منتديات ليلاس - غارداسيل اول لقاح ضد سرطان عنق الرحم

يعد سرطان عنق الرحم القاتل الثاني من بين السرطانات التي تصيب المرأة، إذ ان الإحصاءات تشير إلى أن ما يقارب 300 ألف امرأة تموت في جميع أنحاء العالم كل سنة نتيجة لهذا المرض، وتحدث معظم وفيّاتِ هذا السرطانِ في الدول الناميةِ. ويعتبر ظهور تغيرات ذات طبيعة متقدمة في شكل خلايا عنق الرحم أحد المؤشرات على قرب تحولها إلى خلايا سرطانية. ويرتبط في الغالب ظهور هذا التغير المرضي في خلايا عنق الرحم بالإصابة بأحد فيروسات الأمراض الجنسية من نوع فيروس البابيللوما البشري human papilloma virus أو ما يعرف اختصارا ـ (إتش. بي. في. HPV) وهو فيروس مرضي شائع ينتقل عن طريق الجنس، ويُصيبُ حوالي نِصْفِ البالغين النشيطينِ جنسياً في وقت ما من حياتِهم، وله ما يزيد على 80 سلالة وهو عادة غير مؤذٍ، ومع ذلك فإن بعض السلالات تسبب خلايا شاذّةَ في بطانةِ العنق التي يُمْكِنُ أَنْ تَتحول إلى خلايا سرطانية وثآليلَ تناسلية، كفيروس 16-HPV الذي يعتبر الأخطر في هذه المجموعة. بعد تجارب عديدة ودراسات شملت معظم دول العالم وامتدت لأكثر من خمس سنوات، تناقلت الانباء حصول شركة ميرك يوم الخميس 8 يونيو 2006 على موافقة وكالة الغذاء والدواء FDA لتصنيع اللقاح الذي يُدَعى غارداسيل Gardasil للبناتِ والشابّاتِ بأعمار 9 إلى 26 سنة. وبعد أن أُعطي لقاح غارداسيل على ثلاث جُرَعات لـ 21 ألف امرأة حول العالم وعلى مدى ستّة أشهر مضت، مستهدفا أربعة أنواعِ من فيروس إتش بي في HPV التي يُعتقد أنها تسبب أكثر مِنْ 70 بالمائة مِنْ حالات السرطانِ العنقيِ و90 بالمائة مِنْ الثآليل التناسليةِ. وظهر من نتائج تلك الدِراساتِ أن اللقاح استطاع أن يمنع تقريباً 100 بالمائة الحالات في المرحلة قبل السرطانية precancerous بعنق الرحم والمهبلِ والفرجِ، بالإضافة إلى الثآليل التناسليةِ المتسببة عن أنواع فيروس إتش بي في HPV المستهدفة باللِقاح. اختبارات أخرى تجرى بين النِساءِ الأكبر سنّاً وفي الذكورِ، الذين يمكن أن يحملوا فيروس إتش بي في HPV ونقله إلى النِساءِ أَو أن يتطوّرْ إلى سرطانات قضيبية وأخرى.

وكتعليق من مفوّض إدارة الأغذية والأدويةِ بالوكالةِ أندرو فون إيشينباخ فإنه يعتبر هذا اللِقاحِ (غارداسيل) تقدّما هامّا في حمايةِ صحة المرأةِ. ومن المهمَ تلقيح البناتِ قبل بداية النشاطِ الجنسي لديهن لأنه يكون فعّالاً فقط عندما يُعطىَ قبل حدوث عدوى إتش بي في HPV.

وبالنسبة لإعطاء اللقاح لطلبة المدارس، فإن بَعْض المجموعاتِ تعارض ذلك، حيث يتطلب الأمر موافقة الآباء على تحصين أطفالهم ضدّ هذا الفيروس المنقول جنسياً.

أما عن مدة الحماية لهذا اللقاح وما إذا كان يحتاج إلى جرعة منشطة، فلا زال الأمر غامضاً. وعليه، ولأن اللِقاحَ لا يَمْنعُ كُلّ أنواع السرطانِ التي يسببها فيروس إتش بي في HPV، فيَجِبُ على النِساء أَنْ يخضعن لفحص السرطانِ العنقيِ بانتظام.

--------------

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط ....