منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t119304.html)

Rehana 13-09-09 03:56 PM

506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up2//uploads/...c5e1162dc3.gif



كفيكم يا ليلاسيات ؟؟ إن شاء الله بخير

اليوم إخترت لكم هذا الرواية ..إن شاء الله تعجبكم


506- والتقينا من جديد..كـــارول مورتيــمر


من روايات دار النحاس


وإن شاء الله تعجبكم..رواية منقولة وتم تصحيح الأخطاء

الإملائية من قِبلي



الملخص


لقد خدعت كليا منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد, منذ سبع سنوات حالمة ومغرمة
الآن أصبح كل ذلك وراءها, وهي تنظم حفلات زفاف الاخرين بينما تبقى هي عازبة. لم تكن تتوقع ان تكون مهمتها الاخيرة رؤية وولف ثورنتون عريسا, الرجل الذي توقعت مرة ان تتزوج منه!
افترقا بمرارة وندم. سين قررت ان لاتقع في حب رجل ابداً
ولكن بدا انها تفعل ذلك تماما, ومع الرجل نفسه!..منتديات ليلاس






http://www.liillas.com/up2//uploads/...733d1581e9.gif

Rehana 14-09-09 02:37 PM

الفصل الاول


قالت جيني متهكمة:" ألا تعتقدين أن هذا من لمسات السيدة شاترلي؟"
قامت سين بحركة خفيفة للموافقة على تلك الملاحظة مع أن انتباهها كان منصباً على المنظر الذي تشهده بدون تفكير.
لقد دعا الخادم المتعجرف سين وجيني لدخول غرفة الاستقبال الصغيرة منذ ثوان قليلة, في حين ذهب هو للبحث عن ربيكا هاركورت , سيدة المنزل الصغيرة . تمنت سين بشدة ان لاتكون السيدة الصغيرة في الحديقة. هي سيدة المنزل التي ذهب في اثرها ذلك الخادم المتعجرف, والا فان رحلتهما هذه تكون قد ذهبت سدى, حيث ان الفتاتين قدمتا الى العاصمة خصيصا لرؤية عائلة هاركورت, وقد اخذتا بمظهر منزل هاركورت من الخارج بما فيه الكفاية.
فالاراضي المحيطة به كانت كبيرة وشاسعة بحيث انها توازي حجم المنتزه الذي يقابلها، وعلى الرغم من ان المنازل الكبيرة القديمة كانت مالوفة في لندن, الا ان مساحة الاراضي المحيطة بمنزل هاركورت جعلت سين تتيقن من ان هذه الاراضي لها قيمة كبيرة لوجودها في قلب العاصمة.
في اعتقاد سين ان حاجة آل هاركورت للبستاني , هي بسبب مساحة هذه الاراضي الشاسعة.. وياله من بستاني.
رجل طويل ذهبي الشعر كأنه احد آلهة الاغريق القدماء, في الخامسة والعشرين من العمر, ذو بشرة نحاسية اكتسبها من كثرة تعرضه للشمس, وقد لوحته كثيراً مع انه شهر نيسان ومع قدوم اشهر الصيف الحارة فإن بشرته معرضة للمزيد من السمرة.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:38 PM

بينما كان هذا البستاني يعمل في تلك الشجيرات الجاورة للبيت, دخلت جيني وسين الى الغرفة وكان واضحاً انهماكه في عمله وبدا انه كان سيبقى كذلك لولا مرور فتاة شابة في العشرين من عمرها .
مرت الفتاة في تلك الاراضي البرية التي تبعد بضع اقدام عنه لتدخل الى البناء الخشبي المبني في احد جوانب الحديقة بعيداً عن البيت وماهي الا بضع ثوان حتى انتصب ذلك البستاني وتلفت حوله بانتباه ليتأكد من ان احداً لايراقبه قبل ان يدخل هو ايضاً الى ذلك البناء الخشبي.
لقد جاءت ملاحظة جيني المتهكمة في نفس اللحظة التي دخل فيها البستاني في اثر الفتاة وعلى مايبدو فان الفتاة التي عبرت الحديقة لم تنتبه لعمل البستاني هناك
وهي لاتبدو كخادمة او اي فتاة اخرى تعمل في المنزل.
فتسريحة شعرها الاحمر كانت مثبتة باحتراف, وزينة وجهها موضوعة بإتقان , وزيها يحمل توقيع احد مصممي الازياء المشهورين،هذا ان لم تكن سين مخطئة ،لقد تمنت الا تكون ريبيكا هاركورت , لأن سين شكت في ان يكون هذا البستاني هو العريس الذي تنوي ان ترتبط به ريبيكا.
قام جيرالد, والد ريبيكا هاركورت , بتدبير موعد قدوم سين الى منزله اليوم, مدعياً ان ابنته بغياب والدتها تحتاج الى المساعدة في شأن تنظيم زفافها, حيث كان من المقرر ان يتم في شهر آب-اغسطس.
تنظيم حفلات الاعراس مع كل مايصاحبها من مشكلات, كان مجال العمل الذي تقوم سين بإدارته الذي يسمى" النعمة التامة."
خطرت لسين فكرة هذا المشروع في احد الايام الكئيبة, حين وجدت نفسها قد علقت بمواجهة نهاية حياة مهنية اخرى, وقد عملت خلالها عند احد الممولين, الذي كان ذو مزاج مشاكس لاتحلو له المضايقات الا وهم مستغرقون في العمل.مما جعل سين لاتحبذ القيام به طوال ايام حياتها،فمشكلة سين انها لم تكن تعلم ماتريد القيام به .
ففي السنوات الاخيرة عملت في مجالات عديدة, من موظفة استقبال في فندق الى مساعدة في مشتل زهور, ففي محل للوازم الافراح لمدة قصيرة من الزمن, بالاضافة الى اعمال الخدمة في المطاعم ايضاً ،ثم تدربت لتقوم بأعمال طباعة الاعلانات لاحد المسارح وعرفت سين يقينا انها لاتصلح للقيام بعمل كهذا, فبعد ان طبعت مئات الاعلانات داعية الناس فيها الى حفلات ترافالجار, استشاط مديرها غضباً من اسلوبها الفاشل, وفي اعتقادها ان بعض البحارة ممن لبو الدعوة لك يكونوا هم ايضا سعداء بالحضور ومن الواضح انه تدريب استغرق فترة قصيرة من الوقت.هذا ما كانت عليه حال حياتها المهنية, ولكن بعد ان امضت امسية كهذيان المرضى, تساعد مديرها في تقديم الاطعمة خلال احدى حفلات العشاء الخاصة في شقة احد وجهاء المجتمع, في تلك الليلة, قررت سين ان تحسم موقفها
في مايتعلق بتلك الوظيفة خصوصاً, وبعملها في الشركة عموماً, بعد ان بدأ مديرها يرمي السكاكين في ارجاء الشقة.. عرفت سين وقتها ان مشكلة هذا الرجل ليست في طباعه الغريبة , بل في عقله!
وجدت سين نفسها عاطلة عن العمل من جديد وكان عليها ان تدفع ثمن الايجار والفواتير الى جانب التفكير في تمويل حياتها المهنية واستعرضت كل الاعمال التي قامت بها بالتفصيل فوجدتها اعمالاً غير منسقة واعتباطية ولكن عندما جمعتها كلها من جديد لاحت لها فكرة" النعمة التامة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:40 PM

من بين الانقاض .. وكالة الزفاف الكامل... وجدت لتمحو آثار التعب والدموع عن العروس وعائلتها ... ولكن هل كانت تعني الدموع؟
لم يكن هذا النجاح في يوم وليلة, فبعد مضي ثلاث سنوات على انشائها للوكالة, حافظت سين على استمرارية العمل من خلال قيامها بتحضير مآدب العشاء في المناسبات.. الى جانب اعدادت بطاقات الافراح, كي لاتلتزم بمهام اخرى كثيرة تكون غير مجدية.. ففي الغالب كانت سين في انتظار " فرصة العمر" كما تدعوها جيني, ذلك الفرح الذي يتكلم عنه المجتمع طويلاً, ويظهرمن خلاله اسمها في مثل هذه الحلقات الاجتماعية, وكم تمنت ان تغدو وكالتها معروفة حالما ترى المجتمعات المخملية كم ان عملها متقن.
بدا لها ان فرح آل هاركورت هو "فرصة العمر التي لطالما تمنتها.." جيرالد هاركورت, رجل في الاربعينات, كان احد الضيوف في عرس نظمته سين خلال عطلة الاسبوع المنصرم وكانت العروس ابنة احد اصدقاء جيرالد في العمل, وقامت بالتحضير لحفلة العرس مع تلبية متطلبات العروس, من طباعة بطاقات الدعوة الى تنسيق الوان الزهور الرائعة في باقة العروس هذه الباقة التي التقطتها عندما رمتها العروس الى الحشد المتجمع وراءها قبل ان تمضي في رحلة شهر العسل التي اعدتها سين للزوجين السعيدين .
قدم جيرالد باقة العروس لاحدى فتيات الشرف مرفقه بابتسامة ساحرة وسأل سين عن " النعمة التامة" موضحاً لها ان ابنته الوحيدة سوف تتزوج لاحقاً خلال هذا العام , وان زوجته قد توفيت منذ اكثر من اثنتي عشرة سنة, الا ان ريبيكا, اي ابنته , تجد ان الامر كله اشبه بوجع رأس تعاني منه وحدها.
غمرت السعادة سين لطلبه هذا, بينما كانت هي تساعد في التنظيف. ووجدت نظراته الطويلة المتميزة, وشعره الداكن المتموج بخصلات رمادية, وعينيه الزرقاوين الدافئين في وجه معافى وسيم الى جانب قوام مديد في بدلة من ثلاث قطع ارتداها خصيصاً للمناسبة, انها اكثر من ان تسميها جاذبية عادية ،انها فرصة العمر, فكرت سين. .وكان من دواعي سرورها ان تأتي بنفسها من مكتبها الى منزله... فهي لم تكن تستطيع تحمل نفقات الايجار في لندن على حساب عملها, وحضورها الى منزل هاركورت , لتتكلم مع الابنة شخصياً بناء على موعد حضر له جيرالد حين تكلم مع ريبيكا عن الموضوع، ولكن ماذا لو كانت فتاة الحديقة هي ريبيكا هاركورت. .
وتولد لدى سين احساس بان هناك مفأجاة غير سارة في مايتعلق بهذا الزواج.. هذا من دون ذكر العريس وهو مثل اغلب العرسان, فقد بد انه باق بعيداً عن وجع الراس بما فيه الكفاية, بشأن هذا الزفاف بالفعل.
كانت سين لاتزال تقف هناك تنظر في اتجاه الحديقة, حين فتح باب البناء الخشبي من جديد, ولكن بدا ظاهرا من حالتها المزرية انها كانت تبكي بغزارة والقت نظرة حزينة اخيرة في اتجاة البناء الخشبي وهرعت عبر الحديقة الى المنزل ..ليست عروساً سعيدة!
التفتت سين متنهدة وهي مقتنعة تماماً بان زيارتها اليوم الى هذا المكان ذهبت سدى. .قطعت افكارها عندما رأت باب الغرفة يفتح ليدخل شخص، لم تكن ريبيكا هاركورت.... بل كان جيرالد نفسه. .حياها بحرارة مرحبا, يرتدي احدى بدلاته الخاصة بالعمل ويبدو شديد الوسامة والكياسة.
قال متأسفاً:" انني شديد الاسف لتركك تنتظرين" .وعبر الغرفة في اتجاهها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:42 PM

واضاف عابساً:" ولكننا نجد صعوبة في العثور على ريبيكا."
لمست سين ذراع جيني عندما احست ان مساعدتها على وشك البوح بأمر ظهور ريبيكا في الحديقة, فريبيكا هاركورت لم تكن تريد ان يعلم والدها بأنها كانت في اي مكان من الحديقة هذا ان لم تكن سين مخطئة في تقديرها, الى جانب ان البستاني الشاب الوسيم هو ايضا لايريد! قد تكون سين على خطأ, طبعا, لكن بطريقة ماشكت بالامر.
ردت سين بنعومة:" هذا حسن تماما, فقد كنا نتأمل بيتك الرائع" ولكن في الواقع لم تعر امر المنزل كثيراً من الملاحظة على الرغم من انها شاهدت الاناقة الكلاسيكية للغرفة من مفروشات اثرية ولوحات عصرية معلقة على الجدران وزخارف تدل على الثراء الفاحش الذي كانت تعيره عائلة هاركورت الكثير من الاهتمام ،هذا كله كان في غاية الجمال الا انه لم يكن يهم سين في شيء.
بدا جيرالد مسروراً بملاحظتها متطلعاً الى ماحوله بتقدير. .كان من الواضح انه رجل يتمتع بما تستطيع الثروة ان تقدم له.
وبينما كانوا يتابعون حديثهم عن جمال المنزل ومحتوياته, قطع صوت رجل حديث جيرالد متسائلاً:" الن تعرفنا ياجيرالد؟"
كان الرجل ذو صوت حريري ناعم. .صوت عرفته سين على الفور.
لكن هذا مستحيل..ليس هنا.. ولماذا هنا؟ تساءلت بفضول وهي تعلم انها لايمكن ان تكون مخطئة, اذ انها تستطيع معرفة ذلك الصوت في اي مكان .. انه صوت وولف ثورنتون.
لم تستطع الحراك مع انها حاولت ولكن مامن عضلة واحدة في جسمها بدت انها تستطيع في هذه اللحظة.
احست بأن قدميها مثل اثقال حديد غرست في السجادة وجسدها ساكن ومشدود كأنه تمثال, وعرفت ان وجهها قد اصبح شاحباً شحوب المرمر , ورأسها مشدوداً بتوتر , وان عينيها مسمرتان على نقطة مافوق المدفأة.
حاولت ان تتذكر ماذا ترتدي اليوم.. ماذا ترتدي؟ وما الفرق في ذلك؟ وولف ثورنتون كان يقف في مكان ما وراءها, وشكت بانه سوف يكون سعيداً برؤيتها كما هي سعيدة برؤيته.هل تغير؟ هل تغيرت؟ لقد مضت سبع سنوات منذ ان رأته للمرة الاخيرة..بالطبع لقد تغيرت!, فشعرها, لم يعد ذلك الشلال الذهبي المموج باللون الفضي مثل القمر في الليل, كما كان وهي في العشرين من عمرها, ولكنه مقصوص الى حدود كتفيها بتسريحة متماوجة تجعله يبدو كثيفاً,فهكذا تستطيع ترتيبه بشكل افضل وعيناها البنفسجيتان لم تعودا بريئتين وغير مكترثتين. ولكن باقي قسماتها بقيت كما هي بالطبع. انفها القصير والفم الكبير المبتسم, والوجنة المشدودة بحزم, ولاتزال تملك بعض الملابس التي امتلكتها منذ سبع سنوات خلت, اذ انها لم تستطع استبدالها وهكذا تستطيع التأكد من انها لم تكسب اي زيادة في الوزن.
قال جيرالد محييا الرجل الاخر:" سعيد انا الآن لانك استطعت المجئ فأنا نفسي قد اتيت من المكتب منذ برهة ومع اننا قررنا ان تلتقي هنا بعد كل ذلك, فان ريبيكا على مايبدو قد قامت باحدى اختفاءتها تلك من جديد." مجيزا لنفسه القول. قاطعه الرجل الاخر بنعومة:" سوف تظهر, هكذا تفعل دائماً".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:45 PM

آ يالهي , ذلك الصوت , احست بقشعريرة في جسمها وبموجات من الرعب تجتاحها الآن.. آخر مرة رات فيها وولف ثورنتون اوضحت له تماماً ماذا تفكر فيه ولم يكن هناك من سبب واحد لها للتيقن من ان السنوات الماضية التي مرت من دون اي اتصال بينهما, قادرة على تغيير مشاعره تجاهها.
هل يعقل ان يحدث لها هذا؟ طبعا, فوولف يدير صناعات آل ثورنتون , وجيرالد هاركورت يدير شركته الخاصة بنجاح كبير, فلم لايكون هذا الرجلان صديقين؟ ولكن لم كان على هذين الرجلين ان يتقابلا هنا اليوم, وفي هذا المكان بالذات؟ لاحظت سين ان جيني تنتظر عند الباب, فما زال وولف يتمتع بتلك الجاذبية البدائية التي تجذب النساء اليه, والتي راتها سين مكرهة، انه ذلك الامر الذي تحققت منه سين والذي كان السبب في تحطيمها, والادهى انه كان يعرف كيف يستفيد منه.
ادارت سين بحزم وجهها , وقد غلقت انفاسها بحنجرتها, التقت وولف للمرة الاولى بعد سبع سنوات ، لم يتغير البتة, فشعره الاشقر الداكن طويل لدرجة انه لا يتناسب مع الموضة السائدة ، وبعض الخصلات الناعمة تغطي جبينه وعيناه العسليتان محاطتان بأطول أهداب راتهما سين في حياتها وانفه الكبير الشامخ ولكن فمه تغير ولم يعد كما كان.. لاحظت ذلك مقطبة جبينها في الماضي كان فمه جذاباً, اما الآن فلا.
لقد اصبحت تعابير وجهه تنم عن حزن, وبدا انه قليلاً ما يبتسم, والخطوط بجانب انفه وفمه لم تكن بسبب الابتسام, بل من القسوة التي حددت كل قسمات وجهه وعندما حدقت سين فيه جيداً, ادركت ان عينيه لم تعودا دافئتين بتاتا , ولكنهما قاسيتان وغير مكترثتين .
لقد بدت عيناه قاسيتين اكثر عندما احس بنظرات سين المنصبة عليه, وللحظة بدا على ملامحه انه تعرف عليها على الفور, ورق فمه اكثر واطبق فكيه بقوة وتوجهت نظرات عينيه الفولاذية نحوها بتحد، كان في الماضي انساناً معروفاً بالرقة والحنان , ونعومة ملامحه كانت تجعل من الصعب على اي كان تحديد عمره... أما اليوم فهو يبدو في الخامسة والثلاثين بدون ادنى شك وعلى اقل تقدير.
ازدرت سين ريقها بصعوبة ولم تشعر في حياتها بالرغبة في الفرار كما تشعر الآن. وشعرت للحظة ان وولف قد يقتلها بالفعل.
تساءل وولف مسيطراً على اعصابه عندما استدار ليواجه الرجل الآخر, منتظراً ان يعرفه الى الضيفتين. " جيرالد" وكانه لا يعرفها اطلاقا! .
رفضت ان تصدق انه نسيها، لابد انه تمنى ذلك ولكنها عرفت من ردة فعله للحظة خلت, عندما نظر اليها للوهلة الاولى بانه لم يستطع نسيانها.
قال الرجل الاكبر سناً مبتسماً ببساطة, غير واع مطلقاً للتوتر السائد في الغرفة:" آسف وولف" .
اضاف بخفة:" هذه لوسيندا سميث من وكالة النعمة التامة, ولكن اصحابها يدعونها سين كما اكدت لي."
بدا ان وولف لايجد اي روح دعابة باسمها او حتى بشخصها!ولكن نظرته المستفسرة التي القاها نحو الرجل الآخر , بدت متسائلة عن مدى قرب جيرالد منها باعتباره احد اصدقائها.
لقد كان سؤالاً مثيراً, فمع دعوته لها للحضور الى هنا عندما تحادثا يوم السبت الفائت, قام جيرالد بدعوتها للعشاء خارجاً ايضا.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:47 PM

رحبت بالموضوع الاول الا ان الموضوع الثاني ارتأت تأجيله لحين قدومها لمنزله ولكن لم يخطر على بالها اطلاقا ان وولف ثورنتون سيكون حاضراً عندما يطرح ذلك الموضوع الثاني .
ففي الحقيقة , كانت تستبعد دائماً وبشدة اي لقاء مع وولف مجدداً، وعرفت الحاضرين على مساعدتها مشددة على الامر:" انها مساعدتي جيني هاريسون."
بدت جيني ممتنة لسين لتعريفها لهما فمع كل الانتباه الذي اعره وولف لسين , الا انها حفظت رباطة جأشها , حتى جيرالد بادبه الساحر رحب بجيني.
لم يكن شعر الفتاة يضاهي شعر ريبيكا هاركورت النحاسي, بل كان ذا لون خمري يتناسب مع بشرتها الشاحبة.. مسكينة جيني تبدو اصغر بكثير من سنوات عمرها الثماني عشرة لانها كانت مسرورة لوجودها برفقة هذين الشخصين المميزين.. وولف ثورنتون ليس رجلاص مهذباً , فكرت سين بخفة, فقد تعمد اهمال جيني ونظر اليها بقسوة وفظاظة ومن الواضح ان جيني كانت تشعر برهبة من هذا الرجل الذى كان يبدو قاسياً ومتوحشاً الانها انجذبت اليه هذا الى جانب انها كانت تبدو مهتمة به من دون ريب.
اجاب وولف بنعومة:" آنسة سميث؟".
تورد وجه سين خجلاً من تلميحه.. طبعا ففي آخر مرة التقيا فيها كانت على وشك الزواج من روجر كولنز..
اجابت بخفة ملتقية بنظراته ولكن هذه المرة ًبشيء من التمسك:" انني غالبا ما اكون فتاة شرف وليس العروس على الاطلاق, كما يبدو" .
لماذا يتابع وولف التصرف وكأنهما لم يلتقيا من قبل؟ لماذا لم يخبر جيرالد هاركورت انه يعرف تماماً ماذا يسميها اصحابها وحتى اعدؤها ايضا؟ وان كان قد اندهش لعلمه بانها لم تتزوج بعد كل هذا.. الا انه لم يظهر ادنى اشارة الى ذلك.
قال متحدياً بنبرة خالية من التهذيب:" ولكن اغفري سؤالي.. اذا كانت هذه هي الحالة... فما هي الخبرة التي تدعين معرفتها , وكيف تخولك تنظيم حفلات الآخرين , وخاصة كحفلة زفاف ريبيكا؟"
كان يقصد اهانتها وقد حقق مبتغاه! فهو يعرف انها تنتمي للطبقة العاملة وتكره المجتمعات المخملية الى حد بعيد, وكان يحاول ان يعيرها بفقرها .
قاطعه جيرالد برقه غير منتبه لخلفيات الحوار الدائر بين سين وولف :" دعك من هذا ياوولف, ليس من الضروري, ان تدهسك عربة لتعرف عاقبة ذلك.. ففي رايي لايوجد فرق كبير بين ان تدهس او تتزوج".
قال ذلك بحزن ظاهر حيث ان الجميع نظر ناحيته بسبب طريقته في التشبيع . هزت سين رأسها قائلة:" اني أملا ان لا تتاح لك فرصة الكلام مع احدى زبوناتي والا فسوف اخسر مهنتي."
قال جيرالد مقطباً:" لنعد الى العمل." واضاف بشرود وهو يغادر الغرفة :" سوف اذهب للبحث عنها من جديد."
لم تكن سين اكثر امتناناً في حياتها من جيني لاصرارها على مرافقتها ذلك الصباح كما كانت في تلك اللحظة , والا لكانت بقيت بمفردها مع وولف في الغرفة.
آوه , لا. هذه مبالغة غير الظاهر ان وولف قد احتاج لاستعمال قوته الجسدية طوال حياته ، فما من شك انه يستطيع بلسانه السليط ان يدمر كل من تسوله نفسه ان يتحداه , وتحويل اي معترض الى مرتعد بنظرة من نظراته الباردة.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:49 PM

ساد سكون مطبق في الغرفة بعد ان تركها جيرالد و...... هل كان هذا ما رأته سين لوحدها؟ وجازفت بنظرة ناحية وولف الذي بقى واقفاً يراقبها تارة بنظرات باردة حادة ويشيح طوراً بعينيه عنها.. جيني الطيبة كانت تنظر الى وولف بعينين متاثرتين شعرت سين با لاسى تجاه جيني بسبب تجاهل وولف لاعجابها به , مع انه لاحظ ذلك فجيني قليلة الخبرة ولابد ان عواطفها تجاهه ظاهرة بما يكفي لكي يلاحظ وجودها ومامن شك في انه معتاد على اعتبار نفسه جذاباً من قبل النساء. ولكن مامن سبب يجعله متلاعباً الى هذا الحد.. لم تتعود رؤيته مرتدياً ثياباً رسمية كاملة كما هواليوم فبدلته ذات الثلاث قطع وقميصه الابيض الناصع , مخاطان بدقة متناهية وربطة عنقه معقودة بشدة حول عنقه ولا يضع اية مجوهرات. فلطالما رفض ان يستعملها الرجل وافضل حلية عنده هي ساعه تلف معصمه الايسر.
لاحظت سين باعجاب ان يديه مازلتا كما كانتا , يدي فنان ملهم, ومع ذلك قويتان تماما عند الحاجة, والاظافر مقلمة بدقة.
وولف رام جيمس ثونتون.. كانت تتوقع ان تسمع اكثر عنه خلال السنوات السبع المنصرمة ولكن الشيء الوحيد الذي سمعته هو ارتباط اسمه بصناعات آل ثورنتون.
فصفحة المال والاقتصاد في الصحف غالباً ماتورد مقالات عن نجاح وتوسيع الشركة، لابد ان اعمال العائلة قد ازدهرت تحت رعايته, ياللغرابة! فهي لم تفكر بوولف كرجل اعمال, ولكن هذا مالم يكن عليه قبل سبع سنوات.
قال متشدقاًبتحد:"اذا سين, اليس كذلك؟ سوف تقومين بهز عصاك
السحرية وتجعلين عرس ريبيكا كاملاً".
احست باحمرار وجنتيها من الاهانة التي قصدها من وراء تلميحه هذا .. قالت بحزم:" اجل, اتمنى ذلك" .
تقدم بخطوات واسعة نحوها وقال:"فستان ابيض واسع, كعكة تزينها الكريما , حصان وعربة لنقل العروس والعريس الى حفلة الزفاف؟"
شحبت سين عندما استعمل كلماته كشفرات حادة بقصد جرحها, ولم ينس شيئاً! واخذت نفساً متقطعاً ثم قاطعته بحدة بينما اصابعها مطبقة الى درجة انها احست بان اظافرها قد انغرست في لحمها:" ولكن تنظينم هذا الامر في لندن فيه شيء من الصعوبة" .
رد وولف بصوت اجش :" انا متأكد انه من الممكن تدبر الامر اذا كان هذا ماترغب به العروس حقاً".
ازدردت سين ريقها بصعوبة, مشيحة بنظرها عن الوجه البارد الذي لايرحم , وقالت تسل جيني :" يبدو اني نسيت ان احضر دفتر ملاحظاتي , هل تستطيعين ان تذهبي الى العربة في الخارج وتحضريه لي؟"
لكن هذه المشادة مع وولف التي لم يلحظها احد على مايبدو , لايمكن لها ان تستمر ومع انها كرهت هذه الفكرة , ولكنه اذا كان صديقاً حميماً للاسرة وزائراً دائماً للمنزل فربما من الافضل لها الانسحاب بدلا من التورط في هذا الزفاف فهي تستطيع توفير الكثير من العناء على نفسها اذا اقتنعت بهذه الحقيقة الآن.
وافقتها جيني على الفور موجهة نظرة مشوقة نحو وولف عندما مرت بجواره لتخرج من الباب .
قال وولف بإزدراء متزايد ما ان اصبحا وحيدين :" حسنا , سين." اضاف ونظرته تتفحصها قاصداً اهانتها:" كم من الوقت مضى وانت برفقة جيرالد؟"


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:52 PM

تنهدت تنهيدة عميقة مبدية سخطها للملاحظة وقالت:"انا..." .
اضاف وولف بقصد ايلامها :" فقد ترك صديقته الاخيرة منذ بضعة اسابيع".
همست سين رافضة اتهامه واحست باحمرار وجنتيها ولكن من الغضب هذه المرة:" انا لست صديقته" .
وتساءلت في قرارة نفسها هل سيبقى الاحمرار علامة على خديها كلما تكلمت مع هذا الرجل الكريه:" لقد تقابلنا للمرة الاولى يوم السبت الفائت " .
لوى وولف فمه مستهزئاً فبدت الخطوط على وجهه محفورة بعمق واضاف بتجهم :"لا،فمن الممكن انك لم تصبحي صديقته بعد, اصبري بضعة اسابيع! ولكن لاتوهمي نفسك باية امنيات رائعة للارتباط به جدياً, لقد سمعت راي جيرالد بمسالة الزواج" .
اطلقت تنهيدة متثاقلة وهزت رأسها رافضة :" اني لا اعلق اية آمال زائفة او امالاً من اي نوع آخر حتما , في مايتعلق بجيرالد فأنا بالكاد اعرفه."
رد وولف بكلام جارح وعيناه مقوستان متأملا فيها:" من الواضح ان جيرالد عنده بعض المشاريع في رأسه لكل منكما , تتعدى امر الزفاف."
اخذت سين بعين الاعتبار الدعوة الاولى للعشاء التي تلقتها من جيرالد , بدالها وولف احمق لامحالة، ولكن حتى اذا كان كذلك, فانه امر لايعينه اذا ماقررت هي وجيرالد المضي قدماً في علاقتهما وكونه صديقاً لجيرالد لايعطيه اي حق بالتدخل.
ثم قال وولف برقة:" هذا ما لن يحدث ابداً صدقيني." قال هذا فيما نظراته الثابتة تقرأ أفكارها.
تراجع رأسهاالى الخلف مثل قطة تواجه ثعلباً.
كانت سين قصيرة القامة مع حذائها الذي تنتعله الخالي من الكعب.. مرتدية سروالاً اسود مع سترة تناسبه وقميص بنفسجي اللون, مما جعلها تبدو نحيلة , ورقيقة احست بانه يحاول ان يربكها , حسنا لن ينجح في ذلك.
اخبرته بتحدى وعيناها تلمعان:"علاقتي بجيرالد لاتعنيك".
اكد لها محذراً برقة :"سوف اجعلها كذلك , ياسين".
عبست بوجهه والمرارة تملا وجهها الناعم
اكدت له سين :" هذا ليس من حقك, ياوولف, ليس من حقك مطلقاً".
فقال بقوة:" انا املك كل الحق اللعنة عليك!" ثم تابع وعيناه تلتمعان ببريق ذهبي عميق بينما كان يتقدم ناحيتها مهدداً:" انت...".
قالت جيني بأنفاس متقطعة وهي تدخل الى الغرفة في تلك اللحظة:" لم استطع ايجاده, ياسين" اضافت ووجهها يتصبب عرقاً:" لقد بحثت في مقدمة السيارة وفي مؤخرتها."
اخبرتها سين:" لقد وجدت دفتر الملاحظات ياجيني".
معترفة بذنبها مدركة انها قد اضاعت وقت جيني كما اضاعت

وقتها هي ايضا لمحاولة التكلم مع وولف على انفراد في ظل ظروف كهذه, فالاختلافات بينها وبين وولف كانت عميقة لدرجة انه لايمكن الاحاطة بها كلها خلال بضع دقائق من التحدث اليه على انفراد واضافت:" لقد اكتشفت انه في حقيبتي , بعد ان تركت الغرفة على الفور ولكن عندما عرفت هذا لم استطع اللحاق بك لاخبارك" .
وابتسمت معتذرة للفتاة الاخرى:" انني آسفة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 14-09-09 02:53 PM

مع ان جيني لم تكن تنظر اليها ابدا , فقد كانت عيناها منتجذبتين ناحية وولف.
ادرات سين رأسها بامتنان ناحية الباب عندما فتح ليدخل منه جيرالد, وتلحق به ريبيكا التائهة .
تحول ارتياح سين الى انزعاج عندما اكتشفت ان ريبيكا هي فتاة الحديقة كل علامات البكاء الحديثة العهد ازالتها بواسطة الزينة المتقنة.. ريبيكا هاركورت, قد تبدو جميلة بدون كل هذا الطلاء.. فبشرتها مشدودة وقسماتها ناعمة ونضرة وان كان هناك من ملامح حزن عميق في عينيها الزرقاوين فان سين هي الوحيدة التي احست به.
" انني جد آسفة اذ تركتك تنتظرني ." صوت ريبيكا كان مبحوحاً خافتاً من البكاء أو هكذا بدا؟ لم تكن سين متأكدة.
اجابت بارتباك:"لم اكن اعلم انك هنا".
ولكن سين ارتبكت فالملاحظة لم تكن موجهه اليها , فريبيكا كانت تنظر الى وولف حين كانت تعبر الغرفة لتصل الى جانبه.
"مرحبا عزيزي".
ورفعت ريبيكا جسدها لتصل الى وجه وولف حيث طبعت قبلة خفيفة على وجنته:" انني ممتنه لانك اسطعت المجئ من المكتب, وهكذا يمكن لكلينا ان نتكلم مع الآنسة سميث عن ترتيبات الزفاف."
ادارت رأسها نحو سين مرحبة بها بابتسامة .. حدقت سين بها ، فهي لن تستطيع الرد حتى لو حاولت وولف هو عريس ريبيكا..!
قال جيرالد متأسفاً:" اتعرفين ياسين لقد اكتشفت فجأة عندما ذهبت ابحث عن ريبيكا انني لم اعرفك على وولف ".
وعصر يدها معتذراً لعدم لياقته:" هذا وولف ثورنتون خطيب ابنتي."
كان وولف العريس!!منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...0339f37a55.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:16 PM

الفصل الثاني


تنهدت جيني التي كانت تجلس الى جانب سين في طريق العودة الى المكتب بعد ان انتهيتا من زيارة ال هاركورت وقالت:" بعض الناس لديهم كل الحظ."
تساءلت سين بشرود:" ماذا؟" .
فهي لاتزال ترتعد الى درجة لاتستطيع معها ان تخمن الى ماذا ترمي جيني ، فقد امضت حوالي الساعة مع العروسين السعيدين تحاول ان تتفق معهما على تحضيرات زفافهما الذي سيجري في شهر آب- اغسطس وقد حاول وولف ان يبدو موضوعياً من غير ان يثير اي محاولة للاحتكاك بها وتنفست جيني نفساً عميقا ًاخر, وقالت :"ربيبكا ثورنتون, ليس من العدل ان يكون لها والد رائع وعريس جذاب تتهافت النساء عليه".
لم تستطع سين ان تمنع الابتسامة الخفيفة من الظهور على فمها قائلة بحسرة:" انا لا اعتبر انه من المهم ان يكون الاب وسيما" .
ردت جيني برضى :" ربما لا" ولكنها تابعت بتحسر :" ولكن وولف ثورنتون شيء آخر".
" انه شيء آخر...." قالت سين هذا مع علمها بحقيقة وولف الا انها لم ترد ان تخبر جيني بشيء.
تساءلت جيني مفكرة:" ولكنني اتساءل اين هو موقع البستاني من كل ذلك".
لم تستطيعا بالتأكيد تخيل مدى اهمية العلاقة بين ريبيكا والبستاني الشاب وحتمن وجهة ريبيكا على الاقل .. فدخول جيرالد هاركورت الى غرفة الجلوس, حول انتباهمها من الحديقة الى المنزل ولم تريا البستاني يخرج من الكوخ ولكن ماشاهدتاه في البدية كان كافيا لتعرفا ان البستاني له دور في الموضوع.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:19 PM

لو كان اي انسان آخر هو العريس لما ترددت سين للحظة, ولكن لا دخل لها في اختيار العروس كل مايهمها هو ان تبدو العروس متأنقة يوم زفافها وتمضي امور الزفاف على مايرام, ولكن وولف هو العريس !
لم تستسع ان تصدق ذلك! ريبيكا كانت شابة صغيرة في العشرين من عمرها, وولف في الخامسة والثلاثين من العمر ..رجل ناضج , وله خبرة في الحياة ولكن لماذا يتزوج من فتاة صغيرة تكاد تكون من عمر ابنته؟ والاغرب من هذا ان ريبيكا تقيم علاقة مع البستاني في منزل والدها! لم تشك سين للحظة في ان وولف سوف يثور بشدة اذا ما اكتشف هذا الامر ولم يكن في نية سين ان تطلع وولف عن الامر ولكن ماذا اذا اخبرته ريبيكا بنفسها؟
لقد راقبت سين الخطيبين وبدا انه لابأس بهما كعاشقين, فقد كان وولف يعامل ريبيكا بنفس الطريقة التي يعاملها بها والدها. وكانت ريبيكا تسأل وولف عن كل شيء حتى من اين تشتري فستان الزفاف! لو كانت سين مكانها لما استشارته.
رات سين ان زواج وولف وريبيكا هو في ورطة منذ الآن.. انها حقا فكرة محبطة عن زواج لم يبدا بعد فعلى كل حال كانت زيارة سين لمنزل ال هاركورت من اصعب الاوقات التي مرت بها في حياتها حيث انها قلقت من فكرة ان وولف قد يخطر له ان يطلع الآخرين على علاقته الماضية بسين وما من شك في انها ستحرج, لانهما تصرفا كغريبين في البداية ولا بد ان الامر سيحرجه هو ايضا ولكن بما ان سين تعرفه حق المعرفة, فوولف لا يابه لما يفكر الناس به وهذا ليس في صالح سين. ومضى الوقت في ذلك المنزل زاد من توتر سين,اذ ان وولف لم يقل شيئاً خاصة وانه اخذ يسترضي اكثر كلما لاحظ توتر سين يزداد ..بدا مستمتعاً بقلقها ولم يبعد نظراته عن وجهها البارد.
عندما همت سين وجيني بالانصراف لاحظت سين من تعابير وجه وولف ان هذا لن يكون لقاءهما الاخير, فهي على ثقة من انها سترى وولف لاحقاً لامحالة.
قالت جيني:"ربما لا دخل له على الاطلاق" .
وعندما لاحظت عدم استجابة سين للحوار اضافت:" وعلى كل, ما من امرأة في كامل عقلها تنظر حتى مجرد نظرة الى رجل آخر عندما تكون على وشك الزواج من وولف ثورنتون".
جفلت سين مرتعبة , اي امرأة بالتأكيد! ولكن كم كانت جيني ساذجة ، فهي لاتستطيع ان تدرك بعد , ان اختيار شريك الحياة يتطلب اكثر من الوسامة .ولكن السؤال هو : هل ادركت ريبيكا هذا الامر, خاصة وانها اصبحت على وشك الزواج؟
ابعدت سين عن تفكيرها زواج هاركورت-ثورنتون, حالما وصلت الى المكتب. فلقد كان لديها عمل يجب ان تنجزه وما كانت لتستطيع ذلك ووولف في تفكيرها.
امضت سبع سنوات من دون ان تفكر فيه حتى في الاوقات الصعبة، كانت تنجح في ابقائه بعيداً عن تفكيرها ولايحق له الآن ان يقتحم حياتها وهي على مرمى حجر من تحقيق حلم النجاح الباهر ولكن من سوء الحظ ان يكون عرس وولف وريبيكا هو نقطة التحول في حياتها.
امسكت بسماعة الهاتف آليا عندما رن جرسه لحظة دخولها الى المكتب وتوترت فور معرفتها المتكلمة, لقد عرفت عن نفسها قائلة:"ريبيكا هاركورت".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:21 PM

تساءلت سين بتحفظ:" بماذا استطيع ان اخدمك آنسة هاركورت؟".
مع انها تعودت ربط اواصر الصداقة مع كل العرائس اللواتي تعاملت معهن ومن خلال تجاربها عرفت سين انه من الافضل لكل منهما ومن الاسهل ان كانتا مستعدتين للكلام بصراحة.
طلبت منها الفتاة متوسلة :" سين ارجوك ماتستطيعينه لي هو ...."
اجابت سين:"نعم" .
حين لاحظت ارتباك الفتاة اضافت بخفة:" اذا كنت لاترغبين بالتعامل مع وكالتي بعد كل هذا , افلا تشعرين بأنني قد اهان."
فإذا كان الامر كذلك , سوف تشعر بارتياح اذا وجدت نفسها خارج الموضوع فقالت لها" ربما وضعك والدك في موقف حرج."
ترددت ريبيكا محاولة ان تؤكد لها امراً:"ليس الامر كذلك، فانا متأكدة من ان مساعدتك لي ستكون قيمة جداً".
وتحشرج صوت ريبيكا ولم تستطع ان تكمل.
رجتها سين :"نعم؟" ولكن بلطافة اكثر هذه المرة شاعرة بقلق الفتاة وكان لدى سين شعور بان اللامر له علاقة بالبستاني خاصة بعد ان قابلته ريبيكا في الكوخ الخشبي, وهذا الامر المهم.
قالت ريبيكا وكانها وجدت الكلمات المناسبة:" الامور تجري بسرعة, وانا متأكدة من انني لست اول عروس تجدينها متوترة قبل الزواج..انني اريدك ان تتمهلي بترتيبات الزفاف, فلا يوجد داع للعجلة".
ذكرتها سين بهدوء:"موعد الزفاف بعد اربعة اشهر فقط".
تابعت سين مشفقة عليها:" ماريك لو التقينا نحن الاثنتان على انفراد وتحادثنا".
فكما قالت ريبيكا, اعتادت سين على مفاجآت اللحظة الاخيرة ولكن اربعة اشهر لاتعتبر"آخر لحظة" الى جانب ذلك, تملكها شعور بان في الامر خطورة اكبر ممايبدو.
اجابت ريبيكا بامتنان:" آه,نعم, سيكون ذلك رائعاً عندها استطيع ان اشرح لك".
شككت سين بذلك فلقد تملكها شعور بأن ريبيكا تحاول ان تنكر الحقيقة حتى عن نفسها.
" مارأيك لو اتي الى منزلك غدا ونستطيع ان ..."
قاطتعها ريبيكا بحده:"كلا , ليس هنا. ما اقصده هو..."
وحاولت ريبيكا ان تتكلم بشكل طبيعي:"لم لا نتناول طعام الغذاء معا في مكان ما ؟ فهذا على الاقل يجعل اللقاء مريحا؟" .
وتكهنت سين- انه كلما كان اللقاء بعيدا عن والدها كان افضل.
قبلت سين:" هذا جيد بالنسبة لي وماذا عن ..."
وهنا قطعت كلامها فجأة عندما فتح باب مكتبها من دون انذار, وحملقت بوولف بينما كان يقف بغطرسة عند الباب وشدت بقبضة يدها بعفوية على سماعة الهاتف, وفاض الدم من وجهها وجف حلقها و لم تستطع السيطرة على نفسها؟ لقد عرفت سابقاً ان وولف لن يرحب بعودتها و الظهور في حياته ايا كانت الظروف.
فبعد غياب سبع سنوات لابد وان يظهر عدم رضاه، لهذا بقي هادئاً عندما كانا معاً في منزل ال اركورت.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:24 PM

وشعرت سين ان ريبيكا لاتريد ان يعرف وولف عن مكالمتها الهاتفية وبما ان الخط لم يقطع بعد بين الفتاتين, ولم يكن في نية سين ان تطلع ريبيكا على وصول الى مكتبها, وبدون ان يعرف وولف مع من تتكلم, لم تعرف سين ماذا عليها ان تفعل حينئذ! شاهدت وولف يتقدم داخل المكتب بعد ان اغلق الباب باحكام , ووقف اماها بتعجرف , بينما كان ينتظر ان تنتهي من المكالمة باسرع وقت.
اجابت سين قائلة:"يبدو الغذاء فكر جيدة".
واضافت بخفة بينما لاحظت التوتر في صوتها:"ربما تستطعين ان تحددي اسم مطعم يكون مناسباً لكلينا؟".
راقبت وولف وهو يتجول في انحاء المكتب, وبين الحين والحين يلتقط بعض الاشياء يتفحصها ويعيدها من دون اهتمام، فلقد كان في مكتبها بعض كتب الزفاف, وبطاقات الافراح, وجدران مكتبها مزينة بورق الحائط بلوني الزهر والكريم التي الصقتها سين بنفسها, اذ لم تستطع ان تدفع تكاليف خبيرة في هذه الامور،فلقد دفعت اجرة المكتب لسنة كاملة! اظهر وجه وولف المتعجرف درايته بامر فرش المكتب, ورفع حاجيبيه متعجباً, فسين كانت لا تزال تمسك بسماعة الهاتف.
ارادت سين بامتنان ان تنهي المكالمة, لو ان ريبيكا تقول فقط اسم المطعم، فهي تريد ان تنهي هذه المقابلة مع وولف بسرعة .
وبعد ذلك مقابلتها مع ريبيكا التي احست انها ستذهب سدى هي ايضا, بالتأكيد وولف لايريدها ان تتدخل بامر زواجه من ريبيكا.
من حسن الحظ ان جيني ذهبت لتناول الغذاء بعد عودتهما, اذ انها ستشتعل بالفضول لرؤيتها وولف في المكتب بعد ان قابلتاه لتوهما في منزل خطيبته.. فلم يكن في نية سين ان تقول للفتاة ان وولف اراد محادثتها بامر ما ولكن بعيداً عن اعين الرقباء.
اجابت ريبيكا اخيراً:"ماذا عن الريتز؟" .
كان من المحتمل ان ترفض سين ولكن رؤيتها لوولف يتجول في المكتب فلا بد من القبول.
ولكن الريتز لم يكن مناسباً لهما, او على الاقل مناسباً لميزانية سين, وبما انه غداء عمل, فهي لاتستطيع ان تضيع وقتها, وحتى اذا ما رفضت قد تخاطر بالكشف عن هوية ريبيكا.
"عظيم"وافقت سين وحددت موعد اللقاء عند الساعة الثانية عشرة والنصف واعادت السماعة الى مكانها والتفتت ناحية وولف الذي كان يتفحص جدول اعمالها للاسابيع القادمة.
التفت ناحيتها فجأة واخذت نظراته الثاقبة تحدق فيها بإمعان, واحست سين بخصلات شعرها الفضية تتطاير فوق كتفيها, وبدا لون شعرها الزاهي فاتحاً اكثر على قميصها , كانت شفتاها بدون احمر شفاه, فقد شربت للتو فنجان قهوة اعدته لنفسها لم تكن هذه هي الطريقة التي اؤادت بها رؤية وولف وماكانت تتوقع رؤيته سريعاً هكذا ولكن كان عليها ان تعلم ان وولف يفعل دائماً كل شيء غير متوقع وارتد فمها الى الوراء عندما التقت نظراتها بنظراته الباردة.
فتحدته متسائلة:" ماذا تفعل هنا يا وولف؟".
من حسن حظها ان صوتها لايظهر كم كانت متضايقة ومتوترة من وجوده فهما وحدهما تماماً هنا ولم يكن امام سين ثمة خيار آخر.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:26 PM

لوى فمه مبدياً خطوط وجهه وقال متشدقاً بسخرية:" بالتأكيد انت لا تعتقدين ان حديثنا قد انتهى؟". واولاها نظرة ملؤها الشفقة على سذاجتها.
تنفست تنفساً متقطعاً وقالت:" واي حديث هذا الذي تقصده؟". ثم قوست حاجبيها متسائلة:" الذي جرى هذا الصباح ام الذي كان منذ سبع سنوات؟".
اخرج الكلمات من بين شفتيه بقسوة:" الاثنان مترابطان بالتاكيد!"
وحاول ان يسيطر على اعصابة بقوة كي لا يستعمل قوته الجسدية ويسحبها عن كرسيها ويوقفها على قدميها بقوة ويهزها الى ان تصطك اسنانها.
ارغمت سين نفسها على البقاء جالسة, في حين كانت تريد حقيقة ان تقفز عن الكرسي وتجري وتجري الى ان تتأكد من ان هذا الرجل لن يمسك بها ولكن من تجربتها السابقة معه عرفت انه عندما يريد الامساك باحد فانه لابد سيفعل.
وهكذا بدلا من الهروب اظهرت حركة لا مبالية من رأسها قائلة:" انا لم افهم ماتعنيه".
وكانت اصابعها تطبق باحكام على القلم الذي كانت تستعمله حين اتصلت بها ريبيكا.
وقطب وولف وجهه فيما عيناه تتاملان وجهها الشاحب وقال:" هل كان هذا جيرالد على الهاتف الآن, يهيئ لموعد غداء معك غدا؟".
لم تتوقع ان يغير الموضوع كله حتى انها للحظة اختل توازنها من التحول المفاجئ. ولكن علامات الارتياح ظهرت على وجهها.
قالت له :" اذا كان هو او لم يكن, فلا علاقة لك بهذا يا وولف!" قالت ذلك وهي واقفة وهذا لم يكن في صالحها فهو اطول منها بقدم ولكنها اصبحت تستطيع التحرك اذا ما استدعى الامر الهرب.
واضافت مندفعة:" استطيع تناول الغذاء مع من ارغب".ايقينت انه لم يتخيل ولو للحظة ان ترتيب موعد الغداء هو مع ريبيكا هاركورت ولم يكن في نيتها ان تطلعه على الامر.
وضع وولف يده بسرعة حول خصرها, ولكن لا ، فهي لم تفكر بوولف هكذا منذ سبع سنوات ولم تسمح لنفسها بهذه السعادة, ولن تفعل ذلك الآن, وهو على وشك الزواج من امرأة اخرى, فهو الجنون المطبق! نهرته بقوة:" دعني يا وولف" من دون ان تستطيع النظر في وجهه الجميل.
عاد فيض من الذكريات لتؤلمها من جديد, وبقوة لم تكن تعرف بوجودها, تخلصت من قبضته.
كان الوجع الآن جسدياً وليس عاطفياً، فهي تستطيع التعامل مع الوجع البدني بسهولة اكثر من الوجع العاطفي الذي سببه لها هذا الرجل ذات مرة.
عرفت ان الندوب على يديها سوف تختفي ولكن ندوبها الداخلية سوف تبقى.
سألته بتعجرف وتحد:" كيف حال عائلتك , وولف؟"
وتجلت نظرات عينيه وهو يقول :"عائلة؟".
ردد برقة مبطنة:" هناك امي وبربارة الآن فقط؟".
فقط امه وبربارة .. ليس هناك حاجة لشخص آخر فالاثنتان رائعتان لوحدهما!
اضافت بتعبير استفهامي :" وكيف حالهما؟".
لوى وولف فمه قائلاً:"هل حقا تهتمين؟".
كلا ، انها لاتهتم على الاطلاق, ولكن على الاقل ذكرهما قد ابعد انتباهه عن المكالمة الهاتفية التي قاطعها منذ قليل.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:28 PM

اجابت بصدق :" كلا ".
ولم تجفل من نظراته العميقة الخطرة, وتذكرت جيداً كم ان هاتين المرأتين قد كرهتاها فيما مضى, وكانتا تظهران كرههما لها في كل مناسبة
وهي متاكدة انهما ماكانتا لتكترثا لحالها الآن بقدر ما تكترث هي بهما, بالاضافة الى ان كلوديا ثونتورن كانت الرافضة الاولى لها ولم تكن راضية اطلاقاً عن علاقة سين بولدها وبربارة اظهرت نوعاً آخر من التهديد مختلفاً كلياً هل مازالت؟ اذا كانت لاتزال , فان لدى سين دافعاً اشد للشفقة على ريبيكا الآن.
همس وولف:"لا اعتقد ذلك". فيما كان غضبه المكبوت في داخله يوشك ان ينفجر" .
اطلقت سين تنهيده:"ماذا تريد مني يا وولف؟ واضافت مقطبة:"فإعادة الماضي لن تساعد احداً, يجب عليك التركيز على مستقبلك."
عاد تفكيرها من جديد الى ريبيكا والمكالمة الهاتفية الغريبة التي تلقتها منها،كان وولف يراقبها, وقال اخيراً برقة:" وماذا تعنين بذلك؟".
لم يكن في نية سين خداع ريبيكا واردفت بغير اكتراث:"هل تحب ريبيكا هاركورت؟".
بدا ان وولف يعتقد ان في استطاعة العودة الى حياتها من جديد بعد سبع سنوات, متظاهراً بالبراءة, ويطلب منها ما يريد ، ولكنها لن تعطيه نفس الفرصة!
"عواطف وولف" ازداته بسخرية وقالت مقطبة الوجه:"انا لا اصدق انك تملك شيئاً منها اتجاه ريبيكا على الاقل ليس من نوع العواطف التي يجب ان تملكها تجاه المرأة التي تنوي الزواج منها".
تحرك وولف عابراً الغرفة بخطوات خفيفة ليقف على بعد خطوات منها. وسألها:"ماذا تعرفين انت عن ذلك او متى عرفت او اهتممت بما احسه انا؟".
هذا لم يكن عدلاً.فلعدة اسابيع , اسابيع ثمينة اثرت على حياة سين , اعتقدت انها تعرفت على هذا الرجل جيداً ومع ان الحقيقة اثبتت غير ذلك, فان هذا الاثبات ماكان ليأخذ تلك الامور منها.
كانت متأكدة ان وولف لايحب ريبيكا! اذا لماذا يريد الزواج منها؟ لماذا لايتزوج بربارة كما ظنت انه قد يفعل؟
نظرت سين الى وجه وولف والدموع تحجب وجهه عنها, وكان هذا الحجاب قد محا عن وجه هذا الرجل كل ملامح الحدة، وعاد ذلك الشاب الذي عرفته منذ سبع سنوات فمع انه كان يعرف قدراته , لم يملك غطرسة هذا الغريب الذي يشبهه.
ورمشت بعينيها لازالة تلك الدموع وذهبت صورة وولف القريب الى القلب الذي عرفته من قبل وبقيت صورة ذلك الرجل الذي تملأ وجهه
ربما كان دئما هكذا وهي كانت متورطة معه الى درجة لم تلحظ ذلك؟ كلا! فهي لاتستطيع ان تصدق هذا ،لأن كل ما شعرت به ذات مرة تحول الى تفاهة وهذا امر كان مهماً جداً في حياتها.
تراجعت الى الوراء قائلة:" نحن لانبحث بأمري يا وولف".
وسألته بانتباه"لماذا تتزوج من ريبيكا؟".
لوى وولف فمه ووضع يديه في جيبي سرواله, وسترته مرتدة الى والوراء باهمال, مظهراً شكل جسده المتناسق تحت صديريته،لقد كان وولف نحيلاً ومايزال....
رد وولف برقة وفمه ينم عن السخريه:"لماذا تعتقدين انني سأتزوجها؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:54 PM

كانت سين على وشك ان تترك حقها في التفكير باي شكل عن علاقته بريبيكا, ولكنها توقفت متذكرة علاقة وولف العائلية بجيرالد هاركورت وعلاقة الصداقة الواضحة بين الرجلين وقد عرفت تماماً لماذا سيتزوج وولف الفتاة ولماذ ايضاً وافقت ريبيكا على الزواج منه.
قالت بنفور ظاهر:"زواج مصلحة , ياوولف" .وهزت رأسها ثانية ونظرت صوبه باشفاق:"ماذا حدث لك ؟" .
ورد نظرتها بنظرة جليدية وقال :"حدث لي ؟".
حدقت فيه سين وكأنها لا تعرفه وكما لو أنها بالتأكيد لم تعرفه أبداً :" أهذا ما أصبحت عليه يا وولف ، رجل أعمال متغطرس مثل أليكس ؟".
قاطعها وولف بحدة :" دعي أليكس من هذا الأمر !".
وتشنجت يداه وهو يقول :" هو ميت ".
كانت تعلم أن أخاه مات ولكنه باقٍ في حياة وولف .
فأليكس كان من عادته أن يقود طائرته الملاروحية خاصته ويتنقل بها إلى أماكن عمله .
ولكن في إحدى المرات اصطدمت طائرته بأحد النتوءات الصخرية فوق جبال كامبريان ، فمات هو و مرافقه على الفور ولكن وفاة أليكس لم تكن لتغير من كراهية وولف تجاه توسع أعمال أخيه باني امبراطورية العائلة والتي كانت تجعل وولف يرتجف من فكرة تورطه في ذلك العالم .
والآن كما يبدو ، ليس متورطاً فحسب ، بل أصبح بارد القلب وسافلاً أكثر من أليكس نفسه .
"لا تستطيع أن تتزوج من ريبيكا فقط من أجل مصلحة العمل ، يا وولف؟"
سألها متحدياً :" من يقول لا أستطيع ؟ أنت ؟ لقد انسحبت من حياتي عند أول إشارة إلى أن الأمور ستكون صعبة لفترة ، وهكذا..."
شهقت سين رافضة الاتهام :" هذا ليس صحيحاً ! لم يكن أمامي أي خيار آخر ،أنت ..."
سألها مستفهماً :" نعم ؟ أنا ماذا ؟ لم أكن أستطيع أن أوليك الإهتمام الذي أردته بعد موت أليكس ؟".
وأضاف متألماً :" لقد اعتقدت أنك تفهمت كيف كان الأمر ".
وهز رأسه بقرف وقال :" لكنك ما تركتني مع هذا الاعتقاد الخاطئ لوقت طويل ! لقد قررت أنه الوقت المناسب لإعلامي بعودتك إلى كولينز من جديد " .
ولمعت عيناه ببريق الغضب وأضاف بقسوة :" هذا إذا كنت قد توقفت عن رؤيته".
طالبته مستفسرة واللون الأحمر يعلو وجنتيها :" وماذا تعني بذلك ؟".
أشار وولف لا مبالياً بحركة من يده :" لقد كنت متورطة مع كولينز قبل أن أتعرف إليك ، لقد كنا قريبين ... نحن ... فقط لعدة أسابيع ومن الطبيعي الإفتراض أنه ...".
انهى عبارته وعيناها تلمعان بشدة :" إنني استمريت بلقاء روجرز بينما كنت أخبرك بأنني أحبك . لهذا لم ..."
وأردفت مزدرية بقرف :" أرجو أن تعفيني من الباقي " .
فقطب وجهه متسائلاً :" يعني ؟"
" يعني " وانكسرت الكلمات مع تنهيدة ثقيلة ، لم تكن سين غير منتبهة للخطر الظاهر على وجهه ولكن في النهاية ما كانت تقصده هو أنه ما من داعٍ بعد كل الذي جرى احياء الماضي مع كل ذكرياته المؤلمة ، وهزت رأسها لا مبالية :" هذا لايهم ".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 01:58 PM

" من الظاهر أنه كذلك " ثم اضاف وعيناه ما زالتا مشدودتان :" وإلا ما كنت وجهت الملاحظة أبداً".
أمسك بكتفيها قائلاً :" أخبريني ماذا قصدت يا سين ؟ لن أتركك قبل أن تخبريني ".
تطلعت نحوه بعينين معذبتين فأمسكها من خصرها وقربها منه أكثر ليطبع قبلة ناعمة على خدها ثم بدأ يعانقعها بكل بعمق وشوق، فقالت لنفسها لقد أحبت هذا الرجل كثيراً ذات يوم وكانت على استعداد لفعل أي شيء من أجله ، إلا أمراً واحداً طالبها به ، لقد حذرها روجر عندما بدأت تخرج مع وولف من أن الطبقة التي ينتمي إليها وولف ثورنتون تعيش وفقاً لقوانين مختلفة عن قوانينهم ، ولكنها كانت متيمة في ذلك الوقت إلى درجة لم تصغ لهذه التحذيرات ، لقد دفعت ثمن ذلك غالياً لمدة طويلة من الوقت بعد أن خرج وولف من حياتها .
وبدأ جرس الهاتف يرن بدون توقف ولكنها لم تكن تريد الرد عليه ، فلقد أرادت أن تعرف الإحساس الذي دفع وولف ليلثمها بمثل تلك الطريقة فحرارة عناقه لم تكن تخطئته ، وكذلك استجابتها الطبيعية له ولكن عندما رفعت رأسها لتسأله عن ذلك دفعها بعيداً عنه ، وعلت القسوة شفتيه .
ابتعد عنها بحركات فجائية وأمرها بقوة :" أجيبي على هذا الشيء اللعين" ولوى فمه قائلاً :" لابد أنها عروس فقيرة تريد الهرب من زفافها ، وكل شيء يتعلق به بما فيه العريس !"0
أحمر وجه سين عندما تذكرت حديثها مع ريبيكا هاركورت منذ وقت قصير . فإذا كان هناك من عروس تريد الهرب ، فإنها هي !
أمسكت بسماعة الهاتف ونظرتها العميقة مركزة على وولف الذي وقف باتجاهها ساكناً ينظر من النافذة إلى الشارع . .يقع المكتب فوق مخبز ، في بعض الأيام تهب رائحة الخبز إلى أنف سين وهي تشعر بالجوع ، هذا عدا عن أن الساعة هي الثانية والنصف ولم تتناول غداءها بعد .
فاليوم ليس هو مثل تلك الأيام !
حياها صوت رجل دافىء:"مرحبا ,سين لقد ذهبت باكراً قبل لن تسنح لي فرصة التخطيط للقائك على العشاء الذي وعدتني به" .
جيرالد هاركورت ! رمت سين بنظرة يقظة إلى وولف ,من بين كل الناس يتصل بها جيرالد الآن!
كما لو انه لاحظ توترها ,استدار وولف ببطء لينظر الى وجهها الشاحب وهو يقول :"ماذا هناك ؟".
تنفست سين بصعوبه.. هذا مريع حقاً ،لم يسمع اجابة على عبارته المقتضبة:" هل اتصلت في وقت غير مناسب؟".
حاول ان يخمن بانه وقت حرج . .لايستطيع ان يكون اسوا .
ازدردت ريقها بصعوبه :" ليس في الحقيقه!" .
كذبت قائله :" والعشاء سيكون جميلاً" ..ولم تستطع النظر ناحيه وولف.
لقد قبلت الدعوه ، اذا لم تقبل الدعوة فانه سيطيل المكالمة ومع وجود وولف في الغرفه وملامحه المكفهرة فهذا سيزعجها . .تابعت الكلام مع جيرالد :" هل تسنطيع ان تصطحبني في الساعه الثامنه ؟" واضافت مستطردة:
"يوجد مطعم ايطالي بالقرب من هنا ,إلا إذا كنت لاترغب بالمعجنات؟".
ومن كان يابه لما يحب او يكره ؟ فكل ما ارادته هو انهاء هذه المكالمة باسرع مايمكن لانها اذا لم تفعل ,فان وولف سينفجر!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 15-09-09 02:00 PM

وافق جيرالد سريعاً :" تبدو المعجنات رائعة" .
وبدا واضحا انه مسرور لنجاحه السريع اذ بدا وكأنه يخطط لاقناعها بقبول دعوته منذ وقت .
اعطته سين عنوانها بسرعه مبقية عينيها على وولف! وهي تحاول انهاء المكالمه بدون ان تبدو فظه ،لم يتحرك وولف من مكانه قرب الشباك واخذ يبدو مفزعاً اكثر، وبقيت سين بالقرب من مكتبها ويداها مشبكتان امامها,تنظر اليه بقلق . وبقيا صامتين ,سين لاتعرف ماتقول , اما وولف ,فكانت متأكدة ان لديه الكثير ليقوله!
سالها اخيراً باتهام واضح :"جيرالد؟".
اجابت :"نعم". وملات الحرارة وجهها لتبدو كتأكيد كاف.
وشد وولف فمه قائلاً:"سوف تتناولين العشاء معه الليله؟".
رفعت وجهها بتحد :" نعم". مؤكدة على العبارة
هز رأسه , وعاد فمه من جديد مزدريا:" لقد سألتني منذ وقت قصير ماذا جرى لي؟". سوف اخبرك بكلمه واحدة ماذا جرى لي :" انت السبب ،انت وشعرك الفضي وعيناك البنفسجيتان والتعبير البريء الذي خدعني منذ سبع سنوات, ولكن ليس من جديد !" .
واغلق الباب بشدة الى درجة ان الجدران قد اهتزت.. سقطت سين على كرسيها بضعف ,ليس من جديد.
وولف قال هذا ولكن مع ذلك فعناقه منذ وقت قصير في الغرفه بالذات يجعل من كلامه هذا كذباً .. في الحقيقه اذا كان وولف قد عانقها بمثل هذه العاطفه الجامحة فانه لا يملك اي حق بالزواج من ريبيكا هاركورت!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...00a0eed7dd.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 02:46 PM

الفصل الثالث


لو ان الامور سارت بشكل طبيعي , لما كان وولف وسين ليتقابلا ابدا. وفي الحقيقه , كان من الافضل لهما وللجميع لو انهما لم يتقابلا قط كانت سين تعمل في احد استقبالات المساء عند آل ثورنتون , الفندق الشيق الذي تملكه العائله في قلب لندن، وهو نفس الفندق الذي ستجري فيه حفله زفاف ريبيكا و وولف في شهر آب_اغسطس.
كان هناك الكثير من العمل في النهار والليل من اجل تلك الليله بالذات . فاليكس ثورنتون وزوجته كانا الضيفين في حفلة ذكرى ميلاد والدته كلوديا التي اصبحت في الستين , اضافه الى ان هذا الحفل كان معلنا عنه على لائحة الملاحظات حيث يدخل الضيف , فلقد امضت سين معظم الليل في ارشاد الضيوف الى الغرفة المناسبة.
لكنها لم ترا ايا من افراد عائلة ثورنتون ,حيث قام مدير الفندق شخصياً بادخالهم الى الحفله، عند الساعة العاشرة والربع تأكدت سين من ان كل الضيوف قد حضروا , فجلست الى جانب الكومبيوتر لتنهي بعض الاعمال التي لم تستطع اتمامها في وقت ابكر بينما اخذت بعض الفتيات وقتا للراحه ، فقد كن يعملن جميعاً بشكل قاس جداً خلال هذا اليوم من اجل اتمام كل شىء لحفلة ثورنتون. وكانت سين سعيدة بانتظار ان تأخد وقتها للراحة, رغم عملها انها لن تكون طويلة.
سأل صوت عميق مرح , مستفهماً :" ماذا فعل لك هذا الكومبيوتر؟".
رفعت سين رأسها بعد ان كانت مركزة بإهتمام على الشاشة التي امامها , وفتحت عينيها جيداً عندما لاحظت شكل الرجل المنحني امامها على الطاولة بينما كان يراقبها تتصارع مع نظام الكومبيوتر لادخال اسم نزيل في المجال المخصص للاسماء على الجهاز .منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 02:49 PM

فمن الواضح انهم لم يهتموا بترك مجال واسع لاسماء الناس القادمين من روسيا عندما اعدوا هذا النظام، ولكن نظرة واحدة الى هذا الرجل جعلتها لاتهتم لامر العنوان فهذا الرجل كان رائعاً ! طويلاً، من المؤكد انه على هذا الشكل لكي يستطيع الانحناء فوق مكتب الاستقبال ! مع شعر طويل اشقر ينسدل فوق جبينه وعيناه الواسعتان تنظران نحو سين بعذوبة بينما هي تحملق فيه, فقسماته تتعدى ما يسمى بالوسامة وكل ما يتعدى الحياة، فوجنتاه عاليتان وانفه افطس كانما كسر ذات مرة وفمه .... آه من ذلك الفم ! وقفت سين على مهل , وعبرت الى الجانب الآخر من المكتب.
قالت بسخريه:" الآلات وانا لانتفق." وعرضت عليه بتهذيب :" هل استطيع ان اساعدك ؟".
وبدا لها من خلال قميصه الناصع البياض وبدلته السوداء وربطة عنقه التي يبدو انه قد عقدها بسرعه , انه ضيف آخر لحفلة ثورنتون.
ولم تستطيع ان تمنع نفسها من التساؤل عما اذا كانت اي من الفتيات تعرف من هو هذا الضيف .
كانت هناك قائمة بالطبع من اجل دواعي الامن ولكن بدا ان الاستعلامات الكثيرة عن الحفلة قد استهلكتها . .القت سين بنظرة جانبيه على القائمة الموجودة الى جانب يدها ، ولكن كان هناك العديد من الاسماء التي لم تشطب, الى درجة انه من المستحيل ان تعلم ايا منهم هو هذا الرجل , الا اذا سألته, ولم تستطع سؤاله مع انها كانت راغبة في ذلك.
قال بتهجم:"اتمنى ذلك." ثم اردف :"اخشى انني تأخرت كما ترين وحفلة آل ثورنتون..."اومات بتفهم:"حسنا,لو كنت مكانك لما قلقلت على هذا التاخير.فان تلك الغرفة مكتظة الى درجة ان احداً لن يلاحظ غيابك!"
مع انها لو دعت هذا الرجل الى حفلة ما وحتى اذا كان فيها ثلاثمائة ضيف كانت ستلاحظ غيابة . وعمق تهجمه وهز راسه رافضا:"ما كنت اكيدا كل التأكد لو كنت مكانك!"
هل فكرت ان هناك امرأة ما بالموضوع؟..امرأة مثلها ساتلاحظ غيابه.امرأة على مايبدو ولايريد جرحهاوالا لما كان هنا على الاطلاق ،لسبب ما جعلها هذا الامر مكتئبة.
"لقد نسيت امر الليلة كما ترين." وقطب الرجل وجهه غير منتبه لافكار سين المخيبة." ولكن منذ نصف ساعة قمت باسرع تغيير في التاريخ,ماذا هناك؟"
عبس عندما لاحظ انها تومئ له ببطء.
فلم يكن في امكانها ابلاغ اي من ضيوف الفندق ان لباسه غير لائق، وعبس متطلعا الى مظهره العام عندما ادرك ان هذا ما يسبب لها الاحراج.
"لم ارتد جاربين مختلفي الالوان من جديد... هل انا؟ لا يمكن ان يكون ... لاتسطيعين النظر الى قدمي , حسنا"
قال متنهدا:"ماهو ؟ دماء على ياقتي؟ صابون الحلاقة على اذني؟" ارتبك يائساً.كانت سين تضحك, ولم تستطع منع نفسها , بسبب استهزائه من نفسه تجاه اقتراحه!من بين هذه الاشياء, لابد انه اقترف كل هذه الاخطاء مرة واحده...
اكدت له بابتسامة:"ولا واحدة من هذه." واخبرته بسخرية واضحة:"ولكن ربطة عنقك غير مرتبة" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 02:53 PM

وضع يده متفحصا القطعة المتهمة ،يدطويلة ناعمة الملمس والاصابع طويلة ومقلمة.
ًتمتم:"لم اكن ابدو جيدا في هذه الامور اللعينة.لا اعتقد انك..."
قطبت سين بارتباك:"انا ماذا؟"
"لايمكنك ان تكوني أسوأ مني في عقد ربطة العنق".
وقرر بحزم منحنيا فوق المكتب من جديد:"هيا".
ورفع ذقنه الى الوراء ليسمح لها بأن تربطها بشكل افضل حول عنقه.. نظرت اليه بعدم رضا لعدة ثوان، فهي لاتستطيع ان تمضي في آعادة ترتيب ملابس الضيوف! لابد وان هناك بالتأكيد بندا فيما يتعلق بهذا الامر في عقد الاتفاق الذي وقعته للعمل هنا , ولم يمض زمن طويل على استلامها له.
تمتم وفمه مشدود :"حسنا".
وبدا تعبا من وقفته غير الطبيعية."سوف احصل على رقبة متشنجة اذا ما استمريت في رفع ذقني عاليا لمدة اطول, وانتهي بالمشي هكذا كل الليل وعندها فعلا سأصبح مشهوراً!".
مع المرأة التي تنتظر وصوله في حفلة ثورنتون، ولكن لماذا هي مهتمة؟ ازدردت سين ريقها, فمن غير المحتمل ان ترى هذا الرجل مجدداً, وهكذا فما الفرق بالنسبة اليها عمن ينتظره في غرفة الاستقبال؟ تنهدت بتثاقل وهي تنحني الى الامام وتحاول فك ربطة عنقه, لتبدأ بربطها من جديد وقد احست بخشونة القماش.
كان دنوه منها مهما واحست بشيء من التوتر, مما ادى الى فشل محاولتها الاولى ولكن الرجل كان قريبا منها الى درجة انها رأت مسام وجهه, واحست بأنفاسه الدافئة على وجهها فكيف تستطيع التركيز؟.
قال برضى :"ليس سهلاً" .
عندما بدأت من جديد,شعرت انها محظوظة لكونه لم يلحظ انه هو سبب فشل محاولتها الاولى .
"همم"عبست سين بينما ركزت انتباهها على ربطة عنقه ولسانها بين اسنانها مانعا اياها من المضي في الحديث, اذ انها ارادت التركيز على ربطة بدلاً من جاذبية الرجل الذي تعقد ربطة عنقه.
ازدرد ريقه فجأة وقال :" كل من يرانا الآن معذور في ان يفسر الموقف كما يريد، كنت امزح فقط".
عارض ابتعادها القاطع عنه وهي تضع يديها خلف ظهرها.
وقال:"لا تستطيعين تركي هكذا" .
عارضته سين بصمت مع ان اقتراحه قد ايقظ بعض الخيالات في عقلها .
أمرته بنفاد صبر :" تعال الى هنا" وشدته من ربطة عنقه الى الامام , باتجاهها , وراحت اصابعها تعمل بسرعه وهي مضطربة بسبب احلام اليقظة التي اجتاحتها . لابد ان هذا الرجل فوضوي ، ولكنه شخص مهم جداً كي يدعى الى حفلة ثورنتون وفيما كانت تربت على العقدة الجديدة برضى. سأله صوت مستنكر وجوده في ذلك المكان ." انت وولف , ماذا تفعل هنا؟".
لم تشعر سين برضى عن ذلك الصوت المتدخل ، لابد انها الآن في ورطة بسبب هذا الرجل الذي يدعى وولف ، لم يبدو منزعجا من المتدخل, وادار وجه نحو المرأة التي نادته.
" أسأل عن مكان الحفلة ، يابربارا " .وانسحب بسهولة :" كيف تسير الأمور ؟" .ومر من أمام مكتب الاستقبال لينظم إليها .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 02:56 PM

نظرت سين نظرة ثاقبة إلى المرأة الأخرى ، كانت من الضيوف الذين حضروا باكراً . كانت جميلة طبعاً . قسمات وجهها ناعمة وفتية وعيناها الخضراوان
محاطتان بأهداب مكحلة وفمها أحمر ولون بشرتها أسمر ذهبي لم تكتسب هذا اللون من المدينة وشعرها الأسود يصل إلى كتفيها ليبدو طبيعياً ، ولكن في الحقيقة ليس كذلك ، فلابد من مصفف الشعر قد أمضى وقتاً طويلاً في تصفيفه ليبدو كذلك . وتبدو طويلة حتى بدون الحذاء ذي الكعب العالي الذي تنتعله مع فستانها الأسود الضيق الذي يعلو عن حدود ركبتيها مظهراً ساقيها الناعمتين .
كانت على النقيض من سين تماماً ففي الحقيقة أن سين ذات الشعر الذهبي المعقود في جديلة تصل إلى خصرها وقسماتها الهادئة ، لايمكن أن توصف بالجميلة . وكانت عقدة حياتها في قصر قامتها ، فلطالما تمنت أن تكون طويلة مثل المرأة التي يقبلها الآن وولف على وجنتيها بحرارة .
أجابت المرأة التي تدعى باربرا على استفهام وولف: " يبدو أليكس هذه الليلة أكثر تهذيباً مع مرور الوقت ".
وسمعت سين حديثهما وهي تقف قرب مكتب الاستقبال وعلى مسافة قصيرة منهما مع أنها كانت منهمكة بالأوراق التي أمامها على المكتب وأضافت المرأة ذات العينين الخضراوين :" إنها إشارة واضحة إلى أنه مغتاظ ".
تنهد وولف :" وهل هو غير ذلك ، هذه الأيام ؟" وهز رأسه :" سوف يتسبب لنفسه بالذبحة القلبية إذا ما استمر هكذا ، باربرا . هل تعرفين أنه ..." .
قاطتعه باربرا بنفاد صبر :" إنه مغتاظ منك يا وولف ، أنت تعرف أنه كان عليك الحظور مبكراً لإستقبال ضيوفنا !" .
أليكس ؟ باقي العائلة ؟ ضيوفنا ؟ لقد خطر لسين فجأة بينما كانت مسمرة في مكانها ، أن وولف هذا هو أحد أفراد عائلة ثورنتون ، وان أليكس ، هو أليكس ثورنتون صاحب صناعات آل ثورنتون ، وبالتالي هو رب عملها .
لقد تذكرت أنها قالت لوولف ان أحداً لن يلاحظ غيابه عن الحفلة مع كل هذا الحشد ! وقد انتقدت مظهره قبل أن تحاول إعادة عقد ربطة عنقه ! ولكن من هو؟ ورفع حاجبيه بسخرية فوق عينيه العنبريتين قبل أن يقول :" عندما تلقيت دعوة رسمية اعتقدت أن اسمي وارداً في اللائحة الرسمية للضيوف ، وليس للعائلة ".
ورمقته باربرا بنظرة لوم ، تغير فيها ملامح شكل وجهها ليكون بشعاً:" أنت تعرف أن الدعوة قد أرسلت إليك لكي تساعدك على تذكر المجيء إلى هنا واضح أننا قد أضعنا وقتنا في تجربة ذلك حسناً أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً ، كما اعتقد " .
وتأبطت ذراعه واتجها نحو غرفة الاستقبال " ربما عندما يراك أليكس هنا سيهدأ؟"
تمتم وولف بدون اهتمام :" أنا لا أولي ذلك اهمية فرؤيتي لن ولم تكن لتؤثر على أخي الحازم من قبل ".
أخي ! أدركت سين أن الأمر أسوأ مما ظنت ، لم يكن وولف مجرد فرد من عائلة ثورنتون فحسب ، بل الابن الآخر للعائلة ، والذي ازعجهم جميعاً لأنه أصبح فناناً موسيقياً أو أي شيء آخر حسبته العائلة غير لائق بوريث عائلة ثورنتون شريك أليكس ثورنتون في صناعات آل ثورنتون ويملك نصف هذا الفندق في الحقيقة .
أجابت باربرا لاوية شفتيها المطليتين بأحمر الشفاه :" كلا ، ولكن هذا سيزود والدتك ببعض السعادة لأنك هنا وهذا سيساعد الموقف " .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 02:59 PM

لم يظهر على وولف الإقتناع ، ولا باربرا بدت مقتنعة بما تقوله وبما أنها رأت أليكس ثورنتون عدة مرات ، لم تستطع سين منع نفسها من الاقتناع بأنهما كانا على حق في خشيتهما ، فالشقيقان لايبدوان مختلفين فقط ، فأليكس يبدو أكثر سمرة وعيناه رماديتان ولا يملك قوام شقيقه الفارع بل أن طباعهما مختلفة أيضاً كما يبدو من القليل الذي رأته ، فأليكس ثورنتون حازم بينما وولف ثورنتون بدهائه الساحر قد أسر قلب سين على الفور ، في الحقيقة لقد نظرت إليه بلهفة عندما أخذته باربرا بعيداً إلى غرفة الاستقبال حيث سيكون بلا شك منشغلاً بعائلته وأصدقائه هناك ناسياً موظفة الاستقبال الصغيرة .

لقد تمنت سين بالفعل أن يكون نسيها ، فلم تكن تريد أن تطرد من عملها بسببه ، وتصرفها معه لم يكن لائقاً! في الحقيقه ان سين لامت نفسها على عدم انتباهها لحضوره اللافت للنظر ، وثقته بنفسه اللذين كانا جزءاً متمماً له قد يكون اكبسبهما بالوراثه ، ولكن كيف لها ان تدرك ذلك قبلا ؟
والآن وهي تراقبه مبتعداً، من المؤكد أنها ماكانت لتنسى اسماً كوولف لو سمعته قبلا!
توقف وولف فجأة وتمتم بشئ ما للمرأة التي إلى جانبه قبل أن يستدير ويمشي إلى المكتب حيث ماتزال سين متوقفة ، شاهدت تقدمه نحوها بعينين واسعتين، آه ، ماذا سيقول لها الآن؟
"هل تتناولين العشاء معي غداً، يالوسيندا سميث؟ "
أضاف بخفه بعدما نظر إلى اسمها المعلق على ياقة السترة التي أعطاها إياها الفندق كجزء من لوازم العمل.
‏بلعت ريقها بصعوبة ، ورمقت المرأة الأخرى التي تقف وراءه في الممشى وهي تنظر إليهما بعينين خضراوين محددتين، ونقلت سين نظرها فجأة ، عندما لمحت الحقد في تلك النظرة ونظرت إلى وولف وكأنه جن فجأة أو هي قد جنت ، لما يدعوها إلى العشاء معه مساء غد؟ هل دعاها..؟ أجابته، مصححة:"سين".
ابتسم مظهراً أسنانه البيضاء على بشرته السمراء التي اكتسبها هو و باربرا في نفس الوقت معا! لم تستطع سين منع نفسها من التعجب ولكن من كانت المرأة الاخرى؟ وما الدور الذي تلعبه في حياته كي يتمكن من تركها ليدعو سين إلى امسية في الخارج؟.
"أنا لا احمل أي خطيئة في تفكيري من أجل موعدنا الأول؟"قال وعيناه ترمقانها باستهزاء مرح:"فقط عشاء".
وهز كتفيه العريضتين واضاف :"ولكن إذا الححت ...".
أجابته متأثرة:"عنيت ، اصدقائي يدعونني سين ، إنه تصغير لاسم لوسيندا."
وكان هو ينظر إليها بمرح ولكن من يستطيع لومه؟ لقد كانت تتصرف كمراهقة بلهاء وليس كفتاة مسؤولة تبلغ العشرين من العمر.
لوى فمه باهتمام لافظاً اسمها بحرارة:"حسنا سين. هل تتناولين العشاء معي غداً مساء؟ ليس في مكان فخم كهذا، كما أخشى" .
وكان ينظر حواليه واستطرد :"استطيع أن أتحمل هذا النوع من الثراء حوالي مرة كل شهرين!".
ولم تكن سين لتشعر بالراحة في مثل هذه الاماكن ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في اي مكان .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:02 PM

لقد كان رب عملها ،وسمعت ان الابن الثاني لعائلة ثورنتون يبقى بعيداً عن مجال الاعمال.
هزت رأسها قائلة:"انا لا اسطتيع .. اخاف...".
اوما بتفهم وهو يقول:"تعملين,استطيع ان اطلب من اخي ان يرتب امر اجازة لك غدا مساء".
"آه,لا".
صرخت سين بعدم رضاها على الاقتراح ،آخر ماتريد ان يسمعه رئيس عائلة ثورنتون,هو علاقتها بأخيه:"انا لن ..".
انهى وولف اعتراضها بمزاح:"اعتقد ان افضل طريقة هي اي ليلة اجازة لك سوف نتدبر الامر".
نظرت اليه سين بتركيز،لايبدو انه يستهزئ بها لكن مع ذلك لماذا يدعو فتاة نكرة مثلها؟
اضاف ترغيبا لها:"هل تحبين الطعام الصيني؟ هذا ما احبه انا الا اذا كنت ..."
قالت سين بسرعة :"انا احب الطعام الصيني". واعية لنفاد صبر باربرا الجميلة المتوقفة في الممشى:"وليلة غد تصادف يوم اجازتي ولكن...".
قال :"عظيم,سوف القاك خارجاً في الساعة السابعة والنصف مساء."
ونظر الى الوراء ليرى الرجل الذي انظم الى باربرا الجميلة، انه رجل تذكرت سين جيداً انه اليكس ثورنتون.
ًاخبرها وولف:"اكره ان اكل متاخراً" .
ثم انضم اليهما ولم ينظر اليها بعد ذلك عندما ذهبوا ثلاثتهم الى قاعة الموسيقى.نظرت سين اليهم وهي تفكر , لقد دعيت بأعذب طريقة للقاء وولف ثورنتون على العشاء مساء غد.
لم يكن عليها الالتزام بذلك الموعد لو عرفت ان التقرب اليه اكثر سيقودها الى ما يشبه الذبحة القلبية . .آه الذبحة القلبية لاتكفي لوصف الالم الذي عانته من الوقوع بحب وولف ثورنتون! وتناول العشاء مع جيرالد هاركورت،انه اقل قسوة.
فرفقة جيرالد كانت سهلة وكان هو مغرياً ولكن بدون ظغط، ربما لانه لايحتاج الى ضغط وفكرت سين ان سحر جيرالد الطبيعي ووسامته كافيان للفوز بالقلوب, ولكن ليس قلب سين، فهي تحبه بشكل كاف ولو انه ليصبح حما وولف ثورنتون لكانت ابقت على صلتها به ولكن بما انه سيصبح حما وولف..
أخبرها بحرارة :" انا لن اتخلى عنك" .وقال عندما رفضت دعوته الثانية :"فكرت انك ربما ستكونين المرأة التي تغير رأيي بالزواج".
نظرت سين اليه نظرة عتاب بينما وقفا في غرفة الجلوس الصغيرة داخل كوخها المؤلف من غرفتين للنوم والذي استأجرته منذ عامين في احد ضواحي فلتام وكان جيرالد قد رافقها الى منزلها بعد ان تناولا العشاء وقالت:"هل تقع النساء عادة في هذا الشرك؟".
قال بازدراء وبغير خجل:"قليل منهن في الواقع".
ضحكت سين بخفة:"جيرالد,ربما نستطيع تناول العشاء معا من وقت الى آخر, انما الآن اريد التركيز على حفلة زفاف ابنتك".
كشر قائلاً:"تذكيري بابنة على وشك الزواج يكفي لإبقائي في مكاني , اليس كذلك؟".
هزت رأسها قائلة :"لم اقصد ذلك , ابنتك مازالت صغيرة على الزواج".
منتديات ليلاس




http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:05 PM

قطب جيرالد جبينه وقال :"انها تجاوزت العشرين من العمر اعترف بأن وولف اكبر منها بكثير ، انه في الخامسة والثلاثين, ولكن انا اكيد بأنهما مناسبان لبعضهما البعض".
قالت بوهن:"ولكن العريس يبدو غريباً قليلاً".
فوولف الذي التقته اليوم يكاد لايكون وولف المثير الذي تعرفت اليه منذ سبع سنوات, لقد بدا وكانه لايعرف كيف يكون مثيراً!
اضاف بعدم اكتراث :"اوه,وولف لا بأس به ,هو وريبيكا صديقان ..."
صديقان ؟ عبست سين :"اليس من الغريب قول ذلك عن اثنين سوف يتزوجان في غضون اربعة اشهر؟".
لم يوافقها جيرالد :"لا, ليس غريباً على الاطلاق...انني اتمنى لو انني ووالدة ريبيكا كنا صديقين قبل الزواج, ربما لم نكن لننتهي عدوين لدودين عندما انتهت العاطفة الاولية بيننا ، ويمكنني ان اخمن بأن نفس الشيء قد حصل معك" .ونظر اليها نظرة حازمة.
فاتسعت عينا سين وسألته:"ماذا تقصد؟".
ماذا يعنى؟ لقد كانت اكيدة بأنها وولف اليوم لم يعطيا اي انطباع على انهما يعرفان بعضهما البعض منذ عدة سنوات.
ازدرد جيرالد لعابه وقال :" كائنا من كان الرجل في ماضيك والذي اعطاك عدم الثقة بالزواج مثلي, فأنا استطيع الرهان على انكما لم تكونا صدقين ".
لقد كان رهاناً خاسراً ، فهما كانا صديقين حميمين منذ بداية علاقتهما,مما ادهش سين التي كانت متأكدة من انه لا يوجد اي شيء مشترك بينهما ولكن مامن طريقة لتخبر جيرالد عن الرجل! .
ابتسمت بعدم اكتراث:"انا اكيدة من ان كلا منا قد عانى من الازمات العاطفية في سنوات الماضيه الى درجة انها قد اثرت على حياته, ولكننا تغلبنا عليها".
ورفعت وجهها عالياً اذا انها كانت تعرف انها لن تنسى وولف.
اوما جيرالد بتفكير :"بعضنا يفعل." واخذ يراقبها،وقد وافقها اخير بخفة:"سوف أؤجل دعوة العشاء اذا ، وتحرك ليجذبها اليه من كتفيها بخفة:"ولكنني اقصد انني لن اتركك بالفعل " وقلب اصابعه بخفة على شفتيها .
وقفت سين على باب كوخها المضاء تلوح مودعة جيرالد الذي كان يقود سيارته بطريق العودة، وتعجبت ماذا سيفعل لو انه عرف انها وولف كانا على وشك الزواج منذ سبع سنوات!
بالعودة الى الماضي, عندما انهت عملها في الفندق تلك الليلة لم تر وولف ثورنتون بعد ذلك ، لسؤ الحظ,فقد اعتقدت سين انه لم يكن جاداً,فما الذي دفعها لانتظاره خارج فندق ثورنتون في الساعة السابعة والنصف في الليلة التالية؟
شعرت بارتباك شديد وهي تقف في الممشى, والناس الداخلون الى الفندق ينظرون اليها بفضول, بينما حاولت ان تبدو طبيعة وتتظاهر بأنها تنتظر احداً ما , شخصا ما لم يصل حتى الثامنة الا ثلثا! لم يكن جاداً, ادركت ذلك بقلب غارق, وهي تفكر كيف تستطيع الانسحاب من دون لفت الانتباه اكثر اليها.
النادل الذي تعرفت اليه منذ بضعة اسابيع كان يراقبها بانتباه, فقط ليعرف مع من كان موعدها. كم هو مريع ان هذا الموعد لم يتم! قال لاهثاً:"من حسن الحظ, انني وجدتك" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:08 PM

سمعت الصوت من خلفها:"لقد اعتقدت انني تأخرت".
لقد كانت سين على وشك الانسحاب من امام البوابة الرئسية للفندق, ولكنها التفتت بسرعة عندما سمعت صوت وولف ثورنتون ، بدا ان وولف قد احتار ماذا يرتدي لتلك الامسية, تماما كما احتارت سين بين الملابس العملية او الرسمية.حيث انه لم يكن يرتدي سترة مع ان برد شهر نسيان كان قارساً.
وبدا على قميصه الازرق بعض بقع الطعام!لقد كان مظهره اقل ترتيباً من مظهره ليلة السبت وشعره اشعث من الهواء،ولقد انتبه الى ذلك عندما لاحظ نظراتها الصامتة اليه, ووضع يده على شعره يحاول ازاحة بعض الخصلات عن جبينه:"انني آسف حقا لتاخري عن موعدنا ياسين, ولكنني تأخرت في العمل."
ولم تستطع منع نفسها من التعجب:"انت تعمل يوم العطلة؟".
عبس لردة فعلها وامسك بيدها بقوة:"انا اعمل كل يوم ياسين" واقترح بنعومة:"دعينا نذهب وسنتكلم ونحن نتاول طعام العشاء" .
لقد ظن انها سترفض تناول العشاء معه لانه تأخر عشر دقائق فقط! ادركت سين بذهول هذا.
لم تكن سين سعيدة بوقوفها في ذلك المكان بانتظاره, اعترفت بذلك ، والآن بما انه قد حضر فإن النادل قد اضطرب لرؤيته الشخص الذي اتى ليقابلها . ومن الواضح انه مايزال يذكر وولف من ليلة امس! ولكنها ما كانت لتغير من رأيها في شأن العشاء من اجل عشر دقائق تأخير، ومن تعبير رون , النادل, المندهش , كان من الافضل لهما الابتعاد عن الفندق بسرعة! .
"لقد اعتقدت انك قد تناولت طعامك؟" وعبست في وجهه وهما يتجهان نحو سيارة الاجرة التي اشار اليها وولف بالاقتراب.
اعطى وولف عنواناً للسائق وجلس بجانب سين في المقعد الخلفي، وبدا مرتبكا ونظر اليها قائلاً:"مالذي اعطاك هذا الانطباع؟ ..هذا ليس طعاما".
وضحك باستخفاف من طريقة نظرتها للامر ووضع يده على البقع معترفاً بذنبه:"كان علي تغييره قبل مجيئي للقائك، ولكني انشغلت في عملي, وكانت تقريبا الساعة السابعة والنصف عندما تذكرت موعدنا".
وضحكت بنعومة وبدأت تشعر بالراحة وهما يبتعدان عن الفندق , لقد كان اسوأ مكان ممكن لتدبر موعد لقائهما, مع انها كانت تعرف انه لم يكن امامه الكثير من الوقت ليقرر مكاناً آخر.
قالت بابتسامة عاتبة:" ما استطعت قوله لم يكن جديراً بالاطراء." وتحركت يد وولف للامساك يبدها:"عندما تعرفينني جيداً ستدركين انني لا اجيد الاطراء ابداً".
واخبرها بحدة:" في الواقع لقد اتهمت بعكس ذلك تماماً في اكثر من مناسبة".
وبدا انه اعطى بعض الحياة للحوار حين قال :"امل انك لاتمانعين , فلقد طلبت من السائق ان يأخذنا الى شقتي , فانا حقيقة علي ان اغير ملابسي قبل ان اصطحبك الى العشاء".
لم تأبه سين الى اين يذهبان , لان جسدها كان يرتعش من مجرد لمسة يديه ليديها. ولاحظت دفء نظراته العنبرية بينما كانا في طريقهما الى الشقة .
كانت الشقة كما توقعت سين في ماي فير, وأخذها الى الطابق الاخير من المبنى. وكان اثاث المنزل في غاية الغنى، فالخشب الابونية مع الكروم مغطى بجلد بني بدا وكأنه ليس ذوق وولف وقال وولف:"باربرا هي من جهزت الشقة" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:11 PM

وكأنه يقرأ افكارها ! باربرا من جديد، لم تقدر سين ان تمنع نفسها من التفكير في موقع باربرا في حياة وولف وجعلها هذا الامر تشعر بالاكتئاب.
بدا وولف هذه المرة وكأنه لايعي مشاعرها فقال بخفة:"امنحيني بضع دقائق لاغير ملابسي وسأكون معك.
" ودلها الى مكان الثلاجة:"قدمي لنفسك عصيراً واطلعي على رفوف الكتب". واسرع الى الغرفة مشرعاً بفك ازرار قميصه.
أخذت سين بضع دقائق لالتقاط انفاسها قبل ان نفذ فكرتها, فكونها برفقة وولف ثورنتون جعلها تشعر وكأنها دخلت في القطار السريع! ولكن عندما نظرت الى رفوف الكتب الممتدة على حائط الغرفة لم تعد مهتمة بالعصير، فلقد وجدت ذوق وولف بالكتب حيوياً مثل تفكيرها تماماً, ومواضيع الكتب تشمل الشعر والسير الذاتية التاريخية والحديثة الى الفن والتاريخ, وذوقه بالقصص الخيالية يختلف بين الرعب والاحلام والغموض حتى الرواية العادية التي تصنفها ضمن الرومانسيات.
بدا ان اهتمامه ينصب على الكلاسيكيات ولكن مع ذلك ما زالت سين تعتقد انه من الصعب الحكم على طبيعة انسان من خلال ذوقه باختيار الكتب، ورغم الوقت القصير الذي عرفته فيه الا انها احست انها بحاجة ماسة لان تعرف عنه اكثر.
لكن بضع الدقائق التي طلبها وولف امتدت الى وقت اطول، وعندما نظرت الى ساعة يدها عرفت انه انصرف منذ اكثر من نصف ساعة،بالتأكيد لايلزمه كل هذا الوقت لكي يغير ملابسه؟ وحتى اذا كان قد قرر ان يستحم ويحلق ذقنه قبل ان يرتدي الثياب النظيفة فمن المؤكد انه لن يلزمه كل هذا الوقت الطويل؟
نادته :" وولف؟" واعادتها ثانية عندما لم تسمع ردا على ندائها الاول :"وولف!" ومع ذلك لاجواب.ماذا كان يفعل ؟ لم تشعر بالراحة تماماً من فكرة دخولها غرفة نومه, ولكن اذا كان لا يستجيب لندائها ... الى جانب ذلك قد يكون وقع ارضاً ولايستطيع الرد عليها.
لم يكن امراً محبباً, ولكن هناك امر ما قد اخره."الامر." يتحول الى مفاجأة كاملة لسين, التي لم تكن لديها اية فكرة عن اي شيء .غرفة نوم وولف غرفة اخرى تستطيع سين ان تقول عنها انها لم تفرش حسب ذوقه، فمفروشاتها الفخمة لا تناسبه ابداً , ولكنها كانت خالية من الرجل نفسه, والحمام ايضا كان خاليا ولكن الباب الآخر الملحق بالغرفة كان اكثر اهمية.
دخلت الغرفة ببطء وفتحت بقوة عينيها عندما وجدت نفسها داخل محترف. محترف فنان رسومات كاملة وشبة كاملة منتشرة على جدران وسقف الغرفة من الزجاج يسمح بوصول اكبر كمية من ضوء الشمس .
وصدق تكهن سين ان المناظر هنا, هي التي تحتاج لضوء لكي تؤثر بالاحاسيس, وليس فقط بالنظر, وحينما نظرت اليها باهتمام, اخذ استغرابها يتزايد, فالرسومات كانت جيدة جدا برغم عدم معرفتها بأمور كهذه وولف قد رسمها جميعا.
كان وولف يجلس وظهره اليها, مهتماً كلياً بلوحته شبه الكاملة امامه والمرأة في الرسم كانت مستلقية مثل جنية بين الصخور الرمادية والبحر الرمادي الهائج حولها يحاول ان يغرقها في لججه الحريرية .شعراشقر متناثر بفعل الهواء الهائج، وفستانها الازرق الباهت يلتصق بمنحنيات جسدها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:14 PM

وعادت نظرات سين الى وجه المرأة مرة اخرى فتعبيرها الصافي على وجهها مرتكز على عينين ساحرتين, كان هناك شيء مألوف في هذه المرأة , ياللعجب انها هي!
لابد انها شهقت عالياً لهذا الادراك لان وولف استدار بحدة , وتجمدت نظراته بضع ثوان عليها, وهز رأسه منزعجاً من نفسه:"تبا! لقد فعلتها من جديد , اليس كذلك؟".
وقف بغير توازن وهو يمسح الطلاء عن يديه بمنديل وكأنه يفعل هذا للمرة الأولى اليوم،فلقد بدا ان هذا المنديل كان ابيض من قبل، لقد كان الدهان على قميص وولف ايضاً.
وادركت سين وفجأة انه كان يعمل في هذا الرسم قبل ان يأتي ليقابلها، هذا كان سبب نسيانه للموعد، والمرأة في الرسم كانت هي.كانت متأكدة من انها هي.
راى وولف الارتباك على وجهها عندما عبر الغرفة ليقف امامها ."نعم انها انت.... انه سبب تأخري عن لقاءك هذا المساء".
أومأت له بذهول وكانت لاتزال تحملق في الرسم امامها وقالت له :"كنت مشغولاً بالعمل عليها".
"انني كذلك منذ عدت الى المنزل مساء امس." وكان ينظر الى الرسم :"ولكن لم يكن هذا فقط" وامسكها من كتفيها بنعومة وازداد تعبير وجهه عمقاً:"عندما اعمل في الرسم يبدوا لي الزمن كما لو انه توقف، وعندما اخبرتك انني نسيت موعدنا لم اكن اقصد ذلك انما الوقت قد انساب بسرعة مني , لقد كنت اتشوق لرؤيتك من جديد منذ ان تركتك ليلة امس. هل تؤمنين بالقدر؟".
استفزها بقوة وهزها بخفة عندما لم تجبه على الفور:"انا لم اكن متأكداً من ذلك حتى مساء امس .الرسم هو حياتي ياسين, لم ارغب في اي شيء آخر ولم افعل اي شيء آخر منذ ان وعيت على الدنيا".
كان يتكلم بسرعة ويأس لكي يجعلها تفهم مايعني صمت لحظة وأضاف:"وكنت راضياً وحتى مسروراً في بعض الاوقات ، لم اخسر صدقيني فأنا انتقد نفسي! ولكن ليلة امس عندما استعطت الهروب من الحفلة , كنت ملهماً, كنت اعلم ان علي ان ارسمك" .
ونظر الى الرسم واستطرد :"انه جيد , ياسين."ولمع وجهه برضى كونه قال الحقيقة.
لم تستطع سين الجدال،كان الرسم جميلاً ولكن ماذا يعني؟ لماذا رسمها وولف بتلك الطريقة؟:"انني احضر هذه الرسومات لمعرضي الذي سيجري في الصيف القادم ،وكنت في حاجة الى شيء خاص ليكون موضوعي الرئيسي للمعرض".
ونظر الى الرسم مجدداً:" هذاالرسم سيكون الموضوع الرئيسي".
اشاحت سين نظراتها عن الرسم الجذاب ونظرت الى وولف الذي اصبح مستغرقاً مرة اخرى في الرسم.
كان من الواضح , الآن , انه رسم يستحق اسم "شيء مميز", وهذا ليس له علاقة بأن وولف قد رسمها لتبدو جميلة،كان هناك سحر خاص في كل عمل له ولكن هذه..!
لم تشك سين للحظة بأن المعرض سيكون ناجحاً وان اسم وولف ثورنتون الفنان,سيعرف عالمياً وايضاً هي اسم ثورنتون في عالم الاعمال. قالت بخجل:"انني سعيدة لان لقاءك بي قد وهبك هذا الالهام".
التفت لينظر اليها مبعداً اثر الرسم الاسر, وابتسم ابتسامة دافئة زينت وجهه الجميل, وامسك بكتفيها مرة اخرى, وقال:"لقد اعطاني اكثر من مجرد رسم ياسين, لقد اعطاني المرأة التي سأتزوج منها".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 16-09-09 03:18 PM

شعرت بان كل الانفاس قد خرجت من رئتيها وجف حلقها وكل عضلة في جسمها قد توترت غير مصدقة،لم يقل حقيقة انه..
"القدر ياسين"ذكرها بتشويق ضاحكاً بسبب تعبير وجهها الجامد.
"لم اكن اتكلم عن الالهام للرسم فقط،انه لقاء المرأة التي اردتها ان تكون زوجتي هو الذي اعطاني الالهام!"
صرخت به :"انا".
لاتستطيع تصديق هذا الرجل ، فهو من عائلة ثورنتون من جهو , ورجل لو صدق القدر فمن المفترض ان يكون بين اشهر الفنانين من جهة اخرى. ويريد الزواج منها..؟
لم يكن يعرف عنها شيئاً فسنوات عمرها الاولى قضتها في الميتم وسنوات عمرها الاطول في بيوت الرعاية والوقت الذي امضته بعد ذلك قضته في الصراع من اجل تلقي بعض علوم السكرتاريا لتحظى بعمل مناسب.
عملها كموظفة استقبال في فندق ثورنتون كان الاكثر اهمية حتى الآن.. والآن هذا الرجل يملك نصف الفندق يخبرها انه يريد الزواج منها! امر لايصدق.
اكد لها :"انت يالوسيندا سميث...وقبل ان يتم معرضي الاول سأقنعك بالزواج مني." وقد اقنعها بدون جهد ..كان من المستحيل ان لا تقع في حبه وان لاتكون هناك حين يحتاجها،وقد مضى الاثنان كل ثانية متاحة لهما معا منذ الليلة الاولى, ومن اجل ان تتأكد من انه لم ينس تناول الطعام عندما يستغرق في رسوماته، وقد ذهبت في تلك الليلة واحضرت وجبة طعام صيني الى المنزل وامضيا الليلة معا.ومع نهاية شهرهما الاول انتهى رسم سين كما ارده وولف ووضعت سين خاتم الخطوبة وهي تعرف جيداً ماجرى لخاتم خطوبتها العقيق مع الماس،لقد اعادته اليه بعد بضعة اسابيع.
لكن ماذا حدث لرسمها؟ والرسومات الاخرى التي اتمها في محترفه ايضا؟ اذ لم يكن هناك اي معرض لاعمال وولف في ذلك الصيف, ولا اي صيف آخر, كما تعي سين , وكانت تبحث عن لوحات وولف ثورنتون خلال الاعوام التالية وتتمنى لو ترى ايا منها من جديد ولكن لم يكن هناك اي عرض لرسوماته ابداً ماذا حدث لوولف؟.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...d7dbf50ff7.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:07 PM


الفصل الرابع


أخبرتها ربيبكا بوهن:"يمكن وولف صعبا".
فكرت سين انها ليست في حاجة لأن تعرف ذلك ،متذكرة حديثها الاخير معه والذي لن تستطيعان تخبر الفتاة عنه. التقت الفتاتان كما خططتا, وحالما طلبتا الطعام شرعت ربيبكا في تفسير لسين لماذا فكرت انه من الافضل التكلم معها عن السر الكامن في ما يتعلق برغبتها بعدم التسرع بترتيبات الزفاف.
استمعت اليها سين بهدوء خلال تناول الحساء, مدعية مرة اخرى ان هناك الكثير من الوقت حتى يحين موعد الزفاف وانه مامن داع لارسال البطاقات خلال الاسابيع القادمة وان ريبيكا تعرف اي نوع من فساتين الزفاف تريد وفساتين فتيات الشرف ايضا, وكل هذا يمكن القيام به قبل موعد الزفاف بفترة قصيرة. الى جانب ذلك ,فريبيكا تريد تخفيض وزنها قبل الزفاف,فاذا ما اعدت الفستان الآن سيختلف قياسه عليها.
نظرت سين اليها, لم تكن الفتاة ذات الجسد المتناسق في حاجة لأن تخفض من وزنها،كما فكرت ان ايا من هذه الاسباب له اي علاقة بطلبها تأجيل تحضيرات الزفاف.ومع ذلك فإن سين ماتزال تتمنى لو ان البستاني الشاب لايكون السبب الحقيقي لتردد ريبيكا في تحضيرات الزفاف.
طلبت ريبيكا كتمان هذا الحوار عن وولف, احمر وجهها واصبح كلون شعرها،انه لن يتفهم حاجتي الى التمهل، سوف يعتقد ان ترددي في الزواج منه هو السبب في التأخير".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:10 PM

ولم تستطع النظر في عيني سين المتعاطفتين معها.
استفسرت سين بنعومة:"وهل يمكن ان يكون كذلك؟"
عارضتها ريبيكا على الفور:" طبعا لا...لقد اخبرتك بالاسباب التي تدفعني الى عدم التسرع" اخذت تسحق قطع الخبز بغضب غير واعية انها تفتتها." وولف رجل رائع وهو يهتم لامري كثيراً".
"وانت " راقبت سين الفتاة الاصغر سناً بحدة, لقد كان هناك خطأ ما , ما تدعيه ريبيكا عكس ذلك, لم يكن له اهمية " وهل تهتمين له كثيراً في المقابل؟".
قالت ريبيكا مدافعة عن نفسها:" ولماذا اتزوجه اذا؟".
لماذا اذا بالتأكيد؟ وشعور سين بعدم الارتياح من الوضع كله قد ازداد بحديثها مع ريبيكا ولم تكن تثق بالامر.. ولم تشك للحظة في ان ريبيكا تهتم لامر وولف,من جراء نبرات صوتها المتهدجة، ولكن هل اهتمت له كما تهتم العروس بالرجل الذي سوف تتزوجه بعد اربعة اشهر؟
هذا هو السؤال ولكن سين لم تكن في موقف يسمح لها بطرحه من دون ان تجرح الفتاة, وهي قبل كل شيء احدى زبوناتها.
شملت ريبيكا بابتسامة دافئة, محاولة جهدها لكي تهدئها عندما انتهتا من تناول الحساء, وبدأتا بتناول الوجبة الرئيسية, وقد لاحظت سين مدى ضعف شهية ريبيكا , وتساءلت , هل شهيتها للطعام ضعيفة هكذا دائماً ام انه الضغط الذي تعاني منه؟
تنهدت ريبيكا:"انه ليس وولف فقط ابي ايضا سوف يشعر بخيبة امل لو..." وبدت تعيسة وهي تقول:" انهما من اعز الاصدقاء".
هذا تماماً ما ادعاه جيرالك عن ريبيكا وولف ! ولكن مامن اهمية لقول جيرالد, فعلى العكس فإن الناس الذين هم اصدقاء فقط, ليس عليهم حقيقة ان تنتهي علاقتهم بالزواج,وخصوصاً عندما تكون الفتاة متورطة مع بستاني والدها.. ومع مرور الوقت اقتنعت سين كلياً ان البستاني الشاب هو السبب الرئيسي لتردد ريبيكا في البدء بترتيبات الزفاف.
اشارت اليها بجفاء:"والدك ليس هو من سيتزوج من وولف".
ردت ريبيكا بابتسامة واهنة على محاولة سين ابداء المرح:" كلا عندي انطباع واضح بان اهتمام والدي منصب في مكان اخر".
ربما كانت عواطف ريبيكا مضطربة, ولكن هذا لم يمنعها من ان تعي حقيقة مايجري في حياة والدها ايضا! ولقد قبلت المعايير على سين, ربما كانت هذه الفتاة هي الزوجة المناسبة لوولف فقد كانت بالتأكيد تعرف كيف تتصرف في الاوقات الصعبة.
احمر وجه سين الآن:" لقد تناولنا انا ووالدك العشاء مساء امس, نعم , ولكن ..."
وبدت ريبيكا مرتبكة:"لم تخبريه اننا سنلتقي اليوم هل فعلت؟".
اكدت لها سين مجدداً:"كلا" واضافت بنعومة :"مع انني اعتقد انه ربما عليك ..." نظرت إليها الفتاه الأخرى بقلق: " لماذا ؟".
فيما نظرت اليها سين برقة :" اعتقد انك تعرفين لماذا ياريبيكا ؟".
ثم استفزتها بخفة مضيفة:" لاتمانعين بان ادعوك ريبيكا , هل تمانعين ؟".
" حسنا ,ربما انك تلتقين بوالدي ربما ..."
اخبرتها سين بحدة :" انا لا اخرج مع والدك , ياريبيكا ".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:13 PM

صممت على ان لا تكون في موقع المدافع عن نفسها امام ريبيكا التي حاولت عمداً افتعال هذا لتصرف انتباه سين عن الموضوع الحقيقي , الموضوع الذي تجادلتا حوله طوال وقت الغداء وكان من الواضح اهتمام واحترام ريبيكا لوولف ولكنها لاتريد الزواج منه بالتاكيد.
" لقد خرجت معه مرة لأني وعدته بذلك , ولكنني لا انوي ان اعيد الكرة".
حملقت ريبيكا من جراء تاكيد سين وبابتسامة عاتبة اضاءت فجأة قسماتها الجميلة ,قالت :" لابد ان هذا كله مفاجأة لأبي " .
ردت سين قائلة :" اعتقد انها كذلك ".
وهزت ريبيكا برأسها قائله :" مسكين ابي".
قالت سين برزانة وهي تنحني عبر الطاوله لتلمس يد ريبيكا :" اتصلي بي اذا قررت ان امضي في هذا الامر ... اتفقنا ؟".
احمر وجه ريبيكا :" ماذا تعنين بذلك ؟".
قالت لها سين وهي تأكل السلطة :" ريبيكا , لقد احببت منزل والدك".
وقد لاحظت من تعبير ريبيكا انها لم تكن متأكدة من هذا التغييرفي الموضوع وقالت:" مكان الجلوس التي كنا فيها في غاية الاناقة , ومريحة جداً ايضاً " .
تناولت بعض السلطة واخذت تأكلها بتلذذ محاولة ان لا تلتقي نظراتها بنظرات ريبيكا وافقتها ريبيكا بذهول :" نعم. انها مريحة , انا , آه , لا...".
ولمعت عيناها وطأطأت رأسها كي لايرى أحد في المطعم دموعها ،تمتمت برثاء :" هل رأيت؟".
قالت سين:" رأيت سيدة المنزل الصغيرة , تذهب إلى البستاني هذا كل شىء ".
وأكدت سين لها بلطف :" اريد فقط ان تدركي انني لست في عجلة من امري كي أبدأ بترتيبات زفافك ولكنني سأكون سعيدة بمساعدتك في تحديد شخصية العريس ".
أخذت ريبيكا نفساً متقطعاً وأبعدت الدموع عن عينيها بثبات ورفعت كتفيها بشدة وامسكت بشوكتها لكي تسرع بتناول الطعام وقالت لسين :" شكراً لك".
لم تستطع سين إلا ان تعجب بالفتاه ، فهي تعجبها ! لم تعتقد انها تستطيع قول ذلك عن امرأة قرر وولف أن يتزوجها ، ولكن كان هناك شيء مميز في ريبيكا , لقد ايقضت مشاعر الامومة في قلب سين , وهذا ما ادركته ولكن , كيف لها ان تشعر بالامومة تجاه عروس وولف ؟ لقد كان ذلك في غاية السخف !
قال وولف :" كيف كان عشاؤك مع جيرالد البارحة ؟".
نظرت سين بارتياب الى وولف بينما كانت تجلس الى الطرف الآخر من مكتبه .
كان لدى سين الكثير من العمل لتنجزه بعد عودتها من الغداء مع ريبيكا فقد كانت تحضر قائمة الطعام للعشاء الاسبوع القادم , وبينما هي مستغرقه في عملها تلقت اتصالاً من مكتب وولف وقد اعلمتها سكرتيرتة ان وولف يريد مقابلتها ان لم يكن لديها مانع .
اذا لم يكن لديها مانع ! يبدو ان وولف وريبيكا يظنان ان لا عمل لديها سوى اللحاق بهما ، يبدو انهما مقتنعان بان لا زبائن اخرين لديها ! ولكنها تذكرت ان وولف قد رأى جدول اعمالها عندما زارها يوم امس , لابد انه لاحظ انها لم تكن لديها اعمال كثيرة للأسابيع القادمة .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:15 PM

مع ان في فترة مابعد الاعياد تقل اعمالها ثم تعود وتتحسن في حزيران – يونيو , ولكن هذا ليس سبباً وجيهاً لوولف كي يفترض انها تستطيع ترك كل شىء والذهاب الى لندن لمقابلته .
ولكن سكرتيرته المهذبة اخبرتها بوضوح ان السيد ثورنتون لا يستطيع ان يذهب بنفسه للقائها , ذلك انه في اجتماع الآن , ولا تتوقع ان ينتهي منه قبل الساعة الخامسة , مما يعني ان سين لا تسطيع التكلم معه لتعرف ماذا يريد! .
انهت سين المكالمة مع السكرتيرة , على تلتقي وولف في الساعة الخامسة والنصف .
امضت فترة الظهيرة بعد ذلك غير قادرة على التركيز على ما تفعله ولو لم يكن وولف في اجتماع عمل , إلا بعد الساعة الخامسة.
لقد تمنت لو انها لم تلتق قط بجيرالد هاركورت في ذلك الزفاف , ولم تسمع بابنته ريبيكا وبالتأكيد لما التقت بوولف مرة اخرى , وخاصة ان السبب طلبه رؤيتها , هو ان يسألها كيف جرت الامور بينها وبين جرالد ليلة امس, وهذا ليس من شأنه !
كانت تقف بعدم ارتياح وهي تحس بحذائها يغرق في السجادة الزرقاء الباهتة . وابدا ان المكاتب الرئسيه في صناعات آل ثورنتون تتمتع بكل وسائل الرفاهية.
لم تذهب سين الى هناك من قبل ، فالمكتب لم يكن بين الاماكن التي كان يهتم بها وولف , إلانها تعترف بانه يبدو قاسياً ومتغطرساً مما جعله مناسباً لعالم الاعمال اكثر من كونه فناناً مبدعاً, مع انها كانت لا تزال تشعر بالحزن لفقدانه .
هذا لن ينفع وقد عادت بافكارها الى وولف القاسي والمتغطرس ومن الافضل لها ان تتذكر هذا .
سألته بخفه :" لماذا اردت رؤيتي ياووبف ؟" وكان مزاجها ليس صافياً بعد ان اضطرت للمجيء الى لندن للمرة الثانية اليوم .
مال الى الوراء على كرسيه الجلدي , وضاقت عيناه وبدا في سترته الكحليه وقميصه الابيض وشعره المسرح الى الوراء بصلابة , انه في الخامسه والثلاثين بدون شك, من الواضح انه رجل اعمال ناجح .
لوى فمه بقسوة :" ألن تجيبي عن سؤالي عن موعدك مع جيرالد ؟ لقد بدا على غير عادته هادئاً , مما يعني أمراً واحداً من إثنين ...."
لقد تمكنت سين أخيراً من الكلام :" هل سألت جيرالد عن موعده معي ؟" وقد ارتابت كثيراً في بادىء الأمر في أن تقول أي شيء .
قال وولف :" اما أنكما فشلتما إلى درجة أنكما لن تكررا اللقاء أو أنكما أصبحتما متحابين " وقسا صوته الآن وضاقت عيناه :" وفي كلا الحالين , فإن جيرالد المهذب لا يطلع أحداً على أموره مع النساء وهكذا فهو لن يخبرني ويخبر اي شخص آخر عما جرى".
قالت سين بحرارة و عينها تلمعان :" إنه أمر مؤسف , لا يمكن قول الشيء نفسه عنك!".
لم يتحرك وولف , كان متوتراً, إلا انه لم يكن هكذا منذ بضع دقائق , فقد كان هادئاً . كان صوته ناعماً نعومة خطرة :" ماذا تعنين بذلك ؟" .
رمقته سين متهمة إياه:" من الواضح انك لا تشعر بالندم لمناقشة أمري معه ".
وتحدته مدافعة :" أو انك لا تعتبرني سيدة؟".
منذ سبع سنوات كانت حبيبته , بعد معرفة دامت عدة ايام فقط ، ربما يعتقد انها عرفت عدة رجال من بعده .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:17 PM

الحقيقه انه لم يكن في حياتها اي رجل بعد وولف ، وقد رجعت هي وروجر إلى علاقتهما البريئة التي كانا عليها من قبل ، فقد صارا يخرجان بعض الاوقات الآن . كان وولف الرجل الذي أحبته ولكن حبها لم ينجح , وبدلاً من ذلك أخذت ترتب أفراح الآخرين .
قال وولف :" أنا لم أتكلم عنك مع جيرالد في أي وقت ".
لقد كان صوته هادئاً تماماً :" ولكن على ضوء هذه الضروف يبدو الأمر غامضاً خصوصاً و أننا قد تناولنا غداء عمل مع بعضنا اليوم ولكنه لم يأت على ذكر موعده معك ليلة أمس ".
ارتاحت سين مع انه كان من العسير عليها التفكير بان ولف وجيرالد تناولا الغداء معا بينما هي وريبيكا كانت تفعلان الشيء نفسه . من حسن الحظ انهم لم يقرروا تناول الغداء جميعا في نفس المطعم ؟ ألم يكن من شأن ذلك أن يجعل لقاءهم مثيراً؟
قالت ببرود :" ربما تناول العشاء معي هو بتحديد امر لا يجدر به ان يذكره".
تأملها قائلاً بهدوء :" أشك في ذلك ".
نظرت اليه سين بحدة ولكن تعبيره بقى غامضاً ولم تستطع ان تخمن بماذا يفكر , وتنهدت , فلقد كان ضغط الرحلتين إلى لندن اليوم مرهقاً لها.
قالت سين :" هل تستطيع أن اتقول لي لم انا هنا , في الوقت الذي يجب ان اكون فيه في المنزل اتناول العشاء وارتاح بعد ذلك خلال عطلة الأسبوع ؟" فبعد هذين اليومين كانت تشعر بحاجة ماسة الى الراحة .
رد عليها وولف :" همم, يبدو مغرياً " وتجهم وجهه مما اعطاها انطباعاً بإنه يفعل اي شيء عدا الراحة في عطلته .
لوت فمها قائلة :" انا متاكدة من ان رئيس صناعات آل ثورنتون يستطيع فعل الشىء نفسه إذا ما أراد ذلك ".
سألها وولف :" هل انت كذلك ؟" وتنهد :" أنا لست متاكداً الى هذا الحد مع احتمال انني ساحصل على بعض الوقت للراحة في هذه العطلة ".
وقطب جبينه فجأة :" بعد ان ذهبت ريبيكا لبضعة أيام ".
" أنا أكيدة أنك ... هل ذهبت ريبيكا ؟" تمنت سين ان يبدو صوتها طبيعياً وفضولياً كما أرادت أن يكون .
لم تذكر لها ريبيكا شيئاً عن ذهابها عندما التقتا، فربما كان قرارها مفاجئاً كي تتسنى لها فرصة التفكير جيداً قبل الاتباط بهذا الزواج , وهذا الرجل , تمنت سين ذلك بإخلاص , فريبيكا ما زالت صغيرة لترتبط بزواج لم تكن متأكدة منه مئة بالمئة , مع أنها شكت بان وولف سيرى الامر بنفس الطريقه خاصة إذا كان للامر علاقه بما قالته سين للفتاه , مما جعلها تعيد التفكير في هذا الموضوع ، قد تكون مخطئة كلياً بالموضوع , وربما ستعود ريبيكا وقد ادركت كم هي محظوظة بالزواج من شخص مثل وولف وبعد كل شيء يبقى السؤال عن ذلك البستاني ...
" هذا ماردات ان اكلمك عنه ". وهز وولف رأسه :" كانت ريبيكا تحت ضغط شديد خلال الاشهر الماضية بسبب خطوبتنا وامور اخرى " واكمل بخفة :" اذا كانت لديك اية أسئله عن ترتيبات الزفاف في الايام القادمة القليلة ربما تستطيعين المجيء إلي ؟".
قالت لوولف بنفاد صبر :" أنا لا اعمل عادة خلال عطلة نهاية الاسبوع , وكان في امكانك قول كل هذا عبر الهاتف ".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:19 PM

وتنهدت عندما ادركت ان رحلتها الثانية اليوم كانت ايضاً مضيعة للوقت . وتناولت حقيبة يدها استعداداً للذهاب وقالت :" ربما كان عندك وقت لتضيعه , ياولف , إنما انا ...."
أمرها وولف :" إجلسي " وانحنى على مكتبه وكل مظاهر الإ سترخاء قد اختفت ." أنا أيضاً لا أملك وقتاً أضيعه".
تابع بقسوة :" ولم اكن كذلك ابداً" مكملاً بهدوء ما كان يقوله في ما يتعلق برسوماته . تذكرت سين متألمة :" ماذا حدث لك ؟".
في هذا المكتب بعض الرسومات الحديثه , ولكن حتى بنظرة خاطفة لاحظت ان ايا منها لم تكن من رسومات وولف .
فسألته :" لِمَ لم تعد ترسم ياوولف ؟" .
وعندما اكفهر وجهه عرفت انه ماكان عليها طرح مثل هذا السؤال ، ولكنها اردت ان تعرف .
"لقد سبق ان اخبرتك , انا لااملك الوقت لأضيعه " .
شهقت سين :" لم تكن رسوماتك مضيعة للوقت " .
ضاقت عيناه وقال :" ماذا تعرفين عنها؟".
شحبت سين وبلعت ريقها بصعوبه ،لم يكن قاسياً في الماضي , انما ادركت الآن انه اصبح في كذلك :"من الافضل ان اذهب".
قال بنفاد صبر :" لم انته بعد , لانزال نتأثر بالماضي وهو شيء آخر اردت مناقشته معك عدا الامور التي نتباحث فيها باستمرار" ..وبدا متهجماً.
قال وولف بعد لحظة :" لقد ادركت بعد ان تركتك البارحة وبعد ان اعدت ترتيب افكاري ..."
اتهمته سين :" لقد تصرفت بشكل لايطاق!" .قالت ذلك وهي تستعيد وعيها من إ هانته ،فهي لن تسمح لنفسها بان يدمرها هذا الرجل مرة اخرى.
لوى فمه قائلاً:" ذلك اننا لم نناقش امر اخفاء ماضينا عن ريبيكا .طبعا , هي تعرف خطوبتي لفتاه اخرى مند سبع سنوات".
وتجمدت نظراته وهو يقول :" كان من غير المجدي اخفاء الامر عنها ".
قالت سين بازدراء : " بالطبع لا , مع انه ماكان من الواجب إخبراها ، فلقد كانت هناك قلة من الناس الذين عرفوا بامر خطوبتنا " .
اتهمها وولف بقسوه :" وغلطة من كانت ؟".
غلطتها , اعترفت بذلك .. فمع انها كانت اكيدة من حب وولف لها , إلا انها لم تكن متاكدة في شأن ثروته , مع انه كان يحاول تجاهل ثروته معظم الوقت وانه من آل ثورنتون وعرف طفولة مميزة اكثر منها , ولم يعرف كيف يكون شعور المرء عندما يريد شيئاً ما بقوة وعندما يحصل عليه , يخاف فقدانه , حب وولف كان هكذا بالنسبه إليها . وعندما استعادت الماضي تبين لها انها كانت حكيمة في الانتباه الى اي خطوه قاما بها معا ً, ولكن لم يحدث ذلك .
تنهدت بثقل :" هذا كله اصبح من الماضي يا وولف".
اوما بجفاء :" لا استطيع ان اضيف اكثر " واضاف محذراً :" واريد الامر ان يبقى هكذا" .
اخبرته سين مؤكدة :" إعتبر اني نسيت" .
مع علمها انها لن تنسى ذلك ، ومن تعبيره الغاضب عرفت لانه ايضاً لن ينسى ولكن لدوافع مختلفة عن دوافعها: " والآن انا..." وتوقفت فجأة عندما فتح الباب وراءها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:21 PM

فمنذ ان توجهت الى المكتب في الخامسة والنصف كانت اغلبية الموظفين يغادرون , وقد امر وولف سكرتيرته يالمغادرة ، إذا من كان هذا الذي دخل دون ان يعلن عن نفسه بمثل هذه الالفة؟ نظرت سين نظرة واحدة الى الباب وعرفت على الفور من له الجرأة على القيام بعمل كهذا . انها باربرا.
لقد مرت سبع سنوات منذ آخر مرة رأت فيها هذه المرأة , ولكن تستطيع التعرف الى باربرا الجميلة في اي مكان , شعرها مازال اسود ولكنه اقصر من قبل وقسمتها الرائعه مازالت فتية على الرغم من أنها في الثالثة والثلاثين الآن .
وكانت ترتدي فستاناً اسود يظهر كل البراعة والاناقة التي تعلمتها من خلال السنين التي عاشتها كعارضة من الطراز الاول ، نعم سين تستطيع التعرف الى باربرا الجميلة في اي مكان .
قالت المرأة الاخرى:" آسفه ياوولف " بدون ان تعني حقيقه الإعتذار " لم أدرك ان معك شخصاً آخر " وابتسمت لسين ابتسامة عابرة , ففي النهايه هذه المرأة لم تكن لتتصرف بطريقه افضل حتى لو ادركت ان وولف برفقة احد ما , وكان من حقها تماما ان تدخل الى مكتبه بغير استئذان .
فكونها ارملة اليكس ثورنتون , منحها الحق بنصيب كميراث لها في صناعات آل ثورنتون , فربما كانت محقة في ذلك ! ولكن كما تعرف سين لم تكن باربرا في حاجه الى هذا النصيب لتشعر بمثل هذا الحق المكتسب في حياة وولف!
التفتت باربرا الى وولف وقالت :" اردت فقط تذكيرك بان العشاء في الثامنة" .وتوقفت فجأة واستدارت بحدة نحو سين وانقطعت انفاسها عندما امعنت النظر فيها :"أنت ؟" اتهمتها بعينين خضراوين متسعتين من التذكر، لم يكن هناك اي استلطاف بينهما ،فلقد عاملت سين ببرودة بعد ان عرفهما وولف منذ سبع سنوات .
لم تنزعج سين من تصرف المرأة الأخرى , فمنذ ان عرفها وولف الى العائلة عرفت انهم لن يستقبلوها بأيد مبسوطة , وانها لم تكن الخيار الانسب لوولف , وانها لا تصلح كزوجة لواحد من ورثة آل ثورنتون .
كانت اثناءها تعمل موظفة استقبال في واحد من فنادقهم , ولم يكن لها عائلة ,كما كان وضعها الإجتماعي عادياً ،فكان من الطبيعي ان تعامل بغير ود , وقبلت سين بذلك ,اي بان يعاملوها بحذر لبعض الوقت الى ان يتاكدوا انها احبت وولف شخصياً وليس ماله.
لم يابه وولف لما قالته عائلته ، فقد اخبرهم بانه سوف يتزوج منها وهذا ماينوي فعله , إذا وافقوا عليها ام لم يوافقوا ، فقط باربرا تصرفت بعدوانية تجاه سين منذ النظرة الاولى , وعرفت سين من نظرتها الآن ان ذلك الشعور لم يتغير ولكن سين كبرت سبع سنوات الآن.
لقد وبخت نفسها لهذا المشاعر, لقد اصبحت سيدة اعمال الآن حتى لو كانت اعمالها اقل بكثير بالنسبة لمقياس صناعات آل ثورنتون .
قابلت نظرة المرأة الاخرى بثبات عارفة ان باربرا وإن كانت لم تتغير كلياً , فهي قد تغيرت الى حد ما،ولن تسمح لنفسها بان تخاف اي فرد من هذه العائلة القوية, الى جانب ذلك كانت قد أدركت منذ حوالي يومين انها سوف تلتقي باربرا من جديد بغير محالة ، لم تعجبها الفكرة ولكنها عرفت ان ذلك لابد وان يحصل.
باربرا في الوقت الحالي مازالت تبدو مذهولة لرؤيتها بعد كل هذا الوقت.. حيتها بجفاف "باربرا " واضافت بخفة:" تبدين بخير".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:22 PM

"أنا!" وقطعت باربرا كلامها ,مرتابة في رباطة جاش سين , وادارت عينيها اللامعتين الى وولف :" لم تخبرني بأنك ولوسيندا التقيتما مجدداً".
ووجدت صعوبة في ضبط نبرة صوتها الحادة لكي لا تبدو وكأنها تتهمه. باربرا وكلوديا والدة وولف اصرتا في الماضي على استعمال اسم سين بالكامل ما ان علمتا ان سين هو تصغير للوسيندا, وادعتا انهما لاتحبان تصغير الاسماء , واسم سين يدعو للإرتياب ! لم يعجب وولف ذلك , ولكن لم تشأ سين ان ينشأ خلاف بخصوص ذلك مع انها كانت تجفل في كل مرة ينادونها باسم لوسيندا , كان يذكرها بسنواتها الطويلة في الميتم .
كم كانت تثق بسذاجة في ذلك الوقت , فهي لاتستطيع الآن ان ترى الى ماكانت تهدف إليه المرإتان القويتان ، فقد ارادتا بقاءها بعيداً عنهما, وليشعراها بانها غير مرغوب فيها بينهم .
اخبرت المرأة الأخرى :" إسمي سين أو آنسه سميث." قبل ان تلتفت الى وولف مجدداً , وولف الذي جلس ينظر الى كل ٍ منهما بعينين متقاربتين ربما بانتظار ان يراهما يمزقان اعين بعضهما البعض.
قالت ببرودة :" أعتقد ان امورنا سويت لليوم" .وعلمت من حركة فمه وعينيه المتقاربتين ان ذلك نذير سوء , إذ ان ما قالته لم يعجبه اطلاقاً.
قالت باربرا بحدة :" عمل ؟ ماهو نوع العمل الذي يمكن ان يجمعكما؟".
قاطعتها سين بنفاد صبر :" علي حقاً الذهاب." متضايقه من هذه العائله التي تفترض ان لاعمل لديها هذه الليله سوى الوقوف والاستماع اليهما.
اضافت بقصد عندما رأت عيني وولف تتساءلان :" يجب ان اذهب الى المنزل". واخبرت المرأة الاخرى بجفاء:" لقد كان من المثير رؤيتك مجدداً يا باربرا " وبدت باربرا مذهولة من هذه المواجهة.
قالت باربرا بارتياب :" مثير ؟ وولف انا لم ..."
قالت سين وهي تغادر الغرفة:" الى اللقاء" .
ولكنها وجدت نفسها تتوقف فجأة عندما أمسكت يد أليفة بذراعها :" ماذا تريد الآن ياوولف؟". سألته باستغراب عندما استدارت لتواجهه في الممشى ومنتبهة الى نظرات باربرا في المكتب.
نظر بتمعن الى وجهها الشاحب وسألها عابساً:" هل تتناولين العشاء معي الليلة؟" فتحت سين عينيها باتساع وعبست :" ولكنني اعتقدت ان باربرا قالت انكما ستتناولان العشاء معا الليلة ؟".
" لقد عملنا الترتيب منذ ساعة " وتمتم وولف بكسل "لست مجبراً على الذهاب".
لقد علم بعد الظهر فقط ان خطيبته ستغيب عن المدينه لبضعة ايام ولكنه قام فوراً ببعض الخطط مع باربرا ،لم يتغير اي شيء كما يبدو.
" انا لن اتناول العشاء معك حتى لو كنت اموت جوعاً" .
اخبرته سين بذلك بحتقار ونزعت يدها بقوة :" ارجع الى باربرا ". نصحته بقرف :" فكلاكما يناسب الآخر".
"سين"
"دعني وشأني ياولف !"
انذرته نبرة صوتها بانها سوف تقوم بعمل جسدي مدمر إذا لم يفعل , فتركها فجأة ... مع انها كانت واعية لمراقبة باربرا لها بينما عبرت الممشى بخطى واسعة لتصل الى المصعد , وضغطت على الزر بقسوة , ثم دخلت المصعد ما ان فتح بابه , وتلاقت نظراتهما قبل ان يغلق الباب بصمت وتنزل الى اسفل المبنى بهدوء ، تمنت سين لو ان افكارها تتناسق بمثل هذا الهدوء ، لم تكن تستطيع ان تحتمل وولف وباربرا !


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 17-09-09 03:23 PM

منذ سبع سنوات فسخت سين خطوبتها من وولف ، وهي متاكدة من حقيقة انه على علاقة بباربرا وانهما كانا كذلك منذ الايام الاولى لزواجها من اليكس . وباتت متأكدة الآن انهما مازالا على علاقتهما القديمة على الرغم من خطوبته لريبيكا .
لو انها علمت فقط الى اين ذهبت ريبيكا في عطلة نهاية الاسبوع لكانت لحقت بها واخبرتها كم هي محقة بعدم زواجها من وولف وانه عليها إعادة خاتمه اللعين إليه، كما فعلت سين ذات مرة.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ccd3597af.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:06 PM

الفصل الخامس


قال وولف :" اريد ان اعرف تماما ما تعرفينه عن مكان ريبيكا".
حاولت سين ان تسيطر على انفعالها بعد ان فاجأها وولف بكلامه هذا , ما ان فتحت له باب الكوخ ، لقد كانت تنتظر شيئاً من هذا القبيل طيلة اليوم , منذ ان افسد هدوء يوم عطلتها في الساعه العاشرة صباحاً عندما تلقت مكالمة هاتفية من ريبيكا هاركورت , تمنت وليس للمرة الاولى , لو ان رقم هاتف منزلها وهاتف عملها لم يطبعا على البطاقة التي اعطتها لريبيكا في لقائهما الاول , والالما وجدت وولف يقف على بابها.
دعته الى الدخول ." يحسن بك ان تدخل".
كانت خائفه حين تراجعت الى الوراء لكي يمر.
تمتم بنفاد صبر :" انا" وهو يتبعها الى داخل الكوخ , وكاد رأسه ان يرتطم بإطار الباب المنخفض.
قال بقصد إذلالها : " لم ادرك انك تعشين في منزل الاقزام السبعة !" واخفض رأسه ليتفادى ارتطاماً آخر.
إرتفاع الغرف القليل وضيقها كانا احد اسباب سين الرئيسية التي ساعدتها على استئجار الكوخ , فلم يكن هناك العديد من ذوي الاحجام الصغيرة ليشعروا بالارتياح للعيش هنا.. فلا يحبذ العديد من الرجال فكرة ان يتجولوا دائما منحني الظهر داخل بيوتهم.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:07 PM

بدا وولف مثيراً للسخرية , فطوله وحجمه جعلاه يبدو كعملاق داخل بيت الاقزام السبعه، ولم يكن هناك من الرجال يدخلون الى هذا الكوخ .
جلس بقلق على احد المقاعد وقد اخدت ارجل المقعد تهتز من ثقله , حتى الاثاث قد اختير يناسب هذه الغرفه الصغيره .
نظر الى سين ونبهها بقسوة :" حسناً " .
نظرت سين اليه وكانت لاتعاني من الحجم الكوخ، وكلاهما يرتدي ملابس عملية في هذا اليوم , وهذه الملابس هي وحدها القواسم المشتركة بينهما.
كان وجه وولف مقطباً , لاحظت سين ذلك بوضوح , كانت تعرف مايريد قوله , طبعا عرفت , ولكنها لم تعرف كيف ترد عليه ولم تكن تعرف مدى معرفته بامر ريبيكا ...
قالت بخفه :" لقد كنت على وشك تحضير فنجان من القهوه , هل تريد واحداً؟" رد وولف بحدة :" كلا .. انا لم آت الى هنا لشرب القهوه ياسين ، لقد أتيت من اجل بعض الاجوبه ، اخبرني جيرالد انك تلقيت هذا الصباح مكالمة هاتفية من ريبيكا , تطلب منك ابلاغه بالا يقلق بشانها وانها بخير ولكنها قد تطيل غيبتها الى اكثر من بضعة ايام وان الزفاف قد الغي ".
كانت سين لا تزال شبه نائمة , عندما ردت على جرس الهاتف في ذلك الصباح الباكر وكانت قد امضت ليلة مرهقة , ومازالت متوترة من تلك المقابلة مع وولف وباربرا في مكتبه ، ولكنها استيقضت على الفور عندما عرفت ريبيكا عن نفسها عبر الهاتف , ومع ذلك لم ترد ريبيكا ان تفسح المجال لسين بالتكلم . ارادتها فقط ان تصغي , وبعد ذلك تنقل الرساله الى والدها وعندما اعترضت سين على الرسالة التي تلقتها , اقفلت ريبيكا الخط.
اندهش سين ، ماذا كان عليها ان تفعل الآن ؟ كانت تعرف امراً واحداً هو انه لم يكن في نية ريبيكا ان تتصل بوالدها وتتكلم معه بنفسها .
إذا , إن لم تتصل سين فسوف يشعر بالقلق حيال ما قد يحصل لريبيكا التي لن ترجع الى البيت بعد قيامها بزيارة صديقة الدراسة وعندما يتصل بتلك الصديقة سوف يكتشف انها لم تذهب الى هناك .
لم تحب سين الموقف الذي وضعتها فيه ابداً, وتمنت من جديد لو انها لم تسمع بعائلة هاركورت ، ولكن بما انها سمعت بهم , وقد وثقت بها ريبيكا وكلفتها بمهمة اطلاع والدها على الامر , لم يكن امامها من خيار سوى الاتصال بجيرالد ولقد صدم بما قالته وقد اراد معرفة مكان ريبيكا , ولكن سين لم يكن لديها ايه فكرة عن مكانها لم ياخذ وولف وقتاً طويلاً بعد ذلك لكي يقرر ان سين تعرف اكثر مما قالت لهم.
هزت سين كتفيها قائلة:" هذا ما اخبرتني به ريبيكا بالضبط لاخبر والدها" .وقطبت جبينها عندما احست بانها لم تف بالغرض ، ولكن ريبيكا كانت مصرة على انها لا تملك اكثر من ذلك لتقوله وهكذا فما كان في استطاعة سين ان تقول اكثر من ذلك.
نظر اليها وولف قائلا:" لماذا سين ؟ لماذا اختارتك ريبيكا انت بذات دوننا جميعا ! جيرالد هو والدها وانا ... انا كنت ..... خطيبها" .
بلعت ريقها بصعوبة واقترحت بخفه" "ربما لهذا اختارتني ، انتما كنتما قريبين بينما انا..."
حثها وولف عندما ترددت :" نعم؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:11 PM

" انا ايضا لا اعرف لماذا اختارتني ياوولف " .ولمعت عينها وتابعت :" عليك ان تسأل ريبيكا عن هذا ....ألن تفعل ؟".
ذكرها بنعومة :" ولكنني لا استطيع ، فهي ليست هنا, انت هنا!" .
وتمنت لو انها لم تكن هنا ! عرفت انها ستحصل متاعب بسبب تصرف ريبيكا , وحاولت ان تفكر ببعض الاجوبة التي تستطيع اعطاءها لوولف لانه سوف ياتي الى هنا ويسألها ! ولكن في الحقيقة لم تكن تملك ايا منها , من دون ان تخون ثقة ريبيكا بها . ولم تكن لتفعل ذلك !
هزت كتفيها قائلة :" لقد اخبرتك بكل ماخبرتني به " .
كان وولف يراقبها بعينين حادتين :" كل شيء!" .
لم تستطع ان تنظر في عينيه الآن ..نعم لقد اخبرتهم كل ماخبرتها به ريبيكا ولكن ليس كل ماتعرفه ! وكان وولف ذكياً الى درجة انه ادرك هذا ، لم ترد ريبيكا عندما سألتها سين ان كانت تفضل ان تبقى وحيدة من دون معرفة والدها عن مكانها ، ولكن سين كانت في غاية الشوق لمعرفة قدوم البستاني الشاب الى العمل يوم الاثنين صباحا . هذا كل شىء .
كررت سين بحدة:" حقيقة , ليس هناك شيء آخر استطيع اخبارك به".
اخبرها بينما هم بالقيام :" ولكنني ارفض هذا , سين".
ومرة اخرى احنى رأسه لكي لا يرتطم بالسقف المنخفض:" اردت ان اتكلم معك بشأن ليلة امس".
اخذت سين تكتشف ان الغرف الصغيرة في الكوخ لها مساوىء اخرى ، فالمساحة الصغيرة جعلت وولف يبدو قريباً جداص ومسيطراً جداً بقامته الهائلة وخطراً الى درجة ما! يقال , ان وسيله الدفاع الافضل هي الهجوم!
حسناً , اذا من الافضل لها ان تهاجم وبسرعه ،لأن وسائل دفاعها بدأت تهتز!
سألته بازدراء :" لقد الغت خطيبتك للتو زفافها وتريد ان تتكلم معي ؟ اعتقد انه عليك ان تتكلم مع ريبيكا!" .
هز رأسه قائلاً :" ولكنني لا اعرف مكانها بينما اعرف مكانك " .
بلعت سين ريقها بصعوبة :" ليس عندي ما اضيفه بشأن ليله امس ، في الحقيقه ,ان الزواج قد الغي ".
فهي لن تتكلم عن باربرا ولن تعرض نفسها الى مثل ذلك التعذيب الروحي مرة اخرى !
" ولا ارى اي سبب لكي يكون بيننا اي اتصال . الا اذا غيرت ريبيكا طبعاً رأيها بشأن الزواج , ففي هذه الحالة سوف اكون في غاية السعادة لكي اتكلم معكما من جديد " .
تسمرت سين عندما امسك بها فجأة وضمها الى صدره وملامح وجهه تبدو صارمة :" اخرسي يا امرأة .... اخرسي" .
وزفر قبل ان يخفض رأسه ليقبلها.. تمنت سين لو انه يتوقف عن فعل ها لأنها لاتستطيع مقاومته ، لقد احبته .. ذات مرة .. ذات مرة؟ مازالت تحبه .
ادركت ذلك وهي تكاد تشعر بالغثيان . كيف يمكن ان يحصل هذا ؟ كيف يمكن لها ان تستمر في حب هذا الرجل ؟ هذا الرجل لم يكتف بخيانتها فقط وانما بخيانة الفتاة التي كان على وشك الزواج منها؟ لم تعرف كيف , ولكنها عرفت فقط انها لم تتوقف عن حبه , فعلى الرغم من كل ذلك لقد احبته ! لقد كان السبب في انها لا تملك اي شعور يتعدى الاعجاب باي رجل آخر.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:13 PM

انتزعت نفسها بعيداً عنه , واصابعه مغروسة في ذراعيها ليمنعها من الحركه , وملامح مذهولة عندما نظر اليها مستفهماً فسالته بقسوة :" ماذا دهاك ياوولف؟ الا تستطيع ان تبقى بدون امرأة في حياتك لعدة ساعات!" .
قال لها متعجباً :" ماذا.......".
اتهمته سين بقرف :" ذهبت خطيبتك في عطلة ليلة امس , فدعوت , لا امرأة واحدة فقط بل امرأتين اتشاركانك العشاء،ً واليوم عندما بدا ان ريبيكا طلبت الغاء الزواج لم تلحق بها , مدعيا ان حبك لها لم يمت وتقنعها ان مستقبلكما معا , او ... كلا ، بل اتيت الي .. يبدو ان ريبيكا قد قامت باتخاذ قرار سليم !" كما فعلت هي .... قالت لنفسها بغضب.
تركها وولف كانما قد احترقت يداه وملامح الذهول استبدلت بغضب عاصف بينما هو يستمع لكلامها الجارح ولكن سين كانت ابعد من تهتم كيف يشعر حيال كلامها ، هذا الغضب لم يكن من اجل ريبيكا فقط , بل من اجلها ايضاً , من اجل كل الالم الذي سببه لها وولف وكل وجع القلب الاتي ، فنسيان وولف هذه المرة اصعب بكثير من المرة الماضية !
قالت بكرامة متزنة:" والآن اخرج من هنا , اخرج وابق هناك ".
قال لها وفمه مشدود بقوة :" انت تغيرين الامور لتناسب مع ماتؤمنين به".
فردت وعيناها تلمعان:" اريد ان اؤمن بانك ستخرج من هذا الباب ".
"سين..."
" لماذا لم تسأل نفسك لِمَ اريد ان أؤمن بهذه الأمور؟" .
تحدته وعيناها تلمعان بدموع متحجرة، لم تكن لتبكي امامه :" هذا لاني لا اريدك هنا، انا لم اردك ابداً ان تكون هنا.. انا لا اريدك" وهذه الكلمة الاخيرة خرجت من فمها بقسوة شديدة لانها ارادت ذهابه مع علمها انها لا تستطيع منعه لو اراد البقاء ، ولكن لم عليه البقاء في مكان كان من الواضح انه غير مرغوب فيه ؟
لمعت عيناه بعدائية ظاهرة وتحجر وجهه للحظه:" علينا ان نتكلم".
" ليس لدينا ما ننقوله ، اذهب وابك على كتف امرأة اخرى !".
كتف باربرا كانت دائماً حاضر للاستماع الى متاعب واي شىء آخرليختاره ليكلمها عنه.
توتر فم وولف :" كما أشرت الآن , انا لست في حالة يرثى لها بسبب الغاء الزفاف وهذا بسبب...".
"لأنك لم تحبها!" انهت سين باتهام :" كنت اعرف ذلك .... انت غير قادر على حب اي كان ! لهذا السبب انا...." وتوقفت عن الكلام لانها كانت على وشك الاعتراف بانها شجعت ريبيكا على التفكير بجدية قبل ان تورط نفسها بزواج لم تكن واثقة منه , بدا ان هذا هو العذر الذي يريده وولف لكي يمزقه ارباً.
استفسرها وولف برقه:" نعم؟".
لم تعد وجنتاها شاحبتين , واستبدلت كلماتها مدافعة عن نفسها:" لهذا السبب لم اتزوج منك منذ سبع سنوات ".
لاحظت من عينيه المتحجرتين انه كان غاضباً جداً, حسناً, هي أيضاً غاضبة من طريقة تفكيره بانه يستطيع الرجوع الى حياتها....
صاح بقسوة :" حسناً ياسين , سوف اذهب , ولكن إذا ما اكتشفت ان لك علاقة بهروب ريبيكا فسوف .."


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:15 PM

لم تكن سين تعرف ماذا بالضبط سيفعل بها لو عرف انها تكلمت مع ريبيكا! لانه استدار في تلك اللحظه بخطوات سريعه نحو الباب وبدا واضحاً انه نسي امر السقف المنخفض.
عندما ارتطم رأسه بذلك الاطار , علقت قدمه ايضاً بشيء فانبطح على ارض الغرفة وتفادى ارتطام رأسه مرة اخرى بالمرآة المثبتة على جدار المواجه .
لقد جرى ذلك في ثوانِ فقط ، ووقفت سين عاجزة عن الحركة وهي تشاهد تتابع الحوادث , حائرة بما جرى ولكنها تحركت على الفور عندما ادركت ان وولف لا يستطيع ان يقف على رجليه .
كان ممدداً على السجادة عبر الغرفة, وتعجبت من حقيقة كونه استطاع ان يتفادى الارتطام على اي من قطع الاثاث , فالاريكة ذات المقعدين خلفه , والطاولة القهوة امامه .
ازاحت سين على الفور طاولة القهوة , وجثت على ركبتيها الى جانبه, كانت عيناه مغمضتين ولم يكن يتحرك , آه , لم تمت , اليس كذلك ؟ ماذا يجدر بها فعله مع شخص مات؟ ربما عليها الاتصال بالاسعاف ؟ لتستدعي طبيباً على الاقل؟ عندما رفعت السماعه للاتصال بالطبيب اكتشفت ان الخط مقطوع ولم تنفع كل محاولاتها بالضغط على ازرار الآلة.
" انت تضيعين وقتك بذلك . انه الشىء الذي اوقعني".
قوة صوت وولف في الغرفة الصامتة كادت تجعل سين توقع السماعة وتغيب عن الوعي هي الاخرى.
التفتت صوبه بعينين متسعتين , وارتاحت لرؤيته ينهض ،ولكن من تقطيب وجهه عرفت كم يعاني من الالم ، وضعت السماعه مكانها , وسالته :" كيف تشعر؟".
"كيف....؟" حاول سحب نفس عميق وهو ينظر اليها: " كيف تعتقدين اني اشعر مع وجود نصف ميل من شريط الهاتف ملفوف حول كاحلي!".
فهمت سين سبب ملاحظته الاولى، فشريط هاتفها لم يكن فقط ملتفاً حول كاحله ولكنه في الحقيقه انتزع اداة الوصل من تجويف الحائط , فلا عجب اذن ان يكون خط الهاتف مقطوعاً , ومن الصعب احضار طبيب . اخبرته بسرعه وهو يحاول الوقوف :" كنت احاول مساعدتك . لا اعتقد انك تستطيع الحراك حتى يكشف عليك الطبيب" ومن الواضح انه كان يشعر بالالم في مكان ما من جسمه عندما تاوه قليلاً.
واخبرته :" لقد كنت غائباً عن الوعي لثوانٍ فقط" .
ووضعت يدها على كتفه لتمنعه من الحراك اكثر:" لم اكن غائباً عن الوعي ابداُ, ياسين" لم يكن تعبير نفاذ الصبر الذي ارتسم على وجهه, ولكن وهج الغضب عاد الى عينيه:" لقد كنت ملقى هنا وعيناي مغمضتان , اعد للمئة حتى لا اخنقك فوراً بسبب حقيقة انك دائماً تسحبين شريط هاتف طوله ميل لكي تنتقلي من غرفة الى غرفة وانت تتكلمين في الهاتف !".
تراجعت الى الوراء كما لو لدغت , واحمر وجهها عندما تذكرت هذه الحقيقه . كما يبدو فان وولف تذكرها ايضاً , اذ انه منذ سبع سنوات خلت طلب ان يأتي مهندس الى شقته ليركب شريطاً اطول للهاتف , بعد ان كانت تنتقل من غرفة الى غرفة وهي تتكلم في الهاتف , ونزعت مقبض الهاتف عدة مرات وقطعت الاتصالات ، لقد كان من دواعي استغرابها ان هذا الرجل عرفها جيداً.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:17 PM

اكمل وولف بنفور بعد ان تمكن من فك الشريط عن قدمه:" واضح انك تحتاجين لنصف ميل زيادة من شريط الهاتف في بيت اللعبة هذا".وبنفاد صبر رمى الشريط الى جانبه: "ولكن يكفيني انه كاد ان يدق عنقي بسببه!"
لم تشعر سين بان الوقت مناسب الآن لتخبرهذا الرجل انه في كوخ , وان الاكواخ من المفترض ان تكون صغيرة.. نمودج كما سماها وكيل العقارات . وحدث انها احبته كما هو وبدا ان الحظ لم يعد يحالف سين كثيراً مؤخراً , لو ان ريبيكا هاركورت اولاً, وثانياً لم تكن لتقابله من جديد ابداً ، ولكنها قابلته من جديد وها هو الآن ملقى على ارض غرفة الجلوس في بيتها , وكما يبدو لا يقدر على النهوض واستطاع ان يطلق تاوهاً من الالم مرة اخرى .
كانت جاثيه الى جانبه تنظر برعب وبدا انه بحاجة الى طبيب.
" اين تشعر بالالم؟" وعبست :" هل هو راسك؟".
تمتم بنبرة متالمة:" رأسي فيه تورم بحجم بيضة" .
بعد ان وضع يده على جانب رأسه واكتشف التورم هناك وقال: " ولكن ربما ذلك سيوقظ بعض الاحساس بداخلي ! يبدو ان كاحلي هو الذي يمنعني من الوقوف".
هز رأسه منزعجاً من قلة قدرته , التي لاتعينه على القيام بشىء بسيط كالوقوف على رجليه, نظرت سين الى الكاحل المصاب. وانتبهت الى ان جوربيه اسودين. يبدو واضحاً انه لم يعد فوضوياً يرتدي كل منها بلون.
عرفت انه من الغباء منها ان تلاحظ ذلك ولكنه على الاقل تنبيه آخر الى انه غير الذي عرفته في الماضي والذي كانت تذكره دائماً بان ينتبه الى الوان جواربه .... والا كان يخرج بجوارب ذات الوان مختلفة.
رد عليها وولف عندما تنبا بما تفكر:" لقد حللت تلك المشكلة بشرائي جوارب سوداء فقط " .
اولته نظرة حادة وقالت مرتبكة ونظرت بعيداً لكي تتحاشى نظرته المتهكمة:" انا اكيدة من ان ذلك افضل وهي تناسب بذلاتك الخاصه بالعمل".
وولف الماضي لم يكن متعقلاً ابداً ، لم يكن يرتدي بدلات العمل ايضاً.
مرة اخرى عجبت سين لما جرى له خلال السبع سنوات الماضية ورفضت ان تصدق, بدون الالتفات الى ماقاله متناقضاً مع ذلك , ان ذلك له علاقه بها ، ولم يكن شيء مما فعلته قد حوله الى رجل اعمال، هي لم تكن تريد ذلك ، لقد كانت فخورة برسوماته ومتاكدة من نجاحها.
أضاف وولف مقطباً:" اتمنى لو كل المتاعب تحل بمثل هذه السهولة يا سين ".
" لنرى اذا كان في استطاعتي مساعدتك على التحرك!"
قالت بنشاط وهي تقف وتنحني وتضع يدها تحت إبطه: " ولكن إذا لم استطع والهاتف لا يعمل, سوف يكون عليّ الذهاب لإحضار طبيب الى هنا".
لم يحاول وولف الحركة ولكنه جلس ينظر اليها عن كثب :" هل انتهى الحوار؟" إستفزها بقوه.
رفضت سين ان ان تنظر اليه :" الافضل نسيان الماضي يا وولف " .قالت له, وببداهة تحركت يده لتمسك بذراعها:" انا لا اتحدث عن الماضي".
قالت بخفة:"حسنا , لاتخدع نفسك بالاعتقاد بانه سيكون هناك حاضر . الشيء الوحيد هنا هو كاحلك المصاب وانوي إحضار مختص بذلك على الفور". وتحركت فسقطت يده عن ذراعها : " هل تستطيع على الاقل ان تجلس على كرسي كي استطيع ان انظر الى كاحلك بشكل افضل؟".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:20 PM

لقد كانت متشنجة وعالقة مثله بين الاريكة والطاولة .. استمر في النظر اليها لدقائق طويله مليئة بالتوتر , ثم اوما ببطء واكفهر وجهه من الجهد الذي بذله ليتحرك , وكاحله كان يؤلمه جداً كما هو واضح.
في الحقيقه , انها عندما نظرت الى كاحله بعدما جلس على الكرسي , تعجب كيف انه استطاع ان لايصرخ عالياً من الالم الذي تطلبه تحريك رجله وكان كاحله متورماً، وعرفت انه إذا لم تنزع حذاءه سوف يكون من الواجب قطع الحذاء من رجله .
إشارة اخرى لحياة رجل الاعمال الثري الذي يتمتع بها وولف الآن هذا لايعني ان ثيابه لم تكن جيدة في الماضي , لقد كانت جيدة ولكنه لم يكن يهتم بما يرتديه. والآن ثيابه كما كل شىء آخر به, تبدو وكانها قد اختيرت بعنايه , الا اذا كان لا ينتقيها هو بنفسه! باربرا ماتزال مهمة في حياته , ولم تنس سين ان هذه المرأة هي التي زينت منزله منذ سنوات للاوقات التي يكونان فيها معاً.
لم ترد سين التفكير بالامر, وكان مازال كل ذلك مؤلماً، .
قالت له بجفاف: " يجب ان ننزع الحذاء".
رفعت قدمه ووضعتها على ركبتها وتمتمت :" عفوا" .
عندما زمجر بالم من علاجها القاسي وتحركت بانتباه اكثر عندما فكت شريط الحذاء وحلته لكي لا يضغط على قدمه المتورمة وبينما هي تسحب الحذاء, شعر بألم أكثر مع انه لم يقل شيئاً, ولكن تعبير وحهه كان واضحاً.
صرخت به: " لم لاتصرخ وتئن كما يفعل الناس عندما يتألمون؟" .
ونفد صبرها من تصرفه اللامبالي. لماذا لا يستطيع ان يكون طبيعياً؟
قال بهدوء:" هل سيغير ذلك اي شيء؟".
نظرت اليه وحولت نظرها بعيداً بسرعة عندما رأت الالم على وجهه وتنهدت قائلة من انعدام شعورها بالتعاطف معه :" أنا آسفة " .
وجلست القرفصاء : " اعتقد انه عليك الذهاب الى المستشفى" وعبست من العطب الذي اصاب كاحله وربما يكون قد كسره.
قال وولف :" لقد عرفت ذلك منذ بعض الوقت , ولكن السؤال هل انت ستنقلينني الى هناك؟".
" هل..؟ طبعا سانقلك الى هناك !" ونظرت اليه بلوم . كيف يمكن ان يفكر بعكس ذلك ، لم تتغير الى ذلك الحد .
قالت بغير اكتراث:" اكره ان ارى اي شخص يتألم".
قال وولف ببطء :" هكذا وضعتني في مكاني " واضاف بقسوة على نظراتها المتسائلة: " اذا ما خطر لي ان اهتمامك شخصي".
لم تزعج سين نفسها بسؤاله, وركزت انتباهها على اخراجه من البيت ووضعه في سيارتها لكي تستطيع نقله الى المستشفى وست ميدلكس الذي يبعد حوالي خمسة اميال وهذا بحد ذاته كان صعبا .
ولم يستطع وولف ان يمشي على رجله المصابة , وقد وضع ذراعه عليها متكئاً على كتفها وانحنى بثقله عليها ومشى ببطء الى ان وصل الى سيارتها المتوقفة الى جانب الطريق .
" اعتقد انك سترتاح اكثر في المقعد الخلفي " .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 18-09-09 07:21 PM

وقطبت جبينها عندما ادركت انه من المحتمل الايستطيع الصعود الى المقعد الامامي، ولكنه يستطيع ان يرمي بنفسه الى الخلف من دون عناء وهذا ما فعله وكاد ان يوقعها معه , اذ انها لم تكن قوية البنية كفاية لمنعه من الاخلال بتوازنها!
شعرت سين بحرارة عندما تمكنت اخيراً من اجلاسه على المقعد الخلفي , فاي اتصال جسدي بينهما كان كفيلا باشعارها بذلك ومن غير المهم كم تحاول ان تقنع نفسها بانهما لا يصلحان لبعضهما.
قال وولف:" عليك بتحريك سيارتي " واشار الى سيارته المتوقفة وراء سيارتها بالضبط.
" حسنا . لم انو الطيران فوقها ! " ونظرت اليه لتذكيره غير الضروري . .كانت تعي تماماً ان عليها تحريك السيارة وكانت منتبهة ايضاً الى ان الطريق ضيق جداً وسيكون من حظها السيء لو ان سيارته الثمينة ارتطمت بحائط حديقتها! وكان وولف جالساً يراقبها , الى ان تمكنت من ازاحة سيارته بشكل يكفي لمرور عربتها الى الشارع الرئيسي.
لم تحاول التفكير في وولف الجالس في الخلف بينما كانت تنقله الى المستشفى . وعندما وصلا الى المستشفى تولى طاقم مدرب امر وولف ، وقد انزله رجلان قويا البنيه من السيارة واقعداه على كرسي المتحرك واخذته ممرضة الى غرفة الفحص وتركوا سين القلقة في غرفة الانتظار.
بدا انها ستنتظر هناك الى الابد , وبدأت تفكر اذا كانوا قد نسوها تماماً واحست بالجوع , اذ انها فوتت تناول الغداء مع وصول وولف المبكر , وفي هذه الحال سوف تفوت تناول العشاء ايضاً!
اخيرا ظهر وولف منقولاً على الكرسي المتحرك الى غرفة الانتظار وكاحله مضمد , ولكن لحسن الحظ لم يكن مجبراً ما يعني انه لم يكسر عظامه, مع ان وجهه بدا متهجماً اكثر من اي وقت مضى واعتقدت سين ان ذلك بسبب الالم الذي عاناه خلال الفحص والعلاج الذي اعطى له منذ قليل .
قالت الممرضة بسرور :" لا شيء مكسوراً".
دفعت الكرسي الى جانب سين وقدمت الممرضة له عكازين :" ان زوجك سيكون في حاجة لهما هذه الفترة ، ولكن لا تعتمد عليهما كثيراً في اليومين الاولين ياسيد ثورنتون ، فانت في حاجة الى الراحة حتى يزول الورم " واكملت الممرضة عبارتها هذه بعبوس قبل ان تذهب الى المريض الثاني .
وقفت سين تنظر الى وولف بصمت , متجاهلة عمداً الملاحظة التي قالتها الشابة معتقدة ان وولف زوجها لأنها هي التي اتت به الى المستشفى مع انها احست بخديها يحترقان من هذا الخطأ .
ولكن لم يحرج وولف من الملاحظة , فلماذا هي؟ماذا عليهما فعله الآن ؟ من الواضح ان اصابة وولف لم تكن خطرة الى درجة تستدعي دخوله المستشفى , ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان يعود الى شقته بمفردة ، ولكن مع ذلك ففكرة نقله الى بيت والدته , واحتمال رؤية تلك المرأة مرة احرى تبدو اسوأ ورؤية باربرا من جديد ملاتها بالخوف ، ولكن لم تكن في حاجة الى ان تقلق .
بدا ان وولف عنده حل لتلك المشكلة: "سيكون عليك نقلي الى كوخك لبضعة ايام طبعاً ". ولم يكن من المحتمل أن يبقى في كوخها معها ، لأي فترة من الزمن !


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6e8fcf25c2.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:19 PM

الفصل السادس


"ليس عندي مكان آخر اذهب اليه" اخبرها وولف عندي .
عادا الى السيارة وكان في المقعد الامامي الى جانبها , وقد تمكن من ذلك بمساعدة العكازين.
لو ان هذه العباره جاءت من اي شخص آخر لكانت شعرت بالتعاطف معه وحتى بالشفقه وربما كان يستحقها كاملة لو كان اي شخص آخر غير وولف، ولكنها عرفت ان هناك عدة اماكن يستطيع الذهاب اليها غير كوخها.
قال لها بسلاسة بعد ان نظر في المرآة الجانبيه:" عليك بالتحرك, هناك سيارة اسعاف تحاول الوقوف خلفنا".
كانت سين قد اتت بالسيارة الى جانب باب قسم الحوادث حتى لايمشي وولف كثيراً, ورات بعد لمحة قصيرة من مرآتها الجانبية انه كان على حق بشأن سيارة الاسعاف : " حسناً, سوف انطلق" اخبرته بذلك بينما كانت تدير محرك السيارة."ولكنني لن انقلك الى كوخي مجدداً" مضيفه بحدة.
قادت السيارة الى موقف السيارات وتوقفت هناك , ودارت في مقعدها لتنظر الى وولف وتقول له:" انني اعني ذلك , لن تعود الى الكوخ معي" ولم تتضايق من هدوئه :" سوف انقلك الى منزل والدتك اذا اردت الذهاب الى هناك".
عرضت عليه ذلك بتردد واضح ولكن حتى رؤية باربرا وكلوديا من جديد كانت افضل من ذهاب وولف معها الى كوخها!
لوى فمه كما لو كان واضحاً له بما تفكر, وقال متشدقاً:" هذا كرم كبير منك , وصدقيني اعرف تماما حجم هذا الكرم , فانت لم تتفقي مع امي ابداً".
عارضته سين بحرارة:" لقد كنت اتفق معها ولكنها لم تحبني" .منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:21 PM

هل كان هذا عذراً؟ تساءل وولف, وتضايق من ملامح العناد في وجه سين غير المتجاوبة. وقال بشدة :" قد يزعج امي رؤيتي هكذا".
مما تذكره سين عن كلوديا ثورنتون ان هذه المرأة تستمتع كثيراً بوجود وولف بين مخالبها المسيطرة, فيغدو غير قادر على الحراك . وهكذا لايستطيع ان يوقف تدخلها الا اذا تغيرت كلوديا ! وهذا ماتشك فيه سين كثيراً!
" لم تنس قط الصدمة التي تلقتها بعد وفاة اليكس " .
اكمل وولف بتجهم عندما لاحظ تعبير سين المرتاب :" لقد عانت من عدة صدمات منذ ذلك الحين, وواحدة اخرى قويه سوف تقضي عليها , ورؤيتها لي الآن بهذه الحاله ستتسبب لها بكارثه".
لم تعرف سين شيئاً بشأن الاولى حتى لم تتخيل كلوديا على انها اي شيء آخر غير الآمرة على نفسها وعلى عائلتها دائماً, قصيرة , ومظهرها الانيق يعطيها انطباع النعومة , وهو مظهر مخادع تماماً كما تبين لسين.
لم توافق كلوديا على اختيار ابنها لسين, مع انها حرصت دائماً على عدم اظهار هذا الامر امام ابنها. حقيقة شدد عليها وولف اكثر مرة عندما كانا بمفردهما. ولكن لم تتطع ان تسيطر على طريقة شعورها تجاه والدته، كما كانت اكيدة من ان كلوديا لم تستطع ان تغير شعورها تجاهها ايضاً!
قالت سين باقتضاب:" آسفه , لم ادرك ذلك".
اضاف وولف ببرودة:" لماذا عليك ذلك ؟ لقد اردت ان تكوني خارج حياتي فقط".
قال ذلك ثم اردف فجأة:" الجحيم الذي كنت اعانيه لم.. انسى ذلك"
هز رأسه :" كما قلت , الماضي هو لماضي ونبشه لن يغير اي شيء الآن"
لكن كان واضحاً لسين كم ان هذا الامر مايزال يزعجه وربما لم يكن الوقت مناسباً الآن ايضاً للاشارة الى ذهابه الى باربرا دائماً!..... ولكن المرأة الاخرى لم تكن من الماضي ، ومما راته سين ليلة امس مازالت باربرا حاضرة في حياة وولف. استقامت سين بعدائية, لاتستطيع مقاومة ذلك, مجرد التفكير بباربرا ثورنتون والدور الذي لعبته في ماضيها التعيس يجعل حطام حياتها الماضية يظهر حتى الآن .
قالت بحدة :" باربرا اذا , سوف تكون سعيدة بوجودك معها " ولوت فمها بقسوة، عندما فكرت كم ستكون المرأة الاخرى سعيدة بذلك.
رد وولف :" انتقلت باربرا للعيش في منزل العائلة بعد وفاة اليكس وبقيت هناك منذ ذلك الوقت.."
ثم أكمل :"ولكن كما هو واضح, فانك تفضلين ذهابي الى اي مكان الا بيتك . فربما من الافضل ان تعيديني الى شقتي, سوف اتدبر امري بطريقه ما".
نظرت اليه سين بخوف، حتى جانب وجهه يبعث على عدم الارتياح, ماهو الخيار الذي امامها, او الذي سبق ان كان لديها؟
قالت له بنشاط :" طبعا ستاتي الى البيت معي " .
ودارت في مقعدها لتقود السيارة من جديد :" فبرغم كل شيء لقد كانت غلطتي انا التي تسببت بهذا الحادث, اذا فأنا مسؤولة عنك حتى تسطيع الحراك مجددا".ووجهت انتباهها الى القيادة باتجاه الكوخ ، فهي تستطيع تحمل اي شيء عدا التفكير في وولف مجتاحاً خصوصية منزلها بهذه الطريقه . قال وولف بازدراء :" لقد انتهى الامر بروعة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:47 PM

حدقت به سين بحدة وحولت نظرها بسرعة من السخرية المرحة التي ارتسمت على فمه .
كان عليه ان يعلم كم كانت تخاف فكرة وجودها قريبة منه للايام التالية. كم يوما قالت الممرضه ان عليه الخلود الى الراحة؟ بضعة الايام, اليس كذلك ؟ لم تدرك سين كم ستطول بضعة الايام هذه الا في تلك اللحظة! وكانت عطلة الاسبوع ايضا. ومن دون تحضير لحفلة زفاف 000 وهكذا لن تتمكن من ايجاد بديل من الذهاب الى العمل0000!
لم تكن متأكدة في تلك اللحظه مما اذا كان عليها ان تلعن000 او تتوسل ! اخبرها وولف بتقطيب وجه:" احتاج لبعض الاشياء من شقتي 000 ثياب , واشياء مثل ذلك , وحقيبتي الصغيرة طبعا" وتنهد متثاقلاً.
تمكنت من ادخاله الى الكوخ اخيراً, ولم يكن ذلك من دون عناء.. مضى كل شيء على خير في الخارج..ً بدا ان وولف استطاع استعمال العكازين جيداً ولكن عندما دخلا الى الكوخ ظهرت المشكلات، فلقد كان هناك الكثير من الاثاث امامه لم يمكنه من التحكم بتوازنه جيداً، والسقف المنخفض ازعجه ايضاً.والطريقه الوحيدة التي استطاع الدخول بها الى غرفة الجلوس , كانت بمساعدة سين التي ازاخت نصف الاثاث الى جانب الجدرانوهكذا أخلت مساحة له في منتصف الغرفة ، مما جعلها تبدو خالية، ولكن سين في النهاية استطاعت ان تريحه على مقعد وثير الى جانب المدفاة, وقدمه مرتاحة على منضدة والعكازان مسندان على الزاويه المدفاة في متناول يده.
وجوده هنا كان اكثر من مبعث ازعاج لسلام عقلها! والآن يقترح ان تذهب الى شقته لاحضار بعض الاشياء له!
سألته سين:" هل ما زلت تعيش في المكان نفسه ؟".
تمنت العكس, وذلك لاجهاض فكرة ذهابها الى هناك........
رد برفق:" طبعاً" ورمقها بعينين حادتين حيث انها كانت جامدة بوضوح . سألها برفق:" هل هناك مشكلة ما في ذلك؟".
ليس له هو طبعاً ولكن لها000! فلقد امضت مع وولف في ذلك المكان اوقاتاً سعيدة, وكان وولف يرسم بينما هي 0000
ردت عليه بتفكير:" كلا. كلا ليس هناك مشكلة في ذلك ابدً" فهكذا ستتمكن من معرفة ماذا حصل لرسوماته وما اذا كان لايزال يحتفظ بمحترفه كما هو، انه تخلى عنه وعن كل الاشياء الاخرى التي تبدو الآن ضائعة من حياته. اشياء مثل الضحك والمرح, اشياء مثل وولف نفسه000! وقالت سين:" ساذهب الآن , هل تريد ذلك؟" وقفت مستعده للذهاب.
قال متذمراً:" تريدين الهرب من رفقتي لبضع ساعات أليس كذلك؟آه , خذي مفاتيحي وأذهبي" .
واخرج مفاتيحه واعطاها اياها قبل ان يلقي برأسه الى الوراء واغلق عينيه بارهاق.. بقيت سين تنظر اليه لدقائق طويلة ، واصابعها تطبق على المفاتيح الباردة، ولاتدري هل تذهب ام تبقى .
بدا تعباً جداً ولم تعرف اذا كان سبب ذلك الالم في كاحله ام شيء آخر، على اي حال ليس بالاهميه ، كيف كانت تحتقر ردة فعله من فسخ خطوبة ريبيكا .
ففي النهاية خطيبته تخلت عنه اليوم ايضاً.
قال وولف :" اذا كنت ستذهبين ،هيا اذهبي!" فتح عينيه ونظر اليها :" انا لست في حاجة الى حضانتك في كل دقيقة من اليوم!" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:49 PM

الحضانه كانت آخر ماتفكر به، ولكنها بدأت تشعر كيف انه قليل الحيله. مايصعب عليه تدبر شأنه فيه هو ان الحمام موجود في الطابق الاسفل خلف المطبخ . وهذا ليس بمشكله بوجودها هنا لمساعدته ، اما بمفرده.....
"وولف ..؟" وعضت شفتها السفلى .
زاد نفاد صبره :" فقط اعطني الصحيفة وقلماً لاحل الكلمات المتقاطعة وكوباً من عصير الفواكه او شيئاً آخر من هذا القبيل حتى لا اموت عطشاً".
اضافت بتهكم :" ربما لا يكون عصير الفواكه فكرة جيدة، خاصه وان الحمام في الخارج ، وبالواقع..."
تنفس عميقاً:" حسنا لا اريد الجريدة او القلم لاحل الكلمات المتقاطعة ولا العصير اللعين، سوف اجلس هنا وانام حتى تعودي ! هل هذا يناسبك؟" .تحداها بقسوة.
" كنت فقط ....".
" اعرف ماذا كنت فقط ،يا سين" قاطعها بنفاد صبر :" لكنني على استعداد للتعرض للانزعاج في هذه اللحظة مفهوم؟" ونظر اليها بتجهم.
نعم ، انها تفهم جيداً لقد كانت تتعرف على على طبعه الجديد ، كما اعتقد انها فهمت القديم ، فقط يريد ان يبقى بمفرده ولم يرد اي شيء آخر ، خاصه ضجيجها حوله ، الا انها توقفت في المطبخ لمدة كافية لتجلب له شطيرة وبعض الفواكه، فهو لم يأكل اي شيء منذ فترة ، وضعتها على طاولة بقربه مع الفاكهة الذي طلبه فهو يستطيع تدبر امره اذا كان يائساً كفاية كما تعرفه.
اكتشفت عندما استدارت لتخبره عن الطعام انه قد نام ، كان وجهه مرتاحاً الآن ، يشبه وولف الذي عرفته. او حتى فكرت انها عرفته. هذا رجل اعمال قاس ، الى جانب ان وولف هذا قد تخلت عنه خطيبته الثانية ولأسباب شبيهة، اذا ما كان ظهور باربرا في مكتبه امس له اي علاقه بالامر ، فلماذا لم يتزوجها ويتوقف عن توريط الآخرين بهذه المشاكل المؤلمة؟
لسنوات عدة بعد ان اعادت اليه الخاتم الخطوبة توقعت سين تقرا في الصحف مثل هكذا اعلان.. ادركت ان الاثنين لا يستطيعان الزواج على الفور ، خاصة ان باربرا كانت ارملة حديثة، ولكن بالتأكيد وبعد فترة مناسبة اجتماعياً يستطيع كلاهما الزواج ، لم يكن من المنطيقي عدم زواجهما ولكن لا شيء من مشاعر وولف تجاه باربرا كان منطقياً بالنسبه لها .
اشاحت سين نظرها عنه من دون ان توقظه ، تاركة الطعام والشراب الى جانبه ، وعندما يستيقظ يراهما اذا ارادهما .
انت في حاجه الى ان تخرج لبعض الوقت ، بعيداً عن كل الذكريات المؤلمة عن اوهامها الزائلة مع وولف وذهابها الى شقته ماكان ليؤمن لها ذلك ، وشعرت بنفسها تتوتر اكثر فاكثرعندما اوقفت السيارة خارج المبنى وعبرت الممر لتضغط على جرس الحارس.
لم تنس هذا الامر ، فربما تكون قد عبرت كل هذه المسافة لتزجر على الباب . فالشقق في هذا المبنى الانيق لها شاشة حراسة عند البوابه للامان من كل داخل وخارج.
لقد كان رجل الامن نفسه. لم تصدق سين ذلك ، ولكنها تذكرته على الفور. كان جورج كروسلي الاصلع النحيف، ما زال منذ ذلك الوقت الذي كانت فيه ضيفة دائمة لشقة وولف، حتى انه كان لها مفتاح خاص، لقد كبر الآن قليلاً .طبعاً، اليسوا جميعهم كذلك!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:50 PM

" آنسه سميث " حياها بسرور بالغ عندما فتح الباب لها وبابتسامته عريضة:" انك الآنسه سميث ، اليس كذلك ؟" .
بدا الآن اقل تاكيداً حيث ان الوقت تسنى له ليتذكر حقيقة انه لم يرها لسنوات عدة.
" طبعا انا هي " ردت بحرارة وخطت الى الداخل ، فتذكره لها لايعني انه سيسمح لها بالصعود الى شقة وولف ، ولكن بما انها اصبحت في الداخل سوف يكون صعباً عليه رميها الى الخارج :" سيد ثورنتون وقع له حادث بسيط".
" لاشيء خطيرا كما اتمنى؟"
اكدت له بسهولة :" كلا على الاطلاق ولكنه سيبقى عندي لبضعة ايام ، لذا علي ان آخذ بعض الاغراض من شقته. هل هذا ممكن؟".
" طبعا آنسه سميث " قال بدون تردد : " لقد كانت لدي تعليمات مشددة دائما من سيد ثورنتون بانه اذا اردت رؤيته ان ادخلك على الفور".
هذه التعليمات كانت منذ سبع سنوات ولم تعد صالحة ولكن وولف لم يغيرها.
حالما تحصل على اغراض وولف لم يكن لديها اهتمام خاص بأن جورج سوف يتعجب من ظهورها مجدداً بعد غياب سبع سنوات .
لم تتوقف في ردهة الاستقبال ، لم ترد ان تجعل هذا الرجل المسن يستغرب اذا كان يستطيع الترحيب بها بعد هذه الفترة الطويلة ، لذا لوحت له بيدها قبل ان تخطو نحو المصعد وتضغط على الزر الى الطابق الاعلى.
شعرت بمعدتها تخفق في داخلها اكثر مع كل طابق تمر به ، وعندما توقف المصعد عند الطابق الاخير شعرت سين بالغثيان!
لم تعتقد انها ستعود الى هذا المكان مرة اخرى ، الى مكان سعادتها الكبيرة واذلالها الكبير.
تغير الديكور، السجاد والاثاث ايضاً ، مع ان الالوان الخضراء والعاجية الجديدة في غرفة الجلوس لم تكن من اختيار وولف كما كانت في السابق ، ولكنها كانت خيبة كامله لامرأة ذات عينين خضراوين لامعتين!
باربرا زينت هذه الغرفه مجدداً لوولف .. كانت سين واثقة من ذلك الامر، السجادة الاخضراء الداكنة، والمقاعد العاجية ، ورق الجدران الاخضر والاثاث الاسود وعيناها الخضراوين الداكنتين.
هذه المرة بدا اللون منسجماً في غرفة النوم الرئيسية .
فالسرير الضخم الذي كان يطعن على الغرفة في ما مضى تغير الآن الى سرير بزوايا اربع، حتى اغطيته كانت خضراء داكنة .
نظرت سين في انحاء الغرفه ، وهرعت الى المحترف تنشد الامان ووجدته .. بقى كما كان! تماماً كما كان .. ادركت ذلك بوضوح وهدأت اعصابها بعد ان كادت تصاب بلهلع، لم يتحرك اي شيء ابداً... لاشيء...
الرسومات المنتهية تقف الى الحائط كما تذكرها، والرسومات شبه المنتهية الى الحائط المقابل ، والرسم الذي كان يعمل فيه في المرة الاخيرة حين كانت سين هما، مازال شبه منته على المنصة.
لم يعمل وولف على رسوماته قط في السنوات السبع الماضية ! استدارت سين لتغادر الغرفة عندما احست بالدموع تترقرق في عينيها ولكنها توقفت فجأة عندما شاهدت رسمها " الحسناء على الصخر" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 19-09-09 01:53 PM

الحائط خلف الباب كان خالياً من كل الرسومات عدا رسمها وضوء خاص مسلط فوقه ، لا عطائه القدر المستطاع من النور ، وعندما انارت سين الضوء لا حظت كم هو مؤثر .
احتفظ وولف بهذا الرسم الذي الهمته به حتى بوضوح اكثر لقد كان هنا على الاقل مرة واحدة خلال السبع سنوات الماضية ، ليشرف على تعليق الرسم ، ربما كان هو من علقه.
لماذا ؟ جاء سؤالها التالي ، اعترفت بان هذا كان افضل اعمال وولف ، لقد رسمها خلال الايام الاولي من معرفتهما ببعضهما، لقد رسمها خلال الايام الاولى من معرفتهما ، وهذا كان ظاهراً في كل ضربة فرشاه .
لم تستطع سين الوقوف والنظر اليها لمدة اطول ، اطفأت النور لترجعالى غرفة النوم ، واخذت تفتح وتغلق الخزائن لتأخذ الثياب التي يحتاجها وولف للايام المقبله بسرعة ، وبالتحديد ابتعدت عن تفكيرها خصوصية حقيقة كونها تعرف تماماً اين تجد الملابس والحقيبة لتضعها بها.
لكن مع ذلك ترددت بالخروج بعد ان اعدت الحقيبه .. من الواضح ان وولف لم يعد يرسم ولاسباب لم تكن لتتكهن ماهي، ولكن ربما بسبب قلة وقت فراغه. الآن يدير صناعات آل ثورنتون ، وسوف يمكث في الكوخ مع قليل من العمل يقوم به للايام القليلة ، الى جانب طلبه الحقيبة الصغيرة، لم يكن ليفعل الشيء الكثير من دون الهاتف .
وبدون تردد بمنح نفسها فرصة للتفكير ، رجعت سين الى المحترف والتقطعت حقيبة الادوات التي كان وولف يحملها معه دائماً اذا ما ذهبا بعيداً لبضعة ايام ، وتعلم ان في داخلها كل ادوات الرسم .
واخذت قطعة من قطع الكانفا النظيفة ايضاً قبل ان تترك الغرفة وضعتها تحت ابطها حتى تتمكن من التقاط الحقيبة بيد وحقيبة باليد الاخرى .
اذا لم يرد وولف الرسم ، فلا بأس ، ولكن اذا اراد ذلك على الاقل تكون قد اعطته الفرصه ليحاول اذا مارغب بذلك .
شعرت بالامتنان تجاه جورج الذي عرض المساعدة عندما خرجت من المصعد مع كل هذا الحمل ، كانت تستطيع ان تنقل الحقائب على دفعتين ولكنها لم تشأ الصعود الى الشقة مرة ثانيه ، فهي تذكرها بباربرا كثيراً ، والمكان الذي احتلته دائماً في حياته :" بضعة ايام يا آنسة سميث؟" .
غمزها جورج غمزة عارضة قبل ان يرفع يده ليودعها وهي تقود السيارة الى الشارع الرئيسي..... لو حاول البقاء عندها مدة اطول ، فكرت سين وانفعالاتها ماتزال متاججة نتيجة زيارتها شقة وولف ، فانها سوف تنقله الى والدته وترميه على عتبة بيتها!
" ماهذا؟"
نظرت اليه سين بعد ان وضعت اغراضه لتجده يراقبها عبر غرفة الجلوس الصغيرة ، ومن الغريب انه كان لايزال نائماً عندما وصلت الى الكوخ منذ دقائق،واعتقدت ان المهدىء الذي حقنته به الممرضة في المستشفى ، كان السبب في ذلك ، فلم تكن تتصور ان وولف ينام نهاراً , على الاقل ليس وولف الذي عرفته.
كانت متأكدة ان رئيس صناعات آل ثورنتون لايملك عادة وقتاً كافياً ليأخذ قيلولة في النهار او حتى في اي وقت آخر!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif

يتبع

Rehana 19-09-09 01:54 PM

حاولت ان تكون هادئة قدر المستطاع واخذت الطعام الى المطبخ قبل ان تبدأ باحضار الامتعه ، ولكن يبدو انها لم تكن هادئة كفاية، فلقد كان وولف ينظر اليها بعينين متقاربيتين الآن وهي تضع الاغراض على الارض :" قلت ما هذا؟" وكان صوته حاداً الآن وهو يعتدل في جلسته .
اولته سين نظرة سخط :" اغراضك طبعاً " .
قالت بنفاد صبر :" من اجلها كنت خارجاً في الساعات الماضيه".
قال وولف بجفاء:" لتجلبي بعض الثياب وحقيبتي الصغيرة ، نعم . ولكن ، هذه .... لم اطلبها".
واعطاها تلميحاً قاطعاً من رأسه باتجاه الكانفا التي وضعتها امام المرآة ، لقد كان يوماً طويلاً وكانت تعبة ولم تكن في حاجة اليه ليقول ذلك :" اعتقد انني منتبهة الى ذلك " قالت بتثاقل .
كانت بحاجة ماسة الى عشائها الآن والتفاحة التي اخذتها معها لم تكن كافية :" هل تريد ...؟".
قال ببرودة :" اريد جواباً عن سؤالي" .
قالت له سين بحدة :" وانا اريد عشائي " .
" لقد كنت اجوب المدينه من اجلك لسبب او لآخر هذا المساء ولأن اريد ان اكل ".
ولمعت عيناها وتابعت :" فقط لانك استيقظت كدب برأس مجروح لا تستطيع ان تستخدمني كانني كيس الملاكمه الخاص بك.. انا تعبه .. جائعه ولست في مزاج جيد!" .
الجمله الاخيرة خرجت بعاطفية، فاليوم لم يكن سهلاً عليها ايضاً. تحرك وولف الى الامام في مقعده،متحاشياً بانتباه ان لايحمل كاحله المضمد اي وزن:" قالت انه يمكنك الذهاب الى شقتي واحضار بعض الملابس لي ، ولم اقل انك تستطيعين ان تتجولي في الغرف التي لايحق لك الدخول اليها !" .
قال بقسوة وعيناه تلمعان بلون ذهبي عميق وفمه مشدود :" لا احد يدخل الى محترفي ، لا احد!".
نظرت سين عبر الغرفة اليه ويدها على خصرها بعدائية، لقد كانت ذلك عندما قالت انها تعبة وجائعة ، في الحقيقه كان هذا اكثر ماتستطيع تحمله ولكن ماذا قصد عندما قال انها تستطيع الذهاب الى شقته وجلب بعض الاغراض له ؟.
لقد امرها ان تفعل هذا!.
تحدته بقسوة :" ولا حتى انت كما هو ظاهر ولن..." .
فهذا وولف ، عصب واحد اخذ ينبض في وجهه ليظهر انه ليس من حجر " ولا حتى انا؟" صاح برقة وبحذر :" اذا ، كل ما جلبته معك من هناك سوف تعيدينه" تنهدت بخوف :" وولف...!"
" انا اقصد ذلك يا سين " قال ذلك بحدة وكل جمسه ينتفض من غضبه المكبوت ، لانه لا يستطيع الحراك ولا هو في موقف يسمح له بفعل اي شيء .
" لااريد هذه الاشياء هنا ، لا اريدها في اي مكان قريب مني!"
رأت سين انه يعني ذلك ، عرفت من خلال تعبير وجهه العنيد ، انه يريد الكانفا والصندوق الذي يحتوي على ادوات الرسم بعيداً عنه ، وانه سيكون سعيداً لعدم رؤيتها من جديد وكانه يكره كل الاشياء التي منحته ذات مرة الهدف من حياته.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d4397ac9.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 01:29 PM

الفصل السابع


قالت له سين مقطبه :" الا تعتقد انك تتصرف بصبيانية الآن؟".
" لاابه لتصرفاتي!" وحاول وولف الوقوف على قدميه ، معتمداً على العكازين: " لايحق لك جلب هذه الاغراض الى هنا".
قالت بقسوة "آه ،كلا، املك الحق في الركض خلفك مثل خادمة مطيعة!".
اخذ نفساً وقال بغضب :" ليس عليك فعل ذلك ايضاً ، لقد غيرت رأيي بشأن البقاء هنا ياسين . اعتقد اني افضل العودة الى شقتي" .
حدقت فيه سين بازدراء ، لقد كان هو من جعلها تشعر بالذنب بسبب حادثته وليس امامها اي خيار غير ان تبقيه عندها ، الى ان يشعربتحسن وكان هو من اصر على جلب اغراضه التي يحتاجها من شقته.
رحلة الى المدينه قضت فيها حوالي الساعتين وفوتت عليها العشاء ، والآن يقول انه غير رايه ويريد المغادرة. حسنا، يستطيع ان يفكر كما يشاء!
نظرت اليه وقالت: " انا لا ابه لما تفكر به ياوولف ، انت من اراد البقاء هنا والآن عليك ان تفعل هذا".
نظر اليها وقد انتبهت من عدائيتها ولم تستطع سين منع نفسها من التساؤل : كم مضى من الوقت من وقف بوجهه اي انسان بهذه الطريقه؟ كرئيس لصناعات آل ثورنتون، فهو دون شك لا يواجه الكثير من المعارضه .
حسناً, انه في مملكتها الآن، وليس في صناعات آل ثورنتون ولا في بيت عائلته.منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 01:33 PM

واذا اعتقد انها سوف تلبي كل طلباته عند اقل اشارة منه فهو مخطىء، الى جانب ذلك ، فسبب بقائه هنا لايزال قائماً ،فهو لايستطيع الرجوع الى شقته معتمداً على نفسه الى ان يصبح متكيفاً اكثر مع عكازيه ، وكما قال ان ذهابه الى بيت والدته كان من غير الممكن ايضاً… اخيراً استرخى قليلاً، ولوى فمه بسخرية وقال : لا تستطيعين حملي على البقاء هنا ، يا سين".
قوست حاجبيها وقالت:" كلا. وكيف تقترح الرحيل ؟ هل تنوي الاتصال بسيارة اجرة لتنقلك ؟ آسفه ياوولف كما يجب ان تعلم ان الهاتف عاطل عن العمل . هل تنوي ان تعرج بعيداً على عكازين ؟" واضح انه نسي ان الهاتف معطل. " اعذرني لقولي هذا يا وولف"
قرب عينيه وقال برقة :" دعيني اقول بصراحة ،سين هل تعنين اني اسير هنا".
رفعت حاجبيها وردت عليه :" تقريباً ! ما اقوله لك هو اذا استطعت ان تحضر احداً ما لينقلك من هنا ، حسناً ، افعل ذلك ، ولكنني لن اقلك الى اي مكان!". ولتأكيد وجهة نظرها ذهبت الى المطبخ لتبدا بتحضير العشاء ، لم تعتقد ان وولف سيذهب الى اي مكان ، ليس الليلة على الاقل!
احست بوجوده على باب المطبخ بعد دقائق ، لقد كان حقا يعاني من المتاعب مع عكازيه، فكرت بسرور.
استفهمت منه بخفة :" سباغيتي مع الفطر، هل تحبها؟" وبدات بتقطيع البصل والفطر.
قال لها :" اتعرفين ، ذات مرة كنت اتخيل وجودنا بمفردنا في الكوخ هادىء في مكان ما ، بدون هاتف او عائله تزعجنا".
هز رأسه مزدريا نفسه :" كم كنت غبياً" .
قطبت سين وجهها قائلة :" وولف".
قال لها بجفاء :" لا اريد عشاء ،شكراً لك ، سوف اذهب الى الفراش".
وضعت السكين التي كانت تستعملها لتقطيع البصل من يدها، واستدارت لتواجهه ، واوضحت له بتعقل :" ولكنك استيقظت من النوم منذ قليل ، لابد ان تكون جائعاً ".
اولاها نظرة قاسية واستدار بعيداً وتمتم :" ليس للطعام"
تحركت سين الى الباب وقالت :" ماذا قلت؟" ولحقت به الى قاعدة الدرج الضيق وهي عابسة.
قال بتجهم :" قلت انني كنت غبياً ، انت على حق يا سين ، الماضي هو الماضي وعليه ان يبقى هناك!".
لم تكن تدري عما كان يتكلم ، عن الرسم او عن شيء آخر ، ولكنها كانت تعرف ان الوقت ليس ملائماً لتسأله، فقساوة ملامحه كانت كافية لتنذرها بالا تفعل ذلك كما كان كافياً ليرفض مساعدتها له بصعود السلم ايضا، لقد كان هناك حوالي الذزينه من الدرجات وكان الدرج ضيقاً ومن المستحيل عليه استعمال العكازين معا لمساعدته على الصعود .
حقيقة ادركها فوراً عندما رمى باحد العكازين الى ارض غرفة الجلوس بنفاد صبر. وانحنى بثقله على الدرابزين ليستطيع صعود الدرجات . والدرابزين كان مثبتاً ببضعة مسامير فقط ، ولكن فكرت سين انه ربما من الخطر عليها ان تلمح له بذلك اذ انه سيرمي بعكازه الثاني عليها، لذ لزمت الصمت بحكمة ، فرجعت الى المطبخ لتحضر عشاءها ، ولكنها كانت تستطيع سماعه كم من الصعب عليه ان يصعد الدرج .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 01:37 PM

تمنت ان تذهب وتساعده ، ولكنها مقتنعة بان مساعدتها سوف ترفض، وقد عانت من الرفض مايكفيها مدى حياتها ! تنفست متنهدة بارتياح عندما سمعته اخيراً يصل الى اعلى الدرج واستغربت لانها لم تدرك انها تمسك انفاسها حتى تلك اللحظه .
كان متضايقا من الكانفا والاصباغ ؟ لم تكن مهمة الى درجة انه يغضب الى هذه الدرجة ؟ طبعاً كانت فضولية ، تعترف بذلك ، لمعرفة لماذا لم يعد يرسم ، ولكن ردة فعله لرؤية هذه الاغراض كانت غير متوقعه .
كان هناك الكثير من الالغاز لدى وولف لم تكن قادرة على فهمها ، واشياء كثيرة تمنت لو تسأله عنها ، ولكنها لم تكن لتفعل ذلك .
تمتمت سين:" اللعنة " عندما رأت انها تحرق البصل والفطر،فرفعت المقلاة عن النار لتبرد قليلاً.
لم تكن تسمح لنفسها بالإقتراب منه ، لقد فعلت ذلك كفاية في الماضي .
كان عليها ان تتركه يذهب عندما يشاء ذلك، كان عليها ان تشعره بالامتنان لاخذه الى اي مكان اراد الذهاب اليه ، بدلاً من ان تحكم على نفسها بالبقاء برفقته لوقت اطول .
والامر المهم هو كيف تمنع نفسها من الغضب ازاء تصرفه؟ لقد كانت تفعل ذلك ثانية ، سامحة لنفسها بان تعلق بافكار عنها بدلاً من الاهتمام بحياتها !
العشاء ، سوف تأكل حتى لو ان وولف لن يفعل فهي تستحق عشاءها بعد النهار الذي قضته!
تمنت لو تستطيع القول انها استمتعت بالسباغيتي ولكن حقيقة الامر، فقد ذهبت شهيتها للطعام عندما فكرت ان وولف ممدد على السرير في كوخها ، وامتعته لا تزال على ارض غرفة الجلوس ، مع عكازه المرمي .
واخدت حقيبته واغراضه الاخرى الى فوق عندما انهت عشاءها، ربما اذا لم تر هذه الاغرض قد تتمكن من نسيان وجوده في الكوخ او الاحساس به ، ولكنه يستحق المحاولة .
اتسعت عيناها بعدم رضى عندما فتحت باب غرفة الضيوف بهدوء ورات وولف غارقاً في سبات عميق على فراش عار من الاغطيه ، لقد نسيت تماما ان السرير الاضافي غير جاهز وواضح ان وولف لم يكن في مزاج ليطلب منها شيئاً، او ربما فكر انها بمزاجها السيىء سوف ترفض ان تجهزه له ، لم تكن طبعاً لترفض، او ربما لم يكن يريد ان يراها ثانية هذه الليلة .
آه ، هذا سخف ، رأت وهي تنظر اليه بينما هو نائم، انهما يتصرفان بصبيانية وليس كشخصين ناضجين!
جلست بخفة على الكرسي المواجه للسرير الصغير وقد وضعت الحقيبة والكانفا اللتين كانت تحملهما ، هل كان كل شيء خطأ بالنسبه لهما ؟ ولماذا كان كل ذلك خطأ؟ والجواب المتاح عن هذين السؤالين يتلخص بكلمة واحدة : " باربرا "
عرفت سين ان كلوديا ثورنتون لم توافق على اختيار وولف لها ، ولكن بدا انها رضخت لانه لم يكن لديها خيار آخر ، خاصه وان وولف قد عقد عزمه .
اذا قبلت بالامر الواقع باعتزاز جيد مع انها لم تكن تشعر بالسعادة حيال ذلك . والذي لم تعرفه سين انه في الوقت الذي كانت كلوديا تقبل باختيار وولف لاي عروس يختارها طالما ان الفضيحة بعيدة عن العائله ، وكان من الممكن ان تتلطخ وتتعرض للشائعات لو ان باربرا ثورنتون طلقت اخاً لتذهب الى شقيقه الآخر !

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 01:44 PM

ومازالت سين تشعر بالاذلال من ادراكها انها كانت دائماً الاختيار الثاني لوولف ، ستارة من دخان للعلاقه التي كان يقيمها مع زوجة شقيقه، ولكن لم يكن هناك من حاجة للتأكيد عندما توفي اليكس ثورنتون بحادث تحطم الطائرة.
اتصل بها وولف بسرعة عبر الهاتف خلال دوام عملها في الفندق لينقل اليها الخبر ، وبدا واضحاً انه يعاني من صدمة ولكنه كان يعرف ان عليه تحمل المسؤولية تسوية كل التفاصيل الضرورية بعد مأساة كهذه .
ذهلت سين من الخبر مع انها لم تكن تعرف اليكس جيداً، وهو لم يكن يحبها اكثر مما تحبها والدته، ولكنه دائماً كان بالغ التهذيب معها في المرات القليلة التي التقيا بها .
طبعا لم يبد هذا منصفاً بحق رجل ذي ذهن متيقظ والحيوية لا متناهيه، ان يقتل بهذا الطريقة ، لانه شقيق وولف .
كانت سين متورطة في هذه الماسأة ، ليس لان الشقيقين كانا متقاربين ، فلقد كانت طباعهما مختلفه وولف كان مسترخياً وساحراً واليكس رجل اعمال صعب المراس ولكن هذا لا يغير حقيقة ان اليكس هو شقيق وولف وعلاقة القربى موجودة بينهما ولو انها كانت عن بعد.
عرضت سين :" سوف اترك العمالي وآتي".
بمجرد ان اخبرها وولف ، ولكنه رفض على الفور :" لا داعي لذلك ، سوف اعتني بامي وباربرا لفترة ما في البيت".
قدرت له سين ذلك ، لكن بالتأكيد كونها خطيبته فمن الواجب ان تكون الى جانبه خلال هذه المحنه ! وبما ان لا عائلة لها قدرت كم ان امرأتي ثورنتون منهارتان من جراء خسارتهما، ولكن بالتأكيد كان هناك ماتستطيع القيام به للمساعدة .
سألته متعاطيفه: " كيف هو حال امك وباربرا! " .
قاطعها وولف فوراً :" وكيف تعتقدين انهما ؟" وتنهد بعمق :" انهما في حال مروعة .. امي منهارة وباربرا تعاني من حالة هستيرية " .
" علي ان اكون هناك ياوولف".
صاح بقسوة :" كلا " .
جفلت من غضبه الواضح تجاه الاقتراح " ولكنني متأكدة انني استطيع ..." .صاح وولف بحزم :" قلت لامجال لذلك ياسين . اسمعي ، على الذهاب " قال ذلك بحدة واضاف : " سوف اكلمك لاحقاً" واقفل بجفاء.
انتبهت سين الى فضولية موظفة الاستقبال الاخرى تنظر اليها وتمسك بسماعة الهاتف لفترة طويله بعد ان اقفل الخط ووضعت السماعة ببطء عندما لاحظت النظرات الفضولية وافكارها لا تزال منصبة على وولف.
كان منزعجاً طبعاً ولم يلاحظ انها منزعجة من محاولة اخراسها بهذه الطريقة . وآخر شيء يحتاجه هو ان تنفعل تجاه محاولته اهمالها، كان لديه الآن مشاعر امه وباربرا ليهدئها وهذا كان كافياً! ولكن لم يكن من السهل عليها انهاء فترة عملها المسائية، وحاولت ان تبدو وكان كل شيء طبيعي ، وطاقم الفندق سيعلم بوفاة اليكس ما ان ينشر الخبر ، كانت سين اكيدة ولكن في الوقت الحالي لم تعتقد ان وولف يريدها ان تتكلم عن الامر .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 01:49 PM

فكل الذين تعمل معهم كانوا يعرفون بأمر خطوبتها لوولف ثورنتون، وكانو لطيفين معها، عدا عن بعض التلميحات اللاذعة الى انها سوف تتزوج الرئيس....والفضولية بشأن استمرارها في العمل اذا كان الامر كذلك . والموضوع من السهل الاجابة عليه من جهة سين ، اذ انها ترعرعت في دور الايتام والملاجىء، حيث كان المال قليلاً دائماً ، ولم يكن من طبيعتها ان لاتعمل لتعيل نفسها ، والحقيقة ان وولف احترمها لذلك مع انه حذرها من ان شعوره لن يكون هو نفسه بعد زواجهما .
كان ذلك امراً سيناقشانه في حينه ، هكذا قالت له سين.
مع ذلك كانت اكثر من مرتاحة عندما انتهت نوبتها في العمل ، واشترت بعض الحاجيات من محل قريب من منزل وولف في طريقها الى هناك، اذا كانت الامور ماساوية له هذه الليلة كما تخيلتها ، فان الطعام هو آخر ما سيفكر به، ولكنها ستشعره بالتحسن .
دخلت الى الشقة بمفتاحها، وهي تعلم ان وولف ليس في المنزل ، وعندما دخلت الى المنزل الساكن ادركت بخيبة امل ، ولكن سوف يعود الى البيت في وقت ما هذه الليلة وعندما يحضر تكون قد حضرت له وجبة طعام ، وشكت اذا كانت اي من المرأتين شعرت معه في خضم حزنهما.
كانت تبقى في المنزل وولف اكثر من منزلها وتبقى الكثير من ثيابها هناك ، كانت ذاهبة الى غرفة النوم لتغير زي عملها ، ولكن قبل ان تفتح باب الغرفة انفتح من الحهه الاخرى ، وظنت ان وولف موجود في الشقة .
ادركت هذا بسرور . انه هنا بعد كل شيء.
سأل صوت باربرا ثورنتون : " عزيزي ، هل هذا انت؟".
وعندما فتح الباب اكثر تمكنت سين من رؤية المرأة كما تسمعها ، وحينما نظرت الى قميص النوم الاخضر الباهت الذي كانت ترتديه باربرا تراجعت خطوة الى الوراء وقد اكفهر وجهها . ماذا تفعل باربرا هنا ، في غرفة نوم وولف؟ ولماذا هي مرتدية مثل الملابس؟.
قربت باربرا عينيها الخضراوين عندما نظرت الى سين وقالت لها ببرودة:" ظننت انك وولف".
عزيزي هو وولف ؟ ماهذا؟
تشدقت باربرا بازدراء :" لاتنظري بذهول ، يالوسيندا".
مشت من غرفة النوم الى غرفة الجلوس، وثياب نومها الحريريه يهفهف على ثنايا جسدها . وقالت لسين بصوت غير مهتم :" إنني انادي وولف " عزيزي" منذ وقت أطول من ان اذكره" .
لم يكن ذلك امام سين ، ولا اي واحد من افرد العائلة ، كما تعرف سين ، وراقبت المرأه الاخرى تتجول في الغرفة وتفتح صندوق سجائر لم تكن سين لتفهم ابداً سبب وجوده دائماً مليئاً، وولف لا يدخن .
هل من الممكن انها من اجل باربرا ؟ واذا كان كذلك ، فلماذا ؟ لم تزل سين جامدة، وغير قادرة ، والمرأة الاخرى تأخذ سيجارة وتلتفت الى ناحية سين بحاجبين مرتفعين بسخريه.
اهذه المرأة التي تعاني من حالة هستيرية ؟ وبدت باربرا مسيطرة تماما على اعصابها وعلى الموقف ! راقبتها سين من خلال سحابة من الدخان، وكانت الافكار تتدافع في رأس سين ولم ترد ان تعلم او تصدق الافكار غير المعقولة التي لا يمكن ان تكون صحيحة، ولكن ...


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 01:54 PM

قالت سين بجفاء:" انا آسفة بشأن أليكس" و كانت لا تزال تنظر الى المرأة ماخوذة وغير مصدقة لمل تفكر به، لا يمكن ان يكون حقيقياً، لايمكن ! ارتجفت باربرا من ذكر زوجها وتجمدت عيناها الخضراوان. وقالت بقسوة:" وانا كذلك ، الموت شيء نهائي، لم تكن هذه الطريقة التي اردت ان تنتهي اليها الامور" .
عبست سين مجدداً ، ماذا تقصد هذه المرأة بذلك ؟ وسألتها :" واين وولف ؟" ذهب بعض الارتباك الآن واخذت نفساً آخر من سيجارتها:" مع والدته وسوف ينضم الي هنا عندما يستطيع التخلص".
اجابت سين بقسوة :" انت تنتظرين عودته الليلة ، اذا؟".
لقد كانت في حاجة ماسة الى مكالمته ليخبرها بان ما تتخيلة ليس صحيحاً ، فهو وحده يستطيع تفسير هذا .
ورق صوت باربرا :" آه ، اجل، لقد وعدني بانه لن يتركني بمفردي لفترة طويلة، وهو يعلم كم انا بحاجة اليه الليلة؟".
المرأة كانت في انتظاره في غرفة نوم ... وولف! صرخت سين بداخلها ، انا بحاجة اليك ، انا بحاجة لتخبرني ان كل هذا هو خطأ فضيع ، وان باربرا لا تقصد ما اتصور انها تعنيه!
لكن هذه الافكار بقيت تتراكم في رأسها ، فقساوة وولف معها على الهاتف قبلا ، واخبارها بان لا تذهب الى المنزل والدته ، وانه لا داعي لوجودها هناك . بالطبع كان لوجودها داع ، لو انها استطاعت ان تكون هناك من اجله؟ الا إذا ... كان لا يحتاجها .
ليس لأن باربرا اصبحت حرة .... هذا لايمكن ان يكون صحيحاً ، لايمكن . وولف احبها ، وطلب الزواج ، ولكن مع ذلك ، هذه الافكار تتأجج في داخلها الآن، وترفض ان تتركها ، وكانت باربرا لاتزال تنظر اليها وهي جالسة على كنبه وتضع رجلاً فوق رجل:" سوف اخبره انك اتصلت " .
تشدقت بازدراء من تعبير وجه سين المرتبك .
قالت سين " سوف انتظره".
نظرت اليها المرأة بإشفاق وقالت :" هل تظنين ان هذا صواب ؟" .
بلعت سين ريقها بصعوبة :" صواب؟" قالتها باهتزاز وردة فعلها بدأت تظهر بوضوح.
تنهدت بنفاد صبر :" آه، اعقلي ، لوسيندا ، هيا ؟" نصحتها باربرا بنفور وهي تطفىء السيجارة بعصبية :" لايمكن ان تكوني بمثل هذه السذاجه وبالتأكيد اصبح واضحاً لك الآن انني على علاقة معه منذ عدة سنوات.."
" كلا!" وضعت سين يديها على أذنيها ، والمرأة الأخرى تقول أشياء تحاول جاهدة ان لا تفكر بها " وولف يحبني ، انه .... اننا مخطوبان!" رفعت يدها اليسرى بانتصار ، ولمع الخاتمها عندما فعلت ذلك .
قالت باربرا بقسوة :" همم، هذه ضربة ذكاء من وولف اصبح اليكس مشككا بامرنا ، كما ترين ، ولكن بضربة حظ قابلك وولف ليلة ذكرى ميلاد والدته . طبعا ، في الحقيقة بدأ الامر مع وولف بانه اراد ان يرسمك ، ولكن خلال تلك الليلة ادركنا كلانا ان مزاج اليكس السيء كان بسبب شكوكه عنا نحن الاثنين وليس بسبب تاخر وولف عن الحفلة ، وهكذا قرر وولف ان يقوم ببعض التميه"
تمتمت سين بعدم رضى :" وولف فعل هذا؟".منتديات ليلاس




http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 01:58 PM

اخبرتها باربرا بهدوء :" آه، كان يرافقك على اية حال ، يا لوسيندا. كان دائماً يرافق عارضاته، ولكنني كنت اعلم ان هذا لايعني شيئاً وانني كنت الوحيدة في حياته ، اسأليه ان يريك ارسمه لي في وقت ما" اضافت ببحة:" انا اكيدة انك ستجدينها مشعة جدا".
نبرة صوتها فقط اوحت لسين تماماً اي نوع من الرسوم سوف يكون ! لم يكن يجدي ان تقول للمرأة الاخرى انها لا تصدقها ، لانها كذلك ، فكل هذا منطقي حتى الآن .
لطريقة التي رسم بها وولف في المرة الاولى ، والطريقه التي تأخر بها عن موعدهما واعلان نيته بالزواج منها منذ لقائهما الاول ، كان كل هذا تغطيه لعلاقته بزوجة اخيه ،والآن باربرا هي حرة....
استقامت سين وقالت :" من الافضل ان اذهب ، وكانت تشعر انها بحاجة الى الهروب الآن ، قبل ان تنهار ، ونزعت خاتم خطوبتها:" ربما تستطيعين اعطاء وولف هذا" واعطت الخاتم للمرأة الاخرى " انا لست بحاجة اليه بعد الآن..".
لم تقم باربرا بأي حركة لاخذ الخاتم منها وعنفتها برقة :" لاتكوني جبانة هكذا يالوسيندا، فعلى الاقل انت مدينه بمجاملة وولف باعادتك الخاتم اليه شخصياً". ارادت ان ترميه في وجهه، وان تخبره كيف تفكر فيه وكيف استغلها ، ولكنها عرفت انها اذا فعلت ذلك فسوف تتحطم كلياً ، وهذان الاثنان قد آذياها واذلاها بما فيه الكفاية ، لقد احبت وولف كثيراً وهو كان يستغلها فقط .
وضعت الخاتم على الطاولة " انا... اخبريه انني غيرت رايي واني ادركت اني لا اريد الزواج منه".
قامت بسرعة وهي تعلم ان ما تريده حقا هو الاستجداء والتوسل لوولف . ولتخبره انه على خطأ، وانها تستطيع اسعاده ، مع علمها ان لا مستقبل لهما الآن، وان كل شيء قد انتهى ، كل الحلم المستحيل.
وادعت مدافعة " أخبريه انني ادركت بان روجر هو من احب!".
ركضت بسرعة نحو الباب قبل ان تنهمر دموعها وتذل بسببها، قالت باربرا وهي مقطبة الجبين :" روجر؟ لن ادعي ، حتى اني اعرف من هو ، ولكنني استطيع ان اؤكد لك ، على اساس عملي من هو وولف ، فهو ليس ذلك النوع من الرجال الذي يريد استرداد خاتمه الآن وعلاقتكما قد انتهت وصدقيني ".. اضافت بصعوبة :" لقد انتهت".
ردت سين لباربرا اهانتها وقد احمر خداها غيظاً :" الظاهر ان وولف هو ذلك النوع من الرجال الذي يكون على علاقة مع زوجة اخية في الوقت الذي يستعمل فيه امرأة اخرى ستاراً لتلك العلاقه!"
استهجنت باربرا :" لديك اعذارك للاعتراف ".
قالت سين بتوتر :" ليس بعد كل ما حدث ،جدي شخصاً اخر لتغطية علاقتك الصغيرة الدنيئة...الى ان لا تعودي بحاجة الى ذلك ، انا لا انوي ان افعل ذلك بعد الآن !"
خرجت في الليل وهي بحاجة يائسة الى الهروب ، ذهبت الى الشخص الذي كانت تعلم انه لن يسألها اية اسئلة ، روجر.
التقت بروجر في اخر ميتم عاشت فيه، عندما كانت في السادسة عشرة، كان الابن الاكبر في المنزل، ومعظم الوقت يقضيه في الجامعه ولكنه اصبح افضل اصدقائها خلال الاوقات التي يقضيها في المنزل ، حتى في العطلات .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:01 PM

وحينما غادرت منزل آل كولينز وانتقلت الى العيش بمفردها بقى الاثان صديقين ، وكانا يتقابلان بالصدفة بعد ذلك ، وقد اعترض روجر على علاقتها بوولف ، ولكنه كان سعيداً من اجلها عندما خطبها وولف ، مع ان سين لم تعتقد انه فوجىء تماماً من الطريقة التي انتهت اليها الامر.
فلم يكن روجر اكيداً مئة بالمئة من علاقتها بوولف، ماعدا الخطوبه . كم كان محقاً بان يشعر بالقلق!.
نظر اليها روجر نظرة واحدة، وهي تقف باعياء على بابه قبل ان يقودها الى الداخل ، واعطاها شراباً قوياً قبل ان يضعها تحت الاغطية في غرفة النوم الاضافية وكل هذا من دون ان يسألها سؤالاً واحداً .
وعرفت سين لماذا كانت شاحبة ، عندما لمحت نفسها في المرآة الحمام، وبنظرة تائهة في عينيها تظهر كل ما تعانيه في داخلها وخيبة املها، كل هذا يخبر عن نفسه.
توسل اليها روجر ان تبقى في شقته في اليوم التالي ، ولكن سين رفضت عرضه وهي تعلم ان عليها مواجهة الواقع ، وقررت ان تذهب الى عملها في الفندق كالمعتاد ، لم تحاول الفرار في حياتها من مواجهة اي موقف، لقد كان عليها ان تكون قوية مع كل عذاب الطفولة الذي عرفته ، ولم تكن على استعداد لترك عملها في الفندق قبل ان تجد عملاً آخر.
واذا كان وجودها هناك يحرج عائلة ثورنتون فهذا جيد وحسن ، انه ليس يذكر في مقابل العذاب الذي عانته خلال ليلة السهاد الطويله التي مرت، وكل الليالي التي ستاتي .
لم تكن قد امضت اكثر من عشر دقائق في عملها عندما رأت وولف يدخل الفندق، وشحب وجهها عندما مشى بخطوات سريعة قوية الى حيث وقفت لتقوم بواحبها خلف مكتب الاستقبال.
ليس هنا، تمنت في قرار نفسها، آه .....ليس هنا .
وشعرت بالالم ، فهو بدا مخيفاً ، وبدا ان ليلته كانت طويلة ، مع الخطوط التي ظهرت بجانب فمه وعينيه وهذه الخطوط لم تكن موجودة في اخر مرة راته.
هل كان هذا في خلال اربع وعشرين ساعة مضت ؟ فموت اليكس ترك تاثيره عليه ، حتى لو كان مجرد شعور بالذنب من العلاقه مع زوجة اخيه بينما كان على قيد الحياة.
استقامت سين مدافع, عندما وصل الى المكتب ، متجاهلة النظرات الفضولية من موظفات الاستقبال عندما التقت بنظرات وولف من دون ان ترمش ، اذا اراد ان يكون هذا مشهداً جماهيرياً ، فليكن!
" اين قضيت الليلة؟" طالبها بالاجابة بدون ان يحييها، وعيناه كقطعتين ذهبيتين . اين كانت طيلة الليل؟ لماذا؟ هي من كان يسأله باتهام، وهو مع من كان ؟ .
قالت له :" ذهبت الى الشقه يا وولف. هل اخبرتك باربرا؟".
" نعم ، اخبرتني ، وعندما اعطتني هذا وامسك الخاتم خطبتهما في راحة يده والماسات تلمع:" اتصلت بشقتك لاعرف ماذا جرى ولكن لم يرد احد ولا حتى هذا الصباح لهذا السبب ، اين كنت ياسين؟" سألها من جديد.
تحركت سين من وراء المكتب وقالت :" دعنا نذهب الى مكان آخر يكون اكثر هذوءا لنناقش الامر".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:04 PM

اقترحت بقوة ولم تنتظر رده ولكن اقتادته الى غرفة اجتماعات صغيرة عبر قاعة الاستقبال، والتي كانت تعلم انها غير محجوزة اليوم.
كانت تحس بوجوده وراءها وهي تمشي تلك المسافة ، لذا فهي لم تكن بحاجة لتستدير وتراه لتعرف انه يلحق بها .
استدارت ناحيته عندما اغلق الباب بهدوء وراءها ، وفورا قطعت الاصوات من الفندق وعم الصمت المطبق.
" حسنا " استفزها وولف بنفاد صبر ويداه في جيبي سرواله .
نظرت سين الى مظهره بامعان ولاحظت البدلة الداكنة غير معتادة والقميص الابيض وربطة العنق، واضح ان هناك اشخاصاً سيقابلهم اليوم بشان دفن اخيه . هذا وقت اليم لكلينا، منحت وولف تنهيدة متثاقلة :" دعنا نقبل ماقمنا به كغلطة ، ودع الامر كذلك".
نظر اليها وقال :" واذا لم ارد ذلك".
هزت سين رأسها بأسى:" لا اعتقد ان لديك اي خيار يا وولف ... لقد انتهى كل شيء بيننا الآن ، حتى لو كانت الامور مختلفة" .
مع انها كانت لاتستطيع تصور انه وباربرا سيتخليان عن علاقتهما الآن :" لا استطيع ان انسى ابدا ما فعلته لأليكس ".
شحب وجهه وولف ، وبدا انه ترنح قليلاَ قبل ان يستعيد السيطرة على نفسه من جديد وتنفس بعمق: " هل تعتقدين انني لا اشعر بالذنب كفاية حيال الامر ياسين؟ انا في حاجة اليك معي الآن وليس لان تنقلبي ضدي" اخبرها بحنق والالم يعصر وجهه .
ماعناه هو انه مايزال في حاجة اليها لتكون درعاً لعلاقته بباربرا وستكون فضيحة اكبر لو انتشر الخبر بسرعة بعد وفاة اليكس .
هزت رأسها من جديد :" لن اعيش تلك الاكذوبه مجدداً ياوولف... انا آسفة بشأن موت اليكس ، حقا انا كذلك" قالت باسف عميق:" ولكن في الوقت نفسه لقد جعلني ذلك ادرك مدى الخطأ الذي ارتكبته حتى في التفكير بأننا يمكن ان نتزوج ".
" روجر.." استدرك وولف غير مصدق :" هل كنت معه ليلة امس؟" .
" نعم لقد قضيت الليلة في شقة روجر" اكدت له بثبات ليدع لها وولف كرامتها، على الاقل،توسل بقلبها الا تسطيع ان يرى ماذا يفعل بها: " لقد ظننت ان باربرا كانت..." توقف فجأة وعبس :" لقد انتهى الامر اذا؟" قال بتثاقل.
بلعت سين ريقها بصعوبة :" نعم لقد انتهى" قالتها بصوت اجش ، متمنية ان لاتبكي ، ليس قبل ان يذهب وولف بعيداً ، وبعدها تعرف انها لاتسطيع ان توقف فيضان الدموع الذي يهدد بالنهمار:" لم يكن يجدر بنا ان نبدأ بها اليس كذلك؟".
واجابها :" لقد اردتك منذ اللحظة الاولى التي رأيتك فيها".
فكرت سين ، كما اراد كل النساء اللواتي رسمهن ، وعلاقتهما ذهبت خطوة واحدة ابعد... الى حدود الخطوبة لانه وباربرا خافا ان يكتشف اليكس امرهما.
" هذا ليس كافياً ياوولف" قالت سين بحدة :" ليس بالنسبة الى ، كان يجب ان يكون هناك اكثر من ذلك من اجل العلاقة ، تبادل الثقة".
كانت تثق به تماماً حتى مساء امس:" روجر وانا... هو يعرفني ، ويفهمني ، وليس عنده ارتباطات اخرى تاخذه بعيداً عني ،هذا ماريده من رجل حياتي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 02:09 PM

نظرت الى وولف من دون ان ترمش عيناها ، وهي تتمنى ان يذهب.
استمر ينظر اليها لدقائق طويلة ثم اطلق نفساً عميقاً عندما رأى انها تعني ماتقوله :" اتمنى ان تكوني سعيدة، ياسين " .
واومات له برأسها : " وانا ايضاً اتمنى لك ذلك" .
لوى فمه بمرارة :" لا ارى هناك فرصة كبيرة لذلك" ومشى نحو الباب ولكنه لم يرحل ، تردد هناك قبل ان يستدير ويقول:" اذا غيرت رأيك..".
" لن افعل " اكدت له بسرعة ، ربما تريد ذلك ولكنها تعرف انها لن تفعل فهي ، تريد ان تكون الوحيدة في حياة الرجل الذي سوف تتزوجه، اذا تزوجت، والآن ربما هي تشك بانها ستفعل.
اوما وولف قائلاً:" اعتقدت انك ستقولين ذلك ولكن صدقيني ياسين لا اهميه لمدى ماسوف تعتقدين انك تكرهين ، فأنت لا تستطيعين ان تكوني مزدرية لي بقدر ما ازدري نفسي" قال لها ذلك قبل ان يرحل بهدوء.
نظرت سين اليه بعد استعادة الماضي ، وكان ينام بسلام ، ولم تستطع ان تمنع نفسها من التعجب مرة اخرى عما جرى له خلال السبع السنوات الماضية.
فهو وباربرا لم يتزوجا مع ان المرأة الاخرى تبدو مهمة كثيراً في حياته وروجر ما زال جزءاً مهما في حياتها ،ولكن علاقتها به كانت دائماً كعلاقة اخ بأخته ،ولم يكن بينهما اي ارتباط غير هذا ، ولن تكون غير ذلك .
فهناك شخص مميزجداً في حياة رورجر وهما متفقان منذ فترة طويلة ،ولم تحزر سين الجزء الذي لعبته ريبيكا في حياة وولف، فيبدو ان الفتاة قررت انها لا تريد الاستمرار بلعب ذلك الجزء في حياته ، والذي عرفته سين بدون شك .
ان وولف كان في منزلها من جديد ، ولو انه في الغرفة الاضافية مع انها اقسمت على ان هذا لن يحدث من جديد!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:19 PM


الفصل الثامن


حثها صوت خفيف بنفاد صبر:" هيا ياسين ، افتحي" نزلت سين على السلم متعثرة لترد على قرع الباب، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن وجهها وهي تهرع عبر غرفة الجلوس الصغيرة لتفتح الباب الخارجي، وترمش عيناها من اشعة شمس نيسان – ابريل، الساطعه، وتتركزان على روجر بصعوبة وهو يقف على عتبة الباب.
احتج قائلاً :" لم تكوني في السرير . هل نسيت اننا سنلعب الغولف هذا الصباح؟".
لم ينتظر اجابة عن سؤاله الاول، فكونها لا ترتدي ملابس الخروج كان اجابة كافية ، ومر امامها الى غرفة الجلوس.
فكونه قصير القامة لايواجه اي صعوبة من السقف المنخفض كما فعل وولف . تذكرت سين فجاة النائم فوق، وانتابها شعور بالذنب وكرهت ان تفكر بما سيقوله روجر بخصوص هذا الموضوع اذا علم انها قابلت وولف من جديد وانه في الواقع ينام فوق!
كان روجر يشمئز من سلوك وولف منذ سبع سنوات عندما اخبرته سين ماذا حصل لها تلك الليلة، وكان اكيداً من انه لن يكون مهذباً اذا ما قابل وولف من جديد .
كان في مقدورها فقط ان تتمنى لو ان وولف يبقى نائماً الى ما بعد ذهاب روجر . وكانت قد نسيت دورتهما المعتادة بلعب الغولف صباح كل احد، كما نسيت ان اليوم الاحد .منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:32 PM

" انا...." بدأت في الكلام حين تشدق صوت بسخرية خفيفة:" انها غلطتي ، كما اخشى".
دارت سين بحدة لترى وولف واقفاً عند باب المطبخ بكامل ثيابه يشرب كوبا من القهوة ، ومن استيقظ منذ بعض الوقت . ماذا عنى بذلك ، انها كانت غلطته؟

نظرت الية بارتياب لانها لاتستطيع ان تنظر الى روجر اساساً، بالتأكيد انه عرف الرجل الآخر الآن، فوولف لم يتغير الى هذا الحد حقا .
بدا وولف مرتاحاً تماماً ومسيطراً وهو ينظر اليها عبر الغرفة وحاجبه مرفوع بتهكم :" اخشى انه بعد ... ليلتنا المضطربة " اضاف وولف بخفة :" كانت سين بحاجة ماسة الى الراحة ، وهكذا تركتها نائمة".
كادت سين ان تصرخ عالياً من تلميح وولف الواضح، لقد اخبر روجر انهما قضيا الليلة معا وكانت سين في حاجة الى الراحة لانها كانت مرهقة منه ! لم تكن فقط كذبة مزعجة ، بل بعيدة عن الواقع ، عندما كان غير قادر على فعل شيء بسبب كاحله الملتوي.
مع ان ... ربما لا ، واحمر وجهها عندما استرجعت ذكرى علاقتهما في الماضي . تمنت لو انها تستطيع السيطرة على احمرار وجهها ،كان روجر ينظر اليها بعدم رضا عندما رأى ذلك الاحمرار كحياء محرج من جهتها !
عرض وولف بخبث بريء: " اتريدان فنجان قهوة؟".
قالت سين :" لا اريد شيئاً" وهي تنظر اليه قبل ان تلتفت ناحية روجر : " لقد التقيت وولف بالصدفة منذ بضعة ايام".
قاطعها وولف بتعاطف : " انا اكيد انا روجر غير مهتم بكل التفاصيل حول كيف التقينا من جديد" .
مشى عبر الغرفة الى حيث يقفان وبدون العكازين وبعرج لايكاد يبدو عليه، والرباط مخبا تحت جوربه الاسود.
ان الراحة اليسيرة من ليلة امس، والنوم الجيد ليلاً، بدا انهما عملا العجائب لقدمه المصابة ، الا اذا كانت غير مؤلمة كما بدت! نظرت اليه سين بتشكك عندما وصل الى جانبها ، بالتاكيد ، لم يكن يبالغ باصابته امس؟ واذا كان كذلك ، فلماذا؟
اضاف وولف بصوت ابح :" يكفي اننا فعلنا ".
ووقف ملتصقاً بسين اكثر مما تمنت ويده تلامس يدها ، ليزيد الانطباع الحميمي لروجر ، ادركت سين ذلك باحباط.
اخبرت روجر بقليل من اليأس :" لو تمهلني خمس دقائق لا غير ثيابي ، يا روجر ، سوف انضم اليك من اجل دورة الغولف".
فحالما تستطيع الكلام مع روجر لوحدهما تستطيع ان تشرح له ماذا حصل بالضبط يوم امس، فمع ما اثاره وولف من ارباك ومزاج سيئ ، كان من الخطا القيام بذلك الآن ، بدا روجر محتاراً اكثر منه متضايقاً الآن، كما وجب عليه ان يكون.
فكرت سين بأسف، وتحركت قاصدة ان تبتعد عن وولف ، فقد كانا يبدوان كزوجين تماماً، وهما يقفان جنباً الى جنب بهذا الشكل.
قال روجر بسطحية :" نستطيع ان نلغي اللعب ، اذا كنت تفضلين " وتهجم وجهه عندما نظر الى الرجل الآخر.

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:36 PM

كان اللتقاء الرجلين نادراً في ما مضى ، ولكن من جديد صدمت سين من الفارق الجسدي بينهما ، فوولف اطول من روجر بكثير، ويبدو روجر صبيانيا بشعره الكثيف المنسدل على جبينه ولايملك ايا من مواصفات القوة العضلية التي يهتم بها وولف كثيراً، فهو لطالما ملك نضوجاً جسدياً اكثر من الرجل الآخر ، ولكن القسوه المتهكمة ، كانت جزءاً مهماً لوولف ، اضافة الى الانطباع الذي لم يكن في صالح روجر قط.
اقترحت سين بخفة على روجر :" اجلس وساحضر لك فنجان قهوه بينما تنتظر" فاذا جلسا لن تظهر فوارقهما الجسدية!
تحركت بعصبية عندما امسك بها وولف من يدها وهي تتحرك ناحية المطبخ . نظرت اليه بخوف واصابعه دافئة وناعمة على خصرها .
قال بصوت ابح :" اريد ان ازيد ايضاً" وهو يمسك بفنجانه الفارغ يبتسم لها بعينين دافئتين.
كانت سين محتارة تماماً من سلوكه واخذت الفنجان بحركة مضطربة ، متحاشية ان تلمس يدها يده.
ومضت بعيداً لتسقط ذراعه عن خصرها ، ومنعت نفسها من اطلاق تنهيدة ارتياح لافلاتها منه، واحست بشعور الغضب من نفسها على الفور لانها تأثرت به وولف لم يكن بالنسبة لها اكثر من ازعاج غير ضروري ، وكلما اسرع بالخروج من حياتها كان ذلك افضل لها!
وافقها روجر وهو ينظر الى الساعة:" سوف اشرب القهوة ، وارحل لانني وعدت امي بتناول الغذاء معها " .
عرفت سين ان هذا هو عذر فقط للانسحاب لانهما معتادان على لعب الغولف لثلاث او اربع ساعات ثم يتناولان غداءً متاخراً في النادي ، وبعدها من المحتمل ان يذهبا لزيارة شيلا معاً.
فسين بقيت على علاقهةطيبة بكل عائلة كولينز ، وقد امضت مع شيلا عدة اسابيع بعد وفاة زوجها منذ خمس سنوات ، وهي غالباً ما تذهب للاطمئنان على والدتها لتتأكد من انها بخير.
قالت سين بحدة :" سوف احضر القهوة وبعدها نتكلم " وذهبت الى المطبخ فحاولت ان تسرع قدر الامكان اذا نها لا تعرف ما قد يدور بين الرجلين في غيابها.
لم يكن يحق لوولف ان يبدو مرتاحاً وسعيداً هذا الصباح فكرت بسخط وهي تحضر فنجان القهوة ، فبعد ان تركته في الغرفة النوم الاضافية ليلة امس، لم تستطع النوم قط ولكنها استلقت مستيقظة لوقت طويل بعد ان صعدت الى السرير منزعجة جداً من وجود وولف في منزلها.
بدا وكانه نائم كالطفل طيلة الليل ومزاجه لا يحمل اي شيء من الغضب الذي اظهرة الليلة الفائته، عندما عادت مع عدة الرسم ، بدا الامر وكأنها في بيت واحد مع اشباح!
لقد نسيت كلياً موعد لعب الغولف مع روجر ، مع انه لم يكن في استطاعتها ابعاد وولف حتى لو تذكرت ، خصوصاً وان الهاتف معطل .
اللعنة ! لم يكن الرجلان يتكلامان عندما عادت بالقهوة، ولم يكن وولف منزعجاً من ذلك، مع ان روجر بدا متضايقاً او اقل ارتياحاً برفقة الرجل الآخر.
تعاطفت سين معه فهي تشعر بنفس الطريقة تجاه وولف الآن!

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 02:38 PM

" شكرا" اخذ وولف فنجان القهوة بابتسامة تضاعفت دقات قلبها تجاهها، وهو يجلس على الكنبة ، مرتاحه تماماً.
قال بسعادة :" هذا مثل الاوقات القديمة تماما" .
كانت سين على وشك ان تصفعه اذا لم يتوقف عن الاعيبه، فقد كان يعي ان ثلاثتهم لم يتقاسموا اي اوقات قديمة وانه التقى بروجر ثلاث مرات فقط ، وفي كل مرة كانا يبدوان كخصمين ينظران الى بعضهما في حلبة مصارعة!
روجر كان هو الذي اجابه بجفاء:" انت تعرف تماماً ، ياثورنتون انني لست سعيداً بتورطك مع سين هذه المرة كما في المرة الماضيه" تابع بتهجم :" واذا انت..."
صاحت سين باحراج :" روجر ، ارجوك ! " ونظرت اليه معاتبة.
قال وولف برقة :" كلا ، دعيه يقول ماعنده" وكانت نظرته مسلطة على الرجل الآخر.
التوى فم روجر :" انا انوي ذلك " اكد بجفاء :" اذا آذيت سين مرة اخرى سوف اتكفل شخصياً بتعذيبك القدر ذاته من العذاب الذي عانت منه في المرة الماضية".
كان هناك خطر في هدوء وولف :" حقا ؟ وكيف تنوي القيام بذلك" رد روجر :" انا.."
قاطعته سين بحدة :" انت سوف توقف هذا الآن " وقالت له بتحديد :" لان وولف لايمكن له ان يؤذيني من جديد".
فوولف لن يستطيع اذيتها ما ان يعود الى شقته ولن تعود مجبرة على رؤيته مرة اخرى، وفي نيتها فعل ذلك في اسرع وقت ممكن ، فمن الواضح انه قادر على الاعتناء بنفسه اليوم.
قال وولف بصوت اجش:" سين على حق ، انا لا انوي ايذاءها".
اخبرها روجر بعينين متقاربتين وبقسوة: " ماتنوي وما تفعل ، يبدوان امرين مختلفين تماماً ، لم لا تبقى خارج حياتها، ياثورنتون؟".
سارعت سين الى التدخل :" اخبرتك ياروجر ان هذا الحديث لا داعي له اطلاقاً ومحرج تماماً! لقد التقينا بالصدفة، وليس عن سابق قصد من ناحية اي منا!". فليس اي واحد منهما كان من المحتمل ان يعرف الظروف التي سيلتقيان فيها مجدداً!
كان روجر لايزال عابساً: " لقاء بالصدفة لم يتردد في استغلاله" ونظر الى وولف باحتقار.
اتهمه وولف بقسوة :" كما لم تتردد انت بستغلال الموقف منذ سبع سنوات!" واصبحت عيناه كقطعتي حديد الان وفمه اصبح كخط رفيع وجسده منقبضا تماما وهو يجلس الى الامام في مقعده .
اعلمه روجر ببرودة :" كنت هناك لاجمع الشتات ، نعم"
قال له وولف :" امثالك يشعرونني بالغثيان!"
" الرجال امثلك !" قاطعت سين بنفاد صبر :" قلت توقفا!"
وتابعت :" انا لست عظمة بينكما يمكن لكل منكما ان يتصارع عليها وعلى مايبدو فقد نسيتما انني راشدة، ولي تفكيري الخاص بي، وفي استطاعتي اخذ القرارات والاختيارات التي تناسبني ، ويسعدني في هذه اللحظه ان تخرسا!" وكانت تتنفس بسرعة من شدة توترها.
قالت لوولف بقوة:" انت سانقلك الى المدينة حالمة اغتسل وارتدي ملابسي، وانت ..."

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:49 PM

واستدارت ناحية روجر:" سوف اتكلم معك حول هذا الموضوع عندما تكون في حال فكرية افضل ، وهذا ليس الوقت المناسب لنفعل ذلك".
اضافت وهي تنظر ناحية وولف فهو كان مستفزا منذ ان حضر روجر:" لا استطيع ان اتحمل المزيد".
وقف روجر فجأة واضعاً فنجان القهوة الممتلئ على الطاولة:"اذا احتجتني تعرفين اين تجدينني" وتقدم ليقبل سين من خدها بخفة:" واذا سمحت لنفسك بالتورط معه من جديد فلا بد انك ستكونين بحاجه الي" واضاف بتجهم وهو ينظر اليها بشفقة هز برأسه.
وقف وولف ايضاً وفمه ملتوي بسخرية:" ابهذه الطريقة تحاول البقاء في حياتها ياكولينز؟ بان تبقى دائماً قريباً لتجمع الشتات؟".
" ايها السافل!" كانت ردة فعل سين غريزية ، وتقوست يدها وهي ترفع اصابعها لتقوم بصفع وولف على وجهه. وعلا صوت الصفعة بصمت الغرفة وبدأت بصمات اصابعها تظهر على وجهه المتقلص ، بينما سقطت يد سين الى جنبها . وجه وولف يستطيع ان يستثير ردة فعلها العنيفة!
حذرها روجر بسخريه:" استمري في التفكير بهذه الطريقة ، ياسين، لان هذه هي الحقيقة!"
كانت سين مرتعبة من ردة فعلها وحملقت برعب غريب الى وجه وولف بينما كان لون خدة يتغير ، وانطبعت اصابعها بلون ابيض على وجهه الاسمر . لم يقل وولف شيئاً ، فقط استمر ينظر اليها لدقائق طويلة قبل ان يستدير لينظر الى الرجل الآخر:" اعتقدتك قلت انك ذاهب؟".
انبهرت سين من غطرسته ولم تكن تعرف سبب شعورها هذا تجاهه ، فهي بالتاكيد لم تتصوران ردة فعلها الطبيعية على اهانته الواضحة لروجر سوف تغير شيئاً من كرهه لرجل الآخر.
ذكرته سين :" هذا بيتي يا وولف ، وروجر مرحب به اكثر منك ، في اي وقت"
رفع حاجبيه بازدراء وقال برقة متحدياً:" ولكن من قضى الليل هنا معك".
ذهلت سين من جديد من التلميح المباشر في كلماته هذه المرة ، فكلاهما يعلم انه لم يمض الليلة " معها" ولكن مع ذلك فقد كان مصمماً على اعطاء روجر هذا الانطباع:" انت..."
اجابه روجر ببرودة:" سين دائماً بلهاء عندما يتعلق الامر بك" ويداه متقلصتان الى جانبه. :" ولكن اتمنى ان تقول لك الى اين تذهب هذه المرة" نظر الى سين بغضب، طالباً منها ان تفعل ذلك .
" فليذهب الى الجحيم!" واكفهر وجهها من الغضب عندما نظرت الى وولف . بدا فم وولف مراوغاً:" وعدت" اعلم سين بخبث :" فات الاوان ياسين ، لقد كنت هناك " وقال بقسوة وعيناه تلمعان :" ولا انوي العودة الى هناك!"
" انت.."
قاطعه روجر بتجهم :" اعتقد ان الوقت قد حان لاترككما تناقشان هذا بينكما" وتحرك يحتضن كتفي سين بين ذراعيه :" ولكن لا تعتقدي بانه قد تغير ، ياسين" انبها بلطف فيما نظراتها معلقة بنظراته:"لأنه سوف يحطمك كلياً من جديد." وهز رأسه مهموماً.
كانت تعلم انه على حق ، وكانت تعلم انه ليس على وولف حتى المحاولة ، إذ أن وجوده في حياتها كافٍ فقط لتحطيمها ، ولهذا عليه ان يكون خارج حياتها في اسرع وقت ممكن !

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 02:52 PM

اكدت له بقوة :" سوف يذهب ، ياروجور ، وحالاً."
قال وولف برقة :" حسناً حالما تضع عليها بعض الملابس ، على كل حال ." استدارت سين ناحيته بقوة مليئة بالغضب على شكله الهازئ بينما كان يرد نظرتها .
قالت له وعيناها لم تتحركا عن وولف :" ربما من الأفضل أن تذهب ياروجر فما علي قوله لوولف من الأفضل ان يتم بيني وبينه !"
ستستطيع أن تقل له تماماً ماتعتقده فيه ، وعن تلميحاته ما أن يصبحا وحيدين !
عصر روجر كتفيها قبل ان يتركها ." سوف أتصل بك ".
وعدها بذلك دون ان يولي وولف اي نظرة قبل ان يذهب ، واغلق باب الكوخ وراءه برقة .
لو سقطت ابرة لكانت سمعت في السكون الذي تلى رحيل روجر ، قبل الانفجار الكبير ، لأن سين لم تشك للحظة بما سوف يحدث ، ولانها نوت ان تكون هي من يقوم بذلك ، كانت عيناها تلمعان بشدة عندما استدارت لتنظر الى وولف ، واتسعت عيناها بالغضب العميق عندما عرج الى كرسي وجلس عليه بوهن ، وتعبير الألم عاد الى وجهه .
قالت سين باستهزاء :" لا تحاول استدرار عطفي كمحاولة لمنعي عن رميك الى الخارج ، بعد هذا العرض الذي قدمته امام روجر انوي ان اجعلك تعود سيراً على قدميك الى المدينة !"
تراجع وولف في جلسته الى الوراء بوهن واغمض عينيه لبضع ثوان قبل ان يعاود النظر اليها من جديد .
قال بقسوة :"هذا تماماً ما كان سيحدث ياسين ، وابقي كولينز اكثر ربما كنت سأنهار عند قدميه " ختم كلامه بتجهم ، لم تتغير تعابير سين :" وبعد الانطباع الخاطئ الكامل ربما حاولت تركك هناك ".
أومأ فجأة :" لا اشك بذلك ".
اجابته بنفاد صبر :" وماذا اعتقدت نفسك فاعلاً ؟ الا يكفي ان روجر علم بامرنا منذ سبع سنوات ، دون ان تقوده الى الاعتقاد الى ..."
قال وولف وهو يجلس بتململ :" كنا مخطوبين منذ سبع سنوات ، ولماذا لايعرف بأمرنا ؟"
قالت بسخط :" ليس هذا ماقصدته ... وانت تعرف ذلك وهو يعرف كيف انتهينا ولماذا ، ولتعطيه انطباعاً كاذباً بأن هناك شيئاً بيننا مرة اخرى الآن ، كان ..."
" طبعاً هو يعرف سبب انفصالنا ، ياسين ." وكان وولف واقفاً على قدميه وتحرك ناحيتها . وقال بقسوة وهو يقف امامها :" ولكن اذا لم يكن كولينز هو السبب ..."
قالت سين محدقة فيه :" لم يكن هناك احد منذ سبع سنوات! لقد كان هناك من اجلي ، يا وولف ، عندما ..."
قاطعها وولف بتجهم :" عندما لم استطع ان اكون ! ولكنني هنا الآن ، يا سين ."
" ليس لوقت طويل ! قلت لك حالما ارتدي ملابسي سوف اقلك الى المدينة ، لا آبه أين ، طالما انه بعيد من هنا !"
بدا وولف وكأنه لم يعد يستمع اليها ، وتذكيرها بان عليها ارتداء ملابسها بداً وكانه لفت انتباهه الى حقيقة انها تقف امامه وهي ترتدي فقط ازاراً حريرياً رقيقاً فوق قميص نوم حريري مساو له .منتديات ليلاس




http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 02:54 PM

رفع رأسه الذي كان مرتاحاً على كتفها عندما احس بحركة رفض عفوية قامت بها سين ، عندما راى تعبير الالم في عينيها العميقتين اختفت السعادة ببطء من ملامحه القاسية ، وتقطيب داكن ارتسم على حاجبيه وهو ينظر اليها : " لم نقم بشيء خطا، ياسين " اخبرها بتجهم هازا رأه ، لم نقم بشيء خطأ! لم يتعانقا منذ سبع سنوات ، وحتى مساء امس كان وولف على وشك الزواج من امرأه اخرى . فكيف يقول ان هذا ليس خطأ؟ بالتأكيد كان خطأ بالنسبه اليها .
دفعته من صدره واخيرا ابتعد عنها ، محرراً اياها من قبضته ، واشعة الشمس المبهرة تدخل عبر النوافذ بوضوح مظهره سمرة وجه وولف الجميلة وهو يقف بهدوء على رجليه.
اقفلت سين ازارها وقد احمر وجهها وهي تشده على جسدها تحت نظرات وولف المراقبة: "انت" وقطعت كلامها عندما سمعت صوت سيارة قادمة ، وقد ارتسمت معالم الجزع على ملامحها . من ايضاً يمكن ان يسأل عنها يوم الاحد صباحاً؟ الا اذا كان روجر قد عاد لسبب ما؟
سمع وولف صوت السيارة في الخارج ايضاً ، وتقدم ليلقي نظرة عبر احدى النوافذ الصغيرة، غير مهتم :" انه جيرالد" قال بقسوة وهو يستدير لينظر الى سين وبدت تعابيره وكانها تتهمها بتجهم :" يبدو ان الرجال في حياتك يتساقطون فوق بعضهم اليوم ، اليس كذلك؟".
" جيرالد هاركورت هنا؟ الآن؟" عندما هي ووولف...؟
آه ... كلا!

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b05e1579b3.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 07:46 PM


الفصل التاسع


قالت سين بنفاد صبر :" لا تقف هناك وترشق اتهامات هي مجرد تفاهات" وطلبت

منه تغيير ملابسه كي لا تراه في ثياب النوم.
" اشك في جيرالد هنا كي يراني!" ناولته ثيابه ، وهي تنظر اليه وهو لا ياتي باي

حركه ليرتديها ، فجيرالد على وشك الخروج من سيارته ، سيقرع الباب الآن .

تمنت فقط ان لاينظر عبر النافذة اولاً!
حثته بقلق :" وولف!" وهي تصوب نظرات قلقة نحو الباب ، تحرك اخيراً مبتعداً

عن النافذة ، مع انه لم يحاول ان يتحرك ليغير ملابسه:" ماذا تعنين بذلك ،

اتنكرين ان جيرالد هنا من اجل رؤيتك ؟ هذا بيتك".
ذكرته سين بزدراء :" حتى امس كنت على وشك الزواج من ابنته" وهي تسحب

الستارة قليلاً لتنظر خلسة من النافذة ، ونزل جيرالد من السيارة وقطب حاجبيه

وهو ينظر الى سيارة وولف المتوقفة على الطريق امام سيارته:" لقد علم انك هنا

يا وولف" واسدلت الستارة قبل ان تلتفت لتنظر الى وولف ، وما زال جامداً لا

يحاول تبديل ملابسه:" ان كنت لا تود القيام بتغيير ملابسك" وهي تشير الى

الملابس التي في يده :"فعلى الاقل يجب ان تصعد الى الاعلى، حيث غرفة النوم

حتى لا يراك جيرالد!".
قالت سين وهي تنظر اليه:" ولكن انا افضل ان تهتم بامري ، وولف ، اذهب الى

الطابق العلوي" قالتها بصوت قاس .
فهو لا يابه لنفسه ولكنها لا تعلم كيف سيفكر جيرالد فيها ، خاصة مع جهله

للماضي، وشكت بأنه سيبقى لمدة كافيه لتوضيح له ذلك ، ما ان يرى وولف

حتى يقوم باستنتاجاته الخاصة!منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 07:48 PM

عمق تعبير وولف اكثر :" طبعا انا اهتم بامرك ! اي نوع من الرجال تعتقدينني؟"
قالت باعياء:" صدقني لم اعد اعرف ياوولف" بينما كانت تسمع خطوات جيرالد

في الخارج :" النوع الذي لن يهينني امام والد ريبيكا، كما اتمنى" ارادت منه ان

يصعد الى فوق الآن ، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
رد وولف برقة :" والد ريبيكا هل هكذا حقا تفكرين فيه؟"
" طبعا ، انا... أوه ، وولف ليس الآن" حثته وهي تسمع دقات جيرالد على بابها

:" ارجوك!"
لثوان لم يتحرك ، وبعدها اوما باستفزاز واستدار ليذهب الى المطبخ آخدا ملابسه

معه.. نظرت سين الى غرفة الجلوس بقلق خوفاً من يعود ، ثم توجهت نحو الباب

لترد على دقة جيرالد الثانيه القوية .
كان يعرف انهما موجودان في الداخل بسبب وجود سيارتيهما المتوقفتين في

الخارج، فلا بد انه كان سيتساءل عما يشغلها.
شدت سين حزام ازارها حول وسطها، وهي تزيح خصلات شعرها الى الوراء عن

وجهها ، واصلحت في مظهرها المزري، احمر وجهها من التوتر ، والبقعتان

الحمراوان تتقدان على وجهها وهي تفتح الباب اخيراً:" جيرالد " حاولت ان

تبدو مسرورة وبنفس الوقت مستغربة وهي تبتسم له.
الابتسامة المتبادلة لم تكون نابعة من قلبها بدا وكانه لم ينم طوال الليل ، خطوط

الاعياء بادية حول عينيه، وبدا واضحاً اليوم انه في الثالثة والاربعين.
" حاولت ان اتصل بك قبلاً ، ولكن يبدو ان الهاتف معطل..." نظر اليها

مستفعهما ولم يحاول الدخول الى الكوخ ، مع ان سين شرعت له الباب ليمر.
لن تلومه على حذره ، فلا بد انه متعجب لوجود سيارة وولف المتوقفه امام

كوخها:" حادث خفيف للشريط ، كما اخشى" وقالت متهاونه :" عليّ ان اتصل

بمهندس لياتي ويصلحه، تفضل بالدخول يا جيرالد ، فالجو بارد كما اعتقد".
كان جيرالد حريصاً لدى دخوله الى الكوخ اذ انحنى عندما مر عبر الباب ، ولكنه

عبس قليلاً عندما رأى فوضى غرفة الجلوس ، الاثاث المبعثر قرب الجدران .
احمر وجه سين لعدم تنظيم الغرفة وقالت بوهن : " اعتذر للفوضى ، ولكن انا..."
قاطعها وولف برقة :" انها غلطتي ، كما اخشى " .
اتى من المطبخ بكامل ملابسه الآن، ارتاحت لرؤية منظره منحنيا بتثاقل على

العكازين اللذين لم يكن بحاجة اليهما باكراً هذا الصباح.
" ماذا حدث؟ " بدا جيرالد كالابله عندما صدم بمنظر العكازين وقدوم وولف

المضمدة .
حدقت سين بوولف ايضاً، متعجبة مما سيقوله كجواب لفضول الرجل الآخر

الظاهر.
اخبر جيرالد بثقة :" لقد قدمت البارحة الى هنا لرؤية الآنسة سيمث املا انها

تستطيع ان تساعدنا اكثر في ما يخص ريبيكا ، وعندما كنت هنا تعثرت بشريط

هاتفها ، ولهذا قطع الخط كلياً" اضاف برشاقة:" وارتض كاحلي فوق ذلك"

مستهزئاً من نفسه.
ادركت سين الحقيقة طبعا ، كان عليها ان تعرف ان وولف لن يفاجا بوصول

الرجل الآخر، كما كانت هي .. ولماذا عليه ان يكون؟ ماقاله الآن هو صحيح

تماماً ! نظر جيرالد الى كاحل وولف باهتمام :" هل كسر؟".
اضاف وولف بخفة :" كلا، ولكنه مرضوض ، لذلك لم استطع القيادة في طريق

العودة الى المدينه مساء امس".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 07:50 PM

استطعت سين ان ترى السؤال في عيني جيرالد ، اذا لماذا لم تصحبه سين الى

المدينة!
" طبعا عرضت علي سين اصطحابي الى المدينه ولكن تعرف حالة امي الصحية"

ونظر في اتجاة جيرالد :" كان من المستحيل بالنسبة الي الذهاب الى هناك" وافقه

جيرالد بتقطيبة :" اجل ... أجل طبعا".
" وعرضت علي سين بلطف ان ابقى هنا ريثما استطيع الحراك" وابتسم لسين

ابتسامات شكر ، فقط قسوة نظرته كذبت اعترافه بالجميل.
" هل من اخبار عن ريبيكا؟" استدار بحدة ناحية الرجل الآخر. آه ، بدا جيرالد

ماخوذاً للحظة ونظر بعدم ارتياح الى وولف.
كانت هناك اخبار جديدة كثيرة ، كما كان ظاهراً، فجازفت سين بالتكهن بها في

محاولة لانقاذ الموقف.
مع ان تغيير الموضوع بدا وكأنه قد نجح في ابعاد انتباه جيرالد بعيداً عن حقيقة

معرفة وولف لعنوانها ، لانه ماكان عليه ذلك ، حسب المسار الطبيعي للاحداث!

قالت سين جازمة : " قهوة ، اعتقد اننا بحاجة الى بعضها " اوضحت عندما

استدار الرجلان ينظران اليها ، وقالت بحدة :" وبعض الخبز المحمص ايضاً" بدت

وجبات الطعام امراً من الماضي منذ وصول وولف امس! تركزت عيناه عليها

مستفهماً كما لو احس بتوضيحها .
" القهوة والخبز المحمص يبدوان جيدين" اوما ببطء وهو يراقب سين بتمعن ،

عندما التقت نظراتهما، واضاف بتفكير:" علي ان اخذ مسكناً للالم على كل

حال".
"جيرالد" استدارت سين بشكر الى الرجل الآخر والتوتر على وجهه بدا وكأنه

ازداد منذ ان طرح موضوع ريبيكا من جديد . آه ، لم تبد الاخبار جيدة ابداً .

ادركت سين بانقباض.
اجابها :" شكراً . علي ان اعترف ، بأن الفطور كان ابعد شيء عن تفكيري هذا

الصباح ، بعد..." وقطع كلامه بأسى وكأنه ادرك انه يعيد الموضوع الذي كان

من الافضل ان يضعه جانباً الى ان يتناولوا شيئاً من الطعام والشراب .
نظر الى سين بامتنان قبل ان يجلس:" القهوة والخبز يبدوان رائعين ".
" انا آسف يا وولف " وقف على الفور عندما صرع الرجل الآخر ليبقى مسنوداً

على العكازين والجلوس على الكرسي في نفس الوقت.
" هل استطيع ان اساعدك؟".
اعتبرت سين وولف قادراً تماماً على الحركة من دون الاعتماد على العكازين منذ

نصف ساعه مضت ، وقررت ان تترك الرجلين يدبران امرهما وهرعت الى المطبخ

في حين قام جيرالد بمساعدت وولف على الجلوس.
كانت المرة الاولى التي تختلي فيها بنفسها لادراك جسامة ما حدث بينها وبين

وولف هذا الصباح، وظهر اجهادها وهي تنحني بتثاقل على واحدة من وحدات

المطبخ ، غير قادرة حتى على التفكير باخذ الفطور اليهما، عدا عن تحضيره فعلا!
تساءلت بغيرة غير معقوله وغير منطقية ، لان هذا الصباح كان غير متوقع كلياً ،

ترى كم امرأة عرف وولف خلال السنوات السبع الماضية الى جانب باربرا

طبعا....
باربرا . دائماً تعود الى المرأة الأخرى . لماذا ؟ آه ، لماذا لم يتزوج باربرا ويدع

النساء الاخريات ؟ هذا لم يكن عدلاً.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 07:55 PM


هنا كانت المشكله ، اعترفت بذلك بحزن على نفسها ، سالها جيرالد :" هل

تحتاجين مساعدة ؟" وهو يقف وراءها عن قرب.
التفتت اليه وقالت :" لم اسمعك تدخل ، شكرا . استطيع ان اتدبر الامر وحدي"

اضافت بوهن ، والابتسامه التي ظهرت على وجهها وصلت الى حدود عينيها :"

ارجو ان تعود الى غرفة الجلوس وتنضم الى وولف ... مستر ثورنتون".
استبدلت كلماتها بوهن عندما تذكرت العلاقة التي يفترضان تكون بينها وبين

وولف .
قطب جبينه قائلاً :" اعتقد انه من الافضل ان ابقى هنا واساعدك!".
كان على سين ان تبتسم رغماً عنها ولكن ؟ تكهنت بقسوة ، وهي تحضر القهوة

، فمن المحتمل ان يحتاجوا جميعاً الى شيء اقوى من النوع سهل التحضير قبل ان

ينقضي الصباح !
قال جيرالد :" دعيني اقوم بذلك" واخذ امر تحضير القهوة ووضع الفناجين على

الصينية بينما كانت سين تضع الخبز لتحمصه.
لم تضغط عليه ، ليس عليها ذلك ، تستطيع ان تخمن اكثر او اقل ما يمكن ان

يقوله لهما وكان على حق ، يستطيع ان ينتظر.
علق وولف بزدراء :" لم يكن لدي اي فكرة انك تحب المشاركة في الاعمال

المنزلية" عندما كان الرجل الآخر يحمل الصينية الى غرفة الجلوس.
نظرت سين اليه نظرت عتب وهي تحمل الطاولة القهوة لتضعها امامه حتى يضع

جيرالد الصينية عليها.
سالت سين باستهزاء:" سكر؟ " وهي تجلس لتسكب القهوة ، فمزاجه سيتحسن

بالمذاق الحلو!
لم تذهب محاولتها سدى ، فقوس حاجبيه :" فقط سوداء مثل العادة، شكراً" مثل

العادة، لا حظت سين ، وتوتر فمها وحاولت الاتلتقي بنظراته، وهي تناوله قهوته،

لماذا تضيع وقتها بمحاولة التبارز معه لفظياً ؟ فهي دائماً تخسر!
" اذا ، جيرالد " استدار ناحية الآخر ما ان تناولوا فناجين القهوة والخبز

المحمص:" ماذا عندك لتخبرني به وهو، كما يبدو، مهم الى درجة انك قدمت

لرؤيتي هنا بدلا من انتظار عودتي الى المدينه؟" اضاف قائلاً :" لا اذكر انك قد

قلت انك اتيت لرؤيتي...." ونظر الى الرجل الآخر بحاجبين مرفوعين بتساؤل.
اخبره جيرالد بفظاظة:" لن افعل ، اتيت في الواقع لرؤية سين لنفس السبب الذي

قدمت انت من اجله، لارى اذا كان هناك اي شيء تستطيع اخباري به فيما

يتعلق باختفاء ريبيكا" واستعلم برقة:" افهم ذلك ، وهل كان هناك؟".
عبس جيرالد من السؤال :" لم احظ بفرصة سؤالها بعد".
احست سين بالاسف تجاه جيرالد، ولكن لم يكن بيدها حيلة وهي تعرف تماماً ان

وولف مدفوع باكثر من مجرد اختفاء ريبيكا ، في الحقيقة ، في هكذا ظروف ،

فكرت انه من الافضل لو انها تبقى خارج الموضوع النقاش برمته!لكن كان

لوولف افكار اخرى !
دعاه بقسوة:" اذا ، هيا اسألها ، لقد كان لدي الانطباع بانه بسبب بقائكما في

المطبخ لمدة ، انكما ناقشتما الموضوع".
سارعت سين الى الاجابة :" لقد كنا مشغولين بتحضير الطعام " حقا لقد بدا يبدو

كعاشق غيور، شيء عرفاه معا انه لم يكن عليه :" واخشى انني لا استطيع ان

اضيف اي شيء على ما سبق ان اخبرتك به عن ريبيكا".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:04 PM

اضاف بسخط :" لطالما ، اعجبت بك ريبيكا ، انت تعرف ذلك، اللعنة، لقد ارادت الزواج منك!" .
وقال بتجهم:" ارادت ، ياجيرالد، فعل ماضي".
واضاف بخفة :" والآن بما انه يحق للمرأة ان تغير رأيها لاي سبب كان ، وطالما هي بخير مع هذا الشاب كما نفترض ، لن يصيبها سوء، انا لا ارى..."
كرر جيرالد بازدراء:" لن يصيبها سوء! فهي تقيم ، لا ادري اين، مع الشاب رينولدز، ولا تعتقد انه قد يصيبها سوء!" ارتفع صوته من شدة الغضب:" جيرالد ، ريبيكا تجاوزت الثامنه عشرة، وقد ذهبت معه برضاها ، لا ارى انه يمكن لاي منا ان يفعل اي شيء آخر".
" لكن كنتما على وشك الزواج!" وقف جيرالد لينظر الى وولف ، اوما وولف مهدئاً :" الآن ريبيكا قررت انها لا تريدني ولا تحبني".
رد عليه جيرالد بغضب:" ولكن ماذا عنك ؟ اذا كنت تحب ريبيكا حقاً لم تخليت عنها بهذه السهولة؟" اتهمه ويداه متقلصتان الى جانبه.
هز وولف كتفيه :" انا مهتم بريبيكا كثيراً ، وانا اكيد اننا كنا نستطيع المشاركة بزواج لا بأس به ، مبني على اساس الاهتمام المتبادل ، ولكن انا بالتأكيد لن الحق بها مثل صبي مغرم ، اذا كان هو المقصدك ، اذا كان رينولدز هو من تريد، فأنا اتمنى لها الخير" وانهى كلامه.
استمعت سين الى الحديث المتبادل دون ان تشارك فيه ، ماذا في استطاعتها قوله لتخفف من حدة التوترالقائم الآن بينما؟ ان تعرف وولف ازاء خروج ريبيكا من حياته يذكرها بالم شديد بالطريقة التي تصرف بها منذ سبع سنوات عندما اخبرته انها لن تتزوج منه.
" حسنا ، ربما لاتهتم بمنع ريبيكا من ارتكاب اكبر غلط في حياتها ، ولكن بالتاكيد انا افعل!"
قال وولف برقة:" انها ابنتك".
قال جيرالد باتهام:" كانت خطيبتك! من الواضح انك لم تعد مهتما بما يحصل لريبيكا. و..." وقطع كلامه فجأة ، وارتسمت على وحهه علامات ادراك لما يجري حوله، عندما نظر اولاً الى وولف وبعدها نظر الى سين، وبدا وجهها يلتهب من التعبير الذي رأته في نظراته، قبل ان يستدير الى وولف وابتسامة قد ارتسمت على فمه.
قال ببطء :" كم كنت غبياً ! ولكن مامدى اصابة كاحلك ياوولف؟" .
نظر الى الرجل الآخر بشك ، ليرد عليه وولف الذي وقف دون مساعدة العكازين ، واضعاً ثقله على قدميه الاثنتين كما لو لم يكن هناك اي ورم في كاحله . .اللعنة عليه!
"الى هذا الحد" ادرك جيرالد كارهاً نفسه ، والتفت لينظر الى سين ويقول:" لقد فوجئت بك ياسين " ثم قال بخيبة امل :" لابل انا مذهول هي الكلمة الملائمة لوصف ما اشعر الآن" اضاف هازا رأسه بذهول :" لااستطيع ان افهم شيئاً من هذا".
سارعت سين مؤكدة له : " ليس هناك من شيء غامض لتفهمه ، ان وولف قد لوى كاحله حقيقة، ولو رايته ليلة امس لعرفت تماماً لماذا لم انقله الى المدينه".
" والشيء نفسه يمكن ان يقال عن هذا الصباح ، ياسين" كان وولف من قال ذلك .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 08:07 PM

التفتت لتحدق به :" لم يكن هناك وقت لانقلك الى اي مكان هذا الصباح، فمع زيارة روجر المبكرة، وبعدها.. نعم ؟".
استفزها وولف بخبث عندما قطعت كلامها فجاة واحمر وجهها وهي تتذكر جيداً ماذا حصل بعدها، كم كرهته في تلك اللحظة.
هو في الحقيقة كان يحاول اهانتها امام جيرالد، ولكن لماذا ؟ لأنه اراد ان ينقذ كرامته بعد ان رفضته ريبيكا!
قالت له:" تستطيع العودة مع جيرالد الى المدينة!".
احست بشعور عميق بالارتياح من فكرة انه ليس عليها ان تقضي وقتاً اطول برفقته.
تابعت : " انا اكيدة من ان هناك الكثير لتتكلما عنه، وليس هناك افضل من فرصة الذهاب الى لندن" .
وبما ان الفكرة الان اصبحت واقعاً ، شعرت بالسعادة في اعماقها لضربة الذكاء التي قامت بها ، طبعاً يستطيع وولف الذهاب الى المدينة برفقة جيرالد، انه الحل الافضل.
لم يبد على وولف الارتياح ، والتكشيرة الداكنة عادت الى وجهه الآن وعيناه تلمعان بخطر وهو يحدق بها بسبب اقتراحها .
قال لها بحدة:" لا انوي الذهاب الى المدينة الآن، فانا اعتقد ان لدينا الكثير لنناقشه"
لم تستطع سين حتى النظر الى جيرالد وهو لا يزال يراقبهما بتمعن:" لقد سبق واخبرتك ياوولف، اذا غيرتما انت وريبيكا رأيكما بشأن زواجكما وقررتما المضي به بعد كل ماحدث ، فانا ساكون سعيدة بالمناقشة معكما في ما يختص بالترتيبات ، والا عملنا معا قد انتهى".
نظرت اليه متحدية طالبة منه ان يذهب الآن ، فهي بحاجة ماسة لأن تكون وحدها الآن لتلملم بقايا كرامتها.
رد وولف برقة :" هل انت...؟" ونظراته القاسية تتمعنها بغير رحمة واردف قائلاً:" ربما انت على حق" قال جازماً واستدار لينظر الى جيرالد:" هل تستطيع ان تنقلني الى شقتي؟".
لم يكن هناك من شك ان جيرالد يستطيع ، ولكن هل هو يريد ؟ هذا هو السؤال ، فبعد تعذيب وولف المقصود لسين ، فأن الرجل الآخر يشك بأنه قد حصل الكثير خلال عطلة الاسبوع هذه بينها وبين وولف ، ونظرا لما كانت عليه علاقة وولف بابنة جيرالد حتى الامس، فأن الرجل الاكبر سناً، له كل الحق ليشعر بالغضب لفكرة ما يكون قد جرى.
نظرت سين الى جيرالد بدورها وهما في انتظار جوابه، وبدا لوم صامت في عينيها . عبس عندما راى الاعتذار، ومن الواضح انه احتار من العلاقه التي تطورت ظاهرياً في الليلة واحدة بين خطيب ابنته والمرأة التي طلب منها المساعدة بشأن تلك الابنة بالذات للتحضير لحفل الزفاف.
لكن من خلال نظرة واحدة استطاع سبر اعماق سين.
استدار واوما لوولف بالموافقة قائلاً:" ربما نستطيع استغلال الوقت بالكلام، اذا كنت مستعداً للذهاب الآن...؟".
اوما وولف باقتضاب:" لايبدو ان هناك اي سبب للبقاء، اذا كنت لا تمانع الانتظار في السيارة؟".

http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:11 PM

بدا جيرالد وكأنه يمانع كثيراً :" ساكون في الخارج" .
قال بايماءة مختصرة :" الى اللقاء ياسين" .
وهو بالكاد نظر في اتجاهها قبل ان يرحل واغلق باب الكوخ وراءه بقوة.
كان الصمت الذي ساد بعد رحيله متوتراً الى درجة ان سين ارادت الصراخ، ويداها ملتويتان معا امامها وهي تدفع نفسها لرفع رقبتها والنظر الى وولف ، بدا وكان وجهه قد نحت من الصخر، هذا ما بدا عليه وجهه.
حاولت سين ان تدافع عن نفسها بالطريقة الوحيدة التي تعرفها وتزايد غضبها تجاهه بسبب العبارات التي قالها امام جيرالد :" لم تكن هناك ثمة حاجة لذلك"
بدا ثابتاً ورد بقسوة :" لم تكن هناك....؟" وعبست فيه .
لم يدافع عنها عندما اعطى جيرالد الانطباع بان هناك علاقة بينهما ، إلا انه جعل جيرالد ينفر منه ومنها، ادركت ذلك واتسعت عيناها غير مصدقة عندما عرفت ماذا حاول ان يفعل.
لم يصدقها عندما اخبرته ان لاشيء بينها وبين جيرالد .
او على الاقل اذا صدقها ، فأنه الآن تأكد بانه لن يكون هناك اي شيء بينهما. انه مازال قادراً ان يفعل اي شيء مثل هذا حتى بعد...
قالت له بكدر :" اخرج ، ياوولف ، فقط اخرج من هنا".
قال بقساوة:" ليس قبل ان تجيبي عن سؤال واحد".
في مايختص بسين لم تعتقد انه كان في الموقع من يشترط ، ولكنها شعرت بالاعياء في هذه اللحظة من محاولة الجدال معه :" ماهو ؟" وتنهدت بتثاقل.
لوى فمه :" كنت تعلمين بامر ريبيكا ورينولدز هذا ، اليس كذلك؟".
كان آخر ما توقعته منه هو هذا السؤال ، حتى انها فوجئت ، وعبست بوجهه وهو ينظر اليها مقطباً وجهه.
بللت شفتيها، وبلعت لعابها بصعوبة عندما رأت الغضب يلمع في عينيه الذهبيتين:" انا.."
" علمت " قال باستهجان عندما راى الشعور بالذنب على وجهها، ويداها متقلصتان الى جانبيها.
ردت مدافعة عن نفسها:" نعم ، علمت ان هناك احدا ما لم اعلم لا اسمه ولا اي شيء آخر، ولكنني علمت انه يعمل عند جيرالد".
توتر فم وولف :" ومع ذلك عندما قدمت الى هنا امس وسألتك اذا كانت ريبيكا قد اخبرتك بأي شيء آخر خلال مكالمتها الهاتفية لك، قلت انك لا تعرفين شيئاً لا !".
هزت سين رأسها، والتقت نظراتهما بتحد:" قلت انني اخبرتك بكل ما طلبت مني قوله".
" لكن ليس كل شيء تعلمينه" ادرك وولف مزدرياً نفسه والابتسامة الملتوية على الشفتيه لاتدعو للارتياح.
" حسنا ، الآن كلنا يعلم ، وانا اعلم اي نوع من النساء انت ياسين ".
بلعت سين ريقها مرتجفة :" واي نوع من النساء، انا ياوولف ؟" .
استفزته باشمئزاز ورهبة ولكن مع ذلك احتاجت لأن تعرف الجواب ... ونظر اليها ببرودة :" امراة من النوع الذي شعرت بمرارة وقسوة لما حدث بيننا منذ سبع سنوات وانها...".
عارضته سين:" هذا ليس صحيحاً!".

http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 08:15 PM

" انك تفعلين اي شيء لتعودي الي !"انهى وولف بقسوة ، وكل عضلات وشرايين جسده متوترة بغضب:" اهذا ماكان الامر عليه ... هل اردت ان ترمي بوجهي كل الضعف الذي احمله... تجاهك؟ من المؤسف ان جيرالد وصل وافسد اللحظة عليك!" .
نظرت اليه سين غير مصدقة ، لا يمكن حقاً ان يصدق مايقوله ، ولكنها تستطيع ان ترى الدموع المتجمعة في عينيها وقالت" فكر... كما تشاء.... ياوولف ولكن اتركني وحدي".
اكد لها بقسوة:" آه انا انوي ذلك وسوف ابعث باحد ما ليقود سيارتي، لذا امرنا لئلا نفعل ذلك لمدة سبع سنوات، لا ارى مانعاً في ان نستمر بذلك!"
انتظرت سين حتى سمعت صوت الباب يغلق خلفة ، اذا فهو قد تركها قبل ان تسمح لاهانته بان تفتت جسدها ، دفنت وجهها بين يديها وهي تبكي واحست بغصة في قلبها وكذلك..

http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:17 PM

الفصل العاشر..


قالت للفتاة الأخرى بحدة :" كلا ، ياريبيكا ، حقاً ، انا لا استطيع " وهما تجلسان حول مائدة الغداء.
اتصلت ريبيكا بالوكالة هذا الصباح بالذات لتطلب من سين موافاتها الى المدينة لتناول الغداء لان لديها شيئاً مهماً تريد مناقشته معها ، متوقعة بغطرستها كصبية ان لا شيء افضل لدى سين من الذهاب الى المدينة لمقابلتها. وكان لدى سين العديد من الاعمال لابقائها مشغولة .
فتحضيرات الافراح كانت تتجمع بزخم الآن ، كما اعتقدت منذو قبل ، ولكن نظرا لعلاقتهما القديمة، لم تشعر سين ان في استطاعتها ان ترفض طلب ريبيكا ، مع انها في هذه اللحظة تمنت لو انها فعلت ، لقد مضى اكثر من شهر على قدوم الرجل الذي ارسله ليأخذ السيارة وامتعته الاخرى، وباقة الورد التي تلقتها من ريبيكا والبطاقة المرفقة بها التي تحمل رسالة بسيطة:" شكراً لكل مساعدتك وتفهمك" ولم تسمع اكثر من ذلك عن عائلة هاركورت او وولف...
لم تتوقع بالتأكيد ان يكون اول اتصال لها بهم من جديد بعد كل ذلك الوقت من ريبيكا ، تسألها مرة اخرى المساعدة في تحضير ترتيبات الزفاف ! لم تستطع سين ان تتخيل ما جرى خلال الشهر الماضي ، ولكن ريبيكا كانت تشع بالسعادة ، ولا تظهر ايا من تلك الشكوك التي كانت واضحة على سلوكه منذ شهر .
وهي الشكوك نفسها التي جعلتها تهرب بدلاً من ان تمضي قدماً في الزواج من وولف ، يبدو ان كل شيء قد اصطلح مرة اخرى ، وريبيكا ارادت ان تعيد توظيف سين لتحضير كل الترتيبات .منتديات ليلاس




http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:19 PM

سألتها سين بعبوس :" هل يعلم والدك انك تتكلمين معي بخصوص هذا الموضوع؟" بالتاكيد جيرالد لن يكون سعيداً بخصوص هذا الامر ، بعد الانطباع الذي اعطاه وولف ذلك الصباح في كوخها.
ردت عليها ريبيكا بسعادة :" طبعا، عندما اخبرته انني ساتصل بوكالتك، كانت كلماته الحرفية ( لا اهتم بمن تتصلين ، طالما انك ستمضين في هذا الزواج هذه المرة وكانني لن افعل ) وابتسمت حالمة.
نظرت اليها سين بتفحص ، لم يكن هناك شك بالاختلاف الحاصل لريبيكا الآن. والسعادة تشع منها، ولكن هل هي حقيقة تستطيع ان تكون متأكدة من انها تفعل الامر الصحيح هذه المرة ؟ لم يكون هناك من مجال ابداً امام سين لتطلع الفتاة على ما جرى بينها وبين وولف منذ شهر ، هذا الى جانب ما حصل منذ سبع سنوات ، وكانت هناك باربرا تحوم في الماضي حياته، مثل غيمة داكنة تحجب نور الشمس والسعادة.
وقطبت سين سائلة ريبيكا:" هل انت متاكدة هذه المرة حقا ؟".
ردت الفتاة بدون تردد :" تماماً" .
"وولف ووالدك...في آخر مرة رأيتهما، لم يكونا على وفاق تام" .وجفلت سين من ذكر تلك المحادثة.
ردت ريبيكا بهزة من كتفيها:" آه، هما بخير الآن ، انها الاعمال فقط ، ان وولف سامحني على التصرف الغبي الذي قمت به" .
من الواضح ، ان سين انقبضت من الداخل ، ولكن هل ستسامحها ريبيكا اذا اكتشفت ما حدث في عطلة نهاية الاسبوع التي ذهبت فيها بعيداً لتفكر.
اكملت ريبيكا بخفة :" كثيرا ما ارى وولف ، حتى انه وافق... ان يكون شاهداً في عرسنا ".
نظرت اليها سين غير قادرة على الاستيعاب:" اتقصدين غلين هو العريس.....؟"
تابعت ريبيكا بسرور :" هذه كانت فكرتي".
غير واعيه لتعبير الذهول على وجه سين :" لقد اعتقدت انها ستكون تحية لطيفة، باعتبار انه كان متفهماً فسخ خطوبتنا ، اعتقد غلين ان وولف سوف يعاقبة ، لكنني اكدت له ان وولف رجل شهم لن يفعل ذلك ، وكنت على حق".
قطبت حاجبيها وعيناها الزرقاوان تلمعان :" قال وولف انه سيكون سعيداً لكونه الشاهد اذا لم يكن العريس ، هل رأيت كم انه رجل شهم".
وضحكت ريبيكا بخفة! انه غلين الذي تنوي ريبيكا الزواج منه ، اذا؟ وليس وولف ؟ ولكن سين رأت ان هنا مكمن المشكلة .
اعتقدت ذلك ، وكان اعتقادها خاطئاً !
فوجئت من نفسها عندما شعرت بالارتياح يغمرها لعلمها ان وولف لن يكون زوج ريبيكا في نهاية المطاف وليس عليها الآن ان تهتم بما سيفعله وولف بعد الآن ، ولكنها..
حاولت ان تقنع نفسها خلال الشهر الماضي بانها لن تهتم لامر وولف بعد الان، وكادت تعتقد انها نجحت الى ان اخبرتها ريبيكا ان الزفاف المخطط لشهر آب – اغسطس قد عاد الى الواجهة ، والالم من هاجسها بأن وولف على وشك الزواج قد قطعها كما تقطع السكين ، واوجعها في صدرها ، والان هي تعلم ان وولف ليس هو العريس المعني.
لم يكن عليها ان تشعر بمثل هذه السعادة حيال ذلك ، وما يفعله وولف في حياته لا يمهمها ، لكن! كم تمنت لو انه لا يهمها فعلا!


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:21 PM

في الحقيقة ، مع ان وولف لن يكون العريس ، فان الامر لم يعط اي اختلاف في الجواب الذي سوف تعطيه لريبيكا ، وولف سيكون الشاهد في العريس ، ولم يكن هناك من مجال لتجنب رؤيته مرة اخرى في آب- اغسطس او اي وقت آخر..
" هل والدك موافق على غلين الآن"
وقطبت جبينها وهي تتذكر مشاعر جيرالد في آخر مرة تكلمت معه بخصوص فكرة تورط ريبيكا مع البستاني.
تجهمت ريبيكا بتعاطف :" هو كذلك الآن " مظهرة لسين ان اقتناع والدها بصوابية اختيارها لغلين لم يكن سهلاً كما تمنت.
" لقد قدم قرضاً لغلين وهكذا يستطيع الانطلاق باعمال زراعية في ارضه طالما ان الأمر هو قرض فذلك مقبول ، فلغلين كبرياؤه وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بمال ابي، فهذا الذي اتعبني لاقناع غلين بأن يراعي مصلحتنا نحن الاثنين في المقام الاول!" انهت بازدراء.
استقامت سين في المقعدها واخبرت الفتاة وهي تشعر بالسعادة من اجلها :" انا سعيدة لأن الامور تحسنت بالنسبة لك ريبيكا ... ولكن؟".
تجهمت ريبيكا عندما احست بما سوف يلي ذلك .
نظرت اليها سين مبتسمة :" لقد حذرتك في البداية" وهزت كتفيها:" اخشى ان الاعمال قد زادت خلال الشهر الماضي ، ولن استطيع ترتيب حفلة زواج اخرى حتى آخر الشهر" شرحت بخفة شاكرة لكونها استطاعت قول الحقيقة ، ولكن لو ضغت ريبيكا عليها اكثر ، لكانت استطاعت حتما.
التعاقد بزفاف آخر ، ربما ، ولكن ليس ذلك الزفاف الذي سوف يقودها الى اي مكان تحتك فيه مع وولف!"
بدت ريبيكا خائبة الامل :" ولكن كيف تعتقدين ان غلين سيشعر حيال ذلك ، هل يحتمل ان ينتظر؟" وضحكت ريبيكا :" انا من اصرت على الزواج المبكر ، فانا لا اريد ان اعطيه وقتاً ليغير رأيه!".
ذكرتها سين :" كما فعلت " .
متفهمة قلق جيرالد من ان ذلك قد يحصل من جديد ، مع انها لا تعتقد ذلك ، فمن الواضح ان ريبيكا مفعمة بالسعادة لمجرد فكرة الزواج من غلين .
تجهمت ريبيكا :" اسبابي للهروب من الزفاف مع وولف مختلفة تماماً".
لم تشك سين في ذلك الجزء من السبب الذي كان اسمه باربرا .... قالت بجفة :" حسناً بما ان الأمور قد سويت الآن ، انا مسرورة جداً لاجلك ياريبيكا واتمنى لك ولغلين كل السعادة معاً ، انا فقط آسفة لعدم استطاعتي المساعدة في الترتيبات " هل ستسامح على هذه الكذبة ! كانت تستطيع اختلاق اي عذر كي لا تتورط بأي شيء يمكن ان يقربها من وولف اذا لم تملك عذراً كي لا تتورط بأي شيء يمكن ان يقربها من وولف اذا لم تملك عذراً كافياً صحيحاً.
ردت ريبيكا بحرارة : " وانا ايضا لدي الكثير لاشكرك عليه، لو لم تعطيني النصيحة لما كنت ملكت الشجاعة لاخبر ابي ، وولف بانني لا اريد الاستمرار بالزواج".
تجهتمت سين قائلة :" لا تخبري وولف بذلك ".
ضحكت الفتاة الاخرى بصوت ابح:" انه رائع . اليس كذلك؟" .
وبدا صوت سين عادياً عندما سألتها :" كيف حال كاحله الآن، افضل؟" .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:24 PM

اومات ريبيكا :" تماماً مع انه يعمل بجهد كبير من جديد، ربما انا لا احبه كفاية لكي اتزوجه ، ولكنني لا ازال اهتم لامره، فهو ليس سعيداً " .
برأي سين انه يستطيع الاعتناء بنفسه ، وتعاطف ريبيكا تجاهه لم يكن له داع ابداً :" فهو قد خسر خطيبته" ذكر الفتاة الاخرى بجفاء.
عبست ريبيكا قائلة :" وولف لم يكن يحبني اكثر مما كنت احبه ، فقد قرر فقط انه لم يعد شاباً وان الاوان لكي يتزوج ويؤمن وريثاً لثورنتون، طبعاً".
تمتمت سين بضعف :" رومانسي جداً!".
"آه ، ليس كما يبدو عليه الامر" وابتسمت ريبيكا لتعبير سين المزدري :" فشقيقه اليكس توفي في حادث تحطم طائرة منذ عدة سنوات وزوجته لم تكن تستطيع الانجاب . ولهذا، اعتقد ان وولف شعر بانه مضطر لانجاب الوريث".
الآن ادركت سين سبب عدم زواجهما ، واخيراً حصلت سين على الجواب الذي اعاد اليها الخوف من وولف الآن اكثر من اي وقت مضى...
تمتم وولف مزدرياً نفسه:" لن اضرب رأسي للمرة الثانية" وهو يحني رأسه ليتفادى السقف المنخفض وهو يدخل كوخها.
نظرت اليه سين بذهول ، كان آخر شخص تتوقع رؤيته واقفاً على عتبة بابها عندما ذهبت لترد على الدقات المتتالية على باب الكوخ!
لم يكن قد مضى وقت طويل على عودتها من العمل ، وكانت تحضر بعض الطعام لنفسها ،ولكنها تعرف انها لن تشعر برغبة في الطعام بعد رحيل وولف ! ماذا يفعل هنا ؟ .
لم تكن مجرد صدفة ، لقد اتى لرؤيتها في نفس اليوم الذ ي تناولت فيه الغداء مع ريبيكا ، ماذا حدث الآن ليجعله ياتي.
عندما التقيا في آخر مرة جعل الأمر يبدو واضحاً انه لايريد رؤيتها من جديد . شعرت بنفسها تتوتر وهي تنظر اليه عبر الغرفة.
استدار وولف عندما وصل الى المدفأة ورفع احد حاجبيه بخبث ، بينما كانت لاتزال متوقفة قرب الباب واحدى يديها تمسك الباب جيداً.
كان لايزال يرتدي ملابس العمل ، وهي احدى البذلات القبيحة التي تكرهها سين عليه وريبيكا كانت على حق ، بدا حقاً وكأنه يعمل بجهد شديد ووجهه مسحوق وقاس، وبدا كأنه قد خسر بعض الوزن منذ آخر مرة رأته فيها سين.
ماذا يهمها ان كان يعمل بجهد ام لا؟ انبت سين نفسها بحدة . ماذا يفعل هنا؟.
قال اخيراً باستغراب تشوبه خفة:" اخبرتني ريبيكا انكما تناولتما الغداء معاً اليوم" .
وسين لم تكن لتخدع للحظة بمقدمته العادية، ناظرة اليه بتشكك واومات بجفاء :" نعم".
لوى فمه بازدراء لقلقها الواضح :" قالت انك مشغولة في آب – اغسطس حتى انك لاتستطيعين مساعدتها في ترتيبات زفافها".
قالت سين :" هذا صحيح " وبدا توترها بدا يجعل رقبتها تؤلمها. " واذا كانت هذه زيارة عمل فساعات العمل في وكالتي تبدا من التاسعه حتى.." .
قاطعها وولف برقة، وعيناها متقاربتان :" انها ليست زيارة عمل يا سين".
اذن ماهي ؟ ليست زيارة اجتماعية ، بالتأكيد ! فهما لم يستطيعا التورط بهذه الانواع ! واكمل بصوت اجش :" قالت ريبيكا انك سألت عني اليوم".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:26 PM

صححت سين :" عن صحتك" واحست بالحرارة تغطي وجهها من الغيظ ، جعل الأمر يبدو كما لو انها سألت ريبيكا عن خصوصياته الحميمة :" كاحلك لاكون دقيقة".
" انه بخير الآن شكراً" .
" وولف...."
قاطعها بسهوله خلال سخطها :" عندما ارسلت امتعتي بعد تلك العطلة وجدت ان بعض الاغراض مفقودة " وكانت نظرته محكمة على وجهها الذي هرب اللون منه ، تاركاً اياها تبدو شاحبة ومهمومة اكثر من اي وقت مضى ! اغراض مفقودة..؟
رددت ببطء وهي تحاول كسب الوقت ، والاعياء في معدتها يزداد :" آه تعني اغراض الرسم خاصتك؟" حاولت ان تبدو لا مبالية :" لقد تصرفت بعصبية بسبب احضاري لها ولم اتصور انك تريد استعادتها" هزت كتفيها بخفة غير قادرة على النظر اليه.
لم يكن عليها ان تبقى هذه الاغراض ، ادركت ذلك على الفور، ومع ذلك كانت ستندم لتركها اياها ، فهي كانت لوولف الذي عرفته واحبته ، وولف الذي لم يعد موجوداً كما يبدو، ولكن لم يكن عليها التعلق بهذه الاشياء التي اعادت وولف الى حياتها مرة اخرى ، مع انه استغرق اكثر من شهر ليقرر العودة اليها....؟
التقت نظراتها بنظراته ورأسها مائل الى الوراء وشعرها الحريري الاشقر ينساب على كتفيها وسألته بفضاضة :" لماذا لم تعد ترسم يا وولف؟".
قال بقسوة :" للسبب نفسه الذي ادير صناعات آل ثورنتون من اجله الآن".
قالت غير مصدقة :" المال؟" لم تكن تستطيع ان تصدق حقاً ان عائلة ثورنتون بحاجة لمزيد من المال!
قاطعها قائلاً :" طبعاً لا...! لم يكن المال ابداً مهما بالنسبة لي ، انت تعرفين ذلك" عبست سين:" اذا كان غير مهم بالنسبة لك ، لماذا اذا تمضين كل يوم ، طيلة النهار في العمل لتجني منه اكثر؟".
صمتت لحظة ثم اضافت بنفاذ صبر :" نحن ندور في حلقة مفرغة هنا ياوولف "
" لقد قلت لي ذات مرة ماهو السبب تماماً ، يا سين ، إنه الشعور بالذنب ، وذلك السبب لم يتغير". واخذ نفساً عميقاً وتابع :" انا اكره صناعات آل ثورنتون ، لطالما كنت كذلك ، وسأظل كذلك " .
تأملت تلك النار المتقدة في عينيه ، وتعبيره القاسي ، وجسده المتشنج ، كل هذا كان يشير الى كرهه لكل القيود التي تكبله ؟ بسبب علاقته بزوجة اليكس ؟ هذا مريع حقاً ، بالطبع لم يكن هناك سبب ليعيش كذبة ، ليزيل من حياته اشياء مثل السعادة والضحك وليقوم بالعمل الذي يستمتع به اكثر ، ويشعر بأنه ملزوم على القيام به ، لأن هذا ماكان يعنيه الرسم بالنسبة اليه في الماضي .
سألها بنفاد صبر :" لماذا تنظرين الي هكذا يا سين ؟ لقد فسخت خطوبتنا للسبب نفسه منذ سبع سنوات !".
" سبع سنوات يا وولف وقت طويل لتغير الاشياء ، لو أردت ذلك ".
هز رأسه عابساً :" لم استطع استرجاع أليكس ".
" كان في امكانك إنهاء علاقتك بزوجته ." قالتها سين بازدراء وهي تتنفس بصعوبة من شدة غضبها .
أصبح وولف هادئاً كثيراً ، ومحدقاً بها :" ماذا قلت ؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:29 PM

هزت رأسها :" كان في إمكانك تغيير حياتك في اي وقت تريده ، بدلاً من ان تحاول اعادة التاريخ نفسه ، وتجلب ضحية بريئة اخرى الى خضم المعاناة التي سببتها انت وبربارا في حياتكما ، من حسن حظ ريبيكا انها ارادت من حياتها اكثر مما تستطيع انت ان تمنحها اياه كما هو واضح ، ولو انها لا تعرف بعلاقتك مع باربارا ، فهي على الأقل تعرف ما فيه الكفاية لتدرك ان زواجكما لن ينجح ، فيا له من فرار محظوظ قمنا به انا وريبيكا ".
وقف وولف وكأنه نحت من صخر ، لا يتحرك ولا يرمش له جفن ، فقط يحدق بسين وكأنه لم يرها من قبل .
كان صدر سين يعلو ويهبط من الأثر ، وكل لحظة تمرّ تزيد من غضبها ، كيف يجرؤ على القدوم الى هنا حتى ينبش كل هذا من جديد ؟ فهو لم يحلّ اي شيء . فقط اعاد كل الألم والمرارة ، عندما كانت هي في حاجة ماسة لتبدأ حياتها ...
تنفس وولف عميقاً ، بدا وكأنه يبحث عن الكلمات المناسبة وقال :" سين ..."
قاطعته ببرودة :" لا أدري لماذا اتيت الى هنا يا وولف ؟ ولكنني اتمنى ان ترحل من جديد وتدعني على الأقل اعيش حياتي بهدوء ".
" سين ، منذ سبع سنوات فسخت خطوبتنا بافتراض ما فعلته لأليكس " .
تجاهل وولف غضبها وهو يختار كلماته بعناية ، ولمع نور جديد غريب في عينيه :" وأيضاً ظننت انك ادركت ان كولينز هو من تحبين ".
" لقد احببت روجر دائماً إذ كان العائلة والأخ اللذين لم أحظ بهما مطلقاً!"
ازدرد وولف لعابه متشنجاً وجسده كله متوتر :" وهذا ما كان عليه الأمر دائماً بالنسبة لك " .
" أنا لا أرى ... سين أرجوك " .ولمعت عيناه بحدة ، ثم قالت بنفاد صبر :" هذا ما كان عليه الأمر دائماً وكل ما يمكن ان يكونه " .فهي لم تحب أحداً غير وولف ولن تحب غيره أبداً.
بلع وولف ريقه من جديد وقال ببطء :" وأليكس ، كيف تعتقدين أنني اذنبت بحقه منذ سبع سنوات ".
لوت فمها باحتقار :" أنا لا أعتقد ، لقد كنت مذنباً بشيء ما ، أنا عرفت ..."
أصرّ أكثر :" عرفت ماذا ؟".
" وولف ، ذهبت إلى الشقة تلك الليلة ، وتكلمت مع بابارا ، في الحقيقة لم أكن في حاجة الى ذلك " أضافت بمرارة :" فحقيقة أنها كانت في انتظارك مرتدية فقط قميص نوم كان يكفي لإفهام أي كان ما المقصود به ! مع العلم أنني لم افهم في البداية ، فقد كان على بابارا ان تقولها لي بصراحة قبل ان ادرك تماماً لماذا هي هناك ، حتى في ذلك الوقت لم استطع تقبّل حقيقة ما يحصل وفي نفس اليوم الذي قتل فيه زوجها ، اخوك ".
رد بجفاء :" باربارا قالت لك ذلك ؟".
" آه ، نعم ! لقد اخبرتني كل شيء عن العلاقة المستمرة بينكما منذ عدة سنوات ، وكيف أن أليكس أصبح متشككاً بكما ، ولهذا تورطت معي أكثر من أي واحدة من عارضاتك الأخريات ".
قال وولف ببطء :" لأبعد الشكوك عني وعن باربارا ؟".
" طبعاً ، عادة تقيم علاقات عابرة فقط مع عارضاتك ، ولكن هذه المرة احتجت لبعض التمويه عنك وعن زوجة أخيك ، ولهذا تورطت في الخطوبة ، لا اتصور انك نويت الزواج مني ابداً ".منتديات ليلاس





http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

يتبع

Rehana 20-09-09 08:32 PM

هزت رأسها بأسى على غبائها لمجرد التفكير بأن شيئاً مثل هذا قد حصل ...
" فليس هناك من عائلة أو اقارب للتخفيف من وقع الأمر عليها أو تفضي لهم بمشاعرها ، مجرد يتيمة سهلة تستطيع التخلص منها بمجرد ان تخف شكوك أليكس حولك وحول باربرا ".
انتفض وولف :" أنت مخطئة يا سين ...".
" كل ذلك الكلام عن زواجنا التقليدي " أكملت بصوت متألم :" الفستان الأبيض الواسع والكعكة المزينة بالكريما ، وعربة تجرها الخيول لنقل العروسين الى حفل الزفاف ".
أحست سين بالدموع تتجمع في مقلتيها وهي تردد الكلمات التي جرحها بها وولف في ذلك اليوم الذي التقيا فيه من جديد في منزل آل هاركورت ، لقد كان يعلم تماماً ما يقول في ذلك اليوم ، وكيف يجرحها تماماً ، فلم ينس قط أياً من الكلمات التي قالتها له والتي تتعلق بزفافهما .
صاح وولف :" " أنا لا أصدق ذلك " ويده تهتز قليلاً عندما أزاح شعره بعيداً عن وجهه ، وجه شاحب إلى درجة أنه بدا رمادياً . وتابع قوله :
" سين ، أنا لا أهتم بما قالته لك باربارا تلك الليلة أو أي ليلة أخرى ، كانت في شقتي تلك الليلة لأنني كنت في المستشفى مع أمي ، لقد تلقت صدمة شديدة ، بموت أليكس ، وادعت باربارا أنها لا تريد أن تكون وحدها في منزلها تلك الليلة " هزّ رأسه قليلاً بذهول :" لا أستطيع أن اصدق أننا كنا نتكلم عن شيئين مختلفين تماماً تلك الليلة ، ولم يكن هناك من داع لتلك السنوات السبع الضائعة ..." جلس فجأة وكأن رجليه لا تقويان على حمله .
الآن كان دور سين لتحدق به ولتحاول ان تفهم ذلك ، لقد حصلت لأمه صدمة شديدة تلك الليلة ، بطريقة ما اعتقدت أن ذلك حدث بعد وفاة اليكس ولكن ليس في نفس اليوم الذي مات فيه ، لم يكن لديها أي فكرة بأن هذا ما عناه وولف ذلك اليوم عندما اخبرها أن أمه انهارت .
لم لم يكن يعلم من يساعد اولاً ، امه المريضة جسدياً أم أرملة اخيه !
لكن ماذا عن الأقوال التي ذكرتها باربارا تلك الليلة ؟ ذكّرته بقوة :" لقد اعترفت بذنبك يا وولف " مقررة أن لا تظهر أي علامة تدل على ضعف وإلا سوف تضيع من جديد :" اخبرتني انك لن تنسى ما فعلته باليكس ".
عارضها بقوة :" ولكنني لم اقصد باربارا !" ووقف على قدميه من جديد وتحرك عبر الغرفة نحوها :" انا من كان يجب ان يكون في المروحية . يا سين ، انا الذي كان مفترضاً ان يموت !" .
عبست مدققة في قسمات وجهه ولم تفهم ، احتضن وولف كتفيها واصابعه تشدّ عليها بقوة وهو يهزها :" أنا من كان يجب أن يقوم بالرحلة يا سين ".
" ولكن ..."
" أنا الأبن الأكبر يا سين ".وهزّها من جديد :" ألا تفهمين ؟" وفجأة فهمت ، لقد اعتقدت اليكس دائماً الأبن الأكبر ، وأن وولف هو الأصغر ، ولكن اذا كان وولف هو الاكبر ،فهو الذي كان من المتوقع أن يأخذ مكان ابيه في صناعات آل ثورنتون ، ولكنه رفض لأنه اراد احتراف الرسم ، وهكذا لم يترك لأليكس اي خيار إلا ان يرتدي الثوب الذي رفضه اخوه وولف !
هزت رأسها والدموع تملأ عينيها من جديد ، ولكن هذه المرة كانت الدموع من اجل وولف ، لاجل الذنب الذي شعر به طوال سبع سنوات ، لأنه احس ان رحلة العمل تلك هو من كان يجب ان يقوم بها ، وهو من كان يجب ان يموت ، وليس اليكس .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif


يتبع

Rehana 20-09-09 08:35 PM

قالت له بصوت متألم :" انت مخطئ ، فاليكس كان يتمتع بكونه رئيس صناعات آل ثورنتون ، فهو كان سيبقى في الشركة حتى لو اردت ان تأخذ مكان الرئاسة بعد وفاة والدك ، اليكس كان رجل اعمال بكل مافي الكلمة من معنى ، وكان يتمتع بهذا " .قالت من دون ادنى شك :" وولف ، أنا اعتقد انه لو كنت او لم تكن في الشركة ، فلا يغير ذلك شيئاً ، انا اؤمن بأنه عندما يحين وقت موتك ، فهو يحصل ان في حادث تحطم طائرة او حادث سيارة او اسباب طبيعية بسيطة ". قالت له بحتمية :" ومامن شيء تستطيعه او تفعله يمكن ان يغير شيئاً من هذا الامر ".
اغلق عينيه متمايلاً بخفة :" لِمَ لم تقولي كل هذه الأشياء منذ سبع سنوات ؟" تأوّه بوهن ناظراً اليها من جديد :" لماذا ؟".
لأنها منذ سبع سنوات صدقت ما قالته باربارا ولم تعد الآن تصدقها ، فهي اكيدة من ان العلاقة كانت مجرد امنية في رأس باربارا .
لقد لعبت على قلة الثقة لدى سين ، وعدم اطمئنانها الى ان رجلاً مثل وولف من المحتمل ان يحب فتاة مثلها ، لم تعد لديها الآن نفس اسباب قلة الثقة ولكن ، كما قال وولف ان سبع سنوات مدة طويلة ...
نظرت اليه بعينين دامعتين :" لا تعرف كم تمنيت ان افعل .. آه يا وولف كم كنا غبيين !" لم تكن مسؤوليتها وحدها .
كان على وولف تحمل جزء منها ، فتعذيبه لنفسه بسبب اليكس لم يكن ضرورياً البتة ، وشعرت انها في حاجة لأن يؤكد لها انهما اخيراً سكونان معاً ، شعرت انه سيكون لديها هذا الشعور لوقت طويل .
تأوه قبل ان يحملها بين ذراعيه الى الكنبة وقبل ان تغيب عن الوعي .
نظرت اليه سين بحنان :" بعد ذلك ، هل هذا يعني اننا مخطوبان لبعضنا البعض من جديد ؟".
قال وولف بحدة :" كلا . لا يعني هذا " ونبرة صوته لم تدع مجالاً للجدال .
وتابع :" لقد اكتفيت من الخطوبات ، هذه المرة لن اعطيك فرصة لتغيري رأيك ، سوف نتزوج فوراً !"
داعبت شعرها بأصبعها :" ريبيكا قالت انك اردت الزواج فقط لكي تؤمن وريثاً لثورنتون" قالتها مستفزة، ولكن نظراتها كانت مركزة بفضول على وجهه الجميل المسترخي" .
"انا لست هارباً من الحقيقة ، في حالة ريبيكا ، نعم، هذا كان صحيحاً" اعترف بحزن :" ولكن فيما يخصنا ، انا اريدك انت فقط ، ولا اهتم ان لم ننجب اطفالاً"
كان كل مايهمه ، هو ، التعويض عن السنوات السبع التي افترقا فيما عن بعضهما ، ونظر اليها نظرة حالمة ، واكد لها بصوت متأثر :" انا احبك ياسين ، وساحبك الى الأبد".
لن تشك في ذلك ابداً من جديد ، وعرفت بعد هذه السنوات، كيف تتعامل مع اي معضلة قد تضعها كلوديا او باربرا في طريقة سعادتها وباربرا لا تشكل تهديداً لها ولم تكن قط .
حثته سين برقة:" ورسمك ياوولف ، هل ستعود اليه؟".
اجابها :" بالتأكيد ، ساعود الى الرسم مجدداً ، بعد عودة الجب الى قلبي".
بعد تلك اللحظات وجدت سين صعوبة في التفكير ، بعد ما نظر اليها مطولاً ، نظرة حنان وحب وشوق .
هذا ما كان لهما ، وما سيكون معهما دائماً ، التزامهما بالحب العميق لبعضهما


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7a20d7d0af.gif

تمــــت

Rehana 20-09-09 08:36 PM

أتمنى لكم قراءة ممتعة

وكل عــــــــام وأنتم بخير

ناعمة 20-09-09 11:50 PM

الف الف شكر حبيبتي
تسلم ايدك :)

Rehana 21-09-09 01:03 AM

الله يسلمك ..ناعمة

وعيد فطر سعيد

raseel 22-09-09 10:25 AM



thanx gomar 4 the nice novel

Rehana 27-09-09 07:20 PM

شكرا حبيبتي لمرورك

زهرة الماس 28-11-09 07:44 PM

يسلموووووووووووووووووووووووو00000000000تحياتي لكي

Rehana 29-11-09 03:35 PM

الله يسلمك ..زهرة

قماري طيبة 31-12-09 10:43 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 31-12-09 08:37 PM

حياك الله ..قماري

سفيرة الاحزان 28-04-10 02:49 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 17-06-10 06:22 AM

حياك الله ..سفيرة

الهيفاء 17-06-10 10:43 AM

رواية مميزة ورائعة جدا جدا، سلمت يداك وشكرا...

sadeka 17-06-10 07:38 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 18-06-10 12:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهيفاء (المشاركة 2346783)
رواية مميزة ورائعة جدا جدا، سلمت يداك وشكرا...

الأرووع مرورك ..الهيفاء

والله يسلمك يارب


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sadeka (المشاركة 2346988)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حياااااك الله

زهرة منسية 29-04-11 08:54 PM

واو واو واااااااااااااااااااااااو مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــره حــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــ ــــوه الروايه جــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــانــ ــــــــــــــــــ يسلموا اديكى يا قمر

ندى ندى 30-04-11 11:58 PM

رووووووووووووووووووووووووعه

Rehana 04-05-11 05:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2725681)
واو واو واااااااااااااااااااااااو مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــره حــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــ ــــوه الروايه جــــــــــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــــــــــانــ ــــــــــــــــــ يسلموا اديكى يا قمر


الاحلى حبيبتي نونا مرورك المميز وكلماتك الحلوووة ياعسل
الله يسلمك يارب .. لك ودي

Rehana 04-05-11 05:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 2726816)
رووووووووووووووووووووووووعه

الاروووع مرورك .. ندى
حفظت كلمتك :lol:

الجبل الاخضر 12-05-11 06:15 AM

:friends::welcome_pills3:اوه :55:روعه:55: روعه:55: روعه:55: مرررررررررررررره:7rkat: رمنسيه:friends: تهبل صراحه :ttf4555::peace:اختيار موفق وانتي :congrats:دايم كذا :55:مشالله عليك:friends::hR604426: ويبقيك لنا يارب :55:تسلم اناملك:4redf54r: وصاحبت الانامل:party0033: ننتظر جديدك بي فارغ الصبر:rdd12zp1:

Rehana 03-06-11 11:51 PM

كل هذا الحركات لي خضراء .. تسلمين حبيبتي
وجودك وكلماتك بتحمسني كثيرررررررررر.. ماننحرم من طلتك الحلوة
لك وودي

wedad r 31-07-11 04:02 PM

روايه رائعه وجميله جدا يسلمو

Rehana 17-11-11 11:54 PM

الاروووع والاجمل تواجدك .. والله يسلمك يارب

ساحرات 29-04-12 03:46 AM

شكرا على مجهودك الرائع

سومه كاتمة الاسرار 01-05-12 02:32 PM

سلمت الايادى ياسكر الروايه كانت جميله
:8_4_134:

Rehana 08-07-12 09:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحرات (المشاركة 3081855)
شكرا على مجهودك الرائع

العفووو .. الارووع تواجدك فيها

Rehana 08-07-12 09:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 3083990)
سلمت الايادى ياسكر الروايه كانت جميله
:8_4_134:

الله يسلمك يارب
كلك ذووق في كلامك سومتي ^^
منورة الرواية

ملك فارس 15-08-12 05:21 AM

جميله وراااااااااااااااااااااااااااااائعه وليس لها مثيل

Rehana 17-11-12 01:44 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
الاجمل والارووع مرورك فيها .. ملك
منورة الرواية

شمعة السماء 05-12-12 07:52 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
يسلمو ايديك عنجد رواية حلوة

fadi azar 05-01-13 05:52 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
رواية كتير حلوي مشكورة عليها

one star 17-03-13 09:55 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
رووووواية راااائعة تسلم ايدك يا عسسسل

قرة عين امي 25-03-13 03:36 AM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
اوه ريحانه نهاية سعيدو جداُ وغير متوقعة لم اكن اتصور وانا اقراء فصول الرواية ان تكون هذه النهاية لوولف وسين وان يكتب لهما القدر اللقاء مجدد والزواج ببعض بعد ما استطاعت باربارا المكيده لحبهما وتفريقهما عن بعض بحيلها واللعيبها الكاذبة كم اكرها
ريبيكا الفتاة المحظوظة فقد تخلصت من زواجها من وولف الفير مرحب به من قبلها وتزوجت غلين الذي وقعت في غرامه
روجز لقد كان نعم الصديق والاخ لسين
شكراً لك ريحانه علة هذا النقل المميز
تحياتي ... اسماء

Rehana 29-03-14 12:52 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمعة السماء (المشاركة 3228619)
يسلمو ايديك عنجد رواية حلوة

الله يسلمك يارب

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3247923)
رواية كتير حلوي مشكورة عليها

العفووو اخي فادي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة one star (المشاركة 3292980)
رووووواية راااائعة تسلم ايدك يا عسسسل

الله يسلمك يارب

Rehana 29-03-14 01:04 PM

رد: 506- والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس (كاملة)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرة عين امي (المشاركة 3297755)
اوه ريحانه نهاية سعيدو جداُ وغير متوقعة لم اكن اتصور وانا اقراء فصول الرواية ان تكون هذه النهاية لوولف وسين وان يكتب لهما القدر اللقاء مجدد والزواج ببعض بعد ما استطاعت باربارا المكيده لحبهما وتفريقهما عن بعض بحيلها واللعيبها الكاذبة كم اكرها
ريبيكا الفتاة المحظوظة فقد تخلصت من زواجها من وولف الفير مرحب به من قبلها وتزوجت غلين الذي وقعت في غرامه
روجز لقد كان نعم الصديق والاخ لسين
شكراً لك ريحانه علة هذا النقل المميز
تحياتي ... اسماء

تعليق جميل منك حبيبتي اسماء
وسعدت فيه جدا
العفووووو
حياك الرحمان

لبني سرالختم 08-03-15 06:51 AM

رد: 506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
حلوووووووووووووووووووه

Sadeel 08-03-15 04:58 PM

رد: 506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
لي تعليق مفصل إن شاءالله بس بعد ماخلص قرايه ويعطيك الف الف عافيه 💋

bent al gharb 29-01-17 06:26 PM

رد: 506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
chokran jazilan

nourhana 30-11-21 11:22 PM

رد: 506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة )
 
شكراااااااا


الساعة الآن 11:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية