منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات أحلامي (https://www.liilas.com/vb3/f506/)
-   -   360 - الحب ينتصر ( من روايات احلامي المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t119536.html)

زونار 16-09-09 07:28 PM

360 - الحب ينتصر ( من روايات احلامي المكتوبة )
 
الملخص



بدافع الخوف أبعدت جاكلين ابنها عن جده الثرى والذى كان يرغب فى أخذه منها وتربيته بطريقته الخاصة ولثمانى سنوات ظلت تبعد ابنها دوجلاس عن جده ليس هذا فحسب بل وظنت نفسها على مستوى كل الرجال ...




إلى أن ظهر ( والتر ) والذى قلب حياتها رأسا على عقب ويعصف بكل الثوابت فى حياتها وحياة إبنها .

زونار 16-09-09 07:32 PM

الجليد


مالت جاكلين إيفانز إلى الأمام فى مقعد سيارتها , تحدق بانتباه أمامها , وكانت المساحات ,. تروح وتجي , لا لتمسح المطر عن الزجاج , بل رذاذ الثلج الذى يتكاثف بسرعة .



لقد بدأ الثلج يتساقط وهى فى منزل والدها الكبير المطل على البحر , تتحدث إليه فى غرفة الجلوس ... وزادت جاكلين من سرعة جهاز التدفئة فى السيارة ... ولكن كلمة " تتحدث " لم تكن مناسبة تماما لما حدث بينها وبين إليوت بنتلى وراء أبواب موصدة بدقة حتى لا يسمع أى من الخدم ما يدور .. بل أن كلمة " الجدال " كانت أقرب للحقيقة , مع أن الجدل قد لا يحمل ثقل الحديث المأساوى الذى انتهى بغضب والدها الشديد , واصفرار وجهها بالرعب .



ولكن مهما وصفت ذلك الجدل , فالأمر الآن لم يعد يهم .. ففى الوقت الذى غادرت فيه " سندريلا " منذ ساعتين ونصف ... كان الثلج يهطل بشدة ,. وفى ظروف عادية لما كانت قد بدأت هذه الرحلة التى قد تستغرق فى أفضل الأيام أكثر من ست ساعات .. ولكن الظرف لم يكن عاديا .. ولا قوة فى الأرض يمكن أن تجعلها تبقى فى ذلك المنزل .



وها هى الآن على بعد مئة ميل من سندريلا فى وسط الوادي الذى يحاذى جبال " بنايرز " .... ولطالما تزلجت على تلك السفوح هناك على بعد أميال من الطريق العام , أما الآن فقد تدفع جاكلين أى شئ تملك لتصل إلى الطريق الرئيسية وراء هذا الوادي باتجاه بلدة " درم " ثم درالنغتون. لتستلم الطريق الدولية التى توصلها إلى لندن , الى منزلها .. حيث هو باتريك .



واشتدت قبضتها دون وعى على المقود ... لم تكن تتحمل أن تفكر دوغلاس . ليس الان فى وقت يجب أن تركز فيه على ابقاء السيارة على الطريق ,. والطريق هذه لم يتم جرفها منذ ساعة على الأقل , وبدأت أثار الإطارات تعمق اكثر فأكثر , والأسوء أن أثار الإطارات قد بدأت تتجلد وتصبح منزلقة .



وأخذت مؤخرة السيارة تتمايل من جهة إلى أخرى . فخفضت جاكلين ضغط قدمها عن دواسة البنزين , .وما أن استقام توازن سيارتها حتى شاهدت سيارة وقد علقت فى الثلج والسائق يحاول سحب كتل الثلج من تحت إطاراتها الخلفية. تلك السيارة كانت بحجم سيارتها . فعضت على شفتها وزادت سرعة سيارتها فزعة .



قفزت عقارب الساعة فى السيارة إلى السابعة .. إنها تبعد الآن ثمانين ميلا على الأقل من الطريق الدولية ,.والعتمة قد بدأت تخيم . ولكن على الأقل لم يكن هناك رياح , والطريق الدولية ستكون سالكة , وسوف تتمكن من الوصول بسلام إلى لندن.وهى تسكن غير بعيدة عنها , وبإمكانها متابعة الطريق إلى منزلها لوحدها .



واستدارت الطريق الرئيسية قليلا إلى اليمين , وبدا من بعيد مرتفع صخرى ... ثم شاهدت جاكلين فوق بياض الثلج أضواء صفراء .. وأحست بالغبطة ... ها هى الجرافات ... وأخيرا يجرى فعل شئ لتحسين وضع الطريق ... هذا رائع !



وأحست بغبطتها تتلاشئ بنفس السرعة التى تصاعدت فيها . فالأضواء الصفراء كانت مثبتة على سيارتى جر " قاطرات " متوقفة إلى جانب سيارة شحن كبيرة جانحة على جانب الطريق , ومقصورتها ملتصقة بالمرتفع الصخرى. ولو أن شاحنة بهذا الحجم انزلقت على أية سيارة لما كان لها فرصة بالنجاة .



وتبعت الأضواء الخلفية الحمراء لسيارة أخرى , وخففت سرعتها إلى عشر كيلو مترات فى الساعة.. ولم تصل إلى منزلها بهذه السرعة .. أوه ... يا دوغلاس ..



لقد قال لها والدها : المال يفعل أى شئ .. أى شئ على الإطلاق , أسوأ شئ فى وضعها المالى هو أنها هى بنفسها سعت لهذه الزيارة لوالدها , وبمحض إرادتها , وبدوافع طبية ,. فمنذ أسبوعين وما أن قرات خبر موت شقيقها روبرت فى الصحف , حتى سارعت لحضور الجنازة وأخذت دوغلاس معها .. ومع إنها لم تكن قريبة من شقيقها , الذى يكبرها بإحد عشر سنة ونسخة ثانية من والدها ... فقد كان ذهابها إلى الجنازة لاجل والدها ... أما زيارتها له اليوم , التى قامت بها لوحدها , فقد كانت بدافع الشفقة على الرجل الصغير الحجم ,.والذى أخذ يتضائل حجمه أكثر , لما شاهدته من انهيار بدا عليه فى الجنازة , ولارتجاف أطرافه تحت بدلته السوداء , وتوقعت أن تقدم له بعض السلوان اليوم ,. والحب , ولكن الواقع أن زيارتها انقلبت إلى عكسها تماما .



وفجأة شاهدت المزيد من الانوار أمامها . زرقاء حمراء هذه المرة , إنها سيارات البوليس ... حادث ما يا ترى ؟



وأضاءت الأنوار الخلفية للسيارة التى أمامها , فتوقفت خلفها .. وترجل سائق السيارة وتوجه إلى سيارة البوليس ... وجلست جاكلين دون حراك ... لو أن هناك حادث .... ستتأخر .. فلماذا التوقف ؟ وتركت محرك سيارتها مشتعلا ونزلت بدورها من السيارة .. وتجنب السير فوق الثلج . وتخطت السيارة التى أمامها لتجد رجل بوليس وأقف هناك برداءه البرتقالى ... وسمعت البوليس يقول لسائق سيارة شحن.



- الطريق مقفلة سيدى لقد دبرنا مكانا مؤقتا لبقائكم فى مدرسة قرب الطريق . ولو عدت إلى سيارتك فسيدلك وميلى إليها . شكرا لك سيدي i

وصاح السائق :



- اللعنة على هذا الإزعاج . لدى موعد هام فى نوتنغهام .



- الطريق الدولية مقفلة إلى نوتنغهام أيضا .



- ولكن مدرسة ؟ أى نوع من أماكن الراحة هذه ؟



- أفضل ما وجدناه فى هذه الظروف ... بعض السيدات المحليات يحضرون الطعام لكم .... وستجد راحة أفضل فى البقاء ليلا هناك بدلا من ...



وصاحت جاكلين :



- قضاء الليل ؟



- هذا صحيح سيدتى .. فأخر تنبؤات الطقس تقول أن هطول الثلج سيستمر الى بعد منتصف الليل . . وليس لدينا ما يكفى من الجرافات لتنظيف الطريق .
- ولكننى لا أستطيع البقاء ليلا !




- أخشى ان لا يكون خيار أخر سيدتى ...



دوغلاس ... وأحست بنوع من الهستيريا وهى تقول :



- لا أستطيع ! مستحيل ! يجب ان أصل لندن الليلة .



- الطرقات كلها ليست سالكة يا سيدتى . لو سمحت ,. عودى إلى سيارتك كي نتمكن من تحريك السيارة ..



وشاهدت وجه الشرطى الصارم على الأضواء الحمراء والزرقاء .. فأحست بجدية الموقف . وسألته يائسة :



- هل هناك هاتف يمكن أن أستخدمه ؟ يجب ان اوصل رسالة . والأمر مهم جدا !



- فى المدرسة سيدتى ... شرط أن تكون الخطوط لا زالت سليمة



وصاح صوت من خلفها :



- سيدتي الشابة .. هل تسمحين بالعودة إلى سيارتك كي نستطيع الوصول إلى مكان دافئ ؟



واستدارت على عقبيها وقد تملكها الغضب وصاحت :



- هل لك أن تهتم بشؤونك الخاصة ؟



- عندما تؤخرين السير هكذا برمته فى وسط عاصفة ثلجية يكون لى شأن بالأمر كما للأخرين .



فى الضوء الازرق كان شعره يبدو أسودا , أما فى الاحمر فقد كان يبدو أحمرا وفى كلا الضوئين كان أكثر رجل جاذبية شاهدته فى حياتها ,. ومع ذلك فلقد كرهته لمجرد النظر إليه , وفتحت فمها لترد عليه , فسمعت الرجل من الشاحنة الصغيرة يصيح به :



- هذه ليست طريقة مؤدبة للتحدث إلى سيدة ...



وصاح الشرطي :



- أرجوك عد إلى سيارتك فورا سيدي .. واتبع بقية السيارات .



وسارع سائق الشاحنة إلى سيارته دون أن ينظر ثانية إلى جاكلين . وبدأ يحرك سيارته تجاه سيارة بوليس أخرى متوقفة إلى مكان أبعد قليلا على الطريق ,.ورمقت جاكلين السائق الأخر بنظرة كراهية وتوجهت نحو سيارتها وصفقت الباب خلفها ... رجل لا يحتمل ! ليس من حقه أن يتحدث إليها هكذا ... أبدا .



واستدارت سيارة البوليس , وأضواؤها الدوارة لا تزال تعمل , إلى طريق فرعى جرف الثلج عنه جيدا ,. ووصلت القافلة بعد قليل إلى باحة , فى وسطها مدرسة عريضة البناء من طابق واحد , وأوقفت جاكلين سيارتها أمام سيارة الشحن الصغيرة , وأطفأت المحرك ...



الهاتف ... يجب ان أصل إلى الهاتف . ومدت يدها إلى المقعد الخلفى لتتناول حقيبة الكتف التى استخدمتها ليلة أمس , وحملت حقيبة يدها , وانتظر رجل البوليس أخر. وصول أخر سيارة فى القافلة وصاح أمرا ولكن بلطف :



- هل لديكم أن تتبعونى من فضلكم ... سيداتي سادتى ؟



من بين ذلك الجمع , كان هناك إمرأتان أخريتان , يرافقهما رجلا بدا أنهما زوجاهما .. وكانت جاكلين المرأة الوحيدة لوحدها . وأحست وهى تلحق بخمسة أو ستة من الجموع إلى باب المدرسة أنها لوحدها كثيرا .



وتابع الشرطي :



- سيحضر مزارع بعد قليل مع شئ ساخن لتأكلوه ....وإذا رغبتم فى دفع المال له فنحن نشكركم ... هناك بعض الفرشات فى غرفة الصف الاخيرة وحرامات فى الخزائن ... ونطلب منكم عدم التدخين فى الداخل .. قال أحد الزوجين المرحين أكثر :



- يبدو أن هذا قد حصل من قبل .



فرد الشرطى وهو يضحك :



- كل سنة سيدى . فهذا الجزء من الطريق ردئ ... ولن ينضم إليكم أحد , لإننا أقفلنا الطريق خلفكم على بعد أميال ... وستتمكنون من متابعة طريقكم صباحا. ربما عند السابعة ... وسيبقى واحد منا لإشاردكم .. أية أسئلة ؟



وحاولت جاكلين إبقاء صوتها هادئا :



- هل هناك هاتف هنا ؟



- هناك هاتف للإستخدام العام فى الردهة سيدتي .. أوه ... والحمامات على يمينكم من هذه الناحية .. هل هناك شئ أخر ؟



وانتظر قليلا . ثم حياهم مبتسما وخرج , وتولى الرجل المتزوج المرح زمام المبادرة :



- لماذا لا نذكر أسماءنا الأولى لبعضنا ؟ منتديات روايتى .أنتم ترون كيف سنقضى الليل معا . إسمى تد وهذه زوجتى مارى .


وابتسمت ماري وهي تزرر معطفها وذكرت جاكلين اسمها ثم سائق الشاحنة الذى كان يرمقها بإعجاب. ويجب ان تتعامل معه بحزم , وكان إسمه دايفد , بينما الرجل الذى أوقف سيارته قربها تمتم بشئ وكأنه يقول " تشارلز " ... أما سائق السيارة الحمراء التى كانت خلفها والذى ثبت أنه جذاب تحت الأضواء الثابتة كما بدا تماما فى الخارج وكان اسمه والتر ..



والتر ... الإسم مناسب له .. إسم رجولي مناسب ... ولكن ما يهمها ما إسمه ... واعتذرت لتذهب إلى الهاتف وهى تبحث عن قطعة نقود معدنية تستخدمها .... وبصلاة شكر قصيرة لأن الهاتف لايزال يعمل ...



وأدارت القرص على الرقم المطلوب :



- ألو ؟



- مارثا ؟ ... هذا أنا . جاكلين .


- كما أنا سعيدة لسماع صوتك .... كنت قلقة عليك .. لقد وصل الثلج إلينا , وننتظر المزيد ... لماذا تكون العاصفة غير المتوقعة هى الأسوأ ؟ .. هل أنتى بخير ؟



- سأمضى الليل فى مدرسة على طريق وادى " بنايرز " .. مارثا ...
- كم هذا رومانسى ؟ أهناك رجال غرباء سمر معكم ؟



- لا , مارثا هل لك أن تعتنى بدوغلاس جيدا ؟ لا تدعيه .



- كم أنتى قلقة دائما .. أنا دائما أعتنى به , وكالعادة هو يضربنى ... يقول أن عقله كعقل أمه ...


- قلت هل يمكن أن أحدثه ؟




- بالطبع ... دوغلاس .. إنها أمك .



وسمعت صوته الصغير يصيح فى السماعة :



- لقد ربحت خمسة مرات ومارثا مرة واحدة..



وابتلعت جاكلين ريقها لسماع صوته الحبيب ... إنه نقطة ضعفها ... الشق الذى فى درعها ,. وكم استغل والدها هذا بقساوة .



- ألا زلت على الهاتف ماما ؟


- أجل يا حبيبى , أنا هنا ... دوغلاس لن أعود إلى المنزل قبل الغد , أنا عالقة فى مدرسة بسبب العاصفة ..


لقد أعطونا فرصة نصف نهار من المدرسة ,. وتغديت مع كايت فوق الثلج لنصنع صاروخا .



كان دوغلاس مصم على أن يكون رائد فضاء .



وقالت له جاكلين بعناية :



- دوغلاس .. لا تتكلم مع الغرباء. ولا تقبل الركوب معهم فى السيارة .. أتفعل هذا ؟



- لقد كررت هذا لي ترليون مرة ماما .



- حسنا وهذه مرة أخرى .




- أوكي ...



- الامر مهم يا دوغلاس ....ساشرح لك عندما أعود إلى المنزل , ماذا لديكم للعشاء اليوم ؟




- مكرونة مع الصلصة ...



وبدأ يشرح لها عن الحلويات التى صنعتها له مارثا ...وهى تستمع له بسعادة . لم تلاحظ الرجل الذى خرج من قاعة المدرسة إلى الردهة ووقف على بعد خطوات منها .... وقالت لابنها :



- حبيبى .. على أن أذهب الآن .. فقد يحتاج غيري الهاتف .. اعتنى بنفسك .. وتذكر ما قلته لك .. أحبك يا دوغلاس .



- وانا أيضا .



ووضعت جاكلين السماعة مكانها , وللحظات أسندت جبهتها على الحائط البارد.. وسمعت صوتا يقول لها :



- أود استخدام الهاتف لو سمحت .



فأجفلت فأوقعت السماعة من مكانها .. كانت تظن أنها وحدها , وعلمت من سترى أمامها , فقد عرفت صوته .. وأعادت السماعة ببطء إلى مكانها , محاولة السيطرة على ارتجافها الداخلى الذى تملكها منذ حديثها مع ولدها , وكرر كلامه وقد نفد صبره :



- الهاتف .. أرجوك .



واحمر وجه جاكلين وقد لاحظت إنها كانت تحدق به بشكل غير طبيعى , كما كان هو يحدق بها ...منتديات روايتى . فهل لاحظ يا ترى الإثارة التى كانت تهز كل عصب من جسدها ؟ وقالت له وقد ثبتت عيناها إلى عينيه :



- شكرا لك على الإنتظار .



وخطا بضع خطوات نحوها :



- لقد أثرت على ... اتعلمين هذا ؟



- إنك تجعل هذا واضحا ؟



- أنا لست عادة فاقدا للذوق , واللطف ..



- أنا واثقة من هذا .



- ليس لأنك جميلة , فلابد أن رجالا كثيرين قالوا لك هذا . وانا لا يعجبنى أن أكون واحدا من مجموع تبدين , تبدين ضعيفة بعينيك الزرقاوين ... ومن حولك هالة من الضجر وأنت تستخدمين أنوثتك بذوق رفيع .. أليس كذلك ؟ معظم الرجال يقعون بهذه الطريقة , دون شك .... وأنا واثق أن هذه سلعة لها قيمة عندك .



واشتعل الغضب فى رأسها وصاحت :



- هل تلمح إلى إننى أحاول لفت انتباهك ؟



- ليس بالضرورة انتباهى .



- أوه ... العديد من الرجال إذن ؟ أكره أن أعيب نظريتك ... ولكنك بعيد جدا عن الواقع.ولمن كان مستعجلا للحصول على الهاتف , أنت تمضى وقتا أكثر من اللازم للحديث مع امراة من الواضح انها لا تعجبك ... فهل أنت واثق أنك أنت لا تحاول جذب انتباهى ؟



وسألها فجأة :



- ومن هو دوغلاس ؟



فشحب وجهها وقالت بصوت حاد كالسوط:



- وكيف عرفت بأمر دوغلاس ؟



- لقد قلت له أنك تحبينه منذ لحظات .



- أوه بالطبع ... ولكن امر دوغلاس لا يعنيك أبدا .



- هذه تمثيلية رائعة .. الأصابع المرتجفة الوجه الشاحب .. أنت ذكية .

وبكل صدق ... وبدفق من الحيوية التى تصدر مثل هذا الصدق ...



قالت جاكلين :



- أنت لا تعجبنى ... لا تعجبنى أبدا !



- إذن فلنتفق على عدم الإعجاب المتبادل .. ونبقى بعيدين عن طريق بعضنا فى الأثنى عشر ساعة القادمة .



- تبدو فكرة رائعة لى .. هذا أذكى شئ قلته حتى الآن .



وتقدم نحوها بخطوات أخرى حتى أصبحت تراه بوضوح :



- إذن أنتى لا تعتقدى أننى ذكى .



وتمنت فجأة لو أن مارى أو تشارلز أو حتى دايفد , يظهر واحد منهما. وردت عليه :



- لقد طبعت فكرتك عنى منذ اللحظة الأولى التى رأيتنى فيها أعترف بهذا ! المرأة العاجزة , الشقراء البلهاء المثالية .



فابتسم بمكر :



- لست مثالية تماما يا عزيزتى .



ولم تدرى ماذا أغضبها أكثر , ابتسامته أم معنى كلامه , ولكنها لاحظت أن يدها لم تعد ترتجف , وأن أعصابها قد هدأت , فرغما عن إرادته كان يسدى لها خدمة .... هذا الرجل الأسود الشعر الذى يكره الشقراوات .. وقالت له بسخرية :



- لنوضح بعض الأمور .... لقد ولدت شقراء بعينين زرقاوين , ويدل مظهرى على أننى توقفت عن النمو عند طول 165 سنتيم . ولاشئ أستطيعه حيال هذا كله ,. لذا , وإذا كان لديك مشكلة حول مظهرى , فهذه مشكلتك لوحدك , وليست مشكلتى , ثانيا : أتمنى عندما تقرر أن تتفضل بلفت نظر إحدى النساء , أن تختار حمراء الشعر أو بنية الشعر ,. وذلك لصالح المسكينات .. والآن ربما من الأفضل أن تجرى مخابرتك .. فلن ترغب في إبقاءها مننتظرة .. أليس كذلك ؟.



ضحكته هذه المرة كانت ضحكة إعجاب صريحة :



- هل قلت عاجزة ؟ أسحب كلامى !. أنت عاجزة كسمكة القرش .



لو أنها فكرت بوسامته قبل فقد جعلتها الإبتسامة لا يقاوم تقريبا . وهذا ما يعرفه دون شك . ولقد حان الوقت .... بل تأخر .. لتذهب من هنا .. فقالت ببرود :



- نحن ننحدر إلى مستوى الإهانات الطفولية ..



وتجاوزته لتمضى فى طريقها , أو على الأقل هذا ما كان فى نيتها أن تفعل .

ولكن والتر , وبسرعة لم يدركها بصرها , أمسك بكم سترتها وقال :



- تبادل الإهانات أمر مبهج .. ألاتوافقين ؟. لو إننا ألتقينا فى حفلة كوكتيل لكنا نتبادل حديثا متمدنا . ولكنا سئمنا .

- لا أريد أن أتعاطى معك بعد الآن . لذا .. لطفا .. ابتعد عنى .



وابتسم :



- بكل سرور .



وتمنت أن تكون لها الكلمة الأخيرة , ولكنها استدارت على عقبيها وأسرعت عائدة إلى القاعة , وكانت غرفة النساء ورائها تماما , فدخلت إليها وأغلقت الباب وراءها ,. ووجدت نفسها لوحدها , وتنفست الصعداء , فبعد السابعة من صباح الغد لم تشاهد والتر ثانية , وغسلت وجهها ويدها بالصابون الجميل الرائحة ونشفتها بمحارم الورق., ثم خرجت إلى القاعة .



خلال غيابها كان تيد ورجلين أخرين قد أعدوا طاولات تجاه الجدار , وعبر الباب فى نهاية القاعة كان رجلان يحملان قدرا كبيرا من الألمنيوم , فأسرعت لمساعدتهما. فطلبا منها الذهاب إلى غرفة الطعام لجلب بعض " طاسات " الحساء والملاعق , وتجمع الجميع بعد بضع دقائق حول إحدى الطاولات يتناولون الحساء والسندويتشات , وساد القاعة جو النزهات ... وكان حساء الدجاج والخضار لذيذا .. ولم تكن جاكلين قد أكلت منذ الصباح , فأكلت بنهم , تتبادل الحديث مع مارى إلى يمينها ولاتتودد كثيرا إلى دايفد عن يسارها , بينما أخذ والتر يرمقها من الطرف الاخر للطاولة .



وأحست بالسعادة تغمرها عندما سمعت والتر يذكر أن المطارات فى كل أنحاء البلاد قد توقفت عن العمل وأقفلت بسبب الثلج .... وهذا يعنى أن يد والدها قد أصبحت الان مغلولة ولن يستطيع فعل شئ والعاصفة مستمرة ... والشئ الثاني الذى عرفته هو أن والتر هو أيضا فى طريقه إلى لندن .



بعد الوجبة التى التهموا فيها كومة من السندويتشات إضافة إلى ثلاثة فطائر بالزبيب ,. شاركت جاكلين بتنظيف الصحون بينما أحضر الرجال الفرش ورتبوها على الأرض , ثم ابتدأت لعبة الورق .. شاركت جاكلين فيها ,. وكان لها ذاكرة قوية وإحساس حسابى فى لعب الورق وكلا الأمرين أورثتهما لابنها , وتحولت اللعبة إلى " البوكر " وازدادت كومة النقود المعدنية الصغيرة أمامها وطوال الوقت كانت تشعر بأن والتر يراقبها. حسنا .. هذا سيريه كم إننى شقراء غبية !



وما إن حلت الساعة الحادية عشرة حتى كان الجميع فى فراشهم , يتشاركون ما وجدوا من " حرامات " واضطرت جاكلين للبقاء فى ثيابها فهى لم تأت معها بروب منزلى., وثوب نومها رقيق , واستخدمت سترتها كوسادة ولفت حزاما رطبا حول ساقيها . وأغمضت عينيها .. وأبعدت والدها ....دوغلاس ... ووالتر عن ذهنها ... وغطت فى النوم .

( نهاية الفصل الأول )

زونار 16-09-09 07:37 PM

إرتجافة قلب




كان الظلام لا يزال مخيما عندما استيقظت جاكلين , ساقاها كانتا باردتان , وعنقها متصلب من قساوة سترتها ,. واستلقت دون حراك , تتذكر كل ما حدث فى اليوم السابق , وتتساءل عما إذا كان الثلج لا يزال يهطل .



وما إذا كانت الطرق قد فتحت .



يجب أن تكون الطرق مفتوحة .. فعليها ان تصل الى منزلها , المال يفعل اى شئ ... فعليها ان تصل الى منزلها ...



المال يفعل اى شئ .. اى شئ على الاطلاق .



والدها يريد أخذ دوغلاس منها .



والدها رجل ثري , ومعتاد على ان يحصل على كل رغباته , معتاد على شراء الناس بسهولة ,. ولن يسمح لابنته , ماتبقى له من اولاد , ان تجعله يفشل وعاجلا ام اجلا سيعرف انها تعيش فى ضواحى لندن قرب النهر فى منزل يخص إيلين وجشوا باكسترا..



وعندها ماذا سيفعل يا ترى ؟



سيأخذ عندها دوغلاس .. وهي تعرف إنه سيأخذه , فهو مصمم على ذلك .. فماذا بحق الله يمكنها أن تفعل ؟



عليها ان تقاومه .. بكل سلاح فى متناول يدها ... ويجب عليها ان تحاول خداع إليوت بنتلى .. فدوغلاس يستحق تربية أفضل من نوع التربية التى حصلت عليها فى كنف والدها .



ولكن والدها لديه المال , وبإمكانه استئجار المحامين ليشوهوا سمعتها , وجعلها تبدو غير ملائمة لتكون أما لطفل صغير ... وهذا احد التهديدات التى أطلقها فى وجهها يوم أمس , بعد أن فقد اعصابه عليها.هو يمتلك الكثير من المال , والسلطة التي يشتريها المال ... وهي لا تملك أى من الاثنين .



وأغفت لعشر دقائق . توقف خلالها تيد عن الشخير , وبدأه دايفد . وهدرت جرافة ثلج فى الخارج .. وانتظرت دقائق لترى ما إذا كان قد استيقظ احد غيرها ,. ثم وبكل هدوء خرجت من فراشها , وسارت على قدميها المتصلبين خارج القاعة إلى الحمام , حيث غسلت وجهها بالماء البارد , وشربت بعض الماء .



وأحست بالصحو الكامل فخرجت إلى الردهة ثم إلى أبعد غرفة صف فى الممر ... ودخلتها لتقف إلى أقرب نافذة لها ,. وجلست إلى طاولة قريبة من النافذة ولفت ركبيتها بذراعيها وأسندت رأسها واخذت تحدق بالعتمة فى الخارج .. وسمعت هدير جهاز التدفئة .... وما عدا ذلك فالدنيا كلها فى الخارج ... وسمعت هدير جهاز التدفئة . وماعدا ذلك فالدنيا كلها كانت صامتة . وهى وحدها فيها . لوحدها . ولا تعرف ماذا تفعل .



وأخذت تفكر . تحاول التفضيل بين الخيارات التى أمامها . بالمنطق بإمكانها البقاء حيث تسكن منذ ثلاث سنوات ,.وتفترض بأن والدها لن يجرؤ على خطف حفيده الوحيد . بإمكانها ان تستأجر محاميا وأن تشرح له القصة كلها وتترك القانون يحميها .. أو أن تترك المنزل وتختفى فى مكان امن .. ولكن . أين ؟ وكيف ؟ فدوغلاس يجب ان يذهب الى المدرسة , وعليها هى ان تعمل , فكيف يمكن أن تختبئ .



أضف إلى ذلك أن دوغلاس يحب العيش فى الجناح الذى يشغله من المنزل الكبير لآل باكستر ,. وهو بحاجة للاستقرار والحياه الامنة التى بنتها له بنفسها . فهو لا أب له ..


وطاردت أفكارها مرات ومرات . بإمكانها مثلا أن تنتقل للسكن فى " غلاسكو " عاصمة اسكوتلندا فتضيع هناك , ولكنها لا تستطيع تحمل مصاريف السفر والاقامة هناك ,. بإمكانها ان تنتقل للسكن مع مارتا وأولادها , ولكنها لا تستطيع البقاء الى الأبد , وبإمكان والدها ان ينتظر , يمكنها ان تشترى كلبا ضخما تتركه طليقا ليحوم حول المنزل ... واسعدتها هذه الفكرة وهي تتصور الكلب الضخم يركض مطاردا والدها , ونظرت الى النافذة .
فانعكس على زجاجها صورة شخص يدخل من خلفها .



واستدارت بحدة لترى دايفد , وليس والتر ,. فشدت تنورتها الى الاسفل وقالت :



- لقد أيقظتنى الجرافة .. ولكننى كنت عائدة للنوم .



- يبدو عليك وكأن هموم الدنيا على كتفيك .. وانت لا زلت صغيرة وجميلة .. ما المشكلة هل تفتقدين لزوجك ؟



يا ليت الحياة بمثل هذه البساطة . بإمكانها ان تتدبر امرها مع زوج غير مستقر .. وقالت له ببرود :



- ليس لدى زوج .



ونزلت عن الطاولة , وكأن ما قالته غلطة . فقد تمسك دايفد به وقال بإبتسامة كان يقصد أن تكون مرحة فانقلبت إلى الفظاظة .
- إذن بإمكانى معالجة ما يؤلمك .



ومد يده إليها وكأنها كف الدب , ولكن جاكلين كانت شابة ورشيقة الحركة , فانحنت لتتسلل بين طاولتين. ودفعت بقدمها إحداهما بإتجاه دايفد .



- لست بحاجة لمعالجة كما أحببت أن تقول .. ولا لزوج شكرا لك , ولو حاولت أن تضع يدك على فسوف أحطم هذه الطاولة على رأسك !



وبصوت جريح قال :



- هذه ليست طريقة لمعاملة ..



ومن على الباب سمعت جاكلين ضحكة , عميقة مجلجلة لاعجاب حقيقى وصوتا يقول :



- أظن إنها تعنى ما تقول يا دايفد. ولو كنت مكانك لعدت الى النوم.



واستمر والتر بالضحك , فتمتم دايفد بشئ بذئ , وتوجه الى الباب . ثم الى الردهة . وقال والتر :



- هل هذا موعد لمنتصف الليل ؟. ألم تفكري بما قد تدفعينه ؟



فردت عليه بحدة وسخرية :



- إلا اننى لم اتوقع مقاطعتك لنا فى المسرحية الصغيرة الرائعة , ولابد اننى انا من أغويته بالقدوم الى هنا بعينى الزرقاوين .. أليس كذلك ؟ فمن المستحيل ان تكون هذه غلطة الرجل .



دايفد رجل ثرى , ومترمل مؤخرا ولاشك انه اسر لك بهذا ؟



لم اعطه كثيرا من الوقت . وصدقنى . الثراء لن يطريه لي . إذن و بالاضافة لكوني عاجزة ومتسللة ., فأنا ايضا باحثة عن المال لاقلب لها ؟ كم هذا خليط عجيب !



المال شئ مفيد جدا .



بالفعل ولكنه ليس بتلك الفائدة القصوى التي تجعلني أقبل ان يعاملني أمثال دايفد كما يحلوا لهم .


وهل فى رأسك لعبة اكبر ؟



اللعبة الوحيدة التي اتقنها هي " البوكر "



وتلعبينها بشكل رائع ..



وتقدم الى الامام ليصبح واقفا بينها وبين الباب وتابع :



وجه لاعب البوكر عادة كالكليشيه ,. ذو لون واحد . أليس كذلك ؟ وانت دربت نفسك على اخفاء اى مشاعر لك . أتساءل لماذا ؟



كي أبقى الرجال الحشريين أمثالك فى تخمين دائم . ربما ؟



لذلك رد على كل شئ . أليس كذلك ؟ اذن . اذا كنت لم تجذبى دايفد الى هنا بقصد العبث ..فلماذا كنت جالسة تحدقين عبر النافذة الى منظر لا يوحي بشئ . عند الثالثة صباحا ؟ اى انسان بضمير مرتاح كان يجب ان يكون نائما .



وماذا فى ضميرك اذن يا والتر ؟



فضحك :



لقد كشفت نفسى لهذا السؤال , ألم أفعل ؟ لقد رأيتك تغادرين القاعة , ثم بعد دقائق رأيت دايفد يلحق بك . . فاحسبى الامر مجرد فضول بسيط .



لا أظن ان اى شئ بسيط معك .



أنت ماكرة . أتعلمين هذا ؟



فتنفست عميقا , لو أنها هى الماكرة فهو ملك الشياطين , بشعره وعينيه السوداء ,. وقوة وجوده وقالت له بهدوء وبرود :



انا لست ماكرة , ولاساعية وراء المال., ولست ضعيفة ولا متعربشة , يا والتر . انا امرأة عادية وهذا كل شئ .



وحدق بها متفرسا:



امرأة عادية وتبدو مرعوبة حتى أعماقها . مم أنت خائفة يا جاكلين .





لست خائفة .



بل أنت خائفة ,. وبدوت خائفة منذ تحدثت مع البوليس يوم أمس فماذا فعلت لتكوني خائفة هكذا ؟



اوه . لابد انه شئ فعلته , أليس كذلك ؟ أهكذا يعمل دماغك ؟



صحيح ...مم تهربين ؟ لماذا لا تخبرينى ؟ ربما أستطيع مساعدتك
وللحظة مجنونة كانت مستعدة لان تصب ما فى قلبها من مشاكل أمامه . ولان تعرف ما اذا كان هناك طريقة يستطيع مساعدتها فيها , فهي بحاجة للمساعدة ,. فلن تستطيع محاربة والدها لوحدها . وابتلعت ريقها بصعوبة وقالت له بصوت متحجر.



مخيلتك تعمل أكثر من اللزوم . لقد تكدرت لأقفال الطريق , وانا دائما كنت اكره قيادة السيارة فى الثلج .



انت كاذبة .



وفقدت اعصابها . فصاحب بغضب شديد :



أجل . انا اكذب كم أنت ذكى يا والتر . تهنئتى لك فماذا يمكن ان افعل ؟



أفعل هذا ..



واخذها بين ذراعيه وقبلها . قبلة غضب , وقصيرة لدرجة ان تكون مجرد اهانة.وجمدت للمفاجئة فوقفت دون حراك بعد ان تركها . فقالت اول شئ تبادر الى ذهنها :



انت تستعمل رائحة بعد الحلاقة التى يستعملها والدي .



ولكن ليس مثل التى يستخدمها دوغلاس ؟



اوه لا . لا ليس مثل دوغلاس . . انت ودايفد طائران من نفس النوع . وانا لن تغرني اى من اهتماماتكما .



فرد عليها بعد صمت طويل :



اعتذر لما فعلته . لم يكن لدي حق لأفعل هذا .



ألم ألتق فى حياتى شخص يثير الارتباك مثلك . وهذه حقيقة .



فابتسم لها بمكر :



أصدقك ...هل يعنى هذا ان اعتذاري مقبول ؟



وهل يهمك الامر ؟




لدرجة أننى أسال ؟



فردت عليه ببطء :



- أجل , أنه مقبول



- جيد . لماذا كنت خائفة كثيرا ليلة امس جاكلين ؟


بقدميها العاريتين الا من الجوارب كانت بالتأكيد اقصر منه بكثير و لذا اضطرت لترفع نظرها اليه , . ومرة اخرى ساورها ما يحثها على مشاركة الرعب الذى يعتصر قلبها كالافعى , ومع ذلك كانت تعلم كم من المستحيل عليها ان تقص قصتها على غريب .. فقالت صادقة:

- لا أستطيع اخبارك والتر . لا استطيع اسفة .



- انت لا تثقين بي .



- وكيف استطيع ؟ انا لا اعرف . ولقد اوضحت لي اننى لا اعجبك .
وتردد للحظات وكانه يفكر بما يجب ان يفعله , ثم قال :



- اجل .. الافضل ان تعودى الى فراشك .. فلدى شعور بأن البوليس سيصل عند طلوع الصباح يخرجنا من هنا قبل موعد دخول المدرسة .



واحست بالخسارة بشكل ما , فغدا , سيذهب هذا الاسمر الغريب فى طريقه وكذلك هي ,. ولن يلتقيا بعدها , فتمتمت :



- أعتقد انك على حق . اتدرى اننى لا اعرف اسمك الكامل .



- شيرمان . والتر شيرمان .



منذ سبع سنوات , وعندما ولد دوغلاس غيرت جاكلين اسم عائلتها الى اسم عائلة امها , فردت عليه بشكل رسمي :



- جاكلين ايفانز



- انسة ؟



ولأجل دوغلاس ايضا , امضت حياتها كآنسة مما ترك السؤال عن وصفها الزوجي مفتوحا ..وقالت :



- انا لم اتزوج بعد .



- لابد ان احدا تقدم لك . ألم يكن احد منهم يملك المال الكافى ؟



- توقف عن هذا والتر . فليس كل النساء باحثات عن الثروة .




- الى الفراش انسة ايفانز



- تصبح على خير



ووجدت نفسها تمد يدها له , فاخذها والتر ,. وضغط عليها ثم تركها وقال :



- تصبحين على خير جاكلين .



ماء ساخن . ماكياج سخى على الوجه وتمشيط للشعر , جعل جاكلين تبدو رائعة عند الصباح .. ويدعوها والتر بالجميلة ! وتمنت لو انها تستطيع التعاطي مع ألمها الداخلى بنفس السهولة التى تعاملت فيها مع وجهها ..

وعادت الى القاعة لتجمع أشياءها , فوجدت الفرش قد أزيلت وبضع من الموجودين قد غادروا .



ولم تر أثرا لوالتر . ولا دايفد .



وودعتها مارى بسرعة :



- تيد مستعجل لتناول قهوة الصباح. لقد امضينا وقتا مرحا .. أليس كذلك ؟ انتبهى لنفسك الان يا عزيزتى .



وتناولت جاكلين سترتها عن الارض واقفلت حقيبتها . مفاتيح سيارتها فى يدها وغادرت القاعة متجهة الى الخارج ..لترى ان سيارة والتر العنابية قد ذهبت حتى انه لم يودعها .



ونظرت فى عينيها الزرقاوين عبر المرآة الامامية للسيارة . لو ان والتر لايحب النساء فالواقع انها هى ايضا لا تحب الرجال . ولا تثق بهم . فلماذا هى غاضبة اذن ؟. وكلما اسرعت فى الوصول الى الطريق العام ونسيت امر والتر . كان هذا افضل .



ووصلت الى الطريق الدولية وسارت بين مرتفعين عاليين من الثلج يسد عليها النظر واسرعت فى سيرها , واحست بالطريق التى جرفت ورش عليها الملح .. سوف تتوقف عند مطعم لتناول بعض القهوة والتوست . ثم ستسرع سيرها قدر ما تستطيع لتصل الى منزلها .



اول مطعم وصلته كان مكتظا بالسيارات . ولم تجد سيارة والتر بينها اما الثانى والملحق به محطة وقود . فقد كان يقف امامه شاحنة ضخمة وسيارة صغيرة .. لن تبحث بعد عن والتر . واوقفت سيارتها بين السيارتين وخرجت منها .



القهوة وكعكة باللوز . مصنوعة باليد جعلتا جاكلين تشعر بالافضل . وبعد نصف ساعة كانت على الطريق من جديد.. وعند التاسعة تقريبا كانت قد غادرت بلدة " دوم " وانعطفت باتجاه دورة فى الطريق الدولية لتصل الى طريق اخر يوصلها رأسا الى لندن .



وامتدت الطريق وطوت بها السيارة الاميال . وبدت لها ردة فعل ليلة امس مبالغ فيها . وهو بالضبط ما قصده والدها .



ومرت بها شاحنة ترعد . مرسلا سيلا من الماء القذر الى زجاج سيارتها , وادارت والمساحات واخذت تراقب الشاحنة تبتعد عنها من خلال المرآة الامامية.. واشتدت قبضتها على المقود وترنحت السيارة قليلا كان هناك فى الافق بقعة حمراء تلحق بها والتر f



انها تتخيل . فهناك العديد من السيارات العنابية . والعديد منها قد يكون متجها نفس اتجاهها ,.ولا يجب ان تكون هذه لوالتر حتما . على كل لقد سار أمامها منذ وقت طويل , ولا بد انها الان قد قارب من مشارف لندن .



لماذا يا جاكلين ؟ لماذا يجب عليك ان تعرفى ما اذا كانت هذه سيارة والتر ؟.ومن هو والتر بالنسبة لك ؟



مجرد اهتمام هذا كل شئ . انه رجل جذاب قضيت معه , بطريقة ما الليل .



ولكنه لم يزعج نفسه بوداعك .



ونظرت ثانية الى المرآة وشاهدت السيارة تقترب وبإمكانها التعرف اليها وسط الف سيارة انها لوالتر ..



وزادت سرعة سيارتها لماذا يتبع والتر هذا الطريق وهو قد قال انه ذاهب الى وسط لندن مباشرة ليلة أمس ..وهذه الطريقة توصل الى الضواحي حيث تسكن هي .



انه يريد رؤيتك ثانية يا جاكلين ولهذا لم يودعك .



لا تكونى سخيفة لقد كبرت عن احلام ساندريلا منذ سنوات . وتجاوزتها سيارة زرقاء عن يسارها . وتعرفت على السائق فورا . انه تشارلز الذى قضى الليل معهم فى المدرسة .



واحست برعب فجائى وتمسكت فجأة بالمقود . والتر من خلفها وتشارلز امامها . . لا يمكن ان تكون هذه مجرد صدفة .



احدهما او كلاهما .. كان يتبعها منذ ان غادرت منزل والدها بعد ظهر الامس . احدهما او كلاهما لابد ان يكون يعمل لحساب والدها.



كم كانت غبية ! فمن المنطقى ان يجعلها والدها ملاحقة . فهذا اوضح شئ يمكن ان يفعله واسهل طريقة ليعرف اين يسكن .. لقد كادت تقع فى الفخ .



احدهما او كلاهما . فمن منهما يا تري استأجره والدها ؟ والتر؟ ام تشارلز ؟ ام كلاهما ؟.من اين لها ان تعرف ؟ لن تستطيع ان تعرف.



ولا يمكن لها ان تثق بأى منهما .



( نهاية الفصل الثاني )

زونار 16-09-09 07:41 PM

الفصل الثالث
الخدعه
تشارلز كان يحنى جسده باتجاه المقود وقد رفع ياقه معطفه ربما كان قصده ان يخبئ وجهه عنها ...ربما هذا هو الدور الذي رسم له... ولهذا لم يقم والتر باي جهد للحاق بها او التحدث اليها..فهو ليس بحاجه سوى لان تبقى على مرمى نظره وهو يعرف تمام اين ستكون للساعه او الساعتين
ولنفس السبب لم يودعها عند الصباح
واحست بالارهاق لدرجه انها لم تعد تستطيع السيطره على ارتجافها وقررت ان تتوقف عند اول محطه مسافرين تصادفها عليها تستعيد سيطرتها على اعصابعا..
اوقفت السياره ثم دخلت المقهى حيث طلبت فنجان قهوه بعد ان جلست الى احدى الطاولات قرب النافذه..
ودخل وراءها والتر ورفع لها يده بطريقه عرضيه للتحيه..فاردارت وجهها لتنظر الى الخارج وسمعته يقول
-لقد تجاوزت الساعه الحاديه عشر ام انك تبقين نكده حتى الظهر؟ ودون ان يطلب منها الاذن جلس قبالتها
فقالت
-والتر..لا اريد ان اجلس معك..ارجوك ان ترحل
ماذا حدث بين الثالثه هذا الصباح وبين الان لم تكوني مستعجله للخلاص منى ساعتها
وحدثت به الصمت وشاهدت تفاصيل اخرى فيه غابت عنها في العتمه ويوم امس لقد ظننته صادقا في عدم اعجابه بها... ولكنه لم يكن صادقا بالمره..انه التابع الامين لوالدها وكلاهما ازداد اقتراب المسافه بينهما تهادت اليها رائحه عطر ما الحلاقه المشابه لما يستخدمه والدها...
وقال لها
-قولي شيئا جاكلين فانا اعرف انك لازلت هاربه مذعوره
وبجهد كبير ازدادت غضبها وقالت ببرود
-لقد ظننتك فظا كفايه لتركك المدرسه دون وداعي..فانا اولى اهتماما كبيرا للاخلاق الحميده
وتراجع والتر في مقعده
-كنت اعلم انني ساراك ثانيه
ونظرت اليه بعينين ضاقتا هل سيكشف لها اوراقه بصراحه؟
وكيف فابتسم ابتسامه الواثق
- انت بحاجه للمساعده..وانا لدي الوقت زائد..ولست بحاجه لان اكون في لندن على الفور..لذا لحقت بك
لم تكن ورائي عندما توقفت لتناول قهوه الصباح
-لديك ارقام سياره خاصه بضواحي لندن ولست بحاجه لان اكون تحريا لاعرف وجهتك
-لست اريد مساعدتك
-زمن الفروسيه


فقاطعته بسخريه
-زمن الفروسيه قد ولى منذ قرون واستطيع العنايه بحياتي الخاصه ولا احتاج لمساعده اي رجل
وقال لها بصوت منخفضw -

لماذا يحدث كلما اقتربت منك ان اشعر برغبه في تقبيلك؟
وتذكرت مرتجفه قبله ليله الامس وبدت الحراره تطارد البروده في جسدها فقالت بصوت مرتجف
-اذا لم تكن تريد ان ينكسر طبق فيه نصف بيضه مقليه فوق راسك عليك ان تبتعد عني
-لم اقل انني ساقبلك قلت انني ارغب في ذلك ..وما اريد معرفته هو لماذا انت من تثيريني..فانا حتى لا احب الشقراوات
-انت لا تحب النساء!
-معك حق في هذا! فلماذا انت اذن!
وكادت ان تقول لان والدي ثري ولكنها تراجعت ثم قالت
-انت لست قبيح المنظر والتر وعلى الرغم من الحركه النسائيه فهناك العديد من النساء يظنن ان الرجل يجلب لهن كل مشاكلهن...واظن انك لست معتادا على النسااء اللواتي لا يقعن مغشيا عليهن لظره منك..واعترف انني اجد تقنياتك مع النساء مثيره للاهتمام
وابتسمت ببرود...واستطاعت ان تلاحظ ان ما قالته لم يعجبه..ولو ان النظرات تقتل لكانت الان مستقليه على ظهرها مضرجه بدمها فقال لها بسخريه
-اعطني الفرصه..فانا واثق ان بامكاني تغيير رايك بالنسبه..لتقنياتي
لم اضيع اي وقت على
ادركت الان ان الكلام ليله امس كان كثيرا ودون افعال ووقف عن كرسيه بحيث اصبح فوقها واضطربت الى ارجاع راسها الى الخلف لتنظر اليه..ولاحظت الغضب الصارم يبرق في عينيه
-لن اكرر غلطه الامس
-ليس معي على كل الاحوال
وابتسمت له ابتسامه تدفع للدوار فقد في ذهنها على التو طريقه للتخلص منه ومن تشارلي الذي لم يكن باديا في نفس الوقت انها خطه بسيطه ولبساطتها كانت واثقه من نجاحها
وقال لها بخشونه
-انت لم تشاهديني بعد لاخر مره جاكلين
ثم استدار على عقبيه وغادر المقهى
وانهت قهوتها ثم اخذت تحدق بالخارج...فشاهدت سياره تشارلي وهو جالس فيها وعيناه مغمضتين..والتر من جهه وتشارلز من جهه ...كم تكرهمها معا ووقفت عن كرسيها متجهه نحو الهاتف متمنيه ان يكون جارها بيتر في منزله وطلبت رقمه..وصاح بيتر
-مرحبا ..من هناك؟
-انا جاكلين..بيتر هل لك ان تسدي لي خدمه
ومن طرق عينها شاهدت والتر يقف عند زاويه المحطه دون محاوله اخفاء وجوده فكررت

بيتر اريد خدمه منك ولا استطيع شرح الامر لك الان ولكن هناك سيارتان تلاحقاني احداهما عنابيه والاخرى زرقاء..ارجوك ان تنتظر مروري بمزرعتك بعد عشر دقائق واخرج والتراكتوز واقفل الطريق مدعيا انه تعطل وكلما تاخرت كان هذا افضل
فضحك بيتر بدهشه
لقد كنت تشاهدين الكثير من الافلام على التلفزيون يا فتاه! سافعل ما تريدين..وسيكون هذا راحه لي من العمل في المخزن الغلال ايكفيك عشر دقائق تاخير؟
-اكثر من اللازم باركك الله يا بيتر ساشرح لك الامر فيما بعد..
-اجل..واجلبي معك الصغير فالكلبه لديها جروان الان وانا متاكده ان هذا سيعجبه
-شكرا لك على الذهاب الان
وعادت الى سيارتها وخرجت نحو الزحام الطريق وعلى بعد قليل منها شاهدت السياره الزرقاء... الا يكفيها مواجهه والتر ليضاف اليه تشارلز؟
انعطفت بسيارتها عن الطريق الرئيسيه نحو الطريق فرعيه توصل الى البلده التي تسكنها..ونظرت الى المرآه لتجد ان والتر على بعد اربعه سيارات منها وتشارلز على بعد ثلاثه منه وبحذر اخذت توسع المسافه بينها وبينهما دون لفت النظر وبدا والتر ****ا عن هذه المسافه..وتشارلز بالطبع سيلحق به
وتفحصت ساعتها..بعد خمس دقائق ستصل الى الحقول الممتده على كلا جانبي الطريق والتي هي ملك لعائله بيتر منذ مئتي سنه
وما ان لاحت للنظر حتى شاهدت تراكتوز يجر وراء اله حرث طويله تقف الى جانب الطريق وداست على دوسه السرعه حتى الحديد ومرت عن بيتر ملوحه له ولوح لها بيتر..وقطع الطريق بالتراكتوز وتوقف وكان التراكتوز تقريبا عند حافه الطريق الاخرى بينما اله الحرث كانت على الطرف الاخر ولوحت له جاكلين ثانيه يجب عليها ان تستفيد من هذا الى اقصى وبقيت على نفس الطريق عند وصولها الى اولى المفارق..ولكن عند المفرق الثاني وبعد ان تحققت ان
احد لن يتبعها..استدارت الى اليسار ثم اخذت تسير يمينا ويسارا عند كل منعطف...مبقيه اتجاها نحو الشمال الغربي للمدينه وهي تنظر عبر المراه متوتره عند كل منعطف..ومع وجود بعض السيارات ورائها الا انها لم تعد تشاهد لا سياره والتر ولا سياره تشارلز
لقد ربحت وبمساعده بيتر خدعتهما معا وهزمت والدها جيدا على الاقل ..على الاقل مؤقتا
وبدات اعصابها تسترخي..وعادت الى الاتجاه جنوبا باتجاه النهر لقد كانت هذه اكثر الطرق استداره قطعتها لتصل الى منزلها
وتسلقت تلا صغيرا لتشرف من اعلاه على منظر الوادي الفسيح الذي يحيط بنهر النايمس..انه نهر يقسم لندن وضواحيها الى قسمين...وستكون قريبا في منزلها
منذ ثمانيه سنوات حامل في شهرها الثالث هربت من ظلم والدها اليوت بنتلي ومن كل ما يمثله...واستقرت في هذه الضاحيه حيث تفصل بينها وبينه الاميال الكثيره واعالت نفسها من المال الذي تركته لها امها وولدت ابنها ثم بدات صداقات جديده
وعندما بلغ دوغلاس الثانيه بدات تعلم تصميم الملابس وعندما انتهت اموال والدتها علمت في محل للازياء خلال فترات الشتاء ومنذ ثلاث سنوات وبمساعده مارتا واوليفر برادشو التق بالعجوزين ايلين وجوشوا باكستر الذين يقضيان الصيف هنا وما تبقى من السنه مع اولادهما في استراليا..وكانا يبحثان عمن يعتني بالبيت في غيابهما وبالحدائق ومشتل الزهور ولم يكن هناك شئ يناسبها اكثر من هذا فجناح واحد من المنزل يكفيها هي وابنها وبامكانها العنايه بالمشتل والحدائق والاستمرار في الاحتفاظ بوظيفتها في محل الازياء
واوقفت سيارتها في الكراج واقفلت بابه وهي تقسم بينها وبين نفسها ان لا تترك المكان هنا ابدا المكان الذي احبته منذ ان راته
ودخلت المنزل السرعه ..ثم ادارت التدفئه المركزيه كي تتخلص من الهواء البارد..وتوجهت فورا الى الهاتف..ستتصل بمدرسه دوغلاس ليوصلوه راسا الى المنزل بدل منزل مارتا..ثم ستتصل بمارتا... بعد ساعتين توقف الباص الاصفر على الطريق ونزل
منه دوغلاس ..فراقبته جاكلين يركض نحو المنزل
وسترته مفتوحه...وحذائه غير مربوط..فاحست بقلبها يخفق بحب قديم اصبحت معتاده عليه.
لواضطرت لان تعمل فلاحه في المزارع لتجنب ابنها ما عانته في طفولتها فستفعل..ودوغلاس يغنيها بوجوده عن التقرب من الكبار..فوالده ضحك عليها بعد ان عرف انها حامل..ووالدها طالبها بالاجهاض..من اجل ما دعاه شرف العائله..وهو حتى الان غاضب
وهربت يومها من كليهما...وعرفت لماذا هربت عندما حملت اللفه التي تحتوي تلك الكتله الحمراء من لحم ودم ابنها بين ذراعيها
وعصفت دوغلاس بالباب ودخل ليخلع حذاءه
كايت وبيت ذاهبان للتزلج عند التلال...هل استطيع الذهاب معهما؟
وانحنت لتعانقه وهي تعلم انه اليوم سيكون في امان من تشارلز ووالتر وتتساءل كيف ستتمكن في المستقبل ان تتعاطى مع مسائل كهذه
وقالت
-اتمنى لو انك تربط حذائك يا دوغلاس فانا اخاف دائما ان تتعثر بالشرائط
-صعب ان اخلعهما عندما يكونان مربوطان..هل استطيع الذهاب؟

بنوته عراقيه

اجل ...اتريد كوب حليب قبل ذهابك؟كيف حال المدرسه اليوم؟
-حصلت على مئه على مئه في الحساب 6:38
-واللغه؟w
-خمسه وسبعون كان اختبارا سخيفا
-لوكنت تريد ان تصبح رائد فضاء فعليك ان تعرف كيفيه كتابه التقارير.بعد الغداء سنراجع الاختبار البس بذله التزلج وهناك قفازات فوق المدافاه
واستفاقت في اليوم التالي وهي تشعر بنفس احساس الامان الذي احسته بالامس...بعد القهوه..وتوديع دوغلاس الى مدرسته فكرت ان امامها عمل في زراعه بعض البذور في غرفه الشتول..وهل هناك افضل من
هذا اليوم البارد من ايام شباط؟
mوكانت على وشك الانتهاء من رع اخر بذره لتتوقف لشرب القهوه ثانيه عندما لفت نظرها حركه عند النافذه رجل كان يقف في الخارج فوق الثلج ينظر اليها عبر النافذه..ووضعت من يدها كيس التربه الاصطناعيه
الكبير...وحدقت انه رجل طويل يرتدي ستره جلديه وشعره وعيناه سوداء..انه والتر
وللحظات لم تكن قادره لا على التنفس ولا على الحركه.لابد انها تتخيل..ولكن عندما اغمضت عيناها وفتحتهما كان لايزال هناك يحدق بها...رجل اسود مقابل الثلج الابيض
لقد اتى والتر لياخذ دوغلاس..من المكان الوحيد الذي كانت تظنه امنا
واشار لها والتر بيده الى المنزل..وفهمت انه رن جرس باب المنزل..هو من بين كل الناس رن جرس باب المنزل وكانه زائر عادي في زياره عمل عاديه وابتلعت رغبه في ضحكات هستيريه ولكنها بدلا من ذلك اخذت تركض عبر باب ودخلت المنزل واقفلت الباب وراءها ثم وقفت تستند اليه من الداخل ...ثم ماذا؟الامان الذي اقنعت نفسها به خلال الاربع والعشرين ساعه الماضيه كان وهما...زيف خطير..فالثعلب قد اشتم طريق فريسته..وما ستفعله الان لم يعد مهما
ورن جرس الباب
وقفز قلبها بشكل مبالغ وتقدمت نحو الباب وصاحت
-اذهب من هنا والتر1 او ساتصل بالشرطهw
-لن اذهب من هنا قبل ان اتحدث اليل اذا من الافضل ان تدعيني ادخل
-عد الى والدي وقل له انني لا اريد شئ يربطني به لا الان ولا الى الابد ودوغلاس هو ولدي ..وليس....
-انا لا اعمل لوالدك! تشارلز هو من يعمل له اما انا فلا...ادخليني..او ساحطم الباب
انت وتشارلز كلاكما تقبضان منه! ولست ادري من منكما اكره اكثر ولن ادع والدي يضع يده على دوغلاس..هل تسمع؟
انت مخطئه ! انا لست هنا لاخذ دوغلاس..ولم اقابل والدك...
-اوه بالتاكيد يا والتر..ولكنك مخطئ..لم اعد اصدق القصص الكاذبه
وساد صمت مشحون ثم قال والتر
-ساعد للعشره جاكلين..فاذا لم تفتحي....سادخل بالقوه
-الباب من خشب السنديان القوي وله قفل متين جدا...
وكما الفاره تتسمر امام نظره القط وقفت جاكلين مسمره وعينيها على الباب جزء من عقلها يصرخ بها ان تتصل بالشرطه والجزء الاخر يقول انه لا يعني ما يقوله ثم سمعت اصوات خربشه من الجانب الاخر للباب وامامرعبها بدات الاكره تستدير
والتفتت وراءها..هناك باب خلفي عند نهايه الردهه عبر الحائط القبو يقود الى الحديقه الخلفيه..لو انها فقط تعود الى الخارج فقد تتمكن من الخلاص فهي تعرف المنطقه كظهر يدها كل شجره..كل زقاقا ..كل شجره شائكه وكل وتد في الارض
وفتح الباب الامامي وبصرخه رعب رمت نفسها فوق السلم والظلام في القبو...وتذكرت ان اخر ثلاث سلمات خشيبه كانت ناقصه وهي تعرف مكانها..ولكن والتر لا يعرف
وقفزت عنها الى الارض وركضت نحو الباب الخلفي..وبرعب شديد سمعت والتر ينزل السلم خلفها... وامسكت اكره الباب..واصغت..وصرخ والتر بما يشبه الشخير وبدهشه خوف وقدمه تسعى لتصل الى شئ تستند اليه...ثم صاح صيحه الم وعبر العتمه شاهدته يقع وسمعت صوتا ممريعا لاصطدام اسه بالعمود الذي يستند سقف القبو..وهبط جسده الى الارض
وفي الصمت المخيف كانت تسمع فقط صوت تنفسها..وعلى الرغم من الرعب الذي احست به وهي تنزل السلم درجتين درجيتن الا ان ذلك لم يكن بذكر الرعبها الان..لقد قتلته..عي جاكلين ايفانز التي لم تكن تعرف معنى العنف في حياتها...مسئوله عن موت رجل!
وتقدمت ببطء منه ..ثم ركعت بقوبه ووضعت اصابعها على رسغ حيث النبض..وكتمت انفاسها ثم وقفت وهي تكاد تختنق بشهقه ذهول..انه حي..يجب ان تتصل بالبوليس الان
وبدا ضابط البوليس هادئا على الهاتف وكانه معتاد على تلقي الاخبار يوميا عن وجود رجال فاقدي الوعي في اقبيه منازل الناس واكد لها ان سياره دوريه وسياره اسعاف ستصل عندها خلال عشر دقائق واقفل الخط واضاءت النور في القبو ونزلت ببطء الى الاسفل
وجلست على عقبيها امامه تتمنى ان يتحرك ان يصل البوليس...يحدث اي شئ يخلصها من انقباض مشاعرها التي ظنت انها ستستمر معها الى الابد
ورن جرس الباب فوق وتسلقت السلم متعثره وفتحت الباب لتجد سياره البوليس متوقفه امام المنزل وسياره اسعاف تتبعها من بعيد..ورجلان يقفان مرتديان الثياب العسكريه الرسميه ,,وقادتهما الى الداخل وقدمت نفسها ثم قالت
-انه تحت..الدرجات الاخيره للسلم الخشبي مفقوده...وقع لقد اقتحم على الباب
ونظر احد الشرطيين الى القفل وقالw
-عمل محترف..لنلقي نظره
واسرع الشرطي بتفتيش جيوب والتر واخرج محفظه جلديه ..بحث في البطاقات داخلها واطلق صفره صغيره
-حسنا ياسيدتي..لقد قبضت على شخص مهم
-ما...ماذا تعني؟ -هل والتر مجرم؟ هل له صحيفه سوابق؟...لا..ليس والتر...ارجوك..لا ليس والتر...وقال الشرطي
-هذا الرجل هو ضابط ذو رتبه كبيره من البوليس الدولي
وفغرت جاكلين فمها
-اتعني انه بوليس؟
-بالتاكيد..لكن لماذا اقتحم عليك البيت؟
-لخطف ابني..
ولراحتها شاهدت ممرضا ينزل السلم وبيده محفه...ولكن لو ان والتر رجل بوليس..فلا يمكن ان يكون والدها قد استاجره..اليس كذلك؟ وتفحص المرض والتر فسالته
-كيف حاله ؟
فاقد الوعي...ولكن لا شئ خطير..ومع ذلك يجب
تصوير بالاشعه..اتريدين المجئ معنا في سياره الاسعاف يا انسه؟
فقال ضابط البوليس.-سناخذها معي..بعد ان تجيب على بعض الاسئله
بعد ان سردت بطء ما حصل معها خلال الثلاثه ايام الماضيه اقفل رجل البوليس دفتر ملاحظاته متعجبا...وكانه لم يصدقها وقال
-سوفنتاكد من هويه السيد شيرمان ثم نعود اليك انسه ايفانز...هل اخذك الى المستشفى
-ارجوك.com
وانتظرت في المستشفى الى ان وضع والتر في غرفه خاصه وقال لها الطبيب
-انه هنا للمراقبه الطبيه..ولا يجب ان تبقي عنده كثيرا
كان والتر ومستلقيا على ظهره وجهه شاحبا ابيض كبياض الشراشف وعيناه مغمضتان ...وكانهما منومه تنظر الى ما تفعله امراه اخرى..لحق نظرها باصابعها الى ان وصلت بنعومه الى خده ثم تحركت نحو شعره
وفتح عينيه محدقا مباشره الى عينيها وبسرعه امسك بمعصمها باصابع بارده كالاصفاد
-ماذا تفعلين؟ m
-ل ..لست ادري
-اتحاولين القضاء علي؟بعد ان فشلت لعبتك الذكيه على السلم؟
-بالطبع لا!كنت خائفه من ان اكون قتلتك
-صحيح؟
ومد يده الاخيره ليعبث بخصله من شعرها قرب خدها
العن اليوم الذي نعتك به بالغباء فانت بغباء الافعى السامه ومميته بنفس القدر
جاكلين كانت مستعده لتعتذر له عما فعلته به ولكنها ليست مستعده لان تتركه يتكبر عليها فقالت
-اول ان تنظر الى ماحدث من وجهه نظري والتر شيرمان رجل حجمه ضعفي حجمي يلاحقني ليومين ويقتحم على المنزل اتظن انه كان على ان ابتسم له
واصنع له فنجان شاي واسلمه ابني؟هذا مستحيل...
فصاح
-ولكنني لا اريد ابنك! الا ادخلت هذا الى راسك؟
-اذن ماذا تريد بحق الجحيم؟
ودخلت الممرضه من الباب بسرعه على صوتيهما وقالت جاكلين
-يجب ان اطلب منك الرحيل! فالمريض يجب ان لا يثور ابدا
فابتسم والتر للممرشه ابتسامه تذيب القلوب وقال
-كانت غلطتي..اتسمحي لها بالبقاء لدقائق فقط لو وعدتك ان لا اثور ثانيه؟
-حسن جدا...خمس دقائق فقطw
وتنهدت جاكلين
-يالهي...انت بالتاكيد تعرف كيف تستخدم سحرك اليس كذلك؟فلماذا لم تحاول هذا معي؟
وترك يدها واخذ يفرك لها معصمها بطريقه لم تستطيع تجاهلها ثم قال
-وجنتاك بلون قميصك الزهري...اهو قميص ابنك؟
لايبدو مناسبا للكبار
واشتد احمرار وجهها
-وجدوك تنزف على الارض وتبدو كالميت...والبوليس والاسعاف لم يتبادر لذهني ان اغير ملابسي
-انا سعيد لهذا
وافلتت يدها من يده برقه ثم لفت سترتها على جسدها وقالت اول شئ تبادر الى ذهنها
-هل انت حقا رجل بوليس؟ ضابط برتبه كبيره من البوليس الدولي؟
-اجل..لقد كنت خارج انكلترا لاخر اربع سنوات..والسلطات في لندن لم تفكر بعد ما تفعله بي...لذا لدي الوقت الكافي
-صحيح ان والدها يملك المال والسلطه الا انه لن يجرؤ على رشوه قوى البوليس .وقالت له
-اذن انت لا تقبض مالا من والدي؟
-لا..ارتبت فيكما معا...ولذا استخدمت اله الحراثه
-اه .اجل...كان تعريفا لي اله الحراثه في اوج عملها المثمر وكانت احد الاسباب التي دفعتني الى بابك اليوم..استحق الطرد من وظيفتي لوقوعي في فخ السلم دون حيطه
-وماهي الاسباب الاخرى لاقتحامك منزلي؟
-الم تخمني بعد؟w
وتحرك بسرعه ممسكا اياها من كوعيها مما افقدها توازنها فوقعت على صدره.. وقبلها
وسمعت جاكلين صوت الممرضه تصيح
-حقا ! انه امر شائن!
ورفع والتر راسه وترك جاكلين التي ترنحت قليلا لتقف على قدميها قرب السرير...ولو ان خداها كانا زهريين من قبل فقد اصبحا احمرين
قرمزيين لامعين الان..وتمتمت
-انا اسفه حقا يا انسه...كان يقبلني قبله الوداع لانه لن يراني ثانيه
-هه...السيد يعاني من حادثه ومن صميم عملي ان اتركه يرتاح وهذا ما يهمني..وكما توقعت..كان سريعا ولن اسمح بزيارات لك اليوم
وقالت جاكلين التي لم تحس بمثل هذا الابتهاج منذ اشهر
-وداعا والتر...جميل ان اعرفك...ولكن اقترح عليك ان تنظر اين تضع قدمك في المره القادمه
وغمزت له وتتسللت خارجه..ثم ذهبت الى منزلها




نهايه الفصل الثالث

زونار 16-09-09 07:47 PM

بدايه حب



على الرغم من توديع جاكلين لوالتر ، فقد كانت متأكده أنها ستراه ثانية . بل أنها أدركت عندما دخلت المنزل أنها ستتكدر كثيرا إذا لم تره مرة ثانية ...هذا اللغز لنفسك يا جاكلين .



والتر ، و الذي تعرف الآن أنها التقته بمحض الصدفة و ليس التصميم من أبيها ، يمكن أن يغير مجرى حياتها . لقد كان فظا معها . و لاحقها عبر ستة ساعات في طقس مثلج ، و بحث عنها ليومين كاملين ، ثم أخافها حتى الموت و مع ذلك فعندما عانقها ، اخترق كل دفاعاتها . حتى أنها لم تحاول أن تقاوم .




ولكن هذا التغير موجود في عقلها فقط ، و أحست بالخوف و بدأت تحضر صينية بطاطا مسلوقة مع اللحم في الفرن . وهذا العمل البسيط أراح أعصابها .. وبعد العشاء ستذهب إلى مارتا و اوليفر لطلب النصيحه .. ولا مانع من تأخر دوغلاس عن موعد نومه لأن الغد هو يوم سبت .



وهكذا وصلت عند السادسة و النصف مساء إلى منزل مارتا و اوليفر برادشو .. و أخذت بيت و كايت دوغلاس إلى غرفة الالعاب رأسا ليلعبوا بالكمبيوتر .. و جلس الراشدون الثلاثة في غرفة الجلوس المريحه بمدفأتها التي تعمل على الحطب . و سجادها السميك و صنع لها اوليفر شرابا ساخنا لمقاومه البرد ، فشرعت جاكلين تقص تفاصيل أحداث الثلاثة أيام الأخيرة ، و لم تترك شيئا سوى قبلات والتر لها . و تنهدت مارتا بعد انتهاء جاكلين من كلامها و قالت :



كم هذا رومانسي ... و علق أوليفر :



لست أرى في جرار الحراثة أمر رومانسي .. هل غازلك يا جاكلين ؟



لم أترك له الفرصة .



لا يبدو لي إنه من النوع الذي تمنعه الفرص .. وهل تظني أنه سيأتي إلى منزلك في الغد ؟



ربما . إذا كنت تعتقدي أن والدك نصف جاد ، عليك أن تسمحي لوالتر بالدخول . مشكلة والدك أن هناك الكثير ممن يخافون من نفوذه .. بما فيهم أنت .



أنا محقة في خوفي منه يا أوليفر ، فأنا أعرفه أكثر منك . أنت في السابعة و العشرين الآن . و لم تعودي صغيرة . وحان الوقت لأن تواجهيه . إستأجري أوليفر كحارس شخصي لك . وهذا الأمر سيوفر لك العديد من الفرص .فأجابته جاكلين ، أنت لا تساعدني بهذا القول .



أوكي ..هاتي ورقة يا مارتا و لنسجل ما نستطيع فعله . عندما غادرت منزلهما بعد ساعتين كانت تحمل لأئحه مكتوبه من الاقتراحات المفيدة . و أول ما أعطاه أوليفر الأولويه هو أن تخبر دوغلاس بكل شئ غدا السبت و ستخبره في الغد .



وما وصلت السيارة بها إلى المنزل حتى وجدت سيارة عنابية تقف بالقرب منه . وكشفت لها الاضواء الأمامية لسيارتها أن والتر كان خلف المقود .



و بقدر ما كانت لا تتوقع رؤيته بهذة السرعة ، بقدر ما أحست بخليط من المشاعر لا يمكن أن تصفها إلا بالغبطة . لقد عاد .. و لم يقبل بوداعها له . و قالت لدوغلاس بصراحه :



هذا الرجل التقيته عندما علقت في المدرسة بسسب الثلج .. إسمه والتر شيرمان و هو شرطي .. فلنذهب و نرى ما يريد .



و كانت تعرف بالضبط ماذا يريد ، و لكنها أبعدت تفكيرها عنه و تقدمت نحو سيارته .. فنزل منها و قال متذمرا :



كنت أنتظرك منذ أكثر من ساعة .



من الافضل أن ندخل ... هذا ولدي دوغلاس .

ومد دوغلاس يده ليصافح والتر وهو ينظر إلى الرباط الأبيض



ماذا حدث لرأسك ؟ لقد وقعت عن السلم .



و صافح يد دوغلاس فقال هذا :



لدينا ثلاثة درجات مهترئات من سلم قبونا ، فالأفضل أن تحذرها صحيح يجب علي هذا .



و أقفلت جاكلين الباب و قالت لدوغلاس :هيا إصعد إلى فوق و نظف أسنانك سأكون معك بعد دقائق لأتمنى لك ليلة سعيدة .



والتفت دوغلاس إلى والتر :



هل ساعدت أمي عندما علقت بالثلج ؟ألانك رجل بوليس ؟



فتدخلت جاكلين :



أجل لقد ساعدني .. و الآن إذهب إلى غرفتك .



و أسرع دوغلاس يصعد السلم درجتين معا . والتفت والتر إلى جاكلين .



لقد أمضيت جزءا كبيرا من حياتي المهنيه في تقييم الناس .. وكانت حياتي أحيانا تتعلق بهذا التقييم .. و لكن أنت جاكلين .. ليس لدي أي فكرة عنك ... كل تدريبي و خبرتي تطير من النافذة عندما أكون على بعد خمسة عشر مترا منك .
و لم يبدو ودودا "، فتلاشت ابتسامتها و أشارت إلى باب غرفة الجلوس :



الافضل أن تجلس قبل أن تقع ... و كرجل بوليس كان عليك أن لا تقود سيارتك و أنت بهذة الحالة . و تقدمها إلى غرفة الجلوس ، و هو يقول بنفاذ صبر :



أنا بخير . إجلس .



و غرق والتر في أقرب كرسي له . فقالت له بقساوة :



أعتقد أنك حجزت غرفة في الفندق ؟



لا .. لقد جئت هنا لأحميك .



وابتسمت لنفسها ساخرة ، كم سيكون اوليفر مسرورا من تقييمه الصحيح . و قالت له :



إذن أنت تنوي أن تسكن هنا ؟ و هل كنت تنوي طلب هذا غير الأذن أم أن هذا غير وارد في قاموسك ؟



وقال لها بصراحه :



استطيع التعرف إلى الخوف عندما أراه ... و أنت إمرأة مرعوبة .



ولا يعجبني ما تفعلينه بوالدك . و لكنني لا أحب تشالز . لذا فأنت ملزمة بي في الوقت الحاضر . إلى أن أعرف ماذا يجري – ماذا تعني بما أفعله بوالدي ..؟



و سمعت صوت دوغلاس يناديها :



- ماما .. أنا جاهز للنوم .



فقالت لوالتر :



- لم أخبر دوغلاس بعد عن والدي أو تشارلز .. ولا أريدك أنت أن تقول شيئا .



ووقف على قدميه ، لا يبعد سوى إنشات عنها و قال بغضب :



- أنا واثق من هذا .



و لم تفهم ماذا يعني . فاستدارت لتخرج من الغرفة .. و لحق بها . فقالت جاهدة لأن تبدو مرحة .



- لقد غير آل باكستر موديل السقيفة لتصبح غرفة لدوغلاس . أليست جميلة ؟



- باكستر ؟



- إنهم مالكوا المنزل . ألا تملكينه أنت ؟



- أتمزح .. أنا محظوظة لمجردتحمل إيجاره .



و قال دوغلاس :



- إنهم يعيشون في أستراليا طوال الشتاء . و أمي تعتني بالمنزل . تعال لأريك نماذج صواريخي .



و قالت جاكلين :



- انتبه لرأسك والتر .. الغرفة لم تصنع لرجل يفوق المتر و ثمانين .

بعد قليل تمنى و التر للصبي ليلة سعيدة .. و عانقته أمه و همست له :


- نم جيدا .. أحبك .



- و أنا أحبك أمي .. تصبحين على خير .



و لحقت بوالتر إلى حجرة الجلوس ، و هاجمته بالقول :



- لدي سؤال .. كيف وجدت مكان سكني ؟



- من لوحة سيارتك ... وصلت إلى العنوان عبر الملفات .



- اوه .. وهل يستطيع تشارلز فعل هذا ؟



- لا و لكنه سيجدك عاجلا أو آجلا . فمن الصعب في مكان صغير كهذة المنطقة أن تبقي مختبئة .



وقالت له بصراحه :



- أحتاج لمساعدتك والتر . والدي يريد أخذ دوغلاس و لن تهمه الوسيلة .. هل بإمكاني إستئجار خدماتك ، ولو لبضعة أيام ، كي تراقب دوغلاس ؟



و لم يظهر على وجهه أي إنطباع .. ثم قال بهدوء :



- لدي إجازة لمدة شهر .. و ليس عليك أن تدفعي لي .



- الأفضل أن أدفع... فهذا إتفاق عمل .



- بالنسبة لك ، وربما ... و سأبقى .. مع إنه ليس ضروريا أن يكون بقائي للأسباب التي قد تفكرين بها .



- لا أريد معرفة دوافعك ، و تقدم خطوة منها :



- آه ألا تعرفين ؟



و أمسك بكتفيها و أحنى رأسه ليقبلها ، و كان بإمكانها تجنبه أو دفعه عنها .. ولكنها وقفت دون حراك وهي تحس بدفء يديه على كتفيها ....



و الرغبة في شفتيه . و بتجاوبها المجنون . ولم تستطيع إخفاء هذا التجاوب . بل إقتربت منه أكثر لتعانقه .و تلاشى الزمن .. تلاشت الافكار .. و غرقت في الحلاوة .. في فوران دمها الحار . و الرغبة الحمراء الجامحه التي طالما كبحتها . و نسيت جرحه فمدت يدها على رأسه . و أحست بالالم يجتاحه .. فتراجعت و هي تقول برعب :



- و التر . أنا آسفة .. فسألها بخشونه :



- هل تنسين نفسك هكذا دائما ؟



و أحست كأنما صفعها .. فقالت :



- لقد نسيت نفسي مرة .. و كانت النتيجة دوغلاس .. مع أنني بصراحة لا أذكر أن رغبتي بكارل تماثل رغبتي بك .



بدا مأخوذا بما قالته للحظات ، ثم و كأن شخصا آخر تولى زمام أمره .. فقال بعبوس :



- و هل تتوقعي أن أصدق هذا ؟



- أحب أن تصدقني ...فالأمر صحيح.



ومرر أصبعه على وجهها :



- إذن كارل هو والد دوغلاس ؟ لماذا تركتيه ؟ ألم يكن ثريا مثل والدك ؟



و ضربت له يده لتبعدها عنها ، و أجابت بغضب :
- لست مضطرة لأتحمل مثل هذا الكلام . إذا كنت لا أعجبك فلماذا تتقرب مني و كأنني آخر إمرأة على هذة الأرض ؟ و لماذا أزعجت نفسك في ملاحقتي إلى هنا .



- لو كنت أعرف الجواب .. لما كنت هنا على الارجح !



دعني أوضح لك شيئا . أنا لا أبحث عن أب لدوغلاس فحياتي كما هي تعجبني و إذا كنت تظن أنك ستحصل على علاقة غرامية عابرة و دافئة معي مقابل حراستك لدوغلاس فأنت مخطئ ! فهذا ليس ضمن شروط اللعبة فلا أريد علاقة .. فثمنها مرتفع لذا ، إذا كنت هنا لهذا السبب فلديك الفرصة الآن للذهاب .



و أعاد سؤاله لها بكل برود :



- لماذا تركتي زوجك يا جاكلين ؟



و كانت متكدرة جدا لأنها لا تقول سوى الحقيقة :



لأنه ضحك على عندما قلت له أنني حامل .. وهذا سبب وجيه .. ألا تظن ذلك ؟



و صمت بضع لحظات ثم رفع حاجبه :



هل هذا صحيح ؟ ربما كان خائفا من طباعك الشرسة ... كم من وقت يراه دوغلاس ؟



لقد أوضح كارل إنه لا يريد في أي وقت من الاوقات أن يرى الطفل الذي هو مسؤول عنه بنسبة خمسين في المئة .. و لكنه لم يتنازل لرؤيته .



و أحست بالغصة في حلقها . فهزت كتفيها و تابعت :



لقد انتهى الامر الآن .. هل ستبقى أم سترحل ؟



- بل سأبقى ..أنت لغز أكثر من تسعين بالمئة من القضايا التي عملت بها .



وقالت له بارتياح ظاهر :



- ليس لدي غرفة نوم إضافية .. و لكن الإريكه هنا كالفراش . و سأعدها لك .. و أحضر لك بعض المناشف . هل لديك حقيبة ؟



في السيارة . سأحضرها لك .. ولا تجادليني . أنت إمرأة قوية الإرادة !



بينما أنت لست مستعدا على تلقي الاوامر من أحد ،فما بالك من إمرأة .



و كبحت جاكلين ضحكة كادت تفلت منها و غادرت الغرفة مغلقة الباب وراءها . لقد دعت أكثر من حارس لدوغلاس إلى بيتها . و لكنها لم تعد في التاسعة عشرة من إنها إمرأة ناضجه الآن ، و قادرة على إبقاء والتر شيرمان عند حده . و سيبقى حيث هو .. في غرفته .. في فراشه . و هي ستبقى في غرفتها .



عندما استفاقت في الصباح التالي عند التاسعة ، دخلت إلى الحمام لتأخذ دوشا .. و اول ما صدمها هو عطر والتر لما بعد الحلاقة ..مما جعل ما تبقى من غشاوة النوم يطير من عينيها . وهكذا لم تندهش عندما دخلت المطبخ ، أن تراه جالسا قرب النافذة يقرأ الصحيفة . وبدا و كانه في منزله مرتاح جدا . وكان دوغلاس يجلس إلى المائدة يتناول طعامه ، و بفم ملئ بالكورن فلكس صاح :



صباح الخير أمي . ورفع والتر رأسه عن الجريدة :



- صباح الخير .. لقد صنعت القهوة . وعاد ليقرأ الجريدة وخرج الثلاثة إلى البلدة للتسوق .. ثم عادوا إلى المنزل .. و ذهب دوغلاس رأسا إلى غرفة الجلوس ليشاهد برنامجه المفضل على التلفزيون . و بدأت جاكلين تضع الخضروات في المغسلة لتنظيفها متمنية لو ان لوالتر شئ من الاهتمام بالتلفزيون .. وقال والتر :



- أرخي أعصابك يا جاكلين . فقالت له بصدق :



- لست معتادة أن يكون أحد معي سوى دوغلاس .



- سأبقى هنا شهرا ، و الأفضل أن تعتادي على وجودي .



شهر بدا و كأنه الأبد . حكم مؤبد .و أحست بكل جارحه من جسدها بوجوده قربها . فكرهت نفسها لهذا .. و قالت :



- أترغب في المعكرونه أم باللحمة مع الخضار ؟



- المعكرونة .. هل أحضر لك البطاطا ؟



- أنت تتصرف كزوج و ليس كحارس لولد .



و ندمت على ما قالته .. فقد أجابها :



- كنت يوما الاثنين معا . سكين الخضروات بحاجه للشحذ .



- هناك حجر للشحذ في الجارور قرب الفرن .. الا زلت متزوجا ؟



- بل مطلق ..منذ خمس سنوات هل لديك بعض الزيت ؟


ومدت يدها إلى خزانة تحت المغسلة و أعطته علبة الزيت :



- ألم يعجبها كونك شرطي ؟



- لا تتطفلي كثيرا .



- و لكنك انت من فتحت الموضوع .. هل هي السبب في كرهك للنساء ؟



- أنت تقومين بعدة إفتراضات في وقت واحد . و لست انوي أن نبدأ معركة و دوغلاس في الغرفة المجاورة .



و شغلت جاكلين نفسها بتحضير الطعام . وحاولت المحافظة على صمت مشرف فهي قد نسيت أن المكان صغير .. و هو لم يمضي عليه هنا سوى أقل من أربع و عشرين ساعة. و تساءلت فيما بعد بمزيج من السرور و السخط ووالتر يسألها عن كمية المعكرونة و عن كمية البطاطا و يشغل نفسه بشحذ ما تبقى من السكاكين .. هل هكذا يتصرف الأزواج ؟
ما تعرفة جيدا ، أن والدتها لم ترفع صوتها يوما بوالدها .. و لكنها ماتت و جاكلين في السابعة من عمرها ، فكيف يمكنها أن تعرف شيئا عن حياة المتزوجين ؟ وهي لم تكن تتوقع أبدا أن ترى نفسها متزوجة !



لقد برد اللحم يا جاكلين .



و نظرت إليه و كأنها تراه لأول مرة :



- أظن أن على الزوجين الكفاح لأجل نجاح زواجهما ما رأيك ؟



و نظر إليها بدهشة :



هناك أمر واحد فيك .. لن اعرف أبدا ما ستقولينه مسبقا . لقد كنت أتوقع درسا عن الخضروات ، و ليس عن الزواج .. و أنا لا يمكنك سؤالي ، لأن زوجتي هجرتني .



و أحذ منها وعاء الطبخ ليسكب ماءه الساخن في المغسلة ، و انتشر البخار في الجو و على النافذة ...أراهن أنك لم تقل لأحد أبدا كيف تشعر حيال ذلك . فقال لها متجهما :



أفضل أن تستدعي دوغلاس .. أليس كذلك ؟ فقد جهز العشاء .و كانت الوجبة لذيذة وبعد غسل الصحون ، لعبوا الورق على طاولة المطبخ .. و ضحكوا كثيرا و عندما نظرت أخيرا إلى ساعتها صاحت :



يا إلهي ، الساعة التاسعة و النصف .. حان وقت النوم يا دوغلاس .



دور آخر يا أمي ..إنه متقدم على .



دور واحد فقط .



وركز دوغلاس على لعب الورق و فاز بالدور هازما والتر الذي أخذ يضحك ويفرك شعر دوغلاس .. ثم توقف فجأة و جمدت يده وعلى وجهه مسحة ألم شديد ، لم يلاحظها دوغلاس المستغرق في جمع الورق. ولاحظت جاكلين هذا فأدارت وجهها ، فمهما كانت مشاعر والتر فهي تدرك بأنها خاصة جدا .



بعد ربع ساعة ، و بعد أن وضعت جاكلين ابنها في الفراش . دخلت غرفة الجلوس مع والتر.. و جلست على مقعد قديم مرتفع الظهر .. و بادرها و التر بهدوء :



- أظن أن هناك فرصا كبيرة لدوغلاس في إقامته مع جده .. أفضل أنواع التعليم يمكن للمال أن يوفرها .. فرصة للسفر ...



ولكني لست موافقة .



لماذا جاكلين ؟



لأنني لا أريد أن يمر ابني بنفس التربية التي مررت بها !



آه ..الآن قد توصلت إلى صلب الموضوع .. أنت تكرهين والدك .. أليس كذلك ؟



أنا أكره بعض تصرفاته .. فهو لا يحب دوغلاس .

ولكنك لم تمنحيه الفرصة .


إلى ماذا تريد أن تصل يا والتر؟



لتنظر إلى الأمور من وجهه نظر مختلفة .أيمكن لنا هذا ؟ بدافع الانتقام أبعدت دوغلاس عن جده منذ ولادته .. و بعد موت شقيقك أصبحت في وضع للتفاوض و إذا أراد والدك رؤية حفيده يجب أن يتم هذا عبرك ...و سوف يضطر للدفع رغما عن أنفه .. و لهذا السبب كنت خائفة .. خائفة أن يكون والدك قد أتبعك بشخص ما و سيجد أين تسكنين .. و لو استطاع والدك أن يتوصل لرؤية حفيده ساعة يشاء ، فلن تستفيدي أنت بشئ أليس كذلك ؟ فالطبع إذن عليك إخفاء ابنك عن عين جده .



و تنفست نفسا عميقا... و قالت بصوت متهدج :



أنت لا تصدق هذا الكلام حقا .



والدك رجل غني .. وواضح أنك خالية الوفاض .



وردت عليه بكبرياء :



بل لدي الكثير . لدي ابني الذي يحبني و أحبه .. و لدي أصدقاء طيبون و عمل أتمتع به . و أنا محظوظة لوجود هذا المكان الجميل لأعيش فيه . و هذة هي الأمور المهمة ، و ليس مال والدي .



فوقف والتر .. و سار نحوها و عيناه مثبتتان عليها .



كم هذا ذكاء منك ، هل تقولين أنك لم تتوقي أبدا لقسم من ثروة والدك ؟



لا .أنا لم أقل هذا ! مر على أوقات احتجت فيها للمال و لكنني لم أطلب منه .. و لن يفعل هذا لقاء أي شئ . و إذا قال أنني فعلت فهو مخطئ .



أنا لم ألتق بوالدك .. قلتها مرارا .. تشارلز هو من أبلغني هذة التفاصيل ، و اللعبة التي تلعبينها .



وهل قال لك هذا عندما علقتما وراء التراكتور كم كان المكان مثاليا .. و إخترت أن تصدق مأجورا بدلا مني ؟



لقد صدقت وجهه النظر المعقولة .



و لماذا تبعتني إذا ، طالما أنا في نظرك دون مبادئ ؟.



و أمسكها بذراعها :



منذ خمس سنوات لطلاقي .. أنت المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تؤثر بي .. و افهمي ما شئت من هذا .



أنت لن تكون ضابط بوليس محترم لو سمحت لغريزتك أن تقودك حيث تشاء .



اوه . أنت لست السبب الوحيد لوجودي هنا .. فهناك أطراف أخرى في اللعبة . هل نسيت دوغلاس .. أنا هنا لأحمي دوغلاس من كليكما .



الأفضل لك أن تتوظف للعناية بولدك !



و غادر اللون وجهه .. وقال هامسا :



كيف عرفت بأمر ابني ؟



لو أنها لم تشاهد في حياتها الألم الصرف الفج على وجهه إنسان ، فقد رأته الآن . و هي المتسببة فيه . فأسرعت تقول متلعثمة :



أنا آسفة ما كان يجب أن أقول هذا .. ولكن ابني من شأني لوحدي ..ولا شأن لك به . لقد اعتنيت به لسبعة سنين لوحدي و لا أريد المساعدة من شخص يكرهني . و كما كان بإمكاني الإستعانه بخدماتك يمكنني الاستغناء عنها و هذا ما سأفعله في الحال . اريدك أن تذهب من هنا في الغد . يمكنك وداع دوغلاس في الصباح ثم تغادر المنزل .لا بل ستفعل ما أقوله ! هذا بيتي ، و أنا من يقرر من يدخل إليه و من يبقى فيه .



ليس في هذا الظرف يا جاكلين .. أنا هنا و سأبقى هنا .



و تمادى غضبها إلى أبعد حد فقالت بخشونه :



سأجبرك على ترك المنزل .
فرد عليها بلطف :



كيف ؟ لا يمكنك الإتصال بالبوليس .. و لو أنك خائفة حقا من أن يخطف دوغلاس لكان عليك التوسل إلى للبقاء..



إنه على حق .. إنها خائفة .. و مع كل وجهات نظره ذات الاتجاه الواحد ، فهو لن يسمح لأحد أن يأخذ ولدها منها غصبا .



إذن .. عدني بشئ .أقسم لي أن لا تأخذ دوغلاس إلى جده .. و أن لا تتصل بتشارلز .



لفترة شهر أقسم أن لا أفعل .. و ما عدا هذا لن أقسم على شئ . و أحست بالراحه ، فقد ربحت شهرا من الأمان . فقالت له شكرا لك .



وهز لها رأسه باقتضاب .. و مرت من أمامه ، لتخرج إلى غرفتها و تغلق الباب خلفها . ووقفت أمام النافذة تحدق بنهر السين يتلألأ تحت ضوء القمر الفضى . ففي الدقائق الأخيرة التي مرت ، عرفت ماذا تريد خلال الشهر القادم . إنها تريد أن يؤمن بها والتر .. و أن ينظر إليها كما هي حقيقة .



في الصباح .. سارعت إلى صنع فطار من العجة و الفطائر المقلية ، ثم اختفت في غرفتها لتقرأ .. بينما جلس دوغلاس ينهي فروضه .



و بعد غداء متأخر ، خرجت مع ابنها للنزهة قرب النهر و ليتفرجا على طيور البط تسبح في دوائر .. و هما يسيران قالت له و هي تكره ما تقول :



دوغلاس هناك شئ يجب أن أقوله لك . الأمر هو عن جدك . و أخذت تنتقي كلماتها بدقة لتصف له ما جرى بينها و بين والدها و لتصف له تشارلز و أنهت بالقول :



لذا لا أريدك أت تتحدث إلى أي غريب ، ولا أن تركب في سيارة أحد .. أوكي ؟ ووالتر هنا ليراقبك و يحميك .



مثل رجال الأمن الذين يحمون رئيسة الوزراء تاتشر ؟ هل معه مسدس ؟ .



أتمنى أن لا يكون معه ، ساسأله ..واو .. هذا أمر عظيم !



و لكن لا تخبر أحدا في المدرسة .و لا كايت ؟



ولا كايت .. والتر أمام الجميع مجرد صديق يزورنا .أوه لقد اعتقدت أنه صديقك .. و إنكما يمكن أن تتزوجا .


الساعة الآن 11:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية