منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات أحلامي (https://www.liilas.com/vb3/f506/)
-   -   360 - الحب ينتصر ( من روايات احلامي المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t119536.html)

زونار 16-09-09 07:28 PM

360 - الحب ينتصر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
الملخص



بدافع الخوف أبعدت جاكلين ابنها عن جده الثرى والذى كان يرغب فى أخذه منها وتربيته بطريقته الخاصة ولثمانى سنوات ظلت تبعد ابنها دوجلاس عن جده ليس هذا فحسب بل وظنت نفسها على مستوى كل الرجال ...




إلى أن ظهر ( والتر ) والذى قلب حياتها رأسا على عقب ويعصف بكل الثوابت فى حياتها وحياة إبنها .

زونار 16-09-09 07:32 PM

الجليد


مالت جاكلين إيفانز إلى الأمام فى مقعد سيارتها , تحدق بانتباه أمامها , وكانت المساحات ,. تروح وتجي , لا لتمسح المطر عن الزجاج , بل رذاذ الثلج الذى يتكاثف بسرعة .



لقد بدأ الثلج يتساقط وهى فى منزل والدها الكبير المطل على البحر , تتحدث إليه فى غرفة الجلوس ... وزادت جاكلين من سرعة جهاز التدفئة فى السيارة ... ولكن كلمة " تتحدث " لم تكن مناسبة تماما لما حدث بينها وبين إليوت بنتلى وراء أبواب موصدة بدقة حتى لا يسمع أى من الخدم ما يدور .. بل أن كلمة " الجدال " كانت أقرب للحقيقة , مع أن الجدل قد لا يحمل ثقل الحديث المأساوى الذى انتهى بغضب والدها الشديد , واصفرار وجهها بالرعب .



ولكن مهما وصفت ذلك الجدل , فالأمر الآن لم يعد يهم .. ففى الوقت الذى غادرت فيه " سندريلا " منذ ساعتين ونصف ... كان الثلج يهطل بشدة ,. وفى ظروف عادية لما كانت قد بدأت هذه الرحلة التى قد تستغرق فى أفضل الأيام أكثر من ست ساعات .. ولكن الظرف لم يكن عاديا .. ولا قوة فى الأرض يمكن أن تجعلها تبقى فى ذلك المنزل .



وها هى الآن على بعد مئة ميل من سندريلا فى وسط الوادي الذى يحاذى جبال " بنايرز " .... ولطالما تزلجت على تلك السفوح هناك على بعد أميال من الطريق العام , أما الآن فقد تدفع جاكلين أى شئ تملك لتصل إلى الطريق الرئيسية وراء هذا الوادي باتجاه بلدة " درم " ثم درالنغتون. لتستلم الطريق الدولية التى توصلها إلى لندن , الى منزلها .. حيث هو باتريك .



واشتدت قبضتها دون وعى على المقود ... لم تكن تتحمل أن تفكر دوغلاس . ليس الان فى وقت يجب أن تركز فيه على ابقاء السيارة على الطريق ,. والطريق هذه لم يتم جرفها منذ ساعة على الأقل , وبدأت أثار الإطارات تعمق اكثر فأكثر , والأسوء أن أثار الإطارات قد بدأت تتجلد وتصبح منزلقة .



وأخذت مؤخرة السيارة تتمايل من جهة إلى أخرى . فخفضت جاكلين ضغط قدمها عن دواسة البنزين , .وما أن استقام توازن سيارتها حتى شاهدت سيارة وقد علقت فى الثلج والسائق يحاول سحب كتل الثلج من تحت إطاراتها الخلفية. تلك السيارة كانت بحجم سيارتها . فعضت على شفتها وزادت سرعة سيارتها فزعة .



قفزت عقارب الساعة فى السيارة إلى السابعة .. إنها تبعد الآن ثمانين ميلا على الأقل من الطريق الدولية ,.والعتمة قد بدأت تخيم . ولكن على الأقل لم يكن هناك رياح , والطريق الدولية ستكون سالكة , وسوف تتمكن من الوصول بسلام إلى لندن.وهى تسكن غير بعيدة عنها , وبإمكانها متابعة الطريق إلى منزلها لوحدها .



واستدارت الطريق الرئيسية قليلا إلى اليمين , وبدا من بعيد مرتفع صخرى ... ثم شاهدت جاكلين فوق بياض الثلج أضواء صفراء .. وأحست بالغبطة ... ها هى الجرافات ... وأخيرا يجرى فعل شئ لتحسين وضع الطريق ... هذا رائع !



وأحست بغبطتها تتلاشئ بنفس السرعة التى تصاعدت فيها . فالأضواء الصفراء كانت مثبتة على سيارتى جر " قاطرات " متوقفة إلى جانب سيارة شحن كبيرة جانحة على جانب الطريق , ومقصورتها ملتصقة بالمرتفع الصخرى. ولو أن شاحنة بهذا الحجم انزلقت على أية سيارة لما كان لها فرصة بالنجاة .



وتبعت الأضواء الخلفية الحمراء لسيارة أخرى , وخففت سرعتها إلى عشر كيلو مترات فى الساعة.. ولم تصل إلى منزلها بهذه السرعة .. أوه ... يا دوغلاس ..



لقد قال لها والدها : المال يفعل أى شئ .. أى شئ على الإطلاق , أسوأ شئ فى وضعها المالى هو أنها هى بنفسها سعت لهذه الزيارة لوالدها , وبمحض إرادتها , وبدوافع طبية ,. فمنذ أسبوعين وما أن قرات خبر موت شقيقها روبرت فى الصحف , حتى سارعت لحضور الجنازة وأخذت دوغلاس معها .. ومع إنها لم تكن قريبة من شقيقها , الذى يكبرها بإحد عشر سنة ونسخة ثانية من والدها ... فقد كان ذهابها إلى الجنازة لاجل والدها ... أما زيارتها له اليوم , التى قامت بها لوحدها , فقد كانت بدافع الشفقة على الرجل الصغير الحجم ,.والذى أخذ يتضائل حجمه أكثر , لما شاهدته من انهيار بدا عليه فى الجنازة , ولارتجاف أطرافه تحت بدلته السوداء , وتوقعت أن تقدم له بعض السلوان اليوم ,. والحب , ولكن الواقع أن زيارتها انقلبت إلى عكسها تماما .



وفجأة شاهدت المزيد من الانوار أمامها . زرقاء حمراء هذه المرة , إنها سيارات البوليس ... حادث ما يا ترى ؟



وأضاءت الأنوار الخلفية للسيارة التى أمامها , فتوقفت خلفها .. وترجل سائق السيارة وتوجه إلى سيارة البوليس ... وجلست جاكلين دون حراك ... لو أن هناك حادث .... ستتأخر .. فلماذا التوقف ؟ وتركت محرك سيارتها مشتعلا ونزلت بدورها من السيارة .. وتجنب السير فوق الثلج . وتخطت السيارة التى أمامها لتجد رجل بوليس وأقف هناك برداءه البرتقالى ... وسمعت البوليس يقول لسائق سيارة شحن.



- الطريق مقفلة سيدى لقد دبرنا مكانا مؤقتا لبقائكم فى مدرسة قرب الطريق . ولو عدت إلى سيارتك فسيدلك وميلى إليها . شكرا لك سيدي i

وصاح السائق :



- اللعنة على هذا الإزعاج . لدى موعد هام فى نوتنغهام .



- الطريق الدولية مقفلة إلى نوتنغهام أيضا .



- ولكن مدرسة ؟ أى نوع من أماكن الراحة هذه ؟



- أفضل ما وجدناه فى هذه الظروف ... بعض السيدات المحليات يحضرون الطعام لكم .... وستجد راحة أفضل فى البقاء ليلا هناك بدلا من ...



وصاحت جاكلين :



- قضاء الليل ؟



- هذا صحيح سيدتى .. فأخر تنبؤات الطقس تقول أن هطول الثلج سيستمر الى بعد منتصف الليل . . وليس لدينا ما يكفى من الجرافات لتنظيف الطريق .
- ولكننى لا أستطيع البقاء ليلا !




- أخشى ان لا يكون خيار أخر سيدتى ...



دوغلاس ... وأحست بنوع من الهستيريا وهى تقول :



- لا أستطيع ! مستحيل ! يجب ان أصل لندن الليلة .



- الطرقات كلها ليست سالكة يا سيدتى . لو سمحت ,. عودى إلى سيارتك كي نتمكن من تحريك السيارة ..



وشاهدت وجه الشرطى الصارم على الأضواء الحمراء والزرقاء .. فأحست بجدية الموقف . وسألته يائسة :



- هل هناك هاتف يمكن أن أستخدمه ؟ يجب ان اوصل رسالة . والأمر مهم جدا !



- فى المدرسة سيدتى ... شرط أن تكون الخطوط لا زالت سليمة



وصاح صوت من خلفها :



- سيدتي الشابة .. هل تسمحين بالعودة إلى سيارتك كي نستطيع الوصول إلى مكان دافئ ؟



واستدارت على عقبيها وقد تملكها الغضب وصاحت :



- هل لك أن تهتم بشؤونك الخاصة ؟



- عندما تؤخرين السير هكذا برمته فى وسط عاصفة ثلجية يكون لى شأن بالأمر كما للأخرين .



فى الضوء الازرق كان شعره يبدو أسودا , أما فى الاحمر فقد كان يبدو أحمرا وفى كلا الضوئين كان أكثر رجل جاذبية شاهدته فى حياتها ,. ومع ذلك فلقد كرهته لمجرد النظر إليه , وفتحت فمها لترد عليه , فسمعت الرجل من الشاحنة الصغيرة يصيح به :



- هذه ليست طريقة مؤدبة للتحدث إلى سيدة ...



وصاح الشرطي :



- أرجوك عد إلى سيارتك فورا سيدي .. واتبع بقية السيارات .



وسارع سائق الشاحنة إلى سيارته دون أن ينظر ثانية إلى جاكلين . وبدأ يحرك سيارته تجاه سيارة بوليس أخرى متوقفة إلى مكان أبعد قليلا على الطريق ,.ورمقت جاكلين السائق الأخر بنظرة كراهية وتوجهت نحو سيارتها وصفقت الباب خلفها ... رجل لا يحتمل ! ليس من حقه أن يتحدث إليها هكذا ... أبدا .



واستدارت سيارة البوليس , وأضواؤها الدوارة لا تزال تعمل , إلى طريق فرعى جرف الثلج عنه جيدا ,. ووصلت القافلة بعد قليل إلى باحة , فى وسطها مدرسة عريضة البناء من طابق واحد , وأوقفت جاكلين سيارتها أمام سيارة الشحن الصغيرة , وأطفأت المحرك ...



الهاتف ... يجب ان أصل إلى الهاتف . ومدت يدها إلى المقعد الخلفى لتتناول حقيبة الكتف التى استخدمتها ليلة أمس , وحملت حقيبة يدها , وانتظر رجل البوليس أخر. وصول أخر سيارة فى القافلة وصاح أمرا ولكن بلطف :



- هل لديكم أن تتبعونى من فضلكم ... سيداتي سادتى ؟



من بين ذلك الجمع , كان هناك إمرأتان أخريتان , يرافقهما رجلا بدا أنهما زوجاهما .. وكانت جاكلين المرأة الوحيدة لوحدها . وأحست وهى تلحق بخمسة أو ستة من الجموع إلى باب المدرسة أنها لوحدها كثيرا .



وتابع الشرطي :



- سيحضر مزارع بعد قليل مع شئ ساخن لتأكلوه ....وإذا رغبتم فى دفع المال له فنحن نشكركم ... هناك بعض الفرشات فى غرفة الصف الاخيرة وحرامات فى الخزائن ... ونطلب منكم عدم التدخين فى الداخل .. قال أحد الزوجين المرحين أكثر :



- يبدو أن هذا قد حصل من قبل .



فرد الشرطى وهو يضحك :



- كل سنة سيدى . فهذا الجزء من الطريق ردئ ... ولن ينضم إليكم أحد , لإننا أقفلنا الطريق خلفكم على بعد أميال ... وستتمكنون من متابعة طريقكم صباحا. ربما عند السابعة ... وسيبقى واحد منا لإشاردكم .. أية أسئلة ؟



وحاولت جاكلين إبقاء صوتها هادئا :



- هل هناك هاتف هنا ؟



- هناك هاتف للإستخدام العام فى الردهة سيدتي .. أوه ... والحمامات على يمينكم من هذه الناحية .. هل هناك شئ أخر ؟



وانتظر قليلا . ثم حياهم مبتسما وخرج , وتولى الرجل المتزوج المرح زمام المبادرة :



- لماذا لا نذكر أسماءنا الأولى لبعضنا ؟ منتديات روايتى .أنتم ترون كيف سنقضى الليل معا . إسمى تد وهذه زوجتى مارى .


وابتسمت ماري وهي تزرر معطفها وذكرت جاكلين اسمها ثم سائق الشاحنة الذى كان يرمقها بإعجاب. ويجب ان تتعامل معه بحزم , وكان إسمه دايفد , بينما الرجل الذى أوقف سيارته قربها تمتم بشئ وكأنه يقول " تشارلز " ... أما سائق السيارة الحمراء التى كانت خلفها والذى ثبت أنه جذاب تحت الأضواء الثابتة كما بدا تماما فى الخارج وكان اسمه والتر ..



والتر ... الإسم مناسب له .. إسم رجولي مناسب ... ولكن ما يهمها ما إسمه ... واعتذرت لتذهب إلى الهاتف وهى تبحث عن قطعة نقود معدنية تستخدمها .... وبصلاة شكر قصيرة لأن الهاتف لايزال يعمل ...



وأدارت القرص على الرقم المطلوب :



- ألو ؟



- مارثا ؟ ... هذا أنا . جاكلين .


- كما أنا سعيدة لسماع صوتك .... كنت قلقة عليك .. لقد وصل الثلج إلينا , وننتظر المزيد ... لماذا تكون العاصفة غير المتوقعة هى الأسوأ ؟ .. هل أنتى بخير ؟



- سأمضى الليل فى مدرسة على طريق وادى " بنايرز " .. مارثا ...
- كم هذا رومانسى ؟ أهناك رجال غرباء سمر معكم ؟



- لا , مارثا هل لك أن تعتنى بدوغلاس جيدا ؟ لا تدعيه .



- كم أنتى قلقة دائما .. أنا دائما أعتنى به , وكالعادة هو يضربنى ... يقول أن عقله كعقل أمه ...


- قلت هل يمكن أن أحدثه ؟




- بالطبع ... دوغلاس .. إنها أمك .



وسمعت صوته الصغير يصيح فى السماعة :



- لقد ربحت خمسة مرات ومارثا مرة واحدة..



وابتلعت جاكلين ريقها لسماع صوته الحبيب ... إنه نقطة ضعفها ... الشق الذى فى درعها ,. وكم استغل والدها هذا بقساوة .



- ألا زلت على الهاتف ماما ؟


- أجل يا حبيبى , أنا هنا ... دوغلاس لن أعود إلى المنزل قبل الغد , أنا عالقة فى مدرسة بسبب العاصفة ..


لقد أعطونا فرصة نصف نهار من المدرسة ,. وتغديت مع كايت فوق الثلج لنصنع صاروخا .



كان دوغلاس مصم على أن يكون رائد فضاء .



وقالت له جاكلين بعناية :



- دوغلاس .. لا تتكلم مع الغرباء. ولا تقبل الركوب معهم فى السيارة .. أتفعل هذا ؟



- لقد كررت هذا لي ترليون مرة ماما .



- حسنا وهذه مرة أخرى .




- أوكي ...



- الامر مهم يا دوغلاس ....ساشرح لك عندما أعود إلى المنزل , ماذا لديكم للعشاء اليوم ؟




- مكرونة مع الصلصة ...



وبدأ يشرح لها عن الحلويات التى صنعتها له مارثا ...وهى تستمع له بسعادة . لم تلاحظ الرجل الذى خرج من قاعة المدرسة إلى الردهة ووقف على بعد خطوات منها .... وقالت لابنها :



- حبيبى .. على أن أذهب الآن .. فقد يحتاج غيري الهاتف .. اعتنى بنفسك .. وتذكر ما قلته لك .. أحبك يا دوغلاس .



- وانا أيضا .



ووضعت جاكلين السماعة مكانها , وللحظات أسندت جبهتها على الحائط البارد.. وسمعت صوتا يقول لها :



- أود استخدام الهاتف لو سمحت .



فأجفلت فأوقعت السماعة من مكانها .. كانت تظن أنها وحدها , وعلمت من سترى أمامها , فقد عرفت صوته .. وأعادت السماعة ببطء إلى مكانها , محاولة السيطرة على ارتجافها الداخلى الذى تملكها منذ حديثها مع ولدها , وكرر كلامه وقد نفد صبره :



- الهاتف .. أرجوك .



واحمر وجه جاكلين وقد لاحظت إنها كانت تحدق به بشكل غير طبيعى , كما كان هو يحدق بها ...منتديات روايتى . فهل لاحظ يا ترى الإثارة التى كانت تهز كل عصب من جسدها ؟ وقالت له وقد ثبتت عيناها إلى عينيه :



- شكرا لك على الإنتظار .



وخطا بضع خطوات نحوها :



- لقد أثرت على ... اتعلمين هذا ؟



- إنك تجعل هذا واضحا ؟



- أنا لست عادة فاقدا للذوق , واللطف ..



- أنا واثقة من هذا .



- ليس لأنك جميلة , فلابد أن رجالا كثيرين قالوا لك هذا . وانا لا يعجبنى أن أكون واحدا من مجموع تبدين , تبدين ضعيفة بعينيك الزرقاوين ... ومن حولك هالة من الضجر وأنت تستخدمين أنوثتك بذوق رفيع .. أليس كذلك ؟ معظم الرجال يقعون بهذه الطريقة , دون شك .... وأنا واثق أن هذه سلعة لها قيمة عندك .



واشتعل الغضب فى رأسها وصاحت :



- هل تلمح إلى إننى أحاول لفت انتباهك ؟



- ليس بالضرورة انتباهى .



- أوه ... العديد من الرجال إذن ؟ أكره أن أعيب نظريتك ... ولكنك بعيد جدا عن الواقع.ولمن كان مستعجلا للحصول على الهاتف , أنت تمضى وقتا أكثر من اللازم للحديث مع امراة من الواضح انها لا تعجبك ... فهل أنت واثق أنك أنت لا تحاول جذب انتباهى ؟



وسألها فجأة :



- ومن هو دوغلاس ؟



فشحب وجهها وقالت بصوت حاد كالسوط:



- وكيف عرفت بأمر دوغلاس ؟



- لقد قلت له أنك تحبينه منذ لحظات .



- أوه بالطبع ... ولكن امر دوغلاس لا يعنيك أبدا .



- هذه تمثيلية رائعة .. الأصابع المرتجفة الوجه الشاحب .. أنت ذكية .

وبكل صدق ... وبدفق من الحيوية التى تصدر مثل هذا الصدق ...



قالت جاكلين :



- أنت لا تعجبنى ... لا تعجبنى أبدا !



- إذن فلنتفق على عدم الإعجاب المتبادل .. ونبقى بعيدين عن طريق بعضنا فى الأثنى عشر ساعة القادمة .



- تبدو فكرة رائعة لى .. هذا أذكى شئ قلته حتى الآن .



وتقدم نحوها بخطوات أخرى حتى أصبحت تراه بوضوح :



- إذن أنتى لا تعتقدى أننى ذكى .



وتمنت فجأة لو أن مارى أو تشارلز أو حتى دايفد , يظهر واحد منهما. وردت عليه :



- لقد طبعت فكرتك عنى منذ اللحظة الأولى التى رأيتنى فيها أعترف بهذا ! المرأة العاجزة , الشقراء البلهاء المثالية .



فابتسم بمكر :



- لست مثالية تماما يا عزيزتى .



ولم تدرى ماذا أغضبها أكثر , ابتسامته أم معنى كلامه , ولكنها لاحظت أن يدها لم تعد ترتجف , وأن أعصابها قد هدأت , فرغما عن إرادته كان يسدى لها خدمة .... هذا الرجل الأسود الشعر الذى يكره الشقراوات .. وقالت له بسخرية :



- لنوضح بعض الأمور .... لقد ولدت شقراء بعينين زرقاوين , ويدل مظهرى على أننى توقفت عن النمو عند طول 165 سنتيم . ولاشئ أستطيعه حيال هذا كله ,. لذا , وإذا كان لديك مشكلة حول مظهرى , فهذه مشكلتك لوحدك , وليست مشكلتى , ثانيا : أتمنى عندما تقرر أن تتفضل بلفت نظر إحدى النساء , أن تختار حمراء الشعر أو بنية الشعر ,. وذلك لصالح المسكينات .. والآن ربما من الأفضل أن تجرى مخابرتك .. فلن ترغب في إبقاءها مننتظرة .. أليس كذلك ؟.



ضحكته هذه المرة كانت ضحكة إعجاب صريحة :



- هل قلت عاجزة ؟ أسحب كلامى !. أنت عاجزة كسمكة القرش .



لو أنها فكرت بوسامته قبل فقد جعلتها الإبتسامة لا يقاوم تقريبا . وهذا ما يعرفه دون شك . ولقد حان الوقت .... بل تأخر .. لتذهب من هنا .. فقالت ببرود :



- نحن ننحدر إلى مستوى الإهانات الطفولية ..



وتجاوزته لتمضى فى طريقها , أو على الأقل هذا ما كان فى نيتها أن تفعل .

ولكن والتر , وبسرعة لم يدركها بصرها , أمسك بكم سترتها وقال :



- تبادل الإهانات أمر مبهج .. ألاتوافقين ؟. لو إننا ألتقينا فى حفلة كوكتيل لكنا نتبادل حديثا متمدنا . ولكنا سئمنا .

- لا أريد أن أتعاطى معك بعد الآن . لذا .. لطفا .. ابتعد عنى .



وابتسم :



- بكل سرور .



وتمنت أن تكون لها الكلمة الأخيرة , ولكنها استدارت على عقبيها وأسرعت عائدة إلى القاعة , وكانت غرفة النساء ورائها تماما , فدخلت إليها وأغلقت الباب وراءها ,. ووجدت نفسها لوحدها , وتنفست الصعداء , فبعد السابعة من صباح الغد لم تشاهد والتر ثانية , وغسلت وجهها ويدها بالصابون الجميل الرائحة ونشفتها بمحارم الورق., ثم خرجت إلى القاعة .



خلال غيابها كان تيد ورجلين أخرين قد أعدوا طاولات تجاه الجدار , وعبر الباب فى نهاية القاعة كان رجلان يحملان قدرا كبيرا من الألمنيوم , فأسرعت لمساعدتهما. فطلبا منها الذهاب إلى غرفة الطعام لجلب بعض " طاسات " الحساء والملاعق , وتجمع الجميع بعد بضع دقائق حول إحدى الطاولات يتناولون الحساء والسندويتشات , وساد القاعة جو النزهات ... وكان حساء الدجاج والخضار لذيذا .. ولم تكن جاكلين قد أكلت منذ الصباح , فأكلت بنهم , تتبادل الحديث مع مارى إلى يمينها ولاتتودد كثيرا إلى دايفد عن يسارها , بينما أخذ والتر يرمقها من الطرف الاخر للطاولة .



وأحست بالسعادة تغمرها عندما سمعت والتر يذكر أن المطارات فى كل أنحاء البلاد قد توقفت عن العمل وأقفلت بسبب الثلج .... وهذا يعنى أن يد والدها قد أصبحت الان مغلولة ولن يستطيع فعل شئ والعاصفة مستمرة ... والشئ الثاني الذى عرفته هو أن والتر هو أيضا فى طريقه إلى لندن .



بعد الوجبة التى التهموا فيها كومة من السندويتشات إضافة إلى ثلاثة فطائر بالزبيب ,. شاركت جاكلين بتنظيف الصحون بينما أحضر الرجال الفرش ورتبوها على الأرض , ثم ابتدأت لعبة الورق .. شاركت جاكلين فيها ,. وكان لها ذاكرة قوية وإحساس حسابى فى لعب الورق وكلا الأمرين أورثتهما لابنها , وتحولت اللعبة إلى " البوكر " وازدادت كومة النقود المعدنية الصغيرة أمامها وطوال الوقت كانت تشعر بأن والتر يراقبها. حسنا .. هذا سيريه كم إننى شقراء غبية !



وما إن حلت الساعة الحادية عشرة حتى كان الجميع فى فراشهم , يتشاركون ما وجدوا من " حرامات " واضطرت جاكلين للبقاء فى ثيابها فهى لم تأت معها بروب منزلى., وثوب نومها رقيق , واستخدمت سترتها كوسادة ولفت حزاما رطبا حول ساقيها . وأغمضت عينيها .. وأبعدت والدها ....دوغلاس ... ووالتر عن ذهنها ... وغطت فى النوم .

( نهاية الفصل الأول )

زونار 16-09-09 07:37 PM

إرتجافة قلب




كان الظلام لا يزال مخيما عندما استيقظت جاكلين , ساقاها كانتا باردتان , وعنقها متصلب من قساوة سترتها ,. واستلقت دون حراك , تتذكر كل ما حدث فى اليوم السابق , وتتساءل عما إذا كان الثلج لا يزال يهطل .



وما إذا كانت الطرق قد فتحت .



يجب أن تكون الطرق مفتوحة .. فعليها ان تصل الى منزلها , المال يفعل اى شئ ... فعليها ان تصل الى منزلها ...



المال يفعل اى شئ .. اى شئ على الاطلاق .



والدها يريد أخذ دوغلاس منها .



والدها رجل ثري , ومعتاد على ان يحصل على كل رغباته , معتاد على شراء الناس بسهولة ,. ولن يسمح لابنته , ماتبقى له من اولاد , ان تجعله يفشل وعاجلا ام اجلا سيعرف انها تعيش فى ضواحى لندن قرب النهر فى منزل يخص إيلين وجشوا باكسترا..



وعندها ماذا سيفعل يا ترى ؟



سيأخذ عندها دوغلاس .. وهي تعرف إنه سيأخذه , فهو مصمم على ذلك .. فماذا بحق الله يمكنها أن تفعل ؟



عليها ان تقاومه .. بكل سلاح فى متناول يدها ... ويجب عليها ان تحاول خداع إليوت بنتلى .. فدوغلاس يستحق تربية أفضل من نوع التربية التى حصلت عليها فى كنف والدها .



ولكن والدها لديه المال , وبإمكانه استئجار المحامين ليشوهوا سمعتها , وجعلها تبدو غير ملائمة لتكون أما لطفل صغير ... وهذا احد التهديدات التى أطلقها فى وجهها يوم أمس , بعد أن فقد اعصابه عليها.هو يمتلك الكثير من المال , والسلطة التي يشتريها المال ... وهي لا تملك أى من الاثنين .



وأغفت لعشر دقائق . توقف خلالها تيد عن الشخير , وبدأه دايفد . وهدرت جرافة ثلج فى الخارج .. وانتظرت دقائق لترى ما إذا كان قد استيقظ احد غيرها ,. ثم وبكل هدوء خرجت من فراشها , وسارت على قدميها المتصلبين خارج القاعة إلى الحمام , حيث غسلت وجهها بالماء البارد , وشربت بعض الماء .



وأحست بالصحو الكامل فخرجت إلى الردهة ثم إلى أبعد غرفة صف فى الممر ... ودخلتها لتقف إلى أقرب نافذة لها ,. وجلست إلى طاولة قريبة من النافذة ولفت ركبيتها بذراعيها وأسندت رأسها واخذت تحدق بالعتمة فى الخارج .. وسمعت هدير جهاز التدفئة .... وما عدا ذلك فالدنيا كلها فى الخارج ... وسمعت هدير جهاز التدفئة . وماعدا ذلك فالدنيا كلها كانت صامتة . وهى وحدها فيها . لوحدها . ولا تعرف ماذا تفعل .



وأخذت تفكر . تحاول التفضيل بين الخيارات التى أمامها . بالمنطق بإمكانها البقاء حيث تسكن منذ ثلاث سنوات ,.وتفترض بأن والدها لن يجرؤ على خطف حفيده الوحيد . بإمكانها ان تستأجر محاميا وأن تشرح له القصة كلها وتترك القانون يحميها .. أو أن تترك المنزل وتختفى فى مكان امن .. ولكن . أين ؟ وكيف ؟ فدوغلاس يجب ان يذهب الى المدرسة , وعليها هى ان تعمل , فكيف يمكن أن تختبئ .



أضف إلى ذلك أن دوغلاس يحب العيش فى الجناح الذى يشغله من المنزل الكبير لآل باكستر ,. وهو بحاجة للاستقرار والحياه الامنة التى بنتها له بنفسها . فهو لا أب له ..


وطاردت أفكارها مرات ومرات . بإمكانها مثلا أن تنتقل للسكن فى " غلاسكو " عاصمة اسكوتلندا فتضيع هناك , ولكنها لا تستطيع تحمل مصاريف السفر والاقامة هناك ,. بإمكانها ان تنتقل للسكن مع مارتا وأولادها , ولكنها لا تستطيع البقاء الى الأبد , وبإمكان والدها ان ينتظر , يمكنها ان تشترى كلبا ضخما تتركه طليقا ليحوم حول المنزل ... واسعدتها هذه الفكرة وهي تتصور الكلب الضخم يركض مطاردا والدها , ونظرت الى النافذة .
فانعكس على زجاجها صورة شخص يدخل من خلفها .



واستدارت بحدة لترى دايفد , وليس والتر ,. فشدت تنورتها الى الاسفل وقالت :



- لقد أيقظتنى الجرافة .. ولكننى كنت عائدة للنوم .



- يبدو عليك وكأن هموم الدنيا على كتفيك .. وانت لا زلت صغيرة وجميلة .. ما المشكلة هل تفتقدين لزوجك ؟



يا ليت الحياة بمثل هذه البساطة . بإمكانها ان تتدبر امرها مع زوج غير مستقر .. وقالت له ببرود :



- ليس لدى زوج .



ونزلت عن الطاولة , وكأن ما قالته غلطة . فقد تمسك دايفد به وقال بإبتسامة كان يقصد أن تكون مرحة فانقلبت إلى الفظاظة .
- إذن بإمكانى معالجة ما يؤلمك .



ومد يده إليها وكأنها كف الدب , ولكن جاكلين كانت شابة ورشيقة الحركة , فانحنت لتتسلل بين طاولتين. ودفعت بقدمها إحداهما بإتجاه دايفد .



- لست بحاجة لمعالجة كما أحببت أن تقول .. ولا لزوج شكرا لك , ولو حاولت أن تضع يدك على فسوف أحطم هذه الطاولة على رأسك !



وبصوت جريح قال :



- هذه ليست طريقة لمعاملة ..



ومن على الباب سمعت جاكلين ضحكة , عميقة مجلجلة لاعجاب حقيقى وصوتا يقول :



- أظن إنها تعنى ما تقول يا دايفد. ولو كنت مكانك لعدت الى النوم.



واستمر والتر بالضحك , فتمتم دايفد بشئ بذئ , وتوجه الى الباب . ثم الى الردهة . وقال والتر :



- هل هذا موعد لمنتصف الليل ؟. ألم تفكري بما قد تدفعينه ؟



فردت عليه بحدة وسخرية :



- إلا اننى لم اتوقع مقاطعتك لنا فى المسرحية الصغيرة الرائعة , ولابد اننى انا من أغويته بالقدوم الى هنا بعينى الزرقاوين .. أليس كذلك ؟ فمن المستحيل ان تكون هذه غلطة الرجل .



دايفد رجل ثرى , ومترمل مؤخرا ولاشك انه اسر لك بهذا ؟



لم اعطه كثيرا من الوقت . وصدقنى . الثراء لن يطريه لي . إذن و بالاضافة لكوني عاجزة ومتسللة ., فأنا ايضا باحثة عن المال لاقلب لها ؟ كم هذا خليط عجيب !



المال شئ مفيد جدا .



بالفعل ولكنه ليس بتلك الفائدة القصوى التي تجعلني أقبل ان يعاملني أمثال دايفد كما يحلوا لهم .


وهل فى رأسك لعبة اكبر ؟



اللعبة الوحيدة التي اتقنها هي " البوكر "



وتلعبينها بشكل رائع ..



وتقدم الى الامام ليصبح واقفا بينها وبين الباب وتابع :



وجه لاعب البوكر عادة كالكليشيه ,. ذو لون واحد . أليس كذلك ؟ وانت دربت نفسك على اخفاء اى مشاعر لك . أتساءل لماذا ؟



كي أبقى الرجال الحشريين أمثالك فى تخمين دائم . ربما ؟



لذلك رد على كل شئ . أليس كذلك ؟ اذن . اذا كنت لم تجذبى دايفد الى هنا بقصد العبث ..فلماذا كنت جالسة تحدقين عبر النافذة الى منظر لا يوحي بشئ . عند الثالثة صباحا ؟ اى انسان بضمير مرتاح كان يجب ان يكون نائما .



وماذا فى ضميرك اذن يا والتر ؟



فضحك :



لقد كشفت نفسى لهذا السؤال , ألم أفعل ؟ لقد رأيتك تغادرين القاعة , ثم بعد دقائق رأيت دايفد يلحق بك . . فاحسبى الامر مجرد فضول بسيط .



لا أظن ان اى شئ بسيط معك .



أنت ماكرة . أتعلمين هذا ؟



فتنفست عميقا , لو أنها هى الماكرة فهو ملك الشياطين , بشعره وعينيه السوداء ,. وقوة وجوده وقالت له بهدوء وبرود :



انا لست ماكرة , ولاساعية وراء المال., ولست ضعيفة ولا متعربشة , يا والتر . انا امرأة عادية وهذا كل شئ .



وحدق بها متفرسا:



امرأة عادية وتبدو مرعوبة حتى أعماقها . مم أنت خائفة يا جاكلين .





لست خائفة .



بل أنت خائفة ,. وبدوت خائفة منذ تحدثت مع البوليس يوم أمس فماذا فعلت لتكوني خائفة هكذا ؟



اوه . لابد انه شئ فعلته , أليس كذلك ؟ أهكذا يعمل دماغك ؟



صحيح ...مم تهربين ؟ لماذا لا تخبرينى ؟ ربما أستطيع مساعدتك
وللحظة مجنونة كانت مستعدة لان تصب ما فى قلبها من مشاكل أمامه . ولان تعرف ما اذا كان هناك طريقة يستطيع مساعدتها فيها , فهي بحاجة للمساعدة ,. فلن تستطيع محاربة والدها لوحدها . وابتلعت ريقها بصعوبة وقالت له بصوت متحجر.



مخيلتك تعمل أكثر من اللزوم . لقد تكدرت لأقفال الطريق , وانا دائما كنت اكره قيادة السيارة فى الثلج .



انت كاذبة .



وفقدت اعصابها . فصاحب بغضب شديد :



أجل . انا اكذب كم أنت ذكى يا والتر . تهنئتى لك فماذا يمكن ان افعل ؟



أفعل هذا ..



واخذها بين ذراعيه وقبلها . قبلة غضب , وقصيرة لدرجة ان تكون مجرد اهانة.وجمدت للمفاجئة فوقفت دون حراك بعد ان تركها . فقالت اول شئ تبادر الى ذهنها :



انت تستعمل رائحة بعد الحلاقة التى يستعملها والدي .



ولكن ليس مثل التى يستخدمها دوغلاس ؟



اوه لا . لا ليس مثل دوغلاس . . انت ودايفد طائران من نفس النوع . وانا لن تغرني اى من اهتماماتكما .



فرد عليها بعد صمت طويل :



اعتذر لما فعلته . لم يكن لدي حق لأفعل هذا .



ألم ألتق فى حياتى شخص يثير الارتباك مثلك . وهذه حقيقة .



فابتسم لها بمكر :



أصدقك ...هل يعنى هذا ان اعتذاري مقبول ؟



وهل يهمك الامر ؟




لدرجة أننى أسال ؟



فردت عليه ببطء :



- أجل , أنه مقبول



- جيد . لماذا كنت خائفة كثيرا ليلة امس جاكلين ؟


بقدميها العاريتين الا من الجوارب كانت بالتأكيد اقصر منه بكثير و لذا اضطرت لترفع نظرها اليه , . ومرة اخرى ساورها ما يحثها على مشاركة الرعب الذى يعتصر قلبها كالافعى , ومع ذلك كانت تعلم كم من المستحيل عليها ان تقص قصتها على غريب .. فقالت صادقة:

- لا أستطيع اخبارك والتر . لا استطيع اسفة .



- انت لا تثقين بي .



- وكيف استطيع ؟ انا لا اعرف . ولقد اوضحت لي اننى لا اعجبك .
وتردد للحظات وكانه يفكر بما يجب ان يفعله , ثم قال :



- اجل .. الافضل ان تعودى الى فراشك .. فلدى شعور بأن البوليس سيصل عند طلوع الصباح يخرجنا من هنا قبل موعد دخول المدرسة .



واحست بالخسارة بشكل ما , فغدا , سيذهب هذا الاسمر الغريب فى طريقه وكذلك هي ,. ولن يلتقيا بعدها , فتمتمت :



- أعتقد انك على حق . اتدرى اننى لا اعرف اسمك الكامل .



- شيرمان . والتر شيرمان .



منذ سبع سنوات , وعندما ولد دوغلاس غيرت جاكلين اسم عائلتها الى اسم عائلة امها , فردت عليه بشكل رسمي :



- جاكلين ايفانز



- انسة ؟



ولأجل دوغلاس ايضا , امضت حياتها كآنسة مما ترك السؤال عن وصفها الزوجي مفتوحا ..وقالت :



- انا لم اتزوج بعد .



- لابد ان احدا تقدم لك . ألم يكن احد منهم يملك المال الكافى ؟



- توقف عن هذا والتر . فليس كل النساء باحثات عن الثروة .




- الى الفراش انسة ايفانز



- تصبح على خير



ووجدت نفسها تمد يدها له , فاخذها والتر ,. وضغط عليها ثم تركها وقال :



- تصبحين على خير جاكلين .



ماء ساخن . ماكياج سخى على الوجه وتمشيط للشعر , جعل جاكلين تبدو رائعة عند الصباح .. ويدعوها والتر بالجميلة ! وتمنت لو انها تستطيع التعاطي مع ألمها الداخلى بنفس السهولة التى تعاملت فيها مع وجهها ..

وعادت الى القاعة لتجمع أشياءها , فوجدت الفرش قد أزيلت وبضع من الموجودين قد غادروا .



ولم تر أثرا لوالتر . ولا دايفد .



وودعتها مارى بسرعة :



- تيد مستعجل لتناول قهوة الصباح. لقد امضينا وقتا مرحا .. أليس كذلك ؟ انتبهى لنفسك الان يا عزيزتى .



وتناولت جاكلين سترتها عن الارض واقفلت حقيبتها . مفاتيح سيارتها فى يدها وغادرت القاعة متجهة الى الخارج ..لترى ان سيارة والتر العنابية قد ذهبت حتى انه لم يودعها .



ونظرت فى عينيها الزرقاوين عبر المرآة الامامية للسيارة . لو ان والتر لايحب النساء فالواقع انها هى ايضا لا تحب الرجال . ولا تثق بهم . فلماذا هى غاضبة اذن ؟. وكلما اسرعت فى الوصول الى الطريق العام ونسيت امر والتر . كان هذا افضل .



ووصلت الى الطريق الدولية وسارت بين مرتفعين عاليين من الثلج يسد عليها النظر واسرعت فى سيرها , واحست بالطريق التى جرفت ورش عليها الملح .. سوف تتوقف عند مطعم لتناول بعض القهوة والتوست . ثم ستسرع سيرها قدر ما تستطيع لتصل الى منزلها .



اول مطعم وصلته كان مكتظا بالسيارات . ولم تجد سيارة والتر بينها اما الثانى والملحق به محطة وقود . فقد كان يقف امامه شاحنة ضخمة وسيارة صغيرة .. لن تبحث بعد عن والتر . واوقفت سيارتها بين السيارتين وخرجت منها .



القهوة وكعكة باللوز . مصنوعة باليد جعلتا جاكلين تشعر بالافضل . وبعد نصف ساعة كانت على الطريق من جديد.. وعند التاسعة تقريبا كانت قد غادرت بلدة " دوم " وانعطفت باتجاه دورة فى الطريق الدولية لتصل الى طريق اخر يوصلها رأسا الى لندن .



وامتدت الطريق وطوت بها السيارة الاميال . وبدت لها ردة فعل ليلة امس مبالغ فيها . وهو بالضبط ما قصده والدها .



ومرت بها شاحنة ترعد . مرسلا سيلا من الماء القذر الى زجاج سيارتها , وادارت والمساحات واخذت تراقب الشاحنة تبتعد عنها من خلال المرآة الامامية.. واشتدت قبضتها على المقود وترنحت السيارة قليلا كان هناك فى الافق بقعة حمراء تلحق بها والتر f



انها تتخيل . فهناك العديد من السيارات العنابية . والعديد منها قد يكون متجها نفس اتجاهها ,.ولا يجب ان تكون هذه لوالتر حتما . على كل لقد سار أمامها منذ وقت طويل , ولا بد انها الان قد قارب من مشارف لندن .



لماذا يا جاكلين ؟ لماذا يجب عليك ان تعرفى ما اذا كانت هذه سيارة والتر ؟.ومن هو والتر بالنسبة لك ؟



مجرد اهتمام هذا كل شئ . انه رجل جذاب قضيت معه , بطريقة ما الليل .



ولكنه لم يزعج نفسه بوداعك .



ونظرت ثانية الى المرآة وشاهدت السيارة تقترب وبإمكانها التعرف اليها وسط الف سيارة انها لوالتر ..



وزادت سرعة سيارتها لماذا يتبع والتر هذا الطريق وهو قد قال انه ذاهب الى وسط لندن مباشرة ليلة أمس ..وهذه الطريقة توصل الى الضواحي حيث تسكن هي .



انه يريد رؤيتك ثانية يا جاكلين ولهذا لم يودعك .



لا تكونى سخيفة لقد كبرت عن احلام ساندريلا منذ سنوات . وتجاوزتها سيارة زرقاء عن يسارها . وتعرفت على السائق فورا . انه تشارلز الذى قضى الليل معهم فى المدرسة .



واحست برعب فجائى وتمسكت فجأة بالمقود . والتر من خلفها وتشارلز امامها . . لا يمكن ان تكون هذه مجرد صدفة .



احدهما او كلاهما .. كان يتبعها منذ ان غادرت منزل والدها بعد ظهر الامس . احدهما او كلاهما لابد ان يكون يعمل لحساب والدها.



كم كانت غبية ! فمن المنطقى ان يجعلها والدها ملاحقة . فهذا اوضح شئ يمكن ان يفعله واسهل طريقة ليعرف اين يسكن .. لقد كادت تقع فى الفخ .



احدهما او كلاهما . فمن منهما يا تري استأجره والدها ؟ والتر؟ ام تشارلز ؟ ام كلاهما ؟.من اين لها ان تعرف ؟ لن تستطيع ان تعرف.



ولا يمكن لها ان تثق بأى منهما .



( نهاية الفصل الثاني )

زونار 16-09-09 07:41 PM

الفصل الثالث
الخدعه
تشارلز كان يحنى جسده باتجاه المقود وقد رفع ياقه معطفه ربما كان قصده ان يخبئ وجهه عنها ...ربما هذا هو الدور الذي رسم له... ولهذا لم يقم والتر باي جهد للحاق بها او التحدث اليها..فهو ليس بحاجه سوى لان تبقى على مرمى نظره وهو يعرف تمام اين ستكون للساعه او الساعتين
ولنفس السبب لم يودعها عند الصباح
واحست بالارهاق لدرجه انها لم تعد تستطيع السيطره على ارتجافها وقررت ان تتوقف عند اول محطه مسافرين تصادفها عليها تستعيد سيطرتها على اعصابعا..
اوقفت السياره ثم دخلت المقهى حيث طلبت فنجان قهوه بعد ان جلست الى احدى الطاولات قرب النافذه..
ودخل وراءها والتر ورفع لها يده بطريقه عرضيه للتحيه..فاردارت وجهها لتنظر الى الخارج وسمعته يقول
-لقد تجاوزت الساعه الحاديه عشر ام انك تبقين نكده حتى الظهر؟ ودون ان يطلب منها الاذن جلس قبالتها
فقالت
-والتر..لا اريد ان اجلس معك..ارجوك ان ترحل
ماذا حدث بين الثالثه هذا الصباح وبين الان لم تكوني مستعجله للخلاص منى ساعتها
وحدثت به الصمت وشاهدت تفاصيل اخرى فيه غابت عنها في العتمه ويوم امس لقد ظننته صادقا في عدم اعجابه بها... ولكنه لم يكن صادقا بالمره..انه التابع الامين لوالدها وكلاهما ازداد اقتراب المسافه بينهما تهادت اليها رائحه عطر ما الحلاقه المشابه لما يستخدمه والدها...
وقال لها
-قولي شيئا جاكلين فانا اعرف انك لازلت هاربه مذعوره
وبجهد كبير ازدادت غضبها وقالت ببرود
-لقد ظننتك فظا كفايه لتركك المدرسه دون وداعي..فانا اولى اهتماما كبيرا للاخلاق الحميده
وتراجع والتر في مقعده
-كنت اعلم انني ساراك ثانيه
ونظرت اليه بعينين ضاقتا هل سيكشف لها اوراقه بصراحه؟
وكيف فابتسم ابتسامه الواثق
- انت بحاجه للمساعده..وانا لدي الوقت زائد..ولست بحاجه لان اكون في لندن على الفور..لذا لحقت بك
لم تكن ورائي عندما توقفت لتناول قهوه الصباح
-لديك ارقام سياره خاصه بضواحي لندن ولست بحاجه لان اكون تحريا لاعرف وجهتك
-لست اريد مساعدتك
-زمن الفروسيه


فقاطعته بسخريه
-زمن الفروسيه قد ولى منذ قرون واستطيع العنايه بحياتي الخاصه ولا احتاج لمساعده اي رجل
وقال لها بصوت منخفضw -

لماذا يحدث كلما اقتربت منك ان اشعر برغبه في تقبيلك؟
وتذكرت مرتجفه قبله ليله الامس وبدت الحراره تطارد البروده في جسدها فقالت بصوت مرتجف
-اذا لم تكن تريد ان ينكسر طبق فيه نصف بيضه مقليه فوق راسك عليك ان تبتعد عني
-لم اقل انني ساقبلك قلت انني ارغب في ذلك ..وما اريد معرفته هو لماذا انت من تثيريني..فانا حتى لا احب الشقراوات
-انت لا تحب النساء!
-معك حق في هذا! فلماذا انت اذن!
وكادت ان تقول لان والدي ثري ولكنها تراجعت ثم قالت
-انت لست قبيح المنظر والتر وعلى الرغم من الحركه النسائيه فهناك العديد من النساء يظنن ان الرجل يجلب لهن كل مشاكلهن...واظن انك لست معتادا على النسااء اللواتي لا يقعن مغشيا عليهن لظره منك..واعترف انني اجد تقنياتك مع النساء مثيره للاهتمام
وابتسمت ببرود...واستطاعت ان تلاحظ ان ما قالته لم يعجبه..ولو ان النظرات تقتل لكانت الان مستقليه على ظهرها مضرجه بدمها فقال لها بسخريه
-اعطني الفرصه..فانا واثق ان بامكاني تغيير رايك بالنسبه..لتقنياتي
لم اضيع اي وقت على
ادركت الان ان الكلام ليله امس كان كثيرا ودون افعال ووقف عن كرسيه بحيث اصبح فوقها واضطربت الى ارجاع راسها الى الخلف لتنظر اليه..ولاحظت الغضب الصارم يبرق في عينيه
-لن اكرر غلطه الامس
-ليس معي على كل الاحوال
وابتسمت له ابتسامه تدفع للدوار فقد في ذهنها على التو طريقه للتخلص منه ومن تشارلي الذي لم يكن باديا في نفس الوقت انها خطه بسيطه ولبساطتها كانت واثقه من نجاحها
وقال لها بخشونه
-انت لم تشاهديني بعد لاخر مره جاكلين
ثم استدار على عقبيه وغادر المقهى
وانهت قهوتها ثم اخذت تحدق بالخارج...فشاهدت سياره تشارلي وهو جالس فيها وعيناه مغمضتين..والتر من جهه وتشارلز من جهه ...كم تكرهمها معا ووقفت عن كرسيها متجهه نحو الهاتف متمنيه ان يكون جارها بيتر في منزله وطلبت رقمه..وصاح بيتر
-مرحبا ..من هناك؟
-انا جاكلين..بيتر هل لك ان تسدي لي خدمه
ومن طرق عينها شاهدت والتر يقف عند زاويه المحطه دون محاوله اخفاء وجوده فكررت

بيتر اريد خدمه منك ولا استطيع شرح الامر لك الان ولكن هناك سيارتان تلاحقاني احداهما عنابيه والاخرى زرقاء..ارجوك ان تنتظر مروري بمزرعتك بعد عشر دقائق واخرج والتراكتوز واقفل الطريق مدعيا انه تعطل وكلما تاخرت كان هذا افضل
فضحك بيتر بدهشه
لقد كنت تشاهدين الكثير من الافلام على التلفزيون يا فتاه! سافعل ما تريدين..وسيكون هذا راحه لي من العمل في المخزن الغلال ايكفيك عشر دقائق تاخير؟
-اكثر من اللازم باركك الله يا بيتر ساشرح لك الامر فيما بعد..
-اجل..واجلبي معك الصغير فالكلبه لديها جروان الان وانا متاكده ان هذا سيعجبه
-شكرا لك على الذهاب الان
وعادت الى سيارتها وخرجت نحو الزحام الطريق وعلى بعد قليل منها شاهدت السياره الزرقاء... الا يكفيها مواجهه والتر ليضاف اليه تشارلز؟
انعطفت بسيارتها عن الطريق الرئيسيه نحو الطريق فرعيه توصل الى البلده التي تسكنها..ونظرت الى المرآه لتجد ان والتر على بعد اربعه سيارات منها وتشارلز على بعد ثلاثه منه وبحذر اخذت توسع المسافه بينها وبينهما دون لفت النظر وبدا والتر ****ا عن هذه المسافه..وتشارلز بالطبع سيلحق به
وتفحصت ساعتها..بعد خمس دقائق ستصل الى الحقول الممتده على كلا جانبي الطريق والتي هي ملك لعائله بيتر منذ مئتي سنه
وما ان لاحت للنظر حتى شاهدت تراكتوز يجر وراء اله حرث طويله تقف الى جانب الطريق وداست على دوسه السرعه حتى الحديد ومرت عن بيتر ملوحه له ولوح لها بيتر..وقطع الطريق بالتراكتوز وتوقف وكان التراكتوز تقريبا عند حافه الطريق الاخرى بينما اله الحرث كانت على الطرف الاخر ولوحت له جاكلين ثانيه يجب عليها ان تستفيد من هذا الى اقصى وبقيت على نفس الطريق عند وصولها الى اولى المفارق..ولكن عند المفرق الثاني وبعد ان تحققت ان
احد لن يتبعها..استدارت الى اليسار ثم اخذت تسير يمينا ويسارا عند كل منعطف...مبقيه اتجاها نحو الشمال الغربي للمدينه وهي تنظر عبر المراه متوتره عند كل منعطف..ومع وجود بعض السيارات ورائها الا انها لم تعد تشاهد لا سياره والتر ولا سياره تشارلز
لقد ربحت وبمساعده بيتر خدعتهما معا وهزمت والدها جيدا على الاقل ..على الاقل مؤقتا
وبدات اعصابها تسترخي..وعادت الى الاتجاه جنوبا باتجاه النهر لقد كانت هذه اكثر الطرق استداره قطعتها لتصل الى منزلها
وتسلقت تلا صغيرا لتشرف من اعلاه على منظر الوادي الفسيح الذي يحيط بنهر النايمس..انه نهر يقسم لندن وضواحيها الى قسمين...وستكون قريبا في منزلها
منذ ثمانيه سنوات حامل في شهرها الثالث هربت من ظلم والدها اليوت بنتلي ومن كل ما يمثله...واستقرت في هذه الضاحيه حيث تفصل بينها وبينه الاميال الكثيره واعالت نفسها من المال الذي تركته لها امها وولدت ابنها ثم بدات صداقات جديده
وعندما بلغ دوغلاس الثانيه بدات تعلم تصميم الملابس وعندما انتهت اموال والدتها علمت في محل للازياء خلال فترات الشتاء ومنذ ثلاث سنوات وبمساعده مارتا واوليفر برادشو التق بالعجوزين ايلين وجوشوا باكستر الذين يقضيان الصيف هنا وما تبقى من السنه مع اولادهما في استراليا..وكانا يبحثان عمن يعتني بالبيت في غيابهما وبالحدائق ومشتل الزهور ولم يكن هناك شئ يناسبها اكثر من هذا فجناح واحد من المنزل يكفيها هي وابنها وبامكانها العنايه بالمشتل والحدائق والاستمرار في الاحتفاظ بوظيفتها في محل الازياء
واوقفت سيارتها في الكراج واقفلت بابه وهي تقسم بينها وبين نفسها ان لا تترك المكان هنا ابدا المكان الذي احبته منذ ان راته
ودخلت المنزل السرعه ..ثم ادارت التدفئه المركزيه كي تتخلص من الهواء البارد..وتوجهت فورا الى الهاتف..ستتصل بمدرسه دوغلاس ليوصلوه راسا الى المنزل بدل منزل مارتا..ثم ستتصل بمارتا... بعد ساعتين توقف الباص الاصفر على الطريق ونزل
منه دوغلاس ..فراقبته جاكلين يركض نحو المنزل
وسترته مفتوحه...وحذائه غير مربوط..فاحست بقلبها يخفق بحب قديم اصبحت معتاده عليه.
لواضطرت لان تعمل فلاحه في المزارع لتجنب ابنها ما عانته في طفولتها فستفعل..ودوغلاس يغنيها بوجوده عن التقرب من الكبار..فوالده ضحك عليها بعد ان عرف انها حامل..ووالدها طالبها بالاجهاض..من اجل ما دعاه شرف العائله..وهو حتى الان غاضب
وهربت يومها من كليهما...وعرفت لماذا هربت عندما حملت اللفه التي تحتوي تلك الكتله الحمراء من لحم ودم ابنها بين ذراعيها
وعصفت دوغلاس بالباب ودخل ليخلع حذاءه
كايت وبيت ذاهبان للتزلج عند التلال...هل استطيع الذهاب معهما؟
وانحنت لتعانقه وهي تعلم انه اليوم سيكون في امان من تشارلز ووالتر وتتساءل كيف ستتمكن في المستقبل ان تتعاطى مع مسائل كهذه
وقالت
-اتمنى لو انك تربط حذائك يا دوغلاس فانا اخاف دائما ان تتعثر بالشرائط
-صعب ان اخلعهما عندما يكونان مربوطان..هل استطيع الذهاب؟

بنوته عراقيه

اجل ...اتريد كوب حليب قبل ذهابك؟كيف حال المدرسه اليوم؟
-حصلت على مئه على مئه في الحساب 6:38
-واللغه؟w
-خمسه وسبعون كان اختبارا سخيفا
-لوكنت تريد ان تصبح رائد فضاء فعليك ان تعرف كيفيه كتابه التقارير.بعد الغداء سنراجع الاختبار البس بذله التزلج وهناك قفازات فوق المدافاه
واستفاقت في اليوم التالي وهي تشعر بنفس احساس الامان الذي احسته بالامس...بعد القهوه..وتوديع دوغلاس الى مدرسته فكرت ان امامها عمل في زراعه بعض البذور في غرفه الشتول..وهل هناك افضل من
هذا اليوم البارد من ايام شباط؟
mوكانت على وشك الانتهاء من رع اخر بذره لتتوقف لشرب القهوه ثانيه عندما لفت نظرها حركه عند النافذه رجل كان يقف في الخارج فوق الثلج ينظر اليها عبر النافذه..ووضعت من يدها كيس التربه الاصطناعيه
الكبير...وحدقت انه رجل طويل يرتدي ستره جلديه وشعره وعيناه سوداء..انه والتر
وللحظات لم تكن قادره لا على التنفس ولا على الحركه.لابد انها تتخيل..ولكن عندما اغمضت عيناها وفتحتهما كان لايزال هناك يحدق بها...رجل اسود مقابل الثلج الابيض
لقد اتى والتر لياخذ دوغلاس..من المكان الوحيد الذي كانت تظنه امنا
واشار لها والتر بيده الى المنزل..وفهمت انه رن جرس باب المنزل..هو من بين كل الناس رن جرس باب المنزل وكانه زائر عادي في زياره عمل عاديه وابتلعت رغبه في ضحكات هستيريه ولكنها بدلا من ذلك اخذت تركض عبر باب ودخلت المنزل واقفلت الباب وراءها ثم وقفت تستند اليه من الداخل ...ثم ماذا؟الامان الذي اقنعت نفسها به خلال الاربع والعشرين ساعه الماضيه كان وهما...زيف خطير..فالثعلب قد اشتم طريق فريسته..وما ستفعله الان لم يعد مهما
ورن جرس الباب
وقفز قلبها بشكل مبالغ وتقدمت نحو الباب وصاحت
-اذهب من هنا والتر1 او ساتصل بالشرطهw
-لن اذهب من هنا قبل ان اتحدث اليل اذا من الافضل ان تدعيني ادخل
-عد الى والدي وقل له انني لا اريد شئ يربطني به لا الان ولا الى الابد ودوغلاس هو ولدي ..وليس....
-انا لا اعمل لوالدك! تشارلز هو من يعمل له اما انا فلا...ادخليني..او ساحطم الباب
انت وتشارلز كلاكما تقبضان منه! ولست ادري من منكما اكره اكثر ولن ادع والدي يضع يده على دوغلاس..هل تسمع؟
انت مخطئه ! انا لست هنا لاخذ دوغلاس..ولم اقابل والدك...
-اوه بالتاكيد يا والتر..ولكنك مخطئ..لم اعد اصدق القصص الكاذبه
وساد صمت مشحون ثم قال والتر
-ساعد للعشره جاكلين..فاذا لم تفتحي....سادخل بالقوه
-الباب من خشب السنديان القوي وله قفل متين جدا...
وكما الفاره تتسمر امام نظره القط وقفت جاكلين مسمره وعينيها على الباب جزء من عقلها يصرخ بها ان تتصل بالشرطه والجزء الاخر يقول انه لا يعني ما يقوله ثم سمعت اصوات خربشه من الجانب الاخر للباب وامامرعبها بدات الاكره تستدير
والتفتت وراءها..هناك باب خلفي عند نهايه الردهه عبر الحائط القبو يقود الى الحديقه الخلفيه..لو انها فقط تعود الى الخارج فقد تتمكن من الخلاص فهي تعرف المنطقه كظهر يدها كل شجره..كل زقاقا ..كل شجره شائكه وكل وتد في الارض
وفتح الباب الامامي وبصرخه رعب رمت نفسها فوق السلم والظلام في القبو...وتذكرت ان اخر ثلاث سلمات خشيبه كانت ناقصه وهي تعرف مكانها..ولكن والتر لا يعرف
وقفزت عنها الى الارض وركضت نحو الباب الخلفي..وبرعب شديد سمعت والتر ينزل السلم خلفها... وامسكت اكره الباب..واصغت..وصرخ والتر بما يشبه الشخير وبدهشه خوف وقدمه تسعى لتصل الى شئ تستند اليه...ثم صاح صيحه الم وعبر العتمه شاهدته يقع وسمعت صوتا ممريعا لاصطدام اسه بالعمود الذي يستند سقف القبو..وهبط جسده الى الارض
وفي الصمت المخيف كانت تسمع فقط صوت تنفسها..وعلى الرغم من الرعب الذي احست به وهي تنزل السلم درجتين درجيتن الا ان ذلك لم يكن بذكر الرعبها الان..لقد قتلته..عي جاكلين ايفانز التي لم تكن تعرف معنى العنف في حياتها...مسئوله عن موت رجل!
وتقدمت ببطء منه ..ثم ركعت بقوبه ووضعت اصابعها على رسغ حيث النبض..وكتمت انفاسها ثم وقفت وهي تكاد تختنق بشهقه ذهول..انه حي..يجب ان تتصل بالبوليس الان
وبدا ضابط البوليس هادئا على الهاتف وكانه معتاد على تلقي الاخبار يوميا عن وجود رجال فاقدي الوعي في اقبيه منازل الناس واكد لها ان سياره دوريه وسياره اسعاف ستصل عندها خلال عشر دقائق واقفل الخط واضاءت النور في القبو ونزلت ببطء الى الاسفل
وجلست على عقبيها امامه تتمنى ان يتحرك ان يصل البوليس...يحدث اي شئ يخلصها من انقباض مشاعرها التي ظنت انها ستستمر معها الى الابد
ورن جرس الباب فوق وتسلقت السلم متعثره وفتحت الباب لتجد سياره البوليس متوقفه امام المنزل وسياره اسعاف تتبعها من بعيد..ورجلان يقفان مرتديان الثياب العسكريه الرسميه ,,وقادتهما الى الداخل وقدمت نفسها ثم قالت
-انه تحت..الدرجات الاخيره للسلم الخشبي مفقوده...وقع لقد اقتحم على الباب
ونظر احد الشرطيين الى القفل وقالw
-عمل محترف..لنلقي نظره
واسرع الشرطي بتفتيش جيوب والتر واخرج محفظه جلديه ..بحث في البطاقات داخلها واطلق صفره صغيره
-حسنا ياسيدتي..لقد قبضت على شخص مهم
-ما...ماذا تعني؟ -هل والتر مجرم؟ هل له صحيفه سوابق؟...لا..ليس والتر...ارجوك..لا ليس والتر...وقال الشرطي
-هذا الرجل هو ضابط ذو رتبه كبيره من البوليس الدولي
وفغرت جاكلين فمها
-اتعني انه بوليس؟
-بالتاكيد..لكن لماذا اقتحم عليك البيت؟
-لخطف ابني..
ولراحتها شاهدت ممرضا ينزل السلم وبيده محفه...ولكن لو ان والتر رجل بوليس..فلا يمكن ان يكون والدها قد استاجره..اليس كذلك؟ وتفحص المرض والتر فسالته
-كيف حاله ؟
فاقد الوعي...ولكن لا شئ خطير..ومع ذلك يجب
تصوير بالاشعه..اتريدين المجئ معنا في سياره الاسعاف يا انسه؟
فقال ضابط البوليس.-سناخذها معي..بعد ان تجيب على بعض الاسئله
بعد ان سردت بطء ما حصل معها خلال الثلاثه ايام الماضيه اقفل رجل البوليس دفتر ملاحظاته متعجبا...وكانه لم يصدقها وقال
-سوفنتاكد من هويه السيد شيرمان ثم نعود اليك انسه ايفانز...هل اخذك الى المستشفى
-ارجوك.com
وانتظرت في المستشفى الى ان وضع والتر في غرفه خاصه وقال لها الطبيب
-انه هنا للمراقبه الطبيه..ولا يجب ان تبقي عنده كثيرا
كان والتر ومستلقيا على ظهره وجهه شاحبا ابيض كبياض الشراشف وعيناه مغمضتان ...وكانهما منومه تنظر الى ما تفعله امراه اخرى..لحق نظرها باصابعها الى ان وصلت بنعومه الى خده ثم تحركت نحو شعره
وفتح عينيه محدقا مباشره الى عينيها وبسرعه امسك بمعصمها باصابع بارده كالاصفاد
-ماذا تفعلين؟ m
-ل ..لست ادري
-اتحاولين القضاء علي؟بعد ان فشلت لعبتك الذكيه على السلم؟
-بالطبع لا!كنت خائفه من ان اكون قتلتك
-صحيح؟
ومد يده الاخيره ليعبث بخصله من شعرها قرب خدها
العن اليوم الذي نعتك به بالغباء فانت بغباء الافعى السامه ومميته بنفس القدر
جاكلين كانت مستعده لتعتذر له عما فعلته به ولكنها ليست مستعده لان تتركه يتكبر عليها فقالت
-اول ان تنظر الى ماحدث من وجهه نظري والتر شيرمان رجل حجمه ضعفي حجمي يلاحقني ليومين ويقتحم على المنزل اتظن انه كان على ان ابتسم له
واصنع له فنجان شاي واسلمه ابني؟هذا مستحيل...
فصاح
-ولكنني لا اريد ابنك! الا ادخلت هذا الى راسك؟
-اذن ماذا تريد بحق الجحيم؟
ودخلت الممرضه من الباب بسرعه على صوتيهما وقالت جاكلين
-يجب ان اطلب منك الرحيل! فالمريض يجب ان لا يثور ابدا
فابتسم والتر للممرشه ابتسامه تذيب القلوب وقال
-كانت غلطتي..اتسمحي لها بالبقاء لدقائق فقط لو وعدتك ان لا اثور ثانيه؟
-حسن جدا...خمس دقائق فقطw
وتنهدت جاكلين
-يالهي...انت بالتاكيد تعرف كيف تستخدم سحرك اليس كذلك؟فلماذا لم تحاول هذا معي؟
وترك يدها واخذ يفرك لها معصمها بطريقه لم تستطيع تجاهلها ثم قال
-وجنتاك بلون قميصك الزهري...اهو قميص ابنك؟
لايبدو مناسبا للكبار
واشتد احمرار وجهها
-وجدوك تنزف على الارض وتبدو كالميت...والبوليس والاسعاف لم يتبادر لذهني ان اغير ملابسي
-انا سعيد لهذا
وافلتت يدها من يده برقه ثم لفت سترتها على جسدها وقالت اول شئ تبادر الى ذهنها
-هل انت حقا رجل بوليس؟ ضابط برتبه كبيره من البوليس الدولي؟
-اجل..لقد كنت خارج انكلترا لاخر اربع سنوات..والسلطات في لندن لم تفكر بعد ما تفعله بي...لذا لدي الوقت الكافي
-صحيح ان والدها يملك المال والسلطه الا انه لن يجرؤ على رشوه قوى البوليس .وقالت له
-اذن انت لا تقبض مالا من والدي؟
-لا..ارتبت فيكما معا...ولذا استخدمت اله الحراثه
-اه .اجل...كان تعريفا لي اله الحراثه في اوج عملها المثمر وكانت احد الاسباب التي دفعتني الى بابك اليوم..استحق الطرد من وظيفتي لوقوعي في فخ السلم دون حيطه
-وماهي الاسباب الاخرى لاقتحامك منزلي؟
-الم تخمني بعد؟w
وتحرك بسرعه ممسكا اياها من كوعيها مما افقدها توازنها فوقعت على صدره.. وقبلها
وسمعت جاكلين صوت الممرضه تصيح
-حقا ! انه امر شائن!
ورفع والتر راسه وترك جاكلين التي ترنحت قليلا لتقف على قدميها قرب السرير...ولو ان خداها كانا زهريين من قبل فقد اصبحا احمرين
قرمزيين لامعين الان..وتمتمت
-انا اسفه حقا يا انسه...كان يقبلني قبله الوداع لانه لن يراني ثانيه
-هه...السيد يعاني من حادثه ومن صميم عملي ان اتركه يرتاح وهذا ما يهمني..وكما توقعت..كان سريعا ولن اسمح بزيارات لك اليوم
وقالت جاكلين التي لم تحس بمثل هذا الابتهاج منذ اشهر
-وداعا والتر...جميل ان اعرفك...ولكن اقترح عليك ان تنظر اين تضع قدمك في المره القادمه
وغمزت له وتتسللت خارجه..ثم ذهبت الى منزلها




نهايه الفصل الثالث

زونار 16-09-09 07:47 PM

بدايه حب



على الرغم من توديع جاكلين لوالتر ، فقد كانت متأكده أنها ستراه ثانية . بل أنها أدركت عندما دخلت المنزل أنها ستتكدر كثيرا إذا لم تره مرة ثانية ...هذا اللغز لنفسك يا جاكلين .



والتر ، و الذي تعرف الآن أنها التقته بمحض الصدفة و ليس التصميم من أبيها ، يمكن أن يغير مجرى حياتها . لقد كان فظا معها . و لاحقها عبر ستة ساعات في طقس مثلج ، و بحث عنها ليومين كاملين ، ثم أخافها حتى الموت و مع ذلك فعندما عانقها ، اخترق كل دفاعاتها . حتى أنها لم تحاول أن تقاوم .




ولكن هذا التغير موجود في عقلها فقط ، و أحست بالخوف و بدأت تحضر صينية بطاطا مسلوقة مع اللحم في الفرن . وهذا العمل البسيط أراح أعصابها .. وبعد العشاء ستذهب إلى مارتا و اوليفر لطلب النصيحه .. ولا مانع من تأخر دوغلاس عن موعد نومه لأن الغد هو يوم سبت .



وهكذا وصلت عند السادسة و النصف مساء إلى منزل مارتا و اوليفر برادشو .. و أخذت بيت و كايت دوغلاس إلى غرفة الالعاب رأسا ليلعبوا بالكمبيوتر .. و جلس الراشدون الثلاثة في غرفة الجلوس المريحه بمدفأتها التي تعمل على الحطب . و سجادها السميك و صنع لها اوليفر شرابا ساخنا لمقاومه البرد ، فشرعت جاكلين تقص تفاصيل أحداث الثلاثة أيام الأخيرة ، و لم تترك شيئا سوى قبلات والتر لها . و تنهدت مارتا بعد انتهاء جاكلين من كلامها و قالت :



كم هذا رومانسي ... و علق أوليفر :



لست أرى في جرار الحراثة أمر رومانسي .. هل غازلك يا جاكلين ؟



لم أترك له الفرصة .



لا يبدو لي إنه من النوع الذي تمنعه الفرص .. وهل تظني أنه سيأتي إلى منزلك في الغد ؟



ربما . إذا كنت تعتقدي أن والدك نصف جاد ، عليك أن تسمحي لوالتر بالدخول . مشكلة والدك أن هناك الكثير ممن يخافون من نفوذه .. بما فيهم أنت .



أنا محقة في خوفي منه يا أوليفر ، فأنا أعرفه أكثر منك . أنت في السابعة و العشرين الآن . و لم تعودي صغيرة . وحان الوقت لأن تواجهيه . إستأجري أوليفر كحارس شخصي لك . وهذا الأمر سيوفر لك العديد من الفرص .فأجابته جاكلين ، أنت لا تساعدني بهذا القول .



أوكي ..هاتي ورقة يا مارتا و لنسجل ما نستطيع فعله . عندما غادرت منزلهما بعد ساعتين كانت تحمل لأئحه مكتوبه من الاقتراحات المفيدة . و أول ما أعطاه أوليفر الأولويه هو أن تخبر دوغلاس بكل شئ غدا السبت و ستخبره في الغد .



وما وصلت السيارة بها إلى المنزل حتى وجدت سيارة عنابية تقف بالقرب منه . وكشفت لها الاضواء الأمامية لسيارتها أن والتر كان خلف المقود .



و بقدر ما كانت لا تتوقع رؤيته بهذة السرعة ، بقدر ما أحست بخليط من المشاعر لا يمكن أن تصفها إلا بالغبطة . لقد عاد .. و لم يقبل بوداعها له . و قالت لدوغلاس بصراحه :



هذا الرجل التقيته عندما علقت في المدرسة بسسب الثلج .. إسمه والتر شيرمان و هو شرطي .. فلنذهب و نرى ما يريد .



و كانت تعرف بالضبط ماذا يريد ، و لكنها أبعدت تفكيرها عنه و تقدمت نحو سيارته .. فنزل منها و قال متذمرا :



كنت أنتظرك منذ أكثر من ساعة .



من الافضل أن ندخل ... هذا ولدي دوغلاس .

ومد دوغلاس يده ليصافح والتر وهو ينظر إلى الرباط الأبيض



ماذا حدث لرأسك ؟ لقد وقعت عن السلم .



و صافح يد دوغلاس فقال هذا :



لدينا ثلاثة درجات مهترئات من سلم قبونا ، فالأفضل أن تحذرها صحيح يجب علي هذا .



و أقفلت جاكلين الباب و قالت لدوغلاس :هيا إصعد إلى فوق و نظف أسنانك سأكون معك بعد دقائق لأتمنى لك ليلة سعيدة .



والتفت دوغلاس إلى والتر :



هل ساعدت أمي عندما علقت بالثلج ؟ألانك رجل بوليس ؟



فتدخلت جاكلين :



أجل لقد ساعدني .. و الآن إذهب إلى غرفتك .



و أسرع دوغلاس يصعد السلم درجتين معا . والتفت والتر إلى جاكلين .



لقد أمضيت جزءا كبيرا من حياتي المهنيه في تقييم الناس .. وكانت حياتي أحيانا تتعلق بهذا التقييم .. و لكن أنت جاكلين .. ليس لدي أي فكرة عنك ... كل تدريبي و خبرتي تطير من النافذة عندما أكون على بعد خمسة عشر مترا منك .
و لم يبدو ودودا "، فتلاشت ابتسامتها و أشارت إلى باب غرفة الجلوس :



الافضل أن تجلس قبل أن تقع ... و كرجل بوليس كان عليك أن لا تقود سيارتك و أنت بهذة الحالة . و تقدمها إلى غرفة الجلوس ، و هو يقول بنفاذ صبر :



أنا بخير . إجلس .



و غرق والتر في أقرب كرسي له . فقالت له بقساوة :



أعتقد أنك حجزت غرفة في الفندق ؟



لا .. لقد جئت هنا لأحميك .



وابتسمت لنفسها ساخرة ، كم سيكون اوليفر مسرورا من تقييمه الصحيح . و قالت له :



إذن أنت تنوي أن تسكن هنا ؟ و هل كنت تنوي طلب هذا غير الأذن أم أن هذا غير وارد في قاموسك ؟



وقال لها بصراحه :



استطيع التعرف إلى الخوف عندما أراه ... و أنت إمرأة مرعوبة .



ولا يعجبني ما تفعلينه بوالدك . و لكنني لا أحب تشالز . لذا فأنت ملزمة بي في الوقت الحاضر . إلى أن أعرف ماذا يجري – ماذا تعني بما أفعله بوالدي ..؟



و سمعت صوت دوغلاس يناديها :



- ماما .. أنا جاهز للنوم .



فقالت لوالتر :



- لم أخبر دوغلاس بعد عن والدي أو تشارلز .. ولا أريدك أنت أن تقول شيئا .



ووقف على قدميه ، لا يبعد سوى إنشات عنها و قال بغضب :



- أنا واثق من هذا .



و لم تفهم ماذا يعني . فاستدارت لتخرج من الغرفة .. و لحق بها . فقالت جاهدة لأن تبدو مرحة .



- لقد غير آل باكستر موديل السقيفة لتصبح غرفة لدوغلاس . أليست جميلة ؟



- باكستر ؟



- إنهم مالكوا المنزل . ألا تملكينه أنت ؟



- أتمزح .. أنا محظوظة لمجردتحمل إيجاره .



و قال دوغلاس :



- إنهم يعيشون في أستراليا طوال الشتاء . و أمي تعتني بالمنزل . تعال لأريك نماذج صواريخي .



و قالت جاكلين :



- انتبه لرأسك والتر .. الغرفة لم تصنع لرجل يفوق المتر و ثمانين .

بعد قليل تمنى و التر للصبي ليلة سعيدة .. و عانقته أمه و همست له :


- نم جيدا .. أحبك .



- و أنا أحبك أمي .. تصبحين على خير .



و لحقت بوالتر إلى حجرة الجلوس ، و هاجمته بالقول :



- لدي سؤال .. كيف وجدت مكان سكني ؟



- من لوحة سيارتك ... وصلت إلى العنوان عبر الملفات .



- اوه .. وهل يستطيع تشارلز فعل هذا ؟



- لا و لكنه سيجدك عاجلا أو آجلا . فمن الصعب في مكان صغير كهذة المنطقة أن تبقي مختبئة .



وقالت له بصراحه :



- أحتاج لمساعدتك والتر . والدي يريد أخذ دوغلاس و لن تهمه الوسيلة .. هل بإمكاني إستئجار خدماتك ، ولو لبضعة أيام ، كي تراقب دوغلاس ؟



و لم يظهر على وجهه أي إنطباع .. ثم قال بهدوء :



- لدي إجازة لمدة شهر .. و ليس عليك أن تدفعي لي .



- الأفضل أن أدفع... فهذا إتفاق عمل .



- بالنسبة لك ، وربما ... و سأبقى .. مع إنه ليس ضروريا أن يكون بقائي للأسباب التي قد تفكرين بها .



- لا أريد معرفة دوافعك ، و تقدم خطوة منها :



- آه ألا تعرفين ؟



و أمسك بكتفيها و أحنى رأسه ليقبلها ، و كان بإمكانها تجنبه أو دفعه عنها .. ولكنها وقفت دون حراك وهي تحس بدفء يديه على كتفيها ....



و الرغبة في شفتيه . و بتجاوبها المجنون . ولم تستطيع إخفاء هذا التجاوب . بل إقتربت منه أكثر لتعانقه .و تلاشى الزمن .. تلاشت الافكار .. و غرقت في الحلاوة .. في فوران دمها الحار . و الرغبة الحمراء الجامحه التي طالما كبحتها . و نسيت جرحه فمدت يدها على رأسه . و أحست بالالم يجتاحه .. فتراجعت و هي تقول برعب :



- و التر . أنا آسفة .. فسألها بخشونه :



- هل تنسين نفسك هكذا دائما ؟



و أحست كأنما صفعها .. فقالت :



- لقد نسيت نفسي مرة .. و كانت النتيجة دوغلاس .. مع أنني بصراحة لا أذكر أن رغبتي بكارل تماثل رغبتي بك .



بدا مأخوذا بما قالته للحظات ، ثم و كأن شخصا آخر تولى زمام أمره .. فقال بعبوس :



- و هل تتوقعي أن أصدق هذا ؟



- أحب أن تصدقني ...فالأمر صحيح.



ومرر أصبعه على وجهها :



- إذن كارل هو والد دوغلاس ؟ لماذا تركتيه ؟ ألم يكن ثريا مثل والدك ؟



و ضربت له يده لتبعدها عنها ، و أجابت بغضب :
- لست مضطرة لأتحمل مثل هذا الكلام . إذا كنت لا أعجبك فلماذا تتقرب مني و كأنني آخر إمرأة على هذة الأرض ؟ و لماذا أزعجت نفسك في ملاحقتي إلى هنا .



- لو كنت أعرف الجواب .. لما كنت هنا على الارجح !



دعني أوضح لك شيئا . أنا لا أبحث عن أب لدوغلاس فحياتي كما هي تعجبني و إذا كنت تظن أنك ستحصل على علاقة غرامية عابرة و دافئة معي مقابل حراستك لدوغلاس فأنت مخطئ ! فهذا ليس ضمن شروط اللعبة فلا أريد علاقة .. فثمنها مرتفع لذا ، إذا كنت هنا لهذا السبب فلديك الفرصة الآن للذهاب .



و أعاد سؤاله لها بكل برود :



- لماذا تركتي زوجك يا جاكلين ؟



و كانت متكدرة جدا لأنها لا تقول سوى الحقيقة :



لأنه ضحك على عندما قلت له أنني حامل .. وهذا سبب وجيه .. ألا تظن ذلك ؟



و صمت بضع لحظات ثم رفع حاجبه :



هل هذا صحيح ؟ ربما كان خائفا من طباعك الشرسة ... كم من وقت يراه دوغلاس ؟



لقد أوضح كارل إنه لا يريد في أي وقت من الاوقات أن يرى الطفل الذي هو مسؤول عنه بنسبة خمسين في المئة .. و لكنه لم يتنازل لرؤيته .



و أحست بالغصة في حلقها . فهزت كتفيها و تابعت :



لقد انتهى الامر الآن .. هل ستبقى أم سترحل ؟



- بل سأبقى ..أنت لغز أكثر من تسعين بالمئة من القضايا التي عملت بها .



وقالت له بارتياح ظاهر :



- ليس لدي غرفة نوم إضافية .. و لكن الإريكه هنا كالفراش . و سأعدها لك .. و أحضر لك بعض المناشف . هل لديك حقيبة ؟



في السيارة . سأحضرها لك .. ولا تجادليني . أنت إمرأة قوية الإرادة !



بينما أنت لست مستعدا على تلقي الاوامر من أحد ،فما بالك من إمرأة .



و كبحت جاكلين ضحكة كادت تفلت منها و غادرت الغرفة مغلقة الباب وراءها . لقد دعت أكثر من حارس لدوغلاس إلى بيتها . و لكنها لم تعد في التاسعة عشرة من إنها إمرأة ناضجه الآن ، و قادرة على إبقاء والتر شيرمان عند حده . و سيبقى حيث هو .. في غرفته .. في فراشه . و هي ستبقى في غرفتها .



عندما استفاقت في الصباح التالي عند التاسعة ، دخلت إلى الحمام لتأخذ دوشا .. و اول ما صدمها هو عطر والتر لما بعد الحلاقة ..مما جعل ما تبقى من غشاوة النوم يطير من عينيها . وهكذا لم تندهش عندما دخلت المطبخ ، أن تراه جالسا قرب النافذة يقرأ الصحيفة . وبدا و كانه في منزله مرتاح جدا . وكان دوغلاس يجلس إلى المائدة يتناول طعامه ، و بفم ملئ بالكورن فلكس صاح :



صباح الخير أمي . ورفع والتر رأسه عن الجريدة :



- صباح الخير .. لقد صنعت القهوة . وعاد ليقرأ الجريدة وخرج الثلاثة إلى البلدة للتسوق .. ثم عادوا إلى المنزل .. و ذهب دوغلاس رأسا إلى غرفة الجلوس ليشاهد برنامجه المفضل على التلفزيون . و بدأت جاكلين تضع الخضروات في المغسلة لتنظيفها متمنية لو ان لوالتر شئ من الاهتمام بالتلفزيون .. وقال والتر :



- أرخي أعصابك يا جاكلين . فقالت له بصدق :



- لست معتادة أن يكون أحد معي سوى دوغلاس .



- سأبقى هنا شهرا ، و الأفضل أن تعتادي على وجودي .



شهر بدا و كأنه الأبد . حكم مؤبد .و أحست بكل جارحه من جسدها بوجوده قربها . فكرهت نفسها لهذا .. و قالت :



- أترغب في المعكرونه أم باللحمة مع الخضار ؟



- المعكرونة .. هل أحضر لك البطاطا ؟



- أنت تتصرف كزوج و ليس كحارس لولد .



و ندمت على ما قالته .. فقد أجابها :



- كنت يوما الاثنين معا . سكين الخضروات بحاجه للشحذ .



- هناك حجر للشحذ في الجارور قرب الفرن .. الا زلت متزوجا ؟



- بل مطلق ..منذ خمس سنوات هل لديك بعض الزيت ؟


ومدت يدها إلى خزانة تحت المغسلة و أعطته علبة الزيت :



- ألم يعجبها كونك شرطي ؟



- لا تتطفلي كثيرا .



- و لكنك انت من فتحت الموضوع .. هل هي السبب في كرهك للنساء ؟



- أنت تقومين بعدة إفتراضات في وقت واحد . و لست انوي أن نبدأ معركة و دوغلاس في الغرفة المجاورة .



و شغلت جاكلين نفسها بتحضير الطعام . وحاولت المحافظة على صمت مشرف فهي قد نسيت أن المكان صغير .. و هو لم يمضي عليه هنا سوى أقل من أربع و عشرين ساعة. و تساءلت فيما بعد بمزيج من السرور و السخط ووالتر يسألها عن كمية المعكرونة و عن كمية البطاطا و يشغل نفسه بشحذ ما تبقى من السكاكين .. هل هكذا يتصرف الأزواج ؟
ما تعرفة جيدا ، أن والدتها لم ترفع صوتها يوما بوالدها .. و لكنها ماتت و جاكلين في السابعة من عمرها ، فكيف يمكنها أن تعرف شيئا عن حياة المتزوجين ؟ وهي لم تكن تتوقع أبدا أن ترى نفسها متزوجة !



لقد برد اللحم يا جاكلين .



و نظرت إليه و كأنها تراه لأول مرة :



- أظن أن على الزوجين الكفاح لأجل نجاح زواجهما ما رأيك ؟



و نظر إليها بدهشة :



هناك أمر واحد فيك .. لن اعرف أبدا ما ستقولينه مسبقا . لقد كنت أتوقع درسا عن الخضروات ، و ليس عن الزواج .. و أنا لا يمكنك سؤالي ، لأن زوجتي هجرتني .



و أحذ منها وعاء الطبخ ليسكب ماءه الساخن في المغسلة ، و انتشر البخار في الجو و على النافذة ...أراهن أنك لم تقل لأحد أبدا كيف تشعر حيال ذلك . فقال لها متجهما :



أفضل أن تستدعي دوغلاس .. أليس كذلك ؟ فقد جهز العشاء .و كانت الوجبة لذيذة وبعد غسل الصحون ، لعبوا الورق على طاولة المطبخ .. و ضحكوا كثيرا و عندما نظرت أخيرا إلى ساعتها صاحت :



يا إلهي ، الساعة التاسعة و النصف .. حان وقت النوم يا دوغلاس .



دور آخر يا أمي ..إنه متقدم على .



دور واحد فقط .



وركز دوغلاس على لعب الورق و فاز بالدور هازما والتر الذي أخذ يضحك ويفرك شعر دوغلاس .. ثم توقف فجأة و جمدت يده وعلى وجهه مسحة ألم شديد ، لم يلاحظها دوغلاس المستغرق في جمع الورق. ولاحظت جاكلين هذا فأدارت وجهها ، فمهما كانت مشاعر والتر فهي تدرك بأنها خاصة جدا .



بعد ربع ساعة ، و بعد أن وضعت جاكلين ابنها في الفراش . دخلت غرفة الجلوس مع والتر.. و جلست على مقعد قديم مرتفع الظهر .. و بادرها و التر بهدوء :



- أظن أن هناك فرصا كبيرة لدوغلاس في إقامته مع جده .. أفضل أنواع التعليم يمكن للمال أن يوفرها .. فرصة للسفر ...



ولكني لست موافقة .



لماذا جاكلين ؟



لأنني لا أريد أن يمر ابني بنفس التربية التي مررت بها !



آه ..الآن قد توصلت إلى صلب الموضوع .. أنت تكرهين والدك .. أليس كذلك ؟



أنا أكره بعض تصرفاته .. فهو لا يحب دوغلاس .

ولكنك لم تمنحيه الفرصة .


إلى ماذا تريد أن تصل يا والتر؟



لتنظر إلى الأمور من وجهه نظر مختلفة .أيمكن لنا هذا ؟ بدافع الانتقام أبعدت دوغلاس عن جده منذ ولادته .. و بعد موت شقيقك أصبحت في وضع للتفاوض و إذا أراد والدك رؤية حفيده يجب أن يتم هذا عبرك ...و سوف يضطر للدفع رغما عن أنفه .. و لهذا السبب كنت خائفة .. خائفة أن يكون والدك قد أتبعك بشخص ما و سيجد أين تسكنين .. و لو استطاع والدك أن يتوصل لرؤية حفيده ساعة يشاء ، فلن تستفيدي أنت بشئ أليس كذلك ؟ فالطبع إذن عليك إخفاء ابنك عن عين جده .



و تنفست نفسا عميقا... و قالت بصوت متهدج :



أنت لا تصدق هذا الكلام حقا .



والدك رجل غني .. وواضح أنك خالية الوفاض .



وردت عليه بكبرياء :



بل لدي الكثير . لدي ابني الذي يحبني و أحبه .. و لدي أصدقاء طيبون و عمل أتمتع به . و أنا محظوظة لوجود هذا المكان الجميل لأعيش فيه . و هذة هي الأمور المهمة ، و ليس مال والدي .



فوقف والتر .. و سار نحوها و عيناه مثبتتان عليها .



كم هذا ذكاء منك ، هل تقولين أنك لم تتوقي أبدا لقسم من ثروة والدك ؟



لا .أنا لم أقل هذا ! مر على أوقات احتجت فيها للمال و لكنني لم أطلب منه .. و لن يفعل هذا لقاء أي شئ . و إذا قال أنني فعلت فهو مخطئ .



أنا لم ألتق بوالدك .. قلتها مرارا .. تشارلز هو من أبلغني هذة التفاصيل ، و اللعبة التي تلعبينها .



وهل قال لك هذا عندما علقتما وراء التراكتور كم كان المكان مثاليا .. و إخترت أن تصدق مأجورا بدلا مني ؟



لقد صدقت وجهه النظر المعقولة .



و لماذا تبعتني إذا ، طالما أنا في نظرك دون مبادئ ؟.



و أمسكها بذراعها :



منذ خمس سنوات لطلاقي .. أنت المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تؤثر بي .. و افهمي ما شئت من هذا .



أنت لن تكون ضابط بوليس محترم لو سمحت لغريزتك أن تقودك حيث تشاء .



اوه . أنت لست السبب الوحيد لوجودي هنا .. فهناك أطراف أخرى في اللعبة . هل نسيت دوغلاس .. أنا هنا لأحمي دوغلاس من كليكما .



الأفضل لك أن تتوظف للعناية بولدك !



و غادر اللون وجهه .. وقال هامسا :



كيف عرفت بأمر ابني ؟



لو أنها لم تشاهد في حياتها الألم الصرف الفج على وجهه إنسان ، فقد رأته الآن . و هي المتسببة فيه . فأسرعت تقول متلعثمة :



أنا آسفة ما كان يجب أن أقول هذا .. ولكن ابني من شأني لوحدي ..ولا شأن لك به . لقد اعتنيت به لسبعة سنين لوحدي و لا أريد المساعدة من شخص يكرهني . و كما كان بإمكاني الإستعانه بخدماتك يمكنني الاستغناء عنها و هذا ما سأفعله في الحال . اريدك أن تذهب من هنا في الغد . يمكنك وداع دوغلاس في الصباح ثم تغادر المنزل .لا بل ستفعل ما أقوله ! هذا بيتي ، و أنا من يقرر من يدخل إليه و من يبقى فيه .



ليس في هذا الظرف يا جاكلين .. أنا هنا و سأبقى هنا .



و تمادى غضبها إلى أبعد حد فقالت بخشونه :



سأجبرك على ترك المنزل .
فرد عليها بلطف :



كيف ؟ لا يمكنك الإتصال بالبوليس .. و لو أنك خائفة حقا من أن يخطف دوغلاس لكان عليك التوسل إلى للبقاء..



إنه على حق .. إنها خائفة .. و مع كل وجهات نظره ذات الاتجاه الواحد ، فهو لن يسمح لأحد أن يأخذ ولدها منها غصبا .



إذن .. عدني بشئ .أقسم لي أن لا تأخذ دوغلاس إلى جده .. و أن لا تتصل بتشارلز .



لفترة شهر أقسم أن لا أفعل .. و ما عدا هذا لن أقسم على شئ . و أحست بالراحه ، فقد ربحت شهرا من الأمان . فقالت له شكرا لك .



وهز لها رأسه باقتضاب .. و مرت من أمامه ، لتخرج إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها . ووقفت أمام النافذة تحدق بنهر السين يتلألأ تحت ضوء القمر الفضى . ففي الدقائق الأخيرة التي مرت ، عرفت ماذا تريد خلال الشهر القادم . إنها تريد أن يؤمن بها والتر .. و أن ينظر إليها كما هي حقيقة .



في الصباح .. سارعت إلى صنع فطار من العجة و الفطائر المقلية ، ثم اختفت في غرفتها لتقرأ .. بينما جلس دوغلاس ينهي فروضه .



و بعد غداء متأخر ، خرجت مع ابنها للنزهة قرب النهر و ليتفرجا على طيور البط تسبح في دوائر .. و هما يسيران قالت له و هي تكره ما تقول :



دوغلاس هناك شئ يجب أن أقوله لك . الأمر هو عن جدك . و أخذت تنتقي كلماتها بدقة لتصف له ما جرى بينها و بين والدها و لتصف له تشارلز و أنهت بالقول :



لذا لا أريدك أت تتحدث إلى أي غريب ، ولا أن تركب في سيارة أحد .. أوكي ؟ ووالتر هنا ليراقبك و يحميك .



مثل رجال الأمن الذين يحمون رئيسة الوزراء تاتشر ؟ هل معه مسدس ؟ .



أتمنى أن لا يكون معه ، ساسأله ..واو .. هذا أمر عظيم !



و لكن لا تخبر أحدا في المدرسة .و لا كايت ؟



ولا كايت .. والتر أمام الجميع مجرد صديق يزورنا .أوه لقد اعتقدت أنه صديقك .. و إنكما يمكن أن تتزوجا .

زونار 16-09-09 07:48 PM

لا يا حبيبي.



و عادا إلى المنزل .. سيارة و التر كانت في الكاراج و كان يشتغل بشئ ما في المحرك .. فسارع دوغلاس لينضم إليه و سمعته يقول له :



لقد أخبرتني أمي أنك حارسي الشخصي مثل الملكة أو رئيس الجمهورية . فهل لديك مسدس ؟



و لم تنتظر لسماع الرد ، فدخلت إلى المنزل . دوغلاس لم يكن قد أثار من قبل إمكانية زواجها ، أو إنه يفتقد تلك الحياة العائلية الكاملة التي يعيشها أصدقاءه .. و أحست بالغضب تجاه والدها . فبسببه كان وجود والتر ضروريا . وجود والتر مجرد وجوده هنا سيأتي بالتغيير .. و هذا ما هي واثقة منه .




انتهى الفصل الرابع .

زونار 16-09-09 07:50 PM


غريب في المنزل



تلك الليلة تلقي الثلاثة دعوة للعشاء عند مارتا وأوليفر. وأخذت جاكلين معها نبتة جميلة من المشتل كهدية.


- شكرا لك جاكلين حبيبتي وأنت لابد أن تكون والتر.. ولكن جاكلين لم تقل لي أنك فاتن كيف حالك؟


فقال لها زوجها ممازحاً:


- أحسني التصرف يا مارتا.


وهز يد والتر مقدما نفسه:


- أوليفر باكستر..سعيد لمقابلتك...تفضل.. سأحظر لك كأس شراب.


ونظر إلي جاكلين ثم قبلها:


- أنيقة كما أنت دائما , ضحكت جاكلين لوالتر:


- اخصم نصف ما يقوله.. وقابل تملقه باحترام.


ووضعت يدها في ذراعه وهما يدخلان في دفء المنزل المريح وقالت:


- علي الرغم مما قلته, فهما أفضل أصدقائي .. وهما من دبر لي الإقامة في منزلي الحالي, ولهذا لوحده سأبقي ممتنة لهما.


والتفتت مارتا إلي والتر وقالت:


- أتمني أن تحب الطعام الحار يا والتر..


- لقد أمضيت أربع سنين في الشرق, تعلمت خلالها شيئين أن آكل الفلفل حتى يحترق سقف حلقي, وأن لا أسأل عن نوع الحيوان الذي أتناول لحمه.


فضحك أوليفر:


- لو كنت أعلم هذا لأخذت حريتي في الطبخ أكثر... مارتا لا تسمح لي في أن أتمادى في استخدام "الحر" عندما يكون لدينا ضيوف لا تعرفهم... في أي منطقة كنت؟


وروى والتر بعض تجاربه في الفلبين واندونيسيا, بعدها روت مارتا مغامرة يقف لها الشعر عن أيام سفرها (أوتوا ستوب) في إيران، وأحست جاكلين بالسعادة؟


فوالتر توالف مع أصدقائها بروعة, ويبدو عليه أنه متمتع, وكيف لا؟ وتلك كانت أمسية من الأمسيات الحميمة التي يشعر فيها الإنسان بالسعادة رغما عنه.


وكان الأطفال قد ناموا ساعة انتهت السهرة فاقترحت مارتا أن يبقي دوغلاس عندها, وهذا ما يترك جاكلين ووالتر وحدهما في المنزل . وبكل حذر, ودون أن تنظر إليه قالت:


- لم يأتي معه بوظائفه, وإذا لم يقدم واجب اللغة غدا سيقع في مشكلة مع معلمته.


- في وقت آخر إذن, أيمكنك حمله وهو نائم يا والتر؟


- بالطبع..سأذهب أولا لإدارة السيارة وتدفئتها.


وعندما عاد وهو ينفخ في أصابعه طلبا للدفء, قادته جاكلين إلي غرفة الأطفال وهمست له:


- وسوف تلف البطانية من حوله.


وانحنى والتر يجمع الطفل في حضنه, بينما لفت جاكلين أطراف البطانية حول أطراف دوغلاس.. وتمتم الصبي بشيء, ثم دفن رأسه في صدر والتر, وللحظة, بدا علي والتر وكأن شخص قد طعنه بسكين, وعلقت أنفاس جاكلين في حلقها, ولكن قبل أن تتمكن من قول أي شيء تغير وجهه وعاد إلي طبيعته الجامدة.


ووصلا إلي المنزل وهما صامتان .. ونزل والتر من السيارة واستدار إلي حيث تجلس جاكلين حاضنة الطفل وقال باختصار:


- سأحمله إلي فوق.


وسارعت جاكلين لتنظف السرير من الدفاتر والكتب, وسحبت الغطاء, فألقاه والتر من علي كتفه وغطته جاكلين .. ومع أن نصف ابتسامة كانت ترتسم علي شفتي والتر إلا أن الألم كان يملأ عينيه .. وابتعدت جاكلين عن السرير وقالت له هامسة:


- لا بد أنك تفتقد ابنك.


ردة فعله كانت عنيفة, فقد غرز أصابعه في كتفها .. وجرها إلي الخارج .. ونزولا علي السلم ثم أدارها إليه في الردهة لتواجهه:


- كم من مرة أنا بحاجة لأقول لك أن تبتعدي عن ذكر حياتي الخاصة؟

وبدا تماما مثل والدها منذ ثمانية سنوات عندما أخبرته أنها حامل.. وتريد ترك زوجها. ولكن والتر ليس والدها... وثبتت قدميها جيدا في السجادة ورفعت كتفيها بكبرياء:
- اللعنة علي حياتك الخاصة! ما أنت خائف منه أن تكون من البشر, لك مشاعر وندم وألم.. أنت مثال الرجل المتكبر! النوع الذي تعجب به صناعة السينما.. الكتوم الذي يعاني بصمت نبيل.. أنت لست بشرا بالمرة يا والتر شيرمان..أنت "روبوت"!
وساد صمت مميت, وأخذت كلماتها ترن في إذنيها, وأحست بالخوف من مجرد قدرتها علي التلفظ بها, والتصق بها والتر قائلاً:
- وهل هذا صحيح؟ ما رأيك بهذا إذن؟
وعرفت علي الفور ماذا سيفعل, وعرفت أكثر أن هذا فظاً.. فقد حدث ما يكفي بينهما. وبمهارة مسرحية أدارت عينيها.. ورمت برأسها إلي الأمام, ةارتخت أطرافها كما كان دوغلاس مرتخيا بين ذراعيه.
وببطء, وعلي الرغم من صغر حجم جسدها, وضعها متثاقلا علي الأرض. واستلقت دون حراك.. وقال لها بخشونة:
- حسن جدا جاكلين .. لقد فزت بهدفك... بإمكانك النهوض اللأن.
فاختلست نظرة إليه عبر رموشها.. وقالت له بلهجة متجرحة:
- أتعني أنني لم أخدعك؟
- معظم رجال البوليس يتدربون علي معرفة الإغماء الحقيقي من المزيف.
ولكنني حصلت علي الجائزة الثانية في التمثيل في المدرسة.
- أصدقك.. وسأتخلى عن بعض كبريائي لأقول لك أنني أتمنى من الله أن أستطيع التمييز بين تمثيلك وحقيقتك.
- أتظن أنني أمثل طوال الوقت؟ لم أحتج إلي التمثيل منذ غادرت منزل والدي.. غريب لم أدرك هذا من قبل.
وقال لها بصوت لاذع كالسوط:
- لا... أنت لست هكذا, بالعاطفة الوحيدة التي حصلت عليها منه كانت الغضب فقط.. وحصلت علي الغضب منك أيضا... ولكنني أري الألم والضحك واللطف أيضاً, ولكن كل هذا أصابه الصدأ لعدم الاستعمال... هذا كل شيء!
- وأنت تلاقي صعوبة ألآن في إعادة استعمالهم.
- أنت تخلطين في تحليلاتك.
وأمسك بيدها, ونظر إليها وكأنه لم يشاهد يد امرأة من قبل, وأخذ يمرر إصبعه علي خطوط راحتها ثم أخذ يعبث بأصابعها, الخالية من الخواتم وأمسكت بأنفاسها, فاللإحتكاك كان ينتشر من يدها إلي كل جسدها موجة إثر مودة مليئة بالألوان وكأنها البحر اللإستوائي, فهذا هو ما ترغب به, وليس العناق ولا القبل, المليئة أحيانا بالغضب , وأخذ ذلك البحر اللإستوائي الملون يغريها.. يغريها لأن تغرق في أعماقه المجهولة المشحونة بالإثارة وأحست بالدوار, وكأنها لم يعد لها عظام.
ورفع رأسه, وعيناه كجمرتين ملتهبتين.. ولاحظت أنه يجاهد كي يجد صوته:
- أنت تريديني بالقدر الذي أريدك فيه.. أليس كذلك؟
- وهل تشك في هذا ؟
لقد شككت .. فأنت دائما تصرخين في وجهي.
- للتصعيد فقط.
- آه.. لكن لا يجب أن نفعل هذا.. فما بيننا هو اتفاق عمل..أنت استأجرتني.. أتذكرين؟
- كحرس شخصي.
- ولكن ليس من عملي أن أحرس جسدك.. بل أريد امتلاكه وأضع بصمتي عليه, وأعرف كل أسراره.
- لا يا والتر.. فأنا لم أعرف رجلاً منذ والد دوغلاس.. ثمانية سنوات, هذا صحيح؟
- لماذا ملت إلي إذن؟
- لست ادري.
فضحك:
- هذا يرضي غروري...
بعد لحظة صمت همست له:
- لقد ابتعدت.. أين أنت يا والتر.. ماذا حدث؟
- لست أدري أين أنا, وأنا معك, كلما ظننت أنني عرفتك, ترسليني غلي المجاهل ثانية...ثمانية سنوات؟...
- عندي طفل أربيه, وأنا أبقي سقفا فوق رأسينا ومالاً أكسبه ولم يكن لدي الوقت, ولا الطاقة, لأفكر بشيء آخر! علي كل الرجال الذين عرفتهم كانوا والدي الذي لم يحب أحدا في حياته, وشقيقي الذي كان نسخة طبق الأصل عن والده. وكارل الذي هجرني وطفلي دون أن يفكر بمصيرنا. فلماذا أرغب في رجل بعدهم؟



- أنا لا أحب النساء وأنتي لا تحبين الرجال...فلماذا إذن نتغازل علي سجادة الردهة عند الثالثة صباحاً؟.



- قل لي أنت لماذا.



ولكزها علي ذقنها بقبضة يده:



- أذهبي إلي الفراش جاكلين، وإلا ستكونين نكده الطباع في الصباح أكثر من عادتك.



- لا تأمرني؟



- كم أنت قطة متوحشة تحت مظهرك الخارجي اللطيف..تصبحين علي خير..وأحلاما سعيدة.



كان يضحك منها.. وأحست باللاحباط, وعواطفها تصطدم بالواقع كما الأمواج علي الصخرة. وذهبت إلي النوم.



صباح الاثنين...



صباح الاثنين لم يكن يجب أن يخترع.. هكذا فكرت جاكلين وقد همت برمي ساعة المنبه علي الأرض.. ولفت علي جسدها روب النوم, ثم توجهت إلي الحمام.



عندما توجهت إلي غرفة الجلوس.. كان بابها مفتوحا ووالتر علي الأرض يقوم بتمارين رياضية, ظهره مستقيم, يدفع جسده إلي فوق ثم إلي تحت وعضلات كتفيه بارزة.



- أنت مولع بتعذيب نفسك والتر شيرمان.



فنظر إليها من فوق كتفيه دون أن يتوقف.



- وهل ارتديت ملابسك بهذه السرعة؟



- طالما أصبحت تسكن هنا علي أن أشتري روب منزل.



- كنت أظن أن الروب المنزلي جزء من خزانة ملابس أي سيدة..



وتوقف, ثم وقف علي قدميه, ومسح العرق عن جبينه بذراعه وهو يقفز في مكانه.



- إنه يوم جميل.
الشمس مشرقة والسماء زرقاء..لماذا ل تملكين روب منزل؟ مع أنك فاتنة كما أنت الآن.-



- كل ما استطيع شراءه غير جميل أو لا يناسبني.. أريد شيء غريب الطراز في المنزل.. قفطان مزخرف أو ساري من الحرير.



- أتعتقدين أن القفطان يجعلك تقفزين في الصباح من الفراش مليئة بالحيوية؟



- لا أستطيع ضمان هذا.. صباح الاثنين أسوأ وقت في كل الأسبوع.



- ربما نستطيع تحسينه.



- وماذا تقترح؟



- ما رأيك شيء حميم ؟ وخطا نحوها وهو يبتسم, ثم انحنى عليها ليقبلها, مبقيا علي يديه إلي جانبيه ولم يتحرك ليلغي المسافة بينهما, ثم ابتعد عنها.. ففتحت عينيها مندوخة, فسمعته يقول:



- هل يحسن هذا توقعاتك لصباح الاثنين؟



- بما لا حدود له.



ونظر إلي وجهها المتورد وشعرها المضموم:



- لم تعودي تبدين نكده.



- أوه, بل أشعر بالنكد. إذ بدلا من أن أفعل ما أرغب به الآن. علي أن أوقظ دوغلاس وأذهب إلي عملي.



- وهل أعتبر هذا إطراء لي؟



- سأسحب أي شكوى تقدمت بها حول تقنياتك.



ونفخ عضلاته ساخراً:



- لم تر شيئا مني يا طفلتي بعد. فضحكت بجذل:



- إنها نظرة جديدة بالكامل لأول يوم في الأسبوع, وحتى قبل الإفطار.



وعملت في محل الأزياء طوال اليوم, وفي المساء ساعدت دوغلاس في صراعه مع تأليف فقرة إنشاء عن الديناصور.. وفي اليوم التالي عملت في المشتل.. وخرج والتر طوال النهار وعاد في الوقت الذي عاد فيه دوغلاس من المدرسة. وقالت لدوغلاس بعد عشاء مبكر:



- أتحب الذهاب إلي مزرعة بيترز.. كلبته ولدت جروين صغيرين.



- أجل .. الآن؟



- سأتصل به لأرى إذا كان في المنزل.



وجاء صوت بيتر علي الهاتف ليؤكد أنه بانتظارهما.. والتفتت إلي والتر الذي مر عليه يومان دون أن يتقرب منها:



- بيتر هو مالك آلة الحرث .. وربما لا تريد القدوم معنا.



- سآخذ كما بسيارتي.



- فلنذهب إذن.


في الزريبة حيث وجد دوغلاس سعادته في التفرج علي الأبقار, والعجول الصغيرة, ثم ليلعب مع الجراء الوليدة.. بعدها اكتشف وجود دزينتين من الصيصان يختبئون تحت مصباح كهربائي لأشعة ما تحت الحمراء في احد الحظائر, ريشها أصفر وأحمر.


وقال بيتر لجاكلين:


- سعيد لأنك توافقت مع والتر..أنت بحاجة لرجل.. كل النساء هكذا.


- كلام هراء.. أنتم الرجال لستم "لا غني عنكم" كما تظنون أنفسكم.


- هذا ليس صحيحا .. فأنت تربين ولداً لوحدك.


- إنها تقوم بعمل رائع يا بيتر.. أخبرني ما هو مدخولك الشهري من الحلب؟


ونجح هذا في تغيير مجرى الحديث, فبيتر مولع بأبقاره الحلوب. ويحب البحث في أمور الحلب ومشتقاته طالما وجد مستمعا, وبعد نصف ساعة ذهبوا إلي منزل بيتر لتناول الشاي ثم عادوا إلي المنزل.


وعملت جاكلين أوقاتا إضافية في محل الأزياء لحاجتها إلي المال. لتدفع أجر والتر من جهة ولتوفر بعض النقود لمصاريف عطلة الربيع من أجل دوغلاس. ولقد حجزت شاليه في أحد المنتجعات الجبلية للتزلج.


وابفت نفسها مشغولة .. مصممة أن لا يلاحظ والتر أنها متألمة, وبالتدريج تبين لها أنها تمثل مرة ثانية, تلعب دور الأم الباردة المحافظة بينما تشعر بشكل مختلف تماماًُ.


كان قد أقترب منها.. ثم ابتعد..ولا تستطيع فهم تقربه ولا ابتعاده. وبما أن لها كبرياء يمنعها من إظهار مشاعرها الحقيقية, فقد أخذت تتألم سراً.. لم يكن هذا ليعجبها.. ولكنها لا تعرف ماذا تفعل؟.


في منتصف الأسبوع الثاني لوجود والتر, قال لها دوغلاس صباح أحد الأيام وهي تحضر له السندوتشات للمدرسة:


- هل بإمكان والتر أن يأخذني غلي التدريبات الرياضية في المدرسة اليوم يا أمي؟


- إنه يفعل هذا دائماً.


- أعني لوحده, أنا وهو, دونك.


فجأة استرعي ما قاله كامل انتباهها, فنظرت إلي والتر الذي بدا غير منتبه لما قاله دوغلاس وسألته بخشونة:


- ولماذا؟


- الأطفال الآخرون يأخذهم أبنائهم.


وكادت تصيح به : ولكن والتر ليس والدك.. واختارت كلماتها:


- أتحب أن يأخذك رجل إلي هناك؟


- ياه.. اليوم فقط.. أيربي غليتمر يأخذه والده دوما.. وكان يسخر مني.


وأطرقت رأسها تنظر إلي ما بين يديها..


- بالتأكيد.. لا بأس بهذا.


- ألن تمانعي يا أمي؟


ولزمها كل جهودها لتبتسم له وتقول:


- فكرة رائعة.. سأجلس وأقرا لفترة ساعة.. أذهب ونظف أسنانك.. سيحضر باص المدرسة بعد قليل.


وأسرع دوغلاس إلي الحمام.. وتابع والتر قراءه الجريدة, والدمع يملأ عينيها أكملت جاكلين لف السندوتشات.. دوغلاس لم يقل لها من قبل أن الأولاد يسخرون منه لأن ليس لديه سوى أم. وكانت تفترض دائما أنه سعيد لأنها هي التي تأخذه للتمارين الرياضية. وتدحرجت دمعة علي علبة البسكويت, وسمعت كرسي والتر يتحرك, ووضع يده علي كتفيها:


- كان سيحدث هذا عاجلا أم آجلاً.


واستدارت إليه صارخة:


- لقد قصرت معه.. لأنني لم أعطه أباً.


- لا تكوني..


وسمعا صوت أقدام دوغلاس, فأضاف والتر بسرعة:


- أمسحي دموعك, وقبليه.. ومتى أوصلته غلي الباص, سنكمل الحديث.


ومسحت عينيها ونفخت أنفها:


- علي أن أكون في محل الأزياء في التاسعة.


- ستتأخرين خمس دقائق.


وانحنت لتحتضن دوغلاس, وخرج والتر معه, وانحنت لتلتقط قطعة بسكويت عن الأرض وتنظف مكانها. ووجدت نفسها دون وعي تركع وتسند رأسها إلي الخزانة وتجهش بالبكاء.


ولم تسمع والتر وهو يعود, بل أحست به يمسكها بكتفيها, فشهقت ودفنت وجهها في صدره منتحبة, تتشبث برقبته.


وبكت لفترة طويلة.. ولكن أخيرا توقفت دموعها, وسمعته يقول:


عيون المها
خذي .. أنفخي أنفك.
ووضع علبة محارم الورق في يدها, فنفخت أنفها. ونظفت حنجرتها, وقالت:
- سأتأخر عن عملي أكثر من خمس دقائق.
لقد اتصلت بهم .. وفلت أنك مريضة ولن تحضري قبل الظهر.
- لا أستطيع التعطيل عن العمل هكذا, ولا أستطيع أخذ إجازة مرض لأنني لا أعمل لدوام كامل.. وأنا بحاجة للمال.. فأجرك مرتفع.
- لست بحاجة لأن تدفعي لي أجر هذا اليوم.. لأنك سترتدين ثيابا سميكة وحذاءاً عالي الجنبين وسنذهب للتنزه قرب النهر, فكلانا اليوم لا عمل لدينا.
- حسن جداً.
- سهلة الانقياد! لا أصدق أبدا.
- قلت لك أنني ممثلة ماهرة.
ومد يده ليرفعها عن الأرض:
- أنت هكذا بالفعل, ولكن قولي لي, لماذا تمثلين أدوارك دائما وأنت علي الأرض؟
أصابعه كانت دافئة وهي ملتفة حول أصابعها, وسحر لمسته جعلتها تجفل؛ فجذبت يدها منه.
- ليس هذا.. ليس الآن.
فرد عليها ببطء:
- لكنه موجودا.. دائما.. أليس كذلك؟ في كل دقيقة أقضيها في هذا المنزل أزداد شعورا بك.
- ولكنك لم تعد تلمسني.. لم تفعل هذا منذ أيام.
- كنت أخاف.. ألم تعلمي هذا؟ أستطيع مواجهة عصابة تهريب مخدرات في أدغال الفلبين. ولكن امرأة لا تتجاوز المائة وخمس وستين سنتم تجعلني أهرب.
- سنذهب إلي نزهة.. في الخارج.. بعد أن أغسل وجهي.
لا لزوم للماكياج فليرها والتر كما هي, امرأة علي حقيقتها. لقد سئمت التمثيل... وارتدت سترتها السميكة الزهرية بلون خديها وانضمت إليه. عند الباب الخلفي.
نهاية الفصل الخامس

زونار 16-09-09 07:51 PM

عيون المها



"الفصل السادس"
كان يوماَ رائعاَ..الشمس تشرق لتجعل السجادة البيضاء الثلجية تشع وكأنها الجواهر.السماء زرقاء بلون عيون جاكلين.واستنشقت ملىء رئتيها من الهواء النقي البارد..وأسعدها أنها ليست مدفونة بين رسومات الأزياء في المحل,وأكثر سعادة أنها مع والتر.
وبرزى إلى خارج الأشجار,فأمسك والتر بذراعها وهمس:أنظري إلى هناك ..قرب النهر.
وشاهدت أرنباَ برياَ,يزحف على الثلج عبر الحقل..وكأنما أحس بوجودهما,فتوقف,ورفع أنفه إلى الهواء.وأذناه منتصبتان وبقفزة كبيرة ..إختفى خلف أجمة أشجار شائكة.
-ألم يكن جميلاً؟حر..وبري..
-ولكن الحرية وهم ياجاكلين.
ولمست كلماته وتراً طالما كانت تعرف أنه موجود:هذا قول سهل عليك..أمامك فرصة لشهر..وقررت أن تمضيها هنا أو هناك أو في أي مكان..وأنا أحب دوغلاس ولكن هذا الحب يكلفني حريتي..لذا أنا لست مثلك حرة..ليس مثلك!
أتظن أنني لست على ‘ستعداد لمقايضة مالديك بما لدي؟كنت أظن أنك تفضل قضاء عطلتك قريب من ولدك.
وتعمقت الخطوط في وجهه, وقال لها:لن أستطيع..لأنه ميت.
وعبر الصمت ,صاح غراب في مكان ما فوق رأسيهما,ومن على ضفة النهر أجاب آخر..وهمست جاكلين:ميت؟منذ أربع سنوات.
وأحست بألمه كأنه ألمها..وكيف لها أن تعيش لو أصاب دوغلاس مكروه؟وكان والتر يقف تحت شجرة صنوبر,وجهه في الظل فقطعت المسافة بينهما منظمة إليه,ودون شعور لفت ذراعيها حوله ولنه أبعدها عنه بخشونة,وصاح بعنف:
-لا تفعلي هذا!!إبتعدي عني ..وأبقي بعيدة!
مع ذلك ودون أي أثر للمشاعر التي كانت تعتمر في داخلها قالت:
-زوجتك تركتك منذ خمس سنوات ..هل كان ابنك يعيش معك والتر؟
sورد عليها بصوت أجش لشخص أعاد تكرار الوقائع هذه من قبل دون أن يسمح لها أن تؤثر فيه:
-لا..لقد تركته معها,وظننت أمهذا أفضل..فهي أمه..وتزوجت ثانية على الفور تقريباً.رجل شريف كفاية..محام مستقيم لطيف..وبعد خمسة أشهر,أراد الذهاب في رحلة شهر عسل متأخر.وكان علي أن أخذه لثلاثة أسابيع..ولكنني كنت مرتبط بتكليف عمل.فدبرنا أمر بقاءه في مخيم لأسبوع..فوقع عن شجرة في اليوم الرابع من وجوده في المخيم..ومات قبل أن يصل لنجدته أحد .
-وأنت تلوم نفسك لما حصل له منذ ذلك اليوم.
-ألن تلومي نفسك؟ربما..
-زوجتي لامتني..أو لامت وظيفتي..لقد ولدت طفلين منذ ذلك الوقت كلاهما صبي.
-الهذا تركت البلاد.
-لقد تقدمت بطلب عمل خارجي.وعندما حصلت على الوظيفة حاولت جهدي أن أعرض نفسي للقتل خلال تأدية الواجب..وكما ترين..لم أنجح.ثم ولأنني تكبدت تلك المخاطر الممكنة إستطعت أن ألقي القبض على كل مجرم ومهرب مخدرات, ولو كان تحت الأرض ,وهكذا حصلت على ترقيات..ومنذ شهرين سحبتني القيادة العامة من الخارج,فقد بدأت الأمور تصبح خطرة جداً حتى بالنسبة لي.كذلك فقد أدركت أنني لم أرغب في الإنتهاء إلى مترين تحت الأرض في الغابات وأعتقد أن بإمكانك تسمية هذا النوع من الشفاء.
-أنا آسفة جداًلما قلته عن الحرية ياوالتر.
-حبي لولدي كان أقرب شيء إلى الحرية..لقد توقفنا أنا وزوجتي عن الحب فور زواجنا تقريباً.فهي قد تزوجت ضابط البوليس اللامع..ووجدت أن ليس هناك أي لمعان في عملي..وتزوجت أنا إمـرة ظننت أنها حرة مستقلة,لأجد أنها تتعلق بأذيالي ليل نهار..ولكنني أحببت ولدي..وحسب كلماتك:أحببته أكثر من أي شيء في الدنيا.
وكبحت جاكلين دموعها وقالت:
-أفهم الآن لماذا أبقيت نفسك بعيداً عن دوغلاس منذ وصولك إلى هنا.
ومد يده ليمسك بها ..وقال لها:
-إذا وجدت نفسي سأتعلق به ..سأذهب.
وأحست كأنه لكمها في معدتها,فقالت بحدة:
-وتتركه يخطف؟
-لا أظن أن هذا سيحدث فوالدك لن يتحمل أي نوع من الفضائح العلنية بأخذ طفل من والدته.ليس في الدوائر التي يعيش ضمنها.
-ولكنه يعرف مايبدو أنك تعاميت عنه..إنه يملك السلطة التي لا أملك منها شيئاً,لا مال,ولا نفوذ,ولا أصدقاء نافذين..بل أملك الضعف إلى جانبي مع حبي لولدي.
-لقد مضى علي هنا أكثر من أسبوعين الآن.ولم تستجد أي حركة.ولا أثر لتشارلز..الذي كان بإمكانه إيجاد مكانك الآن لو أراد..وأظن أنك كنت تبالغين..وأنا أفهم لماذ..ولكنني لست أؤمن أن دوغلاس في خطر.
-ألا زلت تظن أنني أحاول خداع والدي؟
-لست مستعداً لتصديق ذلك.
ولم تشعر بالسرور ولا بالراحة,وتراجعت عنه ,ولم تكن تريده أن يرى إرتجافها,وتحولت إلى الغضب:
-إذن..وحسب قولك,لم يكن دوغلاس في خطر,فربما أنت على حق في الإنسحاب,قبل ن تخاطر بحب شخص ما مرة ثانية.دوغلاس.أو أنا..لافرق..أليس كذالك؟
وصاح بها:
-لقد قلت أنني سأبقى لشهر.
-أحلك من وعدك..تستطيع الذهاب في أي وقت تشاء والأسرع..أفضل.
-سأذهب عندما أصبح بخير..وأكون على إستعداد!
-وماذا لو تعلق دوغلاس بك؟هل فكرت بهذا؟لقد رأيت ما حدث هذا الصباح..يمكن أن يتألم,وخاصة إذا بدأ ينظر إليك بمركز أبيه.
-أجل ..لقد فكرت في هذا.
وخرجا من تحت الأشجار إلى ضوء الشمس.وبدت عيناه لها سوداوان.وقالت له:
-أنا أخاطر أيضا..أنا تحت خطر الوقوع في حبك.ولست أريد أن يحصل لي هذا,فلماذا لاتعود إلى المنزل.وتحزم حقيبتك قبل أن يتألم أحد..أنت أو دوغلاس..أو أنا.
فقال لها بصراحة:
-لديك موهبة بأن تستطيعي مفاجئتي دائماً:ماذا تعنين أنك تحت خطر الوقوع في حبي؟هذا يدعى"رغبة"وليس حباً.
وقالت بواقعية وصدق:
-سأدعوه ماأشاء.والحب هي الكلمة التي سأستخدمها.
-ولكنك لا تحبين الرجال..أنت قلتي.
وأجابته بإبتسامة شاحبة:
-أنت لست"رجال" وأظن أنني أوضحت هذا لك..أنت رجل معين تؤثر بي بطريقة لم أتأثر بها من قبل..ولست أدري ما إذا كان هذا الشعور بالحب..ولكنني أعلن أنه من الأفضل لنا جميعاً لو أنك تذهب.
وأصبحت عيناه بلون غيوم السماء العاصفة ,وهي تتجمع لتعتم السماء,وقال بخشونة:
-لو أنك تقبلين معاشرتي لعرفت الفرق بين الرغبة والحب.
-وهل أقبل أن أعاشرك لأثبت أنك على حق؟لا..أبداً.
-إذن لنفعل هذا لمجرد التمتع,للمرح,للمشاركة..ولكن ليس للحب.
-ثم ترتدي ثيابك وتحزم حقائبك..وتذهب عند شروق الشمس..؟لا..ياوالتر..لن أفعل هذا.
-أنا لست كارل!أنا لست أدري من أنت!
-لقد تكلمنا كثيراً,لنعد إلى المنزل.
-نحن نتجادل كثيراً..لقد خرجنا لنزهة,وها نحن نتخاصم من .فتوقف عن هذا..لن أحتمل كلامك.
فقال لها:
-عودي إلى المنزل لوحدك إذن,وسأبقى معكما حتى الأسبوع القادم عندما تذهبان إلى عطلة التزلج.
أي بعد خمسة أيام.وأطبق الألم على صدرها وحلقها.
-أيعني الحب لك هذا القدر فقط..
وتجاهلها متعمداً:
-ستعملين في المحل حتى السادسة..أليس كذلك؟سأحضر عشاء دوغلاس إذن.
خمسة أيام ثم سيذهب..ولن تعلم أبداً ما إذا كان حبه تجربة تختلف عما مرت به مع كارل.
وتنفست بعمق وقالت بلهجة ثابتة:
-لدي فكرة أفضل ياوالتر.لنعد إلى المنزل وسأريك مايعني الحب لي.
وبدت كلماتها متجمدة مثل هواء الشتاء القارص,ومع ذلك تلفظت بها..وهي تقنع نفسها أنها بهذه الطريقة سيكون لها كل شيء تتذكر والتر به..ووقف والتر دون حراك!
-جاكلين ..أتعنين ماتقولين؟أجل..أعنيه.
إنها تعني الحب, وتساءلت ما إذا كانت بلهاء لتخاطرهكذا ,مع هذا الرجل بشكل خاص..وهي التي لاتعرف حقاً معنى الحب.وقال لها والتر بصوت منخفض:
-أنا أبدا لم أشك في شجاعتك.
وعادا إلى المنزل..وأوصلها إلى غرفتها واعتذر ليغيب لحظات,وفكرت لنفسها وهي ترتجف ..أنا مجنونة ..أنا أفعل تماما ماعاهدت نفسي ألا أفعل..يجب أن لايكون بيني وبين رجل أوضح تماما لي أنه لايحبني ولايمكن أن يحبني في المستقبل,أية علاقة.هذا ليس نوعا من المخاطرة..إنه جنون..
وعاد والتر ,وحملها بين ذراعيه معانقا..فقالت شاهقة:
-والتر.. والتر..لا أريد...
-لا تقلقي,ربما ماتدعينه أنه الحب ,وما أدعوه مشاركة.هو نفس الشيء.ربما علينا نسيان جميع التسميات,والناس..وكارل..وزوجتي..وابني ..وابنك..وأن نفعل مايبدو أكثر شيء طبيعي في العالم..عندما نكون معا.
ولم تكن تدري إذا كان صادقا بكلامه..ولكن ماتعلمه أنها سعيدة لأن تكون بين ذراعيه,وابتسمت له:
-دون كلام..دون جدال..
-دون ماض أو مستقبل.الحاضر فقط.
-هنا..والآن فقط..أنت وأنا,أظهري لي حبك.
لقد استخدم كلمة الحب.وباستطاعتها أن تقولها له,أن تقول أحبك,وهي تعرف أن الكلمة حقيقية.وأمسكت بوجهه فقال لها:
-عندما تنظرين إلى هكذا..أنا ..الجحيم..لست أدري ماأقول.تؤلمني النظرة..تؤلمني عميقا ولست أدري ماالأمر.
وهز رأسه..ثم مرر أصبعه على خدها:
-لاشيء..كنت أحمق..وإذا كنت تريدين الذهاب إلى عملك بعد الظهر أيتها السيدة..الأفضل أن تتحركي الآن فالساعة الحادية عشرة والنصف.
ونظرت إلى الساعة قرب السرير:
-لايمكن هذا!لقد مر الوقت بسرعة.
-هذا مايحدث عادة عندما يكون المرء سعيداً.
وضمها إليه.فضحكت,ودفعته عنها:
-توقف عن هذا!كيف سأواجه صاحبة المحل بعد مافعلنا لتونا ,لابد أنه مكتوب على وجهي.
-قولي لها أنك محمومة..فربما تعيدك إلى المنزل..
-وربما ترسلني إلى المعمل لأنفذ بعض التصاميم ولن يكون لدي وقت لتناول الطعام..
-كنت أظن أنني أعطيتك غداءك,ولكن إذا كنت تصرين,سأضع لك سندويشا.
وخرجت من السرير,وأخذت ثيابها من الخزانة وقالت:
-ضع لي بعض الزبدة والجبن.
-أتفضلين هذا الغداء عني؟
واستدرات إليه ورفرت عيناها..أوه لن أبالغ كثيرا.
ووصلت إلى العمل قبل دقيقتين من فترة مابعد الظهر..وأحست بالراحة لوجود صاحبة العمل في فترة الغداء..وجلست وراء طاولتها تحدق في الفضاء..والتر رجل رائع..طالما حلمت بمثله,وبما إنهما الآن حطما حاجز الود الحميم,فليس هناك كلام بعد الأن عن ذهابه وتذكرت ماشاهدته من ألم على وجهه,ألم لم يرد أن يتحدث عنه,وعلت التقطبيه جبينها.
وبدا بعد الظهر طويلا..ووضعت جاكلين الرسومات على طاولة رئيستها,وتمنت لها ليلة سعيدة.فابتسمت لها,وهي التي لم تعرف الكذب في حياتها وقالت:
-عمت مساء آنسة ايفانز..أنا سعيدة لتحسن صحتك.
وخرجت من المحل لتجد والتر ودوغلاس بإنتظارها.
-سنوصلك إلى المنزل ثم نذهب إلى التمارين.
وسألت دوغلاس وهم في الطريق:
-كيف كان يومك؟
-لقد حصلت على مئة في الحساب وسبعة وستةن في اللغة.سيندهش ايربي عندما يراني مع والتر..وسيكون والتر الحكم بالمباراة..لقد طلب منه المدرب هذا.
وقاطعه والتر:كنت ألعب هذه اللعبه وأنا صغير.
ووصلت بهم السيارة إلى المنزل فمدت يدها لتفتح الباب :
-استمتع بوقتك دوغلاس.
ومد والتر يده ليلمس كتفها فالتفتت إليه:
-سأراك فيما بعد.
ولم تكن طوال حياتها قد تمنت لو كان دوغلاس بعيدا,وقالت على مضض:أوكي.
وانطلقت السيارة..فدخلت المنزل.
شاهدت يخنة لذيذة تغلي فوق النار,والخضارمحضرة,وعلى الطاولة,وفي إناء طويل لزهرة منفردة لم تشاهده من قبل..وردة حمراء..والفاز كان تحته مغلف,فتحته جاكلين..وبخط رجولي كتب لها:
"شكرا لك..لما حدث بيننا هذا الصباح,لقد أثبت رأيك دون شك"
"والتر"
وجلست في أقرب كرسي ,تشم رائحة الوردة وتتساءل لماذا وهي سعيدة هكذا,تشعر برغبة في البكاء؟
نهاية الفصل السادس.

زونار 16-09-09 07:53 PM

الفصــل السـابع

مشروع أب
عندما عاد والتر ودوغلاس كانت جاكلين قد نظفت المطبخ وتجلس في غرفه الجلوس تحيك الصوف ودخل دوغلاس الغرفه ورمى سترته على اقرب كرسي وشعره مسترسل على جبهته
لقد لعبنا للتمرين ووضعني المدرب في خط الهجوم حصلت على هدفين..وحصل ايربى على ثلاث عقوبات..اليس كذلك والتر؟
واحد للمضايقه وواحد للخشونه
كانت لعبه عظيمه..هل ستاخذني ثانيه في الاسبوع المقبل يا والتر؟ ستكون في العطله الاسبوعيه القادم
-اوه...ياه..هل ستاتي معنا؟ هل سياتي يا امي؟
وفتحت جاكلين فمها دون ان تدري ما ستقول فسارع والتر للقول
-لا..لا استطيع دوغلاس
وتكدر وجه دوغلاس
-سنذهب للتزلج..وانا اكيد متزلج جيدا..لماذا لا تاتي؟
وسارعت جاكلين
-قد تكون اسبابه خاصه يا دوغلاس...لايجب ان تكثر الالحاح
وحدق دوغلاس بوالتر
-ولكنك ستكون هنا عندما نعود...اليس كذلك؟
وركع والتر امامه وامسكه بكتفيه
-لست ادري لقد استاجرتني امك لاحرسك بسبب تهديدات جدك ولكن يبدو انه لم يكن يعني ما قاله ولن استطيع البقاء اطول من هذا...فلدي وظيفتي في لندن
وتكدرت شقه دوغلاس وكانه سيبكي
-لماذا لاتتزوج امي؟ لنبقى عندها معا؟
وسقطت احدى صنار الحياكه من يد جاكلين وافلت
منها سته قطب
لقد كاانت خائفه ان يتعلق ابنها بوالتر وهي على حق..
وقال والتر متجهما
-افهم كم تتنمنى ذلك يادوغلاس ولكنني وامك لايمكن ان نلتزم هكذا لمجرد انك تريد
-الا تعجبك؟
-بالطبع تعجبني ولكن هناك اكثر من الاعجاب لنجاح الزواج واخذ دوغلاس يبكي لا اريد ان تذهب
ورمى نفسه بين ذراعي والتر فتربح والتر وهو يحتضنه ووجدت جاكلين نفسها تبكي..ماذا قال والتر؟
اذا وجدت نفسي ساتعلق بدوغلاس فساذهب...
ومسح دوغلاس انفه بعد ان بلل كتف والتر بالدموع وقال
-انا ذاهب الى غرفتي
وخرج راكضا من غرفه الجلوس.ووقفت جاكلين
-ساذهب لارى اذا كان على مايرام
اتركيه ياجاكلين..انه متكدر.ولن تستطيعي التهوين
عليه..فلا تذهبي
وسالته بصوت متكسر الن تعود بعد الاجازه؟
فرد متجهما...
بعد ما حدث يجب ان تتوسلي الى البقاء بعيدا
-الن تفكر ابدا بالزواج مني؟
انت من قلت لا ماضي ولا مستقبل الحاضر فقط
في الصباح بدا دوغلاس تعبا...ولم يتحدث سوى القليل الى والتر وقبلته جاكلين مودعه وراقبته يتوجه للقاء باص المدرسه الاصفر وهي تفكر كيف استطاع والتر ان يخترف دفاعاتها بهذه السرعه؟
لان دوغلاس يريد ابا...ولانها هي مستعده لان تقع في حبه
واوصلها والتر الى محل الازياء...
سناخذك انا ودوغلاس عند السادسه .والتر..أأ... m
وصمتت محبطه متساءله ما اذا كانت كل العالاقات الغراميه صعبه هكذا..وتابعت بتعاسه
-اتمنى لو اعرف ماذا يجري
سافعل جهدي لان لا اسبب الم لكما..اقسم ..واعدك ان ابقى الليله معكما
الليله..اجل..ولكن ماذا عن الغد واليوم الذي يلي والذي بعده؟
عند الرابعه ابلغتها صاحبه العمل ان لها مخابره
-الو؟
انا مارتا يا عزيزتي..لقد وصل دوغلاس من المدرسه الى عندنا ويقول انه يرغب في قضاء الليل معنا..اهناك مانع؟
وعلمت جاكلين فورا ان دوغلاس لايريد رؤيه والتر فكيف تلومه؟
وقالت لمارتا
يقول والتر انه مسافر يوم الاثنين..وهذه هي المشكله هكذا ظننت يقول اوليفر ان هناك طرقا لتجعليه يغيررايه
قولي لاوليفر ان يخرس
لايمكن لوالتر ان يذهب جاكلين..انه مناسب جدا لك
بامكانه الذهاب معكما الى مركز التزلج..الا يمكن له هذا؟
لقد طلب منه دوغلاس..ورفض
اتريديني ان اكلمه؟اعني والتر
لا يامارتا..قولي لدوغلاس ان يخبر والتر اين هو واتصلي بي اذا غير دوغلاس رايه
سافعل ..حظا سعيدا.كم هو غبيw
ووضعت السماعه وهي تبتسم ابتسامه هشه
لرئيستها..سيكون لها حوالي اربعه عشر ساعه لوحدها مع والتر لتجعله يغير رايه ولكن كيف؟
وقال لها والتر بعد ان صعدت سيارته
دوغلاس سينام عند مارتا .اعلم ..لقد اتصلت بيw
الاتظنين من الاجدر به ان ياتي راسا من المدرسه الى منزله؟
ورفعت راسها متحديه عن قصد
غدا اخر يوم في المدرسه قبل العطله..واذا كنت لازلت مصمما على السفر يوم الاثنين ما فائده رؤيته لك؟
وهو صلب المساله...اليس كذلك؟ اسمعي لو ان الامر يتعلق بنا نحن الاثنين الراشدين لبقيت ولكن هناك طفل في السابعه من عمره طفل يبكي لاجل اب ولايقدر على اخفاء مشاعره..لو اننا التزمنا ببعضنا ولم ننجح..صحيح اننا سنتالم ونستطيع تخطي المساله..ولكن لا يمكن المخاطره بمشاعر دوغلاس! لن افعل!w
-بسبب موت ابنك؟


بنوته عراقيه
-لم اكن ابا كاملا دائما..ومن هو هكذا؟ وبعد موت ولدي لا استطيع التعويض..ولكن ما استطيع فعله ان لا اشوش حياه دوغلاس
عندما لمست ذراعه احست بارتجاف جسده وبسرعه امسكت بكتفيه وادراته لها لتشاهد الدموع في عينيه فضمته اليها وقلبها يتفطر حزنا عليه
ووضع راسه على كتفها واحست به ينتفض بالعبرات انها قمه المشاعر لرجل سمح لنفسه ان يبكي ومسحت خدها على شعره وتمتمت
-لو ان الرجال يبكون اكثر..والنساء يصرخن اكثر...
لشعر الجميع افضلw
وببط حرر نفسه وحاول اخفاء دموعه
-ولكن الرجل الحقيقي لا يبكي
-والفتيات الرقيقات لا يغضبن
-يبدو كل شئ سخيف..لو لم ابذل جهدي كي اتماسك لدى موت ولدي لما كنت مجنونا في رمي نفسي بالرصاص..
-انا سعيده لنجاتك..
فلنذهب الان الى المنزلww
عندما دخلا المنزل وجدت كومه من الرسائل على الطاوله في الردهه بينما علبه كبيره مسطحه وقال والتر
-انها مني..شئ كان عندي في المنزل وطلبت من مدبره منزلي ارساله الى هنا
-اتعني هديه؟ماهي؟
سترين نفسك
وفتحت العلبه لتجد فيها قطعه قماش حريري شرقي(ساري) لونه مابين الازرق والتركواز فامسكت به الى جانب جسدها امام المراه
لونه كلون عيني هل هو من الشرق
-اجل لقد ابتعته لان اللون اعجبني..وكانني كنت اتوقع ان التقي بك
-انه رائع ..شكرالك
ولاحظت انه يطيل التفرس بها فسالته
-تبدو جديا جدا..فما الامر؟
احاول التكهن بحقيقتك ما تراه هو كل ما ستعرفه
-انت غامضه ..كاللغز
لست غامضه..بل امراه عاديه..ولست وراء مالك او مال ابي انت رجل ذكي وتعرف ان ليس كل النساء متشابهات
ولكنني وثقت بزوجتي فقد تركتني وحصلت على تسويه كبيره في المحاكم ثم لامتن على موت ولدنا
انا لست مثلها ولقد سئمت الشعور بانني احاكم لجرائم لم ارتكبها..
انا لا احاكمك! احاول جهدي ان اثق بكw
ماتحاول اسمه المخاطره..وانت لا تستطيع المخاطره بالثقه بي
احاول ان اتعلم كيف اثق بك...اقسم بهذا...ولكن هذا كله حدث بسرعه وان لا زلت اعاني من الصدمه..انظري...انا بحاجه للذهاب الى لندن الاسبوع القادم..ولن اذا اردت..ساعودw
-اجل احب هذا.وشرقت بالدموع
-حبيبتي لا تبكي
ابكي لانني سعيده
ولف ذراعه حول خصرها وضمها اليه دون ان يتكلما..وفي دفء عناقه احست بالسعاده تشع عليها كالشمس الذهبيه..سوف يعود..انه يثق بها..لقد وعدها...ولن تظطر الى ان تقول له انها تحبه فامامها الوقت الكافي لذلك..وقت لبناء الثقه..والحب
لم يكن لدى جاكلين ايه فكره عن الوقت الذي امضته هي ووالتر ينظران الى بعضهما وسط الغرفه ثم قالت له
-لم نتناول العشاء بعد
ارتدي اجمل ثيابك وسنخرج معا
مارايك ان ارتدي الحرير الازرق
وقد لا اتمكن من ابعاد يدي عنك
التعبير على وجهه جعل قلبها يتوقف لضربات
انه اول موعد رسمي لنا لقد اصبح واجبا كما اعتقد
بعد ساعه وفي غرفه الطعام الرسميه في احد الفنادق المدينه كانا يحتسيان شرابا ويتناولان طعاما بحريا مشويا بالزبده والثوم وكانت جاكلين ترتدي ثوبها الصوفي المفضل ذي اللون الوردي..ووالتر في سروال وستره فضفاضه ..وهي تفكر بكيفيه قضاءهما الليل معا..حميمين ولوحدهما في المنزل بطريقه لا تحمل الاثاره فقط بل ماوراءها من عواطف ايضاw
وتناولا القهوه..وهما خارجان نظرت جاكلين الى غرفه الطعام وهي تعلم انها ستذكرها مدى الحياه وستتذكر كم كانت سعيده هذه الليله وهي متاكده ان هذه اول ليله من العديد من الليالي ستقضيها مع والتر
عندما وصلا المنزل فتحت جاكلين الباب واستقبلهما دفء وسكون البيت..اخذها بين ذراعيه وعانقها بحنان
ايمكن ان نذهب الى الفراش...بامكاننا النوم فورا
فضحكت وهي تعرف ما يعنيهw
وما الغريب في هذا...ايمكنك التفكير؟
احبك عندما تضحكين هكذا...ربما يمكن ان نؤخر النوم قليلا
والتفتت الى طاوله الردهه لتشاهد كومه الرسائل التى لم تكن قد نظرت اليها قبل ان يخرجا واختفت الابتسامه عن وجهها عندما شاهدت مغلفا انيقا عليه اسمها وعنوانها مطبوع بعنايه..وقالت بصوت مرتجف
هذا من والدي..انه لا يكتب لي ابدا
افتحيه وانظري ماذا يقول
وبدا التردد في كل حركه من جسدها
يمكن تاخيره حتى الصباح
وقال والتر ببطء
هل انت خائفه منه...حتى بعد ثمانيه سنوات من تركك منزله؟
لقد كنت دائما اخاف منه ساقراه في الغد
بل اقرايه الان يا جاكلين
علمت انه على حق الاضل ان تقراه الان وتنتهي وفتحته لتخرج و الورقه الوحيده المكتوبه بخط انيق وبدات تقرا
وقطبت جبينها ثم اعادت قراءته ثم مره اخرى
محاوله فهم ما فيه وقالتw
ليس لدي ادنى فكره عما يتكلم عنه..انه يقول كم هو سعيد لانني قبلت منه المال ويريدني ان اتصل به لاجراء الترتيبات التي اتفقنا عليها حول دوغلاس..اي مال؟ واي اتفاق؟
هل لي ان ارى الرساله؟
ومررت له الرساله على مضض وعيناها تنتظران في وجهه وهو يقراها..وبدوره كرجل بوليس حقيقي!
هل اخذت مالا منه؟
لا..بالطبع لا.لست افهم ماذا يعني يبدو واثقا انك اخذت مالا
وصاحت به حانقه
هل انا قيد الاستجواب ثانيه يا والتر؟
الم يكن هناك رساله من المصرف بين الرسائل؟لماذا لا تفحصيها؟
والتر..انا لم اخذ مالا من والدي!
انا لا اقول انك اخذت ولكنني اريد معرفه الحقيقه..انظري الى رساله البنك
وفتحت كشف حساب البنك واحست بنفس الرعب
الذي احستع عندما قرات رساله ابيها فبدلا من ان يكون رصيدها الف جينيه...كان واحد وخمسين الف جنيه
ولم تكن في حياتها قد اكتلكت مثل هذا المبلغw
منذ اسبوع اودع خمسين الف جينيه في حسابها
وخطف منها كشف الحساب
منذ اسبوع..اي بعد اسبوع من وصولي الى هنا
يمكن لشخص اخر ان يودع المبلغ
عليهم معرفه رقم حسابك اولا وانت الوحيده التي تعرفه ربما يكون تشارلز قد عبث بحقيبتي في المدرسه
ربما انت لا تصدقني...اليس كذلك؟
انه السيناريو الذي رواه تشارلز لي...الابنه لاتسمح لجد ان يرى حفيده قبل قبض المال
ولقد وصل المبلغ الان
وهذا يفسر عدم ظهور تشارلز ولماذا لم تتم عمليه الخطف الذي كنت خائفه منها...
اهذا هو الظاهر؟w
المال هنا..وهذا واقع! والدك اعطاك خمسين الف جينيه ويتوقع الان رؤيه حفيده...وهذا الواقع...انا اتعامل مع الوقائع جاكلين
فصاحت به بحده
اجل انت تفعل..هذا كل ما تعرفه اليس كذلك يا والتر؟
انت غارق بالوقائع مدفون حيا بها! وخسرت اي اتصال مع اي شئ غيرها العواطف الحقه المشاركه الثقه ..و...ولكن الوقائع لا تكذب
والنساء تكذب...الا تظن انني قد اتمسك بالحصول على اكثر من خمسين الف جينيه؟والدي كوالدك رجل ثري جدا
خمسين الف جينيه مبلغ كبير بالنسبه لك الان..وليس بامكاني قراءه افكارك فكيف لي ان اعرف
وفجاه بدت جاكلين تغوص في اجهاد عميق بدا لها كانه سكرات الموت وترنحت مستنده الى الحائط ووجهها ابيض من الورقه لتي لازال والتر يحملها..وقالت
اذا كنت لا تصدق انني قادره على اخذ المال من والدي ولاستخدم دوغلاس كطعم...اذن لقد انتهينا..انتهينا حتى قبل ان نبدا
ماكان يجب ان نبدا اصلاw
كلماته كانت ضربه مميته..ابعد من ان تجعلها تبكي وبالتاكيد ابعد من ان تتوسل لشرح الحقيقه...وراقبته وهو يضع الرساله وكشف الحساب على الطاوله..لاشئ دون مقابل..يجب دفع ثمن كل شئ
وعلمت انها في وقت في المستقبل ستدفع ثمن السعاده التي احست بها هذه الليله بالم يفوق اي شئ اختبرته وسمعته يقول
-سوف احزم اغ****...واخرج من هنا
واستدار على عقبيه وذهب الى غرفه الجلوس وبعد لحظات سمعت صوت سحاب الحقيبه وصوت الثياب ترمى داخلها...من الافضل ان يذهب فلن تستطيع تحمل قضاءه الليل في المنزل في وقت تغربا عن بعضهما هكذا
وبعد دقائق خرج الى الردهه يحمل حقيبته وسترته الجلديه فقالت له بصوت خشن
ماذا ساقول لدوغلاس؟w
سازوره لبضع دقائق غدا بعد المدرسه لاودعه
ساعمل غدا لذا سوف يكون عند مارتا حتى السادسه
ساذهب اذن عند مارتا الوداع الان فلن اراك غدا
ولماذا الوداع..؟اذهب فقط!
فاحنى راسه وداعا وقطع الردهه بخطوات سريعه خرج وبتنهيده اسى...ركضت صاعده السلم الى غرفع دوغلاس ورمت بنفسها على سريره...لأن تستطيع النوم في غرفتها فقد ذهب والتر..ولن يعودwcom
في السادسه والنصف من المساء التالي..ذهبت لتاخذ ابنها من عند مارتا..ورفضت دعوتهما لقضاء الليل عندهما...وطلبت استعاره احد كلبيهما للحراسه...وعند التاسعه غادرت مع دوغلاس الى منزلها واحد الكلبين معهما ولاحظت مدى تاثير وجود الكلب على نفسيه الصبي..وواقفت ان ينام الكلب في غرفه دوغلاس ولكنها لم تندهش ابدا عندما صعدت الى غرفته بعد ساعه لتجده والكلب يغطان بالنوم في السرير
تلك الليله نامت في غرفتها..فلا خيار اخر وتمكنت عبر العمل الشاق في مجال الازياء وفي غرفه المشتل ان تبقى اسوأ الانفعالات مكبوته قبل ان يحل موعد التزلج في اليوم التالي لمغادره والتر كتبت جاكلين الى والدها شيكا بخمسين الف جنيه وارسلته بالبريد المضمون..ولم تتلق اي رد...ولم يظهر تشارلز ابدا
وتمتعت جاكلين ودوغلاس برحلتهما الى التزلج اكثر مما توقعت وكانت متزلجه بارعه ومررت الحماس للتزلج الى ابنها وامضيا الايام في التلال العاليه يهبطان المنحدارت في الهواء البارد المنعش الذي افادهما كليهما وعندما كانت تصل مساء الى الشاليه كانت تنام على الفور دون التفكير بوالتر ..وعندما عادا الى المنزل كان وجههما قد تلون بلون الشمس حتى ان مارتا صاحت بهما
تبدوان رائعان!
وبعد ان دخلت المنزل بعد غياب سبعه ايام سرها ان تسمع حديث دوغلاس ولعب الكلب معها فقد صدمتها ذكرى والتر حال ان اصبحت في الداخل
تلك الليله وبعد ذهاب دوغلاس مع الكلب الى النوم اخرجت العلبه التى تحتوي الساري الشرقي الحريري الازرق الذي اهداها اياه والتر وتعرت من ثيابها ولفته حول جسدها ونظرت الى نفسها في المراه..هكذا كان يجب ان يراها والتر..وتساءلت هل تكتب له على العنوان المكتوب على طرف العلبه ام تتصل به على الرقم الذي اعطاها اياه اوليفر
ولكن والتر لايصدقها ولايؤمن بصدقها ولايثق بها...w
فما الفائده من الاتصال به؟

زونار 16-09-09 07:55 PM


غياب الشوق



بكت جاكلين تلك الليلة حتى نامت .. لأول مرة منذ غياب والتر.
يوم السبت التالي.. نزلت إلي السوق مع دوغلاس.. واشترت ضمن ما اشترته, خيطان زرقاء ولوازم فستان.. مصممة أن تخيط "الساري" الحريري الأزرق قفطانا لها.
واستمر الكلب في النوم كل ليلة مع دوغلاس, مع إن تهديد حضور تشارلز قد أنخفض كثيرا, وبمرور كل يوم أخذت تميل إلي الاعتقاد بأنها بالغت في مخاوفها من أبيها, كما يقول والتر دائماً.
وهكذا عندما ذهبت يوم الخميس, يوم عطلتها من محل الأزياء, لتأخذ دوغلاس من المدرسة عند الثالثة والنصف, لم تقلق فورا لعدم ظهوره.. لا بد أنه يراجع مواعيد رياضته.. ولوحت لأثنين من رفاقه في الفريق الرياضي. وانطلق أول باص.. وصرخت لأثنين من رفاقه:
- كايت,, بيت.. هل شاهدتما دوغلاس؟
وسارع بيت ليقف أمامها ونظر إليها في السيارة وهي مرتبكة:
- ولكنك أخذتيه عند الظهر... عند طبيب الأسنان.
وتلاشت ابتسامتها عن شفتيها:
- لا. لم أفعل, الم يكن في المدرسة بعد الظهر؟
- لا.. لقد استلمت المعلمة مذكرة بأنه ذهب إلي طبيب الأسنان وبعد الغداء رأينا سيارتك في الشارع وخرج دوغلاس.
- سيارتي.. ولكنني كنت في البيت طوال النهار.
- حسناً.. لقد بدت تشبه سيارتك.. نفس النوع وقديمة, ربما ذهب في الباص المبكر.. ربما يكون عندنا.
- سأقابل المعلمة حول المذكرة. شكرا بيت, سأراك لاحقاً.
وأجبرت نفسها أن تبعد الذعر عنها, فسارعت عبر فناء المدرسة ثم صعدت السلم.. وما إن فتحت الباب حتى تذكرت رائحة جو المدرسة المماثلة لواد يبعد آلاف الأميال... وركضت في الردهة.. وبحثت المعلمة بين أوراقها وقالت في قلق:
- نحن يصلنا الكثير من هذه الأوراق طوال الوقت.. أرجو أن لا أكون قد ارتكبت خطئاً.
المذكرة كانت تنص علي السماح لدوغلاس بالخروج لموعد مسبق مع طبيب الأسنان عند الحادية عشرة والنصف والإمضاء "جاكلين إيفانز" الخط لم يكن خطها ولا خط والدها, وقالت جاكلين وهي مخدرة الأحاسيس:
- لا.. لم ترتكبي أي خطأ.. شكرا لك.
وأسرعت إلي سيارتها عائدة إلي المنزل. ولم يكن دوغلاس هناك. ولم تتوقف الباص الذي تقله عادة لتنزله. وذهبت إلي منزل مارتا, وقلبها يخفق, وكأنها عصفور خائف. وكانت عيناها متسعتان من الرعب عندما دخلت من الباب الخلفي إلي المطبخ... فصاحت بها مارتا:
- جاكلين .. مابك.؟
- هل دوغلاس هنا؟
- لا.. هل كان يجب أن يجئ إلي هنا؟
فانهارت جاكلين علي أقرب كرسي, وقالت بصوت مرتجف:
- أظن أن أبي أخذه.
ونظفت مارتا يدها من طحين الفطيرة التي كانت تعدها ونادت لأوليفر. وبارتجاف وذعر أعادت جاكلين ما حدث. وتابعت بعجز:
- لقد توقفت عن القلق.. أوه يا مارتا.. ماذا فعلوا به؟ كيف أصعدوه إلي السيارة؟ لا يمكن أن يصعد بإرادته.. أعرف ذلك...ربما أذوه.. سيفزع كثيراً.
صاح أوليفر:
- الأفضل أن نتصل بالبوليس علي الفور.. والدك لن ينجو بفعلته هذه.
صاحت والفزع يملأ عينيها الزرقاوين:
- سوف يأخذني إلي المحكمة لأجل الحضانة, سيثبت أنني أم غير صالحة.
- سوف نقف في وجهه ونكذبه, أتظني إنك لم تؤثري علي المجتمع هنا خلال إقامتك؟ قد يكون لوالدك المال إلي جانبه, ولكنه لا يملك الحقيقة.
وأحست بالقوة تعاودها لكلمات أوليفر ولرنة صوته العميقة المؤثرة ومعها بدأ الغضب يتصاعد.
- كنت دائما أخاف من أبي.. منذ كنت صغيرة, وعندما كان يصرخ ويرعد كنت أختبئ في خزانة المكانس حتى لا يجدني.. وشاهدته مرتين يضرب والدتي.
وأخذت ترتجف, وهي تتذكر الفتاة الصغيرة المذعورة المتكورة في ظلام الخزانة.. فغضب والدها كان كالرعد, ومشتعلا كالصاعقة.
- ولكن هذا مضي عليه زمن طويل.. أليس كذلك؟ ما كان عليه أن يأخذ ابني.. إنه عمل شنيع.. سأتصل به في الحال لأطالبه بإعادة دوغلاس.
عندما سمعت صوت اليوت بنتلي علي الهاتف, كان أضعف مما تذكره.. ولكن علي الفور, تسرب الخوف القديم زاحفا إلي كل أعضائها عندما تكلم.. وقال:
- آه.. أجل.. لقد توقعت أن تتصلي. دوغلاس سيصل قريباً. لن أمنعك عنه تماما.. فهذا غباء. ولكن لا تحاولي استعادته. هل سمعتي؟
وفكرت بما قاله أوليفر, وبما حثها والتر علي فعله. وتذكرت غضبها منذ لحظات وقالت:
- بالطبع سأستعيده.. فأنا أمه, وهو...
- لقد علمت أن رجلا التقيته علي الطريق قد أمضي بضع ليالي في فراشك يا عزيزتي.. وهذا ليس النوع المطلوب من الأخلاق لطفل في السابعة من عمره ليعيش في وسطه, وأنا واثق أن أي محكمة في البلاد ستوافق علي هذا. فلا تثيريني كثيراً يا جاكلين.. أريد دوغلاس وسأقاتل لأحتفظ به.
وارتجفت ساقاها, فكرهت نفسها علي هذا الضعف. وقالت:
- وسأقاتلك! ولن تنجو بفعلتك هذه فالخطف جريمة خطيرة.. سأتصل فيما بعد لأكلم دوغلاس...
وأعادت السماعة مكانها دون وداعه, وأحست بالبرودة التي غلفت أصابعها المرتجفة. وكان أوليفر يستمع:
- هذا جيد منك! والآن سنتصل بالشرطة....
فقاطعته مارتا:
- لدي فكرة أفضل.. لماذا لا نتصل بوالتر؟
فصاح زوجها:
- مارتا.. أنت نابغة.. لقد كتبنا اسمه علي مؤخرة دفتر التليفونات أليس كذلك؟
فقالت جاكلين وهي تصر بأسنانها:
- لن تتصلوا به.
- بل سنبدأ بالاتصال به.
وحشر جسده الضخم بين جاكلين وبين الهاتف..
- والتر.. أنا أوليفر براد شو. والد جاكلين خطف دوغلاس بعد ظهر اليوم, فكيف نستطيع العمل علي استعادته؟
ومرت خمس ثوان من الصمت, سمعت خلالها جاكلين صوت علي الهاتف.. وقال أوليفر:
- هذا جيد .. إنها هنا.
وأعطاها السماعة: يريد أن يكلمك.
وتمتمت علي السماعة: ألو..
فقال لها بشراسة:
- سأستعيد دوغلاس لك, لا تقلقي أتسمعين؟ ستستعيدينه قبل هبوط الليل.
لهجة صوته قطعت كل مخاوفها علي ابنها. وكأنه يقف معها في الغرفة. وحاولت التفكير برد معقول, ففشلت, وسمعته يصيح:
- جاكلين ألا زلت معي؟
فقالت هامسة وهي ترتجف:
- أجل.. ولكنه سيكون مفزوعاً.. وأنا خائفة من أن يؤذوه.
- إذا أذوه.. فسيطرون إلي مواجهتي.. جاكلين أرجوك توقفي عن القلق! دوغلاس يعرفني ولن يخاف من الخروج معي..سأطير إلي نيوكاسل, وسأصل إلي سندر لاند, وسأحضره معي عند وقت نومه تماماً.. أو منتصف الليل.
ورأت أن تحذره مما قد يسمعه من والدها, فقالت:
- والدي يعرف بأمري وأمرك.. وأن بيننا علاقة, لقد هددني باستخدام ذلك ضدي والتر.
- لن يجرؤ؟؟ ليس معي.. أنا أكثر من ند لوالدك... كوني في مطار لندن عند التاسعة هذا المساء, وسنصل إلي هناك.
ثم تغيرت لهجة صوته, أصبحت ناعمة حتى أنها أحستها مغلفة بنوع من الدفء والألم.
- لا تخافي جاكلين.. لقد أفسدت لك كل حياتك منذ التقيتك.. ولكنني أقسم أن لا أخذلك بعد الآن, فليأخذك أوليفر إلي لندن, وسأعيدك إلي المنزل بنفسي.. أرفعي رأسك وابتسمي.
وسمعت صوت إقفال السماعة, فوضعتها من يدها وسمعت صدى صوته في إذنها: لقد أفسدت كل سيء في حياتك.. وقال أوليفر:

- رجل أعمال.. سيحضر علي طائرة خاصة وكل ما يلزم.
طائرة خاصة؟
- الم يقل لك؟ ابن عمه الأقرب يملك أسطولا من الطائرات.. وسيطير والتر بواحدة منها, وربما يصل إلي نيوكاسل قبل أن يصل دوغلاس.
- أوليفر.. هذا ليس وقتا المزاح!
وربتت مارتا ذراع زوجها:
- تحدثها مع والتر كدرها .
وضمها أوليفر إليه:
- علاقة حبك هذه ستحولنا إلي مجانين.
- طالما يبقي لك بعض الوعي لتوصلني إلي مطار لندن عند التاسعة.
- لن يفوتني هذا, مهما حدث.

والتر قادم يا دوغلاس .. لا تخف.. سوف يخرجك والتر من هناك, ولا بد أنك ستسعد لأن ينقذك والتر.. ولكن ماذا سيحدث لو أن والتر أوصلهما إلي باب المنزل.. وذهب؟
ولمست مارتا ذراعها بلطف مبتسمة فأجفلت جاكلين:
- لقد سألتك مرتين إذا كنت تحبين تناول المزيد من السلطة؟
- أوه... لا.. شكراً.. دوغلاس سيكون بخير ... أليس كذلك؟
- لدي كل الإيمان بمقدرة والتر.
ولجاكلين الإيمان والثقة بوالتر..رجل البوليس.. ولكن إيمانها بوالتر الرجل... مهزوز. ومن من الأثنبن ستلتقي في المطار عند التاسعة من هذا المساء؟
كانت جاكلين وأوليفر يقفان في باحة الوصول عند الثامنة والنصف, فقد أصرت علي الوصول باكراً..
ولم يصل باكرا. فقد حلت الساعة التاسعة, ثم مرت خمس دقائق أخرى, وعشرة وعشرين.. بعدها تلاشت من نفس جاكلين كل الآمال وتملكها خوف وعذاب.. لا بد أن شيئا خاطئاً قد حدث.. ربما لم يسمح لوالتر أن يدخل منزل والدها.. أو أنه القي القبض عليه لدخوله عنوة, أو أن دوغلاس قد وضع في مكان غير قصر جده.. وربما أصيب والتر بأذى.. أو أن دوغلاس لا يمكن له السفر.
ودار تفكيرها مرات ومرات.. يدور وكأنه حيوان في قفص, يدير نفس الإمكانيات.. ومع ذلك فهو يخشي أن يفكر بأحداث قد تكون أسوأ من هذه.. الساعة التاسعة وخمس وعشرون دقيقة.. لقد مرت دقيقتان منذ آخر مرة نظرت إليها.. وصاح أوليفر: هاهما.
وصاحت بصوت كالعويل, وبغباء: أين؟
وشاهدتهما.. يدا بيد.. والتر ودوغلاس... تحت ضوء لمبات "الفلورسانت" بدا لها دوغلاس شاحباً.. وما إن شاهد أمه حتى ترك يد والتر وركض إليها.. وركضت هي كذلك. ولم يتوقفا إلا بعد أن أصبح بين ذراعيها, وكاد وزنه يلقيها إلي الوراء.
- دوغلاس يا حبيبي...هل أنت بخير؟
وكان يمسك بها بقوة محمومة تقول أكثر مما تقوله الكلمات كم هو سعيد لرؤيتها..وسألته:
- هل أذوك يا حبيبي.. لقد قلقت عليك! أنا سعيدة لأنك سالم.
- لقد وضعوا شيئاً علي وجهي... مثل يوم أجريت عملية الزائدة.. لم يعجبني ذلك.. لقد ظننتك في السيارة.. وعندما استيقظت كنت في منزل جدي. لقد قلبت لهم كل شيء حتى السجادة.
وتقدم منها رجل.. وارتحلت عيناها علي طول جسده..من حذائه النظيف.. إلي جوربه الأزرق.. إلي سترته.. ثم استقرت علي وجهه الأسمر المألوف بعينيه الداكنتين وشعره الأسود... وهمست: والتر.
أحد الأشياء التي قلقت حولها منذ الثامنة والنصف هو ماذا ستقول له؟...
ولكن بوجوده أمامها.. حلت المشكلة نفسها.. ووقفت عن الأرض وذراعيها ملتفتين بشدة حول ولدها, وقالت بكل بساطة:
- لن أستطيع شكرك بما فيه الكفاية لما فعلته لي.. ولإرجاعك دوغلاس سالماً ...
وامتلأت عيناها بالدموع, فشرقتها وأضافت بشكل طبيعي:
- هل لنا أن نذهب إلي البيت؟ نستطيع التحدث في الطريق.
ورد عليها بابتسامة متصلبة:
- لقد طلبت سيارة مؤجرة.. وعلي أن استلمها.. مرحبا أوليفر.
- عمل رائع.. وهز يده بقوة وكأنها يد "طرمية" ماء قديمة .
- علي جيمس بوند أن يراجع أساليبه.
فضحك والتر علي مضض.
- بالكاد... لم أفعل شيئا في الواقع.. اعذرني, لدقيقة, أرجوك. وسار نحو السيارات المؤجرة. وقال أوليفر معلقاً:
- إنه كتوم .. أبن الكذا.. لقد أتم عمل رائعاً..
وربت رأس الصبي:
- لقد مررت بمغامرة جميلة .. كايت وبيت منتظران لسماع التفاصيل.. هل أنت جائع؟
- لقد تناولنا بعض الطعام في الطائرة... إنها طائرة خاصة يا أمي يجب أن تريها.. فيها مطبخ ومقهى, وحمامين, أحدهما فيه "دوش" ودخلت غرفة القيادة مع الطيار , إنه صديق لوالتر.. كانت رائعة!
تستطيع الآن أن تعترف لنفسها أنها كانت خائفة أن يموت دوغلاس كما مات ابن والتر.. وعبر ستار من الدموع رأت والتر يتقدم.. وقال وهو يهز تعليقه مفاتيح في يده:
ما من مشكلة .. السيارة في الخارج.. هل لنا أن نذهب؟
وخرج الأربعة إلي خارج المطار.. وقال أوليفر:
- تعال لنراك يا والتر.. سنسعد لاستضافتك في أي وقت, وأضيف شكري لشكر جاكلين.. إنه عمل رائعا, وسأتشوق لسماع التفاصيل.
وقبل خد جاكلين ثم اختفي بين صفوف السيارات.. رجل عملاق لايبدو أن لديه يدا فنية خلاقة أبداً.
وتوقف والتر عند سيارة صالون كبيرة.. وأرادت جاكلين أن تكسر الصمت بينهما.. فقالت:
- كم هذه السيارة كبيرة ..إنها ضخمة يا والتر.
- لقد فكرت بأنك قد ترغبين بالجلوس مع دوغلاس في المقعد الأمامي.
- هذا لطف كبير منك.. اللعنة.. لماذا أبقي دائما راغبة في البكاء؟
وقال دوغلاس ضاحكاً:
- لقد بكيت قليلاً.. فعندما استفقت لم أعرف ماذا يجري.
فابتسمت له أمه: أراهن أنك فعلت.
وجلس دوغلاس في المقعد الأمامي بينهما .. وانطلقت بهم السيارة. وكانت علي وشك سؤاله عن بعض التفاصيل عندما فاجأها بسؤال:
- متى ستزورين جدي يا أمي.. زيارة لائقة؟
وسقط فكها السفلي من مكانه. لقد كانت مستعدة لتقبل كراهية دوغلاس لجده بعد أحداث هذا اليوم.. وسألته:
- هل تريد هذا؟
- ياه.. كان معتادا علي تجميع بطاقات كرة القدم عندما كان صغيراً.. لقد قال أنه سيريني ما لديه..
- قل نعم.. وليس ياه..لم أتوقع أن تحبه كثيرا بعدما فعل بك اليوم.
- بعد أن تقيأت, أصبح كل شيء علي ما يرام.. لقد أعطتني السيدة بوندي بعض الأيس كريم, فوقف قريبا مني يراقبني.. وكأنه لا يعرف ماذا يفعل.. فأخبرته عن فريق كرة القدم الذي أشارك فيه, وكيف أنك تأخذينني إلي المباريات, ثم أراني منزله.. كل تلك الغرف لوحده..
والسيدة بوندي, هي مدبرة المنزل, والشخص القوي الشكيمة الوحيد الذي تعرفه جاكلين إنه قادر علي إصدار الأوامر لوالدها.. وسألته:
- وما نوع الآيس كريم؟
- بالشوكولا والليمون, ولكن جدي قال أن الشوكولا والتوت هي المفضلة لديه .
- هل أراد جدك أن تزوره؟
- بعدما جاء والتر, ونستعد للمغادرة, قال أنه سيشرفه أن أزوره ثانية وأجلب معي مجموعة بطاقات كرة القدم.. وبإمكانك المجيء معي أيضا يا أمي.. هو قال هذا.. أتعرفين السيدة العجوز هوبكينز التي تسكن قرب منزلها لوحدها وتحب أن يزورها الأولاد؟ إنه يذكرني بها.. أنه وحيد نوعا ما.
من بين كل الكلمات التي قد تختار جاكلين أن تصف فيها والدها, فكلمة "وحيد" قطعا ليست من بينها... وقالت له بحذر: يمكن أن نذهب إلي لزيارته دوغلاس .. في وقت ما.
- هذا جيد.. هل لي أن أري بيت وكايت الليلة؟
وكانت عيناه قد بدأتا تطبقان.. فقالت له:
- في الغد.
ولم يجادلها.. لأنه نام. وطبعت قبلة علي رأسه, وقلبها يخفق بالشكر لله علي سلامته.
ونظرت إلي والتر, الذي كان ينظر أمامه, جانب وجهه, سلسلة من الخطوط العظمية البارزة التي لا تشجع علي الحديث. فقالت له:
- إنه تعب.
فهز رأسه, وتابع صمته...
لا يمكن لها أن تغضب منه.. ليس بعد أن أصبحت مدينة له.. فأضافت بأدب مبالغ فيه:
- هل واجهت أي مشاكل؟

ومرت علي وجهه ابتسامة باردة:


- أبداً. لقد كانت مدبرة المنزل تنظف السجادة عندما دخلت.


- أتعني أنهم أدخلوك دون اعتراض وبعد عشر دقائق خرجت مع دوغلاس؟


- لا.. لم تكن بهذه السهولة. فتشارلز كان يستعد لأن يكون شريراً عندما أريته خطأ طرقه. ثم حاول والدك أن يرمي بثقله للتأثير علي فتحدثت معه.. وهكذا تخلي عن أي تفكير بأخذك إلي المحاكم وتشويه سمعتك.


- والتر.. ماذا فعلت بالضبط؟


- لا شيء حقاً.. فوالدك سمكة كبيرة في حوض صغير.. ووالدي سمكة كبيرة في المحيط. ويستطيع أن يدمر والدك باتصالين هاتفيين, أو ثلاثة في الاتجاه المطلوب. وفكرت أن أشير بهذا له.


فقالت جاكلين بسذاجة: أوه.. لا بد أن والدك ثري كبير.


- ثري جداً.


- إذن لن يحاول والدي خطف دوغلاس ثانية.


- أبداً.


- ولكنك لا تبدو أبن رجل ثري.


- لقد أردت دائما أن أشق طريقي بنفسي, لا أن أكون معلقا بأذياله.


وكان في صوته لهجة من لا يريد إكمال الحديث, فأضافت بهدوء:


- هذا صحيح.. لقد أخبرتني أنك تركت منزله وأنت في السادسة عشرة. فكيف أنت الآن مع والدك بعدما كبرت؟


- بالنسبة لرجلين قيمهما في الحياة متنافرة, ويتشاركان في ماض عاصف واحد, نحن متفقان جيداً. كما أتوقع أن يتفق دوغلاس مع جدك.. لو أعطي نصف فرصة.


وأحست بأن هذه ضربة مباشرة.. فقالت بحرارة"


- إذا كان والدي يشعر بالوحدة فهذه غلطته.


ونظر إليها من فوق رأس دوغلاس. ولم يكن قد نظر إليها كثيراً منذ غادروا المطار. وقال:


- هناك شيء أريد أن تفعليه.. أريدك أن تذهبي لرؤية والدك لوحدك..لقد آن لكما لتتخليا عن أشباح الماضي.


- إنه ليس شبحاً.


- إنه رجل عجوز فقد ولده وفقد معه صلته بالمستقبل.. ولقد أخطأ كثيرا بالتمسك بالمستقبل عبر دوغلاس.. فإذا ذهبت لرؤيته.. وأعني رؤيته حقيقة .. لن تجدي الكثير لتخافي منه..ولأجل دوغلاس إن لم يكن لأي سبب آخر.. أحب أن تذهبي.


ونظرت أمامها مباشرة إلي سواد الطريق, ترفض أن تلزم نفسها: ربما.. سأفعل.


- جيد.. سأبقي مع دوغلاس في الغد.. وسأتصل بالآنسة.. مهما كان اسمها.. صاحبة محل الأزياء لأقول لها أنك ذهبت علي عجل لأمر عائلي طارئ.


- غدا.. ماذا تعني غدا؟


- طائرتي لا زالت في المطار.. وبإمكانك الطيران بها إلي نيوكاسل وستكون هناك سيارة بانتظارك لنقلك إلي قصر والدك. وتستطيعين العودة في نفس اليوم..الأمر بسيط.


- كم لطف منك أن ترتب لي أمور حياتي!


- لن أحاول أن أتدخل بأي طريقة أخري.. أقسم لك.. جديا يا جاكلين .. لقد آن لك أن تذهبي, بينما والدك ما يزال مؤدبا وزيارة دوغلاس له لا تزال عالقة في ذهنه. ولن يكلفك هذا شيئاً.


تحت الشعور بالغضب لشهامة والتر وللاضطراب من فكرة مواجهة والدها, كان يختفي شعور آخر: الأمل. فلو ذهبت إليه في الغد, فسوف يكون والتر بانتظارها هنا عندما تعود, وعلمت بصدق, أنه علي حق. وأنه آن الأوان لمواجهة والدها كامرأة ناضجة تنوي بناء علاقة من نوع جديد معه, مهما كان ذلك صعباً, لأنها ستكون شاملة دوغلاس.


- حسن جداً.. سأذهب.


- حسن جداً.. سأتصل بصديقي الطيار الليلة, لأرتب الأمور.


ولم تقل جاكلين شيئاً, فقد أحست وكأن ريحا عاتية قد اقتلعتها من حيث هي لترميها في مكان مجهول.. وبعد أميال قليلة, استدار والتر ليتجه نحو منزلها.. ووصلا.. وكان المنزل يغط في الظلام, إذ إنها لم تفكر بإضاءة أي من الأضواء عند مغادرتها المنزل.. وأطفأ والتر المحرك:


- سأحمل دوغلاس إلي غرفته.


وخرجت جاكلين من السيارة وأعصابها متوترة, وتحس بنوع من الإرهاق العاطفي: ولكنها لا تستطيع الاستسلام لهذا الإرهاق, فبطريقة ما يجب أن تخترق تحفظ والتر.. إنها تريده الليلة معها..تريد أن تنام وهو إلي جانبها, وتستيقظ وهي بين ذراعيه.


كان يجمع جسد دوغلاس المتراخي بين يديه, وتذكرت كيف كانا يسيران معا, يدا بيد, في المطار.. وأحست بالغيرة.. فخافت من نفسها, وسارعت إلي المفتاح لتفتح الباب وتدخل إلي الردهة وتضئ الأنوار. وبعد دخول دوغلاس إلي الحمام مترنحا ثم خروجه منه مترنحاً, حمله والتر إلي غرفته وخلعت جاكلين عنه ثيابه وألبسته ثياب النوم, ثم وضعاه معا في فراشه. وكانت الغرفة معتمة وعملهما حميم.. وأحست بأعصابها تتوتر حتى نقطة الانهيار وهي تقبل ابنها, ثم نزلت إلي الطابق الأرضي وهي تعلم أن دوغلاس قد غط في النوم ثانية حتى قبل أن تترك غرقته وتبعها والتر.


في القاعة. استدارت تواجهه. تقف بينه وبين الباب.. والنور من السقف يشع علي وجهها وعينيها الزرقاوتين المثيرتين. لون سترتها الزهري يبرز بياض بشرتها, ووجهها. ووضعت يدها علي كم سترته قائلة: والتر؟


- اتركيني استخدم الهاتف.. أيمكن لي هذا؟


وأنزلت يدها عنه: أنت تعرف أين هو.


وذهب إلي المطبخ, ثم سمعت همهمات صوته العميق.. وطلب رقما آخر..فبقيت حيث هي, تشد سترتها من حولها..فهي تشعر بالبرد, ولا يمكن لغير والتر أن يدفئها.. وراقبته وهو يعود إليها.. قائلاً:


- تقرير الأحوال الجوية جيد لأربع وعشرين ساعة القادمة.. لذا فصديقي يرغب بالإقلاع عند العاشرة..هل هذا توقيت جيد لك؟ ستتمكنين من إرسال دوغلاس إلي المدرسة قبل ذهابك.


فأطرقت برأسها وهي تعلم أنها ستوافق علي أي توقيت, فما الفرق؟


- عظيم... سيكون صديقي بانتظارك في قاعة المغادرة.. إنه شاب قصير.. يرتدي بزة زرقاء.. وسيعلمك كم بإمكانك البقاء مع والدك. فهو يريد العودة إلي لندن قبل المساء.. واتصلت بوالدك لأخبره أنك قادمة.


- لن أستطيع التهرب من هذا.. أليس كذلك؟


وأحست وكأن عينا والتر محيطان عميقان تبتلعانها إلي ظلمة أعماقها. وقال بخشونة:


- حسنا.. علي الذهاب الآن.. ةلتكن رحلتك موفقة في الغد.. وأحست بقلبها يخفق بغير ارتياح في صدرها. فقالت بصوت بدا إنه صادر من مكان بعيد:


- ذاهب؟ ألن تبقي هنا؟


- لا حاجة لبقائي.. أنت آمنة الآن.


- لم أكن أفكر بسلامتي يا والتر.


- لقد حجزت هذا الصباح لإقامتي في فندق قريب من البلدة.


- أريدك أن تبقي هنا.. أرجوك يا والتر.. لقد اشتقت إليك.


ولمحت شيئا يعتري وجهه. وبسرعة حتى إنها ظنت نفسها تتخيل. وأخفض نظره عنها وهو يقفل سترته وقال ببرود أكثر إيلاما من الغضب:


- إذن.. أنت حمقاء يا جاكلين.


وأخرج مفاتيحه من جيبه. فوقفت دون حراك وكلماته تحفر بألم في عقلها المتعب..حمقاء..حمقاء..حمقاء.


ثم تجاوزها, وتلامسا, مما جعل الرجفة تسري في جسدها. وراقبته وهو يخرج, وعضلات حنجرتها مشلولة, ومشاعرها مزيج من الغضب والألم والإرهاق.. وأغلق الباب خلفه بحدة.


وكأنها طيف التقطته عدسة آلة تصوير, وقفت جامدة.. لقد قالت له ما تريد.. لكنه لم يستمع إليها..


فمن الواضح أنه لا يرغب بما ترغب به.


نهاية الفصل الثامن

زونار 16-09-09 07:56 PM

~ لقاء هادئ~


الحادية عشرة والنصف من الصباح التالي,كانت جاكلين تدق جرس باب والدها,وكانت أشجار الصنوبر التي تحف بمدخل المنزل تترنح في الريح الذي كان يهب باردا..وفتحت السيدة بوندي الباب بأدب أكثر من الحرارة..وقالت:
-صباح الخير آنسة بنتلي..كنا نتوقع قدومك.
ولم تحب جاكلين أن تناديها بالآنسة بنتلي ..لقد قررت وهي تجلس في مقعدها على الطائرة الخاصة ..أن اليوم يجب أن يكون يوم التغيير.ووالتر سيكون على أول القائمة..فعندما تعود الليلة..لن تسمح له بسهولة أن يتجاوزها ويخرج إلى العتمة...كما فعل بالأمس..وسوف تقاومه,حتى لو اضطرت لأن تقول له أنها تحبه..وفي منزل والدها,وبأقصى مالديها من قدرة,سوف تتصرف على أساس أنها أم تعيل إبنها بدلا من أن تتصرف انطلاقا من ضعفها القديم ,كأبنة خائفة..مٍُسيطر عليها.ففي زيارتها الأخيرة هربت من أبيها خائفة,ولن تهرب منه اليوم.
وهكذا قالت ,وهي تضم أطراف سترتها إلى جسدها:
-إنني أستخدم إسم والدتي الآن سيدة بوندي..أنا الآنسة إيفانز..أرجو أن تكون السجادة قد نظفت تماما بعد زيارة ولدي ولدي يوم أمس.
-لقد كان هذا حادثاً مؤسفاً..على كل لم يترك أي أثر ,لقد ساعدني السيد شيرمان بوصفة رائعة لتنظيفه.
ولم ترتجف إبتسامة جاكلين:
-إنه حادث لاذنب لدوغلاس فيه.
وهزت السيدة بوندي رأسها,فعلى الرغم من أنها إمرأة باردة فقد كانت منصفة أيضاً:
-هذا صحيح بالتأكيد.. السيد بنتلي في غرفة الأستقبال.
ورفعت جاكلين هامتها وأبقت إبتسامتها ثابته,وفتحت الباب الزجاجي المرتفع,لتدخل غرفة الأستقبال وتقول :
-صباح الخير يا أبي.
ووضع والدها المجلة التي كان يقرأها من يده,ووقف:
-جاكلين..أتحبين القهوة بعد رحلتك.
وسارت عبر الغرفة وكعب حذائها يقرع فوق الخشب الذي يكسو الأرضية,وقبلته على وجنته,ملاحظة بإرتياح أنها فاجئته ببرودها:
-لا..شكراً..لقد تناولت القهوة في الطائرة.
وجلست بأناقة في مقعد مخملي,وتابعت:
-أظن أنك تمتعت بزيارة دوغلاس يوم أمس؟
وجلس إليوت بنتلي على مقعد قبالتها ,ووضع ساقاً فوق الأخرى بقليل من العجز..فأضافت بسرعة:
-هل داء المفاصل يزعجك؟
-إنه طقس الشتاء الذي يزعجني.
-يجب أن تسافرإلى مكان مشمس لتتمتع بالدفء.
-أنا رجل مشغول دائماً ياجاكلين.
فتجاهلت ملاحظته المقصودة وقالت بإصرار:
-أنت لم ترد على سؤالي.
وقطب والدها في وجهها بحاجبيه البيضاوين الكثيفين:
-إنه شاب صغير يؤمن في أن يقول كل ما في ذهنه.
-شكراً لك..لقد ربيته على هذا.
-الأطفال كانوا يراقبون ولا يصغى إليهم في زمني.
- وربما يكون هذا هو سبب حبس مشاعرك في داخلك..الأمر الذي أثر علينا جميعاً.
-دعيني أقدم لك شيئاً من شراب الكرز.
-سيكون هذا رائعاً.
وراقبته ينقل خطاه بتثاقل نحو رف الشراب ,ولم تقدم له أي مساعدة عندما لاقى صعوبة وضع الأكواب فوق الصينية..هل كان دائما غير متزن هكذا؟أم أنها,وكما قال والتر,لم تشاهده حقبقة وبوضوح من قبل؟
لم ترغب في التفكير الآن بوالتر,ليس في وقت هي بحاجة إلى كل شجاعتها وتركيزها معها,وأخذت الكأس من على الصينية الفضية وارتشفت قليلاً من الشراب.
-على الرغم من كثرة كلامه..أتحب أن تراه ثانية؟
-لم أكن أتوقع مثل هذا العرض..بعد ماحدث بالأمس .
-لد قال والتر أن ماحدث بالأمس لن يتكرر .
-أجل ..لن يتكرر.
وارتشف قليلاً من شرابه..لم يكن أبداً في حياته رجلاً معتدلاً,وسألته:
-هل أنت آسف لما فعلته؟
وحدقت عيناه الزرقاويين في عينيها:
-أنت تريدين الأنتقام..أليس كذلك؟
وارتجفت في داخلها..كما كانت ترتجف دوماً أمام غضبه..ولكنها ظاهرياً بقيت محافظة على هدوئها ، ولم ترد.
واعترف اليوت بنتلى بنفاذ صبر:


-ما كان يجب أن أفعل هذا . هذه غلطة مني.. أيرضيك هذا فهزت رأسها. فهي تعرف مدى تاثير هذا الإعتراف عليه. وقالت: وأنا كذلك أخطأت.. كنت خائفة منك منذ مدة ما عدت أذكرها. لذا بقيت دوغلاس بعيداً...
-ولكنك لا تبدين خائفة منى الآن؟
وحدق بها.. فقالت دون أن تستطيع منع ابتسامتها:
- لست خائفة في الواقع. فقد تغيرت كثير من الأشياء منذ رأيتك آخر مرة. وسأكون سعيدة لأراك دوماً،وأن أجىء بدوغلاس معي.. فهو يحب أن يزورك أيضاً.
واهتز الكأس في يد والدها المرتجفة حتى أنه انسكب
من حافتيه وسألها:وكيف عرفت؟


- لقد قال لي بنفسه.
فاجتاحت وجهه بسمة رضى، وكأنها شمس الشتاء.
- إنه يريد أن يرى مجموعة بطاقات كرة القدم التي معي.
وقالت جاكلين بإصرار: لقد أحبك ياأبي.
وهي في السابعة والعشروين نادراً ما استخدمت هذا الاسم له.
-جدي.. أبي.. ماذا يخبىء لي القدربعد؟ هل أنت واثقة إنه أحبني؟
فضحكت، ضحكة مرحة حقيقية:
-هيا.. أعترف بالحقيقة.. أنت تموت شوقاًلرؤية حفيدك ثانية.
- لن أمانع في رؤيته مرة آخرى.لا.
- أنت منافق.. ألن تقدم لي كأساًآخر من شراب الكرز؟
- ألن تخافي أن أؤثر على ولدك ليتسلم آعمالي؟ فهذا ما أنويه يا جاكلين.
فردت عليه وهي كلماتها بحذر:
- دوغلاس لايزال في السابعة من عمره. ولكن لديه أفكار مححدة حول مايريد وما لايريد وفي الوقت الحاضر يهوى لعبة كرة القدم وبناء الصواريخ للوصول إلى القمر.
ولايريد دراسة اللغة. وأظن أنك ستجده أكثر من شبيه بك يا أبي. ومن يعلم، ربما عندما يكبرسوف يرغب في تسلم أعمالك؟ ولكن لأنه يريد. وليس لأنك تريد غسل دماغه.
وقطب اليوت في وجهها: أنت محقة تماماً.
وقالت بدهشة، لسهولة نقاشها معه
أجل.. أنا محقة. إذن، متى ستأتي به.
سأراجع مواعيدي عندما أعود إلى المنزل وفي أول عطلة أسبوع لا عمل لي فيها ستأتي لزيارتك. ربما بعد ثلاثة أسابيع أعدك.
ودفع نفسه عن مقعده. وأخذ منها الكأس. وسار فوق السجادة العجمية الأثرية في طريقه إلى رف المشروب وصب لها شراب الكرز وهو يقول:
- شكراً لك.
عندما عادت جاكلين إلى منزلها في السابعة والنصف مساء,لم تشاهد سيارة والتر,ودخلت المنزل,وهي تعلم أن المنزل فارغ .وشاهدت مغلفاً أبيض على الطاولة في الردهة.ففتحته وأخرجت منه ورقة صغيرة,كتب فيها:
"جاكلين..أرجو أن تكون إعادتي دوغلاس إليك بطريقة ولو صغيرة قد عوضت لك نقص ثقتي بك..والتر"
وأضاف في الأسفل:"دوغلاس موجود عند مارتا".
وأسرعت إلى الهاتف لتتصل بمارتا,وأجابها أوليفر,ودون أن تقول من هي قالت:
-أوليفر..هل والتر عندكم.
-أهذا أنت ياجاكلين؟لا..لقد أصر على الذهاب منذ نصف ساعة.
لابد أنهما تقابلا على الطريق ولم تلاحظه في الظلام.
واستندت إلى الحائط تتنهد..مافائدة قرارها بالتغيير وهو ليس هنا؟إنه لم ينتظر حتى لرؤيتها.


-جاكلين ألا زلت على الخط؟
فهمست:
-أجل..لا زلت هنا.
-سأتي بدوغلاس وأصل بعد عشر دقائق.
وأخذت كل تحركاتها تصبح آلية,فعلقت معطفها,وخلعت حذائها. ثم دخلت الحمام,وأزالت المكياج عن وجهها..وعندما رن جرس الباب..رسمت بسمة على شفتيها وفتحته..وصاح دوغلاس:
-مرحبا أمي..أنظري إلى هذا.
وكان ما أعطاها ورقة إمتحان باللغة الإنجليزية حصل فيها علامة واحد وسبعين..فابتسمت وهنأته,واستمعت إلى أحداث يومه المختلفة,وأخبرته عن زيارتها المقترحة لجده.بينما كان أوليفر يصنع فنجان شاي وضعت دوغلاس في الفراش,وقرأت له فصلاً من آخر قصة علمية خرافية .ثم نزلت لتواجه أوليفر.
وكان أوليفر ,الذي يعيش لساعته فقط,قد غط في النوم على الأريكة,فهزته ليستفيق,فتثائب,وابتسم لها عبر لحيته الكثة.
-مارتا وأنا نعتقد أن عليك الذهاب إلى لندن حال أن تحزمي حقيبتك.
-ولماذا؟ ليصفق والتر الباب في وجهي؟
-بل لتتكلما بتعقل..لن يستمع !ولا أنت.
وأنهارت على كرسي:
-أنا متعبه ياأوليفر ,ولا مزاج لي للنقاش.


-من دون نقاش,والتر رجل متكبر وكتوم ,وهو يعرف جيدا أنه أساء الحكم عليك,ولا يستطيع أن يستوعب في ذهنه السميك المتعجرف أنك ربما تسامحينه..والأمر عائد إليك لإقناعه..أنت تسامحينه أليس كذلك؟
-إذن أنت تقترح علي الذهاب إلى لندن على الفور؟في أعقابه مباشرة؟
-بإمكانك الأنتظار حتى الغد..إنها نهاية الأسبوع ,ولا مدرسة.وسنأخذ دوغلاس عندنا..وسأراقب لك المنزل.
ومسح على شنبه بإنتصار..وفجاءة سقط كل قناع إدعاء على وجه جاكلين.
وقالت مرتجفة:
-أنا خائفة من الذهاب ياأوليفر.أنا ضعيفة أمامه,وإذا طردني لست واثقه أنني قد أتحمل.
-أنا واثق تقريباً أنه لن يفعل..ولكن أظن أن هناك مخاطرة.
- سأذهب.. غداً.
ولم تشعر بشيء..مجرد إنتظار..فما تبقى يعتمد على والتر..وفي الصباح التالي كان الثلج يتساقط وهي تتجه بسيارتها نحو لندن.ولن تصل في مثل هذا الطقس قبل بعد الظهر..ونظرت إلى السماء بقلق وهي تخرج من الطريق الفرعي إلى الطريق الدولية المتجهة إلى لندن.
وفتحت الراديو تستمع إلى آخر نشرات الطقس,وخاب أملها عندما سمعت المذيع ينصح السائقين بالألتجاء إلى أقرب فندق.ثم سمعت أن رحلات القطارات والباصات والمطارات قد ألغيت بسبب حالة الطقس لقد علقت إذن,وعليها أن تلجأ إلى أقرب موتيل.
ومر الوقت بسرعة,وذهبت إلى النوم باكراً,عندما أستفاقت وجدت أن الثلج لايزال يهطل.وسمعت من الراديو أن الثلج لن يتوقف قبل بعد الظهر على الأقل.وبإمكانها في مثل هذا الطقس السير على الأقدام أسرع من السيارات وتوجهت إلى موتيل المطعم,حيث تناولت الإفطار.
عند الثانية بعد الظهر.توقف الثلج ومات الريح.وتم جرف كل الطرقات.
وعند الثالثة خرجت جاكلين إلى سيارتها لتنطلق في طريقها إلى لندن .وما إن وصلت حتى توجهت رأساً إلى عنوان منزل والتر,وكانت الرحلة بطيئة بسبب كتل الثلج والشاحنات العالقة على الطريق.نزلت من السيارة,لتقف على الرصيف تنظر إلى منزله,ثم سارت عبرالممر,الذي جرف عنه الثلج مؤخراً,ودقت جرس الباب وهي تحس بالتوتر الشديد.
ولم يفتح الباب أحد..ولم تشاهد سيارته العنابية متوقفه أمام المنزل.ودقت الجرس مجدداً..وعندما لم تلق رداً,أخذت تدق الباب بيدها خشية أن يكون الجرس معطلاً.حتى ولو أن والتر ليس هنا..ألم يذكر مدبرة منزل مقيمة؟
ولم يرد لا والتر ولا مدبرة المنزل..وسارت حول المنزل إلى الخلف حيث وجدت بوابة خشبية تقود إلى الحديقة الخلفية والكاراج الذي كان بدوره فارغاً..إذن.. والتر ليس هنا!
ووجدت مقعداً خشبياً جذاباً داخل الباب,مخبأ بين الشجيرات فنظفته جيداً من الثلج وجلست عليه تفكر.
إنها لاتدري أين هو والتر.مع أن جرف الثلج عن الممر وعن الحديقة الخلفية يدل على أنه لن يتأخر ..وفتحت حقيبتها لتعد ماتبقى معها من مال ..فاضطرارها لضاء الليل على الطريق في موتيل ,قد كلفها ماكانت تعتمد عليه لتصرف منه وتعبىء الوقود لسيارتها ..وتساءلت إذا كان ما معها يكفيها لتنزل في فندق لهذه الليلة,فهذا أمر مستحيل إلا إذا كان الفندق رخيصاً وقد لا ترغب في الأقامة به.
وقررت أن تنتظر لساعتين.وأراحت نفسها أكثر على المقعد.من حسن حظها أن الطقس لم يعد بارداً كثيراً.والحديقة محمية من الريح.ولو لم يعد والتر إلى المنزل في التاسعة,ستبحث عن هاتف لتطلب رقم هاتفه بإستمرار.
كان يجب عليها أن تخبره بقدومها,ولكنها كانت تخشى أن يرفض مقابلتها,والوصول إلى منزله فجأه كان الرأي الأصوب.
وقرأت قليلاً في كتاب كان معها إلى أن لم تعد تستطيع الرؤية.فبدأت السير في الحديقة لتدفىء قدميها..ولم تكن نامت كثيراً خلال الليالي الثلاثة الماضية,فقد عاشت مشدودة الأعصاب منذ إختطاف دوغلاس,فعادت إلى سيارتها لتفتحها وتضع حقيبتها على المقعد الخلفي ثم تسند رأسها إليها..بعد ثلاثين دقيقة إذا لم يعد والتر ستغادر عائدة إلى منزلها.وأغمضت عينيها.بحق الله..جاكلين؟
كانت فوق بحر متجمد,تسير فوق الثلج بلون التركواز,وكأنها طائرة في السماء,وأخذ حذائها الجلدي ينزلق فوق الجليد,وقدماها باردتان..
شخص ما هزها بعنف من كتفها وقال لها بصوت مرتفع:
-جاكلين إستيقظي!
وجلست على المقعد بذهول,وعيناها مفتوحتان.وللحظات مريعة..لم تذكر أين هي.ثم حدقت بوجه والتر,على بعد سنتميترات من وجهها..وقالت دون وعي:
-هل عدت إلى المنزل؟
-كان يمكن أن تتجمدي وتموتي,لو لم تتركي السيارة في مكان أستطيع رؤيتها,لما عرفت أنك هنا.
ولم يبدو عليه السرور لرؤيتها,بل بدا غاضباً.ولكنها كانت تحس بالبرد الشديد فلم تهتم.وأنزلت قدميها إلى الأرض وصرخت لألم في ركبتها فصاح ثانية:
-بحق الله!
وحملها بين ذراعيه,وتقدم بها متعثراً بالثلج إلى باب المنزل فقالت له:
-أنزلني.
-وأتركك تقعين على وجهك؟لاتكوني سخيفه!
وفتح الباب بقدمه,ودخل,ثم أقفله بكوعه.وما أن غلفها دفء المنزل,حتى أدركت أنها كانت ترتجف,وغير قادرة على التوقف.
-منذ متى وأنتي هنا؟
-منذ حوالي السادسة.
-أتعلمين كم الساعة الآن؟إنها العاشرة والنصف!ومن حسن حظك أنني عدت إلى المنزل باكراً.
-ممايبدو عليك,لا أرى نفسي محظوظة..ماإسمها؟
وتوقف دون حراك عند أسفل السلم:
-فيكي.فيكتور شيرمان.ابن عمي الذي يملك أسطول الطائرات.
ومدت يديها تحت سترته تفتش عن الدفء,وهمست:
-فيكي..إسم جميل.
-أنتِ آخر شخص كنت أتوقع أن أجده عند بابي..ماذا تفعلين هنا؟
إنها المخاطرة فلتقم بها,وقالت متلعثمة:
-أنا..هنا..لأنني..لأنني أحبك.
ودون وعي منه أشتدت قبضة ذراعيه حولها:
-لا أصدقك..لأجل الله لا تتلاعبي بي..لا أستطيع التحمل!
-ولكنني..فعلاً ..أحبك..أوه والتر,أحس بالبرد الشديد!
وبقي هو جامداً:
-كيف يمكن أن تحبينني؟عندما كنتِ بحاجة لي,أمنت بكلام والدك وبنظرته للأمور بدلاً عن نظرتك.ولم أثق بك..لأنك إمرأهـ.
وأخذت تتفرس بقسمات وجهه..إنه بحاجة لحلاقة ذقنه وعيناه غائرتان في محجريهما ,فقال:
-تبدو بحالة مريعة.
-لا تغير ي الموضوع!
-أنظر إلي والتر.
وبمضض أدار وجهه إليها ,عيناه كبركتي دم.
-ماذا كنت تفعل لنفسك؟
-لم أنم طوال ليلة أمس.جاكلين لا يمكن أن تكوني تحبيني!لقد صدقت والدك ولم أصدقك.
-أعلم هذا..فأنت تعتقد أن كل النساء متشابهات..أمك التي هجرت أبيك..عشيقات أبيك,زوجتك,كل منهن هربت وهجرتك.
-أنت تختلقين الأعذار لي.
-أنا حاول أن أتفهمك.
أيعني هذا أنكِ قد غفرت لي.
أوليفر استخدم تعبير الغفران .ومرة أخرى ثبت لها أنه كان يعرف مايقول..فقالت وهي تحرك أصابع قدميها داخل حذائها لتدفئتها:
-أجل ..أغفر لك..وماذا غير الغفران جعلني أجيء إلى هنا؟
فقال بصوت متهجد:
-وأنا أحبك أيضاً.
لقد قطعت أميالاً طويلة لتسمع هذة الكلمات.ومع أنه قد تلفظ بها الآن,فإنها لم تشعر بشيء.فركبتاها ترتجفان,وتكاد تقع.
-أمر مضحك ..أنك لا تعرف كم تشوقت لسماعك تقول هذه الكلمات..ولكن بعد أن قلتها,لست متأكدة أنني أصدقك .ربما السبب الوحيد لقولك هذا,هو أنني أقتحمت عليك منزلك.وأنك تعاملني بأدب..ماكان عليٍِ أن آتي إلى هنا.
-أدب؟الأدب ليس له علاقة بالمرة بما أشعر به إتجاهك الآن..لقد أحببتك منذ أول لحظة ريتك فيها وقت العاصفة.
-لك طريقة غريبة في إظهار حبك.
فرد عليها بعنف:
-لم أكن أريد أن أقع في حبك ..ولا حب أي إنسان.
-لماذا لم تنم ليلة أمس والتر.
-لأنني لم أستطع تحمل الفراغ في منزلي..لأنني إشتقت إليك كثيراً..وظننت أنني سأموت رغبة بكِ.لأنني علمت أنني تخليت عن شيء ثمين في حياتي..وأنني حطمته لدرجة عدم القدرة على إصلاحه..وكل هذا بسبب خوفي من الثقة بك.
وتمنت لوتستطيع إزالة الألم عن وجهه,فقالت:
-أكره أن سمعك تتحدث هكذا.
-من بيني أحزاني..قصصت كل شبء على فيك..وقال لي أنني لا أستحقك,وأنني سأكون ملعوناً إلى الأبد إذا لم أستمع إليك.
للمرة الأولى منذ وصولها إبتسمت:
-إنه أوليفر آخر.
-ولكن الثلج هطل طوال النهار,وعلقت هنا,فتأخرت رحلتي إلى الغد.
-وهل كنت قادماً لرؤيتي حقاً.
-أجل..وكنت واثقاً تسعاً وتسعين بالمائة أنك ستطرديني عن عتبة منزلك,ولكنني كنت سأحاول..لأنني..ولا ألومك إذا لم تصدقي..أحبك..أحبك..أكثر مما أستطيع قوله.
-أظن أنني بدأت أصدقك.
وبإهتمام مفاجىء قال:
-أنت بردانة,وتبدين تعبة..هل ستبقين هنا الليلة؟بإمكانك النوم في الغرفة الأضافية إذا..
-ألا ترغب في أن أنام معك؟
-بالطبع أرغب!
العاطفة التي برزت في صوته جعلت قلب جاكلين يدق بسرعة أكبر,وقالت:
-هذاجيد..فأنا لا أريد النوم في الغرفة الأضافية.ولا أستطيع تحمل مصاريف الذهاب إلى فندق.ولا أنام عادة في الطريق داخل سيارة معرضة للتجلد.
-أتعنين أنك لا تملكين أي مال؟
وحملها ثانية ,وصعد بها السلم..فقالت:
-لدي أربعون جنيهاً فقط.
-وهل كان لديك خيارآخر سوى التجمد في سيارتك على باب داري؟
-كنت سأذهب إلى المطار لأنام على مقعد هناك.
فقال وهو يدفع باب الحمام بقدمه:
-لابد أنك تحبينني كثيراً..ستشرحي ذلك في مابعد,سأدير لكِ المياه الساخنة,وأجلب لكِ بعض الملابس الدافئة..هل أنتِ جائعة.
وعاد والتر إلى طبيعته..ولم يعد ذلك الرجل الذي لفته كل الشياطيين في الجحيم,فابتسمت له,ولم تعد أسنانها تصطك ,ووالتر قال لها مرتين أنه يحبها:
-لقد تناولت سندويشاً في مطعم الموتيل على الطريق حيث قضيت ليلة أمس..


-لدي بعض الحساء..سأسخنه لكِ.
ومرر لها من وراء الباب روباً من الصوف,فقالت:
-إذا كنا سنمضي الليل معاً..فأصر على أن تحلق ذقنك.
-وهل بدأت منذ الآن بإصدار الأوامر..هه؟أحبك كثيراً ياجاكلين..بكل كياني..أحبك.
فاهتزت روحها لكلامه,وأحست بالدمع يشق طريقه عبر جفنيها وهمست وهي تعلم أن كلماتها البسيطة هي كالقسم:
-أحبك أنا أيضاً.
-إذا سنكون على خير مايرام معاً..أليس كذلك؟خذي وقتك في الحمام..سأنتظرك في الأسفل.
منظرها في المرآه كان لأمرأة قد أعطيت هدية جميلة أمثر من أن تصدق.


وغاصت في الماء الدفىء..ثم جففت جسدها واستخدمت البودرة الرجالية,,وألتفت بالروب الصوفي الأخضر الداكن,,ونزلت إلى الطابق السفلي وتوجهت إلى المطبخ الذي كان من الطراز العصري الحديث المتفوق,بكل وسائله الحديثة المريحة..وقال لها والتر:
-أحب كل ماهو حديث..فالآلآت تشكل نصف متعة المطبخ .إجلسي هنا..هل تشعرين بالدفء؟
وأشار إلى قصعة من حساء الكراث.والبطاطا.وقطع من الخبز السميك..وبعد دقائق أطلقت تنهيدة إكتفاء:
-لقد كان هذا رائعاً..لقد أنقذت حياتي.
-في أي وقت..متى غادرت المنزل ياجاكلين؟
-لم يخطر ببالي أنني قد أضطر للنوم في الطريق.
-يبدو أن العواصف الثلجية تلاحقنا..أليس كذلك؟لماذا لم تتصلي بي لتعلميني بقدومك؟
-ظننت أنك قد ترفض إستقبالي.أكنت ستفعل ياوالتر؟
-مساء الجمعة ربما..كنت خجلاً جداً من الطريقة التي تصرفت بها معك.لقد تسببت بتخفيف مخاوفك منذ إختطاف دوغلاس,ثم إتهمتكِِ بإبتزاز المال من والدك..وفي كا الحالات كنت مخطئاً.فكيف لي أن أعوضك عن كل هذا ؟
-ألأجل هذا لم تنم ليلة الجمعة؟
-بحلول مساء السبت علمت أنني لن أنعم براحة البال أبداً لو لم أحاول على الأقل أن أاصلح بعض ما أفسدته.أقسم لكِأنني سأثق بكِ من الآن وصاعداً.أنا أقول أننا قد لا نتشاجر..وسأندهش إذا لم نتشاجر.ولكنني أعدك أن لا أتذكر كل الماضي خلال الشجار.
-أعدك بنفس الشيء والتر..فالزيارة التي قمت بها لوالدي كانت ناجحة.
وساد صمت قصير مشحون ,فقد نفذ الكلام نم كليهما:
-هل أتقدم بطلب يدكِ في المطبخ أولاً؟
-أنا راغبة بك منذ زمن طويل..فبإمكانك أن تطلبني في أي زمان ومكان.
-هل تتزوجينني ياجاكلين.؟
-أوهـ..أجل..سأتزوجك,سأتزوجك لأنني أحبك..وسأتزوجك لأجل دوغلاس,فهو سيتقبلك كوالده,أنا واثقة.
-ربما ستكون وظيفتي ثابته هنا في لندن..وعليك أن تبتعدي عن أوليفر ومارتا.وعلى دوغلاس أن يترك كل أصدقاءه.
-ولكنه سيكسب أباً..مع أنني سأشتاق لمارتا وأوليفر,فبإمكاني تبادل الزيارة معهما..ألايمكن أن نسكن في الريف؟
-بالطبع ..سنتشتري مزرعة.
-أفهم أن دوغلاس لن يحل أبداً مكان إبنك..ولكنني أعرف أنك سوف تحبه وكأنه إبنك بالفعل.
-سأفعل..أعدك.
ووقفت قربه..وقالت:
-سمعتك تذكر شيئاً عن النوم..ألم تفعل؟
-لقد لاقيت صعوبة كبيرة بإبقاء يداي بعيدتان عنك منذ رأيتك في السيارة نائمة.
-والآن لم تعد بحاجة لكبح نفسك.
وتردد لحظة:
-هل صدقت أنني أحبك؟
وأرتمت بين ذراعيه وعانقته هامسة:
-أصدقك.
-أشعر وكأنني خرجت من السجن لأقول لك هذه الكلمات لكِ..ولكي أرى اللمعان في عينيكِ عندما أقولها,ولكن أفضل أن تنامي لوحدك حتى الغد,لأرتب موعد زفافنا.
وحملها عن الأرض وقال:
-لقد مرت عليكِ ثلاثة أيام صعبة..وأنتِ متعبة جداً.
وتراقص الإنزعاج في عينيها:
-متعبه..أجل.ولكنني مقتنعة أن بإمكانك إقناعي أكثر بأنك تحبني ياوالتر.
ولم يكن من الصعب عليه أن يقنعها.


~النهاية~

Rehana 16-09-09 08:34 PM

يعطيك العافية..زونار

ساأطلب منك عندما تريدين تنزيل أي راوية في القسم

أن تعلني عنها في هذا الموضوع

http://www.liilas.com/vb3/t105977.html

وهذه الرواية من روايات " احلامي " وليست احلام

لذلك سوف تنقل الى قسم الروايات المنوعة

حساويه عنيدة 16-10-09 07:43 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sandy0 16-10-09 08:36 AM

ميرسى حبيبتى ع الرواية الجميلة

زهرة الماس 25-11-09 06:44 PM

يسلموووووووووووووووووو00000تحياتي لكي

جيرمون111 03-12-09 12:47 AM

مبدعة يا زونارا

الله يعطيكي العافية

وان شاء الله نشوفك تكتبي مثل هالروايات

تقبلي مروري البسيط

اخوكي المحب ... جيرمون111

رومنسية زمانها 05-12-09 08:18 AM

يعطيك العاااااااافية يارب لاهنتي قلبووو على المجهود الرائع

no77or 24-12-09 12:17 PM

تسلم الانامل ياعمري

انسى العالم 10-04-10 06:18 AM


يعطيك الف عافيه خيتو
روايه رائعه تستحق القراءه
يسلمواااااا....انسى العالم

دموع الغدير 10-09-10 11:50 AM

روووووووووووووووووووعه:toot:

الجيتار 11-09-10 04:52 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

laila12345 14-09-10 03:26 AM

روايه اكثر من روعه ومن اجمل الروايات التى قرأتها منظره البقيه علي احر من الجمر

نور 19-01-11 11:01 PM

يعطيك الف عافية

AZAHEER 20-04-11 01:49 AM

merciiiiiiiiiiiiii

hibo 21-04-11 07:28 PM

:55:
:110:

ربي اسالك الجنة 21-05-11 03:03 AM

يسلمووووووووووووووو حبيبتي على الرواية الرائعه ودمتي بود

fadi azar 10-06-11 12:07 PM

كتير حلوي ميرسي اختي عليها

فداني الكون0 03-09-11 08:35 PM

مشكوره حياتي علي الروايه

ندى ندى 12-06-12 05:01 AM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

تنبض همسات 13-06-12 11:26 PM

تسلم ايديكى على الروايه

فى قمه الابداع

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::toot::t oot:

nahlaali 21-08-16 11:49 AM

رد: 360-الحب ينتصر {كتابة}
 
تسلمي حبيبة ع الرواية الجميلة

فرحــــــــــة 30-08-16 08:38 PM

رد: 360-الحب ينتصر {كتابة}
 
غاليتى
زونار
رواية رائعة
سلمت يداكى على حسن الانتقاء
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى


الساعة الآن 11:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية