منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   التاريخ والاساطير (https://www.liilas.com/vb3/f403/)
-   -   أقاصيص تاريخية (https://www.liilas.com/vb3/t119148.html)

shakaleta 10-09-09 09:54 PM

أقاصيص تاريخية
 
26 يناير 1952 حريق القاهرة


هو يوم أسود في تاريخ مصر، تحولت فيه الغضبة الشعبية إلي حرائق التهمت أجمل مباني وسط البلد. و لكن الرغم من شهرة هذا اليوم و تأثيره في الأحداث التاريخية التي تلته، فإن الكثير منا لا يعرف سبب هذه الغضبة الشعبية التي ملأت الشوارع متظاهرين، حتي قيل أن أعدادهم وصلت لمليون شخص. فما الذي أدي إلي نزول الناس إلي الشارع بهذه الأعداد كبيرة في كل أنحاء مصر؟

وقع حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952م، و لكن بدايته الحقيقية كانت في يوم 8 أكتوبر 1951م.

http://img42.imageshack.us/img42/300...e1952revol.jpg
سينما ريفولي و هي تحترق
البداية كانت في يوم 8 أكتوبر 1951 م، و هو يوم أعلن مصطفي النحاس إلغاء معاهدة 1936م. و هي المعاهدة التي أخرجت القوات البريطانية من القاهرة و لكنها أبقتها في منطقة قناة السويس. و كان الرأي العام يجمع علي ضرورة إلغائها، لأنها تعطي لمصر استقلالاً منقوصا، كما أنها بمثابة عتراف من حكومة مصر و قبول منها بوجود الاحتلال البريطاني علي أراضيها.

http://img44.imageshack.us/img44/2297/510i.jpg
واحد من مشاهد حريق القاهرة

لذلك جاء إعلان إلغاء المعاهدة من الطرف المصري ليطلق فرحة عارمة في الشارع المصري، فسارت المظاهرات الشعبية الحاشدة في القاهرة و الأسكندرية و المدن الكبري تعلن تأييدها للحكومة التي ألغت المعاهدة المشؤمة.

http://img42.imageshack.us/img42/4686/cairofire4.jpg

حريق بنك باركليز


و حاولت بريطانيا أن تستبدل المعاهدة الملغاة من الطرف المصري بمعاهدة أخري دولية تدخل مصر تحت مسمي الدفاع المشترك مع حلفاء بريطانيا الولايات المتحدة و فرنسا و تركيا. و لكن حكومة مصطفي النحاس رفضت الفكرة رفضاً باتاً، لأنها رأت فيها احتلال مقنع و وضع سيادة مصر تحت رحمة قيادة الحلف الأطلنطي.
http://img183.imageshack.us/img183/4466/cairofire6.jpg
فندق شبرد قبل نشوب الحريق

http://img22.imageshack.us/img22/2479/cairofire5.jpg

فندق شبرد بعد الحريق


و كان إلغاء المعاهدة يعني أن وجود القوات البريطانية في مصر قد أصبح غير شرعي، و عادت له صفة الاحتلال. فبدأت عجلة الكفاح تدور في الشارع المصري، فقد امتنع عمال السكك الحديدية في منطقة القناة عن نقل الجنود البريطانيين و مهماتهم. كما امتنع عمال الشحن و التفريغ عن تفريغ البواخر البريطانية في موانئ القناة الثلاثة، مما أدي إلي خسارة بريطانيا أكثر من مليوني جنيه في أسبوع واحد.
كما أضرب العمال الذين يعملون في المعسكرات البريطانية في منطقة القناة و انسحبوا منها و ضحوا بأجورهم التي تقيم حياتهم في سبيل ما يؤمنون به. فسارعت حكومة مصطفي النحاس بإلحاق هذه العمالة بالوزارات الحكومية وصرفت لهم أجورهم.

و خرجت المظاهرات الحاشدة تجوب شوارع القاهرة و الأسكندرية و مدن القناة و المدن الكبري تضم الآلاف من الطلبة و العمال تنادي بالجلاء و وحدة مصر و السودان.

و في نفس الوقت كان حزب المحافظين المتشدد قد فاز في الانتخابات البريطانية، و بدأت بوادر التشدد البريطاني تظهر في تصدي قوات الاحتلال البريطاني للمظاهرات باطلاق النيران علي المتظاهرين مما أدي إلي مصرع و إصابة العديد منهم.


و في 14 نوفمبر 1951م خرجت مظاهرة كبيرة نظم لها حزب الوفد، و امتلأت الشوارع و الميادين بالمتظاهرين يرفعون اللافتات بسقوط الاستعمار و رفض الدفاع المشترك ( معاهدة الدفاع المشترك التي عرضتها بريطانيا لتحل محل معاهدة 1936م).

و نشطت حركة الفدائيين في منطقة القناة و كان معظم المتطوعين من الطلبة و العمال، و نظموا كتائب للكفاح المسلح مثل كتيبة صلاح الدين، و كتيبة خالد بن الوليد و كتيبة مصطفي كامل.

و في المقابل وضعت القوات البريطانية خطة للاستيلاء علي كل المرافق الحيوية في مدن القناة و وضع المنطقة تحت السيطرة البريطانية الكاملة لحماية مصالحها في قناة السويس. و سارعت بالتحرك ضد قوات البوليس المصري في منطقة القناة لأن الأخيرة تصدت للهجمات الانتقامية التي كانت القوات البريطانية تقوم بها و تطول الأهالي.

و في 25 يناير 1952م وصلت الأمور لذورتها عندما طوقت قوات الاحتلال البريطاني مبني محافظة الإسماعيلية و ثكنات بلوكات النظام ( قوات البوليس)، و طالبوا الجانب المصري بتسليم كل أسلحة البوليس و إخلاء مبني المحافظة و الثكنات، و رحيل كل القوات خارج الإسماعيلية. كانت القوات البريطانية ترغب في التخلص من الوجود الشرعي الوحيد للحكومة المصرية في منطقة القناة حتي تحقق سيطرة كاملة علي المنطقة،و في الوقت نفسه كانت تريد التخلص من بلوكات النظام لأنها كانت تساعد قوات الفدائيين ضدها و تعرقل جهودها في تعقب الفدائيين الذين كانوا يحتمون في بيوت الأهالي.

بلغت القوات البريطانية التي حاصرت مبني محافظة الإسماعيلية و الثكنات سبعة آلاف جندي مسلحين بالرشاشات و الدبابات و المدرعات، في مقابل 700 ضابط و جندي مصري من بلوكات النظام مسلحين ببنادق خفيفة.

رفض قائد بلوكات النظام أحمد رائف تسليم أسلحته، و صمم علي الدفاع عن مبني المحافظة الذي يمثل وجود مصر الشرعي فوق أراضيها، و تحصن مع قواته داخل المبني و ثكناته.
فما كان من قائد القوات البريطانية إلا أن أعطي الضوء الأخضر لقواته، فقامت بدك مبني المحافظة و ثكنات بلوكات النظام بالمدفعية و نيران الدبابات و حصدت نيران الرشاشات أرواح جنود البوليس المصريين، فقتل منهم 50 شهيداً و أصيب 80 و اُسر الباقي. و كانت خسائر القوات البريطانية 13 قتيلاً و 12 جريحاً.

و ما أن وصلت هذه الأخبار المفزعة إلي القاهرة في صباح اليوم التالي 26 يناير، حتي تحول هذا اليوم إلي يوم أسود في تاريخ مصر، يوم حريق القاهرة.
بدأت المأساة في الثانية من صباح ذلك اليوم بتمرد عمال الطيران في مطار ألماظة (القاهرة) و رفضوا تقديم الخدمات لاربع طائرات تابعة للخطوط الجوية الإنجليزية. تبعها تمرد بلوكات النظام (البوليس) في ثكنات العباسية تضامنا مع زملائهم الذين تعرضوا للقتل و الأسر في الإسماعيلية.

ثم زحف المتظاهرون تجاه الجامعة و انجرف معهم الطلبة، و اتجهوا إلي مبني رئيس الوزراء مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا و إعلان الحرب عليها، فأجابهم عبد الفتاح حسن وزير الشئون الإجتماعية بأن الوفد يرغب في ذلك و لكن الملك يرفض، فقصد المتظاهرين قصر عابدين و انضم إليهم طلبة الأزهر و تجمعت حشود المتظاهرين الساخطين علي الملك و أعوانه و الإنجليز.

و ما أن انتصف اليوم حتي بدأت الشرارة الأولي للحريق من ميدان الأوبرا باشعال النيران في كازينو أوبرا، و انتشرت النيران في فندق شبرد و نادي السيارات و بنك بركليز، و غيرها من المتاجر و مكاتب الشركات و دور السينما و الفنادق و البنوك، و كان التركيز علي الأماكن و الملاهي الليلية التي ارتبطت بارتياد فاروق لها و المؤسسات ذات العلاقة بالمصالح البريطانية. و طالت الحرائق أيضاً أحياء الفجالة و الظاهر و القلعة و ميدان التحرير و ميدان محطة مصر. و سادت الفوضي و أعمال السلب و النهب، حتي نزلت فرق الجيش إلي الشوارع قبيل الغروب، فعاد الهدوء إلي العاصمة و اختفت عصابات السلب و النهب، و أعلنت الحكومة الأحكام العرفية، و لكن لم يتم القبض علي أي شخص في هذه اليوم.

اختلفت الروايات في عدد من قتل في ذلك اليوم نتيجة الحرائق و الشغب. و لكن جمال حماد في كتابه "أسرار ثورة 23 يوليو" عدد 26 شخص قتلوا في ذلك اليوم، 13 في بنك باركليز، 9 في الترف كلوب، و الباقي داخل بعض المباني و الشوارع. كما دمرت النيران ما يزيد عن 700 منشأة.

و يختلف المؤرخون عمن يكون وراء حريق القاهرة في ذلك اليوم، فهناك من يقول أن الملك فاروق كان وراءها ليتخلص من وزارة النحاس باشا، و هناك من يقول الإنجليز و ذلك للتخلص من وزارة النحاس التي ساءت علاقتها بها بعد إلغاء معاهدة 1936م، وهناك من يقول حزب مصر الفتاة و الإخوان المسلمين. و لكن لم تظهر حتي الآن أدلة مادية تدين أي طرف في إشعال هذه الحرائق. لذلك سيبقي حريق القاهرة لغزاً ينتظر الحل.

و الحقيقة أن الحدث كان كبيراً و حاول كل طرف أن يستغله لصالحه ضد الأطراف الأخري، و لكن الأيام التي تلت دلت علي أن الحدث كانت له نتائج فاقت كل التوقعات و عصفت بمصالح كل الأطراف لصالح ما يريده الشعب.


________________________________________

المراجع
-فاروق الأول و عرش مصر، لطيفة محمد سالم،دار الشروق،الطبعة الاولي 2005
-أسرار ثورة 23 يوليو - الجزء الأول، جمال حماد،الزهراء للإعلام العربي، 2006







amedo_dolaviga 10-09-09 10:26 PM

شكرا على الموضوع الجميل والدراسة حول الحريق كانت مفيدة جدا في توضيح بعض النقاط في هذه الفترة الغامضة فعلا فترة الخمسينات والثورة وخروج الانجليز وفيها تغيرات كتير سريعة وغير مفهومة ومنها الحريق ده

شكرا على الموضوع المميز

shakaleta 10-09-09 11:01 PM

كيف وصلت رأس سيدنا الحسين رضي الله عنه إلي مصر

http://img16.imageshack.us/img16/1039/mos1.jpg

لم يزر الإمام الحسين بن علي حفيد رسول الله صلي الله عليه و سلم مصر في حياته ، و لكنه زارها بعد استشهاده فكيف أنتهت رأسه إلي مدفنها في مصر ؟



الإمام الحسين هو ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، و هو ابن فاطمة بنت النبي صلي الله عليه و سلم و حفيد رسول الله صلي الله عليه و سلم و سيد شباب أهل الجنة.

اسماه رسول الله الحسين و قال " الحسين مني و أنا منه . من أحب الحسين أحبه الله. الحسين سبط من الأسباط".



استشهد الإمام الحسين في كربلاء في موقعة "الطف" التي دارت بين أنصاره و جيش يزيد بن معاوية. و ترجع أسباب الحرب إلي بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ، فقد أرسل ابنه يزيد بن معاوية واليه علي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان إلي الإمام الحسين ليأخذ منه البيعة ليزيد ، أي لكي يبايع الحسين يزيد بن أبي سفيان خليفة للمسلمين . فرفض الإمام الحسين و أصر علي أن تكون البيعة عامة و لا تقتصر عليه وحده. و ترك الحسين المدينة و انتقل هو و أهله إلي مكة ليكون بعيداً عن أجواء التوتر.

و في تلك الأثناء رفض أهل الكوفة أن يتولي يزيد الخلافة خلفاً لوالده معاوية بن أبي سفيان ، و أرسلوا إلي الحسين بن علي يريدون أن يبايعوه ليكون خليفة المسلمين. و قدر عدد المتشيعين للحسين بحوالي 12 ألف و قيل 30 ألفاً.

أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلي أهل الكوفة ليعرف موقفهم و استعدادهم لمناصرته ، ولكن يزيد بن معاوية علم بقدوم مسلم فأرسل إلي واليه علي البصرة ليتعقب مسلم بن عقيل و يقتله هو من أتي معه. فقتله والي البصرة و أرسل برأسه و رؤس من جاءوا معه إلي يزيد في دمشق.

و في يوم الثامن من ذي الحجة من عام 60 هج ، قرر الإمام الحسين الزحف إلي الكوفة ، و قد شد من أزره آنذاك أهل مسلم بن عقيل ليأخذوا ثأره ممن قتله.

و في كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 هج دارت معركة حامية شارك فيها أكثر من ألف فارس من أتباع عبيد الله بن زياد والي البصرة من ناحية يزيد بن معاوية و أنضم إليهم أربعة آلاف مقاتل ، أما أتباع الحسين بن علي فقد كانوا قلة فلم يخرج أهل الكوفة للقتال معه و لم يثبت معه إلا ثمانون رجلاُ ، قثتلوا جميعاً و قتل إمامهم الحسين و فصلت رأسه عن جسده و سبيت نساء بيته من أخواته و بناته و أرسلن جميعاً إلي يزيد بن معاوية في دمشق.

بالنسبة لجسد الإمام الحسين رضي الله عنه ، فقد خرج قوم من بني أسد في العراق إلي ميدان الموقعة و قاموا بالصلاة علي سيدنا الحسين و أهل بيته ممن استشهدوا معه ، ثم قاموا بدفن الجثمان حيث موضعه اليوم بكربلاء .

أما رأسه التي أُرسلت إلي يزيد بن معاوية ، فقد قال المقريزي أن الرأس مكث مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام ، ثم أٌنزل في خزائن السلاح حتي ولي سليمان بن عبد الملك ، فبعث فجئ به و قد صار عظماً أبيضاً ، فجعله في سفط و طيبة و جعل عليه ثوباً و دفنه في مقابر المسلمين.

و هناك قول كثير من المؤرخين أن الرأس دفنت في مواضع كثيرة قبل أن تستقر في مدينة عسقلان في فلسطين ، و عندما جاءت الحملات الصليبية علي الشام و حاصر بلدوين الثالث مدينة عسقلان ، خشي الفاطميين أن يصل الصليبيين إلي رأس الحسين ، فقامت الحامية الفاطمية في عسقلان بأخذ الرأس الشريف و حملتها إلي مصر و ذلك قبل دخول الصليبيين و استيلائهم علي عسقلان عام 1153 م / 548 هج.

و لقد أمر الخليفة الفائز الفاطمي في مصر بحفظ رأس الإمام الحسين في علبة في أحد سراديب قصر الزمرد إلي أن تم بناء مشهد لها بالقرب من الجامع الأزهر الشريف و ذلك في عام 1154 م / 549 هج ، و هو المشهد الحسيني الموجود حالياً مواجهاً لجامع الأزهر.

في بداية الأمر لم يكن هناك مسجد بجوار الضريح ، و لكن الأمراء و الحكام تسابقوا في عمارة الضريح و ما حوله حتي تحول إلي مسجد و زادوا في مساحته حتي وصل إلي شكله الحالي.

و يوجد الآن داخل الضريح حجرة التابوت التي بها رأس الإمام الحسين ، و لقد وضعت الرأس داخل التابوت علي كرسي من الأبنوس ، و هي ملفوفة في برنس أخضر ، و حولها نصف أردب من الطيب لا يفقد رائحته ، أما التابوت فهو مصنوع من الخشب الساج الهندي و مكون من ثلاثة أجناب فقط و مدفون في الطبقة الثالثة من القبة.

و حالياً لم يتبق من المشهد الفاطمي للإمام الحسين سوي أحد أبوابه المعروف باسم الباب الأخضر و الذي يقع بالقرب من الركن الجنوبي للضريح ، و يعد أقدم أجزاء البناء و يرجع تاريخه إلي تاريخ بناء المشهد في العهد الفاطمي.








shakaleta 10-09-09 11:02 PM

شكرا لك اخي اميدو على التعليق اتمنى انك تتابع الاقاصيص التى سأطرحها ........ تحياتي

shakaleta 10-09-09 11:05 PM

الحريق الذي قضي علي كل أثر لفسطاط عمرو بن العاص



تعرضت القاهرة لكثير من الحرائق علي مر تاريخها. من أشهر هذه الحرائق حريق الفسطاط الذي حدث في نهاية الخلافة الفاطمية عام 1168 م .و هذا الحريق أتي علي كل المدينة و لم يبق منها إلا مسجد عمرو بن العاص. و لولا هذا الحريق لكان هناك الآن أثار أخري بقيت من الفسطاط التي بناها عمرو بن العاص بعد فتح مصر عام 641 م.
http://img27.imageshack.us/img27/8784/amr2a.jpg

فما هي حكاية الحريق الذي دمر مدينة بأكملها ؟

في نهاية العهد الفاطمي عاشت مصر فترة انهيار كبيرة نتيجة تداعي الخلافة الفاطمية و ضعف الخلفاء و آخرهم الخليفة الفاطمي العاضد بالله الذي أخذ يكيد لوزرائه و يؤلب بعضهم علي بعض.

و في عهده نشب صراع مرير علي الوزارة بين الأمير شاور حاكم الصعيد و الأمير ضرغام أمير فرقة من الجند المغاربة. كل يحاول أن يصل إلي كرسي الوزارة علي جثة الآخر. و الخليفة العاضد يقف متفرجاً يكيد لأحدهم تارة ثم ينقلب عليه تارة اخري.

و بلغ الصراع بين الأمراء ذروته عندما استغل شاور أطماع الصليبيين في مصر و رغبتهم في إقامة إمارة صليبية فيها، فأرسل إليهم يحثهم علي مناصرته ضد ضرغام في مقابل أن يدفع لهم ثلث إيراد مصر.

فانتهز أموري، ملك بيت المقدس الصليبي، هذه الفرصة و سار بجيشه إلي مصر بدعوي أن شاور لم يدفع له الضريبة المتفق عليها.
فاستنجد شاور بالأمير بنور الدين محمود لينقذه من الصليبيين هذه المرة . و لكن نور الدين كان يدرك لعبة شاور و إثاره لمصالحه الشخصية علي مصلحة البلاد. فقرر أن يتخلص من شاور نهائياً و في نفس الوقت ينقذ مصر من أن تقع في يد الصليبيين. فأرسل جيشه بقيادة أسد الدين شيركوه و صلاح الدين الأيوبي ليتخلص نهائياً من شاور و الحكم الفاطمي الشيعي و التهديد الصليبي و يضم مصر إلي الشام تحت امرته.

وجد شاور نفسه في مواجهة جيشين، الجيش الصليبي و جيش نور الدين محمود. فأصابه اليأس من مواجهة الأثنين و عرف أن ملكه زائل . فعمد إلي اللعب علي الطرفين حيث قام بدفع ثلث ريع ( أجمالي الناتج المحلي) مصر إلي نور الدين محمود ليحميه من الصليبيين ، و في نفس الوقت قام بتحذير أموري من قدوم جيش نور الدين ليكسبه في صفه.

كما قرر شاور حرق مصر ( الفسطاط) لعرقلة دخول الصليبيين القاهرة ، و أمر أهل مصر ( الفسطاط) بترك بيوتهم و محالهم و الانتقال إلي القاهرة التي بناها المعز، و قام بإحراق الفسطاط بأكملها، و ظلت النار مشتعلة فيها 54 يوماً و كان الدخان يري علي مسيرة 3 ايام ، و بذلك ضاع كل أثر للفسطاط التي بناها عمرو بن العاص و لم يبق منها إلا جامع عمرو بن العاص.

استطاع جيش أسد الدين شيركوه و صلاح الدين الوصول إلي الفسطاط قبل أموري الصليبي، و تحالف جيش شاور مع جيش أسد الين شيركوه عسي أن يغفر له خيانته. و عندئذ وجد أموري الصليبي أنه لا أمل له في الاستيلاء علي مصر بعد اتحادهم ضده، فقرر العودة إلي القدس.

أصر صلاح الدين الأيوبي علي قطع رقبة شاور الخائن الذي أطمع الصليبيين الأعداء في مصر و كادت أن تضيع للصليبيين. كما وبخه علي حرقه للفسطاط، و حكم عليه بالإعدام، و فرح المصريون فرحاً عظيما بمقتل شاور الخائن.

و لكن الفسطاط تحولت إلي خرائب و ظلت كذلك مدة طويلة، حتي بدأ الناس في العودة إليها و تعميرها من جديد، و لكن ظلت أجزاء كثيرة منها مدمرة منها كيمان زينهم حتي عمرت في عهد جمال عبد الناصر.










الساعة الآن 03:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية