منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   50- رجل ليوم واحد - آن ميثر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t118741.html)

Rehana 09-09-09 08:19 PM

كانت تعرف انه ليس زوجها وهو يعرف ذلك ايضاً ولكن موقفه كان الاقوى ، لأنها لا تعرف انه كان على علم بكل شيء فكر في ممارسة لعبة غريبه عليها ، وبينما كانت واقفة قرب النافذه تنظر الى الجبال البعيدة ، اقترب منها ووقف خلفها تماماً وراح يشم رائحة عطرها العابقة .
كانت ترتدي قميصاً ضيقاً يتدلى عليه شعرها الذهبي فبدت انثى بكل ما للكلمه من معنى وهو .. بالاضافة الى هذا ... كان رجلا ،وضع يده على كتفها فانتفضت كما حدث سابقاً فضغط على كتفها بشدة وهمس اسمها بصوت ناعم جعل جسمها يرتعش تحت يده السمراء.
-" ديانا الاترين انه حان الوقت لتعويض ما فاتنا؟".
ابتعدت عنه خائفة مذعورة ثم قالت :" ارجوك ، لا تلمسني ".
-" لكن لماذا ؟ كيف لا المسك وانت زوجتي ".
-" اعلم ... اعلم ذلك ولكنك نسيت ".
-" نسيت ؟ نسيت ماذا ؟".
-" انا ... انا مريضة . فأعصابي متعبة حتى لا اكاد اطيق ان يلمسني اي انسان ".
-" يا إلهي ديانا ".
-" ولم لا, انها الحقيقه".
اطبق عليهما صمت قطعته بقولها :" هل تريد سيجارة ؟".
-" هل كنت ادخن ؟".
-" نعم ، انت تدخن نوعاً اميركياً ، ولكنني افضل نوعاً اخف ".
وفيما هي تفتش عن قدحتها ، احضر صندوق الكبريت واشعل السيجارتين بهدوء.
فقالت له:" شكرا لك ".
ثم عادت لتقول:" اخبرني ! ما الذي يجعل امرأة جميلة مثلك مذعورة من زوجها ؟".
-" لست مذعورة انما عليك ان تفهم انه علي ان اعتاد شخصاً ما لايعرف اسمي على الأقل".
-" انه صعب علي ايضاً ".
-" الامر مختلف عند الرجال "..
" لماذا ؟".
-" كف عن الاجابه بهذه الطريقة الوقحة ".
فقال ساخراً :" الا تخشين ان تستهويني حريتي الجديدة".
-" ماذا تعني ؟".
-" اعني انني ما دمت لا اذكرك او اذكر شيئاً عنك ، قد انحرف الى وجهة اخرى".
رمقته بنظرة واهنة:" تعني ان لم اسمح لك ... اعني .. ان رفضت ان ... آه ! تعرف قصدي !.
-" نعم اعرفه ".
-" انك حقاً بغيض للغاية . .حاول ولو مرة ان تتصرف كإنسان ! والآن .."حاولت ان تغير دفة الحديث الى وجهة اقل خصوصية فقالت :" هل اخبرك عن الوضع في قصر عمتي !".
استمع اليها بصمت وهو يراقب ملامح وجهها المعبرة . لقد كان مسروراً يشعر بأنه يقوم بدور الجاسوس ، او بأنه ينتحل شخصية جديدة لم يعرف الى اين ستؤدي به .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7fd1f9081d.gif


يتبع

Rehana 09-09-09 08:23 PM


5- الباب المغلق


ارتدت ديانا ملابس المساء بعناية تخمد الخوف الذي غزا نفسها كان كل شيء يسير على ما يرام فلماذا هي مضطربة اذاً؟جلست امام طاولة الزينة تسرح شعرها الطويل برؤية ، وهو عمل اعتادت على القيام به كلما شعرت بالاضطراب وكان ينجح ذلك فتهدأ ولكنها اليوم لم تعرف للهدوء معنى بل كيف تهدأ وفي الغرفة المجاورة التي يفصل بينها وبين غرفتها باب مغلق، كان ذلك الانكليزي الذي ادعت أنه زوجها يستحم ويستعد للسهرة .
تنهدت ديانا وراحت تنظر الى نفسها في المرآة ، كان كل شيء سهلاً، سهلاً جداً ، فعندما عاد هاري ، اقتنعت رفيقة عمتها كلوديا بأن ذلك الرجل الغريب هو زوجها ، لأنها لم تكن تعرف ماثيو قبل الآن .
علمت عمتها بالأمر ، ولكنها لم تعرف الحقيقة بكاملها ، فقد اخبروها ان ماثيو وصل اخيراً لكنها حتى الآن لم تلتق به ،غير ان ديانا لم تكن سعيدة ، فقد بدأت تعرف قيمة الصعوبات التي يواجهها من يحاول الاستفادة من ظروف الآخرين لمصلحته الشخصية متجاهلاً شعورهم واحاسيسهم .
وهكذا، فأن الرجل الذي استخدمته ديانا لإتمام لعبتها قد بدأ يقلقها ،كان هذا الرجل يملك كياناً خاصاً فريداً جعلها تجد صعوبة في التعامل معه بطريقة طبيعية ولعل اكثر ما كان يضايقها ان صورة ماثيو الخبيث الحقود تتأرجح في مخليتها اثناء وجودها مع آدم وهذا ما كان يدفعها الى الذعر في سريرتها كلما حاول الاقتراب منها.منتديات ليلاس




http://www.liillas.com/up2//uploads/...7fd1f9081d.gif


يتبع

Rehana 09-09-09 08:26 PM


ومع هذا، كانت تأمل انه عاجلاً ام اجلاً سيكف عن اغرائها وتعذيبهاظن منها أنها ستعيش بسلام تام. انما حتى ذلك الوقت عليها ان تخفي قرفها وغثيانها اثناء وجوده.لم يكن السبب في ذلك انعدام جاذبيته. بل على العكس، كانت تعرف ان نساء عديدات يتمنين لو يحللن مكانها ، غير انها قابلت العديد من الرجال الجذابين اثناء وجودها مع ماثيو في انكلترا فوجدتهم جميعاً متشابهين فهم لم يقدروا انوثتها إلا قليلا، وكان همهم الوحيد ايجاد طرق لخداع فريستهم التي كانت ترفض الاستسلام لهم.
نهضت عن الكرسي بعدما انهت ماكياجها البسيط وتوجهت الى خزانتها لترتدي ثوبها الابيض الطويل الذي اضفى عليها جمالاً عذرياً وبعد ذلك سرحت شعرها وتركته منسدلاً على كتفيها كالعادة. فتوهجت الاقراط الماسية بين خصلات شعرها الذهبي الكثيف.
توجهت الى الباب ولكن ما ان اقتربت حتى سمعت طرقاً على الباب المشترك بين غرفتها والغرفة المجاورة، امسكت المقبض ولكنها لم تفتح الباب بل ضغطت عليه بقوة دون ان تصدر صوتا.
-ديانا.. افتحي الباب يا ديانا.
ترددت ديانا قليلاً، وفكرت في التظاهر بأنها خارج الغرفة ولكنها تذكرت انه يستطيع ان يدخل من جهة الممر الطويل وعندئذ سيجدها ويعرف انها كانت تكذب عليه، واخيراً قررت فتح الباب.
فتحت ديانا الباب ثم ابتعدت قليلاً ، فاطل آدم وهو في بزة العشاء التي احضرها له هاري، فبدا انيقاً وجذاباً حتى اتهمت نفسها بالمتهورة لأنها اعتقدت انها ستكون قادرة على السيطرة على هذا الرجل ، ولو كان بإمكانها ان تختار ، لاختارت رجلاً مختلفاً كل الاختلاف : اصغر واكثر تهذيباً وطاعة، لا هذا المتعجرف الذي مازال يتصدى لها بازعاج حانق.
-" اننا لانقفل الابواب بين الرجل والمرأة في انكلترا , لم تخني ذاكرتي في مثل هذه الامور يا ديانا.
مشت ديانا مسافة قصيرة مضطربة منفعلة ولكنها لم تلبث ان تمالكت نفسها وقالت :" انا آسفة ، لقد اغلقت الباب منذ فترة عن غير وعي ".
نظر اليها نظرة شديدة ثم سألها بإستهزاء :" صحيح".
-" نعم صحيح ! اتتهمني بالكذب؟".
هز رأسه ببطء ثم قال : " دعينا من ذلك .. تبدين رائعة هذا المساء، ألايحق لي ان ابدي اعجابي بزوجتي؟ ليتك تقتربين مني ليزداد الوضع جمالاً ".
- " لا تكن سخيفاً ومزعجاً".
ابتعدت عنه متألمة من كلامه التهكمي الساخر، ثم قالت:" انها الأمسية الاولى التي نقضيها معا. أليس بوسعنا ان نتصرف تصرفاً طبيعياً على الاقل؟".
-" هذا ما كنت احاول فعله ".
-" آه، يالك من حمل مزعج... سأذهب لارى عمتي . هل سترافقني ؟".
-" ان اردت انت ذلك ".
كان يتصرف بطريقة غريبة ، فقد حول بصره الى سائر انحاء الغرفة فلفت نظره تلك المساحيق والمستحضرات الكثيرةالمصفوفه على طاولة الزينه فسألها:" لاتقولي ان رجلاً ما سبق ان استخدم هذه الغرفة!".
اطبقت ديانا شفتيها ثم قالت :" لا، ابداً ... لقد اخبرتك بأننا نعيش في انكلترا ".
-" واين كان منزلنا؟".
-" في لندن ".
-" حقا ، اعتقد اننا سنعود الى لندن حالاً. ولكن، كيف لي ان اهمل اعمالي بهذا الشكل ؟ أليس من واجبي ان اهتم بامور العمل ؟".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7fd1f9081d.gif


يتبع

Rehana 09-09-09 08:31 PM

-" سبق ان اخبرتك انك هاوي سباق فقط ".
-" اذا لابد من سباقات يفترض بي المشاركة فيها ".
-" آه ،يالك من مزعج ؟ الن تكف عن أسلتك الكثيره؟".
وفتحت باب الغرفة ثم خرجت الى الممشى،لحق بها قائلاً:" انا آسف. كنت احاول الاعتياد على حياتي ".
احست ديانا بتأنيب الضمير فأعتذرت منه قائلة:" انا ايضاً آسفة ... فاعصابي ".
-" صحيح ، صحيح اعصابك ..".
ونظر اليها نظرة غامضة حثتها على تركه ،كانت ربيكا دي لاروشا تنتظره بفارغ الصبر ، فقد وعدتها ديانا بأنها ستاتي معه وبما ان الموعد قد حان احست بأعصابها مرهقة .وحين دنت من سرير العمة كان يقف خلفها ." مرحبا ياعمتي ، كيف حالك ؟".ضغطت ربيكا على يد ديانا لحظة ثم تركتها ومدت يدها نحو رفيق ديانا وتمتمت قائلة :" ماثيو ، هل انت هنا ؟".
-" نعم ، عمتي ربيكا ، انا هنا .. تسرني رؤيتك من جديد ".
-" لقد قلقنا عليك كثيراً . اليس كذلك يا ديانا ؟".
-" حسنا .. ها انذا ياربيكا امام ناظريك ".
-" لم يعد ، لسوء حظي، نظري كما كان في سابق عهده غير اني استطيع ان المسك واسمعك واتحسس جسدك . لماذا لم تزرني خلال تلك السنوات ؟ ولماذا ابقيت ديانا بعيدة عني في انكلترا وانت تعلم انها غيرسعيدة؟".
احست ديانا بالدم الحار يجري في عروقهاوانتابها قلق من جراء نظراته الممعنة التي راح يلقيها على عمتها .
-" لم تكن سعيدة ؟ صدقيني ياعمة لم اكن اعلم ذلك ".
-"بالطبع كنت تعلم كما تعلم ان هذا العالم المتصارع لا يناسب المرأة ، فالمرأة تحتاج الى منزل امين وعائلة ، متى ستصبحان عائلة ياماثيو؟".
حملق في وجه ديانا رافعاً كتفيه بإستهزاء:" ليس حالاً ياعمة ربيكا ، ان هذا الامور تقتضي وقتاً طويلاً".
اغتاظت ربيكا من كلامه وقالت :" لاتحتاج الى هذا الوقت ماثيو ، الست رجلاً ؟ ما اعتقدتك ستجد الامر على هذه الصعوبه".
ضحك ضحكة صغيرة ازعجت ديانا ثم رد :" لم تشعر ديانا بالقدرة على التحمل ذلك العبء".
تكدر وجه ربيكا وسألتها:" هل هذا صحيح يا ديانا ؟ كنت تعانين من المرض وتخفين ذلك عني ؟".
نظرت إليه بعينين تنمان عن الحقد والضغينة وقالت :" بالطبع لاياعمتي... كل مافي الامر ان اعصابي كانت متعبة قليلاً".
-" لكنك لم تخبريني ، هل يعرف غيارمو ذلك ؟ وهل قام بعلاجك؟".
-" رباه ، ليس الامر خطيراً ، ماكان على ماثيو اخبارك ".
فسأل بتهكم :" ولم لا ؟ أليس اخبارها افضل من ان نسيء الظن فتحسبنا لانرغب في انجاب الاطفال ".
اغتاظت ديانا كثيراً وقالت :" يجب ان نذهب الآن ، فنحن لانريد ان نرهقك ياعمتي ".
-" آه حسنا ... هل ستأتي لزيارتي ثانية يا ماثيو ؟".
ابتسم لها وداعب خدها بيده وهو يقول :" بكل تأكيد ، ان اردت رؤيتي آت طبعاً ... انا تحت امرك ".
-" هيا ماثيو علينا الذهاب ".
-" كما تريدين ".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7fd1f9081d.gif


يتبع

Rehana 09-09-09 08:32 PM

عندما اوى كل منهما الى الفراش تلك الليلة توجهت الى الباب الفاصل بين الغرفتين لتتأكد منه بنفسها فوجدته مغلقاً وهذا يعني انه اغلقه بنفسه لأنها تركته مفتوحاً عندما نزلت لتناول العشاء،كان من عادتها ان تبدل ملابسها في غرفة النوم ولكنها اليوم حملت قميص النوم ودخلت الى الحمام واقفلت الباب خلفها بإحكام وعندما عادت الى غرفتها , وجدت الباب كما كان فمدت لسانها بسخط . ماذا عليها ان تفعل ؟ ان هي فتحت الباب ظن انها تريد التحرش به وهذا آخر ما قد تفكر فيه . ولكن ربما اقفل الباب حين بدل ملابسه ونسي ان يفتحه ، ان كان يريد الباب مفتوحاً فليفتحه بنفسه .
مشت على اطراف اصابعها وراحت تنصت على الباب فلما لم تسمع صوتاً اوت الى فراشها ،رات من خلال الظلام خيطاً من النور منبعثاً من تحت الباب الفاصل بين الغرفتين فتساءلت ان كان قد نام تاركاً النور مضاء ام انه مازال مستيقظاً. .انبطحت على بطنها علها تنام ، ولكن كيف يطرق النوم جفنيها وعقلها ما زال يفكر في ما قد يفعله ذلك الرجل الغريب . ماذا لو طالب بحقوقه ؟ ماذا لو فتح ذلك الباب ودخل غرفتها يريد اخضاعها لشهواته ؟ ماذا ستفعل حينئذ ؟ هل تطلب المساعده ولكن من سيساعدها ؟ فهو زوجها .
سبق ان ادهشت تانيا حين طلبت منها ديانا توضيب غرفتين متجاورتين والمشكله ليس تانيا انما مع العمة ان علمت بهذا الترتيب .فقد تسأل وهي المعروفة بتدخلها في خصوصيات الآخرين ،عن هذا الغريب وعن علاقته بابنة اخيها .وعندئذ سيخبرها بأن ديانا منعت عنه نفسها،وهنا الكارثة !استلقت على ظهرها من جديد وراحت تعض على شفتها ،اختفى خيط النور كلياً ، لقد اطفا النور .. هل نام الآن ؟
ارتعش جسمها مع ان الليله كانت دافئة جداً ، ربما كان واحداً من اولئك الناس الذين يغفلون ما ان تلامس رؤوسهم الوسادة ،تناولت سيجارة وراحت تدخنها : هاهي ديانا مستلقية هنا تحت رحمة التأملات المخيفة ، بينما يغط هو في سبات عميق فرحاً بهويته المكتشفة حديثاً .


http://www.liillas.com/up2//uploads/...7fd1f9081d.gif


يتبع


الساعة الآن 02:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية