4- لا ترغبه عدوا 0
مرت أشهر عديدة والأرض لم تزل تتوق للامطار ، ثابرت روبين على القيام بسقى الزرع من ماء النهر 0 وفى مطلع كل شهر قصدت روبين مزرعة الجبل الازرق لدفع المال المتوجب عليها 0 كانت تتأمل بحسد وشوق خلال رحلتها الى المزرعة ، خصب أراضى السيد مورناى والماء الغزيرة المتوفرة فى جميع أرجائها 0 بينما يتوجب عليها وأسرتها العمل الشاق اليومى للحصول على انتاج ضئيل 0 كم قلقت روبين كلما مر شهر على زيارتها 0 هل سيكون بامكانها جمع المال المطلوب فى الوقت المناسب ؟ واذا حصل وفشلت هل سيسمح لها دين مورناى بمزيد من الوقت ؟ أم انه سيقرر انهاء العقد ؟ وكم من مرة تفحصت ملامح وجهه بحثا عن ومضة حنان وشفقة ، علها ستحتاج لها فى المستقبل حين ستضطر لطلب المزيد من الوقت لتسديد الدفع 0 وفى كل مرة زارت مزرعة الجبل الازرق ، كانت زيارتها قصيرة ، رسمية ومختصرة 0 وعندما تجد دين مورناى ، تكتفى بتسليم المال الى كلاريسا كانت تفضل ألا تراه لأنها ترتبك لرؤيته وتثور فى داخلها عواطف مجهولة 0 انتهى الفصل الرابع http://www.liilas.com/vb3كانت عائدة من رحلتها اليومية الى النهر لاحضار الماء ، حين ظهر امامها حصان دين مورناى 0 فرفعت رأسها ورأته ينظر اليها والدهشة بادية فى عينيه 0 فسألته قائلة : هل انت بخير ؟ تبدو وكأنك رأيت شبحا 0 -ماذا تفعلين بدلو الماء هذا ؟ تساءلت روبين عن معنى الغضب فى صوته 0 فوضعت دلو الماء على الأرض وحاولت التقاط انفاسها 0 نظرت اليه وأجابت : لماذا يغضبك ما افعله ؟ -اتعنين انك تجهلين سبب غضبى ؟ أجابت بالنفى ثم همت بالعودة الى عملها حين امسك بذراعها بعنف وقال: ما معنى هذه اللعبة الجديدة ؟ -انك تؤلمنى 0 حاولت الافلات من قبضته لكنه كان مصرا على التمسك بها واجاب:اتركك حين تجيبين على سؤالى 0 -كيف أجيبك وأنا لا أفهم معنى السؤال ؟ -لم أصدق حين سمعت 0000 كان صوته باردا قاسيا ارتعشت له روبين كطير خائف وقالت : لم تصدق ماذا ؟ تقلص وجهه وأجاب : صحيح انك تقومين بسقى الزرع بدلو الماء الذى تحضرينه من النهر ؟ أجابته بدون تردد : نعم 0 وتساءلت لماذا يهمة الامر ؟ فأضافت قائلة الاثرياء قليلون هذه الايام سيد مورناى 0 -نادنى دين ولنضع حدا للرسميات 0 -دين 000 شرع يحدق بها لبرهة قصيرة ثم قال : اذن ، فهى قصة حقيقية 0 -صحيح ، فنحن نحصل على مائنا من النهر 0 لم تزل روبين تجهل معنى غضبه ولن تدعه يلاحظ انه اغاظها بزيارته هذه ، ثم سألها :لكن 00 لماذا ؟ -لأن الزرع يحتاج للسقى 0 -من ماء النهر المحملة بدلو ؟ -أعلم انها طريقة بدائية لكن 000 -لكن الامر بات أشبة بمهزلة 0 هل يعتقد أنها اختارت القيام بعملها اليومى على هذا النحو ، كيف يجرؤ على مخاطبتها وكأنها طفلة لا تبالى لخطورة الموقف ؟ -هل تخشى ألا أستطيع ان أقوم بدفع القسط الشهرى ؟ أطلق ضحكة عالية وأجاب : تعلمين جيدا أننى سأنهى عقد الرهن حين تفشلين فى الدفع 0 -تماما ما كنت ترغب القيام به منذ البداية 0 -صحيح فذلك يسعدنى الى حد بعيد 0 -ارتعش صوتها وهى تقول : لكنك وعدت باعطائنا فرصة جديدة 0 - لو علمت الحقيقة لما فعلت ذلك 0 كم آلمها صمته البارد الجاف القاسى : انك فى حالة غضب شديد لا أعلم سببه 0 لم يجب دين للحظات طويلة ، راحت خلالها عيناه تتفحصان وجه روبين الاسمر الجميل وقامتها النحيلة الرشيقة ثم قال : اننى لا أفهم طباعك 0 زال الغضب من صوته وبقيت مرارة لاتعلم روبين سبب وجودها ثم أضاف : تقول كلاريسا ان براءتك مصطنعة ، تماما كتمثيلك دور الرجل منذ مدة 0 لكننى اتساءل احيانا عن صحة هذا القول 0 -أمن عادة كلاريسا تقرير رأيك نيابة عنك ؟ ابتسم دين وقد أدهشه سخريتها واجاب : لا طبعا 0 حتى لو حاولت فلن تفلح ، فأنا اقرر رأيى بنفسى 000 لكنك سألتنى عن سبب غضبى الشديد فالجواب على ذلك ، هو اكتشافى المشقة التى تواجهك يوميا لسقى الحقل بواسطة دلو من الماء ، وكأننى رجل اقطاعى لا يرحم عبيده 0 -غير صحيح 00 فنحن نتقاضى المال من عملنا ولا مبرر لشعورك بالشفقة نحونا اذ اننا مدينون لك بمبلغ من المال علينا تسديدة 0 توقفت روبين قليلا ثم نظرت اليه بتساؤل وقالت : هل افهم من حديثك أنك تفكر باعفائنا من الدفع ؟ أطلق دين ضحكة رنانة ، احتقن لسماعها وجه روبين وقال : عزيزتى روبين 000 هنالك حدود للاحسان وانا بلغت هذه الحدود 0 -اذن ماذا تحاول ان تقول ؟ -أرغب بشراء مزرعة كرانيتكوب 0 كم أدهشها جوابه أولا ، ثم تسمرت فى مكانها واشتعل الغضب داخلها فأجابت : اذا كان سعيك الوحيد هو الاستيلاء على ما هو ملكنا وبسعر رخيص اذن فالجواب لا0 لا 0 والف لا0 -اهدأى يا صغيرتى 000 لا تتسرعى بحكمك 0 لماذا تعتقدين أننى سأحتال عليك بالسعر ؟ -ألست على صواب ؟ -لن تعلمى ذلك الا اذا كنت مستعدة للتفاوض بأمر البيع 0 -لا أقوى على ذلك فكرانيتكوب منزلنا الوحيد 0 لاحظ دين نظرة الكآبة التى غمرت عينيها فسألها بلطف : هل تخبئين أمرا ما ؟ أجابته بتردد : وعدت امى قبل وفاتها بأن نبقى معا كأسرة واحدة مهما حصل 0 -أفهم شعورك 000 لكن من المستحيل ان تكملى عملك على هذا النحو 0 -لاخيار لى سوى ذلك 0 -اذا اشتريت مزرعة كرانيتكوب يمكنك واخوتك المكوث معى فى مزرعة الجبل الازرق 0 نظرت روبين اليه بتعجب 0 كم أرادت تفجير دموعها السجينة ، فعرضه جيد جدا ويضع حدا لمتاعبها 0 لكن وجود كلاريسا فى المزرعة يعقد الامور ويجعل قبولها لهذا العرض مستحيلا فاجابته : لا مستحيل 0 -ولماذا ؟ -علينا الاحتفاظ بكرانيتكوب 0 -يا لك من فتاة عنيدة 000 كم عمرك ؟ -عشرون سنة 0 أخبرتك ذلك من قبل 0 - اخبرتنى اشياء اخرى لا صحة لها 0 وظهرت ابتسامة رقيقة على وجهه ثم اقترب منها رافعا وجهها بيده محدقا بعينيها الواسعتين 0 وتسارعت دقات قلبها وسارت فى عروقها أحاسيس مجهولة 0 فاضاف بهدوء : انك فتاة نادرة يا روبين سلون 0 ثم ابتعد عنها قليلا واستمر قائلا : حان الوقت للعودة الى العمل 0 دعينى أساعدك 0 وسألته بدهشة : انت ؟ -نعم أنا 0 -لكن 000 لماذا ؟ -هل يهم السبب؟ -حسنا 000 كما تشاء 0 كانت روبين تعتقد ان دين مورناى لا يصلح للعمل فى الحقل ، ثم ما لبثت ان اكتشفت خطأها 0 قضى دين النهار بطوله وهو يحضر الماء من النهر لسقى الزرع ولم يظهر عليه التعب أبدا 0 وبين الحين والاخر كانت روبين تختلس نظرة سريعة ناحيته ، ولمحت فى عينيه نظرة غاضبة علمت أنها ناتجة عن اصرارها بالاحتفاظ بالمزرعة 0 أحست بقوة وسحر وجودة جانبها ، وتساءلت عما ستكون رده فعل كلاريسا لو رأت دين مورناى يعمل مع روبين جنبا الى جنب 0 كانت الشمس على وشك ان تغيب حين أنهى دين عمله فشكرته روبين ، مقدرة مساعدته مهما كان هدفها 0 وقبل رحيله التفت ناحيتها وقال : روبين 000 اريدك أن تعدينى شيئا 0 -ماذا ؟ -أعلم أنك واثقة من قدرتك على الاعتناء بنفسك ، لكن ينتابنى القلق كلما فكرت بك 0000 -الجواب لا 0 لن أبيع المزرعة 0 -روبين 000 لم أكمل حديثى بعد 0 -آسفة 0 -انك ولا شك فتاة بارعة لكن ربما تتعرضين لمتاعب مختلفة ، حيث انك فى فتاة فى مطلع عمرك وبمفردك ولا يوجد أحد لحمايتك سوى اخوتك الاصغر سنا 000 كانت روبين تعلم جيدا أنه يتذكر الخطر الذى تعرضت اليه من المتشرد 0 ثم أضاف دين قائلا : كنت سأطلب منك وعدا 0 -حسنا ما هو ؟ ارتبكت روبين لوجوده قربها وارتعش جسمها 0 ترى ما هو الوعد الذى يصر على الحصول عليه ؟ -اذا اعترضتك أية مشكلة ، أريد منك ان تأتى الى لاستشارتى 0 أومأت روبين بالايجاب 0 وقال دين بعد أن أخذ وجهها بين يديه : حسنا 0 اتفقنا اذن 0 ولمحت روبين فى عينيه نظرة حنان ودفء ، ابتهج لها قلبها 000 وفاجأها دين بمعانقتها مما جردها من قدرتها على التفكير بوضوح 0 كانت واثقة انه سمع دقات قلبها ، ثم ابتعد عنها بسرعة خاطفة 0 اعتلى صهوة حصانه واختفى خلف الاشجار وفى ظلمة المساء 0 أخذت روبين تتذكر بعد رحيله ، معانقته لها 0 أكانت فعلا معانقة هيام أم مجرد لمسة لا أثر فيها لأى حب وشوق ؟ لكن مهما كانت فلا شك أنها جعلت الارض تدور حول روبين ، وهزت أعماقها من جذورهاوحملتها الى ما فوق الغيوم ، وأفقدتها اتصالها بالحاضر ، وأحست كأنها محمولة على اجنحة الى نجمة اختطفتها الى عالم جديد لا يسكنه احد 0 جلست روبين حول مائدة الطعام فى المساء ، ولم تجد اى شهية للاكل 0 كانت ما تزال تحت سحر العناق الذى جمعها بدين قبل رحيله 0 نظرت اليها آنا بقلق وقالت : روبين هل أنت بخير ؟ -طبعا 000 أشعر بقليل من التعب فقط 0 -عليك بتناول طعامك لاستعادة نشاطك 000 هل اقلقك السيد مورناى ؟ -لا 000 أبدا 0 -ألم يهددك مثلا ؟ -يهددنى ؟ تفاجأت روبين لهذا السؤال اذ كان دين فى هذا الحين محور افكارها ، لكن لسبب يختلف تماما عما تعتقده آنا 0 فأضافت روبين قائلة : لا 000 لم يهددنى أبدا 0 وفكرت روبين بمعنى تصرفات دين تجاها اليوم 0 فقد أظهر صفات لم يحاول التلاعب بعواطفها للتوصل الى هدفه ، وهو الاستيلاء على المزرعة ؟ رفض قلبها هذه الامكانية البغيضة 0 لكن عقلها أبى أن ينكرها 0 لماذا يهتم دين مورناى بروبين فى حين تسكن منزله حسناء فاتنة تفوق روبين جمالا ورقة وأنوثة 0 لابد أن دين يسعى وراء هدف ما وعليها أن تكون حريصة 0 جعلتها هذه الفكرة تستعيد اتصالها بالواقع وشرعت تتناول طعامها مدركة أهمية الاعتناء بصحتها وقوتها الجسدية للمثابرة فى عملها 0 فلن تدع لدين أى فرصة تؤهله انهاء الرهن 0خيم على قلبها شعور بالحزن 0 كان من السهل مقاومة دين مورناى حين لم يعن لها شيئا ، لكن بعد اليوم بات شعورها نحوه مختلفا جدا وعلمت انه آخر انسان تريده كعدو لها 0 |
5- طارت 000 وسكنت نجمة 0
جلست روبين بعد العشاء فى غرفتها ، تعد لائحة التكاليف الشهرية التى يتوجب دفعها 0 انهمكت فى عملها للحظات طويلة حتى ملت منه ، فقررت الخروج للتنزه فى الحديقة لعلها تستعيد نقاوة تفكيرها 0 كانت روبين تعلم مصدر قلقها وارتباكها 0 احتاجت الى الاختلاء بنفسها ،فربما توضحت لها عواطفها 0 تذكرت أيام الدراسة حين كانت تستمع الى صديقاتها يتحدثن عن مغامراتهن المختلفة 0 وكم شعرت أنها تختلف عنهن 0 كانت تفضل ركوب الخيل على الخروج برفقة صبى الى حفلة راقصة مثلا 0 ومرارا ما قرأت روبين قصصا عاطفية ، حين اجبرها الطقس الممطر على المكوث فى البيت ، لكنها لم تجد أى ارتباط لها بالواقع ، ولم تترك فى نفسها أى أثر 0 ها هى تدرك اليوم ، أنها فعلا تعانى من شعور ولد فى داخلها منذ أيام لكنها تجاهلت وجوده 0 كان الحب بالنسبة اليها شعورا لاتعلم عنه شيئا 0 حتى انها اعتقدت انه اختبار ستواجهه يوما ، ولم تدع نفسها تفكر به لوقت طويل ، اذ كانت دائما منهكة بأمور أخرى لا علاقة لها بالعواطف اطلاقا 0 انتهى الفصل الخامسhttp://www.liilas.com/vb3والآن ماذا حل بها ؟ لماذا يتجاوب قلبها بهذه القوة مع دين مورناى ؟ فهو أشبة برجل متزوج 0 أليست كلاريسا المرأة التى ستحل مكانة زوجته فى المستقبل ؟ وحملتها ذكرياتها الى ذلك اليوم ، حين قابلته لأول مرة واعتقد بأنها رجل 0 أرادت أن تكون متساوية له 0 لكن مستحيل ! فهى تعلم الأن أنه قبل بتمديد مهلة الدفع لاسباب شخصية تخصه ، ولم يكن قبوله تجاوبا لتوسلاتها 0 كم بدا لها ذلك اليوم فى الماضى ، وكم تغيرت مشاعرها منذ ذلك الحين ! الأن تريد دين مورناى أن يعاملها كامرأة 0 ان يودها ، ويريدها 000 وراحت روبين تتنزة بين الأشجار ، تتنشق عبير الازهار الاستوائية ، وتتأمل نجوم الليل التى تلمع فى السماء الصافية 0 تسرب التعب الى جسمها فقررت العودة الى غرفتها 0 هرعت الى خزانة الثياب وتناولت منها ثوب أمها الرائع الذى سبق أن ارتدته من قبل ، ونزعت ثيابها وارتدته من جديد ، وراحت تتأمل نفسها فى المرآة 0 فالثوب يلائم قامتها النحيلة وخصرها الرشيق 0 كانت قماشته من النسيج الحريرى الصقيل ، ولونه مشرقا ، ارتدته والدتها لحضور الحفلات العديدة التى كانت تذهب اليها برفقة زوجها قبل انتقالها الى المزرعة 0 جعلها الثوب تشعر بانوثة لم تألفها من قبل 0 فجلست امام المرآة تسرح شعرها ثم تناولت بعض ادوات التجميل وراحت اناملها التى تفتقد للخبرة تضع أحمر الشفاة وكحل العين ، وحين نظرت الى نفسها من جديد ، رأت فى المرآة صورة مختلفة تماما 0 وفجاة سمعت صوتا خفيفا خلفها ينادى : روبين 0000 فالتفتت بسرعة وقد أدهشها رؤية دين مورناى فى غرفتها 0 فهى لم تسمع وقع خطواته مطلقا 0 بقيا يحدقان أحدهما بالاخر بدون التفوة بأى كلمة 0 وكاد قلب روبين يخترق جسمها 0 حاولت ان تبتسم لكن تقلص عضلات وجهها جعل الامر صعبا 0 فقالت بصوت مبحوح : لم أسمعك تدخل 0 طرقت على الباب ولم يرد أحد 0 ارى أنك مشغولة 000 كم بدت عيناه لامعتين ! كان يحدق اليها بدهشة ، متفحصا وجهها الطرى والطريقة التى تهدل بها الثوب فوق قامتها 0 تذكرت روبين أنه سبق وان رأى كتفيها العاريتين من قبل وكم انتابها الخجل حينذاك 0 أما الآن فشعورها مختلف 0 فهما بمفردهما فى هذه الغرفة التى يضيئها نور الشمعة 0 وفى ذهن روبين لم تزل تجول اسئلة عديدة 0 ترى أيعتبرها دين امرأة بكل ما فى هذه الكلمة من عطر ومعنى ؟ فسألها دين قائلا : من أين لك هذا الثوب ؟ -كان لأمى 0 -ولماذا ؟ ترتدينه أنت الآن ؟ -كنت أجربه فقط 0 لم أتوقع دخولك المفاجئ الى غرفتى 0 -اردت اعلامك بأمر ما 0 وحين وجدت الباب مفتوحا دخلت 0 -وما هو هذا الامر ؟ -سأخبرك فيما بعد 0 لكن أريد ان أعلم أولا هل انت ذاهبة الى حفلة رقص ؟ -لا 0 اردت أرتداء الثوب لارضاء فضولى فقط ، هل يعجبك ؟ -انه حقا جميل 0 تشجعت روبين لهذا الاطراء واقتربت من دين قليلا وقالت : دين 000 هل أبدو فيه كامرأة ؟ أجاب دين والابتسامة تعلو وجهه : طبعا 000 مستحيل ان اعتقد انك روبرت 0 وحين رأى خيبة الأمل على وجهها أضاف : تبدين حقا رائعة 000 فاتنة 000 جذابة جدا 0 وابتهج قلب روبين واقتربت من دين لشدة فرحتها وقالت : دين 000 أرجوك عانقنى 0 -روبين ! -أرجوك دين ، تماما كما فعلت اليوم قبل رحيلك 0 جمد دين فى مكانه 0 كيف تشرح له روبين أن ما تحتاجه هو برهان لما قاله حين وصفها بجذابة 0 -دين أرجوك 000 اقترب منها اكثر وقال : روبين أتعلمين كم لى من العمر ؟ -لا 0 -خمسة وثلاثون 0 كان صوته قاسيا 0 فهمست روبين بلطف : لا ابالى لعمرك 0 جذبها دين نحوه وعانقها بلهفة ، أحست روبين أنها تحلق ، التفت ذراعاها حول عنقه مداعبة بأناملها الرقيقة شعره الأسود المجعد ، وأحست بروحها تلتصق بروحه ، ومن جديد غادرت روبين هذا الكوكب الى كوكب آخر فوق النجوم ، ولم تعد تشعر بثقل وزنها على الارض وكأن الجو فقد جاذبيته 0 وعندما ابتعد عنها دين تفاجأت روبين لجفائه وصاحت بيأس : دين 0000 -يكفى هذا 0 واغرقت عيناها بالدموع 0 -ألا تعلمين ما تفعلين ؟ أنت الآن أشبة بحورية البحر المستلقية فوق صخرة ، تجذب بحارة السفينة لهلاكهم 0 هزت روبين راسها واحست انها فقدت دين من جديد ، اذ وسع الشق بينهما ولم تعد قادرة على الاقتراب منه 0 –أهى كلاريسا السبب وراء غضبك ؟ - كلاريسا ! وضحك دين ثم اضاف : أعانق من أشاء ومتى أشاء 0 لكن كلاريسا على الاقل تحتك بفئة من الناس تناسبها 0 -لاأفهم ما تعنى بذلك 0 -أخبرتك عن عمرى ، أتذكرين ؟ -نعم أذكر 0 وفهمت روبين حينئذ ما يقصده دين وغمرها شعور بالخجل 0 فهى خيبت أمله بها ، ولابد انه يعتبرها عديمة الخبرة ولم يجد أى متعة فى معانقتها 0 فقال مقاطعا حبل تفكيرها : تفهمين ما احاول قوله أليس كذلك ؟ -طبعا 0 -اذن لننسى ما حدث هنا الليلة 0 أن تنسى ! أبدا 000 لكنه سينسى ما حصل اذ لم يعن له الامر شيئا ، فحاولت روبين التصنع بالهدوء ونجحت فى اظهار ابتسامة على شفتيها 0 وقال دين : سأرحل الآن 0 طابت ليلتك يا صغيرتى 0 وحين اقترب من الباب التفت من جديد وقال بصوت جدى : دعى الأبواب مقفلة ، لاتعرضى نفسك واختك للخطر ، اذ يمكن لأى عابر سبيل ان يستغل الموقف أم أن هذا ما تريدينه ؟ تملكها غضب شديد كما لم تشعر من قبل أبدا واجابت : اذهب الى الجحيم دين مورناى 0 -حسنا سأذهب ، لكن لم أخبرك عن سبب مجيئ لزيارتك بعد 0 جئتك بأدوات جديدة للاستعمال فى الحقل 0 فهل يهمك الامر ؟ -لاشكرا 0 أجابت بجفاء 0 حتى لو كانت قلبيا ترغب بتزويد المزرعة ببضاعة جديدة ، لكنها أبت ان تقبل احسانه وفى ظروف كهذه فاجاب : لننسى ذلك أيضا اذن 0 نامى بسلام 0 -بكل تأكيد 0 وغادر دين مورناى 0 وبقيت تزرع أرض الغرفة بخطواتها المضطربة 0 آوت الى فراشها وحاولت دون جدوى ان تستسلم للنوم 0 لكن فى قلبها كانت تتصارع عواطف مضادة ومتشابكة 000 تتنقل بين خيبة الأمل وشعور خفى بالاثارة 0 تساءلت عما اذا كان يمكن لها ان تنسى دين مورناى والعناق الذى ضمهما 0 ايمكنها نسيان صدره الواسع ودقات قلبه تندمج مع دقات قلبها ؟ كم أرادت أن تبقى فى طيات حنانه وان ينساها الزمن 0 فى الصباح كانت منهكة من التعب ، لكنها أرغمت نفسها على مغادرة فراشها ولم تستجب لرغبية جسمها الجامحة بالبقاء فى فراشها والاسترخاء 0 تذكرت كلمات دين مورناى حين وصفها بحورية البحر 0 دل وصفة على انها رائعة الجمال ، ولم تجد اى علاقة لها بهذا التشبية 000 فهو يلائم كلاريسا أكثر فهى الحسناء الجذابة التى تسحر الرجال بطريقتها المغرية 0 فى أى حال لم يعد يهمها ما قاله دين ، فأمامها يوم عمل 0 فارتدت ثياب العمل ثم تذكرت ما قالته لها أمها يوما : روبين سيأتى اليوم الذى ستتخلين فيه عن تصرفاتك الصبيانية ، اذ سيأتى رجل يوقظ فى داخلك شعورا بالانوثة والحنين للاحساس بأنك امرأة 0 ويبدو أن اليوم اتى وظهر الرجل المنتظر 0 لكن لماذا شاء القدر ان يقع هذا الحدث المهم فى هذا الوقت المعين من حياتها ، وعلى يد رجل لا أمل لها بامتلاك قلبه أبدا ؟ |
ميرسى ليك قماري طيبة ويعطيكى الله الف عافية |
6- مخلب الهرة 0
ومرت الأيام 000 وحاولت روبين بجهد ان تطرد دين مورناى من تفكيرها فانهمكت بعملها وبدأت تقطف ثمار الجهد المتواصل الذى بذلته خلال الأشهر الماضية ، اذ انتجت المزرعة ما يكفى من المال لدفع قسط الرهن الشهرى ، ومزيدا من المال ادخرته روبين لتتمكن من اعادة المياه الى المزرعة فى المستقبل القريب 0 وفى مطلع الشهر ، حين آن الأوان لدفع القسط الشهرى للسيد مورناى ، أرسلت ميكى ليقوم بهذه المهمة بدلا عنها 0 ارادت تفادى رؤية دين مورناى من جديد ، لكنها لم تستطيع مقاومة شعورها بالندم والخيبة لرؤية ميكى ينطلق على ظهرحصانه متوجها الى مزرعة الجبل الازرق ، فلقاء دين مورناى أهم ما يريده قلبها وآخر ما يريده عقلها وهكذا يتفاعل الصراع داخلها 0 http://www.liilas.com/vb3غابت الشمس وهمت روبين بالعودة الى المنزل ، حين سمعت حصانا يقترب ناحيتها ، أدركت مباشرة انه دين مورناى 0 التقى نظرهما وبقيا يحملقان احدهما بالآخر دون التفوه باى كلمة 0 تأملت روبين يديه الميسطرتين على الحصان بقوة وسلطة 0 يداه اللتان أمسكتا بها بشوق ولهفة حاملتين اياها الى ما فوق النجوم ، وكان قميصه يلتصق بجسمه مظهرا عضلات صدره القوية 0 وشفاه الممتلئتان تظهران ابتسامة خفيفة ، أما عيناه الرماديتان فتحملان نظرة غامضة أقلقت روبين ، فارتعشت وتسمرت فى مكانها 0 كم حاولت ان تبقى هادئة وهى امامه وان تنسى كيف عانقها وجذبها اليه وكأنه يرغبها بكل جوارحه 0 لكن لرؤيته من جديد عادت هذه الذكرى الى مخيلتها بوضوح 0 وانتابها شعور انه لم ينسى ما حصل ايضا 0 كان دين اول من اخترق الصمت حين قال : حسنا روبين 0 -حسنا ؟ -هل كل شئ على ما يرام ؟ -نعم 0 هل استلمت قسط هذا الشهر ؟ -نعم 0 كان صوته ساخرا وكأنه يعلم السبب وراء ارسال المال بواسطه ميكى 0 -اذن ماذا تريد ؟ ضحك دين مورناى لسماع نبرة صوتها الغاضبة ، ونزل عن حصانه واقترب منها ثم امسك بوجهها بين يديه محدقا بعينيها وقال : هل أخيفك ؟ -لا0 وابتسم من جديد واجاب : لم أعد أعلم متى تقولين الحق ، جئتك بدعوة 0 -دعوة ؟ -دعوة لحفلة سأعدها فى منزلى ، يتخللها الرقص وتناول العشاء 0 والدعوة تشمل جميع أفراد أسرتك 0 فماذا تقولين ؟ -أقبل دعوتك بكل سرور 0 يسر روبين حضور الحفلة ، خاصة بعد مضى وقت طويل منذ حضرت آخر حفلة 0 ونظرت اليه وقد احتل اللطف عينيها بدلا من الغضب وقالت : ماذا تريدنى أن أرتدى 0 -ارتدى ثوبا جميلا طبعا هل لديك ما يلائم ؟ -لدى الثوب الذى كنت ارتديه ذلك المساء 000 وتوقفت قليلا تلتقط أنفاسها ثم تابعت : أتذكر الثوب ؟ -طبعا 0 |
-ألم يعجبك ؟ -أعجبنى لحد بعيد لكنه يلائم حفلة حفلة راقصة رسمية ، ستحتاجين لثوب مختلف لهذه المناسبة يا صغيرتى 0 صغيرة ! ها هو ينطق بهذه الكلمة البغيضة من جديد فابتعدت عنه بغضب فقال : ما الذى فعلته الان ؟ -يغيظنى حين تطلق على كلمة ( صغيرة ) لم أعد طفلة بعد الآن ، ربما لم تلاحظ بعد لكننى امرآة 0 وجذبها اليه وداعبت أنامله وجهها الرقيق وقال : انك فعلا امرآة ، لكنك ما زالت طفلة فى بعض الأمور لذلك 000 وتلاشت كلماته وكأنه يخاطب نفسه فسألته روبين قائلة : ماذا ؟ كان يحدق بها 0 غابت السخرية عن وجهه فأضافت روبين تخاطبه : دين 0000 ماذا كنت تقول ؟ -قلت اننى اريدك أن تشترى لنفسك ثوبا يلائم الحفلة ولآنا ايضا 0 سأرسل كلاريسا لترافقكما الى المدينة 0 -دين 000 واقتربت منه اكثر فصاح قائلا: روبين كفى عن تعذيبى ، من الأفضل لك ان تهتمى برجل من عمرك0 لا شعوريا ، وكأن موجة من الغضب سحقتها كليا ، رفعت روبين يدها وصفعته على وجهه ، شحب لونه وظهرت فى عينيه شرارة خطيرة فقال لها : ربما انت هرة ماكرة ، لكن لا تحاولى ان تعيدى ما فعلته الآن مرة اخرى 0 -وربما انك عجوز لكن لا تخاطبنى بهذه الوقاحة مرة اخرى 0 وبقيا يحدقان احدهما بالاخر لمدة طويلة كانت يداه حول خصرها فأبعدها عنه بعنف وتوجه نحو حصانه ورحل 0 أدركت روبين ، بعدها ، انها لن تراه بعد الأن الا بشان عمل فى كل حال هذا أفضل لكليهما 000 لكن كيف تتحرر من هذه الكآبة المخيمة على قلبها ؟ فهى لم ترغب يوما ان يصبح دين مورناى مهما فى حياتها الى هذه الدرجة 0 فلمجرد رؤيته يكتسب نهارها معنى وفرحا ورونقا لا مثيل لهم 0 وخضعت روبين للأمر الواقع وهو انه لن يكون بينها وبين دين أى اتصال فى المستقبل ، سترسل ميكى لدفع القسط الشهرى كلما حان الوقت 0 لم تصدق روبين عينيها حين رأت سيارة تقترب من المزرعة يوما 0 وقفت تتساءل عن هوية الزائر ، حين اتضح لها انها كلاريسا 0 دهشت وبعد ان زالت عنها الصدمة اقتربت من السيارة لتستقبل زائرتها 0 كانت كلاريسا تتألق بثوب رائع وقد اعتنت بمظهرها الى آخر حد 0 وابتسمت لرؤية روبين وقالت : عزيزتى روبين تسرنى رؤيتك من جديد 0 -أهلا كلاريسا 0 كم تمنت روبين ان توازى كلاريسا انوثة واتزانا ورشاقة 0 فبثيابها المهملة الصبيانية وشعرها المبعثر ، انكمشت روبين على نفسها ، وشعرت بأنها طفلة حين تقارن نفسها بهذه السيدة الانيقة الجذابة 0 وتذكرت روبين ان عليها التصرف بتهذيب وقالت : هل تتفضلين الى الداخل ؟ -بكل سرور 0 فاصطحبتها الى شرفة المنزل حيث تتدلى من الجدران نباتات وأزهار من جميع الانواع 0 منها أزهار الكاميليا والازيليا 0 كانت روبين تفضل الشرفة على أى مكان آخر فى المنزل اذ تشرف على جبال خضراء شامخة 0 بدا التعجب على وجه كلاريسا ، حين رأت روبين تحضر صينية محملة بالمرطبات والكعك الطازج الذى طهته آنا لتوها 0 تناولت كلاريسا عصير الليمون المنعش ، ثم همت بالتطرق الى سبب زيارتهاالمفاجئة0 فقالت : روبين متى سيسنح لك ولآنا الوقت بمرافقتى الى المدينة ؟ |
الساعة الآن 08:21 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية