منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 155 - السيف والقمر - مارجري هيلتون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t121808.html)

dede77 27-10-09 07:13 PM

وذات صباح ، وصلت مخابرة هاتفية من مكتب التوظيف يسأل عن غريتا ويطلب زيارتها لهم بعد الظهر .
فى هذا النهار كان الغداء صامتا على غير العادة . . فقد كان هناك قناعة صامتة أن هذا الأمر سيحدث ، لكن غريتا ابتسمت وأكدت أنها قد تكون إنذارا خاطئا آخر .
وبالرغم من هذا ارتدت ملابسها بعناية واعتنت بزينتها وهندامها ... وانسدل شعرها الذهبى المصقول لامعا حتى ياقة بذلتها المشمشية . . كانت تغلق السترة أربعة أزرار لؤلؤية ، وتنتاسب مع الحذاء الذى يلف قدميها .
كانت الغرفة فى مكتب التوظيف مضاءة ... لكن دخول غريتا إليها زادها إشراقا مما جعل المرأة المتجعدة الوجه وراء المكتب تتفرس بها عن كثب وتبتسم بدفء مفاجئ .
جلست على كرسى حيث أشارت المرأة ، ووضعت يديها فى حجرها حتى لا تفضح توترها الداخلى . بينما المرأة تضع ورقة على الطاولة وترفع رأسها :
- والآن ، يا آنسة تيرانت ، هذا المركز . . فرصة مثيرة للفتاة المناسبة . . مع أنه ليس بالضبط عمل سكرتارية ... ما هو رأيك فى العمل مع الأطفال ؟
نسيت غريتا توترها :
- الأطفال ؟ هل هو عمل مزدوج ؟
-أبدا . . هناك صبى فى السادسة ، والمطلوب معرفة الإنجليزية وشئ من الفرنسية . . كما أن هناك فتاة فى السابعة عشرة ، ستكونين مرافقة لها . . . المرتب سخى وأنا واثقة أنك ستتلقين كل تقدير . . إنها عائلة رائعة ذات سمعة ممتازة . . أسلاف الدون تعود أصولهم إلى أيام الفتوحات .
ابتسمت المرأة مطمئنة :
- ولن نرسلك إلى مكان بعيد إلا إذا كنا واثقين من سلامتك . . فلنا سمعتنا التى نحافظ عليها . . وعليك كذلك أن تكونى مستعدة لتقديم كتب إعتماد تؤكد أنك مناسبة .
- آه . . أعرف هذا . . لكن . . قلت إلى مكان بعيد ؟
- آه . . أجل ! نسيت أن أذكر أنها عائلة إسبانية . . أنا آسفة ! ستقيمين معهم فى منزلهم فى "ليما ، البيرو" .

dede77 27-10-09 07:14 PM

صمتت المرأة قليلا ، واضح أنها تنتظر بعض دلائل الانسحاب . . لكن غريتا لم تبد شيئا ما عدا لمعان مفاجئ فى عينيها اللوزيتين ، فتابعت المرأة :
- كذلك يجب أن تكونى واثقة جدا من استعدادك لتحمل الإقامة هناك . . فقد تتعرضين إلى أمراض حقيقية ... ولمدة سنة على الأقل ، وأن تكونى مستعدة للسفر مع من ستكونين وصية عليهم إذا لزم الأمر ، وإلا ستخسرين أجرة سفرك ، وهو مبلغ ضخم . لذا إذا كان لديك أدنى شك أخبرينى قبل أن نستمر أكثر .
التقت عينا غريتا بعينى المرأة :
- ليس لدى مشكلة ... هل سأحصل على معلومات إضافية حين أقابل رب العمل المقترح ؟
أحنت المرأة رأسها :
- لم يكن هناك داع لإرسالك إليه قبل أن ننهى الخطوات الأولية ... أما الآن . .
مدت يدها إلى الهاتف تستشير دفترا أمامها . فأدارت غريتا رأسها بلباقة تتظاهر باهتمام بلوحة زهور بينما المرأة تتحدث فى الهاتف ، ثم قالت بعد أن أغلقت السماعة :
- والآن . . عليك أن تذهبى يا آنسة تيرانت قبل الرابعة والنصف ، خذى معك هذه البطاقة . . صمتت لتكتب شيئا على بطاقة المكتب ثم :
- سنيورا جورادو ستتكلم معك وتقدم توصيتها بناء على اللقاء .
- ألن أقابل الشخص الذى سأعمل لديه ؟
ابتسمت المرأة :
- يا إلهى . . لا . . ليما تبعد أكثر من ستة آلاف ميل عبر المحيط . . والسنيورا جورادو تمثل العائلة . والآن لا تكونى متوترة ! ستجدينها فاتنة جدا ومتفهمة .
وقفت :
- من الأفضل أن تسرعى . . حظا سعيدا !
عندما خرجت غريتا من المبنى لوحت لسيارة أجرة كانت قد توقفت لتنزل الراكب ثم ركضت نحوها .
وجدت أن الإثارة تسرع دقات قلبها وتجعل معدتها ترفرف وهى تدفع أجرة التاكسى وتقف لحظة خارج الفندق . شكرا للسماء لأنها اعتنت

dede77 27-10-09 07:16 PM

بمظهرها . . . أخذت نفسا عميقا ، وتقدمت إلى بهو فندق ( لندن لوكسور) الدافئ الهادئ .
وفى الردهة النصف دائرية لمكتب الاستعلامات لم يتحرك شئ فى قناع الموظف الذى رد عليها :
- سنيورا جورادو ؟ الطابق الأول ... ثم الغرفة تسعة عشر إلى اليسار يا سيدتى.
بدا لها أن هناك نصف ميل من السجاد الأزرق عليها أن تسير فوقه . . وقررت صعود السلم . . الغرفة تسعة عشر ، مثل عمرها . . سارت ببطء إلى أن وقفت خارج الباب الأبيض المذهب .
لم يكن هناك رد فورى على قرعها الباب ... ثم انفتح لتظهر فتاة سوداء الشعر بمعطف أحمر وهى تبتسم :
- واحدة أخرى ؟ تعالى وانضمى إلينا .
لم تتوقع غريتا أن ترى مرشحات أخريات ... نظرية سخيفة . . فلماذا تكون هى المتقدمة الوحيدة لها ؟
كان هناك أربعة منهم : إحداهن مسنة شاحبة الوجه مشدودة الفم مما يوحى بتوترها الداخلى . .. وفتاة مكتنزة مرحة تبدو فى سن غريتا ، ومراهقة ،
والفتاة ذات المعطف الأحمر التى فتحت لها الباب . الفتاة المراهقة بدت فى الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة ... التقطت نظرة غريتا وكشرت ، ثم مدت يدها إلى الوراء شعرها الكثيف .
انفتح الباب الداخلى ، وسأل صوت غريب جهورى :
- أنسة توربز . . ؟
قفزت المراهقة بخفة ومرح .
بعد ثلاث أو أربع دقائق عادت إلى الظهور لكن ليس بذات الخفة أو المرح ... تعطى إشارة الإبهام إلى الأسفل وهى تفتح الباب الخارجى .
لكن المرأة المسنة بقيت وقتا أطول ، وأمضت الفتاة المكتنزة حوالى عشر دقائق ، ثم استدعت الفتاة ذات المعطف الأحمر وبقيت غريتا وحدها .
اغتنمت الفرصة لتتأكد من أن مظهرها لا زال ممتازا ، لم تكن غريتا مزهوة بنفسها يوما ما ، بل العكس فهى لم تعرف أبدا مدى جمال الصورة التى ترسمها فى عيون بقية الناس . . لكن إحساسا طبيعيا كان يجعلها تكره اللامبالاة والمظهر الفوضوى .

dede77 27-10-09 07:17 PM

كانت تعيد مرآتها إلى حقيبتها حين خرجت الفتاة ذات الشعر الأسود وهمست :
- لا تتصلى بنا . . سنتصل بك ... على أى حال أعتقد أننى فقدت تلك الرحلة .
مرة أخرى أصبحت غريتا وحدها . . مرت دقيقة . . ثم أخرى . . وثالثة . . ولم يكن هناك صوت فى الغرفة الداخلية ... وقفت مقطبة .لا يمكن أن ينسوها . . سمعت صوت قرقعة عربة شاى تمر بالباب الخارجى وأصوات مكتومة خارجا . . ثم صمت مجددا ... فجأة تحركت إلى الأمام ودقت الباب الداخلى .
منتديات ليلاس
لا أحد يرد . . عضت شفتها ، ثم دقت مرة أخرى وفتحت الباب قليلا . . ونظرت إلى الداخل وعلى شفتيها كلمة إعتذار . . وفى عينيها حيرة ... كانت غرفة الجلوس الواسعة فى الجناح خالية .
انسحبت مقطبة لتغلق الباب بهدوء ،وعادت إلى كرسيها قرب الباب الخارجى . . تتساءل ماذا تفعل ؟ هل يستحق ذلك هذا الانتظار ؟
انتابها الإحساس بخيبة الأمل ، ونظرت إلى الباب المغلق ... ربما استدعيت السنيورا جورادو خارجا لبضع دقائق . .
ستنتظر خمس دقائق أخرى ، ثم ستقرع الباب ثانية ... ربما تكون السنيورا جورادو قد عادت وإلا سوف تنسحب على أى حال .
انحنت غريتا تسترد قفازها الذى سقط من يدها إلى الأرض . . ووقع القفاز مجددا ، وعندما استقامت غريتا دائخة ، رأت النجوم تلمع أمامها . . ثم واجهت مباشرة نظرة سوداء مجفلة بقدر إجفالها وأكثر .
-سانتو . . أرجو عفوك !
عاد الباب الذى أصاب لتوه رأس غريتا إلى مكانه ، ووقف رجل طويل فى بدلة رمادية يعلوها :
- هل أصبت بأذى ؟ لم يكن لدى فكرة . .

dede77 27-10-09 07:18 PM

هزت رأسها :
- لا بأس . . لقد أخطات بالجلوس قرب الباب .
ارتجف حاجباه :
- آه . . لا . . أبدا . . هل أنت واثقة أنك بخير ؟
- واثقة تماما .
وهذه حقيقة . .. فضربة على الرأس تخسر المنافسة أمام شخصية قوية رجولية كهذه ! بصعوبة ، وباهتمام مؤدب تخلصت غريتا من سحره . . وقالت :
-متأكدة جدا يا سنيور .
لمع حذر ما فى قسمات الوجه الأسمر ، ثم أحنى رأسه بأدب واستدار إلى الباب الداخلى . . فاسترخت غريتا . . ثم توقف الغريب والتفت :
-كنت ترغبين فى رؤيتى يا سنيوريتا ؟
ابتسمت :
-لا يا سنيور . . لكن ، أرجوك ... لدى موعد مع سنيورا جورادو . . وأتساءل ما إذا كنت . .
وتغيرت تعبيرات وجهها للحيرة التى ارتسمت على وجهه .
- لكننى ظننت أن كلهن قد ... منذ متى وأنت فى الانتظار ؟
- ثلاثة أرباع الساعة تقريبا .
- وتيريستا ليست هنا . . ؟
أفلتت منه كلمة لم تفشل فى ترجمتها ، وأخفت ابتسامة ، يبدو أن تيريستا هنا سيد جبار هذا إذا كانت زوجته ... لكنه كان يحرك يدا قوية جميلة الشكل ، فمرت من الباب إلى حيث أشار .
لم تعد الغرفة الداخلية تبدو متسعة بعد أن احتلها الجسد الطويل بالبذلة الرمادية . وأشار إلى مقعد ثم دخل غرفة أخرى ... ثم عاد بعد لحظات وعلى وجهه الأرستقراطى الوسيم شئ من الانزعاج .
قال :
- أنا آسف . . فالسنيورا جورادو ليست هنا ... أرجوك اقبلى اعتذارى للإزعاج الذى تعرضت له .
وقفت غريتا . . لم تستطع إظهار مدى انزعاجها على ضياع وقتها لكنها لم تخف رنة خيبة الأمل وهى ترد بسرعة :
- أرجوك لا تقلق . . هذه ليست غلطتك ... وشكرا على . . على السؤال لأجلى . . كان يمكن أن أنتظر دون جدوى لو لم تظهر .
ومدت له يدها لكنها تركتها تهبط مجددا ، فلم ينتبه لحركتها . قال :
- لحظة واحدة . . هل أنا على حق لو قلت إنك هنا بشأن مقابلة ؟ ... كل شئ مكتوب هنا . .


الساعة الآن 11:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية