258 - لن افقدك مرتين - هازل فيشر - عبير الجديدة ( كاملة )
~*~لن افقدك مرتين ~*~*~
- هازل فيشر - كانت كاتي غرانجر تنتظر وصول الطبيب المستشار الجديد بقلق كبير يا الهي ، كيف سيكزن لقاؤهما ؟ منتدى ليلاس لقد مرت خمسة اعوام . . . حاولت خلالها ان تنسي حياتهما القصيرة المشتركة . . . انه لم يتغير ، لا يزال ذلك الرجل الفاتن المغامر ولكن لماذا يتصرف و كأنه يمتلكها ، جسدا و روحا ؟ هل سيكشف سرها ؟ هل سيجتمعان من جديد ؟ |
-1-"
سيصل الدكتور كيركلاند غدا " قرأت كاترين كرنجر بطاقة الدعوة للمرة الآلف ، ارتجفت يداها ، و تراقصت السطور امام عينيها و ادركت اخيرا انها تبكي و الدموع تنهمر ببطئ و صمت علي خديها ، ستقام حفلة صغيرة علي شرف الطبيب المستشار الجديد " سيكون سعيدا جدا " فكرت كاترين بمرارة انه جون كيركلاند نفسه الرجل الذي لم تنساه يوما . انتفضت كاتي عندما رن جرس الهاتف و حاولت ان تعود الي الواقع و بعد ان ردت علي الهاتف بطريقة الية دخلت بيجي صديقتها الوحيدة في هذه المستشفي . " انهم لا يتكلمون الا عن حفلة الغد ، هل ستحضرينها كاتي ؟ " و بطبيعة عملها كريئسة للقسم لا يمكنها ان تتهرب من هذا الواجب . " بالتأكيد هذا جزء من واجباتي " قالت لها و سارتا معا في الممر الطويل . " نعم ، و لكن الدكتور كيركلاند ... يبدو ان احدهم يعرفه جيدا ! " ارتعشت كاتي و تساءلت هل يعرف احد بماضيها ؟ ايعرفون لأية درجة كانت قريبة من جون كيركلاند ؟ . " حقا ؟ من ؟ " " ليونارا آدامز ، بالتاكيد " . توقفت الفتاتان امام مدخل القسم الذي تديره بيجي . " أين تعرفت عليه " سألتها كاتي محاولة لا تظهر اهتمامها . " لقد سألتها ، و انت تعرفينها جيدا ، لا تحب ان تفشي اسرارها فتظاهرت بعدم الاهتمام " . " قد يكون احد معجبيها ! " . " بدون شك لانها كانت تصفه بحماس كبير الي اللقاء الان ! " و دخلت بيجي الي غرفة المعاينة . هل هذا ممكن ؟ فمستشفي بيلغنتون تقع في لندن و الدكتور كيركلاند من الجنوب و بأستثناء اخته الكبيرة لا يوجد احد من عائلته في الشمال ، ولكن قد يكون لديه اصدقاء في كل البلاد ... لا يمكنه ان يتوقع ان يلتق بكاتي وجها لوجه ، و من المؤكد انه لا يتمني ذلك و عندما سيستفيق من ذهوله سيضحك كثيرا و سيدمر سمعة هذه الممرضة التي بنتها خلال اعوام ! كاتي الباردة ! هذا ما يطلقه عليها كل العاملين في المستشفي و اذا علموا بعلاقتها مع جون فانهم سيهزؤن بها كثيرا . صباح يوم الاثنين بدا ككل ايام الاثنين مليئا بالنشاط . و لم تكن كاتي قد ارتاحت ابدا عندما حان وقت الغداء . فاتجهت نحو الكافتيريا رغما عنها . فعملها كرئيسة للقسم يتطلب منها دقة كبيرة ، لأنها مسؤولة عن عدة غرف و عن عدة اعمال معقدة ، و لكنها كانت سعيدة بعملها و مسؤوليتها ، و طموحه لا تخفي طموحها، و تسعي للوصول الي اعلي رتبة في مهنة التمريض ، و لذلك كانت تكرس كل همها في العمل . كان قد مضي اسبوع واحد علي هذا المنصب الجديد الذي تشغله ، و هي تنوب حاليا عن ادنا بورن التي في اجازة مرضية لمدة ثلاثة اشهر ، وتعود كاتي الي قسم الجراحة . |
بأمكانك اخيرا تناول الغداء آنسة غرانجر " قال لها الدكتور دايفيد كونور و هو يجلس علي الكرسي مقابلها في الكافتيريا و كان معروفا بجدارته المهنية و اخلاقه المتسامحة فابتسمت له كاتي . " العمل متعب جدا في هذه الأيام " . " بأستثناء حفلة الغد " قال لها مبتسما " لابد انك سمعت عن الطبيب المستشار الجديد ! " . حاولت كاتي ان تضع الكوب من يدها بهدوء . " اتقصد الدكتور كيركلاند ؟ " . " هو بنفسه ، لقد اخبرتني الآنسة ليونارا انه من الجنوب " احست كاتي بانها فقدت كل الشهية للطعام . " و كيف يمكن لليونارا ان تعرف الكثير عنه ؟ " ولكن . . . " وقطعت كاتي كلامها ، لا يمكن لليونارا ان تكون علي معرفة قديمة بالدكتور كيركلاند هذا مستحيل . " اعذرني دكتور كونور . . . " ثم تناولت حقبية يدها ، و ابتسمت له بلطف و خرجت من الكافتيريا و عندما وصلت الي مكتبها نظرت الي ملابسها الزرقاء في المرآة ، ثم تأملت عيونها اللوزية و لاحظت شحوب وجهها ، هل سيتعرف عليها بعد هذا الفراق الطويل ؟ لقد مرت خمسة اعوام منذ ان خرج جون من حياتها و بدون شك سيجدها تغيرت كثيرا ، و هو ؟ انها تعتقد ان التجاعيد الخفيفة تحيط الآن عينيه و جسده ؟ الايزال بنفس القوة و نفس السحر ؟ . " كاترين الباردة " فكرت بمرارة ، لا ، جون لن يتعرف عليها من النظرة الاولي . فمنذ سنوات كانت تشع بالفرح و الحيوية و عندما كانت في الخامسة و العشرين من عمرها . اما الان فلقد اصبحت امراة ناضجة خاصة بعد العذاب الذي عاشته و هي في الثلاثين من عمرها الآن ، و جون سيلاحظ بسرعة مدي التغير الذي اصابها ، الا انه لن يشعر باي انفعال مميز و لو كان يتمني رؤية كاتي ، لكان بحث عنها ووجدها ، لكنه لم يفكر بذلك . منتدى ليلاس لقد نجح في مهنته و اصبح طبيبا ممتازا و بمدة قصيرة سيهنئه الجميع في هذه المستشفي علي كفائته . حاولت كاتي ان تتمالك نفسها فهي علي موعد في الساعة الثالثة لالقاء محاضرة علي التلميذات الممرضات في قسم الجراحة ، و كانت قبل تعينها في المراقبة تدير الطابق الثالث حيث تعمل صديقتها بيجي حاليا و هي تشعر الآن بالاطمئنان لانها ابتعدت عن قسم الجراحة و بالتالي ستكون بعيدة عن الدكتور جون كيركلاند ولن تراه الا في اجتماعات الادارة . امام هذه الفكرة انبسطت ملامح وجهها و ابتسمت لاني سميث الطبيب المسؤول عن الطابق الثالث و الذي ابتسم لها بدوره " كاترين الباردة لقد اختفي قناعك ! " فكرت و تنهدت بمرارة . " نهضت التلميذات عندما دخلت كاتي برفقة الانسة اليوت و بصوتها العذب دعتهن للجلوس و كان عددهم سبعة . " لقد اعددت لموضوع بحث هذا الاسبوع و لكنني افضل اولا ان اسمع اسئلتكن " و دارت رأسها فرات ان السيدة باركر المساعدة تقف بخجل امام الباب . " ادخلي ، سيدة باركر اهلا بك " فرفعت احدي التلميذات0 الآنسة نيلتون يدها بتردد . " نعم آنسة نيلتون ؟ نحن نسمعك " . " انا ... لا استطيع ان احفظ اسماء مختلف العمليات ! " . فتعالي الضحك في القاعة . فنطرت اليها كاتي مشجعة و اجابت " هذا ليس ضروريا في هذه المرحلة انت مبتدئة اليس كذلك ؟ " . " نعم آنسة " . |
" اول واجب من واجبات الممرضة ان تهتم براحة مرضاها ، و ان تعتني بهم بمحبة و تفان لكي تخفف من الامهم " ثم التفتت نحو الاخريات و اضافت " ليس المهم بهذه المهنة حفظ الاسماء الرتيبة المهم ان نتمتع بمزايا حنونة و ملاحظة الانسة نيلتون ليست مضحكة كما تعتقدن نعم سيدة باركلا ؟ الديك اية اسئلة ؟ " . " حسنا كما تعلمين ، انا اعمل في هذه المستشفي منذ مدة طويلة و الذي بقلقني هو امر الاطباء . .. " . " تابعي ارجوك " شجعتها كاتي عندما لاحظت تترددها . " انهم لا يعاملون المرضي و كأنهم بشر مثلهم و خاصة الصغار " . " ايمكنك ان تكوني اكثر وضوحا ؟ " سألتها كاتي مبتسمة . " يبدو دائما علي عجلة من امرهم عندما يزرون مرضاهم و كأنهم يرون نماذج عادية . . . " . " هذا صحيح " قالت احدي التلميذات " انهم يدخلون و يلقون نظرة سريعة و يكتبون بعض الكلمات علي اوراقهم ثم يخرجون مسرعين ! " . " هذه نقطة افهمها جيدا و لكن ان نحاول ان نضع انفسنا مكانهم ، الديك فكرة عن الاعمال المتوجبة عليهم كل يوم ؟ انهم يعيشون تحت ضغط جسدي و نفسي و عائداتهم المادية قليلة جدا صدقيني ، و نحن الممرضات نشتكي من دوام عملنا الليلي و من اجورنا ... ولكن ظروف الاطباء اصعب بكثير " " انت محقة فيما تقولين " . التفت كاتي نحو الصوت و نهضت بسرعة و فعل مثلها الجميع فتقدم الدكتور جورج ردفورد رئيس الجراحين وهو يبتسم بحرارة ، فاحمر وجهها و احست بالنار تشتعل في عروقها عندما رات خلفه قامة الدكتور الشاب الفاتن الذي يسير خلفه و عرفته كاتي بسرعة و سادت وشوشات في الصالة ووزع الدكتور جون كيركلاند ابتسامات علي التلميذات و بجهد كبير ادارت كاتي وجهها عن هذا الوجه الذي كانت تعبده في الماضي . " كنت ارافق الدكتور كيركلاند في جولة علي المستشفي " قال الدكتور ردفورد " الآنسة كرانجر تشغل منصب المراقبة و لكني هل انا مخطئ ؟ اكان يجب ان اناديك سيدة غرانجر ؟ " . " بل آنسة دكتور " اجابته كاتي و قد احمر وجهها اكثر . " كيف حالك آنسة غرانجر ؟ " سألها دكتور كيركلاند مبتسما احست كاتي انها ستنهار عندما شد علي يدها و تفحصتها عيونه الزرقاء بأهتمام كبير لكنه خال من اي انفعال مميز . و مر اللقاء الاول الذي كانت تخشاه بدون اي مشاكل و تظاهر جون كيركلاند انه لا يعرفها و بعد ان انتهت زيارتهما للقاعة استعادت كاتي هدوءها بصعوبة كبيرة و كان جو القاعة قد ارتبك كله . و بدت الفتيات بحالة تشبه الذهول و كأنهن يردن الكلام عن هذا الطبيب الفاتن ، وعن حياته العاطفية و مغامراته .. لا يمكن لكاتي ان تلومهن فهي تعرف تأثيره الذي لا يقاوم علي النساء الم تقع هي نفسها بهذه التجربة ؟ " . و بعد الظهر انهت كاتي جولتها علي القسم و كانت معتادة علي انهاء عملها في الساعة الخامسة ولكنها تاخرت اليوم . " الا تزالين هنا يا كاتي ؟ " سألتها صديقتها بيج بدهشة . " لاشئ مهم الان سوى حالة السيدة فرازر لقد طلبت من احدى الممرضات ان تراقب حالتها " . " وكانت السيدة فرازر قد خضعت لعملية جراحية مهمة و غادرت غرفة العناية الفائقة و فرص شفائها قليلة جدا و كانت كاتي تشعر بمحبة كبيرة لهذه السيدة المسنة الضعيفة ، و كانت تعتقد انها ستتمكن من نسيان جون كيركلاند مع مرور السنين ولهذا كانت ترهق نفسها بالعمل علها بذلك تدواي جروح قلبها و كان يكفي ان تراه وان تلمسه لكي يعود عذابها و كل حبها لانها لا تزال تحبه . |
اغلقت كاتي الستارة المحيطة بسرير السيدة فرازر و هي تشعر بالحزن عليها و فجأة انتفضت عندما امسكت يدها سيدة شقراء متمددة علي السرير المجاور . " كيف حالها ؟ انني اسمعها تئن كثيرا ولكن يبدو ان لا احد يهتم بهذه المسكينة ! " . " ستكون بخير ... اتمني ذلك " اجابتها كاتي بصوت منخفض و ابتسمت لها و كانت تعلم ان المرضي يشعرون بوحدة كبيرة و يشعرون بتعاطف مع من هم اسوء حالة منهم و كان البعض يعيروهم بعض الجرائد و الكتب و يثرثرون معهم و قررت كاتي ان توجه الملاحظات القاسية لصدقيتها بيج علي اهمالها للسيدة فرازر . " انها الآن تحت مسؤولية الانسة اليوت " اجابتها صديقتها و قد احمر وجهها . و كانت صديقتها تفهم جيدا موقف بيجي التي تكن احتراما مزيفا للآنسة ساندرا اليوت و كانت ابنة جراح و لم تتمكن من اتمام علومها الطبية و تشعر بمرارة و تركت الجامعة و دخلت مدرسة تمريض ولكن لماذا اختارت مستشفي متواضع مثل هذا ؟ لا احد يعلم السبب وكانت ذات فاعلية كبيرة الا انها تعبر المرضي حالات بسيطة و لا يحق لكاتي ان توجه اليها ملاحظات لانها اصبحت تحت اشراف بيجي . انهت كاتي عملها و ذهبت الي مسكن الممرضات حيث تستأجر شقة صغيرة فيه بأستثناء المرآة لم يكن يزين الجدران غرفتها اي رسم و كانت غرفتها باردة و موحشة ولا تدل علي اي شئ من شخصية صاحبتها يا له من فرق كبير بينها و بين غرفتها الواسعة الضخمة من قصر والديها في السوسكس ! . ادركت كاتي انها من جديد عادت للتفكير في الماضي فتنهدت و رمت نفسها علي الكنبة الوحيدة و اغمضت عينيها و عادت و فتحتها بسرعة لكي تبعد عنها صورة ابتسامة جون كيركلاند وهي الآن تشعر بكره يعادل ...حبها الا يمكنه ان يتركها بسلام ؟ ايجب ان يقلقها دائما ؟ . خلال خمسة سنوات طويلة لم يحاول ان يقترب منها انها مجرد صدفة ان تلتقي طريقهما و لكن لماذا لم يتأثر عندما رآها هل هو مرتبك و محرج مثلها ؟ يجب ان تطمئنه و ان تفهمه بانها مضطرة لمعاملته وكأنها لم تلتقي به من قبل في حياتها و انها نسيت لأية درجة كانا قربين ..... كان احدهما ينتمي الي الاخر بكل ما بالكلمة من معني كان جون حبيبا عاشقا مندفعا و متصلبا في البداية كان يظهر حنانا و خجلا وعاطفة وفيما بعد كشف عن طبيعته المليئة بالآثارة . |
الساعة الآن 04:22 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية