منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t118346.html)

زونار 01-09-09 10:09 AM

594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة )
 

الملخصاحست بنفسها في دوامة من المشاعر والأحاسيس المتقلبة فلديها رغبة بالاحساس بيد ديرك ورغبة بالبكاء أو الضحك أو القيام بحماقات...
اطفأ ديرك سيجارته في المنفضة. بانتباه مصطنع واستأنف حديثه بصوت منخفض:
- أنا لا أريد مع ذلك أن أخيفك لقد أخذت نصيبك بما يكفيك من ذلك. منتدى ليلاس
إنني اريد بكل بساطة منك أن تفهميني لأي درجة تثيرين رغبة رجل وبشكل خاص .... رغبتي أنا....
أحست شيرلي بأن عاصفة ألمت بها، وأن قلبها يدق ولا ياد يتوقف عن النبض. تمنت لو أنه يتوقف عن الكلام.
كان يجلس في الطرف الآخر من الغرفة الواسعة. ولكنها كانت تري وميض نظراته الداكنة القوية يصل إليها وهو جالس علي الأريكة.
أحست به يبتسم لها ورعشة خفيفة في صوته.
شخصيات الرواية
- شيرلي براون : فتاة في العشرين من عمرها تتعرض للكثير من المكائد أثناء عملها. منها تعرضها لحادثة احتراق شقتها وهروبهاوهي منكوبة مذعورة في منتصف الليل.
- ديرك روس: رجل أعمال يقوم باستقبال شيرلي براون واستضافتها ورعايتها بعد احتراق شقتها وهروبها إليه ويقع في حبها.
- وليم فرانكلين: صديق شيرلي براون في العمل يصف منزل ديرك روس لشيرلي براون لكي يساعدها في حل مشكلاتها.
- زاك: صاحب الفندق الذي تعمل فيه ميسانج لونج صديقة ديرك.
- ميسانج لونج : سيدة تعمل في الفندق صديقة ديرك.
- جوس : رئيس ديرك في العمل وصديقه.
- الكس: صديق ديرك روس.
-جينا : صديقة اليكس.
الغلاف الأمامي
سألها ديرك بفضاضة :
- من أنت؟
- اسمي شيرلي براون.
-هل ترين هذا أفضل من اسم سميث؟
-اسمي حقا هو براون.
أوحى إليها بإشارة غامضة.
- كيف تعرفينني؟
- أحدهم حدثني عنك.
- من؟
فبدا علي مظهرها الضيق وهي تعض شفتها :
- لقد طلب مني عدم ذكر اسمه لأحد.
فقال ديرك ببرود وهدوء:
- الباب من هنا...
جحظت عينا الفتاة. منتدى ليلاس

زونار 01-09-09 10:11 AM


الفصل الأول
حاول ديرك روس الخروج من خموله مستيقظاً لي رنين الجرس المتواصل الذي أحدث اختلالاً في استيقاظه المعتاد.
فراح يتخبط بين الأغطية محاولا الوصول غلي الهاتف المتواجد علي طاولة بقرب سريره ويدرك بعد ذلك أن مصدر هذه الضجة هو جرس الباب وليس الهاتف فينتصب جالساً وينظر إلي المنبه في ظلمة الليل. إن هذا مستحيل فالساعة تشير إلي الرابعة صباحاً عندها بدأت الأفكار والهواجس تأتي إليه رغم التعب الذي ينهكه فيلتفت إلي نفسه مدركا أن ذلك بعيد الاحتمال. فالزائرون من هذا النوع قلما يطرقون الباب. يبعد الأغطية عنه وينهض بوثبة منيراً المصباح. ومن ثم يتجه إلي مدخل الباب الرئيسي ويتمتم قائلا من هناك؟
- سيد روس علي اخبارك.
يقطب ديرك حاجبيه إنه صوت امرأة مجهولة فيحاول الحفاظ علي توازنه.
- إنها الساعة الرابعة صباحاً، يرد عليها بلهجة مقتضبة :
- ماذا تريدين؟
- أرجوك سيد روس يجب أن أراك لأمر ضروري.
ما زال ديرك مترددا ومع ذلك يقترب من الباب محاولاً التخلص من نعاسه فبرغم سمك الباب المصنوع من الخشب المعاكس، فلم يكن بمنأى عن أي رصاصة أمرها فوراً:
- أرفعي يديك عالياً.
لقد كانت الفتاة متوترة جدا ولم تدرك ما يدور حولها. فأطاعت أمره دون أن تستغرب هذا الحذر، انتظرت ديرك وهو يسحب مزلاج الباب لكي يفتحه قائلاً :
- ابقي ييك في الهواء.
وعند رؤية زائرته تلاشي توتره. فاولجت نفسها في الداخل بسرعة وهي تقول متلعثمة :
- لست مسلحة.
أقفل الباب باحكام كانت الفتاة ترتدي فستانا من الحرير ملتصقا بجسدها مبرزا ثناياه بحيث لا يسمح لها بوضع سلاح أو مسدس لسوء حظها، لكن ديرك الذي بلغ سن الخامسة والثلاثين أصبح معتادا علي مثل هذا النموذج من المخاطر فكان يفضل أن يبدو حازما فلذلك حاول أن يبقي علي مسافة لا بأس بها بينهما. قبل أن يظهر عكس ذلك . قائلاً :
- تقدمي في طريقك مباشرة إلي الصالون.
كان ديرك يتبعها ويراقبها متفحصاً ملاحظا أن مشيتها لا تنسسجم مع الفستان الذي ترتديه كان قوامها ممشوقا كلاعبة جمباز. وعلي الرغم من العرج الخفيف الذي يظهر في مشيتها لم يخف هذا جمالها الأنثوي اللطيف نوقفت بالقرب من الأريكة ويداها لا تزالان مرفوعتين إلي أعلي قائلة :
- هل أستطيع الجلوس؟
اقترب منها حتى اصبح مواجها لها . أجابها بجفاء :
- انا لا أعرف ماذا تريدين؟
تنهدت وهي تنظر إلي اغطية الأثاث ذات اللون الفاقع، وقد تغير لون وجهها :
- أنا لم أجلس منذ...
- أجلسي.
فانزلت يديها المرفوعتين بهدوء إلي أسفل وملامح الانفراج قد ارتسمت علي وجهها.
ساد الصمت للحظة طويلة في أثناءها انتبهت الفتاة إلي القامة الطويلة والرشاقة العضلية الظاهرة لديرك كانت قدماه حافيتان وذقنه لم يحلقه منذ عدة أيام، شعره الكثيف الذهبي يتناقض مع نظرة عينيه الداكنتين والقويتين ويبدو عليه راحة البال. وفي نفس الوقت يظهر لناظره القوة والنفوذ فيبدو علي وجهه الرجولي صلابة الماس وجماله.
والفتاة التي بلغت العشرين من عمرها كانت متوسطة القامة نحيلة ثناياها جميلة. أثارت الغيرة في قلب عدد لا بأس به من النساء اللواتي يحطن بها، فشعرها الأسود الملفوف علي كتفيها النحيلتين ووجهها الناعم التقاطيع وعيناها العسليتان اللتان فيهما بريق العنبر أعطياها رقة وجمالا وكان في ذلك الوقت يسيطر عليها شعور بالخوف والذعر الرهيب من شيء ما.
سألها ديرك بفضاضة:
- من تكونين أنت ؟
- اسمي شيرلي براون.
- هل ترين هذا أفضل من اسم سميث.
- اسمي حقا هو براون.
اوحى لها بإشارة غامضة :
- كيف تعرفينني؟
- أحدهم حدثني عنك.
- من؟
فبدا علي مظهرها الضيق وهي تعض شفتها :
- لقد طلب مني عدم ذكر اسمه لأحد .
فقال ديرك ببرود وهدوء :
- الباب من هنا...
جحظت عينا الفتاة :
- لقد حدثني عن صرامتك وانني لن الاحظ ذلك في البداية، لكنه قال إنك ستساعدني إذا احتجت لذلك. وأنا الآن حقا بحاجة إلي هذه المساعدة.
- من ؟
كرر ذلك ديرك.
أجابت الفتاة بتنهيدة :
- إنه وليم فرانكلين.
- الحاكم؟
- نعم إنه هو فمنذ حوالي السنة أعطاني اسمك وأكد لي أنك جدير بالثقة. وبأنك سيد قوي في مجالك.
- في أي مجال تقصدين؟ يستفسر ديرك بنبرة اعتيادية.
لكونك وسيطاً وتعمل أحيانا ً لاجل منظمات حكومية، وأحيانا لحسابك الخاص وتحل مشاكل مختلفة و......
وعندما ترددت سألها ديرك
- وماذا هناك أيضاً؟
فانحنت واستأنفت قائلة :
- لقد قال لي : إنك تبدو أحياناً مقيتاً، ولكن مع ذلك فأنت رجل مهذب ولا تخشي شيئاً.
هز ديرك رأسه قائلاً في نفسه : حقا هذه الصفات تنطبق عليه تماماً.
فقبل بضع سنوات كانت هناك حكاية ابتزاز قد وضعت حدا للعمل السياسي من فرانكلين ويضيف ديرك بهدوء متعمدا وهو يراقب شيرلي براون.
- الحاكم ارتبط بزواج سعيد كما كان يبدو عليه، أو كما ظهر لي في آخر مرة رأيته فيها ما هي علاقتك أنت به؟
- إنه صديق.
- هم. يتمتم
عندها رفعت الفتاة رأسها بنوع من التحدي وبعينين ترسلان ومضات ذهبية وهي تقول :
- حقا لقد كان علي صواب، فأنت تعرف كيف تكون مقيتاً.
- اسمعي آنسة براون ، ليس لدي اسم ليعطيه الحاكم لأي إنسان وإذا حدثك عني فذلك بسبب علاقتكما الحميمة مع بعضكما البعض، وجعل اسمي ملاذا لك عندما تعانين من مشاكل فما شأني أنا بينكما؟
عضت شيرلي مجددا علي شفتها :
- نحن حقا قريبان من بعضنا، ولكن ليس كما تعتقد... إنه عمي .
جلس في كرسيه باسترخاء واضح :
- قلت عمك.
بنبرة صوت لم تكن توحي بالشك أو باليقين.
- نعم.
- أنت تنافسينه في الأرث إذن؟
- كيف ذلك؟
- فرانكلين يكون الولد الوحيد، وايضا زوجته، ما رأيك بقرابة غير هذه؟
تشنج وجه شيرلي في الحال :
- لم أكن أريد الكذب : لأنني اعتقدت بأنك لن تصدقني حتى ولو قلت الحقيقة.
- حاولي دائما أن تقوليها.
- اتفقنا، وتابعت قائلة : فلقد التقيت به ، وأنا أعمل من أجل حملته الانتخابية وكنت مجروحة .وبعد لحظة من التردد أضافت:
- هي ليس بالمهم ذكر ذلك.... لقد كان لطيفا جدا معي، ووجد لي عملا في جيفاتش.
قاطعها ديرك قائلا:
- أعرفه. يتم فيه اختراع وصنع الألعاب الكهربائية للجنود. ماذا كنت تفعلين هناك؟
- كنت أعمل سكرتيرة . أطبع الرسائل علي الالة الكاتبة. وأتلقي المكالمات الهاتفية، ولم يكن عندي الكفاءة والخبرة لأعمل في البرقيات المهمة.
- هل بقيت في جيفاتش منذ قبل ثمانية عش شهراً؟
توقف للحظة من التفكير . وسألها أيضاً
- هل فرانكلين علي اتصال دائم معك؟
ترد شيلي بالموافقة علي كلا السؤالين :
- لقد كان يدعوني من وقت لآخر لتناول العشاء مع زوجته آني...
- هل كان يسألك عن أخبار عملك؟
- هو لم يضعني في جفاتش لأعمل كجاسوسة إذا كنت ترمي إلي هذا فأنا لا أعرف لماذا...
- أنا لم أقصد ذلك. ولكنني أحاول أن أعرف السبب الذي دفعه ليعطيك اسمي أنا بالتحديد.
ترددت قليلاً. وفكرت للحظات ثم قررت قائلة:
- منذ سنة كنت اتعشي مع وليم وآني وأثناء جلوسي معهم قلت لهم إن بعض الرسائل التي وصلتني لأطبعها علي الآلة الطابعة كانت تبدو لي غريبة، وذلك لوجود بعض العبارات كأنها منقولة في غير مكانها.
- كيف كان رد فعل وليم أثناء ذلك الحديث؟
تابعت حديثها بدون أن تحاول التصديق عليه. لكنه كان من الصعب عليها أن تعرف إذا كان ديرك يصدقها.
- في البداية ظهر لي متضايقاً، أو بالأصح قلقاً وبعد عدة أسابيع عاد وسألني إذا كانت هناك رسائل من هذا النوع ما زالت موجودة، ولكنه لم يعد هناك رسائل منها في هذه اللحظة تماما. أعطاني اسمك وحدثني عنك وهو يضحك قائلاً لي: إن لك ماضيا سيئا ومع ذلك ستكون المنقذ الوحيد. إذا ما حدث لي شيء أو تعرضت لبعض المشاكل.. إنني أستطيع التوجه إليك.
- ألم تندهشي من هذا؟
- نعم. كانت دهشتي من صيغة حديثه. فلم يكن يرغب أن أطرح عليه أي سؤال. كان بين الحين والآخر يسألني علي سبيل المزاح محاولا اختباري إذا كنت ما زلت أذكر اسمك. وذلك في حال وقوع مشاكل لي، وكان يصر علي أن لا أنساه أبدا، ولقد فعلت ذلك.
هنا نهض ديرك فجأة وغاب للحظات. ثم عاد وبيديه غطاء خفيف ووضعه علي كتفي شيرلي العاريتين قائلا لها بصوت جاف:
- يبدو عليك أنك متجمدة من البرد، فما رأيك بفنجان من القهوة.
- شكراً.
لفت شيرلي الغطاء حولها، ولحقت به إلي المطبخ. وشيئا فشيئا بدأت تشعر بالدفئ يدب في جسدها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معني، وبحضوره المتواضع والبسيط أعطاها بعض العزاء. فطبعه الجدي لا يخفي نظرته الطيبة والحنون فهي لأول مرة أخذت تشعر بالأمان منذ عدة ساعات مرت.
- كيف وجدت عنواني؟ هل من دليل الهاتف؟
أشارت شيرلي بالموافقة علي كلا السؤالين وقالت :
- وليم أخبرني بأنك ستوفر لي الحماية مهما كان الأمر خطراً.
عندها شغل ديرك الركوة الكهربائية وسحب لفافة تبغ من علبة السجائر، وأشعلها وهو يفكر ويتأمل زائرته.
- هل تصدقني؟ سألته بقلق وهو لم يجب.
- بدون محفظة أو معطف، ومن ثم استدرك قائلاً : وبهذا الفستان سيعتقد من يراك منذ ثلاثين ثانية بأنك رهينة اعتقال مباشر، ويدل مظهرك علي أنك قضيت ساعات تمشين بهذا الحذاء الذي لا يصلح لذلك فأخبريني ما الذي دفعك لتطرقي بابي في الساعة الرابعة صباحاً؟ تكورت شيرلي تحت الغطاء وتنهدت بعمق :
- البارحة في أثناء عملي، وصلتني رسالة غريبة فحملتها إلي مديري وكانت هذه الرسالة نموذجا أوقف تصنيعه منذ عدة أشهر وتقول الرسالة بأنها تطلب إرسال النموذج إلي شركتها، ومن المحتمل أن تكون شركة أجنبية فلم يكن اسمها موجودا في ملفاتنا.
- لسببين كانت الرسالة مشبوهة في نظرك أولا إنتاج أوقف تصنيعه وثانياً : شركة ليس لديها اسم عندكم. ماذا قال لك مديرك؟
- قال إنه سيتحقق من الأمر، وكان يبدو مستعجلاً، وخشيت ان ينسي الرسالة وعدت وذكرته بالرسائل السابقة.
- وأنت بكل أمانة أطلعته علي كل ما يجري. أستوضح ديرك منها قائلاً: هل هذه الرسائل كانت دائما من نفس المصدر.
أكدت شيرلي باللإيجاب:
- هي تأتي من آدم مورتون مدير مكتب الدراسات.
- هل أنت دائما من تتلقين رسائله؟
- كلا فقط عندما تكون السكرتيرة الخاصة مريضة.
قال ديرك:
- تابعي .
- عندها كان علي أن احضر نفس السهرة فذهبت أولا عند صديقتي لتجهز لي الفستان.
أجابت شيرلي وقد أصبح لون وجهها داكناً
- ومن ثم عدت بعد ذلك إلي البيت، وأنا أهم بفتح الباب ناداني صاحب البيت ليقول لي :إن علبة قد وصلتني من أمي . توقفت شيرلي والتزمت الصمت ونظراتها تاهت في الغموض.
- هل نزلت إليه...!
- الأنفجار... كان كل شيء مضيئا ، والنار تنبعث من الداخل وكان كل شيء يحترق..
أجابت بألم :
أطفأ ديرك سيجارته في المنفضة قبل أن ينهض، ثم اخذ قارورة الشراب، وسكب قليلا منها في كأس وقدمه لشيرلي.
- أشربي.
كانت الفتاة تائهة تنظر دائما في الفراغ. ودموعها تسيل علي وجنتيها.
- لماذا فعلوا هذا؟
تلعثمت وهي تقول..- لماذا؟
عندها حاول ديرك تهدئتها وهو يدلك جسدها بلطف بيديه القويتين محاولا دفعها لتشرب قليلا. لقد استجابت له بشكل تلقائي، لاحظ ديرك أن يديه ظلتا مستقرتين فوق بشرتها الناعمة فسحبهما ببطء وانتقل تفكيره إلي القهوة التي ستكون جاهزة عما قريب.
همهمت قائلة :
- هم أرادوا قتلي.
لم ينطق ديرك بكلمة ، وهو يسكب القهوة.
- هل تريدين معها حليبا وسكرا؟
سألها بصوت منخفض. الاثنان احتسيا القهوة بصمت، وبدأ وجه شيرلي يستعيد لونه.
وتابعت حديثها :
- كل شيء يجري كأنه حلم، فالشقة كانت تحترق برمتها. إنهم أناس مجانين ليس لديهم مشاعر ولا أحاسيس دقوا ناقوس الخطر ثم خرجوا. وفي الطرف الآخر من الشارع وجدت رجلا يقطع الشارع مسرعا نحوي مكفهر الوجه من الغضب حاملا مسدسا بيده، كان ينظر إلي كما كان يريد أن ... عندها ركضت مسرعة بكل قوتي.
- هل لحق بك؟
- نعم لم أدر ماذا أفعل عندها. هل أتصل بالشرطة، ولكن منذ عدة سنوات أوقعوني في تهمة لم أرتكبها، عندما اختفت خزينة الشركة، هم لم يصدقوني علي الرغم من كل محاولاتي لتبرئة نفسي، ووضعوني في السجن لأنني لم أجد من يدفع لي الكفالة، كانت لحظات رهيبة بالنسبة لي ، ولكن قبل المحاكمة بعدة أيام اكتشفت الفتاة التي قامت بالسرقة، وأطلق سراحي إثر ذلك.
فكر ديرك مليا وهو يأخذ نقفسا عميقا قائلا في نفسه لقد أذوها في كل الأحوال، سألها:
- هل خفت أن يتهموك للمرة الثانية؟
تنفست شيرلي الصعداء :
- أنا لا أعرف ، ولكنني لم استطع الاتصال بهم، وأخيرا أمكنني التخلص من ذلك الرجل، فلقد بقيت أركض لساعات طويلة. وبدون أن أحمل نقودا معي. لأنني أضعت حقيبتي ولم أجرؤ أيضاً علي العودة إلي شقتي. ولم أفكر بالذهاب إلي أصدقائي خشية أن أجرهم إلي المتاعب...
- وفي هذه اللحظة فكرت بي؟ أنهى ديرك.
تابعت قائلة :
- لقد قضيت وقتا وأنا أبحث عن عنوانك.
- أنت محظوظة لأنهم لم يوقفوك وأنت بهذه الثياب.
- كنت اختبئ رأيت سيارة الدورية.
تورد وجهها وهي تقول :
- أنا لا أرتدي عادة هذا النوع من الثياب، ولكن صديقتي.. وكانت السترة بيدي... عندما الشقة...
- لا تقلقي. قال لك منزعجا كونها تضايقت من لباسها ..
- فلقد ابديت شجاعة كبيرة! لأنك أتيت عندي أو عند أي شخص من معارفك فنحن نكون أمام محترفين حقيقيين. فقد تصرفت بسرعة كبيرة مع الذين أرادوا التخلص منك.
- هل قلت نحن؟
لاحظت الفتاة الشابة مع شعور بالعزاء فأضافت :
- هل ستهب لمساعدتي؟
اجابها بهدوء :
- كيف استطيع رفض طلب امرأة منكوبة؟
- أنا لا أعرف كيف أشكرك؟
- انتظري قليلاً .. فقبل كل شيء عليك أن تأخذي حماما ساخنا، وتخلدي إلي النوم لتعوضي ما فاتك.
أرادت شيرلي أن تعارض ، لكن ديرك أوقفها باشارة منه :
- ستكونين في حالة متقدمة! إذا ما أصبت بذات الرئة، فلقد قضيت ساعات طويلة في البرد والتعب أضناك تعالي فالنقاش لن يفيدك. هل أنت مجروحة؟
سألها وهو يراها تعرج. فاحمر وجهها وهي تتجنب نظراته :
- كلا، إنه حادث جري لي في طفولتي .
ومجرد التلميح بذلك يسبب لها الحزن. قادها ديرك إلي الحمام وأشعل لها الضوء وسألها :
- هل أنت جائعة؟
- لم أتناول شيئا منذ البارحة ظهرا. ومع ذلك لا أستطيع.
- بل تستطيعين، أكد علي ذلك بصوت هادئ، بينما تأخذين حمام دافئ سأحضر لك بعض الملابس وأجهز لك وجبة طعام خفيفة.
ابتسمت الفتاة لأول مرة منذ وصولها وأجابت :
- حاضر سيدي.
ابتسامتها اربكته فخرج مسرعا نحو خزانته وأحضر لها طويلا، وقميصا. ووضعهما في مدخل الحمام وهو يتسائل بينه وبين نفسه في أي نوع من المغامرة سيخوضها؟
في الحمام استطاعت شيرلي أن تسترخي. لقد وضع لها ديرك في مغطس الحمام رغوة الصابون المعطرة التي تنبعث منها رائح الخزامي. اغمضت شيرلي عينيها، وتلمست ندبة جرحها، كل العالم يلاحظون ذلك . وخاصة الرجال وانهمرت دموعها في الحال. تحدثت لنفسها وهي تقول :
- ما زلت حية ماذا أريد أكثر من ذلك " لقد سمعت مرارا هذه الجملة ولعدة مرات. " أنت حية ابتهجي" كنت ستكونين ميتة كأبيك. وقالو لها أيضا أنت تعرجين . ولكنك تستطيعين المشي بكل تأكيد، فمن أي شيء تشتكين؟
تذكرت كلمات أمها، وهي تقول لها امشي مستقيمة لا تنسي أن تظهري جانبك السليم، أرفعي رأسك، وانظري باستمرار في عيون الناس. كانت تكرر ذلك علي مسامعها لسنوات وسنوات، وكانت شيرلي خاضعة تماما لأوامرها، فلقد كانت والدتها جميلة جداً. فلم تكن تحتمل العيوب والنواقص في أي شيء كان اسلوبها يشعر شيرلي بأن الرجال يتجنبونها، فلا ينظرون إليها ولا يطلبون الرقص معها. ولم تتحدث عن ذلك لديرك. وبأن جيفاتش كان عملها الرابع قبل تجربتها الرهيبة الأولي كانت قد عملت في وظيفتين لأنها لم تكن كاملة أو بالأحري لأنها تعرج.
- شيرلي.
قطع صوته حبل أفكارها، ارتعشت وهي تقول
- نعم.
- وجبة الطعام ستكون جاهزة في غضون عشر دقائق. ارتدت ملابسها بسرعة وهي تشعر بالضيق منها. ثم دخلت إلي المطبخ وهي تصر علي أسنانها :
- ماذا هنالك؟ سألها بالحاح وهو ينظر إليها.
وهي تقاوم دموعها جلست علي مقعد منخفض فهي كعادتها لا تستطيع أن تخدع أحداً. أجابت بجهد :
- إنني متعبة قليلا. فلست معتادة علي المشي كثيرا، ولكن الحمام الدافئ أراحني كثيرا.
- خذي طعامك، أمرها ديرك وهو يرتب الصحون أمامها مشيرا إلي طبق العجة بالبيض ، وكيف جري الحادث الذي حدثتيني به قبل قليل؟
كانت تأكل لترضيه وأكثر من كونها جائعة مثبتة نظرها علي الصحن.
- كان ذلك عندما كان عمري أربع سنوات.
أجابت قائلة. وهي تشعر باللأرتياح لصدقه في طرح الموضوع. وعدم تجنبه إثارته مرة أخرى:
- هل قدمك التي كسرت أم وركك؟
سألها بشكل طبيعي. استرقت شيرلي النظر إليه، فلقد كانت ملامح ديرك مسترخية ومهتمة في نفس الوقت. لقد كان يرتدي سروالا قصيرا ذا لون أسود ومتناقضا مع لون شعره الأشقر.
أجابته أخيرا
- كلاهما.
- يجب عليك ألا ترتدي أحذية عالية الكعب فمصمموا ومخترعوا الموضة ليس لديهم إلا فكرة واحدة في رؤوسهم فحاولي أن تبتعدي عن الموضة التي لا تنسجم مع الكسر الذي في قدمك.
ابتسمت شيرلي عفويا ، لأن أحدا لم يتحدث لها بهذه الصرحة علي الرغم من الألم الذي كانت تعانيه، فقط صديقتها التي جهزت لها الفستان عندها كانت قد انتهت من صحن العجة.
قدم ديرك لها حبة منوم قائلا ببساطة لها :
- إنها من أجل الألم.
لا تدري لماذا وضعت ثقتها به، وكيف بعد كل ذلك لا تضع حياتها رهينة بين يديه.
بعد قليل جاء ديرك من ورائها ورفعها بين ذراعيه، أرادت أن تقاوم ذلك.
- صه... كل حركة منك ستكون مضيعة للوقت. استرخي سأحملك إلي غرفتي.
وهناك وضعها بهدوء علي السرير. وأدارها إلي الجهة اليسري وجلس بجانبها قائلاً :
- كنت سابقا أعمل مدلكا،
وهو يمد يده علي مكان الكسر
- فقط أغلقي عينيك واسترخي.
اعترفت شيرلي بعد عدة لحظات.
- هذه أفضل.
- القرص المنوم سيأخذ مفعوله بعد لحظات وستنامين لعدة ساعات وبعد أن تنهضي سنحضر أنفسنا للهجوم.
تمتمت شيرلي وهي تقول:
- أنت لطيف معي جداً. لماذا؟ ألا تعرف بأنني أكون مصدر متاعب وإزعاج لك.
- حقا.
- نعم. حقا تحدث لي أشياء غريبة.
تنهدت وهي تسترخي وتقول:
- النقود.. وليم ... والآن هؤلاء الناس الذين يريدون قتلي.
ومن ثم استسلمت للنوم. لقد استطاع ديرك أن يجعلها تنام نوما عميقاً. وهو يتفحصها ويضع يده علي جسدها مستمراً في تدليكها بكل لطف.
كانت تشبه عصفورا جميلا وضعيفا أحدهم قال لها بأنها لا تقوي علي الطيران وجناحها مكسور، وصدقت ذلك. كان يظهر كل ذلك في نظراتها، تعبيرات وجهها. كما لو كان الجرح في قدمها ما زال مفتوحا ولن يندمل أبدا.
ومن ثم نهض ديرك ووضع الغطاء عليها عندها كانت خيوط الضوء من الصباح قد بدأت تتسلل عبر الستائر، خرج ديرك من غرفتها وبهدوء ذهب إلي الصالون وفتح التلفازوأخفض صوته ليعرف ما إذا كانت المحطات المحلية ستتحدث عن الانفجار الذي حدث في شقة شيرلي. كان جالسا وبدأ التعب يتسلل إلي جسده. وأخذت الأفكار تتوارد إلي ذهنه فقد كان يفكر بالسفر إلي بلد بعيد كالجزائر علي متن طائرة وساعات قليلة من النوم. وبقدوم شيرلي فقد كانت كلمة ضعيفة جدا لتصف حالة الإرهاق الكبيرة التي تنتابه.
وأخذ يستعيد اللحظة التي كان معها في المطبخ، عندما التقي نظره بنظرها، لا يدري لماذا أحس بالحزن الكبير يسيطر عليها مما زاد في تعبه وارهاقه وأكد لنفسه بأنه لم يشعر بهذه العاطفة القوية من قبل كان يرغب في قرارة نفسه لو ينام بقربها ويشعر جسده بجسدها .
ديرك يستعيد ما جري فقد كانت تبدوا تائهة مصدومة وحزينة. ولم يكن يفكر إلا ب......
لقد طلبت منه المساعدة فوضعها صعب ومؤلم وهو ملاذها الوحيد، فكان عليه أن يظهر أكثر حماسا وتعاطفا معها يدلا من أن يظهر عكس ذلك ولا سيما أن الخيط الرفيع الذي يربطهما يكاد ينقطع. عندها نهض ديرك فلقد بدأت الساعة تقترب من توقيت الأخبار. وبدأت الشقة المخربة بحادث انفجار معروضة علي الشاشة. والشرطة تحقق في الأمر لتصل إلي الفاعل الحقيقي، وتبحث عن سيدة تدعي شيرلي براون لاستجوابها.
استند ديرك إلي مقعده ونظر إلي ساعته مفكرا : هل الوقت مبكر للأتصال بالحاكم؟

زونار 01-09-09 10:12 AM


الفصل الثانى
- هل أنت متأكد بأنها فى حالة جيدة ؟ كان " وليم " يبدو عليه القلق والخوف . وعلى الرغم من النعاس الذى يظهر على صوته .
- نعم , إننى متأكد فهى تنعم بالنوم فى سريرى .
والشخص الآخر على الهاتف بقى صامتا لفترة من الوقت ثم قال :
- كنت أعلم بأنها تستطيع الاعتماد عليك .
- هل كنت تعلم بما سيجري لها ؟ استأنف " ديرك " لذلك أعطيتها اسمى , أم أن لديك أشياء أخرى تقولها لي أيها الحاكم ؟
أمره " وليم " بعصبية :
- كف عن محادثتى بهذه اللهجة البوليسية الرسمية عندها أخذ " ديرك" نفسا عميقا . وقال :
- " وليم " يطرق بابى فى الساعة الرابعة صباحا . فأفتح لأجد أمامى فتاة مرعوبة ومنكوبة . ولم أنم سوى أربع ساعات . فلذلك أعانى من صداع كبير فى رأسى واختلالا فى توازني , وهنالك الكثير من المتاعب التى تنتظرنى فأرجو منك أن تتركنى وشأنى .
" فرانكلين " يضحك بخبث :
- كنت أظنك بأفضل حال هناك .
- " وليم " .
- سأتوقف , سأتوقف عن ذلك , ولكن تذكر بأنك مسؤول عن ذلك الفتاة , لأنها إحدى خصوصياتي .
- بماذا تخصك حسب وجهة نظرك ؟
كان سؤاله فظا مع أن " ديرك " لم يكن معتادا على هذا النوع من المواربة في الحديث .
- فهى من بين كل الناس قد أصيبت برصاصة وكنت أنا المقصود .
- ماذا تريد أن تقول بذلك ؟
- منذ عامين أقمت سهرة لأعضاء شركتى فحاول مهووس اغتيالى فألقت " شيرلي " بنفسها على قبل الحارس الشخصي , لكي تحمينى , كانت الوحيدة التي رأيتها حينها فتلقت تلك الرصاصة بكتفها بدلا عني .
- ألم يخبرك أحد عن ذلك فى وقتها ؟
أجاب " وليم " بصدق : منتدى ليلاس
- كلا ...
بعد لحظة من التردد قرر " ديرك " ألا يسأل عن التفاصيل , لأنه يعرف حق المعرفة طبيعة الحياة السياسية .
- أمن اجل ذلك أوجدت لها عملا فى " جيفاتش " ؟
- هذا كان واحدا من الأسباب التى دفعتنى إلى ذلك . كما أننى أخذت على عاتقى العناية بها , وكذلك زوجتى تشاركنى فى ذلك حالتها سيئة للغاية , لقد تلقت الكثير من الصدمات والضربات بما يكفيها ولن تجد أحدا ظروفه سيئة مثلها .
- نعم حقا .
أجاب " ديريك " وهو يرفع صوته . لقد لاحظت ذلك اليوم فى الساعة الرابعة صباحا .
تنهد " فرانكلين " قائلا :
- فالعرج الذى فى قدمها واضح تماما . ويكون إحدى مأسيها السابقة . أحيانا تمر عليها لحظات تنسى كل أحزانها . ولكن عندما تتذكر أوجاعها تنطوى على نفسها كأنها زهرة تنطوي على تويجاتها .
- اتمنى لو تحدثنى عن " جيفاتش " طلب " ديرك " ذلك بعد لحظة من الصمت .
- ليس لدى أشياء كثيرة أقولها لك . أكثر مما تعرفه " شيرلي " وما قالته عن هذه الجمل الغريبة . تذكرنى بالقوانين التى نحن نستعملها بالجيش , وهذا كل شئ أعرفه . " ديرك " تذكر حديث " شيرلي " لمديرها عن هذا الشئ الذى لا يكون موجودا . وتطلبه شركة غير معروفة اسمها من شركتها .
- ماذا تعتقد ذلك ؟
اعترف " وليم " بإرتباك :
- أنا لا أعرف شيئا من هذا , ولا أستطيع أن أقول بأنهم يصنعون ألعابا مسالمة , وإذا لم يكن هناك نموذج عنها فسيكون تصنيعه صعب , ولا أحد يتجرأ على صنعه . المخطط غير كامل , أنا أستطيع .
- من المستحسن أن تبقى خارج الموضوع .
يقاطعه " ديرك " قائلا :
- سأهتم بـ " شيرلي " , واطلعك على مجرى الأحداث إذا أستوجب الموضوع تدخلك .
يرد " فرانكلين " مرغما :
- كما تريد , ولكن إذا ساءت الأمور .
وعده " ديرك " :
- إذا ساءت الأمور , سأعمل على أن تصل " شيرلي " إليك .
- انتبه لها وأول عنايتك الكبيرة بها يقول الحاكم ذلك أخيرا بصوت مقتضب .
يضع " ديرك " سماعة الهاتف ويهرش في رأسه مفكرا , قبل كل شئ عليه أن يأخذ قسطا من النوم , نظر إلى الساعة التى فى يده وتذكر أن المنوم الخفيف الذى أعطاه لـ" شيرلي " سيتركها تنام أيضا لمدة ست ساعات ثم ضبط منبه ساعته ونام على الأريكة .
فى مطلع الفجر على الرصيف كان هناك رجل طويل القامة ثابت لا يتحرك يتأمل الحركة التى أخذت تدب فى الشوارع ثم قطع الشارع ودخل إلى بناية كانت تحت رقابته لفترة طويلة , ومن ثم توقف عند صندوق بريد وأطلق صفيرا وطرف عيناه على أول درجة من السلالم .
كان يبدو عليه التردد والحيرة . تعبيراته ظلت غير مفهومة فى النهاية رجع أدراجه عائدا إلى الشارع منخرطا بين المارين وفى الصباح أوقف سيارة أجرة بعد أن غير ثلاث سيارات توصل إلى قرار وهناك انتظر أيضا لمدة ساعة . يراقب مجددا السيارات قبل أن يدخل بناية أكثر قدما من الاخرى صعد سلالم الدرج إلى الطابق الثالث متجاهلا المصعد ودق بضربات خفيفة باب الشقة المتواجدة على الجهة المقابلة للسلالم .
- نعم ؟ بعد لحظة فتحت امراة شابة مظهرها يشير إلى الجدية .
فأجابها بسرعة :
- لقد وجدت لنفسها ملجأ تأوى إليه .
- أين ؟ ومع من ؟
يصحح جملتها قائلا :
- عند من ؟
شريكته تتأمله غاضبة وهي ترد عليه :
- توقف عن تصحيح قواعدي اللغوية . كانت لهجتها قريبة جدا من لهجته . وأى مستمع لهما سيعرف فى الحال بأن اللغة الانجليزية ليست لغتهم الام .
يجيب الرجل :
- هي عند صديقنا العجوز من " براغ "
تتنهد الفتاة وهي تقول :
- كنت أعتقد بأنه ما زال فى الغربة .
- يبدو عليه أنه عاد .
- لماذا ذهبت عنده بالتحديد ؟
- ليس لدى أدنى فكرة عن ذلك . لقد ذهبت مباشرة إلى عنوانه بعد أن بحثت عنه فى دليل الهاتف فى البداية كنت أعتقد بانها تعرف إلى أين وإلى من هي ذاهبة .
يبدو انها تعرف شيئا ما . لذلك قاموا بتفجير شقتها .
- بعد ذلك ؟
- لننتظر !
نهض " ديرك " فى الساعة السادسة صباحا بعد أن نام لبرهة قصيرة وكانت " شيرلي " ما تزال تغط فى نوم عميق عندما ذهب إلى غرفتها ليتحقق من ذلك , قبل ان يستحم ويحلق ذقنه . فغفوته القصيرة خلصته من جزء صغير من تعبه لا أكثر فقد كان معتادا على النوم كثيرا وخاصة عندما يكون فى صدد مهمة ما . وأحس " ديرك " بعد الاستحمام , وبعد فنجان القهوة الثاني بإنسانيته وبالنشاط والحيوية تدب في عروقه .
وأول الأشياء التى وردت على فكره المتيقظ . كانت قبل كل شئ الإطمئنان على سلامة " شيرلي " والقيام بالتحقيقات اللازمة بواسطة الهاتف . وذلك لمعرفة الأسباب الحقيقية لكل ما جر لـ " شيرلي " ولكن عاجلا أم آجلا كان عليه الذهاب إلى " جيفاتش " واصطحاب " شيرلي " معه فقد كان خارج احتمال ترك " شيرلي " وحيدة فى البيت حتى إنه لم يفكر بتركها عند " وليم " لأسباب مختلفة .
قرر التحرك بسرعة كبيرة . كان عليه إخفاء صلته بـ " وليم " لأنه أحد المشاهير ويستطيع أن يكون عدوا شرسا وصديقا مخلصا على حد سواء وفكر " ديرك " بجعل هؤلاء الذين تسببوا فى الانفجار فى حيرة وقلق دائما . ومهما يكن الامر فـ " وليم " يكون الورقة الاخيرة التى يتوجب عليه كشفها وذلك فى الضرورة القصوى ولا أحد يستطيع أن يكتشف اين تختبئ " شيرلي " , فشعر " ديرك " بانها تكون فى أمان عنده .
ولكنه عاد ليطرح على نفسه أسئلة أدق . فالشكوك ما زالت تراوده , لأن أغلبية الناس في " ريتشموند " يعرفون أن " ديرك روس " الوكيل العامل بصفة شبه رسمية للحكومة . يقطن فى المدينة ويكفى أن يأتى أى شخص من " جيفاتش " ويطرح سؤالا جيدا عليهم فيكتشفون كل شئ . كما أن " ديرك " يعلم منذ زمن طويل بأن أى إنسان يستطيع أن يجد كل العالم إذا فتش جيدا ولن يجد صعوبة بإقتفاء أثر أى شخص تحت أسماء مستعارة وصور مزيفة .
وفى هذه الحالة فـ " شيرلي " لن تبقى معه أمنه لفترة طويلة وماذا إذن عليه أن يفعل ؟ فطاف بنظرة متأملة على صفحات الجرائد التى جمعها من مدخل البيت وفجأة استرعى اهتمامه صورة شخصية . وقال فى نفسه .
" لقد حالفنى الحظ "
أسرع " ديرك " إلى دليل الهاتف مفتشا عن رقم فندق معروف فى المدينة وانتظر لبرهة من الوقت لينتقل من خدمة إلى أخرى لإجراءات أمنية حتى توصل إلى الشخص الذى يريد محادثته قائلا بنبرة قوية :
- التحدث مع الرئيس يكون أسهل بكثير .
عندها انطلقت ضحكة بالطرف الأخر من الخط قائلة :
- " ديرك " ! كم أنا سعيدة بسماع صوتك واعذرنى على الترتيبات الامنية التى يصر عليها " زاك " بإستمرار وخاصة فى الأشهر الأخيرة .
- علمت بذلك فلقد حدثنى " كيلسى " عن " تيريزا "
أجاب " ديرك " بإختصار . كيف حالها الآن ؟
تنهدت " ميسانج لونج " قائلة :
- جسديا بأفضل حال أما معنويا فهى مازالت تحت وقع الصدمة " زاك " وهى كانا يريدان طفلا ...
- أبلغيهما مواساتي .
تضيف بلهجة أكثر رقة :
- لن أنسى أبدا ذلك والان قل لى ماذا تفعل فى " ريتشموند " ؟
- إننى أقطن فيها ؟
فضحكت قائلة :
- وكيف لى أن أعرف ذلك ؟ فأنت فى كل بلد لديك شقة فى " لندن " وأخرى فى " هونج كونج " وإن لم تخنى الذاكرة فلديك قصر فى " فرنسا "
- قصر صغير جدا , ولدى كذلك شقة فى " ريتشموند "
- إنه ميناء تحتمى فيه عند حدوث عاصفة .
تمتمت بلطف .
- هل سمعت ما قيل فى " الجزائر " ؟
- سمعى مرهف . وأنت عملت هناك الضجة الكافية .
بالنسبة لشخص يكره استخدام السلاح النارى . فحسب إعتقادى وبدون أن تترك له فرصة الإجابة . لماذا لا تغط فى نومك فالرجال الأقوياء أيضا يحتاجون لساعات أطول فى النوم ؟
يبتسم " ديرك " حقا إنها " ميسانج " فهى تعرف دائما كيف تصل إلى ما تريد .
- أحتاجك فى خدمة .
- أتمنى أن أسدى لك معروفا . ولا سيما أننى بدأت أشعر بالملل ولا أدرى بماذا أشغل نفسى بعد انشغال زوجى و " زاك " بالانتخابات النقابية . فكيف أستطيع خدمتك ؟
- ببعض المحاضرات .
- بماذا ؟
- بدروس حول ثياب لأمرأة ؟
فانفجرت " ميسانج " ضاحكة :
- حضر نفسك لترى لى كل الحكاية . وما هى المقاسات والألوان ؟
أعطاها " ديرك " المعلومات التى طلبتها , بالإضافة إلى عنوانه .
يقول " ديرك " :
- ربما تكون البناية مراقبة . خذى حذرك .
- سأحضر لك كل ما طلبت , وسأكون عندك بأقرب فرصة ممكنة .
- شكرا .
وضعت " ميسانج " سماعة الهاتف قبله . كان " ديرك " يحدث نفسه إن " ميسانج " تساعد الآخرين دوما , لانها لا تجيد التصرف على منوال آخر . إن المشيئة منحته أصدقاء يستطيع الاعتماد عليهم حقا فى الأوقات الصعبة .
كانت تعرف " شيرلي " وهى تفتح عينيها بانها كانت فى سبات عميق فنظرت بطرف عينيها إلى المنبه للتأكد من صحة ما تعتقد .
ونهضت فجأة وسألت أين تكون ؟ فهذه الغرفة أكبر اتساعا واكثر ثراء من غرفتها .
ولمن هذا القميص والسروال فهذه الثياب التى ترتديها ليست لها وعندها أخذت تسترجع ذاكرتها وكل ما جرى لها ليلة امس .
" جيفاتش " والانفجار وليل طويل من الضياع والوحدة والتعب إلى أن وجدت ذلك الرجل ذا الشعر الأشقر والعينين الداكنتين الذى أستمع إليها وقدم لها العشاء وحملها إلى السرير . ودلك لها الكسر الذى فى قدمها حتى زال الألم ونامت وهو يعتنى بها .
نهضت " شيرلي " وشعرت بان وركها متشنج مع أنها لا تشعر بأى ألم . لقد سمعت أصواتا فى قاعة الاستقبال وبعد لحظة من التردد توجهت نحو الباب وقد كان " ديرك " واقفا وهو يستند بيده على مسند الكرسى مرتديا سروالا أسود وقميصا رماديا كان يظهر أكثر جمالا مما تحفظه فى ذاكرتها . ثم وقعت عيناها على السيدة الجالسة على الأريكة وانتبهت لنفسها فشعرها مبعثر وهيئتها مهملة . وقدماها حافيتان . أحست برد الفعل الذى ستتلقاه هذه المرأة التى أمامها بشعرها الأسود المرفوع " شينيوه " في مؤخرة الرأس فيه وميض أزرق أما بالنسبة لتقاطيع وجهها . إذا لم تكن كاملة فلن تستطيع أن تتجنب تلك العيون البنفسجية والابتسامة الدافئة التى كان توجهها بين الحين والآخر إلى ديرك . وكان العقد الذهبى الملفوف حول عنقها يعكس جمال بشرتها البيضاء الناصعة . كأنها أنقت نفسها لسهرة فأناقتها وذوقها الجميل يعطيانها طابعا منفردا بها . شعرت شيرلى أمامها ولأول مرة كأنها بطة قبيحة وصغيرة .
سأل ديرك شيرلى وهو يتفحصها بدقة :
- هل أنت أفضل الآن ؟
- نعم ، شكرا .
ردت عليه بصوت رنان وهى تقطب حاجبيها ، مد ذراعه لكى يجلسها على الكنبة .... وهو يعرفها بالسيدة الجالسة "ميسانج لونج" . بينما هى تأخذ مكانها ذهب "ديرك" إلى المطبخ ليجهز القهوة .
قالت "ميسانج" برزانة :
- لقد مررت بلحظات صعبة .
- هل حدثك عن ذلك ؟
- نعم . لقد كنا نعمل سويا فيما مضى , أخذت تشرح لها .
"شيرلى" أحست بارتياح تلقائيا . عندما اكتشفت خاتم الزواج الذى كانت ترتديه "ميسانج" وهى تشير إلى العلب الكرتونية الموضوعة فوق الكنبة .
- لا يريد "ديرك" أن يتركك وحيدة فى المنزل . فلذلك طلب منى أن أحضر لك بعض الثياب ، أعتقد أن المقاسات ستكون جيدة . بعد أن لاحظت الرشاقة التى تميز "شيرلى"
تتابع حديثها :
- أما بالنسبة للألوان كانت تبعا لذوق "ديرك" . متجاهلة الارتباك الذى أصاب الفتاة .
- لا أعرف كيف أشكركما .
تحدثت "شيرلى " بضيق :
- سأدفع لك .
قاطعتها "ميسانج" بابتسامة قائلة :
- سنرى فيما بعد .
حاولت "ميسانج" جاهدة مراعاة مشاعرها :
- قبل كل شئ علينا أن ننزع الخوف الذى أراه فى عينيك .
- أنت خارج اللعبة .
يتدخل "ديرك" فجأة فى الحديث :
- لقد قلت لك ذلك قبل الآن .
ويحمل فنجانا من القهوة ويقدمه لـ "شيرلى" . إذا أنا ورطتك فى هذه القصة "جوس" و "زاك" سيعملان على قتلى .
"ميسانج" تبتسم له :
- هما مشغولان عنى بموضوع آخر . أنت تعرف ذلك .
ثم توجه حديثها لـ "شيرلى" زوجى وأحد أصدقائه .
- هما يريدان التدخل وأنا لا أحتمل ذلك ..... يصر ديرك على موقفه .
- دائما عنيد ومتمرد !
- لا أحد يتغير بسرعة كبيرة . أجاب بلهجة جادة .
كانت " شيرلي " تنظر لهما بإستغراب واضح . فلاحظت " ميسانج " ذلك .
- " ديرك " يكره القوانين . والمقصود بالمسائل الخاصة والحكومية . فلا يوجد مثيل لها فهو شخص يستطيع أن يواجه المشاكل الأكثر تعقيدا ويخرج منها بدون أن يفهم أحد قط . كيف يفعل ذلك .
- هذا يكفى , أمر " ديرك " بلطافة مصطنعة .
- يجب على " شيرلي " أن تعرف عند أى الرجال هى تكون . تتابع " ميسانج " حديثها بنفس الإبتسامة . واحب أن أعلمك بأن " ديرك " لا يستخدم السلاح أبدا . ولكنه يسبح كالسمكة وهو يمتلك عيون النسر فهو قادر على أن يستدل طريقه فى قلب الصحراء . وعبر مئات الكيلومترات إلى واحة فريدة ويعود ادراجه بطريق آخر وفى أقل من ساعة ولا يعدل عن رأيه حتى النهاية .
- أنت تريدين الاستمرار بالمديح حتى استسلم وأصدق . سخر " ديرك " وهو يوجه الحديث لـ " شيرلي " .
لكن " ميسانج " استمرت فى حديثها لتثبت صحة ما تقول :
- إننى من غيره لكنت الآن عميلة مزدوجة أعمل لحساب خصمين ومحمولة إلى الشرق كعملة نقدية متداولة .
يطلب " ديرك " منها بلطف :
- من فضلك " شيرلي " اذهبى وارتدي الثياب التى أحضرتها "ميسانج " معها , قد أكون أخطات فى المقاسات .
جمعت " شيرلي " علب الكرتون وعادت إلى الغرفة . أشعل " ديرك " لفافة من علبة السجائر . فقد كانت عنده عادة مستديمة فى التدخين بطريقة غريبة ينفخ دخان سيجارته بتكاسل مشكلا منها دوائر ويبدو مستاء إذا لم تكتمل إحدى هذه الدوائر . كان يقوم بهذه العادة عندما يكون غارقا فى تفكير مستفيض حول مشكلة عالقة . وبدون أن يثير اهتمام أحد ممن حوله .
" ديرك " لم يكن لديه صفات الحرباء فى المراوغة والتخفى . كما عند " كيلسى " لكنه أستاذ فى الشرح واستخدام لغة الجسد . ولا يستطيع أحد أن يسبر أغواره إلا عميل مثله . و" ميسانج " كانت عميلة قديمة كما إنها ممثلة بالفطرة . فكانت تستطيع أن تفهم وبسرعة كبيرة الحركات العصبية السريعة التى كان يقوم بها " ديرك " .
- هل تشعر بالقلق ؟
أسند " ديرك " رأسه إلى الخلف وثبت نظره إلى السقف قائلا :
- هل لحق بك أحد إلى هنا ؟.
- كلا لم يبتعنى أحد ولم ألاحظ أى نوع من المراقبة هل تخاف أن تتعرض للهجوم ؟
كانت هذه العبارة تستعمل دائما بين العملاء فهى تشير إلى الحدس الذى يجب على كل عميل أن يتمتع به فالعميل الذكي يعرف تلقائيا بأن السكون يسبق العاصفة و " ديرك " خبير ومتمرس فى هذا المجال فقد اشتغل فيها لفترة لا بأس بها فى " إنجلترا " .
هز " ديرك " كتفيه قائلا :
- كلا , ولكنى أسال ماذا يقصدون من ذلك ؟ ولماذا يريدون التخلص من " شيرلي " بأقصى سرعة ممكنة ؟ هل لانها رأت بعض الرسائل التى تحوى عبارات غريبة ؟ لماذا لم يجعلوها تحت مراقبتهم أو بوضعها تحت الضوء الأخضر لفترة من الوقت ؟
قالت " ميسانج " :
- ربما هى تعرف عنهم أسرارا أكثر مما تدرك . وهم يخافون من أى خطر يحوم حولهم .
- بذلك هى تكون متورطة مع أناس أشرار وأيديهم ملوثة باعمال وقضايا شائكة .
- لقد أعطيتنى التفاصيل الصحيحة استأذن بالانصراف لأننى وعدت " جوس " بالعودة فورا ... أضافت " ميسانج " وقد بدا عليها أنها شاردة الذهن .
- ليس هذا من طبعك هل تخفين شيئا ما ؟. يلاحظ " ديرك "
لكن " ميسانج " لم تجبه فورا . بل ظلت صامتة حتى وصلت إلى مدخل الباب . ثم استدارت نحوه قائلة :
- لاشىء . راوغت وهى تبتسم لا تتردد إذا أحتجت لأى مساعدة وملجأ أمن مثلا . لدينا الآن مكان خال .
أخذ " ديرك " يراقبها وهى تخرج منتبها للقامة الرشيقة التى تميزها ثم اتجه نحو النافذة ولكنه انتبه بأنها لم تخرج من الباب الرئيسى فقد كانت تاخذ حذرها من أى خطر . قال " ديرك " – وهو ينظر إلى المدخل الضيق من الممر المظلم للجهة الأخرى من الشارع :
- إنه مركز مثالى للمراقبة ولكن الشارع كان مليئا بالمراصد . ثم استدار وهو يطلق زفرة قوية . هل حقا " شيرلي " تخلصت من الذين يلاحقونها ؟ هل ستكون فى مأمن فى بيتى . احتمال ألا تكون ولكن كل شئ ممكن .
- هل رحلت ؟
ارتعش عند سماع صوت " شيرلي " المرتبك .
- نعم يجب عليها العودة بسرعة .
لقد أحسنت " ميسانج " إختيار الألوان التى طلبها " ديرك " لقد أكد عليها اختيار الألوان الدافئة كالأحمر والذهبى الكستنائى فالسروال الذى كانت ترتديه " شيرلي " لونه عاجى وضيق وفوقه قميص احمر من الحرير .
قالت " شيرلي " وهى تنظر إلى الحذاء ذى اللون البيج :
- لقد أحضرت أيضا مجموعة من الأحذية . بالإضافة لأشياء أخرى بيجامات واطقمة مناسبة وفرش للشعر . فأنا حقا لا أعرف كيف أشكركما . ولا كيف أرد لكما هذا المعروف .
- "شيرلي "
عضت على شفتيها .
- أنت حقا جميلة .
لقد كانت هذه الكلمات كوقع الصاعقة على " شيرلي " . " ديرك " وقف أمامها واضعا يديه فى جيبيه وينظر إليها بإستمرار . لقد كان لطيفا جدا معها . لأن اللطافة وقدرة التفهم تكون من ميزاته الأساسية.
ردت " شيرلي " عليه :
- شكرا
ابتسم :
- أنت لا تثقين بكلامى .
عندها استدارت " شيرلي " ورفعت رأسها بشئ من التحدى :
- أنا أعرف نفسى جيدا . لاننى أنظر فى المرآة .
هز " ديرك " رأسه :
- أنت لا تعرفين شيئا عن مدى جمالك . فالمرأة التى تنظرين إليها أحدهم عبث بها . فظهرت على نقيض صورتك الحقيقية وصدقت ذلك .
فرمقته " شيرلي " بنظرة غامضة وهى تتساءل فى قرارة نفسها لماذا لا يتوقف عن النظر إليها ؟ لماذا يحدثها دائما عن المرايا ؟ فهى تعرف كل شئ . ومنذ زمن بعيد .
تنتبه " شيرلي " إلى نفسها وتحاول تغيير مجرى الحديث وتستأنف قائلة :
- لو نتحدث عن " جيفاتش " ؟
- أرسلت بعض العيون هناك لأجس النبض وعلينا انتظار ما سيحدث .
أجابها " ديرك " .
- هل دعوت أحدا ما إلى هنا ؟
- بعض الاصدقاء الذى يعملون فى التكنولوجيا العالمية . وهي جمعية علمية تهتم بالمشاكل الصغيرة التى يتعرض إليها الأشخاص فى النكبات .
كررت " شيرلي " بدون فهم :
- النكبات .
- هل حدثتنى عن المقصود بالمخططات المتروكة ؟
- نعم تقولها بعصبية ., هل تعتقد أن أصدقاءك يستطيعون الاستماع بالتحدث عن ذلك ؟
- هذا يوازى صعوبة التحقيق ويؤكد " ديرك " . " شيرلي " هل تشعرين بالخوف منى ؟.
- الخوف ؟.
كان سؤاله مدهشا تماما لها , لقد لاحظت ان هذا الرجل يستطيع أن يجعل كثيرا من الناس يخشونه إلا هى على عكس ذلك , فقد كانت تشعر بالثقة والاطمئنان منذ أول مرة رأته فيها .
- كلا أنا لا أخشاك
- هل تثقين بى ؟
- نعم تضيف بسرعة لكي لايبدو فى إجابتها سذاجة . لقد جعلنى " وليم " أثق بك قبل كل شئ .
- إننى أطلب منك أن تثقى بى ثقة عمياء فهل تجدين فى نفسك القدرة على ذلك ؟. كان يتحدث بكثير من الجدية .
- لا أفهم ماذا تريد أن تقول .
يؤكد على حديثه السابق وبدون أى نوع من التحفظ قائلا :
- إذا طلبت منك أن تقومى بشئ وحتى لو لم تفهمى لماذا تفعلين ذلك . فعليك أن تفعليه , لان هذا الأمر يتعلق بحياتنا نحن الاثنان .
عندها شعرت " شيرلي " بالخوف ولأول مرة .
- " شيرلي " علينا أن نغادر خلال يوم أو يومين هذا المنزل . فليس من الحكمة بقاؤنا فيه . فهم سيعرفون لاحقا بأنك لجأت إلى فلذلك سنتحرك بأقصى سرعة بدون سابق إنذار . هل تعين ما أقول ؟
- أنا أفهم ذلك . تؤكد " شيرلي " له بحزم
- بدون تردد ؟
سألها وهو يبتسم .
- ليس لدى خيار أخر .
بإبتسامته الساحرة قال :
- أنت حقا عاقلة .
- اعذرنى ., يجب أن أتحدث هكذا لأننى تحت حمايتك وأنت قمت بذلك بدون معرفة سابقة . كما أنك لست مجبرا على حمايتى و ..
توقفت عن الكلام وهى تكاد أن تبكى .
- " شيرلي " حقا أنت جميلة .
أعاد على مسامعها نفس العبارة وكانت كل مرة تنزل عليها كالصاعقة تلعثمت وهى تجيبه :
- لا تقل لى دائما هذه الكلمات .
وبذكائه المعتاد يقول :
- والثقة المطلقة التى وعدتنى بها , هل نسيت ذلك .
شعرت " شيرلي" بأن " ديرك " يملأ بوجوده المكان كله , ولا تستطيع الهروب من نظراته القوية . فأحست بأن الغرفة ضاقت بهما والمسافة أصبحت قريبة جدا بينهما .
وحلقها يحترق ويداها ترتعشان وهمست قائلة له :
- توقف وهى لا تعرف بماذا عليه أن يتوقف .
- كلا
أجاب بصوت هادئ .
- أريدك أن ترى صورتك فى مرآة حقيقية غير مزيفة .
- أنا لا أستطيع ...
- أنا أعرف بأنك لا تستطعين , ولكن يجب عليك أن تثقى بى كل الثقة , لأن أى تردد سيجعل حياتنا فى خطر
يناديها " ديرك " بلطف :
- " شيرلي " سأخبرك دائما عن الحقيقة , وفى كل المستويات .
- أنت حقا جميلة .
- أنا عرجاء ؟
فرد عليها بسرعة :
- كلا .
ماذا يقصد فى ذلك ؟ هل أصبح أعمى لا يرى ؟ وكيف لى أن أثق بشخص لا يستطيع أن يرى الحقيقة ؟.
- أنت لا تعرجين ؟
صرخ " ديرك " بحزم :
- فعلا كنت تعرجين البارحة . ولكن هذا كان بسبب تعبك وتشنجك أما ما أراه اليوم فأنت تمشين بشكل طبيعى وفى معظم الاوقات . وهذا يؤكد بأن هذه العلة نتيجة إحساس داخلى , وهذا ناتج عن الصورة المزيفة التى تشاهدينها فى نفسك والتى حدثتك عنها .
هل هذا ممكن ؟ وتتساءل محدثة نفسها ولكن ...
ولكن أمها كانت تقول لها دائما بانها تعرج ... عندها تذكرت فجأة كلمات صديقتها " جانى " التى جهزت لها الفستان الأحمر .
- أنت لا تعرجين إلا عندما تفكرين بذلك .
أو عندما تتعبين تقريبا كل شئ يسير وفق تفكيرك بكلام والدتك .
- أمى كانت تقول لي دائما إننى عرجاء . فهى تتذكر زيارتها الاخيرة عندما وبختها بأنها تمشى بسرعة .
- مرآتك هذه مزيفة . يكرر " ديرك " ذلك مصمما على رايه فلقد رأت جرحك ولم تستطع أن تنسياه . " شيرلي " عليك أن تصدقينى فهى ليست على صواب ثقى بى .
شعرت " شيرلي " بنفسها كأنها ريشة . وبأن شيئا ما يحملها من بين كتفيها ويرفعها . وهى تذوب بنظراته القوية الجميلة وتنهدت وهى تهمس قائلة :
- أنا أثق بك .
- " شيرلي "
همس لها وهو يبتسم :
- أنت حقا جميلة .
- شكرا .
ولأول مرة بدأت تفكر بذلك جديا .

زونار 01-09-09 10:26 AM


الفصل الثالث
قضوا بقية النهار و السهرة في البيت . كان شئ ما يدور في الخفاء ، لكن " شيرلي " المتعبة لم تكن لتستطيع أن تركز اهتمامها لمعرفة هذا الشئ . فكانت تنتبه رغم ذلك لأقل حركة يقوم بها " ديرك " فحركاته و ابتسامته ، و روحه الحلوة فلماذا هذا الاستغراب ؟
- يبدو عليك أنك غارقة في التفكير .
كانوا على وشك الانتهاء من عشائهم و الهدوء يخيم و الموسيقى تصدح في كل أرجاء البيت . شعور غريب انتاب " شيرلي " برغبة قوية لمداعبة الشعر الذهبي الأشقر من رفيقها . فشبكت يديها لتتجنب أي رغبة أو شعور غريب .
- " شيرلي " .....
وكان صوته بالنسبة لـ" شيرلي " يشبه الأصوات التي تسجل في الطائرات و المستشفيات . فهو قادر على أن يبعث الطمأنينة و السكون في نفوس الملايين من المسافرين أو المرضى .
قالت له :
- إن لديك روحا طيبة .
فكرت و هي تقول هذة الكلمات الآن سيعتقد بأنني حمقاء .
- انت أيضا .
يجيبها بصدقه المعتاد فتبتعد بنظراتها عنه و هي مرتبكة .
- " شيرلي "
عندها رن جرس الهاتف و قطع حديثم . فشعرت الفتاة بالارتياح إلى ذلك . لم تكن تسمع شيئا من الحديث الذي يدور على الهاتف فهي كانت مشغولة بفصل و تحديد عواطفها . لأنها كانت تريد تجنب أي ألم أو صدمة محتملة .
و بعد مرور أربع و عشرين ساعة رضخت و استسلمت وبدون جدوى من المقاومة . لكن " شيرلي " أحست بنفسها فريسة مطاردة أمام إلحاح " ديرك " الدائم على الثقة التامة به ، و بما يقوله و أحست بأنها تدور في دوامة من الفراغ و الضياع . و اضطرابها لكون حياتها مازالت رهينة في أيد مجهولة .
و تود " شيرلي " أن تنعزل في مكان ما بعيدا عن حديث " ديرك " الدائم عن المرأة المزيفة لتستطيع أن تلتقط أنفاسها و ترتب أفكارها المشتتة بعيدة عن نظراته القوية الداكنة وعن هؤلاء الذين يريدون موتها . تتمنى أن تعود إلى شقتها ، و حياتها الروتينية اليومية . و عليها أن تشتري أصيصا آخر عوضا عن الذي كسر و ألم أصابها حزنا على فقدانها لزهرة البنفسج . و رغبة حمقاء بالبكاء انتابتها حزنا على تلك الوردة .
- " شيرلي " .
- هل كان أحد أصدقائك الذي اتصل بك ؟ سألته و هي تشبك يديها بعصبية .
- نعم . أجابها هو :
- ماذا يجري ؟
كان قريبا جدا منها ، و أحست بأنفاسها تتصاعد و حلقها يحترق و يتشنج . و أخذت الغرفة تضيق و المسافات تتقلص بينهما .
- لا شئ . قالت له ماذا قال لك ؟
- حدثني عن خسارة ملايين الدولارات أصابت " جيفاتش " نتيجة لمشروع كان الجيش يموله ، لكن المطلوب لم يتحقق . كان هذا منذ فترة من الزمن .
- ما المقصود من ذلك ؟
- تقول الإشاعات إنه نوع من السلاح لا يضاهي يصبح فيه الجيش لا يقهر و في نفس الوقت يمكن أن يكون هذا السلاح غير محرب . إذا أراد أحد استخدامه .
عندها تشنج وجه " شيرلي " كزهرة تنطوي على تويجاتها . أصبح يدرك " ديرك " بأن الثقة بدأت تأخذ طريقا رفيعا بينهما و لكن ما يربطهما كان بحاجه إلى تقوية أكثر من ذلك . فلذلك كان يحاول الاقتراب منها شيئا فشيئا ، لكنها كانت تتصلب . كما لو أنه كان خطرا محدقا بها .
يتابع " ديرك " حديثة : علينا أن نعرف بماذا يشبه هذا النموذج و من الذي يود استخدامه . لقد أخبرني " جيف " بأن أحدهم يدعوه باسم " كيرانو " .
- " كيرانو " ...
تقاطعه " شيرلي " بصورة مندهشة . إنه سلاح مهاجم على هيئة رجل آلي . إنه الجيش " الكاموفلاج " .
قال " ديرك " باستغراب :
- كيف عرفت ذلك .
أجابته و هي تهز برأسها :
- لقد رأيته مرة في الممشى بالشركة فقد قام أحدهم بنقله ، فتوقفت و أنا أغادر مكتب المدير لأنظر إليه لقد رأيت سابقا الكثير منه في المحلات الالكترونية . و لمن هذا كان نوعه فريدا و مختلفا فارتفاعه يصل إلى كتفي ، وله عجلات خفية و صغيرة في أسفله .
- هل رأيتها ؟
- كلا . لكن أحد الرجال استعجل لكي يوقفه قبل أن يصل إلي و كان بيد ذلك الرجل علبة صغيرة و رمقني حينها بنظرة حادة و حانقة فخفت منه و عدت مسرعة إلى مكتبي .
- هكذا إذا أنت رأيت السلاح أمامك وجها لوجه . الآن نصل إلى التفسير الصحيح للرسائل الغريبة التي وقعت بين يديك . فلو أنك أجريت ترابطا بين الأحداث التي جرت معك لتوصلت فورا إلى الحقيقية المتوارية عنك . كدافع جعلهم يسعون بأقصى سرعة لتجنب الخطر المحدق بهم عن طريق ما جمعت من معلومات خطيرة عنهم و دون أن تدركي ذلك . فقرروا على الفور التصرف بصورة عنيفة ضدك .
عاود جرس الهاتف للرنين . و مجددا قطع دائرة النقاش بينهم فاستدار " ديرك " و تناول بيده الجهاز اللاسلكي و هو ما يزال تحت هول اكتشاف الحقيقة بينما " شيرلي " تراقبة مضطربة .
- " جوهني " هل أنت متأكد ......
يسأله " ديرك " :
- حسنا سأضع النقود في المكان المعتاد . وضع السماعة و استدار نحو " شيرلي " و هو يدفع بزفرة قوية قائلا لها :
- بدءوا ...
شئ ما في صوته أخافها .
- ماذا تريد أن تقول ؟
- صديق لي يجول كثيرا أخبرني الآن بأن عددا من أعدائي يطوفون الشوراع محاولين معرفة إذا كنت قد عدت من الغربة أم مازلت هناك و يحملون معهم صورتك سائلين المارة إذا سبق لأحدهم أن رآك و لو بالصدفة .
- صورة لي ؟ كيف ؟ ....
- هل لك ملف في " جيفاتش " مع صورة عن هويتك ؟
أجابت بالإيجاب :
- من هم هؤلاء الأعداء الذين حدثتني عنهم ؟
أجابها " ديرك " بلطفه المعتاد ، محاولا أن يخفف عنها وقع الصدمة .
- إنهم قتلة مأجورون .
- لكنني لم أفعل شيئا .
تصرخ قائلة :
- ذلك ليس له أي اعتبار في نظرهم و المهم أنك تشكلين خطرا عليهم على ما يعتقدون .
- هذا مستحيل . قل لي بأن ذلك ليس صحيحا .
هز " ديرك " رأسه :
- لا أستطيع الكذب عليك فأجمعي أغراضك الآن في الحقيبة الموجودة في الغرفة سنغادر هذا المكان بأقصى ما نستطيع محاولا الحفاظ بهدوء أعصابه ليجعلها تحتفظ برباطة جأشها .
نهضت " شيرلي " ببطء و هي تنظر إليه بتضرع تفتش عن الاستقرار و الأمان في هذا العالم المجنون فربت " ديرك " كتفها قائلا :
لن يحدث لك شئ " شيرلي " لن أدعهم يفعلون ذلك . فابتسمت مرغمة :
- هل تعدني بذلك .
- نعم أعدك .
قالها و هو يبتسم . و الآن أحضري حوائجك و هو يتبعها بنظره تختفي في الغرفة فمرر يده في شعره ليقول في نفسه ... وعود ... إنه يفعل ذلك لينزع الخوف من عينيها فهو لا يستطيع أن يخبرها بأنه قد يكون عاجزا عن فعل شئ في مثل هذة الظروف .
و بعد قليل يمسك بحقيبته و حقيبة " شيرلي " في يده و في الأخرى يشد " شيرلي " إليه و يأخذ السلالم المخصصة للخدم مخرجا له يفتح الباب المقفل الذي يؤدي إلى مدخل إنارته ضعيفة و هناك غرسة من المفروض أنها موضوعة للزينة يضع " ديرك " تحتها بطاقة نقدية بقيمة خمسين دولارا .
ثم يتوجه إلى سيارة مربعة و بعيدة نوعا ما ، ثم تدخل " شيرلي " إلى السيارة مباشرة و لعدة لحظات فيما بعد كانوا يتجولون في شوارع المدينة المضاءة . و في منتصف الليل تقريبا تنضم امرأة متوسطة القامة إلى رفيقها الواقف في الممر المظلم الذي يفصل بين بنايتين عاليتين . سألته :
- كيف عرفت بأنهم سيرحلون هذا المساء ؟
أجابها الرجل ذو العضلات المفتولة و هو ينظر مستمرا في المراقبة
- لم أكن أعرف . و لكنني لاحظت أن الحراس يتحركون بسرعة في هذا القسم فعلمت أنه يرتب ليوم مثالي و نموذجي و مهم .....
- هل تعتقد بانه غادر المكان لشعوره بأنهم باتوا على مقربة منه ؟
- أفترض ذلك . فلم يكترث للخطر المحدق مع فتاة ضعيفة جدا .
- صمتا سيأخذ ذلك بعين الاعتبار . يوضح لها ذلك بشئ من المداعبة .
- هل تغارين " جينا " ؟
- لا تكن ساخرا ! ترد عليه بتوتر :
- ولكني آمل أن عواطفه لا تفقده بصيرته في الحكم على الأمور .
- إذا حالفنا الحظ . فلن يلاحظوا بأننا نلاحقهم .
- أرى السير مكتظا هذا المساء فلن يرانا نتعقب أثره . قالت " جينا " :
- ربما و لكننا لا نستطيع تجاهل مهارته و حدسه الذكي بالرغم من قلة تجاربه و قلة خبرته في فنون الملاحقة و المطاردة .
تقطب " جينا " حاجبيها و تقول "
- عندي أحيانا انطباع بأنك تحبه حقا و في كل الاحوال أراك معجبا به .
- هل تعتقدين ذلك ؟
يتمتم " أليكس " قائلا سأناوب الفترة الأولى . و أنت ستعودين لتأخذي مكاني حتى مطلع الفجر . متجاهلا سؤالها المبطن . تذهب بعد لحظة من التردد إلى السيارة المربعة الواقفة بزاوية الشارع لترتاح فيها ريثما يأتي دورها في المناوبة .
المنزل الجديد كان كبيرا و كثير التهوية . مجهز ديلوكس في الطابق العلوي كان هناك سرير كبير و خزانة من الأكاجو . و مكتب قديم و قاعة حمام تواليت بالزاوية و في الجهة الأخرى كان هناك نبتة بأوراق عريضة تشكل ستارة من الخضرة . أما في الأسفل فالمطبخ يشغل حيزا قليلا . و ما تبقى يوجد فيه أريكة عريضة و كرسيان مريحان ، و كرسي آخر هزاز مصنوع من الخشب . أما الأرضية كانت مغطاة بالسجاد و في المطبخ كان يوجد المؤن الكافية للإقامة .
بينما " شيرلي " تتأرجح بلطف على الكرسي الهزاز ، كان " ديرك " يحضر الشوكولا الساخنة .
- لمن هذة الشقة ؟
رمقها بنظرة ثاقبة ، فقد ظلت صامتة كل الطريق و لم تتفوه بكلمة و لكن " ديرك " لم يلمها على وجومها . فالخطر يحوم حولهما ظل منشغلا في تقوية الرابطة بينهما . أجابها أخيرا :
- إنها لي ، اشتريتها منذ عدة أسابيع . و لم أسجلها باسمي حتى الآن لذلك نحن سنكون في الأمان لهينيهة من الوقت . كانت تنظر إليه و هي شاردة الذهن
و كأنها لا تراه . غالبا ما كنا نرتحل في طفولتي من مكان إلى آخر فكنا نقضي إما بجمع أو بفك الحقائب كل مرة أنتقل إلى مدرسة جديدة . و لم يكن أحد يعرفني فكان لدي شعور دائم بأنني لا أنتمي إلى ذاتي .
النبرة الحزينة التي كانت تتكلم يها جعلت " ديرك " ينجذب إلى الإيقاع الكئيب كعاشق و مغرم فاقترب منها ، و جلس بقربها ثم أخذ يدها المرتبكة و جمعها بين يديه .
- " شيرلي " . أعلم بأنك قضيت أياما صعبة و انك الآن تشعرين بالغربة و الخوف ولكن عليك أن تتعلمي بأنك لست وحدك ، فأنا بقربك و لن أتركك أبدا . أتمنى أن تفهمي ذلك .
وبرؤية أيديهم متشابكة أخفضت عينيها و شعرت بالطمأنينة و خرجت من عزلتها :
- آسفة " ديرك " . انت لطيف جدا معي و كل ما أستطيع فعله لأجلك هو أن تتركني أرحل ..... يقاطعها " ديرك " :
- بعدما جرى لك ، طبيعي أن تصلي إلى هذة الحالة من اليأس و مما زاد الطين بلة شعورك بأن مصائبك لم تنته بل بالعكس هي في تزايد مستمر . أضاف " ديرك " و قد تغيرت نبرة صوته توقفي عن شكري على لطفي معك و إلا فستسببين لي العقد النفسية .
ابتسمت " شيرلي " و عادت مجددا تتأرجح في كرسيها الهزاز بهدوء أكثر من السابق . سألته بلهجه رقيقة :
- ماذا سنفعل غدا ؟
- غدا سأعمل جهدي لأجمع معلومات أكثر عن " كيرانو " و على ضوء ذلك سنرى ما بوسعنا عمله .
فأشارت " شيرلي " بالموافقة . يسترق " ديرك " النظر إليها . فهي كانت تبدو أكثر هدوءا و استرخاء . إنها بحاجة لأن تهدئ من روعها و قلقها . رغم ذلك كانت تبقى متحفظة و تمنع " ديرك " من أي محاولة للاقتراب منها و كل تفكيره كان يحوم حول رغبة قوية أن يأخذها بين ذراعيه و يضمها و تمنى لو تقبل هي بذلك .
و بالرغم من التعب الذي أنهكه ، فالنوم لم يجد إليه محدثا نفسه لنفترض أن " شيرلي " تبادله نفس الرغبة . ولكن هل الوقت مناسب لمثل هذة الرغبات . في أوقات كثيرة " ديرك " لعب دور البهلوان متأرجحا بين الحطر و الأمان كما أنه لم يشعر بنفسه متماسكا و مستقرا إلا مع " شيرلي " رغم هذة الأوضاع الصعبة و الوقت المناسب لأي ارتباط معها . إلا أن رغبة قوية كانت تلح عليه قبل كل شئ .
- سأذهب لأستحم .
قالت ذلك فجأة . هو كان جاهزا لأقل حركة تصدر عنها أوصلها بنظرة حتى وصلت لأعلى السلالم و مصغيا مسامعه لباب الحمام ينغلق وراءها .
و بقي وحده مفكرا بأنه لن يستطيع أن يفعل شيئا مهما قبل أن يعرف منها أشياء أكثر عن " جيفاتش " و بعد ذلك عليه أن يتحرى و يتصرف . لقد أحدثت " شيرلي " انقلابا جذريا في حياته رغم أنه بصعوبة يعرفها . فلقد عاش حياته منذ عشرين عاما و لم يقض فيها يوما واحدا طبيعيا . لكن الوقت الذي يقضيه الآن مع " شيرلي " الوضع فيه تغير. حياته تعدلت بين يوم و ليلة و أحس بأنه عليه أن يتوقف عن العيش في هذا الجنون الابدي و كان على يقين بأن فكرته ستصلها يوما ما في حينها ستجد في نفسها القوة التي تعتقد بأنها تفقدها منذ زمن . ولكنه على دراية بأن آلامها لن تزول بين ليلة و ضحاها إلا بمعجزة كبيرة أو بقوة كبيرة و هذة القوة يحتاجها هو قبلها لكي ينتشلها من الوحدة و العزلة الداخلية التي تستبد بها . و كيف أستطيع أن أفعل ذلك بدون أن أجرحها ؟
لقد خطا " ديرك " الخطوة الأولى نحوها ، و حصل على ثقتها بقوة الإلحاح و المثابرة . لكنها ظلت لا تسمح له بردم الفجوة التي تفصلهما . على أن
ينتظر الفرصة المناسبة يلزمه الوقت . ذلك عندما يلتقط فيه أنفاسه . فالأيام التي تمضي عليهما تشعرهما دائما بالخطر المحدق بهما كسيف مسلط فوق رأسيهما كما لو كان سيف " داموكلي " ففي الأيام السابقة لك يكن قط يهتم بامرأة ضعيفة و مغلوبة على أمرها و لم يكن قط يخلط بين حياته الخاصة و حياته العملية و كان يدرك تماما بأن ذلك عمل خطر بالنسبة إلية ، أما اليوم فيشعر بأنه بعيد تماما عن نظرياته و مبادئه السابقة و أفكاره الخاصة .
- " ديرك " ؟
رفع عينيه نحوها . كانت واقفة في أعلى السلالم ترتدي بيجامة بيج حريرية ضيقة على جسدها بحيث تظهر الجمال الأنثوي فية . لقد كانت نقطة إيجابية لصالح " ميسانج " لأنها و فقت باختيار ملابس تستطيع أن تخفي العرج الواضح في قدمها . و تذكر كيف ألح على " ميسانج " لتهتم بهذة النقطة ، لأنه كان يود ألا تشعر " شيرلي " بأي إحراج و هي تتحرك ، و تنتقل . ولكن الوحيد الذي لم يخطر بباله أنه سيشعر بهذا الارتباك في نفسه عندما يراها في ثيابها هذة .
- أنت لم تكن مرتاحا في نومك الليلة الماضية سأنام اليوم على الأريكة . تقترح عليه و هي مضطربة من نظراته الثابتة عليها
أجابها و هو يبتسم :
- كلا . نامي انت في السرير . فأنا معتاد على النوم في كل الأوضاع و كل الحالات فإني قادر على النوم حتى و لو كان رأسي في الأسفل .
- هل أنت واثق ؟
- كل الثقة .
فاستدارت " شيرلي " لتذهب للنوم بينما قام " ديرك " ليطفئ كل الأنوار في المنزل باستثناء ضوء الوسادة التي ينام عليها لكي لا يزعج رفيقته من الأنارة القوية . كان يصغي السمع إليها بضيق و هي تنزع ثيابها عنها ، و لكي يستعيد أنفاسه ذهب إلى المطبخ و عمل على التحقق من نظام الأمن الذي سبق ووضعه في كل أرجاء البيت . كان كل شئ يعمل على أكمل وجه .
" شيرلي " لم تنتبه إلى كل هذة الترتيبات ، لأنه كان حريصا على عدم إخبارها بذلك لقد وضع علبة على الجدار أخفاها تحت حجر القرميد كنوع من التمويه . فعند أي لمسة لها ستؤدي إلى انحراف ليصدر عنها رنين قوي . ترتيب آخر مرتبط بثلاث أخريات فوضع ضوءا متقطعا ليوحي بأن البيت غير مسكون و من ثم تأكد من الثلاث الأخريات ، واحدة منها على السطح من أجل جرس الأنذار و الاخرى كاميرا للتصوير ، و الثالثة حبل طويل يصله إلى حارس البناية الذي يكون جديرا بالثقة . و كل هذة الترتيبات و " شيرلي " لا تعلم بأنها تعيش في قلعة حقيقية . و بعد ذلك عاد " ديرك " إلى الأريكة فرفع نظره إلى الغرفة فلاحظ أن " شيرلي " واقفة هناك و قد رأت كل تحركاته قبل قليل .
- من تكون أنت ؟ سألته بصوت رقيق .
رغم أن الضوء خافت جدا ، و لم تكن ملامحها واضحة لكن " ديرك " استطاع أن يميز خدها الفتان .
- أنت تعرفين .
أجابها بصوته الرجولي الجهور :
- أريد أن توضح لي هذا . أعتقد أن " وليم " بعينه سيكون مندهشا لو رأى ذلك ، ألا تشاطرني في الرأي ؟
- كلا ، أنا لا أعتقد ذلك ؟
إن من يعيش حياة المطاردة و الملاحقة عليه أن يبتكر و يخترع فنونا و حيلا ليتجنب أي فخ ينصب له .
- هنا أين تكون الحيل ؟
- مثلا في هذة الخزانة هناك ممر سري يقودنا إلى نفق و ذاك بدوره يقودنا إلى بناية أخرى قال " ديرك " بصورة مازحة . فتسمرت " شيرلي " واقفة و لم تحاول العودة إلى الغرفتها ، لأنها شعرت بالخوف من هذا المكان بعد أن رأت كل تلك الفخاخ و أحست بأنها ستقضى ليلا طويلا مليئا بالكوابيس . و استانفت " شيرلي " حديثها :
- أي نوع من الحياة تعيش ؟
- إني أتنقل من بلد لآخر و من مهمة لأخرى ، فلقد زرت مناطق لا تخطر ببال أحد أن يزورها و مارست في رحلاتي كثير من المهن .
- هل صادفت عقبات بطريقك ؟
فتش " ديرك " بجيوبه عن علبة السجائر و أخذ منها سيجارة و أشعلها .
- بكل تأكيد كان يوجد الكثير منها . ساد الصمت للحظات ، سألته بعدها " شيرلي " "
- ألا تريد أن تحدثني عن تلك العقبات ؟ و ظلت تنتظر منه أن يحدثها عما جرى له في تلك الرحلات . فلم يكن يريد أن يسرد لها ما جرى في هذة الأوقات العصيبة التي تعيشها " شيرلي " فطلب منها :
- عليك الآن أن تذهبي إلى النوم .
فانسحبت " شيرلي " بدون أن تنطق بكلمة و هي تخاطب نفسها قائلة لو باستطاعتها أن تخبره كم تشعر بالخوف من هذا الليل الطويل الذي سيمر عليها وحيدة في غرفتها مع الكوابيس و الأحلام المزعجة ، و لو تقدر أن تقول له بأن يأخذها بين ذراعيه و يضمها إليه كل الليل .....
ارتعشت " شيرلي " و هي تفكر بهذة الرغبة التي لم تجربها قط فأمها كانت متشددة فلم تشر لها قط لهذا الموضوع و حتى " شيرلي " نفسها لم تكن تسمح لأحد أن يقترب منها . أما الآن فهي تتمنى أن تشعر بـــ" ديرك " يضمها بقوة إليه . هل كان شعورها هذا نابعا من شعورها بالخوف أم بسبب تواجده المستمر بقربها . و أخذت تؤنب نفسها هلى دمجها الحلم بالحقيقة . ألا يكفي أنك أجبرت الرجل المسكين على حمايتك و جعلت من نفسك أمانة في عنقه . و أصبح مجبرا على ذلك و ليس له خيار .
- " شيرلي "
انتبهت إليه و هو واقف بالظلام بقامته الرجولية بقرب سريرها فشعرت بقلبها ينبض بقوة بين ضلوعها . كيف استطاع أن يتنبأ بما أريد . إن له قدرة عجيبة على سبر أغوار نفسي و معرفة اللحظة الحاسمة التي أحتاجه فيها فردت عليه قائلة :
- كل شئ على ما يرام ....
و كان كلاهما يعرف بأن الحقيقة لم تكن كذلك .

زونار 01-09-09 10:37 AM


الفصل الرابع

جلس ديرك بالقرب منها على حافة السرير و أخذ يدها المتشجة و الباردة بلطف فبدأت تسترحيان شيئاً فشيئا بين يديه .
-هكذا الأيام تكون دائماً قاسية علينا و كل يزداد غموضاً عن اليوم الذي سبقه فشعرت بالوحدة و الظلمة التي تملأ حياتنا و تعتم ليالينا و نعتقد بأننا نتوصل إلى النهاية قط و لكن الحقيقة لا تكون كذلك .
-اعذرني ....!
أجابت بصعوبة:
-أنني وضعتك في موقع صعب الخروج منه بدون أن أعرف كيف أسهل عليك المهمة و ذلك لأنني أشعر بهم قابعين في الظلام متربصين بنا كما لو كنا طرائد يتعقبونها و أدركت الآن بأنني أصبحت جزءاً من العقبات التي مررت بها في أيامك السابقة و التي ترفض ان تحدثني عنها و قاطعها ديرك فجأة :
-شيرلي لو أنني فعلاً مشغولا إلا بتأمين السلامه لك لكنت فعلت ذلك على أكمل وجه وبدون أي مشقة فأستطيع أن أرسلك إلى أي مكان مع الحراسة المشددة و أرسلك إلى ميسانج فهي أيضاً تستطيع أن تؤمن لك الحماية الكافية أو أستطيع أن أجعل الشرطة تتكفل بالمسأله كلها و بدون الحاجة إلى تدخلي و لكن الحقيقة لا تكون في سلامتك فقط بل لأنني أريد أن أبقى معك من كل قلبي .
-لا تشعر بنفسك مسؤولا...
-ربما كان السبب في ذلك غروري في نفسي و اعتزازي بذاتي جعلني أعتقد بأنني قادر على حل القضية أفضل من غيري أو ربما كان السبب أيضاً عينيك الذهبيتين الجميلتين أو فستانك الأحمر الذي ترتدينه .
فـأحست عندها بأن يديها قد تشنجت و تساءلت هل يذهب بتفكيره بعيداً و لماذا لا يجعلها تهرب منه.؟
-حتى إن هذا الفستان ليس لي و إلتزمت الصمت بخجل بدأ ديريك بالضحك و يجيبها بصوت هادئ!
-من اللحظة التي ارتديته فيها أصبح لك صدقيني إن فستاناً من هذا النوع و ترتديه امرأة مثلك سيجعل أفضل رجل عاقل وراشد يفقد اتزانه و صوابه و يدفعه برغبه رومانسية لكتابة القصائد و الأشعار لأجلك و أنا أشعر بالأسف لأن ليس لدي الموهبه الأدبية لكتابة مثل هذه القصائد كما أن غطرستي الرجولية تمنعني من فقدان اتزاني و اللجوء إلى البكاء تعبيراَ عن إعجابي بك.
فضحكت شيرلي :
-وما هو الحل في رأيك .
-سأعض أطراف أصابعي مادمت لا تنظرين إلي .
-أستطيع أن أتخيلك في هذا الوضع السيء .
أجابته مازحه فأجابها بأسلوب مستنكر اً هذا.
-لكن رجولتي على الأخص لا تسمح لي بأن تتخيليني بهذا الوضع المزري.
بدأت شيرلي تبدو في هذه اللحظات مرتاحة و مسترخية :
-أشعر بأنني تحسنت الآن .
أكدت بصوت فيه الكثير من الثقة أشكرك دريك . أما ديريك فكان يرغب بالبقاء بقربها و كنه خشى ألا يستطيع التحكم بمشاعرة و رغباته و قبل أن ينهض ضغط بلطف على يديها .
-أتمنى لكِ ليلة طيبة .
صوتها أوقفه على حافة السلم .
-ديريك؟
يستدير
-ماذا كنت تريد أن تقول لي منذ ساعة " أمرأة مثلي ؟"
عندما قال ديرك هذه العبارات لم تكن بحاجه لتوضيحات أو تفسيرات لكنه أجابها :
-أنت جميلة حقاً سيأتي يوم و تصدقين ما أقوله لك .
ظلت صامته للحظات ثم أردفت قائلة :
-ليلة طيبة .
-وأنت بخير .
جلس ديريك على الكنبه و حاول أن يترخي و لكن بدون جدوى فقد لاحظ بأنه لم يستحوذ على اهتمام شيرلي إلا في الليل ففي العتمة فقط سمع ضحكها و نبرة صوتها التي جعلته يرتعش نعم إنها شيرلي الحقيقية فهي لا تفضح نفسها إلا في الظلام و كأنها زهرة نادرة لا تتفتح إلا في الليل .
الآن فقط شعر بقدرته على الإنتظار حتى و لو لفترة طويلة و يستطيع الوصول إليها بدون الحاجة إلى إغوائها بالرغم من أن هذا ليس سهلاً أبداً .
أشعل ديرك سيجارته بيدين متعشتين فلأول مرة في حياته يشعر بأنه سريع العطب فحزنها ليلة مجيئها إليه و حاجتها لمساعدته أوقعته في غرامها فوراً و لم يستطع الفكاك من نظراتها الحزينه تارة و الحلوة تارة أخرى .
فلم يكن أمامه إلا الصبر و انتظار الوقت اللازم و لكن هل يستطيع حقاً التريث أكثر من ذلك إذا شيرلي طلبت منه ذلك ؟ هل يستطيع أن يدخل قلبها ؟
تقطع ميسانج مكالمتها الهاتفية فجأة في الغرفة التي يحجزونها في الفندق فشبكت يديها و هي صامته خلف المكتب .
أما جوس فكان على بعد أمتار عن ميسانج واقفاً ينظر عبر النافذة إلى الضوء الخافت من صباح يوم مشمس استدار نحوها قائلاً : منتدى ليلاس
-لم تعجبني نبرة صوتك بنهاية المخابرة هل هناك أخبار سيئة .
-نعم ..
تجيب ميسانج قائلة :
-لقد طلبت من أحد أصدقائي الذين يعملون في سلك الشرطة أن يوافيني بكل حدث يجري بالقرب من بيت ديرك .
يقترب جوس من زوجته و ينظر إليها بعينية الزقاوين الجميلين قائلاً :
-ماذا حدث ؟
-جرس الإنذار الذذي وضع في شقة ديرك أيقظ اليوم كل الحي في الساعة الثانية صباحاً هناك شهود رأوا رجلين يهربان راكضين و عندما وصلت الشرطة وجدت الباب مفتوحاً بدون وجود أي أثر لعنف أو تكسير فكان المقصود من زيارتهم الوصول إلى أناس و ليس الحصول على أشياء لسرقتها .
-رجلان و ديرك لم يكن هناك ؟
أنهى جوس حديثه مفكراً :
-هناك دائماً مخبرون جديرون بالثقة لقد أخبرني ديرك بأنهم يهددون بالقدوم إليه ليعرفوا إذا كان له علاقة بهذه القضية من قريب أو من بعيد و لكنه سمع بواسطة المخبرين بمجيئهم إليه فرحل مع شيرلي في الوقت المناسب .
-هل لديك فكرة عن مكان الملجأ الجديد.
-لقد سبق و قلت لك يوماً بأن لكل عميل سري أسرار خاصه لا يطلعها على أحد .
أجابته ميسانج بابتسامه ساخرة أنا واثقة بأن لديه نصف دستة شقق موزعه بكل أنحاء ريتشموند و جاهزة لاستقباله متى شاء ...
-من ديرك هذا؟يلزمه كثير من النقود ليؤمن الكثير من الملاجئ. و حتى و لو كان لديه خزانة من الياقوت كيف سيتدبر من راتبه ؟
-لقد اكتشفت مفتاح السر بمحض الصدفة و السبب الذي دفع هاجن لمعاملته بعكس ما يعاملنا نحن الآخرين .
-غالباً ما كنت أطرح على نفي هذا السؤال .
-ديرك يكون الخروف الأسود من عائلة و الوريث الوحيد لهم. بالإضافة إلى ذلك فهو رجل أعمال أنت تعرف بكل تأكيد شركة روس كاريت؟
وبعد لحظة من التردد جوس يلعن موافقته بتكشيره :
-لقد فهمت الآن لماذا كان يقول لي خلال مغامرتي مع كيلسي بأنه مستفيد دائماً من أن أبقى بالسلطة . فلقد كان يعرف عما يتحدث ! إني مسرور لأنني لم أعلن موافقت على العرض الذي قدمته الحكومة لشراء شركة روس كاريت فليس من الحكمة وضع دريك في وضع محرج .
-ليس هناك شخص أبداً حريص على حايته مثل جد ديرك الذي أسس الشركة حتى و لو لم يكن مشغولاً بعملة فهو مستعد لفعل أي شيء أفضل عنده من أن يترك الشركة في يد شخص آخر عنده .
-إذا كان هو في هذا الوضع فعليه أن يؤمن لنفسه الحماية الكافية .
-بدون شك له و لـ شيرلي فتنهدت قائلة و لكن الوضع هذه المرة يكون مختلفاً فـ ديرك واقع في الغرام و الأول مرة في حياته .
-بهذه السرعة .
يندهش جوس :
-ليس عليك أن تندهش عزيزي .
-لقد تذكرت .
أجاب و هو ينحني لمعانقتها :
-هل مازلت أسبب لك المتاعب ؟
بينما زاك كان يهم بالدخول إلى الغرفة :
-ليس كثيراً كما العادة. تستقبله ميسانج مع ابتسامهو يبادلها مسؤول الأمن بإبتسامه أخرى و هو ينظر إلى رزمة الأوراق الموضوعه فوق الطاولة.
-مهندس من تكساس سيتي قلق بخصوص نظام الأمن و يشرح قائلا لـ جوس رئيسة و صديقة في نفس الوقت و هو ينظر على الهاتف هل ستتناولون غداءكم ؟
رمق جوس زوجته بنظرة :
-نفضل البقاء في الغرفة .
استودعهم زاك و أخذ الأوراق في يده و غادر دون تريث :
-ليس من عادته التصرف هكذا.
تلاحظ ميسانج :
-إنه يبدو حزيناً مثل تيريزا و لكنه أكثر حزناً لأنه فقد طفلة و تيريزا في آن واحد كنت أفضل أن يبقى معها في بوسطن .
أضاف و هو يقطب حاجبية :
-أعلم بأنها ستكون بخير الآن فهي التي أصرت على أن يبقى معنا بينما هي ترتاح عند اختها .
-ولكن ..
-لكن التهديدات الموجهة ضدك تمثل خطراً حقيقياً فإذا تيريزا احتاجت إليه فعلاً فلا شيء يمنعها من المجيء إليه أنت تعرف ذلك حق المعرفه .
جوس وافق مرغماً :
-الأخطار أصبحت أمراً مألوفاً و مع فريق زاك لا يوجد نوع من الأخطار إني متأكد بأن لا أحد يستطيع الدخول و لا سيما إذا كان يحمل سلاحاً تستدير نحوه و تقول :
-سنعود عما قريب إلى نيويوك و إذا احتاج ديرك لمساعدتنا...
-نحن سنساعده انهى جوس بسرعة و إذا هو لم يستجب للسرعة سأقع أنا في إنجلترا جثة هامدة أمامك في ريدسكار ماذا نستطيع ان نعمل الأجله ؟
ترمقة ميسانج بنظرة بريئة :
-الحق يقال فلقد أكد علي بعد التدخل في هذه القضية و قد قالها باسلوب فظ و علي أن أقر لك بذلك .
-نعم هكذا إذاً لكن هذا لا يكون لأنني لا أريد استرجاع شركته التي كنت أود وضع يدي عليها .
كنت أعرف بأنك ستنقض بهذه الطريقة تمتمت ميسانج بإبتسامة .
كل المؤن كان جاهزة لتحضير وجبة الفطور في المطبخ الضيق ديرك يأخذ يد شيرلي ليقودها إلى المطبخ و يريهها كيفية صنع الفطيرة و قلبها . حاول أن يبقى طبيعياً وهو يقاوم ضد رغباته المتزايدة أكثر فأكثر .
لم يحتج لوقت طويل لكي يعرف بأن قبل شيرلي غير مشغول برجل آخر كان ترتبك كل مرة يضع ديرك يده فوق يدها فحديثهما الرومانسي و الفكرة التي حاول إيصالها لم تستطع استيعابها بالكامل .
ديرك يلاحق بواسطة الهاتف الخطر الذي يلاحقهم و يجمع أخباراً عن جيفاتش و عن مدير مكتب الدراسات آدم مورتن .
أثناء الإتصالات كانت تبدو شيرلي منزعجة حيث تأخذ الغرفة طولاً و عرضاً وهي تعرج .
-هل من جديد؟
-ستصلنا معلومات أكثر أثناء النهار .
- هل بستطاعتهم إيجادنا هنا .. ديرك يتردد هل عليه أن يقول الحقيقة ؟
فقرر أخيراً أن يقول "نعم "
-أي شخص يستطيع أن يجد أياً كان عندما يبحث عنه .
و في أي وقت وهو يريد و لكن هذه المرة سيفقدون كثراً من الوقت و هم يفتشون عنا هل قدمك تؤلمك ؟.
عندما توقفت شيرلي وجلست على حافة السلالم و قالت :
-كلا أنا لا أتألم .
كانت تفصل بينهما مسافة كافية .
-ليس هذا ما كنت أطلبه منك ؟
تجيبه و هي تتأمل و تتفحص أزرار قميصها الحريري .
-هي لا تضايقني .
-لماذا إذا كنت تعرجين ؟
سأل ديرك و هو يشعل سيجارته ليمنح نفسه استراحة قصيرة :
-لا أستطيع المشي إلا هكذا.
أجابته شيرلي بحزم :
-إذاً أنت لا تعرجين إلا عندما تفكرين فيها و بالضبط في هذه اللحظة .
-أنا لا أفكر فيها .
-لكنك كنت تعرجين .
ظلت صامته بينما هو نهض و قال بصوت رقيق :
-هذا العرج لا يكون موجوداً إلا بنظرك الذي ترين فيه صورتك المزيمة .
-أنت غير مجبر لتقول لي هذه الكلمات .
-هذا ما كنت أقوله في نفسي فقط أنت لا تصدقيني عندما تتصرفين على هذا المنوال إما أنك تشعرين بالخوف أو لا تؤمنين بما أقول ؟
-أنا لا أفهمك .
أحست بنفسها في دوامة مشاعر و الأحاسيس المتقلبة فلديها رغبة بالإحساس بيد ديرك وغبه بالبكاء و الضحك أو القيام بحماقات...
أطفأ ديرك سيجارته في المنفضة بانتباه مصطنع و يستأنف بصوت منخفض :
-أنا لا أريد مع ذلك أن أخيفك فلقد أخذت نصيبك بما يكفي من ذلك إنني أريد بكل بساطة منك أن تفهمي لأي درجة تثيرين رغبة رجل و بشكل خاص رغبتي أنا ...
أحست شيرلي بأن عاصفة ألمت بها و أن قلبها يدق و لا يكاد يتوقف عن النبض تمنت لو أنه يتوقف عن الكلام كان يجلس في الطرف الآخر من الغرفة الواسعة و لكنها كان ترى و ميض نظراته الداكنة القوية بصل إليها و هو جالس على الأريكة و أحست به يبتسم لها و برعشة خفيفة في صوته .
-هذا ليس صحيحاً فالرجال لا يكترثون بي .
-أنا لا استطيع التحدث نيابة عن كل الرجال .
عليك أن تفهمي بأنني لا أريد استغلال الوضع بل أريد إخبارك بالحقيقة التي لا تستطيع إخفاءها أكثر من ذلك إنك تثيرين إعجابي لدرجة كبيرة و أنت لا تصدقين ما أحمله تجاهك من عواطف صادقة.
كل ذلك بسبب تلك المرآة الملعونه التي تنظرين من خلالها لقد كانت على صواب بما تعتقد فالرجال لم يحاولوا الاقتراب منها قط بينما ديرك يحاول إثبات نقيض هذا!.
يضيف ديرك وهو جالس على الأريكة .
-أستطيع أن أقدم لك براهين على صدق مشاعري نحوك و أؤكد لك بأننب إذا بدأت بغرامك فلن أنتهي أبداً و لست أحاول اشباع غرائزي و شهواتي لأن ذلك سيجرحك و يسبب ألماً لك و لي و هذا يكون السبب الوحيد الذي يدفعني لأبقى بعيداً عنك أكبح مشاعري و ألجم عواطفي فليس كل ما أرغب فيه أستطيع أن أناله .
-هل ترغب في حقاً ؟
تجيبه بصوت رقيق !
-نعم إن ذلك صحيح .
-ربما كان ذلك بسبب الوقت الطويل الذي نقضيه معاً ...
-كلا ليس الأمر هكذا .
أجابها ديرك بسرعه كما لو انه جرب هذا النوع من المعارضة .
-ليس لهذا أي معنى .
-بالعكس هذا الشيء الوحيد الذي يحتوي كل المعاني فعلى الرغم من الوضع المستحيل الذي نمر به إنني أشعر بفيض قوي يحث رغبتي و أدرك تماماً بأن الظروف التي مررت بها سابقاً تجعلك مرتابة نحوي و يضيف بأكثر هدوء :
-أحب أن أخبرك بأنني غير معتاد على دمج حياتي الخاصة بعملي شيرلي إن ذلك خطر و غباء في مهنتي و لم أفكر قط أن أسدد ديوني من امرأة في سريري لا بالخيال و لا بالحقيقة .
شعرت شيرلي بوجهها يتورد و أحست بالحرارة تلهب جسدها فهذا الرجل ساحر حقيقي لأنه يستطيع أن يكشف ما يدور في خلدها .
-أليس هذا ما تفكرين فيه ؟
سألها بصوت رقيق .
-كنت اراه السبب الوحيد .
-لأنك لا تقدرين نفسك حق تقدير و ثقتك بنفسك و بي ضعيفة .
-ماذا تريد أن تقول ؟
أحست بالضيق و هي تتحدث بصوت مخنوق .
-إنك هاربة كقطة برية مرعوبه تخافين أن يقترب منك أحد و تخافين أن تتلقي ضربة عوضاً عن مدعبة فكيف ستثقين برجل غريب لا يحدثك سوى عن رغبته فيك ؟
-قلت لك بأنني أثق بك .
-لكي تكون كل الأمور بقبضة يدي و اكتشف كل ما يجري بـ جيفاتش .
أما بالنسبة للباقي ... فهذا لن يكون سهلاً و رغبتي فيك لن تزول في يوم و ليلة و لكني أحاول دائماً أن أسيطر على نفسي خاصة و أنا أرى الأوضاع في جيفاتش تتفاقم و أجد الأيام القادمة شائكة و الخطر يحوم ...
-أنت تشرح لي حبك و لكنك لم ....
-لم اقترب منك لأنني لا أريد أن أجعل حياتك أكثر غموضاً و اضطرباً و أحملك فوق طاقتك و لكن ربما بعد أن تستقر الأوضاع و تنتهي المشاكل عندئذ باستطاعتك أن تقرري ربما سيكون رأيك بأنني آخر رجل في العالم يمكن أن يحظى بك أما الآن فلا أريدك أن تحكمي علي من خلال إلحاح مني أو من خلال الظروف المحيطة بك .
كان ديرك يتحدث معها برزانه و نظراته القوية الثابته عليها .
-هل تفهمين شيري ؟ أنا حقاً لا أستطيع منع نفسي عن حبك . ولكن القرار في ذلك يعود إليك باستكاعتك أن تفكري في الموضوع عندما تخلدين إلى الهدوء وراحة البال اتفقنا .
قبل أن ترد عليه بالجواب كان يتساءل هل باستطاعته ان يلتزم بما وعد به ؟
-اتفقنا .
تجيبه شيرلي متلعثمة .
-هل حقاً لا تشعرين بالخوف مني ومن هذا الذي أريد .
أضاف ديرك هذه الكلمات و هو يبتسم .
شيرلي وافقت بعد تردد حولت نظرها و هي تشعر بغموض كامل لم تستطع الفصل بين مختلف الانفعالات التي تنتابها فحلقها مشدود و قلبها ينبض ببطء كما لو كان فوقه ثقل كبير بشرتها أصبحت حساسة تجاه أي حركة يقوم بها .
كان تحدث نفسها قائلة بأن ديرك لا يمكن أن يحبها مستحيل فهو قادر بابتسامته و عينية السوداوين أن يحطم قلوب عشرات النساء و إذا هي وقعت بشباكه فسيحطم قلبها ايضاً و إذا لم تتركه يفعل ما يرغب به فإن الأمور ستتعقد كما قال لها .
كان تخاف شيرلي من مشاعرها السابقة إذا استطاعت أن تفعل ذلك فستهرب قبل أن تبدأ و بعد أن تنتهي و ديرك عندها لن يهتم بها ففضلت أن تهرب من أمها من الوظائف التي فقدتها النظرات التي توجه لعرجها فلقد قضت حياتها تهرب من ملجأ إلى آخر لكي تحمي نفسها و الآن أول رد فعل لها عندما تجد رجلاً يهتم بها كان الهروب.
كان الرجل متوسط القامة متأنق بدون تكلف خطواته منتظمة رأسه مرفوع يراقب كل ما يدور حوله لأن الميزة الأساسية فيها كانت المراقبة لكل كبيرة و صغيرة تجري امامه و خلفه ثم يدخل إلى غرفة صغيرة مخصصة لهاتف العموم يبدو على سحنته الانهماك بشيء ما فقد حجز مسبقا عملته النقدية و طلب رقم الهاتف الذي يريده بسرعة .
قال بصوت مخنوق .
-نعم
-هم رحلوا و اشتغل جرس الانذار .
-كان يتوجب عليكم وضع قنبلة ..أو ...
-لقد سبق و جربنا و هذا لم ننجح .
قاطعة الرجل بحدة :
-ليس من عادتنا استخدام هذه الوسائل و نحن ملتزمون بهذا دائماً هل فهمت ...
-فهمت .
رد على محدثه بكثير من الغيظ كان الرجل ينظر بصبر و خط الهاتف مشوش كان يبدو عليه أنه لا يعرف بمن يتصل فالأمر يبدو كالألعاب الصبيانية كانوا يخفون أسماءهم ووجوههم و أصواتهم معتقدين بأنهم عندما يفعلون ذلم سيكونون في مأمن ة هذه الثقة تدفع إلى السخرية .
-فهمت .
كرر الآخر بهدوء أكثر سأبحث أين مختبئون .
-هذا لن يكون سهلاً لأن الرجل الذي تبحث عنه عميل خبير أكد ذلك ذلك الصوت المجهول .
-سأرى اتصل بي حوالي منتصف الليل .
انتهت المكالمة الهاتفية ابتعد الرجل بخطوات هادئة متسائلاً ما الذي يستطيع عمله و لأجل من يفعل ذلك .
كانت تشعر شيرلي بقوتها تزداد ديرك أغلق عينيها لتستطيع تخيل بناء جيفاتس و تصفه له هو كان يصغي لها ثم يرسم مخططاً دقيقا مركزاً على مواضع نظام الآمن في المبنى .
أخذت تتذكر كل كلمة جرت في حديثهم و ديرك حاول ألا يتطرق هذا الموضوع و لكنه من وقت الآخر كان يتقرب منها و لمس يدها مطئناً و لا يترطها نغيب عن عينيه و حتى عندما يذهب للتحدث في الهاتف هذه النظرات الثابته و القوية كانت تسبب الضيق و الإزعاج لـ شيرلي و ديرك يدرك ذلك مما يسبب ذلك لها العرج و بهذه النقطة على الأقل كان ديرك على صواب في رأيه.
خيم الليل شيرلي أحضرت العشاء و ديرك كان يجمع المعلومات من كيرانو في كل يوم بالتفصيل الدقيق كي يحضر نفسه لمخطط الحركة القادم.
هذه المعلومات كانت تشحن ديرك بالقوة اللازمة أما شيرلي فلم تكن تفعل شيئاً سوى الانتظار و الهروب عي تعرف بأن ديرك يفضل الهروب على المواجهة بسبب تواجدها معه محاولا إبعادها عن أي أذى قد يصيبها.
تساءلت شيرلي :
-لماذا لا تستطيع أن تكون قوية مثل الأخريات ؟
تتكور على نفسها في الظلام كطفلة مرعوبه بدون شك وضعها صعب لانها تشعر بأن هناك قائلا حقيقاً يقف في رأسها و لكن مع ديرك؟ لماذا تهرب أيضاً؟ و لماذا تشعر بالخوف ؟ هي تعبة من خوفها الدائم .
بعد وجبة الطعام اقتراح ديرك ديرك بصنع مغطس جديد لـ شيرلي لتستحم بالماء الدافئ لأن المغطس الفكتوري المرصع بزخرف بذوق رفيع كبير أكثر من اللازم لم يكت مناسباً لها و كل ذلك لإدخال السرور و الاتياح على قلب شيرلي لكن جهوده كلها كانت بدون جدوى فظلت قلقة و متوترة الأعصاب .
نشفت نفسها و ارتدت بيجامتها الحريرية و ذهبت إلى النوم باكراً لإحساسها الشديد بالتعب على عكس ديرك لا يمكن أن يقضي عدة أيام بدون رفقة أمرأة ..معاناة جديدة قطعت تنفسها أغلقت شيرلي صنبور الماء بإحكام ثم رفعت نظرها إلى الرمأة و جهها داكن اللون فمدت يدها تلقائياً إلى الندبة في قدمها و دلكتها و هي تعرف حق المعرفة بأن الألم لا يكون من كسرها كان رأسها فارغاً و غير قادر على التفكير بشيء تنظر في المرآة بعيني شاردتين تساءلت كم من الوقت ستبقى هكذا؟ بدا لون وجهها و نظرتها التائهة يفقدان تعبرها الحائر تنهدت و خرجت من قاعة الحمام .

زونار 01-09-09 11:04 AM


الفصل الخامس
أحست بنفسها هادئة من الداخل والخارج . هل كان ذلك هدوءا قبل العاصفة ؟ كان انتباهها ضعيفا , وذلك لأنها غير معتادة على هذا النوع فى الانخفاض والارتفاع من انفعالاتها .
كانت تشعر بالأسى لأنها أجابته بفظاظة وحدة . وبعد ان انتهت من نزولها على السلالم التى تؤدى إلى الصالون وجدت ديرك جالسا يتمطى وهو ينظر إلى الأوراق المبعثرة على الطاولة المنخفضة . . وفى الوقت الذى ستباشر بطرح سؤالها على ديرك فجأة صوت انفجار قوى مزق صمت الليل .
يستدير ديرك فورا نحوها فتركض مذعورة وترمى نفسها بين ذراعيه . وهى ترتعد من الخوف , فتصرفها كان تلقائيا وغريزيا كما لو كانت غريزة حيوان مطارد وبدون أن تعطى لنفسها الوقت الكافى للتفكير أو التريث .
-شيرلى .
لم تكن فى باله إلا فكرة واحدة , وهى التخفيف من روعها. فقال بصوت رقيق :
-هذه لم تكن إلا سيارة . وانفجرت فيها أسطوانة الانفلات .
مرر يده بلطف بين خصلات شعرها محاولا تهدئتها . ولكنها ظلت ترتجف , ثم رفعت رأسها نحوه .وفجأة تعابير نظراتها تغيرت تجاهه , ولم يبق ديرك لفترة طويلة لكى يفهم ... ما المقصود .
-شيرلى , هذا طبيعى , أحيانا إنفعال يستدعى انفعال آخر .
حاول أن يشرح لها وهو يقاوم الحرارة التى أخذت تسرى فى جسده
-حقا ؟
رفعت نحوه نظرة استفهام وكانت تتحدث بصوت بطئ ومرتاب . وأحست بنفسها تسقط فى بئر . . وتستمر فى السقوط دائما لا شئ يستطيع إيقافها عن ذلك .
أضافت :
-لم أشعر قط بشئ كهذا .
كان ديرك يعرف ماذا عليه أن يفعل . فصلها عنه بلطف وأبعدها . ثم كان عليه أن يتظارف ويحيد كل واحد عن الآخر , وعن هذا اللقاء المضطرب وغير المنتظر .
كان يفكر وهو ينحنى نحوها , وصوت من أعماقه يقول له إنه سيدفع ثمن ذلك غاليا . . ولكن حاجته كانت تلح عليه لمعانقتها كرجل متعطش . ونفس الشئ دفع شيرلى لتلقى بنفسها بين ذراعيه عندما شعرت بالخوف يستولى عليها وانغمسا فى بحر الغرام .
طلع الصباح ,وهما فى قلب الهوى . شيرلى شعرت بحركات ديرك القوية التى أيقظتها فى الحال . . نهضت وغطت نفسها بالغطاء وسمعت عندئذ طنين المنبه الموضوع فوق الطاولة فلعنت هذا الجهاز وهى تتساءل بغموض لماذا ترمى بغضبها عليه .
-ديرك ؟ همست هى لكى يطمئنها ولكن هو لم يجب ألم يسمعنى ؟
وجهه جامد . اتجه نحو المكتب بصمت بدون أن يهتم . ومن ثم أخرج الجهاز المستقبل مع شاشة التليفزيون أضاءه . لمحت شيرلى صورة رمادية . وحركات خفيفة فى اللحظة التى غير ديرك فيها مكانه ليستقر فى موضع استطاعت التعرف على البناية التى يتواجدان فيها .
-ارتدى ثيابك .
يأمرها بصوت رقيق وحازم .
-لدينا صحبة فى الوقت الذى سيصلون فيه إلى المدخل فى الأسفل سنكون نحن قد رحلنا .
نهضت فورا وهى ترتعش من البرد . وديرك جمع حاجاته , اضطربت وهى ترتدى ثيابها ويداها ترتجفان , عيناها مضيئتان , وحلقها جاف .
طلع الصباح وتمنى ديرك لو يهدئ من روعها , لكن الأحداث تتسارع . .وأحس بالظلم الكبير , كان عليهما أن يأخذا وقتهما الكافى , وبالعكس , الوقت هو الوحيد الذى سيساعدهما ليجتازا هذا الوضع الاستثنائى ويقبلا ما جرى الليلة الماضية بدون ضيق أو توتر وبدلا من وضعهم هذا وجدا نفسيهما ملقين خارج السرير لضرورة حتمية قاسية وأيضا ظالمة .
لم يستطع ديرك أن يفعل لها شيئا . ولم يكن لديه الوقت لمساعدتها ليقول لها أن تأتى ويشدها بين ذراعيه فأقل ثانية كانت محسوبة عليهما فعليه تقع المسئولية لأى خطر قد يحدث لهما , وليس على ......
-إننى جاهزة .
قالت شيرلى بصوت ناعم ورقيق , وهى جالسة على السرير ترتدى حذاءها الرياضى بعد أن انتهت من تحضير حقيبتها .
أمسك ديرك الحقائب بيد وباليد الأخرى شد شيرلى إليه ليهدئها :
-حبيبتى , كل شئ سيكون على ما يرام .
يؤكد لها بصوت هادئ محاولا عدم إظهار قلقه وانشغاله . كل شئ على ما يرام .
-أعلم .
لم تتجرأ أن تنظر إليه . قادها نحو الخزانة خلفها كان باب سرى كان قد حدثها عنه فيما مضى يؤدى إلى نفق مظلم , وكلاهما متشابكان وديرك ينير الممر بمصباح يد .
بينما شيرلى تعد الدرجات لتثبت تفكيرها خمسون , استدار عندئذ إلى اليمين ومشيا إضافة إلى ذلك خمسين درجة أخرى فتوصلا إلى سلم . وانتظرت كما طلب منها عند الحاجز الخشبى بعد عدة لحظات عاد وطلب منها أن تتبعه فوجدا نفسيهما فى مبنى مليئ بكل أنواع الآلآت وضوء رمادى طفيف يصل من النوافذ العالية المتسخة , شيرلى تكاد لا ترى فلقد تركا مصباح اليد فى النفق فتركت نفسها منقادة ليده القوية بدون أى رد فعل منها
اجتاز الباب , ثم توقف فجأة والتوتر يظهر على كل عضلات جسمه , انتبهت شيرلى لخيال رجل يقف خلف الآلات . وقبل أن تنطق بكلمة
-هذا كان يجرى منذ زمن يا ديرك
تكلم الرجل بصوت هادئ ومتحفظ

زونار 01-09-09 11:07 AM

بدا ديرك يسترخي شيئا فشيئا
-هذا كان في براغ اذا لم تخني الذاكره
اخذ الرجل بالضحك
-لقد تركتني يا صديقي في وضع عب
اجاب ديرك بجفاف
-مغامرات الحرب الكس
-حتما انت تعرف بما يجري الان عن ظهر قلب قال لمحدثه بعد لحظه من الصمت ديرك يستأنف حديثه
-انت لست معهم كانت هذه الجمله تاكيدا وليست سؤلا
-كلا
يوافقه الكس
-كيف وجدت؟
هل كان يتحدث بالمعنى الخاص ام بالمعنى المتخيل؟الاخر يبدو عليه الفهم
-يوجد دائما منفذ اغاثه ذلك يبدو لي المكان اكثر احتمالا
ديرك يقبل بعد لحظه من الصمت الكس يستدرك
-يجب على رفع العلم الابيض
-اتفقنا
اجاب ديرك في الحال اين؟ ومتى؟
-على بعد كيلو متر من شقتك من جهه الغرب هناك بستان فيه مقصوره بالقرب من البحيره تستغرق من الوقت حوالي ثلاث ساعات تقريبا
فحنى ديرك راسه
-ساكون هناك
اختفى الرجل في الظلام بدون ان ينبس بعدها بكلمه ولم يستدر ديرك بل تابع طريقه ليخرج من المبنى مع شيرلي ممسكا دائما بيدها ويقودها في ممر ضيق بين الابنيه حتى يقطع الشارع
ديرك لم يقل شيئا وايضا شيرلي بقيت صامته تحت وقع الحديث الغامض الذي جرى مع ذلك المجهول كل شئ يبدو امامها غير حقيقي احست فجاه بانها لا تعرف هذا الرجل الذي تسير بقربه لقد كان في الليله الماضيه يرتعش من الرغبه والحب فاحست بانها تمسك بيد رجل غريب قاسي القلب يعتمد على غريزته الشهوانيه وتجربته المهنيه ليستدل اين يكمن الخطر امامه
فالمراه العاشقه التي سلمت نفسها بالكامل اليه اخذت تراقب بالم واضح اختفاء الضوء الرمادي من الصباح الذي يبقيها وحيده ومتعبه ومع ذلك احست بان هناك شيئا ما قد تغير فيها ولكن ما هو؟
فهي عاجزه عن تحديده
ثم اكملا مشيهما لمده نصف ساعه ايضا وهما يجتازان طريقهما في ظلال الابنيه الضخمه ديرك وصل فجاه لسياره مخربه قليلا وهو يفتح الباب
-كم من السيارات لديك تقريبا؟
تتجرا على الحديث بطريقه مترفعه فتاملها ديرك للحظات وهز كتفيه
-البعض منها اصعدي ارجوك
نفذت ماطلبه منها بدون ان تنطق بكلمه بينما هو يضع الحقائب في الصندق وجلس بدوره وانطلق عندها لم تستطيع شيرلي منع نفسها من الاعجاب بيديه الكبيرتين القادرتين على القياده
-هل سنزور شقه اخرى من ممتلكاتك
-نعم. اجابها بعد لحظه من الصمت والتردد لم اكن اعتقد بانهم سيجدوننا بهذه السرعه ولو انهم تاخروا قليلا بالمجئ
-كم لديك من الممتلكات؟
يركز ديرك انتباهه على القياده وهو يسترق اليها السمع فلم تعد منطويه على نفسها كما كانت في السابق لكنها شارده الذهن واخذا القلق يعتريه نحوها
-بعضا منها شيرلي
اجابها
-بعض السيارات بعض المنازل وفتاه في كل ميناء تضيف مازحه
هكذا تصور ادمج كل الاشياء مع بعضها ومن كان هذا الرجل؟
تجاهل سؤالها
-هذا لا يغير شيئا بيننا فلازلت ارغب ان ابقى بقربك الى الابد
-استطعت ان تاخذ ما تبغي اليه نفسك قالت وهي ترمقه بنظره قاسيه
-ليس لك الحق ان تحدثيني هكذا كما لو كانت تلك الليله غير مهمه وكانها لم تكن الا...
-متعه؟
هزت راسها باضطراب متسائله اكان هذا بسببه؟ام بسبب افكارها؟ تحاول ان تستعيد هدوءها
-الى اين نحن ذاهبان؟
قرر ديرك الا يتابع الحديث معها على هذا المنوال
-الى المنزل
-ايضا هي لك مثل بقيه الشقق والاماكن الاخرى والسيارات والنساء الاخريات
فلم يجيبها وغرق في صمت عميق
بعد حوالي نصف ساعه وجدا نفسيهما في ممر يوصل الى منزل منعزل قليلا ومتوسط الحجم ورحب نفس الوقت باب الجراج يفتح اليا فكرت شيرلي وهي تلحق به الى الداخل متامله للعدد المدهش من المفاتيح التي بحوزته وتتفحص تنظيم البيت والسياره التي تنزلق من المدخل حتى الجراج
فبدات في نوبه الضحك فكل ذلك استدعى عندها الاضطراب والحيره المنزل المفروش ومزخرف باسعارمتوسطه الثمن
عرفت مسبقا بان الخزف والبردات واغطيه الاسره ستكون جاهزه لاستقبالهما كل هذه يكلفه ثروه ليستطيع ان يؤمن كل هذه المخابئ حاولت ان تحبس ضحكتها فلقد ادركت بانها تحت تاثير حاله عصبيه كبيره وبصعوبه استطاعت ان تضبط نفسها
-شيرلي...
وضع ديرك الحقائب في الصالون المريح والتقطها من كتفيها
-هل انت بخير؟
وكيف تجيبه وهي لا تعرف ما بها؟وعليها ان تتمعن في تفكيرها لبرهه من الوقت لانه هزها من كتفيها بلطف
-لماذا لاتسير الامور كما ينبغي؟اجابت اخيرا
-شيرلي
شئ ما تكسر بداخلها عند سماعها لصوته وهو يلفظ باسمها بصوت اجش قريب جدا منها وينظر اليها ببريق من الماس فانفجرت فجاه في البكاء فهزت جسدها وهي تنتحب شئ واحد كانت تتمناه ان تلجا الى ذراعيه لتدفن نفسها بحراره جسده
لاحظت فجاه بانهما اصبحا على الاريكه فاحست كانها طفله انفجرت في البكاء بعد لحظه من الغضب الشديد اتاها هذا الشعور عندما احضر اليها منديلا لتنشف دموعها اخذته بتردد وهي تقول
-اشعر الان بتحسن قالتها بحزم
تفحصها باهتمام وقطب حاجبيه بقلق اما هذه الاكذوبه الواضحه
فانفجر ديرك ضاحكا
-بدون شك
قالها برصانه
-لاتسخر مني
اجابته بجفاء
-يبدو دائما مازحا وهو يثبا نظره على الفتاه بحده
-شيرلي يستأنف قائلا
-كل شئ سيكون على ما يرام واذا كنت تشعرين بداخلك عكس ذلك اخاف ان تسببي لنفسك الضيق عليك ان تبتعدي بفكرك بعيدا عن مشاكلك فالاحداث التي جرت معنا هذا الصباح تؤدي الى الحزن
تجنبت شيرلي النظر اليه او الاقتراب منه في الليل كانا
قريبين جدا من بعضهما اما الان فانها تشعر بنفسها غير قادره ولم ترد ان تعاني بعد ان يكون قد فات الاوان
احست بان في داخلها انفعالا جديدا لا تستطيع السيطره عليه مهما حدث يضيف ديرك
-اني متاسف لاننا رحلنا اليوم بهذه السرعه لكن ماجرى لن يغير شيئا فيما بيننا فرغبتي فيك اليوم اقوى من اي وقت مضى...
-كلا
خرجت الكلمه منها تلقائيا
-ما لذي تعنيه بقولك؟ سال ديرك محاولا الحفاظ على هدوئه بان ذلك لم يكن حقيقيا او انك لا تريدين ذلك بعد الان؟وماذا كان يعني لقاؤنا ليله امس؟
ارادت ان تهرب من اسئلته لكن كان ذلك مستحيلا فعيناه ثابتتان على ييديها المتشابكتين ثم اجابت بصوت منخفض
-قلت انه من الخطا الاستسلام ل...
-غرائزنا
اكمل ديرك بجفاء
-انت قلت بان الوقت غير مناسب لقد كنت محقه بذلك فلم يكن علينا ان تفعل ذلك
اخذ ديرك نفسا عميقا
-لكن الامر جرى وانت كنت ترغبين بذلك مثلي
-فعلا
تعترف وهي تتذكر عفويتها معه في ليه امس
-لا القي باللوم عليك
لكن هذا كان كثيرا...تستانف حديثها بعد فتره من التردد
-في الليله الماضيه نسيت كل شئ ولم افكر الا فيك ولن اسمح لنفسي ان اكرر ذلك ثانيه
-كنت اخاف هذا النوع من ردود الفعل صرخ ديرك وهو يضع يده الكبيره فوق يدها
-لاجل هذا كنت اريد التريث فانا اعلم بانك مررت بايام عصيبه صعبه وعلى وجه الخصوص في الايام الاخيره يضيف وهو يتنهد مهما يجري فلا تنسي باني متمسك بك ومشاعري نحوك لن تتبدل ابدا
توافق الفتاه وهي تبتعد عنه..رغم محاولاته ابقاؤها بالقرب منه ذهبت وجلست على الكرسي وهي في رغبه كبيره بالبكاء فعليها ان تبتعد بتفكيرها وتشغل نفسها باحداث اخرى فتساله
-من كان هذا الرجل؟ وماذا يقصد بحكايته عن الرايه البيضاء؟هل يتحدث عن هدنه؟
تنازل ديرك عن حديثه السابق على مضض فلم يعد لديه خيار ف شيرلي اصبحت منفتحه ولم تعد كما كانت في السابق تحتاج الى الصبر والانتظار الوقت المناسب لتستطيع ان تستوضح الامر
-انه يدعى الكس توصل ليكون صديقا باغلب الاحيان عدوا
حملقت عيناها فجاه
اضاف ديرك
-هو روسي
-هل له دور فيما يجري في جيفاتش؟
-لقد سمعته قد اكد بالنفي بانه ليس معهم؟ بمعنى ليس مع هؤلاء الذين نهرب منهم لكنه يتابع ما يحدث لنا حتى وصلنا الى الشقه
-وكيف عرف ذلك؟
-لانني لا اعرف كيف استطاع ان يجدنا وليست لديه الوسائل الكافيه ليكشف كل المخابئ التي وضعتها في الحسبان
لم تفهم ذلك بوضوح
-اذا لم يكن له اي علاقه بهذه القصه اذن لماذا لحق بنا الى هنا؟
فتساءلت بارتباك
-لانه يريد التحدث الي
-ماذا كان يقصد بالرايه البيضاء
-هناك قوانين حتى بين الاعداء تشير بالرايه البيضاء لهدنه تحترم بينهما والخضوع لهذه القوانين يكون ضروريا لكلا الطرفين ولا احد منهما يستطيع مخالفه قانون الهدنه
تهز شيرلي راسها اشاره موافقه على الثقه المحترمه بين الاعداء وابدت ملاحظتها
-انه لنظام غريب
-بكل تاكيد لكنه ضروري اذا لم تحترم عميل الهدنه سينتشر الخبر بسرعه عبر المعونات السريه ولا طرف من الاثنين يمكن ان يضع الثقه التامه بالطرف الثاني
-هل يتعلق بالنزاهه؟
-نعم والعقل في هذا العالم المجنون
حاولت شيرلي ان تفهم
-هل يعمل الكس لاجل الروس؟
ديرك يجيب بالموافقه
-الم يلحق بنا الى هنا؟
-كلا
يبدو ديرك صريحا
-كيف تستطيع ان تكون واثقا بذلك؟
-لانها قاعده اخرى الكس مرسل بمهمه مراقبه واحد منا ربما انت او انا ولحق بنا حتى الشقه ولكنه عندما خرج في الظلام لمواجهتنا عندئذ فقط غير مهمته وقرر ايقاف مراقبته لنا
بدت شيرلي تفهم مايجري اعتمادا على حدسها
ديرك انت تقول بانه يكون احيانا عدوا
-نعم
-كيف يمكن ان يكون هذا.بالنسبه لعميل للاعداء؟
يجيب ديرك دائما بصدق
-الايد يولوجيه على ارض الواقع لاتعني شيئا.والدول ليس لديهدائما المعنى التطبيقي
لكن العملاء يكونون مجبرين على طبيقها وهناك دائما اهداف عامه
شيرلي افضل وسيله للتوصل تكون احيانا بتلويح الرايه البيضاء للعدو للسعي الى زضع اليد بيد الاعداء
تمتمت قائله بلطف
-هل تحب ذلك حقا
ينتسم ديرك ويقول
-فعلا انا احترم ذلك انني متاسف ان نعيش في عالم حيث الضروره تمنعنا ان نعيش اصدقاء على طول الزمان
تعض شيرلي شفتها السفلى وتتابع حديثها
-لكنه لن يكون صديقا على الدوام
تتسع ابتسامه ديرك
-لديك الكثير من البداهه حقا انا لا اثق به بالشكل التام فهو يبدو لي عميلا مزدوجا
-من هما الطرفان الذي يعمل لحسابهمافي ان واحد؟
-اولا نحن...ولعده مرات متتاليه..انها قصه لا تصدق يضيف ديرك وهو يتمطى علينا اولا ان ناخذ فطورنا لتحضير انفسناللقاء
عدونا
رمقته شيرلي بنظره تردد
-نحن؟
يطبع ديرك قبله على راحه يدها فاكد لها ذلك بنبره خفيفه
-نعم نحن فلا يجب ان تبقى لوحدك اريدك ان تاتي معي
نظرته الثابته كانت تبعد اس شك حول مشاعره ذهبت شيرلي الى المطبخ لتستجمع هدوءها فمجرد حضوره يجعلها ترتعش ونظرته الداكنه القويه توقظ كل رغبه فيها
فبل قليل كان كل شئ سهلا يكفي ان تقرر التوقف بالحال اما الان فتشعر بام مشاعرها الخاصه بدات تخونها
تراقبه وهو يتحرك وينبعث منه مزيج كبير من القوه والليونه
كانت ترغب بلمسه والاحساس بقوته العضليه تشدها اليه فتشم رائحه العطر التي تنبعث منه وعندها تذكرت تلك اللحظات فبدا قلبها يدق فاخذت شيرلي نفسا عميقا
فالطبقه الواقيه التي وضعتها على مشاعرها وعواطفها عبر السنين بدات تزول شيئا فشيئا تتحدث لنفسها قائله ولكن كل شئ سيسير على ما يرام
-اذا اردت ان تصارع فعليها اولا ان تناضل ضد مشاعرها ليبقى قلبها في امان عن كل انفعال
اشار زاك ستيل لرفاقه الى المخطوطات المبعثره على الطاوله المنخفضه
-جيفاتش لديها رصيف شحن في نورفلوك تنقل بضائعها عن طريق البراولا حتى تصل الى هناك ثم ينقلونها بواسطه سفينه خاصه بهم وهم يمارسون التجاره مع حلفائنا عندئذ لاشئ سيقف بطريقهم ليبيعوا هذا التصنيع مع بقيه المبيعات يطرح جوس سؤالا عن نظام الامن وهو يقطب حاجبيه
-وبالنسبه لقواعدهم البحريه؟
--التفتيش الدقيق يكون قبل ان يترك القارب الميناء ولكن اي شئ عليهم ان يفتشوا؟يضيف زاك وهو يهز كتفيه فكل القطع الصناعيه المنفصله تكون متشابهه وهب انهم نقلوا ذلك التصنيع المجهز مسبقا فلا شئ يمنعهم من بيعه تحت باب النظم الاليه فلا احد يستطيع ان يفقه الامر
-ميسانج تجلس على الارض وظهرها مستند على الكنبه وهي
تقطب حاجبيها متامله
-اذا خرجوا من مياه الاقليم فلا شئ يمنعهم ان يلقوا مع سفن الصهريج من يالطا وايداع الجهاز عنده زاك يوافق على الكلام
-بالفعل فالقارب يكون ل جيفاتش ووادم مورتن لن يجد صعوبه في تغيير مساره لفتره من الوقت والتغيير المفاجئ للسفينه لن يثير اهتمام احد
-ومن جهه اخرى تقول ميسانج بلهجه منهمكه واذا وصل الجهاز الى نورفلوك سيفلت منا
-على الاقل اذا لم يوقفه احد فهل يكمل طريقه على نفس المسافه؟
اجاب زاك بابتسامه من احدى ابتساماته الشهيره قادرا على ان يرعب فيها كل من لا يعرفه
-بتوقيت الساعه لكل ناقله هناك شاحنتان ستتركان ريتشموند وذلك خلال مرتين في الاسبوع الشحن القادم سيصل بعد غد يوم الجمعه من نورفلوك ستنطلق الشاحنات غدا وان واحده منها تحتوي على بضاعه فالاخرى لاتحتوي على ذلك
يتبادلون النظرات بصمت فتنهدت ميسانج
-علينا ان نخبر ديرك بذلك فالطريق الوحيد امامه يكون بنصب فخ للقافله
-هل سنتحرك جهرا؟
يسال زاك
-وهل سنطلع الشرطه العسكريه عما سنفعل؟
يسال جوس
-وماهي الادله
سيستغرق الموضوع عندهم عده ايام واسابيع ريثما يتدبرون الامر
-اذا كنت ترى بان هناك خطرا بالتورط معهم جوس لن يفعل ذلك ميسانج تتحدث مواجهه حديثها الى زاك
رئيس الامن اصدر ايماءه تاكيد
-الكس وجد من جديد صرخ زاك بفظاظه وعمل اشاره لاهم تحقيق سوسيت لونج لشقتك ولم يكن لديهم الوقت لانهاء العمل ولكن...
ميسانج توضح لزوجها بطريقه هادئه
-في هذه الحاله كل شئ سيكون على مراى الناظر
-ليس كل شئ ساخذ الاحتياطات الضروريه ومهما يكن الامر فالتهديدات والاعتداءات التي اقترفت في نيويورك لن تحدث مثل هذه الجرائم هنا قط ومع ذلك فانا لا اكون في مامن من هذا الخطر الذي يهددني واذا اراد احد النيل مني فسيجد كل التسهيلات امامه
هز زاك راسه باسف لانه يعرف صديقه منذ خمسه عشر عاما وكان يعرف بانه لا يحب الالحاح الكثير لذلك قرر ان يكتفي بهذا الحد
-اتفقنا كيف سنتصل ب ديرك؟
استدار جوس بابتسامه نحو زوجته
-اعلم
اجابته قائله
-الفيلا كانت تطل على بحيره يسبح فيها الاوز وتحيط بها ارض صحراويه

الرجل كان ينتظر وحيدا في مقعده احست شيرلي بالاطمئنان ويدها موضوعه في يد ديرك
ورغم الوعد الذي قطعته على نفسها بانها لن تضع ثقتها باحد لا يستحقها بعد الان
وتساءلت قلقله
-هل احكامها متاثره بالسطو المستبده من مجمع التبشير
نهض الكس من مقعده ليستقبلهما برقه على شرفه البيت كان حجمه اكبر من ديرك اسود الشعر قامته رياضيه
كلاهما كانا متقاربين في الاعمار عيناه رماديه فاتحه سببت نظرته القلق والشعور بالخطر ل شيرلي
وشريكتك؟يتحرك ديرك وهو ياخذ مكانا ليجلس مقابل الشخص الاخر
بالمراقبه اجاب الكس وهو يبتسم
يوافق ديرك كان يبدو في الظاهر هادئا اما شيرلي ارتعدت لفكره ان تكون تحت المراقبه فضغط ديرك على يدها بلطف
-هل دائما جينا؟
-دائما هي..
-متى ستتزوجان؟
وبدون اقل تردد الكس
اجاب بنفس النبره
-عندما تشفى من فكره انها مغرمه بك
احست شيرلي بانها طعنت في قلبها وديرك يبدو عليه الاندهاش
-ليس عندي علم بذلك
يبدا الكس بالضحك
-انه لامر طبيعي ومن اين لك ان تعلم بذلك؟ رايتها ربما ست مرات خلال عده سنوات ولكي اكون اكثر دقه فقد استطعت ان تبدو امامها كفارس نبيل فحفظت عنك افكار رومانسيه ولكن مع الاسف سوف تفقدها عما قريب
يبدو ان هذه الكلمات اسعدت ديرك ولكن شيرلي لم تتوصل لمعرفه السبب على الاقل هكذا بدا لها الامر بدون ان تعرف السبب اكتفى ديرك بمراقبه رفيقه المبتسم له
-الشمس دائما تغيب من الشرق يعلن بنبره خفيفه
-مكيده
تمتم ديرك
-يكرر الكس مكيده غير متوقعه على الاطلاق
لقد لحقت الانسه براون لكي اتبين ان كانت ستاتي الى شقتك..
-هل انت تعمل قي قضيه جيفاتش!
-نعم ذهبت منذ عده اسابيع الى الشرق اثناء ذلك علمت ان بلدا متعصبا وعدوا لبلدنا قد اتصل بوسيط تجاري ليناقش امكانيه شراء سلاح متطور جدا ولم يستطيع التوصل الى مبتغاه ولكنه استطاع شراءه وتصنيع عدد لاباس به منه سيخرب بذلك نظام القوي بين البلدان
كان ديرك يستمع اليه بهدوء ويساله
-كيف توصلت الى شيرلي ؟
يتردد الكس لعده لحظات قبل ان يجيب
-كان من السهل علينا ان نعرف ان الانسه براون تهتم بالمراسلات لتطبعها على الاله الكاتبه بعد غياب السكرتيره النظاميه لمكتب ادم مورتن والطريق كان سالكا عن طريق الانسه براون اما عن طريق السكرتيره النظاميه فكان صعبا جدا والحل الوحيد للوصول الى مدخل المراسلات كان بجعل الانسه براون تشغل ذلك المكان
-اتمنى الا تكون قد سببت لها الاذى تتدخل شيرلي خائفه
-لا تقلقي فهي في احسن حال يرد عليها الكس وهو يبتسم فهي تحت رعايه وكيل دعوى جذاب
-جميل جدا
يرد ديرك
-وبسيط
اكمل الكس
-لانه يكون من عندنا ولقد خدع قلبلا فلم يعرف المهمه اللمقاه على عاتقه بعد عده سنوات من التدريب عليه بكل بساطه ان يتملق امراه ليوقعها في شباكه ولكن الحق يقال فان هذه المراه الجميله جدا مما سهل عليه المهمه فلم يكن عمله شبيها بالاعمال الشاقه
احست شيرلي بنفسها ثائره وهي تفكر بانهم يستخدمون الناس كما لو كانوا بيارق فالعالم الذي وقعت فيه يحيتوي على ادراج مزدوجه فقالت
-ان هذا لرهيب
رمقها الكس بنظره رقيقه
-لا تقلقي فهي لم تتالم فاللقاء الاول كان مبرمجا وهكذا تكون طبيعه البشر فوقعت عاشقه له وهو علاشق لها ونحن تحاشينا اي ازمه قد تحدث
ترد عليه قائله بحده
-الغايه تبرر الوسيله
وقبل ان يحول نظره عنها
-اذا كانت الغايه ايقاف حرب ستكلف ملايين الارواح البشريه فكل الوسائل عندها ستكون مباحه ولو تحطيح قلبها.فبفضل حزنها اكبر الاحزان ستتوقف
ديرك يستمع وهو يلتزم الصمت
-هل انت متاكد بان شيرلي كانت تاخذ مكان سكرتيره مورتن وبعد ذلك؟
ساله ديرك
-في جيفاتش رغم كل الانظمه الامان فقد ارتكبت براون خطا فظيعا لانها ركبت ابعادا بسيطه على الاله الكاتبه الكهربائيه
-الشريط
اجابه ديرك
-كان يكفي علينا تغيير الشريط في نهايه النهار ووضع مكانه شريط اخر وكنا نريد الوقت الكافي لنعيد كتابه الرسائل حسب الشريط الاخر
-لماذا لحقت بها في ذلك المساء عندما تخربت شقتها؟
-تصرف اخر خرق من قبل جيفاتش فهم نادرا ما يهتمون بشخص يعمل في المداخل اثناء احدى الزياراتي لمكتب انسه براون وزعت عده اجهزه لاقطه للصوت لاخذ الحيطه من اي شئ فوضعت منها في قبعاتهم وفي احد الايام كانت تصرخ بمخاوفها لمديرها كانت ترتدي قبعه على راسها
ارتعدت شيرلي من فكره جعلها ماده مراقبه دقيقه وقيبه للغايه وبدون ان تعرف ذلك
-استخدمت شيرلي كطعم؟
سال بنبره عاديه
-بحسب المعلومات التي جمعتها عن ماضيها كان باستطاعتها ان تكون عميله مفيده لنا وذلك باسم مستعار وعلاقات اجتماعيه عليها ان تقوم بتطويرها لتدخل الىى مجتمع يبدو مشبوها مثل جيفاتش ولكن السذاجه التي كانت تتحدث بها مع مديرها جعلت هذه النظريه غير محتمله وهويتها ايضا لم تكن تسمح باي تزورير مباشر فهي تبدو لا تعرف مافيه الكفايه عم ماضيها لتكون نافعه لنا وتستطيع في نفس الوقت التعاون معنا
واعتقدت بانهم سيحقدون عليها لان مورتن عرف دائمما باتجاهاته الظنونيه الهذيانيه فهو لايهمل اي اثر فقررت ملاحقتها عندئذ
تنهدت شيرلي وهي تبقي نظرها باصرار الى الاسفل وهي تفكر هل فهم ما يقصده الكس؟
قد كشف الكس عن ماضيها وسيعرف ديرك عاجلا ام اجلا انها كذبت عليه مع انه لم يقم باي فسير اوتوضيح
-ماذا تنتظر في هذه القضيه؟
سال ديرك الكس المبتسم دائما
-امرت ان يستدلوا عن مكان كيرانو ويرجعوه لي
ومن المحتمل ان تكون المخططات الاصليه لهذه النموذج قد خربت واستنساخ نموذج اخر عنها سيستغرق مده طويله ريما عشرات السنين اضافه الى ذذلك فلا واحد من التقنيين الفنيين من الذين عملوا على هذا المشروع كان يعرف اسم التصميم الشاملاما اذا كان النموذج الاصلي مازال موجودا فاستنساخ نموذج اخر عنه يبقى اسهل...ولكن اذا اندثر...
ديرك يبتسم له قائلا
-الا تحدثني عن ترتيباتك وقصدك؟
-ليس عندي اي رغبه بان يضع اي من دول الشرق يده على هذا السلاح الخطر ولا احتمل اي اختلال في التوازن القوي ولا ان يستحوذ اي شخص كان على هذه الالعوبه الخطره
وانت ديرك ما اريك؟
-اتمنى تحطيمه
-اذن اننا متفقان
ديرك يشير بالموافقه
اذن نحن لدينا نفس الغايه وهكذا علينا التحرك باقصى سرعه ممكنه فتحركهم السريع للتخلص من شيرلي يشير الى درجه عاليه
من الارهاب واعتقد بان مورتن المدير الوحيد لكل هذا هل تعرف لماذا؟
-لقد علمنا البارحه بان وسيطنا المتعصب قد ارسل واحده من سفن الصهريج في المياه الاقليميه الامريكيه تحت مقصوره حياديه من غير المفيد ان اخبرك بان على القارب ينصف الدوره وهذا سيسمح ل كيراون بالخروج من الولايات المتحده الامريكيه وفي هذه الحاله سيرغم مورتن شركاؤه على التاخير الذي سيعرضهم حتما للانكشاف بسرعه ولاسيما ان الانسه براون تكون تحت تعليمات مزعجه...
يتفحص ديرك الافق
-هذه تكون نظريه محتمله هل تعرف من شركاء مورتن؟
-كلا ولكنني اتصور بان لديه منهم على الاقل واحدا لان مورتنليس لديه علاقات الاجتماعيه الكافيه ليقوم بالاتصال بالشرق الاوسط على عكس شركائه ولكنهم يبقون متوارين عن الانظار
-علينا التدخل واستدراج مورتن ليبوح لنا عن الجهاز
-كنت احب ان اعرف كيف ستستدرجه؟ ترقب الكس باهتمام
-لا اعرف كيف سادخل الى قلب جيفاتش بالرغم من تهورهم الجماعي في هذه الايام على وجه التحديد عليهم اخذ احتياطهم اللازم تجاه اي حركه كذلك نحن لن نستطيع التدخل وفي نفس الوقت علينا اخراج كيرانو
-هذه مساله مهمه همهم الكس
-انها طريقه لتوضيح ذلك
ديرك يتحدث وهو ينظر الى ساعته والقى نظره على مياه البحيره الراكده والبستان الهادئ
-ماذا جرى؟
سال الكس
-لقد وجدونا بسرعه هذا الصباح
القى الكس نظره على شيرلي وقال
-كما يقول المثل عن شارلوك هولمز استبعد المستحيل والذي يتبقى حتمال ان يكون الحقيقه
استدار ديرك ايضا نحو شيرلي وقال بلطف
-وانا فعلت نفس الشئ ولا احب احال الذي وصلت اليه فلم يتبق لنا الا عده ايام يضيف وهو يهز راسه
-فعلينا ان نوجد مخطط معونه لكي ننقل الاله علينا ان نستدركه او الاستفاده منه
يقول الكس
-ربما استطيع ان اعرف عنه اكثر من ذلك
-هل تلتقي في نفس المكان في الساعه السادسه طلب ديرك وهو يضغط يد شيرلي
وافق الكس باشاره منه وهو ينظر مبتسما ليديهما المتشابكه
-تحياتي الى جينا
-سابلغها بذلك

زونار 01-09-09 11:08 AM


الفصل السادس

اجتازوا البستان ليصلوا الى السياره لاحظت شيرلي ان ديرك يتوخى الحذر من شئ ما وقد ازعجتها هي ايضاالمقابله التي جرت مع الكس وذلك لعده اسباب اولا لانه كشف عن هويتها الحقيقيه وثانيا لانه كشف المجتمع الذي يعيش فيه كلاهما ديرك والكس تحدث نفسها انه عالم مليئ بالرياء والكذب فاي خيار سيسبب الالم والحزن واي عدو يستطيع ان يرتب لقاء تافها بين امراه بريئه وعميل اخر
واحست بان كل ذلك جنون مطبق ففي الظاهر كل شئ يبدو طبيعيا اما في الحقيقه فداخله مليئ بالاسلحه الخطره والقتله الماجورين
-شيرلي؟
وصلوا اخيرا الى السياره فاسرعت شيرلي واتخذت مكانا لها
واحست بالوحده ويدها بارده بدون يد ديرك معها
وقالت لنفسها ان ذلك يكون افضل لكي تعتاد على الوحده فهو لن يبقى الى جانبها دائما عما قريب ستدق ساعه الرحيل والهرب فلقد قضت ايامها بالهرب وتلاحق مستمر للفشل والصدمات
لكنه صرح لها سابقا بانه سيتمسك بها وهل قال نفس الكلام ل جينا؟ فارس نبيل تلك كلمات الكس وتشعر بانها تصدقه من كل قلبها لان ديرك يظهر لها ايضا بهذه الصفات وتذكرت الليله السابقه لم تكن الا ليله واحده هي لا تطلب المستحيل تريد فقط ان يبقى بقربها والى الابد...
استقبلهم بيتهم الجديد المؤقت بصمت واستغربت شيرلي بانها اخذت تعرج وهي تتوجه الى الصالون فسارعت بالجلوس على الاريكه وهي تلعن بصمت
-عما كنت تتحدث مع الكس عن الشمس التي تغيب من الغرب والمكيده؟
ينظر ديرك عبر النافذه
-لقد انظم اخيرا الكس الينا اما عما يريد قوله حول الشمس التي تغيب من الغرب والمكيده فهذه مصطلحات تستخدم في التكتيك العسكري كل ما يصنع يكون من اجل هؤلاء الذين يستخدمونه فقرر الكس البقاء هنا ريثما يستطيع ان يكون شيئا فشيئا خارج ادراكهم بدلا من ان يخبرهم مباشره باخلاله بالعهد ديرك يشعل لفافه التبغ ويجلس بالقرب من الاريكه
-الم تخبري امك بان كل شئ سيكون على ما يرام
تلعثمت شيرلي فجاه وقالت
-ليس من الضروري ان تعرف بالانفجار الذي حدث
سال ديرك ببساطه
-لماذا؟
-لانها في الغربه؟!
عمل ديرك درائره من الدخان وراقبها بعين ثاقبه واضاف برقه
-سيكون لدينا الوقت لتحدثيني عن نفسك...وعن حقيقتك كانت ستقول له بانه يعرف مسبقا كل شئ عنها عندما تذكرت كلما الكس فارتعدت ماذا قال الكس قبل ذلك؟ديرك كان متضايقا من السرعه التى وجدهم بها هؤلاء..لم تحدث الكس عن المثل القائل.."استبعد المستحيل"..وبدا كلاهما ينظران اليهما بطريقه غريبه وعندما تسلسلت كل هذه الافكار براسها قالت شيرلي فورا
-لست انا
فقطب ديريك حاجبيه
-ماذا تقصدين لست انت؟
-لست انا من اخبرهم عن مكان تواجدنا لقد كنت دائما معي ولا استعمل الهاتف ابدا...
اطفا ديرك سجارته واقترب وجلس بجانبها وهو ينظر اليها بقلق
-انا اعرف بانك لم تقولي لهم شيئا اكد عليها ذلك برزانه واخذ يدها لتستدير نحوه
فبدت شيرلي تضحك بعصبيه وتقول
-انها لفكره مضحكه ان التجئ اليك واطلب مساعدتك لكي استدرج احدهم اليك..و..
-توقفي عن الاعتقاد بانك تكونين المسؤوله عما يجري على العكس ذلك فانا اطلب منك ان تحدثيني عن حقيقتك لكي لا تتضايقي وتفرجي عن الامك بدون ان تكبتي شيئا في داخلك
اضاف ديرك هذه الكلمات بحنان فرمقته بنظره عابره
-الم يضايقك هذا ؟
كلا اجابها بابتسامه بحسب ما تحدث الكس فانا استطيع ان اكشف بانه لايدري عن تدخل نفوذ الحاكم فرانكلين بالموضوع بل كان يعرف فقط بان احدهم عمل على ادخالك الى جيفاتش ويعلم بان اسم براون مزيف...ويؤمن ايضا بانك لا تستطيعين تغيير هويتك الحقيقه واستنتجت من كلامه وهو ينشب في ماضيك بانه وجد في عائلتك نفوذا سياسيا او ثروه
صمتت في دهشه ثم قالت
-الاثنين
لم يبد ديرك اي دهشه
-اعتقدت انك قطعت علاقتك نهائيا مع عائلتك وغيرت اسمك لتظلي وحيده بدون مساعدتهم
اخذت شيرلي نفسا عميقا قبل ان تباشر الحديث
-امي وزوج امي يعيشان في مجتمع قوي ماديا وسياسيا ولم استطع مجاراتهما بكل شئ رغم محاوله امي لدفعي الى ذلك بالالحاح الدائم فكانت تتهمني احيانا بانني لا ابذل قصارى جهدي
ديرك ينظر ويتامل ملامحها الناعمه
-اي تصرف احمق يدفع كائنا عاجزا ليندمج في قالب لا يحبه ولا يتلاءم معه
-ابي دبلوماسي توفي في حادث امي لم تكن معه في السياره وبعد عده سنوات من وفاته تزوجت امي الرجل المعروف ماريشال بورك سمعت عنه بالتاكيد
فاشار لها ديرك بالموافقه اسره بورك كان لهم سلطه نفوذ سياسي ومالي منذ زمن طويل ال ماريشال الان ممثل الولايات المتحده الامريكيه (O.N.U)
ليس من الغريب عدم مقدره الكس على تغيير هويتك وذلك بسبب الثروه والسلطه التي تتمتع بها عائلتك فارجعت هذه الفكره بعيده الاحتمال
-هل بورك ينتمي لك؟
هزت راسها بالموافقه
-انه اسمي الحقيقي بورك انا..اتالم كثيرا لانني كذبت عليك ديرك لم اكن اريد..
يبتسم ديرك لها
-ليس هناك اي مشكله كل شئ اصبح واضحا هل وليم على اطلاع على ذلك؟
عضت شيرلي شفتها
-كلا هو لايعرف شيئا فعندما امن لي عملا في جيفاتش وكلفني وهم ايضا لم يطلبوا اي ضمانات مني
وليم كان يعتقد بانني لا اريد ان يعرفوا بانني قد اوقفت مره من قبل الشرطه
انفرجت ابتسامه ديرك
-ثقي بانني لاشك بانك منهم ابدا
-لو انك تقول ذلك..
لاجل الجواب عانقها وقبلها بسرعه قبل ان يكون لديها فرصه المقاومه لكنها غادرت واحست بالضيق عندما بدات تفكر في ماضيها تلون وجه شيرلي
-كيف سيعملون هم على اخراج كيرانو من مياه الاقليم؟
-بواسطه سفينه الصهريج
اجاب ديرك بابتسامه
-لكن حسب ما قاله الكس عليه ان يقوم بنصف دوره
-لن يذهب بعيدا بل سينتظر خارج مياه الاقليم
-ماذا سينتظر؟
-قارب من جيفاتش
شعرت شيرلي بالضيق بسبب النظره الثابته والقويه التي كانت تثبت عليها تتسبب بتشتيت افكارها وارتباكها
-فعلا تذكرت هم لديهم قارب على جهه الشرق لماذا اذن يحتاجون الى اكثر من صهريج؟
-لشحن كيرانو الى الشرق لان قارب جيفاتش لايستطيع ان يصل الى هناك بدون ان يلفت انتباه سفننا الحربيه
انا لا اعرف مواعيدهم ولكن لا يسمح لهم بالخروج باكرا جدا لان كل شئ لا يجري كما هو متوقع لذلك سيخرجون من نورفلوك
بيعيا
-لماذا يستمر في النظر اليها هكذا؟ كانت تتساءل واحست بان حلقها يحترق
-كيف ستعرف ساعه الانطلاق؟ تتابع بصعوبه
-ان هذا الجزء اكثر سهوله
اجاب ديرك مجددا
اصعب شئ يكون باخذ كيراو اكدت قائله
طاف ديرك بنظره على ملامح وجهها متفحصا ادق التفاصيل فيه احست حينها باجفانه تلامس وجهها وتداعبه
-ممنوع استخدام وسائل من غير معتاده لاجل هذا سيكون النقل عاديا وطبيعيا حتى نورفلوك بواسطه سفينه او قاطره كبيره اذن كيف ستعمل؟
مجددا ضاقت الغرفه بهما واحست شيرلي بنفسها مسحوره وماخوذه لتلقي بنفسها بين ذراعيه
-علينا قبل كل شئ ان نعرف متى الشحن القادم سيترك جيفاتش فلا يستطيعون جعل الشحن ينتظر لفتره طويله خارج مياه الاقليم الامريكيه
اضافت شيرلي بعد ان اخذت نفسا عميقا قطع الجرس حديثهم
-فارتعشت شيرلي بالرغم من اضطرابها لاحظت بان الطارق يستعمل الجرس بطريقه غريبه كان يقصد بذلك اشاره
استرخى ونهض ليفتح الباب
-ماذا يجري؟تذمر وهو يخاطب احد معارفه المتواجدين في الجهه الاخرى من الباب
شيرلي لم تكن ترى المدخل ولم تحبذ التدخل ولكنها لم تمنع نفسها عما يدور بينهما يقول ديرك
-استطعت التوصل الى بعض النتائج قالت ميسانج وهي تدخل الصالون بشكل طبيعي كما فعلت في المره السابقه
-صباح الخيرشيرلي لم اكن ادري كيف ابحث عنكما ولكنني اخيرا استطعت ان اتلمس طريقي اليكما وهذا كل شئ شيرلي اعرفك بزوجي جوس وصديقنا زاك ستيل
تفحصت شيرلي القدمين الجدد احدهم اسمر نحيل القامه شكله عنيد الطبع وجذاب والاخر اسمر ايضا قامته ضخمه ورياضيه انيق وعلى وجهه تعابير القلق اما جوس فجماله ساحر عيناه زرقاوان نظرته عميقه وذكيه وزاك لديه قوه العضليه التي يستطيع ان يظهرها بلطف وتحبب
الزوار الثلاثه اخذوا اماكنهم على كراس موضوعه حول طاوله منخفضه وديرك ياخذ مكانه بالقرب من شيرلي وهو يمسك بيدها
-كيف وجدتمونا؟
سال ديرك بلهجه امره...ل مسانج
-هل نسيت بانني قادره على نبش ماضيك المشؤوم على عكس اعدائك تحدثت وهي تبتسم لقد اقتفيت اثرك عن طريق كاتب العدل الذي يهتم بشؤنك الماليه في نيويورك ولم يستغرق معي وقتا طويلا لاقناعه بتقديم قائمه لي عن كل ممتلكاتك الخاصه في ريتشموند واسمك غير مدرج في جدول المبيعات
-اذن ضغطت عليه يرمق ديرك جوس بنظره قاسيه
-اما هذا اكتفى باشعال سيجارته موضحا ل ديرك بطريقه غير مباليه
-جميل ان يكون لدينا نفوذ
تمتم قائلا
-كنت اشك ان ترجع هذا التوضيح لي وهو يستدير نحو ميسانج بنظره لؤم
تهز ميسانج كتفيها
-جوس يعلم مسبقا بانك لست عميلا عاديا وانا ساعدته ليعرف الباقي
-هل تستطيعين مساعدتي ايضا؟
تتدخل شيرلي
تلقي مسانج على ديرك نظره استفهام يتنهد هو من جديد
-لاشئ ذو اهميه سوى اني ورثت منذ ورلادتي مجتمعا يؤكد على الاستقلال المادي
-تستطيع تقديمه هكذا
يقبل جوس بادب
كانت تفهم شيرلي من خلال مارات من عدد كبير من الملاجئ والسيارات وانظمه الامن بان ديرك رجل ثري جدا وغير متضايق من وجودها معه
-هل نستطيع ان نعرف ماذا تفعلون هنا؟
ظاهريا ديرك يبدو راغبا بتغيير الموضوع
-لقد اتينا لنقد م لك المعونه
-لقد قلت لك...
-ليس من عادتي ان يقول لي احد ماذا على ان افعل
يقاطعه جوس بلهجه صارمه وانت يا زالك ماريك؟
-وانا ايضا
يجيب الاخر بلهجه مازحه
-اتفقنا انتم تكونون هنا
يوافق ديريك
-هو قبل بطيب خاطر
استانف جوس وهو يوجه الحديث دائما الى زاك
-احلم بالمواجهه معك وجها لوجه
قال ديرك وهو يكشر بابتسامه الى جوس
-حسنا في ملجا بغرفه من الاسمنت
ترد ميسانج على الفور
-شيرلي لم تكن تضيع كلمه من حديث المقايضه وجوس كلاهما كان قويا وثريا وغير معتاد على تلقي الاوامر من احد قط وفي نفس الوقت لايرغبان في المواجهه لكن عليهم ان يعرفوا لمن ستكون الغلبه شيرلي وميسانج شجعتا على القتال بملجا من فرقه
قويه
-هل تحريت؟
سال ديرك بنظره مختصره
-يرفع زاك صوته قبل ان يجيب بسرعه
-سيترك قارب جيفاتش ميناء نورفلوك بعد غد ثم يشعل ديرك لفافه تبغ وهو يفكر
-السفينه القادمه نحو نورفلوك؟
- غدا بعد الظهر مسافه الطريق حوالي مالتي كيلو متر ياخذون شاحنتين ومقصورات وسيقوم الجمرك على التفتيش قبل نقل الحموله الى المركب
-هل ستستفيد من هذه المعلومات؟
تقول مسانج
-ديرك يشير بالموافقه
-هذا ماكان يجب ان يحدث كنت اود تحطيم هذا الجهاز ولكن على مايبدو صعب اتلافه كم ياخذ من الوقت لتحويله الى جهاز مسالم والغاء برمجته؟
-من الصعب تحديد ذلك بدون جمع المعلومات اضافيه هل تعلم مثلا كيف يعمل؟
-ظاهريا يعمل بالليزر وقادر على قذف صواريخ صغيره والله يعلم على ماذا هو قادرا ايضا
-الاجهزه التي تعمل بالليزر يكون من السهل نزع طعمها
-استدرك زاك بصوره متامله فنحن نستطيع في غضون ساعه او ساعتين تحويله الى اجزاء مفرقه
-هل هذا محتمل؟يتدخل جوس
ديرك يشير بالتاكيد
-اي مخططات واي خرائط لن يكون لها معنى اذا نحن قمنا باتلافها بالمقدار الكافي
-من السهل علينا كسر اي شئ ولكن من الصعب ترميمه او اصلاحه
راقب زاك بعقلانيه
-كانت شيرلي مصغيه ولم يكن يفوتها كلمه من الحديث الذي يدور كانوا يرسمون ويضعون المخططات ليحددوا خطه المسير ثم طلبوا منها ان تصف لهم الشكل الخارجي للشاحنات المستخدمه في جيفاتش وهي كانت قادره على تذكرها بالتفصيل ورغما عن انفها اخذت التعقيدات الاحترابيه تستميلها
ذهب زاك ليشتري بعض الحاجيات لتحضير وجبه الغداء فقد مضى وقت مسرعا لحلول ساعه القيلوله استطاعت ميسانج ان تتوصل خلالها الى بعض القرارت
-كيف سنتعرف على الشحن الذي يحوي هذا الجهاز؟ومن سيوقف الاخر؟
بقى ديريك صامتا للحظات ثم اجاب
-الناقله الاخرى سيتغير طريقها من قبل اصدقاء
فكرت شيرلي في الحال الكس وجينا
-مسانج لاتطرح الاسئله عديمه الفائده وكذلك اصدقاؤها يفعلون نفس الشئ فالتقه العميقه التي يمنحهم اياها ديرك كانت تكفيهم...
-ومن سنعمل نحن على ايقافه؟فكيف سنعرف اي واحد يكون؟
ديرك يتردد مجددا وهو شارد الذهن ثم يستدير نحو ميسانج بابتسامه على شفتيه
-ساعلم...
تقبل هذا التاكيد بسهوله اكثر من الاخرين
اما شيرلي اخذت تعمل ذهنيا مخططهم الحركي الكس وجينا
سيحتجزان الناقله الاخرى اطول فتره ممكنه حتى يصل كلاهما الى نورفلوك واثناء هذا التحويل سيتوقف الاخرون الناقله التي تهمهم زاك ينزع كيرانو وياخذ مكان السائق ويسلم البضاعه الى نورفلوك وبحسب الاخبار التى نقلها جوس يؤكد فيها على ان ادم مورتن ينتظر في مركب حيفاتش
زاك يقترح ان يذهبالى نورفلوك ويشير في نفس الوقت على ابقاء ديرك ب رتشموند الذي وافق على الفور
لحمايتي فكرت شيرلي في خلدها بدون ان تدري كيف استطاعت ادراكه
ومهما يكن الامر فهي لم تعد قادره على تحديد مشاعرها وانفعالاتها
-الخطه تكون محكمه اقرزاك
-اكثر ممانتوقع
يضيف ديرك
-يبقى امامنا شريك مورتن او شركاؤه اذا صح القول فباستطاعته التدخل ولكنني لا اعتقد بانه سيصل في الوقت المحدد
-هل سيبحث عن شيرلي؟تستفهم ميسانج
-نعم سيفعل ذلك الى ان يصل كيرانو بامان الى قارب بالطن
-ماذا سيجري ل مورتن؟
سالت شيرلي فجاه
-بالطن لن يكون مسرورا بتلقي لعبه مسالمه بدل السلاح الخطر الذي كان ينتظره
-ارتعشت شيرلي بالطن المتعصب من الشرق الذي سبق وتحدث عنه الكس والذي كان يود ان يغزو العالم..
-هل سيقتل مورتن؟
-احتمال تجيب ميسانج بدون تاثر ولكنكم تذكرون بانه كان يريد قتل الملايين من الناس واخلال نظام القوى الدولي
فدفعت شيرلي بصحتها المخطط الذي وضعه ديرك سيقود ادم مورتن الى الموت المحتوم اخذت تتذكر هذا الرجل النحيف اللحوح متوسط العمر وما تعرفه عنه بانه لم يكن شريرا
-لقد حاولوا قتلك ايضا...
استحضرت شيرلي نظرته المليئه بالخبره والفهم لماذا يوجد امامنا دائما اختيارات مستحيله ويتوجب علينا ان نخوضها؟
-كلمتني عن موعد بعد ظهر اليوم تتذكر شيرلي
-لدي موعد مع صديق عليه ان يساعدني والتدقيق في العمل قبل كل شئ
اقترحت ميسانج بعد ان طرفت عيناها على زوجها جوس
-نستطيع انا وجوس البقاء برفقه شيرلي
تاملهم ديرك الواحد بعد الاخر بهيئه مازحه
-هل رتبتم كل ذلك من ذي قبل؟
يبتسم له شريكه القديم
-اطلاقا
ديرك ينهض وهو يتنهد
-سنرحل بعد دقيقتين
رئيس الامن يهز راسه ويتجه نحو الكراج اما ميسانج وجوس يعملان على التخلص من الصحون شيرلي تبقى مضطربه وهي تتبع ديرك
-ماذا عليك ان تفعل؟
تمتمت قائله
-ساخبرك فيما بعد عن ذلك افضل الان ات تبقى برفقه جوس وميسانج
احست شيرلي فجاه بالغموض ضغط بلطف على كتفيها لمعانقتها كانت تظهر عليه الرغبه لكن العجله وشيئا اخر لم تستطع شيرلي تحديده
تركت نفسها بين ذراعيه متاسيه قرارها بعدم الاسترسال في ذلك بعد الان لاشئ ذو اهميه سوى الحراره التي تنبعث من جسده
-ديرك همهمت قائله
-لم تكن تستطيع التحدث بسبب الانفعال الكبير الذي غمرها لمس ديرك خدها بلطف
-احبك شيرلي همس بذلك بصوت رقيق
تسمرت شيرلي بمكانها بينما هو يرحل ولم تعد تسمع صوت السياره وهي تنطلق صوت باب الجراج وهو نغلق خلفهم كان صوت واحد يتغنى في داخلها احبك يا شيرلي
عندما رفعت عينيها رات جوس وميسانج
-الى اين ذهب؟
سالتهما هي
كانت تبدو ميسانج متردده في الاجابه ثم قررت اخيرا
-عليه ان يضع القتله عند حدهم
-كيف؟
سالت شيرلي باندهاش هادئ
-بكل الوسائل
اجاب جوس بحزم
تواصل الليل وبقيه النهار بشكل لا متناه شيرلي احست بنفسها ممتنه ل جوس وميسانج لصحبتهما لها
فلم تستطيع منع نفسها من ان تحبهم بعمق وثقه فكل واحد يظهر لها في نظراته الحب والحنان
اي شعور غريب واي ثقه تستطيع ان تقدر على الاخر وعلى حبه لها..
كما ان زوبعه علقتها في بحر هادئ لتغرقها الدوامه وتسحبها الى الاعماق بلا رحمه فشعرت بالخوف وهي تفكر بذلك
هل يحبها؟كلا...مستحيل فالرجال مثل ديرك لايحبون النساء من نوعها
وشئ وحيد تستطيع ان تكتشفه هو تلك الرغبه التي يحسها ديرك تجاهها فهي تظهر في تعابيره ونظراته اما بالنسبه لقلبه وحبه؟
-كلا
كانت الفتاه تتحدث الى رفاقها وهي تبدو هادئه من الخارج لقد تاخر فتفترح ميسانج على شيرلي ان تستحم بماء دافئ ثم تذهب الى النوم
فاستسلمت شيرلي للفكره وعندما ذهبت الى غرفتها وجدت ان
ديرك قد وضع الحقائب في غرفتين منفصلتين
فقالت محدثه نفسها وهي تتذكر
-لانك قلت له بان ذلك حدث بسرعه كبيره
ثبتت نظرها على السقف فكرها مشتت شيرلي لم تكن نائمه لقد حدث ذلك بسرعه لقد جرب ديرك ترك فتره من الوقت ليختبرا مشاعرهما لكن الاحداث تسارعت
وفي الظلام ارتسم وجه ديرك على التناوب مره عاشق وهره مهتم ومتمل
وفي هذه اللحظه التي قال لها انه يحبها ذهب لملاحقه القتله وسد الطريق عليهم باي وسيله ممكنه بينما اصوات جوس وميسانج تصل اليها وهي في الغرفه متدثره بالاغطيه رغم ذلك كانت تشعر بالبرد يشلها فغياب ديرك اكد لها الى اي درجه هي تحتاجه ومتعلقه به فهو لن يكون دائما بقربها هل هذا يكون السب في بعدها؟
فهي على يقين بانها ستكون وحيده وعليها ان تحاول الاعتياد على هذا الوضع لتصون نفسها من اي الم باب مدخل الباب ينفتح وصوت رجلين يتحدثان احست من سماع صوتهما بعزاء وطمائنينه لا توصف
وبعد لحظات ظهر ديرك بمدخل باب الغرفه
-شيرلي؟
-انني مسروره بعودتك
كان ديرك مترددا في الدخول واكتفى اخيرا بتمنياته بقضاء ليله طيبه ل شيرلي
تجيبه شيرلي
-ليله طيبه
هو ان يستعجل شيئا وهي كانت تعرف ذلك اغلقت عينيها وحاولت ان تسترخي لكن جسدها بالكامل متشنج وبارد وهي تفكر بان عليها ان تبدا كل شئ من نقطه الصفر شقه جديده وعمل جديد...ربما...ذلك لم يجعلها تشعر بالخوف
نهضت فجاه بدون تفكير القت بالاغطيه ثم توقفت هو لن ياتي لقد قال لها انه يحبها ولكنه لن يجبرها فذلك عليها هي ان تذهب اليه وتحاول عمدا تناسي ما قالته له بمنحها فتره من الوقت
لن يغير الوقت اي شئ بينهما؟

زونار 01-09-09 11:10 AM

الفصل السابع

شعر ديريك بالبرد يسرى فى جسده والقلق والضيق يضرب فى داخله وشيرلى تبتعد عنه وهذه الفكرة لا تنفك تلازمه لتؤرق ليله ولن يستطبع ان يلومها على ذلك فكيف لها ان تهرب بكل هذه القصص فى الليله الماضيه قضت الليل بين ذراعيه يضمهما حب مشتعل لو ان احدا لم يخرجهما من السرير لو ان...
"ديرك؟"
نهض من اول ضربه على الباب بدا قلبه يدق بقوه ظهرت وهى ترتدى بيجامه من الحرير واتجهت نحو السرير جلست بالقرب منه خائفه ان تشرع باى حركه
"احكى لى عما جرى؟"اقترحت هى
"القتله اصبحوا فى ايدى زاك ورجاله سيسلمونهم الى الشرطه "
"اذن كل شىء سينتهى"
"تقريبا كل شىء ولكن ليس مابيننا شيرلى فانا لا اريد ان افقدك فانا احبك"
بصوتها الناعم والمتحفظ اجابته:"ان هذا وهم"
"والليله الماضيه ايضا هل كانت وهما؟"قال بصعوبه
"كلا ولكننى لا اريد ان اتعلق باحد ولا انكر باننى احتاجك ومجبرة على الاعتراف بذلك"
اخذ ديرك يداعب برقه وجهها فهذا التردد الذى يحزن صوتها كان يسبب له الالم والحزن فلم يرد سماع هذا الذى تقوله "عزيزتى"
تركت نفسها بين ذراعيه بدون ضيق هذه المرة تمتمت قائله:
"جعلتنى انسى كل شىء وانا بحاجه للنسيان"ش
رغبه كامله تتدفق اكثر من المرة السابقه كان ينقصهم الوقت اما الان فامامهما الوقت الكافى ليرضى كل واحد رغبته نحو الاخر.تمتم ديرك لها بكلمات الحب اما هى لم تتكلم بشىء سوى من رغبه قويه تدفعها اليه. فهى لاتستطيع ان تحب هذا مستحيل .سؤال مازال يعذبها حتى فى الهدوء بعد الحب
"هل رايت جينا هذا المساء؟"
شدها ديرك اليه بقوة اكثر :
"كلا قلت بكل بساطه لـ الكس باننا لم نكن مرتبطين من قبل" اضاف بعد
لحظات
هل يستطيع ان يقرا افكارها؟الغيرة هل هى حتما الغيرة؟لا هناك شىء اخر
"هذا لايعنينى"
"بالتاكيد"رد بسرعه ديرك"لك الحق ان تضعى كل الاسئله التى تودين وان تنتظرى لها اجابه صادقه"
سكتت شيرلى لبرهه ترددت ان تساله اكثر ولكن لانه سمح لها بذلك
"كنت احب فقط ان اعرف اذا كنت تخبىء امراه فى كل شقه من ممتلكاتك"
يضحك ديرك:"لا افكر فى ذلك ابدا فانا احبك"
دمعه كانت تسيل على جانب اجفانها لم تكن تريد ان يدخل بعمق ليكتشف ما بداخلها فعندما كل شىء سينتهى ويرحل عنها سيظل لديها جزء سليم وكامل لم يستطع كشفه.
بقى ديرك ساهرا لفترة بعد ان نامت هى مفكرا ربما فى يوم من الايام سترحل عنه قطعيا لقد قدمت اليه تستجدى المساعده ولكن عندما تكون كل الامور جيده هل ستحتاجه ايضا؟
"ان ذلك لا يكون تصرفا ذكيا من جهتهم بجعل كلا الشاحنتين ترحلان بفترة ساعه تقول ميسانج"
"اذا استطاع سائق الشاحنه الاخر ان يلاحظ بان احدا ما قد اوقف صديقه فعندئذ سيتدخل"
"الافضل بالنسبه لنا"تمتمت شيرلى
كانت ينتصبان فى مدخل الغابه على بعد مائه متر عن الطريق الرئيسى بينما ديرك وجوس وزاك تولوا مراقبة مدخل جيفاتش منتظرين انطلاق اول شخص .الطائرة الحوامه جاهزه وكان على جوس قيادتها والطيران بها على خط مسير مزور الى المكان الذى سيغير الشحن فيه طريقه
"هل حقا ديرك لم يستخدم السلاح قط؟" سالت شيرلى فجاه
ابتسمت لها ميسانج:"كلا فهو يرتعد منه اذا حمل مسدسا فوضعه سيكون مخزيا للغايه فالمساله تخص معتقداته الراسخه التى لايمكن تغييرها نحو استخدام السلاح"
"انت تعرفينه حقا" تقول ميسانج بهدوء
"ليس كما تعرفينه انت شيرلى"
تعترض شيرلى"انت تعرفينه منذ وقت طويل فلقد عملتما سويا "
"ولكننى لم اكن عاشقه له"
بعد لحظه الضيق التى احست بها شيرلى . تتابع ميسانج قائله:
"من الصعب علينا ان نهتدى الى انفسنا عندما يكون هناك وضع معين او رجل يخل بتوازننا واذا كانا كلاهما سياخذ بنا عند ذلك انطباع خاطىء فلا تتركى نفسك له شيرلى ما اقوله هو الحقيقه"
"انا لا افهم ما تقصدين"
"من اللحظه التى احترقت بها شقتك وقعت فى عالم حيث يكون كل شىء فيه اما ابيض او اسود انسى كل ما جرى لك فى الماضى منذ عشرين عاما ولا تفكرى الا ان تقضى وقتك كما يفعل كل الرجال والنساء فهنا لايوجد مكان للاحداث الماضيه لا يبقى لنا سوى الحقيقه والواقع لانه عما قريب سنموت وعلينا ان نستغل ساعات الفرح والسعاده"
ارتعدت شيرلى لكن ضحكتها انفرجت
"هذا العالم ليس طبيعيا فى كل الاحوال ليس عالمى"
"انت لا تستطيعين بعد الان الرجوع الى الوراء وهذا لايكون علامه سيئه بل على العكس فانت توصلت الى الايمان بحقيقه ماتشعرين به وليس لدينا الوقت للكذب"
"واذا كنت لا ادرى ما اشعر به"
"حاولى ان تثقى بحدسك اصغى له وصدقيه"
الصمت خيم لبرهه كانت عينا شيرلى اثناءها غارقتين فى الغموض والتفكير
نهضت شيرلى مبكره مستغله نوم ديرك لتنسل من السرير الى المطبخ مباشرة ليجدها ديرك هناك بدون ان يتطرق احدهما الى الحديث عن ليلة امس فانشغلا بالحديث عن الاستعدادات للعملية القادمه ولم يتكلما عن شىء بعد ذلك
ثلاث مرات اخبرها ديرك انه يحبها بصوت هادىء وصادق فى المرة الاولى رحل بدون ان ينتظر جوابها فى المرة الثانيه اجابته بان الحب وهم والتزمت الصمت فى المرة الاخيرة.
"هاهو "اندهش ديرك وهو يثبت المنظار على الشخص الخارج من مدخل
جيفاتش .لحق به حتى الطريق الرئيسيه وشاهده وهو يتجه نحو الشرق .وضع ديرك المنظار واخذ جهاز لاسلكى
"انا لنا" " كيف تعرفه"
سال زاك بعد لحظات مختصره ديرك .اجاب "كنت اعرف السائق"
ضغط على الزر من جهاز اللاسلكى وتحدث يصوت منخفض
" الكس" "نعم"
"الثانى لاجلك حظا طيبا"
"فورا عما قريب فى الاعلانات الصغيرة"
ديرك يخنق ضحكته ويرجع المنظار ثم ينهض جوس وزاك ويقلدانه
"ماذا تكون تلك القصه عن الاعلانات الصغيرة"
سال جوس :"اين تريد ان تجد جاسوسين عاطلين عن العمل ولاسيما هناك؟"
اجاب ديرك وابتسامه على شفتيه :"يتجهون عبر الغابه الى المكان الذى تتواجد فيه المراتان شيرلى وميسانج "
تمتم اليكس :"جوس انه اسم روسى لكنه يعمل لحسابنا اراهن بانه سيضع اعلانه فى الصحف الامريكيه "
يقول ديرك:" استباط ذكى"
"والجاسوس الاخر هل يكون انت؟"
"كل شىء يتعلق بشيرلى"اجاب بلهجه رقيقه
"اذا ارجعت لى حريتى سارهن نفسى فى منطقه اجنبيه وربما من جهه اخرى سيكون لدى الفرصه لمسح الغبار عن مقعدى فى مجلس الادارة"
مدخل الغابه والحوامه كانت امام ناظريهم
"لماذا لم تعمل على تسخين الجهاز؟" سال جوس ميسانج بلهجه حازمه"سيعود الينا هذا بخدمه"
ديرك ياخذ يد شيرلى وسالها بلطف :"هل انت بخير؟"
هى توافقه ثم ضمها اليه بلطف واركبها الطائرة بينما جوس كان يحضر نفسه لقياده الحوامه .
زاك ياخذ مكان مساعد الطيار . بعد ساعه من الوقت وصلوا الى المكان المشار لكى يغيروا مسيره الشحنه من جيفاتش. الطريق الصحراوى كان يبدو على مد النظر واعلانات موضوعه فى كل مكان والاليات على مد النظر
بالنسبه للرفاق الخمسه بالشمع الاصفر وقبعات ترجعهم فورا على سكة الطريق
"لم ار قط مساء من هذا النوع"
اشار زاك :"ماشو" اندهشت ميسانج وهى تدخل ضفيرة الشعر الطويله تحت القبعه
شيرلى كان لديها نفس المشكله
"لو ان دورية تمر؟"سالت هى
يطمئنها ديرك :"لدينا مخطط تنظيمى علينا ان نبدو منهمكين قليلا ولا احد عليه ان يشك بشىء سنبقى هنا حوالى ساعه تقريبا قبل وصول الشحنات " اجاب وهو ينظر الى ساعته
كانت شيرلى تشير لسائق سياره سياحيه بالتوقف بواسطة اعلان يحمل باليد او لافته . كانت ميسانج تفعل نفس الشىء على الجهه الثانيه من الطريق فتشير للسائق اما بالتمهل او بالتوقف .
ثلاث سيارات وصلت قبل شحنه جيفاتش كانت تمكث فى الكمين . عندما اشارت شيرلى للشاحنه بالتوقف وزاك كان يرصف كل الطريق بالحجارة مع ادواته اما ديرك وجوس فاقتربا من المقطورة
فتح ديرك الباب وسحب السائق نحوه بينما جوس انزلق ليقود ويركن الناقله على الجهه المنخفضه
"ماذا يجرى؟" يتلفظ السائق ويداه خلف ظهره مقيده
"عملية سطو"قال ديرك وهو يدفع الرجل نحو حمولته .
امتقعت سحنة الرجل "لايوجد سوى قطع مقرفه"
"لا تقلق فنحن لا نريد اشياء كبيرة"اجابه ديرك بلهجه هادئه
خلال عشر دقائق كانت كل الاشغال قد اختفت . الاجهزة والاليات واللافتات وضعت فى الغابه وايضا الشمع والقبعات. السائق جالس على جذع شجرة وميسانج تراقبه وهى تحمل سلاحا موجها اليه
"شيرلى الشحنه هنا"نادى زاك
ديرك يساعدها للصعود الى داخل الناقله فنظرت فى الصندوق الثالث الذى فتحه زاك تحقق منه فجاه
"نعم ولكن هو يكون......."
"فى ثلاثه اجزاء وهذا سيسهل المهمه"اكمل زاك
تخرج شيرلى ثانيه بمساعده ديرك
"كم سيستغرق من الوقت من اجل ذلك؟" سال
"حوالى ساعتين ويجب التاكد من ان هذه المادة لا تشبه سلاح جوس تعالى لمساعدتى"
وابتعد ديرك وشيرلى
"الا يعرفون بانه يوجد تزوير؟"
"كلا ليس حتى بهذا الذى هم يعملون التجميع من القطع والتجربه"
" لماذا لا يتخلصون من كيرانو فى الغابه بمجرد تفريغه"سالت شيرلى
يثبت ديرك نظره عليها
"هل تمنع مورتن الا يسلم بالطن جهازا غير مستعمل؟"
"هل هذا حقا ضرورى؟"
"اسمعى"يقاطعها ديرك"نحن نستطيع بانفسنا ان نتخلص من كيرانو ولكن يستطيع بالطن الاتصال بعد ذلك بـ مورتن وبعد ذلك؟ مورتن سيكون حرا يبيع لعبته القادمه لمن يريد؟"
اقترحت شيرلى" الشرطه"
قال ديرك"الشرطه . ليس لدينا اى براهين او ادله على اقوالنا امام هيئه المحكمه . بكل تاكيد مورتن لديه قصه جاهزة ليقدمها الى المحكمه فى حالة اثارة القضيه . فالذهاب الى الشرطه والتحدث عن سلاح غير موجود فى حوزتنا ولا يوجد اى دليل على ذلك. فالامر سيقع على عاتقنا وسنكون نحن فى السجن بدلا منهم"
تاخذ شيرلى نفسا عميقا تقول بنفسها الخيارات دائما والى الابد
"كيف تستطيع عمل اشياء كهذه؟"
تفحصها بشده فهى لم تكن خائفه ولكنها بكل بساطه مستغربه
"هل تذكرين عبارة الكس الغايه تبرر الوسيله ونحن لا نستطيع ان نطبق هذا المثل الا فى بعض الحالات مثل حالتنا هذه "
لمس خدها بحنان وتابع:" لا اريد ان يحصل كل هذا وبالطن سيجن من الغيظ سيفكر عدة مرات قبل ان يقبل ببيع شبيه بذلك واريد ان يترك مورتن جيفاتش لان الفشل لن ينزع منه الرغبه بالبدء مجددا وتكرار التجربه مرة اخرى. انا افعل ذلك لاننى استطيع فعل هذا وفى نفس الوقت لاننى لا احب احدا ان يفعل ما لا احب ان افعله وحتى لو كنت استطيع ذلك"
انهى ديرك حديثه بصوت ناعم . رفعت عينيها نحوه وادارت له القامه وهى تضغط على قلبها وهذه اول مرة التى تعمل اشاره مثيله بضوء النهار
"اننى مسرورة لانك لا تستطيع فعل ذلك"تمتمت قائله
شدها ديرك اليه :"كيف حال كسرك ؟انت لا تعرجين؟"
"نسيت ذلك" "انت جميله"
كانت شيرلى تريد ان تحول نظرها ولكنها احست بنفسها مسحوبه بالرغم منها لعيونه المتقده
"شكرا اشكرك على كل شىء"
"لماذا تشكريننى لاننى اقول لك الحقيقه؟" "لانك انقذت حياتى"
"انت انقذت نفسك انت دائما تنهضين حتى بعد ان تتعبى وهذا وحده يتكلب الكثير من القوة ولو انك لا تعرفين ذلك"
سالت مشيرة الى السجين"وهو"
"هو سيهرب" "لماذا انا لا افهم"
"ساشرح لك فيما بعد انتظرينى هنا"
تابعت بنظراتها . اتجه ديرك نحو جوس وزاك وتحدث معهم ثم تركهما لـ جوس وانضم الى زوجته التى كانت تراقب السجين
ثم استدار الى الشاحنه والرجال الثلاثه الذين قد انشغلوا حول كيرانو .قالت ميسانج بعض الكلمات للسائق ومرت فى مدخل الغابة لتصل الى شيرلى مجددا
فى هذه اللحظات كان السائق قد فر سالت شيرلى وهى تضحك:
"اذا هو استطاع ان يفك قيوده فلا شىء سيمنعه من الرحيل حتما بدون كيرانو
"لماذا هذا ؟هو يستطيع ان يصل الى مورتن ويحكى له كل القصه"
"انها فكرة ديرك وانا لا اعرف شيئا اخر"
ظهر جوس فجاه احاط زوجته بيد عطوف"تستطيعين ترك سلاحك ميسانج فالعصفور حلق"
زاك لم يكن مخطئا فى تحديد الوقت اللازم للتلخلص من كيرانو فخلال ساعتين كان الصندوق مسمرا ومثبتا داخل الشاحنه من جيفاتش
"لا تفعل شيئا حتى عودتى من ريتشموند" قال زاك الى جوس
اقلعت الحوامه بعد عدة لحظات وحطت على درج مطار الحوامات . ميسانج وجوس عادا ثانية الى الفندق . ديرك وشيرلى ظلا بمنزلهما وهما يحضران وجبة العشاء بصمت
شعرت شيرلى بنفسها متوترة فكان لديها انطباع بان كل شىء قد انتهى ولم تستطع ان تفكر بالمستقبل اذن ديرك اصبح بالنسبه لها غير ضرورى فمجرد التفكير بذلك يخيفها فهى الان لا تحتاج لاحد . قبل الان كانت تسعى دائما لتكون مستقله وكانت تشعر بالفخر بذلك لم تكن تريد شيئا سوى ان تصغى لحدسها
كان ديرك يتالم من عصبيتها وتمنى لو يستطيع ضمها بين ذراعيه لتهدئتها ولكنها كانت منغلقه على نفسها
كان عليها ان تقبل ولكن هذا السؤال عليها هى ان تضعه او تطرحه على نفسها فهو لم يعد يستطيع ان يؤكد حبه اكثر من ذلك بقى عليها ان تقرر
خرجت من قاعة الحمام لم يستغرب لعدم عودتها اليه . قبل بهذا القرارالا انه كان يتالم لانه يعرف بانها تعانى . كان ديرك فى سريره وكان لديه شعور صادق بانها ستاتى اليه حتما وكان محقا فى ذلك قدمت اليه فى صمت واستقبلها بسعاده والم

زونار 01-09-09 11:12 AM


الفصل الثامــــــــــــــــن

لم يكن لديها أشياء كثيرة لتأخذها معها فقط ما كانت ترتديه بنطلون وبلوزة. وحذاء رياضي. ارتدت ملابسها في الظلام بصمت بينما التعب الذي أصاب ديرك جعله يغط في نوم عميق. توقفت للحظة لتلقي عليه نظرتها الأخيرة. هل تستطيع حقا أن ترحل عنه؟ لكن هذا هو الحل الأمثل لترحل فورا قبل أن يكتشف بأن مشاعره كانت مرهونة بالأوضاع اللآنية ولا شيء أكثر من ذلك.
خرجت من المنزل بهدوء وبدون أن تثير أقل ضجة. ودموعها تسيل علي وجنتيها. وبين الحين والآخر تمسحهم بعصبية لم تكن تحمل نقوداً وجدت بطريقها بقالة مفتوحة بالليل أذنت لها البائعة باستخدام الهاتف. وبعد ذلك لم يبق عليها سوى الإنتظار... وعليها أن تلقي تفكيرها وعواطفها وأحاسيسها، إلي أين توصلت . فهي لم تعد كما كانت من ذي قبل. فالعالم الأن مختلف أمامها واعية لمخاطره وصدماته فالندبات التي فيها ليست أسوأ من الندبات الموجودة عند الآخرين. شعرت بالخجل لكونها مشغولة بمخاوفها. بينما الناس يقضون وقتهم بأخذ قرارات حيوية وحاسمة. كلهم جوس ، ميسانج، وجينا، وزاك، وديرك بشكل خاص. كانت تود أن تجلس معه لساعات طوال، وتسأله عن السبب الذي يدفعه ليزاول هذه المهنة الصعبة بالرغم من كل المخاطر والصعوبالت التي تصادفه. مادام يستطيع أن يحيد عنها؟ ومادام يتضايق ويعاني منها؟
وأرادت أن تشكره لأنه كان معها علي هذا النحو، فقد كشف لها عن نفسها. ظهر أنه رجل صبور أمام الأحداث التي جرت لها في الأيام الأخيرة.
هي تستطيع بكل بساطة أن تعود إليه وتنسل في سريره وتدفئ نفسها بحرارته. إنه لشيء ممتع أن تكون واثقة بأنه حقا يحبها. وأن تستسلم لهذا الحب. لكن حدسها بقي صامتا. تأخذ شيرلي نفسا عميقا، كلا هذه المرة تبدو قوية. وهي لم تكن تهرب وأن قرارها حكيم وناضج، والشيء الوحيد الذي عليها القيام به هو أن تجد الشجاعة الدائمة للمضي في طريقها حتى النهاية وعدم التعلق بديرك بيأس وألم.
سيارة سوداء توقفت أمام الرصيف وتقدمت شيرلي نحوها فخرج السائق منها. صوته يوحي بالقلق والإرتباك:
- شيرلي.
- صباح الخير وليم....
من اللحظة التي استيقظ ديرك فيها علم إنها رحلت. فالغرفة صامتة، ومظلمة ولم يكن أحد بالقرب منه كان تماما وحيدا في المنزل.
فخرج من سريره. وارتدي ثيابه بسرعة. حلقه كان جافا.لن يضيع لحظاته الثمينة ليجد تلك المادة التي لا يرغب أبدا في استخدامها وأحس بالندم الشديد لأنه لم يخبرها بكل ما يعرف. إن إيمانها وثقتها سيصبح سلاحا مميتا بين أيدي قساة القلب، أراد أن يحميها ويخفف من مخاوفها، ربما يكون قد تأخر كثيرا. إن خطأه هذا ربما سيكلفه حياته.
في الخارج تحرك بحدسه. لأنه لم يكن يعرف بأي اتجاه عليه أن يسير، أخذ الجهة التي تلمع فيها أنوار المدينة. ليس لديها نقود، وعليها أن تجد هاتفا. أخذ يمشي بخطوات سريعة وهو ييتفحص الشوارع المظلمة. شعر بأنفاسه تتسارع. لقد جرب الخوف فيما مضي مثل كل الناس لكن هذا الخوف الجامد كان بالنسبة له جديدا ومجهولا تماما. فقد أراد أن يصرخ بكل صوته في قلب الليل.
لمح أخيرا بقالة مفتوحة استعجل الخطى هل وصل في الوقت الحاسم؟ استدار نحو زاوية الشارع في اللحظة نفسها كانت السيارة السوداء تتوقف ورجل يخرج منها ويقول :
- صباح الخير وليم .
سمعت شيرلي صوته فظنت أنه سيغمى عليها، وهي تسمع هذا الصوت ديرك كان يقف علي بعد بضعة أمتار منهما وهو ينظر لوليم فرانكلين.
فران صمت جامد علي الجميع فابتسم فرانكلين :
- صباح الخير ديرك شيرلي استدعتني إلي هنا.
- أعرف ذلك.
أجاب ديرك وعيناه بقيت ثابتتين علي فرانكلين.
- سآخذها معي.
- كلا.
الحاكم يبدأ بالضحك.
- لا ألوم من يريد حمايتها، ولكنها مرت بلحظات عصيبة. وقليل من الراحة سيجعلها بخير وفي أحسن حال.
- شيرلي تعالي معي، طلب ديرك.
بدون أن يزيح نظره عن فرانكلين وجه لها ابتسامة مطمئنة.
- ستكونين أفضل معي.
- ديرك لديه حس قوى بالمسئولية، ولكنك لا تريدين مضايقته أكثر من ذلك.
- وحش.
نظرها كان ينتقل بين الواحد والآخر رعدة أصابتها فالرجلان كانا ينظران لبعضهما بقسوة كأنهما غريبان، وهي كانت تتوسطهما.
- أنا لا أفهم؟
رددت قائلة :
- تعلي معي، أعاد فرانكلين وهو يبتسم، دائما مشغول بالي عليك ، ولن أضايقك فأنا مسؤول عنك تعالي.
كان يمسكها من يدها.
- شيرلي . يناديها ديرك وبصوت عادي ، ثقي بي.
تقول هي:
- لم أكن أريد الرحيل..
- أعرف ذلك سنتحدث بذلك فيما بعد تعالي.
بدون أن ينظر إليها مرة واحدة فعيناه ثابتتان لا تتحرك عن الحاكم للحظة من الصمت ربما كانت ستستمر إلي الأبد شيرلي لم تكن تشعر إلا بأن ديرك نقي وصافي كالمياه المتدفقة من الصخرة ولأول مرة عرفت أخيرا هذا الشعور الذي تضمره في قلبها . وبدون أن تستدير مشت باستقامة نحو ديرك. واحست بنفسها ترتعش وهو يشدها إليه. صدره كان ثائرا لكن حرارة جسده كانت تريحها. ديرك عمل نصف دورة ليحميها بجسده ، فرانكلين تشنج وحاول الأقتراب منهما وهو يضع يديه في جيبيه لوح له ديرك بسلاح اوتوماتيكي، عندها وقف فرانكلين ولم يقم بأي حركة وظل مذهولا أمام هذا الموقف.
- كنت أعتقد بأنك لا تستخدمه أبداً.
- أبداً ، أكد ديرك ، لكن ليس لدي خيار في ذلك.
- بسببها؟
- أحدهم قتلها تقريبا، وليم هل كنت تعتقد حقا بأنني لا أستطيع أن أفعل شيئا لكي أمنعك من إنهاء مهمتك.
ديرك كان يتكلم بنفس اللهجة بدون أن يتنازل عن هدوءه.
اصفر لون فرانكلين:
- منذ متى تعرف بذلك؟
- تقريبا منذ البداية عندما اعطيت لشيرلي اسمي شخصيا لتتوجه إليه في حالة حدوث شيء. إذن لم تكن تعرف بحدوث مشاكل في جيفاتش فلن نقوم علي مساعدتها وهذا كله أثار ارتيابي وظنوني، وتذكرت محاولة الابتزاز بالتهديد التي قمت بها سابقا منذ عدة سنوات أنت سابقا ارتكبت خطأ فظيعا وعلي استعداد أن ترتكب مثله الآن، وفي كل وقت تسنح لك الفرصة وعندما اكتشف القتلة المأجورون الذين أرسلتهم مكاني علي الشاطئ بسرعة كبيرة، فهمت عندها فلا أحد من الآخرين لديه النفوذ والسلطة ليفعل ذلك إلا أنت. فقد استطعت أن تكشف عن العقود التي تخص ممتلكاتي.
- لم أكن أريد مضايقتك. اعترض الحاكم بصوت متوسل. لذلك أرسلتها لك لقد شعر مورتن بالخطر. فوضع لها قنبلة في شقتها، وأنا كنت أعرف بأنك ستهتم بها. ولكن كل شيء قد أصبح منتهيا قبل أن تتدخل.
- فأنا كنت خطرا عليك، لكن شيرلي، فأنا لن أسامحك لأنك خربت شقتها، وعملت جاهدا علي قتلها ومطاردتها كحيوان وهذا لم يكن ضروريا كما تعرف.
- مورتن شعر بالخوف..
- أنت كنت المسئوول... قاطعه ديرك فرانكلين تشنج وهو يقول:
- ماذا ستفعل؟
- لعبتك تفرقت إلي قطع وتخلصنا منها، وأطلقت سراح السائق لأنني تعرفت عليه. وكنت أعرف بأنه سيذهب ليخبرك بأن أحدهم خرب كيرانو وتأكدت أنك لن تستطيع أن تتصل بمورتن وهذه كانت الطريقة الوحيدة لأجعلك تلعب بوجهين مختلفين، ولم أكن أفكر بأن شيرلي يمكن أن تستدعيكك، أضاف وهو يتنهد. في كل الأحوال كيرانو سلم في الوقت المناسب. ومرتن يعتقد بأن كل شيء سيكون علي ما يرام.
- هم ذهبوا لقتله.
استأنف فرانكلين:
- نعم
يوافقه ديرك
- ولكنه سيتكلم قبل ذلك وعليك أنت الآن أن تختبئ.
- أنا الحاكم.
- أنت لا شيء لتستقل غدا صباحا لا سيما أنني سأحكي كل شيء قبل أن يتحدث يالطن.
بعد فترة من الصمت.
- هل تتركني أرحل؟ طلب فرانكلين.
- لأجلها.
أجاب ديرك وهو يشد شيرلي إليه.
- ربما يجدك يالطن أو لا يجدك ولكن انتبه فأنا هنا.
- أنا أرسلتها لك.
- لذلك سأبقي علي حياتك ، أرحل الآن.
بدون أن يضيع الوقت استدار فرانكلين بسرعة نحو السيارة بخطوات مهتزة وأقلع كالإعصار واختفي بين الشوارع المظلمة في المدينة.
- ديرك.
- صه... سنتحدث في المنزل.
الصوت الطبيعي لديرك أخافها وحاولت أن تفكر في الحديث الذي جري بين وليم وديرك. وجربت أن تستكين للفكرة التي دسها وليم في البداية. هذا يبدو غير حقيقي ومع ذلك كانت تؤمن بها . لكن كان يوجد في داخلها شيء أهم من ذلك فعملت خيارا بين الاثنين بدون أن تفهم حقا ما يجري بينهما. فاختارت بديهيا وعقلانيا ديرك بالرغم من إنها تعرف وليم منذ زمن طويل دائما كانت تثق به وديرك كان رجل غامض ، نظراته القوية الثابتة تخيف قلوب كثير من الناس، لقد اختارته هذه المرة لأن حدسها نطق بدلا عنها وأيضا الثقة التي تكنها لديرك وأيضا الحب الكبير الذي تحمله بين طيات قلبها كل ذلك دفعها لتختار ديرك.
دخلا إلي قاعة الاستقبال اشعل ديرك الضوء والقي بالمسدس بحركة عصبية ومتعبة.
- عما قريب سيطلع الفجر.
كان يتجنب نظراتها.
- ستكونين في أمان، كل العالم عما قريب سيعلم باستقالة وليم وستستطيعين الذهاب إليه.
- حقا؟
- نعم.
أجاب وهو يظهر عليه التوتر.
- أليس هذا ما تريده؟
استدار ديرك:
- ما أريده ليس له اهمية. أجاب بصوت منخفض، أنت رحلت لأني رحلت بعيدا، وأنا لن أذهب لأبدأ من جديد.
كسرت الصمت:
- قلت لك إن الحب وهم.
- إني أتذكر ذلك إنه تلاعب بالمرايا والأضواء...
أجاب بصوت أجش
- لدي عيب.
عندها استدار ديرك نحوها لونه شاحب أما تعبيراته فتبقي دائما من المرمر.
- ماذا قلت؟
- كان علي ألا اختار المجيء معك، شرحت قائلة:
- فأنا أثق بكما ولم أكن أعرف ماذا كان يفعل ولقد اخترت فحسب... لأنني..
في خطوتين أصبح بالقرب منها.
- شيرلي.
- لأنني أحبك.
شعاع من السعادة كان يضيء في عينيه، شدها إليه بكل قوته.
- آمل أن تكوني واثقة بشعورك، أنا أحبك كثيرا فكيف أتركك تهربين،
أوضح ذلك بصوت متردد.
- إني معك سأكون واثقة جدا بحياتي.
أكدت هي
وهذه كانت الحقيقة.

تمــــــــــــــت:D;)

نور 01-09-09 11:18 AM

الله يعطيك الف عافية

بس شو رقم الرواية لأنو ما قرأتها ضمن أحلام

تحياتي

Rehana 01-09-09 03:02 PM

زونار..كيفيك؟

شهر رمضان كريم عليك

من الملخص الرواية تبدو روووعة

يعطيك العافية

Rehana 01-09-09 03:29 PM

على فكرة زونار الرواية من روايات عبير

من دار النحاس

جين استين333 01-09-09 10:19 PM

ما شاء الله عليك قمة في الروعة


جزاك الله خير

نور 02-09-09 06:57 PM

شكرا لحبيبتي قمر الليل لتحديدها لنوع الرواية

ينقل لقسم عبير

posy220 02-09-09 07:59 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

dede77 03-09-09 01:36 AM

موفق بإذن الله لختيارك للرواية ...ولك مني أجمل تحية .

reehab 03-09-09 06:24 AM

مشكور ويعطيك الف عافية
صراحة ريحت قلبي لانك نزلتها كاملة
وارد اكرر ماقصرت وتسلم

فوضى مشاعر 07-09-09 06:41 AM



يعطيك الف عافيهـ

بصراحة رواية تشكر عليها

تحيتيــ

مهاجره 08-09-09 12:43 AM

تـــشـــكـــــرراااااات

وردة الزيزفون 12-10-09 11:15 AM

مشكورة على الرواية الجميلة

وفاء حسين سلطان 12-11-09 10:17 PM

قصة جميلة وشيقة


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 13-11-09 05:40 AM

تسلللللللللللللللمين روعه من اجمل ماقريت شكرا

زهرة الماس 27-11-09 09:39 PM

يسلمووووووووووووووووووو00000000000تحياتي لك

قماري طيبة 16-12-09 07:42 PM

رواية مرة مرة مرة روعة
سلمت يداك عليها

زهرة المطر 24-01-10 03:22 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . روايه روووووووووووعه مووووووووووووت

aym youssef 09-02-10 01:35 PM

:Thanx:
nice story

سفيرة الاحزان 17-04-10 03:12 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 14-05-10 04:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

لوسمحت المعذره 13-08-10 03:19 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

أحاااسيس مجنووونة 13-08-10 06:29 AM

مشكور ويعطيك العافية

بنوتهـ عسل 14-08-10 04:00 AM

حلوووووووووة ،،

يعطيك العافية ،،

hamesha 23-11-10 03:01 AM

rewayaa raw3aaaaaaaaaaaaaaaaa chokrann lakiii

فجر الكون 26-11-10 03:29 PM

روعه تسلم واختيار موفق وشكرا ,,,,

ساكنه 07-12-10 12:24 AM

واااااو بجد روعة سلمت انملك ياقمر ودمتي لي في قلبي سكنة:55::flowers2::lol:

ساكنه 07-12-10 01:32 AM

مشكووووووورة ياااقلبي والف تحياتي الك ودمتي لي في قلبي سكنة:8_4_134::110::peace::party0007:

زهرة منسية 16-06-11 06:16 PM

مشكور أخى زونار

دلوعة فلسطينيه 07-07-11 02:29 AM

:welcome_pills3::55:

سومه كاتمة الاسرار 07-07-11 02:48 AM

اختيار رائع تسلمين عليه
:8_4_134:

ندى ندى 25-10-11 01:31 AM

كتير كتير حلوه

الملآك القاسي 02-09-12 07:44 PM

دووومك فلة يااا غالية يا زونار لانك تنزليها بصفحة لو صفحتين تسلمييييييين يا غالية

shaganshagan 27-04-15 02:24 PM

رد: 594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة )
 
رواية جميلة خالص

Moubel 24-08-21 10:29 PM

رد: 594 - فراشة الليل - آن مورلاند - دار ميوزيك ( كاملة )
 
شكرا رواية جميلة


الساعة الآن 10:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية