منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   وعود ابليس - كاترين فوكس - كنوز احلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t117259.html)

جين استين333 25-08-09 03:31 AM

يسلمو عزيزتي ومنتظرين التكملة

Midnight 25-08-09 08:17 AM

يعطيج العافيه

dede77 25-08-09 03:10 PM

جين استين مرحبا بمرورك الجميل وعشانك يا جميلة دة باقى الفصل الثانى وسمحينى لانه طويل 0

dede77 25-08-09 03:11 PM

ميد نايت بارك الله فيك ,و يعطيك الف عافيه يا قمر منتظرة رايك فى باقى الفصل.

dede77 25-08-09 03:54 PM

- وادار لها وجهه بسخرية ، ومرت نظرها بجنون صعودا ونزولا بذلك الوجة القاسي بخطوطه العميقة . إنه وجه روماني بشكل لايصدق ، وكانه محفور في البرونز . . . واحد من تلك النقود المعدنية من المعابد القديمة فيه صفة غامضة . . وعندما لم تتكلم خفض صوته واصبح همسا في اذنها .منتديات ليلاس
- من عادة الشيطان ان يزور حواء في حديقتها . . معي تستطيعين قول الحقيقة المؤلمة . . وليس عليك ان تراعي مشاعري بكذبة رقيقة .
- ظننت انك تهددني وانت الآن تتحدث عن الإغواء .
- فكرة اغوائك يامايا خطرة اكثر من التهديد . اتساءل ما إذا كنت تدركين تماما ما لجو القداسة حولك من تأثيرعلى الرجال ؟
- ربما سيروق لك سيد دونللي ان تمرغ امثالي في الوحل . فهل هذا يرضي اندفاعاتك للانتقام ، ان تجعلني ابدو كرخيصة ؟ اهذا ماتأمل بأن تفعله ؟ سأغرق نفسي في البحر قبل ان يحصل هذا . . لن تجرني إلى الأسفل.
- الموت ليس سهلا ياحلوتي . . واتكلم عن خبرة لرؤيتي الرجال ينجون من إصاباتهم كما لن تتصوري ابدا.
- ولكن الغرق في البحر شيء مختلف .
- ربما لشخص لايعرف السباحة وانا اعرف انك تجيدين السباحة لأنني شاهدتك في بركة السباحة فندق "برج الشمس"
- ولكن عندما يغرق الناس في البحر ، يكون هناك عادة سبب جيد ، مثل قرش مفترس .
- يا إلهي . . وهل انت مجبر ان تكون دقيق التصوير؟
- اجل ، إذا كان علي ان ابرهن لك ان الموت صعب كالحياة ومؤلم اكثر عادة . لقد راقبتك خلال اسبوع الذي اقمت به في فندقي . فتاة ناعمة محافظة ، سيدة صغيرة رعتها غلوريا آرثر لتصبح الزوجة الرائعة لابن عضو في مجلس الشيوخ كم كانت حياتي مختلفة فأنا قد بدأت حياتي اغسل الصحون ،
ثم في المطبخ وتحضير الموائد ، ثم خدمة الزبائن . . وانا لست نادما او خجلا من عملي . . لأنني في النهاية حققت ما اطمح اليه . . ماعدا شيء واحد .
وابتسم لها بحركة مختصرة بفمه ، ثم تابع:
- على الطاولة في هذه الغرفة الصغيرة الساحرة ارى وعاء قهوة
هل هناك فرصة بأن يكون ساخنا وهل لي ان ارجوك لتقديم فنجان من القهوة إذا تاذنى لي؟
- انت لاترجو من اجل شيء ابدا
وادركت انها لو وافقت على تقديم القهوة له فسيفلتها من سجنها في سوطه وبدا لها ايضا ان غلوريا سوف تظهر قريبا . . وإذا كان لهذه المواجهة مع براد دونللي ان تستمر ، فمن الأفضل ان لاتجدها غلوريا هكذا .. مربوطة بين يديه .
- حسن جدا . . سأقدم لك القهوة إذا تركتني .
- صفقة عادلة . . .
- واحست بيده على ذراعها العاري وهو يفك السوط من حولها واسرعت بالهرب إلى داخل الغرفة ، ولكن ليس بسرعة كافية لأن تصفق الباب في وجهه ، وبسرعة وصمت لحق بها .
- سأدق الجرس ليحظروا لك فنجانا.
- لا أمانع في ان اشرب من فنجانك يامايا . . لقد شربت من برك موحلة من قبل . . صبي لي القهوة . . ملعقة واحدة من السكر .
وارتشف من قهوته ، وسار نحو المدفأة ، واخذ ينظر حوله في المكتبة ، ثم حدق بصورة فتاة شعرها ذهبي فاتح يتدلى فوق كتفيها ذات العينين الرائعتين بلون الذهب ايضا .
إنها جميلة . . رائعة حقا . . إنها من رسم جورج رومني ، منذ زمن قديم.. .
- غلوريا . . . عرابتي اشترتها لهذا السبب . لقد كانت في اوروبا ورأتها . اظن انها اصلية وليست نسخة تقليد.
- إنها تبدو اصلية ، عيناها تشبهان عينيك سنيورا . إن لديها نظرة مخبأة ، ومع ذلك يتساءل من ينظر إليها عن الأفكار التي تجول في هذا الرأس الجميل . في هذا السن ، اكان شعرك بهذا الطول ؟
- اجل . . ولكنني افضله قصيرا لركوب الخيل او السباحة او في النزهات وفي حفل الغولف مع باد . فالشعر الطويل يصبح مبعثرا في الهواء.
- ولكنه يشكل فوضى جذابة .. انت لا زلت صغيرة ، فلماذا تهتمين لو ان شعرك تطاير بفعل الهواء ؟ ذلك يشبه شعر جواد عربي لدي فرس مماثل ، وانا ادربها الان للفصل القادم من السباق ...
ماعليك الا ان تأتي عندي وتركبيها .
-لا اظن من الحكمة فعل هذا سيد دونللي ..
-التعقل والحكمة في مثل سنك ؟ هذه فضائل تأتي مع التقدم العمر، وعندما تكونين في خريف عمرك ، ستنظرين الى الخلف لانك لم تستخدمي ربيعك كما تفعل الطيور والنحل .
-انت حقا الشيطان في الجنة ... الست هكذا ؟ اغواء النساء تمضية للوقت عندك ؟
-لماذا ينظر الى الرجال من دم لاتيني على انهم خطرون على الجنس الاخر اكثر من الرجال من السلالة الشمالية ؟ احيانا يبدو لي ان سيزار بورجيا وفالنتينو اساء الى سمعتنا ، لاننا يفترض الان ان لا نكون اهل للثقة بدمنا الحار . ولكن الحقيقة انسة كولين ، انني اجد ما اعجب به غالبا في جياد السباق عندي اكثر مما اجده في النساء عموما . جواد مؤهل يكون عادة انيق وناعم وسريع واخلاقة جميلة ومثل هذا المخلوق لايطلب سوى مرقد من التبن النظيف ، او جزره او تفاحة ، وبعض الجري في الهواء المنعش ، وعاطفة حقيقة وانظري الى مطالب المرأة من الرجل ، انها تطلب حريته ، اعتبار الكامل بها ، ومعظم مايكسبه من مال ، وماذا تعطيه في المقابل ... هه ؟ اما ان تصبح سمينة ومتجهمة الوجة ، او ان تميل نحو عمل الخير وتصبح بائعة اعلام وبطاقات ، والثياب القديمة لاصدقائها ... تمضية وقتي هو في عملي ، ومع جيادي ، ورحلات صيد في بعض الاحيان .. لسمك الباراكودا .
ولم تصدق للحظة واحده انه لا يحب النساء كثيرا . انه شخص مثير للقلق ، وتمنت لو انه يودعها ويركب جواده منصرفا قبل ان تحضر غلوريا ...
-انا متأكدة ان لديك عمل تقوم به سيد دنوللي .. فأنت لست من النوع الذي يتهاون في سلطته ، بعد ان بنيت فندق " برج الشمس" بكل فخر .
-ان فيه شيء ما.. اليس كذلك ؟ شرفاته البيضاء ، نوافذه البراقة ، المرتفعة امام الشمس .. لدينا مثل ايطالي يقول انك اذا كنت تهتم كثيرا بشيء ، فعامله دون اهتمام حتى لاينتبه آلهة الشر اليه .
كان من المستحيل تجنب نظراته وهو يتكلم ، فلعينيه الرماديتين قوة فولاذية جذبت عينيها اليهما رغما عنها .
-ارجوك ان تذهب الان .. اذهب .
-ثأري لم ينتهي بعد .. تفهمين كما اعتقد ؟
-اتعني انك ستثأر مني لانني ...
وتوقفت عن الكلام عندما سمعت صوت حذاء عالي الكعب على الارضية الخشبية خلف باب المكتبة، ونقلت نظرها بجنون من وجه براد دونللي الى الباب الذي على وشك ان يفتح .
-انها عرابتي .
ودخلت الغرفة سيدة متوسطة العمر، وقد جعلها الكعب العالي لحذاءها طويلة ، وكانت ترتدي ثوبا ثمينا من الحرير، وكل شعره في رأسها في مكانها الصحيح . ملامحها ضخمة مما جعلها انيقة اكثر الان ، ولكن في شبابها، عندما كانت انحف ، لم تكن تعتبر جميلة . ويقول من هم من جيلها انها اجتذبت الثري مارك آرثر بسيطرتها فقط .
لانه رجل كان يريد من يدير له حياته , ولقد نجحت غلوريا في هذا المجال تماما .
ووقف براد دونللي ينظر اليها ، وعيناه جامدتان وكأنهما فولاذ حقيقي . وشعرت مايا برغبة في الهروب نحو الحديقة ، وان لاتكون طرفا في الشجار القادم بين اثنين من اكثر الناس سيطرة .
وردت غلوريا آرثر على نظراته بالمثل ، ثم رفعت حاجبيها وقالت :
-هل التقينا من قبل ؟
-على الاطلاق .
وبدا صوته ناعما وخطرا وباردا كالثلج ، ومررت غلوريا نظرها عليه ثم قالت:
-اي زائر لهذا المنزل ، يبلغ عن وجوده لي عند الابواب .
والتفتت الى مايا .
-من هو ؟
واجبرت مايا نفسها ان تتكلم بهدوء وقامت بالتقديم. .
-سيد دونللي .. لقد قابلته في النادي الاسبوع الفائت .
-هل انت عضو جديد سيد دونللي ؟
-لم يتسنى لي شرف الانتماء الى النوداي المختارة او الجماعات الماسونية .. لدي مصالح معهم وهذا اخر اهتماماتي ..
-حقا ؟ وهل لي ان اسأل عن سبب اهتمامك بالمجيء الى منزلي دون دعوة ؟ انا متفاهمة مع ابنتي ان تعرفني باصدقائها لاستطيع الموافقه عليهم او لا ... وهذا نوع من الاختيار اقوم به لصالحها. فهي لاتحسن الحكم على الناس .
-على الرجال .
-اجل على الرجال بشكل خاص .. وماهو نوع عملك ، هل استطيع ان اسألك ؟
-انا ادير فندقا ومطعما ، ومن بين اشياء اخرى سيدة آرثر .
وبوضوح ، التقطت انفاسها ، ونظرت الى مايا نظرة حادة . ولاحظ براد تلك النظرة ، واردف بصوت فيه رنة ساخرة .
-انت والانسة كولين ، اقمتما في فندقي منذ عدة اسابيع في لاس بالماس ، واذا كنتي تذكرين . انا ليس عندي قاعدة لاختيار ضيوفي من بين لائحة خاصة ، ولكن الفكرة لها سحرها .
وومضت في عيني غلوريا نظرة عدائية ، فلم يجروء احد من قبل ان يسخر منها .
-وهل دعتك ابنتي بالعرابة الى هذا المنزل ؟ ام كان عندك الوقاحة اللازمة لاقتحام طريقك الى هنا ؟
-انا اكيد انك تعرفين جيدا سيدة آرثر ان ابنتك مدربة على رغباتك ، ولاتجروء على عدم طاعتك . لذا عليك ان تستنجي انني اقتحمت ابواب المنزل .
واخذ يحدق حوله الى ان استقر نظره على لوحة رومني .
-انها غرفة ساحرة ، وقد تفقد بريقها دون هذه اللوحة فوق المدفأة هل تحبين الافتراق عنها ؟
واسرعت غلوريا الى الجرس ودقته بغضب وقالت :
-سيريك الخادم طريق الخروج ، ولاحاجة لان اضيف انك غير مرحب به هنا مرة ثانية .
-أؤمن بفلسفة ان الافعال افضل من الاقوال . فالسنوات لاتؤثر على الناس كما تفعل بالاشجار والمنازل القديمة. وساتا نيتا لها سحرها الخاص ، وخاصة ان قضبانها الحديدية غير منظورة .
واستدار الى مايا ، ولم يتكلم فورا ، واوما براسه قائلا :
-ربما سنلتقي في سانتا لوسيا في موسم السباق .. لاتخجلي من البحث عني لسؤالي عن الرابح.. فلدي خبرة بالجياد لجيدة .
واتجه نحو باب الحديقة وهناك ودع غلوريا باشارة من السوط في يده ، ثم خرج ، وفك جواده من الشجرة وقفز الى السرج بسهولة الخبير .. وسار عبر الطريق التي اتى منها .. واستدارت غلوريا تنظر الى مايا بغضب وفضول حاد قائلة.
-لماذا لم تستدعي هادسن والكلاب لمطاردته الى الخارج ؟ انت لم تشجعي هذا الرجل ... هل فعلتي ؟ هو من النوع الذي يستغل سيدة لوحدها . ولقد جعلتك سيدة يامايا . ولن يأتي أفاق لاتيني بحديثه المعسول وافكاره الرومانسية ويخرب حياتك . اذا كان قد تقرب منك في حفلة النادي فلماذا لم تقولي لي شيئا عنه ؟
-انا ... لم اظن ان الامر مهم ...
-وهذا ليس صحيحا ، اليس كذلك ؟ السنا صريحتان مع بعضنا دائما ؟ الا تعرفين انك في مركز مرموق كابنتي ووريثتي ؟ هذا الرجل لابد انه محتال من مجرد النظر اليه.
واقفلت الخادمة الباب بعناية . وازداد الجو في الغرفة باشارة غلوريا الى حاجتها للسيارة . فهي تمضي عادة ساعة في غرفة النباتات قبل ان تذهب الى مواعيدها في البلدة . وبدا في اعلانها عن خروجها نوع من التهديد .
وسألتها غلوريا وهي تصب القهوة في فنجانها.
-هل تتناولين فنجانا ؟
-لا شكرا.. لقد تناولت واحدا ، هل استطيع ان اتى معك الى البلدة ياغلوريا ؟ اريد ان ارى اذا كان حذاء الركوب قد اصبح جاهزا . يجب ان يكون جاهزا للصيد يوم الخميس .
-اجل .. سأذهب الى البلدة لرؤية مايك كاسيدي .. وسأطلب منه ان يقوم بتحقيقات حول هذا الشخص المغامر . واذا كان هناك اي شيء مقلق حوله يستطيع مايك استخدمه فعلا ، فسأجبره على التوقف عن مضايقتك ثانية . لقد ربيتك واعددتك لزواج رائع مع واحد من افضل الشبان في هذه المقاطعة ، ولن اترك خططي يتهددها اي انسان على الاطلاق ، هل تطنيني حمقاء يا مايا ؟ الا تظنين انني اعرف بأنك لاتحبين باد ؟ ولكن ماهو الحب ؟ الحب ! انه كالوقوع بين فكي نمر او قرش . وقد يمزقك هذا الى قطع . ويحطم قلبك.. ثقي بكلامي !
-انا لن افعل شيئا عن عمد لاذية باد او اذيتك . ارجوك لاتذهبي لرؤية السيد كاسدي .. لاحاجة لذلك ، لقد تكلمت عن النمور والقرش . بعض الرجال هم هكذا ، ولو حاولت ازعاجهم او التساؤل عن قواهم ، فسينقلبون ضدك . لاتفعلي هذا ياغلوريا ! اتوسل اليك ! لم تكن مايا واثقه من شيء اكثر من ثقتها بأن غلوريا لو تحدت براد دونللي فسينقلب الى شخص خطر جدا. فقد كان هذا باديا من شكل جسده وفي عينيه ... سيقترب منها ويجعلها تحس بملامسته لها .. ولكنه لن يغرز تلك الاسنان الخطرة ويريق دمها ... الا اذا اجبره احد ان يأخذ موقف الدفاع عن النفس . واخذت مايا تتوسل اليها .
-لننسه... لماذا محاولة التحرس بهذاالرجل ؟ وكما قلتي بنفسك ياغلوريا، انه نوع مفترس والافضل تجنبه .
-اذا فهو يخيفك ؟
-ليس بالضبط ... لقد غضبت لانه تجرأ واستخدم الممر الخاص بي ، ولا ارغب في رؤية وجهه المتعجرف ثانية . وهو يعرف ياغلوريا كيف اشعر نحوه .
-حسن جدا لن ابحث مع مايك كاسيدي هذا الموضوع . ولكن التحذير لايزال قائما يامايا . اريد ان يتم هذا الزواج بينك وبين باد .. سيكون له فوائد من عدة طرق ، وسيضع الختم النهائي لقبولك في المجتمع . انت فتاة جذابة غير عادية . وخلال سنوات قليلة ستكونين واحدة من افضل النساء في باسادينا ، وستكونين قادرة على التأثير على باد ليتبع خطى السيناتور دينغول في عالم السياسة . فمن يعلم ؟ في نظامنا الديمقراطي هذا كل شيء ممكن .
وسمعت مايا كل ماقلته دون ان تعيه ... فمشاعرها الرئيسة كانت مرتاحة في العمق لان غلوريا لم تستدعي " كلاب الصيد" لمطاردة النمر .
-بينما يحضر نورويس السيارة ، الافضل ان تستخدميها لتري اذا كان حذاء الركوب قد اصبح جاهزا .. وانا مسرورة لانك تذهبين الى الصيد يامايا . فهذا يناسبك .
وصبت غلوريا كوبا آخر من القهوة ، وتفحصت مايا من رأسها الى اخمص قدميها . ثم تمتمت :
-يا قطتي الصغيرة... انت لا تشبهيني ... فأنت تعانين الكثير من الرعب مما لم اشعر به في حياتي . وبطريقة ما احسدك على طبيعتك الحساسة . ومع ذلك اشعر بالسعادة لانني اقوى واصلب . فالدنيا كالغابة ، وباد سيكون حارسا يعتمد عليه . لذا كوني حذرة ، ولا تشعري بأنك على وشك الانفجار، انك فتاة طيبة .
وشعرت مايا وكأن غلوريا ربتت على رأسها بحنان ، فنهضت ثم انحنت فوقها وقبلتها برقة على خدها.
-شكرا لك ..
-وعلى ماذا بالضبط ؟
-اوه .. لكونك لطيفة معي ... لم يكن اي انسان ليعتني بطفلة مثلي .. عندها اهل مجرمون ...
-موريس لم يكن مجرما ، انه غبي ، ولم يكن عنده شجاعة كافية لمواجهة الذين دفعوا به الى العاب لم تكن على مستوى قوته . انسيه يا مايا . ولاتنظري الى الخلف بل انظري امامك ، الى اليوم الذي ترتدين فيه الثوب الابيض ، وتملأ اخبارك الصفحات الاجتماعية في الصحف كعروس السنة . الوقت يقترب . وقريبا يجب ان نبدأ التفكير باختيار القماش واجراء اول قياس لفستانك . وسيكون مناسبا تماما للالماس ، والسيدة دينغول ، اشارت الى ان باد سيشتري الماس "تايلور-براندون" التي ستعرضها محلات تيفاني للبيع . وسوف تتألقين في ذلك اليوم .. الا يجعل التفكير في هذا قلبك يخفق ...
-انا ذاهبة الان . وداعا غلوريا !
واخذت معطفها عن التعليقة في الردهة وخرجت الى السيارة المكشوفة وقالت للسائق:
-سأستخدم السيارة بدلا من السيدة ارثر ... ارجوك ان تقودها بسرعة كبيرة يا نورويش ... اريد ان احس بالريح تضرب رأسي ...
وابتسم السائق الخبير ، وفتح لها الباب فغرقت في المقعد . معظم العاملين هنا يعرفونها منذ صغرها ، ويعاملونها على انها ابنة المنزل دون اي اشارة الى عكس ذلك . وكانت مايا تعلم بحبهم لها ، واخلاصهم ، وما لم تكن تدركه ان نعومتها وشبابها ولطافتها هي التي سهلت لهم محبتها والاهتمام بها في المقابل . وقال نورويش :
-انه صباح خريف جميل يا انسة مايا .. هل اذهب الى البلدة عن طريق الساحل ؟
-اجل ارجوك .. انه افضل موسم عندي في السنة . وكم كنت اتمنى لو ان الزمن يتوقف عنده .
-ولكنه لايفعل يا انسة مايا . انه كالمد ، كالنجوم ، تلمع ثم يأتي المطر ، الدموع . او السلم والحرب .
واتخذ نورويش مقعده خلف المقود ، وقاد السيارة مارا بالممر المليء بشجر الرمان ، بثمارها الذهبية الصدئة اللون ونافورتها المرقطة التي تقود الى قلب اراضي الاملاك حيث تقبع طيور الابوزريق في مخابئها ، والسناجب الحمراء وبعض الغزلان الصغيرة كانها متشردة من دزني لاند .
وكانت مايا تعرف ماهي قيمة حب المنزل .. وكان عندها احترام وعاطفة تجاه المرأة التي تشارك ساتا نيتا معها . ولكن في هذا اليوم الخريفي ، ولد داخل روحها نوع من الفضول حول تلك القوة الغريبة المرهقة للاعصاب التي تربط في بعض الاحيان المرأة بالرجل .
"ثقي بي دائما .. او لا تثقي بي ابدا ، هل هذا هو معنى الحب ؟
ان تغوصي فيه كالاعمى ؟ ان تثق على الرغم من كل شيء ؟ مخاطرا بالجسد والروح ، في الغوص بسعادة وتهور الى الاعماق ، اعماق الحياة ؟
وانزلقت اطارات السيارة بنعومة على الطريق الساحلية ، وهناك على احد جانبي الطريق توجد التلال المليئة بالادغال المزينة بالذهب واللهب ، والى البعيد تحتها يسارا يمتد المحيط ، يحترق كالفولاذ في نار الشمس ، واعماقه التي لا يسبر غورها ، تقع تحت سطحه اللماع .
وجلست مايا بصمت ، تحدق خارج النافذة . شاعرة انها واقعة في قبضة الخوف ، المثير ايضا بشكل غريب . النظر الى المحيط يشبه الغوص في اعماق عينين رماديتين فضيتين ... تغريان وتحتويان على لمحات ماكرة من الضحك ... تبتسمان كما يبتسم الشيطان نفسه . وصرخت في اعماقها بصمت :
-اوه ..لا.. اخرج من افكاري .. دعني وشأني !
انتهى


الساعة الآن 06:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية