منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   همسات في الذاكرة (https://www.liilas.com/vb3/t122280.html)

احلام جوليا 05-11-09 08:54 AM

همسات في الذاكرة
 
[SIZE="6"]:liilas:[RIGHT][/RIGHT][/SIZE


همسات في الذاكرة :
محاولتي القصصية الاولى : اتمنى ان تعجبكم[/U][/B][/CENTER]
الفصل الاول:عائد إلى الحياة
أسقط رأسه ما بين كفيه لتنسدل خصله من الشعر الاسود الناعم على جبهته العريضه وأسدل جفنية على نظره مريرة لم يعد يجد لها مغزي وتسائل للمرة الكم سيأتي أحدهم لينظر اليه ويفحصه بنظرات الامل ثم يهز راسه خائبا كان قد خالجه الامل هذه المرة ولكنه مني بالاحباط وعلى الرغم من طمأنه الطبيب له الا انه بدأ يفقد الامل بالفعل في تذكر اي شئ قد يفيده الان لقد مر عامان وهو ما بين جراحة وأخرى.

والغيبوبة التي استغرق فيها ثمانية اشهر ويزيد ليس حيا ولا ميتا اثرت كثيرا في حالته الصحية ومنذ افاق والشهور تمر وهو لا يدري شيئاً عن نفسه ولولا بنيته العضلية القوية ما تحمل أبدا كل هذه الجراحات المتواصلة يعتبرونه بمثابة معجزة المستشفى الساحلي فقد تحمل العديد من الجراحات وافاق وتحرك بعد ان فقد الاطباء الامل في صحوته قالوا ان له اراده قوية على المقاومة ولم يكن من السهل على من له تلك الارادة الحديديه ان يغلبه الموت
او ليس ما هو فيه الان شبيه بالموت أم هو ولاده جديدة له هل يبدأ حياته الان من جديد ام يواصل بحثه عن نفسه ولكن من اين يمكن ان يبدأ وكيف لانسان ان يحتمل ان يشعر بهذه الهوة السوداء السحيقة في عقله ليجد نفسه بلا ماض ولا مستقبل لا يملك سوى حاضر هزيل
بعد عده اسابيع سيتعافى وسيكون عليه مغادرة المستشفى وطاقم التمريض الودود ليبحث عن ذاته ولكن إلى اين منذ افاق والدكتور ابراهيم وابنه اخيه منى يساعدنه بكل الطرق للبحث عن نفسه نشروا صورته في الجرائد والقليل الذين كان لديهم شك في هويته جاءوا للمستشفى ليرونه وفي النهاية غادروا مع كثير من خيبة الامل .
تنحنح الرجل الذي فكر فيه منذ لحظات ليقتحم خلوته فأخرجه من تأملاته
- صباح الخير
- صباح الخير يا دكتور
- عرفت إن كان عندك زوار النهاردة
- ابتسم هازئا : زي كل مرة مش انا
- ايه نبره اليأس دي وبعدين احنا قلنا ايه يا سيدي بكرة تبقى انت وبعدين احنا اتفقنا بلاش احباط مش حيساعدك ومتنساش ان العملية كانت دقيقة والتجمع الدموي الي موجود بالراس نتيجة مجموعة الرضوض والعملية حيأخد وقت لحد ما يبدا يتحرك وترجع اعصاب المخ تتحسن حالاتها وجسمك كله يتعافى من العمليات وبالتدريج ان شاء الله حتبدأ تستعيد مهاراتك ومع الوقت حتستعيد ذاكرتك كمان لازم يكون عندك صبر احنا قلنا ايه ياشيخ اعتبرها فترة استجمام وراحة بكرة تندم انك افتكرت طب خليني انا افقد الذاكرة كده شوف حكون مبسوط ازاي على الاقل الواحد يرتاح من سرعة الحياة ولا ايه .
متجاهلاً كلمات الطبيب المطمئنة :
- دكتور ايه اخبار جدول الرحلات الى كانت عملاها الفنادق يوم الحادث
( استعاد الطبيب نظرته الجدية وسحب كرسيا بجانب الفراش جلس ومدد ساقيه امامه واعتدل بجلسته)
- في الحقيقة في جثتين او ثلاثة مجهولي الهوية وده زاد في صعوبة المسأله اكتر لازم تحمد ربنا على نجاتك المشكلة في حالتك ان المدينة هنا ساحلية وكل الي فيها تقريبا جاءوا من مدن بعيده او قريبه حتى علشان يصيفوا او يشتغلوا وبالتالي صعب تعرف بعد حادث كبير زي ده الاشخاص الي كانوا فيه لكن مش حنفقد الامل واكيد حنبحث تاني هدي انت نفسك بس وبعدين يا سيدي منى محضرالك مفاجأه النهاردة و محبهاش تشوفك بالشكل ده.
بنفاذ صبر اطلقت زمور سيارتها لتتحرك سيارة الاسعاف الواقفة بمدخل المستشفى واخيرا اطلقت زفرة ارتياح واندفعت بسيارتها لتتخطى البوابه دون القاء نظره على حارس الامن العجوز الذي اعتاد على تصرفها واندفاعها بتلك الصورة دخلت الى طريق جانبي في احد جوانب المستشفى واوقفت سيارتها في ممر مرصوف خط عليه علامة خاص ودفعت بساقيها خارج السيارة لتلتفت يمنى ويسرة جاذبة انتباه مجموعة من الاطباء الشباب الواقفين بالقرب من المدخل الجانبي للمستشفى فتاه طويلة القامة لها شعر حريري بلون احمر قاني وعينان نجلوتان تبدو شبيهه بعارضات الازياء ونجمات السينما تقترب من مدخل الجناح الرئيسي للجراحة في المستشفى الساحلي لتجمع اليها نظرات زوار المستشفى والعاملين فيها كانت ترتدي ثوب بلون البنفسج هفهاف يتحرك حول ساقيها برشاقة منقطعة النظير ملامحها الدقيقه وانفها المستقيم لم يتركا فيها عيبا واحدا وملابسها الغالية الثمن دلت على ثراءها تقدمت من حجرة رقم 10 في الجناح اطلت براسها مؤرجحه خصلات شعرها الناعمة على جانب وجهها الرقيق لتبتسم للجالس بالفراش ولكن ابتسامتها ذهبت هباء عندما لم تجد احد بالحجرة التفتت خلفها تبحث عن عاملة الاستعلامات التي لم تعبأ بالقاء السلام عليها عند دخولها ونادت عليها بكل تكبر ابنه صاحب اكبر المنتجعات وابنه اخ صاحب المستشفى الساحلي تسال
- فين يوسف
-ردت عليها العاملة بهدوء : بالجنينة يا هانم الدكتور سمح له انه ينزل الجنينة ونزل مع مرافق من الجناح
- ليه مستنانيش على كل حال مش مشكلة وصرفتها باطراف اصابعها المصبوغة متجهه نحو السلم المؤدي للحديقة الخلفية الهادئة.
تقدمت برشاقه الى حيث جلس شاب في اواسط الثلاثينات من عمره طويل وعريض المنكبين له بنية رياضيه ملفته للنظر خمري البشرة يلتف راسه بضماد ابيض كبير ولديه لحيه نابته وانف مستقيم وعينان كبيرتان باهداب طويله بدا وسيما وخطرا بتلك اللحيه الاشبه بالقرصان وميل فمه الساخر على جانب واحد ارتسمت في عيناه نظره تجعل من يراه يفكر في امكانية ان يقدم على قتل احدهم في تلك اللحظة وامتدت يده ليدلك صدغيه اسفل الضماد الملفوف على هذا الجانب من الراس ولم يلحظ ارتفاع نظره مرافقه للمرأه الجميلة القادمة من خلفه لتلف اصابعها المصبوغة وتغطي عيناه في حركة تدلل محببه بدا انه انزعج من تلك الحركة وعندما اشتم رائحة العطر النفاذ الذي تضعه ابتسم ابتسامة مصطنعة حتى لا يغضبها ومن قد يرغب باغضاب امراة بهذا الجمال وسحب يدها لاسفل مناديا باسمها منى
ابتسمت منى في دلال وسحبت كرسيا لتجلس عليه ونظرت بترفع للمرافق الشاب نظره جعلته ينسحب في خجل وجعلت المدعو يوسف يفكر كم هي متكبرة على قدر جمالها
- يوسف حبيبي عامل ايه النهاردة
- ابتسم يوسف : خلاص بقيت يوسف
- لم تعبأ بكلماته : ايه يا حبيبي شكلك متضايق النهاردة
- لا ابدا قالوا لك على زوار اليوم
- اه عمي ابراهيم قال لي في التليفون وانت ليه متضايق يوسف انسى بقى يا حبيبي خلينا نعيش حياتنا
- انسى ما انا ناسي عاوزاني انسى ايه اكتر من كده
اوه حبيبي ( اصدرت صوت مغناج وابتسمت له )انا عامله لك مفاجأه
- هه خير
- شوف انا عامله لك حفلة بمناسبة انك خلاص حتطلع من المستشفى الاسبوع الجي
- معقول الاسبوع الجاي
- وعازمة فيها كل اصحابي ومعارفنا وكمان جهزت لك يا حبيبي جناح خاص في الفيلا وان شاء الله لما تقدر تقوم بابا وعدني انك تروح معاه المنتجع وتشتغل معاه كمان ايه رايك بقى
- اشتغل ايه يا منى انا معنديش فكرة اصلا ان كنت بجيد اي حاجة ولا اعرف اصلا ان كنت متعلم ولا لا
- اكيد متعلم يا حبيبي اسلوبك وطريقة كلامك بتدل على كده وبعدين يا سيدي اي عمل اداري مؤقت لحد ما تستعيد مهاراتك كلها وتتعلم الشغل مع الوقت انت ذكي وحتجيد اي مهنة تمارسها
- انا مقدرش اقبل العمل ولا الاقامة معكم يا منى
- ليه بس وبعدين معك
- منى انت متعرفنيش كويس
- ازاي بس انا لي10 شهور يا يوسف بشوفك كل يوم وبقابلك وبنتكلم ونضحك ونحكي ومرينا بكتير سوا
- اسمعيني كويس يا منى انت متسرعة شوية انا لسه مش عارف اي حاجة عن نفسي وكنت بعمل ايه في مكان الحادث
- يا حبيبي ما هو انت شفت احنا قلبنا الدنيا محدش اتعرف عليك لو كنت بتشتغل هنا او في شرم الشيخ كان حد عرفك ولو كنت من المصطافين هنا كان حد عرفك في الفنادق الي عرضنا عليهم صورك انت شايف اننا جربنا كل الطرق وفشلنا الحادث كان كبير وراح ضحيته ناس كتير وفي جثث لم يتعرف عليها ومحدش عارف انت كنت راكب في اي سيارة فيهم خاصه انك قذفت خارج السيارة اثناء الحادث ويمكن ده يكون من حسن حظك علشان متكنش داخل الانفجار الي حصل لكن ده برضه كان احد اسباب ان محدش عارف كنت فين بالضبط اثناء الحادث
- زفر بتافف كفاية يا منى كفاية كل ده انا عارف بس ازاي لو لي اهل اكيد لازم يدوروا علي وليه لحد دلوقت محاولوش يوصلوا لي
- يا حبيبي عمي قال لك الف مرة ممكن تكون جي مع شلل الشباب الي جايه المصيف او الي جيين في رحلات السفاري هنا مش مع عائلات ويمكن يكون معك شاب او اكتر راحوا في الحادث في اكتر من احتمال
- وكلهم لباب مسدود مش كده
- كده كفايه ارجوك ابدا حياتك وانسى اقصد متفكرش لو افتكرت او مفتكرتش بص للدنيا بنظرة تفاؤل لولا الحادث مكنتش قابلتني ولا ايه يا حبيبي
- ممكن اكون من اي بلد تانية مش من شرم الشيخ اصلا واكون مريت بها لاي سبب
- ممكن اوي بس مصر كمان كبيرة حتلف محافظتها كلها تدور على اهلك معقول
وافرض منتاش عايش في مصر اصلا ده لولا لكنتك وكلامك كنا افتكرناك كمان مش مصري
- خلاص يا منى ارجوك كفاية كلام لحد كده
- خلاص ايه رايك نروح نشتري لك بدله حلوة للحفلة
- على حسابك
- اف يا حبيبي وبعدين معك وانا وانت ايه بس- اتنين انت بنت صاحب المنتجعات والمستشفى الخاص في شرم الشيخ وانا شخص فاقد لذاكرته ولهويته كلها ارجوك كفاية مش عاوز اي مساعده انا مصر اني الاقي شغل وابدا فورا.





]
[/COLOR]

Jάωђάrά49 05-11-09 09:46 AM

صباح الخيرات حبيبتي
ان شاء الله تكوني بخير
هذه هي ثاني رواية مصرية بقراها
الاولى كنت كثير حلوة
وهذه همسات في الذاكرة باين انها رواية ستكون مشوقة اعتبريني خلاص حجزت مكان للمتابعة عزيزتي

بالنسبة للقصة ارى ان الرجل لحد لايعرف هويته ولا اصله وتلك المنى لاتريد ان تتركه في حاله الى اين ياترى ستقوده محنته
تتصوري انتظري فعلا وبشوق القادم لاتتاخري علينا
واذا ما مريت عليك لاتفقدي الامل ان شاء الله تلاقي الردود
وانا اذا غبت ان شاء الله الاثنين اكون عندك واقرالك
يعني انا متابعاك متابعاك

احلام جوليا 05-11-09 12:53 PM

موعد الجزء الثاني
 
تسلمي يا احلى جوهرة يارب الرواية تكون عند حسن ظنك وانا بالفعل مش حطول وحنزل الجزء الثاني يوم الاحد باذن الله ويارب يعجبك
والسؤال فعلا يا ترى الواحد يحب يبدأ حياته من جديد ولا لو ده حصل حيفضل يدور برضه على الماضي حالة الرضا بيتهيالي من مستحيلات البشر انت ايه رايك تحبي تبداي من جديد ولا تستمري وتبصي لبكرة ولو اتخيرتي بين الاتنين ماضي ولا مستقبل تحختاري ايه ده السؤال الي حتجاوب عليه القصة باذن الله على الاقل من وجهه نظر البطل

حسن الخلق 05-11-09 09:22 PM

السلام عليكم و رحمه الله
اهلا و مرحبا بك و بروايتك المشوقه
انا حجزت مكان فى الصف الاول بعنى جنب جوهرة اوعى حد ياخد مكانى :lol:
ندخل فى الجد ... معاناه البطل واضحه جدا و لا اتمنى ان اكون مكانه الاحساس بالضياع و عدم الانتماء لمكان احساس فى غايه الصعوبه بالاضافه للحاله الصحيه التى عانى منها الله يكون فى عونه
منى شخصيه مسيطره متملكه تعتبره لعبه جديده حصلت عليها سرعان ما تسئم منها لو استسلم لها و لكن مقاومته لها تزيد من تشبسها به اتوقع انها هتكون السبب فى متاعب كتير و لكنها لن تكون الشخصيه المحوريه فى حياه بطلنا
ده راى مبداى قابل للتغير مع تطور الاحداث
متابعه القادم بشوق
بالنسبه للسؤال الذى طرحتيه فصعب جدا الجواب عليه فالبشر غالبا ما يتطلعون لما ليس فى ايديهم
بالنسبه لى لو كنت فى مكانه مش عارفه يمكن كنت اركز فى المستقبل لكن دائما سيظل داخلى جزء مخفى يتساءل عن الماضى فالحياه على بعضها ماضى و حاضر و مستقبل لا تتجزء
شكرا لكى و تقبلى مرورى دمتى بود

احلام جوليا 08-11-09 06:50 AM

الفصل الثاني : الامال المحطمة
 
[COLOR="Blue"]الفصل الثاني : الامال المحطمة [/
القت بالحمل الثقيل على الارض الخشبيه للاسطبل الصغير وتوجهت مباشرة نحو الفرس الاشهب القابع بانتظار صاحبته ابتسمت له ومدت يدها الى جيبها لتخرج قطعة السكر وتمد يدها بها لفم الفرس حركت الفرس راسها يمنه ويسرى لتحرك خصلات بنية وتصهل متجاوبة مع اليد الممدوة لها واكلت قطعت السكر وكافأتها صاحبتها بمداعبه راسها سحبت يدها واتجهت نحو رف صغير بأحد أركان الاسطبل وسحبت من اعلاه سله بها قفازان اصفران كبيران وضعتهما على عجل واتجهت مره أخرى لتفتح الشوال الكبير التي ألقته على الارض منذ لحظات واخرجت احد الانيه من الجوار وملأته حتى أخره بخليط من العلف والحبوب السابق تجهيزها وتقدمت لتنقلها الى الاناء الخشبي في اسطبل الخيل والتفتت لتفتح الباب الصغير وولجت بسرعة لداخل المكان المخصص لفرسها المفضل وضعت له بعض الشعير وبذر الكتان لتوازن بين غذاءه كما اخبرها البيطري وتحركت للفرسين الاخرين ووضعت لكلا منهم باقي الكمية التي معها واضافت اليها البرسيم كذلك وعادت مره اخرة لتغلق الشوال وتضعه على جانب امن بعيدا عن الماء لتستخدم البقيه فيما بعد
شعرت للحظات بالحر وبالتصاق قميصها الكتاني بجسدها المائل للامتلاء واخذتها الذكرى بعيدا لتتذكر موقفاً مشابها عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها إلى صدره ضاحكا حاولت دفعه بعيدا لتخبره بانها تشعر بالحر وتحتاج لاخذ حمام ولكنه لم يعبأ وأخذ يدس انفه في شعرها الحريري ويخبرها بأن رائحتها هي المفضله لديه تسكره اكثر من اي عطر تضعه التفت ذراعاها حوله ومنحتنه نظره كلها شوق وهيام ردا على كلماته الشاعريه ليحملها بين ذراعيه لبيت المزرعة افاقت من ذكرياتها على صوت ابنتها تناديها فظهرت لها ونادت عليها
هنا يا جمانة
ماما جعنا يالله تعالي
حاضر يا حبيبتي ثواني
ماما وبعدين
خلاص جيه حالا
تقدمت جيهان لباب الاسطبل لتلتقي بابنتها ذات العشر سنوات وتمد ذراعيها حول كتف الصغيرة وتقبل مقدم راسها وفي عينيها دموع لم تتساقط وصلت لباب البيت الصغير من الخلف لتخلع جيهان حذائها العالي الساقين المخصص للاسطبل وتضعه داخل السبت المخصص له وتلقي الى جانبه بقفازي العمل التي مازالت ترتديهما وتوجهت الى الحمام خلعت ملابسها وفتحت رشاش الماء المعلق لتضع وجهها باتجاه الماء المتدفق ليغسل دموعها ومدت يدها لتغسل شعرها بقوة ولتنزل رائحه العرق والاتربة العالقة به اطمئنت لفرك جسدها وشعرها جيدا بالصابون والشامبو لتخرج خارج الماء وتنظر في المرأه المعلقة امامها لتعكس المرآه صورة لإمراه لها شعر بني تتخلله خصلات شقراء ناعمه وعيون بنيه متغيرة اللون ورموش مكحله سوداء تتناقض مع لون شعرها بشكل مثير وجذاب بدت ملامحها كلها متناسقة وخطان اسفل العينان المجهدتان اظهرا مدى اجهاد صاحبتهما وطرق الزمن في اثبات وجوده عليها تلمست خطوط وجهها وفكرت هل كبر بها السن هل انتهت سنوات شبابها اين هي من تلك الفتاه ذات الضحكة الرنانة وشعرها الطويل الذي اهملته كثيرا واكتفت بجمعة دائما بكحكة خلف راسها ومعالم انوثتها التي اخفتها خلف الملابس الواسعة والجينز القديم واين لها بالاهتمام بنفسها وهي التي تستيقظ عند الفجر لتبدأ العمل بمزرعتها الصغيرة وبقليل من المساعدة من هذا وذاك تحصل مايكفي لسداد اقساط البنك بصعوبة
كم تتمنى لو كان معها الان الم يكن ليحل كافة معضلتها لطالما برع بحل المعضلات وهي معه لم تكن تشغل راسها سوى باسعاده وكانت تترك له دائما تدبير شؤونهم الماليه لم تكن تعترض ابدا على قراراته فقد كانت تثق في حكمه على الامور حتى عندما اقدم على تلك المغامرة باتخاذ قرض بضمان المزرعة ليستطيع به ادخال مجموعة من الابقار والعجول الصغيرة على مزرعتهم المتواضعة وافقته بلا تفكير واعتمدت دائما على رجاحة عقله وحسن تفكيره وبانه قادر على حل جميع المعضلات لم تتخيل انهم يغوصون كل لحظة في الديون اكثر واكثر وانه سيتركها في منتصف الطريق لتجابه كل هذه المشكلات وحدها والان عليها ان تكون ام واب ومحاسب ومدير المزرعة التي لطالما حلما بها سويا وكان يجب عليها ان تنسى انوثتها لو ارادت ان تعيش كما هي الان اصوات نداء ابنتها من الخارج اخرجتها من احلامها
ماما يالله تعالي الاكل برد
حاضر يا حبيبتي حالا
سحبت من المشجب القريب ثوب واسع كبير ادخلت به راسها لتخفي به كتفيها المكتنزتين وجسدها البض الجميل بشرتها العاجيه المشربة باللون الذهبي وملامحها التي لفحتها الشمس لتكتسب بشرة برونزية لامعة اعطتها جاذبية لولا خطوط الارهاق والهالات السوداء التي تجمعت اسفل عيناها لبدت اصغر بكثير من سنوات عمرها الثلاثين
فهي مازالت شابة بمقاييس كثيرة ولكنها تشعر بان قلبها هرم من عامان ويزيد
يوم فقدت حياتها كلها نفضت راسها عن افكارها الكئيبة ورسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها وضربت بالفرشاه خصلات شعرها الناعمه لتتركة منسدلا على كتفيها ممتداً لخصرها حتى تحرره بعض الوقت
خرجت من الحمام منتعله خف صغير بلون دثارها البني وتوجهت الى غرفه الطعام الصغيرة المؤلفة من طاولة خشبية وستة مقاعد امام الموقد في المطبخ الصغير فقد اتخذت من المطبخ والفسحة امامه مكان لصنع الطعام واكله في نفس الوقت لتريح نفسها من عبء الانتقال ما بين الحجرة الخلفية والتي تطل على مظهر المزرعة الجميل وما بين المطبخ طالما لايوجد احد سواها واطفالها في المكان وحتى لا تذكرها بذكريات تفضل ان تنساها
نظرت بنظره رضا لابنتها التي قامت بوضع بعض الفطير والعسل والجبن وبعض الفول المطهي على الطاولة الخشبية ومع كثير من السلطة الخضراء وابتسمت لطفلتها لطالما كانت اكبر من سنها وعاونتها وكانت في كل مرة تنظر اليها تشعر انها هي التي ترعاها وانها لولا وجودها لفقدت الرغبة في الحياة ومساعدتها لها كانت اكثر من مفيده والقت عيناها على الرضيعة الصغيرة النائمة بالفراش المتنقل في ابعد مكان عن الموقد والمغسلة وابتسمت لان ابنتها نجحت في جعل اختها الصغيرة اخيرا تنام وقت الطعام لتستطيع امها تناول بعض الطعام وعلى قمة الطاولة جلس الصبي الصغير يوسف ابنها وحبيبها الصغير قرة عين ابيه وحلمه وإلى جانبه جلست جيهان لتمد يدها على الفطير الكبير وتقطعة لمجموعة من القطع ولتعطي كل طفل منها قطعة وابقت لنفسها القليل متعلله بانها تريد ان تفقد بعض الوزن الزائد وبدا الجميع في تناول الطعام في صمت
كانت جيهان اول من انتهى من تناول الطعام تكاد تكون لم تمس الطعام اصلا فهي لم تكن جائعة ولكنها لم ترد ان تكدر ابنتها فاكلت بعض اللقيمات مجاملة لابنتها
قامت جمانة لتساعد والدتها في تفريغ بقايا الطعام وغسل الاطباق ووجهت كلامها ليوسف
يوسف يالله ساعدنا ورتب الطاولة والكراسي
ما انت وماما بترتبوا كل حاجة
وانت لازم تساعدنا
انا مش بساعد يعني امال مين الي بياكل الكتاكيت كل يوم
ولو... ساعدنا
يوه كل حاجة يوسف يوسف
امال عاوز ايه حضرتك نطلب من شيرين تساعدنا ( واشارت للرضيعة)
خلاص يا جمانة يا حبيبتي سيبي يوسف انا حوضب كل حاجة ( جيهان )
لا ياماما كفاية دلع فيه لازم يتعود يساعدنا
طيب طيب خلاص كفاية انا تعبانة ومش متحملة مناقرة كل يوم
اسفة ياماما مخدتش بالي
اسف ياماما حساعدك يا جمانة
خلاص يا حبايبي الآذان اذن يالله علشان نصلي كلنا سوا
بعد لحظات استعد الاطفال والام لاداء الصلاة وتوجها جميعا للصالة الواسعة في صحن البيت
وقامت الام بفرد سجادات الصلاة وبدات تصلي مع الطفلين


--
COLOR]


الساعة الآن 05:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية