منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   50- رجل ليوم واحد - آن ميثر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t118741.html)

Rehana 11-09-09 02:44 PM


7- رجل يدافع عنها

كانت الخالة انطونيا اغيري تسكن مع زوجها في اقصى الوادي وكان زوج خالتها يشتغل في الزراعة، غير انه تقاعد الآن فاستلم ابنه شؤون العائلة.
سارت ديانا والرجل الذي تسميه ماثيو مظللين بنور القمر المتسلل من بين الغيوم. وبدأ الطقس الدافئ يبرد شيئاً فشيئاً.
امضت وقتاً طويلاً تحاول اخفاء اثار الدموع التي ذرفتها منذ زمن قصير وقد حرصت على ان ينسجم ثوبها المخملي الزمردي مع شعرها الذهبي الطويل..سرت العمة ريبيكا حين عرفت انهما خارجان معاً واعتبرت ذلك دليلاً على تفاهمهما ورضاهما،استقبلتهما انطونيا التي بدت رائعة الجمال في ثوبها الحريري الازرق الشفاف الذي ابرز جمال جسمها النحيف.
-اهلا بكما... كنا تنتظر وصولكما، هيا، تعالا، سأعرفكما الى الجميع وبعد ذلك نفتتح العشاء، فأنا جائعة جداً، وانتما ايضاً على ما اعتقد؟كان بين المدعوين زوجان في منتصف العمر من عائلة كارفلوس وشاب فتي.
-هو صديق انطونيا.
- يدعى رينالدو، وقد طلب منه تشكيل الازواج، فاختار ديانا رفقية فكان بذلك ان حظيت انطونيا بماثيو طوال السهرة.
لم تعر ديانا انتباها لغزل ذلك الرجل خشية ان تغضب انطونيا، ولكن بعد مرور بعض الوقت تساءلت عما اذا كان هذا التوزيع قد دبر له مسبقاً، فهي لم تعرف انطونيا جيداً، انطونيا الناضجة التي بدا واضحاً أنها معجبة بماثيو،ولكن لماذا تهتم هي بذلك ، انه لايعني لها شيئاً مهما خيل له وان كان يقصد اشعال نار الغيرة في قلبها بمغازلته انطونيا فقد اخطأ، لكن على الرغم من هذا فقد شعرت بالغيرة تشتعل في قلبها وراحت حينئذ تصغي الى غزل رينالدو بشكل ملفت للنظر.
منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...d8a0181aac.gif


يتبع

Rehana 11-09-09 02:46 PM


اتخذت ديانا عند العشاء مقعدا بين مضيفها وبين رينالدو اما ماثيو فقد جلس امامها بين انطونيا وبين خالتها ،اثناء العشاء الذي لم تتناول منه ديانا الا القليل القليل، علمت ان رينالدو كان يقيم في كيرانوفا، وان والده مدير مصرف وانه حديث العهد بالتخرج من الجامعة، وعندما راح يتحدث اليها عن هوايته في الغطس اندمجت بالحديث رغما عنها.
-لايزال العديد من حطام السفن الاسبانية في قعر المحيط، واني احلم بأن اكتشف يوماً حطاماً يزخر بسبائك ذهبية وصفائح وجوهرات والماس... وعندئذ سأصبح رجلاً ثرياً.
-ولكن عليك ان وجدت شيئاً كهذا ان تخبر السلطات؟.
-ليس ضرورياً، ولكن كما تعلمين ان ثمن هذه الاشياء يرتفع باستمرار وحين يكتشف الحطام اولاً تحدد القيمة وتقسم بين الحكومة وفريق الغطاسين.
-فهمت، هذا مدهش حقاً.
-نعم انه كذلك. وبعيدًا عن هذا كه فرياضة الغوص مذهلة بحد ذاتها.. ليتك تعلمين مدى جمال الكائن تحت البحار والبحيرات....
قاطعته انطونيا مقهقهة:
-اخشى ان تقتنع ديانا بمرافقتك في احدى المرات مع انني لا اتخليها ترتدي بدلة الغوص واضعة انابيب الاوكسجين على فمها.
-ولم لا افعل؟.
رفعت انطونيا حاجبيها الاسودين الرفيعين ونظرت الى زوج ديانا ثم قالت:
-لم اكن اعلم انك تحب هواة الرياضة.
-ربما تتمتع زوجتي بمواهب خفية ولكن على كل حال انا اوافق انطونيا رأيها ، فلا اظنك تهوين هذه الرياضة.
-بل اهواها....ثم التفتت الى رينالدو قائلة.
-هل تعلمني هذه الرياضة؟.قال ماثيو غاضباً:-ان كنت تريدين التعلم اعلمك انا.
-اوتعرف انت كيف تغوص؟.
-اما كنت تعلمين بأنه يجيد الغوص.
-لا ، لم اكن اعرف.
اجابتها ديانا تلك الاجابة ثم وجهت نظراتها الغاضبة الى ماثيو الذي لم يأبه بها او بغضبها.
-وهل من الضروري ان تعرفي،فلم يسبق ان تكلمنا عن هذا الموضوع؟.
حولت ديانا بصرها الى طبقها ثم لم تلبث ان اشاحته جانباً لأن شهيتها تبخرت كلياً.ماذا قصد حين قال انه يجيد الغوص؟ هل تذكر شيئاً آخر؟ هل بدأت ذاكرته تعود اليه من خلال الاحاديث الدائرة حوله؟.
بعد انتهاء وجبة الطعام توجهوا الى غرفة الجلوس، فتحت انطونيا النوافذ الطويلة المطلة على ساحة صغيرة امام البيت واقترحت عليهم ان يرقصوا هناك. وبما ان ماثيو لم يرغب في الرقص قفد الحت على رينالدو ان يراقصها.
سألت خالة انطونيا ديانا:
-هل ستمكثين طويلاً عند عمتك؟.
-لست متأكدة، ربما حتى تشفى عمتي...
-هل فاجأتكم انطونيا بزيارتها؟.
-نعم، لقد فاجأتنا! فأنا لم ارها منذ وقت طويل.
قالت السيدة" هذا صحيح"ثم نظرت الى الساحة تراقب ابنة اختها وهي تعلم رينالدو رقصة جديدة ، وتابعت تقول:
-اشعر بفرح كبير حين اراها سعيدة. فقد امضت وقتاً كئيباً في الاونة الاخيرة.
-آه، لكنها لم تخبرني بذلك!.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d8a0181aac.gif


يتبع

Rehana 11-09-09 02:48 PM

-لا، لن تفعل ابداً، فما اصابها قد يصيبها في اي وقت.... لقد تعرفت انطونيا الى ذلك الرجل المحترم واحبته حباً جنونياً، لو انك تعرفينها جيداً لادركت شدة اخلاصها للذين تتعامل معهم لقد احبت ذلك الرجل باخلاص لامثيل له ولكن لسوء حظها كان متزوجاً ورب عائلة ولم تكن انطونيا تعرف ذلك بالطبع لذا توقعت ان يأتي خاطباً ولكن مالذي حصل؟ لقد ضجر من انطونيا وعاد الى زوجته.
-آه ، اني جداً آسفة.
-نعم كان حظها سيئاً للغاية، واسوأ حظ على الاطلاق! وانطونيا شابة لطيفة... جميلة جداً ! لم يخطر ببالها انه سيتلاعب بها.
-كان اميركياً؟.
-اعتقد ذلك، ولكنه من اصل لاتيني.
تنهدت ديانا ثم نظرت الى انطونيا التي لاتبدو كسيرة القلب.
-يسرني انك سعيدة بزواجك، ربما تحسدك انطونيا على هذه السعادة.اصطنعت ديانا ابتسامة باهتة وفضلت الا تكثر من الكلام عن علاقتها بماثيو.
فرحت ديانا كثيراً حين اوشكا على العودة الى القصر فقد كان رينالدو خلال الربع ساعة الاخيرة يقنعها بمرافقته في نزهة على ظهر الخيل في الايام القليلة القادمة، ومع انه اقترح ان يذهبوا مع انطونيا وزوجها الا ان ديانا لم تظهر اقل حماس للمشروع حين توارت اضواء منزل آل كورك .
لوت ديانا اصابعها وقالت:
-لماذا قلت انك تجيد الغوص؟.
لم يلتفت ماثيو اليها بل ابقى عينيه على الطريق:
-وهل من مانع؟.
-لا، سوى انك لاتجيد الغوص.
نظر اليها الآن غير ان نظرته لم تؤثر فيها لان الظلمة اخفت احمرار وجهها.
-لا اجيد الغوص؟.
-لا، وهل ظننت انك تجيده؟.
سحب نفساً عميقاً وتنهد ثم قال:
-ليس من الضروري ان اجيد الغوص.
-اذا، لماذا ادعيت ذلك؟.
-لانني لن اسمح لشاب اسباني جميل ان يعلم زوجتي شيئاً!.
كانت ديانا تتوقع منه اشياء كثيرة إلا ماقاله الآن .
حملقت اليه دهشة:
-ماذا قلت؟.
-لقد سمعتني، انا فاقد الذاكرة نعم ولكنني لست احمق.
-كيف تجرؤ على انتقاد تصرفاتي بعد الطريقة التي تصرفت بها انت هذا المساء؟.
ثم عضت على شفتها من شدة غيظها، لم تكن تعني ما تقول بل لم تكن تقصد اعلامه بانها كانت تراقبه طيلة السهرة ولكن ماحصل قد حصل ولا سبيل للتراجع.
قال ماثيو بلهجة ساخرة:
-اذا غرت علي؟.
-لست غيورة ولكنني لا اظنك تملك الحق في توجيهي او في اختيار نشاطاتي!.
-لا بل املك كامل الحق، فانت زوجتي، اللعنة الا تذكرين ذلك؟.
نظرت اليه ديانا غاضبة وحانقة، فلم تعد تعرف كيف تصلح ما تفوهت به.
-انا... لا اذكر انك مهتم بالامر لهذه الدرجة!.
شد اصابعه على المقود:
-صحيح؟ لا اعتقد ان زواجنا كان هكذا قبل حادث الطائرة.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d8a0181aac.gif


يتبع

Rehana 11-09-09 02:50 PM

-ماذا تقصد؟.
-قصدي واضح؟ اليس كذلك؟ فنحن لا نتصرف كزوجين متحابين، اليس هذا صحيحا؟.
ضغطت ديانا بكلتا يديها على خديها وقالت:
-لقد شرحت....
-آه، لا.. لم تشرحي بل ان ماقلته غير مقنع.
ثم تحولت نبرته وغدت قاسية بعض الشيء:-هل تتوقعين مني ان اقبل بكل ما تقولين دون ان اسألك شيئاً.؟.
بلعت ديانا ريقها والارتباك باد على وجهها، لقد اوقعت نفسها في مأزق ولم تعد تعرف سبيلاً للخروج منه.
-وكأنك تقول اننا نتصرف بطريقة مختلفة عن الطريقة التي يتصرف بها سائر المتزوجين. ألا تعلم ان الزواج المثالي انتهى في هذا العالم المتحضر؟.
-تعترفين بأن زواجنا ليس مثالياً؟.
-آه ، هل سنتابع هذا الحديث السخيف...
-اظن ذلك، فمن حقي ان اعرف وضعي معك!.
راحت ديانا تتنفس بسرعة وكأنها قامت بعمل متعب:
_آه، ارجوك. .اني مرهقة. اني... اني لا اعرف كيف ارد على اسئلتك.
-الحقيقة اسهل رد.
-ماذا تعني؟.
-اعني ما اقول، فإن كان هناك اشكال في علاقتنا، فاعلميني به.
كانت للحظات خلت قد اعتقدت انه استرد ذاكرته قالت:
-هذا لايهم الآن على اية حال ماعلينا إلا التصرف كالغرباء في الوقت الحاضر.
-لكننا لسنا غريبين فنحن زوج وزوجة لذا لا افهم ما تقولين او تفعلين خاصة وانت ترفضين ان اقيم علاقة مع النساء الاخريات.
نظرت اليه ديانا بعينين حانقتين وقالت:" ماتفعله لايهمني على الاطلاق".
-حقا؟.
اذا ، لماذا قبلت الزواج بي؟.
هبت ريح قوية لم يعرفا مصدرها وتحول الطقس فجأة واصبح بارداًو قارساً, وفي تلك اللحظة تمنت لو انها في البيت،ولكنها لم تكن في البيت، بل هنا، على بعد مسافة ميل .. من ..وجهتهم . سألها ماثيو السؤال الذي طالما خشيت منه.ولكنها فوجئت بلعناته على الطريق فقد غزلت الاطارات قليلاً في منعطف خطر.
ثم عاد يسألها:-لماذ؟ هل كنت تحبينني؟.
-انا؟ نعم .. نعم... طبعا كنت احبك.
-لقد قلت كنت احبك! هل افهم من هذا انك لا تحبينني الآن؟.
عجزت ديانا عن الرد عليه ولكنها اجابت قائلة:
-وكيف لي ان اعرف.
-الم اقل لك اننا تنعامل كما يتعامل الغرباء،ومن المسؤول عن ذلك؟.
-ما من مسؤول.. سنكون حين تسترد ذاكرتك قد سوينا الامر . هناك عقد بيننا، يجب فسخه.
-حقا؟ ولكن لماذا؟ من المؤكد ان الحل الطبيعي لمشكلتنا هو ان نتعامل بالطريقة التي يتعامل بها سائر المتزوجين.
اخذت ديانا نفساً عميقاً ثم قالت:
-حسناً ..حسناً، لكن علاقتنا لم تكن طبيعية حتى قبل حادث الطائرة.
-فهمت، ولكن لماذا؟ مالذي افسد علاقتنا بهذا الشكل؟.
انزعجت ديانا من سؤاله، فهي لم تكن تحب ان تناقش امورها الشخصية والخاصة مع رجل غريب عنها.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d8a0181aac.gif


يتبع

Rehana 11-09-09 02:52 PM

-هل سندع كراهية الايام الماضية تعود من جديد؟ لم لا ندع الامور تسير على ماهي عليه؟ على الاقل، حتى تعني لك شيئا.
-ولكنها تعني لي اشياء كثيرة الآن.
-ماذا تقصد؟.
-اقصد انني اتذكر ان هناك مشاكل، مشاكل زوجية. آه، نعم. هذا يعني لي شيئا بكل تأكيد!ارعبها كلامه . مامعنى هذا؟ هل بدأ يتذكر ! اتذكر انه متزوج ام كان ذلك بفعل اندماجه بشؤونهما الزوجية وذكرياتهما الخيالية التي اطلعته عليها بنفسها؟ لم تجد حلا للاسئلة الكثيرة التي عج بها رأسها ولكن فكرة ان يكون متزوجاً، افقدتها القدرة على التركيز. ايكون لديه عائلة؟ وزوجة؟ ولكن اين زوجته؟ ولماذا لم تسأل عنه؟ثم قالت بصوت مختنق:
-"وما.. ما الذي تتذكره بالتحديد؟".
حاول ان يركز تفكيره ثم قال:
-اتذكر ... اتذكر شيئاً بسيطاً.. اذكر مشهداً فيه عراك بيننا. هل كان هناك رجل آخر؟.
-لا!.
-لا؟.
وهز برأسه مفكرا ثم قال:
-ربما امرأة اخرى؟.
انفجرت ديانا غضباً ولكنها لم تظهر غضبها. كيف يجرؤ على السخرية منها بهذا الشكل وهو لايتذكر شيئاً؟.
-لا اريد ان اتحدث عن هذا الموضوع بعد الآن فلننحه جانباً.
-اذا كان هناك امرأة ثانية؟ اتساءل عن السبب بسبب برودتك ام لانك لاتطيقين ان يلمسك احد؟.
حملقت اليه ديانا وقالت:
-كيف تجرؤ؟.
ومن دون ان تدري ماتفعل صفعته على وجهه.. صفعة جعلته يرتد عن المقود فانحرف بذلك اللاندروفر عن الطريق وانزلق الى حافة النهروزمجر غاضباً ، وداس بقوة على المكابح حتى اوقف اللاندروفر.
-ايتها اللعينة!.
ارعبها الغضب الثائر في وجهه ففتحت الباب وقفزت من العربة..راحت تمشي تحت المطر في الظلام الحالك دون ان تتوقف لتفكر في ماتفعل..في غضون ثوان قليلة ابتلت بالماء.
كانت العاصفة الشبه استوائية قد بدأت تهدأ وحين انزلقت على المنحدر الموحل بعيداً عن الطريق، فقدت وشاحها المطرز ولكن همها الاكبر كان ان تهرب من غضبه الثائر فقد احتشدت تجاربها المخيفة مع زوجها ماثيو في رأسها فازدادت رعباً الى رعب.
راحت تئن والخوف يغشى قلبها ثم سارت وسارت ولما وصلت الى ضفة معشوشبة راحت تركض وتقفز فوق الارض الموحلة.
ثم سمعته يناديها:
-ديانا ، ديانا بالله عليك ، لاتكوني حمقاء! عودي! ماذا تعتقدين انني سأفعل بك؟عودي!.
توقفت ديانا وقد انقطعت انفاسها ثم قرفصت ارضاً لاهثة تسيطر عليها الافكار المرعبة.ماذا كانت تفعل؟ تهرب بعيداً بهذا الشكل؟ مم هي خائفة؟ماذا قد يفعل بها؟لم تستطع التركيز على افكارها من شدة خوفها، فقد انهارت اعصابها ولم يعد امامها الا الفرار،ولكن ماذا ستجني من ذلك غير الاصابة بالتهابات الرئتين او بما هو اسوأ.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...d8a0181aac.gif


يتبع


الساعة الآن 10:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية