منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   قوافل العائدين .. (https://www.liilas.com/vb3/t122031.html)

حفيدة الألباني 30-10-09 07:55 AM

قوافل العائدين ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صباحكم / مساءكم رضا ورحمة من رب العالمين ..

بينما وأنا أستمع لمقطع من قوافل العائدين للشيخ خالد الراشد أتتني فكرة ألا وهي/
ذكر قصص التائبين إلى الله عسى الله أن يهدي بها الغارقين في ذنوبهم ..

.. قوافـــــــل العائديـــــن ..http://www.youtube.com/watch?v=uX89x9DBpJg

حفيدة الألباني 30-10-09 08:01 AM

كفى يانفس ماكان
كفاك هوى وعصيانا
كفاك ففي الحشا صوت
من الإشفاق نادانا
أما آن المآب بلى
بلى يانفس قد آن
خطوت خطاك مخطئة
فسرت الدرب حيرانا
فؤادي يشتكي ذنبي
ويشكو منك ماكان
أعيدي للحمى قلبي
وعودي ،عودي الآن
تجاذبني هواً وهدى
وقلبي بعد ما لانا
كأني ما سمعت وما
رأيت الهدي إذ بانا
كأني صخرة فمتى
يلين الصخر إيمانا
أرى آلام أمتنا
كسقف الليل يغشانا
وأمضي مغضياً طرفي
وراء النفس هيمانا
نسيت همومها فمتى ؟
أعيش الهم إنسانا
أيا نفسي خبا نفسّي
بضيق الصدر أحزانا
ظننت سعادتي لهواً
يزيح الهم سلوانا
فلم أزدد سوى هم
ولو أُضحكت أحيانا
يسافر بالهوى قلبي
بدور اللهو نشوانا
فتوقفه محطات
تهز عراه إيمانا
ألا فارجع وأرجع ما
مضى بالقرب أزمانا
سياط التوب تزجرني
فأحني الرأس إذعانا
وأطرق والحشى يغلي
بما أسرفت نيرانا
أصيح بتوبتي ندما
كفى يا نفس ما كان

حفيدة الألباني 30-10-09 08:06 AM

نبدأ مع أولى قصص العائدين إلى الله ..

لا أعرف كيف أبدأ لكني سأختصر لكم
كانت لدي عادة قبيحة بل جريمة كبيرة أدمنت عليها وهي مشاهدة الأفلام الخلاعية الوقحة
صدقوني كنت أحاول التخلص من هذا الأمر لكن دائما الفراغ يقتلني
فأقول لا بأس بفلم واحد أو فلمين
ويتبع ذلك العادة( السرية )
فأكون في ظلمات لا أعرف الخلاص منها
في آخر مرة شاهدت فلما , لا أريد الدخول في تفاصيله
لكنني أعتقد أنه من عمل أعداء الدين الذين ينشرون هذه الأفلام بين العرب
كان الفلم على اعتبار أنه فلم عربي
لمشاهد الفجور واللواط بين العرب في البدو
كل هذا وأنا اشاهد
لكن مع وقاحة منتجين الفلم ,
أتدرون ماذا سمعت بداخل الفلم بعد كل هذه المشاهد
=

=

=

=
=
الأذان
نعم بلغت بهم الوقاحة والإستهزاء لأن يضعوا صوت الأذان في هذه الأفلام الخليعة
لا أعرف بالضبط ماذا حصل لي في تلك اللحظة
ولا أدري كيف استطعت أن أحرك أصابعي لإغلاق الفيلم
لكن الذي يهمني
أنني تبت إلى الله
تبت إلى الله بعد أن عرفت أن هذه حرب موجهة للإسلام وكم كنت غبيا لأقع ضحية لها أسأل الله أن يغفر لي وللمسلمين كتبت القصة من واقع عايشته وفلم شاهدته لتعلموا كيف هو الحقد على المسلمين وليعلم كل من يشاهد هذه الأفلام وغيرها
أنها تهدم الدين والعقيدة وأنه مجرد لعبة يلعب بها أعداء الدين ويوجهونه حيث يشاؤون .....

المجنون 30-10-09 08:07 AM


اكيد راح نستفيدمن تجاربهم ومن طرق هدايتهم ومن تمسكهم بالدين واصرارهم على الهدايه رغم المغريات الدنيويه

فكرة ممتازه بارك الله فيك وشكرا على مواضيعك الهادفه

حفيدة الألباني 30-10-09 08:26 AM

اللهم آمين .. ولك بمثل مادعوت ..
الله يجزاك خير ..
شاكرة لك مرورك ..
بحفظ الله ..

حفيدة الألباني 30-10-09 08:46 AM

الحمد لله محب التائبين، وقابل توبة الغافلين، وماحي ذنوب العاصين، والصلاة والسلام على داعي اللاهين، وهادي الحائرين..
أما بعد..

في ليلة من الليالي التي أنِسْتُ بها أو هكذا سوّلت لي نفسي، والتي أحببت فيها جازماً أن أروِّض نفسي على الطاعة للوصول إلى الغاية العظمى والهدف المنشود وهو رضا الله سبحانه، والاقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

فعلاً أحبابي.
اشتقت للقاء ربي، وتاقت نفسي للرحيل للجنة، وبدأت أتذكر تلك الحياة والأيام التي عشتها وعاشها غيري من بني آدم..

الحياة التي هي -وأيم الله- فرصة عظيمة للطاعة والتوبة.

ميدان فسيح للعبادة.

زمن صالح للمسارعة في الخيرات!.

أعمار تجري!.

شهور تسير !.

أيام حلوة ومرّة تنقضي!.

دنيا تمضي كلمح البصر!.

أضغاث أحلام!.


نسير إلى الآجـــــال في كل لحظة***وأيامنا تطوى وهُنَّ مراحـــــــل

وما أقبح التفريط في زمن الصبا***فكيف به والشيب للرأس شاعل؟؟!!



مضت تلك الليلة على أحسن حال ولله الحمد, وزادها جمالاً تذكُّري لقصة عجيبة ممتعة، ذكرها لي ورواها أحد كبار السن من أهل المحافظة التي أعيش بها!.
زرت هذا الرجل الصالح الذي دائماً ما يعطر مجلسه! ويشنّف آذان سامعيه بذكر تجاربه في هذه الحياة وآلامـها التي مرً عليها!.
هذا الرجل الذي تجاوز عمره السبعين.. قضاها في طاعة الله ورسوله.. وأنهك جسمه بالبحث عن مصدر رزقه وأولاده.. أحسبه والله حسيبه!.

قال لي:

كنت أسافر أطوي الفيافي والقفار..
يمنة مرة ويسرة مرة!!
للشمال والجنوب!.
للشام مرة ولمكة مرة!.

حتى تعرفت في مكة المكرمة على أخوين شقيقين، ودرات لي معهما بيع وشراء ومعرفة وصداقة.
وبعد الطفرة التي مرّت على بلادنا، جلست في بلدي التي أعيش فيها....

مرّ على هذا الحال أكثر من عشرين سنة!!! وهو آخر لقاء تم بيني وبين الأخوين في مكة!.

وفي إحدى سفرياتي لمكة المكرمة لأداء العمرة.. قلت في نفسي لماذا لا أزور الأخوين في دارهما؟؟... وعقدت العزم خاصة بعد السنين التي تصرمت ولم أزرهما أبداً !.
ذهبت إليهما في عام 1419هــ وبحثت عنهما ووجدتهما.

الله أكـــــــــــبر!! ما أقسى الأيام!! وما أبغض الفراق!!..

تركتهما قبل نيف وعشرين سنة وهم على حال متوسطة وميسورة.
دخلت على الأخ الأصغــر!! وأدخلني أحد أطفاله في بيته الضيق الذي من علاماته تدل على حال العوز لساكنيه!.
وبعد لحظة جاء الأخ الأكبــر الذي من أول وهلة ترى آثار الهداية والاستقامة قد بدت على محياه!! فنور الصلاح يشع من وجهه الباسم.

أخذته بالأحضان، وتلاقت الأدمع مع بعضها تشكي طول الهجر ولوعة الفراق.. كل منّا رحّب بأخيه، وكنت أتحسس من وجهه حزناً مدفوناً!!.
وحشرجة معانــــــــاة!!.. وألحظ في نبرة صوته آهات وزفرات مليئة بالألم!!! .. ربما أكون مخطئاً... الله أعلم!..

أخذت وإياه أتبادل الأحاديث ونتسامر بطيب الكلام وقصص الماضي... جلسنا على هذه الحال حيناً، ولم يعكر طيب اللقاء إلا صوت طفل صغير وهو ابن للأخ الأصغر الذي لم أره إلى الآن!!..

آثر الدخول علينا.. وفي لحظة سريعة دخل هذا الصبي صاحب الأربع سنوات.. وهو يدغدغ مشاعرنا بكلماته وصرخاته البريئـــــة..

قال الطفل لي:

عمي هل تسمح لي أن أقلد صلاة عمي؟؟ بكل براءة وعفوية قلت له: نعم يابني !.

قام وأخذ السجادة وفرشها وابتدأ بالفاتحة الركيكة وهو يقلد عمه الأكبر.. ويركع ويسجد ويرفع يديه على شكل القنوت.. سبحان الذي علمه وفهمه!!.
ثم في شكل سريع وبدون مقدمات!!. قال للمرة الثانية: عمي هل تسمح لي أن أقـــلِّد بابا!!!.. وهو يمشي إذا شرب بالكأس الموجود في غرفته!!.
حاول عمه الأكبر أن ينهره ولكن بدون فائدة.. الله اكبـــــــــــر!!

أتدرون أيها الأخــــــــــوة ماذا قلد هذا الطفل البريء؟؟....

قلد أباه وهو يشرب الخمر.. أم الخبائث!!

قلده وهو مضيع لعقله!.

قلده وهو يتأرجح يمنة ويسرة!.

قلده وهو يزبد ويسب ويشتم!! .


الله أكـــــــــــــبر ..

وينشأ ناشئ الفتيان فينا ***على ما كان عوَّده أبوه!!

وفي لحظة انبهارنا بالوضع الذي عشناه والصدمة التي لحقت بي وبعمه... دخل الأخ الأصغر. وقمت لمعانقته والتسليم عليه ولكنه لم يعرفني.. عانقته وصافحته. وجلست عن يمينه. قلت له يا.... هل ما زلت لا تذكرني؟؟ أنا فلان، أبو عبد الله.

سبحان الله.
قلت في نفسي:
تغير عليّ ذلك الوجه الوضئ منذ سنوات..
غيرته السنون!!..
غيرته جلسات الســـــــــــــــوء !!!
غيرته الخمر وأم الخبائث!!..
غيرته ترك الصلاة !! غيرته بعده عن الحرم فمنذ سنوات لم يزره !!


قلت له:
هل رأيت شيئاً ؟؟..
مباشرة قال نعم، وسمعت كل شيء من فم الطفل... وهذا ديدنه عند كل ضيف يحل علينا.. ثم أخرج زفرة مبحوحة... الله يهدينــــــــا!!! ..

الله أكبر...

الله أكبر...

الله أكبر...

قال الأخ الأكبر: الله يهدي الجميـــــــــــع!!
سكتنا جميعاً.. نسيت نفسي..

صمت رهيب... قطعه شهقة طويلة من فم الأخ الأصغـــــــــر وسريعاً إنطرح على رجلي أخيه الكبيـــر وقال بصوت عالي...!!

سامحني يا أخي.
لطخت سمعتك الطيبة عند كل الناس!

أنا تعبت يا أخي من المعاصي!.

مللت من الخمـــرة!...

مللت من نفسي!.

مللت من أولادي!..

مللت من كل شيء، من الحياة، البيت، الأصحاب..


وبدأ أخوه المستقيم يهدِّئه ويرسل على خديه الدموع الرقيقة تتقاطر على وجه أخيه العاصي..

ويقول له: لا عليك!! الله يغفر لك! الله يغفر لك! الله يغفر لك !!

الله أكبر، ملامح التوبة لهذا التائب بدأت تلوح في الأفق!!..

قال محدثي:

ولاحت لي فرصة عظيمة في التذكير والوعظ ولم أتمالك نفسي مع الدموع الساخنة التي تحدرت على لحيتي وقلت له:

{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222]
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [سورة طـه: 82]

التوبة غسل للقلب بماء الدموع وحرقة الندم..
تب إلى ربك..
الله قريب من عباده..
الله غفور..
الله رحيم..
الله لطيف..

التوبة هروب من المعصية والخمر إلى الطاعة والذكر..
الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها..
هيا إلى التوبة..
إلى الصلاة..
إلى الذكر..
إلى القرآن..

إنك ستموت وحدك!!
وتُغسل وحدك!!
وتُحمل وحدك!!
وتُقبر وحدك!!
وتُبعث وحدك!!
و تُحاسب وحدك!!


ثم بدأ يتمتم ويجر بكائه حتى انتهى، وأخوه قد أخذه بأحضانه وضمه إلى صدره!!!
ثم قام سريعاً وعاد سريعاً ومعه ثلاثة كراتين جديدة. لا نعلم ما بداخلها..!!

فتحها أمامنا وإذا بها زجاجات خمر والعياذ بالله... أخذها بيديه وقام يكسرها ويقذف ما بها في دورة المياه القريبة أعزكم الله...

ولما انتهى ارتاح قليلاً وجلس بيننا وقلت لأخيه الكبير:
لابد وأن ترى له إخوة صالحين يساعدونه على تجاوز هذه المرحلة.. أطرق برأسه، وقال نعم إن شاء الله تعالى!!
قمت من مجلسي واستأذنتهما بالذهاب.. ودّعتهما ودعوت لهما بالتوفيق والسداد...

الله اكبــــــــر أيها الأخوة!!

التوبة ملاذ مكين..

وملجأ حصين..

دنس المعاصي يُغسل بماء التوبة..

ولوثة الخطايا تُزال بزلال الاستغفار..

ما أجمل التوبة!!..


«إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار, ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل»

تركتهما فترة تقارب السنة وزرت الأخ الأكبر، أخذت أسأله عن أخيه؟..

قال لي:

إن أحد الدعاة قال له أن يغير بيئته ومكانه.. وهو الآن في جدة وطيب ولله الحمد!!..

حمدت ربي أن الله هداه ويسر له حياته مع الهداية والصحبة الطيبة...

وبعد سنة أخرى!! جاءني اتصال من أخيه الأكبر، وبعد التحية قلت له: كيف حال أخيك؟؟

تلعثم..

سكت..

بكى..

زفرة ألم في حلقه..

قلت له ما بالك؟؟..

قال:

أخي توفاه الله اليوم..

كيف؟

أخي يطلب منك الدعاء..

مات اليوم، في حادث سيارة بين جدة ومكة وهو لابس ثياب الإحرام مع أحد أبنائه...

مات اليوم وسنصلي عليه الليلة في المسجد الحرام..

مات أخي بعدما أتم حفظ القرآن كاملاً ولله الحمد..

حفظه في سنة ونصف في مدينة جدة وعمره تجاوز الخامسة والخمسين!!!..الله أكبر!!..


مات رحمه الله!!

ما أجملها من ميتة؟؟

توبة صالحة..

حافظ للقرآن..

مؤمن وموحد..

مستعد لأداء العمرة..

تارك لجميع معاصيه القديمة..

اللهم ارحمه واغفر له..

إنا لله وإنا إليه راجعون...

أقفلت السماعة.. بعد أن طويت صفحة هذا التائب إلى الأبــــــــــــــــد!!!..

فعلاً أيها الأحبة..

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام: 122]

رحمك الله..

رحمك الله..

رحمك الله..

الله أكبر، توبة هذا العاصي على يد طفله الصغير!!..


هيا أحبتي إلى التوبة..

هيا لنلحق بركب الصالحين..

هيا قبل هجمة الموت
..

كان أحد السلف يبكي على نفسه ويقول :

"ويحك يا فلان! من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا لذي يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا الذي يرضي ربك عنك بعد الموت؟

اللهم أغفر لنا ذنوبنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتوفّنا مع الأبرار...

آمين ...

حفيدة الألباني 31-10-09 02:03 PM

قصة الهداية والبحث عن السعادة



سعيد الزياني


ككل الناس كنت أبحث عن الحياة الطيبة ، وكنت أظنها فيما يعتقده الكثير ، أنها في الحصول على أشياء معينة ، كالمال والشهرة وغيرهما مما يطمح إليه غالبية البشر ، فسعيت للحصول على ذلك ، فوجدت نفسي وأنا صغير السن في بيئة المشاهير من خلال الإذاعة والتلفزيون ، حيث بدأت أشارك في برامج الأطفال ، وكان بيتنا في مدينة الرباط بالمغرب قريبا جدا من مبنى الإذاعة والتلفزيون ، فبرزت في برامج الأطفال من خلال مشاركاتي في التمثيليات وأناشيد الأطفال التي كانت تتسم بالبراءة والفطرة وتشتمل على حِكَمٍ ومواعظ ، كان ذلك في بداية الستينيات ، ثم بدأت تدريجيا الابتعاد عن البراءة والفطرة ، عندما استخدمونا ونحن أطفال صغار لمشاركة الكبار سنا في تسجيل الأغاني بالإذاعة والتلفزيون وعلى المسارح ، وبحكم تأثير البيئة ، بدأت أهتم بهذا الميدان الذي وجدت نفسي فيه ، إلى أن شاركت في مسابقة تلفزيونية للأصوات الناشئة (كما يقولون) وكان ذلك من خلال برنامج كان يذاع على الهواء مباشرة اسمه ( خميس الحظ ) فبدأت الجرائد تكتب عني مشجعة كي أستمر في ميدان الغناء ، وكان عمري آنذاك لم يتجاوز الخامسة عشر ، ثم كانت لي مشاركات من خلال برامج أخرى تلفزيونية هذا وأنا طالب أتابع دراستي ، إلى أن التحقت كمحترف بالفرقة الوطنية في المغرب ، وأصبحت أشارك أشهر المغنيين مثل عبد الوهاب الدكالي وعبد الحليم حافظ الَّذَيْنِ أصبحا فيما بعد من أكبر أصدقائي ، وفي الوقت نفسه كنت أشارك فرقة التمثيل الوطنية بالإذاعة حتى برزت في ميدان التمثيل وأصبحت أتقمص أدوارا رئيسية ، ثم بدأت أُعِدُّ وأقدم برامج إذاعية وتلفزيونية ، التي أصبحت من أشهر البرامج وأنجحها عند الجمهور ، بالإضافة إلى أني كنت أقدم النشرات الإخبارية في الإذاعة والتلفزيون مع أنشطة أخرى في ميدان الإعلام كالكتابة والتلحين والإخراج الإذاعي وغيرها. كل هذا كان بحثا عن السعادة التي لم أجدها في ذلك الميدان المليء بالهموم والمشاكل والأحقاد ، رغم أن علاقاتي كانت جيدة مع الجميع ، بل كنت أحب جميع زملائي ويحبونني ، إلا من كانوا يحسدونني على ما كنت ألاقي من نجاح ( في نظرهم ) !! ومما كان يميزني في المجتمع الذي كنت أعيش فيه ، أنه كانت لي صداقات وعلاقات وطيدة مع كبار المسؤولين في الحكومة المغربية ، حيث كان من جملة أصدقائي رئيس وزراء المغرب آنذاك ( المعطي بوعبيد رحمه الله ) الذي كنا نتبادل الزيارات تقريبا يوميا ، ويسمونه في المغرب ( وزير أول ) ، مما جعلني أتعرف عن قرب على حياة كبار المسؤولين وأشهر الفنانين ، الذين كان أغلبهم قد حُرِمَ السعادة التي كنت أبحث عنها ، فبدأت أتساءل ، ما هي السعادة ؟ ومن هم السعداء ؟ في الوقت الذي كان يعتقد فيه الكثير من الناس أننا نعيش في سعادة نُحسد عليها ، وكانت الجرائد والمجلات تكتب عني وعن (أنشطتي) باستمرار ، وتُجرِي معي مقابلات صحفية بين الفينة والأخرى ، إلى أن طُرح علي سؤال ذات يوم في إحدى المقابلات من طرف صحافي كان يتتبع أخباري باهتمام بالغ واسمه (بوشعيب الضبَّار) ، وكان السؤال هو : هل يطابق الاسم المسمى ؟ أي ، هل أنت سعيد في حياتك الفنية والخاصة ؟ وكان جوابي : أنا س ع ي ( سعيـ ) ولازال ينقصني – د – وأنا في بحث عنه ، وعندما أجده سأخبرك . كان ذلك في سنة 1974 م . بما أني لم أجد السعادة في ميدان الفن والإعلام الذي كنت أعيش فيه ، قلت في نفسي : بما أن لفظ السعادة موجود ، لابد أن يكون الإحساس بها موجودا ، فقررت أن أستغل برامجي الإذاعية التي كانت ناجحة ، للبحث عن السعادة المفقودة . فخصصت لذلك حلقات جمعت فيها نظريات وآراء الكثير من المفكرين والأدباء والفلاسفة حول السعادة ، كما أني أدرجت في البرنامج آراء الكثير من المستمعين من مختلف شرائح المجتمع حول هذا الموضوع ، وقلت في نهاية البرنامج معلقا على هذه الآراء : لقد طلبت آراء في السعادة ، فحدثوني عن كل شيء إلا عن السعادة ، حدثوني عن أحاسيس تنتاب الإنسان لفترة معينة ثم تزول ، ويبقى السؤال مطروحا ، ما هي السعادة ؟ وأين هم السعداء ؟ بعد هذا قلت في نفسي : ربما لم يقع اختياري إلا على الأشقياء الذين اطَّلعت على آرائهم ونظرياتهم ، فقررت أن أفسح المجال لكل المستمعين في برنامج إذاعي على الهواء مباشرة ، لكي يعبروا عن آرائهم حول السعادة . مع العلم أن الاستماع إلى الإذاعة كان في ذلك الوقت أكثر من مشاهدة التلفزيون ، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك قنوات فضائية ، وكانت المحطات المحلية تبث برامجها في ساعات معينة . فتلقيت آراء المستمعين حول السعادة ، فوجدتها آراء متشابهة ، بألفاظ مختلفة ، وقلت في آخر البرنامج المباشر ما سبق أن قلته في الحلقات الماضية : لقد طلبت آراء في السعادة ، فحدثوني عن كل شيء إلا عن السعادة ، حدثوني عن أحاسيس تنتاب الإنسان لفترة معينة ثم تزول ، ويبقى السؤال مطروحا ، ما هي السعادة ؟ وأين هم السعداء ؟

بعد ذلك قلت في نفسي : لقد بحثت عن السعادة في كل مكان ، ودخلت جميع البيوت دون استئذان ( من خلال الإذاعة والتلفزيون ) فلم أجد من يدلني على السعادة !! إذن السعادة ليست موجودة في المغرب !! ( ذلك ما كنت أعتقد في ذلك الوقت ، وإلا فالمغرب مليء بالسعداء الذين عرفتهم فيما بعد ، وسأتحدث عنهم لاحقا ) . فقررت أن أبحث عن السعادة خارج المغرب ، وكانت أوروبا أقرب ( سراب ) إلى المغرب سافرت إليها في سنة 1977م باحثا عن السعادة ، فازداد شقائي هناك ، لأنني لم أغير البيئة ، أي من بيئة شر إلى بيئة خير ، بل غيرت فقط الموقع الجغرافي. رجعت في نفس السنة إلى المغرب وإلى ميدان الإذاعة والتلفزيون والفن ، وأنا غير راض عن نفسي ، ولكني كنت مضطرا لأنه لم يكن لدي بديل ، ولم أجد آنذاك طريق السعادة . وفي تلك السنة توفي عبد الحليم حافظ الذي كان لي صديقا حميما ، فتأثرت بوفاته وخصوصا وأنه كان يحكي لي في جلسات خاصة همومه ومشاكله ومعاناته ، فكنت أخاطب نفسي قائلا : يا سعيد : لو تستمر في ميدان الغناء ، أقصى ما يمكن أن تصل إليه أن تكون مثل عبد الحليم ، أتتمنى أن تكون مثله في التعاسة والشقاء ؟ وكنت أتساءل مع نفسي ، لو جمعت الأموال الكثيرة وترقيت في أعلى المناصب ، أقصى ما يمكن أن أصل إليه أن أكون مثل فلان أو فلان الذين كانوا أصدقائي وكنت أعرف حياتهم الخاصة ، وأعرف همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم ، لقد كنت شقيا وكانوا أشقياء ، ولكني كنت أقل شقاء منهم ، لأن بعضهم كان لا يستطيع أن يأكل وكنت أستطيع أن آكل ، وكان لا يستطيع أن يتزوج النساء وأنا أستطيع ذلك . إذن معنى هذا أن الترقي في هذه المجالات ، هو تَرَقٍ في الشقاء !!

ولكن كان علي أن أستمر في البحث إلى أن أجد السعادة المنشودة ، وأن أبقى في ميدان الفن والإذاعة والتلفزيون إلى أن أجد البديل . واصلت نشاطي في هذا الميدان أُعد وأقدم البرامج ، أُلحن وأغني وأكتب وأُقدم السهرات الفنية بالتلفزيون،إلى سنة 1981م حيث زاد الشقاء وأحسست بضيق جعلني أُغادر المغرب مرة أخرى في البحث عن السعادة ، ولكن إلى أين ؟ نحو نفس السراب الذي توجهت إليه سابقا : أوروبا . وهناك زاد الشقاء مرة أخرى ، فرجعت إلى المغرب ، ومن أجل التغيير فقط ، التحقت بإذاعة دولية في مدينة طنجة شمال المغرب ، اسمها : إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي 1) التي أصبحت من ( نجومها ) وكنت في الوقت نفسه أغني وأشارك في الحفلات والسهرات ، فزادت الشهرة وزاد المال وزاد الشقاء !! فبدأت أتساءل مع نفسي ، لماذا أعيش في هذه الدنيا ؟ هل لآكل وأشرب وأنام وأشتغل حتى أموت ؟ إذا كانت حياة كهذه ونهايتها موت ، فلا معنى لها ولا مبرر !! وإذا كنت في انتظار الموت الذي سيضع حدا لهذا الشقاء ، لماذا أبقى في انتظاره ؟ لماذا لا أعجل به وأموت الآن ؟ ( كانت هذه وساوس من الشيطان للدعوة إلى الانتحار ، وهذا الذي يحصل للكثير من المشاهير ) ولم أكن أعلم أن موت الذين يعيشون على هذا الحال ، ليس نهاية للشقاء ، بل هو بداية الشقاء الحقيقي ، والعذاب الأليم في نار جهنم والعياذ بالله . وأنا في صراع مع النفس والشيطان ، كانت والدتي -رحمها الله- حريصة على هدايتي ، ولكنها لم تجد الأذن الصاغية والقلب السليم الذي يتقبل دعوة الحق ، وبالأحرى ما كنت أراه من تصرفات بعض المسلمين ، كان يبعدني عن الدين ، لأن لسان حالهم كان يعطي صورة مشوهة عن الإسلام ، كما هو حال الكثير من المنتسبين للإسلام في هذا الزمان ويا للأسف . فكنت أرى المسلمين بين تفريط وإفراط ، بالإضافة إلى أن بعض المنتسبين للعلم ، كانوا يقصرون في دعوتنا إلى الله ، فكنت ألتقي مع بعضهم في مناسبات عديدة ، فكانوا ينوهون بي وبأعمالي الإذاعية والتلفزيونية ، ولا يسألون عن حالي ، هل أصلي أم لا ؟ بل كانوا يشجعونني على ما كنت عليه . فانتابني اليأس والقنوط ، وبدأت أفكر في الوسيلة التي تريحني من هذا العناء ، وتضع حدا لهذا الشقاء . وأنا على هذا الحال ، وقع بين يدي كتاب باللغة الفرنسية عنوانه الانتحار :
suicide) le ) لكاتب فرنسي ، فقرأته ، فإذا به جداول لإحصائيات للمنتحرين في الدول الأوروبية ، مبينة تزايد هذه الانتحارات سنة عن سنة ، وذَكر أن أكثر بلد يشهد الانتحارات هو السويد ، الذي يوفر لمواطنيه كل ما يحتاجونه ، ورغم ذلك فإن عدد الانتحارات في تزايد عندهم ، حتى أصبح عندهم جسر سمي ( جسر الانتحارات ) لكثرة الذين كانوا يُلقون بأنفسهم من ذلك الجسر !! عندما قرأت عن حياة هؤلاء المنتحرين وجدت أن حياتي شبيهة بحياتهم ، مع الفارق بيننا ، أني كنت أؤمن أن هناك ربا في هذا الوجود ، هو الخالق والمستحق للعبودية ، ولكني لم أكن أعلم أن هذه العبودية لله هي التي تحقق سعادتي في هذه الدنيا ، ناهيك عن الغفلة عن الآخرة وما ينتظرنا فيها . في الوقت نفسه قرأت عن بعض المشاهير من الغرب الذين أسلموا وتغيرت حياتهم رأسا على عقب ، وتركوا ما كانوا عليه قبل إسلامهم حيث وجدوا سعادتهم المنشودة في توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبودية . ومن جملة هؤلاء ، المغني البريطاني الشهير ، كات ستيفنس ، الذي أصبح اسمه ، يوسف إسلام . اندهشت عندما رأيت صورته في إحدى المجلات وقد تغير شكله تماما ، مع العلم أن الناس ينظرون إلى التغيير الظاهري ، ولا يستطيعون أن يعرفوا التغيير الباطني والمشاعر التي يحسها الذي شرح الله صدره للإسلام . عندما سافرت آخر مرة إلى أوروبا ، كان قد رافقني أخ لي يكبرني بسنة وأربعة أشهر ،والذي بقي في هولندا بعد رجوعي إلى المغرب ، فالتقى هناك بدعاة إلى الله كانوا يجوبون الشوارع والمقاهي والمحلات العمومية ، يبحثون عن المسلمين الغافلين، ليذكروهم بدينهم ويدعونهم إلى الله تعالى، فتأثر بكلامهم ، وصاحبهم إلى المسجد حيث كانت تقام الدروس وحلقات العلم ، وبقي بصحبتهم إلى أن تغيرت حياته ، وبلغني أن أخي جُنَّ وأطلق لحيته وأصبح ينتمي إلى منظمة خطيرة ، نفس الإشاعات التي تُطلَق على كل من التزم بدين الله ، بل هي سنة الله في الكون ، أن يؤذى كل من أراد الدخول في زمرة المؤمنين ، ( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .

عاد أخي بعد مدة بغير الوجه الذي ذهب به من المغرب ، وقد حَسُنَ دينه وخُلقه ، وبعد جهد جهيد من طرف أخي والدعاة إلى الله الذين كانت هداية أخي على أيديهم ، وجهد ودعاء والدتي –رحمها الله- شرح الله صدري وعزمت على الإقلاع عما كنت عليه ، وندمت على ما فرطت في جنب الله ، وعزمت أن لا أعود إلى ذلك . فوجدت نفسي أعرف الكثير من المعلومات والثقافات ، إلا عن الشيء الذي خلقت من أجله ، والذي يحقق لي سعادة الدنيا والآخرة ، وهو دين الله تعالى ، فقررت أن أترك كل شيء لكي أتعلم ديني . فتفرغت لطلب العلم والدعوة إلى الله ، فوجدت سعادتي المنشودة بفضل الله ومَنِّهِ ، وأنا الآن سعيد والحمد لله ، منذ أن سلكت هذا الطريق ، وأسأل الله تعالى أن يثبتني عليه حتى ألقاه . غبت عن المغرب سنة وثلاثة أشهر لتعلم الدين والدعوة إلى الله في مجالس العلماء الربانيين ، فخرجت بوجه ، ورجعت بغير الوجه الذي خرجت به ، وبعد رجوعي تصفحت قصاصات الجرائد والمجلات التي كانت تكتب عني ، فوجدت السؤال الذي كان قد طُرح علي ، وكان قد مرت عليه 12 سنة وهو : هل يطابق الاسم المسمى ؟ أي ، هل أنت سعيد في حياتك الفنية والخاصة ؟ وكان جوابي : أنا س ع ي ( سعيـ ) ولازال ينقصني – د – وأنا في بحث عنه ، وعندما أجده سأخبرك . كان ذلك في سنة 1974 م . فبعثت برسالة إلى الصحافي الذي كان قد طرح علي السؤال أقول فيها : سألتني في حوار بجريدة الكواليس بتاريخ كذا ..السؤال التالي : وذكَّرته بالسؤال ، وكان جوابي هو التالي : وذكَّرته بالجواب ، ثم قلت له : وبما أني وعدتك بأن أخبرك بمجرد ما أجد – د – فقد وجدته وأنا الآن سعيد ، وجدته في الدين والدعوة .



ولقد توفي الشيخ إثر حادث أليم منذ شهر تقريباً
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ..

وهذه صورته بعد التوبة ..
http://www.liillas.com/up2//uploads/...58b1a8aab7.jpg
سبحان الله انظروا لهذا الوجه المنير ..
تحول من فنان إلا داعية إسلامي كبير ..
هنيئاً له التوبة والرجوع إلى الله ..

نونو 01-11-09 06:03 AM

التمعت عيناي بدموع والله فكثير منا من يقسو قلبه وكثيرا منا من تتجمد عيناه

وكثير منا من يظل حائرا في صراع وحيره دائمه بينه وبين نفسه .. ولكن بمثل هذه المواضيع

الوعظيه يقف الانسان عندها وقفه لمراجعه النفس ومحاسبتها

سلمت يمينك على ماخطت وغفر الله لكل التائبين ورحم الله شيخنا سعيد هذا الشيخ الفاضل الذي كان

لكلامه واسلوبه الرقيق في الدعوه بالغ الاثر في نفسي فرحمه الله رحمه واسعه وجزاه عن الاسلام

والمسلمين عظيم الجزاء

وجزيتي خير الجزاء ياحفيده وبارك الله فيك وحفظك ورزقنا الله جميعا توبه تتطهر بها قلوبنا وتخشع

بها ارواحنا ..بوركتي وسددتي اخيه

حفيدة الألباني 02-11-09 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونو (المشاركة 2090984)
التمعت عيناي بدموع والله فكثير منا من يقسو قلبه وكثيرا منا من تتجمد عيناه

وكثير منا من يظل حائرا في صراع وحيره دائمه بينه وبين نفسه .. ولكن بمثل هذه المواضيع

الوعظيه يقف الانسان عندها وقفه لمراجعه النفس ومحاسبتها

سلمت يمينك على ماخطت وغفر الله لكل التائبين ورحم الله شيخنا سعيد هذا الشيخ الفاضل الذي كان

لكلامه واسلوبه الرقيق في الدعوه بالغ الاثر في نفسي فرحمه الله رحمه واسعه وجزاه عن الاسلام

والمسلمين عظيم الجزاء

وجزيتي خير الجزاء ياحفيده وبارك الله فيك وحفظك ورزقنا الله جميعا توبه تتطهر بها قلوبنا وتخشع

بها ارواحنا ..بوركتي وسددتي اخيه

اللهم آمين ..
ولك بمثل مادعوت عزيزتي ..
جزاك الله الفردوس الأعلى ..
شاكرة لك مرورك ..
ربي يحفظك..

حفيدة الألباني 04-11-09 05:13 AM

عودة بعد ظلال والحمد لله

السلام عليكم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

من يهدي الله فهو المهتدي ومن يظل فلن تجد له وليا مرشدا

لا اعرف من اين ابداء ولكن توبتي كانت بين الحين والاخر اصر على التوبة واعود مرة أخرى لما كنت عليه علاقات قنوات اباحية اغاني قنوات عربية فاضحة افلام عادة سرية والكثير مما يغضب الله عساه ان يتوب علينا سبحانه

قررت في شهر رمضان المبارك ان تكون هذه المرة توبتي توبة صادقة فأصبحت اجاهد نفسي بداية من تقليل متابعتي للمسلسلات التي كنت اتلذذ بمتابعتها في كل شهر كريم بحجة متابعتها في الليل والليل نكون مفطرين وركزت على قراءة القرآن و المواظبة على كل الصلوات في المسجد وصلاة القيام وكذلك التهجد حتى إذ كانت الليلة الاولى في الليالي العشر

وبينما كنت اصلي القيام فإذ بالإمام يدعوا بعد صلاة الوتر بصوت جهوري وبأدعية ترق لها القلوب الجامدة حتى احسست انني ارتجف حتى سمعته يقول(( اللهم اصلح شباب هذه الأمة)) فلم اعد استطيع ان اتمالك نفسي واجهشت بالبكاء ندما على مافرطت في حياتي ومن هول مارتكبت عدت الي البيت وفي نفس الليلة تهجدت قبل صلاة الفجر وبينما كنت في الركعتين الاخيرتين كنت اقرأ بسورة الفجر وعندما وصلت للأية الكريمة (( وجاء ربك والملك صفا صفا وجيْ يومئذ بجهنم)) لم استطع ان اكمل السورة إلا بصعوبة واجهشت بالبكاء

وعاهدت نفسي منذ تللك الليلة ان اتوب إلي الله توبة صادقة لا رجعة فيها بإذن الله

غيرت حياتي بما يرضي الله سبحانه وتعالى إن شاء الله اقلعت عن متابعة القنوات الاباحية وحذفت من جهازي القنوات العربية الشبه اباحية وقنوات الاغاني وابدلتها بقنوات كالرحمة وهداية و المجد وإقراء ووصال والصفاء والحكمة والاثير وبداية وغيرها من القنوات العربية الاسلامية وقمت تنظيف مفضلتي الوسخة من المواقع الاباحية ومواقع الاغاني و قمت بتكسير الاشرطة والاسطوانات الغنائية والسينمائية التي كنت احتفظ بها وحافظت على صلواتي بالمسجد واكثرت من النوافل واصبحت اصوم كل اثنين و خميس واقيم الليل عسى ان يغفر لي ربي ذنوبي ويتبثني على التوبة بإذنه ..

ابنة سيرياس 08-11-09 03:42 PM

جزاك الله الف خير

حفيدة الألباني 09-11-09 11:19 AM

ويجزاك خير أختي
شاكرة لك مرورك
ربي يحفظك

حفيدة الألباني 09-11-09 11:21 AM

أخيراً قرر قتل نفسه


في سواد الكون وظلمته.. المكان خالٍ فيمن حوله لا حراك ولا ضجيج.. فقد عم المكان كله السكون والهدوء..

جلس ذلك الشاب ابن العشرين خريفاً يفكر في حاله وما مضى من عمره وكانت نفسه تتحشرج في صدره هماً وغماً فضاقت الدنيا حوله وعلته الكآبة والسآمة، وأخذ يسرد شريط حياته الماضية فهو لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها...

أخذ يفكر في تغير حياته ولكن بالقضاء عليها بزعمه حتى يجد اللذة والراحة، أو ليقطع أنفاسه التي تتحشرج في صدره، فقد بلغ به الهم والنكد ما بلغ.. لم يكن لديه إيمان يردعه ولا أخ صادق ناصح يوجهه..

أخيراً قرر قراراً بعد تفكير طويل.. قرر أن ينهي حياته.. يا لله حياته التي بين جنبيه كيف تجرأ على ذلك..

أنا أكاد أجزم أنه لم يفكر في هذه النفس التي أودعها الله بين جنبيه كيف يقتلها؟؟ لم يفكر في عظم هذه النفس عند الله جل سبحانه؟؟...

أخذ حبلاً وربطه في أعلى السقف! وقبل التنفيذ إذا بصوت غريبٍ كأنه يسمعه لأول مرة صوت يشقق ظلام الليل الرهيب ويقطع السكون والوحشة إنه صوت الأذان... الله أكبر الله أكبر... أشهد أن لا إله إلا الله..

توقف عن فعلته بعد أن استيقظ من سكرته أخذ يردد صوت الأذان... ذهب وتوضأ ثم خرج مع جموع المصلين...

تقدم أحدهم وصلى بهم وكان مما قرأ (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53].

أخذ يجهش بالبكاء والدموع تنهال من عينيه فهو منذ زمن لم يركع ولم يسجد لله.. لم يضع جبهته تقرباً لله.... ارتاحت نفسه وشعر بعدها بالسعادة والأنس كأنما نشطت نفسه من عقال...

يالله ما أجمل العيش مع الله والأنس به... صلحت حاله وتبدلت، وغير قرناءه وخلانه.. غير كل ما يذكره بالماضي المؤلم... وأطلقها كلمة مدوية إلى كل العالم والأكوان: والله لو منحتموني الدنيا بكنوزها وما فيها على أن تسلبوني ما أنا فيه من راحة وسكون لما قبلت!!

وقفة: يا من لازلت مستمراً على الذنب والعصيان توقف والحق بركب التائبين لتفوز بجنة رب العالمين..

dr khalid 09-11-09 07:06 PM

اولا شكرا حفيده على هذا الموضوع المميزه وهذا ليس بغريب عليكى
عندى قصه حقيقه احب أشارك بها فى هذا الموضوع الجميل
وهى قصه حقيقه حدثت معى لأحدى العائدين الى الله سبحانه وتعالى

على شاطىء مدينه الاسكندريه الممتد بينما يقترب بائعى المناديل الورقيه من كل ذاهب للشاطىء ويحاولوا البيع له اذا بى كل مره الاحظ ان هنالك امرأه تجلس بعيدا ولا تسعى للذاهبين بل تنتظر فقط اذا اتى احد ليشترى منها دون ان تلح على أحد
كل مره انظر لها بتعجب وأسير فى طريقى ..ولكن فى أحد المرات قررت ان اذهب وأشترى منها وان اقدم لها المساعده ....كنت مازلت فى اول عام فى كليه الطب فى اول يوم فى الاجازه الصيفيه ..أتذكر هذا الموقف جيدا كأنه حدث امس
كان ثمن علبه المناديل الورقيه نصف جنيه ...اقتربت منها فوجدتها امراه ضريره لا ترى فأعطيتها
جنيه واخذت علبه المناديل وسرت فى طريقى ..وبعد عده خطوات سمعت صوتها ينادينى ..فرجعت ..فقالت لى كم علبه اخذت فقلت لها واحده فقالت وكم اعطيتنى ؟ قلت جنيه
قالت وكم ثمن العلبه ؟ قلت نصف جنيه ؟
فقالت ولم لم تأخذ الباقى ؟
بصراحه تحرجت اقول لها انى تركته على سبيل المساعده فقلت لها انى نسيت ان اطلب الباقى ..
فقالت لى كم عمرك ؟ قلت لها 17 تقريبا ....
فقالت ولماذا تنسى اموالك ؟ الا تعلم ان والدك يتعب فى هذه الاموال ...انتم لا تعرفون قدر تعب اهلكم واخذت تعطينى درس طويل فى الاقتصاد ....شكرتها وذهبت ...
ودفعنى الفضول ان اسأل صاحب متجر قريب عنها ؟
وكان يعرفها وقال لى ان هذه المراه هى عمرها الان خمسين عام وهى ضريره ولما كانت فى العشرين من عمرها كانت راقصه مشهوره جدا لدرجه انها أدت بعض الافلام العربيه القديمه
وفجاه اصيبت بالعمى وسط شهرتها التى ملأت الارض فأصبح ليس لها قيمه
وقررت العوده لله فى هذه اللحظات ومن يومها وهى تبيع المناديل الورقيه فى هذا المكان لتكسب قوتها بالحلال .....ولكن مشكلتها الان انها مصابه بمرض خطير وتحتاج الى عمليه باهظه الثمن ولا تمتلك الاموال ........ففكرت انه يمكننى ان اساعدها
ولكن بعدها سافرت الى القاهره ومكثت طويلا وعندما عدت مره اخرى الى الاسكندريه لم أجدها
وسألت عنها نفس الرجل قال لى انها تدهورت حالتها وماتت .......

اعتقد انها قد تابت وعادت قبل اللحظه التى لا يمكن العوده بعدها
اسف لو كانت القصه طويله لكنى اعتقد انها مناسبه للموضوع ومثل مفيد للجميع
تحياتى ........

حفيدة الألباني 09-11-09 09:09 PM

يالله
قصة مؤثرة جداً
لكن هنيئاً لها هذه التوبة وعسى الله أن يغفر لها ماتقدم من ذنبها
جزاك الله خير أخي على مشاركتي
بحفظ الله

حفيدة الألباني 17-11-09 11:15 AM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد....

أنا شاب عمري 25 عاماً كنت كالشباب أستمع للأغاني وكنت أتواجد في المجتمعات الشبابية وكنت أشاهد القنوات الفضائية وأشاهد بعض الأفلام الإباحية على الإنترنت

ولكن كنت ولله الحمد والمنة أحافظ على الصلاة مع الجماعة وعلى صيام رمضان كذلك وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وكنت أقيم أيضاً بعض العلاقات المحرمة.

وذات يوم وانا واتصفح الأنترنت قرأت موضوع شد انتباهي عنوانه وكان( وصية ميمونة الوهيبي )وكانت الوصية موجودة في دفتر محاضرات الجامعة وبعدما قرأت الموضوع كاملاً بكيت وحزنت على حزناً شديداً على حالنا اللتي نحن عليها

كيف نقابل رب السموات والأرض ونحن على هذه الحال المحزنة ومن تلك اللحظة وأنا معلنها توبة لله عزو جل

وأسأل الله العظيم أن يقبل توبتي وأن يثبتني وإخواني المسلمين أجمعين على طاعته وأن تكون هذه الأحرف شاهدةً لي لا علي يوم ألقاه.

وأسأل الله العظيم أن يرحم ميمونه ووالديها ومن توفي معهم في الحادث وأن يغفر لهم وموتى المسلمين أجمعين.

لاتنسوني من صالح دعائكم .

رسيس الوجد 18-11-09 06:54 AM

يعطيك العافيه وسلمت يمينك
جعله الله في ميزان حسناتك

حفيدة الألباني 18-11-09 07:35 AM

اللهم آمين
شاكرة لك مرورك
ربي يحفظك

حفيدة الألباني 22-11-09 12:18 PM

ليتني أدركته قبل أن يموت ( قصة واقعية )


هذه قصة حدثني بها إمام مسجد أعرفه يقول: شاب في مقتبل العمر.. يطمح إلى ما يطمح إليه كثير من أبناء المسلمين المغرّر بهم، الذي سُلِبوا حلاوة الإيمان ومحبة الرحمن والشوق للجنان.. فاستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير.. فآثروا العصيان واستمرءوا الطغيان وزينت لهم الفواحش فقارفوها.. وتزخرفت لهم الدنيا الدنيَّة الغادرة فعانقوها وعشقوها حتى عبدوها عياذا بالله من هذا.

شاب لم يتجاوز العشرين من عمره، كان من أهل الصلاة إذا سمع الأذان جاء يسعى إلى المسجد ويجلس مجالس الذكر..
لكن..

التفَّ عليه أصحاب السوء ورفقاء الضلال.. ممن لا يشهدون جُمَع ولا جماعات.. فأنكروا عليه صلاته، واستهزؤوا به لتضييعه لأوقاته، فزيَّنوا له التأخر عن الصلاة والجلوس في الطرقات حتى تمكنوا منه ولم يبق له أثر في المسجد..
فقد تمكن أولئك الأصحاب من سحبه من النور إلى الظلمات، فبعد أن كان من أهل المسجد أصبح مكانه قارعة الطريق وظل الحيطان، وهذه حاله حتى والناس يصلون، فكنت أمرُّ عليه وأسلِّم عليه وأدعوه إلى المسجد وإلى الصلاة فيضاحكني ويقول سأتوضأ وأتبعك، لكنه لا يأتي..

وهكذا كلما مررت به دعوته إلى الصلاة وإلى مجالس الذكر في بيت الله سبحانه، لكن هذا الفتى بقي على حاله يعدني أن يأتي لكن لا أراه، فكنت أفكر في هذا الشاب كثيراً وأقول ماذا سيكون حال هذا الشاب غداً إذا بقي على حاله هذه ؟

سيكون والله وبالاً على أمة محمد، إذا بقي على حالته هذه سيكون شراً على الإسلام وبلاء على المسلمين، وأما أنا فكنت أقول اليوم سأذهب إليه، انصحه عن حالته هذه وأذكِّره بأنه كان من أهل الصلاة، ولا أنكر أنه كان طيب الخلق، وكل يوم أقول غداً والشيطان يثبطني ويمنيني..

فمرت الأيام والليالي، وإذا بخبرٍ ينزل عليّ كالصاعقة، خبر هدَّ أركاني وأثار أحزاني، هذا الشاب الصغير، ذلك الفتى الذي لم يتجاوز العشرين ذلك الشاب الذي كنت أخاف منه إذا كبر ماذا سيفعل وماذا سيكون..

ذلك الشاب الذي كان ينظر إلى مستقبلٍ واعد ينتظره.. ذلك الشاب الذي تخلف عن الصلاة وهجرها.. ذلك الشاب الذي كنت عازماً على نصحه وإرشاده.. لكن الشيطان أخَّرني حتى حصل ما لم يكن في الحسبان..

لقد مات ذلك الفتى.. نعم.. لقد مات ذلك الشاب الصغير.. يالله أمات حقاً.. إنه شاب صغير.. إنه ما زال في مقتبل عمره.. إنه.. إنه.. إنه..

لقد دارت بي الأفكار ومارت بي الأرض لما جاءني ذلك الخبر.. والله الذي لا إله إلا هو إني لم أصدِّق ذلك الخبر.. فانطلقت إلى مجلسه المعتاد الذي يجلس فيه على قارعة الطريق.. علِّي أجده فأنصحه..

لكني عندما وصلت إلى ذلك المكان وجدت المجلس ولم أجد صاحبه.. لقد وجدت تلك الأحجار التي يجلس عليه لكنها أحجار فقط.. لقد نظرت إلى تلك الأحجار والدموع تسيل على خدي وأنا أتأمل تلك الأحجار التي والله كأنها تكلمني وتقول لي:

ويلك ماذا تقول لله غداً.. ماذا تقول لله عندما يسألك عن هذا الفتى الذي مات وانقطع عن الدنيا.. لِما لم تنصحه وتوجهه.. ألم تستطع أن تعطيه شريطا.. ألم تستطع أن تعطيه كتيبا أو مطويةً.. ألم تستطع أن تناصحه بينك وبينه..

لقد غرَبت شمس ذلك اليوم وما كنت أتصور أن على وجه الأرض أخيب مني لِما قد بدَر منّي.. يالله مات الشاب.. مات الفتى.. نعم.. لقد اختطفه ملك الموت دون سابق إنذار ودون تنبيه أو تذكار (بل تأتيهم بغتة )..

إن ذلك الفتى أرَّقتني صورته وهو يظهر أمامي لأسابيع متكررة وصورته تنظر إليَّ.. لماذا سكت لما مررت بجانبي.. لماذا لم تتوقف وتتكلم معي، هل تكاسلت عن قول الحق أم جبنت..

لقد شعرت بالذنب والخطيئة بسبب هذا الفتى.. ولكني أسأل الله أن يغفر لي ذنبي.. ولله عليّ أن أكفر عن خطيئتي بأن أعمل لله ليل نهار في دعوة كل من ضل عن الهدى.. لكن والله لو دعوت من على الأرض جميعاً.. واستجابوا لي.. واهتدوا على يدي بإذن ربهم، والله لن أنسى ذلك الفتى أبدا ما حييت، ولن أنسى تقصيري معه أبدا..


الساعة الآن 11:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية