-3-
" لكي اقدم لك و لأني آنسة غرانجر ، و كنت اعلم بأنك استيقضت و اردت ان اقول لها صباح الخير ، انه السبب الوحيد لوجودي هنا ، انت لا تزالين تستيقظين في وقت مبكر ، اليس كذلك ؟ " . " نعم و لكن هذه لم تكن عادتك انت " و كانت لا تزال تذكر انه لم يكن يحب ان ينهض من فراشه باكرا و هذه التفاصيل الصغيرة عن حياتهما اليومية عادت بسرعة الي خيالها . كانت كل يوم تضطر لأن تهزه من فراشه طويلا كي يستيقيظ و احيانا كثيرة كانت تستعمل كوب ماء لايقاظه ! . " الا تزالين تذكرين ؟ " سألها بصوت حنون و عذب فاغمضت كاتي عينيها و عندما فتحتها وجدته يبتسم و كأنه يحلم و يعيش لحظات في ماضيهما معا . " هل تفكر بان تخبر زملاءك بعلاقتنا القديمة .. ؟ " سألته و هي تفكر بليونارا " علاقتنا ، اهذا ما قلتيه ؟ هل هذه الصفة الحقيقة ؟ علي كل ماذا يهم ؟ و اجابة علي سؤالك نعم سأفعل ذلك اذا اضطررتني ! تخلصي بسرعة من آبوت !" . " كريغ ؟ لكنه صديق فقط " . " اي نوع من الصداقة ؟ "الح بلهجة حادة . " انه ليس ... انه .. نحن صديقان فقط " و احمر وجهها من الارتباك و الغضب . " هل انت متاكدة من ذلك ؟" . و كان تعابير التي قرأها علي وجهه الفتاة قد ارضته ، فهز رأسه و اضاف " لن يكون هناك اية مشكلة ، بهذه الحالة تريدين ان تلتزمي حدودك هذه امنيتي ايضا " . " نعم " . " ولكن علاقتنا كما تسميها انت بامكانها ان تعود الي نفس النقطة التي انفصلنا عندها اذا قررت ذلك و سيكون موقفي صعبا جدا اذا وجدت نفسي امام منافسين " . " ستيقي علاقتنا علي حالها دكتور كيركلاند ! " اجابته غاضبة " و لاتخشي شيئا " . " هذا افضل " . ندمت كالتي علي كلامها و تمنت ان ترمي نفسها بين ذراعيه و راته يهز رأسه و ينظر الي ساعة يده . انها ليست الساعة التي قدمتها له . هل كان مصرا علي ازاله حتي هذه الذكري من ماضيهما معا ؟ و هل هذه الساعة التي يحملها هدية من احدى معجباته الكثيرات ؟ . " حسنا سأتركك الآن ... " . " لقد استقيظت باكرا هذا الصباح " قالت له بصوت مرتجف و كانت تشعر براحة لانه سيخرج و بنفس الوقت تشعر بالخيبة لانه لم يحاول تقبيلها . . . و تقدمت نحو الباب لتفتح له . لكنه فجأة الصقها بالباب و التصق بها ، فتخذتها رعشة قوية . و بهدوء جعلها تستدير نحوه ، و ضمها بين ذراعيه ، و ابتسم عندما حاولت ان تبدي مقاومة ضعيفة . تبددت كل مقاومتها عندما تناول شفتيها بشفتيه ، و كانت قبلته الرائعة التي لم تنسي طعمها يوما . و صدرت عنها صرخة ضعيفة و لم تدري اذا كانت تهدأ حبها ام كرهها ، و ازدادت ضربات قلبها ، و اخذ جسدها كله يهتز بانفعالات قوية كانت تعتقد انها ماتت في داخلها منذ سنين . " انت لا يمكنك التخلص مني ، آنسة غرانجر " قال و هو يلهث ، ثم عاد و اطبق علي فمها بقبلة تشتعل بالشوق و الرغبة و كأنه يريد التهامها . و اجتاحات الفتاة رغبة قوية ، وتعلقت به اكثر لكنه اختار هذه اللحظة ليبتعد عنها و هو يبتسم و يرتب عقدة عنقه . " انا اسف ، و لكنني لا استطيع البقاء اكثر ، آنسة غرانجر " قال لها بسخرية . " ايها . . . الوغد ! " . " انك تفقدين هدوء اعصابك انسة غرنجر بالمناسبة" قال و هو يفتح الباب " لقد علمت بانهم يطلقون عليك اسم كاترين الباردة ، اجد اللقب مثيرا للضحك ! " ثم خرج و اغلق الباب وراءه . |
بعد قليل احست كاتي بالتعب و كأنها فقدت كل طاقاتها علي العمل ، و انهت واجباتها الصباحية . و ما ان دخلت الي القسم الثالث ، حتي احست بتوتر شديد ، و كانت بيجي بأجازة فاستقبلتها الآنسة اليوت فشعرت كاتي فورا ان حادثا غير طبيعي قد حصل . " ماذا هناك انسة اليوت ؟ هل تواجهك بعض المتاعب ؟ " وكان ابتسامتها قوبلت بعدواة ظاهرة . " لا ، ابدا " اجابتها ساندرا اليوت " انا قادرة علي تحمل مسؤولياتي ، و اذا لم تكوني متفقة معي بارأى فليس امامك سوى ان تجدي ممرضة اخري تحل محلي " . اقتربت كاتي من مكتب ساندرا و هي مندهشة تماما من ردة فعلها . " انا لا اشك ابدا بكفاءاتك المهنية ، آنسة اليوت ! بدا لي انك مهمومة ، هذا كل ما في الآمر " . " لدي اسبابي الخاصة " و احمر وجه ساندرا " الامر يتعلق بموضوع السيدة فرازر ..... " . " نعم ؟ انا اسمعك " شجعتها كاتي و فكرت بانها قد تكون تشعر بالذنب لاهمالها السيدة فرازر . " ستسمح لي الفرصة بالتحدث مع ابنها اليوم " قالت ساندرا و لم يكن عليها الندم . " كنت اعتقد ان بيجي تكلمت مع اقارب المتوفاة " . " لقد اتصل ابنها ، و قال انه سياتي في الساعة الثالثة ، ووعدته بانك ستستقبلينه " . " و لماذا فعلت ذلك ؟ " . " اعتقدت بانك لن تعهدي الي بهذه المهمة " . ثم رن جرس الهاتف ، فمدت كاتي يدها و تناولت السماعة و كانت قد نسيت انها ليست المسؤولة عن هذا القسم و لكن هذا الاتصال كان لها و السيدة والتون المراقبة العامة ترغب برؤيتها فورا . باستثناء الحالات المهمة الطارئة ، هذا الاستدعاء كان غريبا ، فكرت كاتي كثيرا و هي تسرع الي مكتب السيدة والتون تتصل بنفسها بمرؤسيها ، بل كانت تعهد ذلك لسكرتيرتها ، فقط غلطة جسيمة تفسر اتصال رئيستها بها المباشر و اخذت تبحث في رأسها عن اي شيء كلام عليها و لكنها لم تجد . و فكرت بجون و بلحظة واحدة اختفت امالها و احلامها يبدو ان جون كيركلاند قرر الانتقام منها . خف قلق كاتي امام ابتسامة السيدة والتون . " تفضلي بالجلوس ، آنسة غرانجر ، لقد طلبت ان يحضروا لنا قهوة " . جلست كاتي و رفعت نظرها نحو السيدة والتون و لم يكن من عادتها ان تشعر بالخجل امامها ، لكن ثقتها بنفسها وكانت اما المحل اليوم ، و كان زيارة جون الصباحية لها قد زعزعت كيانها ، وكان عليها ايضا ان تتحمل عجرفة و جفاف ساندرا اليوت ، و لم تكن تتوقع انها ستضطر لاستقبال ابن السيدة فرازر و ماذا يمكنها ان تقول لهذا الرجل الذي فقد والدته العزيزة ؟ . " هل انت بخير آنسة غرانجر ؟ تبدين شاحبة ! " . " انا متعبة قليلا ، سيدتي لم انم جيدا هذه الليلة ، هل طلبت لرؤيتي لاسباب خاصة ؟ " . " بامكان هذا الانتظار " و ابتسمت السيدة والتون " فلنشرب القهوة اولا ، انا ايضا قلما اجد فرصة للراحة هزت كاتي رأسها و كانت تعلم ان كل المشاكل المستشفي تقع ضمن مسؤولية السيدة والتون و لم تكن كاتي تتصور انها بامكانها ان تتحمل ما تتحمله رئيستها من مسؤوليات مع انها طموحة و تامل في الوصول الي اعلي رتبة في مهنتها و لكن المنصب ليس عمل تمريض " هل انت مرتاحة في عملك الجديد ؟ " سألتها السيدة والتون . ارتكبت كاتي و لم تستطيع تفسير نظرات الرئيسة التي تتأملها . " ابذل جهدي لكي أتأقلم معه ، و لم انسي حتي الان القسم الثالث .... " . " اه بالتاكيد ، هل انت راضية عن الآنسة اليوت ؟ " . انه ليس سؤلا اعتباطيا و هو تمهيد لشىء اخر ولكن علي ما يبدو ليس جون كيركلاند موضوع هذه المقابلة . |
فتنهدت كاتي و شعرت ببعض الاطمئنان . " انها نشيطة جدا ولا يمكن ان ننتقد قدراتها المهنية " . " في مهنتنا الكفاءة ضرورية ، ولكنها ليست كافية و هي رغبت برؤيتي نهار امس و اشتكت منك مدعية انك تعاملينها بعدوانية و كانها تعتقد انك تغارين من شهادتها " . تفاجأت كاتي كثيرا و وضعت فنجان القهوة من يدها و اخذت تبحث عن كلمات " يدهشني كونها لم تكلمني بذلك " . تعتقد انك ستقدمين شكوى بشأنها " اكدت لها الرئيسة بابتسامة رقيقة . اطمأنت كاتي من هذا الموقف و لكنها لم تجد ضرورة للدفاع عن نفسها فاتهام ساندرا خطير ، فهي تشك بصدقها و احساسها بالواجب . " انا اعمل كل ما بوسعي لمساعدتها " اكدت كاتي و هي تحاول السيطرة علي غضبها " ان مشكلتها تكمن في احساسها بالعزلة و تعتقد اني اقف في طريق تقدمها " . " انها انها المسؤولة الوحيدة عن وضعها و في اليوم التي ستفهم ان المرضي يشر من لحم و دم و ليسو حالات عادية ستحرز تقدما في مهنتها فلنامل ان تغير مهنتها ! " . ظلت كاتي تفكر بموضوع ساندرا . " هذا يعود لطريقة اهتمامها بالسيدة فرازر " اضافت السيدة والتون " و ارى ان هذا الحادث مبالغ فيه قليلا الا تعتقدين انه من الافضل ان نكون اكثر تكتما ؟ " . " ايه . . . نعم اشرت للآنسة دايفز عن بعض الاهمال في معالجة السيدة فرازر " و كانت تعلم ان ساندرا اهملت مريضتها قليلا " لم يكن يجب علي ذلك ، و لكن . . . " . " هناك صفة تعجبني فيك آنسة غرنجر انها الرقة و الحساسية و انا واثقة من انك تتحملين تصرفات الكثيرين ، دعينا من هذا الموضوع الان " . ابتسمت كاتي بامتنان ، و لكنها كانت ترتجف ، هل ارتكبت خطأ مهنيا بتوجيه اللوم للآنسة ساندرا اليوت ؟ للأسف سيظل هذا السؤال يقلقها في الايام القادمة . . . نهضت السيدة والتون و رافقت كاتي حتي الباب ثم سألتها " هل قابلت الدكتور المستشار الجديد ؟ " . " ايه . . . نعم . . .سيدتي لقد تكلمت معه " اجابتها متعلثمة . " انت كنت تعلمين بالطبع انه سينضم الينا ، الم .. تتفاجئي برؤيته . . . " . اغمضت كاتي عينيها و احست بارتباك و كانت نسيت ان السيدة والتون تعرف كل الاسرار . " لقد تأثرت قليلا " . " اشتري منزلا في بيلغتون و بانتظار ان يستلمه سيقيم في السكن الخاص بالمستشفي " . " ان حياته الخاصة لا تهمني ابدا " ابتسمت لها الرئيسة بحزن . " كوني حذرة آنسة غرانجر انت تملكين موهبة و الطموح و انا اعلم انك تصوبين عاليا " . كان هذا اطراء و تهديد بنفس الوقت و معناة " تجنبي الدكتور كيركلاند " . |
عادت كاتي الي مكتبها و السيدة والتون تعرف ماضيها جيدا ، لكن لا داعي للخوف وجون وحده القادر علي اشاعة الاقاويل اذا لمح بشيء من زملائه و تنهدت بعمق و حاولت استعادة هدؤها الآن الخوف من الفضيحة تغلب علي غضبها من ساندرا اليوت يا للسخرية هذه الفتاة لم يكن يجب عليها ان تختار مهنة التمريض ابدا . حتي الظهر لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا و عادت الي مكتبها بعد ان اقامت بجولة علي المرضي و لم تكن قد انتبهت لمرور الوقت الا عندما سمعت طرقات خجولة علي باب مكتبها . فرفعت رأسها ووجدت ثلاث تلميذات ممرضات تعرف احداهن فقط0 يحقفن امام الباب " اتمني ان لا نكون قد ازعجناك آنسة غرانجر لا بد انك تستعدين للنزول الي الكافتيريا ؟ سنمر عليك فيما بعد اذا كنت تردين " . لاحظت كاتي احدى الممرضات المراهقات تنظر بلوم الي تلك التي تبدو انها المتكلمة باسمهن . " للحقيقة ، لم اكن قد انتبهت الي انه حان موعد الغداء كنت مشغولة جدا " . و كانت احدي الفتيات تملك عيونا بنفس عيون جون فتذكرت همومها و لم تصغي باهتمام كلي لكلام زائرتها . " ايمكننا ان نعتمد علي مساندتك آنسة غرانجر ؟ " سألتها الفتاة صاحبة عيون الزرقاء . هزت كاتي رأسها بحركة آلية و هي تتأمل عيون الفتاة و لاحظت من الاشارة التي علي صدرها و التي تحمل اسمها انها الانسة س . سماديني . " هل هي كفالتي التي تردن الحصول عليها ؟ " . حاولت تلميذة كاتي ان تتدخل لتوضيح الموقف و لكن صديقتها لم تسمحا لها يبدو انهن يسعين لتنظيم تظاهرة احتجاج . " سنكون ممتنين لك جدا " قالت الآنسة سماديني باحترام كبير ادهش كاتي . " بالطبع ، لا يمكنهن فعل ذلك خلال دوام العمل الرسمي " ذكرتهم كاتي . ثم خرجت الفتيات و لكن كاتي لم تكن تشعر بالجوع فقررت القيام بجولة اخري في القسم قبل ان تذهب لحضور الاجتماع الاسبوعي و عليها ان تستقبل السيد فرازر ثم نجتمع بالتلميذات الممرضات انه يوم عمل طويل و لكن العمل يريحها من التفكير بجون . " اوه آنسة غرانجر ! كنت ابحث عنك ! " قالت لها الانسة يونغ و هي تخرج من احدي الغرف . " الامر يتعلق بالسيد ستون ، ان المصل لا يعمل بطريقة طبيعية . . . و لم اكن ارغب بازعاج الدكتور . . . " اسرعت كاتي الخطي و تبعتها الانسة يونغ و عندما وصلت الي سرير المريض لاحظت انه لا يوجد اية خطورة و بعد ان اطمأنت الي ان المصل ينزل بصورة طبيعية ابتسمت للممرضة مشجعة . " اذا واجهتك مشاكل اخري لا تتردي بطلبي و انا مستعدة دائما لمساعدتك في حلها " . و ارادت كاتي ان تقوم بجولة علي القسم الثالث لكنها تذكرت انهم سيكونون مشغلوين بتوزيع الغداء علي كل حال اذا احتاجوها فانهم سيعرفون اين يجدونها . " كيف حالك كاتي ! " . صوت ليونارا المرحة ذكرها فورا بحديثها الذي لم تتمكن من انهاءه للآمس و تسألت عن علاقتها بالدكتور كيركلاند . فسارتا معا نحو المدخل الرئيسي و هما تتحدثان بعدة امور و لم تكن كاتي ترغب بالخروج و لكنها بنفس الوقت لم ترغب بالابتعاد عن ليونارا قبل الوصول الي اجابة مقنعة ، و عندما وصلتا الي مكتب الاستعلامات سألت كاتي الموظفة اذا وصلها بريد لكنها لم تجد اية رسالة و لاحتي من والديها . " انا حرة بعد الظهر ، و لذلك قررت ان اقوم بعمل خيري " قالت ليونارا . " حقا ؟ لم اكن اعلم انك عضوة في جمعية خيرية ! " . " يا الهي لا ! لست محبة للخير لهذه الدرجة كاتي ! و لكنني سأساعد الدكتور كيركلاند في اختيار اثاث لمنزله الجديد الم تعلمي انه اشتري منزلا في كروس سكوير ؟ " . كان هذا الشارع من اكبر شوارع مدينة بيلنغتون . " و لماذا طلب منك المساعدة ، الا يمكن لزوجته مرافقته ؟ " سألتها بصوت مرتجف لكن ليونارا لم تلاحظ ذلك . " احاول ان اكون مفيدة بانتظار ان اصبح ضرورية ! " اجابتها مبتسمة " سأرفقه علي بعض المحلات و اساعده في الاختيار و اؤكد لك اننا نملك نفس الاذواق". كانت هذه الكلمات و كانها سهم اصاب قلب كاتي المسكينة ففي الماضي لم يكن يشارك احد غيرها في اختيار ما يحتاج |
اليه . . . " انه رجل رائع ، كم هو فاتن ! بصراحة لا اعتقد انه للزواج وعلي كل حال لا شيء يمنع من الامل ! " . -5- ظلت كلمات ليونارا ترن في اذن كاتي . بالطبع هي محقة . فالدكتور كيركلاند لم يخلق للزواج . و هو بحاجة دائمة للاحساس بحريته . كان جون يتيما و يعيش مع اخته بيني التي تكبره بعدة اعوام ، و عندما التقت به عائلة كاتي ، كان صبيا جميلا يشع بالحيوية ، و كانت اخته الارملة لا تملك سلطة عليه . و كانت عيونه الزرقاء الجميلة تظهر حزنه الكبير . . . اما كاتي فكانت تتبعه دائما كظله ، و لكنه لم يشتكي منها ابدا ، و لا يغضب منها . و عندما اصبحت في العاشرة من عمرها ، لاحظت انه يعاملها بلطف و صبر اكثر من اخيها نفسه . و يعتبرها اخته الصغيرة . لكنه عندما اختلف مع اخته بيني ، استقبله والدي كاتي ، و سكن معهم في قصرهم في السيسكس ، وفيما بعد ، ادركت كاتي ان والديها فعلا ذلك من اجل ارضاءها هي ، و كل ذكريات كاتي هي ذكريات طفولتهما المشتركة ، و اعتاد جون علي حياته الجديدة . و دخل الجامعة . . . واصبح طبيبا لامعا ... تذكرت كاتي كل ذلك و احست بانقباض في قلبها جون هو حبها الاول و الوحيد ! انها تحبه و اكثر من اي وقت آخر يكفي ان يلمسها ، ان يقبل شفتيها حتي يزداد اقتناعها ، كم تتمني لو ترجع السنوات الي الوراء لكي تمحي كل همومها و مرارتها ، ولكي تصلح كل الأخطاء التي تسببت بها . ولكن ليونارا الان تختار له اثاث منزله و هو لم يعد بحاجة لكاترين غرانجر لقد استخدمها طويلا من اجل الوصول الي ما قدمته له كاتي و عائلتها ، انه وصولي يدير ظهره الآن الي ذلك الماضي . لا انه لا يستحق حبها . ولكن كيف تقاوم حبها له ؟ . . . في الساعة الخامسة و النصف عادت الي شقتها الصغيرة ، و بدت لها تعيسة جدا و لم تتحمس لفكرة البقاء وحدها مع كتاب تقرأه فقررت زيارة صديقتها بيجي دايفز لكي تعتذر منها عن تلك الملاحظة الجارحة نهار الامس ، و كانت كاتي قد قبلت بطاقتين لحضور مسرحية من احدي زميلاتها التي لن تتمكن من حضور المسرحية بسبب مرض زوجها ، و هكذا بامكانها ان تدعو بيجي لمرافقتها . عندما اقتربت كاتي من منزل صديقتها تذكرت انها علي بعد خطوات من شارع كروس سكوير ، و هذا يعني ان بيجي و جون تقريبا جيران ! و دفعها الفضول لان تتجه نحو كروس سكوير و كانت كل المنازل مستقلة و محاطة بحدائق خاصة ، فلفت نظرها احد المنازل ، و كان علي بابه لائحة مباع و هو مؤلف من طابقين ، مالذي دفع جون لشراء منزل كبير كهذا ؟ وهو وحيد ليس له اطفال ؟ ابعدت كاتي هذه الفكرة التي تذكرها باشياء حزينة من ماضيها معه . " كان يجب علي جون ان يصبح والدا و لكنه بالطبع لم يعلم بذلك و الطفل الذي كانت حاملا به لم يكتب له العيش . قد تكون حكمة الطبيعة شاءت ان لا يعيش ، وهو يجهل حتي الان انها كانت حامل منه ولكنه بلا مؤكد كان سيتصرف بلا مبالاة كعادته اذا علم ، بالتاكيد كان سيقوم بدور الاب ولكن كاتي لم ترد ان تفرض وجودها عليه و جون كان رجلا غيورا جدا علي حريته ، لم يكن من حقها ان تفرض عليه العيش في قفص ، لا ، لم يكن بامكانها ابدا ان . . . عادت كاتى واوقفت سيارتها امام منزل صديقتها . و توقفت قليلا قبل ان تنزل منها بيجي صديقة لطيفة ، و لكنها قلقة دائما و تعتقد ان ادراة القسم الثالث يجب ان تعود لكاتي ، لكن كاتي طمانتها بالنسبة للموضوع . فتحت بيجي الباب لها ، و ساد صمت قصير ، لم تكن بيجي وحدها . " اوه ، ادخلي كاتي ، الدكتور كيركلاند كان يهم بالرحيل ، ورفض حتي ان يشرب فنجان قهوة . انا متاكدة انه سيغير رأيه الآن . . . " . لم تستطيع كاتي التراجع ، و دخلت و هي تشعر بالاحراج ، سلم عليها جون و لاحظ ارتباكها فندمت كثيرا لانها لم تكن ترتدي ثوبا اجمل من هذا الذي ترتديه الان . . . و حاولت جهدها ان تتمالك نفسها لماذا تهتم بما يفضله من ملابس و الوان ؟ الم يثبت لها انه لا يهتم باي شيء يخصها . . . ولقد حيرها كثيرا وجوده عند بيجي ، و لكن هذه الاخيرة لم تتأخر في شرح السبب لقد اقنعت الدكتور بان ينضم الي احدي المؤسسات الخيرية التي تكرس لها بيجي قسما كبيرا من وقتها . اخذت كاتي تنظر الي اشحار الحديقة تتمايل مع الهواء لم يكن بامكانها تجنب الكلام مع جون الذي يجلس بقربها ، و احست براحة كبيرة عندما راته يضع فنجانه علي الطاولة و كان يرتدي كنزة من الصوف مشغولة علي اليد ، من يا تري من صديقاته الكثيرات حاكت له هذه الكنزة ؟ ولاحظت انه يراقبها ، فاحمر وجهها و ارتبكت كثيرا . " ما الذي دعاك لكي تشرفيني بزيارتك ؟ " سألتها بيجي ممازحة . لم يكن بامكان كاتي ان تقدم اعتذراها امام حون ، ففتحت موضوع تذكرتي المسرح ، وللأسف كانت بيجي مرتبطة بموعد في الجمعية الخيرية . |
الساعة الآن 05:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية