منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t119166.html)

dede77 17-09-09 10:38 PM

4- لا ترغبه عدوا 0
مرت أشهر عديدة والأرض لم تزل تتوق للامطار ، ثابرت روبين على القيام بسقى الزرع من ماء النهر 0 وفى مطلع كل شهر قصدت روبين مزرعة الجبل الازرق لدفع المال المتوجب عليها 0 كانت تتأمل بحسد وشوق خلال رحلتها الى المزرعة ، خصب أراضى السيد مورناى والماء الغزيرة المتوفرة فى جميع أرجائها 0 بينما يتوجب عليها وأسرتها العمل الشاق اليومى للحصول على انتاج ضئيل 0 كم قلقت روبين كلما مر شهر على زيارتها 0 هل سيكون بامكانها جمع المال المطلوب فى الوقت المناسب ؟ واذا حصل وفشلت هل سيسمح لها دين مورناى بمزيد من الوقت ؟ أم انه سيقرر انهاء العقد ؟ وكم من مرة تفحصت ملامح وجهه بحثا عن ومضة حنان وشفقة ، علها ستحتاج لها فى المستقبل حين ستضطر لطلب المزيد من الوقت لتسديد الدفع 0 وفى كل مرة زارت مزرعة الجبل الازرق ، كانت زيارتها قصيرة ، رسمية ومختصرة 0 وعندما تجد دين مورناى ، تكتفى بتسليم المال الى كلاريسا كانت تفضل ألا تراه لأنها ترتبك لرؤيته وتثور فى داخلها عواطف مجهولة 0
كانت عائدة من رحلتها اليومية الى النهر لاحضار الماء ، حين ظهر امامها حصان دين مورناى 0 فرفعت رأسها ورأته ينظر اليها والدهشة بادية فى عينيه 0 فسألته قائلة : هل انت بخير ؟ تبدو وكأنك رأيت شبحا 0
-ماذا تفعلين بدلو الماء هذا ؟
تساءلت روبين عن معنى الغضب فى صوته 0 فوضعت دلو الماء على الأرض وحاولت التقاط انفاسها 0 نظرت اليه وأجابت : لماذا يغضبك ما افعله ؟
-اتعنين انك تجهلين سبب غضبى ؟
أجابت بالنفى ثم همت بالعودة الى عملها حين امسك بذراعها بعنف وقال: ما معنى هذه اللعبة الجديدة ؟
-انك تؤلمنى 0
حاولت الافلات من قبضته لكنه كان مصرا على التمسك بها واجاب:اتركك حين تجيبين على سؤالى 0 -كيف أجيبك وأنا لا أفهم معنى السؤال ؟
-لم أصدق حين سمعت 0000
كان صوته باردا قاسيا ارتعشت له روبين كطير خائف وقالت : لم تصدق ماذا ؟
تقلص وجهه وأجاب : صحيح انك تقومين بسقى الزرع بدلو الماء الذى تحضرينه من النهر ؟
أجابته بدون تردد : نعم 0
وتساءلت لماذا يهمة الامر ؟ فأضافت قائلة الاثرياء قليلون هذه الايام سيد مورناى 0
-نادنى دين ولنضع حدا للرسميات 0
-دين 000
شرع يحدق بها لبرهة قصيرة ثم قال : اذن ، فهى قصة حقيقية 0
-صحيح ، فنحن نحصل على مائنا من النهر 0
لم تزل روبين تجهل معنى غضبه ولن تدعه يلاحظ انه اغاظها بزيارته هذه ، ثم سألها :لكن 00 لماذا ؟
-لأن الزرع يحتاج للسقى 0
-من ماء النهر المحملة بدلو ؟
-أعلم انها طريقة بدائية لكن 000
-لكن الامر بات أشبة بمهزلة 0
هل يعتقد أنها اختارت القيام بعملها اليومى على هذا النحو ، كيف يجرؤ على مخاطبتها وكأنها طفلة لا تبالى لخطورة الموقف ؟
-هل تخشى ألا أستطيع ان أقوم بدفع القسط الشهرى ؟
أطلق ضحكة عالية وأجاب : تعلمين جيدا أننى سأنهى عقد الرهن حين تفشلين فى الدفع 0
-تماما ما كنت ترغب القيام به منذ البداية 0
-صحيح فذلك يسعدنى الى حد بعيد 0
-ارتعش صوتها وهى تقول : لكنك وعدت باعطائنا فرصة جديدة 0 - لو علمت الحقيقة لما فعلت ذلك 0
كم آلمها صمته البارد الجاف القاسى : انك فى حالة غضب شديد لا أعلم سببه 0 لم يجب دين للحظات طويلة ، راحت خلالها عيناه تتفحصان وجه روبين الاسمر الجميل وقامتها النحيلة الرشيقة ثم قال : اننى لا أفهم طباعك 0
زال الغضب من صوته وبقيت مرارة لاتعلم روبين سبب وجودها ثم أضاف : تقول كلاريسا ان براءتك مصطنعة ، تماما كتمثيلك دور الرجل منذ مدة 0 لكننى اتساءل احيانا عن صحة هذا القول 0
-أمن عادة كلاريسا تقرير رأيك نيابة عنك ؟
ابتسم دين وقد أدهشه سخريتها واجاب : لا طبعا 0 حتى لو حاولت فلن تفلح ، فأنا اقرر رأيى بنفسى 000 لكنك سألتنى عن سبب غضبى الشديد فالجواب على ذلك ، هو اكتشافى المشقة التى تواجهك يوميا لسقى الحقل بواسطة دلو من الماء ، وكأننى رجل اقطاعى لا يرحم عبيده 0
-غير صحيح 00 فنحن نتقاضى المال من عملنا ولا مبرر لشعورك بالشفقة نحونا اذ اننا مدينون لك بمبلغ من المال علينا تسديدة 0
توقفت روبين قليلا ثم نظرت اليه بتساؤل وقالت : هل افهم من حديثك أنك تفكر باعفائنا من الدفع ؟
أطلق دين ضحكة رنانة ، احتقن لسماعها وجه روبين وقال : عزيزتى روبين 000 هنالك حدود للاحسان وانا بلغت هذه الحدود 0
-اذن ماذا تحاول ان تقول ؟
-أرغب بشراء مزرعة كرانيتكوب 0
كم أدهشها جوابه أولا ، ثم تسمرت فى مكانها واشتعل الغضب داخلها فأجابت : اذا كان سعيك الوحيد هو الاستيلاء على ما هو ملكنا وبسعر رخيص اذن فالجواب لا0 لا 0 والف لا0
-اهدأى يا صغيرتى 000 لا تتسرعى بحكمك 0 لماذا تعتقدين أننى سأحتال عليك بالسعر ؟
-ألست على صواب ؟
-لن تعلمى ذلك الا اذا كنت مستعدة للتفاوض بأمر البيع 0
-لا أقوى على ذلك فكرانيتكوب منزلنا الوحيد 0 لاحظ دين نظرة الكآبة التى غمرت عينيها فسألها بلطف : هل تخبئين أمرا ما ؟
أجابته بتردد : وعدت امى قبل وفاتها بأن نبقى معا كأسرة واحدة مهما حصل 0
-أفهم شعورك 000 لكن من المستحيل ان تكملى عملك على هذا النحو 0
-لاخيار لى سوى ذلك 0
-اذا اشتريت مزرعة كرانيتكوب يمكنك واخوتك المكوث معى فى مزرعة الجبل الازرق 0
نظرت روبين اليه بتعجب 0 كم أرادت تفجير دموعها السجينة ، فعرضه جيد جدا ويضع حدا لمتاعبها 0 لكن وجود كلاريسا فى المزرعة يعقد الامور ويجعل قبولها لهذا العرض مستحيلا فاجابته : لا مستحيل 0
-ولماذا ؟
-علينا الاحتفاظ بكرانيتكوب 0
-يا لك من فتاة عنيدة 000 كم عمرك ؟
-عشرون سنة 0 أخبرتك ذلك من قبل 0
- اخبرتنى اشياء اخرى لا صحة لها 0
وظهرت ابتسامة رقيقة على وجهه ثم اقترب منها رافعا وجهها بيده محدقا بعينيها الواسعتين 0 وتسارعت دقات قلبها وسارت فى عروقها أحاسيس مجهولة 0 فاضاف بهدوء : انك فتاة نادرة يا روبين سلون 0
ثم ابتعد عنها قليلا واستمر قائلا : حان الوقت للعودة الى العمل 0 دعينى أساعدك 0
وسألته بدهشة : انت ؟
-نعم أنا 0
-لكن 000 لماذا ؟
-هل يهم السبب؟
-حسنا 000 كما تشاء 0
كانت روبين تعتقد ان دين مورناى لا يصلح للعمل فى الحقل ، ثم ما لبثت ان اكتشفت خطأها 0 قضى دين النهار بطوله وهو يحضر الماء من النهر لسقى الزرع ولم يظهر عليه التعب أبدا 0 وبين الحين والاخر كانت روبين تختلس نظرة سريعة ناحيته ، ولمحت فى عينيه نظرة غاضبة علمت أنها ناتجة عن اصرارها بالاحتفاظ بالمزرعة 0 أحست بقوة وسحر وجودة جانبها ، وتساءلت عما ستكون رده فعل كلاريسا لو رأت دين مورناى يعمل مع روبين جنبا الى جنب 0 كانت الشمس على وشك ان تغيب حين أنهى دين عمله فشكرته روبين ، مقدرة مساعدته مهما كان هدفها 0 وقبل رحيله التفت ناحيتها وقال : روبين 000 اريدك أن تعدينى شيئا 0
-ماذا ؟
-أعلم أنك واثقة من قدرتك على الاعتناء بنفسك ، لكن ينتابنى القلق كلما فكرت بك 0000
-الجواب لا 0 لن أبيع المزرعة 0
-روبين 000 لم أكمل حديثى بعد 0
-آسفة 0
-انك ولا شك فتاة بارعة لكن ربما تتعرضين لمتاعب مختلفة ، حيث انك فى فتاة فى مطلع عمرك وبمفردك ولا يوجد أحد لحمايتك سوى اخوتك الاصغر سنا 000
كانت روبين تعلم جيدا أنه يتذكر الخطر الذى تعرضت اليه من المتشرد 0
ثم أضاف دين قائلا : كنت سأطلب منك وعدا 0
-حسنا ما هو ؟ ارتبكت روبين لوجوده قربها وارتعش جسمها 0 ترى ما هو الوعد الذى يصر على الحصول عليه ؟
-اذا اعترضتك أية مشكلة ، أريد منك ان تأتى الى لاستشارتى 0
أومأت روبين بالايجاب 0 وقال دين بعد أن أخذ وجهها بين يديه : حسنا 0 اتفقنا اذن 0
ولمحت روبين فى عينيه نظرة حنان ودفء ، ابتهج لها قلبها 000 وفاجأها دين بمعانقتها مما جردها من قدرتها على التفكير بوضوح 0 كانت واثقة انه سمع دقات قلبها ، ثم ابتعد عنها بسرعة خاطفة 0 اعتلى صهوة حصانه واختفى خلف الاشجار وفى ظلمة المساء 0 أخذت روبين تتذكر بعد رحيله ، معانقته لها 0 أكانت فعلا معانقة هيام أم مجرد لمسة لا أثر فيها لأى حب وشوق ؟
لكن مهما كانت فلا شك أنها جعلت الارض تدور حول روبين ، وهزت أعماقها من جذورهاوحملتها الى ما فوق الغيوم ، وأفقدتها اتصالها بالحاضر ، وأحست كأنها محمولة على اجنحة الى نجمة اختطفتها الى عالم جديد لا يسكنه احد 0
جلست روبين حول مائدة الطعام فى المساء ، ولم تجد اى شهية للاكل 0 كانت ما تزال تحت سحر العناق الذى جمعها بدين قبل رحيله 0 نظرت اليها آنا بقلق وقالت : روبين هل أنت بخير ؟
-طبعا 000 أشعر بقليل من التعب فقط 0
-عليك بتناول طعامك لاستعادة نشاطك 000 هل اقلقك السيد مورناى ؟
-لا 000 أبدا 0
-ألم يهددك مثلا ؟
-يهددنى ؟
تفاجأت روبين لهذا السؤال اذ كان دين فى هذا الحين محور افكارها ، لكن لسبب يختلف تماما عما تعتقده آنا 0 فأضافت روبين قائلة : لا 000 لم يهددنى أبدا 0
وفكرت روبين بمعنى تصرفات دين تجاها اليوم 0 فقد أظهر صفات لم يحاول التلاعب بعواطفها للتوصل الى هدفه ، وهو الاستيلاء على المزرعة ؟ رفض قلبها هذه الامكانية البغيضة 0 لكن عقلها أبى أن ينكرها 0 لماذا يهتم دين مورناى بروبين فى حين تسكن منزله حسناء فاتنة تفوق روبين جمالا ورقة وأنوثة 0 لابد أن دين يسعى وراء هدف ما وعليها أن تكون حريصة 0
جعلتها هذه الفكرة تستعيد اتصالها بالواقع وشرعت تتناول طعامها مدركة أهمية الاعتناء بصحتها وقوتها الجسدية للمثابرة فى عملها 0 فلن تدع لدين أى فرصة تؤهله انهاء الرهن 0خيم على قلبها شعور بالحزن 0 كان من السهل مقاومة دين مورناى حين لم يعن لها شيئا ، لكن بعد اليوم بات شعورها نحوه مختلفا جدا وعلمت انه آخر انسان تريده كعدو لها 0
انتهى الفصل الرابع http://www.liilas.com/vb3

dede77 18-09-09 08:52 PM

5- طارت 000 وسكنت نجمة 0
جلست روبين بعد العشاء فى غرفتها ، تعد لائحة التكاليف الشهرية التى يتوجب دفعها 0 انهمكت فى عملها للحظات طويلة حتى ملت منه ، فقررت الخروج للتنزه فى الحديقة لعلها تستعيد نقاوة تفكيرها 0 كانت روبين تعلم مصدر قلقها وارتباكها 0 احتاجت الى الاختلاء بنفسها ،فربما توضحت لها عواطفها 0 تذكرت أيام الدراسة حين كانت تستمع الى صديقاتها يتحدثن عن مغامراتهن المختلفة 0 وكم شعرت أنها تختلف عنهن 0 كانت تفضل ركوب الخيل على الخروج برفقة صبى الى حفلة راقصة مثلا 0 ومرارا ما قرأت روبين قصصا عاطفية ، حين اجبرها الطقس الممطر على المكوث فى البيت ، لكنها لم تجد أى ارتباط لها بالواقع ، ولم تترك فى نفسها أى أثر 0 ها هى تدرك اليوم ، أنها فعلا تعانى من شعور ولد فى داخلها منذ أيام لكنها تجاهلت وجوده 0 كان الحب بالنسبة اليها شعورا لاتعلم عنه شيئا 0 حتى انها اعتقدت انه اختبار ستواجهه يوما ، ولم تدع نفسها تفكر به لوقت طويل ، اذ كانت دائما منهكة بأمور أخرى لا علاقة لها بالعواطف اطلاقا 0
والآن ماذا حل بها ؟ لماذا يتجاوب قلبها بهذه القوة مع دين مورناى ؟ فهو أشبة برجل متزوج 0 أليست كلاريسا المرأة التى ستحل مكانة زوجته فى المستقبل ؟
وحملتها ذكرياتها الى ذلك اليوم ، حين قابلته لأول مرة واعتقد بأنها رجل 0 أرادت أن تكون متساوية له 0 لكن مستحيل ! فهى تعلم الأن أنه قبل بتمديد مهلة الدفع لاسباب شخصية تخصه ، ولم يكن قبوله تجاوبا لتوسلاتها 0
كم بدا لها ذلك اليوم فى الماضى ، وكم تغيرت مشاعرها منذ ذلك الحين ! الأن تريد دين مورناى أن يعاملها كامرأة 0 ان يودها ، ويريدها 000 وراحت روبين تتنزة بين الأشجار ، تتنشق عبير الازهار الاستوائية ، وتتأمل نجوم الليل التى تلمع فى السماء الصافية 0 تسرب التعب الى جسمها فقررت العودة الى غرفتها 0 هرعت الى خزانة الثياب وتناولت منها ثوب أمها الرائع الذى سبق أن ارتدته من قبل ، ونزعت ثيابها وارتدته من جديد ، وراحت تتأمل نفسها فى المرآة 0 فالثوب يلائم قامتها النحيلة وخصرها الرشيق 0 كانت قماشته من النسيج الحريرى الصقيل ، ولونه مشرقا ، ارتدته والدتها لحضور الحفلات العديدة التى كانت تذهب اليها برفقة زوجها قبل انتقالها الى المزرعة 0
جعلها الثوب تشعر بانوثة لم تألفها من قبل 0 فجلست امام المرآة تسرح شعرها ثم تناولت بعض ادوات التجميل وراحت اناملها التى تفتقد للخبرة تضع أحمر الشفاة وكحل العين ، وحين نظرت الى نفسها من جديد ، رأت فى المرآة صورة مختلفة تماما 0 وفجاة سمعت صوتا خفيفا خلفها ينادى : روبين 0000
فالتفتت بسرعة وقد أدهشها رؤية دين مورناى فى غرفتها 0 فهى لم تسمع وقع خطواته مطلقا 0 بقيا يحدقان أحدهما بالاخر بدون التفوة بأى كلمة 0 وكاد قلب روبين يخترق جسمها 0 حاولت ان تبتسم لكن تقلص عضلات وجهها جعل الامر صعبا 0 فقالت بصوت مبحوح : لم أسمعك تدخل 0
طرقت على الباب ولم يرد أحد 0 ارى أنك مشغولة 000
كم بدت عيناه لامعتين ! كان يحدق اليها بدهشة ، متفحصا وجهها الطرى والطريقة التى تهدل بها الثوب فوق قامتها 0 تذكرت روبين أنه سبق وان رأى كتفيها العاريتين من قبل وكم انتابها الخجل حينذاك 0 أما الآن فشعورها مختلف 0 فهما بمفردهما فى هذه الغرفة التى يضيئها نور الشمعة 0 وفى ذهن روبين لم تزل تجول اسئلة عديدة 0 ترى أيعتبرها دين امرأة بكل ما فى هذه الكلمة من عطر ومعنى ؟ فسألها دين قائلا : من أين لك هذا الثوب ؟
-كان لأمى 0
-ولماذا ؟ ترتدينه أنت الآن ؟
-كنت أجربه فقط 0 لم أتوقع دخولك المفاجئ الى غرفتى 0
-اردت اعلامك بأمر ما 0 وحين وجدت الباب مفتوحا دخلت 0
-وما هو هذا الامر ؟
-سأخبرك فيما بعد 0 لكن أريد ان أعلم أولا هل انت ذاهبة الى حفلة رقص ؟
-لا 0 اردت أرتداء الثوب لارضاء فضولى فقط ، هل يعجبك ؟
-انه حقا جميل 0
تشجعت روبين لهذا الاطراء واقتربت من دين قليلا وقالت : دين 000 هل أبدو فيه كامرأة ؟
أجاب دين والابتسامة تعلو وجهه : طبعا 000 مستحيل ان اعتقد انك روبرت 0
وحين رأى خيبة الأمل على وجهها أضاف : تبدين حقا رائعة 000 فاتنة 000 جذابة جدا 0
وابتهج قلب روبين واقتربت من دين لشدة فرحتها وقالت : دين 000 أرجوك عانقنى 0
-روبين !
-أرجوك دين ، تماما كما فعلت اليوم قبل رحيلك 0
جمد دين فى مكانه 0 كيف تشرح له روبين أن ما تحتاجه هو برهان لما قاله حين وصفها بجذابة 0
-دين أرجوك 000
اقترب منها اكثر وقال : روبين أتعلمين كم لى من العمر ؟
-لا 0
-خمسة وثلاثون 0
كان صوته قاسيا 0 فهمست روبين بلطف : لا ابالى لعمرك 0
جذبها دين نحوه وعانقها بلهفة ، أحست روبين أنها تحلق ، التفت ذراعاها حول عنقه مداعبة بأناملها الرقيقة شعره الأسود المجعد ، وأحست بروحها تلتصق بروحه ، ومن جديد غادرت روبين هذا الكوكب الى كوكب آخر فوق النجوم ، ولم تعد تشعر بثقل وزنها على الارض وكأن الجو فقد جاذبيته 0 وعندما ابتعد عنها دين تفاجأت روبين لجفائه وصاحت بيأس : دين 0000
-يكفى هذا 0
واغرقت عيناها بالدموع 0
-ألا تعلمين ما تفعلين ؟ أنت الآن أشبة بحورية البحر المستلقية فوق صخرة ، تجذب بحارة السفينة لهلاكهم 0 هزت روبين راسها واحست انها فقدت دين من جديد ، اذ وسع الشق بينهما ولم تعد قادرة على الاقتراب منه 0 –أهى كلاريسا السبب وراء غضبك ؟ - كلاريسا ! وضحك دين ثم اضاف : أعانق من أشاء ومتى أشاء 0 لكن كلاريسا على الاقل تحتك بفئة من الناس تناسبها 0
-لاأفهم ما تعنى بذلك 0
-أخبرتك عن عمرى ، أتذكرين ؟
-نعم أذكر 0
وفهمت روبين حينئذ ما يقصده دين وغمرها شعور بالخجل 0 فهى خيبت أمله بها ، ولابد انه يعتبرها عديمة الخبرة ولم يجد أى متعة فى معانقتها 0 فقال مقاطعا حبل تفكيرها : تفهمين ما احاول قوله أليس كذلك ؟
-طبعا 0
-اذن لننسى ما حدث هنا الليلة 0
أن تنسى ! أبدا 000 لكنه سينسى ما حصل اذ لم يعن له الامر شيئا ، فحاولت روبين التصنع بالهدوء ونجحت فى اظهار ابتسامة على شفتيها 0 وقال دين : سأرحل الآن 0 طابت ليلتك يا صغيرتى 0
وحين اقترب من الباب التفت من جديد وقال بصوت جدى : دعى الأبواب مقفلة ، لاتعرضى نفسك واختك للخطر ، اذ يمكن لأى عابر سبيل ان يستغل الموقف أم أن هذا ما تريدينه ؟
تملكها غضب شديد كما لم تشعر من قبل أبدا واجابت : اذهب الى الجحيم دين مورناى 0
-حسنا سأذهب ، لكن لم أخبرك عن سبب مجيئ لزيارتك بعد 0 جئتك بأدوات جديدة للاستعمال فى الحقل 0 فهل يهمك الامر ؟
-لاشكرا 0
أجابت بجفاء 0 حتى لو كانت قلبيا ترغب بتزويد المزرعة ببضاعة جديدة ، لكنها أبت ان تقبل احسانه وفى ظروف كهذه فاجاب : لننسى ذلك أيضا اذن 0 نامى بسلام 0
-بكل تأكيد 0
وغادر دين مورناى 0 وبقيت تزرع أرض الغرفة بخطواتها المضطربة 0 آوت الى فراشها وحاولت دون جدوى ان تستسلم للنوم 0 لكن فى قلبها كانت تتصارع عواطف مضادة ومتشابكة 000
تتنقل بين خيبة الأمل وشعور خفى بالاثارة 0 تساءلت عما اذا كان يمكن لها ان تنسى دين مورناى والعناق الذى ضمهما 0 ايمكنها نسيان صدره الواسع ودقات قلبه تندمج مع دقات قلبها ؟ كم أرادت أن تبقى فى طيات حنانه وان ينساها الزمن 0 فى الصباح كانت منهكة من التعب ، لكنها أرغمت نفسها على مغادرة فراشها ولم تستجب لرغبية جسمها الجامحة بالبقاء فى فراشها والاسترخاء 0
تذكرت كلمات دين مورناى حين وصفها بحورية البحر 0 دل وصفة على انها رائعة الجمال ، ولم تجد اى علاقة لها بهذا التشبية 000 فهو يلائم كلاريسا أكثر فهى الحسناء الجذابة التى تسحر الرجال بطريقتها المغرية 0 فى أى حال لم يعد يهمها ما قاله دين ، فأمامها يوم عمل 0 فارتدت ثياب العمل ثم تذكرت ما قالته لها أمها يوما : روبين سيأتى اليوم الذى ستتخلين فيه عن تصرفاتك الصبيانية ، اذ سيأتى رجل يوقظ فى داخلك شعورا بالانوثة والحنين للاحساس بأنك امرأة 0 ويبدو أن اليوم اتى وظهر الرجل المنتظر 0 لكن لماذا شاء القدر ان يقع هذا الحدث المهم فى هذا الوقت المعين من حياتها ، وعلى يد رجل لا أمل لها بامتلاك قلبه أبدا ؟
انتهى الفصل الخامسhttp://www.liilas.com/vb3

dede77 19-09-09 04:08 PM

ميرسى ليك قماري طيبة ويعطيكى الله الف عافية

dede77 23-09-09 09:26 PM

6- مخلب الهرة 0
ومرت الأيام 000 وحاولت روبين بجهد ان تطرد دين مورناى من تفكيرها فانهمكت بعملها وبدأت تقطف ثمار الجهد المتواصل الذى بذلته خلال الأشهر الماضية ، اذ انتجت المزرعة ما يكفى من المال لدفع قسط الرهن الشهرى ، ومزيدا من المال ادخرته روبين لتتمكن من اعادة المياه الى المزرعة فى المستقبل القريب 0 وفى مطلع الشهر ، حين آن الأوان لدفع القسط الشهرى للسيد مورناى ، أرسلت ميكى ليقوم بهذه المهمة بدلا عنها 0 ارادت تفادى رؤية دين مورناى من جديد ، لكنها لم تستطيع مقاومة شعورها بالندم والخيبة لرؤية ميكى ينطلق على ظهرحصانه متوجها الى مزرعة الجبل الازرق ، فلقاء دين مورناى أهم ما يريده قلبها وآخر ما يريده عقلها وهكذا يتفاعل الصراع داخلها 0
غابت الشمس وهمت روبين بالعودة الى المنزل ، حين سمعت حصانا يقترب ناحيتها ، أدركت مباشرة انه دين مورناى 0 التقى نظرهما وبقيا يحملقان احدهما بالآخر دون التفوه باى كلمة 0 تأملت روبين يديه الميسطرتين على الحصان بقوة وسلطة 0 يداه اللتان أمسكتا بها بشوق ولهفة حاملتين اياها الى ما فوق النجوم ، وكان قميصه يلتصق بجسمه مظهرا عضلات صدره القوية 0 وشفاه الممتلئتان تظهران ابتسامة خفيفة ، أما عيناه الرماديتان فتحملان نظرة غامضة أقلقت روبين ، فارتعشت وتسمرت فى مكانها 0 كم حاولت ان تبقى هادئة وهى امامه وان تنسى كيف عانقها وجذبها اليه وكأنه يرغبها بكل جوارحه 0 لكن لرؤيته من جديد عادت هذه الذكرى الى مخيلتها بوضوح 0 وانتابها شعور انه لم ينسى ما حصل ايضا 0 كان دين اول من اخترق الصمت حين قال : حسنا روبين 0
-حسنا ؟
-هل كل شئ على ما يرام ؟
-نعم 0 هل استلمت قسط هذا الشهر ؟
-نعم 0
كان صوته ساخرا وكأنه يعلم السبب وراء ارسال المال بواسطه ميكى 0
-اذن ماذا تريد ؟
ضحك دين مورناى لسماع نبرة صوتها الغاضبة ، ونزل عن حصانه واقترب منها ثم امسك بوجهها بين يديه محدقا بعينيها وقال : هل أخيفك ؟
-لا0
وابتسم من جديد واجاب : لم أعد أعلم متى تقولين الحق ، جئتك بدعوة 0
-دعوة ؟
-دعوة لحفلة سأعدها فى منزلى ، يتخللها الرقص وتناول العشاء 0 والدعوة تشمل جميع أفراد أسرتك 0 فماذا تقولين ؟
-أقبل دعوتك بكل سرور 0
يسر روبين حضور الحفلة ، خاصة بعد مضى وقت طويل منذ حضرت آخر حفلة 0 ونظرت اليه وقد احتل اللطف عينيها بدلا من الغضب وقالت : ماذا تريدنى أن أرتدى 0
-ارتدى ثوبا جميلا طبعا هل لديك ما يلائم ؟
-لدى الثوب الذى كنت ارتديه ذلك المساء 000
وتوقفت قليلا تلتقط أنفاسها ثم تابعت : أتذكر الثوب ؟
-طبعا 0
http://www.liilas.com/vb3

dede77 23-09-09 09:28 PM

-ألم يعجبك ؟ -أعجبنى لحد بعيد لكنه يلائم حفلة حفلة راقصة رسمية ، ستحتاجين لثوب مختلف لهذه المناسبة يا صغيرتى 0
صغيرة ! ها هو ينطق بهذه الكلمة البغيضة من جديد فابتعدت عنه بغضب فقال : ما الذى فعلته الان ؟
-يغيظنى حين تطلق على كلمة ( صغيرة ) لم أعد طفلة بعد الآن ، ربما لم تلاحظ بعد لكننى امرآة 0 وجذبها اليه وداعبت أنامله وجهها الرقيق وقال : انك فعلا امرآة ، لكنك ما زالت طفلة فى بعض الأمور لذلك 000
وتلاشت كلماته وكأنه يخاطب نفسه فسألته روبين قائلة : ماذا ؟
كان يحدق بها 0 غابت السخرية عن وجهه فأضافت روبين تخاطبه : دين 0000 ماذا كنت تقول ؟
-قلت اننى اريدك أن تشترى لنفسك ثوبا يلائم الحفلة ولآنا ايضا 0 سأرسل كلاريسا لترافقكما الى المدينة 0
-دين 000
واقتربت منه اكثر فصاح قائلا: روبين كفى عن تعذيبى ، من الأفضل لك ان تهتمى برجل من عمرك0
لا شعوريا ، وكأن موجة من الغضب سحقتها كليا ، رفعت روبين يدها وصفعته على وجهه ، شحب لونه وظهرت فى عينيه شرارة خطيرة فقال لها : ربما انت هرة ماكرة ، لكن لا تحاولى ان تعيدى ما فعلته الآن مرة اخرى 0
-وربما انك عجوز لكن لا تخاطبنى بهذه الوقاحة مرة اخرى 0
وبقيا يحدقان احدهما بالاخر لمدة طويلة كانت يداه حول خصرها فأبعدها عنه بعنف وتوجه نحو حصانه ورحل 0
أدركت روبين ، بعدها ، انها لن تراه بعد الأن الا بشان عمل فى كل حال هذا أفضل لكليهما 000 لكن كيف تتحرر من هذه الكآبة المخيمة على قلبها ؟ فهى لم ترغب يوما ان يصبح دين مورناى مهما فى حياتها الى هذه الدرجة 0 فلمجرد رؤيته يكتسب نهارها معنى وفرحا ورونقا لا مثيل لهم 0
وخضعت روبين للأمر الواقع وهو انه لن يكون بينها وبين دين أى اتصال فى المستقبل ، سترسل ميكى لدفع القسط الشهرى كلما حان الوقت 0
لم تصدق روبين عينيها حين رأت سيارة تقترب من المزرعة يوما 0 وقفت تتساءل عن هوية الزائر ، حين اتضح لها انها كلاريسا 0 دهشت وبعد ان زالت عنها الصدمة اقتربت من السيارة لتستقبل زائرتها 0 كانت كلاريسا تتألق بثوب رائع وقد اعتنت بمظهرها الى آخر حد 0 وابتسمت لرؤية روبين وقالت : عزيزتى روبين تسرنى رؤيتك من جديد 0
-أهلا كلاريسا 0 كم تمنت روبين ان توازى كلاريسا انوثة واتزانا ورشاقة 0 فبثيابها المهملة الصبيانية وشعرها المبعثر ، انكمشت روبين على نفسها ، وشعرت بأنها طفلة حين تقارن نفسها بهذه السيدة الانيقة الجذابة 0
وتذكرت روبين ان عليها التصرف بتهذيب وقالت : هل تتفضلين الى الداخل ؟
-بكل سرور 0
فاصطحبتها الى شرفة المنزل حيث تتدلى من الجدران نباتات وأزهار من جميع الانواع 0 منها أزهار الكاميليا والازيليا 0 كانت روبين تفضل الشرفة على أى مكان آخر فى المنزل اذ تشرف على جبال خضراء شامخة 0 بدا التعجب على وجه كلاريسا ، حين رأت روبين تحضر صينية محملة بالمرطبات والكعك الطازج الذى طهته آنا لتوها 0
تناولت كلاريسا عصير الليمون المنعش ، ثم همت بالتطرق الى سبب زيارتهاالمفاجئة0 فقالت : روبين متى سيسنح لك ولآنا الوقت بمرافقتى الى المدينة ؟


الساعة الآن 08:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية