منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   10 - بحر الهوى ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t117946.html)

جين استين333 28-08-09 10:05 PM

10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الملخص :

بحر الهوى

روايات احلام

10

الكاتبة: ليليان بيك

الملخص:

كانت عيناه تلاحقانها. . . تتبعانها أينما حلت. زملاؤه ينادونه بالرئيس, يدعي بأنه يجوب العالم على غير هدى, وهي حائرة في امره, تبحث عن حقيقة الرجل المختبئ خلف مظهره.
عندما عادت كاتي من عطلتها في جزر الباهاما, التقته من جديد, لكنها ودت لو أنها لم تواجه الحقيقة المؤلمة: أن الرجل الذي وهبته قلبها مختلف عن هذا الرجل المخادع القاسي كاختلاف الصيف و الشتاء.
فلماذا فعل بها ذلك؟ لماذا اوقعها في حبه دون رحمة او شفقة؟ خاصة أنه مرتبط بامراة اخرى لا يريد, على ما يبدو, ان يتخلى عنها.
منتديات ليلاس

جين استين333 28-08-09 10:07 PM

ليلاس , حبيباتي, مارح أبدا كتابة القصة إلا بعد ما أشوف ردودكم الحلوة

Rehana 28-08-09 10:14 PM

من الملخص ..تبدو رائعة و مشوقة

بالتوفيق جين

جين استين333 28-08-09 10:28 PM

شكرا لكي عزيزتي ^______^

وان شاااااااء الله ما أتأخر عليكم ابدا

dede77 29-08-09 01:31 AM

باين عليها رواية جميلة منتظراكى حبيبتى

rana_rana 29-08-09 01:48 AM

فى انتظارك يعطيك الف عافية

جين استين333 29-08-09 07:06 PM

اهليييييييييييييين حبيبتي


يسعدني و جودك معايا


انا باقي شوية وأخلص الفصل وانزلو ^_______^

thunderbolt 29-08-09 11:20 PM

>>>>>>>>>>>... [جااااااري الانتظاااااار .........,,, يعطيك العافيه .......... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هبه السودانيه 29-08-09 11:46 PM

نحن في الانتظار بس بسرعه الله يخليك لكي ودي

جين استين333 30-08-09 03:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة thunderbolt (المشاركة 2042179)
>>>>>>>>>>>... [جااااااري الانتظاااااار .........,,, يعطيك العافيه .......... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الله يعافيكي و العفو وان شاء الله ما أتأخر عليكم

جين استين333 30-08-09 03:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه السودانيه (المشاركة 2042192)
نحن في الانتظار بس بسرعه الله يخليك لكي ودي



ان شاء الله ما أتاخر عليكي

جين استين333 30-08-09 04:25 AM

والآن مع الفصل الأول

جين استين333 30-08-09 04:28 AM

1-لا كلام


أحست كاثي وهي تنظر إلى قاعة الانتظار في الفندق, بحثا عن أصدقائها, أنها مراقبة. وبدل أن تلتففت لمعرفة مصدر القوة السحرية الصامتة الغريبة,تابعت البحث عن وجهين مألوفين بين هؤلاء السياح.
ول تجد صديقيها, مع أنهما طلبا منها الانتظار في هذا المكان, وعليها الآن أن تتحرك. . . في سبيل الابتعاد. . . عماذا؟ التفتت أخيرا لأن الغريزة استولت على تفكيرها المنطقي و أجبرتها على النظر إلى ذلك الحضور فهي لم تستطه إيجاد وصف أفضل خاصة وهي تشعر بأن نظرات مقلقة تركز على التحديق فيها بطريقة مزعجة.
منتديات ليلاس
كان اول انطباع طالعها عن هذا الشخص الذي وتر احديقه إليها أعصابها صورة وجه ملتح, لرجل مديد القامة أكثر من الحد الطبيعي بقليل, ينسدل شعره الطويل بعض الشيء و ينظر إليها بطريقة أخفقت قلبها من الانزعاج.
ورمقته كاثي بنظرة أملت منها أن تجمد الدم في عروقه. فكان رده أن لاحت على فمه ابتسامة بعدها ارتشف جرعة من كأس كان يحمله. كان يجلس على طاولة التقديم الطويلة المرتفعة في المقهى, ويستمر في التحديق إليها من فوق خافة الكأس.
لكنها لم تلبث أن أشاحت بصرها عنه بسرعة جغلت شعرها يتطاير. . . ثم أخذت تنظر إلى ما حولها مجددا. . . ألن تأتي فيرا و ادي أبدا؟ عادت أدراجها عبر الممر وصولا إلى فناء المدخل. لكنها لم تجد لصديقيها أثرا. و بما أنها اتفقت على لقائهما في مقهى الانتظار, فقد أجبرت نفسها على العودة إليه وقررت أن تتجاوز ذلك الغريب مشيحة بصرها عنه.
لكن الغريب ذا الشعر الأسود لم يكن قد تحرك. خوف غريب جعل كاثي تفتش عن مقعد فلما رأت طاولة فارغة ذات مقاعد ثلاثة تقع في الزاوية اليمنى للنوافذ الممتدة إلى السقف ولجت المقهى بشموخ بقدر ما أوتيت من شجاعة.
قسمت وقتها بين النظر إلى الممر, و بين النظر من النوافذ إلى الجبال البعيدة. كان خلف جدود الفندق عالم غريب ساحر. امعنت النظر أكثر فأكثر متأملة الفيلات البيضاء الحديثة, و الشقق السكنية المنتشرة على سفح التل إلى مسافات قريبة.
أحست بحركة قريبة منها, فاستدارت لترحب بصديقيها. ولكن الوجه الذي رد لها نظراتها لم يكن لأحدهما, بل كان لصاحب الجسد المديد النحيل الغريب وقد جلس في مواجهتها ماد الساقين تحت الطاولة الزجاجية بينهما.
حدق إليها بثبات بعد أن رد رأسه إلى ظهر المقعد, وعقد ذراعيه قليلا فوق قميصه الأبيض غير المزرر تماما, كان يرتدي سروالا ضيقا. . . بدت أهدابه منخفضة إلى حد منع عنها رؤية الانطباع الذي تكون لديه.
لديه كل الحق في أن يكون حيث أراد. إذ لا قانون يحول دون تركيز بصره حيث يشاء. . . لكن ثمة قانون اجتماعي غير مكتوب يفرض على الانسان عدم التحديق إلى الناس بهذه الطريقة الغظة لأن ذلك نوع من انتهاك خصوصية هذا الشخص.
مدت يدها عبر الطاولة لتتناول مجلة لكنها لما فتحتها و جدتها مطبوعة باللغة الإسبانية لغة أهل البلد. فأعادتها بسرعة, ونظرت إليه و كأتها تتحداه أن يضحك من جهلها.
لكن عينيه لم تبتعدا عن التحديق إلى وجهها لحظة. فجعلها ذلك تحمر خجلا أكثر مما لو ضحك. مدت يدها لتتناول مجلة ثانية بعد أن تأكدت من أنها مطبوعة باللغة الانكليزية. لكنها لم تستطع التركيز, فأخفضت المجلة إلى مستوى عينيها بحيث تستطيع النظر من فوق حافتها.
شعرت بالراحة لأنها استطاعت تأمل ذاك الغريب بحرية بعد أن تناول المجلة التي تركتها, وراح يقرأها و كأنه يعرف خير معرفة تلك اللغة. ربما يعرف تلك اللغة فعلا. هذه الفكرة لم تخطر على بالها إلى الآن. ومع ذلك فثمة شيء ما فيه كان يلح على ذاكرتها. . . هل رأته في مكان ما من قبل؟ يا ترى هل شاهدت هذا الوجه الذي كسته اللحية سابقا. كانت عيناه سبب إزعاجها ولا شك في أن فيهما مفتاح السر. . . ولكن أي مفتاح؟
سمعت صوتا يناديها:
-هاي. . . كاثي. . . انزلي من عليائك و انضمي إلينا!
رفعت نظرها بدهشة, ثم افسحت مجالا لصديقيها للجلوس فلاحظت أن ذا اللحية مستغرق في قراءته. لكنه أشاح بصره عن المجلة ليحدق باهتمام صريح إلى الوافدين الجديدين.
كانت يد ادي تمسك يد فيرا وهما حديث العهد بالزواج فقد تزوجا منذ خمسة أسابيع, ولكن يبدو واضحا من طريقة تلاعب فيرا بالخاتم في اصبعها أنها لا تزال تحس به جديدا.
منذ خمسة أشهر خططت كاثي مع صديقها مايك, لقضاء عطلتها مع فيرا وادي, لكن بعد ان انفصلت عنه, ألغي حجزه للعطلة. وقالت لهما كاثي يومها:
-ليس من المستحسن أن تكون ثلاثة فقط. سألغي حجزي ايضا.
فقالت فيرا التي تعمل مع كاثي في شركة الاستيراد و التصدير نفسها.
-إذا الغيت حجزك فسنلغيه نحن أيضا. فهل تريدين إفشال عطلتنا؟
ما زاد الامور تعقيدا قرارهما المفاجئ في الزواج. قال ادي وهو يضحك:
-لا عليك حتى يوم الاجازة نكون قد غدونا زوجين قديمين وعندها ستخفف صحبتك عني الحمل!
لكن نظرة واحدة غليهما الآن أعلمتها أنهما أصبحا بعد خمسة اسابيع من الزواج اكثر تعلقا ببعضهما بعضا. و أكثر شوقا إلى الحب.
ومال ادي ليقول:
-نحن آسفان على تأخرنا في تبديل ملابسنا بعد السياحة. . . فأنت تعرفين النساء اللاتي لا يقر رايهن على الفستان المناسب.
فأجابت فيرا محتجة:
-كيف تقول هذا وأنت من أخرني!
رفع ادي كتفه مبتسما:
-أنت تفهمين كيف تحصل تلك الأمور.
فابتسمت كاثي:
-أتصور ذلك. تبدين رائعة في هذا الفستان يا فيرا. لقد كنا معا ساعة اشتريته.
فهزت فيرا رأسها موافقة, ونظرها يبتعد عن كاثي, وعندما لحقت اتجاه عينيها اشتد وجهها احمرارا عندما وجدت أن الغريب ذا اللحية السوداء و الشعر الأشد سوادا لم يحرك نظره عنها رغم وجود صديقيها.
والتفتت فيرا بحيرة إلى كاثي, التي شدت على شفتيها بقوة, لتظهر لصديقتها شدة غضبها من وقاحة هذا الرجل, همست لها فيرا:
-هل تريدين أن نرحل؟
كانت كاثي على وشك الموافقة عندما وقف الغريب الذي انحنى قليلا لكل من فيرا و اديو ثم سار مبتعدا ببطء. سألتها فيرا وهي تنظر إليه:
-ما كل هذا؟ هل وجدت صديقا جديدا؟
-لم أتبادل معه كلمة واحدة. فكل ما فعلة منذ وصولي هو التحديق إلي وكانني صورة على جدار. . . لقد احرجني كثيرا. . .

جين استين333 30-08-09 04:29 AM

قال ادي مبتسما:
-لا شك في أنه معجب بك. . . ولو لم أكن رجلا عجوزا و متزوجا. لأعجبت أنا بك كذلك.
أمام هذا التصريح الجريء, مدت زوجته يدها لتشده من شعره.
كانت النباتات الاستوائية تزين فناء المدخل في هذا الفندق الضخم الذي صمم خير تصميم. عندما دخلوا المطعم لتناول العشاء تلك الليلة تقدمتها فيرا باتجاه طاولتهم التي اعتادو الجلوس عليها.
واجهت كاثي في جلستها باب المطعمو كانت تصغي بعض الاصغاء إلى حديث رفيقها, تضحك احيانا, على أمل أن لا يلاحظا توجه نظراتها إلى أي ضيف جديد يفد إلى المطعم.
الرجل الذي كانت تترقب رؤيته, لم يدخل المطعم وحده, بل برفقة ثلاثة رجال كانوا جميعا يرتدون الملابس الرسمية. ووجدت كاثي نفسها تمعن النظر أكثر فأكثر إلى هذا المظهر الجديد للغريب الذي لم تتركها عيناه لحظة, و ها هو الآن يبدو اكثر غرابة لأنها لم تجد لشخصيته الأولى أي أثر.
ألقى نظرة سريعة إلى ما يحتويه المطعم ثم و كأنه قد علم ما يريده بعد ذلك مرت عيناه بكاثي و كأنها شجرة في غابة مليئة بالأشجار. أحست كاثي بالتوتر لأنه بدا و كانه لم يتعرف إلى الفتاة التي حدق بقسمات و جهها وقتا كافيا لأن تطبع في ذهنه قسماتها جيدا, ولعل هذا ما أغضبها في نفسها إذ كان عليها ألا تعطي هذا الامر كل هذه الأهمية.
أبعدت الرجل عن تفكيرها ثم أعادت انتباهها إلى رفيقيها, فعرفت من استغراقهما في الحديث معا أنهما لم يلاحظا ابتعادها عنهما. فسألت:
-ما هو برنامجكما الليلة؟
فاجابت فيرا:
-كنا نتجادل بشأن هذا. . . أريد الجلوس في قاعة الاستراحة للقراءة.
سارع زوجها للقول:
-وأنا اريد ان ارقص. . . هيا. . . انظري إلى الامر من وجهة نظري, بامكانك القراءة في اي وقت.
-اتعني أن أدعك تنفذ ما تريد. . . حسنا. . . هذه المرة فقط.
التفتت إلى كاثي:
-سنرقص, ولكن علي تبديل ثوبي.
-ليس مجددا؟
فارتفعت يد فيرا تلمس شعره بحنان.
-ولماذا تظنني أحضرت كل هذه الفساتين إن لم يكن فرتدائها لك يا حبيبي.
فابتسم في وجه زوجته, ثم التفت إلى كاثي قائلا:
-أنت تعرفين متى تبدين أكثر جمالا؟
فصاحت فيرا مدعية الفزع:
-ادي. . . !
فضحكت كاثي , وأرجعت رأسها إلى الوراء, ثم قالت بخبث:
-لا. . . لست أعرف يا ادي. . . اخبرني.
فرد عليها بنظرة تحمل الحرج, ثم مد يده لزوجته:
-هيا بنا فيرا. . . أنتما المرأتان ستسيطران علي!
نظر إلى زوجته نظرة مغزى, فصاحت واعدة:
-سنعود بعد نصف ساعة يا كاثي. و إذا لم يكن الرقص قد بدأ سنتناول شرابا. احجزي لنا طاولة في الزاوية إذا وصلت قبلنا.
نظرة إلى ساعتها أعلمتها أن النصف ساعة التي قدرتها فيرا لتغيير ملابسها قد انقضت. قصدت قاعة الرقص وهي تأمل أن تجدهما بانتظارها هناك لكن أملها لم يتحقق فهي دائما تصل قبلهما. . . أينما كان موعد اللقاء. لقد اعتادت على الانتظار. لكن الانتظار اليوم ملأها قلقا. . .
بينما كانت تقف في الممر انتقلت عيناها إلى قاعة الرقص و إلى الطاولات التي رأت أن بعضها مشغول وبعضها الآخر فارغ وقد سرها أنها وجدت إحداها تقع في زاوية معتمة.
بينما كانت تتجه إلى تلك الطاولة لمحت مجموعة من الرجال يجلسون إلى احدى الطاولات. كانوا أربعة, ولكن أحدهم بدا مميزا بطوله الفارع و ببذلته الأنيقة. . . و بلحيته السوداء. . .
جلست إلى طاولة معدة لأربعة أشخاص ثم راحت تشغل نفسها في ترتيب محتويات حقيبة يدها. ولكنها بعد أن استنفذت كل الأسباب التي تحول دون أن تلتفت إلى ما حولها, ادارت رأسها إلى حيث الطاولة الطويلة في الزاوية. املها في ان يكون الرجال الأربعة قد ذهبوا, خاب. فهم ما زالوا حيث هم في مكانهم لكن أحدهم كا نيحدق فيها الآن فسبب لها حرجا شديدا جعلها تشيح بوجهها عنه وهي تتوسل بصمت أن يصل صديقاها ليريحاها من هذا الشعور الفظيع بالعزلة وسط حشد من الغرباء.
انجذبت عيناها من جديد غلى المجموعة التي بدا الآن انهم جميعا ينظرون إليها. فبعد أن حدثهم ذو اللحية بما تجهله التفت الآخرون إليها وهم يكملون الاصغاء إليه, وكان يحدثهم بأسلوب آمر محركا يده بحسم متما كلامه وهم يهزون رؤوسهم مذعنين. فهل يستخف بها امامهم؟ هل هذا سبب ابتساماتهم الساخرة؟ أحست بوجنتيها تحترقان. . . ايضحكون عليها لأنها تجلس وحيدة. . .
عندما شاهدته يدنو منها تحركت لتقف هاربة. لكنها ادركت أن هذه الحركة خالية من اللياقة أمام هذا الرجل ذي العينين الساخرتين والابتسامة الهازئة. عادت لتغرق في مكانها. وهي تضم يديها لتترك نظرها يطوف عبر النافذة سعيا إلى منظر البحر المعتم وراءها.
صوت جر الكرسي من مكانه أجفلها من شرودها الزائف. فلما شاهدته ينظر إليها رافعا حاجبيه سارعت إلى القول:
-أنا آسفة هذه الطاولة محجوزة.
-وهل تنتظرين صديقيك؟
كان صوته خفيضا وعميقا ولغته الانكليزية المفهومة أعلمتها انها لغته الأم. وهذا يجيب عن سؤال تبادر إلى ذهنها بشأن أصله. لكن ثمة اسئلة كثيرة تحتاج ردود. فماذا يفعل هو هنا, في هذه الجزيرة الجميلة الواقعة في جزر البهاما, على أرض قيل عنها أنها جزء من القمر.
كما أن هناك سؤال آخر. . . لن تعرف رده. . . لماذا اختفى الرجال الثلاثة الذين معه بعد إشارة منه. . . إنهم اصدقاء. . . أي انهم متساوون مكانة.
-أجل, أنا بانتظار صديقي. . . لذلك أنا آسفة, فهذه الطاولة محجوزة.
-وهل لديك صديقان؟
جلس على احد المقاعد ثم أشار إلى ما تبقى و أكمل:
-لكن المقاعد أربعة.
-أجل . . . صديقان, لكننا نحب أن نبقى ثلاثة, لا أربعة.
عاودها الغضب الذي اعتراها بعد الظهر عندما حدق إليها. ابتسم وهو يسند ظهره غلى ظهر المقعد مخللا يده في لحيته:
-لكن في هذه اللحظات, أنت وحدك فقط. وإلى أن يصل رفيقاك, لا أظك تمانعين لو رافقتك. . .
كيف لها أن ترفض وله الحق في الجلوس حيث شاء. فهزت رأسها ثم لاذت إلى الصمت مترقبة بيأس الوافدين زوجا زوجا لكنهم جميعهم ما كانوا الزوج الذي تترقبه.
-هل لي أن أقدم لك شرابا؟
سؤاله شد تفكيرها إلى وجوده. فردت عليه بصوت حاد أكثر من اللزوم.
-لا. . . شكرا لك.
وعادت لتهذيب الرد بإضافة:
-سانتظر إلى أن يحضر صديقاي. ولكن أرجوك أطلب ما تريد لنفسك.
رفع رأسه بسخرية ثم رفع يده طالبا الساقي و أعطى طلبه, متكلما بإسبانية طلقة أدهشتها. فهل كانت مخطئة بشان هويته؟

جين استين333 30-08-09 04:31 AM

-هل تتمتعين بإجازتك؟
جاءها صوته مع انبعاث الاصوات الموسيقية الصادرة عن الفرقة الموسيقية التي بدأت العزف. وازاحت كاثي مزهرية الورود التي تتوسط الطاولة بينهما ثم أجابت:
-نعم. . . أظن هذا. لم نمض هنا سوى يومين.
لاحظت ان عيناه تحملقان في يديها فعرفت انه يبحث عن خاتم له صفة خاصة. رفع بصره عن يديه ليحطه على وجهها:
-أتظنين فقط أنك تتمتعين؟ ألا تعلمين أن كل شخصين يشكلان رفقة ممتازة أما الثالث فكأنه شوكة في الخاصرة؟
ضحكت كاثي حتى ارتد رأسها إلى الوراء, فتركزت نظراته على قسمات وجهها ثانية. لكنه لم يشاركها الضحك. أحست بالصدمة تسري في عمودها الفقري وقد لاحظت فجأة شدة وسامته. فكرت. . . لو أنني فقط أتمكن من رؤية وجهه, لو أن وجهه متحرر من اللحية و الشاربين. . . يوما ما. . . ستقنعه امرأة ما بأن يزيل كل هذا. تمنت دون أن تشعر بان تكون هي هذه المرأة. . .
وضع ما طلبه أمامه, فنقد الثمن فورا مرفقا بعلاوة لا شك أنها مرتفعة نظرا للانحناءة التي قام بها الساقي له.
قالت موافقة:
-الثالث شوكة في الخاصرة. . . لكنني استبقيت ألمها لنفسي.
-لا بد أن هناك سبب.
قالت له على مضض:
-لقد انفصلت عن صديقي, فألغى حجزه للإجازة.
ضاقت عيناه لحظة, ثم ابتسم و علق:
-وهذا ما تركك وحيدة.
-لقد اسأت التقدير حولي مرة أخرى سيد. . . أنا آسفة, لا أعرف اسمك.
-باركو! جريج باركو. . . و قبل أن تسألي, انه اختصار لاسم جريجوري. . . و أنت كاثي. لقد سمعت صديقاك يناديانك, كاثي ماذا؟
-لونرغان.
ولم ترد . . . يبدو أنه يعتبر بأن أمامه صيدا ثمينا فهي دون رفيق, وهذا يعني أنها عرضة لملاحقاته, فسألته:
-هل زوجتك معك سيد باركو؟ أو ربما صديقتك؟
فابتسم وكأنه فهم صدها له.
-لا. . . للسؤالين.
اندفعت عيانها نحو المدخل, لتجد ادي هناك يبحث عنها. أما هو جريج باركو فتبع اتجاه نظرها. . .
قالت له وهي تقف:
-أرجو ان تعذرني.
شقت طريقها بين الجموع. . . وعندما واجهت ادي قال:
-آسف يا كاثي, لن ننضم إليك الليلة, هل لديك مانع؟
ابتسمت:
-دعك مني يا ادي. . . سأكون على ما يرام. لدي رفيق هو ضيف لم أدعه, لكن بالنسبة للظروف الحاضرة, لا بأس بوجوده.
-أليس هو ذلك الرجل الذي لم يرفع عينيه عنك طوال العصر؟ حسنا, على كل الاحوال من المفترض أن تكوني على ما يرام, اتركيه بحيرة. وبعيدا عنك.
فضحكت كاثي:
-أهذه نصيحة من الهم ادي؟ حسنا. . . أعرف تماما كيف أعتني بنفسي خير عناية.
-سنراك إذن صباحا ساعة الفطور.
راقبته يبتعد وهي تشعر بأنها عرضة لخطر داهم. فكل الناس حولها يمرحون ويضحكون أو يرقصون أما هي فتبدو الشاذة الوحيدة بينهم. ما كان يجب أن ترافق صديقيها في هذه الرحلة. أما الآن فالخير لها العودة إلى غرفتها. تحسست حقيبتها لتكتشف أنها نسيتها و أن عليها العودة إلى الطاولة في مطلق الأحوال.
سألها جريج باركو:
-لا. . . ولقد عدت لأستعيد حقيبتي. . . هذا غريب. . . لقد ذهبت! هل رايت من أخذها؟
لم يرد على سؤالها, بل سألها:
-وهل تسمحين لي أن أحل مكانهما؟
-ولكن يجب أن أجد حقيبتي. . . أرجوك اتساعدني؟
فابتسم و كأنه يتمتع بحيرتها:
-اجيبي عن سؤالي أولا. . . ثم أجيب عن سؤالك.
-أوه . . . أجل. . . أجل. . . ! والآن قل لي هل رأيت حقيبتي؟
-لقد اتفقنا اولا على أن أكون رفيقك الليلة. صحيح؟
ردت بنفاذ صبر بهزة من رأسها. . . فأكمل:
-ثانيا, أجل لقد رأيت حقيبتك. لقد شاهدت يدا أخذتها.
-ولكن ألم توقفها؟
كان يستند إلى الكرسي, مادا ساقيه عاقدا ذراعيه وابتسامة تريح الخطوط حول فمه. عزفت الموسيقى وبدأ الراقصون بالرقص فقال بهدوء:
-اليد التي رأيتها. . . كانت يدي. . . أتريدين حقيبتك؟ ها هي تفضلي.
سحب الحقيبة من جيبه, ثم أمسك يدها بشوق.
-لماذا فعلت هذا؟ ألا تعرف أنك بذلك تخيفني؟
غاصت في المقعد. فمال إلى الأمام, و أطبق يديه فوق الطاولة. تراقصت عيناه البنيتان بمرح أم بسخيرة يا ترى؟
لم تستطع أن تحدد انطباعه جيدا بسبب هذه اللحية التي تخفي انفعالاته قال لها:
-أنت إحدى اثنتين إما ممثلة قديرة أو أن ذاكرتك بحاجة لتحليل.
-عم تتكلم.؟ أتعني أنني أردت إيجاد عذر للعودة إليك مستخدمة حقيبتي لهذا الغرض؟
-أنا أميل إلى هذا التفسير.
دفعت كاثي كرسيها إلى الوراء ووقفت, فأمسك ذراعها يحثها على الجلوس.
-لقد وافقت على أن تكوني رفيقتي الليلة يا كاثي, الا تذكرين؟
بدا لفظه اسمها غريباو و مغريا. كما أن الشعور الذي احسته عندما لمسها كان له تأثير صوته الخقيض العميق, دقت في داخلها أجراس الخطر فهي فتاة في الثالثة و العشرين من العمر وهذا يعني انها قادرة على فهم ما يسعى إليه.
ولكن من يدري, فلعلها بعد امسية واحدة برفقته تفضل البقاء وحيدة أثناء العطلة. أعجبتها هذهر الفكرة التي عنت على بالها ثم قررت الموافقة على السهر معه لتتجنب اسئلته.
-هذه الامسية فقط. . . سيد باركو.
-هل ترين أن قضاء بضع ساعات برفقتي ستكون افضل من قضاء الأمسية وحيدة؟
هزت رأسها مبتسمة فكان منه أن راقب الابتسامة دون أن يردها بأخرى ووجدت هذا تجربة غريبة. فالرجل يثير فضولها. ثمة غموض غريب حوله خاصة وجهه المختبئ خلف هذه اللحية. قال لها:
-هل آتيك بشيء تاكلينه؟ أم ببعض الشراب؟
-لا شيء. . . شكرا.
-ألن تناديني جريج؟ ألا يمكنك هذا؟
كانت عيناه تضحكان فاشتدت خفقات قلبها وهي ترد له ضحكته.
-قد أقدر. . . هل لي ان أحاول؟ جريج.
-عظيم. . . إنها تتكلم لغتي!

جين استين333 30-08-09 06:38 AM

تمنت لو تعرف المزيد عنه, عدا تلك اللكنة الخفيفة في كلامه. . . سالته:
-أنت انكليزي؟
-انكليزي؟ ولي اسم كهذا؟ يا إلهي يا امرأة. . . أنا اسباني! فخور بما ورثته والآن هيا يا بنا يا جميلتي كاثرين. . . هيا بنا نرقص.
خلع سترته ليضعها حول الكرسي, ثم تقدم ليقف قربها. بعد هذه الدعوة , علمت أنها لن تستطيع الرفض, فليس ذلك فحسب بل أنها ما عادت ترغب في الرفض, فلمسة يده لجيدها جعلتها ترغب بالمزيد من اللمسات. التقطت حقيبتها ثم نظرت إليه وإذ بقلبها ينقلب رأسا على عقب. أحست بالهزيمة امامه, لكنها قالت:
-أنا آسفة. . . لا أرغب في الرقص.
اشتدت ذراعه حول خصرها.
-اوه. . . لكنني أرغب في الرقص.
أخذ حقيبتها من يدها ليدسها في جيب سترته:
-ستكون بأمان هنا.
أحست بالروعة بأن تكون بين ذراعية. . . ولكنه لم يقفل المسافة بينهما, بل كانت يده على ظهرها ممدودة بينما الأخرى متشابكة كع يدها. ابتسم لها, لكنها أحست بالقلق الشديد حتى عجزت عن رد ابتسامته. . . فقال بصوت منخفض:
-هوني عليك كاثي. . . فأنا لا أخدعك. فتحت هذا المظهر رجل صادق شريف نظيف.
فضحكت كاثي:
-أنت تصوب إلى الهدف جيدا. فهل هذا مؤثر على كل نسائك؟
اجتاحت قسماته الجديه:
-أتقصدين أن ذلك لم يكن له أثر عليك. صدقينني أنه ليس من عادتي إقامة علاقة قصيرة مع النساء.
سمعا تصفيرا خفيفا من جانبهما فالتفتت كاثي حيث ادار جريج نظره. فإذ بأحد رفقائه الثلاثة يرفع إبهامه عاليا, فصاح بهم بلكنته الإسبانية الصريحة:
-اوتش. . . اغربوا عن وجهي.
ابتسمت كاثي لهم اولا ثم لجريج.
-لماذا يضحكون, ألم يسمعوك تتكلم بهذه الطريقة من قبل؟
-قلة من الناس يسمعون هذه اللهجة مني. . . لكنك تخرجينني عن طوري.
أحنت رأسها إلى جانبها متسائلة:
-كيف؟
-تجعلينني ارغب في تمثيل دور الأبله وما ذلك كله إلا لإرضائك و إضحاكك.
في كلماته مغزى, ولكن هذا المغزى ضللها. وهي لو حاولت التفكير فيه, فستقلق. و أرادت أن تسأل: لماذا. . . لماذا؟ و لكن كل ما قالته كان:
-أحب الضحك لأنه يجعلني احس بأنني على ما يرام.
-إذن علي مضاعفة لعب دور الأبله.
كان كلامه خفيضا, عذبا, وهو يحني رأسه لتستقر شفتاه على شعرها دون أن تعترض مع أن المنطق يقتضيها ذلك. قالت لعقلها الباطن مدافعة: هذا يعجبني. . . وهو يعجبني كذلك.
سألها:
-هل صديقاك في شهر عسل؟
-نعم. . . ولا. لقد كانا مخطوبين عندما حجزنا لهذه الرحلة. ثم قررا فجأة منذ خمسة أسابيع الزواج.
-ألا يزعجك أن تكوني الشاذة بينهما؟
نظرت إليه, ثم قالت دون أن تعي الحزن في كلامها:
-وما رايك؟
-رأيي أنك تبدين كالحمل الضائع.
فضحكت:
-لكنني لست كذلك الآن. ليس وأنا. . .
أدركت ما كانت على وشك أن تقوله, فاشاحت بوجهها عنه:
-انس الامر.
توقفت الموسيقى لكنه لم يتركها. بل ركز عينيه على عينيها المرفوعتين إليه:
-انسى ماذا؟ و كيف انسى و أنت معي؟ كوني نبيلة و اعترفي أنني على صواب.
-أنت رفيق طيب.
فضحك عاليا:
-هذه مراوغة تعتمدها المرأة التي لا تريد الاعتراف بأن رجلا يعجبها!
-ولكنك تعجبني حتى الآن. . . و لكن. . . و لكن ألا تظن أن هذا مناف للعقل قليلا؟ لقد التقينا بعد ظهر اليوم. ولا أعرف شيئا عنك. على الأقل أنت تعرف أنني في إجازة. بينما على ما أظن أنك لست كذلك.
لم تكن كاثي تتوقع هذه التقطيبة.
-ومن أخبرك أهو حدسك؟
-هل هو حدسي؟
ابتسمت له ثم عاودوا الرقص, وقد عاد إليه مرحه, فقالت:
-لقد كنت على حق إذن. . . أنت هنا للعمل لا للهو؟
-صحيح. أنا هنا للعمل. . . و للهو. ولم لا يكون لي ذلك و أنا في جزيرة لها هذا المناخ الرائع و هذه المناظر الخلابة؟
-وبماذا تعمل؟ هل تمانع لو سألت؟
-في الاستيراد و التصدير و الأعمال الحرة. . . تمويل مشاريع و ما شابه.
-أعرف ما يعني هذا. فأنا أعمل في شركة استيراد و تصدير. . . تدعى ايستمان كوربريشن العالمية. أتعرفها؟
-وكيف لا أعرفها و أنا أخوض في ميدان هذا العمل؟ هل مقر عملكم في نيويورك؟
-اجل . . . و أنت أين مقركم؟
كان في رنة صوتها لهفة غريبة, فابتسم لها:
-العالم كله مقر لي.
-أوه. . . لشركتنا فروع في لندن و باريس أيضا.
-هل قصدتها يوما أم تفضلين العمل في نيويورك؟
-للعمل في نيويورك أفضلية, لكنني مع ذلك أحب العمل في بلد غريب عني.
توقف الكلام بينهما قليلا, فلاحظت أنه ضمها إليه أكثر. . . كانات التجربة مثيرة لها, ذاك أن جسدها كله قد عادت إليه الحياة فلفته إثارة غريبة وتسارع فيه كل شيء.
أقلقها الإضطرار إلى الاعتراف بأن هذا الغريب هو مصدر انتعاشها لكن ما الفائدة وهي تعلم أنها بعد هذه الليلة قد لا تراه ثانية .
[IMG]http://tbn2.google.com/images?q=tbn:dEMykiGimOj-mM:http://www.graphicarts.millikanhs.net/assignments/wp-*******/uploads/2008/06/stencil-flower1.jpg[/IMG]

جين استين333 30-08-09 06:40 AM

تم الفصل الأول


منتظرة ردودكم الحلوة

dede77 31-08-09 03:02 PM

جميلة جدا مثلك تماما وجميع اختياراتك للروايات ممتازة دائما فى انتظار التكملة يا جميلة

جين استين333 31-08-09 07:05 PM

شكرا لكي عزيزتي على كلامك الحو ^_________^

وان شاء الله قريب احط الفصل الثاني (باقي شوية وأخلصو)

linka 31-08-09 07:33 PM

شكرا حبيبتى القصة كتير حلوة


ممكن تكمليها

جين استين333 01-09-09 12:24 AM

ان شاء الله عزيزتي

باقي شوية وانزلكم الفصل الثاني ^_______^

جين استين333 01-09-09 03:17 AM

2-محيط القلب

عندما انتهى الرقص, امسك يدها ليجرها نحو الباب:
-أرغب في تغيير المنظر فهل لديك اعتراض؟
-لدي شعور بأن لاعتراضي أو لاعدمه النتيجة نفسها. فأنت لا تهتم أبدا باعتراضي.
بدت الفكرة مسلية له. . . فسأل:
-ما الذي جعلك تعتقدين ذلك؟
وصلا إلى المصعد, و توقفا بانتظار وصوله فنظرت إليه مفكرة:
-لست أدري. . . ثمة شيئا بشأنك.
وصل المصعد, فولجاه. . . واستمرت:
-يراودني الشعور بأنني رأيتك في مكان ما.
ضغط على الزر:
-صحيح؟ كنت على موعد غرامي معك يوما؟ ربما تكونين إحدى النساء المنتشرات في ماضي؟ لا يمكن أن يكون هذا صحيحا, و إلا لتذكرتك, دون شك في هذا.
-أعرف. . . ! في مجلة. . . لا. . . ليس. ليس فسي مجلة ولكن في شيء مشابه.
خرجا من المصعد. . . وهي تردف:
-ولكن هذا ليس صحيحا كذلك. فلك لحية, تلك الصورة التي أفكر فيها, لم يكن لصاحبها لحية.
-لو كنت مكانك لتخليت عن التفكير.
كان يسير بسرعة حتى اضطرت إلى الركض. كانت الأنوار داخل المطعم خافتة لكن الناس كانوا يغجون فيه.
عندما وصلا إلى شرفة مسقوفة معتمة كادت الريح توقف أنفاس كاثي, فتمنت عندها لو أنها جلبت معها سترة, ارتجفت لكن جريج لم يىحظ. لأنه غرق في تامل الطبيعة المحيطة بهم مع أنه لم يبد و كأن أفكاره منصبة على التلال المظلمة من الحمم و الرماد البركاني الخامد التي تتشكل على شكل أسنان منشار عن بعد.
الصوت المنبعث من المطعم كان يكسر الصمت الذي بدا لكاثي عميقا بشكل غير عادي. فالمدينة تصعد أصواتها الخاصة التي تناقض صمت التلال البركانية البعيدة التي لا تبعد سوى رفعة نظر إلى البعيد. سألها جريج:
-كم من الجزر شاهدت؟
-بقدر ما يمتد نظري بعيدا عن هذه الشرفة في ضوء النهار. أما باقي الوقت فقد قضيته على الشاطئ.
-لتكتسبي لون الشمس؟ أمن أجل الاستلقاء على الشاطئ جئت إلى هذه الجزيرة؟
-أنا واحدة من ثلاثة, و إذا وجدت نفسي ضمن الأقلية, فأنا مضطرة للذهاب معها. . . أليس كذلك؟ مع أنني أشك في أنهما يريان في هذه الأيام أحدا سواهما وفي هذه الظروف الراهنة كان لطفا منهما أن يتركاني أتعلق بأذيالهما.
-وهل تحبين أن تتعلقي بأذيالهما؟
أخست بأن عليها قول الحقيقة:
-أنا. . . لا. لا أحب ذلك. لكنني لا أحبذ الذهاب إلى أمكنة برفقة حشد من أناس لا أعرفهم, مهما أظهروا من ود.
بقي بضع لحظات صامتا لا يجيب لكنه لم يلبث أن استدار ليسند جسده إلى جدار الشرفة ثم ابتسم:
-إذن أنت لا تتمتعين بإجازتك. . . فلما لم تلغي الإجازة مع أنك كنت على علم مسبق بأنك ستكونين وحيدة دون رفيق.
-لقد عرضت هذا لكنهما أصرا على مرافقتي. بحجة أنهما بعد خمس أسابيع من الزواج سيكونان زوجين قد ملا بعضهما بعضا, لكن الذي وجدته أنهما ازدادا تعلقا حتى باتا لا يقدران على إشاحة أنظارهما عن بعضهما البعض.
منتديات ليلاس
التفتت إليه ضاحكة, فرأت رأسه ارتد إلى الوراء من الضحك وسالها:
-هل أنت حقا دهشة كما يبدو في صوتك؟ إن كنت كذلك فأنا دهش خاصة و أنك كنت على علاقة مع رجل مؤخرا.
أصبحت وجنتيها بحمرة الغسق.
-نعم كنت على صداقة معه لككنه لم يكن يوما حبيبا. . . و إن كنت تشك في قولي فلك ذلك, لكنني لا أقول إلا الحقيقة.
تقدم نحوها, ليرجع شعرها الذي طار به الهواء إلى الخلف, ولكن الخصلات عادت فورا. فابتسمت له من خلالها, فكان أن امتدت يداه, معا هذه المرة, لتعيدا الخصلات إلى مكانها, ثم أمسك وجنتيها براحتيه ليرجع وجهها إلى الوراء قليلا, ثم جذبها إليه.
كان عناقا من النوع الذي يقول "أنت هنا و أنا هنا كذلك" . لم يكن فيه أي غاية أو استغلال لها في سبيل المزيد من التعارف. ولهذا تمتعت به, مسرورة في حين كانت الريح تهب عليهما نافخة تنورتها, مداعبة شعره. قال لها بنعومة:
-أنت فتاة طيبة صغيرة.
كانت لهجته مشبعة بلكنته الإسبانية التي أطلق لها العنان دون اكتراث, فضحكت له, وهي تسأله سؤالا يوحي بأن جزءا منها يمزح و الجزء الآخر يلح في معرفة الحقيقة.
-كم امرأة قلت لها هذا خلال رحلاتك؟
خاطبت نفسها قائلة: من الخطأ الإعجاب كثيرا بهذا الغريب الحاد العينين, الجذاب. ومن الغباء الكامل التمتع بعناقه كما فعلت.
لكن السؤال لم يرق له وقد بدا ذلك ظاهرا في الطريقة الغريبة التي انخفضت فيها حرارة عينيه. لكن ابتسامته لم تلبث أن عادت إلى توهجها وهو يجيب:
-المئات إن لم أقل الآلاف. فنسائي ينتشرن فوق كل البسيطة.
لاشك في أنه شعر بتصلب جسدها, لذا شدها إليه أكثر فأكثر ثم مدد يديه فوق ظهرها, أرجفتها لمسته لكنه حسب أن الريح هي السبب لذا أحاطها بذراعه الأخرى.
قال لها لهجة هادفة بشكل غريب:
-كنت امزح. فليس من عادتي التجول في العالم سعيا إلى التقاط النساء لأنال منهن ما أريد, ومن ثم لأتابع ذلك مسيري.
نظرت كاثي في عينيه وهي تحس بشيء من الأسى يلف نفسه حولها و كأنه نفحة ريح. قالت:
-لكنك ستجعل مني استثناء لهذه القاعة؟
قال بلهجة جاده جدا:
-وهل ترغبين في هذا؟
-أنت بالتأكيد تعرف الرد على سؤالك.
-أملت بعد تشجيعك إياي بأن يكون ردك نعم.
انسحابها السريع من بين ذراعيه لم يعطه الفرصة إلى منعها من الابتعاد عنه.
-أنا آسفة لأنني أوحيت إليك بهذا الانطباع.
بدا على صوتها الصدمة, وقد التفتت لتحدق إلى الظلمة:
-لست أفهم لماذا لا تستطيع امرأة ابداء إعجابها برجل دون أن يأخذ هذا الأمر على محمل خاص.

جين استين333 01-09-09 03:19 AM

بقي يمعن النظر فيها فترة طويلة تبعها بقوله:
-إذن أنت معجبة بي. . . وهذه بداية جيدة. هيا بنا سأرافقك إلى غرفتك. لف ذراعيه على كتفيها فسارت معه وهي تسأله:
-بداية ماذا؟
دخلا المصعد.
-بداية صداقة يبدو كأن لها قيمة غالية لك.
وجدت أصوات الراقصين في الغرفة المكتظة, وأصوات الموسيقى التي تزايدت حدتها, متنافرة جدا مع الهدوء الذي كانا في رحابه.
قال لها وهو يدخل قاعة الرقص:
-تعالي معي. . . سأحضر سترتي.
بينما كانا يجتازان القاعة باتجاه طاولتهما شاهدت أحد اصداقئه يعود من حلبة الرقص وذراعه حول كتفي فتاة جذابة. رفع هذا الرجل يده بالتحية وناداه:
-مرحبا أيها الرئيس.
لم يرد جريج لكنها سألته ما إن وصلا إلى الطاولة:
-أحد اصدقاؤك ناداك.
كان يخرج حقيبتها من جيب سترته, ويمد يده إليها. . . فأجاب:
-وهل فعل؟
ثم أمسك بيدها ليخرجها من طريق آخر, فسألته وهي تسرع لتتابع خطواتها مع خطواته:
-لماذا. . . ناداك بالرئيس؟
في المصعد, أخذ ينظر إلى الإعلانات الملصقة على جدران المصعد:
-يجب أن يكون أحدنا مسؤولا عن العمل في مرحلة ما.
-أتعني أنك أنت المسؤول؟
-مكتبي لا يحمل لائحة تقول الرئيس ولكن من المعروف تماما عموما أن هذه صفتي.
فابتسمت, وسألها مقطبا:
-لماذا ابتسمت؟
-ابتسمت لمعرفتي أن الرجل المرموق يحتاج إلى امرأة مرموقة لمرافقته. وهذا يعني. . . انك ستبتعد عني تعد هذه الأمسية, باحثا عن أنثى أرفع مستوى من سكرتيرة وضيعة. و لكن قد تكون محظوظا, لأن لا النساء يعتلين مراكز نافذة حتى في أيامنا هذه.
وأدارت المفتاح في القفل و فتحته. ما إن وضعت قدمها في الداخل فأضاءت الغرفة حتى أمسكها بكتفيها, ثم نظر يمنة و يسرى في الممر, و دفعها قليلا أمامه. عندها انغلق الباب وحده.
قال لها بعد أن ادارها لتواجهه:
-لا تهزئي بي عن طريق تسجيل النقاط, خاصة إذا كان الموضوع الذي تحاولين التذاكي فيه بعيدا عن معرفتك. فالرجل المرموق لا يفتش عن مثيلته بل عمن هي أدنى منه مستوى خاصة عندما يكون بعيدا عن موطنه. . . إذن تعالي إلى هنا يا ذات المستوى الوضيعو ودعيني أتذوق طعمك عن قرب.
حاولت كاثي التخلص, لكن ذراعيه التفتا حولها. فصاحت به:
-لا تقم بهذا! أنا لست كما تظن.
سحق عناقه كل اعتراضاتها, فأخمدت قوته فيها كل أثر للمقاومة ختى استسلمت أخيرا مجبرا إياها على الاسترخاء, طالبا منها الاستجابة التامة التي دفعتها أخيرا إلى أن تشهق التماسا للرحمة.
عندما رفع عينيه وجدتهما مليئتين غضبا. . . أحست بالارتباك. إنها هي المعتدى عليها, ألا يجب أن تكون هي الغاضبة؟
تسارعت نبضاتها لا غضبا بل إثارة مما فعله بها فقد أذكى لهيب النيران في داخلها. . . انباها عقلها بأن ذراعيها ما زالتا تلفان عنقه عندها سارت إلى سحبهما ثم راخت تبحث عن حقيبتها التي وجدتها قد وقعت أرضا.
أما ذراعاه فكانتا على خصرها فلما ردت بصرها إليه, اكتشفت أن المرح, الممزوج بالسخرية قد عادا إليه ثانية. قال بنعومة:
-لقد وجد الرجل الرفيع المستوى امرأى رفيعة المستوى لكنها تبدو دون طموحات إدارية. حسنا يا كاثي, ما هو ردك نعم ام لا؟
دون تفكير, مررت اصبعها على شاربه لتخفضه نحو لحيته و تسأله دون أن تلتقي بعينيه:
-لماذا كل هذا؟
-ولماذا لا؟
-لماذا؟ . . . للإجابة عن سؤالك أقول لا أنا آسفة.
فتركها وابتعد ثم فتح الباب ليسير في الممر, بعد أن تركها منزعجة.
جلست كاثي وحدية على طاولتها . . . طبقها مليء ببقايا فطورها الذي تناولته لتوها. وفنجان الشاي الفارغ على الصينية. . . منذ فترة طويلة تخلت عن التفتيش عن صديقيها, لعلمها أنهما تناولا فطورهما في غرفتهما.
ولكن عينيها استمرتا في المراقبة, بحثا عن الرجل الطويل الأسمر الذي وجدت تفكر فيه له ليلة أمس, أكدت لنفسها, وبثبات, بأنها لن تراه ثانية.
خرجت غلى الممر القصير الذي يقود إلى المدخل الرئيسي للفندق. فوجدت صديقيها ينزلان السلالم المستديرة يدا بيد, مسرعين إليها و على وجهيهما اعتذار صادق. لكن كاثي بدلت ابتسامتها العريضة بأخرى فاترة فهما و غن كانا في شهر عسل عليهما معرفة أنها وحيدة في هذا المكان. ألا يقدران على بذل شيء من الجهد ليصحباها كما حدث في بداية الرحلة؟
سألها ادي:
-أليس معك رفيق؟ بقد ظننا أننا نصنع خيرا بتركك معه وحدكما.
لاحظت فيرا تقطيبة كاثرين فأضافت:
-أنت تعلمين, كنا نحاول تركك تضعين خططك وحدك.
حاولت كاثي تجاهل خفقان قلبها, فقالت:
-إذا رغبتما في البقاء وحدكما فلا تقلقا علي. سأكون سعيدة كل السعادة قرب المسبح وحدي.
فصاحت فيرا:
-ولكن هذا ما كنا ننويه.
لم تكن كاثي في الواقع ترغب في يوم آخر تحت الشمس. فالمناظر الغريبة و الغامضة حولها كانت ايماءاتها لا تقاوم, لكنها كانت تعني ما تقول لجريج بشأن إحساسها بأنها وحيدة وسط جمهرة من السواح الغرباء. لكنها قالت لفيرا:
-سأصعد لأرتدي ثوب السباحة. ثم أنضم إليكما في البقعة ذاتها.
وجدت ثياب صديقيها قرب الصخور البركانية الناتئة من البحر, تشكل حاجزا صغيرا فوق الرمال الذهبية. فجلست كاثي هناك, ووضعت حقيبتها المحتوية على ثيابها ومناشفها قربها. لم يكن من الصعب عليها اكتشاف مكان فيرا المرتدية ثوبا قرمزيا. أما زوجها فكان غير بعيد عنها.
صاح صديقاها بالتحية وهي تتقدم لتغمس جسدها في البحر, ثم تسبح. وبعد فترة وقفت لتتأمل ما حولها فإذا بها تجدهما فعلا عائدين إلى الشاطئ. راقبتهما وهما يلعبان فوجدت من الأفضل ان تعطيهما مزيدا من الوقت يقضيانه وحيدين لذا استلقت على ظهرها تطفو على وجه الماء تاركة لعينيها ان ترتويا من زرقة السماء الصافية. بدا لها من هناك شجرة نخيل عالية تمتد أمامها على مدى نظرها ثم راحت تتأمل التناقض في ما بين الصخور البركانية الخشنة و بين الشجيرات الخضراء اللماعة التي تمتد من حافة الرمال إلى مدخل الفندق.
بعد أن رأت أنها قد منحتهما وقتا كافيا قررت العودة إليهما فلما دنت منهما احست بحرارة الرمال تحت قدميها. مدت يدها إلى المنشفة مبتسمة لهما وهما مستلقيان معا برضى.

جين استين333 01-09-09 03:21 AM

لقد انتصف الظهر, وهاهي مستلقية إلى جانب صديقيها. تراقب, بشيء من الحسد, مراكب سيارات السياح المنطلقة بهم نحو التلال.
دون أن تعي راحت عيناها تبحثان عن جريج باركو مع علمها بأنها لن تجده. فكيف لرجل له تلك الجاذبية أن يزعج نفسه ثانية بالسعي إلى فتاة رفضت صخبته باسلوب فج كما فعلت هي؟
لما بدا لها أن فيرا و ادي نائمان. وقفت كاثي ببطء وهدوء لتربط شعرها الذي ما زال مبللا من جراء سباختها الأخيرة. اتجهت نحو الصخور التي أخست بها خشنة تحت قدميها ويديها. اثناء تسلقها كانت تتساءل عن الحكمة في تسلق مثل هذه الصخور الخادة الخشنة.
بعد أن وجدت مكانا مريحا, نوعا ما, للجلوس, غطست قدميها في بركة ماء صغيرة, ممتعة النفس ببرودة الماء على قدميها و بحرارة الشمس على ظهرها. بينما كانت هناك سارحة صاح بها أحدهم فالتفتت تنظر إلى صاحب الصيحة. كان رجلا يقف على مقربة منها على الرمال اشقر الشعر مرتديا قميصا أبيض قصير, وسروالا قصيرا, حافي القدمين, باسم الوجه وكأنه يعرفها.
سرعان ما عرفت كاثي الرجل فابتسمت له ثم استدارت لتعيد بصرها إلى المياه الصافية. فهذا الرجل لسبب ما تجهله وجدت نفسها ترغب في تجاهله لئلا يلاحقها لكنها في هذه اللحظة رأت ان تفكيرها السليم يخبرها بأنها على خطأ في ما تفعل. بعد قليل سمعت وقع خطوات تخطو خلفها تبعها صوت رجل مال ليجلس قربها:
-وحدك؟
بقيت صامتة.
-اتتمتعين بإجازتك؟
فهزت رأسها وهي تراه مصرا على محادثتها, لكن ألا يصر كل الرجال على ملاحقة الأنثى؟ فتابع:
-يا لحسن حظك. . . أنا هنا للعمل.
كان عليها أن ترد بعد ان تأملته مليا:
-لا يبدو عليك ذلك.
فضحك, وقد سره أنه انتزع منها الكلمات:
-ألا نحتاج جميعا إلى المرح؟
ولم يتلق ردا, فتابع:
-لا تبدين و كأنك تمرحين كثيرا. بإمكاننا المرح معا؟
لمس ذراعها. . . فابتسمت كاثي لنفسها وقد راته يسعى إلى معرفة اخلاقها. ممتحنا بذلك استعدادها و استجابتها له. فما كان منها إلا أن انسلت إلى المياه مبتعدة عنه فصاح الرجل:
-هاي. . . لا تتركيني هكذا ونحن لم نتعارف جيدا!
أخذت تراقب الآثار التي تتركها قدماها على الشاطئ, وصاحت من فوق كتفها:
-أشكرك على ما تقدمه من تسلية لكني أحب أن أكون وحدي, مع صديقاي.
وصل إليها ليسير إلى جانبها فتابعت وهي تبتسم:
-لا أبحث عن علاقة عرضية. . . آسفة.
بحثت عن رفيقيها فوجدتهما قد ذهبا, احسبا أنهما يتصرفان بذكاء الآن؟ أطلق الرجل تنهيدة:
-آه. . . حسنا. لا يمكن للمرء الربح الدائم.
رفع يده محييا ثم انطلق في حال سبيله.
التقطت كاثي منشفة لتجفف قدميها وساقيها. ثم دون قصد منها التفتت إلى الوراء فإذا بها تجد رجلا يشير بإبهامه إلى الأسفل, علامة الفشل, إلى رجل , أطول منهو أنحف, ذي جسد أسمر أدكن و لحية طويلة تغطي جزءا كبيرا من وجهه.
كان ينظران إليها ويتحدثان. وكان جريج باركو يهز رأسه بينما الرجل يكمل كلامه عندها شعرت بالغضب يجتاح نفسها فهو كما يبدو واضحا بها كل الوضوح إن ذاك الرجل كان يمتحنها مستخدما زميلا له طعما لها!
أدارت لهما ظهرها, وهي تشد على شعرها أكثر من الحد المفروض لتجفبفه. . . لكنها فجأة أحست بيدين تستقران على يديها, تثبتهما وتضغطهما على قمة رأسها. فوقفت بسرعة متصلبة وهي لا تكاد تقوى على التنفس. مضمومة الشفتين. . . يالوقاحته! كيف يجرؤ على العودة لمتابعة علاقتهما من حبث توقفت ليلة أمس!
دون سابق إنذار استدارت مبتعدة عنه لتحدق فيه مخاطبة:
-الآن. بعد أن امتحنتني بواسطة ذاك الرجل الذي تسيره كما تريد وجدت أخلاقي رفيعة فقررت منحي السعادة برفقتك ثانية!
انزلت المنشفة عن رأسها لينسدل شعرها إلى كتفيها, ثم أردفت قائلة:
-اسمع يا هذا أنا لا أرغب فيك رفيقا. . . لذا الخير لك أن تنصرف لتعرض صحبتك على امرأة أخرى وهن كثيرات كما تعرف.
بدت عيناه باردتين و كأنهما تأخذان برودة الريح, ثم استدار على عقبيه وصعد المنحدر الرملي, مستوي الظهر معتدل القوام.
هاهو يبتعد. . . وعليها أن تواجه أمر خروجه من حياتها نهائيا. في هذه اللحظة شعرت بالانزعاج من فكرة خسارته بسبب كبريائها الغبي, لكنها رأت أنها أكثر غباء لأنها سمحت له بأن يصبح, في وقت قصير, مهما إلى هذا الحد في حياتها.
-جريج. . . لا تذهب. . .
خرج منها الرجاء دون أن تعي فكان أن لعنت نفسها مئات المرات لأنها كشفت عن ضعفها أمامه. هذا الضعف الذي سيكون له سلاحا لا شك في أنه سيستخدمه.
وقف في مكانه مسمرا دون أن يلتفت. أما هي فحبست أنفاسها تنتظر منه متابعة الطريق, لكنه فاجأها بالتفاتة إليها لكنه بقي بعيدا عنها وهو يسأل:
-لماذا؟ أأفيدك حارسا لك أم رجلا يتم عددكم إلى أربعة؟ . . . أم لعلك قررت أن نكون ثنائيا منفصلا معا؟
جردتها تصرفاته الباردة و هجومه الساخر من القدرة على الرد فها هو شهر في وجهها السلاح الذي زودته به! وبعد لحظات سوف يطلقه نحوها.
-أنت تعجبني يا جريج. . . لقد قلت لك هذا . . . و تعجبني صداقتك.
لكن قلبها اخبرها بأنها تشعر أكثر من الصداقة بكثير. إلى أين سيوصلها غباءها الذي جعلها تتعلق بأذيال رجل للمرة الثانية وبهذه السهولة؟ ألم تحفظ أمثولتها جيدا عن عدم مصداقية الرجال بعد ما فعل مايك بها؟
لكم هذا الرجل يختلفعن مايك في كثير من الوجوه. وما عليها سوى الوقوف على مقربة منه لتشعر بموجات القوة المنبعثة منه, إنه كالصخرة التي تحافظ على حرارة الشمس وقتا طويلا بعد أن تغرب.
تقدم منها, فأحست به, وبقوته, دون أن يلمسها حتى ابتسم لها, فعمت السعادة قلبها وشعرت بأن الحواجز كلها تزول بينهما.
عندها فتح ذراعيه فرمت نفسها بينهما, حتى استراح خدها على صدره. راحت لحيته تغرق جبهتها. دفعتها جانبا ثم ابتسمت له قائلة:
-إنها تعيق طريقي. . . لماذا لا تحلقها؟
نظر إلى البحر, ثم , إليها:
-هذا ما لن أفعله!
-لكنني أريد رؤية الرجل المختبئ خلفها.
ملأت الابتسامة وجهه:
-قد لا يعجبك ذلك الرجل.
-بل ربما (أحبه).
تلوت على وجهه لمحة عزلة, ثم ذهبت:
-وهذا ما لن يكون يا فتاتي الطيبة الصغيرة لأنك على الأرجح ستكرهين ذلك الرجل.
ضمها إليه بشغف, ثم أبعدها قائلا:

جين استين333 01-09-09 03:22 AM

-لا أريد أن تفوتني ابتسامتك التي أريدها أن تحيط قلبي.
-إلى متى تريدها أن تحيط به؟ إلى الأبد؟
-إلى الأبد.
فابتسمت رغم شعورها بالاضطراب:
-ألن ترميها بعيدا. بعد انتهاء العطلة عندما سنفترق أو عندما تتزوج فتكون لك عائلة؟
نظرت إلى لحيته الكثة و كأنها غابة مظلمة تطبق عليها مانعة عنها النور. . . كانت و كأنها تبحث عن مستقبل ليس موجود هنا. قال لها:
-لقد قلت لك إنني أجوب العالم. . . فماذا يمكن لرجل مثلي أن يفعل بزوجة و اولاد؟
إنه سؤال يصعب أن تجيب عنه لذلك أغمضت عينيها لتخفي الألم السريع الذي اجتاحها. أما هو فخفف قبضة ذراعيه اللتين تلفانها فالتفتت لتعرف سبب فعله ذاك فإذا بها تجد صديقاها يراقبانها و كأنهما على وشك إظهار ذكائهما مرة أخرى, فما كان منها إلا أن سارعت إلى رفع ذراعها ملوحة لهما قائلة:
-إن صديقي واقفان هناك. . .
-اتركيهما و شأنهما, ألا ترين أنهما لا يرغبان إلا بالبقاء معا. لا شك في أنهما مسرورين لأنك وجدت لك رفيقا.
بدا صوته فظا, فرفعت نظرها إليه. لكنها رأته ينظر إلى البحر ثانية, ثم, دون أن ينظر إليها أخذت يده تطوف على ظهرها العاري و كأنما أفكاره كانت تسبب له ألما. بدا لها و كأنه بحاجة إليها. . . أو لأي امرأة كي تخفف من آلامه.
وعى أخيرا ما كان يفعل, فتوقفت حركة يده, ثم استراحت راحة يده على كتفها. نظر إلى عينيها الحائرتين فسألته:
-جريج. . . من كنت تلمس الآن؟ لم يكن أنا. . . لا يمكن. . . لقد كنت بعيدا عني. . . أهي فتاة كنت تعرفها؟
فابتسم:
-ويا لها من فتاة كنت أعرفها.
فهزت كاثي رأسها, آملة أن يعرف بأنها تتفهم أن نواياه لم تكن لإثارتها, بل هي رد فعل على التفكير في امرأى أخرى يفتقدها.
جلست أمام أغراضها. تبحث في حقيبتها عن مشط. أما هو فجلس بجوارها. ثم مدد ساقيه الطويلتين و أسند جسمه إلى مرفقيه. لملمت كاثي خصل شعرها لتربطها إلى الخلف. ودون أن تدير رأسها سألته:
-هل أخذت إجازة من العمل ؟
مرر اصبعه فوق عمودها الفقري من الأعلى إلى الأسفل ثم عكسيا, مما جعلها تستوي في جلستها ثم تستدير مبتسمة فقال بصوت صارم:
-أنا المسؤول , لذا لا أحتاج إلى إذن.
أخذت كاثي ترسم الخطوط فوق الرمال, و قالت:
-لا بد أن من الرائع أن تستطيع القول: صحيح يا رجال. . . أو أيها الفلاحون أو أيها الحثالة, أو أي شيء يقوله الرؤساء لأتباعهم. . .
امتدت ذراع مثل الخطاف وبقوته لتلتف حول عنقها و تجذبها نحو صاحبها:
-لك وقاحة الشيطان, آنسة لونرغان. بم تخالينني أنادي الرجال العاملين معي؟
أمسكت أصابعها ذراعه:
-جورج, تيد, دايفد, وكيف لي أن أعرف؟ أرجوك اتركني.
مرر يده الأخرى على مقدمة جسدها لتستقر على خصرها:
-أنت حفنة من البهجة الكالمة.
جذب رأسها نحوه ليصبح نظرها أعلى منه. كانت عيناه في شبه إغماضة لكنها لمحت أن النظرة الضيقة المفكرة في عينيه تعود ثانية وهذا ما جعل قلبها يقفز و ينضم إلى سرعة نبضاتها في سباق نحو خط النهاية. سألته:
-كيف لك أن تعرف؟
ثم أدركت الاحتجاج وهو يديرها بين ذراعيه, ثم استقلت مقطوعة الأنفاس إلى جانبه فوق الرمال. ضربات قلبه ملأن أذنيها, وكانت قد أحست بها تضج تحت ملمس يديها على قفصه الصدري فسارع إلى الامساك بيديها ليغطيها براحتيه ثم استلقيا معا بهدوء يصغيان إلى الأمواج المتكسرة على رمال الشاطئ وإلى أصوات الناس الآتية من بعيد عبر الريح.
قالت له:
-أنا عطشى.
فأدار وجهها وقبلها:
-هذا أفضل؟
قاومت لتفلت منه:
-أجل . . . أجل,, ولم أعن هذا, و أنت تعرف!
استند إلى مرفقة ليبتسم لها. بعد أن بحثت في حقيبتها نظرت إليه.
-ألا تزعجك لحيتك في هذا الحر؟
-هذا من شأني. . . أليس كذلك؟
في لهجته حسم و حزم لا شك فيهما. فعبست مضطربة فلما رآها قد توترت حاول أن يلطف الأجواء.
-قلت لك إنك لن تعجبي بالرجل المختبئ تحت هذا الدغل.
أخرجت من حقيبتها زجاجة ماء معدني كبيرة, وقالت:
-هذا هراء كامل. فأنت ستظل الرجل نفسه بلحية أو بدونها.
-لقد ظننتك عطشى.
فابتسمت, وفتحت الغطاء عن الزجاجة.
-اوافق على تغيير مسار الحديث.
بينما كانت ترفع الزجاجة إلى فمها توقفت قائلة:
-لم أحضر معي كوبا. فهل تمانع فيما لو بدوت سيدة غير أنيقة للحظات؟
تدحرج على جانبه ليسند رأسه إلى يده.
-أتعرفين شيئا؟ ليتك تعرفين كم أحب الا تكوني انيقة لا للحظات فحسب بل لوفت اطول خاصة في الوقت الذي نكون فيه في ظلام يدثره البدر من حولنا.
ردها الوحيد كان الابتسام, ثم الشرب من فم الزجاجة. عندما رفعتها عن فمها أحست بالمياه تتساقط فوق ذقنها. فانشغلت في البحث عن منديل ورقي, فلم تلاحظ يدا ضخمة سمراء, تمتد, إليها, تمسح البلل عن وجههاو ثم تجففها بقميصه.
-شكراز كنت لأقوم بهذا العمل بنفسي. إلا أنني لم أرغب في إهانة مشاعر الرجل الحساس الذي تحت لحيتك.
قفز إلى ركبتيه ليمسك بخناقها:
-أيتها العفريته اللعينة!
التقت عيناهما, وبدأ شعور مختلف يساورهما. . . ومرت الثواني. . . و انفاسهما تزداد تقطعا و تهدجا و أعصابهما توترها. شفتاهما ترتجفان انتظارا.. . انتظار ماذا؟
مرت اللحظة دون أن يقدم على شيء و إذ به يعود إلى وضعه السابق, فتناول منها الزجاجة التي قدمتها إليه ثم ارتشف منها بعض الرشفات.
أعادت كاثي الزجاجة إلى الحقيبة. ثم حدقت في البحر جالسة محتبية. لقد بدأت تحس بالسعادة التي يسببها وجود هذا الرجل التي لا تكاد تعرفه في الواقع مع أن شيئا في داخلها يشعرها و كأنها تعرفه منذ سنوات سنوات. لكن أيشعر هو بما تشعر هي؟ ربما من الغباء الاعتقاد بأنه يكن لها شيئا خاصا فهي ليست سوى امرأة أخرى في لائحته الطويلة.
تملكها الفضول لتعرف إلى أين وصلت أفكاره. التفتت إليه, فابتسم. بالنسبة له يبدو أن التهاب المشاعر بينهما قد خبا. ومع ذلك فهي لا تزال تحس بالعلامات اللاذعة في محيط قلبها.

تستاروسيسا 01-09-09 03:22 AM

السلالالالالالالالالالام باين عليها رواية حلوة مشكوره حبيبتي كمليها واحنا متابعينك ومنتظرين البقية

جين استين333 01-09-09 03:23 AM

تم الفصل الثاني

جين استين333 01-09-09 03:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تستاروسيسا (المشاركة 2044074)
السلالالالالالالالالالام باين عليها رواية حلوة مشكوره حبيبتي كمليها واحنا متابعينك ومنتظرين البقية




شكرا لكي عزيزتي وان شاء الله ما أتاخر عليكم ^__^

dede77 01-09-09 03:59 PM

رررررررراااائععععععععععععععةتسلمى على اختيارك الموفق

جين استين333 01-09-09 10:14 PM

شكرا لكي حبيبتي ^________^

جين استين333 02-09-09 02:49 AM

والآن مع الفصل الثالث

جين استين333 02-09-09 02:50 AM

3-لا أمس أو غد


وقفت كاثيرين في غرفتها تنظر من خلال النافذة المفتوحة ذات الستائر المتلاطمة إلى البحر الذي أوشك على أن تعمه هدأة الليل و عتمته.
لم يبرح تفكريها ساعة افتراقها عن جريج الذي طلب منها تناول العشاء برفقته, لكنه في الواقع لم يكن طلبا لأنها عندما أخبرته بأنها ستتعشى مع فيرا و ادي, اجابها بخشونة مؤكدا على أنها لن تتعشى معهما الليلة.
منتديات ليلاس
كانت في كل الأحوال لا ترغب في الجدال معه لذا لم تعقب على تأكيده مع ان عقلها حذرها من مغبة الوقوع في ورطة تشبه تلك التي وقعت فيها مع مايك. فالخير كل الخير لها في إبعاد هذا الرجل عنها أميالا و أميالا. لكن شيئا ما في داخلها طلب منها أن تترك و شأنها فهي لا تبتغي أكثر من صداقة في هذه الإجازة. (( وإذا خسرت قلبي. . . فهو قلبي. . . و أنا حرة به. . . )).
عندما اتصلت بفيرا, ابتهجت بالخبر, فقالت:
-لقد وقع في حبك يا كاثي. . . بعد أن راقبناكما بعد الظهر, أستطيع أن أؤكد لك هذا يا عزيزتي. . . ثقي بعمتك فيرا فهي تتعرف إلى الحب من أول نظرة!
و أنكرت كاثي, لكن فيرا تمنت لها التوفيق. . . بعد فترة وجيزة نظرت إلى ساعتها, فهي تعد الثواني والدقائق حتى لحظة بقائهما. إنها تبذل قصارى جهدها لئلا تبدو عليها اللهفة. ومع ذلك فقدماها تحسان بالشوق إلى ملامسة أرض المصعد. . . لكن لماذا تتأخر. . . أتعاليا و تكبرا؟
لكن الفراق وشيك فلم يبق لها إلا القليل و القليل من الوقت لتكون بصحبته. . . بعد لحظة كانت توصد باب غرفتها وتتجه نحو المصعد. ما إن خرجت منه حتى وجدته بانتظارها. . . شاهدته. . . ولن تنسى أبدا لمعان عينيه, أو ابتسامته المشرقة التي أضاءت قسمات وجهه وهي تقترب منه. أخذ يدها اليمنى بيده اليسرى, جذبها إليه.
أرجعت رأسها إلى الوراء, تسأله:
-هل سأكون الوحيدة الغريبة على طاولتك التي تضم أربعة, بدل طاولتي التي تضم ثلاثة.
-هذا صحيح. . . و لكنك ستضطرين إلى الجلوس على ركبتي, هل لديك مانع؟
فضحكت. . . ثم راحت تؤرجح يديها الرطبتين دليل السعادة. ما إن ألقت نظرة سريعة حتى علمت أن صديقيها لم يصلا. سألته:
-أين هم زملاؤك؟
-هناك عند طاولة الشراب الكبيرة.
قادها إلى طاولة تقبع في الظل, فلما جلست سألته:
-هل كنت لتصحبهم لو لم تلتق بي متخذا إياي رفيقة عطلتك؟
كانت تقصد إثارته. لذا انتظرت منه ردا سريعا لاذعا لكن رده أدهشها:
-كنت لأصحبهم لو لم تأسرني فتاة ذات نظرة تائهة تقبع في رحاب عينين زرقاوين ساحرتين.
-أنا اخترتك؟ لكنني وجدتك تنظر إلي نظرة. . . لم تعجبني.
بعد أن رأى الغضب يعلو وجهها.
-لكنك أحببتها. . . كوني صادقة. لقد أرضت غرورك الأثنوي, مجرد معرفتك أن رجلا قد رغب فيك بعد انفصالك عن صديقك. و هذا بحد ذاته حدث جارح.
رمقته من فوق لائحة الطعام:
-اوه؟ كيف؟
-الانفصال عن رجل مهما كان لا شك في أنه مدمر.
راحت تدرس لائحة طعامها دون أن تقرأ كلمة, ثم اجابت:
-لقد سمعت هذا من قبل ولست أدري, ربما لك تجربة من هذا النوع؟
ساد صمت طويل, لم تجرؤ خلاله على النظر إليه. لأن سؤالها كان فظا فيه قلة ادب فهي إلى الآن لا تعرفه معرفة تخولها الحكم على ردة فعله. قال أخيرا بعد أن استطاعت استراق النظر إلى تعابيره التي بدت حازمة:
-اقترح خلال هذه الفترة أن نقبل بعضنا بعضا على ما نحن فيه.
-دون ماض أو مستقبل؟ فقط الحاضر؟ لا امانع في هذا!
لكن قلبها كان يقول: بل امانع. . . أمانع. غطت شفتيها المرتجفتين بلائحة الطعام. لكن ما ادهشها سماع صوته العملي:
-حسنا. . . فلنقرر ماذا سنأكل.
وجدت كاثي صعوبة في فهم الكلمات الإسبانية المدونة على اللائحة, فتخلت عنها قائلة:
-اختر أنت يا جريج فلا شك في أنك تعرف طعم كل هذه الاطباق المسجلة في هذه اللائحة من الغلاف إلى الغلاف.
تقدم الساقي بعد أن استدعاه جريج فراح يدون بسرعة طلباتهما على دفتره الصغير في هذه الأثناء تحولت أنظار كاثي عنه, فشاهدت صديقيها, اللذين شاهاداها في اللحظة نفسها فلوحا لها معا أما فيرا فخصتها بابتسامة مشجعة.
راقب جريج ما يجري بابتسامة, بعد لحظات كان الجميع يبذل جهده للتظاهر بأن الزوج الآخر غير موجود.
-يبدوان سعيدين بإبعادك عنهما.
جعلتها برودة كلامه ترتجف:
=ألهذا تقضي وقتك معي؟ ألتفسح المجال في إبعادي عن إزعاج الطرف الثالث, والاهتمام بمتطلباتهما؟
-ألهذا السبب تحسبينني صادقتك؟
-صادقتني؟
كان يجب أن تبقي السؤال في سرها, لأنها بسؤالها هذا كشفت كرهها لهذا.
-أليست الصداقة هو ما تقدرينه أكثر بين الرجل والمرأة؟
مع رجال آخرين, ونساء أخريات. . . ربما. . . و لكن ليس معك أنت ومعي أنا. . . لكنها قالت ببرود:
-أظنك تصادقني. . . لأنك مللت صحبة زملائك و . . . أخسست بالحاجة إلى صحبة امرأة.
بدت عيناه للحظات قاسيتين لكنهما لم تلبثا أن استرختا مع أن كلماته بقيت مصدر عذاب:
-يا لذكائك في استنتاج هذا لكنني سأرد لك تقديرك المفعم بالشكوك. فأنا أظن أنك تسمحين لي بالتودد إليك لملء الفراغ, مؤقتا, بعد خسارتك صديقك.
حدثها بلهجة تحد لم تستطع الرد عليها. فكان أن استبدلت الرد بالقول:
-ألم نتفق. . . بلا ماضي أو مستقبل؟
-يا لمراوغتك؟ في البداية تطلقين في وجهي لكمة تحد, ثم تراوغين عندما أردها و تعرضين علي يدك طلبا لهدنة.
تناولت الطعام بشهية, ثم ابتسمت عبر الطاولة وقالت:
-لكن ألست فتاة طيبة صغيرة وذكية؟
كان كلامها تقليدا رائعا للكنته الإسبانية باللغة الانكليزية. . . فضخك بصوت مرتفع. ثم توقف ليرفع الشوكة المليئة بالطعام إلى فمه.
-يجب أن أدربك كي تحسني لكنتك الإسبانية.
تابع الطعام.
-التدريب ليس ضروريا. . . فوجودك معي وتحدثك إلي بهذه اللكنة ستجعلني أتكلم بعد فترة وجيزة اللغة نفسها.
ابتسامتها كانت باردة وهي تتلفظ الرد, ثم وضعت الشوكة من يدها و قالت متجهمة:
-أرجو أن تنسى ما قلته.
استعادت قسماته الدفء. . . فرفع كوب شرابه:
-لا بد أن ذاكرتي قد توقفت عن العمل. . . لا أمس. . . أو غد. فلنشرب نخب الحاضر في هذا المكان و في هذه اللحظات.
رفعت كوبها وشربت.
أثناء احتسائهما القهوة سألها:
-أتحبين أن يصحبك في هذه الجزيرة مرشد سياحي ذا خبرة متواضعة؟
برقت عيناها:
-أتعني انك ستأخذني؟
-أضيئي أنوار هاتين العينين الساحرتين في كل مرة تنظرين إلي و سألبي لك أي شيء تريدينه يا فتاتي.
مدت يدها لتغطي يده فوق الطاولة:
-جريج. . . إذا صحبتني لرؤية الجزيرة, فسأحبك إلى الأبد.
-وهل ستحبينني؟ هيا بنا إذن. . .فالوعد بحياة كاملة بين ذراعيك أروع من أن أستطيع مقاومته.
حاول النهوض, فضحكت كاثي:
-أنت تعرف أنني لا أعني هذا في هذه اللحظة؟
أمعن النظر مليا في شفتيها المنحنيتين المنفرجيتين ثم ارتفعت كتفاه:
-إذن علي الانتظار إلى الغد, لبدء حياتي الجديدة.
-لكن فرص الحياة انتهى أوانها.
-اجل . . . انتهى أوانها.
قال تلك الكلمات ثم ارتشف ما بقي كوبه من شراب.
اثناء مغادرتهما المطعم التفتت إلى صديقيها لتلوح لهما فإذا بهما قد غاداراه, لكنها لمحت أحد زملاء جريج, وهو ذاك الرجل الأشقر نفسه, فأشار بإبهامه إلى أعلى إشارة النصر. استدارت مضطربة لتجد أنه كان يراقب ما يجري بدوره. فقالت له:
-أتمنى لو أن صديقك هذا يتوقف عن هذه الإشارة. ولا بد أن لها سبب, هل يشجعك؟ هل تراهنت معه على أنك ستحصل علي قبل نهاية العطلة؟
أصبحا في المدخل, ابتسم لها وهما يسيران جنبا إلى جنب:
-لا. . . ولكنك اوحيت إلي بفكرة.
جذبت يدها من ذراعه واتجهت نجو السلم, دون أن تبتعد التفت ذراعه حول خصرها, فاضطرت للتوقف.
قال بلكنة قوية غير مفهومة:
-ألا يمكنني المزاح معك؟
سرعان ما تبخر غضبها فكان ان ضحكت له والتصقت به, عندها ارتفعت ذراعاه تلفانها وارتفعت ذراعاها لتفانه أيضا. تلاشت الأصوات القريبة لكنها عادت فشعرت بالمرح.
-ماذا ستفعل الليلة؟ هل ستذهب إلى الرقص؟
-إذا كان هذا ما ترغبين فيه؟
-لا تهتم بي, لقد وافقت على العشاء فقط. و إذا أردت الرقص فثمة فتيات كثيرات مستعدات إلى مشاركتك الرقص.
-لكن هذه الفتاة الوحيدة هي كل ما احتاج إليه.
انسحبت بعيدة عن ذراعيه متجهة إلى السلم:
-آسفة ولكن هذه الفتاة الوحيدة ليست لتلبية حاجاتك, أنا ذاهبة إلى غرفتي.
ارتقى السلم إلى جانبها, دون ان يقول شيء, أو يشير إلى نواياه. عند قمة السلم الثاني, انقطعت أنفاسها من سرعة القلق, وسعيها إلى البقاء على ذات المسافة منه. عندما توقفا التفتت إليه.
-أشكرك على مرافقتي إلى هنا كما أشكرك على العشاء.
فضحك, بعد أن خمن نيتها:
-لا بأس. . . لقد تمتعت بهذا.

جين استين333 02-09-09 09:36 PM

قصدت غرفتها وحدها ثم راحت تبحث عن المفتاح في حقيبتها, لكنها وجدته يقول لها:
-اسمحي لي.
أخذ المفتاح منها ثم فتح الباب. التفتت إليه قبل أن تدخل متمنية له ليلة سعيدة. . .
عندما دخلت و استدارت لتوصد الباب, وجدته قد أوصده لها ثم استند إليه, ويداه في جيبه, يحدق إليها ثم سألها:

-أتريدينني أن أخرج؟
نظرت إليه عبر المرآة أمامها و أجابت ببطء:
-بإمكانك البقاء قليلا. . . على أن لا تعتبر ذلك دعوة مني إلى بقائل. . . أو . . . إشارة.. . إلى أنني مستعدة. . . أو راغبة. . . في . . .
انتزع نفسه عن الباب ليسير فوق السجادة باتجاه أبواب الشرفة المفتوحة وهو يقول:
-لن أسيء الظن.
وقف في الشرفة ينظر إلى الخارج فانضمت إليه, عندها أفسح لها المجال للوقوف قربه. ولم يكن قد لامسها, لكنها أصبحت متناغمة معه تحس بأنهما متلامسان.
لم يكن تفكيرها يتسلل نحو عاطفة عميقة, بل نحو حاجة. حاجة مؤلمة لأن تحس به. . .صحيح أن معرفتهما لن تمكث سوى فترة عابرة لا تعدو أن تكون أياما قليلة, لكنها ليست معرفة بسيطة أبدا فهذا المزاح و هذا العناق و ذاك الضحك. لا يمكن تسميته إلا بأنه معرفة تبهج القلب وتسره.
-كاثي. . . ؟ صديقالك هناك في الأسفل.
جذبها صوته من تفكيرها, فمالت فوق سياج الشرفة لتراقب صديقيها اللذين يتسلقان الصخرة ذاتها التي تسلقتها في وقت سابق من النهار, فعلقت قائلة:
-إنهما كطفلين صغيرين.
-أحس أن في لهجتك شيئا من الحسد.
تطاير شعرها وهي تلتفت منكرة قولة, لكنها عادت فهزت كتفيها.
-لقد وجدا سعادتهما معا. و أنا سعيدة لأجلهما. . . فكل ما أتمناه أن تدوم علاقتهما.
-الأمر الذي لم يتم معك؟
-إذا كنت تشير إلى صديقي السابق, فنحن لم نكن هذه المشاعر قط.
-ألهذا تركك إلى فتاة أخرى؟ إلى فتاة مندفعة و جريئة؟
-أي عكسي, كما أعتقد أنك تشير؟ ولكن بإمكاني الضحك و بإمكاني أن أجعل من نفسي بلهاء كما يفعلن.
-أنا واثق من هذا.
قال قوله ذاك بلهجة حانية فصدمها تلطيفه أجواء غضبها.
-لو أردت أن تعرف, فالفتاة التي ذهب معها سادية النزعة لا تطالق. لكنه أحب هذه السادية.
-بعض الرجال يحبون ذلك. . . لكنني عكسهم تماما.
ارتد رأسها إلى الوراء لتتمتع بالنكتة وقالت:
-حقا؟ لقد كدت تخدعني.
-قد أجعلك . . . تدفعين ثمن سخريتك. . . لكنني لن أفعل. على الأقل ليس بعد.
أحست بالرجفة تسري في عروقها من مرأى منظره و تحسس كلماته.
بعد سكوت قصير سألها:
-أين تسكنين؟
--في ضواحي الغربية لمدينة نيويورك. . . بيتي لا يبعد عن مكان عملي كثيرا.
-هل تعيشينر وحدك؟
لم يتبادر إلى ذهنها ان تذكره بأنهما اتفقا على نسيان الماضي. التفتت لترد فتطاير شعرها.
-كنت أعيش مع فيرا في شقة مؤلفة من غرفتين إلى أن تزوجت. أما الآن فأنا أعيش هنا وحيدة. . . و أنت أين تعيش يا جريج؟
شعرت في العتمة و كأن عينيه قستا.
-أخبرتك بأنني أجوب العالم.
-لكن لا شك في أن لك منزلا مستقرا. . . طبعا؟ سقف فوق رأسك. أم أنه سقف شخص آخر؟
استدار نحوها ببطء, فلاحظت ضيقا في عينيه:
-بالنسبة لمعرفة عابرة, أنت تسألين الكثير من الاسئلة الدقيقة فلا حق في أن تسأليني عن المكان الذي أضع فيه رأسي المتعب؟
هل يعلم بالضبط كم آلمها رده؟
-لقد سألتني الأسئلة ذاتها تقريبا. ومع ذلك لم أقطع رأسك! بل أجبتك بكل أدب و لباقة.
مد ذراعه إلى يدها التي تناولها ثم جذبها إليه بيد ورفع إليه ذقنها بيد اخرى:
-أرجو قبول اعتذاري. . . ألا أستحق بسمة؟ كي أضيفها إلى مجموعتي الخاصة!
-ماذا ستفعل بالمجموعة؟ هل ستضعها في البوم كما يفعل جامعو الطوابع؟
-تعجبني هذه الفكرة, كما تجبينني أنت.
تجاهلت كلماته وتابعت الحديث:
-إذن عندما تفترق, ستنتزعها من ألبومها الخاص لتضعها مع مثيلاتها من ابتسامات النساء الأخريات, بل ربما مع ابتسامات المرأة التي قد تحبها إلى درجة الزواج منها.
اشتدت اصابعه على ذقنها حتى أوشكت على أذبتها:
-الحب إحساس لا بناقش.
جرها إلى الغرفة ثم أوصد الأبواب و جذبها إليه معانقا. قوة ضغطه جعلت رأسها يرتد إلى الخلف حتى اضطرت إلى التمسك بكمي سترته. راحت أصابعه تداعب من عنقها من خلال ياقة الفستان. . . كانت يده باردة مثيرة كل الإثارة تجول فوق جسدها إلى أن استقرت على كتفها, بدا و كأنه يتوقع منها نفضها بعيدا فلما لم تقم بأي حركة تابعت أنامله التغلغل في حنايا جسدها حتى شهقت كاثي.
ارتد رأسها إلى الخلف تهمس بإسه. لكن رده كان أن جذبها إليه ثانية يعانقها بتلهف في حين راحت يداه تمتلكانها و تغيظانها بقسوة تامة.
في هذه اللحظات لم يعد يهمها أنها تجهل كل شيء عنه فكل ما تعرفه الآن كان إحساسها القوي به هذا الاحساس الذي لم تشعر به تجاه أي رجل في حياتها. فلمسته تثيرها و شخصيته ترمي حولها شباكا ورديا تعزلها عن العالم و تغرقها في عالم هو.
أخيرا تركها لكنه لم يترك يده القابضة على يدها. قال بصوت مهتز:
-أجد أنني لن أستطيع مقاومتك.
-لست أدري كيف يمكنك قول هذا ونحن لم نلتق إلا أمس.
-لكنني لم أستطع نزع نظري عنك منذ رأيتك. فما رأيك بهذا الانجذاب منذ النظرة الأولى؟
-لدأ تعارفنا أمس ومع ذلك أشعر و كأنني أعرفك منذ زمن بعيد, بعيد. لا يجب أن نتورط كثيرا فليس من التعقل أن نلتقي ثانية.
عادت ذراعاه ترقدان خلف ظهرها, تجذبانها إليه أكثر فأكثر:
-لماذا المقاومة؟ لدينا بضعة أيام ننتزعها من الزمن. هذا كل ما سيكون الأمر عليه. . . فالجاذبية موجودة بيننا فاستسلمي يا كاثي.
أمسكت يداها بكتفيه:
-لقد تخطيت منذ فترة وجيزة الم الهخر. لقد كان مايك لطيفا, رائعا, تأكدت الآن أنه لم يكن يناسبني. . . ومع ذلك فقد تألمت. . . ولا أريد المزيد من الألم يا جريج.

dede77 03-09-09 02:14 PM

جميلة جين بس عندى احساس انه عارفها وانه بيحاول يلعب عليها بس مش عارفة ليهفى انتظارك يا قمر

جين استين333 04-09-09 01:14 AM

حبيبتي نفسي أقولك لكني ما أبى اخرب عليكي القصة انتي تابعي الاحداث وحتلاقي أشياء غير متوقعه

جين استين333 04-09-09 01:17 AM

أصبح جديا كل الجد:
-وهل تلمحين إلى أنك ستتأملين عندما سنفترق حتى و إن كانت معرفتنا لم تدم إلا يومين؟
نظرت إليه مفكرة, لو قالت أجل فسوف تبوح بسر لم تكن قد باحت به حتى لنفسها. . . و إذا أجابت لا ستكون كاذبة. ولهذا لزمت الصمت.
لم يقطع هذا الصمت, بل استمر في التحديق إليها, و لكن أمام عينيها الفائقة الحساسية, بدا لها متراجعا في نفسه. . . كان و كأنه يبتعد عنها. . . لذا اندفع خدها ليجد صدره.
تحركت يداه اللتان راتا تلمسان كل موقع مثير في جسدها, كما فعل تماما عندما كانا على الشاطئ خلال النهار. . . أحست بالإثارة, فمدت يدها إلى يديه لتوقفهما على خصرها, وكأنها تحاول تقديم الراحة له.
لكنه بلطف أبعدها عنه. . . وقال, امام خيبة أملها:
-عمت مساء يا كاثي.
عندما ابتعد عنها أحست بالفراغ و الهجر.
-هل . . . هل ساراك في الغد؟
فابتسم:
-فتشي حولك. . . فقد تجدينني.
نهضت كاثي باكرا. . . ارتدت سروالا أبيض, و قميصا مشمشيا مستدير الياقة و سترة بيضاء.
لكن ما ادهشها أنها وجدت فيرا وادي ينتظرانها في ردهة الفندق. بادرتها فيرا:
-أرجو أن لا نكون قد اخطأنا يوم أمس في المطعم؟
قال ادي:
-بدوتما حميمين جدا معا. . . حتى ظننا أنه لمن المخجل إزعاجكما.
فابتسمت:
-لا بأس. . . و لأكن صادقة أقول أنه قد سرني ان تخمينكما كان صحيحا. فنحن. . . أقصد أنه يعجبني.
كيف لها أن تعرف إذا كان يبادلها الإعجاب؟ لقد قال الكثبر من كلمات الغزل لها. و لكن كل الرجال يفعلون هذا عندما يرغبون في امراة. . . ؟ سألتها فيرا:
-هل سترينه اليوم؟ اعني ثمة وقت محدد لمقابلته.
فتدخل زوجها:
-أتعلمين ما يقال: حب الإجازات لا يدوم.
فضحكت كاثي, ثم صمتت بعد أن شاهدت الرجال الأربعة لكن ما آلمها أن جريج بدا و كأنه لم يرها لذا نظرت إلى صحنها الفارغ:
-أجل . . . سأراه. . . إنه هناك, غارق في ما يشبه المؤتمر مع زملائه.
فسألها ادي:
-زملاؤه. . . أتعنين أنه هنا في عمل؟
-هذا صحيح. . . إنه يعمل في مجال الاستيراد و التصدير و تمويل المشاريع. و زملاؤه ينادونه بالرئيس. . . لقد سمعتهم.
-رئيس ماذا؟ من أين هو؟
فرفعت كتفيها:
-لقد سألته. لكنه لم يخبرني. بل قال إنه يجوب العالم.
-ربما يكون مستشارا ماليا. . . يؤجر خبرته. لذا يضطر إلى أن يكون دائما في مواقع العمل حيث يحتاجون إلى خبرته.
سألتها فيرا:
-هل سمع بالشركة التي نعمل فيها. . . ايستمان كوربريشن؟
فهزت كاثي رأسها وقررت أن تدير دفة الحديث إلى قناة أخرى آمن من هذه فقالت:
-سأطلب طهام الفطور. . . هل سترافقينني؟
كان عليهما للوصول إلى طاولة الخدمة الذاتية, المرور بالرجال الأربعة الذين بدوا غارقين في نقاشهم. ملأت طبقها, ثم عادت ثانية للمرور بهم و هي على استعداد تام لتجاهله لها للمرة الثانية, لكنها فوجئت عندما استدار الرجل الأشقر غامزا لها. و لكن هذه الحركة لم تفت دون أن يلحظها الرجل الذي يلقبونه بالرئيس.
استقرت عيناه الباردات عليها, دون أن يبتسم و كأنها غريبة عنه وهذا ما جعلها تغضب غضبا عميقا من تصرفاته الغريبة.
أمضت مع صديقيها فترة الضحى في زيارة محلات الفندق ثم بعد ذلك جابوا شوارع العاصمة ناسو, يتأملون جدران الأبنية البيضاء وشرفاتها, أو يقطعون الشوارع بين السيارات و الباصات.
كانت الشمس طوال الوقت تلوح أجسادهم, بينما الريح كانت تنفخ في شعرهم متلاعبة بملابسهم. ثم لم يلبثو أن وجدوا طريقهم إلى الميناء الصغير الذي يحتوي على اكبر أسطول صيد في جزيرة نيو بروفيدنس.
عندما عادا إلى الفندق ركض الزوجان نحو غرفتهما, معتقدين ان كاثي ستلحقهما. لكن لما استدارت فيرا إليها رأتها تلوح لهما من البهو ثم حركت شفتيها بما معناه (أراكما وقت الغداء).
غرفت في مقعد عريض, تقنع نفسها بأنها بحاجة إلى الراحة. لكنها كانت تعرف أن ذلك ليس السبب الحقيقي, فعيناها اللتان تعرفان السر راحتا تجوبان البهو بحثا عن الشخص الطويل الملتحي. في البداية فشلتا, ولكنهما فيما بعد وصلتا إلى هدفهما. كان يتكئ إلى طاولة الشراب في المقهى حاملا كأسا يرفعه إلى شفتيه, لكن عينيه استمرتا في التحديق فيها. هذه فرصتها الآن في التظاهر بأنه غير موجود. . . ردت له نظرته الباردة متعمدة, ثم تقدمت نحو السلالم, مستقيمة الظهر واثقة الخطوات مرسلة إليه رسالة( أغرب عن وجهي).
دخلت غرفتها غاضبة, ثم تعرت لتدخل الحمام. استحمت بسرعة بالماء الفاتر الذي انتشر فوق كل جسدها.
لفت المنشفة حولها. و أسدلت شعرها على كتفيها. ثم رفعت رأسها لكنها شهقت حالما رأت الرجل الواقف أمامها, عاقد الذراعين متقاطع الكعبين مستند غلى مدخل غرفة الحمام. منذ متى يقف هنا؟
صاحت به وهي تمسح قطرات الماء عن وجهها وفمها:
-هذه غرفتي. . . اخرج منها!
فأجابها ببرود:
-لو لم تكون راغبة في أن أكون هنا لأوصدت بابها.
-لكنني أوصدتها, أنا واثقة من هذا.
لكنها تذكر بانزعاج أنها اثناء فورة غضبها ضربت الباب بقوة, و لكنها لا تذكر انها أوصدته. رد ببرود:
-هل كنت لأدخل لو كان مقفلا؟
كان سؤالا معقولا. لكن المنطق فيه أزعجها, فقالت:
-إذن أنت محق و أنا مخطئة. . . لقد دخلت الآن. . . فهل لك أن تستدير؟
ثبتت المنشفة حولها جيدا ثم أكملت:
-حاملا نفسك في طريقك إلى الخارج.
لكنه لم يتحرك بل بقي حيث هو. . . و قال:
-لكنني كنت أسير في طريقي, وها قد وصلت إلى غابتي. . . هنا. . .في غرفة نومك. . . استجابة لتلك النظرة النارية التي رمقتني بها و أنت صاعدة إلى هنا. كانت الرسالة تقول بوضوح:" هل تسمح في أن تتبعني إلى حيث أذهب" و تبعتك.
دفعته بصدره, وصاحت:
-بل كانت تقول " أغرب عن وجهي". . . و أنا لم أدعك إلى غرفتي.

جين استين333 04-09-09 01:17 AM

لكنه بقي راسخا كالجبل, فأصيبت بالذعر. أمسكت راحتاه وجهها فراح يلامس شفتيها المرتجفتين بإبهميه, ثم أخفض رأسه حتى أصبح فمه في موازاة فمها, و أبقاه حيث هو يحدق في عينيها. وسألها:
-لماذا ترتجف شفتاك؟ أمن الشوق أو منى الخوف؟
كان من المستحيل أن تجيب لأن السبب الأمران معا. شدت يداها المنشفة أكثر إلى جسدها. أما صوته فعاد عميقا يتلاعب بها و بأعصابها المشدودة:
-هل أنت خائفة؟
أجابته هذه المرة:
-أجل . . . أجل ! أرجوك جريج دعني و شأني!
لكن رده كان أن سحقها بذراعيه, وإذ بها تجد نفسها دون أن تعي ما تفعل تمد ذراعيها متعلقة بعنقه, تتقبل عناقه و كأنه له مطلق الحق فيه. و كأنها و عدته بأن تكون له إلى الأبد.
عندما تركها أخيرا, نظر إلى عينيها الامعتين. كان كمن يقرأ رسالة فيهما, رسالة هي نفسها لم تعي ما تبلغه إياها. تحركت يداه إلى رباط المنشفة, و كأنما كانت تحت تأثير تنويم مغناطيسي, سمحت له أن يفعل ما يريد دون احتجاج. . . في هذه اللحظات كان يقدر على فعل ما يشاء بها.
لكنه لم يلمسها. بل عادت عيناه ثانية, وقد أصبحت جادة بعمق, تحرق في تجوالها بشرتها, و كأنه فنان يتامل عارضة أمامه سعيا إلى إتمام رائعته الفنية.
قال بصوت ناعم:
-أنت أجمل مما تصورت.
في اللحظة الثانية كان يتحدث إليها من عند الباب.
-تناولي غداؤك ووافيني إلى بهو الفندق. سأرافقك في نزهة.
عندما نزلت السلم غلى البهو وجدته في انتظارها. . . كان استقباله لها هذه المرة أكثر حذرا. وقفت أمامه تبتسم في وجهه قائلة:
-لقد أطعت أوامرك. و ها أنا هنا, جاهزة و منتظرة.
أمسك ذراعيها ليقربها منه:
-وراغبة؟
فقطبت, ثم ابتسمت و أجابت:
-لا.
-آه يا امرأة. . . إن لك قلبا قاسيا!
عاد إلى لكنته, مما جعلها تضحك وتهز رأسها:
-بل إنه رقيق جدا. . . فعلا.
-قد اطلب منك إثبات هذا.
-تستطيع, لكنني أرفض إطاعة كل أوامرك. قد تكون رئيسا لزملائك, لكنك لست رئيسي سيد باركو.
-تعالي إلى الخارج و كفي عن الثرثرة الحمقاء. كما يقول الإسبان.
ضحكت ثانية, وهي تتبعه لتمسك يده ثم نظرت إليه لتعرف ردة فعله, لكنه لم يعارض, فلو كان يعارض ذلك لسحب يده منها.
ابتعدا بالسيارة عن المدينة إلى داخل أراضي الجزيرة الغامضة. صاحت كاثي بإثارة وهي تنحني إلى الأمام لتلتقط كل ما يمر بها للذكريات القادمة:
-لم أشاهد هذا من قبل! حيثما تنظر تبدو الأرض فارغة سوداء.
-إنه الفراغ الذي قدمت أنا و زملائي لأملأه.
-إنه مشروع رهيب. . . لماذا لا يتر كالناس الأمور كما هي. فيبقى هذا الجمال و هذه الأسرار كما هي.
-وأين كان ليجلس السياح في خلال زيارتهم؟ هل كانوا سينصبون خيما فوق الغبار الأسود؟ ألا تعلمين أنه لو لا عملنا و تمويلنا لما كنت هنا.
انعطف بالسيارة ليتجاوز عربة سياحية . ثم اكمل:
-في الواقع أجد غرابة في أن تعترضي على التطور, ألا تعلمين أن ايستمان كوربريشن, الشركة التي تعملين فيها, تشارك في مشاريع الإعمار هنا؟
تراجعت في مقعدها لكن عينيها استمرتا في تأمل ما يحيط بها:
-أعلم هذا, لقد أخبرتني فيرا, فهي تعمل في قسم المشاريع العالمية. بينما أعمل أنا في قسم شؤون الموظفين. أتعامل مع الناس لا مع المشاريع. لقد اقترحت القدوم إلى هنا بعد أن سمعت عن الجزيرة من رئيسها.
فابتسم:
-إذن فكري قبل أن تنتقدي في المرة القادمة!
فتنهدت:
-أظن أن ما قلته منطقي, لكن هذا لا يوقفني عن الاعتراض على ما تفعله يد البشر من تخريب في الجمال الطبيعي الطلق.
-نقطة رابحة, آنسة لونرغان. أعتقد أنه من الخير للشركة أن تعملي في أقسام هامة فيها.
التفتت إليه سعيا إلى مجادلته فلما وجدته يضحك اكتفت بأن تمتع النفس بالمنظر الفريد أمامها, منظر الجبال و الأودية المخبأة بعض الشيء و منظر السماء الزرقاء الخالية من الغيوم, و منظر البحر القابع بعيدا.
-كل هذا رائع. . . و كأنه مو كوكب آخر. . . كيف تكون؟
-من جراء البراكين. ليس في هذه الجزيرة ينابيع وهي عرضة للعواصف التي تسبب أضرار واسعة و ليس فيها غابات, ومع ذلك يتمكن السكان من زراعة ما يقرب من الواحد في المئة من أرضها بالخضار و الفاكهة, و خاصة الأناناس و الموز, و ثمة الكرمة التي تتيح لهم انتاجا جيداو و كلها بسبب التربة المذهلة. . . وهم يستفيدون جيدا من الندى ليلا.
-لا بد أن سكانها يعملون بمشقة.
-هم مضطرون إلى هذا مقاومين بذلك الصعاب. قد تكون هذه الأرض هي أول أرض و طأها كولومبس ثم وفد إليها المستوطنين في القرن السابع عشر.
كان يمر بهما بين الفينة و الأخرى قرى صغيرة بيوتها ذات أسطح بيضاء, تقف لامعة وسط التراب البركاني الرمادي. لكن بدا لها بين الحين والآخر أشجار النخيل المعزولة تتحرك أوراقها العريضة باستمرار مع الريح.
في حدائق تلك البيوت تنمو الازهار الحمراء أو النباتات الاستوائية, والدغلات الصغيرة و الخضار. حيوية هذه الحدائق كانت تتنافر بشكل قوي مع الامتداد الأسود الذي يحيط بالقرى.
تابع جريج كلامه ليقطع حبل أفكارها:
-الرماد البركاني يحتوي على معادن مفيدة. لهذا ترين السكان ينثرونه فوق الأرضو فهو يفيد الأرض و ينمي النبات و ذلك بالتقاطه الرطوبة التي فيها.
هزت كاثي رأسهاو مسحورة بكل شيء تراه. . . فالبحر ليس بعيدا عنهما الآن, ها هما يقتربان من قرية تعطي الملجأ لا لأهل البلد بل للسياح. قال جريج:
-هذه املاك تحاج إلى تطوير. فهل توافقين على تطويرها؟
تأملت مجمع الشقق السكنية و الفيلات التي بدت مكتظة بالناس الذين يقضون عطلاتهم, بل فلنقل أفضل ايام عمرهم. ابتسمت كاثي:
-يبدو المكان رائعا. . . فبرك السباحة منتشرة في كل مكان, و الشاطئ الرملي معد للعب الأولاد. و الرمال و كأنها ذهب خالص. هذا إضافة إلى الشمس, إن هذا المكان يبدو و كأنه الفردوس.
فابتسم لها:
-إذن الفردوس حولنا هذا هو التأير الذي تتركينه في. معك أضعر و كأنني في الفردوس.
قوله العفوي هذا كاد يفقدها توازنها. ماذا يعني؟ هل هو جاد؟ ايريد شيئا منها؟
تقبلت الاسئلة رأسا على عقب في رأسها.
قالت له مازحة وهي تشعر بالارتباك.
-أنت تقدم الإطراءات الجميلة. . . يا سيدي!
فقال بخشونة:
-هذا ليس بالإطراء. . . إنها الحقيقة.

جين استين333 04-09-09 01:18 AM

تم الفصل الثالث ^___^

ناعمة 04-09-09 11:38 PM

شكرا حبيبتي
بننتظرك :)

جين استين333 05-09-09 12:54 AM

العفو وان شاء الله ما أتاخر عليكم ^___^

جين استين333 05-09-09 05:09 AM

4-سيد الأسرار


لن تفهم هذا الرجل أبدا حتى وهي تحدق فيه, كانت كاثي تجده قد تبدل إلى الجد. . . فنظرت إلى الأمام وقالت:
-هل لنا أن نعود الآن ؟
كان النهار قد أصبح قاتما, مع أن الشمس ما زالت مشرقة. بعد أن أوقف السيارة قرب مدخل الفندق سألته كاثي:
-هل تطل غرفتك على البحر؟
هز رأسه, ثم فتح لها باب المدخل, فتابعت:
-إنها إذن غرفة جميلة.
توقف ليديرها إليه:
-نعم هي جميلة فهل تريدين دعوة إليها؟
اصطبغ و جهها بالاحمرار فأطرقت رأسها. لماذا لم تدرك من قبل كيف ستبدو له اسئلتها؟
-لكنك لن تحصلي على دعوة.
التفتت إليه وقد اشتد احمرار وجهها:
-أرجو أن تعذرني. . . شكرا على النزهة و على اضطرارك إلى التكيف مع رفقتي الساذجة.
فامسك بذراعها:
-تنازلي عن كبريائك يا امرأة. فإن كنت قد أغضبتك فأنا آسف. . . لا شك في أنك تعرفين ما هي ردة فعل الرجل عندما يسأل سؤالا كهذا.
تحررت منه:
-في المرة القادمة سأكون أكثر حذرا هذا إذا كان هناك من مرة اخرى.
توجهت نحو السلم, فتبعها:
-تناولي العشاء معي الليلة.
-لست أبالي أكان هذا أمرا أم دعوة, فالجواب هو نفسه:لا! شكرا لك!
نظر إليها عندما وصل إلى قمة السلم ثم هز كتفيه وقفل عائدا. أما هي فرمت نفسها على المقعد في غرفتها مرتجفة من الغضب و الإحباط.
شكرت الله لأن فيرا و ادي يشاركانها الطاولة هذه الليلة. فعندما سيدخل جريج و زملائه ستعطيه ظهرها, و تمضي و قتا ممتعا برفقة صديقيها.
مضت الأمسية كما أرادت, فعندما دخل انتقلت من مقعدها إلى مقعد آخر محدثة ضجة, لتجذب انتباهه ثم تظاهرت بالتمتع بنكتة قالها ادي, و ضحكت بصوت مرتفع أكثر من صوت فيرا, معطية بذلك انطباعا بأنها تمضي وقتا سعيدا.
قبل نهاية الوجبة بقليل كان ادي قد اقنع زوجته بمرافقته إلى الرقص, وقالت فيرا لها:
-تعالي معنا, لا شك في أنه سيبحث عنك. فهو لم يكف لحظة عن التحديق إلى ظهرك بنظرة توحي بأنه يود لو يحطم لك عنقك. أتشاجرت معه؟
هزت كاثي كتفيها:
-لقد طلب اصطحابي إلى العشاء. . . لكنني رفضت.
فصاح ادي:
-أهذا كل شيء؟ بالله عليك! لا عجب في أنه ينظر غليك بغضب.لا ريب في أنك جرحت كبرياءه.
لكنها لم تشرح لهما بأنه كان البادئ بجرح كبرياءها:
-لن أرافقكما, شكرا. هيا متعا نفسيكما. سأكتب بضع بطاقات بريديه إلى بعض الأصدقاء.
سألتها فيرا ثانية قبل أن يفترقا في البهو:
-هل أنت واثقة؟
فهزت كاثي رأسها مؤكدة, فتابع رفيقاها طريقهما.
لم تكتب البطاقات, بل قررت القراءة. . . لكنها اكتشفت أن اتخاذ القرار يختلف عن تنفيذه. فالكتاب كان جيدا, لكنه لم يأسر اهتمامها لذا تركته و استلقت على الفراش, محاولة قراءة مجلة. . . تصفحتها بسرعة قارئة منها قصتين قصيرتين.
عاد القلق ليطفو و كأنه غطاس اكتفى من الغطس و إذ به يقول لها: أتركي هذه الغرفة, اخرجي, حركي ساقيك قليلا. أطاعت مشاعرها لئلا تنكر عليها حقها, مهم كانت راغبة في مقاومة هذه المشاعر.
ما إن أنزلت قدميها عن السرير حتى رن جرس الهاتف. فغاص قلبها و توترت أعصابها, لكنها أمسكت السماعة بشيءمن الثبات:
-نعم؟
-هل ترقصين معي؟
جاء السؤال مباشرا ملؤه الثقة. . . و كأنها تجلس أمامه على الطاولة قربه. فصوته العميق المنخفض أشعرها بوجوده يغمر الغرفة, لاو كأنه فعلا إلى جانبها. ومع ذلك فقد كان ردها مقتضبا:
-لا. . . شكرا. ابحث عن شريكة أخرى.
أخفضت السماعة إلى مكانها. ثم وضعت يديها بين ركبتيها, منتظرة رنين الهاتف ثانية, لالكنها لم تتلق سوى الصمت. تصاعد غضبها من فشله للمرة الثانية, بأن يقنعها بتغيير رايها.
سأخرج للسباحة. سأغير ملابسي و أغطس في البحر. . . بعد سبع دقائق اكتشفت ان المياه باردة جدا في هذا الليل حيث لا شمس تدفئ الجو. لكنها لم تهتم. . .عندما غطست جسدها دفعة واحدة في الماء شهقت من البرد. لكنها قاومت رغبتها في الهروب و بقيت لحظات تحت الماء ثم خرجت إلى السطح لتلتقط نفسا عميقا تبدأ بعده بالسباحة.
اتجهت نحو الصخور التي جلست فوقها يوم امتحانها احد زملاء جريج. أغضبتها تلك الذكرى فكان أن أعطتها مزيدا من القوة لتضرب بذراعيها الماء و تندفع عبر البحر الهادئ البارد.
منتديات ليلاس
صاح بها صوت فجأة:
-انتبهي إلى هذه الصخور!
تجاهلت التحذير, فهي تتذكر تماما خشونتها, وحدة أسنانها و تركيبتها البركانية. ورغم حذرها انزلقت ساقها أثناء تسلقها الصخور, فجلست تحدق في العتمة تفحص موضع الإصابة باهتمام جعلها لا تحس باقتراب سابح نحو الصخور. لم يظهر عليها التوتر إلا بعد ان تسلق بحذر و جلس قربها. فسالته:
-لماذا تبعتني؟ هل وجدت كل النساء مشغولات بشركائهن؟
-من قال إنني تبعتك؟ ربما جئت هنا لأحقق رغبة خاصة. . . أسبح. . .كما تفعلين أنت بالضبط.
-فماذا تفعل إذا بجلوسك قربي؟
نظر إليها نظرة افتتان:
-أنت. . . بعد أن بدوت بصورة فينوس الشابة تسألين رجلا هذا السؤال.
أحست بوجهها يحترق, ومع ذلك راحت تحدق فيه محملقة, على أمل أن تحرجه, فابتسم و كأنه يرحب بتحديقها فيه. مضت بضع لحظات كي تدرك أن نظراتها انقلبت من رغبة في الانتقام, إلى نظرة إعجاب بتقاسيم وجهه الصارمة, وقوة بنيته.
فقال ساخرا:
-أتتأكدين من أنني رجل حقا؟ و لكنني لست بحاجة لأؤكد لنفسي بأنك أنثى. . . فهذا ما يبدو جليا كالشمس لأي رجل قد تقع عينه عليك خاصة و أنت في ثوب السباحة.
نزلت بسرعة و حذر إلى المياه, فسبحت من الصخور باتجاه الشاطئ. حيث أصبح خلفها عندما وصلت إلى الشاطئ التقطت منشفتها ثم راحت تجفف جسدها. أما هو فاستخدم منشفته بسرعة ثم ألقاها ليتناول منشفتها من يديها. . . فقالت محتجة:

جين استين333 05-09-09 05:11 AM

-أشعر بالبرد يا جريج. . . أرجوك دعني أجفف نفسي.
لم تكد تراه في العتمة فانوار الفندق تلقي بعض النور على الشاطئ الخالي من الناس لكن هذا النور لم يمتد إلى مسافة بعيدة.
لم يأبه بقولها بل راح يجففها بضربات قوية خشنة دفعتها إلى أن تقول, وهي تتمنى أن لا يتوقف, لأنه لم يترك منها جزء إلا و جففه:
-هذا عظيم.
الإثارة التي كانت تولدها حركته فاقت قدرتها على الاحتمال فهي تريد أن تلمسه ايضا. فقالت له:
-والآن شعري. . . أريد أنى أجففه أيضا.
فأعاد إليها المنشفة, فرفعتها لتجفف شعرها. . . و عندما أحست ىبيديه تلامسان خصرها, أجفلت متمنية لو أنها لم تسترجع المنشفة منه. فملمس يديه على بشرتها العارية غدا امرا لا يحتمل.
سقطت المنشفة فوق الرمل, فجذبها إليه حتى أصبحا نصف مستلقين فوقها ثم انسلت ذراعه إلى ما تحتها, ليسند لها ظهرها بيد و يسند رأسها باليد الأخرى ثم انحنى يعانقها بقوة آلمتها و دفعتها إلى الاسترخاء بين ذراعيه.
تنهد البحر و تكسرت أمواجه زاحفة إلى أقدامهما. كان المد يرتفع لكن كاثي الغارقة في بحر عواطفها لم تع ما يحدث فالهلال ارتفع إلى السماء و النجوم لمعت بصفاء. . . و المحيط تتقدم مياهه رويدا رويدا. . . و عما قريب ستغرقهما إن بقيا حيث هما. صاحت به:
-المد. . . المد يا جريج!
جر نفسه مبتعدا لكنه لم يبتعد إلا مسافة قصيرة قصيرة جدا ثم تمتم:
-فليأت و ليحملنا و ليطف بنا إلى البعيد و نحن متعانقان إلى الأبد.
قالت بإلحاح:
-جريج. . . أغراضنا ستبتل. . . و أنا أحس بالبرد.
أحست بالقشعريرة تسري في اوصالها فأعاد إليه ارتجاف جسدها بين ذراعيه رشده.
وقف, ثم جذبها إليه, فسارعت هي إلى التقاط منشفتها قبل أن تصل إليها مياه البحر. ثم ابتعدت لتجفف قدميها و تنتعل حذاءها. وعادا إلى طبيعتهما. . . هو غادرته تلك العاطفة الجامحة وهي لك يعد يدلها على كل ما حدث منذ قليل إلا ارتجاف شفتيها و خفقات قلبها وحرارة جسدها.
ارتدت الروب, ثم سارت نحو الفندق وهو يرافقها و استخدما المصعد, لكنهما لم يتحدثا, مع أن عينيه لم تبرحاها لحظة واحدة.
استدارت إليه وقد وصلا إلى أعتاب غرفتها.
-شكرا على مرافقتك. . . عمت مساء.
تناول المفتاح من يدها ثم فتح الباب لها و أشار إليها بالدخول. تراجعت ثم رفعت يدها فها هو قد تبعها.
-المفتاح ما زال معك!
-سأعيده, عندما أحصل على ما أريد.
أخفضت عينيها لإخفاء مشاعرها المضطربة. . . يجب ألا تكشف له مدى شوقها إلى تسهيل ما يريد, فكل شيء فيها, عقلها عاطفتها قلبها. كان يميل إليه. . .
رفعت نظرها إليه فزعة. هل أدرك ما يجول في خاطرها حتى قبل أن تفكر فيه؟ و لمعت عيناه. فأغمضت عينيها لثوان شاكرة لأنه فشل في معرفة ما تفكر فيه. ولكن أراد هذا أم لم يرده, إنه الآن يمتلك قلبها. . . و حبها. . . قال لها صوت داخلي هادئ:اعترفي بهذا!
امتدت يداه إلى خصرها, و جذبها إليه:
-أنت لم تتفوهي بكلمة, و لكنني أقسم أن هناك الكثير الكثير مما يدور داخل هذا الرأس.
أجابت:
-هذا فقط لأنني أفكر في خير وسيلة للاعتذار منك, و للقول إنني آسفة. . . فأنا لا أقوم بهذا.
أرخى قبضته قليلا وقد بدا عليه التسلية:
-لا تقومين بماذا؟
تصرفه أربكها فأجابت:
-أن. . . أمنح. . . امنح الرجال ما يريدون.
أضاءت وجهه ضحكة. . . فقطبت, وقد حارت كيف يستطيع الضحك في الوقت الذي ترفضه فيه امرأة. رفعت أصابعه وجهها:
-حتى و إن كان ما يطلبونه ابتسامه؟
ضحكت كاثي, فغمرها إحساس بالراحة ممزوجا بخيبة الأمل. ففتح فمه صائحا و كأنه يريد التهامها:
-لقد ضحكت! سألقي القبض على هذه الضحكة.
التفت ذراعاه حول جسدها النحيل, تغلفانها و كأنها مشدودة إليه بفعل ريح هوجاء.
-ماذا ستفعل بالضحكة. . . هل ستعطيها صفحة كاملة من البومك؟
فكر قليلا:
-سأقوم بأفضل من هذا. لأسجلها على شريط, ثم أعيد الاستماع إليه في لحظات وحدتي واضطرابي.
-وحدتك. أحقا ليس لديك زوجة؟
بدا للحظات بعيدا عنها, وكأنه غير موجود في هذا المكان بل في مكان آخر. فقسماته الصارمة أعادت القلق إلى عينيها, لكنه لم تمض إلا هنيهات حتى اعتلت ابتسامة طرفي فمه. فقال وهو يبتعد:
-ليس لدي زوجة. . .
ثم توقف عند الباب ليكمل:
-تصبحين على خير يا كاثي.
فأسرعت راكضة إليه, مصممة على طرح سؤال, حتى وإن كانت قناعتها تقول لها (لا).
-غدا ستكون في العمل على ما أعتقد؟
-لا. . . سأغير عادتي, فأجوب الجزيرة برفقة أنثى.
أحست بخيبة الأمل, حتى كادت تبكي, فاستدارت, وقالت بقدر ما أوتيت من هدوء:
-آه. . . فهمت.
فادارها ثانية إليه:
-لا لم تفهمي. . . فالانثى ستكون أنت.
بدت سعادتها واضحة كنور الشمس إن لم يلاحظها فهو أعمى.
-سأكون جاهزة. . . متى؟
-عند الضحى. . . سأراك في البهو. . . هه؟
فهزت رأسها:
-في البهو إذن.
أحنى رأسه لقبل خدها و يقول بخبث:
-لا يجب أن تظهر عليك السعادة بهذا الشكل الذي يبعث على الاشمئزاز. . . فالرجل صياد, و المرأة هي الصيد. . . ولكن عندما أبدأ بملاحقتك, و تركضين, اركضي إلي.
امتدت يدها تعبث بلحيته, فضربها عليها ممازجا, ثم رفعها إلى فمه. . .
أغمضت كاثي عينيها من تأثير أشعة الشمس لكن ذلك منعها من التمتع برؤية المناظر الخلابة التي كانت تمر بهما اثناء اجتيازهما الطريق فكيف لهذه الجزيرة الاستئثار بفضولها وهي تعلم أن لم يبق لها سوى وقت قصير تمضيه مع هذا الرجل.
قالت و عيناها الزرقاوان حزينتان:
-الكاميرا. . . لقد نسيت الكاميرا! ماذا سأفعل؟
أجاب بسرعة :

nana1210 06-09-09 10:23 PM

تسلم الايادي مستنيين على احر من الجمر ربنا يعينك

جين استين333 06-09-09 11:41 PM

شكرا لكي عزيزتي وان شاء الله ما أتأخر عليكم

جين استين333 06-09-09 11:45 PM

-لدي كاميرا. إنها في المقعد الخلفي, اخبريني ماذا تريدين أن تلتقطي من صور ثم أعطيني عنوانك لأرسلها إليك.
وافقت وقد ارتفعت معنويات قلبها للتفكير بأن الارتباط معه لن يتوقف نهائيا . . . ثم علمت أن الفكرة مستحيلة . . . فبعد اليوم, لن تتقاطع حياتهما أبدا.
قررت بعد صمت ان لا تعطيه العنوان. فالانفصال التام هو أفضل لها فما فائدة إطالة العذاب؟
سألته, بعد أن وجدت في نفسها بعض الرضى لقرارها هذا:
-إلى أين نذهب؟
-إلى حيث تقرر السيارة.
راحت تتامل الشواطئ من نافذة السيارة. فلاحظت أنها تبدو فارغة. و أن بعضها مغطى بالرماد البركاني الأسود. بينما أجزاء أخرى تلمع بالرمال الذهبية.
قال لها جريج:
-سنبتعد عن الساحل الآن. . . إلى الداخل.
-تبدو لي الجزيرة أكثر سحرا كلما شاهدتها . . . ثمة اسوداد حيثما نذهب, بدلا من التراب البني الذي نراه في بلادنا.
-هذا الرمل يضعه عادة المزارعون, إنهم ينثرون فوق التربة التي ينثرون فوقها البذار.
-أتعني أن الرماد يساعد على نمو الزرع؟
-إنها قبل أي شيء تحمي الزرع من الريح, ثم إنها تمتص رطوبة الجو و تعطيها للزرع, و هذا هام للغاية لأنه كما ذكرت لك سابقا لا منابع مياه فيها و المطر لا يكاد ينهمر.
-من أين لك كل هذه المعلومات؟
فنظر إليها بسرعة:
-إن عملي يفرض علي معرفة هذه الامور. . . و لكن أي مرشد سياحي يعمل في الجزيرة سيقدم لك هذه المعلومات.
فابتسمت باغراء:
-إذن فأنا لدي مرشد سياحي خاص.
فرد بخشونة:
-لكن أجري مرتفع مع السياح الوقحين.
فابتسمت مرة أخرى.
بدأت البقع الخضراء تنتشر هنا و هناك. ارتقت السيارة بهما حتى وصلا إلى قمة التلة, التي دفعت كاثي إلى أن تصيح بذهول من رؤية البقع الخضراء التي تزين التربة السوداء. فقال جريج:
-هذه حقول الكرمة في جالزيرة. أعرف أن من الصعب التصديق أن الكرمة تنمو هنا, و لكن هذا سببه إخلاص المزارعين لأرضهم.
تابعا سيرهما ليمرا أمام ملاحات حيث كانت مضخات الهواء ترفع المياه من البحر لتصبه في برك واسعة ضحلة. قال لها جريج:
-بعد تبخر المياه, يرفع ما يتبقى من ملح كي يصبح كالأهرامات الضخمة, و هناك كذلك مصانع تكرير للملح. وبما أن قطاع السياحة مزدهر الآن, فهذه صناعة ضرورية.
تغيرت أمامهما معالم الأرض. فشرح لها أن هذه منطقة بركانية. . . شاهدت كاثي بانبهار كيف أن لون الجبال تغير من الأسود إلى الزهر, فالأحمر , و الأخضر, ممتدا إلى مسافات بعيدة. تابع جريج الشرح:
-بعد مسافة قصيرة سنصبح في منطقة جبل النار أي فوهة البركان.
توقفت السيارة قرب أسفل منحدر. فدعاها جريج للنزول و الإحساس بالريح تلفح وجهها. . . ثم توجها لتناول الغداء في مطعم مستدير في إحدى المنتجعات المبنية خصيصا للسياح. . . كان الطعام رائعا, و المياه المعدنية جاهزة على المائدة, إضافة إلى عدة أنواع من عصير الفواكه.
كانت مسرورة لأنها في هذا المكان شعرت بأنها تريد أن تمسك بكل لحظة بين يديها لتعصر كل السعادة التي فيها.
الماضي نام بكل أمان في تفكيرها, أما المستقبل فقد غدا ظلاما. ولا تملك في هذه اللحظة إلا الحاضر الذي تريد أن تعيشه و أن تتنشقه و ترتبط به إلى نهاية العطلة حيث يأتي الفراق.
خرجا ثانية, فالتقط جريج كل صورة طلبتها منه. . . ففي المطعم التقط لها منظر الطبيعة الساحرة في الخارج. كان المنظر يرسم بروعة دغل مقطوع الأغصان يمتد إلى الشاطئ الرمادي.
كان البحر عن بعد أدكن يرتمي على أقدام شواطئه الزبد الأبيض. لم استطع كاثي إلا تأمل هذا المنظر الجميل القريب برهبة و سعادة.
جذبتها ذراع جريج إليه و قال لها هامسا:
-مع أن هذه الأرض جميلة, فهناك ما هو أجمل ينقص هذا اليوم. هل أعرضه عليك؟
ضمها إليه معانقا, و عندما ابتعد أمسكت به و أعادت ضمه إليها ردا على بادرته. أضاءت عيناه, لكنها لم تلبث أن لاحظت أن نورهما قد خبا و حلت مكانه نظرة لم تفهم ماهيتها. . . لكن ذلك لم يجعلها تشعر إلا بأنها لن تكون يوما أشد سعادة مما هي عليه الآن.
قال جريج:
-نحن لم نتصور بعد. . . و لابد من التعويض عن هذا.
مدت إليه يديها في البداية.
رفع كاميرته ليلتقط لها الصورة كما هي, فاحتجت صارخة. ثم دنت منه لتنتزع الكاميرا منه, لكنه اوقفها بحدة. فابتعدت خطوات متالمة من قساوة يديه فضحك.
-تبدين ككلب مشنب الأذنين! لم أقصد النباح لكن هذه القطعة غالية الثمن, و أنت بحاجة إلى أن تتعلمي كيفية استخدامها.
سرعان ما صفا وجهها, فالرجل الذي أصبحت تعرفه الآن, قد عاد إليها. فطالبته:
-أرني كيف.
بعد أن علمها طريقة استخدامها وقفت غير بعيدة عنه ثم وجهت الكاميرا إليه فطالعتها صورة مخيفة لرجل يرتدي بذلة رمادية يحيطه جو من السلطة, تظهر عليه ملامح تظهره و كأنه بعيد المنال. انتزعت الكاميرا بسرعة عن عينيها ونظرت إليه لتطمئن إلى أن الصورة التي شاهدتها كانت وهما من نسج خيالها. . .سألها:
-ما بالك الآن؟
-لا شيء. . .أتريث قليلا كما يفعل الفنانون المحترفون.
ازدادت ابتسامته اتساعا من جوابها, و بقيت متريثة إلى أن بدأت البسمة تتلاشى, عندها ضغطت الزر, لتلتقط الصورة. . . عندما يرسل الصور لها, وهي تعلم أنه سيفي بوعده, ستتمكن من ضم صورته إليها حيث ستضعها قربها على وسادتها حيث تنام.
قاطع تفكيرها معلقا:
-أتمنى أن يكون تأملك إياي قد أوصلني إلى مقاييسك العالية.
تناول منها الكاميرا متابعا:
-اظن أن من واجبي رد التحية لك. و ترك عيني تستكشفك عبر الكاميرا.
-أتمنى . . . لو نلتقط صورة مشتركة لنا معا.
-ليس ذلك بأمر صعب.
التفت فيما حوله فوجد أبا شابا لعائلة صغيرة, فتقدم منه, و تبادل معه بضع كلمات, فهز الرجل رأسه, ثم أخذ يصغي و جريج يشرح له طريقة استخدام الكاميرا, ثم أعطاه إياها بحذر.
اتسم الرجل وهز رأسه محييا كاثي فردت له ابتسامته, ولف جريج ذراعه حول خصرها و همس:
-هيا اظهري أسنانك.
عندما ضحكت, التقط الرجل لهما الصورة فسألهما الوالد الشاب.
-صورة أخرى.
ضغط من جديد على زر الكاميرا فالتقط لهما صورة وهي تريح رأسها على كتف جريج.
فصاحت محتجة:
-لا. . . الغ هذه!
ضحك جريج ثم ادارها ليغمرها بين ذراعيه, و تكتكت الكاميرا ثانية. . .و افترقا, وفتحت فمها لتحتج بقوة أكثر. . . لكنها اكتشفت أن الوالد الشاب لم يكن هو من التقط الصورة. . . بل هو ذلك الرجل الأشقر زميل جريج. . .

جين استين333 06-09-09 11:46 PM

تم الفصل الرابع ^___^

dede77 07-09-09 02:59 PM

شكرا حبيبتى على مجهودك الرائع و الله يعينك على الباقى

جين استين333 09-09-09 09:27 PM

شكرا لكي حبيبتي وان شاء الله اليوم أحط الفصل الخامس كامل

جين استين333 10-09-09 12:30 AM

5-في أحضان ذراعيه

دفعها جريج عنه, عابس الحاجبين مضموم الشفتين ثم اقترب من الرجل و أسمعه بضع كلمات ابتعد بعدها الرجل محبطا.
كان وجه جريج عاصفا وهو يرجع الكاميرا إلى حقيبتها. فسألته و الحدة ظاهرة عليها:
-هل ثمة خطب ما؟
-لا شيء يستوجب القلق. لكن الزملاء أحيانا يتجاوزون حدودهم.
تجرأت على القول:
-وخاصة عندما يزعجون رئيسهم.
تنهدت شاكرة عندما رأته يبتسم, ثم تناول يدها.
-سنذهب الآن إلى أماكن قد غارت في الأرض وهي تدعى المناطق البركانية الحديثة.
عندما وصلا إلى تلك المنطقة وجدا العديد من السياح فشرح لها أن هذا المكان هو أشهر موقع في الجزيرة:
-ثمة بحيرة تحت الأرض, يقال أن سرطانا أعمى فريدا اشقر اللون يعيش فيها. مهما يكن الأمر. . . سيري بحذر. . .لأننا سنذهب إلى ناد ليلي.
فابتسمت بإغراء:
-لا شك في أنك من رواده.
-بما أنك قررت انني من رواده, فلا حاجة للإجابة. . . ؟
أمسك بيدها ضاحكا:
-فلندخل.
حبست كاثي أنفاسها عندما رأت المنظر الذي طالعها وهو منظر حديقة غناء ترتفع فيها النباتات و الأشجار الاستوائية بشكل ساحر. قال جريج:
-يبلغ طول بعض الأشجار تسعة أمتار, كما أعتقد.
كانت النباتات, الشجيرات الشائكة, والأشجار و الأزهار الاستوائية حول حجارة السلم الذي يقود إلى بركة انعكست على صفحة كبيرة منحوتة يتسلل منها نور يلقي ظلاله على وجه الماء فيتلألأ. في وسط تلك الصخرة نحتت قاعة زهرية اللون ياوي إليها السياح.
بهد تناول الشراب المنعش في ذلك المكان الهادئ الساحر البارد’ غادراه تاركين وراءهما هذا السحر الذي لن تنساه أبدا.
أمسك يدها وهي ما تزال غارقة في دائرة التعويذة السحرية التي فرضتها تلك المغارة عليها, قال لها:
-هيا فلنعد إلى منزلنا.
-منزلنا؟ ولكن منزلي بعيد. . .
-أي مكان سيكون منزلي إن كنت أنت فيه.
انتهى العشاء, فاقترح جريج أن يتمشيا على شاطئ الفندق الخاص. . . لكنه لن يعرف أبدا أنها شعرت وهما يسيران يدا بيد فوق المنحدر المرصوف باتجاه الرمال الذهبية, بأنها قد تذهب معه, حتى آخر العلم, جيئة و ذهابا, لو طلب منها.
أصبحا فوق الرمال, والشفق ما زال ينير الشاطئ. لفت يدها على خصره, و ضعت الأخرى على سترته ثم راحت تبحث في عينيه عن أفكاره. لكنها لم تجد شيئا. . . تركت أصابعها تصعد إلى أن وصلت إلى ربطة عنقه التي أرختها مبتسمة.
لكنها عادت فردعت نفسها منتظرة ردة فعله الذي لم يكن اكثر من ابتسامة. عندها اكملت عملها لتنتزع الربطة و تلفها ثم تضعها في جيب سترته. بعد ذلك مدت يدها لتفك الزرين الأولين من قميصه. تراحعت قليلا لتسأله:
-هل تمانع؟
-لو كنت امانع, أيتها العفريتة المجنونة, لأعلمتك منذ ان بدأت.
-هذا ما ظننته. . . ستكون الآن أفضل حالا و أكثر راحة.
مد يده إلى ياقة فستانها قائلا:
-لدي ما يحثني على رد جميلك.
-ماذا ستفعل؟
وضعت يديها فوق يديه. فقال بخبث:
-أريد أن أفتح لك ياقتك لكنني لن أتوقف عندها فقط لأنني إذا فككت أزرارك. . . ستصبحين افضل حالا.
فشهقت ثم أمسكت بياقة فستانها:
-أوه. . . لا. فأنا لا أرتدي شيئا تحت فستاني.
نحى يديها بعيدا عن ياقتها ثم وضع يديه مكانهما:
-هذا سبب إضافي لإكمال ما بدأته.
أمسكت يداها معصميه أما عيناها فغرقتا في عينيه:
-انت رائعة.
عادت يده إلى خصرها و ارتفعت يدها إلى خصره. . . إنها تحب أن تشعر به قريبا منها, تحب طوله الفارع و شعره الأسود و حركة جسده. في عينيه البنيتين أسرار تعلم أنها لن تعرفها يوما. فماذا يا ترى خلف هذه اللحية التي لن تعجبها يوما. . . أخفضت رأسها إلى كتفه. . . وهي تقول لذاتها أحب كل شيء فيه. . . حبا لا أمل فيه. لكن الحب يجب ان يؤمل الإنسان بل يجب ان يغنيه بالمشاعر وأن يملأ فراغ قلبه. و أقفلت تفكيرها تجاه الألم الذي ستحس به يوم تقول له مضطرة وداعا.
احست به يجذبها إليه قائلا:
-أين تهت, لقد ضيعتك أفكارك. . . بماذا كنت تفكرين؟
رفعت كاثي كتفيها:
-ليس من شيء مهم. . . كنت أتساءل عن مقومات الزواج الناجح.
وأدارها لتواجهه.
-أخبريني أنت.
كان يقفان في ظل جرف صخري يتسلق البحر إلى الرمال التي تلقي عليه الشمس نورا ضئيلا يرسلها إليها الغسق. اما الريح فراحت تهب بقوة.
امالت رأسها إلى جانب واحد:
-حسنا. . . لا بد من المرح و الضحك, والصداقة, كما قلت من قبل.
-إذن. . . الحب يأتي على آخر لائحة الاولويات في العلاقة بين الرجل و المرأة؟
-آه. . . الحب. . . هذا أمر مختلف.
-أخبريني ماذا تسمين الحب؟
-حسنا. . . أنا ومايك . . . كنا نتعانق و. . . لست أرى سببا للخزض في التفاصيل, لكنه لما كان يتمادى كنت أطلب منه التوقف.
فتظاهر بالرعب:
-أوه. . . يا إلهي! . . . أشفق عليه بسبب العذاب الذي مر به!
ضحكت كاثي ثم رمت رأسها إلى الوراء لتجمع شعرها البني بعيدا عن وجهها. في هذه اللحظة هبت ريح قوية حملت معها بعض الرمال تنثرها في الجو فكان إن ضرب رذاذ الرمل بشرة كاثي كالدبابيس. فشهقت, وغطت وجهها بذراعيها, أبعدها جريج عن مصدر الهواء, ثم أخرج منديلا مسح به وجهها و عينيها اللتين تأذتا من الرمال و قال:
-رفرفي عينيك بقوة.
ثم ساعدها لنزع ما بقي عالقا من غبار في جفنيها.
بعد لحظات سألها:
-هل أنت بخير الآن؟
فهزت رأسها مبتسمة. و عيناها مبتلتان من الدموع و أمسك بها من تحت ذراعيها, ثم جذبها نحوه فلامست بشرتها الناعمة صدره الخشن. ثم لم تلبث, في هذا الوقت الذي تكاد تطبق فيه الظلمة على آخر ملامح النور, أن استوت في وقفتها تبحث عن وجهه لأنها شعرت وهي بين ذراعيه بقبضته تضغط عليها بغضب قال:
-أريدك. . . يا إلهي كم أريدك!
التزمت الصمت لأت قلبها كان يضرب بقوة لم تسنطع معها إخراج أي صوت. . . فتابع:
-أجيبيني . . . اللعنة عليك. . . لماذا لا تقولين اذهب إلى الجحيم!
تمكنت أخيرا من إيجاد صوتها:
-لأنني . . . أنا أيضا أريدك.
بعد لحظات من السعادة المحرمة, ابتعدت عنه بعض الشيء دون أن تتركها ذراعاه, قالت بخجل:
-أنا. . . لم أقم بشيء كهذا من قبل. . . ولكن إذا أردت. . .؟
أنهت كلامها بما يشبه سؤال يخرج من أعمق أعماقها حيث بدت و كأنها طائفة فوق هذا البحر الواسع الفارغ.
-الليلة. . . يجب أن يتم هذا الليلة. . . فغدا سأكون بعيدا.
انتزعت نفسها من بين ذراعيه مبهورة ثم وقفت تنظر إلى البحر الذي كانت تسمعه دون أن تراه. كان المد يرتفع, وكأنه محيط من السعادة تظوف فوقها. . . فهل أحس البحر أيضا أن هذا هو اليوم النهائي؟
اليوم الأخير. . . ضربت طبول قلبها. . . لترسل رسالة يأس. . . كيف ستتمكن من مواجهة الأيام الباقية في الإجازة بل كيف لها قضاء حياتها الفارغة بدونه؟
لم تدرك أنها وقعت في حب هذا الرجل إلى هذا الحد إلا في هذه اللحظات. استدارت ببطء فرأته يضع يديه في جيبه و ينظر إليها نظرة مستقرة, ثابتة.
دنت منه, ووضعت راحة يدها على صدره, فإذا بها تحس بأنفاسه تتسارع, و خفقات قلبه تضج. التفت يدها تغمره, لكن يديه بقيتا حيث هما, عندها قالت بصوت مرتجف:
-لقد ارتكبت ما لا يمكن غفرانه. . . لقد وقعت في الحب و أنا في إجازة. . . لكن الأمر لم يعد يهمني. . . أنا أعرف أننا على وشك الافتراق فأنت ذاهب. و بإمكانك نسيان أنني قلت لك ما قلت. . . أما أنا. . . أنا فلن أعلق أهمية حقيقية عليه. سأجبر نفسي على النسيان كما أجبرت نفسي على نسيان مايك. . .
منتديات ليلاس
-لا ريب في أنني سأتغلب على ما أصابني.
تدفقت دموعها دون إنذار عندها تحرك جريج ليعانقها ملاطفا وهو يهزها. نفخت الريح بقوةو و كأنما تحاول إبعادهما عن بعضهما, كانت الأمواج يزداد صخبها مع أنهما ابتعدا عن الشاطئ.
تناهى إليهما أصوات ضاحكة تدنو منهما فافترقا وقد رأيا مجموعة من الشبان الضاحكين الصاخبين تقترب منهما. لكن يده لم تدعها دون أن تحثها على الذهاب إلى الفندق حيث رافقها إلى باب غرفتها الذي فتح ثم أشار عليها بالدخول ليعيد لها بعد ذلك المفتاح. . . انتظرت أن يودعها بادب و أسى, لكنه دخل معها, وأضان النور.
أمسك وجهها ليرفعه:
-أريد قضاء الليل و أنت بين ذراعي.
ازدادت زرقة عينيها عتمة لتمتزج مع عينيه البنيتين:
-أنت تمزقني يا جريج. . . خاصة بعد ما قلته لك.
-أريد أن أحس بك بين ذراعي ولو مرة. . . مرة واحدة في عمرنا.
كانت تحس بأنها موافقة, لكنها تعلم أن عليها أن لا تدعه يخمن ما تريده خشية أن يظنها سهلة المنال وقالت:
-أمهلني بعض الوقت, سأتهيأ للنوم ثم أفكر مرة أخرى حتى إذا ما عدت أعلمتك بقراري.
هبطت ذراعاه بعيدا عنها ثم ارتد على عقبيه دون أن يتكلم. . . و كان قد تناول المفتاح الذي أعطته له. . . دون أن ينظر إلى الوراء.
في الوقت الذي عاد فيه, كانت قد ارتدت غلالة نوم شفافة تمتد على طول جسدها كله, يغطيها روب مماثل يرتفع ويهبط من تأثير النسيم وهي تلتفت لتحييه. كان يرتدي روب المنزل. شعره مبلل من الحمام, كذلك لحيته. مد يده إليها, ليمر أصابعه في شعرها, ثم ليلمس وجنتيها, و عنقها. نزع عنها الروب ثم رماه أرضا.
أرخى كتفي غلالة النوم, ثم راحت أنامله تلمس بشرتها الحريرية. . . فارتد رأسها إلى الوراء من السعادة.
اسودت عيناه للحظات ثم أرجعها إلى الوراء ليستلقيا فوق السرير. حيث ضمها إليه بين ذراعيه. يلمس بشرتها براحة يده الآن, أنامله. . . عندما بلغا حدا لا رجعة عنه. . . أحست به يتوقف, فظنته ينتظر تشجيعا منها وهذا ما فعلت . . . لكنه لم يحرك ساكنا. كيف تخبره بأنها تريده؟ كيف تقول له إن كل ما تقوم به يدفعها إليع حبها له؟ و كأنما قرأ أفكارها. . . فرد عليها مبتسما:
-لا. . . لا. . . اخبرتك أنني أريدك أن تقضي الليل بين ذراعي. لكنني أرفض أن أنتزع منك طهارتك يا فتاتي الحلوة. فإن كنت ستسمحين لرجل آخر بأن يفعل ذلك فهو شانك. . .اما أنا. . . فسأتوقف عند هذا الحد قبل أن تأميريني بالتوقف كما كنت تفعلين مع حبيبك السابق. كما أنني سأتوقف لأمنع عذاب جسدي, هذا إن لم أذكر عذاب ضميري.
أمسكت ذراعه:
-لكنني لن آمرك بالتوقف. . . ليس أنت. . . أنا. . . في الغد ستسافر. . . ولن أراك ثانية.
تدحرج إلى جانبه. . . ليسألها:
لنفرض أنه نتج شيئا عن هذا الأمر تصوري بما سنشعر.
-لن أعلمك بالأمر سأترك مشاكلي إلى نفسي و سيكون طفلي.
-وطفلي أيضا.
-لكنك اخبرتني أنك جوال. . . فكيف لي أن أعرف مكانك. و كيف لي أن أعلمك.
جذبها إليه ليضع خدها على صدره, ثم قال بلكنته:
-سأضمك إلي. . . بعد فترة من الزمن ستتذكريني يا فتاتي الطيبة الصغيرة, على أنني الرجل الذي تراجع عنك بمحض إرادته. دون أن تدفعيه إلى هذا أولا. والآن اجذبي الغطاء فوقنا لاطفئ الأنوار.
خرجت تنهيدة نبعت من أعمق أعماقها. . . استطاعت بعد ذلك أن تخمد بعض الإخماد النار المتأججة في ذاتها لتشعر بدفء ذراعيه. راضية مكتفية بوجوده قربها هذه الليلة. تمتمت وهي تغفو:
-يجب عليك. . . إزالة هذه اللحية. . . التي تحجب وجهك الحقيقي عني.
-سيكون لك ذلك يا حبيبتي سأحلقها. أقسم لك. . . لكنني أحذرك مرة أخرى و أؤكد لك أن النتيجة لن تعجبك.
في الصباح الباكر تركها, لكنه قبل أن يخرج عانقها بشغف فردت له عناقه بشغف مضاعف غير خجلة مما تفعل. أليسا حبيبين و إن كانت علاقتهما لم تتم.
سألها:
-ألن تبتسمي لي؟
غمرت ابتسامتها وجهها لكن تلك الإبتسامة لم تمنع جسدها من الارتجاف. تأملها بضع لحظات ثم ذهب.
رن الهاتف وهي ترتب حاجياتها. فقفزت إليه. ثم وبخن مفسها لأنها تترك مخيلتها تتغلب على منطقها:
-فيرا؟ اجل لقد تأخرت. . . استغرقت في النوم, لكنني لست جائعة.
فسألته فيرا:
-ماذا حل بك و به. . . لقد طار العصفور. . . أعرفت بهذا؟ لقد كنت و ادي ننتظرك في البهو عندما نزل أنيقا.
-هل شاهدكم؟
-لقد نظر إلينا كمن يبحث عن شخص ما. . . فعمن تظنينه يبحث يا ترى؟ كان يحمل حقيبتين و يبدو مستعجلا. بدا حقا رجلا ذا سلطة.
-هل قال شيئا؟
-بدا مشقولا جدا و مستعجلا. لكنه هز رأسه ثم تمنى لنا عن بعد السعادة.
وأنا. . . ألم يتمنى لي كل السعادة؟ أحست بالغصة! فقالت فيرا وقد تملكها القلق:
-ما بك ؟ ألم تعلمي بأنه مسافر؟
-أجل. . . كنت أعلم.
لابد من أن صوتها بدت عليه آثار الصدمة لأن فيرا حثتها:
-ابكي يا عزيزتي , اتبعي نصيحة عمتك فيرا. . . و دعي كل شيء يخرج من نفسك. . . لقد كان هذا غرام عطلة. . . لا يدوم أبدا أليس هذا صحيحا؟
أحست بالسرور لأن فيرا لم تتمكن من رؤية وجهها.
بعد جهد جهيد ردت عليها تؤيد رأيها ثم اتفقت معها على اللقاء القريب لكنها ما إن وضعت السماعة حتى انهارت على الكرسي تغطي وجهها. لقد قال لنها أنها ستذكره على أنه الرجل الذي تراجع من تلقاء نفسه. و كان عند كلمته. . . لقد بقي طوال الليل يضمها إليه لكن شيئا لم يحدث عدا ذلك. قدرته في السيطرة على أعصابه ما زالت تحيرها. . . فلو أنه فعلا ذلك الرجل الذي يجوب العالم, ولا سبب لديها لتشك في هذا, لماذا لم يكمل ما بدأه إلى النهاية راميا كل النتائج خلف ظهره.
نزلت بالمصعد إلى حيث قد تجد صديقيها اللذيم كالعادة لم يكونا هنا.
جلست تنتظر وهي تتأمل السياح المنتشرين على المقاعد حولها كما تأملت النزلاء الذين يدخولن و يخرجون عبر الأبواب الزجاجية. . . ومع ذلك لم تنتبه لذاك الرجل الذي دنا منها.
لم تعد إلى أرض الواقع إلا بعد أن أحست بأن شخصا قد احتل الجزء الآخر من المقعد المزدوج الذي تجلس عليه. شعره كان أشقر, و تعابير و جهه كريهة. . .سألها:
-هل أنت حزينة على حبيبك الضائع؟
واولا ظروفها لما استثنت غياب الإحترام من كلامهو ومع ذلك ردت بحدة:
-ماذا تعني؟
-أنت تعرفين تماما ما أعني. . . السيد باركو. . . انصحك بنسيانه يا حلوتي.
شحب وجهها, و بدا على معذبها أنه يتلذذ بعذابها:
-لماذا؟
-لماذا؟ . . . لأنه على وشك الزواج. . . هذا هو السبب.
-أتعني أن هناك فتاة تنتظره في بلاده؟
-أعني أن لديه فتاة تنتظره, واضعة في اصبعها خاتما من الياقوت والألماس, إنه ثري. لذلك قلت لك أن تنسيه. . . انه أبعد من أن تصلي إليه.

جين استين333 10-09-09 12:31 AM

تم الفصل الخامس ^___^

السيدة ملعقة 12-09-09 04:27 PM

واااااو روووعة


ننتظرررررك يا عسل


ويعطيك الف عافية

شمس المملكة 12-09-09 07:23 PM

روووعة


انتظررر الباااقي

nana1210 13-09-09 11:41 PM

فينك يا جميل ربنا يعينك بس متشوقين

Cheer 21-09-09 07:51 PM

شكرا جيني ^.^

nana1210 21-09-09 11:54 PM

انت فين يا جميل شوقتنا

السيدة ملعقة 22-09-09 08:41 PM

ويييييييييييييييينك؟؟؟


اشتقنالك كتييييييير


وعم نستنى التكملة على نااااار

nana1210 24-09-09 10:44 AM

اتاخرتي علينا كتير بس برضه احنا مستنيين ربنا معاكي

Rehana 07-10-09 03:58 PM

جين ..إن شاء الله المانع خير

الكل المتابعين بإنتظارك

موفقة حبيبتي

السيدة ملعقة 09-10-09 10:48 PM

يالله وينك؟؟؟


القصة حلوة كتييير وخسارة ماتتكمل


كمان شوي بننسى الاحداث وببطل في تشويق


ننتظرك ان شاء الله ترجعيلنا بالسلامة

الجبل الاخضر 13-10-09 10:53 PM

ننتظر التكمله ولكي مني اجمل تحيه على الذوق الرائع بس موتتاخيرين ننتظر

حساويه عنيدة 19-10-09 07:33 PM

روووووووووعه


بانتظار التكمله

Cheer 08-11-09 02:55 PM

بانتظارك جيني

=)

جين استين333 18-12-09 04:41 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سامحوني على التأخير الفظيع اللي عملتوا لكن كانت عندي ظروف سببت في تأخيري واليوم ححط القصة كاملة

جين استين333 18-12-09 04:42 PM

الرجل الوهم
قضت رحله العوده الى الوطن وهى تتظاهر بقراءه مجله اما فيرا وادى فقد اظهرا تفهمهما لواقعهاواحترامهما لعزلتها خاصه عندما اخبرتهما بان جريج كان خاطبا من قبل ان تتعرف اليه
عانقتها فيرا وادى قبل ان يتركاها عائدين الى منزلهما وهو عباره عن غرفه فى منزل والديها ...... ينوى ادى يوما ان يشترى منزلا خاص بهما
فتحت باب شقتها ثم دفعت نفسها دفعا الى الدخول لكنها كادت تتعثر بسبب كومه من الرسائل والصحف التى بقيت تصلها حتى وهى غائبه
تناولت الرسائل التى وجدت بينها بطاقات بريديه من اصدقاء يمضون العطله فى انحاء شتى من العالم اضافه الى فواتير واعلانات لكنها رات فى اسفل هذه الرسائل مغلفا كبيرا سميكا كتب عليه العنوان بخط اليد وهو مرسل من نيويورك .كان هذا المغلف هو ماتنتظر ان يصلها بياس.
رمت كل شئ من يدها وسارعت الى غرفه الجلوس وفتحت المغلف فاذا بها تجده مليئا بالصور الملونه التى لم تجد بينها اى رساله فتشت عبثا عن شئ ما يدلها على عنوان او اى شئ من هذا القبيل ولم تجده فكل ما وجدته كان ورقه منتزعه من دفتر ملاحظات تحمل كلمات الى كاثى ....... من ج
منتديات ليلاس
حدقت الى الكلمات فتره طويله كيف له ان يكون قاسيا الى هذا الحد فهو قد ضن عليها حتى بتوقيعه الذى ارادت ان تحتفظ به فى ذاكراتها
اثارت الصور ذكراياتها حتى كادت تجهش بالبكاء لكنها لم تلبث ان اعادت الصور بيدين مرتجفتين الى المغلف ثم ابعدت نظرها بعيدا فلم تطالعها صور الغرفه التى هى فيها الان بل صوره البحر الازرق ورماله الذهبيه الممتده الى مالا نهايه وصوره رجل مديد القمه يقف قربها ويمد يده لينتزع نظارتها الشمسيه كى يشاهد عينيها اللتين كما قال لها هما اشد زرقه من لون البحر
امضت كاثى اليوم التالى تغسل وتنشف الثياب وتحضر نفسها الى العوده الى العمل لكن روحها المعنويه كانت منخفضه.
الترحيب الذى لاقته من زملائها فى المكتب كان حارا فقد اخذ مدير قسم شؤون الموظفين اجازته باكرا وترك مساعدته لاعباء تبلغ ضعف واجباتها العاديه
قالت الانسه جيفرسون مساعده المدير بلهجه الاعتذار:
انا اسفه لاننى ساطلب منك فى اول يوم لكى فى العمل البقاء وقتا اضافيا هذا المساء لطباعه هذه الرسائل؟
وافقت كاثى لانها غير مشغوله بشئ اخر بل انها لم تنزعج من اضافه اعباء اخرى الى كاهلها. بعد تناول وجبه عشاء خفيفهفى مطعم الموظفين فى الطابق العلوى خرجت من المصعد لتتجه نحو مكتبها متسائله كم سيلزمها من الوقت لانهاء هذه الرسائل.
لمحت وهى تسير نحو مكتبها رجل مديد القامه اسود الشعر يوشك على دخول غرفه .كان يرتدى بذله رماديه وربطه عنق كحليه لكنه بدا اليوم حليق الذقن وكانه احس بان شخصا يحدق فيه لانه صوب نا ظريه اليها ..................
ارتفعت يدا كاثى الى فمها ثم الى حنجرتهاواحست بالممر يدور بها ويميل من جانب الى اخر فتحت عينيها جيدا تاكدت من انه يقف على بعد خطوات منها
شعرت بخدها تحت ملمس يدها باردا كالثلج فقد عرفت الان اين رات هذا الوجه من قبل..... لقد شاهدته هنا فى مجله شركه ايستمان كوربرشين السنويه....هو اذن احد رؤساء الشركه الكبار ومع ذلك اسمعها مالاعدد له من الاكاذيب
جاءها صوته باردا وتعبير عينيه متحفظا:
هل استعدت وعيك من الصدمه؟
اجل.... شكرا لك
صعب عليها منع ذاتها من النظر الى وجهه الذى راحت تبحث فيه عن حراره ملتهبه ربما ولت الى الابد
مسح خده ثم قال:
لقد وفيت بوعدى اما حذرتك من انك ستندمين عندما احلقها؟
ماتفعله لايعنينى اليس كذلك.....
لم تدر كيف تمكنت من اظهار عدم الاكتراث
اذن لقد عرفت ان لدى خطيبه ....... من اخبرك؟
زميلك الاشقر.
لاحظت ان شفتيه المليئتين قد اصبحت فى خط مستقيم من الغضب رفع يده لينظر الى ساعته ثم سالها ماذا تفعلين هنا؟.
اعمل هنا
اعرف هذا لكننى اعنى فى مثل هذه الساعه؟
اعمل وقتا اضافيا حسب طلب مساعده المدير فهو فى اجازه
هز راسه ثم استدار مبتعدا فقالت
شكرا على الصور التى ماكنت اتوقع وصولها ذلك اننى ما اعطيتك عنوانى.
اجابها بعدم اكتراث فرق كبريائها لقد طلبت من سكرتيرتى البحث عنه فى ملفك وهذا وعد اخر وفيت به
ترددت ..... انا لان احساسها بان جرحا عميقا مازال ينزف فى داخلها سالته:
هل تفى بكل وعودك؟
احس كلاهما بان السؤال جدى جدى وخطير جدا فاجاب:
كل الوعود.....بلا استثناء
لم تستطع كاثى هز راسها بسبب الالم الذى احست به فتحت باب مكتبها ودخلت تسير غير متوازنه لترمى نفسها فوق كرسيها وتريح مرفقيها على الطاوله وتضع وجهها بين يديها ....ثمه الكثير ما قاله الكثير من الاكاذيب الكثير من الحديث العذب الكثير من الساعات السعيده الزائفه الكثير من العبث الغرامى الانانى.
هى لاتنكر بانها كانت تعرف انهما سيفترقان لكن ليس بهذه الطريقه ليس وهذه الهوه التى لايمكن ردمها او الوصل بين شقيها بينهما.سالتها الانسه جيفرسون عندما دخلت :
هل تشعرين بشئ؟
هزت راسها : ببعض الصداع
لو اخبرتنى لما رضيت ببقائك الخير لك الان بالذهاب.
هزت كاثى راسها رافضه بقوه كيف تذهب الى المنزل لتشعر بذلك الفراغ؟امسكت بسرعه بالاوراق ثم شرعت فى الطباعه
رن جرس الهاتف فى غرفه المساعده فلم تتحرك كاثى من مكانها بل تركت الانسه جيفرسون فرصه الاجابه عندما انتهت الانسه جيفرسون من المكالمه التفتت الى كاثى قائله:
لقد اتصلت سكرتيره السيد باركو فقالت انه موجود فى الشركه حاليا منذ يومين او اكثر وقد راك ويعتقد انك مريضه لذا بلغها بان تعودى الى منزلك
لاحاجه لان اعود الى منزلى انسه جيفرسون
ولابد ان المراه الرماديه الشعر اللطيفه قد لاحظت لهجه الرجاء فى صوت كاثى فقالت :
لقد لاحظت انك تتمسكين بفرصه العمل هذه لكن يجب ان تذهبى ياعزيزتى فالامر صادر من السيد جريجورى نفسه.
سيد جريجورى؟
اجل نحن ندعوه بهذا الاسم للتفريق بينه وبين والده رئيس الشركه والمسئول عن المكتب الاوروبى الرئيسى فى مدريد يقال اته عندما يتقاعد والده سيتولى بنفسه رئاسه الشركه لقد حسبتك تعلمين ذلك بعد سته اشه من العمل فى الشركه
ابتسمت كاثي:
عندما نتحدث نحن السكرتيرات معا لانناقش امور رجال السلطه
ظهرت السخريه فى صوتها فردت الانسه جيفرسون ذلك الى الم راسها فلم تعلق وراقبتها وهى تضع الغطاء فوق الطابعه ثم قالت:لقد سمعتك تتحدثين خاج الغرفه الان ولقد ظننت اننى سمعت صوت السيد جريجورى
عرفت كاثى ان عليها ان تكون صادقه:
نعم صحيح لقد كنت اتحدث مع السيد باركو
انتظرت الانسه جيفرسون ثم ادركت انها لن تحصل على توضيح فعلقت:
لم اكن اعرف انك تعرفينه ياعزيزتى. تناولت كاثى سترتها وحقيبتها
انا لااعرفه بما للكلمه من معنى. بل الواقع يؤكد انها تعرفه بكل ما للكلمه من معنى
بعد ليله اخرى من الارق والسهاد نهضت كاثى باكرا من فراشها استحمت وانتعشت لكن ارتفاع معنوياتها تلاشى اثناء دخولها مبنى المكاتب التى تمثل ايستمان كوربريشن
استخدمت السلم فى صعودها الى الطابق الرابع الذى فيه مكتبها امله ان يقلل ذلك من فرص لقائها بجريج باركوومع ذلك فقد وجدت عيناها تبحثان فى كل الزوايا عن ذلك الرجل الاسود الشعر
وصلت قبل الجميع لانها كانت على عجل فلما دخلت فيرا تبادلتا التحيه كانهما لم يشاهدا بعضهما منذ زمن بعيد
لقد سمعت ان ابن السيد باركو موجود هنا وسيبقى بضعه ايام ........ كم احب ان اراه! يقولون انه شخصيه رائعه
لم تكن الانسه جيفرسون وصلت وهذا ماترك لكاثى حريه الكلام:
من اخبرك عنه؟
امسكت فيرا ورقه رسميه من اوراق العمل
الم تنظرى مره الى الاسماء فى اسفل الصفحه!السيدج.والسيدج...والسيد ش
من هو السيد ش؟
شاين باركو اخو السيد جريجورى باركو وابن السيد جورج باركو الاصغر ثمه اسماء اخرى عديده اقرئيها
وهل شاين مدير عامل كالاخرين؟
جلست فيرا على حافه مكتب كاثى استعدادا للاقاويل
اظن ان من المفروض ان يكون هكذا انتى تعلمين مايقال ان فى كل عائله ابنا ضالا اخبرنى رئيسى ان شاين هو ذلك الابن فى عائله باركو انه لم يزر المكاتب منذ سنه تقريبا ولااحد يعرف مكان وجوده
بعد نظره الى ساعه الشركهعلمت كاثى ان الانسه جيفرسون قد تدخل فى اى لحظه فابتسمت لفيرا:
فيرا......ثمه شئ لابد ان تعلميه!هل تذكرين جريج؟
حسنا انه ليس من النوع الذى لاينسى!هل علمت عنه شئ؟
بل اكثر من هذا لقد شاهدته وتحدثت اليه انه هنا يا فيرا...فى هذا المبنى.....انه السيدج باركو ابن السيد جورج باركو
جريجورى!لايعقل ذلك....لقد كان اسمه جريج......لا.....
صدمتها الحقيقه فتابعت شاهقه؟
اهو اختصار لجريجورى..........
اتسعت عيناها فاضافت كاثى:
يبدو بدون اللحيه شخصا مختلفا لقد حذرنى بان الرجل الذى تحت اللحيه لن يعجبنى وقد كان محقا فهذا الرجل الجديد لم يعجبنى
لكنك مازلت...... هل اجروء على القول....تحبينه
هزت كاثى راسها:
لم يكن سوى افتتان
لكن قلبها صاح لم يكن افتتانا بل كان حبا ومازال
قالت فيرا تواسيها:
ايتها المسكينه هو خاطب كذلك عليك التفتيش عن رجل اخر هذه افضل طريقه لنسيانه
توجهت نحو الباب فضحكت كاثى على هذه الحكمه التى خرجت من فم صديقتها التى احبت وهى فى السابعه عشرا من عمرها رجلا واحدا وتزوجته وهى فى الثانيه والعشرين فتحت فيرا الباب لتجد الانسه جيفرسون على اهبه الدخول فحيتها وقالت لكاثى:
اراك فيما بعد

قالت الانسه جيفرسون لكاثى وهى تملس شعرها : لقد قابلت منذ قليل جينى سكرتيره السيد باركو.التى قالت انهم بحاجه الى مساعده مكتبيه وقد سالتنى ان كان بامكانى الاستغناء عنك وقد اضطررت الى الموافقه عندما يطلب الرئيس.......
مدت يدها ثم هزت كتفيها مردفه :
لقد وعدنى بسكرتيرتين جديدتين بدلا عنك
بدت الحيره على كاثى
هل طلب هذا بنفسه حقا ام ان جينى صاحبه هذه الفكره الرائعه؟
صاحب الفكره قطعا هو السيد باركو
دخلت الى مكتبها.......
لكن كاثى كان لها اراء اخرى بشان هذا الموضوع فبعد تلك العلاقه فوق جزيره لاشك انه لايريدها قريبه منه الى هذا الحد
عادت الانسه جيفرسون بعد ان تخلصت من حقيبتها وسترتها:
المشكله هى ان زوج جينى قد توظف فى نيو جيرسى ....وهى مضطره الى ترك عملها لمرافقته وهذا ماحدا السيد باركو الى التفكير فى ان تتولى وظيفتها
احست كاثى بوجنتيها تحترقان فتمنت لو ان الانسه جيفرسون لا تلاحظ احمرارهما وسالتها بحيره حقيقيه
لم انا؟
هذا ما تحدثت عنه مع جينى التى كانت تعتقد كما اعتقد انه لايعرف بوجودك
دعتها سكرتيره السيد باركو قائله:
تفضلى انسه لونرغان السيد باركو على الهاتف ساعلمه ما ان ينتهى عن وجودك
ابتسمت المره الشابه الجذابه لكاثرين وسالتها:
هل ادهشك سماع هذا التغيير؟
فضحكت كاثى:
ولكنه تغيير لم يتم بعد
ابتسمت السكرتيره:
سيتم.فما يقوله السيد باركو ينفذ فى هذه الشركه على فكره انا جينى
وانا كاثى
هزت جينى راسها وكانها تعرفها ثم نظرت الى الهاتف
يبدو انه انهى مكالمته
رفعت السماعه:
سيد باركو الانسه لونرغان هنا
ثم وجهت كلامها الى كاثى بعد ان اقفلت الخط:
يقول ان بامكانك الدخول
ابتسمت مشجعه ثم اردفت:
لاداعى لهذا التوتر كله فهو لن ياكلك او يعضك
رددت لنفسها: اعرف هذا فهو ينصب الشرك فقط وضع الطعم ويزينه بالاكاذيب الجميله ثم يعصر الحياه من القلب عندما يطبق الشرك على فريسته
ما ان دخلت حتى هب واقفا عن الكرسى حتى انها تساءلت هل يظهر هذه الكياسه لسكرتيرته فى كل مره تدخل عليه فيها
كاثى
شئ ما عاد الى الحياه مجددا عندما سمعته ينطق باسمها لو اغمضت عينيها لعاودتها ذكرى وجودهما معا على الشاطئ غارقين فى حب ملتهب والمد يطق عليهما
اشار الى كرسى لتجلس فقبلت بسرور عاد الى الجلوس فتلاقت عيناهما مجددا عينان باردتان لاتعبير فيهما بل صمت قطعه بعد فتره غير وجيزه صوته: حسنا
احست بالم فى صدرها: كيف امكنك هذا؟
كيف امكننى ماذا؟
ان تجعلنى اؤمن بما اؤمن به ان تجعلنى اعتقد بانك وحيد تجوب العالم من مكان الى اخر دون ارتباطات او استقرار
ان كنت قد استنتجت هذا كله مما قلته فلايمكنك ان تلومينى؟
ولكن هذا كان مما قلته.........
فقاطعها:
لكننى الان اقول شيئا اريدك سكرتيره لى ستدربك جينى قبل ان تترك.... راتبك سيزداد ومركزك سيرتقى
قالت بصوت متوتر:
لن اكون سكرتيرتك!اقول لك لااريد الوظيفه او المركز لك ان ترميه فى بحيره شكرا على هذا العرض
اطبقت اسنانه وكذلك قبضتاه اللتان رفعهما ليضرب بهما الطاوله لكنه عاد فردع نفسه عن ذلك قبل ان تصلا الى غايتهما ثم لم يلبث ان انزلهما وارخاهما على الطاوله
ان خيرتك بين قبولها وبين طردك من الخدمه فايهما تختارين؟
الطرد
لم تستغرق عيناه سوى ثانيتين لتوصل الجليد الذى فيهما الى عينيها
اذن فليكن الطرد اعلمى انه منذ الان سيصلك ماتدين به الشركه لك
شحب وجهها الى درجه الابيضاض:
لايعقل ان تقصد ما تقول؟
رن جرس الهاتف فرفع السماعه واصغى ثم قال :
نعم اعطنى المكالمه
اخذ يتحدث ويبحث بين الاوراق عن وثيقه مهمه.فوقفت متجهه نحو الباب كانت يدها ترتجف وهى تمسك مقبض الباب واستدارت لتخرج فلمحته يراقبها اثناء خروجها
بعد وجبه المساء اتصلت بفيرا التى رفضت تصديق كلمه مما قالته:
السيد باركو لايفعل شيئا كهذا..... خاصه لك..... اعنى بعدما حدث فى العطله
لم يحدث شئ..... اعنى واقعيا لم يحدث شيئا
حسنا اقبل هذا لكن لماذا رفضت عرضا يشبه الهديه؟لابد انك مجنونه ياكاثى! لاا ريد اغضابك لكنك صديقتى اذا لم يتصارح الاصدقاء فمن يتصارح؟
اعرف اننى مجنونه لكننى لم استطع قبولها العمل معه والبقاء معه يوما بعد يوم اتعرفين ماذا يعنى هذا
كل ما استطيع قوله انك مجنونه مرتين:مره لانك رفضت الوظيفه! ومره لانك وقعت فى حبه ......الم يدفعك خبر خطوبته الى بعض التعقل
اتقصدين ان خطوبته يجب ان تجعلنى ادرك انه ابعد من منالى؟انت على حق فلو قلت لنفسى مرات ومرات انه خاطب لتمكنت من التصديق ولكن هذا الامر لم يعد يهم فلن اراه بعد اليوم
صحيح.....لكن المؤسف انه اضطر الى طردك اتظنينه يمنحك كتاب توصيه؟
امل الايصل مثل هذا الطلب اليه فى الشركه.....لاننى ساعطى اسم مدير شؤون الموظفين عندما يلزم الامر فانه كان مديرى المباشر

جين استين333 18-12-09 04:45 PM

بعد ان ذهبت صديقتها سارعت الى درج خزانتها تبحث عن الصور ثم راحت تحدق فى كل واحده فيها وفى النهايه تخلت عن الادعاء بانها ليست المتعلقه بذراع جريج او هى التى تحدق فيه بمثل هذا الحب فمن الاسهل كما اكتشفت ان تتقبل واقع ان ذلك الرجل ليس جريجورى باركو وان ذلك الملتحى الضاحك المسترخى هو شخص مختلف عن ذلك الحليق الحاد الذهن الثلجى النظرات الذى طردها هذا الصباح
رن جرس الباب فهبت من مكانها تلقائيا مسببه بذلك تبعثر الصور على الطاوله ثم لما فتحت الباب احست بان المبنى باكمله يهتزام ان اهتزازها هو الذى هز المبنى عندما رات الرجل الواقف امام الباب
لو اننى علمت اننى اذا وضعت لحيه زائفه ستبتسمين لفعلت ذلك
تبتسم؟ انى لها الابتسام وهى تتذكر البوم الطوابع الذى وعد ان يجمع فيه ابتساماتها فاجابته بقساوه:
نفذت من الابتسامات قبل ان تنتهى اجازتى
ثم لاشعوريا فتحت الباب وهى تلعن نفسها انها اذنت له بالدخول
لما راى الصور مبعثره سالها:
ماذا كنت تفعلين؟ اتصبين جام غضبك عليها؟
لو فعلت لكانت الان ممزقه شر تمزيق
انحنت تجمع الصور التى التقطها لها ثم نظرت اليه فاليها ومدت يدها لترميها فى سله المهملات لكن شيئا ما ردعها واوقفها وجعلها بدلا من رميها تضعها على قلبها
ابتسم وكانه يقرا خواطرها
هل قررت التخلص من الرجل نفسه بدلا من الصور؟
انت على حق فهذا الرجل كان رجلا محبا كان انسانا خياليا اما الحقيقى فانه كابوس
شكرا على هذا كان على ان اضع تلك اللحيه لتعودى عندها الى احلامك
لكن تلك اللحيه لم تكن مستعاره بل كانت وهما كالجل الذى تقمصها لقد اطلقت مالاعددله من الاكاذيب وهذا مالن اغفره لك
كان صامتا جامدا فاستدارت تنظر اليه لكنها كانت حركه غبيه فقد شاهدته جالسا مادا ساقيه كانه فى مكان ينتهمى اليه كانت عيناه تبتسمان لهجومها ........ جسدها وكيانها وروحها التى تذكرت لمساته جعلتها ترغب كل الرغبه فى رمى نفسها بين زراعى هذا الرجل لاذاك الطاغيه الذى كان وراء المكتب
عقد ذراعيه ثم اطرق راسه منتظرا وكانه يتوقع منها اظهار كل الغضب الذى يعتمل فى داخلها
نظرت الى الصور التى مازالت تمسك بها وقالت:
لقد ادعيت ان لازوجه لك لكنك اهملت ان تقول ان لديك خطيبه فماذا تدعو ذلك اذا لم يكن مراوغه؟
بقى صامتا وقد ضاقت عيناه........
جلست وقد احست بحاجه ملحه الى الراحه ثم اردفت بصوت حل الاسى فيه مكان الغضب:ذلك الكلام السخيف عن اعجابك بابتسامتى كان كذبا كذلك لقد قدمت لى كل تلك الاطراءات لتحصل على ماتريد
وقف جريج عن كرسيه وامسك ذراعها ثم شدها ليجذبها اليه راحت يداه تنسلان الى شعرها البنى الناعم لترفع راسها اليه
او تظنين هذا؟
افلتت منه ثم التفتت اليه:
لن ادعك تلمسنى....... فانت رجل خاطب ليس من حقك العبث الا مع خطيبتك
شدت اصابعه على مؤخره شعرها وكانه لم يسمع ماتقولفقد بد مصمما على تنفيذ مايريد فاسترخت بين يديه بدون مقاومه
عندما اغمضت عينيها نسيت كل مايحيط بهما فى الشقه وتذكرت فقط غرفه فخمه فى فندق ساحر وامواج تتكسر على الشاطئ فى الخارج كان سهلا كذلك ان تتصور ان الرجل الذى يضمها هو ذلك الرجل الملتحى الموجود فى الصوره
لذلك عندما بدات تتقبل عناقه وترده اليهتلف ذراعيها على رقبته فعلت ذلك بشوق كامل دون ان تتراجع
لمساته المشبوبه اوصلتها الى حافه نسيان الزمان والمكان واوصلتها الى عالم ساحر من الاحلام لكن عقلها قاوم واعادها الى دنيا الواقع فماذا تفعل بين ذراعى هذا الرجل وكيف تسمح له بان يجعلها ثانيه فتاه لامعه العينين مغرمه يمتع نفسه بها فوق الجزيره
نفضت عنها ضعفها الذى حول اطرافها الى سائل وتجاهلت النار التى اشعلها فيها فانسلت من بين ذراعيه فسالها:حسنا!هل تذكرت الان اذا كان اطرائى مجرد توطئه للحصول على ما اريد؟
صمتت......محاوله مقاومه اغراء العوده الى ذراعيه وهزها قليلا:
فكرى فى الليله التى قضيناها معا
اشاحت بوجهها عنه فارجعه مجددا وتابع:
لقد مارست اقصى درجات ضبط النفس بينما كنت تتوسلين ان اكمل
نفرت منه لكنه امسكها........انه لن يسمح لها حتى باخفاء ذلها
ليس ذلك فحسب لاننا فى تلك الليله تباحثنا حتى فى امكانيه حملك طفلى
فصاحت فى وجهه متالمه :لاتذكرنى بهذا
لكنه تابع دون رحمه: وقلت لك انك ستذكريننى على اننى الشخص الذى تراجع عنك بمحض ارادته دون ان تفرضى عليه التوقف
اجل....اجل....صحيح دعنى وشانى
اشتدت اصابعه عليها وعلمت انها فى الصباح ستجد اثرها على ذراعها ولان صوته:
لقد دعوتك فتاتى الطيبه الصغيره
اعلم هذا ولكنه لم يكن يعنى شيئا كل توددك الى كان دون معنى فانت ما منعت نفسك عنى الا لان لك خطيبه
دفعها عنه وقد قست عيناه وارتفع راسه ووضع يده فى جيبه فقالت له وهى تحس بالالم : لقد استغليتنى على الجزيره فرغم سيطرتك على رغباتك كنت مشتاقا الى خطيبتك......فاستغليتنى مستخدما طعمك
فضاقت عيناه :طعمى؟
اجل.....عيناك.....كان فيهما نظره تقول تعالى
بسمته لونتها السخريه: وبناء على تلك الدعوه جئت ماكان يجب ان تاتى فلولا رغبتك فى ان تلتقطى الطعم لكان بامكان عيناك الزرقاوين القول لى اغرب عن وجهى
حاولت محاكاه سخريته بسخريه مماثله:
لكنك ماكنت سترضى ان تغرب عن وجهى
طافت نظره مشتاقه فوق حنايا وجهها وقسمات جسدها:
ذلك امر صعب.....ففيك مايدعو الانسان الى الذهاب الى الجحيم مسروا
ياللطفك.....لكننى لو استجبت لدعودتك
لكنك استجبت....
هذا لاننى احسست اننى شاذه اما زوجين تزوجا حديثا
اصدر صوت من لايصدق مايسمع عندها رفعت راسها بكبرياء مصممه على قلب الحقيقه:الامر لم يكن يتعلق بسحرك الذى لايقاوم كما تظن.....بل كنت مجردا من الضمير كهذا الصباح عندما طردتنى من العمل
تقدم منها: اوه لا .....لايمكنك رمى المسئوليه على كاهلى .......لقد طردت نفسك بنفسك

جين استين333 18-12-09 04:47 PM

الحقيقه لايمكن انكارها فوقفت على قدميها ونظرت اليه متحديه فقال وهو يتجه نحو الباب:لقد جئت لكى اسحب قرار الصرف من العمل ولكن بما انك تريننى مجردا من الضمير فسيكون الامر كما تعتقدين وليستمر امر الطرد
جريج!
كان صوتها كصوت حيوان جريح كان قد وصل الى خارج الباب فطارت بها قدماها اليه وامسكت بذراعه ولكنه انتزعها منها وقال بخشونه:ماذا تريدين ؟
كان يدفعها دفعا الى التوسل
اريد وظيفتى !اعد لى وظيفتى!
عاد الى الغرفه ثانيه: كسكرتيره لى؟
نعم.....نعم...ارجوك
ترضى باى شئ اى شئ قد يبقيها قريبه منه ثانيه
احست بغموض الكهوف فى عينيه لكنه لم يلبث ان تلاشى
اول شئ تفعلينه فى الصباح هو ذهابك الى جينى وبع اسبوع تكون الوظيفه لكى
وخرج قبل ان تشكره

***********







































































7-خائفه منك
كان ذلك الاسبوع طويلا لكن كاثى تعلمت فيه الكثير تعلمت ان السيد باركو يطلب الاخلاص والولاء من سكرتيرته التى لابد ان تكون سريعه دقيقه ومتيقظه لانه عندما تتدافع دفه العمل وتزداد يتوقع منها البقاء حتى ينتهى كل العمل المكدس السيد باركو يغيب كثيرا فهو اما مسافر لرؤيه والده او مسافر لاسباب وعليها اثناء غيابه كما شرحت جينى ان تهتتم بشؤون العمل التى تزداد بدل من ان تخف فعليها الاجابه عن المكالمات دون ان تستشيره وعليها ان تجيب عل الرسائل بايه اجابه حتى يعودز
انها وظيفه ذات راتب مرتفع ولكن تدفعين الثمن وانت تعملين فهل انت واثقه من قدرتك على تحملها
كان هذا اخر يوم فى الاسبوع وكانت كاثى تتوقع هذا السؤال فاجابت:
استطيع حمل عبء اى شئ قد يعطينى اياه السيد باركو
يسرنى ما اسمعه منك يا انسه لونرغان جاءها هذا الصوت العميق من الباب المشترك ابتسم جريج عندما راى اللون الذى خضب وجنتى كاثى:
جينى مارايك الصريح بقدرات سكرتيرتى القادمه؟
فابتسمت جينى لكاثى وقالت لها :
لن تمانعى فيما لو كنت قاسيه فى صراحتى
هزت كاثى راسها وقلبها يخفق فبعد ان رفضت باصرار الوظيفه فى البدايه انقلب رفضها الى التمسك بها اشد التمسك لانها لن تسمح لها بان تكون قربه فحسب لساعات عديده بل سترضى تصميمها بان تقابل التحدى الذى تحتويه هذه الوظيفه
تابعت جينى :حسنا اظنها ستكون مدعاه فخرك
ابتسمت كاثى شاكره والتفتت لتتحدى الرجل الذى قيل له هذا الراى لكن التحدى انقلب الى تساؤل عندما رات النظره الحانيه الدافئه التى كان يرمقها بها هذه النظره التى اختفت قبل ان تتاكد منها وقبل ان تلحظها الشابه التى كانت تراقبهما
تلاشى خوف كاثى من ان تكون لاحظت شيئا يربطهما عندما تنفست الصعداءوقالت: اشكر الله لاننى لم اضطر الى اثاره غضب اى منكما
لقد عنيت ما قلت لم اقصد الاطراء الفارغ
ضحك جريج.....فاجفلت كاثى لسماعها صوت ضحكته التى لم تسمعها منذ تلك الليله فى الفندق قال:
اعرف جيدا انك تقولين مافى زهنك يا جينى واعرف من خلال خبرتى ان كاثى مثلك ايضا ولهذا تكون صراحتك اساس جيد لتدريب سكرتيرتى الجديده
نظرت كاثى بخوف الى جينى متساءله عما اذا كانت سستتساءل عن سر معرفته لاطباع الفتاه التى يفترض انه لم يلتقها الامنذ اسبوع
مرت اللحظه..... ولم يبد على جينى اى حيره......رن جرس الهاتف فاسرعت جينى اليه ورفعت السماعه ثم توقفت ونظرت الى كاثى لتسالها برفع احد حاجبيها عما اذا كانت ترغب فى القيام بعملها
عندما انتهت المكالمه صفقت جينى بيديها قائله:كنت اعلم انك ستتولين العمل بدون اى صعوبه سيد باركو......لقد اخترت رقما رابحا هنا
يوم الجمعه وصلت كاثى الى شقتها لقضاء نهايه الاسبوعالتى شعرت بانها ستكون عطله طويله. كانت تقول لنفسها بانها مجنونه لانها تسمح للامور بالوصول الى الدرجه التى تعتبر كل دقيقه تقضيها بعيدا عن جريج مضيعه للوقت
منتديات ليلاس
مرت نهايه الاسبوع ببطء لم تستلم خلالها سوى مكالمه من فيرا التى شاءت ان تعرف فيما اذا كانت كاثى ستمضى فى الوظيفه الجديده قالت لها:لقد كان تقرير جينى عنى ممتاز فهى تظن اننى ساتمكن من القيام بعملى خير قيام
بم تشعرين بشان الموضوع؟
توقفت كاثى لتفكر ثم قالت:الحقيقه اننى فى صراع ساكون فى معركه فرضيه ضد الخضوع لاى كان حتى....السيد ج باركو
فضحكت فيرا: هذا جيد لك اتمنى ان تواجهيه بصبر حتى فى اسوا امزجته التى كما قال رئيسي يملك الكثير منها
قاطعتها كاثى: فيرا....انتى لم تخبرى احدا.....بصدد ماجرى بينى وبينه فى الباهاما
وكيف اخبر احدا عن ذاك الامر الست صديقتك؟ اوه......ايدى يبلغك حبه
شكرا له.....اوه قبل ان تقفلى الخط يا فيرا..... هل شاهدت يوما خطيبته؟لا........هل شاهدها احدا من الموظفين يوما..............ابدا
انا لااعرفها لكن يقال انها بارده متملكه انانيه مستقله اسمها سالينا باترسون اذا احببتى ان تعرفى
الاسم ليس غريبا عنى
ساذكر مايساعدك على تذكرها كانت عارضه ازياء شهيره توقفت عن مهنتها الان بناء على اصرار خطيبها او على الاقل هذا ما يشاع
هذا يعنى انها فائقه الجمال
ربما يا عزيزتى اسمعى........يجب ان تتوقفى عن التفكير فى هذا الرجل الذى لايمكن ان يكون لك والدلائل التى تشير الى ذلك عديده وقد رايتها بام عينك
كان على ان اراها ولو كنت عمياء ولكن انت تعرفين ما يقال عن الحب
الحب...... انه شئ لايجب ان تفكرى فيه يا كاثى انت عرفتيه فتره وجيزه فكيف يمكن ان تحبيه......بالله عليك يا كاثى
اجابت كاثى باسى: هذا ماحدث.....هذا ما حدث ساراك انت وادى فى وقت قريب وداعا
بدات صباح الاثنين العمل باندفاع ورغبه سعيا فى الحصول على المزيد من المعلومات عن العمل كان لمخدومها مقاييس معينه متطلبه فى العمل فقد يسامحها على هفوه ما لكن ان تجاوزت ذلك الى اخطاء عديده كان الطرد بانتظارهاولعل هذه الافكار التى كانت تسبب لها ذعرا جعلت يداها تتعرقان حتى تركت الرطوبه اثارها على الرسائل التى كانت تفتحها له
بينما سعت الى تناول منديل تمسح يديها به دخل اليها من كان يسبب لها هذا الذعر نظر الى ماتفعل مقطبا ثم تقدم نحوها فخبات المنديل ونظرت اليه وكانها مذنبه مد يده ليمسك بيدها......... فى الماضى امسك بيدها عده مرات فكان فى كل مره يبعث فيها السعاده اما هذه المره فكانت للفحص:
خائفه انسه لونر غان مم؟ من الظيفه ....من قدرتك على القيام بها ؟ام منى؟
من الثلاثه معا سيد باركو
ابتسمت عيناه دون فمه:الامران الاولان ستعتادين عليهما.... اما الثالث.....
انحنى ليقبل خدها: فيمكن التغلب عليه بهذا
هزت راسها فى محاوله منها للتغلب على السعاده التى امتلكت روحها
اعرف هذا سيد باركو........لكنه ذهب مع رجل كنت اعرفه على جزيره كان رجلا عظيما سيد باركو........ وكنت معجبه به كثيرا وهذا الرجل وانت مختلفان اختلاف الصيف والشتاء
ضاقت عيناه فوضع اصبعه على صدره:هذا يعنى.......ان هذا الرجل هو الشتاء
اجل سيد باركو........لذا فان هذه القبل لم تعد تنفع سيد باركو
بالله عليك توقفى عن مناداتى بالسيد باركو!
خرجت الكلمات من بين اسنانه
تنفست عده مرات لتهدئ نفسها امام غضبه لكننى سكرتيرتك سيد باركو....... اسفه سيدى
بحق الله لاتقولى سيدى فقولها اسوا من ذلك!كم بقى على.......
نعم سيد باركو
ضحكت عيناها دون ان تقدر على منعهما ثم انفرجت شفتاها باول ابتسامه حقيقيه منذ عده ايام فرد ابتسامتها ومد يده ليمسك ذراعيها جاذبا جسدها اليه........ لكن الهاتف ارتفع رنينه فتركها ودخل مكتبه قائلا:بالله عليك!اسكتى هذا اللعين
فاطاعته ثم بعد خمس دقائق اعادت السماعه الى مكانهاكانت مسروره من نفسها لنجاحها فى معالجه امر اولى المكالمات دون مساعدته
فى الصباح التالى انقلبت دنياها راسا على عقب فقد تاخر رئيسها فى الوصولفراحت تعصر تفكيرها لتعلم ان كان قد اعلمها بانه سيتاخر ثم بحثت علها تجد اى مذكره منه بهذا المعنى
فتحت كل البريد ورتبته على امل ان تقدمه اليه لحظه وصوله

جين استين333 18-12-09 04:48 PM

تلقت مكالمات من معارفه الذين يرغبون فى التحدث اليه ولما انتصف وقت الصباح ولم يصل بعد فكرت فى جينى التى اخبرتها يوما:مركز عمله الرئيسى ليس فى نيويورك بل فى البانى عاصمه ولايه نيويورك وهى احدى اقدم المدن التى بناها الهولنديون عام 1614 فيها اجمل المبانى المشيده عند ملتقى نهرىموهول وهدسن
اجابتها كاثى يومها: اعرف ان للشركه فرعا هناك
انه ليس مكانا للعمل فحسب بل هو منزل ضخم مرمم على احدث الطرق العصريه واروعها ان العمل فى ذلك الجو رائع
يبدو انك زرته
زرته مرات عديده وكنت ابقى فى بعض الاحيان بضعه اسابيع لكننى لما تزوجت اعترض زوجى على سفرى الى هناك لذلك التزمت بالعمل هنا منذ ذلك الوقت فكان السيد باركو هو الذى ينتقل الى هنا عند الحاجه
تذكرت كاثى كذلك اخر كلمات جينى:قد يطلب منك السيد باركو السفر هناك فهو لايحب ترك خطيبته وقتا طويلا
اخذت كاثرين تدحرج قلما جيئه وذهابا ....... غريب ان هذه المعلومات قد ابعدها عقلها الباطن فى ذلك الوقت احست بها كالسكين فى جنبها
رن جرس الهاتف وسرعان ماعرفت هويه المتحدث:كاثى؟
كانت لهجته قاطعه لهجه الرئيس الى السكرتيره فاستعادت دورها الصحيح على الفورواجابته تبعا لذلك
اريدك ان تجمعى كل الملفات الحاليه والوثائق والبريد وكل شئ له علاقه بالعقد الذى نتعامل به حاليا....
تسارعت خفقات قلبها وابطئت كانها سياره سباق قيد التجربه: حاضر سيد باركو
كما اريد منك ان تعودى الى شقتك لتجمعى بعض ملابسك التى تكفيك مده اسبوعين او ثلاثه..... ثم احضرى الى البانى
بعد وقفه قصيره سالت ببرود:هكذا بكل بساطه سيد باركو؟
بكل بساطه انسه لونر غان.......ستصلك سياره عند الساعه الثانيه.....على ان تكونى تغديت قبل ذلك.....هل فهمت؟
كل كلمه سيد باركو
لم تعترفبانها لم تتكيف بعد مع نمط حياتها الجديد الا بعد ان اقفلت الهاتف والاسوء من هذا انها تعرف انها ستلتقى خطيبه الرجل الذى احبته تلك الخطيبه التى لايحب ان يتركها طويلا حسب قول جينى
كانت الرحله متعبه فالسياره كان عليها اجتياز مئتى كيلو متر لكن ما خفف عنها واراحه ان السائق لم يكن ثرثارا اعلن السائق: اوشكنا على الوصول يا انسه..... سنصعد هذا الطريق ثم نصل الى المنزل هل زرت المكان قبل الان يانسه؟
لا انها المره الاولى ولاشك فى انها ستكون مؤثره
كان المنزل جميلا نوافذه وجدرانه بيضاء اما سقفه فاخضر مثلث امامه مجموعه متصله من السلالم الحجريه تقود الى رواق من الاعمده التى تعلوها القناطر المحيطه بباب الدخل الامامى المغطى بالزجاج المحفور
قالت كاثى معلقه وقد توقفت السياره فى الممر المرصوف امام المنزل: انه من المؤسف ان لايكون هذا المكان منزلا بمعنى المنزل
خرج السائق ليفتح لها الباب : لكنه منزل كغيره من المنازل ياانسه وخطيبه السيد باركو تسهر على ان يكون هكذا
اتعنى انها تعيش فيه؟
نظر اليها باستغراب:واين لها ان تعيش ياانسه نسبه للظروف؟
ايه ظروف؟وتاقت لان تعرف ولكن الرجل احس بانه تفوه بما يكفى
ساريك الطريق ياانسه. اشار اليها ان تتسلق السلالم الحجريه المتصله وقبل ان يرفع مقرعه الباب انفتح وظهرت امراه صغيره البنيه تبتسم ثم فتحت الباب على مصراعيه وقالت:هل جئتنا بوجه جديد يا ادوارد
قال السائق:هذه زوجتى باولا انها مدبره المنزل وستعتنى بك .............ساحضر الاغراض من السياره
ماان خطت كاثى الى الداخل حتى اتسعت الردهه التى كستها سجاده دكناء فوقها اثريات اعيد تصنيعها كانت الابواب صلبه كما المنزل نفسه موزعه فى كل الاتجاهات لم تكن الابواب بحاجه الى اغراء الزائرين بفتحها فالايادى تمتد من تلقاء نفسها لفتحها كان السلم الداخلى يقوم بالاعلان عن نفسه بكل جساره يمتد عريضا ومستقيما حتى المنبسط الذىيعلوه لم يكن منبسط السلم فارغا فقد تقدم منها رجل تهدلت ربطه عنقه ورفع كما قميصه رجل يضع يديه فى جيبه دون ان يبتسم وتعبير الضجر على وجه لم يعله الترحيب
سالته مدبره المنزل:
ثلاثه على العشاء الليله سيد باركو؟
فهز جريج راسه......فتركتهما المراه وذهبت قائله:
اخبرينى متى كنت جاهزه انسه لونرغان لادلك الى غرفتك
قال جريج: الحمد لله على وصولك
احست ان قلبها يتوقف عن الخفقان ثم يتسارع لكنه عاد يخفق بطيئا عندما اكمل:
اننى غارق فى العمل حتى عنقى
وضع ادوارد حقائبها عند طرف ردهه المدخل قائلا انه سوف يحضر صناديق الملفات والاوراق فسالت كاثى:
هل تريدنى ان ابدا العمل فورا؟انا مستعده لكننى عطشى
جاءها صوته ناعما وعيناه تلعبان تلك اللعبه الت تلعبها منذ ان وقعت عليها نظراته: انا سعيد لانك مستعده كما اننى انا ايضا احس بالعطش
قال تلك الكلمات ثم وجه نظره الى فمها الممتلئ فلم يكن ما يعنيه بحاجه الى سؤال واحمر وجه كاثى فبد ان هذا ابهجه والتفتت حولها لتتاكد من عدم وجود اى باب مفتوح قد تصل عبره كلماته الى خطيبته لكن من ناحيه اخرى ادركت ان الكلمات بحد ذاتها بريئه لكن التوتر بينهما هو الذى جعل لها معنى قال لها:
المكاتب فى الطابق العلوى ساطلب من باولا ان تحضر لنا صينيه الشاى
فردت عليه بطريقه السكرتيره المخلصه:
سيكون هذا رائعا..........رفع حاجبيه ساخرا من لهجتها
دخل ادوارد يحمل كومه من الصناديق الكرتونىه وسال:
فى المكان المعتاد سيدى؟ثمه المزيد ياسيدى
سال جريج متعجبا : ماذا فعلت يا كاثى هل افرغت مكتب نيويورك من الاوراق؟
احضرت كل ماله علاقه بالعمل كما طلبت على الهاتف
ادركت فى هذه اللحظه كم بدا كلامها عدائيا فاضافت:.................سيدى
نظر اليها جريج بقساوه واشار اليها لتتبعه اما ادوارد فانتظرهما احتراما حتى وصلا ثم تسارعت خطواته وهو يقول:رحله واحده اخرى وانهى هذا العمل
قاد جريج كاثى الى غرفه كانت يوما دون شك غرفه نوم مربعه الشكل ذات نوافذ وستائر ثقيله يزين سقفها رسوم اما جدرانها فمكسوه بالخشب اللماع حتى منتصفها وقد علقت فوق الخشب اللوحات الثمينه
التقط سماعه الهاتف ليطلب الشاى ومن ثم قال: بامكانك الان التخلى عن مناداتى سيدى
جاءتها تعليماته صارمه فاستدارت لتواجهه فقال: اذا سمعتك تنادينى بهذا الاسلوب ثانيه...ساخفض راتبك......هل تفهمين؟
لاحظت ان قبضتيه مشدودتين وفكه مرفوع بتحد ملؤه الغضب
ماذا فعلت حتى تنظر الى هذه النظره؟عندما دعوتك سيدى لم اكن اقصد الاهانه حتى وان اعتبرتها كذلك ارجوك دعنا ننسى الماضى ماحدث بيننا انتهى..........ولم يحدث شئ فى الواقع اليس كذلك؟ لقد كان لديك العقل الراجح للتوقف..........ولو لم تفعل.........
لابد اننى كنت مجنونا عندما رفضت دعوتك
اخذت كاثى تتوسل :ارجوك جريج دعنا ننسى الماضى لقد انتهى...انتهى اليس كذلك؟
لكن قلبها المضطرب صاح بها لايمكن ان ينتهى ابدا
رد عليها بصوت عميق : الماضى لايموت ابدا كاثى بل انه يميل الى ان يشتد ظهوره مع الايام
يجب ان ننسى والا كيف ساتمكن من متابعه عملى لك
سارت نحو طاوله اصغر من الطاوله التى يجلس عليها الان ثم عادت اليه:
لست افهمك........لديك خطيبه جميله كما قيل لى...........ام انها بارده؟ فقررت ان تجعلنى.............
قرع الباب ثم دفعه ادوارد بقدمه حاملا الصناديق:اسف لتاخرى سيدى لقد اوقفتنى باميلا تسالنى عن شئ سخيف وهى ستحضر لكما صينيه الشاى خلال لحظات
قالت كاثى متجنبه النظر الى جريج:سافتح الصناديق
نظرت عبر الباب الى الغرفه المجاوره فراتها هى غرفه صغيره كانت دون شك غرفه طفل اما الان فهى تحوى طاوله حديثه فوقها طابعه اليكترونيه وفيها ثلاث مقاعد مختلفه القياس وبالقرب منها طاوله عليها اله استنساخ اذن ستكون هذه غرفتها
لم يمض وقت طويل حتى دخلت باميلا تحمل الصينيه التى وضعتها على طاوله كتابه قرب احد النافذتين
هاك انسه لونرغان بامكانك الان اطفاء عطشك ساصب لكما اول فنجانين.........اتسمحين؟ثمه بعض البسكويت اذا اردت جربيها.........انها صناعه منزليه
قال جريج:هى من صنعتها فاحذرى رفضها يا كاثى
فضحكت باميلا وهى تتجه نحو الباب :انت دائما تبدى الاعجاب بطبخى سيد باركو
تركتهما واغلقت الباب وراءها
التقط قطعه البسكويت ورفعها الى فمها ثم قال امرا: افتحى فمك

جين استين333 18-12-09 04:50 PM

فضحكت وراقبها وعيناه تلمعان بابتسامه
خذى قضمه ولكن من البسكويت لامن اصبعى
بدا وكانهما يعودان بالزمن الى الوراء حيث كادت كاثى ترى امامها السماء الزرقاء وتحس باشعه الشمس القويه التى لاتلطفها سوى الريح التى تهب من البحر احست بالدفء وكانه يداعبها
عندما زال الحلم شاهدته وقد توقف عن النظر اليها ناظرا الى الطبيعه بالخارج اذن لقد كانت وحدها فوق الجزيره
جاءها صوته بعيدا: ارغب فى اكما اكبر جزء من العمل المتاخر هل لكى ان تنجزيه فى وقت قصير
ردت بكلمات لارنين لها:اجل سيد باركو
ادخل ادوارد راسه من الباب:
العشاء جاهز سيد باركو سيقدم بعد اربعين دقيقه كما قالت لى باميلا
رفع جريج يده ليصرفه فالتفت الى كاثى مبتسما وكانه متعود على هذه المعامله القاسيه فاعادت له الابتسامه وعندما سحب راسه وجدت ان جريج كان ينظر اليها فمه مشدود بابتسامه ساخره لكنه لم يتكلم قالت له بعد برهه:هل ترتدون ثيابا للعشاء سيد باركو
فرفع نظره عما يقراه:
انا ارتدى ثيابا فى كل مناسبه انسه لونرغان باستثناء التى تذكرينها
اصطبغ وجهها بالاحمرار فغضبت من وجنتيها لانهما فضحتا حرجها
مااعنيه هل ترتدون ثيابا طويله؟
تساءل ساخرا :هل ارتدى انا ثيابا طويله
ادركت ما قالته فالثياب الطويله تعنى الفساتين ارتد راسها الى الوراء ضاحكه
اسفه لم اكن اقصد هذا
اشكر الله على هذا لاننى قلقت على نفسى
بدا للحظات وكانه ذاك الرجل الذى عرفته باسم جريج والذى احبته مال الى الامام قائلا:
اجل..اتوقع منك ارتداء ثوب طويل للسهره كان يجب ان اخبرك بهذا مسبقا فخطيبتى تصر على هذا فهل احضرت ثوبا معك؟
لحسن الحظ نعم فلو لم افعل لاضطررت لارتداء ثوب النوم الطويل اليس كذلك سيد باركو
سجل عليها نقطه سريعه ساخره:
هل عدت لارتداء ثياب النوم انسه لونرغان
فوقفت كاثى تلعن الساعه التى اعتاد فيها خدها على الاحمرار:
هل لى ان اذهب لاحضر ثيابى الان........ارجوك؟
هل تعرفين اين غرفتك ساوصلك اليها بنفسى
احبت كاثى الغرفه ما ان راتها فتجاوزت حقائبها لتتقدم الى الابواب المفتوحه للشرفه وضمت يديها معا مبتهجه برؤيه المنظر الذى واجههابدت فى نهايه موجه منحدره زرقاء مياه نهر الهدسون تحيط به ستاره من الشجيرات الصغيره الشائكه بالقرب منها مبنى خشبى قديم وعلى سطح التله قطعه من ارض مشجره تشكل غابه صغيره
التفتت الى داخل غرفه النوم كان فيها طاوله كتابه وخزانه وجوارير وعلى احد جانبى السرير مراه وفوق السرير المزدوج مصابيح لها مفاتيح متدليه وفى مواجهته طاوله زينه تعلوها مراه اخرى نظره واحده الى الحمام اعلمتها انه يحتوى على كل شئ يجب ان يحتويه الحمام فقالت لجريج بابتسامه سعيده:
لن انال غرفه اجما!اخالنى ساتمتع بالعمل والعيش هنا
استخدمى ماشئت اسبحى وتشمسى قرب الكوخ الشمسى
واضيع فى الغابه؟
معى علمت ان تلك الكلمه كادت تنطقها شفتاه لكنه عاد فاحتفظ بما كان سيقوله اراد ان يقول لها
ضيعى معى ياكاثى ضيعي نفسك في
اخيرا جذبها اليه فعاودتها فورا ذكرى تلك الغرفه فى الفندق كان ليديه فى كل حركه تخطوهما مطلب جالتا على كل حناياها الى ان اجبرتاها على الاسترخاء
اطبقت ذراعاها على عنقه اما يداه فطفقتا تسيطران عليها تجذبانها وتدنيانها اليه حيث كانت حراره رغبته الملتهبه تشعل جسدها وتعيده الى الحياه رغبته طرقت باب رغبتها التى حاولت جاهده ان تبقيها بعيده لكن قوته كانت اقوى منها ومن مقاومتها التى تغلب عليها بسهوله
جريج ارجوك توقف!اين حكمتك التى ابديتها ليله تركك للجزيره
فلتذهب تلك الحكمه وضبط النفس ذاك الى الجحيم
تركها متوترا وكانها هى المذنبه وكانهاهى من وضع الحصار والقيود على حبه لها قالت بتعاسه محاوله اخفاء المها: خطيبتك تنتظرك اليس كذلك؟
ابتعد عنها ثم قال ببرود امامك عشرون دقيقه قبل العشاء
ثم اغلق الباب وراءه
اخبرتها نظره واحده الى المراه بثلاثه اشياء اولا ان هذا الفستان رائع الطراز يناسبها وثانيا انها جميله والثالثه والاهم ان هذا الفستان لايناسب مطلقا عشاء روتينيا فى منزل فخم
عينا المراه الشابه التى كانت تجلس على مقعد فخم يتسع الى اربع اشخاص اخبرتها بوضوح ان هذا الفستان لايناسب العشاء
دخلت كاثى الغرفه بعد ان لاحظت ان الباب مفتوح:
تفضلى انت سكرتيره غريغورى الجديده
توقفت المراه عن الكلام ثم اردفت بعد ان رات الحيره على وجه كاثى
لاتحارى فى امرك فانت شاهدتنى اكثر من مره على غلاف المجلات وداخلها وفى عرض الازياء اذا كنت تحضرينها
اذكر انسه باترسون فلطالما اعجبت بجمالك
لم ترد الاطراء بل استدار راسها بكبرياء وكانما المراه لاتود ان تعرف هذا
ربما هى تريد ان تنسى انها كانت عارضه بعد ان اصبحت خطيبه جريج ثم لماذا دعته غريغورى
هذا الفستان لايناسب عشاء فى هذا المكان هل ظننت نفسك ذاهبه الى حفله يحضرها عليه القوم
كان السؤال مهينا لكن كاثى وجدت صعوبه فى منع ابتسامه:انا اسفه لكننى عندما وضبت ثيابى للمجئ لم افكر فى اننى سارتديه هنا ذلك اننى لم اكن اعرف القاعده
ايه قاعده؟من قال لك ان للامر قاعده
ج..............السيد باركو
هل يسال احد عنى؟
جاءهما السؤال من جهة الباب فاستدارت كاثي وقد احمر وجهها:لا..............ولكننى................
قاطعت سالينا باترسون تفسير كاثى وامتدت يداها الى جريج:
حبيبى.......كانت الانسه لونرغان تجيب عن سؤالى بشان من اخبرها على القواعد
تبادلت كاثى معه النظرات بدا وكان فيهما مايخبرها انهما كسرا التقاليدمنذ نصف ساعه
اجتاز الغرفه مشيرا الى كاثى بالجلوس ثم اخذ يد خطيبته وانحنى ليقبل خدها
ضربت على المقعد المجاور لها: اجلس بقربى ياحبيبى لقد احسست بالهجر طوال النهار
اسف على هذا
وقف وراءها واضعا يده على كتفيها فارجعت راسها الى الوراء لتنظر اليه:هه........كم هذا لذيذ.....دلك كتفي يا حبيبى فانا احس بالحاجه الى الاسترخاء
رات كاثى انها ليست بحاجه الى اهتمامه والى العاطفه فهى تبدو مسترخيه كقطه خامله
لما حاولت قراءه تعبير وجهه شعرت بانها تقرا رساله سمعت صوت سالينا تقول له:
حبيبى انك تؤلمنى هل تفكر فى عملك المتعب منتقما منى
رفعت كاثى عيناها اليه لتكتشف مصدومه ان عيناه لاتفارقان وجهها لكنه اجابها باختصار:
اجل.....كنت افكر فى متاعب عملى........كاثى هل ترغبين فى شراب
احتجت سالينا بصوت اجش:
حبيبى........اليست العاده ان تسال خطيبتك اولا؟
اعتذر ولكننى اعرف ذوقك وما قد تطلبين ولاحاجه لى الى السؤال؟
تساءلت كاثى اين كان يخبئ مثل هذا الحديث الناعم عندما كان معها عندما كان ملتحيا فظا فى تفكيره وفعله
كاثى؟
هاهى خشونته قد عادت وصدمتها بشكل اقصى لانها تلت الحديث الناعم الذى حدثها به لم تجيبى
هل تريدين الشراب المعتاد
راجع نفسه فورا اما هى فقد التقطت انفاسها لتجيب:
اجل......ارجوك يا.......
التقطت انفاسها ثانيه قبل ان يخرج تصغير اسمه من فمها وهنات نفسها لان سالينا لم تلحظ شيئا لكنها التفتت الى خطيبها وعلى وجهها تقطيبه
لماذا تذكر اسمها فقط وكانما هى شخص مميز لديك
فسارعت كاثى الى الاجابه:اعتقد ان سكرتيره المرء الخاصه هى دائما مميزه قليلا بالنسبه لرئيسها اليس كذلك انسه باترسون؟
ثم تابعت سالينا بحيره: لقد كان ينادى جينى باسمها انما بطريقه عاديه
اخذت كاثى تكلم نفسها :لان هذا الرجل ليس رئيسى فحسب بل هو حبيبى فكيف يتوقع احد الااشعر بشئ تجاههاو ان اتظاهر امام زوجه المستقبل بانن لم نلتق قبل ان اصبح سكرتيرته
عندما مدت يدها لتناولف كاس الشراب من يده كانت يدها يرتجف فكان ان امسكه معها لحظات ليثبته بيدها ثم قالت ونظراتها مستقره على الشراب الى ان امسكته بقوه: شكرا
علق بعفويه وهويتراجع ليجلس بقرب خطيبته:اظن افكار سكرتيرتى كانت بعيده عن هنا ربما كانت تتذكر ايام عطلتهاالى اين ذهبت هل قلت الى جزيره نيو برفيدانس؟
صعب عليها ان تنظر الى الرجل الذى يضربها بهذه القساوه ولو فعلت لاعطت الفرصه للفتاه المراقبه المنتظره معظم اسرارها وشوقها
سالت سالينا: اليست هذه الجزيره الرئيسيه فى جزر الباهاما؟لقد كنت هناك مؤخرا ياحبيبى اليس كذلك؟عجبا كيف لم تلتقيا لايمكن ان يكون المكان واسعا هناك الى هذه الدرجه
فسارعت كاثى الى القول
لم نكن نعرف بعضنا انسه باترسون
لكنك تعملين فى الشركه وهذاواضح
رد بسهوله: انها شركه كبيره الاتذكرين وكاثى كانت تعمل فى قسم مختلف جدا منها وكاثى كانت تعمل فى الجانب الانسانى منها فى الطبابه والصحه ومشاكل الموظفين
هزت كاثى راسها بقوه اكثر من اللازم : شؤون الموظفين نحن نحاول ايجاد الراحه للناس احيانا كنا نعالج مشاكلهم الخاصه وكنت اتمتع بهذا
لماذا تركت القسم اذن؟
فنظرت الى جريج ولكنه كان يغمض عينيه وعلى فمه ابتسامه اجيبى على هذا لو استطعت
انها اوامر الرئيس
لمعت عيناها بالانتصار بعد ان فتح عينيه ردت الكره الى مرماه فالتقطها بسرعه
لقد احتجت الى سكرتيره جديده وقمت بتحقيق سرى عن السكرتيرات العاملات فى الشركه وعن مؤهلاتهن فكان ان تلقيت تزكيه عن الانسه لونرغان.....وهاهى تشع امامى
لم تلحظسالينا جو التوتر الذى ساد فوضعت يدها على ركبه جريج ثم قالت له: اتسمح ان تكون حملا وديعا فتحضر لى البوم الصور
لم تستطع كاثى اخفاء ابتسامتها فهى لم ولن تتصور جريج حملا وديعا امام اى كان انتظرت ان تسمع منه رد احضريها بنفسك او ما شابه ولكن ما اذهلها انه فعلا لعب دور الحمل الوديع فقام باحضار الالبوم المطلوب
جاء دور كاثى لتلقى الاوامر:
انسه لونرغان نظارتى هناك هل لك ان تحضريها
اصاب كاثى ذهول جعلها تستجيب الى ذلك الطلب باذعان
اهذه الكبرياء التى تظهرها نتيجه خطوبتها لاكبر المساهمين فى شركه ايستمان كوربريشن اهذا الطغيان الساحق هو مايرغب به جورجيو باركو فى شخصيه زوجته المستقبليه
اذا كان هذا صحيحا فمن الجيد انها نجت بنفسها ولكن هل نجت حقا
راحت تحدق باعجاب حقيقى الى الصور التى تكشف جمال قسمات وتقاطيع العارضه سالينا باترسون التى اغمضت عينيها بعد ان انهت الالبوم وضمته الى صدرها وكانه دره ثمينه
لقد طلبت طبع هذه النسخ لقد صنعت لسبب خاص
عادت كاثى الى مقعدها وقالت معلقه:
لا افهم كيف اجبرت نفسك على ترك العمل
لاحظت تصلب جريج واستدار راس سالينا اليها:
الاتعرفين.........احقا لاتعرفين
ليس لدى ادنى فكره انسه باترسون
لماذا خفق قلبها بهذه السره
سمعوا طرقا على الباب ودخل ادوارد:
باميلا تقول ان العشاء جاهز ياسيدى
وقف جريج كذلك وقفت هى محاوله حل لغز الرساله الغريبه فى نظرته وتقدم لا ليقود خطيبته الى الباب بل ليتجاوزها وينحنى خلف الاريكه ملتقطا عكازين ارتفعت يدا كاثى الى حنجرتها واندفع الدم فى عروقها بعد ان راته يمسك خطيبته من تحت ابطيها بلطف وتؤده لتقف ثم دفع العكازين تحت ذراعيها
حدقت سالينا الى كاثى بشئ من التحدى ثم قالت بمراره:
هل تلقيت الاجابه عن سؤالك الان
رفعت نظرها الى خطيبها ثم بدات تقدمها البطئ المؤلم ناحيه الباب

************

جين استين333 18-12-09 04:52 PM

8- يد القدر
لولا ثرثره سالينا بين الاونه والاخر لعم الصمت المطبق خلال العشاء لم تكد كاثى تنطق بحرف واحد ذلك ان الصدمه اثرت بها عميقا جريج خاطب لامراه مقعده بسبب حادث ما وهذا يعنى انه اشد ارتباطا بها مما لو كانت صحيحه البنيه ياترى عندما يتزوجان واغمضت كاثى عينيها بياس اى حياه حميميه بينهما ستندثر بسبب عجز سالينا وبعد الزواج ماذا سيفعل ارتفعت عيناها لتجده يحدق بها
سالها:هل فقدت شهيتك يا كاثى
فى لهجته سخريه جعلتها تجفل فبعد ان اكتشفت كم خدعها فى لقاءهما الاول عادت المراره تتصاعد فقالت تجيبه:لم اكن ادرك اننى فقدت شهيتى سيد باركو لقد ارهقتنى بالعمل حتى امتص ذلك منى اى طاقه
كانت تقصد بابتسامتها تلك ان تخترق دروعه لكن ماحدث انها لم تلامسها اطلاقا اضافت:
انا امهل نفسى لاسترد تلك الطاقه
الابتسامه التى ردها اليها جلبت الاحمرار الى وجهها قالت سالينا:
لاحظت ان الانسه لونرغان لم تسانى بعد عن كيفيه وقوع الحادث وكيف جعلنى عاجزه
اجفلت كاثى من كلماتها: انتى لست عاجزه انسه باترسون انت شابه وجميله وقد تشفين حتى...........
رن صوت سالينا بنوع من التاثر لم تستطع كاثى فهمه:لن اشفى ابدا..... لن يكون بينى وبىن جريج اى اتصال جسدى عندما نتزوج اتعلمين استطيع ان ارى ان هذا اول مافكرت فيه
هزت كاثى راسها نافيه لكن دون طائل لذا نظرت الى جريج مستغيثه ولكن عينيه التان لم تبرحا مكانهما لم يكن فيهما ايه رساله
تابعت سالينا بعد ان اسرعت باميلا تزيل الاطباق لتقديم الحلوى:
ماذا سيفعل عندها ايفتش عن امراه اخرى كما يفعل معظم الرجال العاديين؟
فتشت كاثى عن العون مره اخرى عينااه لم تفارقا وجهها لحظه ومع ذلك كانوا خاليين من الود
تابع الصوت القاسي البشع:
استطيع ان اقول منذ الان انه لن يفعل فهو رجل شريف وحترم يا انسه لونر غان حتى لو دنت منه الفرصه مع اى امراه فسيهرب متذكرا انه رجل متزوج
اخذت كاثى تتوسل بصمت بعينيها ليتدخل جريج ليوقف الاسيد الفتاك المتدفق من شفتى خطيبته لكنه لم يفعل شئ سوى متابعه النظر اليها مع شئ من القسوه
تابعت سالينا:عندما يضع خاتمه فى اصبعى سيحرم نفسه مما اراد ولن يطلق عنان رغباته
ساد صمت ثقيل حاولت كاثى خلاله ان تتناول الحلوى الا انها لم تستطع اجبار نفسها الا على القليل ابعدت الطبق عنها ثم مسحت يديها بمنديل المائده كل حركه من حركاتها كانت مراقبه من المخلوقه الجميله الجالسه قبالتها: هل جرحت احاسيسك انسه لونرغان اذا كان كذلك فانى اعتذر الا انى كنت اقول الحقيقه
هل تحاولين معاقبه خطيبك انسه باترسون؟
كلمات السؤال اصطدمت بالجدران ثم عادت مرتده لتؤلم وكانها الرصاصات المرتده تابعت كاثى:
هل ارتكب جريمه بشعه يتوجب عليه دفع ثمن نتائجها بقيه حياته؟
احمر لون سالينا الشاحب بلون غاضب وصاحت: قل لهذه الفتاه ان ترحل جورجيو لن اتحمل اهانه اخرى منها
استدارت نحوه ثم مدت يديها اليه على نحو اعمى فحرك كرسيه وامسك بها وهى تنتحب على كتفه
دفعت كاثى كرسيها الى الوراء ووقفت: انا اسفه انسه باترسون اسفه جدا
استدارت مسرعه نحو الباب ثم توقفت لتقول:
ساحضر حقائبى واغادر سيد باركو فما قلته لايغتفر
جاءتها كلماته قاطعه:
صحيح انه لايغتفر انسه لونرغان........ولكنك ستبقين ......زفانت هنا سكرتيره ولست ضيفه
عندما وصلت الى خارج الغرفه وجدت بانها ترتجف هاهو ذا اخر احلامها قد تحطم الى نثرات
كانت العتمه تزداد وكاثى جالسه فى الكوخ الخشبى الذى اخبرتها باميلا بان السيد باركو لن يمانع اذا قصدته فجينى طالما استخدمته لكن فى ضوء النهار لافى ظلام الليل
احست بالبروده فى ضوء القمروتملكتها قشعريره هزتها من راسها الى اخمص قدمها فتحت عينيها واذابها ترى طيف رجل يقففى الظلام عند المدخل ابتلعت الصرخه واستعادت انفاسها عندما عرفته
ماذا تريد؟
ولما لم يرد اكملت:
ان تجدنى؟ انت تطردنى؟ان تمزقنى بسبب ما قلته لخطيبتك؟
خطواته الاولى رفعته بخطوه واحده فوق السلم والخطوات الاحقه جعلته يجلس قربها على المقعد الخشبى
لقد اخطات فى الثلاثه لقد جئت الى هنا لاجد مااجده عاده هنا الهدوء والصمت والهرب من متطلبات الحياه المفروضه على
وقفت: اسفه لم اكن اعرف ذلك.......ساتركك لهدوءك وسكينتك........
امتدت يده لتمسك ذراعها: ستبقين هنا .......اجلسى
ارفض ان اسمح لك باصدار الاوامر وكاننى طفله متمرده!كما لن اجلس فى اى مكان قريب منك
شدها بقوه فوقعت على المقعد واذت نفسها شهقت وتالمت عندها احست بيد تتحرك على ظهرها فتاوهت:
لاتفعل هذا.......لاتلمسنى
فتجاهل كلامها ورغما عنها وجدت نفسها تسترخى تحت تاثير انامله التى شرعت تدلكه بهدوء وع ذلك كان يوترها ويعيد اليها المشاعر التى اشتعلت كالنار فى تلك الجزيره الغامضه المنعزله
ارجوك توقف........لااريد اى شئ له علاقه بك.........اتفهم؟
كان طلبها همسا نظرت الى وجهه لتشاهد قسماته الا ان الظلام منعها وكان لرفضها التاثير المطلوب لانه سرعان ماسحب يده ليضعها تحت حزام بنطلونه وقال ببرود:
اخبرينى المزيد
ملات مسمعى كذبا وتدعى انك لم تخطئ
لم اكذب عليك قط يا كاثى
لقد كذبت ولن تقدر على الانكار............ ان عدم قولك الحقيقه يعد كذبا......
بعد صمت طويل اجاب:
علاقتنا لم تكن فى اى وقت من الاوقات اكثر من شئ عابر فى ذلك الوقت ولن تستطيعى انكار هذا قبلت الواقع دون شروط فلماذا تابهين الان بصدقى او بكذبى
انا لاابه........ومع ذلك فقد كان وكيف لاابه بعد ماحصل بيننا لقد تبادلنا الغرام ........الم نفعل؟
استدارت نحوه لتضربه بقبضتيها فامسكهما ثم ابعدهما عنه فتابعت همسا:لقدزرنا معا كل الامكنه حيث تعانقنا واستلقيناعلى الرمال عند حافه البحر وتغازلنا ونمت بين ذراعيك.....فى فراشك
امتدت يداها الى كتفيه تهزه:لقد تركتك تقترب منى كما لم يقترب منى اى رجل اخر
لكن هذا كان بقرار منك
منتديات ليلاس
كيف لك ان تبقى باردا هكذا؟ الم يعنى ماحدث لك شيئا؟
امسك يديها ثم ادناها منه وجذبها اليه بحيث استلقت عليه ثم امسك قبضتيها بيد واحده ووضع الاخرى فوق فمها: لقد فاض بى الكيل حتى اكاد اختنق......لقد تحملت الدموع والاهانات من سالينا.....وعرضت مستقبلى للعجز...وتحملت التحقيق العلنىوها انا اتلقى الاهانات عن امانتى واستقامتى فلابد ان اثبت لنفسى اننى مازلت رجلا
هزت كاثى راسها ثم صرخت من الالموقالت: لن اكون عشيقتك......فانا ارفض ان تستغلنى....... لن تجبرنى لن تجبرنى
تجاهل صراخها وامسك كلتا يديها بيد واحده ثم مد يده ليداعب جسدها ناقلا اليها اثاره راحت تتصاعد وتتصاعد شيئا وشيئا فى جسدها حتى ارتد راسها الى الخلف اذعانا
قالت هامسه:لا.....لاتوقف ...لااستطيع ان اتحمل
عندما سمعت ضحكه بارده شريرها تلاعبت اصابع الخوف على عمودها الفقرى
ترك يديها بعد ان علم ان مقاومتها تلاشت ودون ان تعى مدت يديها الى وجهه لتلمسه ولماوصلت الى الخلف راحت تشده وقالت له وهى تهمس:لا...... ارجوك ........توقف....توقف
احست بجفاف فمها وحاولت ترطيب شفتيها بلسانها:
لا يجب ان تستمر......ساتركك......لن اقدر عل العمل معك بعد الان
بدا لها اخيرا انها وجدت المفتاح الذى يوصلها الى شاطئ الامان رفع راسه لينظر الى جسدها ثم رفعها بذراعيه لتصبح مستلقيه اما هى فسعت لتضع خدها على صدره وبقيا علىهذا الوضع وقتا طويلا حتى احس بها ترتجف بين ذراعيه:
هل تدخلين الى المنزل انت اولا........ارجوك
الن ترانى باميلا او ادوارد؟
سيكونان فى غرفتهما وبعدها سالحق بك وعندما سيسمعنى ادوارد سينزل ليقفل الابواب
وقفت مرتجفه الساقين....مترنحه:
امازلت تريدنى ان ابقى
اريدك ان تبقى
اذن سابقى........تصبح على خير
لم يرد....... وبعد وصولها الى غرفتها بدقائق سمعت وقع اقدامه

جين استين333 18-12-09 04:54 PM

كان جريج قد انهى فطوره وغادر غرفه الطعام عندما نزلت كاثى من غرفتها اما سالينا فكانت تتناول التوست والمربى وامامها صحيفه الصباح نظراتها لم تلحظ فقط التعب على محيا كاثى بل كذلك الفستان البسيط الكحلى ارتاحت كاثى عندما لم تجد اى اثر للغضب على تعابير الشابه بل بدت كانها عادت الى طبيعتها
قدمت لها باميلا طبقا من البيض واللحم:
هل يناسبك هذا الطعام ياانسه؟هل تسمحين لى ان اناديك باسمك ياعزيزتى؟ لقد كنت انادى السكرتيره السابقه بالانسه جينى
لا امانع ابدا باميلا
سارعت مدبره المنزل الى الخروج.احتست سالينا بعضا من قهوتها وراقبت كاثى تاكل:
يبدو بانك وجدت الطعام لذيذا ياانسه
فهزت كاثى راسها مبتسمه بينماطوت سالينا الصحيفه ووضعتها جانبا. قالت سالينا:
انا لم اخبرك بعد كيف حصل الحادث....صحيح؟
هزت كاثى راسها اما سالينا فقد ضمت يديها لتضع راسها فوقهما فى وضع طالما برعت فيه فى ماضيها المهنى
كنت مجنوونه بركوب الخيل وحسبتنى اعرف كل شئ عنه لكن فى صبيحه احد الايام الجميله اعتلوت صهوه الفرس وانا فى مزاج عكر مجنون فى البدايه سرت برزانه لكن لم يلبث ان تملكنى شئ حثنى على دفع الفرس الى الركض بل انها راحت تقفز فوق الحواجز الحجريه فى املاك باركو ....وفوق البوابات وفوق احدى البوابات حدث ماحدث فالفرس لم تكن تعرف ان الارض وراء البوابه محفوره ومنخفضه
توقفت كاثى عن الطعام لتحدق الى الوجه الجميل:
ووقعت الفرس
رمتنى ومنذ ذلك الوقت لم يعد عمودى الفقرى الى حاله وكنت قد احتجت الى وقت لتشفى اطرافى الاخرى واستطيع استخدامها اما ساقاي ستحتاج الى وقت طويل جدا وقد قيل لى انه يوجد لها عمليه ولكن لايضمنون نجاحها
اولم تجريها؟
لقد اكتفيت من العمليات الجراحيه ولو ضمنوا لى النجاح لاجريتها
رفعت كتفيها ثم اخفضتهما بحزن فسالتها كاثى:
هل كنت وحدك عند حدوث الحادثه؟
لا.........لم اكن وحدى.........كان برفقتى شخص اخر
بدا واضحا ان القصه انتهت وهويه الشخص الاخر ستظل سرا ظنت كاثى ان ذلك الشخص هو جريج فهما دون شك كانا خطيبين قبل الحادثه
اوقفت سالينا كاثى وهى تحاول الذهاب ابى مكتبها:
ارجوك اعطنى ذلك الجرس اليدوى الذى على الطاوله هناك فى العاده يعطينى اياه جريج لكنه يبدو اليوم فاقدا لشهيته فهو لم يتناول سوى فنجان قهوه
هل تقرعينه لطلب المساعده؟
فقد عندما احتاج اليها عند الوقوف او التحرك فععندما اقرعه ياتى ادوارد مسرعا
اناديه لك اذا شئت
فهزت سالينا راسها نفيا ثم عادت تفتح الصحيفه وتقراها
كان جريج وراء طاولته عندما وصلت:
اسفه على التاخير
انا من حضرت باكرا ......لاعمل لك اليوم لذا لاداعى الى البقاء هنا
كان يقصد بقوله ذاك اغضابها.........لذا قفز الرد الى شفتيها لكنها اعادته لكن لم تخف عن عينيه غضبها المكبوت وما ان ارتدت الى الباب حتى قال:
ستجدين بريد الصباح على مكتبك افتحيه ثم اجيبى عما تستطيعين واعطنى الباقى
حاضر سيد باركو
بينما كانت تعمل سمعت صوتا من غرفته كان المكان هادئا يوم امس ولكن يبدو ان فى المنزل زائر اليوم بعد ان انهت الرسائل رفعت احد اجهزه الهاتف عن طاولتها:
سيدباركو
سمعت ضحكه على الطرف الاخر:
لقد اتصلت بى عزيزتى........انا باميلا.....انت تستخدمين الهاتف الاصفر اليس كذلك حسنا الاجهزه الحمراء هى للمكاتب اما الاسود فهو الذى يوصلك للسيد باركو مباشره
ابتسمت كاثى:شكرا لك باميلا
رفعت الهاتف الاسود فسمعت تكتكه على الجانب الاخر انتظرت سماع الرد فجاءها سؤاله الفظ:
بماذا تحاولين اللعب بالله عليك؟ انت تعلمين من انا ........فماذا تريدين
كبحت غضبها من تصرفه غير المبرر ثم اجابت:
اسفه سيد باركو ولكن لو لم تخبرنى باميلا لما عرفت اننى اتحدث اليك
ارجو ان تتغاضى عن هفوتى التى لاتغتفر لقد نسيت ان اشرح لك طريقه استعمال الهاتف اما الان فان لم تبلغينى ماتريدين بسرعه فسادخل بنفسى وادق عنقك
ما ان تصورت ان يديه ستلامسان اى جزء من جسدها حتى خفق قلبها خفقات سريعه ولكنها كبحتها واجابت:
لقد انهيت كل ما استطعته من دون تعليماتك
فماذا تنتظرين اذا؟ادخلى فورا
اغلقت باب مكتبه وراءها ووقفت عده لحظات ثم تقدمت نحوه وقالت : ارجو ان توقع هذه سيد باركو
بينما كان يوقع كل رساله على حده اخذت هى تضع كل رساله فى مغلف حتى وصل الى الرسائل الخاصه التى تحتاج اهتمام خاص علمت انه سيتاخر فى قراءتها والوصول الى حل بشانها
التفتت نحو النافذه وقالت وهى تتقدم نحوها:كم المنظر جميل من هنا
افلتت منها تنهيده واذ بها تحس بيدين تستقران على كتفيها احست باحساس المذنب لانها ابتعدت عن واقع العمل ونسيت مشاكله
ادارها جريج وكانت لمسته كالصاعقه عليها فقد فقدت عيناه قساوتهما واشرق وجهه وهو يسالها:
ماذا حدث لابتسامتك؟
رفع ذقنها باصبعه وتابع :لقد ذهبت ضحكتك ايضا يافتاتى الطيبه الصغيره
اخذت اصابعه تلمس خدها فارتعشت كان يعيد اليها الذكريات عن عمد وهذا مالاتقدر على احتماله لذا حاولت الابتعاد عنه وقد اعتمت عيناها غضبا فردت بعنف:
لقد سلبت كل ابتساماتى وسرقت ضحكتى كان يمكن ان انظر الى ماحدث بيننا على انه عاطفه عابره.........لولا خداعك اياى بكل الطرق
اذن لقد عدت الى اتهامى بالكذب
كل تلك الاطراءات والهراء حول محبتك لابتسامتى ماقلتها الا لتحصل على ما تريد ومع ذلك فقد قالت خطيبتك عنك انك رجل صادق وشريف كان يجب ان تراك امس فى الكوخ او معى فى الجزيره ........وفى فراشى
تراجع ليقف قرب طاولته ويرد بهدوء:
الم اكن صادقا شريفا؟ ومن رجتنى ان اكمل الطريق معها؟ من قالت لى باصرار نعم.......نعم.....نعم
اغشت الذكرى عينيها والمت قلبها لامن جراء يديه التى تغرس فى ذراعها بل بسبب الادانه الت اطلت من عينيه
حاولت التملص منه:
ارجوك انت تؤلمنى!اتركنى
سالها بوحشيه:
لكنك فى تلك الليله لم تقولى هذا بل كنت انا من ضبط اعصابه وكبح جماح عاطفته تصورى فقط لو انى لبيت طلبات رغباتى اضافه الى طلبات المراه التى كانت بقربى لربمه كنت الان تنتظرين مولودا فماذا كانت خطيبتى ستقول عن ذلك؟
لكنك لم تخبرنى عنها هل فعلت؟
حررت نفسها من قبضته تئن من الالم ثم اردفت:
لو علمت بوجودها لما تكلمت معه اساسا
تقدم ليقف عند النافذه الاخرى وعندما استدار نحوها كانت تقف عند الطاوله ترتب المغلفات فتناول منها المغلفات وقال: ساسجل ردى على شريط اذهبى الى غرفتك وساتصل بك عندما احتاجك
لكن بامكانى كتابه املاءاتك سيد باركو
او تظنين اننى لااعرف هذا؟انا اريدك فقط ان تخرجى من هنا!
قبل ان تصل الى الباب التفتت اليه تساله:
كنت ساطلب اذنك للخروج لشراء ثوب ملاءم للعشاء بدل الذى ارتديته بالامس
انت حره فتره بعد الظهر كلها اتجيدين قياده السياره؟ اظن هذا خذى السياره الصغيره من الجراج الثانى انها فى الواقع لسالينا لكن ادوارد يحافظ عليها بحاله جيده
اعطاها ادوارد المفاتيح وعندما سالته عن المحلات اعطاها اسم محل كانت سالينا تشترى منه كما قالت له باميلا
تجولت كاثى فى شوارع البانى التجاريه الى ان وصلت الى المحل الذى اوصى به ادوارد اشترت فستان سهره كحلى اللون ثم تنوره طويله وقميصين حملت الاكياس لتتوجه الى حيث اوقفت سيارتها فكادت ان تصطدم بشخص رقص قلبها تحسبا فقد كان رجلا طويلا ولكن خفقات قلبها توقفت فجاه فالرجل لم يكن اسمر الوجه بل كان اشقر لوحت الشمس بشرته ومضت عده دقائق قبل ان تتعرف اليه
قال لها: حسنا حسنا اليست هذه احى فتيات جريجوى باكو الصغيرات
عاد قلبها للخفقان وكانها التقت بعاصفه لتوها:
اهذا انت !انت بعيد عن مركز عملك فى الباهاما
هذا انا ريتشارد بنغلو بلحمه وشحمه اسمعى بما اننا التقينا صدفه فما رايك لو ذهبنا الى مكان نروى فيه عطشنا دعينى احمل عنك هذه الاكياس اعرف مكانا جميلا يقدمون فيه الشاى اللذيذ فى مثل هذا الوقت اماا فى الليل فيتحول الى ملهى ليلى
الهذا انت تعرفه
ربما........لكننى لااعيش هنا اننى ازور البلده عند الضروره فقط
جلسا على اريكه منخفضه امام نولفذ غرفه تصل الى الحانه المغلقه حتى المساء قدم لهما الشاى قدم لهما الشاى بسرعه وطريقه وديه سالها ريتشارد بنغلو:
ثمه ما يقلقك؟
ربما.....اذن لقد عدت من عملك فى الجزيره التى تشابه سطح القمر
نعم لفتره قصيره........لكنك لم تسالينى ماذا افعل هنا؟ يمكننى طرح السؤال نفسه عليك
انها قصه طويله
لكن نيويورك بعيده عن هنا بما فيها مكاتب ايستمان كوربريشن الكبيره
كيف تعرف مكان الشركه؟
شرب الشاى ثم مد يده لتصب له المزيد منه:
هل اعرفها هذه انباء جديده
انت لاتعنى........انك تعمل فيها؟وانك طوالب الوقت الذى كنت اصادق فيه ج......السيد باركو كنت تعرف اننى اعمل لايستمان ومع ذلك لم تقل لى انك تعمل فيها ايضا؟ولم تخبرنى كذلك ان باركو رب عملى
فابتسم......وتناول قطعه بسكويت من الطبق امامهما فتابعت:
فهمت الان سبب مناداتك له بالرئيس لقد سالت ج.........السيد باركو عن السبب ولم يخبرنى
بالطبع لن يخبرك لانه كان سيفسد رياضته؟كان سيتوقف القط عن ملاعبه فارته الصغيره ...........ثم اسمعى لاعليك ناديه جريج فانا اعرف كل شئ عن علاقتكما
لم تكن علاقه كما تعنى
لم تكن !ماذا كانت اذا قبله عابره على الخدين ........ومع ذلك نام معك
استدار راسها من حولها فزعا:كيف..........
توقفت وقد افزعها ماكشفت عنه فتابعت مدافعه:
نحن لم........اعنى كان الامر........لماذا اشرح لك؟
لاتشرحى شيئا فانا اعرف رب عملنا خير معرفه واعرف كذلك .........لنقل نشاطاته مع النساء دون ان يخبرنى احد عن هذه الناحيه منه
كانت كاثى على استعداد للامساك براسها لولا ان الحركه ستظهر مدى قلقها
هل قال لك شيئا عنا
لم يحتج الى ذلك لاننى حزرت انه قضى ليلته معك
سالته:هل اخبرت احدا اخر
اتعنين هل اوصلت المعلومات الى مصادر اشاعات الشركه ليتحدثوا عنها ؟لا لم افعل بعد

جين استين333 18-12-09 04:56 PM

وقف ثم قرع الجرس اليدوى ودفع الحساب احست بالذعر من كلماته ثم ابتسمت للمراه التى خدمتهما التقط ريتشارد اكياس المشتريات وحملت كاثى ماتبقى سالته:
ماذا تعنى بانك لم تفعل بعد
فابتسم واطرق:
ربما اعنى.......ان الامر قد يفلت من لسانى يوما عندما اكون مستغرقا فى الحديث مع احد الزملاء على كل حال الزميلان الاخران كانا معى ......كنت هناك انا والرئيس وجو وتود وهما ليسا اعميين ولكنهما لايتكلمان وكذلك انا ليس عن قصد
قالت له: انا ذاهبه الى سيارتى ساتركك هنا شكرا على الشاى
وانا كذلك ذاهب الىسيارتى......هل لديك سياره خاصه؟
انها زله لسان.......لقد استعرتها من الانسه باترسون
اه........سالينا الجميله المتملكه......لقد التقيت بها اذن؟ الان عرفت ماعنيت عندما قلت لك انه ابعد من منالك انها لن تدعه وشانه
لم اتصور ابدا انها ستفعل
اذن لماذا تبعته الى البلده؟
وصلا الى جانب سياره سالينا وفتحتها كاثى لتضع الاغراض قالت له:
لم اتبعه لقد استدعانى فقد اصبحت سكرتيرته بعد ان رقانى
ارتفع حاجباه الملوحان باشعه الشمس:
هل فعل هذا ؟حسنا حسنا
ابتسم لكن ابتسامته لم تكن وديه ثم رفع يده محييا:
ساراك فى المنزل بعد خمس دقائق لاتدهشى فيما لو سبقتك انا مضطر لرؤيه الرئيس من اجل العمل لا للمتعه
بعد ان قال هذا التعليق المبهم قصد سيارته
وضعت كاثى ثيابها الجديده فوق سريرها معجبه بها ثم علقتها فى الخزانه وجدت على طاولتها عملا ابقاها مشغوله فتره طويله تساءلت عما اذا كان هناك موعد نهائى فالتقطت سماعه الهاتف الاسود
نعم
الرد كان باتا لاشك انه عرف فورا هويه المتكلم سادعه يعرف اننى انسانه ولست روبوت
لقد اشتريت بعض الثياب الجميله المناسبه بدلا من الفستان الذى ارتديته بالامس
ساد صمت طويل فقطبت :
سيد باركو
نعم؟
سمعت سعالا عن بعد تبعه نحنه رجل اذن فهذا ريتشارد بنغلو يعلن عن وجوده وهو دون شك سمع ماقالته:
لقد وجدت الشريط على الطاوله كم لدى من الوقت لانهيه .......ارجوك
اصبح صوتها الان خشنا حسب مقتضيات العمل
انهى ما تقدرين على انهائه قبل منتصف صباح الغد
ثم اقفل الخط
كان ريتشاد بنغلو يجلس على الاريكه قرب سالينا عندما دخلت كاثى غرفه الجلوس حملقت فيها العيون ثم ارتفع ابهام ريتشارد عاليا وهى علامه تدل على الاعجاب اما سالينا فعبرت عن اعجابها بالكلمات :
هذا افضل هذا افضل بكثير من الفستان قديم الطراز الذى ارتديته بالامس
كان الوحيد الذى احضرته معى.......وكنت قد ابتعته لاحضر حفله عشاء رسميه
فقاطعها ريتشارد قائلا:
ثمه حكمه تقول لاتعتذر ابدا ولاتشرح ابدا فانت ستبدين جميله فى اى شئ ترتدينه يا كاثى
رمقته بنظره متوتره وكانها تقول له انا لم اعطك الاذن باستخدام اسمى الاول
نقلت سالينا نظرها من احدهما الى الاخر وقالت:
هل التقيتما من قبل؟
سارعت كاثى الى القول قبل ان يخترع ريتشارد احد تعليقاته المزدوجه المعنى:
نعم منذ زمن فنحن نعمل فى الشركه نفسها اليس كذلك يا ريتشارد؟
ارتفعت ذراعا سالينا الجميلتين الى خطيبها الواقف وراءها الان فانحنى لتطبع قبله على خده:
لقد دمغتك باحمر الشفاه يا حبيبى
دون اى حرج اخرج منديلا ومسح وجهه وعيناه لاتفارقان وجه كاثى التى اشاحت بنظرها عنه فريتشارد بنغلو ليس غبيا وهو يراقبهما لمعرفه رده فعلها على تمثيليه دلال سالينا
ساعد جريج خطيبته فى الانتقال من غرفه الجلوس الى مائده العشاء فكان ان سارت ببطء ورائهما يرافقها ريتشارد الذى راح ينظر اليها بين الفنيه والفنيه للفت انتباهها
عندما كادو يصلون الى غرفه الطعام سال ريتشارد بعفويه:
لماذا لاتجرين تلك العمليه الجراحيه ياسالينا ؟ فتعودين عندها الى طبيعتك والعالم حسنا........ملوك الازياء سيرتمون عند قدميك
كانت قد بدات تجلس بمساعده جريج مرت بضع ثوانى قبل ان ترد على ريتشارد بايجاز:
لن تنجح
ولكننى اعلم ان الاخصائيين قد شجعوك
رات سالينا نفسها فى موقع دفاعى تمقتهك
لكنهم لم يؤكدوا النجاح مئه بالمئه
لكنى سمعت خبرا مفاده ان الجراحين كتبوا تقرير مشجع عن العمليه
ما سمعته خاطئ
لعله بعد مرور سنتين قد تبدلت امور كثيره الى الافضل فالطب يقفز قفزات عملاقه هذه الايام بفضل البحوث الطبيه
رفع جريج راسه عن طعامه فجاه فاذا به يرى كاثى تنظر اليه اخفضت عينيها لتنظر الى حركه ملعقه الحساء
تابع ريتشارد:
فكرى فى الامر يا سالينا.... ستتمكنين من رمى هذين العكازين...........
ارتجفت يدها وهى توجه كوب الماء الى فمها فاعادته الى الطاوله واكملت:
لا شان لك بهذا كما لاشان لجريجورى ايضا
مدت ذراعيها اليه ثم شاهدتها كاثى للمره الثانيه خلال يومين تنتحب على صدر خطيبها فعلى مايبدو ان اعصابها على شفير الهاويه
قال جريج بلهجه ناعمه ادهشت كاثى:
سالينا على حق ياريتشارد........فهذا امر لايعنيك
اطرق ريتشارد ثم شرع يعيد ترتيب فوطه المائده على حجره:
لا.......ايها الرئيس لكن اكره ان ارى امراه جميله تصبح عاجزه فى هذا العالم القبيح
نظرت اليه كاثى فى دهشه فتحت هذه السخريه هناك طبقه من الانسانيه
بعد العشاء قال جريج لريتشارد : تعال الى مكتبى لنتابع مباحثاتنا
عندما صعدا انزوت سالينا فى مقعدها المفضل وحاولت كاثى الاسترخاء قالت لكاثى وكانها تفضى اليها بسر:
انا اكره هذا الرجل فهو دائما ياتى على ذكر اصابتى لذا لااعجب عدم قضاء زوجته معه اكثر من سنتين او ثلاثه
هل قابلته على الجزيره؟
سؤالها المفاجئ جعلها توشك على القفز من مكانها ولكى تلتقط انفاسها سارعت الى القول:
من؟ريتشارد بنغلو......؟ربما لكن مع ذلك ما كنت عرفته
لكنك قلت انكما تقابلتما منذ مده فمتى كان هذا؟
اظننى لمحته فى مكتب نيويورك انه وسيم واشقر جدا اليس كذلك؟ ولعلى لهذا السبب اذكره
رفعت سالينا كتفيها فتابعت كاثى
ماعمله انسه باترسون ؟اعنى فى الشركه
فى الوقت الحاضر هو المسؤل عن تنفيذ كل الاعمال فى الباهاما تطاير الشعر الاشقر وهى تدير راسها الى اليمين اولا ثم الى اليسار ذلك ان ثقلا غير متوقع سيطر على العينين الجذابتين فاغمضتا راقبت كاثى وجهها فاذا به اكثر جاذبيه عند رقادها وعندما بدات الدموع تنهمر من تحت جفنيها متساقطه على الخدين همست كاثى:
سالينا ماخطبك؟
ولما لم تتلق رد دنت منها فجلست قربها ومدت يدها على كتفها فنفضت سالينا اليد على الفور وتمتمت وهى تختنق بالدموع:
لا اريد شفقتك
امسكت كاثى الجرس وقرعته ثم لم تمض ثوانى حتى كان ادوارد بين يديها فاشارت الى سالينا قائله:
ارجوك اطلب من السيد باركو المجئ الى هنا بسرعه
هز ادوارد راسه ثم ذهب فقالت سالينا بارتجاف:
لاتستدعيه........فهو ليس الشخص الذى............
دخل جريج ونظر راسا الى كاثى: هل حدث شئ
لفتت كاثى نظره الى سالينا فسارع ليجلس بجوارها ثم ضم الوجه المنتحب اليه ضاغطا بشفتيه على جبهتها ارتفعت ذراع سالينا لتتعلق بكتفى خطيبها:
انت طيب جدا جريجورى.......طيب جدا اريدك ان تعرف اننى ................
وقفت كاثى بسرعه لافائده...........لن تقو على احتمال سماع امراه اخرى تبوح للرجل الذى تحبه هى بحبهاتمتمت وهى تركض الى الخارج:ارجو ان تعذرانى
*********
انتهى الفصل الثامن




















































































































9-من سرق الضحكه؟
حملتها قدماها الى السلم ومن ثم الى غرفه مكتبها فهى لم تشا ان تذهب الى غرفتها حيث تنتظرها التعاسه التعاسه المنبعثه من ذاتهل العمل كما يقولون هو العلاج الشافى فى اوقات المحنه لذلك قررت متابعه طبع تلك الرسائل التى طلب منها جريج انهاؤها قبل منتصف الغد ما ان اتمت طبع الرساله الاولى حتى سمعت خربشه على بابها التفتت وهى تشعر بقلبها يخفق بشده بدت خيبه املها واضحه على وجهها للرجل الذى دخل الى الغرفه:
لا........لست انا الرجل الذى تهوينه اكثر من اى شئ
عادت الى عملها:
اعرف اين هو السيد باركو
اذن مازلت تحرقين قلبك من اجله غير عابئه بنصيحتى؟ماذا حدث فى الطابق السفلى لم اره يهب بهذه السرعه منذ...........
وصمت............ثم اتجه الى النافذه؟
منذ متى؟
منذ حادثه سالينا
اتعنى انه لم يكن معها عندما وقع الحادث
ماذا تعرفين عنه؟
اجابته: لاشئ سوي ما اخبرتنى به سالينا
شاءت ان تعرف المزيد فراحت تحقق عن الامر بلطف:
ريتشارد..........زمن كان معها ذلك اليوم؟
لم يرد ...لكنه ابتسم لنفسه وجلس فى الناحيه الاخرى من الغرفه على مقعد الضيوف مادا يده الى جيبه ليخرج محفظته فيها البوم صور ثم بدا يقلب الصور الملونه وكانها بطاقات ثم دعاها بعفويه دون ان ينظر اليها: هل ترافقينى للرقص الليله؟
اجابته: لا شكرا لك
لم يبد متاثرا بفضها
منذ متى لم تخرجى للرقص والعشاء امنذ عطلتك ام منذ جعلك الرئيس فتاته المؤقته
ضربت بيدها على الطاوله:
قد اكون سببا فى طردك من العمل بسبب هذا القول
هل تستطيعين ؟الك المقدره عليه؟
وقف ببطء ثم تقدم بجانبها ليريها الصور فاحست كاثى بالقلق:
من اين حصلت على هذه الصورظ
ممن برايك؟
هل اعطاها لك جريج؟
اتظنينه قد يفعل لقد وجدتها فى درج مكتبه فى نيويورك وجدت السبيت لاالصور لاشك انه يحتفظ بها فى خزانته لئلا يراها الشخص غير المناسب
احست بجفاف شفتيها وبالخوف يقبض عليها:
مثلك؟
مثلى!
حسنا لدى مجموعه منها فلا حاجه بى الى هذه
ابتسم وكانه يمتلكها اما هى فقد احست بضيق التنفس لكنها حاولت التقليل من قيمه الصور:
انها لاتعدو ان تكون صور التقطت فى عطله سعيده! هل استطيع رؤيه الصور التى فى يدك عن قرب اكثر؟
لا ياكاثى لونرغان........لن تصلى الى بهذه السهوله
جمع الصور ثم قال:
اخرجى معى انسى امر الصور
وان لم اخرج
ساريها لسالينا ثم انقل القصه لتلوكها السنه صانعى الشائعات فى الشركه مظهرا لهم الدليل اذا لزم الامر
قالت له من بين اسنانها:
انت تعلم مانت عليه............انك.........
مبتز هاقد قلتها عنك والان هل ستخرجين معى الليله؟
لا الليله ولا فى الليالى الاخرى
وقف وهويعيد الصور الى جيبه فحدقت اليه وخدها يشتعل غضبا:
لا اصدق تهديدك
لا؟هل قلت ان سالينا فى غرفه الجلوس
وجريج معها انها فى حاله تعسه
كانت هذه المحاوله لردعه لكنها فشلت:
هذا افضل فبعد لحظات ستصبح اسوا حالا
استدارت بقوه فى مقعدها لتواجهه:
كسبت ياهذا سارافقك لكن ليس الليله اذ يجب ان انهى العمل المطلوب منى اولا
ابتسم منتصرا:مساء الغد اذا ساصحبك عند السابعه
السابعه اما الان فارجوك اخرج ودعنى اكمل عملى
عندما عادت عيناها الى العمل لاحظت ان باب مكتب جريج لم يكن موصدا ثم رات جريج يدخل الغرفه ففكرت منذ متى هو فى مكتبه وماذا سمع تقدم ليقف بقربها ومد يده ليدير وجهها اليه وليريها عينيه الغاضبتين:
او تظنين انك بصداقتك لريتشارد بنغلو ستتمكنين من نسيانى؟
منتديات ليلاس
احست بالم فى عنقها من جراء الضغط الذى كان يمارسه عليها واجابت :
انا لااصادقه بل اننى احاول الاافعل
وماذا تسمين هذا الموعد؟اهو موعد لنقاش فكرى
امسكت ذراعه فدفعتها عن وجهها ثم راحت تفرك عنقها:
حسنا انى اصادقه لعى بذلك انشئ شئ له فائده
راح يهزها بقوه الى ان انسدل شعرها فوق وجهها:
افعلى ذلك يا فتاتى الطيبه الصغيره وعندها .......سانتزع قلبك فاسحقه تحت قدماى
انت تدفع مرتبى وتعطينى الاوامر خلال ساعات العمل وعند ذلك تنتهى حدود سلطتك.......مفهوم؟
ازدادت شده قبضته عليها لكنه مالبث ان تركها فتهاوت الى الوراء ووقعت على الكرسى :
هيا دمرى حياتك مع ذلك الفاسق انه بارع فى عمله لكنه سئ فى الحياه والحب اعلمى انه لن ينتزع طهارتك فحسب بل سيدمرها بعد ان يجعلك العوبه بين الرجال انا الان انتقى كلماتى بحذر فلو عدت الى زاحفه تطلبين الشفقه فسارميك كالقمامه
تركها ثم توجه الى النافذه ينظر الى العتمه خارجا وضعت كاثى راسها بين ذراعيها مهزومه محطمه لكنها مالبثت ان احست به واقفا بجانبها حيث جذبتها يداه بين ذراعيه حيث اخبرها قرع الطبول تحت اذنها عن حال عواطفه
يالهى.....ماذا سافعل بك يافتاتى الطيبه يافتاتى التى هجرت الضحكه عينيها
خرج منها صوتا خشنا مخنوقا:
لا احد ...لااحد قادر على ان يفعل شيئا حتى انت انت خاطب وستتزوج وليس من العدل انت تتالم خطيبتك عندما تعرف عن اخلاقك
طلبت منه ان يتركها فتركها
انهارت على الكرسى ثم ابتسمت له من خلال الدموع التى سمحت لنفسها بالظهور
يبدو ان قدرك هذه الليله ان تهدئ عواطف النساء
فانحنى نحوها ورفع ذقنها:
ابتسمى......على الاقل امنحينى هذه السعاده
فابتسمت التقط الابتسامه كما كان يفعل على الجزيره فحاولت المزاح:
هل ستضمها الى البوم الابتسامات
فرد ابتسامتها ثم تركها وخرج
عندما حضر ريتشارد لياخذها فى الامسيه التاليه لم يرى هذا سوى سالينا الت قالت لكاثى:
انى احسدك لقد رقصت فى ما مضى حتى الثالثه صباحا ولم اتوقف الا...........عندما عجز شريكى فى الرقص عن تحريك قدميه
عندما خرجت من المنزل لم تشاهد اثرا لجريج لكنها كانت تحس به فى كل مكان فهو دون شك يراقبهما
كان ريتشارد قد قاد مسافه طويله قبل ان يقول لها:
انت لست معى........انا لم اصحبك لتكونى جامده هيا.......استرخى ولا تعودى الى هذا الجمود حتى لاانزعج
حملت كلماته تهديدا جعلها تحس بالسقم:
لقد ابتززتنى حتى خرجت وها انا هنا ولكن اعلم انك لن تجعلنى رفقيه مبتهجه بابرازك تلك الصور امامى
فضحك: بعد قليل من الرقص ستبتهجين من تلقاء نفسك

جين استين333 18-12-09 04:57 PM

بعد العشاء دخلا قاعه رقص خاليه من الاثاث الا من موقد عتيق اصطف فيه حطب لابد انه يستخدم اثناء الشتاء كبتت كاثى اعصابها وصبرت على تودد ريتشارد اليها اثناء الرقص فابتسم لها وقال ساخرا :
انت حقا تكرهين كل هذا ......حسنا ساخبرك شيئا لن يعجبك غدا سترافقيننى ايضا
كان الرفض جاهزا فوق شفتيها الا انها منعته واجبرت شفتيها على الابتسام
فى المكان والوقت نفسيهما من اخبرك اننى لا احب هذا؟
بدا سعيدا وقد اخذ كلامها على محمل التغيير
حوالى الساعه العاشره والنصف قامت بتمثيل دور المنهوكه
هاى......لاتنامى على كتفى امامك وقت طويل هذه الليله........قبل ان نودع بعضنا ........ولا تدعى انك لاتفهمين مااحضره
اريد العوده ياريتشارد لقد خرجت معك كما طلبت.......وان لم تعيدنى حالا.......فلن ارافقك غدا
كان كلامها مبهما تقوله بتعب فامسك بفستانها وقد بدا فى عينيه خبث اخافها:
احضرى اغراضك ولنذهب
تركها فهزت كتفيها لتصلح فستانها فوقهما قاد السياره بصمت فاراحت كاثى راسها الى الوراء بعض الوقت عندما احست بيد تبعد عن كتفيها الستره التى لفتهما بها اجفلت لاشك انها استغرقت فى النوم ولاحظت ان ريتشارد اوقف السياره الى جانب الطريق وظهر شر مقاصده فى عينيه وتذكرت كلمات جريج فاجبرت نفسها على البقاء هادئه وابتسمت له:
انا تعبه جدا ياريتشارد........اسفه لن استطيع فعل المزيد الليله
لكنك نمت وهذا يعنى انك ارتحت قليلا ولماذا تظنيننى تركتك تنامين هذه المده كلها؟
هذه المده كلها هذا يعنى انهما ليسا بعيدين عن وجهتهما واذا كان الامر ضروريا يمكنها الوصول الى بيت جريج دون مساعده ريتشارد لف ذراعيه حولها وجذبها اليه فاستدارت عنه ليواجهه شعرها لكنه امسك خصله ليمنعها من الحركه ثم راح يشد ياقه الفستان فسمعت صوت تمزق:
لو ان جريج كان موجودا عندما اصل وشاهد تمزق فستانى
فتركها غاضبا
ستكسبين الجوله الليله .........لكنك فى الغد ستخرجين معى ثانيه وان لم تفعلى .....فانت تعلملين ما قد افعل

احست بالامتنان لانها تخلصت منه ولو بضع ساعات اضافيه: ليله الغد
بقيت صامته بقيه الطريق حتى وصلا وعندما داست قدماها على الحصى شهقت من الالم لانها على مايبدو قد خلعت حذاؤها دون ان تحس بذلك فرمى لها فرده وانحنت هى تلتقط الاخرى ومضى الى حال سبيله وسط زوبعه من الغبار
ثم اكملت المسير فلما وصلت الى خارج غرفه الجلوس سمعت صوت قبلات........تنهيده تبعها صوت سالينا:
جريج........من اجلك انت.........اظن ان على اجراء العمليه
سمعت صوت باب مكتب جريج يفتح بقوه ثم يصفق بقوه اكثر غطت عينيها تنتظر المكالمه التى لاشك قادمه بعد دقيقتين استخدم جرس المكتب بدلا من التليفون وهذا يدل على مزاجه الاسود هيئت نفسها للعاصفه القادمه ثم فتحت الباب المشترك لتدخل مرفوعه الراس واذا كانت هى تعبه كما اظهرت المراه فهو دون شك لم يذق طعم النوم ذلك ان عينيه كانتا تشعان وسط دائرتين سوداوين
مد يده بحفنه سرائط مسجله فنظرت كاثى اليها........لايمكن ان يكون سجل كل هذا قبل الفطور
قال بصوت اجش:
عندما لاتتمكنين من النوم انسه لونرغان كما يبدو عليك مثلى تماما فافضل علاج هو ابعاد التفكير عن الواقع
وهل سجلت كل هذا ليلا؟
اجل.......واضافه الى الرسائل التى اجبت عنها ثمه تقريران طويلان .........اريد منك انتهاء العمل قبل عودتى فى المساء
اجفلتها هذه الفكره لانها تعبه جدا فكيف لها القيام بهذا العمل الشاق بعد ليله طويله من السهاد
هل انت خارج؟
الى نيويورك الم تخبرك جينى عن هذا
لقد اخبرتنى لكنها قالت انها اعتادت على مرفقتك فى السفر
وقف ثم اخذ يفك ازرار قميصه استعدادا لتغييره وقفت تنظر بذهول الى جسده المغطى بالشعر لكنها عادت فانتبهت الى ما تفعل باستراقها النظر اليه فابتسم بسخريه:
انت تعرفين المزيد الان عن الرجال انسه لونر غان ...........فبعد الامسيه الحافله مع ريتشارد بنغلو لابد انه علمك اشياء

جين استين333 18-12-09 05:00 PM

الم يقل لها انها لن تحب الرجل الذى تحت اللحيه كم مره كرر لها هذا ؟هزت راسها لكلماته .......ولكن ما فائده الانكار؟
هل ابدل ثيابى لاسافر معك سيد باركو ؟وهل اخذ التسجيلات معى؟
لن احتاجك هناك ففى الشركه العديد من السكرتيرات الكفؤات الاتى يمكن الاعتماد عليهن فى عملهن
هل ستدرب احداهن سيد باركو لتحل محلى عندما تصرفنى من الخدمه؟
دنا منها ثم امسك ذراعيها حتى كاد يسحقهما: ارجوك دعنى
عندما جذبها اليه احست بخشونه صدره عبر قميصها الرقيق
السخريه.........صدرت منك بعد ليله امضيتها مع ريتشارد بنغلو هى كالقطن الجاف قد تصدمى لو عرفت اننى افكر مليا فى تدريب شابه اخرى فانا فى النهايه لن احتاج اليك
صرخت محاوله اخفاء تاثرها من ضربته:
ولماذا نقلتنى من وظيفتى الاصليه اذا ؟كنت سعيده هناك اكثر مما انا عليه فى هذه الوظيفه؟لماذا لم تقل لى انك تريدنى سكرتيره مؤقته
حلت السخريه مكان الغضب فيه:
كنت اقصد ان يكون مكانك دائما لكن لسبب لااستطيع الان.........ان اذكره...........كنت اريد......قربى....لكن بعد ليله امس وفسقها الذى بدا واضحا على مظهرك غدوت لااريدك بعد الان
فتح درجا ثم اخرج فرده حذاء:
هذا لك كما اتصور؟لقد وجده ادوارد بين الشجيرات ......ولن اسالك طبعا كيف وصل الى هناك
فاخذت الحذاء منه وقالت: لكننى ساقول لك لقد رمانى به ريتشارد من غيظه
رد ساخرا:
انا اسف له ربما لم يدرك انك طاهره الا بعد فوات الاوان.........لاتهتمى.........سيتحسن اداؤك فى المره القادمه
ضمت كاثى شفتيها:
اكرهك يا جريج باركو كم كنت غبيه عندما اعتقدت اننى احببتك منذ ان التقيتك فى الجزيره
لكنها قبل ان يخرج حاولت للمره الاخيره تبرئه نفسها :
انت لاتفهم ياجريج.........انت لم تفهم شيئا
عندما عاد جريج للدخول الى مكتبه ذلك المساء كانت قد انهت العمل الذى اعطاه لها دخلت اليه حالما قرع الجرس وضعت الرسائل امامه دون كلام ثم لم يلبث ان صرفها بايماءه من يده وهو امر قررت ان لاتتغاضى عنه :
هل وجدت سكرتيره سيد باركو؟ وهل ستذهب كثيرا الى نيويورك تدربها لتتخلص منى فى اقرب وقت؟
قال بقسوه:
احملى نفسك وسخريتك .......واخرجى من هنا قبل ان ارتكب ما قد اندم عليه طول عمرى
هذا ما لن يكون لانك بارع فى السيطره على نفسك ام انك نسيت تلك الليله التى شاركتنى فيها فراشى؟
ثم بلمح البصر كان امام الطاوله ليسارع بامساك كتفيها فى حين قدحت عيناه شرارا وارتجف جسده غضبا هتفت وعيناه مغرورقتان بالدموع : هل يمكن ان تنسى الاحاسيس القديمه فلا تعود الى الذاكره ؟
تغيرت تعابير وجهه دون ان ترق ولكنه تركها وعاد الى كرسيه وانتظر الى ان خرجت
قبل عودتها الى غرفتها نزلت الى غرفه الجلوس كانت سالينا كالعاده فى مقعدها حيت كاثى بتقطيبه ممزوجه بابتسامه خبيثه:
يالهى كم تبدين مزريه لقد انتزع منك الامر حقا لو كان يفعل هذا مع زوجاته فلاعجب انهن يطلقنه
لم ترد كاثى على الاهانه:
ساكون مسروره لو ابلغتى باميلا اننى لن اتعشى هنا
ردت سالينا بقله ادب:
اخبريها بنفسك الديك موعد مع ريتشارد هذه الليله ايضا يالهى لابد انك تحبين العقاب
قررت كاثى ان هناك حدودا لتحمل الاهانات:
هل لديك معرفه شخصيه بالطريق التى يتصرف بها ريتشارد مع المراه؟
شحب وجه سالينا من الغضب حتى احست كاثى برغبه فى الاعتذار لكنها لم تفلح فما كان منها الا ان انسحبت مسرعه الى المطبخ
اسفه باميلا لكننى اغضبت الانسه باترسون........لم استطع منع نفسى فقد اثارتنى كثيرا
لا يدهشنى ان تردى على ما تقول ياانسه فان سالينا احيانا تفقد الملائكه صبرها سالقى نظره لارى اذا كانت بخير
شكرا باميلا........كنت ساقول لك اننى لن اتعشى هنا
هل انت خرجه؟ حسنا متعى نفسك
تبعت باميلا كاثى الى الخارج تحث الخطى الى غرفه الجلوس بينما اتجهت كاثى الى السلم فقالت باميلا:
اه.......هذا سيد جريجورى سيتولى العنايه بالانسه سالينا
وعادت الى المطبخ وصل جريج الى اسفل السلم فى الوقت الذى وصلت فيه كاثى الى اوله : ماذا حصل؟
لقد قلت شيئا ازعج الانسه باترسون وجعل وجهها يشحب فاخبرت باميلا لتخبرنى فيما لوتبعتنى دون العكازين لتخمش وجهى
فارخى قبضته عنها ثم فتح الباب.شجعها عدم غضبه على السؤال:
ثمه شئ كان بينها وبين ريتشارد بنغلو فى الماضى
فرد بسخريه:اتخذ تفكيرك مسارا خاطئا انسه لونرغان عودى الى مربعك الخاص وابدئى من جديد
صعدت السلم ببطء وهى تتكلم:
اعنى انها اخبرتنى ان شخصا كان برفقتها يوم الحادث الا انها رفضت الافصاح عن هويه هذا الشخص وظننت فى البدايه انه انت
عقلك المتحرى يعمل جيدا اليس كذلك؟
توقفت عند اعلى السلم فالتفتت اليه متابعه:
كما انك انت لنتتابع ركوب جوادك تاركا اياها ملقاه ارضا........
رمقته متحديه:
فانت شريف جدا .......كما تقول هى لذا فكرت فى انه قد يكون ريتشارد
جريجورى
جاءه النداء الملح من الداخل فدخل اليها واقفل الباب بقوه اما هى فاسرعت الى غرفتها واغلقته بقوه هى الاخرى
اختارت اقدم بذلاتها لترتديها الليله واكتفت بقميص مزررا حتى العنق استدارت لتجد جريج يلج الى غرفتها ليصب عليها جام غضبه فهربت نحو الحمام ولكنها فشلت فى الوصول اليه فى اللحظه المناسبه لانه كان قد سبقها فامسكها وادارها لتواجه غضبه:
اعلمى اننى سامنعك بشتى الوسائل وهذا يعنى اننى سافعل كل شئ
برزت الى ذهنها صوره ريتشارد عندما رفضت الخروجة معه فقالت برجاء:
لايجب ان تمنعنى يا جريج يجب ان اخرج معه
يجب ان تذهبى اليه؟لماذا؟هل انتى حامل منه
اتهامه بان اخلاقها انحطت الى هذه الدرجه ضج فى الغرفه حتى صاحت به :
لن اقبل اهانتك!اتصدقنى فى ما لو قلت لك انه لم يمسنى ارجوك ....ارجوك صدقنى
مافائده التصديق؟وهو ينوى متابعه الليله مالم ينهيه بالامس ومن خلال تجربتى واستجابتك الحميمه الى الرجل حيث تعمدين التوسل اليه كى يثيرك..........
الا تعلم انك بالنسبه الى رجل مميز .......ارجوك هل لك ان تدعنى
طلبها جعلها تحس بانها تحترق من الحمم البركانيه المندفعه من فمه:
ثمه طريقه واحده تمنعك من الخروج مع الرجل الذى سحرك اكثر من اى رجل
وضع يديه عليها ثم القاها على السرير............
جلس على السرير ثم امسك رسغيها ورفعهما فوق راسها بيد ثم باليد الاخرى يكتشف مايحلو له اخذت تهمس:لا.........لا ياجريج
كانت رغبتها تصارع خوفها من تخلفها عن موعدها ومما قد ينتج عنه راحت اصابعه الوحشيه تمر على جسدها كيفما اتفق لم يكن يفعل ذلك لاسعادها وانما لارضاء نفسه سمعت صوت اطارات سياره تقف فى الخارج دخل صوتها الى عالم احلامها الذى ادخلها اليه جريج حاولت دفعه بعيدا براحتيها مبعده راسها بعيدا
قالت له باصرار وهى تضع يدها على صدره:
ارجوك يجب ان تصغى...........
فضربها على يدها بيده ولكنها كانت مصره ان تكمل ماتقوله:
...........يجب ان اخرج مع ريتشارد........يجب........ارجوك.........لاتسالنى لماذا
سمعت طرقات ريتشارد تدق على البابفتمتمت:
اوه.........لا انا لم البس بعد
بدا ان مزاجه قد تغير الى التسليه بعد ان علم انه مسيطر عليها تماما :
ساقول له انك لست جاهزه؟ وساسالك الان لماذا من المهم ان تخرجى مع احد موظفى الكبار
دعنى اذهب........هذا كل ماطلبه.......لدى اسبابى
اراهن ان لديك اسبابك لكن باستطاعتى التعويض لك عما سيفوتك منه افضل بكثير
كان عقلها يصور لها مايحدث الان فى غرفه الجلوس لاشك انه ينظر الان الى ساعته ذارعا الغرفه منتظرا وصولها بذلت مجهودا لتدفع جريج عنها وتركض ناحيه الحمام الا انه امسكها فصاحت:
لايمكنك منعى!لايجب ان تمنعنى
لايمكننى !لااستطيع
زادته اوامرها التى رمتها فى وجهه غضبا شديدا لكنها فى وضع يائس
ادارها نحو الحمام ثم اوصد بابه وهو ممسك بذراعها اشعلت المطارده رغبته بدا ذلك واضحا من احمرار عينيه وهو يقف مستندا جسده الى الباب
والان اريدك.....صوته كان كالفحيح
ارتد راسها الى الوراء وقالت:
جريج انت لاتدرى ماذا تفعل ببقائى هنا ريتشارد سيقوم بما سيؤثر على حياتك وخاصه سالينا
لم يترك الباب مع ان رغبته زالت وكانها لم تكن امرها:
اخبرينى
لفت يديها حول خصرها وهزت راسها وارتفعت عيناها نحوه :
اظن ان الوقت فات الان سبب خروجى معه ليله امس وموافقتى على الخروج الليله هو..................
لقد حصل على نسخه من كل الصور التى التقطناها فى الجزيره
وهددنى قائلا انه سيريها لسالينا اذالم اخرج معه
ضرب كفه بقبضتها : ابتزاز .اننى اعرف ريتشارد بنغلو وعقله الاعوج
سمعا نداء من الخارج وصوت طرق على الباب:
سيد باركو هل هنا؟
فتح جريج باب الحمام ونظر اليه وهو يقول بصوت مضطرب :
انها الانسه سالينا سيد باركو انها فى حاله يرثى لها تبكى وتناديك
انى قادم..........ابق معها يا ادوارد حتى اصل ........وانت اريدك معى
نظر اليها وهى نصف عاريه ثم تناول روبا من الخزانه وناوله اليها:
ضعى هذا حولك
جريج........حتى هذا الروب لن يجعلنى محتشمه
امسك ذراعها:
اما ان ترتديه او ان اخرجك هكذا ..........ولن يعارض بنغلو هذا لكن سالينا تفعل
ارتدت الروب واحكمت اغلاقه كانت قدماها حافيتين ولكنه لم ينتظرها لتجد حذاؤها فصاحت به:
لماذا تعاملنى هكذا ؟........انا ضحيه ابتزاز........وقد استسلمت للابتزاز لصالحك
انا واثق من هذا
هذا ليس عدلا
تجاهل احتجاجها واجبرها على السير بجواره عند اسفل السلم تركها سمعا اصوات نحيب وقبل ان يدخلا قال لها:انقذى نفسك من هذه الورطه بنفسك
ولكن الدفاع يحتاج الى اثنين فالرجل الذى معى فى الصوره هو انت........
صدمتها حاله سالينا وهى تنظر الى عينيها المتورمتين وجسدها المرتجف صاحت سالينا عبر شفتين مرتجفتين:
جريج........كيف لك انت تتخذ عشيقه وانت مسافر ؟ثم تاتى بها الى هنا على انها سكرتيرتك لقد وعدتنى كيف اثق بك بعد ذلك؟
جلس قربها ليجذب اليه جسدها المرتجف شاهدت كاثى الصور مبعثره على السجاده وكانها رميت فى الهواء باشمئزاز بعد ذلك نظرت الى ريتشارد بنغلو وصاحت به:
ايه المبتز!هل ترى مافعلت ؟اتمنى ان تكون سعيدا الان
فرفعت سالينا راسها عن كتف جريج:
اعرف مافعل.......لقد فتح عينى على الحقيقه ولولاه لما كنت عرفت مايجرى بينك وبين خطيبى
اتعنين انك موافقه على خطط الابتزاز التى قام بها؟
بل اعنى اننى ادينك انت انظرى الى نفسك وانت نصف عاريه انت لست سوى***** حقيره دون اخلاق وليس هذا فقط بل ولك الجراه لتتهميه بالابتزاز
ردت كاثى بكبرياء:
وقاحه ام لاانسه باترسون هذا هوماعليه...........اتعلمين كيف حصل على الصور؟.........سرق السلبيات من مكتب السيد باركو
تقدم ريتشارد ليضع يده على كتف كاثى بكل وقاحه:
هيا الان حبيبتى.........لقد ساعدتنى على الحصول عليها لقد كنت مشتركه بهذه القصه معى كونى صادقه
افلتت منه بقسوه ووجهت له كل كرهها:
انت كاذب مبتز
كاثى
الزجره اتت من جريج الذى كان يلمس شعر خطيبته..........عندها لم تستطع كاثى تحمل المزيد فصاحت:
ساترككم.........سانسحب..........ساترككم كلكم ..........لن اقوى على البقاء هنا لحظه واحده
رد عليها جريج بصوت بطئ قاطع:
اذا تركت المنزل لن تفسدى فقط مرتبك المرتفع...........بل لن تجدى وظيفه اخرى فى الشركه
لايمكنك ذلك!
بما اننى رئيس الاداره التنفيذيه يمكننى ان افعل ماشاء
رد ريتشارد بنظرات كريهه:
اذا طردتنى يا جريجورى............سادع العالم كله يعرف السبب....... وهذا لن يكون جيدا لسمعه الشركه
وضع جريج خطيبته المنتحبه على الكنبه ثم وقف مشتعل العينين غضبا ولكن لهجته كانت لينه:
لا تبتزنى ياريتشارد
اطرق الرجل نظراته الى الارض امام حده نظرات سيده اما كاثى فراحت تنظر اليهما مزهوله............ثمه شئ لاتعرفه شئ لايتعلق بها
امتدت يدا سالينا الى جريج:
جريج قل لى ان لا شئ بينك وبين هذه الفتاه قل لى ان مافى الصوره ليس الا لهوا قبل زواجنا
عاد الى الجلوس قربها فامسك بيدها
لقد كانت لهو عطله ياسالينا
فتنهدت واخفضت راسها الى كتفه:
اذن فقد سامحتك
البسمه التى اطلقتها نحو كاثى كانت بسمه انتصار نظرت كاثى مصدومه الى جريج لقد دعا مابينهما لهو عطله وهى التى قالت له انها تحبه .........نظر اليها بثبات ولم يتحرك وكانه لايتذكر
واستدار ريتشارد اليها واصدر اصوات سخريه وعندما شاهد عذابها خرج والباب الخارجى يغلق خلفه اما هى فقد تركت جريج وخطيبته فلم يعد هناك مايقال
************
انتهى الفصل التاسع

جين استين333 18-12-09 05:01 PM

10-قلب واحد يكفى
امضت كاثى الامسيه تتجول فى الحدائق المحيطه ثم صعدت لتستحم عندما اكتشفت انها تزيد الى مياه المغطس دموعها الجاريه خرجت من الماء لتجفف نفسها بعد ساعتين من الاستلقاء على السرير غدا جسدها ملبدا وعقلها متيقظا خرجت من السرير فارتدت سروالا وستره وقميص وانتعلت حذاء مناسبا ثم تسللت خارجه قصدت الحدائق ماشيه بسرعه مع المصباح اليدوى طالما نادتها الغابه منذ وصلت لكن وقتها كان ضيقا فجاه اجفلها صوت اغصان الشجر خلفها من يطارده؟اهو ريتشارد بنغلو يسعى للانتقام ارتجفت خوفا ثم راحت تركض على غير هدى فلو زارت هذه الغابه قبل الان لامكنها معرفه بعض سبلها كانت منطقه مجهوله بالنسبه لها لكن من كان يطاردها يعرف كما يبدو كل جذع فيها كان يسرع الخطى وراءها حتى اقترب منها الى حد جعلها تسمع انفاسه الى حد جعلها تصيح:
لا ريتشارد............لا ارجوك اشفق على..........لقد فعلت اسوا مايمكنك
لكن اليد التى امسكت بها جعلتها تجمد من الخوف لكنها لم تستسلم فتخلصت من الستره وركضت
كاثى انا صديق لاعدو
امسك جريج كتفيها ثم ادارها :
الم يقنعك المنطق ان من المستحيل ان يكون ريتشارد بنغلو هو من يركض وراءك؟كيف له ان يدخل بوجود كل هذه الاسوار
راحت انفاسها تخرج شهقات عميقه وهزت راسها همست:
جريج لماذا تبعتنى؟
رد بصوت منخفض وبلكنته الاسبانيه:
لم استطع النوم وانا افكر فى حبيبتى
شهقت بعمق عندما جذبها واضعا خده على شعرها وقفا بهذا الشكل فتره طويله
نامى بين ذراعى يافتاتى الطيبه .........هنا الى جانبى حيث الاشجار سقفنا والعشب فراشنا
احس شوقها فضحك لاسخريه ولكن من السعاده ثم تمددا على الارض قابعين فى ذراعى بعضهما
كاثى............ذلك البؤس الذى كنت امر به كل ليله من دونك!فليذهب كل العالم الى الجحيم شرط انتبقى بين ذراعى
جريج.......الاتذكر؟لاامس ولاغدفقط .........الان وهذه اللحظات؟اتذكر كيف قلت لك اننى احبك
وهل تظنى اننى استطيع النسيان ؟
ثم..................
نفذ صبره من كثره كلامها فغطى فمه بيدها واخدت يداه تجوبان كتفياها وظهرها لفت ذراعيها حول ذراعه هامسه: انا لك ياجريج ولاشئ يلغى هذا الامر
استدار ليطبع قبله على جبينها المقطب ثم وقف:
ولكن هذا كثير على...........فانا رجل شريف
كلماته صدرت وكان لها طعم المراره فى فمه فوقفت بدورها :
لست افهمك ياجريج؟مامعنى كل هذا؟ولما تشير سالينا لك دائما بانك رجل شريف ؟ومالخطا فى حبك لى انا لم اطالبك بان تفسخ الخطوبه مثلا
لو استطعت لفعلت ولكن الامر مستحيل .لوطلبت منك ان تكونى عشيقتى اتقبلين؟
بعد زواجك!اوه يا ............لا
فهز راسه وكانها اعطته الجواب الذى يتوقعه ثم كانه قرر ان لافائده من النوم فى الفضاء لذا وقف ثم مد يده اليها لكنها هزت راسها
امض وحدك وساتبعك بعد لحظات
فى اليوم التالى احست بعذاب لايحتمل لانه راته جالسا خلف مكتبه تكلما وتصرفا وكان لاشئ بينهما ولكن نظراتهما كانت تروى قصه اخرى
بعد الظهر قالت له كاثى بحزن ثقيل:
جريج اظن منالافضل ان اتركك
ضرب بقبضته الطاوله :ستبقين اسمعت..........ستبقين
لكن ثمه حدود لقدرتى على التحمل وانت تفهم هذا بالتاكيد
وبم تظنيننى اشعر؟
فهزت راسها عاجزه:هل نمت الليله
اذا بغضب يجتاحه من جديد واذا به يرفع راسه كاشفا عن عنقه الاسمر القوى
لم استطع النوم من دونك.........وعلى هذه الحال ساقضى بقيه عمرى عاجزا عن الرقاد دون ان تكونى انت فى احضانى
احست بالاسى فهمست:
هل فكرت فى ما اشعر به انا وما ساشعر به طوال عمرى
انت؟انت ستنسيننى مع الوقت اما قلت ذلك يوم تعارفنا ؟
لم اكن اعنى ماقلته قلته فقط لاريحك
خلال وجبه العشاء اظهرت سالينا حبه التملكى لزوج المستقبل فهى لم توجه كلمه واحده لكاثى التى تمكنت من تجنب عينى مخدومها كاد العشاء ينتهى عندما اطل ادوارد من الباب:
الهاتف سيد باركو...........انه السيد بنغلو الذى يقول ان الامر ضرورى
فهز راسه: بالنسبه لريتشارد كل شئ ضرورى لعمله لولا نجاحه فى الاداره لطردته منذ زمن بعيد
بينما كان الباب يغلق خلف جريج التفتت سالينا الى كاثى:
انت تحبين جريجورى اليس كذلك؟استطيع فهم هذا من الصور التى ارانى اياها ريتشارد حسنا..............ان الامر مؤسف بالنسبه لك فانا من ستحصل على هذا الرجل
افهم هذا انسه باترسون
فهزت سالينا راسها:
انت تظنين فقط انك تفهمين ............انت تظنين انه لن يتركنى بسبب عجزى
اجل..........هذا مااظنه
فكرى بهذه الطريقه فلست اهتم ابدا بما تفكرين
رفعت يدها لتبرز خاتم الخطوبه :
انظرى الى جمال هذه الزمرده والالماسات حولها.........الاتحبين ان تضعى مثلها فى اصبعك........من الرجل الذى تحبنينه
اجابت كاثى:
الزمر جميل لكننى افضل خاتما بسيطا
دخل جريج الى الغرفه وتوجه الى سالينا: يجب ان اخبرك شيئا
ارتفع راسها اليه فلما تدلى شعرها على وجهها مد يده يزيحه الى الخلف هذه الحركه جعلت كاثى تغمض عينها فسالته سالينا:
اخبار سيئه؟
ثم حدقت فى وجهه شاهق :
اهو شاين؟
تذكرت كاثى لقد ذكرت لها فيرا على انه الابن الاصغر لصاحب الشركه او الابن الضال
وقع له حادث سياره بعد الظهر فقد كان الطريق مزدحما وكان هو يسير بسرعه مجنونه فلم يستطع التوقف
تعلقت سالينا به:
قل لى فورا هل خرج سالما
عندما هز راسه بدا الارتياح على سالينا:مامدى اصابته
الى الان لانعرف شيئا........لقد قال ريتشارد انه وضع فى اقرب مستشفى من الحادث
هل كان ريتشارد معه؟
كان فى المقعد الخلفى يبدو انه كان معهما رفقه اوصلهما وكان يوصل ريتشارد الى بيته
لاحظت كاثى ان سالينا كانت ترتجف وهى تسال جريج:
اهو فى وعيه ؟
انه يهذى ياسالينا ويسال عنك
اوه يالهى جريجورى ........سامحنى اننى احبه ولم اتوقف عن حبه لحظه
اتظنيننى لا اعرف هذا ياحبيبتى
وكانها لم تسمعه تابعت:
يجب ان اذهب اليه
حاولت النهوض لكنها وقعت عاجزه:خذنى اليه لااهتم باى حاله جسديه هو الان اريد ان اكون بجانبه وارعاه
بعد كل ما فعله بك؟
حدقت سالينا بوجه خطيبها:
اتتوقع ان اهرب كما فعل هو بعد حادثتى؟الرجل يمكن ان يفعل هذا لك ن المراه لاتستطيع منتديات ليلاس

جين استين333 18-12-09 05:02 PM

راحت تفتش عن عكازيها فاخذتهما اليها كاثى بينما ساعدها جريج عل الوقوف عندها ارتفع راس سالينا بكبرياء:
ساجرى تلك العمليه.........التى ستنجح ......لانى املك قوه الارده ستنجح هذه العمليه
تقدمت بضع خطوات مؤلمه ثم اكملت:
ساجعل من نفسى جميله الجميلات كما كنت يوما واذا نسى شاين حالت هذه فعندما يعود الى حالته الطبيعيه ويرفضنى ........هل ستبقى راغبا فى ان اكون زوجتك يا جريجورى؟
لم يتردد فى الرد: اقسم لك اننى سافى بوعدى
رفعت راسها تقبل خده: انت رجل رائع
ساعد خطيبته فى خطواتها المؤلمه وكلم كاثى من فوق كتفه:
قد اغيب بعض الوقت تبعا لما قد يحدث ......سوف ابلغ والداى اما افعلى ماباستطاعتك خلال غيابى وبقيه الامور اتركيها عندما اعود
حاضر سيد باركو
التقت نظراتهما لحظه كانت نظرته بيضاء بينما نظرتها فارغه
مر اسبوع على غيابه هو وسالينا كان اطول اسبوع فى حياه كاثى وفى احد الايام تسللت باميلا لتطفئ التلفزيون لكن كاثى فتحت عينيها:
هل تمانعين لو اطفئته....؟فانت ماكنت تنظرين اليه لكن تبدين انك تشعرين بالوحده والعزله
اطلقت كاثى بسمه وجدتها فى مكان ما
اجلسى باميلا اريحى قدميك
اكان السيد شاين هو من برفقه سالينا وقت الحادث؟
اجل الم يخبرك احد عما حدث
استراحت اكثر فى كرسيها وكانها تتمتع بروايه القصص
حسنا.......وقتذاك كانت الانسه سالينا مخطوبه للسيد شاين كانا معا يركبان الجياد فارادا القفز من فوق البوابه لكن السيد شاين صمم على القفز قبلها فابعدها عن الطريق وقفز ثم وقف ينتظر........جواد الانسه سالينا اخطا فى القفز
فانزلق ووقع........راميا سالينا عن ظهره ثم ماذا حدث
حسنا.......يبدو ان السيد شاين فزع مما فعله فهرب تاركا الانسه سالينا وحيده تتلوى دون وعى ويبدو انه ظنها قتلت
قطبت كاثى: الم يعد الى المنزل طلبا للمساعده
فهزت باميلا راسها نفيا واجابت:
قلق السيد جريجورى بعد مرور ساعات وخرج يفتش وهناك وجدها وانت تعرفين الباقى........اليس كذلك؟
همست كاثى: لا
حسنا........بقيت الانسه سالينا فى المستشفى اسابيع لم يزرها شاين ولو مره والانكى من ذلك انها عندما عادت الى المنزل وعاد هو الى المنزل بعدما توسلته تليفونيا طلب فسخ الخطوبه ولم يقترب منها
وبعد ذلك؟
غضب السيد جريجورى من شقيقه وبما انه رجل شريف طلب منها الزواج بدلا من شقيقه فقبلت.......وانت تعرفين الباقى
هزت كاثى راسها ولزمت الصمت :
لهذا يدعونه بالشريف.......
اجل ياعزيزتى وهو شريف فعلا اياك ان تشكى فى ذلك
هبت باميلا عن الكرسى........فقالت كاثى: شكرا لك على سرد القصه يا باميلا
هذا امر لايذكر ياعزيزتى ولكنى دهشه لجهلك بها
تاخر الوقت ليلا دون ان تستطيع كاثى ان تستقر فى مكان ارتدت ستره فوق قميصها ثم نزلت الى الاسفل فلما سمعها ادوارد خرج من جناحه وجناح زوجته سائلا :
الى اين تذهبين فى مثل هذا الوقت يا انستى
لاتمشى ياادوارد.........فى الحديقه لم استطع النوم لذا فقكرت ان السير قد يساعدنى ساتجول قليلا حول المنزل لا تقلق ساوصد الابواب عندما اعود
شكرا يانسه.........لكن تاكدى من اغلاق المزاليج كلها ارجوك
قصدت الغابه وعندما ارهقها التعب قفلت عائده الى المنزل الذى دخلته ثم اوصدت الابواب بحذر كما طلب منها ادوارد لاحظت ضوء مشتعلا فى ردهه المدخل اذا لقد نزل ادوارد ليتاكد من اغلاقها جيدا تسللت الى غرفه الجلوس لتجد ان الذى اضاء المصباح والذى يجلس فى مقعد هناك ليس ابدا ادوارد
همست: جريج
فتح عينيه وامعن فيها النظر وابقى عينيه عليها عالقتين فتره طويله وهو يفتح ذراعيه كانت تلك دعوه لم ولن تقاومها تعلقت يديها بسترته وفنت وجهها فيه
امتدت الى ذقنها يدا خشنه رفعت وجهها اليه :
ان اراها يعنى ان احبها........وان احبها لا يعنى سوى الحب الى الابد
ابعدها قليلا ليخلع عنه الستره التى رماها عبر الغرفه ثم احتوى كاثى من جديد وضعها على ركبته عاقدا ذراعيه حولها واضعا خده على جبهتها
اخبرنى عما اصاب اخيك وعما اذا كانت اصابته خطره؟
اصيب ببعض الكسور فى العظم لكن لاشئ يدعو الى الخوف وقد انقذ نفسه لانه كان واضعا حزام الامان
وريتشارد بنغلو؟
نظر اليها وقد تلاشى الدفء فى عينيه: لماذا تسالين عنه
من باب الشفقه ليس الا
احست به يرتاح: لقد خرج سليما .........ريتشارد بنغلو ليس موظفا فحسب بل كان صديقا لشاين منذ ايام الدراسه
الهذا كان يعرف سالينا جيدا
الان فهمت
لقد خدعك
فقطبت:الافضل نسيان تلك الحادثه الاتظن ذلك؟
موافق
ارتد راسه الى الوراء ثم اغمض عينيه حتى ظنته كاثى نائما لكنه تكلم:
سالينا فى المستشفى الان..........لقد اجرت العمليه والجراحون متفائلون بانها مع الوقت ستتمكن من السير الطبيعى
ابطات خفقات قلبها المتسارعه:اى انكما ستتزوجان حالما تتمكن من العوده الى المنزل
ارتفع حاجبه:
لست مصممه على تزويجى اياها!اود لو ارى وجه اخى اذا سرقت منه زوجه المستقبل
ابتسم ثم اضاف عندما شاهد الحيره على وجهها:
لقد تصالحا ايتها المراه الغبيه هل بان لك الامر الان
مرت بضع دقائق قبل ان تستوعب ماسمعته:
اتعنى..........
مد يده الى جيب قميصه:اعنى.........هذا
اخرج الخاتم الزمردى والماسى الذى كانت ترتديه سالينا ثم وضعه على الطاوله فقالت بذهول:
سالينا ستتزوج شاين اذا انت حر
حر..........نعم حر من وعدى فى الذهاب حيث يرمينى هواى.......حر ان اخذ اى امراه تستهوينى الى الفراش
اوه.........
نظرت الى الغرفه حولها حائره هو لم يقل مباشره مايريد لكنه حاول ان يقول مايحرجها بعض الشئ
اذن ساذهب الان
نهضت فامسكها ليعيدها اليه:الى اين تظنين نفسك ذاهبه
الى الفراش فانا لم استطع النوم فخرجت لاتمشى..........
وانا تعب كذلك سننام معا ولكن فى فراشى
فهزت راسها:اسفه جريج الجواب هو لا
هل ترفضين طلبى؟
اى طلب؟
الزواج وعن اى شئ تحسبيننى اتكلم؟
هزت راسها من جديد:
لم يعد الامر يهم فانا اعرف سبب اقتراحك هذا فانت كما يقول الجميع مستقيم وشريف تابى الاذى لاى كان لكن ان نكون على علاقه لايعنى اضطرارك للزواج منى
اضطر للزواج ممنك؟انا اطلب الزواج منك لكن يبدو ان عقلك مريض تعب لا يفهم ماقلت لذا ساضطر الى اجبارك على الزواج حينما تنتهى الترتيبات هل فهمت؟
قلبها كان يطل من عينيها وهى ترفعهما اليه:
لقد فهمت............ايها الرئيس
ردها الشيطانى اشعل فيه نار الحب فالقاها على الكنبه قبل ان تعرف مايريد ومال فوقها فارتجفت ونظرت حولها: ليس هنا.............
منزل من هذا؟
منزلك!
بل منزلنا والان ياامراتى تعالى بين احضانى
اطاعته بخجل فقال بصوت ناعم:حبى..........ياحبى الوحيد ساحبك انت ولن احب سواك الى الابد
كانت النار الهادره فى جسديهما تقربهما من بعض فى هذه اللحظات شعرت به يحبها كما هى تحبه تشتعل نيرانه وتتوهج كما تشتعل نيرانها تماما
همس فى اذنها بلكنته التى احبتها:
انك محببه وجميله جدا يازوجتى الطيبه الصغيره
ضغطت كاثى راسها على صدره ثم رفعت راسها واشتدت ذراعاه اكثر عليها وكانما ليطمئن اكثر الى وجودها فصرخت بنفس لكنته:
اوتش .......لقد اوجعتنى
نظرت اليه وانفجرا فى الضحك

****************
تمت بحمد الله

Rehana 18-12-09 06:50 PM

يعطيكـ العافية ..جين

على تكملة

الهيفاء 25-12-09 11:51 AM

رواية مشوقة، سلمت يداك وشكرا...

رومنسية زمانها 07-01-10 04:50 AM

يسلموووو قلبو على المجهود وعلى الرواية الاكثر من رائعه شكرااااااااااااا

كيووتي 09-01-10 01:10 AM

الرواية حدها فظيعةورووووووووووووووووووووووووعةمشكورةجداجداجدا

الجيتار 17-01-10 08:52 PM

http://petitclindoeil.p.e.pic.center...t/k5r7gdgl.gif

moura_baby 10-02-10 11:56 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الحالمة دائما 16-02-10 02:35 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قماري طيبة 19-03-10 08:24 AM

رواية جميلة جدا تشكري عليها... بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شاهد 13-12-10 09:52 PM

حلوووووووووووووووووووووووووووة موووووووووووووووووووووووووووووت

نجووووم 13-12-10 11:22 PM

تسللللم يمناك قلبو الله يخليك لعين ترجيك

شووقهـ 19-12-10 02:12 AM

روووووووعة

يعطيك العافية ياعسل

مودتي لكِ

sara00 05-01-11 10:42 PM

شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
:flowers2::flowers2:

زهرة منسية 07-01-11 01:37 PM

الروايه حلوه كتير كتير كتير كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييير تسلم ايدكى يا قمر

الغصن الوحيد 30-01-11 11:28 PM

تسلم يمينك يا جين على الرواية ..
بس الصراحة ارتفع ضغطي من الاحداث لاني ماحسيت ان الاسباب مقنعه وبعد ما توقعت هاذي الاسباب جاء في بالي انها فاقدة ذاكرتها او انه قرصان او او بس ....

بعدين هاذي اللي تنرفز خطيبته يعني هي اصلا ما تحبه ولا في علاقة مابينهم بعد الزواج اذا ليش مصره انها تاخذه وتتزوجه والله اللي يسمعها يقول هو اللي تسبب بالحادث حقها السخيفة ..

سمر لولو 09-02-11 06:36 PM

باين عليها رواية حلوة .................شكراً

sara00 09-11-11 09:13 PM

مشكووووووووووووووووورة

ندى ندى 29-01-12 04:47 AM

جميله جدا وقمة الروعه

ملك فارس 11-06-12 07:35 AM

جميله جدا ورومانسيه وشيقه تسلم الاياددى روووووووووووووووووووووعه

الجبل الاخضر 07-07-12 01:42 AM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

nice_butterfly 02-12-13 11:01 AM

رد: 10- بحر الهوى ـ ليليان بيك ( كاملة)
 
thxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

زهراء الحلوة 09-04-14 12:06 PM

رد: 10- بحر الهوى ـ ليليان بيك ( كاملة)
 
thankxxxxxxxxxxx

I Love Tunisia 08-03-16 06:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جين استين333 (المشاركة 2041432)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الملخص :

بحر الهوى

روايات احلام

10

الكاتبة: ليليان بيك

الملخص:

كانت عيناه تلاحقانها. . . تتبعانها أينما حلت. زملاؤه ينادونه بالرئيس, يدعي بأنه يجوب العالم على غير هدى, وهي حائرة في امره, تبحث عن حقيقة الرجل المختبئ خلف مظهره.
عندما عادت كاتي من عطلتها في جزر الباهاما, التقته من جديد, لكنها ودت لو أنها لم تواجه الحقيقة المؤلمة: أن الرجل الذي وهبته قلبها مختلف عن هذا الرجل المخادع القاسي كاختلاف الصيف و الشتاء.
فلماذا فعل بها ذلك؟ لماذا اوقعها في حبه دون رحمة او شفقة؟ خاصة أنه مرتبط بامراة اخرى لا يريد, على ما يبدو, ان يتخلى عنها.

‎فين التكملة ‏please

الهيامي 08-03-16 10:56 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
رووووووووعه تسلم ايدك

paattee 01-05-16 09:55 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
تسلم الايادي رااااائعه جدا

سعدودة 03-05-16 03:39 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
يسلموااااااا الايادي

تالا المشكلجية 31-05-16 09:36 AM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
تسلم الايادي

مروة بركة 23-01-17 01:39 PM

شكرًا على الروايه

lilya 15-06-18 03:08 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
مبروك العيد

هاله عيسى 23-12-19 09:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله صباحكم بكل خير وسعادة يارب العالمين

Alessia Angel 27-12-19 08:26 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
شكرا بارك الله فيك

هاله عيسى 18-08-20 09:00 AM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله صباحكم بكل خير وسعادة يارب العالمين

هاله عيسى 22-08-20 08:49 AM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله صباحكم بكل خير وسعادة يارب العالمين

omomi 25-08-20 03:08 AM

الف الف الف شكر

مونيات 01-07-23 09:10 PM

رد: 10 - بحر الهوى ( كاملة )
 
شكرا جزيلا


الساعة الآن 10:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية