشهد حول نفس الفلاح شعر ان راسه تكاد تنفجر بالصور المتواليه والغير مفهومة له وكما جاءت فجأه اختفت فجأة واختفى معها الصداع كذلك وعاد الى طبيعته ،،
آلمته راسه حتى انه لم يعد قادرا على التفكير واستسلم لاغفائة قصيرة من النوم من شده الارهاق الذي شعر به عندما استيقظ كان الميكروباص قد توقف في ساحة ممتلئة بمثيله من السيارات وبدأ الركاب في مغادرة السيارة خرج يوسف من السيارة وقد شعر بألفه نحو المكان فتوجهه إلى حيث يجلس مجموعة من السائقين ليسأل عن سائق خاص يوصله للمزرعة اشار اليه احدهم بالسائق الوحيد الموجود في الوقت الحالي توجهه يوسف الى السائق الموجود بينما وجده يستعد للرحيل مع راكبين رفض السائق ايصاله لانه سبق واتفق مع غيره بايصال لمزرعة اخرى في اتجاه مخالف اقترح عليه السائق الانتظار في الموقف حتى تظهر سيارة اخرى
اثناء انتظار يوسف الذي وصل الى اكثر من ساعة من الوقت وصل سائق بعربه نص نقل صغيرة الحجم عندما رآه السائقين توجهه احدهما نحو يوسف قائلاً
انت يا فندي يا بيه
انا بتكلمني انا
اه شوف انت مش قلت عاوز تروح مزرعة الامل
السواق الي هناك ده رايح هناك لو تحب تروح معاه بدل ما تستنى عربيه مخصوص
متشكر قوي متشكر قوي
توجه يوسف ليرى السائق الذي توقف لطلب كباية شاي من النوع الثقيل كان يبدو مزارع صغيرا بالسن لم يتعدى عمره ال30 عاماً وقد رحب بيوسف ايما ترحيب عندما اخبره بانه يريد ان يذهب على طريقه وعندما اخبره اسم المزرعة بدأ انه تشكك في يوسف وهم بان يرفض حمله الى المكان عندما اخبره يوسف بأنه قادم من طرف الاستاذ خالد تفهم السائق انه جاء من طرف العائلة ووافق على حمله معه
على الطريق واثناء الحديث مع السائق عرف يوسف بأن السائق ماهو الا مزارع صغير في المزرعة جاء لها من فترة قصيرة ليعمل وانه كان قد ذهب من الصباح الباكر ليأتي ليتسلم حصه المزرعة من السماد وأنه من حظه الجيد بأن قابله والا لكان انتظر لما لا نهاية حتى يوافق احدهم على حمله الى هناك
طال الطريق للمزرعة ليتخطى الساعة والنصف الساعة عندما بدأت تظهر بدايات المزرعة على الطريق
توجهت السيارة على طريق ترابي بدا ممهدا لكنه غير مرصوف لينظر يوسف حوله ليجد ساحه ترابيه جميلة واسعة مسيجه بسياج خشبي وبها جوادين احدهما فرسه بيضاء جميلة بذيل رمادي والاخر حصان بلون اسود مظلم يبدو فحلاً قوياً من افراس الاستيلاد نظر اليه وتعجب كيف له ان يعرف ان الحصان من احصنة الاستيلاد تسائل كيف يعرف هذا يبدو ان معلومات من ذاكرته القديمة ما زالت راسخة داخل عقله ولم تتبخر التفت مره اخرى لينظر امامه حيث وجد منزل خشبي بدا جميلاً ودافئاً بشكل خاص ديكوره الخارجي مبتكر بعض الشي باسطح مائله وشرفه كبيرة واسعة وبدا من مظهره انه ذا طابقين بارتفاع مناسب ومساحته بدت كبيره نسبيا بالنسبة لارتفاعه وكأن من بناه اراد ان يشعر ساكنية بالراحة والمساحة الواسعة بالداخل والخارج ابتسم لمرآة المنزل ونظر ليجد على مسافة ليست ببعيده إسطبل للخيل عرف على الفور ان المبنى امامه هو اسطبل للخيل حتى دونما ان يفكر في كيفيه معرفته شعر بانه موقن للامر ربما لانه قريب من ساحة الخيول
توقف السائق امام المنزل واشار على يوسف بالنزول
مد يوسف ساقيه المديدين الى خارج السيارة واستقام يفرد هامته المتعبة من طول الطريق محركا ساقيه وكتفيه للخلف عله يطرد عنه التعب حين التف السائق حول السيارة وتناول الحقيبة الصغيرة الموجودة بالخلف وناولها ليوسف ثم عاد خلف المقود مرة اخرى ليتحرك الى الامام

كانت جمانة تلعب مع اخيها يوسف ببيت عرائس خشبي حينما سحب احدى العرائس وجرى الى خارج البيت في تلك اللحظة وعند خروجه مندفعا من البيت اصطدم بجسد رجل قوي امسك به بين ذراعيه ورفعه لاعلى لينظر داخل العينان الصغيرتان بلون العسل الذهبي بملامح صغيرة غاية في الدقة ووجهه طفولي برئ عيون كبيرة الحجم ووجه بيضاوي وخدود ممتلئه وراس مدور يكاد يصل للون الاشقر نظر يوسف الصغير الى ابيه الذي لم يعرفه بالطبع لصغر سنه رفعه الرجل وارتسمت على وجهه نظره حنان وشعر شريف ولاول مرة باحساس غريب من الدفء وهو ينظر للصبي بشعره العسلي وعيونه الواسعة الجميلة كان صورة مصغرة عن امه ببراءه الطفولة وملامح العناد ذوى الصغير ما بين حاجبيه ورسم ملامح الجدية على وجهه الصغير ورفع اصبع صغير بوجه اباه الغريب عنه تماما وقال :
انت مين وازاي تدخل مزرعتي من غير اذن
ضحك شريف بصوت عالي لجرأه الصبي وقال : انت بقى صاحب المزرعة
طبعا وراجل البيت كمان
انا عمو يوسف وجي من طرف عمو خالد لمدام جيهان
جي من عند خالو : انطلق الصغير فور ان انزله شريف الى الارض وصاح مناديا وهو يجري باتجاه الاسطبلات يا ماما ياماما

ام هنا 30-12-09 01:53 PM

سلمت يداكي جوليا بارت رائع منتظرين اللقاء بين شريف وجيهان اتوقع مصطفي اخد الفلوس من شريف حتي يجبر علي الجلوس والعمل عند جيهان
منتظرينك عزيزتي

حسن الخلق 30-12-09 02:40 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
:congrats::congrats::congrats::congrats::congrats:

اوووه ايه الجمال ده بس كنت زودتى سطرين كمان لان الفضول هيموتنى دلوقت و عايزه اعرف رد فعل جيهان و جومانه
صحيح فات مده و شريف شكله شويه متغير من فكره الذقن و الشارب لكن جومانه كبيره و لا يمكن تنسى والدها و احسها اكبر من سنها

يوسف الصغير يا روحى عسسسسسسسسسل

جيهان شكل المفاجاه هيكون صاعق عليها و ممكن تغلط و تناديه باسمه الحقيقى و يزيد ارتباكه
المشكله انها فاهمه انه تزوج منى و لذلك اتطلع لرؤيه رد فعلها

اتفق مع ام هنا ان مصطفى اخذ الفلوس عشان يقطع عليه خط الرجعه و يجبره على الشغل عند جيهان بس يا مصطفى و الله مجرم ههههههه كنت اترك له مبلغ صغير على قد الاجره افرض كان يوسف اخذ سياره مخصوص للمزرعه و ملقاش جيهان طيب كان هيعمل ايه مع السائق ؟؟ كان موقف لا يحسد عليه لكن ربنا ستر

اممممممم عم محمد بتاع الفول و ادرته المشهوره جريت ريقى يا احلام و حسيت انى اشم ريحه الفول ( الفول من العربيه له شكل تانى لا تقولى علب و لا غيره )

منى يا ريت تبعد عن الساحه دلوقت خالص مش ناقصين مشاكل

تسلم ايدك يا احلام يا قمر البارت رووووووووووووووووووووعه و الاحداث فى تصاعد مشوق الله لا يحرمنى منك و من افكارك و يقويكى و يزيدك ابداع امييييييييييين
سلاااااااااام يا قلبى
منتظراكى بشوق:flowers2::flowers2::flowers2:


احلام جوليا 31-12-09 06:59 AM

ام هنا متشكرة على كلامك الحلو ويالله تابعينا علشان نشوف ايه الي حيجرى وانا بجد مبسوطة قوي للتعرف عليك وعلى حبايبي حسن الخلق وجوهرة بجد بجد مشجعين بشكل بتخلوني عاوزة اكتب وكتب ومبطلش كتابة ربنا يخليكم لي يارب

Jάωђάrά49 01-01-10 05:05 PM

السلام عليكم
اولا بشكرلك
تتبعك المسعد لي وحضورك في روايتي
لكن انا ايضا اعشق روايتك لسلاستها وجماليتها ورقتها ايضا
آآآآآآآآآآآآه منك قفلت القفلة دي عشان تغيزينا صح ههههههه
كنت اتمنى اعرف ايه حايكون رد فعل جيهان وهي ترى زوجها او الغريب الفريب الاتي الى مزرعتها
وهكذا حبك مصطفى واخوها الخطة لكي يجعلوه يذهب الى المزرعة
ايضا انه اخذ من جيبه المال ليجعله غير قادر على فعل شيء غير البقاء لفترة في المزرعة
يــــــــــــــآآس متشوقتـــــــــٌ للقآدم
دمت مبدعة يارب

احلام جوليا 04-01-10 07:53 AM

جوهرة الغاليه قصتك مفيش فيها كلام اكتر من روعة واقراها وانا اعشقها عشق بالفعل واحب اشوقك لقصتي شوية وبعدين انزل الجزء القادم باذن الله

احلام جوليا 06-01-10 08:15 AM

همسات في الذاكرة
 
الفصل الثامن عشر:
حاولت جيهان سحب الجواد العنيد من رسنه لتحركه خارج الاسطبل ولكنه للمرة الثانية في هذا اليوم يرفع راسه ويصهل رافضا الانصياع ليديها ونظرا لضعفها وقله تغذيتها في الفترة الاخيرة فقد جعلها هذا واهنة القوى غير قادرة على سحبه وقد شعر الجواد الذكي بضعف فارسته وعدم قدرتها على السيطرة على قوته مما جعله اكثر عنادا معها
في تلك اللحظة اندفع ابنها الصغير داخل الاسطبل صارخا ماما
صوته العالي وارهاق جيهان كان السبب في شدها للجام الجواد بشكل ازعج الجواد مما دفعه للقفز عاليا تراجعت جيهان للخلف لتسقط على كومة التبن الموضوعه بالاسطبل واندفع الجواد باتجاه الصبي الصغير عندما تبع شريف الصبي الصغير الى الاسطبل فوجئ بالجواد المندفع وتصرف بالفطرة باسرع ما يكون دفع الصبي من امامه ليسقط جانبا وقفز ممسكا بلجام الجواد المزمجر محاولاً السيطرة عليه وبقوته وشده اللجام شعر الجواد المتمرد بقوه خصمه وقدرته على السيطرة على الموقف حتى بدا يلين تحت يداه وهدأ في يد صاحبه وكأن يداه القويتان وصراع القوى ما بينه وبين الجواد قد اعلم الحيوان ايهما هو المسيطر هنا
استطاع شريف السيطرة على الحيوان الهائج وبعزم انزل ساقيه للارض وبدأ يربت على وجهه الجواد وكأنه يلاطفه ويكافئه على طاعته ومد يداه بشكل غريزي لجيب بنطاله وكأنه يبحث عن شئ لا يدركه بعقله الواعي حتى هو تعجب ورفع عيناه
ليجد جيهان تنظر اليه بانبهار وبعيناها نظره لم يستطع ان يحددها بينما الصغير قام ينفض ملابسه المتسخة جراء سقطته وينفض التبن من راسه ويتوجه لإناء صغير ليناوله قطعة من السكر اخذها منه واطعمها الحصان الذي صار الان هادئا ً وتبسم شريف في وجهه الصغير
-------------------
عندما افلتت جيهان اللجام من يدها واندفع الجواد للامام تجنبته بالقفز جانبا مما ادى لسقوطها على كومة من القش والتبن وفي تلك اللحظة رات الرعب بعيناها عندما وجدت الجواد يتجه نحو الصغير الخوف شل تفكيرها وعقد لسانها عن تحذيره ابتهل قلبها لطلب معجزة ترفع الصغير من امام الجواد الجامح فتجسدت لها المعجزة في صورة شريف الذي انقذ ابنه مما شل تفكيرها وظنت انها لوهلة تحلم ولا يمكن ان يكون شريف هنا بالمزرعة ينقذ حياه ابنهما في تلك اللحظة نظرت لشريف تخشى ان تتكلم فتفيق من حلمها على واقع حياتهم بدونه
------------------
ابتسم شريف ناظرا للصغير ولجيهان بجرأة ولم يترك من يده رسن الجواد ولكنه اقترب عده خطوات من مكان سقوط جيهان على الارض ومد لها يده ليساعدها على الوقوف
افاقت جيهان من شرودها ومدت له يدها لترتعش بين يداه وكانه جاء من عالم اخر غير واقعها يداها الباردتان سقطت في حضن يداه الدافئة كانت ضآلة حجمها وصغر يداها الانثوية لها اكبر التأثير في شريف فبمجرد ان احتوتها يداه شعر بنغزة عميقة داخل قلبه بدت له مرهقة واكثر نحافة مما راها اخر مرة وشعرها الناعم الطويل مرفوع باهمال ليبتعد عن كتفيها وظهرها وليعود ليتساقط مرة اخرى من الجوانب والمقدمة بشكل جذاب كشلال اشقر ناعم متمرد وغير مرتب الخصلات بدا شعرها اكثر اشقرارا مما كان عليه ربما بسبب جو المزرعة وتعرضها الدائم للشمس اما بشرتها فتشربت بلون ذهبي تحسدها عليه اجمل النساء ثغرها الصغير الضيق بدا مشدودا من التوتر وعيناها الواسعتان بدت حولهما هالات من الاسمرار الخفيف دليل ارهاقها وعذابها وقفت جيهان لتنسحب عينا شريف على قوامها بشكل لا ارادي لينظر لملابسها الخشنة فبنطالها الجينز الضيق الملتف حول جسدها باللون الازرق الفاتح والقميص الابيض المخطط المرفوع الاكمام رغم اتساعه الا انه انسدل ليلتصق بجسدها من حرارة الجو وقماشه الرقيق لم يخفي عن عينا شريف الدقيقتان خطوط جسدها الانثوي وتسائل كيف ترتدي امراة كاملة الانوثة كجيهان ملابس كهذه تجعلها ملفته للنظر بينما هنا في مزرعة ريفية قد يتواجد الكثير من العمال والرجال اراد ان يحتفظ بيدها اكبر وقت ممكن بين يداه ولكنه اضطر الى افلاتها عندما استقامت ونظرت اليه تبسم شريف في محاولة لكسر الصمت المخيم على المكان وتوجهة باهتمامه للجواد بيده وقال لجيهان :
مكنش المفروض انك تفتحي بوابة الجواد قبل ما تكوني قادرة على سحبه وتطويعه تسمحي
فهمت جيهان اشارته وابتعدت عن طريقه عندما اقترب من مكان حبس الجواد داخل اسطبل الخيل ادخل الجواد بسهولة وربت على مؤخرة الجواد ثم تقدم ليجلس على مكان مخصص لمن يعتني بالجواد اشبه بالكرسي الصغير ومد يده مرة اخرى ليربت على ساقي الجواد ثم رفع السائق تلي الاخرى حتى توقف للحظة ونظر جيدا ثم انزل الساق الاخيرة وتوجهه بالكلام الى جيهان
الحصان مسكين في حجر صغير في حدوته علشان كده مكنش عاوز يطلع من مكانه
نظرت جيهان لشريف وتنهدت
انها المرة الكم التي تنسى فيهما اهم قواعد العناية بالخيل الكشف على حدوة الحصان والنظر الى ظهر الخيل واسفل ذيله للتأكد من عدم اصابته بفطريات او حدوث اي مشكله تعوق حركته تعبها وسوء حالتها النفسية الى جانب ارهاقها بالعمل جعلها تنسى قواعد السلامة
نظرت اليه جيهان خجلة من نفسها كادت تتسبب بحماقتها بأذية ابنها او الاسوأ لولا مجيئ شريف ولكن لما جاء سؤال تردد بذهنها المشوش
خرج صوت جيهان همسا متحشرجا من حنجرتها : متشكرة قوي للاسف نسيت اهم قواعد الكشف على الحصان
ابتسم شريف وقال لها مفيش حاجة تقدري بها تخرجي الحجر بدل ما تحتاجي لحداد لفك الحدوه اشارت جيهان لمجموعة من الادوات امتدت يد شريف لملقط رفيع صغير وبهدوء استطاع استخراج الحجر وابتسم : يظهر من ضمن عدة اشياء بجيدها بجيد الاعتناء بالخيل وانا نفسي مكنتش اعرف
ابتسمت جيهان لا تدري كيف ترد يبدو انه مازال فاقداً لذاكرته وهي لا تعرف كيف تبدأ معه حواراً
انقذها الصغير بقوله ماما عمو بيقول انه اسمه يوسف على اسمي وجي من عند خالو
الكلمة ازعجت شريف بالفعل فحتى الان لم يكن يفكر بمن تكون ام الصبي والان اكتشف ان لجيهان عائلة ابن وبالتالي زوج لايعلم لماذا لم تعجبه تلك الفكرة
ماما! ده ابنك !!
اه طبعا يوسف ابني
هز شريف راسه متحيرا في الحقيقة انا جيت لك بطرد صغير من عند استاذ خالد وجواب وجبته بدل مصطفى لانه عنده ظروف منعته انه يجي
متشكرة قوي واسفة ان استقبالنا لك كان بالشكل ده
لا ابدا انا مبسوط اني كنت مفيد كفاية علشان اساعدكم
اتفضل معي تشرب حاجة
متشكر
تقدمته جيهان ممسكة بايدي الصغير وقلبها ينبض فرحا هاهو القدر قد جاء بشريف الى المزرعة كما تمنت
دخلت جيهان لبيت المزرعة الخشبي يليها شريف واشارت اليه بالجلوس على احدى الكنبات المريحة بالصالة وتقدمت هي لتذهب الى المطبخ لتعد له عصيره المفضل عصير التوت واثناء ذلك مدت يدها للتليفون المعلق بالمطبخ طلبت رقم تليفون اخاها خالد الشخصي
ليتناهى اليها صوته عبر الاثير
خالد شريف عندي ايه الحكاية
الوه ايوه يا جيهان شوفي يا حبيبتي انا ومصطفى اتفقنا على اننا نبعت لك شريف بحيلة والباقي عليك يا جيهان لازم تحتفظي به عندك اكبر قدر ممكن وجوده معك ومع الولاد حيساعده انه يفتكر دي فرصتك يا جيهان اوعي تضيعيها
ترقرقت دموع باعين جيهان الفرحة والشاعرة بحنان اخاها الغامر والذي يريد ان يساعدها
مش حضيعها يا خالد مش حضيعها
طيب اسمعيني كويس يا جيهان
---------------
جلس شريف على كنبة كبيرة ومريحة بالصالة الموجوده بصحن البيت ونظر حوله للستائر المشغولة الجميلة وابتسم بدا المكان مريحاً وناعماً اثر عيناه المشهد امامه من خلف الستارة المرفوعة من احد جوانبها فاقترب من النافذه ليكتشف وجود نافذه زجاجيه بعرض الحائط سيجت بحديد مشغول باشكال نباتيه حماية للبيت من محاولة الدخول عنوة وحافظت على المنظر الرائع للنافذه الزجاجية وابتسم للمنظر الخلفي للشرفة العريضه المطلة على ساحة الخيول وجزء من الارض المزروعة بالليمون والموالح امتدت يداه غريزيا ليفتح النافذه ويدلف اليها ليشتم رائحة الليمون المزروع ورائحة الحوامض الجميلة شعر بانه وللحظات اراد ان يحتضن المكان يا له من مكان
لاحظ شريف وجود ارجوحة من كنبة واحده تتسع لشخصين بجانب الشرفة كانت بشكل فاتن من قماش يشبة قماش الستائر وابتسم لتخيله لجيهان ترتاح عليها بتكاسل لتمد ساقا فوق الاخرى وللحظة تخيل يدا رجل تحيط بكتفيها فزوى ما بين حاجبية غضبا لا يعرف له كنها واراد ان يتوقف عند تلك النقطة فليس من حقه التفكير بها فالمرأه متزوجة ولديها طفل كذلك كيف لم تخطر تلك الفكرة براسه فامراه مثل جيهان جميلة وجذابه بالتأكيد يجب ان يكون لها زوج واطفال في سن مبكر
----------------
كانت جمانة في حجرتها تكمل ترتيب العابها بعد ان جمعتها فور انصراف اخاها يوسف عنها عندما استمعت لاصوات امها واخاها بصحن البيت ارادت ان تطمئن على امها فنزلت اليها لاول وهلة لم تنتبه جمانة للزائر الموجود بالشرفة ولا بالشرفة المفتوحة عندما دخل شريف في تلك اللحظة لداخل البيت نظرت اليه الطفله بانزعاج ظاهر وبصدمة باتت واضحة على ملامحها ثم هربت من امامه وصعدت سلالم الدار مرة اخرى
وقفت جمانة تلهث من الصدمة باحثه عن بخاخ التنفس خاصتها فازمة الربو تهدد بالظهور مرة اخرى وعثرت عليه بسرعة في مكانه لتستخدمه ثم تضعه بجيب ملابسها وهي تلهث ما الذي راته الان كانت تفكر من هذا الشبح
من ضمن اعجب الاشياء ان كل انسان لديه صندوق صغير بعقله مغلق على الذكريات يستدعي منه ما يحب ويتناسى البقية وكانت جمانة عندما حدث الحادث لاباها في سن الثامنة واعية كفاية لتعرف اباها وكانت كثيرة التعلق به وتعده صديقاً لها وعندما جاءت جدتها لامها واخبرتها بوفاه ابيها وبأن امها تعاني من انهيار عصبي كانت قاسية في تحميلها ذلك العبء على كتفي طفلة صغيرة مثلها افهمتها بوضوح بوجوب اخفاء كل اثر لابيها في البيت حتى لا تنهار امها ثانيا فتفقد الاثنين معا وساعدت جمانة جدتها في جمع كل صور اباها وملابسه في عدة صناديق ولكن جمانة التي احبت والدها احتفظت له بصورة واحده اخفتها عن جدتها واحتفظت بها بعيدا عن عينا والدتها اباها الوسيم لم يكن رجلا سهلا ان تنساه طفلته وهذا الرجل الملتحي ذو الشارب الصغير شبيها كثيرا بتلك الصورة ولو ان اباها لم يكن لديه لا لحية ولا شارب

توجهت جمانة لدولاب ملابسها لتخرج صندوقاً صغيراً للالعاب واخرجت من داخله دفتر مذكرات صغير من النوع الذي يمكن اغلاقه بالمفتاح وفتحته وامتدت يدها لتسحب صورة صغيرة لرجل اسمر يبتسم في وجه عدسات الكاميرا ويحمل على ساقيه طفله عامان
كانت الصورة قديمة وهي صورتها المفضلة مع ابيها فقد كان ابيها فرحا جدا في تلك الصورة وكانت اول مرة تنطق باسمه كاملا والتقطت لهم الصورة سوياً احتفظت بها لسنوات ذكرى جميلاً وتسألت جمانة عن الشبح بصالة البيت ترى هل هو اباها المنشود ام رجل يشبهه كثيراً
---------------------
عادت جيهان الى صالة البيت وتحمل معها عصير التوت وهي تفكر بكلمات خالد والحيلة التي حاكها معها على الهاتف لابقاء شريف وكيف تنفذها قدمت له العصير ونست انها حتى لم تسأله ان كان يحبه ام لا باعتبارها لا تعرف تلك المعلومة
-----------------------
امتدت يد شريف الى عصير التوت المفضل لديه وتناوله ليشرب منه مستمتعا بطعمه اللذيذ وامتدت يده لحقيبته ليخرج منها العلبه المغلفة من اخيها والخطاب الصغير معها كان الخطاب عبارة عن كارت كتب عليه خالد
الى جيهان
ارجو ان تعجبك هديتي واعتبريها هديه مبكرة فقريباً تحتفلي بمناسبتك كما يجب
خالد

ابتسمت جيهان وفهمت مغزى الرسالة فالهدية كانت شريف نفسه والمناسبة هي عيد زواجهم وتتمنى وقتها ان يتذكر شريف كل شئ لتحتفل معه بعيد زواجهم عن قريب
الان يجب ان تبقيه كما اتفقت مع خالد ولتبدأ على الفور بالخطة

ام هنا 06-01-10 10:46 AM

السلام عليكم جوليا
مشكوره علي البارت ماشاء اللع عليكي اسلوبك رائع لقاء جيهان وشريف عجبني جدا
جمانه الطفله الرائعه قلبي وجعني عليها صدمه انها تشوف واحد كثير الشبه بوالدها
منتظرينك اختي ياريت ماطولي علينا

حسن الخلق 06-01-10 02:08 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
الله عليك يا احلام تسلم ايدك القصه تجنن
اسلوبك روووعه و يدخل القلب من اوسع الابواب

مقابله شريف مع جيهان كانت عاصفه تصرف شريف بشكل غريزى رائع
فكره بقائه فى المزرعه ناجحه جدا لانها هتخليه يفتكر بسرعه مع كل ما اعتاد عليه حوله
جمانه يا عمرى كسرت قلبى و يا رب يجمع شملهم قريب

احلام انا عارفه انك مشغوله و الله يكون فى عونك بس مش قادره لازم اقولك ارجوووووووووووووووكى متتاخريش علينا

فى انتظااااارك يا احلى احلام جوليا
دمتى بكل حب :flowers2::flowers2::flowers2:

احلام جوليا 07-01-10 06:30 AM

اصدقائي الغاليين ام هنا وحسن الخلق متشكرة على تشجيعكم الجميل الي سبب في استمراري رغم صعوبة الظروف وانا ربنا يعلم بحاول انتظم واكون اسرع في نشر القصة وباذن الله متأخرش عليكم ويوم الاحد بنزل بارت جديد باذن الله ما لم تخرج الظروف عن ارادتي ودعواتكم لي بالتوفيق وسلامي لكم يا احلى اصدقاء في الدنيا

Jάωђάrά49 07-01-10 01:27 PM

أحلامي
أنا جيت أقرء الجزء وبعدين تلاقي تعليقي
بس كيفك انت؟

Jάωђάrά49 07-01-10 01:47 PM

السلام عليكم
أنا عدت
الصراحة جزء جميل
كنت اعيش مع تلك المواقف احاسيس جميلة ورائعة
كيف استطاعت ان تشعر ببعض السعادة التي حرمت منها وتسببت لها بالتعاسة والضياع

الان وهي تفرح وهي ترى ذلك الزوج يعود ويقوم بتلك الاعمال كحماية صغيره ولجم الحصان والتحقق لا شعوريا من حالته رغم فقدانه لللذاكرة
احيتها هته المشاعر من جديد واسعدتها الان وهي تتاكد من ان شريف لم يتزوج الحرباء منى

ايضا
كيف تعرفت عليه المسكينة ابنته يا حرام فكرتني بمرضها باختي
المسكينة وازاي تعرفت عليه وتخيلتوا ممكن يكون شبح

واخيرا اسعاد خالد اخته بتلك الهدية التي لو احضروا لها هدايا العالم كلها ما كانت تضاهيها اهمية
يا عزيزتي احلام فعلا مبدعة سلمت اناملك الذهبية الله لايحرمنا من ابداعاتك

انا ايضا اصبحت لدي الكثير من الانشغالات والضغط النفسي يجعلني غير قادر على التركيز على الكتابة لذلك فضلت ان اتخد بعض الوقت وجعلت الموعد يوم في الاسبوع هو يوم الاثنين
فارجوك كوني بقربي
تمنياتي لك بالسعادة

احلام جوليا 10-01-10 07:46 AM

الغالية جوهرة اكيد حكون جنبك كلنا جنبك ولا يهمك على مهلك ابدعي واخرجي اجمل ابداعاتك وعلى الرغم من تشوقي لاحداث الرواية ولكني مثلك متاكده من ان الرواية اذا تعجلنا بالكتابة لن تكون كما نريدها لذلك كل الوقت لك اكتبي وابدعي عندما يكون لديك الوقت والحالة الملهمة للكتابة وكان الله معنا جميعا

احلام جوليا 10-01-10 09:49 AM

انا الحمد لله بس امتحانات بنتي وانشغالي مع الولاد واخد وقتي كله وانا اليومين دول كمان اعاني من دور برد وكحة شديدة واحاول ان اكتب في وسط كل هذا دعواتكم ان تستقر اموري واشفى حتى اكون اسرع في الكتابة

احلام جوليا 10-01-10 10:27 AM

[FONT="Arial"][/FONTالفصل التاسع عشر:
ت
ردد شريف في سؤال جيهان عن وسي
لة لمغادرة المكان ربما يمكنه ان يلحق بالسائق الذي اتى معه او يقوم زوجها او احد رجال المزرعة بتوصيله لاقرب موقف سيارات
متشكر قوي ودلوقت تسمحي لي لازم اشوف وسيلة ارجع بها الوصول لهنا مكنش سهل
ابتسمت جيهان : وقالت ازاي كده مستعجل على طول اسمح لي الاول ارحب بك واشكرك لازم تتغدى معنا مش معقول تكون اتغديت
في الحقيقة انا فطرت متاخر
ايه يا استاذ يوسف انت مش كريم ولا ايه لازم تتغدى معنا اكل ريفي من اكل المزرعة
توجهت جيهان قبل ان تسمع اعتراضه لتحضر بعض الطعام السريع فبدات بتحضير الاناء الذي وضعت به بعض البصل والثوم واحضرت بعض اللحم السابق تتبيله لتعد طبقا شهيا من اطباق شريف المفضلة في الماضي كانت تحاول الاسراع قدر المستطاع حتى لا يمل شريف الجلوس وحده ونادت على حميده التي اتت لمساعدتها في وقت سابق اليوم وطلبت منها ان تراقب الطعام بينما عادت هي لشريف وعرضت عليه ان يتجول بالمزرعة حتى يجهز الطعام بعد نصف ساعة ورحب هو بالفكرة
وهم ان يسالها عن زوجها ولكن شعر ان الفرصة لم تسنح له بعد وربما لم يرد ان يسمع اجابتها ذهبت جيهان نحو غرفتها عندما صدمها وقوف جمانة على اعلى السلم ودارت الدنيا بجيهان كيف نست امر جمانة بالتاكيد جمانة لم تنسى والدها صحيح انها منذ الحادث لم تتكلم عنه ولم تسال ولكنها ارجعت هذا غالبا لتنبيهات عائلتها لمساعدتها على الشفاء والذين تولوا اخبار الفتاه عن وفاه والدها وتلقوا صدمتها الاولى وساعدوا في تاقلمها مع الحادث ومن يومها ولم تكلمها جمانة ابدا عن الحادث ولم تجرؤ جيهان ان تحدثها بالامر خوفا من ان تفتح جرحا مندملا لدى الطفلة وهذا جعل جيهان تشعر بالذنب من عدم مشاركة ابنتها مشاعرها ومن ضمن عده امولا اقلقت جيهان على جمانة والان تتساءل اذا رات جمانة اباها هل ستعرفه ابتلعت جيهان غصه بحلقها وتوجهت لابنتها بالكلام
جمانة في ضيف عندنا موجود تحت مع يوسف اخوك
هو اسمه عمو يوسف وجي من طرف خاله حبيبتي ايه رايك تبدلي هدومك ونقابله سوا
ابتسمت جمانة ابتسامة ذكرت جيهان بابتسامة شريف الغامضة وقالت
قابلته من شوية
وتوجهت نحو السلم حاملة عروسه صغيرة في يدها غير عابئة بتقديم تفسير لجيهان التي وجدت في تصرف ابنتها اللامبالي اجابة على سؤالها ان جمانة رات اباها ولم تعرفه ولكن كيف لها الا تعرفه !
توجهت جيهان لغرفتها وابدلت ملابسها بسرعة بفستان خفيف متعدد الالوان بالوان الازهار بتفصيلة البرنسيس كما نسميه قصات اسفل الصدر تضيق كلما توجه نحو الخصر الضيق الذي يتسع كلما توجه نحو الساق واكمامه تشبه اوراق الاشجار كل كم عبارة عن ثلاث ورقات من الشجر كان الثوب من اللون الليموني والاخضر الزيتوني متداخلين بشكل جميل وجذاب وصففت شعرها المتناثر حول وجهها بفوضويه ورفعت جوانبه بدبوسين من اللون البرتقالي ووضعت القليل من احمر الشفاه القريب من البرتقالي فبدا وجهها نضرا وصغيرا جدا عن سنها عيناها الواسعتان لم تحتج الا للقليل من الماسكارا الناعمة اما صدر الفستان ذو فتحه العنق الواسعة فاظهر جمال جيدها ونعومته وبدا انثويا بشكل جذاب
توجهت جيهان على الفور الى المطبخ لتجد ان الطعام قد جهز تماما فطلبت من الست حميده باعداد طاولة اكبر ووضع مفارش وتجهيز المكان لاستقبال الضيف


الفصل العشرون:

غادر شريف البيت الدافئ وبدا يتحرك في المزرعة اعجبته كثيرا اشجار الليمون الساحرة وراى بيت الدجاج وتحركاتهم وراى فلاحة تجمع الدجاج لادخالهم ببيت الدجاج ايذانا باقتراب المغرب وتعجب كيف مر الوقت بهذه السرعة وتساءل كيف سيعود الى القاهرة ،،
وفي وسط رائحة الليمون الجميلة تلفت شريف وكأنه شعر باقترابها كانت اشبه بزهرة كما زهور الليمون من حوله ترفل بثوب بسيط التقاسيم بدت فيه جذابه ورقيقة بشده اظهرت اكمامه القصيرة المتقاطعة الشكل كاوراق الاشجار بياض بشرتها المشربة بلون وردي خفيف وشفتها المذمومتين بدتا كحبتين من الفراولة والالوان التي ارتدتها ابدتها وكأنها قطعة من اللوحة حوله فثوبها كان بالوان الطبيعة وزادها جاذبيه وعندما اقتربت منه لفت نظره زراعيها الناعمين البضين وبين حواف الاكمام المتقاطعة بدت شامة صغيرة سوداء لا يعرف ما دفعه لما فعله ولكن سبقته يداه ليمسك بها من زراعها مزيحا باصبعه ورقة شجر فظهرت له الشامة المستديرة
حركته تلك قدر ما فاجأت جيهان ولكنها تركتها منقطعة الانفاس مبهورة ان يتذكر شريف شامتها المفضلة لديه ويلمسها بتلك الرقة كما كان يفعل دائما
صدم شريف نفسه لما فعل واراد التغطية على تصرفه فمس الشامة وانزل يديه قائلا
اسف ظننت ان حشرة او عقرب وصل لما اسفل الكم فخفت تقرصك
احمر وجهه جيهان وتركتها يداه مزعزعه المشاعر مدمرة ترتعش بشده فاخفضت عيناها لصدمتها من كلماته حشرة !
استدارت جيهان وهي تخبره ان الغداء جاهز تبعها شريف الى صاله البيت ليجد الطاولة جاهزة وضع عليها اناء به لحم وخضار بدا له شهياً من لحم الغنم المفضل لديه ووجد الارز المعد بلون الزعفران الجميل وحولهم كان الفطير والخضروات والسلطات المعده من اكتر من نوع بدا الاكل شهيا ربما لم ياكل في حياته ما هو اشهى منه اكل واكل واكل وكان مستمتعا بشكل عجيب بالطعام وكأنه كان محروماً لسنوات والى جانب شريف جلس الطفل الصغير يوسف وجلست جمانة ابنتها الى جانبها وعرفته عليها ولاح على محيا جيهان طوال الوقت ابتسامة خفيفة وحمرة لخديها الورديين
طوال فترة الغداء المتأخر الذي تناولته العائلة كانت جمانة صامته مستكينة على غير عادتها تنظر لاباها بحذر وتسأل نفسها هل هي وحدها التي ترى التشابهه بين هذا الرجل واباها كانت تنظر باتجاه امها لتجدها تبدو مبتسمة واكثر تبدو منفعلة وان حاولت اخفاء انفعالها فماذا عن تلك الملابس التي ترتديها امها فلها سنوات لم ترى امها ترتدي ثوب ولم تكن تستغني عن بنطلوناتها الجينز فهل يا ترى هذا الرجل هو اباها ولو كان فلم تخفي الامر عنهم وماذا عنه لماذا يعاملهم بهذا الجفاء !
لا لا يمكن عقل الطفلة رفض ان يرى في تصرفات امها واباها اي خداع او كذب وعقل جمانة الصغير اقنعها بان التشابه في الملامح ليس سببا لتظن انه اباها فهي تسمع كثيرا وترى في الافلام عن اشخاص يتشابهن في الملامح وليس بينهم حتى صله قرابة فبالتأكيد هذا الرجل ليس اباها والا لما انكروه عنها وكذلك فإن خالها خالد ألم يكن ليلاحظ التشابه بالتأكيد هذا الرجل ليس اباها فقط هو يشبهه ولكن التشابهه بينهما كبير كبير جدا بحيث اربك جمانة وجعلها تتخذ موقف عدائي لا تعرف له سبباً فإذا كان الرجل شبيهاً بأباها بهذا الشكل وإذا كانت أمها منفعلة المشاعر بتلك الطريقة فمعنى هذا أن هذا الرجل سيكون له تأثيراً كبيراً على أمها تأثيراً بدأ يضايق جمانة
بدت جمانة هادئة كثيراً وجيهان كانت منشغلة عنها يضج عقلها بألاف الافكار وتفكر بطريقة تستطيع بها أن تجعل شريف يبيت ليلته في المزرعة وتفكر بكلمات خالد واقتراحاته عقلها كان يعمل بشكل محموم يجب أن تفوز فشريف كما هو واضح لم يتزوج بعد من منى فيداه لا تحمل اي من الخواتم وكذلك كلمات خالد فلو بنيته ان يتزوج من منى فهذا لم يحدث بعد وهو عندها وببيتها ويجب ان يظل كذلك ولكن كيف؟؟؟؟

يوسف الصغير كان فرحاً بوجود ضيف جديد بالبيت لكسر الروتين الممل للحياة في المزرعة وبدأ انه قد تولى معظم الحديث على طاولة الطعام فكان يحكي عن المزرعة ويتكلم ويتكلم ولم يتوقف عن الكلام حتى ضحك منه شريف ضحكة عاليه خلعت قلب جيهان كما كانت تفعل دائماً كانت تحب ضحكته وخاصه حينما يرجع رأسه للخلف ويطلق العنان لضحكته تشعر جيهان ان الدنيا باكملها تضحك لضحكة شريف كان يوسف الصغير يحكي له عن موقف حدث من عدة أيام عندما أستطاع اخفاء احدى عرائس اخته جمانة المفضلين بداخل قن الدجاج مما جعلها ترفع كل دجاجة حتى وجدت عروستها ممتلئه بروث الدجاج وكيف رفعت العروسة عدة مرات باستخدام عصاه صغيرة لتقوم بتنظيفها
اثار الحديث جمانة واغضبها ان تكون مادة للضحك من يوسف ومن الضيف الذي اثار حساسيتها منذ قدومه فقامت لتغادر طاولة الطعام الى غرفتها لم تستطع جيهان اللحاق بابنتها وترك شريف خوفا من ان يجد سبيلة للرحيل فاجلت قدر المستطاع من قيامهم من طاولة الطعام وعندما انتهى الطعام اخيرا اعدت لها ولشريف كوبان كبيران من الشاي وقدمته له
شرب شريف الشاي وقال ممازحا
متشكر قوي تسلم ايدك بجد معرفش امتى اخر مرة اكلت اكله لذيذة كده
بالهنا والشفا
وضع شريف كوب الشاي من يده وتوجه لجيهان بالحديث
تسمحي لي اني امشي انا في الحقيقة شايف الدنيا بدات تظلم والمغرب حيأذن خلاص
تمشي ازاي يا استاذ يوسف مفيش وسيلة نقل حاليا
تقصدي ايه مفيش عربية لحد من عمال المزرعة
لا مفيش
طب مقدرش اتصل بتاكسي مثلا او عربية مخصوص
الخدمة دي مش موجودة هنا يا استاذ يوسف
امال حرجع ازاي
حترجع بس مش النهاردة في الحقيقة بكرة ممكن تركب العربية الي بننقل بها احتياجات المزرعة النص نقل الي جيت بيها
طب والنهاردة لا ليه
لان ببساطة السواق الي بيسوقها مشى خلاص من اكتر من ساعة بس الصبح حيكون موجود
طب وايه الحل
ابدا حنحضر لحضرتك حجرة صغيرة تقدر تنام فيها الليلة دي
طيب وصاحب البيت مش حيعترض اقصد جوز حضرتك
كلمات شريف بدت امرا يدعو للسخرية فها هو شريف يسال عن نفسه دون ان يدري ولكنها ايضا كانت امر لم تفكر به جيهان فهي على كل ما فكرت به لم تفكر في سؤال شريف عن نفسه بهذه الصورة
لم تعرف جيهان كيف ترد فقلبها لم يطاوعها ان تقول له ان زوجها مات وهو حي امام اعينها شعرت انه لن يكن فألا حسنا فاثرت ان ترد عليه ردا مبهما
لا ابدا لا احد سيعترض انا هنا صاحبة البيت
كلمات جيهان الغامضة اراحت شريف وشعر انها مؤشر لعدم وجود رجل بحياتها فزوجها هذا يبدو انه لم يكن موجودا سواء كانت منفصلة عنه او كان ميتاً ولكنه بالتأكيد غير موجود بحياتها حالياً
بدا ان شريف قد تخلص من توتره مع حديثه مع الصبي الصغير ولكن عينا شريف لم تستطع مغادرة جيهان كان ينظر اليها ووجد نفسه مشدودا للنظر اليها عندما انحنت لترفع صينية الشاي من امامه كان يتتبع حركاتها والتمعت عيناه وهي تمر على عنقها وجيدها الابيض خصلات شعرها الشقراء تناثرت لتلمس عنقها مما تركه محبوساً الانفاس حديثها وصوتها الناعم جعله ينظر الى شفتيها ويفكر انه يحب دائما الكرز فيا ترى هل لهما نفس طعم الكرز عندما لمس ذراعيها امس شعر ولاول مرة بالحياة ارد ان يلثم شامتها عندما افاق على صدمتها وعاد ليجد نفسه يخرج اول فكرة خطرت بباله لتبرير فعلته والان وبعد ان هدأ البيت تحركت جيهان امامه برشاقة يجد صعوبة في التركيز على كلام الصبي الصغير وجيهان تتحرك امامهم بهذا الشكل ترى اي حجرات البيت هي الحجرة التي سينام بها والاهم اي الحجرات هي حجرة جيهان .
للحظات افاق شريف على منحنى الافكار الخطر الذي وصلت اليه افكاره ونهى نفسه عن التفكير فيها بهذه الصورة واراد ان يفيق على فكرة اخرى وتساءل لماذا لم تكن جيهان امراة بدينة ولديها مجموعة اطفال وقبيحة الشكل كان وقتها لن يجد لديه مشكلة في توصيل الرسالة لها بل والاقامة عده ايام كذلك ولكن مع جمال وفتنه جيهان يجد صعوبة في الجلوس امامها صامتا
توجهت جيهان لغرفتها ونادت على حميدة التي كانت تعتني بالطفلة شيرين
حميدة
ايوه يا ست هانم خير عاوزة حاجة
حميده خليك شوية مع شيرين ونيميها لان عندي ضيف
حاضر يا ست جيهان
حميده انا عاوزة منك خدمة
ايه خير
قولي لسليمان ان بكره ضروري يطلع من المزرعة عند صلاه الفجر وميتأخرش ولا دقيقة بعدها وياخد العربية لحد ورشة الميكانيك الي في الجيزة هو عارفها راح فيها قبل كده ويسيبها هناك للاسطي شوقي ويرجع وادي له الفلوس دي علشان يبات لتاني يوم في اي حته والمهم يرجع من غير العربية وانا حكلم الاسطى شوقي وهو حيستناه
حاضر يا هانم
ضروري يا حميدة تاكدي عليه يمشي الفجر ميتأخرش ولا دقيقة
حاضر
لما شيرين تنام امشى انت بس انزلي من الباب الي ورا
تعجبت حميدة من طلبات جيهان الغير معتاده حيث لم يعتاد العاملين بالمزرعة وخاصة حميدة ان تطلب منهم جيهان الخروج من الباب الخلفي وكذلك طلب جيهان بالسفر فجراً بدا غريباً
تحركت جيهان نحو دولاب صغير احتل ركنا في حجرتها وفتحت الجزء السفلي منه لتمتد يداها لستائر جميله الشكل وشرشف للفراش بدا شكلهما كطاقم غرفة نوم وابتسمت جيهان لذكرى شراءها لتلك الستائر فقد اشترتها من عده سنوات لتفاجئ بها شريف وقد وضعاها بحجرة نومهما وبدا انهما لائما الغرفة واعطوا لها جوا من الرومانسية وقد ازالتهم بعد الحادث كما ازالت كثير من الاشياء الجميلة والحميمية في حياتها رغبة منها في الا تذكرها بشريف اما الان فهي تحتاج اليهما لتذكر شريف بالماضي المشترك

احلام جوليا 10-01-10 10:48 AM

تعديل بسيط لخطأ في الفصل التاسع عشر والعشرون : سامحونا
 
[FONT="Arial"][/FONT
الفصل التاسع عشر:
ت
ردد شريف في سؤال جيهان عن وسي
لة لمغادرة المكان ربما يمكنه ان يلحق بالسائق الذي اتى معه او يقوم زوجها او احد رجال المزرعة بتوصيله لاقرب موقف سيارات
متشكر قوي ودلوقت تسمحي لي لازم اشوف وسيلة ارجع بها الوصول لهنا مكنش سهل
ابتسمت جيهان : وقالت ازاي كده مستعجل على طول اسمح لي الاول ارحب بك واشكرك لازم تتغدى معنا مش معقول تكون اتغديت
في الحقيقة انا فطرت متاخر
ايه يا استاذ يوسف انت مش كريم ولا ايه لازم تتغدى معنا اكل ريفي من اكل المزرعة
توجهت جيهان قبل ان تسمع اعتراضه لتحضر بعض الطعام السريع فبدات بتحضير الاناء الذي وضعت به بعض البصل والثوم واحضرت بعض اللحم السابق تتبيله لتعد طبقا شهيا من اطباق شريف المفضلة في الماضي كانت تحاول الاسراع قدر المستطاع حتى لا يمل شريف الجلوس وحده ونادت على حميده التي اتت لمساعدتها في وقت سابق اليوم وطلبت منها ان تراقب الطعام بينما عادت هي لشريف وعرضت عليه ان يتجول بالمزرعة حتى يجهز الطعام بعد نصف ساعة ورحب هو بالفكرة
وهم ان يسالها عن زوجها ولكن شعر ان الفرصة لم تسنح له بعد وربما لم يرد ان يسمع اجابتها ذهبت جيهان نحو غرفتها عندما صدمها وقوف جمانة على اعلى السلم ودارت الدنيا بجيهان كيف نست امر جمانة بالتاكيد جمانة لم تنسى والدها صحيح انها منذ الحادث لم تتكلم عنه ولم تسال ولكنها ارجعت هذا غالبا لتنبيهات عائلتها لمساعدتها على الشفاء والذين تولوا اخبار الفتاه عن وفاه والدها وتلقوا صدمتها الاولى وساعدوا في تاقلمها مع الحادث ومن يومها ولم تكلمها جمانة ابدا عن الحادث ولم تجرؤ جيهان ان تحدثها بالامر خوفا من ان تفتح جرحا مندملا لدى الطفلة وهذا جعل جيهان تشعر بالذنب من عدم مشاركة ابنتها مشاعرها ومن ضمن عده امولا اقلقت جيهان على جمانة والان تتساءل اذا رات جمانة اباها هل ستعرفه ابتلعت جيهان غصه بحلقها وتوجهت لابنتها بالكلام
جمانة في ضيف عندنا موجود تحت مع يوسف اخوك
هو اسمه عمو يوسف وجي من طرف خاله حبيبتي ايه رايك تبدلي هدومك ونقابله سوا
ابتسمت جمانة ابتسامة ذكرت جيهان بابتسامة شريف الغامضة وقالت
قابلته من شوية
وتوجهت نحو السلم حاملة عروسه صغيرة في يدها غير عابئة بتقديم تفسير لجيهان التي وجدت في تصرف ابنتها اللامبالي اجابة على سؤالها ان جمانة رات اباها ولم تعرفه ولكن كيف لها الا تعرفه !
توجهت جيهان لغرفتها وابدلت ملابسها بسرعة بفستان خفيف متعدد الالوان بالوان الازهار بتفصيلة البرنسيس كما نسميه قصات اسفل الصدر تضيق كلما توجه نحو الخصر الضيق الذي يتسع كلما توجه نحو الساق واكمامه تشبه اوراق الاشجار كل كم عبارة عن ثلاث ورقات من الشجر كان الثوب من اللون الليموني والاخضر الزيتوني متداخلين بشكل جميل وجذاب وصففت شعرها المتناثر حول وجهها بفوضويه ورفعت جوانبه بدبوسين من اللون البرتقالي ووضعت القليل من احمر الشفاه القريب من البرتقالي فبدا وجهها نضرا وصغيرا جدا عن سنها عيناها الواسعتان لم تحتج الا للقليل من الماسكارا الناعمة اما صدر الفستان ذو فتحه العنق الواسعة فاظهر جمال جيدها ونعومته وبدا انثويا بشكل جذاب
توجهت جيهان على الفور الى المطبخ لتجد ان الطعام قد جهز تماما فطلبت من الست حميده باعداد طاولة اكبر ووضع مفارش وتجهيز المكان لاستقبال الضيف


الفصل العشرون:

غادر شريف البيت الدافئ وبدا يتحرك في المزرعة اعجبته كثيرا اشجار الليمون الساحرة وراى بيت الدجاج وتحركاتهم وراى فلاحة تجمع الدجاج لادخالهم ببيت الدجاج ايذانا باقتراب المغرب وتعجب كيف مر الوقت بهذه السرعة وتساءل كيف سيعود الى القاهرة ،،
وفي وسط رائحة الليمون الجميلة تلفت شريف وكأنه شعر باقترابها كانت اشبه بزهرة كما زهور الليمون من حوله ترفل بثوب بسيط التقاسيم بدت فيه جذابه ورقيقة بشده اظهرت اكمامه القصيرة المتقاطعة الشكل كاوراق الاشجار بياض بشرتها المشربة بلون وردي خفيف وشفتها المذمومتين بدتا كحبتين من الفراولة والالوان التي ارتدتها ابدتها وكأنها قطعة من اللوحة حوله فثوبها كان بالوان الطبيعة وزادها جاذبيه وعندما اقتربت منه لفت نظره زراعيها الناعمين البضين وبين حواف الاكمام المتقاطعة بدت شامة صغيرة سوداء لا يعرف ما دفعه لما فعله ولكن سبقته يداه ليمسك بها من زراعها مزيحا باصبعه ورقة شجر فظهرت له الشامة المستديرة
حركته تلك قدر ما فاجأت جيهان ولكنها تركتها منقطعة الانفاس مبهورة ان يتذكر شريف شامتها المفضلة لديه ويلمسها بتلك الرقة كما كان يفعل دائما
صدم شريف نفسه لما فعل واراد التغطية على تصرفه فمس الشامة وانزل يديه قائلا
اسف ظننت ان حشرة او عقرب وصل لما اسفل الكم فخفت تقرصك
احمر وجهه جيهان وتركتها يداه مزعزعه المشاعر مدمرة ترتعش بشده فاخفضت عيناها لصدمتها من كلماته حشرة !
استدارت جيهان وهي تخبره ان الغداء جاهز تبعها شريف الى صاله البيت ليجد الطاولة جاهزة وضع عليها اناء به لحم وخضار بدا له شهياً من لحم الغنم المفضل لديه ووجد الارز المعد بلون الزعفران الجميل وحولهم كان الفطير والخضروات والسلطات المعده من اكتر من نوع بدا الاكل شهيا ربما لم ياكل في حياته ما هو اشهى منه اكل واكل واكل وكان مستمتعا بشكل عجيب بالطعام وكأنه كان محروماً لسنوات والى جانب شريف جلس الطفل الصغير يوسف وجلست جمانة ابنتها الى جانبها وعرفته عليها ولاح على محيا جيهان طوال الوقت ابتسامة خفيفة وحمرة لخديها الورديين
طوال فترة الغداء المتأخر الذي تناولته العائلة كانت جمانة صامته مستكينة على غير عادتها تنظر لاباها بحذر وتسأل نفسها هل هي وحدها التي ترى التشابهه بين هذا الرجل واباها كانت تنظر باتجاه امها لتجدها تبدو مبتسمة واكثر تبدو منفعلة وان حاولت اخفاء انفعالها فماذا عن تلك الملابس التي ترتديها امها فلها سنوات لم ترى امها ترتدي ثوب ولم تكن تستغني عن بنطلوناتها الجينز فهل يا ترى هذا الرجل هو اباها ولو كان فلم تخفي الامر عنهم وماذا عنه لماذا يعاملهم بهذا الجفاء !
لا لا يمكن عقل الطفلة رفض ان يرى في تصرفات امها واباها اي خداع او كذب وعقل جمانة الصغير اقنعها بان التشابه في الملامح ليس سببا لتظن انه اباها فهي تسمع كثيرا وترى في الافلام عن اشخاص يتشابهن في الملامح وليس بينهم حتى صله قرابة فبالتأكيد هذا الرجل ليس اباها والا لما انكروه عنها وكذلك فإن خالها خالد ألم يكن ليلاحظ التشابه بالتأكيد هذا الرجل ليس اباها فقط هو يشبهه ولكن التشابهه بينهما كبير كبير جدا بحيث اربك جمانة وجعلها تتخذ موقف عدائي لا تعرف له سبباً فإذا كان الرجل شبيهاً بأباها بهذا الشكل وإذا كانت أمها منفعلة المشاعر بتلك الطريقة فمعنى هذا أن هذا الرجل سيكون له تأثيراً كبيراً على أمها تأثيراً بدأ يضايق جمانة
بدت جمانة هادئة كثيراً وجيهان كانت منشغلة عنها يضج عقلها بألاف الافكار وتفكر بطريقة تستطيع بها أن تجعل شريف يبيت ليلته في المزرعة وتفكر بكلمات خالد واقتراحاته عقلها كان يعمل بشكل محموم يجب أن تفوز فشريف كما هو واضح لم يتزوج بعد من منى فيداه لا تحمل اي من الخواتم وكذلك كلمات خالد فلو بنيته ان يتزوج من منى فهذا لم يحدث بعد وهو عندها وببيتها ويجب ان يظل كذلك ولكن كيف؟؟؟؟

يوسف الصغير كان فرحاً بوجود ضيف جديد بالبيت لكسر الروتين الممل للحياة في المزرعة وبدأ انه قد تولى معظم الحديث على طاولة الطعام فكان يحكي عن المزرعة ويتكلم ويتكلم ولم يتوقف عن الكلام حتى ضحك منه شريف ضحكة عاليه خلعت قلب جيهان كما كانت تفعل دائماً كانت تحب ضحكته وخاصه حينما يرجع رأسه للخلف ويطلق العنان لضحكته تشعر جيهان ان الدنيا باكملها تضحك لضحكة شريف كان يوسف الصغير يحكي له عن موقف حدث من عدة أيام عندما أستطاع اخفاء احدى عرائس اخته جمانة المفضلين بداخل قن الدجاج مما جعلها ترفع كل دجاجة حتى وجدت عروستها ممتلئه بروث الدجاج وكيف رفعت العروسة عدة مرات باستخدام عصاه صغيرة لتقوم بتنظيفها
اثار الحديث جمانة واغضبها ان تكون مادة للضحك من يوسف ومن الضيف الذي اثار حساسيتها منذ قدومه فقامت لتغادر طاولة الطعام الى غرفتها لم تستطع جيهان اللحاق بابنتها وترك شريف خوفا من ان يجد سبيلة للرحيل فاجلت قدر المستطاع من قيامهم من طاولة الطعام وعندما انتهى الطعام اخيرا اعدت لها ولشريف كوبان كبيران من الشاي وقدمته له
شرب شريف الشاي وقال ممازحا
متشكر قوي تسلم ايدك بجد معرفش امتى اخر مرة اكلت اكله لذيذة كده
بالهنا والشفا
وضع شريف كوب الشاي من يده وتوجه لجيهان بالحديث
تسمحي لي اني امشي انا في الحقيقة شايف الدنيا بدات تظلم والمغرب حيأذن خلاص
تمشي ازاي يا استاذ يوسف مفيش وسيلة نقل حاليا
تقصدي ايه مفيش عربية لحد من عمال المزرعة
لا مفيش
طب مقدرش اتصل بتاكسي مثلا او عربية مخصوص
الخدمة دي مش موجودة هنا يا استاذ يوسف
امال حرجع ازاي
حترجع بس مش النهاردة في الحقيقة بكرة ممكن تركب العربية الي بننقل بها احتياجات المزرعة النص نقل الي جيت بيها
طب والنهاردة لا ليه
لان ببساطة السواق الي بيسوقها مشى خلاص من اكتر من ساعة بس الصبح حيكون موجود
طب وايه الحل
ابدا حنحضر لحضرتك حجرة صغيرة تقدر تنام فيها الليلة دي
طيب وصاحب البيت مش حيعترض اقصد جوز حضرتك
كلمات شريف بدت امرا يدعو للسخرية فها هو شريف يسال عن نفسه دون ان يدري ولكنها ايضا كانت امر لم تفكر به جيهان فهي على كل ما فكرت به لم تفكر في سؤال شريف عن نفسه بهذه الصورة
لم تعرف جيهان كيف ترد فقلبها لم يطاوعها ان تقول له ان زوجها مات وهو حي امام اعينها شعرت انه لن يكن فألا حسنا فاثرت ان ترد عليه ردا مبهما
لا ابدا لا احد سيعترض انا هنا صاحبة البيت
كلمات جيهان الغامضة اراحت شريف وشعر انها مؤشر لعدم وجود رجل بحياتها فزوجها هذا يبدو انه لم يكن موجودا سواء كانت منفصلة عنه او كان ميتاً ولكنه بالتأكيد غير موجود بحياتها حالياً
بدا ان شريف قد تخلص من توتره مع حديثه مع الصبي الصغير ولكن عينا شريف لم تستطع مغادرة جيهان كان ينظر اليها ووجد نفسه مشدودا للنظر اليها عندما انحنت لترفع صينية الشاي من امامه كان يتتبع حركاتها والتمعت عيناه وهي تمر على عنقها وجيدها الابيض خصلات شعرها الشقراء تناثرت لتلمس عنقها مما تركه محبوساً الانفاس حديثها وصوتها الناعم جعله ينظر الى شفتيها ويفكر انه يحب دائما الكرز فيا ترى هل لهما نفس طعم الكرز عندما لمس ذراعيها شعر ولاول مرة بالحياة ارد ان يلثم شامتها عندما افاق على صدمتها وعاد ليجد نفسه يخرج اول فكرة خطرت بباله لتبرير فعلته والان وبعد ان هدأ البيت تحركت جيهان امامه برشاقة يجد صعوبة في التركيز على كلام الصبي الصغير وجيهان تتحرك امامهم بهذا الشكل ترى اي حجرات البيت هي الحجرة التي سينام بها والاهم اي الحجرات هي حجرة جيهان .
للحظات افاق شريف على منحنى الافكار الخطر الذي وصلت اليه افكاره ونهى نفسه عن التفكير فيها بهذه الصورة واراد ان يفيق على فكرة اخرى وتساءل لماذا لم تكن جيهان امراة بدينة ولديها مجموعة اطفال وقبيحة الشكل كان وقتها لن يجد لديه مشكلة في توصيل الرسالة لها بل والاقامة عده ايام كذلك ولكن مع جمال وفتنه جيهان يجد صعوبة في الجلوس امامها صامتا
توجهت جيهان لغرفتها ونادت على حميدة التي كانت تعتني بالطفلة شيرين
حميدة
ايوه يا ست هانم خير عاوزة حاجة
حميده خليك شوية مع شيرين ونيميها لان عندي ضيف
حاضر يا ست جيهان
حميده انا عاوزة منك خدمة
ايه خير
قولي لسليمان ان بكره ضروري يطلع من المزرعة عند صلاه الفجر وميتأخرش ولا دقيقة بعدها وياخد العربية لحد ورشة الميكانيك الي في الجيزة هو عارفها راح فيها قبل كده ويسيبها هناك للاسطي شوقي ويرجع وادي له الفلوس دي علشان يبات لتاني يوم في اي حته والمهم يرجع من غير العربية وانا حكلم الاسطى شوقي وهو حيستناه
حاضر يا هانم
ضروري يا حميدة تاكدي عليه يمشي الفجر ميتأخرش ولا دقيقة
حاضر
لما شيرين تنام امشى انت بس انزلي من الباب الي ورا
تعجبت حميدة من طلبات جيهان الغير معتاده حيث لم يعتاد العاملين بالمزرعة وخاصة حميدة ان تطلب منهم جيهان الخروج من الباب الخلفي وكذلك طلب جيهان بالسفر فجراً بدا غريباً
تحركت جيهان نحو دولاب صغير احتل ركنا في حجرتها وفتحت الجزء السفلي منه لتمتد يداها لستائر جميله الشكل وشرشف للفراش بدا شكلهما كطاقم غرفة نوم وابتسمت جيهان لذكرى شراءها لتلك الستائر فقد اشترتها من عده سنوات لتفاجئ بها شريف وقد وضعاها بحجرة نومهما وبدا انهما لائما الغرفة واعطوا لها جوا من الرومانسية وقد ازالتهم بعد الحادث كما ازالت كثير من الاشياء الجميلة والحميمية في حياتها رغبة منها في الا تذكرها بشريف اما الان فهي تحتاج اليهما لتذكر شريف بالماضي المشترك

ام هنا 10-01-10 12:37 PM

السلام عليكم جوجو
كيفك حبيبتي البلرت رووووووووووعه تسلم ايدك جيهام بدات المواجهه ام شاء الله تقدر ترجعه لها مره ثانيه
مشكوره اختي ربي يحفظك

حسن الخلق 10-01-10 07:44 PM

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

الف سلامه عليكى و يا رب يشفيكى و يبعد عنك البرد و الكحه ( اوعى تعدى الاولاد )
الله يعينك و يقدرك علينا احنا كمان

ايه الجمال بتاع الجزء الجديد ده ؟ كل جزء احلى من الى قبله تسلم ايدك

فكره حلوه من جيهان عشان تدفع شريف للبقاء الى لسه لم يكتشف ضياع النقود
الحقيقه اتافلت عليه من كل ناحيه

موقف جمانه صعب عشان تستوعب الى بيحصل و هتبتدى تغير على امها من الغريب و هتاخد رد فعل سلبى تجاهه رفضا منها ان تتعلق به حتى لا تفقده هو الاخر
و كمان هتبتدى تحمى جيهان لانى دائما احس ان جمانه هي الى بتاخد بالها من امها و ليس العكس

كل خوفى ان العمال فى المزرعه يفهموا الوضع غلط و يصير فيه كلام على جيهان ربنا يستر

الله لا يحرمنا منك يا غاليتى و لا من طلتك المميزه
دمتى بكل حب :flowers2:

احلام جوليا 11-01-10 12:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام هنا (المشاركة 2137908)
السلام عليكم جوجو
كيفك حبيبتي البلرت رووووووووووعه تسلم ايدك جيهام بدات المواجهه ام شاء الله تقدر ترجعه لها مره ثانيه
مشكوره اختي ربي يحفظك

الغالية ام هنا وعليكم السلام وشكرا على سؤالك يا حبيبتي وانتظري باقي الاحداث ويارب تعجبك البقية

احلام جوليا 11-01-10 12:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الخلق (المشاركة 2138145)
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

الف سلامه عليكى و يا رب يشفيكى و يبعد عنك البرد و الكحه ( اوعى تعدى الاولاد )
الله يعينك و يقدرك علينا احنا كمان

ايه الجمال بتاع الجزء الجديد ده ؟ كل جزء احلى من الى قبله تسلم ايدك

فكره حلوه من جيهان عشان تدفع شريف للبقاء الى لسه لم يكتشف ضياع النقود
الحقيقه اتافلت عليه من كل ناحيه

موقف جمانه صعب عشان تستوعب الى بيحصل و هتبتدى تغير على امها من الغريب و هتاخد رد فعل سلبى تجاهه رفضا منها ان تتعلق به حتى لا تفقده هو الاخر
و كمان هتبتدى تحمى جيهان لانى دائما احس ان جمانه هي الى بتاخد بالها من امها و ليس العكس

كل خوفى ان العمال فى المزرعه يفهموا الوضع غلط و يصير فيه كلام على جيهان ربنا يستر

الله لا يحرمنا منك يا غاليتى و لا من طلتك المميزه
دمتى بكل حب :flowers2:

حبيبتي يا حسن الخلق انت والله اسم على مسمى حسن الخلق بجد تشجيعك اهم سبب لاستمراري يارب اكون عند حسن ظنك باذن الله

Jάωђάrά49 12-01-10 10:45 AM

السلام عليكم

كيفك يا اجمل احلام
الله يشفيك ويعافيك يارب ويساعدك يا رب
شكرا على مساندتك يا الغالية
البارت روعة تحفة
وصاحبنا شريف بيدخل في مجموعة احاسيس تسبق استرداده لذاكرته
الصراحة لازماه دفعة بسيطة ويصبح بافضل حال
بس ايه هي نستناك تدينا من ابداعك
الصراحة روعة واندمجت كثير مع البارت حتى اني ظنيت نفسي اشوفهم وهما جالسين على المائدة وتحركات جيهان
وارتباك شريف
الصـــــــــــــراحــــــــــــــة متشــــــــــــــــــوقة للقـــــــــــــــادم
الله يهنيك ويسعدك ويشافيكي
ويارب تكوني في احسن حالاتك الان
وتاتينا بابداع جديد متجدد من روايتك الصراحة تحفة تحفة فعلا
[صديقتك جوهرة]

احلام جوليا 13-01-10 06:58 AM

الغالية جوهرة شكرا يا حبيبتي على مساندتك لي وتشجيعك واتمنى البارتات الجاية تعجبك

همسه ود 29-01-10 04:57 PM

روايه حلوة مستنين البقيه غاليتي
لاتتاخري عليناا

حسن الخلق 05-07-10 11:24 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مرحبا بجميع متابعين قصه احلام جوليا همسات فى الذاكره

لسبب ما توقفت الكاتبه عن تنزيل باقى الأجزاء و نحن نعذرها لان أكيد
عندها سبب قوى منعها من إكمال قصتها لذلك اسمحوا لى ان اكمل لكم الاجزاء
الناقصه من همسات فى الذاكره بقلم الكاتبه احلام جوليا

اى تعليق يوجه للكاتبه لانى فقط رسول انقل لكم الاجزاء التى كتبتها هى بنفسها

اتمنى عودة الكاتبه احلام جوليا قريبا لتنير صفحاتها مجددا بحروف قلمها الراقى

قراءه سعيده للجميع

حسن الخلق 05-07-10 11:26 PM

الفصل الحادي والعشرون

احاسيس من الماضي


ضج راس جيهان بالافكار الان عليها ان تعد حجرة لشريف ولكنها لا تستطيع ان تعد له حجرته بالطبع لانها تستخدمها ولا تستطيع حتى ان تعد له حجرة قريبة في البيت لانه مفترض ان يكون غريبا وهي امراة تعيش وحدها ولكن ان اعطته حجرة من حجرات العمال فقد يعتقدها اهانة او تكبر ولا تريد منه النفور ولا الرحيل وفي نفس الوقت هو زوجها وله الحق بالاقامة بالبيت فاي الحجرات انسب

بعد تردد قررت جيهان اعداد حجرة الضيوف التي يستخدمها اخاها خالد كلما جاء للمبيت لديها فهي بعيده عن الازعاج وفي الدور الاول من البيت ولها شرفه ومدخل خاص الى جانب اتصالها بباب من الداخل الى البيت نفسه تحركت جيهان تحت انظار شريف وهي تشعر بنظرات عيناه وتشعر به وهذا بقدر ما اسعدها بقدر ما اوجع قلبها فهي مشتاقة اليه تتمنى لو تلقي بنفسها باحضانه تتمنى لو تفرد شعرها الاشقر على ذراعيه ولكن هيهات ان تفكر كذلك فاذا كانت تعرف شريف جيدا فهي تعرف انه ابدا لم يحب اي امراة سعت وراءه وذلك اعطاها ميزة في الماضي كبرياءها وكرامتها وثقتها بنفسها هم اهم عوامل جذب لشريف في الماضي فهل مازال لهم نفس التأثير عليه صحيح انها بعد الزواج استطاعت ان تكون اكثر جرأة في التعامل معه وصار لها الحق بالقاء نفسها عليه دون ان تكون مجرد امراة تجري وراءه ولكنها احتفظت دائما بكبريائها وهذا ما ضمن لحبهم الاستمرار والان تحتاج لهذا اكثر لانها ببساطة الان تعيد بناء قصتهم معاً من جديد

انتهت جيهان من رفع الاطباق عن الطاولة وبدأت باعداد غرفة الضيوف لشريف كانت فرحة تمسد الفراش الذي سينام عليه زوجها كان قلبها يرقص فرحا وتوترا كانت كعاشقة تبتسم ببلاهة لافكارها الوردية وتحلم به انتهت من وضع شرشف نظيف باللون السكري الفاتح له جوانب مشغولة من الكوريشية الناعم وبه وردات من الساتان باللون الوردي ولها حواف من اللونين البني والذهبي كان جميلا وراقياً كذوقها في كل شئ كانت الغرفة غاية في النظافة وحمدت ربها على موجه التنظيفات التي قامت بها خلال الاسبوعين الماضيين وابدلت الستائر الموجودة بالغرفة بستائر باللون السكري وبها نقشات ذهبية وبنية وشريط من اللون الوردي يحفها من الاعلى كذلك لتليق بشرشف الفراش جهزت كل شئ وابتسمت وهي تنظر للسجادة الصغيرة المنقوشة بالازهار باللون البني والذهبي والتفتت حولها لتتأكد من تزويد دولاب الملابس بعلاقات للملابس كان كل شئ جاهز ونظيف وبحثت في كل ارجاء الغرفة عن مزهرية تستطيع ان تملأها بالورد في الصباح ولكنها لم تجدها فوعدت نفسها بالبحث عنها فيما بعد عندما انتهت كانت الغرفة مرحبة والفراش المريح الواسع يدعو للنوم

عادت جيهان للصالة وحاولت رسم الجدية على ملامحها الباسمة ونظرت لشريف داعيه اياه لتريه غرفته تحركت جيهان لتقود شريف لمكان الغرفة فتركت الصالة على اليسار كان هناك ممرا ضيقا طويلا يصل البيت بالغرفة الخلفية الواسعة والمنفصلة عن البيت بحيث تصبح الحجرة منفصلة عن البيت ومتصلة به في ان واحد وتوفر لساكنها الخصوصية اللازمة تقدمت جيهان الى الممر المنعزل عن البيت لتدلف إلى داخل حجرة مربعة الشكل بها فراش واسع وثير ودولاب ابيض اللون به مجموعة من المرايا وبدا عليها انها مفروشة بشكل انثوي الشكل بالوان ناعمة وبدخلها كان هناك باب لحمام خاص مزود بمغطس من النوع الدائري والحمام كان باللون البني والذهبي معاً واعطى طابع ذكوري جميل في الحجرة كان هناك الحائط الخلفي الذي بدا مغطى بالستائر الرقيقة دلف شريف لداخل الحجرة وشعر لاول وهلة بالترحيب الذي تمثله الغرفة بالوانها المبهجة المبتسمة وشعر للحظات ان الحجرة انثوية وكأن يدا انثى تقدمت لتضع تلك اللمسات الوردية للحجرة في الشرشف المنقوش والستائر الجميلة والسجادة الصغيرة التي من دونهم كانت لتبدو الحجرة اكثر خشونة تركته جيهان على استحياء وقلبها ينبض وكأنها تخاف ان تغادره فتعود ولا تجده مرة اخرى غادرت جيهان الحجرة وقلبها ينبض بين جنبيها يطالبها بالبقاء اما شريف ففور خروجها بدا بالتنفس واكتشف انه طوال فترة وقوفها وتعريفها له بجوانب المكان كان يحبس انفاسه عن دون قصد منه نظر حوله وشعر ان جيهان لم تغادره كليا فالحجرة اشعرته ان لمسات جيهان الحيه بها تعطيه احساس عميق بوجودها فيها توجه على الفور نحو الحمام القابع بمؤخرة الغرفة ليقوم باخذ حمام سريع يريح اعصابه المجهده وجسده المتعرق من جراء يومه الطويل الذي قضاه في السفر وجه وجهه للدش المعلق فوق راسه لتتساقط المياه على وجهه الاسمر منسابة على كتفيه القويتين تناول الصابون الموضوع الى جانبه ليقوم به بفرك صدره المفعم بالحرارة من مرأة جيهان والتفكير بها كان يحاول التخلص من افكاره اكثر من اي شئ اخر وهو لايعرف لما لها هذا التأثير عليه لما يشعر بهذا الخيط الرفيع من التوتر بينهما وذلك الاحساس بالحميمية ما بينهما وتلك الحرارة التي تدب بجسده عندما تتحرك امام عيناه الماء البارد كان مفعوله جيدا بالنسبة لشريف وافكاره واليوم المنهك بدأ يظهر له حاجته للنوم اكثر من اي حاجة اخرى توجهه شريف فور ان انتهى من حمامه للحجرة مرتديا فوطه الحمام الكبيرة وقام بلفها على جانب وسطه ليذهب للحجرة وحمد الله على انه احضر معه ملابسه فهو لم يكن قد افرغ حقيبته بعد في بيت مصطفى عندما اخبره بوجوب سفره وفاجأه مصطفى بأن احضر معه الحقيبة وهو قادم لايصاله للمحطة وقد احرجه هذا فلم يستطع ان يسأله عن سبب جلبها بينما هو ينوي ان يعود بنفس اليوم لذا فمعه ما يكفيه من الملابس ويزيد اخرج منامه كحليه اللون وارتداها وتمدد بفراشه وهو مرهق ايما ارهاق وغفلت عيناه على الفور وربما تكون تلك الليلة هي اول ليلة منذ عده اشهر ينام فيها بهذه الراحة دون احلام مزعجة ولا الام بالرأس

حسن الخلق 05-07-10 11:28 PM

الفصل الثاني والعشرون

جموح قلب

توجهت جيهان إلى غرفتها بعد ان تأكدت من ادخال طفلها الى فراشه ولم تنسى ان تطمئن على شيرين التي قامت حميدة بمساعدتها على النوم قبل رحيلها لبيتها دخلت جيهان الى فراشها تنتابها عدة مشاعر ما بين الفرحة والتوتر وابتسمت لنفسها فقد قامت بتكملة الخطة فلم تنسى ان تخبر حميده بأن تجعل ابنها يغادر عند الفجر بالسيارة الوحيدة بالمزرعة وارسلته لورشة الميكانيك التي ستقوم بعده اصلاحات لم تكن ضرورية حاليا ولكنها كانت تؤجلها لانها ستأخذ وقتا هكذا ستظل السيارة في الورشة من اسبوع لعشر ايام وعلى شريف ان يبحث على طريق اخر للرحيل ولكنها عادت لقلقها فهل سيستطيع سليمان المغادرة في الموعد قبل استيقاظ شريف ليلحق به غادر النوم مقلتا جيهان وقامت تزرع الغرفة جيئة وذهاباً تفكر بما يجب ان تفعله باكر وبدات البحث في ملابسها عن شيئا ترتديه في الصباح وقررت اخراج ملابسها القديمة التي كانت قد جمعتها واحتفظت بها بعيدا بعد الحادث وقررت ان تكون من ضمن اولوياتها غدا اخراج ملابسها القديمة اما الان فعليها ان تجد شيئا يعجب شريف وفي نفس الوقت يناسب اعمالها في المزرعة

في مكان ليس ببعيد عن بيت المزرعة في اخر الارض الزراعيه قبعت عده بيوت صغيرة اشبه بالاكواخ يسكنها العاملون القليلون بالمزرعة وعائلتهم وفي احد تلك البيوت توقفت الست حميدة عن وضع الطعام التي اتت به من المزرعة على الطبلية الصغيرة على الارض ( ولمن لا يعرف الطبلية هي اشبة بطاولة بارجل غاية في القصر يوضع عليها الطعام ولكن من يريد ان ياكل عليه ان يجلس على الارض حتى يكون ارتفاعه مناسب للاكل من الطبلية ) لاحظ محمدين ما تفعله حميده فنادى عليها :

ايه يا وليه ما تجيبي باقي الاكل مش ناوية تاكلينا النهاردة ولا ايه

يييييييوه يا محمدين ما انا جايه اهو

فين الواد سليمان امال

دخل نام

ليه نام بدري كده مش عادته يعني

اصل الست هانم عاوزاه يروح الفجر يودي العربيه للميكانيكي

الفجر ليه ده انا اتحايلت عليها الاسبوع الي فات ومردتش توديها

هي امرت انها تروح الفجر ومتتاخرش كمان

غريبة

والاغرب يا محمدين جالهم ضيف النهاردة من طرف اخوها سليمان ابنك وصله من المحطة بات في الدار عندهم

ضيف مين

معرفش انا مشفتوش يا محمدين انا ساعدت الهانم في الطبخ ولما خلصت قالت لي خليك مع شيرين ومتنزليش بها تحت قعدت معها لحد ما نامت بعد العشا بشوية وبعدين نزلت من الباب الي ورا وما شفتوش

يمكن حد من قرايبهم بقول لك ايه ياوليه روحي جيبي بقيه الاكل يا لله بسرعة قبل ما يبرد وبطلي لت وعجن في الفاضي

نامت جيهان بعد الثالثة من بعد منتصف الليل تتقلب على فراش من الجمر شوقا وقلقا في ان واحد لزوجها النائم في غرفة اسفل الدار ليس بعيدا عنها

بعد ساعة واحده قامت جيهان والتوتر يملأها لتنظر إلى الساحة الخارجية محاولة ان ترى سيارة المزرعة هل اخذها سليمان وسافر ام لا

ظلت جيهان على توترها الى ان قررت ان تطمئن بنفسها فابدلت ملابس نومها ببنطال اسود وقميص من الكاروهات قصير يصل الى حافة البنطلون وتنثني طرفي اكمامه من الجانبين بزرارين صغيرين لمنتصف ذراعها ورفعت شعرها الناعم كالشلال لتغطيه بكاب صغير كحلي اشبه بكاب راكبي الخيول والرياضيين وانتعلت حذاء رياضي خفيف وتحركت برشاقة لتنزل سلالم بيتها وصلت الى باب البيت وفتحت الباب المؤدي للخارج وتحركت في عتمة الليل وكل ما تحمله يداها هو مصباح صغير للاضاءة بالبطارية اشعلته وتحركت نحو موقف السيارة الجانبي لتجد شبحا بالظلام اخافها منظر الشبح ولكنها سرعان ما اطمئنت عندما سمعت دنده سليمان باغنية قديمة عن السفر فنادته

سليمان سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم...... مين بينادي!!!............ ست هانم !!! خير يا هانم

يالله يا سليمان،، فاضل على الفجر ربع ساعة

ما اني عارف ،وطالع اهو ،حلحق صلاة الفجر على الطريق ان شاء الله

طيب يا سليمان ، حميده قالت لك تبات الليلة في القاهرة والعربية تسيبها وترجع بكرة؟؟ ولو اي حد غيري سالك على العربية تقول انها عطلت بك وانت مسافر وودتها الميكانيكي

اي حد مين يا ست هانم

اي حد غريب يا سليمان وليكن مثلا الضيف الي انت جبته سامع

حاضر !! وتمتم سليمان محدثاً نفسه: وانا مالي !!!!!!

تحرك سليمان بالسيارة وعادت جيهان مرة اخرى للبيت الذي دفعت بابه واكتشفت انها بحماقتها قد نست ان تاخذ احد مفاتيح البيت عند خروجها وظنت انها لن تغيب الا دقائق وتركت الباب موارباً والان بفعل نسيم هواء الفجر انغلق الباب عليها الان قارب الفجر على الأذان والاولاد مازالوا نيام وسليمان رحل بالسيارة وعليها ان تتنتظر بالخارج .

التفت جيهان حول البيت لتبحث عن نافذة اوباب مفتوح فبحثت في اتجاه شرفة البيت المسيجة بالحديد لتجدها موصده فقررت ان تجرب باب المطبخ الذي وجدته ايضا مغلقاً وجربت نوافذ البيت لتجدها كذلك موصدة النسمة الباردة في الخارج ورغبتها بالنوم كانوا اكثر من حافز لاعادة المحاولة اكثر من مرة

شريف السابح في نوم مريح بلا احلام شعر للحظات بصوت اقلق نومه ففتح عيناه الناعستان ليتسمع اي صوت ولكنه لم يجد شئ فظن ان ما اقلقه اضغاث احلامه فقرر ان يتابع نومه مرة اخرى عندما استمع لصوت ازيز اخر فقام وغادر فراشه وقرر ان يذهب لمطبخ البيت ليشرب بعض الماء البارد قبل معاودة النوم مرة اخرى اتجه شريف خارجا من ممر الغرفة ليصبح داخل الصالة الكبيرة المستطيلة الشكل وتوجه ناحيه المطبخ عندما وجد ان احد النوافذ تتحرك بفعل يد من الخارج حاسة الحذر لديه جعلته يقف كالقط مستنداً على الحائط ويتسلل بهدوء وخفة عله يرى وجه المقتحم ،

جيهان نجحت اخيرا باستخدام مفك صغير من تحريك قفل النافذة الخشبية عن موضعه وبدأت بجذب النافذه بكل ما اوتيت من قوة والنافذه العالقة كانت اكثر من مزعجة والوقت يمر وجيهان قلقة فاذآن الفجر مر عليه الوقت وقاربت الشمس على السطوع وهي مازالت تحاول واخيرا نجحت في فتح النافذه الصغيرة وقامت بسحب احد الصناديق الخشبيه المستخدمة ووضعتها لتقف فوقها رفعت جسدها بمساعدة القفز والتحميل على ذراعيها لتصل لحافة النافذة فدفعت الزجاج دفعه قوية جعلت الواقف بجانبه يرتد للخلف متجنباً الاصطدام بالنافذه التي صدمت انفه مما جعله يشتم بصوت خفيض ويمسك بانفه المتألمه وتركه هذا متنمراً منتظراً لدخول ذلك المقتحم ليوسعة ضرباً جراء اصابته تلك

جيهان وصلت بمساعدة ذراعيها لحافة النافذه وتمسكت بكلتا يداها بحرفي النافذه لتدفع بجسدها لتدخل البيت في وضع مقلوب راسها الجميل المغطى بالكاب يندفع للامام وخصرها على حافة النافذه محاولة التمسك باي شئ لدفع بقيه جسدها وجدت يدان قويتان تسحبانها إلى الداخل شهقت لسحب جسدها بهذا الشكل وضاعت شهقتها عندما شعرت بسقوط جسدها على الارض واندفاع احدهم من خلف ظهرها محاولاً شل حركتها جمعت كل ما تعرفه من وسائل الدفاع عن النفس التي تعلمتها في الماضي بمساعدة شريف الذي كان يحاول دائما تشجيعها لحماية نفسها فدفعت بجسدها في حركة اشبه بالافعى لتلتف اسفل ساقيه دافعه بكعب قدميها في مؤخر ظهر خصمها الذي صدمته الحركة مما دفعه للتخفيف من احكام قبضته عليها فاعطاها ذلك الفرصه لتتحرك وتلتفت بحيث تصبح على ظهرها امتدت يدا شريف ليمسك خصمه من قبه القميص ويدفعه للوقوف امامه دافعا به الى الحائط وقاذفاً بجسده القوي عليه عندما انتابه شعور غريب نحو خصمه فجسد خصمه كان اكثر طراوة ونعومة مما يكون عليه جسد الرجال رفع عيناه على لهاث جيهان وانفراج شفتيها من صدمه رؤيتها لوجهه عندما تسلل خيط ضعيف من الضوء من النافذه المفتوحة شريف الذي وجد ان وجه خصمه بالظل لم يساعده على رؤيته ولكن حركة ناعمه اسفل قميص الخصم الملتصق بصدره اشعرته ان خصمه لابد امرأة اقترب شريف بوجهه الاسمر وعيناه الرماديتان من وجهه جيهان قاصدا بث الرعب والسيطرة فيها باعتبارها مقتحمة لبيت مضيفيه لتنزلق نظرته على شفتيها وعرفها من تلك الحركة الرقيقة هي جيهان خصلات شعرها الناعمة تسربت من اسفل الكاب المحكم لتمتد احد يديه وترفع الكاب عن شعر جيهان لينساب على كتفيها حاولت جيهان ان ترفع يدها لتجمع شعرها للخلف ولكنها لم تستطع كون شريف كان قد ثبتها سابقا للحائط بذراعه وجسده كله ولم يجد بعد مبررا لاطلاق صراحها ارهاق جيهان العقلي وتوترها والوضع الذي وجدت نفسها فيه جعلها محبوسه الانفاس تبادله نظراته الجريئة وللحظات شعرت بوخزة في قلبها توقف الزمن لديهما في لحظات مغلفة بالسحر وخشى كل منهم ان يتحدث فيتسرب سحر اللحظة من بين يديهما، ظلا محبوسا الانفاس كالمسحورين عينا كل منهما في عينا الاخر لا تستطيع ان تغادرها وبينهما حديثاً لم يصل للسانهما ولكنه تعداه للقلب حديثاً بين عاشقين يخافان من انسياب اللحظات وانقطاع السحر بينهما ،، حتى سمعا اول صوت لطلوع النهار صوت الديكة تصيح ،، تحرك شريف قليلا ليسمح لجيهان باطلاق صراحها فتنحنحت وكادت ان تفقد توازنها من جراء ابتعاده المفاجئ عنها فمد لها ذراعيه يسندها إليه اسقطت جيهان نظرتها للارض خجلة من تلاطم المشاعر داخل قلبها القارع كالطبل والذي لابد انه سمعه حينما كان ملتصقا بها .

خرج صوت شريف متحشرجا من حنجرته : اسف متصورتش انك ممكن تكوني انت

انا الي اسفة لازعاجك كان طبيعي تفتكر حد بيقتحم البيت

ايه الي خلاك عملتي كده

ايه ( عقل جيهان صور لها ان شريف يسالها عن صرفها لسليمان في الفجر فلم تستطع ان تجيب)

اعاد شريف صياغة سؤاله ايه الي خلاك تدخلي من الشباك

اااااااااااااااااااااااااااااااااه الشباك تقصد .اه ...... اصل أنا !! كنت برا البيت لما اتقفل علي الباب

في وقت زي ده

استفزاز شريف جابهته جيهان بنبرة التحدي

وليه لا ؟؟؟ انا كنت بتطمن على الخيول

ابتعدت جيهان عن يد شريف وعن الحائط وانحنت ترفع الكاب الصغير من الارض لينسدل شعرها الحريري كالشلال على جانبي وجهها وتزيد من فتنتها امام قلبه المشتعل تحرك شريف للخلف محاولا السماح لجيهان بالحركة لتستطيع ان ترحل عن الصالة وتتنازعه الافكار عن طريقة لابقاءها اكبر قدر ممكن من الوقت وهو نادم لاطلاق صراحها بهذه السرعة

حملت جيهان قبعتها وقالت له :

تصبح على خير

تقصدي صباح الخير

تلون وجهه جيهان باللون الاحمر القاني لانها انتبهت انها بوسط مشاعرها لم تنتبه لسطوع الشمس الصباح بهذا الشكل .

صعدت جيهان السلم الخشبي وهي تشعر بعينا شريف تلحقان بخطواتها مما جعلها ترتعش رغما عنها لتصل لحجرتها وكل عرق فيها ينبض.

اما شريف فقد عاد لحجرته ولم يواصل تقدمه لشرب الماء فقد نسى ما جعله يخرج للصالة في هذا الوقت وعاد لغرفته وعقله يدور في حلقات مفرغة حول جيهان تلك المرأة الغريبة عنه والتي يشعر معها بنوع عجيب من الالفة والدفء في كل لحظة يكتشف بداخلها شخصية جديده تفتنه اكثر واكثر .

حسن الخلق 05-07-10 11:30 PM

الفصل الثالث والعشرون

الورطة

استطاعت جيهان ان تتمالك اعصابها وتاخذ حماما سريعا وتبدل ملابسها لتستبدلها بقميص ابيض واسع وبنطال من القماش الاسود الناعم ينزل بخطوط مستقيمة حتى الساقين تبدو تفصالته اشبة بالرجال وان كان جسدها الانثوي وساقيها الممتلئتان ظهرا في التفاته حولهما ليظهرها جذابة وقد اختارت تلك الملابس ربما دفاعا عن نفسها وخوفا من ان ترتدي ملابس اكثر انوثه فتجذب شريف فقد شعرت بمقدار قدرته بالتأثير فيها مما اقلقها ونشط احساسها بوجوب الدفاع عن مشاعرها تجاهه فيجب الا تندفع في حبه فتكشف امرها له تناولت فرشاه وبدات بعمل ضربات مؤلمة لشعرها الناعم علها تفيق من تحليقها عاليا مع شريف وعندما انتهت رفعت شعرها بتسريحة ذيل حصان تمردا على مشاعرها وعلى اظهارها لانوثتها .

--------------------

توجهت جيهان الى مطبخ البيت على الفور وقامت باخراج اللحم من البراد حتى ينفصل عن الثلج وتقوم باعداده فور انتهاءها من اعمالها الصباحية ثم بدات باعداد الافطار من البيض والفطير الذي سبق واعدته من عده ايام كما اعتادت بالخبز مرة كل اسبوع على ان يكفي ما تخبزه لباقي الاسبوع واخرجت الجبن والخضر وبدات باعداد اطباق البيض جهزت صينية كبيرة بها ما لذ وطاب من افطار وقامت بتغطيتها بقماش ابيض مخصص لذلك وتقدمت الى صالة البيت وبدات برص الاطعمه على طاولة الطعام عندما سمعت صوت خطوات صغيرة على السلم فرفعت راسها لتجد ابنها يوسف ذو الاربع اعوام قادم اليها يسالها

ماما عمو يوسف لسه موجود

اه يا حبيبي

طيب صاحي

انكرت جيهان معرفتها: لا مشفتوش

طيب اصحيه

اوك صحيه

جرى الصغير مندفعا في الممر الضيق وعينا جيهان تلحقان به وهي تفكر كم ان الطفل انجذب لاباه بسرعة وهي لا تريد ان تفقده متعة ايقاظه فابنها يحتاج للشعور باباه وان كان لا يعلم بانه اباه

شريف الذي لم يستطع ان يعود الى النوم منذ التقى جيهان في مطلع النهار قام باستبدال ملابسه ببنطلون من الجينز الخشن باللون الاسود وقميص باللون النبيتي ووضع باقي ملابسه بحقيبة استعدادا لسفره في اي وقت من اليوم .

وقف شريف امام مرآة الحمام يحمل بيده مشطا صغيرا يصفف شعره عندما شعر بفتح الباب المؤدي لحجرته على اتساعه من صوت ارتطام الباب بالحائط فتحرك ليقف بباب الحمام ليجد الصغير قد دخل الغرفة باحثاً عنه .

صباح الخير يا عمو يوسف

صباح الفل

يالله تعالى بقى الفطار جاهز

امتدت يدا شريف ليمسك بيدا ابنه الصغير ليحتضنها لتنقل له احساسا بالراحة والحنان تجاه الصغير وتقدمه الصغير حتى صالة البيت .

جيهان التي اعطت ظهرها للممر المؤدي لحجرة شريف شعرت بوجود شريف في الصالة فور دخولة بفطرتها والشعور بوخز في ظهرها من جراء نظرته والاحساس بخيط من التوتر في الجو المحيط بهما تقدم شريف من الطاولة متعمداً المرور بالقرب من جيهان الذي شعر بتوترها من انشداد جسدها كالوتر واحنى راسه فوق عنقها قليلا ليقول صباح الخير

ردت جيهان : صباح النور وخرجت الكلمات كالهمس مع تسارع تنفسها وارتفع اللون الاحمر القاني الى عنقها ثم وجهها وفكرت انه يتعمد توتيرها منذ الصباح

جمانة القادمة من اعلى السلم وبيدها شيرين الصغيرة نادت على امها التي سارعت بالصعود اليها وحملت شيرين بين يديها ونزلت السلم.

شريف تعجب عندما راى الطفلة الصغيرة ترى كم طفل لدى جيهان فها هو يرى طفلا ثالث لها توجهت جيهان الى الطاولة وقد رفعت راسها لاعلى بكبرياء وفخر بطفلتها عندما قرأت نظرة شريف الساخرة في عينية ووضعت الطفلة الصغيرة بكرسي مخصص لها ودعت الجميع للجلوس لتجلس جمانة بجانب شيرين التي تتوسطها وامها اما يوسف فقد جلس في الناحية الاخرى من الطاولة بجانب شريف وبدا الجميع في تناول الطعام تخللته محادثات يوسف الصغير التي لا تفرغ منها جعبته ابدا واسالته عن كل شئ واي شئ وطلبه من اباه ان يناوله كل ما يمكن ان يطلبه من الطاولة اما جيهان فقد كانت معظم الوقت صامته تشغل نفسها بطبق صغير تضع به طعام للصغيرة وتطعمها في فمها بالملعقة الصغيرة بيدها بينما الصغيرة تاكل باستمتاع وبين الحين والاخر كانت ترفع عيناها لشريف لتجده يتطلع فيها تفهمه وتعرف كيف يفكر تلك نقطة لصالحها ولكن كيف تستغلها انها تشعر به وتفهم ما يفكر به فنظرة عين شريف كتاب مقروء لجيهان .

جمانة تجلس الى الطاولة تشعر بنوع من التوتر ارجعته لوجود رجل غريب معهم وشعورها الداخلي بدا يتحول لرفض وجود هذا الغريب بالبيت يحتل جزء من تفكيرها وتفكير امها كما لو كانت ترفض استبدال اباها بشبيه له كما صور لها خيالها الطفولي تترصد كلمات اخيها انتهى الجميع من الافطار وبدا شريف يتحرك بتململ.

مدام جيهان تسمحي تدليني على مكان السائق علشان اقدر اغادر من فضلك

اه طبعا ياريت تديني بس 10 دقايق واوصلك له

توجهت جيهان إلى المطبخ لتعطي لنفسها الوقت لتفكر وحدها في كيف تستطيع ان تورط شريف في البقاء في المزرعة، رفعت اكمام قميصها لتبدأ بغسل الصحاف والانتهاء منها وبعد ذلك بدأت بتجفيفها عندما شعرت بأنفاس رجولية في المكان استدارت جيهان لتجد عينا شريف مسلطة عليها .

سمحت لنفسي اني اجي اشوف ايه الي اخرك

لا ابدا انا خلاص خلصت وجاهزة اروح معك

اتفضلي

تحركت جيهان امام شريف باندفاع متجنبة اي احتمال للمسه

وعند خروجهما خارج البيت بدات تلتفت يمين ويسار وحمدت الله ان من ظهر امامها هي هنية وليس حميدة او زوجها و(هي زوجه اسماعيل المزارع الاخر بالمزرعة ) نادت عليها حيث وقفت على بعد عده امتار منها ناحيه مبنى تربية الدجاج هنية يا هنية

ايوة يا ست الكل

هنية روحي نادي لنا سليمان

سليمان سافر يا ست هانم من الفجر حميده لستها قايله لي

طب خلاص يا هنية متشكرة

بس يا ست هانم حميده بتقول حضرتك الي.....

خلاص يا هنية خلاص متشكرة بعدين ..بعدين

تنفست جيهان الصعداء ان هنية الخجولة اثرت الصمت ولم تكمل ما ارادت ان تقوله فلم تكن جيهان مستعدة للرد ولا للتصرف حول كيفيه اخبار شريف بمغادرة سليمان فالموقف كله كان ارتجاليا وكاد ان ينكشف امرها لو اكملت هنية جملتها فكيف كانت ستخبره انها امرت سليمان بالسفر فجرا مع علمها بانه سيسافر معه .

نظر شريف باتجاه جيهان التي رفعت كتفيها ببلاهة وقالت متصنعة الاعتذار : اسفة مظنتش انه ممكن يسافر بالسرعة دي

طب والحل لازم اسافر اليوم

اكيد بيرجع بعد شوية

لا ارجوك معنديش استعداد للانتظار اكتر من كده

خلاص مفيش غير انك تأجر عربية مخصوص

مفيش مشكلة

بس دي غالية شوية لانك حتدفع للسواق تمن مجيه وانتظاره ورجوعة

مفيش مشكلة (فكر شريف بان مبلغ ال 500 جنية الموجود معه لابد يكفي تلك الرحلة )

خلاص نبعت حد من الفلاحين على حمار او عجلة يجيب العربية

ياريت بس بسرعة

اكيد طبعا

بس حتحتاج تدي له مبلغ عربون علشان يرضى يجي معاه انت عارف المكان هنا منعزل والسواقين بيخافوا يتنصب عليهم

اه اكيد ( بحث شريف في جيوب بنطاله عن حافظة نقوده وفتحها ليفاجأ بالمنظر الفارغ في داخلها فلا يوجد بالحافظة ولا مليم ودارت الدنيا في راس شريف والان كيف يتصرف ) جيهان كانت قد تركته وانصرفت فور القاءها باخر كلماتها والان لا يستطيع ان يطلب منها قرضا وفي نفس الوقت كيف يتراجع عن طلب عربة مخصوص )

نادى شريف على جيهان

يا مدام ،، يا مدام

افندم

قوليلي لو بعتنا فلاح دلوقت على ما يروح ويرجع يبقى امتى

ردت جيهان يمكن بعد الظهر بشوية حسب ما يلاقي سواق في الموقف ويوافق انه يجي معاه او ميوافقش

يعني ممكن توصل للعصر

ممكن

خلاص متفرقش انا حستنى السواق بتاعكم سليمان لو معندكيش مانع طبعا

لا ابدا مفيش اي مشكلة اتفضل

سعدت جيهان لقرار شريف والتي عرفت سببة وتلك نقطة لصالحها فقط اخبرها خالد بخطة مصطفى وبان شريف لايملك قرشا للعودة وهي تعلمه جيدا وتعلم ان كرامته ستأبى عليه ان يطلب منها ولو قرشاً واحداً والان يجب ان تتنتقل للجزء الثاني من الخطة

فكر شريف عندما يأتي السائق سيدعه يوصله للموقف ومن هناك كيف يعود للقاهرة عليه ان يركب مع سائق من سائقي الموقف ولكن كيف يدفع له هذا ما شغل رأس شريف يجب ان يتصل بمصطفى ويتفق معه لينتظره بالموقف بالوقت المحدد ويدفع له حتى يجد نقوده ، او يجد عملاً ولكن الان عليه ان يجد شيئا يشغل به يومه قبل ان يصاب بالجنون من انتظار سليمان كما ان الوقت الان صباحا ولايجوز ان يتصل بمصطفى ربما عليه ان ينتظر بعد ساعتين سيتصل به ويخبره ان ينتظره بموقف الميكروباصات

حسن الخلق 05-07-10 11:32 PM

الفصل الرابع والعشرون

المتآمرون

ابدلت جيهان ملابسها الانيقة ببنطال من الجينز وقميص من الكاروهات انمحت الوانه من كثرة العمل باللونين الازرق والاصفر الكناري ورفعت شعرها لتضع كاسكيت صغيرة من اللون الازرق بنفس لون بنطالها وعقصت شعرها ذيل حصان اسفل الكاسكيت ووضعت مسحه خفيفة من احمر شفاه بلونها المفضل البرتقالي وكذلك بعض الماسكارا والكحل على عيناها الواسعتان وانتعلت حذاء عالي الساقين ونزلت السلم الخشبي ببيتها لتجد شريف يزرع ارض الصالة جيئة وذهاباً وفور ان سمع خطواتها توجه لاسفل السلم رفع نظره لاعلى ليشعر بمدى فتنة المرأة الجذابة التي تتهادى على السلم امامه في تلك اللحظه كان يفكر ان من يراها لن يظن ابدا انها ام لثلاثة اطفال فملامحها الدقيقة وشعرها المعقوص بذيل حصان اشعره انه ينظر لمراهقة وليس لامرأة ولكن هيهات عندما اقتربت تحركت عيناه على مرأه قامتها الصغيرة ليتراجع عن فكرته لا أبدا انها امراة وامراة كاملة الانوثة ووجه حديثه لها

مشغولة

شوية ليه خير

عاوز أشغل وقتي لحين مجي سليمان

مليت

لا ابدا بس مبحبش الانتظار

التمعت عينا جيهان بابتسامة مشرقة اسفة ان نظام العمل هنا مفيهوش اي تسلية : في الحقيقة انا حبدأ شغلي دلوقت

قولي لي أنت بتبدأي نظام العمل هنا ازاي

أنا دلوقت لازم اروح للخيل حبدأ بتحميم الخيل واطمئن على اكلهم وبعدين حطلعهم في الساحة المخصصة للخيول بعد كده حروح مزرعة الدجاج و............

قاطعها شريف طب حتحتاجي مساعدتي

في الحقيقة انا تأخرت على الخيل عادة بعمل ده بدري عن كده ولو ساعدتني اكيد حيكون افضل

خلاص مفيش مشكلة تحبي اعمل ايه

تقدر تساعدني مع الخيل انا شايفاك اتفاهمت بسرعة معهم

اوك

توجه كلا من شريف وجيهان لاسطبل الخيول كما الايام الخوالي فكرت جيهان

وعلى الفور بدأ العمل في وضع العلف للخيل ولكن شريف اوقف جيهان عن حمل شوال العلف

استني مش معقول تشيلي شوال بالحجم ده وانا موجود اديني دقيقة

رفع شريف اكمام القميص لاعلى ساعديه لتكشف عن عضلات قوية لرجل رياضي وبدأ بفتح أزرار قميصه العلوية متجنباً حر المكان وإستخدم احد الاحذية الاحتياطية وخلع حذاءه الانيق واستبدلهم حتى دون ان يسأل جيهان عن مكان الاحذية

مما جعلها تنظر له وقلبها المفعم بالامل فهذا يعد الفه المكان وهو امر مفيد في حالة شريف

الذي التفت لنظرة جيهان المتفاجأه وقال

يظهر اني كنت في الماضي برعى الخيل اظنك عارفة يا مدام حالتي

اولا مفيش داعي لكلمة مدام مش معقول طول الوقت حتقول لي مدام انا اسمي جيهان

ماشي يا جيجي

ابتسمت جيهان: انت جرئ

وانت خجولة

ثانيا انا عرفت حالتك من خالد اخويا

خلاص نبقى متفقين اني مقدرش اقدم لك مسوغات التعيين ولا شهادات الخبرة

افهم من كده انك بتتقدم بطلب وظيفة

وبفرض ان ده حقيقي واني بتقدم للوظيفة حيكون ايه ردك

انتفض قلب جيهان داخل صدرها ولكنها تمالكت انفعالها وبدت هادئة من الخارج وهي تقول

انا متاكده اني اقدر استفيد من كفاءتك الملحوظة في التعامل مع الخيول واظنك حتلاقي اكتر من حاجة تقدر بها تكتشف مهاراتك ده لو كنت فعلا تقدر تعمل في مهنة صعبة زي العمل في مزرعة ومكنتش تفضل عليها العمل المريح في الفنادق أو الشركات والمكاتب الادارية

التحدي الذي اطلقته جيهان بنعومة اثار حفيظة شريف العنيد

اكيد اقدر واي عمل هنا مش ممكن يكون صعب علي

خلاص اتفقنا اعتبر نفسك بتشتغل في المزرعة من دلوقت ومسؤول عن الخيل وعن تدريبها

بس انت متعرفيش ان كنت بعرف ادرب الخيول ولا لا

انا متاكده ان محدش حيعرف يدربها زيك

تركت جيهان ما كانت تعده لشريف وغادرت الاسطبل بينما هو بدا يضع العلف في جوارير الخيول لتاكل وتاكد من تغيير الماء بماء نظيف وشعر انه بحواره ذاك مع جيهان قد ورط نفسه بشئ لم يكن مستعدا له واكثر لم يكن ليفكر به فهو لا يرى نفسه مجرد عامل ينظف الخيل ولكن ماذا يمكن ان يعمل وهو لا يحمل شهادة ولا يعرف ما يجيد ليس هناك شركة واحده من الممكن ان تقبل برجل لا يحمل اي شهادة من اي نوع حتى هو نفسه لا يعرف ما يجيده وان اراد ان يمتهن اي مهنة يجب في البداية ان يبدا بالتدريب واخذ دورات في المحاسبة او ادارة الاعمال او اي مجال ينوي العمل به حتى يعتمد ويصبح قادر على تقديم شهادة والتقدم لوظيفة وكل هذا يحتاج الى المال والا عليه ان يقبل بالعمل اليدوي ورغم انه احب العمل في النجارة ولكنه الان لا يعمل والعمل الفندقي المعروض عليه رغم سهولته الا انه يجعله تحت سيطرة منى طوال الوقت وهو امر لا يحبذه فهو لا يحب سيطرة اي انسان عليه كما انه قد اعجبته المزرعة فلما لا لما لا يجرب العمل هنا ؟؟؟؟؟؟ انتبه شريف انه منذ ان غادر شرم الشيخ فهو قد نسى منى ولم يفكر فيها وابتسم يبدو انه يشعر بالحرية بعيدا عنها

قام شريف بعد ذلك باطلاق الخيل في مكانها المخصص للركض والحركة واسرج احدهم مفكرا بتجربة ركوب الخيل، اما جيهان فقد عادت للبيت واعدت ما يكفي من طعام للغداء بعد ان طلبت من هنية ان تقوم بالذهاب لمزرعة الدجاج وجمع البيض ومراعاه الدجاج وتبديل الماء وللحظات كانت قد تناست المزرعة في وجود شريف فهي تشعر انه عاد ليحمل الحمل عنها ويدبر كل شئ ولكنها انبت نفسها على تفكيرها هذا فشريف مازال يعتبر نفسه غريبا وهي اليوم بذكاء وبمعرفتها لطبيعة شريف استطاعت توريطه في العمل بالمزرعة ولكن بدايه يجب ان تدير المزرعة بنفسها انتهت من اعداد الغداء وتوجهت لتبدل ملابس شيرين الصغيرة وتعطيها بعض الحليب قبل ان تعهد بها لاختها جمانة وتذهب لترى الزرع وتعرف من محمدين ان كان استطاع تدبير عدد من المزارعين لجمع المحصول في الموعد المحدد

افكار شريف اخذته مع الخيل وتذكر انه كان ينوي السفر عند عوده سليمان ربما عليه ان يتراجع عن العمل هنا مع جيهان ولكن ماذا لو تراجع سيعود إلى بيت مصطفى فهل سيعيش عالة على مصطفى حتى يجد عملا قد يساعده مصطفى في العثور على عمل فكر شريف عليه الاتصال بمصطفى باسرع وقت قبل ان يتخذ قراره بقبول عرض جيهان بالعمل بشكل نهائي او العودة للقاهرة

كانت جيهان قد غادرت بيت المزرعة نحو الاراضي الزراعية المزروعة بالموالح واثناء هذا الوقت وصل شريف الى بيت المزرعة دخل شريف من الباب الامامي ليجد ان جمانة تجلس وتلاعب اختها الصغيرة شيرين لا يعلم لماذا شعر ان الطفلة متحفزة عندما رأته بدت عدائية وقد نظرت له توجه شريف نحوها

ازيك يا حبيبتي

نظرت له جمانة رافعة احدى حاجبيها الاسودين وبعيناها نظره تحدي تشبة نظره عين اباها وتحولت لون عيناها من الرمادي الغامق للاسود دليل على غضبها

الحمد لله اسمي جمانة

فهم شريف تلميح الصغيرة التي لم تعجب بكلمة التحبب حبيبتي وابتسم

طيب يا جمانة امال ماما فين

ماما مش فاضية بتشوف شغلها في المزرعة

وانت

مشغولة باخد بالي من شيرين

برافو عليك شكلك بتساعدي ماما كتير

دخل يوسف مندفعا كعادته من احد الابواب عندما وجد اباه واخته فاندفع نحو اباه

عمو يوسف انت كنت فين

كنت في الاسطبل

انت بتركب خيل

انت ايه رايك

شكلك بتعرف تركب خيل وانت شاطر قوي معهم وقدرت تسيطر على صخر بسرعة وبقوة كمان بعكس ماما بيدوخها خالص اصلها مش قوية

حاول شريف ان يستشف بعض المعلومات من الصغير دون ان يشعره بذلك

قولي هي ماما الي كانت دايما بتعتني بصخر

لا كان عندنا السنة الي فاتت خليل الي كان بياخد باله منهم بس مشى خلاص ماما طردته

وقبل كده

نظر الصغير له ببراءة طفوليه : مش عارف

تدخلت جمانة في الحوار قائلة : بابا

نظر لها شريف نظره تعجب

بابا الي كان بيراعي الخيول كلها بنفسه قبل خليل

كانت اول مرة لجمانة منذ فترة طويلة تنطق بكلمة بابا ولو على سبيل الحديث عنه فقد حرم عليها ان تتحدث عنه منذ انهارت والدتها ولم ترد ابدا ان تخسر امها لذا كانت الكلمة محرمة الان نطقتها بصعوبة وغصة في حلقها تهدد بتساقط العبرات الحبيسة في محجري عيناها الرمادية

شريف الذي اراد الاستفسار اكثر عن الاب الغائب عندما نظر لوجه جمانة عرف ان الطفلة اندفعت بكلمة قد انتظرت ان تقولها من فترة طويلة ولمح العبره الصغيرة بين جفونها والنظره الحزينة التي ارتسمت في وجها الذي صار لونه احمر قاني فلم يستطع ان يضغط على الطفلة باي سؤال نظرا لما راه من رده فعل قوية منها فابتسم وقال:

انا كنت بدور على التليفون اي تليفون ممكن استخدم

اشارت له جمانة على التليفون الموجود على احدى الطاولات

فتوجه شريف للهاتف تاركا الصغار ليقوم بالاتصال على هاتف مصطفى الخاص الجوال

وجد شريف ان هاتف مصطفى مغلق فاتصل مرة اخرى على تليفون بيت عائلة مصطفى رد عليه اخا اصغر لمصطفى صبي بالثانية عشر

سلامو عليكم

وعليكم السلام

ممن اكلم مصطفى انا يوسف صاحبه الي كنت عندكم

اه فاكرك يا مصط...............

هات يا وله صوت ام مصطفى تاخد التليفون من ابنها وتنهره

الو ايوه مين معايا

سلامو عليكم يا حجة انا يوسف صاحب مصطفى

اهلا يا ابني

لو سمحت يا حجة اكلم مصطفى

ترددت ام مصطفى وهي ترد : مصطفى آه مش موجود يا بني دلوقت راح فين راح ...... سافر يا بني سافر عند خاله في الاسماعيليه اصله كان زعلان منه وراح يصالحه ويعزمه على الفرح

متعرفيش ياحجة حيرجع امتى

لا يا بني معرفش ده لسه مسافر النهاردة

رد شريف : طيب ممكن لو اتصل بكم تخليه يتصل بي رقم التليفون هنا هو ......لحظة خليك معي

نادى شريف على جمانة التي املت عليه الرقم

الرقم هو ........52674872

طب يا بني حاضر حقوله

طيب سلامو عليكم

وعليكم السلام

اعادت أم مصطفى سماعة الهاتف لموضعها واستدارت تنظر لابنها مصطفى وقالت له

مش عيب يا بني تخليني اكذب على كبر ايه ده ليه منتاش عاوز تكلمه

تقدم مصطفى ووضع ذراعه مطوقا كتف امه وقال يا ست الحبايب الاعمال بالنيات وانا نيتي خير وربنا العالم وياستي استغفري ولا تزعليش مني ( ومد يده ليرفع يدا أمه مقبلا اياها)

أحمد ربنا اني خدت التليفون من اخوك كان زمانه قال له انك هنا

الحمد لله كتر خيرك يا ست الكل

وعلى الجانب الاخر كان شريف يضع سماعة الهاتف ويدور عقله بحلقة مفرغة الان مصطفى غير موجود فاذا استطاع الوصول الى بيت عائلته فكيف يستطيع الاقامة هناك في غياب مصطفى كان يجب على مصطفى ان يخبره بسفره انه موقف سخيف لقد علق هنا بالمزرعة وسواء اراد ام لم يرد عرض جيهان بالعمل معها سيكون افضل حل لوضعه الحالي

وعليه ان يقبله ام ان حوارهم كافي لتفهم جيهان قبوله

توجه شريف مرة اخرى للاسطبل الذي قام بجمع التبن بمجزة طويلة تشبه المكنسة واطرافها اكثر جفافا وتتسع مابين اصابعها هي اشبه بشوكة غير حاده الحواف لجمع التبن بها وصار ينظف مكان الخيل جمع التبن القديم كله بجانب ليقوم بجمعه والقاءة فيما بعد بينما قام باحضار مربع من التبن الجديد وبدا بتحضيره لفرده في مكان اسفل الخيل حفاظا على نظافتهم وصحتهم
توقف شريف للحظة وقام بمسح العرق من على وجهه بكم قميصه وخلع قميصه ووضعه على علاق صغير يكاد يختفي في جانب الحائط خصص لهذا الامر ليظهر صدره المفتول العضلات بجسده الاسمر الرجولي وتوقف عن الحركة للحظة وكانه جمد بمكانه عندما خطرت له خاطره كيف عرف مكان العلاق الصغير للملابس والاهم كيف علم ما يجب عليه فعله في رعاية الخيول جيهان لم تخبره ولم تطلب من احد ان يخبره فكيف عرف وحده ما يجب عليه فعله وكيف عرفت جيهان انه سيجيد رعاية الخيل !!!!!!!

حسن الخلق 05-07-10 11:34 PM

الفصل الخامس والعشرون

غريبان تحت سقف واحد

إستطاعت جيهان أن تنتهي من أعمالها اليومية في وقت قياسي رغم ما قابلها من صعوبات كاقناع اسماعيل المزارع الكسول بوجوب تنقيه أوراق الليمون من الآفه الظاهرة عليه وعرفت انه لم يكن امينا معها حين اخبرها باعتنائه بالزرع وعهدت لمحمدين بأن يقوم بالاتصال بالمهندس الزراعي المتابع للارض للتأكد من كمية المبيدات العلاجية التي ستستخدمها مع المحصول لتجنب تفشى المرض في المحصول .

متزعليش نفسك يا بنتي كل شي بينحل انا بروح اجيب الباشمهندس وبقعد معاه لحد ما نرش الزرعة وباخد بالي من مواعيد العلاج لحد ما المحصول يتجمع متقلقيش

متشكرة قوي يا عم محمدين انا مش عارفة من غيرك كنت اعمل ايه ارجوك متسيبش الموضوع لاسماعيل والا خسرنا المحصول

ضحك عم محمدين وظهرت غمازة على جانب خده المحفور بعدد سنوات عمره

لا متخافيش وانا لي مين غيركم انت وسي شريف الله يرحمه زي ولادي بالضبط

انتبهت جيهان لكلمات محمدين ولاول مرة تنتبه لما نسيته طوال الفترة الماضية انشغلت بنفسها وبمشاعرها وبشريف ونسيت تماما انها ليست الوحيدة التي بامكانها التعرف على شريف فمحمدين اقدم عمال المزرعة الوحيد القادر على معرفه شريف كما تعرفه هي فمحمدين الفلاح العجوز كان يعمل مع ابو شريف في قريته وقد اتي للمزرعة معه عندما انتقلا للمعيشة بها وهو الوحيد المتبقي من عمال المزرعة الذين بقوا بالمزرعة مع جيهان بعد الحادث الذي تعرض له ففور حدوث الحادث وبعد عودتها من المستشفى قامت حرب شعواء بينها وبين حماتها التي لم تتقبل وجودها على وجه الارض بعد وفاه ابنها وارادت السيطرة على الامور في المزرعة وعلى حياة جيهان والخلافات بينهم وصلت لاوجها عندما امسكت جيهان بمقاليد الامور مما دفع المرأة المكلومة على ابنها الى تحريض العمال ضدها ونجحت ما بين تحريض وطرد العمال على افساد الامور في المزرعة مما اضطر جيهان للحصول على عمال جدد في المزرعة الوحيد الذي لم يتخلى عنها هو محمدين وقف بجانب جيهان ورفض التخلي عنها وجاء بعائلته كلها لتقيم معه في المزرعة بعد ان كان قد تركهم في قريته وساعد جيهان لتقيم الامور من جديد وجيهان بالمقابل كانت تحترمه وتقدره وتقدر زوجته حميده وتركت له كثير من الامور بحكم خبرته وهو ابدا لم يتجاوز حدوده ولكن الان ماذا سيحدث اذا رأى شريف هل سيعرفه وكيف تمنع حدوث هذا ؟

وتوالت افكارها عن حميدة فلا تظن بانها قد تعرف شريف بالرغم من انها رات شريف في طفولته ومراهقته الا ان شريف كان انتقل في شبابه للمدينة للدراسة والعمل وكان يتردد على قريته ولكن هذا لم يكن يسمح له بالتزاور مع اهل القرية ولا يسمح لهم هذا الوضع بمعرفته بشكل وثيق فلا خوف من حميده إذن ولكن الخوف كل الخوف من محمدين ؟ فقد اقام في المزرعة معهم لعدة سنوات قبل الحادث وبعده ويعرف صاحب البيت جيداً ؟

يا بنتي يا بنتي

هه!!!!!! اه ............عم محمدين سامحني كنت بفكر

بقول لك يا بنتي انا اعرف واحد ينفع يشتغل في الاسطبل في بلد هنا جنبنا تحبي اجيبه لك

لالالا خلاص مشكلة الاسطبل اتحلت انا لقيت عامل للاسطبل

لقيتيه فين ده يا بنتي لازم نعرفه كويس لا يطلع زي الي قبله

لا ابدا خالد اخويا هو الي بعته

اه خلاص يا بنتي على خيره الله طالما سي خالد هو الي بعته يبقى مضمون باذن الله

ارتاحت جيهان لاسكات محمدين وان ساورتها الشكوك حوله هل سيحاول رؤية عامل الاسطبل الجديد تعرف كيف يفكر وكيف يحاول حمايتها وابنائها والاطمئنان عليهم فهل بعد ان افهمته ان العامل الجديد من طرف اخيها سيظل يمارس دوره في الحماية ومحاولة رؤية العامل الجديد اذا فعل فسينكشف كل شئ ولكن كيف تحول دون ذلك ؟

كانت رأس جيهان تعج بالافكار حتى ألمتها وقررت انها تحتاج ان تنهي اعمالها اليومية قبل ان تستغرق في الافكار ثانيا وتحاول ان تفكر فيما تنوي فعله

توجهت جيهان إلى بيت المزرعة بعد ان تركت عم محمدين واسماعيل في الارض وهي تفكر في شريف ترى هل انتهى من عمله في الاسطبل ام لا فكرت ان تمر عليه ثم تراجعت فعليها ان تتركه يندمج قليلا في عمله والا تضطارده حتى لا يشعر بسأم منها ويبدأ الطير في محاولة الهرب هي تعلم شريف جيدا وتعلم ان اكثر ما جذبه اليها هو انها لم تحاول ان تقيده ابدا ولم تحاول ابدا تضغط عليه كانت كالفراشة تقترب من قلبه برقة وتطير بعيدا عنه مما حدا به للحاق بها ومطاردتها كان دائما الصياد وقد احبته وارادت ان تقع في شباكه والان عليها ان تعيد القصه مرة اخرى وان كانت هي من تطارده فانها يجب الا تشعره بذلك والا لن يلحق بها الصياد ابدا

إنتهى شريف من الأعمال الروتينية للاسطبل ووقف ينظر ناحية ساحة الخيل كان يتأمل في هدوء المكان الا من صوت حوافر الخيل وشعر بالراحة حتى انه بدا يستنشق الهواء من حوله وهو يستمتع به بكل احساسه وجوارحه عندما لمحها كانت تمر امامه باتجاه بيت المزرعة وتبدو غارقة في افكارها انزلت راسها لاسفل دليل على انخراطها في التفكير فتدلت خصلات شقراء على وجهها ذو التقاسيم الناعمة وبشرتها الخاليه من الشوائب التي لم يرى مثلها من قبل بدت له مثال للبراءه والطهر بوجهها الخالي من الالوان والماكياج جعلته نظرته اليها يبتسم وقرر اللحاق بها ليتحدث اليها بشأن عمله الذي تحدد كمصير محتوم سارع خطاه وباقل مجهود لحق بها وعندما اقترب منها بدا انها شعرت به فتوقفت فجاة وبدا اللون الاحمر يتسرب لبشرتها الناعمة

سلامو عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مجتيش تشوفي الاسطبل وتطمني على الشغل

انا ....كنت مشغولة واكيد انت قمت بالواجب وبعدين حشوفه بعد الظهر المهم عجبك شغلك ولا تعبت

انا في الحقيقة اكتشفت عن نفسي اني بستمتع بالعمل مع الخيل

جميل جدا يبقى باذن الله حتستمر معنا

اذا كان عرضك لسه قائم

طبعا قائم انا في الحقيقة اعتبرت اننا اتفقنا خلاص وان كان على الراتب...........

مش حنختلف

طيب دلوقت تتفضل معي اكيد جعت ويارب اكلنا يعجبك

اكيد حيعجبني بس يا ترى كل عمال المزرعة بيتغدوا جوا بيت المزرعة

كلمات شريف جعلت الدنيا تدور براس جيهان فبالفعل هي لم تفكر في تبرير الموقف لشريف

وردت عليه بما خطر ببالها وبثقة مصطنعة : انت مش زي اي عامل هنا

تعجب شريف للرد الجرئ وتسائل : تقصدي ايه ؟

انت ...... الوحيد من العمال الي ملكش عيله جوا المزرعة ولا سكن مستقل وبالتالي الاسهل لك ولنا انك تتغدى معنا فكل العمال هنا عائلات تعيش في بيوت صغيرة على اطراف المزرعة علشان الزرع والفلاحة لكن انت مش فلاح وملكش عائلة تعيش معها مثلهم ده غير ان الاسطبل بجانب البيت لكن لو تحب تغير الترتيب مفيش مانع المهم يكون عملي

لا ابدا متفرقش اكيد حستفيد من الصحبة ومن الاكل البيتي اللذيذ

ضحكت جيهان ضحكة رقيقة وغطت فمها بكف يدها وفكرت هكذا هو شريف الذي احبته يهتم دائما بجوده الشئ وخاصه فيما يخص الطعام

دخلت جيهان ويليها شريف لصحن البيت وتتعالى اصوات ضحكاتهم وسط نظرات جمانة التي جلست ترعى اختها الصغيرة وتنظر بنظرة عدائية ناحية ابويها

غاضبة من ابتسامة امها للغريب وغاضبة من الشبه بين الغريب واباها وغاضبه اكثر لعدم وجود اباها في هذا المكان بدلا منه

توجهت جمانة ناحية امها موجهه كلماتها لها وحدها

ماما كنت فين

ايه يا جمانة انت عارفة بشوف الزرعه

انا جعت

خلاص يا حبيبتي حجهز لك الغدا حالا

نظرت جمانة لاباها بعدائية ظاهرة وتوجهت نحو سلم البيت الى غرفتها دون ان توجه كلمه لشريف الذي رفع كف يده ليحك مؤخرة راسه تعبيرا عن الحرج الذي شعر به

استدارت جيهان نحو شريف وقالت عن اذنك وبعيناها اعتذار عن تصرف ابنتها وتوجهت خلف جمانة فدخلت لغرفة الطفلة التي جلست على فراشها تحضن دب صغير رمادي اللون بدا قديما جدا وكثير الاتساخ فانقبض قلب جيهان التي تعلم ان ابنتها لم تلجأ الى لعبتها القديمة الا عندما تكون على وشك الغضب الشديد فتلك اللعبة دمية قديمة لدى جمانة اهداها اياها شريف في عيد ميلادها الثاني وفي كثير من الوقت كانت جيهان ترى ان ابنتها تستعيض عن غياب والدها بلعبته نظرت جيهان للعبة ولجمانة واقتربت لتجلس بطرف الفراش واصرت جمانة على النظر للعبتها دون رفع راسها نحو والدتها التي مدت اصبعين اسفل ذقنها لترفع لها وجه ابنتها وتحدثها

جمانة مالك يا حبيبتي انا مبشوفيكش خالص تيجي وتقعدي معنا

لانك مشغولة عننا

رد جمانة اثار استغراب جيهان

مشغولة انا مش ممكن انشغل عنكم ابدا انا هنا وعلى طول معكم

بجد معنا يا ماما انا مش شايفة كده

تقصدي ايه يا جمانة

الراجل ده ليه لسه موجود هنا ليه ممشيش

ده حيشتغل هنا يا جمانة

يعني حيقعد هنا على طول

عضت جيهان على شفتها السفلى وقالت جمانة ما في عمال كتير في المزرعة

مضبوط بس محدش فيهم عايش جوا البيت معنا

ده علشان يبقى قريب من الاسطبل

يا سلام طب ليه مسكنش في الاوضه الي كان ساكن فيها خليل

علشان جي من طرف خالو خالد

وايه الفرق

جمانة مالك عمرك ما حاسبتيني بالطريقة دي قبل كده

وانت عمرك ما اهتميتي بحد غيرنا بالشكل ده

جمانة كفاية قوي كده يظهر ان دلعي فيك خلاك تتجاوزي حدود الكلام معي

سكتت جمانة وعيناها تخرج شرارات عناد طفلة على اعتاب المراهقة وتسال مئة سؤالها اصعبها هو من هو هذا الرجل ؟؟؟

خرجت جيهان من غرفة ابنتها متوجه نحو السلم محاولة تجنب بقية الحوار الشائك مع ابنتها بينما بكت جمانة بعد خروج والدتها واحتضنت دبها ولاول مرة منذ الحادث وهي تشعر انها بعيدة كل البعد عن امها وانها تحتاج لوجود اباها الغائب الحاضر

توجهت جيهان نحو الاسطبل الذي غادره شريف الى البيت واسرجت فرستها المفضله وقررت انها تحتاج لبعض التريض بعيدا عن البيت كانت تجري بحصانها داخل اسوار الاسطبل المخصصة للتدريب فلم يرضيها هذا فقامت بالخروج خارجها وتوجهت نحو الاراضي الشاسعة للمزرعة علها تهدأ وتستطيع ان تحسن من مزاجها وتفكيرها

شريف توجه بعد حواره مع جيهان نحو غرفته وقام بالاستحمام على الفور لاستعاده نشاطه والانتعاش وجه وجهه نحو مرش المياه اعلى راسه وترك الماء يتتدافع على وجهه وصار يحرك وجهه يمينا ويسار ويتطاير شعره الاسود ناشرا المياه بدا كطفل صغير يعبث تحت المياه ضحك شريف لتصرفه الطفولي وشعر لاول مرة منذ خروجه من المستشفى بالراحة والامان شعر بالسعاده سعادة لا يعرف لها سبباً

جيهان ظلت تلف بفرستها وتنظر من فوق ظهر الحصان للمزارع حولها وللساقيه وتفكر في شريف وابنتها جمانة هل من العدل ان تظل الطفلة على هذه الحالة لقد تناست اولادها لا لم تتناساهم - كانت تفكر- فما تفعله كله لاجلهم تستعيد شريف لاجلهم ام انها تستعيده فقط لنفسها ماذا عليها ان تفعل هل تواجهه ؟؟؟ مستحيل لن تفسد الامر الان ماذا اذا هل تنقله لحجرة الاسطبل الخاصه بالسائس ؟؟؟؟؟؟؟ لن يهون عليها شريف ؟ فماذا تفعل الان ربما يجب ان تبتعد عنه بعض الشئ؟ ثم ماذا تخسر فرصتها في جذبه من الهوة السحيقة التي سقط بها ؟

ضجت راسها بالافكار فرفعت راسها وحركتها يمينا ويسارا محركه شعرها الاشقر الناعم يمينا ويسارا وكانها تطرد الافكار المقيته من عقلها عادت جيهان بفرستها نحو المزرعة وادخلت فرسها للاسطبل ومرت بجانب شرفه غرفة شريف لتجد لتجدها مفتوحه تتطاير ستائرها نحو الخارج الشرفة الارضيه الفارغة اغرتها لتقف بالقرب منها وتدخل اليها لتنظر داخل الغرفة الفارغة لعيناها دلفت جيهان للغرفة ظنا منها بان شريف غير موجود وتساءلت اين يمكن ان يكون الان كانت تعبث بفرشاه شريف تحاول ان تفكك من خصل الشعر العالقة بها عندما سمعت باب الحمام يفتح خلفها استدارت جيهان متفاجئة داسه بيدها خصلة من شعر شريف تاركه الفرشاه على المرآة الموجودة لتفاجأ بشريف يخرج من الحمام ملتفاً نصفه الاسفل ببشكير كبير وبكلتا يداه يمسك بفوطه صغيرة ويغطي وجهه محاولا تجفيف شعره الاسود الناعم بضربات قوية من يديه شهقت جيهان من الصدمة فرفع شريف وجهه لعيناها مصدوماً من وجودها في غرفته

شعرت جيهان بمدى حماقتها لدخول غرفته من الشرفة ولم تجد سببا تقوله لشريف يبدو سببا مقنعا لتصرفها الطائش فاشارت نحو الشرفة بحماقة وابتسمت ببراءه رافعه كتفيها لاعلى واسفل

عينا شريف اقل ما يقال عنها انها اشتعلت ببريق لامع وضحك لحركتها تلك وفهم انها دخلت من الشرفة فابتسم ابتسامة اضاءت وجهه الجميل

التمعت عينا جيهان واحمر خديها وبدت مشرقه اكثر من خجلة فهي ليست اول مرة ترى شريف على هذا الشكل ولكنه لايعلم وهي بدت كطفلة متسللة لا تجد وسيلة للدفاع عن نفسها سوى الصراحة

ابتسم شريف قائلاً : ايه اتقفل الباب عليك مرة تانية وكنت بتدوري على مكان تدخلي منه

ابتسمت جيهان بخجل متذكره الموقف السابق بينهم وقالت : لا بصراحة فضول لقيت الستاير بتتحرك ومحدش في الغرفة استغربت ودخلت اشوف في ايه

اممممممممممممممم الفضول محدش قال لك الفضول عمل ايه في القطة

انا مش قطة

صح انت نمرة

ضحكت جيهان ضحكة عاليه لكلمات شريف متناسية سخافة الموقف وانتبهت لان شريف قد اقترب منها كثيرا اثناء ضحكها واضعا يداه في خصره ورافعا احدى حاجبيه باسلوب ساخر ومفتر ثغرة عن ابتسامة حلوة قائلا: هه وبعدين يا متسلله

ضحكت جيهان ومدت يدها باندفاع نحو ذقنه الحليقة وابتسمت حلقت ذقنك

ضاق شريف من نظره عيناه ورفع يدها من على خده هازاً راسه وناظراً لعمق عيناها العسليتان

اسودت عينا شريف وانتبهت جيهان لاندفاعها فاصيبت بالتوتر فحاولت ان تداري سخافتها بالابتسام وسحبت يدها وقالت : اسفة حنستناك على الغدا بعد نص ساعة من دلوقت

وتحركت جيهان نحو باب الحجرة لتدير مقبض الباب

شريف لم يريدها ان تغادر ولم يريد ايضا ان يبقيها في غرفته فهو بشكل او باخر صار يحترمها ويقدرها ولا يريد ان يسئ اليها باي صورة ان كانت ولكنه اراد فقط ان يطيل من بقاءها ليختم حوارهم وهم اصدقاء

جيهان

نعم ،،،،

ابقى ابعتي لي فوطه اطول من دي شوية

ههههههههههههه استدارت جيهان نحو الباب واسرعت في الخروج من الغرفة وهي تبتسم لفكاهه شريف

حسن الخلق 05-07-10 11:36 PM

الفصل السادس والعشرون

إمرأته

وصل الطبيب إلى المزرعة في موعده الاسبوعي المتفق عليه لمتابعة حالة الخيول الصحية وهو الترتيب التي حرصت عليه جيهان منذ فتره لضمان ان يكون هناك دائما خدمة طبية قريبة منها كان الطبيب الشاب طويل القامة بني الشعر يرتدي نظارات طبية على عينان عسليتان ووجه باسم كان شاباً جذاباً بكل ما تعنية الكلمة وصل المزرعة وتوجه على الفور إلي بيت المزرعة حيث استقبلته جيهان بوجه بشوش فلطالما ارتاحت للتحدث مع الطبيب الشاب

اهلا دكتور ايهاب حمد لله على سلامتك

الله يسلمك اكيد خيولي المفضلة افتقدتني

ابتسمت جيهان لروحة المرحة وقالت اكيد وواجهنا كم مشكلة بخصوصهم

شفتي متقدروش تستغنوا عني

تعالت ضحكات جيهان تلقائياً وهي تخرج مع الطبيب متجهان ناحية الاسطبل

شريف الذي انتهى من تغذية الخيول وتبديل المياة سمع صوت جيهان وصوت اخر بدا له رجاليا مما استدعاه للوقوف متحفزاً نحو القادمين

دخل الطبيب الى الاسطبل وراسه تميل ناحيه جيهان بكلمات متمتمة دفعت بجيهان للضحك ثانياً حينما انتبهت لنظرات شريف التي بدت غاضبة أكثر من فضولية

ابتلعت جيهان ريقها وشعرت للحظات بالذنب وهي تعرفهما

دكتور ايهاب البيطري الاستاذ/شر........يوسف المسؤول عن رعاية الخيول

امتدت يدا كلا من الرجلين للمصافحة العادية والتي ابدت التناقض ما بين شريف الاسمر بملامحه الرجولية الخشنة والطبيب الذي بدا طفوليا ببشرته الفاتحه وقامته التي لم تتخطى قامة شريف .

رد شريف: اهلا ، غريبة مع ان حالة الخيل مكنتش باين عليها انها بتحصل على اي رعاية طبية لما جيت

احتقن وجه الطبيب وبدا ان الكلمات قد اثارت استيائة وسارع بالرد : اكيد لاني كنت مسافر بمؤتمر طبي وبغيابي اكيد الخيول بتتاثر بشكل كبير لكن مع عودتي مش حتحتاج لاي شئ وباقل قدر ممكن من الرعاية العادية ستكون بافضل حال

تقليل كلا من الرجلين من اهمية عمل الاخر جعل الجو متوترا للحظات مما دفع جيهان لمحاولة تهدأه الجو عندما اشارت لاحد الخيول وطلبت من الطبيب ان يبدأ بالكشف عليه ،، قام الطبيب بالتقدم نحو جانب من الاسطبل به رف قصير الارتفاع ووضع عليه حقيبته والتي بدت اكبر من حقيبة الطبيب المعتادة واخرج بالطو من اللون الابيض وارتداه فوق ملابسه حرصا على عدم اتساخ بنطلونه الجينز وكنزته الملونة بالوان السماء وقوس قزح والذي بدا انها غاليه الثمن وغير مناسبة للذهاب للكشف على خيول داخل اسطبل مما ترك انطباع لدى شريف بان الطبيب اهتم باناقته ليبهر احد ما بمظهره ذاك .

تقدم الطبيب من الجواد المعني وبدا يعمل بهدوء وعندما اقتربت جيهان من حظيرة الجواد وجد شريف نفسه يسبقها ليقف ما بينها وبين الطبيب مما جعلها ترفع عيناها المصدومتان اليه

انا حتابع العمل مع الدكتور لو وراك حاجة تانية يا مدام جيهان اتفضلي انت .

عينا شريف المتقدة والحازمة جعلت جيهان تشعر بانها لو تحدته ستشعل نيران فيما بينهم ترددت جيهان قليلا مما سنح للطبيب بالكلام :

- في الحقيقة، انا عطشان قوي لو ممكن

تراجعت جيهان للخلف وقالت :

طيب انا في الحقيقة لسه مضايفتكش يا دكتور حروح احضر عصير واجيبه هنا الجو حار قوي

اراد شريف ان يقول لها انه يستطيع ان يجعله يشرب من ماء الاحصنة ولكنه تمالك اعصابه المشتعلة واستدار ينتظر من غريمه ان ينهي عمله.

جيهان التي ضايقها تصرف شريف التملكي معها بدات تفكر هل يغار ام انه يمارس تسلطه الذكوري فقط فلطالما كانت مشكلتها الاساسية معه انه كان محب للسلطة والتحكم بالامور فهل تصرفه كان من باب حفاظا على سلطته على الخيل ؟ ام غيرة عليها ؟

اسرعت جيهان بتحضير العصير وذهبت الى الاسطبل لتجد ان الطبيب وشريف تعاونا على الامساك بالفرس لحقنها واستدار كليهما لمقدمها فتقدم منها الطبيب وامسك باحد اكواب العصير

ياه جيتي في وقتك كنت حموت من العطش

نظر شريف للمتحدثان ووجد نفسه يقول : في اسباب كتير ممكن تموت اهم من العطش

استدارت جيهان وايهاب لكلمات شريف مذهولين حتى شريف نفسه وجد نفسه يستغرب ردات فعله المتحفزة القوية تجاه الطبيب الشاب ولكنه لم يستطع السيطرة على اعصابه بالرغم من ذلك فوجود الطبيب بالقرب من جيهان ووجود نوع من التفاهم بينهما اثار سخطه بشكل كبير

بدا الطبيب الشاب منزعج من شريف ومد طرف يده ليحرك زراع جيهان دافعا اياها برفق ومشيرا لمغادرة الاسطبل قائلا: تسمحي لي حابب اشرح لك حاله الخيول تسمحي

حركته تلك اثارت الشياطين في عقل شريف الغيور ووجد نفسه يندفع جاذباً جيهان من ذراعها الاخر مما جعلها تشهق من تصرفه ونظر له الطبيب متحدياً فسارع بتبرير تصرفه :

- اظن لازم تتكلم معي انا الي براعي الخيول وحكون سعيد جدا لو عرفتني حالتهم بالتفصيل وقف شريف واضعا كفه على ظهر الطبيب الشاب دافعا اياه ومشيرا بيده الاخرى الى الامام مشيرا للطبيب بالتحرك فلم يجد الطبيب الا نفسه متحركا خارج الاسطبل ومضطرا لاجراء حديثه مع شريف بدل جيهان التي كان قد امل ان يقيم معها حوارا خاصا عله يستطيع ان يفاتحها بما كتمه في قلبه لفترة طويلة ويجد انه الان احوج ان يقوله خاصه مع ظهور منافس قوي يتعامل معه بشراسة .

انتهى الحوار بين الطبيب وشريف المتحفز طوال الوقت وفكرت جيهان في ان العوده الى بيت المزرعة وهي في حالة من الغضب لن يساعدها على الهدوء الآن فشريف احرجها امام الطبيب بشكل اثار غضبها

توجهت جيهان مرة اخرى الى اسطبل الخيل لتجد شريف يقف وظهره العاري لها وكل عرق فيه ينبض ولكن غضبها من تصرفه جعلها تندفع غير منتبهه لحالة شريف اصدرت صوتا بحذائها ضاربة به ارض الاسطبل الجافة فاستدار شريف على عجل ونظر نحوها بعيون لامعه بدت لجيهان من الغريب ان تتحول عيناه الرماديتان الى هذا المزيج العجيب من اللونين الاسود والاحمر ومع شعره الاسود المتعرق بدا وكأن الشيطان يلاحقه

- فين الدكتور ايهاب

- مشى قال انه عنده مشوار مهم راح يكشف على بهايم في مزرعة تانية

يدا شريف انعقدت امام صدره بانتظار كلمات جيهان التالية

- وياترى قال لك ايه عن الخيول

- مقالش حاجة معرفهاش

- تسمح تقول لي ازاي تسمح لنفسك وتشدني بالشكل ده وتمنعني من اني اتكلم مع الدكتور بنفسي

- اظن انا المسؤول عن الخيول ولو كان اي كلام يخص الخيل يبقى لازم يكون معي انا ومسألة الكلام معك لن تفيد الخيل الا لو كان عاوز يكلمك في حاجة تانية وده غير الي قاله

- الخيول دي في مزرعتي وانا الي بدير الامور هنا وكان لازم تسيبني اتكلم معاه ومتحرجنيش بالشكل ده

- مكنتش اعرف انك بتعتمدي اسلوب المركزية في ادارة المزرعة كده ، بيتهيالي كل واحد مسؤول عن تخصصه

- والخيل بقى تخصصك

- اكيد انا هنا المسؤول ومسمحش لاي ان كان انه يهمش وجودي .تصاعد الحوار مع تقدم شريف ناحية جيهان جعل جيهان تتوتر لينبض عرق رقيق برقبتها وازداد وجهها احمرارا وهي تتراجع للخلف كرد فعل لتقدم شريف نحوها حتى اصطدمت بمربعات التبن المرصوصه داخل الاسطبل

- امسك شريف بكتف جيهان وعيناه تشتعلان غضبا واقترب حتى صارت انفاسه تحرك خصلات جبين جيهان على جبهتها المرمرية

- أيه الي انت بتعمله ده من فضلك سبني

شريف بصوت أجش وكأنه يبحث عن صوته : ليه سمحتي له يحط ايده عليك

جيهان بصوت مرتعش تتقاذفه حمم المشاعر من تقارب شريف منها بشكل حميمي : ازاي تقول كده انا مسمحتلوش

- لا سمحتي له انا شايف ايده على ذراعك ليه؟ ايه الي بينكم ؟

ارتباك جيهان وصل لحده: مسمحتلوش هو تصرف بشكل اربكني وانا ملحقتش اتحرجت ومعرفتش اتصرف

- بس انا اتصرفت كنت تحبي اسيبه

- لا بس اصل...........انت احرجتني

- انت الي احرجتي نفسك بسامحك له انه يتعدى حدوده معك ويهزر معك وتضحكي معاه بالشكل ده

جيهان مبتعده خطوات عن شريف : أنا مسمحلكش تكلمني بالشكل ده إلزم حدودك من فضلك

بدت جيهان طفوليه التصرف وهي ترفع اصبعها بوجه شريف وتوجه له التحذير بالتزام حدوده مما جعل ابتسامة تتراقص داخل عيناه ساخرا منها ومن ضعفها ومحاولتها التظاهر بالثبات والتحكم بالامور

اقترب شريف من وجهه جيهان حتى صارت ترى نقطة عيناه اللامعة قريبة من وجهها ورات ملامحها داخل عيناه وقال : وايه هي حدودي بالضبط

توتر جيهان صار حتى نهايته فمشاعرها المتضاربة وكفهها الممدود امامها على صدر شريف محاولة دفعه للخلف دقات قلبه اسفل يدها على صدره العاري رائحه عرقه اثار فيها شعورا بالخدر جعلها تشعر بأنها في زمان ومكان أخرين فقدت القدرة على التواصل الحواري القائم بينهما ونطقت اول ما فكرت به دون تركيز او انتباه : كفاية كفاية يا شريف

دفعت جيهان بكلتا يدها صدر شريف المذهول وجرت ناحية باب الاسطبل وتركته يتخبط بين رده فعلها وكلمات سمعتها اذناه هل قالت شريف ام ان اذناه قد خانتاه ؟؟؟

حسن الخلق 05-07-10 11:38 PM

الفصل السابع والعشرون

من أنـــــــــا

توجهه شريف بغير تفكير ناحية الحصان الاسود ووضع عليه سرجه واحكم ربطه وسحبه لخارج الاسطبل واعتلى صهوة الجواد العنيد ولكزه بكعب حذائه وتحرك مندفعاً ما بين الحقول كان يجري وعقله يعمل ما بين مشاعره ناحية جيهان واحساسه بالتملك ناحيتها وغيرته عليها وزلة لسانها وخطأها في الاسم وتسأل من هو شريف الذي ذكرها به وجعلها تنادي عليه في وقت كان يظن انه بدأ يحكم خيوط سيطرته على مشاعرها

جيهان المندفعة لبيت المزرعة انتبهت لزلة لسانها وارادت ان تجد وسيلة لتصحح خطأها ولكن عقلها لم يسعفها بالتصرف توجهت ناحية مطبخ البيت وتناولت كوب من العصير البارد واضافت له بعض الثلج كان عصير الليمون المهدئ لاعصابها الثائرة له تأثير ناجح عليها وفكرت جيهان يجب ان تهدأ فقد لا يكون شريف انتبه لزلة لسانها تلك

شريف المندفع بالحصان وصل لاطراف المزرعة ولمح من مكانه فلاحين يقومان بفلاحة الارض اوقف حصانه ووقف يراقبهما عن كثب اللون الاخضر بالمزرعة كان على امتداد البصر والشمس الدافئة الساطعة فوق الاراضي الخضراء اعطته الاحساس بالهدوء والدفء والنسمة الرقيقة التي شعر بها تهتز لها الاشجار بخفه وتمس وجهه برقه بدت كقبله ناعمة من الطبيعة الأثرة للمكان ابتسم شريف للمشهد امامه عندما انتبه له احد الفلاحين

محمدين المزارع الاكبر سناً كان مشغولا كعادته بما يفعله بينما كان يشرح لاسماعيل كيف يجب عليه ان يقوم بضربات افضل لتقليب الحوض المزروع عندما رفع رأسه ترائ له ان رأى شبحاً أمامه ولانه رجلا مؤمناً استعاذ بالله من الشيطان الرجيم عل الشبح يختفي ولكن هذا لم يحدث فتابع النظر عندما انتبه اسماعيل لصمت محمدين وتوجيه نظره فالتفت معه وقال محمدين كما يحاكي نفسه :

ايه ده مين الي راكب على عنتر ده

تحرك محمدين ناحية شريف وهو يردد المعوذتين

جيهان بعد ان حاولت ان تشغل نفسها بتجهيز الغداء قررت العودة للاسطبل لتعرف ان كان شريف انتبه لزلة لسانها ووجدت ان حجة مناداته للغداء وعقد تصالح ضمني مع شريف ستكون التصرف الافضل الان ،،

دخلت جيهان للاسطبل الخالي من شريف مما أثار قلقها وما أغضبها أكثر اختفاء عنتر الحصان الاسود الذي يعتبر من اشرس احصنتهم والذي احتفظت به جيهان للاستيلاد ففهمت ان شريف بالتأكيد قد ركبه لعبت برأسها الافكار فتوجهت ناحيه فرستها البيضاء اللون دليلة وأسرجتها وركبتها وكانت على ثقة من شئ واحد إذا كان أحداً قادراً على إيجاد عنتر وفارسه فهي دليلة فهي تشتم رائحته من على بعد وتجد طريقها إليه دائماً لمحته جيهان من بعد المسافة يقف قرب الساقية يرقب الفلاحين فتقدمت بحذر عندما تقدم محمدين نحوه

شريف القابع فوق حصانه وجد محمدين متقدماً نحوه وعلى وجهه إمارات الخوف وتختلط بها التعجب محمدين اقترب قدر استطاعته وجعل الساقيه ما بينه وبين شريف

- بسم الله الرحمن الرحيم مش معقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ايه ده ايه ده لاحول ولاقوة الا بالله مش ممكن - دلك محمدين عيناه بكلتا يداه بحده وفتحهم واغمضهم اكثر من مرة وهو ينظر لشريف – مش قادر اصدق عينايا سي شريف سي شريف ده ولا عفريته انت انس ولا جن

شريف المصدوم من رد فعل الفلاح ارتفع راسه بكبرياء وهو يرى الفلاح يناديه باسم شريف

قال : انت مجنون يا راجل انت ولا ايه

جيهان التي حثت حصانها على السرعة وصلت بتلك اللحظة موجهه كلماتها للفلاح العجوز : محمدين في ايه الي موقفك كده يالله روح شوف شغلك

محمدين الذي تعجب من لهجة جيهان الامرة والتي اعتادت على ان تناديه عم محمدين وتتحدث معه بصيغة الابنه وليست صاحبة العمل انهال على راسه الصدمات فتوجه مشيراً لشريف

- انت شايفة الي انا شايفة يا ست جيهان انت شايفة الي انا شايفة سي شريـ..........

- قلت لك روح على شغلك يالله تفضل من هنا

تحرك الفلاح العجوز يضرب كفا بكفا محدقا بشريف وبجيهان

استدارت جيهان ناحية شريف حمراء الوجهه تقول : اهو ده الي باخده من الفلاحين طول الوقت عاوزين يرغوا ويتكلموا انما شغل مفيش - كلماتها وصلت لمسمع محمدين الذي حرك راسه باسف مجروحاً من كلمات جيهان الذي أعتبرها دائماً مثل ابنته

شريف توجه لجيهان ناقماً عليها وقال مردداً : أفهم من كده اني انا كمان لازم ارجع الاسطبل

جيهان : طبعا لازم ترجع الاسطبل

- مين شريف ؟؟؟؟

- تقصد ايه ؟ انت حتاخد على كلام محمدين

- ردي علي مين شريف انت نفسك ناديتي باسم شريف

جيهان تبلع ريقها وهي تحاول ان تجد رداً

- جوزي

- جوزك ؟ وهو فين ؟

- ميخصكش ؟

- ماشي طب ليه ناداني باسمه

- علشان نظره ضعيف وانت راكب حصانه فافترض انه رجع

- وانت نظرك ضعيف ؟

- تصرفك معي اربكني وفكرني بتصرفات مشابهه لزوجي

بدا شريف مقتنعا او محاولا اقناع نفسه بما قالته جيهان هز رأسه وقال : كان بيغير عليك ؟

- من فضلك اشغل نفسك بعملك وبس ؟

تحركت جيهان ذاهبة ناحية المزارعين لتجنب تكمله الحديث مع شريف ومحاولة منها لاصلاح ما افسدته مع محمدين ولكنها لم تجد ما تقوله له وعندما استدارت كان شريف قد اطلق حصانه يسابق الريح متوجهاً للاسطبل

نام شريف تلك الليلة نوماً طويلاً لشده الارهاق الذي عاناه طوال اليوم ليكون اول المستيقظين في الصباح وتوجه نحو الاسطبلات على الفور وبدأ العمل على علاج الخيول كما اتفق مع الطبيب الشاب الذي اصبح تفكيره به يثير استيائه بالفعل

استمر الحال عده اسابيع شريف يستيقظ مع الفجر ويذهب للاسطبل لينتهى من اعمال الخيل وجيهان تواصل اعمال المزرعة متجنبة الاسطبل والتعامل مع شريف الا باضيق الحدود خوفا من مزاجه المتقلب وعاد سليمان للمزرعة بالسيارة التي عادت سليمه ثانيا وانشغل عمال المزرعة بجمع محاصيل الليمون وازدادت الحركة في المزرعة ومع رائحه الليمون الجميلة وغناء الفلاحين وشدو العصافير شعر شريف بالاسترخاء والاستقرار داخل المزرعة وتأقلم مع حياه المزرعة ومع ارتباط يوسف الصغير به وملاحقته اياه كان يعطي لشريف جوا من المرح ويضفي على وجوده اهمية كبرى

قفز الصغير إلى الامام يحجل باحدى ساقيه في اللحظة التي اراد فيها شريف ان يتقدم خارج الاسطبل عندما رآه شريف ابتسم راجعا للخلف ونظر الى شعر الصغير في ضوء الشمس الساطع مما ذكر شريف بسنابل القمح الصفراء ووجدت في ذاكرته المتعبه ثغره جديده صوره لطفلان من اطفال الفلاحين يتسابقون بين سنابل القمح الصفراء اجسادهم الصغيرة تغطيها جلاليب رماديه وصفراء اللون ورؤسهم مغطاه بطاقيه صغيره من الشبك احدهم حمل طاقيته وقفزها لاعلى كما لو ارادها تطال عنان السماء لتعبر سنابل القمح وتعود لتحط على الارض للحظات تجمد شريف مكانه يلاحق الصور بذاكرته احد الطفلين تعثر في جلبابه فاقدا اتزانه لتخدشه سنابل القمح الصفراء امتدت يده اليمنى لتلمس زراعه الايسر اعلى الكوع تغطي مكان الجرح القديم ليفيق فجأه من خياله ليجد يوسف الصغير يناديه شريف المتصبب عرقاً نظر للصغير كمن افاق من حلم وصدمه في أن واحد بينما يوسف يكلمه

يا عمو يوسف انا جيت اهو زي ما قلتلي حتركبني الحصان بقى

شريف الذي وقف للحظات متجمداً تلاحقه صورالماضي افاق مصدوماً ليرد على الصغير :

بعدين بعدين

توجه شريف خارج الاسطبل تاركا يوسف الصغير يصارع خيبه امله

بين حقول الليمون مرشريف يفكر وينظر حوله كل احلامه كل افكاره تقوده لنفس النتيجه المزارعين والفلاحين واطفالهم لماذا؟

الفلاح العجوز والذي رأه من قبل في احلامه الطفل الصغير الذي جرحته سنابل القمح نفس صوره الطفل الذي رأه بحلمه الاول وكأنه هو كان يشعر بنفس شعور الطفل عندما نهره الفلاح ونفس الشعور عندما جرحته سنابل القمح رفع شريف اكمام قميصه لاعلى يبحث عن خدش او جرح السنابل ثم انتهر نفسه لهذا فهو في كل الاحوال لن يجد الخدش اذا اصابه وهو صغير بهذا الشكل فكر شريف هل يمكن ان يكون فلاح مزارع ولكن لهجته ووجوده في شرم لا يدل ابدا على انه من الريف ولكن اليس هناك من اهل الريف من نزحوا للقاهرة وتغيرت لهجاتهم هل يكون منهم ؟ افكار شريف اخذته لجيهان وزله لسانها وانكارها والفلاح الذي اخطأه ما الذي يشير اليه كل هذا انه يشعر بان الخيوط كثيرة التشابك وكان هناك شيئاً أمامه ولكنه لا يراه هل فقد بصيرته هل ذاكرته تخونه تستغل حاضره الحالي لتجعله يعيش بالوهم هناك حلقة مفقوده لايجدها في ذاكرته وعليه ان يبحث عنها ولكنه سيحتاج لمساعده طبية فمنذ مغادرته لشرم لم يراجع اي طبيب حتى الآن ؟؟

توجه شريف عائدا مرة اخرى للاسطبلات وبعقله الاف الافكار

حسن الخلق 05-07-10 11:40 PM

الفصل الثامن والعشرون

حبيبتي أنا من تكون ؟

بدا شريف يطعم الاحصنة الجائعة واهتم باعطاء الفرسه بعض الفيتامينات المذابه بالماء والتي اصر الطبيب على ضرورة تناولها وخاصه بعد ان كشف عليها واقر بانها ستضع مولودها عن قريب اهتم شريف بدليله فرسه جيهان على نحو خاص ووجد ان الفرسه بدت ترفض الاكل ولاحظ احمرار عينها فعرف بانها ليست على مايرام فقرر تحميم الفرسه وبدا بتنظيف المكان اسفل الفرسه ووضع التبن النظيف مكان القديم وحمم الفرسه بشكل جيد ثم مشط لها شعرها وترك الفرسه ترتاح بعد ان وضع امامها بعض الماء الجديد

كان الليل قد ارخى سدوله عندما اوى شريف اخيرا لفراشه مجهدا ولكن لم ينم تلك الليلة كان يفكر ويفكر ويعتصر بمخه العنيد وبينما هو على هذه الحال

بدا ان معاناه شريف من الصداع لم تنتهي بل ازدادت حدتها وقد أوشك ان يحطم رأسه كان قد توجه لحجرته ممتنعاً عن تناول الغداء وتوجهه ليأخذ قيلولة لحين صلاة المغرب عندما شعر بألم يفتك برأسه فتكاً ادخله في نوم اشبه بالحلم رأى فيه الفلاح محمدين يشير إليه بأصبعه ويناديه شريف شريف يابني ورأى جيهان تحمل طفلة رضيعة في يدها لم تكن شيرين ابدا وانما كانت طفلة ذات شعر اسود وعينان رماديتان اشبه بجمانة في عمر اخر كانت تبتسم بوجه احد الاشخاص وجيهان تقول له شفت اه البنت طلعت شبهك

انتفض شريف مستيقظاً من حلمه فزعاً ويشعر بالضيق ليجد ان الظلام قد حل تقريباً وفاتته صلاه المغرب قام ليغتسل ويتوضأ وبدأ بالصلاة ثم بدأ يفكر بحاجته للأكل وشرب فنجان من القهوة

توجه شريف ناحيه صاله البيت عبر الممر المؤدي إليها ولم يجد أحدا مما اراحه فلم يكن في مزاج يسمح له بلقاء أي من افراد العائلة وتوجه ناحية مطبخ البيت استطاع ايجاد طعامه بسهوله فقد بدا أن جيهان تركت صحنين من الطعام مغطيان بغطاءين من الاوراق الحافظة للحرارة على طاولة المطبخ ورغم بروده الطعام الاانه قرر ان اكلهم باردين افضل من تسخينهم الان تناول طعامه بسرعه وتوجه لصنع فنجان من القهوة عندما فكر بضرورة ان يغسل الصحنين فلا يجب ان يترك لجيهان خدمته فهي على كل حال صاحبة العمل والبيت وقد تمادى معها كفاية ربما لانه في هذا المكان المنعزل قد نسى نفسه وهيئ له ان المكان له وان جيهان امراته وتلك عائلته ربما عدم وجود احد في حياته دفعه لهذا فكر شريف وتذكر منى لما لا يتصل بها ويخبرها بمكانه عل علاقته بها تعيد التوازن لنفسه المتعبة فليس من المفترض على كل حال ان يعيش اعذب طوال حياته وربما يحتاج لتفهم امراة بعيداً عن علاقته بجيهان التي يجب ان تكون علاقة عمليه اكثر

عندما عاد شريف إلى الصالة توجه ناحية التليفون ليضرب رقم منى لينقل له عبر الاثير صوت متململ لامراة عذبة الصوت

ازيك يا منى

بدا ان منى انتفضت وفوجئت بسماع الصوت

مش ممكن يوسف انت فين حبيبي كده برضه اختفيت

ابدا مختفتش ولا حاجة انا حبيت بس اشوف شغل مختلف

انت فين يا حبيبي

انا في الفيوم

في الفيوم فين وليه ؟؟

بشتغل في مزرعة ؟

مزرعة مزرعة أيه ؟؟

حديك العنوان والتليفون علشان تكلميني وتراسليني ؟

اديه لي بسرعة ؟

املا عليها شريف العنوان والتليفون على عجل وانهى الاتصال وهو اكثر ارتياحا بقراره

عاد شريف إلى حجرته وخرج للشرفه المطله على المزرعة جلس على كرسي خشبي مريح وضع بالشرفة مع طاولة صغيرة ومد ساقيه المديدتين فوق الطاولة بعد ان خلع قميصه ليستمتع ببروده هواء الليل تضرب صدره الساخن من قوة انفعالاته ومشاعره التي تموج به كان يستمع لاصوات الليل الخفيضه صرصور الليل بالمزارع ونقيق ضفدع صغير ومواء احد القطط كانوا بلسماً ومهدئاً لروحه الهائمه اراد ان يفكر بكل ما عصف به منذ مجيئه للمزرعة وحياته القصيرة بها وشعوره الداخلي بالارتباط بها فكر انه يجب عليه ان يغادر ولكنه ليس مستعدا الان فهو يحب المكان ويحب رعاية الخيول ويشعر بانتمائه للمكان بشكل عجيب كما انه لا يملك المال حتى الان ربما بعد ان ينتهي شهره الاول ويقبض راتبه سيصبح لديه حريه الذهاب والاياب من والى المزرعة مما قد يحرره من تلك المشاعر تجاه المكان والاهم تجاه جيهان الذي صار يشعر ان افكاره كلها تتمركز حولها

جيهان بحجرتها كانت تتنازعها الافكار حول خلافها مع شريف وعن خطأها بالتصرف فلم تستطع ان تكبح جماح انفعالاتها وتركت نفسها تتخذ رد فعل قوي تجاه سيطرة شريف اقلقها ان يدفعه تصرفها للرحيل من المزرعة وتسألت الاف المرات لماذا لم تعد له ذاكرته حتى الان اما زال يرفضها في داخله لماذا؟؟ هل تسببت بهذا لنفسها هل حملته اكثر من طاقته لقد كان لديهم خلافاتهم بالفعل ولكن ايما زوجين ليس بينهم خلافات ارجعت جيهان راسها للخلف لتستند على ظهر الفراش الخشبي وارجعت الوساده لتستند اليها رافعة احدى زراعيها خلف راسها وضمت ساقيها قريباً من صدرها وتركت لذاكرتها العنان لذلك الخلاف الذي حدث بينهما قرب الحادث كان شريف كعادته عندما ينغمس بشئ يعطيه كل طاقته ووقته وقد انشغل عنها وعن الاولاد بالتخطيط لتوسيع الاسطبلات الذي نواه والذي لاجله اتخذ قرضا جديدا من البنك غير عابئ بنتيجة تصرفه كما نعتته وقتها وفي انتظار السيارة الجيب التي ستسهل من حركته وحركتها وليدفعها للخروج بعض الشئ من المزرعة عل هذا يقلل من عصبيتها في الفترة الاخيرة ولكنها ابدا لم تكن تريد ان تخرج خارج المزرعة بل ارادت ان يظل شريف بجانبها طوال الوقت وتلك كانت المشكلة الاساسية بينهم لقد التصقت به اكثر من اللازم فقط في الفترة الاخيرة لقد احبته حتى الجنون وتعلقت به وفي تلك الفترة كانت تعاني من صعوبات الحمل وكانت تحتاج اليه بجانبها ليطمئنها فقد خشت ان تخسر جنينها وارادته ان يكون بجانبها يؤازرها ولم ترد ان تتركه لحظة واحدة ارادت ان تبقيه معها طوال الوقت وهذا ما كان نقيضاً لشخصية شريف المستقلة والمتعدده الاهتمامات فقد اراد دائما ان يهتم باكثر من امر اما هي فقد ارتكزت حياتها كلها عليه لقد نبذت اهتماماتها لاجله ونست احلامها القديمة وركزت فقط على احلامه واردت ان تبذل جهدها لتساعده في تحقيقها ظنا منها ان هذا سيقربها له اكثر واكثر ولم تنتبه للخيوط العنكبوتية التي تحيكها من حوله وتضيقها الخناق عليه وارادت هي منه ان يساندها في ذلك الوقت ويكون الى جانبها احتاجت لحنانه اكثر من اي وقت مضى ولتطميناته ولكنه انشغل عنها ولم يتقبل هذا الالتصاق الغير معتاد عليه منها فشريف ذو الشخصية الحرة اكثر ما احبه فيها هو استقلاليتها وانها كانت دائما تجد ما يشغلها ولم يتفهم حاجتها اليه في تلك الظروف

لذلك اشتعلت بينهم الشجارات لاتفه الاسباب حتى وصل الحوار بينهم الى مداه عندما هددته جيهان في تلك الليلة بانه عندما يعود من سفرته لاستلام سيارته لن يجدها ستختفي من حياته مع ابنائها طالما انه يريد منها ان تكون مستقلة فستريحه من مسؤولياتها تماما وخرج شريف غاضبا من كلماتها ونعتها بالسخافة وقد استنكر فكرة ان تقدم على هذا فهو يعلمها جيدا ويعلم حبها له وعدم قدرتها على مغادرته

قامت جيهان باحثه عن الهواء العليل وتوجهت للشرفة لتنظر ناحية شرفه غرفة الضيوف وترى شريف الجالس نصفه الاعلى عاري من الملابس ويمد ساقيه على طاولة صغيرة كان يريح راسه على احدى ذراعيه وبذراعه الاخرى يغطي عيناه بدأت جيهان تدقق النظر إليه واقلقها ان يكون نائما في الشرفة فنسمة الليل ليست امر يستهان به ولكنها لم تجرؤ على ان تنادية او تلفت انتباهة لمكانها بالشرفة العلوية لحجرتها كانت وعلى ضوء مصباح الشرفة السفلية ومن مكانها المظلم تنظر اليه وقلبها ينبض بضربات من الجنون هاهو شريف زوجها وحبيبها امام اعينها تفصلها عنه بضع امتار ولا تجرؤ حتى على محادثته تسألت : لماذا يا شريف؟؟ لماذا ترفضني ؟؟؟ ماذا فعلت لك ليرفضني عقلك الباطن !!! ويرفض عودتك الى لماذا !!!!

شريف المستند الى ذراعه اخذته سنة من النوم وغفا بفعل نسمه الهواء في احلامه رأى نفسه يدخل إلى حجره مضيئة لامعه من كل الجوانب كان يظهر له ضوء يمنع عيناه من ان تتوجه اليه وباوسط الحجرة وجد ستائر بيضاء حريريه ناعمة مربوطة بشريط صغير تقدم نحوها جارا الشريط الذهبي لينظر الى فراش وثير ابيض وذهبي وفي اوسطه نامت جيهان ترتدى ثوب ابيض به عده ازهار ذهبية تمددت على الفراش ناعسة مبتسمه له اقترب منها بحذر وللحظات شعر انه بالجنة عندما المه وخز في كتفيه من جراء الكرسي الخشبي الذي نام عليه مما ايقظه من حلمه الجميل وقف شريف يستوعب كيف نام واين ؟؟؟؟ وتمطى يفرد قامته وحرك ذراعيه بحركة رياضية ثانيا وفاردا اياها محاولا التخلص من التشنج الذي شعر به وحرك راسه على الجانبين عندما لمح جيهان في الشرفه العلوية استدار ورفع لها رأسه بجرأه لتفهمه كيف وقفت تراقبه طوال الوقت مما احرجها ودفعها للحركة للخلف بينما نهرت نفسها على تسرعها فبدت مذنبة امامه وكأنه امسكها بالجرم المشهود فعادت لوضعها مؤنبة نفسها بان لها كل الحق مثله في استخدام الشرفة واشارت اليه بايماءه بينما ابتسم لها احدى ابتساماته الساحرة التي تضئ وجهه

حسن الخلق 05-07-10 11:41 PM

الفصل التاسع والعشرون

يوم جديد

استيقظت جيهان في الصباح الباكر على صوت خبطات على باب حجرتها لتكتشف انها قد نامت حتى الظهيرة وهو الامر الذي لم تفعله من مده طويلة وربما لم تفعله ابدا منذ قدومها للمزرعة كم تجري الايام سريعا لم تعد تفكر في الايام التي سبقت مجيئها للمزرعة من بضعه اعوام مضت في فيلا ابيها بالمعادي تلك الفيلا الهادئة التي وجدت بحي المعادي منذ ايام جدها لم يكن والديها من اغنياء القوم بل كانا اكاديميان اذا صح التعبير ابيها المحامي الكبير وامها التي بدأت حياتها بالتدريس بالجامعة كانا زوجان هادئان ربيا ابنائهما بشكل مترفع كثيرا عن هموم الحياة لم يكن لدى جيهان هما في الحياة ولم يشغلها ابدا سوى دراستها وهوايتها وقرائتها التي شجعها والديها عليها كانت فتاه لطيفة وشابة جذابة عندما تعرفت على شريف انجذبت للتضاد بين حياتيهما وفي بضعه سنين تحولت على النقيض لما عاشته قبل معرفته اصبحت امراه عملية يشغلها الاشياء الحياتيه وتصنع بيدها الجبن والفطير وتجيد رعايه الطيور صارت ريفيه ربما اكثر من زوجها الريفي لترضيه ولم تندم لحظة على هذا لكن شريف كان دائما حساساً تجاه حياتها السابقه واتهمها في اكثر من خلاف بانها سأمت من حياتهم البسيطة وحنت الى حياه الراحة التي اعتادتها وكان هذا اكثر ما يغضبها منه فهي اندمجت بحياته ولم تنتظر منه اي مقابل سوى ان يحبها ويقدرها ولكنه كان دائما قلقاً خائفاً من ان يفقدها حاول دائما ان يوفر لها مستوى افضل من الناحية المالية وهذا احد اسباب استدانته والقروض التي اقدم عليها بتهور والتي تسببت في شقاءها فيما بعد جيهان المستيقظة حديثا فتحت عيناها على صورة ابنتها جمانة الصغيرة بشعرها الاسود الناعم الملتف في خصلات متمرده حول وجهها البيضاوي الجميل وعيونها السوداء ورموشها السوداء تغطي تمردها بشفتيها المتكورتين الصغيرتين المائلتان للون الوردي كانت جمانة نواة لفتاه ستصبح يوما ما شابه فاتنة هذا ما شغل تفكير جيهان عندما اقتربت جمانة لتجلس على حافة فراش امها

ماما انا قلقت عليك لما اتاخرت في النوم ومصحتيناش كعادتك

رق قلب جيهان لابنتها وابتسمت : حبيبتي هي الساعة كم دلوقت

الساعة 12 يا ماما

أخ يظهر راحت علي نومة طويلة ( تذكرت جيهان انها نامت بعد اذان الفجر )

في الحقيقة يا جمانة انا نمت متاخر سامحوني حقوم احضر الفطار على طول

لا ياماما احنا فطرنا خلاص

فطرتم ازاي

انا يا ماما عملت ساندوتشات لي ولاخواتي واكلت شيرين مهلبية من الي عملتيها امبارح

اه برافو عليك يا جمانة صحيح اقدر اعتمد عليك في اي وقت

ابتسمت جمانة محاولة اخفاء تفاخرها بنفسها واظهار نفسها بمظهر اكبر سنا مما جعلها تبدو اصغر سنا مما حاولت

قامت جيهان من فراشها وضمت اليها جمانة التي شعرت للحظات بأن ابنتها التي دست نفسها بحضنها وكأنها افتقدت لفترة طويلة شعرت بالذنب لابتعادها عن الطفلة قبلتها جيهان ونظرت بوجهها الصغير : جمانة اديني بس 10 دقايق وحكون جاهزة

اوك يا ماما

نزلت جمانة السلم الخشبي تقفز سلمتان بكل خطوة سعيده بالدقائق السابقة مع امها لتفقد توازنها في لحظة ويسقط جسدها الصغير متكورا اسفل السلم

جيهان التي دخلت الى الحمام وتحت المياه الباردة المنعشة لم تسمع صدمه الجسد الملقى اسفل السلم عندما انتهت جيهان من استعدادها للعمل اليومي بالمزرعة توجهت للسلم لتفاجأ بجسد ابنتها ولم تعرف كيف استطاعت النزول لترفع راس الطفلة المصاب بحضنها كانت تصرخ وتصرخ وتنادي ولا تعلم كيف تتصرف عندما ظهر شريف امام نظرها من حيث لا تدري وعلى الفور تقدم حاملاً جمانة ومتقدماً نحو اريكه الصالة الكبيرة بينما جيهان لا تدري اتبكي ام ماذا تفعل ؟ اذاء ابنتها التي لا تتحرك شريف كان همه ان تفيق الطفلة التي بدأ بعمل ضربات على خدها المتورد لايقاظها واشار إلى جيهان ان تأتي له بزجاجه عطر جيهان التي كادت ان تضحك فاين يمكن لأمراة تعيش حياة كحياتها ان تجد زجاجة عطر كانت تجري في اتجاه غرفتها تحاول ان تجد حلا لمشكلتها عندما تذكرت هديه اخاها بعيد ميلادها وزجاجة العطر غالية الثمن التي اهداها اياها ولم تستخدمها ابدا مدت يدها لاحد الادراج المهمل محتواها واخرجت زجاجة العطر ورفعت عنها الاوراق النايلون المغلفة للعلبه المخمليه المغلقة كما لوكانت علبة مجوهرات واخرجت العطر لتتقدم مندفعه من الغرفه ناحية شريف وابنتها والذي بدأ برش العطر حول جمانة التي بدات تستفيق وهي تبكي متألمة من رأسها مما اقلق جيهان تنحى شريف قليلا ليترك لجيهان مجالا لتكون بجانب ابنتها ثم استقام :

- لازم تروح المستشفى وتعمل اشعه راسها بتنزف انا حروح اشوف سليمان يخرج العربية متخليهاش تتحرك من مكانها.

جيهان المندفع من عيناها الدموع هزت راسها صعودا ونزولا تاركه لشريف زمام الامور لم تفكر ولم تستطع حتى ان تفكر في غير جمانة في تلك اللحظة وفي حادث مشابه من عدة سنوات لابنتها وفي تصرفات شريف في كلا الحادثين وفي احساسها الغامر بالذنب لان ابنتها كانت توقظها من دقائق قبل سقوطها هذا

بعد عدة دقائق ظهر شريف وحمل جمانة بين زراعيه وجيهان تلحق به ليتوجها للسيارة كان انين جمانة المتألمة وصوتها في اذن شريف تنادي : بابا بابا هو اكثر ما مس قلبه وجعله يشعر للحظات بموجات من الالم قاومها ليكون قادرا على نقلها الى المستشفى حيث تتلقى المعالجة واستمع لتوجيهات جيهان للوصول للمستشفى.

وعندما وصلا للمستشفى ادخلت جمانه لغرفة التصوير بالاشعه وتحت اشراف الطبيب ونظر امها تاكد الطبيب من عدم وجود كسور بالجمجمة ارتاحت جيهان لما قاله الطبيب

الحمد لله مفيش اي كسور بالجمجمة بس مجموعة رضوض لكن من الافضل تفضل تحت الملاحظة للاربع وعشرين ساعه القادمة

انا حستنى معاها

زي ما تحبي المهم لا انفعال ولا حركة

اكيد يا دكتور

انحنت جيهان على وجه ابنتها البيضاوي وابتسمت لعيناها ومدت يدها على شرشف المستشفى الابيض لترفع يدا ابنتها الشاحبة الى شفتيها وتقبل يداها دموعها المتساقطة جعلت جمانة تتحرك متملمة في فراشها وجيهان الخائفة على ابنتها اعادت يدها لمكانها وصارت تمسد على طول زراعي ابنتها بحنو بالغ وتقرا القرآن حتى هدأت جمانة تماما واستسلمت مرة اخرى للمخدر الذي يسرى بجسدها والمسكنات لتتحمل ألم الرضوض القاسية على جسدها الطفولي

رائحة الكحول والمعقمات زكمت انف جيهان واشعرتها بزياده احساسها بالاختناق والالم

شريف الذي سمع ما قاله الطبيب توجه نحو مقصف المستشفى ليعثر على مشروب يهدأ من روع جيهان وروعه فمنذ رأى جمانة الملقاه على الارض اسفل السلم وهو يشعر بالم نفسي عجيب وحزن ازاء الطفلة يريد ان يفعل كما تفعل جيهان ويشعر باختناق عجيب الى جانب هذا الصداع اللعين توجه شريف ناحية طاولة في مقصف المستشفى وجلس اليها مستندا لظهر الكرسي المستند على الحائط وعيناه تطل من نافذه المستشفى الصداع غشى رأسه فأغمض عيناه ووضع رأسه ما بين كفيه الصور المتلاحقة ألمته صورة جمانة ملقاه على الارض مرة ويحملها مرة جيهان شكلها مختلف ببطن منتفخه تبدو حامل جمانة تبكي وتمد يدها له وتصرخ بابا رجلي يا بابا ، شريف يرى جمانة اصغر بعده سنوات يحملها بين زراعيه وتلف يداها حول رقبته وكأن الحدث مكرر

شريف افاق للحظة ليجد العرق يتصبب منه مستندا على حائط جانبي للمستشفى محاولاً الوقوف عندما ظهر طبيب كبير بالسن قد خرج من احدى الحجرات بقامته القصيرة ونظارته الدقيقه والتماع راسه القليلة الشعر الابيض بدا كمن يدرس وضع شريف واقترب الطبيب الكبير بالسن مشيرا لاحد الممرضين نحو شريف الذي لم تستطع ساقاه حمله اكثر من هذا وعندما شعر انه يسقط في هوة سحيقة كانت يدا الممرض الغليظ المحيا هي اول من تلقاه .

حسن الخلق 05-07-10 11:43 PM

الفصل الثلاثون

قلب ممزق

شريف الممد على فراش ابيض من آسره المستشفى يفتح عيناه لا يعلم ما الذي جعله يفتح عيناه الان رائحة البنج والمعقمات كانت اول ما شعر به ليتسأل اين هو ؟ عيناه التي ترى المستشفى ترى اختلاف عجيب الطبيب الواقف امام فراشه يكتب بملف المرضى استدار اليه مبتسما

صباح الخير يا بطل ايه اخيرا بقيت معنا

انا فين ايه الي جابني هنا

انت وقعت يا سيدي قولي بقى ايه حكايه صور الاشعه دي

صور الاشعه

اه واضح يا سيدي من الاشعه الي اتعملت لك ان في كدمه في حجم كرة جولف صغيرة بدأت بالتفتت من ايه الكدمة دي

كدمة تقصد تجمع دموي

ما انت عارف اهو

اه انا حصل لي حادث وده ناتج عنه

ومش بتحس باي اعراض

لا بحس بصداع فظيع

واضح سببه يبدو ان تفتت التجمع الدموي ده وبدء حركة الدم في تلك المنطقة مسبب لك الم

وايه كمان

انا بدات اشوف صور مش عارف ان كانت حقيقيه ولا خيال

صور تسمح لي : اقترب الطبيب باحد الكراسي من فراش شريف وجلس اليه موجها له كلماته

مين الطبيب الي متابع حالتك اديني اسمه وتليفونه من فضلك

جيهان الملقية برأسها على كف ابنتها تمطرها بقبلات حانية انتبهت لاستيقاظ جمانة وحاولت ان تمسح دموعها المتساقطة .

شريف الذي صدمه كلمات الطبيب حول تحليله لحالته توجه لحجرة جمانة مرة اخرى وجد

جمانة تفيق ويستمع شريف لصوتها تنادي امها

ماما ماما

انا هنا جنبك يا حبيبتي

ماما عاوزة اروح البيت

وبعدين معك يا جمانة حبيبتي حنفضل هنا شوية لحد الدكتور ما يسمح لنا ونمشي

ماما تعرفي كنت بحلم بايه

بايه يا حبيبتي

ببابا لما شالني يوم ما رجلي اتكسرت وجابني هنا المستشفى

جمانة حبيبتي ده من مدة طويلة انت لسه فاكرة

اه ياماما فاكرة كنت كسرت رجلي وكنت زعلانة على فستاني الجديد لما اتقطع فاكرة يا ماما

فاكرة يا حبيبتي

شريف والحوار الذي سمعه تركه اكثر حيرة جمانة تعرضت لحادث مشابه لما رأه بحلمه منذ عده سنوات وحملها اباها واليوم حملها هو لم تشعر بشئ عندما حملها فقد كانت تئن ولا يظنها كانت واعية لما يحدث ولا لكلماتها وهي تناديه بابا...... .

جيهان المها كثيرا ذكرى ابنتها ففي الحادثين حملها اباها وفي الحادثين ذهب بها للمستشفى

شريف انسحب من الباب مستنداً احتاج لوقت كافي لربط الاحداث لماذا تربط احلامه بتلك العائلة هل هي مجرد احلام ام انها جزء من ذاكرته هل هو جزء من هذه العائلة هل عمل بهذا المكان من قبل هل عرف جيهان وابناءها من قبل هل هو ...............؟ لا مستحيل مستحيل الفكرة التي طنت براسه جعلته يدور .

الكل هنا بهذه المزرعة ينظر له بشك عامل المزرعة العجوز الذي يرى التشابه بينه وبين زوج جيهان محتمل ولكن ان يرى هو الاحداث من خلال الماضي في احلامه هذا هو المستحيل يجب ان يتحدث مع جيهان وفي اقرب وقت يجب ان تخبره يجب ان .........

يجب ان ماذا ؟ فكر شريف عن ماذا يسألها ؟؟
توجه شريف لغرفة جمانة ليجد ان جيهان تساعد ابنتها على وضع اكثر راحة

فأجل نواياه بالكلام

جيهان رفعت عيناها له وهي شاكرة وممتنه له عند دخول الطبيب الذي طلب من جيهان ان ترحل وتترك جمانة حتى الصباح ووراء اصرار جيهان بالانتظار مع ابنتها لم يجد بدا من ان يسمح لها بالمبيت في المستشفى .

شريف وجد لنفسه غرفة صغيرة باحد الاوتيلات الصغيرة المجاورة حتى الصباح نظرا لبعد المستشفى عن المزرعة اثر البيات حتى الصباح لاستعادة جيهان وابنتها للمزرعة مرة اخرى

شريف قضى ليلته تنهشه الافكار ونام نوم مرهق حتى الصباح ثم ذهب لجيهان ليجدها بانتظاره مع جمانة اصطحبهم للسيارة التي قادها بنفسه الليلة الماضية لتوفير افضل مساحة لجمانة المتعبة ركب الثلاثة السيارة وسط ثرثرة جمانة الفرحة بالعودة البيت ودموع جيهان المحبوسة وصمت شريف المطبق

عند وصول الجميع لبيت المزرعة كانت حميدة بالانتظار يملا وجهها التوتر وملامحها القلقة

شريف استشف وجود امر ما بينما جيهان المشغولة بجمانة لم تنتبه للتوتر البادي على حميده اقتربت حميده من السيارة الواقفة وركابها الذين يحاولن النزول الان

حمد لله على سلامة الست جمانة يا هانم

الله يسلمك ياحميده امال فين الولاد

الست شيرين نايمة و.........

وايه يا حميده فين يوسف

يوسف يا ست هانم من صباحية ربنا مش لاقياه

يعني ايه مش لاقياه راح فين

- أني مش عارفة والله يا ست هانم هو من الصبح كان بيقول عاوز ماما وبعدين دخلت اكل الست شيرين واغير لها رجعت ملقتوش قلبت عليه البيت كله ملقتهوش

- يعني ايه - التفت جيهان لشريف وعيناها تساله المساعده-

رد شريف على نظراتها بلسانه : اطلعي انت وجمانة دلوقت وانا حدور عليه

تحركت جيهان متوتره وهي تنادي على حميده بان تذهب لتنادي عمال المزرعة ليبدأوا البحث عن الصغير .

حسن الخلق 05-07-10 11:45 PM

الفصل الحادي والثلاثون

تحتاج اليه

توجه شريف للاسطبل باحثا عن الصغير عندما انتبه لعدم وجود احد اصغر الافراس الموجوده بالاسطبل فاستنتج ان الصغير ركب الفرس بشكل او باخر خارجا من المزرعة وهذا معناه انه بخطر اكبر مما يتخيل ومن ناحية اخرى فالطفل في خطر السقوط من فرس على الرغم من انه اختار اصغر الافراس واكثرها هدوءا الا انه مازال خطرا عليه الركوب وحده .

خرج شريف من الاسطبل وتوجه على الفور ناحيه بيت المزرعة عندما وجد مجموعة من رجال المزرعة يقفون بانتظاره وانتظار بدء دائرة البحث عن الصغير كان بينهم محمدين العجوز المتوتر والذي ينظر له دائما بحاله من الشك وبدأ شريف بعمل دائرة واسعه حول المزرعة رسمها على الارض بخشبه صغيرة وبدا يسال العمال عن اجزاء محدده ومن ضمنها اتجاه الساقيه والشلال القريب من المزرعة والبحيرة الذي سبق وحدثه الصغير عنها والذي كان قد وعده باخذه يوما اليها ولم يجد الوقت ابدا لوفاء هذ الوعد.

بدا شريف بتوجيه العمال كل الى جهه بينما توجه هو ناحيه الشلال والبحيرة كان اول ما خطر في بال شريف البحث عن الفرس باتجاه البحيرة ولكنه لم يجد له اثر فتوجه ناحيه البحيرة عندما لفت نظره في منتصف الشلال وفي الجزء العلوي والصخري من الارض وقبل ان ينحدر الشلال للمرة الثانية من ارتفاع الارض الصخرية للبحيرة السفليه هناك وعلى احدى الصخور تكور جسدا صغيراً شبه نائم ،، شريف المفزوع على الطفل نادى باعلى صوته يوسف .

يوسف الصغير لم يسمعه لارتفاع صوت الشلال غاص شريف ببنطاله الجينز الرمادي الممحى الوانه والتي شيرت الاسود الملتصق بجسده القوي داخل المياه التي بدأت بالازدياد في اندفاعه بقوة كان يحاول تثبيت قدميه على الصخور عندما تحرك جسد الصغير ورفع وجهه الصغير لمنقذه فاشار اليه شريف بالا يتحرك وانصاع الصبي الخائف لتعليمات شريف الذي ما ان وصل للصخرة الواقعه لمنتصف الشلال حتى امتدت يداه للطفل الذي قذف بنفسه بين ذراعيه ينشد الامان والدفء شريف الذي عاني من صداع طوال النهار تمسك بالصبي بين ذراعيه يحتضنه ويشده الى صدره بخوف اب حقيقي على ولده رفع الصغير الخفيف الوزن حتى لاتطاله الماء اكثر مما طالته وبدا يثبت قدميه في طريق العوده حتى وصل للشاطئ الامن فانزل الصبي

ايه الي وداك هناك

كنت عاوز اشوف الشلال من فوق وكانت المياه بطيئة وقليله وقعدت هناك شوية وبعدين لقيت المياه كترت مش عارف ليه خفت ارجع لحسن اقع في المياه

والحصان راح فين

رد الطفل بخجل : انا اسف انت قلت لي حتعلمني اركب الخيل وانا بعرف شوية صغيرين ركبت على الحصان ولما وصلت ونزلت من عليه نسيت اربطه فهرب

مش مشكله اكيد حيعرف طريق الرجعة

شريف احتضن الصبي الصغير وتوجه لحصانه واعتلى صهوته ومد يده للصبي ورفعه امامه ليجلسه بين ذراعيه وتوجه نحو المزرعة

جيهان يتاكلها القلق على يوسف تتساءل اين يمكن ان يكون قد ذهب لقد استطاعت تهدئة ابنتها وتطمينها على اخاها لتنام وترتاح بينما قلبها يرفرف قلقاً بين جنبيها

شريف العائد وبين ذراعيه الصبي التقى بسليمان في طريق العودة وطلب منه اعلام العمال بعودة الصبي وتوجه لبيت المزرعة .

ليجد جيهان تزرع صاله البيت جيئة وذهابا بينما يدخل هو من باب البيت حاملاً بيده الصبي الشبه نائم على كتفيه وتتساقط من ملابسه الماء

- يوسف ايه ده لقيته فين

- بالهداوة الولد بردان محتاج تبدلي له هدومه وياكل حاجة سخنة وبعدين دوري على الاجابات

جيهان الغاضبه والمتوترة لم تعد تحتمل هدوء اعصابه وتوجيه لها في كل كبيرة وصغيرة وكأنها تحتاج له ليعلمها كيف تربي اولادها وداخلها صراع قوي يلقي باللوم على شريف في اخذ تركيزها بعيدا عن اولادها والا لانتبهت واتصلت بالصغير لتطمئن من المستشفى انها تلومه لوجوده وغيابه بنفس الوقت ولاحساسها بفقدان عقلها بسببه

امتدت يدها لتأخذ الصغير وعيناها تسوقها العناد وتسأله: كنت فين يا يوسف

يوسف الخائف من رد فعل امه الغاضبة اخفى وجهه في عنق اباه واحتضنه بذراعيه

فكرت جيهان ان شريف ياخذ حنان اولاده بلا مقابل ولا احساس بالمسؤوليه مما اثار استيائها فامتدت يدها لتسحب الصبي فامسك شريف بيدها

الشرارات الكهربية التي امتدت في تلك اللحظة احتوت على الغضب والعنف الكامن بداخلهم

ومشاعرهم المتلاطمة فسحبت جيهان يدها منصاعة لكلمات شريف وتوجهت لغرفة ابنها واعدت حمام دافئ المياه ووضعت احب العاب الصبي الصغيره اليه وعادت للصالة لتجد شريف يساعد الصبي بخلع ملابسه ويجففه بفوطه الحمام ويلفه بفوطه كبيرة بينما يجفف شعره المبتل توقفت جيهان تنظر والمها احساسها بحب شريف لاولاده وتساءلت الى متى ستصبر عليه اقتربت جيهان وامسكت بيد ابنها مصطحبه اياه للحمام الساخن واجلسته في الماء الدافئ وبدات تساعده في الاسترخاء حتى عملت الماء الدافئ مفعولها في الصبي وبدا يسترخي ويستدفئ فالبسته ملابسه وحملته لغرفته ثم اعطته بعض الشوكولا الدافئه بالحليب وجلست بجانبه حتى نام ثم ذهبت فاطمئنت على جمانة النائمة في فراشها يليها شيرين التي اعتنت بها حميدة طوال اليومين السابقين وقبلتها ثم وجدت انه لا مناص من مواجهة شريف والعوده اليه في صالة البيت لتجده قد استبدل ملابسه بترننج قطني ازرق اللون وعلى كتفيه فوطة صغيرة وشعره مشعث من جراء تجفيفه وبيده فنجان من القهوة يتصاعد منه البخار.

اقتربت جيهان : شكرا قوي على كل الي عملته

اشار اليها شريف باخذ احد الفنجانين الموضوعين للقهوة

وفور ان رفعت فنجانها لشفتيها قال لها : على ايه انا معملتش حاجة اكتر من الي ممكن يعمله اي اب لولاده

جيهان لسعتها القهوة في شفتيها عندما دفعتها لحلقها مصدومه فشهقت واندلق السائل على يدها

قام شريف من موضعه وامسك بفوطة من فوط المائدة ليجفف بها يدها

واحتفظ بيدها لتحرقها يداه اكثر مما احرقتها القهوة جيهان تحاول ان تنظر بعيناها بعيدا عن عينا شريف المتهمتين

ردي علي يا جيهان

انت مسألتنيش اي حاجة

انت تعرفيني من قبل ما اجي المزرعة

شفتك في الحفل عند خالد اخويا

انت عارفة انا اقصد ايه انت تعرفيني من سنوات من قبل ما افقد الذاكرة مش كده

ليه بتقول كده

كل حاجة هنا بتقول كده انا الف المكان وعارف كل ركن فيه مكان العلاق في الاسطبل اماكن الادراج في الغرف الصالة كل ركن بالاسطبل

انا عيشت هنا قبل كده ؟

الفه المكان مش دليل

والفه الاشخاص جمانة انا متاكد اني شفتها وهي اصغر من كده

واليوم الصخور عند الشلال شفتها برضه قبل كده في احلامي ، وانت بتطارديني في احلامي قولي لي الحقيقة انت ليه عرضت على الشغل هنا ليه بتساعديني ليه سكنتيني جوا البيت انا مين يا جيهان ردي علي انا مين يا جيهان ؟؟

يدا شريف المتمسكه بجيهان وقربه الشديد منها والتوتر الذي عانته طوال اليوم جعلها مرهقة اكتر مما ظنت عيناها بعيناه والدموع المتساقطه وعقلها المتعب هل تخبره ام لا ؟
دخلت حميده مندفعه لصالة البيت كما اعتادت لتشاهد منظر الاثنان الغاية في القرب في المكان وغاية في البعد في مشاعر كل منهما كانت تثرثر اثناء دخولها

في ضيفة ليك يا سي يوسف بتس..............ـأل عنك

متردده ومتنقله الوجه ما بين الاثنين وخجله من دخولها تقطعت كلمات حميده

وعانت جيهان من الحرج فابتعدت عن شريف عده خطوات ساحبة يدها التي تركها اخيرا شريف مضطراً

وفي تلك اللحظة دخلت منى تسبقها رائحة عطرها الغالي الثمن :

يوسف حبيبي وحشتني

اندفاع منى وقلة حياءها الذي جعلها تقترب وتمتد يدها لشريف وكأن من حقها ان تلمسه متى شاءت

جعل جيهان الباكية تستدير مندفعه الى غرفتها وحميده تغادر على الفور

انقطاع الحوار اغضب شريف وان كان قد انتبه لمنى التي دخلت المكان بملابسها الغاليه البراقه الالوان في هذا المكان بدت في غير مكانها فبساطه المكان تناقض تكلفها

ومساحيق التجميل المتكلفه الثقيلة لايعرف كيف في يوم رأها لا تقاوم فهنا مع جيهان ببساطتها وبراءه اطفالها شعر بالجمال الحقيقي للبشر مما جعل منى تبدو مختلفة في عينيه

وكأنه لم يرها من اعوام وليس فقط من عده اسابيع

جيهان التي اندفعت لحجرتها شعرت بفداحة خطأها كان يجب ان تعترف له في تلك اللحظة بانه زوجها وابو اولادها كان يجب ان تؤكد شكوكه الم يسخر من دوره مع اولادها وكأنه اب لهم لقد ذهلت من كلماته وغضبت من سخريته ولكنها عرفت ان تلك اللحظة لا تعوض وان كانت لم تستطع استغلالها بطريقة تخدم اغراضها واولادها وها هي منى عادت لتتملكه ثانيا ترى ما الذي جعلها تعرف مكانه فلا يمكن ان يعطيها خالد العنوان ولا مصطفى اذن الحل الوحيد لتلك المعضلة ان يكون شريف بنفسه تكلم معها واعطاها العنوان وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ملله من حياه المزرعة وعلى خسرانها المعركة

ترى هل اذا نزلت الان ستجدهم ام انها ستصطحبه معها خارج المكان وللابد هذه المرة ولن تنفعها اي حيلة لتستعيده ؟؟

استطاع شريف ان يحول تركيزه لمنى بصعوبة بالغه ويحاول الا يظهر استيائة من حضورها المفاجىء اما منى فقد تجاوزت المشهد الذي حضرت باخره وبدأت بمحاولة جذب شريف إلى حوار جديد معها

توجه شريف لغرفته لاستبدال ملابسه لاخذ منى خارج المزرعة عندما فاجأته منى بدخولها الحجرة منى بغنجها بدأت تبحث في الحجرة عن شئ يعجب شريف في هذا المكان

جيهان قررت ان تعود في تلك اللحظة بالذات لتجد ان الصالة فارغه تماما من شريف ومنى

ولكن صوت ضحكة منى هو ما اثار استيائها كيف تجرؤ تلك المغناج على الاختلاء بزوجها في غرفة خاصة

توجهت جيهان الى غرفة شريف وهي منفعلة غير عابئة بما قد يحدث او بنتائج تصرفاتها وتوقفت على باب الغرفة لتندفع فاتحه الباب لتجد منى تقف متعلقة برقبه شريف تحاول مساعدته في اغلاق زرار القميص المشهد كان اكثر مما تحتمله جيهان فصرخت بهم بكل ما اوتيت من قوة

ازاي تسمحي لنفسك تدخلي لهنا

انت الي ازاي تسمحي لنفسك بالدخول من غير ما تخبطي

اخبط !! ده بيتي اطلعي بره حالا

شريف متوعدا : جيهان .. منى ضيفتي

انت ازاي يا بيه تعمل كده وهنا في بيتي

ايه الي انت بتقولي ده اهدي يا جيهان

اهدا انت جننتني خلاص اطلع بره اطلع بره بيتي بره حياتي والمرة دي مترجعش تاني سامع مترجعش تاني

جيهان اندفعت عائدة للمزرعة تجري بين جنباتها وهي كالمجنونة تتساقط دموعها وترفض ان تتوقف للحظة لتفكر بما فعلته لتوها

شريف الغاضب اصطحب منى في سياراتها وغادر المزرعة

جمانة التي افاقت من مرضها توجهت الى سلم البيت عندما رات امها الباكية مندفعة خارج البيت عينا الصغيرة سقطت على الطاولة التي تتوسط الصاله وتوجهت لتقوم بالاتصال التليفوني التي فكرت فيه كثيرا في الفترة الماضية

شريف والصور المتلاحقة اخرجته من الاندماج مع منى في اي حوار عندما صاح بها للحظة توقفي توقفي

وقفت منى بالسيارة لينزل شريف على طريق وعلى الفور اوقف احدى السيارات العابرة ليعود بطريق اخر وسط ذهول منى

جيهان الباكية قضت اليوم كله بين انحاء المزرعة خائفة من العودة للبيت الفارغ من شريف هذه المرة طردته للابد وتعلم ان كرامته ستأبى عليه ان يعود اليها لماذا فعلت هذا لماذا ؟

حزنها غشى عيناها تماما فلم تعد قادرة على التفكير

حسن الخلق 05-07-10 11:47 PM

الفصل الثاني والثلاثون

اطلق سراحى

عندما عادت جيهان الى البيت بحلول المغرب اجبرت نفسها على التفكير باطفالها واستطاعت ان تستدعي حميدة لتعد للاولاد العشاء واستسلمت هي للنوم في حجرتها متكورة حول نفسها.

اجبرت جيهان نفسها في اليوم التالي على النزول من حجرتها والذهاب لاسطبل الخيل لاطعامهم بعد رحيل شريف

كانت ممزقة المشاعر ،، تراه وتشعر به في كل شئ لمسته يداه

كانت تفكر بان يدا شريف هي اخر من لمس هذا الجواد وذاك الرسن وتلك الحبوب

كانت تفكر به وتراه بخيالها في كل ركن من اسطبل الخيل حتى كاد يصيبها الجنون عندما سمعت صوت رجولي من خلفها

صباح الخير خيولي المفضلة عاملة ايه

استدارت جيهان الخائبة الظنون ومسحت اخر قطرات من دموعها مبتسمة للوجه البشوش

صباح النور يا دكتور

اقترب الطبيب الشاب من جيهان بملابسه الملونة المبهجة وشعرت جيهان بنفسها تبدو غير جميلة بملابسها القاتمة الالوان كمزاجها في هذه اللحظة كانت على عجلة من امرها فارتدت بنطلون جينز رمادي اللون وارتدت قميص من اللون الاسود بدت فيه اشبه بامراه في حالة حداد بشعرها الاشقر الذي بدا نقيضا للون قميصها وبشرتها الناعمه الشاحبه كانت كمن لم ينم منذ زمن بعيد

امال فين ال........الاخ الي بيشتغل في الاسطبل ليه بتشتغلي بايدك

مش موجود مشى

احسن علشان اعرف اتكلم معك

انت كنت جي له

لا طبعا انا رحت لك على البيت وعرفت انك هنا

خير يا دكتور

تحبي نتكلم هنا

لا طبعا اتفضل معي

تقدمت جيهان الطبيب الشاب الى بيت المزرعة ،

اسمح لي حغير هدومي واجي

اتفضلي

ذهبت جيهان الى غرفتها لتأخذ حمام سريع تحاول به ان تغير من مظهرها الباهت وتتخلص فيه من رائحه الخيول العالقة بها

وعادت لغرفتها لتخرج تنورة من اللون الابيض بها عده ازهار من اللون الازرق الفاتح بلون البحر واخرجت قميص باللون الازرق السماوي نفسه وارتدته معه وامتدت يدها لتخرج عقاد من حبات بيضاء لؤلؤية وعقدا اخر به اصداف بحرية زرقاء وارتدهم اعلى ملابسها وصففت شعرها الطويل ورفعته من الجانبين بمشطان صغيران زرقاوين واصبحت الان تشعر بنفسها جاهزة لاي حوار مع ايا كان

عادت جيهان للصالة لتجد الطبيب منتظرا اياها ليرفع نظره وتبدي في عيناه نظرات الاعجاب بجمالها وملابسها العاليه الذوق رغم بساطتها ابتسامته ملأت وجهه وعيناه اضحت اكثر التماعا اقتربت جيهان من مجلسه مبتسمة

اتفضل يا دكتور

بلاش دكتور خليها ايهاب بتهيالي معرفتنا لها فترة كافيه لنرفع التكليف

اكيد يا دك...... اسفة اقصد يا ايهاب

تعرفي مكنتش اعرف ان اسمي جميل قوي كده الا لما سمعته منك

ابتسمت جيهان ابتسامة ممتعضه واشاحت بوجهها في لحظات وجلست على الكرسي الموجود متجنبة الجلوس على الكنبة الكبيرة التي احتل الطبيب احد جانبيها

اقترب الطبيب في مجلسه من جيهان وبدا كلامه

جيهان اسمحي لي اقول لك يا جيهان

اشارت جيهان براسها موافقة

اكيد انت حسه بالي مش عارف اقوله لك، انا بحبك يا جيهان وحكون اسعد انسان في الدنيا لو قبلت تكوني شريكة حياتي

ايهاب من فضلك

ارجوك خليني اكمل كلامي ، انا عارف كل ظروفك وعارف انك قلقانة على الولاد ، انا يمكن مكلمتكيش عن نفسي قبل كده لكن انا كمان كنت متجوز وانفصلت عن زوجتي صح معنديش اولاد لكن انا بحب الاطفال جدا واولادك بالذات حيبقوا اولادي وانا مش حسمح لاي حاجة تفرقنا وحكسب حبهم وثقتهم واظنهم محتاجين لاب معهم في حياتهم

كلمات الطبيب كانت تمس جروح جيهان مما اوقف الكلمات على لسانها

خلف ستارة الشرفه كانت قامته المديده تتصلب فور سماعه الكلمات التي وجهها ايهاب لجيهان محاولا الاستماع لكل كلمه تخرج من فم جيهان

اما جيهان فكانت ملجمة اللسان تجد صعوبة في التحدث في تلك اللحظة وتحاول ان ترفض الطبيب بحيث لا تجرحه

ارجوك يا ايهاب انا .............

انت ايه يا جيهان فكري كويس انا حكون معك في كل لحظة من حياتك حساعدك وحنربي الاولاد سوا مش حتحسي معي بالوحدة ولا الملل ولما يكبروا الولاد حيكون لهم اب يرجعوا له ويسالوه رايه وام مطمنين عليها معاه

تصلب جسد شريف الواقف خلف الستارة متألما، مفكراً بأن هذا هو ما جعل جيهان تخفي عنه الحقيقة كل هذه الفترة انسحب شريف من الشرفه الى خارج المزرعة يجر اذيال الخيبة ليعطي لنفسه فرصة التفكير وحده فيما قد ناواه وفي ظهوره الان ان كان سيكون في صالحه من عدمه

غادر شريف المزرعة على عجل بنفس السيارة التي اجرها واتى بها وفي اثناء خروجه من المزرعة كاد ان يصطدم بالسائق المتهور القادم بالاتجاه الاخر فتجنبه وعلى ملامحه الغضب ولم يكلف نفسه عناء النظر له مرة ثانية

بيمنما سائق البيجو كان يحاول ان يسرع اذعانا لطلب المرأه العجوز التي ما كفت طول الطريق عن الطلب منه بالاسراع لقد اجرت السيارة من محطة القطار حتى المزرعة وازعجته طوال الطريق الى المزرعة

جيهان في جلستها دموعها المترقرقة على حالها على كلمات كانت تتمنى ان تسمعها من شريف ولم تسمعها وايهاب الذي فسر دموعها بطريقة خاطئة اقترب اكثر من مجلسها حتى كاد ان يلصق ساقيه بساقيها مد يده عبر الطاولة الصغيرة وامسك بيدا جيهان التي عقدت كفيها متداخله الاصابع واسقطت راسها لاسفل لتتساقط شعرات ناعمة من شعرها الجميل وتخفي عن ايهاب ملامحها الحزينة ودموعها المتساقطة ايهاب حاضنا كفيها محاولاً ان يشعرها بالامان والدفء غير عابئ بايما انسان قد يراهما زاد من اقترابه منها وبدا يهمس لها بكلمات الحب والغزل محاولاً اقناعها بالزواج منه

دخلت امراة عجوز ملتحفة بالسواد من راسها لاخمص قدميها من باب بيت المزرعة المفتوح على مصراعيه للصالة الكبيرة لتقع عيناها على جيهان وايهاب ولتشتعل عيناها بالشرر

ايه ده ...ايه ده يا جيهان

جيهان مصدومه تقف على قدميها وتفتح عيناها على اتساعهما مذهولة

ايه ده يا جيهان في بيت ابني المسخرة دي مكنش ده العشم يا جيهان وانا الي فكراك حتحافظي على بيته وماله وعياله

ايه الي انت بتقوليه ده ارجوك مش كده

مش كده هو ايه الي مش كده مين الاستاذ ده الي قاعد في بيت ابني وماسك ايد مراته

ارجوك يا طنط اسمعيني ده الدكتور ايهاب الدكتور المسؤول عن الخيول

خيول خيول ايه يا حبيبتي ويا ترى كنت بتعملوا ايه لما جيت كان بيعالج الفرسة

ايهاب الذي لم يشترك بالحوار حتى الان اراد الدفاع عن جيهان

ارجوك يا حجة تسمعي الكلام بهدوء ده مش اسلوب حوار ابدا

ايه يا دكتور يا محترم حتعلمنى اتكلم ازاي كمان انت بتعمل ايه في بيت ابني ومع مراته

يا هانم انا يشرفني ويسعدني اني اتقدم لحضرتك بصفتك ام تانية لجيهان واخطبها منك

تخطبها مني كمان

ارجوك مش معقول تكوني منتظرة من جيهان انها تقضي عمرها كله حزينة على زوجها الي الي مات الحياة لازم تستمر وجيهان محتاجة راجل معها ومع ولادها

اسمع البيت ده بيتي وبيت ابني وولاده وانت خد الهانم دي معك وشوفوا لكم زريبة تانية

انت كده زودتيها قوي وانا مسمحش لحد يتطاول علي او على جيهان اكتر من كده

ارجوكم اسمعوني – تدخلت جيهان بالحوار المشتعل بين حماتها وبين الطبيب الشاب-

اسمعيني كويس يا طنط انا عمري ما كنت وحشه معك ولا عمري ما خنت ثقتك في ولا ثقة شريف الدكتور ايهاب فعلا كان بيعرض علي الزواج لكن محدش فيكم سمع ردي لحد دلوقت

سكت الجميع بانتظار رد جيهان حماتها المنفعلة والطبيب المدافع

ايهاب : جيهان ادي نفسك فرصة تفكري ارجوك متقرريش اثناء انفعال وبعدين كل شئ حيتحل واوعدك ان جوازك مني مش حتخسري بيه اي حاجة – ثم اخفض الطبيب الشاب صوته واستدار نصف استداره ليحجب جيهان عن حماتها فلا تسمعه المرأه العجوز جيهان مش حتقدر تأخد لا الولاد ولا المزرعة منك اوعدك مش حتخسري بجوازك مني اي حاجة – جيهان مبتعده عن الطبيب بحيث تراها حماتها وتسمعها

انا بشكرك يا دكتور ايهاب على عرضك الي مش ممكن اي واحده ترفضه لانك فعلا انسان ممتاز تتمناه اي ست عاقلة وتعتبره قمه في الاطراء بالنسبة لها ،

- ثم توجهت بحديثها لحماتها : يا طنط أنا من حقي اوافق او ارفض اتجوز من اي انسان وانت ملكيش اي حق انك تدخلي او تتهميني بخيانة شريف انا صنت شريف طول فترة زواجنا وبعدها كمان وعشت لوحدي وشلت الحمل لوحدي وانت اول من تخلوا عني فور وفاه شريف وولاد شريف الي بتتكلمي عنهم دول انت الي سبتيهم ومحاولتيش تسألي عنهم نهائي بل بالعكس اعتبرتي ان صلتك انقطعت بهم من يوم الحادث

انكمشت المراه العجوز على نفسها وبدا من ملامح وجهها المغضنة انها انصدمت من صراحة جيهان التي مست الحقيقة التي تعرفها جيداً

انا لوحدي حقرر وابلغ دكتور ايهاب بقراري انما انت ملكيش تدخلي في قراري وان كنت افتكرت اخيرا بعد سنتين ان ابنك له ولاد وحبه تشوفيهم اهلا وسهلا بك في بيته وفي وسط ولاده ضيفة معززة مكرمه لكن قراري لي لوحدي وبناء على مشاعري انا مش خوف منك ولا من غيرك

ادارت جيهان وجهها للطبيب الشاب وهزت راسها بعلامة الرفض وقالت اسفة اسفة يا ايهاب – حاولت ان تلين بحديثها له وتجعله حديث خاص بهما حتى لا تجرح مشاعره – انا فعلا مقدرش اظلمك معي مش لاني ام وعندي ولاد بس لكن لاني مقدرش اكون زوجة لاي رجل تاني غير شريف انا اتخلقت علشانه وعشت علشانة ومت يوم الحادث والباقي مني عايش علشان يربي ولاده ويتابع حلمه في مزرعته سامحنى انت تستاهل افضل ست في الدنيا تستاهل انسانة تحبك وتكون لك قلباً وقالباً لكن انا انا مرات شريف وحفضل مراته حتى لو ...................- ترددت جيهان كيف تشرح ما بداخلها – حتى لو مبقاش موجود معي .

لم تستطع ان تقول ما شعرت به حتى لو انه لم يعد يريدني لان كلماتها كانت ستلفت نظر حماتها والطبيب الشاب اللذان يظنان بوفاه شريف –

ايهاب منصدماً : يعني ده قرارك النهائي يا جيهان مش حتفكري .

ردت جيهان وعيناها ثابتتان في عيناه : ابداً اسفة .

ايهاب تحرك مبتعدا جاراً ازيال الخيبة وخرج من الغرفة .

والتفت جيهان لحماتها التي نكست رأسها في تلك اللحظة ثم تحركت بهدوء لتفتح ذراعيها لجيهان التي شعرت بتساقط دموعها على خديها حارة تبكي حبها لشريف والدنيا والاقدار

ارتمت جيهان في احضان حماتها باكيه منهارة وبدأت المرأه العجوز تملس على شعرها الاشقر في صمت .

اذا كانت الهموم كلها تتكاثف على المرء يوماً فهذا ما شعرت به جيهان فقد بقت المرأه العجوز في المزرعة محاولة مساعدة جيهان الميته القلب .

قالت المرأة الاكبر سناً : سامحيني يا جيهان انا جيتلك على طول اول ما جمانة كلمتني

نظرت جيهان لحماتها مذهولة : جمانة ....

حسن الخلق 05-07-10 11:50 PM

الفصل الثالث والثلاثون و الاخير

العروسان

لوووووووووووووووووووووووولللللللللللللللللللللللللللللوووووو ووووووووووولي

للللللللللوللللللللللللللللللللللللللللللللي

هههههههههه

تعالت الضحكات مع اصوات الزغاريد وصوت الكاسيت يعلو على اصوات النساء

ما تزوقيني يا ماما اوام يا ماما

ما تزوقيني يا ماما اواااااااااااااااااام يا ماما

ده عريسي حياخدني بالسلامة يا ماما

اقتربت أمرآه خمسينية القسمات من الكاسيت ومدت يدها لتحد من ارتفاع صوته العالي ونادت باعلى صوتها يالله يا بنات يالله واحده فيكم تروح تستعجل العروسة عربية العريس وصلت

نعم يا ماما حالا اهو جايين

عند قاعة الافراح الكبري توقفت سيارة بيضاء مزينة بالازهار والشرائط الملونة خرج رجل اسمر البشرة ليفتح باب السيارة للعروسان

تاه تاه تتتاه تاه تاه تتاه تاه تاه تاه ........

لوللي لوللللللللللللللللللللللللللللللللللللي

تعالت اصوات المجاميع المنتظرة امام قاعة الافراح الزفة وصلت

أصوات الزفه علت فوق صوته عندما امال رأسه جانباً لينظر للمرأه الفاتنة بجانبه التي غطا وجهها خمار ابيض رقيق وهمس لها بعده كلمات وتحركا ناحية القاعة وسط اصوات الغناء والزغاريد وقرع طبول الزفة المميزة .

توقفت سيارة صغيرة سبور امام قاعة الافراح المضاءة والبالون الكبير المكتوب عليه اسمي العروسين بالخط العريض وبينهم قلب كبير .

خرج شاب خمري البشرة معتدل الطول من مكان السائق ليلتف حول السيارة ويفتح الباب لرفيقته لتخرج امراه صغيرة الحجم دقيقة القسمات جميله المحيا شقراء الشعر بلون بشرة ورديه ترتدي ثوباً عنابي اللون (الاحمر القاتم) من عدة طبقات من الشيفون يرتفع على كتفيها العاجيان بحمالات دقيقة من حبات الكريستال تحيطان بصدر الثوب وتمثلان شكل القلب منتعله معه حذاء باللون الفضي بحبات كريستال متناثرة وترفع جانبي شعرها بمشطان فضيان جميلان لتتركا عنقها الابيض هدفاً للأعين مزيناهما بسلسه ذهبيه تنتهي بقلب فضي لامع هديه شريف لها في عيد زواج سابق وكم يبدو الأمر ساخراً ان ترتديه اليوم واليوم بالذات في ذكرى عيد زواجهم

دلفت جيهان القاعة متأبطة زراع اخيها خالد وبيدها الاخرى حقيبه فضية صغيره وعيناها العسليتان تجوبان في القاعة بحثاً وأملا في العثور على زوجها وحبيبها ، العريسان الراقصان على انغام السلو والطرحة الملقاه على رأس العريس جعلتهما في عالم اخر خارج حدود الواقع والكاميرات المسلطة عليهم المنظر الاخاذ للعاشقين حمل غصه لقلب جيهان في ذكرى عيد زواجها

انسحب خالد من جانب جيهان ليتركها وحيده مختفياً في القاعة المظلمة الا من اضاءه المسرح الذي تراقص عليه العريسان وجيهان السارحه بأفكارها انتبهت فجأه لليد التي أحاطت كتفيها بتملك عيناها الهائمة في وجه حبيبها جعلتها غير قادرة على الكلام وكأنها تجمدت في مكانها عيناه قبل لسانه أشعرتها بأنه مختلف عن أخر مرة رأته فيها بل ويمحي من ذاكرتها الثلاثة أشهر الماضية ويعود بها لأكثر من عامين أدارها شريف بخفة وسحبها بهدوء لتقف بين ذراعيه على المسرح لتراقصه كما فعلت منذ أحد عشر عاماً في يوم زفافهم إنتقل الراقصان إلى عالم أخر بيوم أخر وكأن ذكريات زفافهم عادت في تلك اللحظة ابتسم شريف بإشراق وابتسمت جيهان كما لو كان بينهما سراً الحوار بين الأعين هو السبب الوحيد الذي جعل شريف لا يقطع المسافة بين ذراعيهم ليضمها إليه بكل شوق السنوات وحب العمر كله

شيئاً في نظرته جعلها تهم بالكلام ففتحت فمها ليسبقها شريف ويقول

الدكتور ايهاب مجاش معك ليه

يجي معي ليه

مش بتحبوا بعض

طبعا لا

امال ليه مقلتيلوش كده

قلت له ............غريبة انت عرفت ازاي

سمعت كل حاجة

بس انت مكنتش موجود

لا كنت موجود رجعت لك تاني ولقيت ايدك بايده

شهقت جيهان بتعجب وقالت : لكن انا قلت له

قلتي له ايه ؟

قلت له الحقيقة اني اتخلقت وعشت علشان شريف ومت يوم ما سابني

ولو شريف رجعلك ؟

هو رجعلي !!!!!!!!! شريف ؟

ابتسامته جعلتها تؤكد ظنونها : انت افتكرت مش كده ، شريف رد علي

ليه مقلتيليش من الأول

كنت خايفة

من أيه ؟

انك تكون رافض تفتكرني وتفتكر حياتنا وانك تكون فضلت حياتك مع منى

منى؟ منى مين دي الي ممكن تاخد مكانك انت حبي الوحيد وحياتي معك كانت افضل ما حصل لي مستحيل ارفضك او ارفض ولادنا ومزرعتنا وحلمنا

امال ليه مفتكرتش

حسب كلام الدكتور الكدمة كانت صعبة الشفا وخوف نفسي من اني افقدك هو السبب في رفضي التذكر

تفقدني

واضح اني مش انا لوحدي الي فقدت الذاكرة _ نظرة عين شريف المعاتبة بتسامح جعلتها تبتسم – نسيتي انك كنت تعبانة وانا جي على الطريق واتصلت بي حميده تصرخ بانك تعبانة قوي وياتلحقها يا متلحقهاش مش ممكن كنت زي المجنون وانا سايق باقصى سرعة مشفتش قدامي كنت خايف يحصل لك حاجة وملحقش اوديك المستشفى

اه يا خبر حميده قالت لك كده لو كنت اعرف كنت منعتها من الاتصال وكلمتك انا لكن انا كنت تعبانة وكنت زعلانة من خناقنا مع بعض علشان كده طلبت منها تكلمك سامحني انا السبب

لا يا حبيبتي متلوميش نفسك ولا الاقدار يمكن حصل كده علشان نعرف قد ايه بنحب بعض تعرفي انا وقعت في حبك من جديد ولو حتى مكنتش الذاكرة رجعتلي كنت حرجع واطلبك من جديد لاني حبيتك تاني ووقعت في غرامك مرة تانية

قهقهت جيهان ضاحكة وباسمة منتبهه لاول مرة بخلو البست الراقص الا منهم فنظرت حولها بخجل لتشعر بتصفيق الجماهير وحتى العروسان مصطفى وهاله يصفقان لهما على الرغم من تسلط الضوء عليهم وقنصه من العروسان ابتسم شريف جارا خلفه زوجته للشرفه القريبة ليكملا حوارهما بعيدا عن الاخرين

ابتسمت جيهان بحب وقالت ترجوه كمل ارجوك كمل متبطلش كلام عاوزة اسمعك

اقترب شريف من زوجته واضعا زراعيه خلف كتفيها وقال: الفترة الي فاتت كنت بعاني من صداع فظيع بس كان اشبه بالنور الي نور عقلي كنت في كل نوبة صداع بشوف خيالات مزيج من الماضي والحاضر زي ما تكون رسايل همسات من ذاكرتي القديمة بترجع لي

وايه اسبابه يا شريف ؟ رحت للدكتور؟

رحت واكتشفت ان التجمع الدموي بشكل او باخر بدأ يتحرك من مكانه المهم انه مبقاش ضاغط على مراكز الذاكرة وبوجودي معك ومع الولاد وتغير السبب النفسي لرفضي التذكر بدأت افتكر بالتدريج ويوم ما طردتيني من المزرعة خرجت مع منى وانا غاضب واحنا ماشيين بالعربية منى قالت كلمه خلتني احس كان نور ظهر في ذاكرتي

قالت ايه ؟

قالت انك بتتعاملي معي بتملك والي يشوفك وانت بتزعقي معاه يقول انك زوجة اتعرضت للخيانة مش صاحبة العمل – وكلامها خلاني افكر ونزلت في نص الطريق ورحت لمصطفى الى ساعدني بعد ما حس بمعاناتي وعصبيتي وحكيت له كل حاجة فقرر ان الوقت مناسب لانه يعترف لي بالحيلة الي بعتوني بها للمزرعة وان من حقي اني اعرف الحقيقة وحكى لي كل حاجة ووداني لدكتور تاني يوم وقررت اني لازم اتكلم معك فرجعت لك علشان نكمل كلامنا واعرف ليه خبيتي علي وشفتك انت والدكتور ايهاب وسمعت الحديث بينكم ومشيت لاني كنت حاسس اني لو وقفت اكتر من كده كنت حخنقه وبقيت زي المجنون ومش قادر اصدق انك ممكن تكوني بتحبي ايهاب ونسيتيني وحسيت بالخيانة اني اشوفه يمسك ايدك وطلعت من هناك على الدكتور الي ساعدني بالتنويم المغناطيسي وحولني لدكتور اعصاب مشاني على علاج علشان ترجع اعصاب المخ الملتهبة لحالتها وابدا اتذكر ولقيت نفسي بشوفك في خيالي وانت عروسة وانت حامل وانت معي وبالتدريج رجعت لي الذاكرة وكلمت خالد على طول وطلبت منه يساعدني اني اتاكد ان كنت لسه عوزاني ولا خلاص خرجت من قلبك اكد لي انك بتحبيني لكني رفضت انه يقولك اني فاكر كل حاجة وقلت له اني مصر اني اعرف بنفسي كان لازم اتاكد انك مش حترجعي لي علشان الولاد حترجعي لي علشاني انا... اناني مش كده؟؟؟

انا كمان فكرت بنفس الطريقة كنت عوزاك لي مش بس للولاد علشان كده رفضت اواجهك بالحقيقة

شريف : واديني رجعت لك

جيهان : وانا مش حسيبك تاني ابدا

شريف : بس ازاي خالد قدر يقنعك تيجي

خالد ده مشكلة اتصل علي وطلب مني اجي له في شقته بالجيزة ضروري لانه عيان جيت لقيته جايب لي فستان وكوافيرة في البيت وطلب مني البس واجي معاه حفلة وحطني قدام الامر الواقع وجابني معاه... في الطريق عرفت انه فرح مصطفى مبقتش عارفة اجي واعيش امل اني اشوفك ولا ارجع وكفايه علي الم فراقك مرتين

خلاص مفيش فراق تاني باذن الله

شريف لسه بتحبني

جيهان انت متمسكة بحضور الفرح للاخر

نعم ........ايه بتقول ايه يا شريف

بقول كفاية كده

حنرجع المزرعة دلوقت

لا طبعا في نص الليل انا حجزت لنا غرفة في الفندق لمدة ثلاث ايام

معقول .... والمزرعة والولاد

بعد ثلاث ايام ولمده ثلاث ايام انت لي لوحدي

شريف !!!!!!!!!!!!!

يالله بينا

تحرك العاشقان يداً بيد خارجان الى خارج قاعة الفرح ومتوجهان لصاله الفندق ومنها للمصعد المخملي شريف وبيده جيهان بثوبها الشيفون الاحمر يهفهف خلفها وضحكاتهم ونظرات اعينهم تجعلهم محط انظار رواد الفندق والكل يظنهم عروسان جديدان

توقفت جيهان للحظة وقالت : شريف نسينا نسلم على العريس والعروسة

شريف جاراً إياها خلفه مانعاً اياها من اضاعة اي لحظة : مش مشكله بالتليفون نبقى نسلم عليهم

هههههههههه ضحكات جيهان العاليه بدت هستيرية عندما تذكرت خالد اخاها فاشارت لشريف

وخالد نسيناه

توقف شريف للحظة وقال بالتليفون يالله يا جيهان

هناك من احد اركان قاعة الافراح المخفضه الاضاءة واغنية عاطفيه ناعمة تتلوها احد المطربات وقف خالد في جانب القاعة يراقب جيهان وشريف ويبتسم لقد عادت لاخته سعادتها واليوم بذكرى زواجهما وصلت هديته بحق

تمت بحمد الله


بقلم الكاتبه / احلام جوليا

نوف بنت نايف 06-07-10 01:24 AM

الله يعطيك العافيه حسن ماقصرتي اختي
مشكوره على النقل
تنقل القصه للقسم العام


الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية