بعد لحظات وقفت والدتها ، فجلس آدم بجانب ميكي وبقيت شاردة وهي تفكر بالكلمات التي ستقولها له ،
أو في أي موضوع ستحدثة ؟ كم يبلغ من العمر ؟ تساءلت أنه فوق الثلاثين بالطبع ، نظرت إليه فالتقت عيناهما ، فشعرت بالإحمرار يعلو خداها . أنه رجل ذو شخصية قوية ، واثق من نفسه ويعرف تماماً ما يريده ، زاك وغيره من أصدقائها سيبدون كالأولاد امامه . ( إذن أخبريني عن نفسك ) نظرت إليه ميكي وكأنها لم تسمع كلماته ، شربت القليل من كأسها ثم قالت ( ليس هناك ما أخبرك عنه ) ( أوه ...بالطبع هناك ، والدك أخبرني أنك تركت تلك المدرسة في الصيف لابد أنك تقومين بشيء آخر الآن ) يبدو أنه لمس النقطة الحساسة لديها ، فمنذ أن تركت تلك المدرسة البغيضة وهي تتشاجر مع عائلتها بسبب هذا الموضوع . ( أنا لا أفعل شيء ) قالت بعصبية ( أعيش على مهلي ، والدي لديه المال الكثير ..وليس علي أن أعمل لكي أكسب رزقي ) الكلمات الأخيرة كانت لوالدها ، قالتها حرفياً ، ولكن من نظراته عرفت أنه أخذها على أنه رأيها . ( إذن كيف تمضين وقتك ؟) ( أوه ، هنا وهناك ) قالت بلا مبالاة ( أقرأ ، أزور الأصدقاء ، أذهب للتسوق ..أضع الطلاء على أظافري ) بدت ملاحظتها سخيفة ، نظر إليها آدم ببرود وفوجئ وهو يرى أظافرها القصيرة المهمله ، وضعتها بسرعة في حجرها ، فلاول مرة شعرت حقاً بالخجل !) ( إلا تعتقدين أن هذا مضيعه للوقت ؟) سأل بإصرار . أنه ليس من شأنك ! أرادت ميكي أن تقول ، ولكن فجأة انتبهت أن والدها يجلس قريباً منهم . وبالرغم من أن اماندا دانسن كانت تمنعه من الإستماع . إلا أن نظراته بين الحين والآخر دلت على إهتمامه لما يدور بينهما . أجبرت نفسها على أن تكون مهذبة . ( لست مؤهلة لشيء ..دائماً أفشل فيما أقوم به ) ( وهكذا كنت أنا في البداية ..بإمكانك أن تحاولي دائماً ) ( كلا شكراً ) جاء جوابها سريع ، وبدت تبرتها حزينة وهي تفكر بالسنتين التي قضتهما وحيدة ( هل حقاً ؟ أقصد أنك فشلت في الإمتحانات ) أومأ آدم بالإيجاب ، فإبتسمت لا شعورياً . ( ولكن لماذا ؟ ) فهو لا يبدو ذاك الرجل الذي يفشل بأي شيء . يتبع http://www.liillas.com/up2//uploads/...1c3258d5cb.gif |
( أوه ، الأسباب العادية ، بعض الفوضى ، إهمال في العمل . لم أدرك فداحة الأمر إلا حين حصلت على إنذار نهائي ..عندها تأكدت أنني حقاً سأجتازه وهذا ما حصل ) ( ولكنك لا تحتاج إلى مؤهلات !) قالت ميكي فهو حقاً ، لا يحتاج إلى شيء ، ولد وهو يملك كل شيء أبن الرجل الثري . ليس عليه أن يعمل حتى . ( والدك ، ترك لك العمل وهو بإنتظارك ) ( واضح أنك لم تعرفي والدي ، كان هو الشخص الذي وجه إلي الإنذار ..لا مؤهلات ولا مهنة . فهو ليس ذاك الرجل الذي صل على الشهرة والأموال وهو يجلس على طاولته ، لقد عمل وهذا ما أرادني أن أقوم به أنا أيضاً ) ( بالطبع الأمر مختلف بالنسبة لرجل ) قالت بهدوء . ( لماذا ؟ ) جاء سؤالة جافاً ، أذهلها كانت تفكر بنفسها بالنسبة لما حصل معها . والدها رفض أن تحصل على وظيفة ، وظيفة تريدها هي ، بالطبع كان الأمر سيختلف لو كانت شاب . فوالداها لا يريدانها إلا أن تكون سيدة مجتمع ، وهذه ما تركهه هي . ( شاب .. ربما يهتم بالشركة عن والده ) أضافت ميكي . ( ولكن هذه ملاحظة سخيفة منك ، بالتأكيد بإمكان فتاة أن تقوم بنفس العمل ، لا تقولي لي أنك تسرين الزواج المهنة الوحيدة للمرأة ؟) أومأت ميمي بالنفي ، لا بد أنه قد اساء فهمها فهي لا تقصد ذلك ، ولا تحب فكرة الزواج حتى . ( هل هذا ما تفعلينه أنت .. تنتظرين حتى يأتي الرجل المناسب ويؤمن لك الحياة نفسها التي تعيشينها مع والديك ؟) ( كلا !) صرخت ميمي بحدة ونظرت إليه وكـأنها لا تصدق هل والدتها التي اعطته هذا الإنطباع ؟ وهل هو موافق على ما يخططانه ؟ هي لا تعرف شيء عن حياته الشخصية ، ووالدها لم يخبرها إلا أمور مختصرة ، ولكن ما تعرفه أنه رجل ذو نفوذ قوية ، نال عقود كثيرة . هل ستكون هي الطعم الذي سيسهل لعائلتها الحصول على اندماج طويل بين دانسن ورتشفورد . ( لديك فكرة ساخرة عن النساء ، سيد رتشفورد ، إذا كنت تعتقد أن الزواج كل ما يفكرن به !) أضافت بعصبية ( حقاً ، هل أنا من يفعل ذلك ؟) ظهر التحدي واضحاً في عينيه فقال ( أخبريني عن ذلك ، ما هو رأيي بالنسبة للنساء ؟) يتبع http://www.liillas.com/up2//uploads/...633b186002.gif |
( لا أعرف ، لقد تعرفت بك للتو ) أجابت بإقتضاب حين رأت الإهتمام باد على وجه والدها .
( هذا ما يكن يقلقك منذ لحظات ..فقد قلت بأنني ساخر من النساء ) ( هذا لأنك أفترضت ..) ( لم أفترض أي شيء ، أنت التي بدأت بالإفتراضات أيتها السيدة الشابة ) ( سيدة شابة ) كررت وهي تفكر بأن هذه كلمات والدها ، ولا يمكن أن تقبلها من هذا الرجل ! ( قلت بأنك تعتقد أنني بإنتظار الرجل المناسب !) ( سألت أن كنت كذلك ، وليس نفس الشيء إطلاقاً هل تقفزين دائماً إلى أستنتاجات سريعة. لا بد أنها بدأت توقع نفسها في مأزق لا تريده ، فهو رجل ينتبه لكل كلمة ..ولا يمكن أن تقول كلماتها وتمشي هكذا !) ( ولكن ما الذي يجعلك حساسة لهذه الدرجة تجاه موضوع الزواج على أي حال ؟) أوه ، كيف ستجيب على ذلك ! لا يمكن أن تخبره الحقيقة ! كانت أفكارها مشتتة فقالت أول شيء خطر على بالها . ( أنا لا أؤمن به ، أنه أمر يستفيد منه الرجل ويلحق الضرر بالمرأة ) ( أنه الفكرة التي توقعت أن تصرحي بها تماماً ) ( الآن ، من يقفز إلى الإستنتاجات ؟) حملت ميمي كأسها مجدداً ، وشربت الباقي دفعه واحدة . ( حسناً ، سيد رتشفورد ، أخبرني أي نوع من النساء تحب ؟) ابتسم آدم رتشفورد ، وكأنه لا يتوقع سؤال كهذا ، وقال ( الآن لا يمكن أن تتوقعي مني الوقوع في هذا الفخ هل تفعلين ؟) أذا شرحت لك جسدياً فربما تقفزين إلى استنتاجات لا اريدها ، وإذا قلت أنني فقط أحب النساء وتوقفت عند هذا ، ستصنفينني بين الأشخاص الذين لا يفرقون جيداً بين النساء ، ولكنإذا أخبرتك أنني اتعامل مع المرأة كأنسان كما يفعل معظم الناس فلن تصدقينني ) ( ولماذا بحق السماء لن أفعل ؟ ) ( لبعض الأسباب ، الله يعرف لماذا لقد قررت للتو كل شيء عني .. ولن تأخذي كل ما أقوله بشكل إيجابي هل أنا مخطأ ؟) ( أوه ، الآن أنت حقاً سخيف !) صرخت ميكي بعصبية. فكلمات آدم جاءت صريحة وحقيقية ، ولكن كيف استطاعت أن تعتبره شخص جذاب ، إنه قاس متعجرف ويبدو وكأنه صنع من حجر . يتبع http://www.liillas.com/up2//uploads/...633b186002.gif |
( أنا لست أعمى .. أعرف الضيافة حين أراها ، وأنت تصرين على ذلك بصدق ، وجهك وعيناك ،
وهذا منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها ، وكأنك تعتقدين أنني سأغتصبك بين لحظة وأخرى ، صدقيني ، هذا ليس من خصالي التي أتبعها مع الفتيات ، لم ألتقي بك من قبل في حياتي ولا يمكن أنني فعلت شيء يكدرك وأنا بعيد ، بحق السماء هل يمكنك أن تصرحي بصدق ماذا تحملين ضدي ؟) كان آدم يتكلم بنبرة تدل على غضبه وقسوته ، وقفت ميكي من الكرسي ، وكأنها لم تعد تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك . لن تهتم بعد الآن بما سيقوله والداها ، تريد أن تخبر الجميع أنها تكره هذا الرجل وستعبر عن ذلك بصدق ، وربما عندها سيقتنعون بأنها لا تناسب هذا الرجل المتغطرس . ( حسناً ، ساخبرك ماذا أحمل ضدك ، أيها السيد الرفيع الشأن رتشفورد !أنا لا أحب الرجال من نوعك .. لا تفكر بشيء سوى المال ، ولا تتوقف عند شيء حتى تحصل عليه . الثراء دائماً ما تسعون إليه ! تجلس هنا على طاولة عائلتي تأكل طعامهم وتتصرف بطريقة مهذبة جداً ،... ولكن هل كنت ستدخل إلى منزلنا لو أنها لم يكن هناك دانسن لكي تهتم بها ؟ هل كنت ستحضر بسيارتك الفخمة وأزهارك الساحرة ، ومديحك الذي لا يتوقف لو أن والدي لم يكن بيل دانسن أختصاصي بإشغال الكهرباء ؟) ( ميشيلا هذا يكفي !) صرخ والدها وهو يقترب منها ، ولكن آدم قطع عليه الطريق . ( كلا ، هذا لا يكفي ) قال آدم بحدة ( حقاً أنسة لا يكفي .. هناك أكثر مما تقولين وأريد الحقيقة كاملة ) شعرت ميكي بالإحمرار يعلو خداها ( الحقيقة ! أنت تريد الحقيقة ، حسناً ستحصل عليها ! كنت سعيدة ..كنا سعداء بالحياة التي نعيشها ، حتى بدأ والدي يتورط مع أشخاص مثلك ومثل والدك ، حتى أصبح المال هو الأمر الوحيد والمهم في هذا العالم ، راقبت والدي وهما يزحفان لناس أمثالك ..ولماذا ؟ لأنك تمثل المال ..وهذا بصراحة يجعلني أتقيأ !) ( وبعد ..) قال آدم بدهشة . ( وبعد ..) بدأت الدموع تنهمر على وجهها ولكنها لم تهتم ( وأنا لن أتزوجك حتى ولو كنت آخر شخص على وجه الكرة الأرضية ! يتبع http://www.liillas.com/up2//uploads/...633b186002.gif |
حتى لو كنت تريد مالي )
حدق آدم رتشفورد بميكي للحظات ، وكأنه لا يصدق ما يسمعه ، كان والداها يقفان مشدوهان . ويفكران بفداحة الأمر الذي أقترفته أبنتهما . فتركت الغرفة وركضت بسرعة خارجة ، دون أن تعرف إلى أين ستصل بها رجلاها. كانت حالة ميكي سيئة للغاية وهي تمشي في الشارع ، والرياح تداعب شعرها ، وضعت يديها في جيوبها ، المنزل الذي تتشارك فيه مع سوزي لا يبعد سوى مسافة قصيرة ولكنها بقيت تمشي وتتأمل الأشجار من حولها ، أرثر سيهتم بحديقة منزلهم من الآن وصاعداً . يجب أن تتوقف عن التفكيرؤ بمنزل عائلتها كمنزلها ، لم يعد منزلها بعد الآن ، مضى حوالي أشهر دون أن تزورهم . ( صديقك أتصل مجدداً ) قالت لها سوزي قبل أن تخلع معطفها . ( صديقي؟) للحظات بدت ميكي مشوشة ثم قالت بسرعة ( أوه ليس مجدداً ) ( أجل أتصل ..ولكن أنا حقاً ميكي لا أعرف لماذا تحجمين عن روئيته ، لو كان صديقي شخص مثله لكنت شجعته على الخروج ) ( آدم رتشفورد ليس معجب بي .. على الأقل ليس كما تعتقدين ) ( إذن لما هو يلاحقك ؟) ( لا أ عرف ولكن مهما يكن فلن يحصل على ما يريده ) قالت ميكي بحدة . ( حسناً ، ولكن لا أعتقد أنه ذاك الشخص الذي يستسلم بسرعة ، فهذه المرة الثالثة التي ياتي فيها هذا الأسبوع .. أحاول أن أختلق القصص ..حتى أخبره أنك لست هنا . كانت ميكي شاردة تفكر بعدد المرات التي جاء فيها آدم رتشفورد إلى الشقة . وتذكرت أول مساء حين جاءت إلى المنزل بعد يوم مضني من العمل . ( لديك زائر ) قالت سوزي ( رجل ..كلا ليس زاك ) أضافت حين رأت نظران ميكي ( شخص لم أره من قبل ولكن أود أن آراه كثيراً ) ( من هو ؟ ) سألت ميكي بتعجب فهي كانت تعرف جميع أصدقاء سوزي وكذلك صديقتها تعرف كل شيء عنها . ( لم يترك أسمه ، قال أنه لا يهم ولكن يبدو أنه يعرف الكثير عنك ) ( كيف يبدو شكله ؟) ( طويل ، جذاب للغاية ، وشعره يشبه لون أكواز الصنوبر لاعرف أن كنت تعرفين ما أقصد ) . منتديات ليلاس يتبع http://www.liillas.com/up2//uploads/...633b186002.gif |
الساعة الآن 11:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية